You are on page 1of 32

‫التدخالت التي تركز على القيم‪ :‬تحديد دورة للعالج السلوكي‬

‫كيلي جي ويلسون وإيمي ر‪ .‬موريل‬

‫ترجمة ‪ /‬عمرو محمد‬

‫جامعة ميسيسيبي‬

‫مشروع الفصل ‪2-15-03 2003‬‬

‫‪ S. C.‬قيد اإلعداد)‪ .‬التدخالت التي تركز على القيم‪ :‬تحديد دورة للعالج السلوكي‪ .‬في( ‪، A. R.‬وموريل ‪، K. G.‬ويلسون‬

‫قيد اإلعداد)‪.‬الجديد( )‪Hayes، V. M.. Follette، & M. Linehan (Eds.‬‬

‫‪.‬العالجات السلوكية‪ :‬توسيع التقليد السلوكي المعرفي‪ .‬نيويورك‪ :‬مطبعة جيلفورد‬

‫كيلي جي ويلسون‪ ،‬دكتوراه‬


‫مبنى بيبودي ‪205‬‬
‫قسم علم النفس جامعة ميسيسيبي‬
‫‪، MS 38655‬الجامعة‬

‫مكتب (‪5256-915 )662‬‬


‫هاتف محمول (‪)662‬‬
‫‪ 5189-816‬فاكس (‪)662‬‬
‫‪5398-915‬‬
‫‪wilson@olemiss.edu‬‬
‫‪http://www.olemiss.edu/working/kwilson/kwilson/UniversityWebPage/Kelly%20Wilson.htm‬‬

‫أغراض العالج في العالج السلوكي‬

‫ما هو الهدف من العالج السلوكي؟ على الرغم من أن مكونات بناء المهارات تُعلم الكثيرين‬

‫تركز العالجات السلوكية واألهداف وتقييمات النتائج عادةً على تقليل الشكاوى النفسية بشكل أو بآخر‪ .‬العالج السلوكي‪ ،‬مثل‬

‫الطب‪ ،‬أخذ على عاتقه مهمة الحد من المعاناة‪ .‬جزء ال يتجزأ من اختيارنا لمقاييس النتائج هو افتراض حول العالقة بين الشكاوى‬

‫النفسية والرفاهية النفسية‪ .‬لقد تبنى العالج السلوكي‪ ،‬إلى جانب معظم وجهات نظر الصحة السلوكية‪ ،‬الموقف القائل بأن (أ)‬

‫المعاناة النفسية شاذة‪ ،‬و(ب) أن‬

‫‪.‬وترتبط الصحة النفسية عكسيا بعدد وشدة الشكاوى النفسية‬

‫‪-1 -‬‬
‫ويطلق هايز وستروسال وويلسون على هذا اسم "افتراض الحياة الطبيعية الصحية" (‪ ،1999‬ص ‪ .)4‬حسب‬

‫وفقًا لهذا االفتراض‪ ،‬فإن الصحة النفسية هي شؤون الدولة الطبيعية وال تنقطع إال عندما تتدخل حالة مرضية غير طبيعية‪ .‬يختلف‬

‫العالج السلوكي لهذا الرأي بطريقتين مهمتين عن النموذج الطبي التقليدي‪ .‬أوالً‪ ،‬فيما يتعلق بالتسبب في المرض‪ ،‬من المرجح أن‬

‫يشير المعالج السلوكي إلى تاريخ التعلم بدالً من اإلشارة إلى الخلل البيولوجي‪ .‬ثانيًا‪ ،‬لقد فهم العالج السلوكي عادةً المشكالت‬

‫السلوكية من حيث عمليات التعلم التي ال تختلف عن عمليات التعلم التي تولد أنماط سلوك طبيعية غير مرضية‪ .‬ما يشترك فيه مع‬

‫النموذج الطبي التقليدي هو أن الرفاهية هي الحالة الطبيعية لألمور‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬بدال من تطفل بعض الخلل البيولوجي‪ ،‬أو عامل‬

‫تاريخا تعليميًا شا ًذا وممر ً‬


‫ضا‪ .‬ومن هذا المنظور‪ ،‬فإن تواريخ التعلم هذه تولد‬ ‫ً‬ ‫معدي‪ ،‬أو إهانة سامة‪ ،‬يفترض المعالج السلوكي‬

‫أفكا ًرا وعواطف وذكريات وحاالت جسدية واستعدادات سلوكية سلبية ‪-‬المعادالت السلوكية لألورام والفيروسات والبكتيريا‪ -‬التي‬

‫‪.‬يجب استئصالها‬

‫‪.‬حتى تعود الصحة النفسية الجيدة‬

‫مصادر المعاناة‬

‫تعلم التاريخ كمسبب لألمراض‬

‫خذ بعين االعتبار المنهج السلوكي القياسي الضطراب الهلع‪ ،‬حيث يتم تنفيذ العالج على مستوى التفاعل بين الشخص‬

‫صا ما لإلصابة باضطراب الهلع‪،‬‬


‫والبيئة‪ .‬على الرغم من االعتراف بأنه قد تكون هناك عوامل وراثية و‪/‬أو فسيولوجية تهيئ شخ ً‬

‫فإن العالجات السلوكية التقليدية الحديثة تركز على تزويد الفرد بتاريخ تعليمي جديد من شأنه أن يقلل من القلق فيما كان يسبب‬

‫القلق‪ .‬السياقات‪ .‬من األمور المركزية في تاريخ التعلم الجديد هذا التعرض المنهجي لألحداث المخيفة‪ .‬تشمل التدخالت الجديدة‬

‫الواعدة التعرض لكل من األحداث الخارجية المخيفة‪ ،‬مثل مراكز التسوق‪ ،‬وكذلك األحداث الداخلية المخيفة‪ ،‬مثل تسارع معدل‬

‫العالمة الرئيسية ‪، Bouton, Mineka, & Barlow, 2001; Carter & Barlow, 1993).‬ضربات القلب (على سبيل المثال‬

‫‪.‬للعالج الناجح هي أن يكون العميل خاليًا من الذعر لبعض الوقت بعد العالج‬

‫وجهة نظر بديلة‬

‫ويوصف هايز وآخرون بديالً لوجهة النظر الموجهة نحو علم األمراض‪ .‬باعتبارها "افتراض الحالة الطبيعية المدمرة"‬

‫(‪ ،1999‬الصفحات ‪ .)12-4‬ومن هذا المنظور‪ ،‬كما هو الحال مع وجهة النظر السلوكية التقليدية‪ ،‬فهو كذلك طبيعي العمليات‬

‫النفسية التي تؤدي إلى المعاناة‪ .‬وفي بعض الحاالت‪ ،‬قد يكونون المصدر األساسي؛ وفي حاالت أخرى‪ ،‬مثل الفصام‪ ،‬قد تتفاقم‬

‫على الرغم من أن ‪ Bach & Hayes, 2002).‬التسبب في المرض البيولوجي األولي بسبب هذه العمليات النفسية الطبيعية (انظر‬

‫حركة العالج السلوكي كانت تنظر دائ ًما إلى المشكالت النفسية من حيث عمليات التعلم العادية‪ ،‬كما هو موضح أعاله‪ ،‬يُعتقد أن‬

‫‪-2 -‬‬
‫المشكالت النفسية هي نتيجة لتاريخ تعلم شاذ (على سبيل المثال‪ ،‬كانفر وفيليبس‪ .)1970 ،‬لذلك‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬تجربة مؤلمة‬

‫مع كلب قد تسبب رهابًا‪ .‬تشير التطورات األخيرة في التحليل السلوكي للغة إلى أن هناك خصائص خاصة للغة البشرية تولد معاناة‬

‫‪ (Hayes, Barnes, & Roche, 2001; Wilson & Blackledge,‬بين البشر عالوة على معاناة األنواع غير البشرية‬

‫جريج‪ ،‬وزيتل‪ .)2001 ،‬كما هو الحال مع التسبب في المرض البيولوجي في الغالب‪ ،‬فإن هذا المنظور ‪1998; Wilson, Hayes,‬‬

‫ال يستبعد آثار تاريخ التعلم اإلشكالي‪ .‬إنه يشير ببساطة إلى أن امتالك اللغة وحده سيؤدي إلى المعاناة‪ ،‬وأن العمليات الكامنة وراء‬

‫اللغة ستؤدي إلى تفاقم المعاناة الناتجة عن العمليات البيولوجية الشاذة أو تاريخ التعلم الشاذ‪ .‬إذا كان األمر كذلك‪ ،‬فيتعين علينا أن‬

‫نرى المشاكل النفسية في كل مكان ننظر إليه تقريبًا‪ ،‬والواقع أن انتشار المشاكل النفسية مذهل‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬وجد المسح‬

‫الوطني لالعتالل المشترك أن ‪ %29‬من العينة التمثيلية على المستوى الوطني المكونة من ‪ 8098‬بال ًغا (تتراوح أعمارهم بين ‪15‬‬

‫و‪ 54‬عا ًما) استوفوا معايير اضطراب نفسي واحد على األقل خالل العام السابق‪ ،‬و‪ %48‬في حياتهم (كيسلر‪ . .)1995 ،‬كان ‪%79‬‬

‫‪ (Kessler, et al., 1994).‬أخرى ‪ DSM-III-R‬من المصابين باضطرابات مدى الحياة مصابين بأمراض مصاحبة الضطرابات‬

‫اللغة والمعاناة‬

‫نحن نفترض أن اللغة تطورت نتيجة لقيمتها البقائية‪ .‬هناك عدة طرق لضمان‬

‫نجاة‪ .‬تتكاثر بعض المخلوقات بالماليين‪ .‬ويطور آخرون ذوي قدرة إنجابية أصغر وسائل أخرى لخدمة هذه الحتمية التطورية‬

‫المركزية‪ .‬عالوة على حاجتنا إلى التكاثر والعثور على الطعام وكل شيء آخر‪ ،‬يجب علينا تجنب التعرض لألكل‪ .‬البشر مخلوقات‬

‫هشة نسبيا‪ .‬ال يمكننا تحمل البرد مثل الدب القطبي‪ .‬نحن لسنا أقوياء مثل الفيل‪ .‬نحن لسنا سريعين مثل الفهد‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فقد أصبح‬

‫البشر يسيطرون على الكوكب‪ .‬لقد ابتكرنا وسائل للتغلب على العديد من العيوب الجسدية التي لدينا مقارنة بالمخلوقات األخرى‬

‫األكثر قوة‪ .‬إذا لم نتمكن من العيش في بيئة ما‪ ،‬فلدينا القدرة على تغييرها بشكل كبير‪ .‬هذا النجاح في حماية أنفسنا من عالم معا ٍد‬

‫م ّكننا من العيش فيه‬

‫‪).‬أكثر األماكن قسوة على هذا الكوكب (وحتى خارج الكوكب‬

‫لقد تطورت اللغة كتكيف أدى دو ًرا مركزيًا في حماية البشر من البيئة المعادية‪ .‬إحدى النتائج غير العادية للعمليات‬

‫األساسية التي تقوم عليها اللغة هي أنها تسمح للبشر بمقارنة وتقييم واالستجابة بفعالية للحاالت الطارئة الصغيرة والتراكمية‪ ،‬أو‬

‫البعيدة مؤقتًا‪ ،‬أو ذات االحتمالية المنخفضة للغاية‪ ،‬أو المعيبة بطريقة ال تدعم الفعالية‪ .‬السلوك من جانب الكائنات غير البشرية‪.‬‬

‫على سبيل المثال‪ ،‬لكي تكون العواقب فعالة بالنسبة لغير البشر‪ ،‬يجب أن (أ) تحدث في وقت قريب نسبيًا من السلوك الذي تنتجه و‬

‫(ب) تكون كبيرة الحجم نسبيًا‪ .‬وبدون هاتين الصفتين ال يتغير السلوك‪ .‬حتى مع وجود كائنات غير بشرية متطورة نسبيًا مثل‬

‫‪-3 -‬‬
‫الرئيسيات‪ ،‬فإن العواقب الصحية السلبية للتدخين‪ ،‬والتي تكون صغيرة وتراكمية وتبعد سنوات‪ ،‬لن تتغلب أبدًا على اآلثار اإليجابية‬

‫‪.‬قصيرة المدى للتبغ ألن العمليات األساسية الكامنة وراء اللغة عند البشر غائبة‬

‫‪).‬هايز‪ ،‬بارنز هولمز‪ ،‬وروش‪(2001 ،‬‬

‫وبالمثل‪ ،‬فإن األحداث اإليجابية التي تأخرت كثيرا أو الصغيرة والتراكمية لن تعزز‬

‫سلوك الحيوانات التي تفتقر إلى اللغة البشرية‪ .‬لن تزيد حبيبات الطعام التي يتم تسليمها بعد خمسة عشر دقيقة من الضغط على‬

‫الرافعة من احتمال قيام الفأر بالضغط على الرافعة مرة أخرى‪ .‬وينطبق الشيء نفسه على عمليات التكييف الكالسيكية‪ .‬لكي يكون‬

‫التكييف الكالسيكي فعاال‪ ،‬يجب أن يتبع المنبه غير المشروط المحفز المحايد بشكل وثيق جدا في الوقت المناسب‪ .‬باإلضافة إلى‬

‫صحيحا‪ .‬في اإلشراط الفعال‪ ،‬ال يمكن للمعزز أن يسبق‬


‫ً‬ ‫ذلك‪ ،‬في كل من تكييف العامل والمستجيب‪ ،‬يجب أن يكون ترتيب األحداث‬

‫‪.‬االستجابة‪ ،‬بل يجب أن يتبعها‬

‫التحفيز المحايد وإال فلن يحدث التكييف‪ .‬االستثناءات موجودة‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬تقوم ‪ UCS‬في تكييف المستجيب‪ ،‬يجب أن يتبع‬

‫بعض الحيوانات بتخزين الطعام لفصل الشتاء القادم‪ .‬وفي مجال االستجابات المشروطة كالسيكيًا‪ ،‬يمكن أن يكون نفور التذوق‬

‫مشروطًا على الرغم من أن المرض ال يستمر لعدة ساعات‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬تميل هذه االستثناءات إلى أن تكون أنماطًا ثابتة جدًا من‬

‫‪.‬السلوك وال يمكن تحديدها خارج تلك المجاالت الضيقة حيث يبدو أنها تحددها ماليين السنين من التطور التطوري‬

‫‪.‬تاريخ‬

‫وعلى النقيض من ذلك‪ ،‬يستطيع البشر االستجابة بفعالية لمجموعة من الحاالت الطارئة التي قد تفشل في السيطرة على‬

‫سلوك الكائنات غير اللفظية‪ .‬يمكن جعل األحداث حاضرة لفظيًا‪ ،‬ثم تصبح حاضرة نفسيًا على أنها خطيرة (أو مرغوبة) حتى لو لم‬

‫تكن موجودة‪ ،‬أو على األقل غير واضحة‪ ،‬في البيئة المباشرة‪ .‬يُعتقد أن القدرة على االستجابة بفعالية لما يمكن أن يكون تنظي ًما‬

‫‪،‬وآخرون ‪ (Hayes،‬غير فعال للطوارئ هو نتيجة لعمليات التكييف العالئقي‬

‫ومن خالل هذه العمليات يتجنب اإلنسان الحدث الثابت لفظيا كما يتجنب الحدث نفسه ألن الحدث الفعلي موجود نفسيا في ‪2001).‬‬

‫الحدث اللفظي‪ .‬خذ على سبيل المثال الموت‪ .‬إذا طلبت من القارئ أن يفكر في وفاة أكثر شخص يحبه في العالم‪ ،‬فإن الكثيرين‬

‫سيرفضون ذلك‪ .‬نحن ال نتجنب الموت فحسب‪ ،‬الذي له قيمة حقيقية للبقاء؛ كما أننا نتجنب األفكار المتعلقة بالموت‪ ،‬التي ليس لها‬

‫قيمة بقائية واضحة‪ .‬نموذج العالج بالتقبل وااللتزام (االكت)‪ ،‬الذي سيتم مناقشته الحقًا‪ ،‬يسمي هذا االتجاه لتجنب األحداث النفسية‬

‫‪".‬البغيضة "التجنب التجريبي‬

‫يرى منشئو ومؤيدو االكت أن هذا التجنب نتيجة طبيعية لعمليات التعلم العالئقي‬

‫;‪ (Hayes, et al., 1999‬أي العمليات اللفظية)‪ ،‬وهو أمر بالغ األهمية لهذا الموقف‪ ،‬وهو العقبة األساسية أمام الحياة الفعالة(‬

‫‪-4 -‬‬
‫‪).‬هايز‪ ،‬ويلسون‪ ،‬جيفورد‪ ،‬فوليت‪ ،‬وستروسال‪1996 ،‬؛ ويلسون ولوتشيانو‪2002 ،‬‬

‫اللغة وعلم النفس المرضي وتجنب التجارب‬

‫ينشأ قدر كبير من المعاناة من المحاوالت البشرية المستمرة والفريدة للسيطرة على مختلف األمور‬

‫جوانب الخبرة‪ .‬نحن ال نتحدث هنا عن أحداث في العالم‪ ،‬بل عن العوامل التجريبية لتلك األحداث‪ .‬تعلمنا ثقافتنا أن األفكار‬

‫والمشاعر اإليجابية جيدة؛ األفكار والمشاعر السلبية سيئة ويجب إزالتها أو التقليل منها أو على األقل التقليل منها‪ .‬نحن نبذل جهدًا‬

‫هائالً في مدارسنا وأماكن عملنا لتعليم الناس أن يشعروا بمزيد من الثقة‪ ،‬وأن يتمتعوا بقدر أكبر من احترام الذات‪ ،‬وأن يكونوا‬

‫‪ -‬مبتهجين ومتفائلين‪ .‬وعلى النقيض من ذلك‪ ،‬تتم معاقبة األفكار والمشاعر السلبية‬

‫‪.‬إال إذا كانت عابرة نسبيا‬

‫منذ أن كنا أطفااًل صغا ًرا‪ ،‬تعلمنا أنه يمكننا ويجب علينا التحكم في اإلدراك السلبي‬

‫والعاطفة‪ .‬يقال للفتاة الصغيرة التي تبكي في الليل أنه ال يوجد ما تخاف منه‪ .‬الطفل الصغير الذي يبكي في الملعب يسمى طفالً‪.‬‬

‫الشخص البالغ الوحيد الذي يخبر صديقًا أنه ال يعتقد أن أحدًا سيحبه أبدًا‪ ،‬سيتم إخباره أنه ال ينبغي له أن يعتقد ذلك‪ .‬من المرجح‬

‫صحيحا إلى األبد‪ .‬وكأن مشاعر‬


‫ً‬ ‫أن يحاول الصديق حسن النية إقناع الشخص الوحيد بأنه إما غير صحيح اآلن أو أنه لن يكون‬

‫الخوف وأفكار الرفض هي العدو بقدر ما هي الظروف المخيفة والرفضية‪ .‬االفتراض األساسي هو أنه يجب على المرء أن يشعر‬

‫بالشجاعة ليكون شجاعًا‪ ،‬وأنه يجب على المرء أن يؤمن بأن الحب ممكن حتى يتمكن من العثور على الحب‪ .‬وهكذا‪ ،‬فإننا ال نتعلم‬

‫ضا محاربة ردود أفعالنا تجاه تلك الظروف‪ .‬عالوة على ذلك‪ ،‬نحن ال نحارب‬
‫محاربة الظروف المكروهة فحسب‪ ،‬بل نتعلم أي ً‬

‫ضا‬
‫الظروف الحالية فحسب‪ ،‬بل تلك أي ً‬

‫‪.‬التي تحدث في مستقبلنا المتخيل والماضي الذي نتذكره‬

‫ضا االفتراض القائل بأن األفكار والمشاعر السلبية يجب أن تحل‬


‫تقبل نماذج علم النفس المرضي في كثير من األحيان أي ً‬

‫محلها األفكار والمشاعر اإليجابية حتى يتمكن عمالئنا من المضي قد ًما في حياتهم‪ .‬في عدد من العالجات‪ ،‬يتم تعليم العمالء كيفية‬

‫تركز بعض العالجات على التخلص أو الحد من ‪ (Beck, Rush, & Shaw, 1979; Ellis, 1962).‬مناقشة األفكار غير العقالنية‬

‫‪، Barlow et al., 1989; Borkovec et al.,‬الحاالت العاطفية اإلشكالية‪ ،‬مثل القلق‪ ،‬من خالل التعرض (على سبيل المثال‬

‫في مجال تعاطي المخدرات‪ ،‬تُبذل محاوالت لتقليل الرغبة الشديدة المشروطة من خالل التعرض لإلشارة (مونتي وآخرون‪1987). ،‬‬

‫‪ .)1989‬يبدو أن كل هذه المعالجات تشترك في وجهة النظر القائلة بأن بعض اإلدراك والعواطف والحاالت الجسدية تؤدي إلى نتائج‬

‫سلوكية سيئة‪ ،‬وأنه من أجل تحسين النتائج السلوكية‪ ،‬يجب القضاء على مجموعة من األحداث الخاصة اإلشكالية‪ ،‬أو على األقل‬

‫‪.‬تقليلها‬

‫اآلثار المتناقضة للسيطرة على اإلدراك السلبي والعاطفة‬

‫‪-5 -‬‬
‫على الرغم من أن األدلة ليست موحدة تما ًما‪ ،‬إال أن هناك أدلة كبيرة في التجربة‬

‫‪ (Bruder-Mattson,‬األدبيات المتعلقة بقمع الفكر (بوردون‪ 1999 ،‬للمراجعة األخيرة)؛ في أدبيات التعامل بين مرضى االكتئاب‬

‫الناجين من االعتداء الجنسي على ‪& Hovanitz, 1990; DeGenova, Patton, Jurich, & MacDermid, 1994)،‬‬

‫‪،‬إدمان الكحول (كوبر ;)‪ (Leitenberg, Greenwald, & Cado, 1992; Polusny & Follette, 1995‬األطفال‬

‫& ‪ (Foa‬راسل‪ ،‬سكينر‪ ،‬فرون‪ ،‬ومودار‪1992 ،‬؛ موسر وأنيس‪ ،)1996 ،‬والتعافي من األحداث الصادمة‬

‫‪.‬مما يشير إلى أن الوسائل المتجنبة للتعامل تتنبأ بنتائج أسوأ على المدى الطويل )‪Riggs, 1995‬‬

‫ضا أدبيات سريرية تتوسع بسرعة حول العالجات التي تؤكد على التركيز عليها‬
‫هناك أي ً‬

‫التقبل والعيش القيم كبديل للعالجات الموجهة نحو التغيير‪ .‬لقد ناقش لينهان لبعض الوقت نظريًا وتجريبيًا دور التقبل في عالج‬

‫اضطرابات الشخصية الحدية (لينهان‪ .)1987 ،‬تابع كريستنسن وزمالؤه مضامين التقبل في معاملة األزواج (كريستنسن‪،‬‬

‫‪ (Segal,‬جاكوبسون‪ ،‬وبابكوك‪ .)1995 ،‬وقد طور آخرون استراتيجيات التقبل و‪/‬أو التركيز الذهني في عالج االكتئاب‬

‫وتعاطي ‪ (Forsyth & Eifert, 1998; Roemer & Orsillo, 2002)،‬والقلق ‪Williams, & Teasdale, 2002)،‬‬

‫‪).‬واضطرابات األكل (ويلسون‪ (Marlatt, 2002). 1996 ،‬المخدرات‬

‫التجنب التجريبي والحياة القيمة‬

‫إن التجنب التجريبي ليس سيًئا في حد ذاته‪ .‬إذا كانت التجارب التي تم تجنبها منفصلة نسبيًا ومحدودة الوقت‪ ،‬فقد تنشأ‬

‫مشاكل قليلة أو معدومة‪ .‬لذا‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬إذا خرجت ابنتي في موعد وتأخرت قلياًل في العودة إلى المنزل‪ ،‬فقد ألهي نفسي‬

‫بالعمل على فصل من كتاب وأخفف من تواصلي مع المخاوف المرتبطة بمكان وجودها‪ ،‬وشخصية صديقها‪ ،‬ممكن‪ .‬حوادث‬

‫السيارات‪ ،‬وما إلى ذلك‪ .‬على األرجح‪ ،‬وصلت إلى المنزل آمنة وسليمة في ذلك المساء وكانت النتيجة فصاًل مكتماًل ‪ .‬تنشأ المشكلة‬

‫عندما تكون التجارب التي تم تجنبها ثوابت دائمة إلى حد ما في حياة الفرد‪ .‬إذا كان ما يتم تجنبه هو األفكار والذكريات والحاالت‬

‫الجسدية المتعلقة بتاريخ االعتداء الجنسي‪ ،‬فإن هذا التاريخ دائم‪ .‬عندما يكون مصدر الجوانب المزعجة من التجربة دائ ًما‪ ،‬فإن‬

‫ضا ‪ -‬إلى الحد الذي يكون فيه الفرد غير راغب في البقاء على اتصال نفسي مع تلك األفكار والذكريات‬
‫التجنب قد يكون دائ ًما أي ً‬

‫ضا عندما يكون من المحتمل أن تحدث التجارب التي يتم تجنبها سعيا ً‬
‫والحاالت الجسدية‪ .‬يمكن أن يكون تجنب التجارب ضا ًرا أي ً‬

‫وراء بعض القيمة‪ .‬لذلك‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬إذا كان الناجي من االعتداء الجنسي هوكليا ملتزمون بتجنب األفكار والعواطف‬

‫والذكريات المؤلمة المرتبطة باإلساءة‪ ،‬وقد يعملون في خدمة الحد من هذه الجوانب المكروهة من التجربة على حساب التفاعالت‬

‫‪.‬الحميمة الغنية‬

‫‪-6 -‬‬
‫يمكن أن تصبح إدارة األحداث الخاصة المكروهة نوعًا من المهنة‪ .‬إنها ليست مهنة ممتعة‪ ،‬ولكن مثل الكثير من المهن‬

‫غير الممتعة‪ ،‬قد يريح الشخص نفسه بفكرة أنه بمجرد االنتهاء من المهمة‪ ،‬سيكون قاد ًرا على القيام بما يريده‪.‬حقًا يريدون القيام‬

‫به في حياتهم بهذه الطريقة‪ ،‬يتم تعليق الحياة في خدمة إدارة األفكار والعواطف‪ .‬والحياة التي تعيش خارج أ‬

‫‪.‬إن القيم األكثر تمس ًكا بالشخص تبدو رديئة‬

‫أغراض العالج في االكت‬

‫من منظور االكت‪ ،‬قد يؤدي اإلدراك والعاطفة السلبية‪ ،‬ولكن ليس من الضروري‪ ،‬إلى نتائج سلوكية سيئة‪ .‬يتبنى االكت‬

‫تركيزًا مختلفًا إلى حد ما عما كان تقليديًا في حركة العالج السلوكي‪ .‬وألننا نؤمن بأن المعاناة هي نتيجة ثانوية طبيعية للغة‪ ،‬فإننا‬

‫نرى أن إزالة المعاناة أمر ال جدوى منه‪ .‬لن يكون اإلزالة الكاملة للمعاناة ممكنة إال عن طريق إزالة اللغة (باإلضافة إلى مصادر‬

‫المعاناة غير اللغوية)‪ .‬لذا‪ ،‬بداًل من ذلك‪ ،‬يهدف االكت إلى إيجاد طريقة للتعايش مع الجانب المظلم للعمليات اللغوية‪ ،‬حتى مع‬

‫االستفادة مما تقدمه لنا اللغة‪ .‬الهدف األساسي لـ االكت‪ ،‬بالمعنى األكثر تجريدية‪ ،‬هو مساعدة العميل على أن يعيش حياة غنية‬

‫وذات معنى في المعاناة التي ستأتي إلينا جمي ًعا بالتأكيد‪ .‬وبطبيعة الحال‪ ،‬فإن القليل من المدارس العالجية أو المعالجين الفرديين قد‬

‫‪،‬يزعمون خالف ذلك‬

‫‪.‬لكن كيفية التعامل مع هذا الهدف قد تكون مختلفة تما ًما اعتمادًا على تفاصيل النظرية األساسية‬

‫من وجهة نظر علم األمراض الموصوفة أعاله‪ ،‬فإن إزالة األمراض تحرر الفرد‬

‫لمتابعة أي اتجاه في الحياة قد يتخذونه‪ .‬من وجهة نظر االكت‪ ،‬فإن المعاناة النفسية ليست شاذة‪ .‬إنه أمر طبيعي ومنتشر‪ .‬إن‬

‫النضال من أجل إزالة الشدائد النفسية يعمل على إصالح تلك الشدائد في تجربة الفرد وتكثيفها‪ .‬واألهم من ذلك‪ ،‬أنه صراع‬

‫يتعارض مع الحياة التي يعيشها الفرد باستمرار في السعي وراء قيمه‪ .‬تهدف االكت بشكل مباشر إلى مساعدة العمالء على التخلي‬

‫عن هذا األمر‬

‫‪.‬النضال من أجل أن يعيشوا حياة في السعي لتحقيق قيمهم األكثر عمقا‬

‫العالج السلوكي الموجه بالقيم‬

‫حقق العالج السلوكي تقد ًما استثنائيًا على مدار األربعين عا ًما الماضية‪ .‬في ما يلي‪ ،‬سوف نقوم بفحص اثنين من‬

‫التدخالت األساسية للعالج السلوكي‪ .‬سنناقش آليات التغيير األساسية‪ ،‬وأخي ًرا‪ ،‬ونصف الطرق التي يمكن من خاللها تحسين هذه‬

‫‪.‬التدخالت وتوجيهها من خالل إضافة توجه قيمي قوي ومنهجي‬

‫إجراءات التعرض في العالج السلوكي‬

‫يمكن العثور على أكبر أحجام التأثير لدينا في العالج السلوكي بين العالجات التي تعتمد على التعرض‬

‫‪-7 -‬‬
‫التدخالت الضطرابات القلق‪ .‬تعتبر هذه التدخالت مثاالً ممتازًا ألبحاث الترجمة التي حددت تطور حركة العالج السلوكي المبكر‬

‫(ويلسون‪ .)1997 ،‬في وقت مبكر من حركة العالج السلوكي‪ ،‬تساءلنا عما إذا كان من الممكن تطبيق قاعدة معرفتنا حول الخوف‬

‫المشروط والتجنب في المختبر على الحاالت السريرية الخوف والتجنب‪ .‬وكانت اإلجابة نعم تامة‪ .‬على الرغم من أن بعض الخوف‬

‫والتجنب كان مقاو ًما‪ ،‬إال أن اإلجراءات القائمة على التعرض أحدثت ثورة في عالج اضطرابات القلق‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬يمكن‬

‫نحن نعتقد أن قابلية تطبيق اإلجراءات القائمة على التعرض قد ‪ (Öst، 2001).‬عالج الرهاب البسيط بنجاح في أقل من يوم واحد‬

‫‪.‬تكون أوسع إذا قمنا بتوسيع فهمنا لطبيعة التكييف واالنقراض والطرق التي تتفاعل بها حاالت الطوارئ المستجيبة والعاملة‬

‫ما يحدث في العالج القائم على التعرض‬

‫لقد تأثرت الطرق التي نقيم بها فعالية العالجات القائمة على التعرض بشدة بالتحضيرات المختبرية التي اشتقت منها هذه‬

‫اإلجراءات‪ .‬تتطلب الدراسات المختبرية حول التكييف الكالسيكي واالنقراض تدابير تابعة يمكن الوصول إليها بسهولة لمعرفة ما إذا‬

‫كان التكييف قد حدث‪ ،‬أو في التحضير لالنقراض‪ ،‬ما إذا كانت آثار التكييف قد تم إخمادها‪ .‬يتم تقييم االستثارة الالإرادية المتزايدة‬

‫والتجنب بسهولة من خالل التدابير التابعة التي تتغير بشكل موثوق في إجراءات التكييف المكرهة‪ .‬في العيادة‪ ،‬نستخدم التجنب‬

‫الفعلي (على سبيل المثال‪ ،‬مهام المنهج السلوكي) والوسائل البديلة للتجنب (على سبيل المثال‪ ،‬استبيانات حول التجنب) والتدابير‬

‫‪.‬المباشرة أو البديلة لالستثارة الالإرادية كمقاييس لشدة اضطراب القلق‪ ،‬أو بالتناوب‪ ،‬كتدبير‪ .‬من فعالية العالج‬

‫مما ال شك فيه أن التكييف البغيض يزيد من التجنب واإلثارة الالإرادية‪ ،‬وأن إجراءات االنقراض تقلل منهما‪ .‬ومع ذلك‪،‬‬

‫فإن هذين التأثيرين ال يستنفدان تأثيرات التكييف المنفر‪ .‬المنكرات المشروطة لها تأثيرات على السلوك الفعال تتجاوز التجنب ولها‬

‫آثار على المشاكل النفسية‪ .‬نحن نعلم من أدبيات العلوم السلوكية األساسية أنه عندما يتم فرض المنكرات المشروطة على خط‬

‫أساس فعال حر‪ ،‬سنرى قمع مشروط من االستجابة الفعالة‪ .‬يحدث هذا على الرغم من أن السلوك الفعال الذي تم قمعه ليس له أي‬

‫عالقة بإنتاج التحفيز المشروط المكره‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬أنشأ جيلر (‪ )1960‬نقر المفتاح في الحمام ضمن جدول زمني متغير‪ .‬ثم‬

‫قام بتركيب نغمة استمرت لمدة ‪ 3‬دقائق أعقبتها صدمة كهربائية‪ .‬على مدى سلسلة من التجارب‪ ،‬تم قمع نقرات الحمام الرئيسية‬

‫تما ًما خالل الفترة التي تم فيها إصدار النغمة‪ ،‬على الرغم من أن نقرات المفتاح لم يكن لها أي تأثير على النغمة أو على الصدمة‬

‫‪.‬الالحقة‬

‫باختصار‪ ،‬للتكييف البغيض ثالثة تأثيرات أساسية على السلوك التي تهم فهم علم النفس المرضي‪( :‬أ) ينتج استنباطًا‬

‫مشروطًا (أي اإلثارة والتوتر)؛ (ب) يزيد من السلوكيات التي تنهي المثيرات الكريهة (أي التجنب)؛ و (ج) أنه يمنع االستجابة‬

‫الفعالة األخرى‪ ،‬باستثناء تلك االستجابات الفعالة التي تنهي النفور (القمع المشروط)‪ .‬مجتمعة‪ ،‬المحفزات المنفرة‪ ،‬بما في ذلك‬

‫المنفرات المشروطة‪ ،‬تولد تضييقًا حادًا في أنماط االستجابة السلوكية‪ .‬في وجود المنكرات‪ ،‬أو األحداث المرتبطة بالمنكرات‪ ،‬تصبح‬

‫الكائنات الحية جاهزة جسديًا‬

‫‪-8 -‬‬
‫‪.‬التصرف‪ ،‬ويضيق سلوكهم الطوعي إلى االستجابات التي تنهي التهديد‬

‫فكر في مثال في الطبيعة يوضح الميزة التطورية المعقولة التي يوفرها‬

‫هذه االستجابة لألحداث المكروهة وارتباطاتها‪ .‬إذا رأى أرنب أسدًا في السافانا‪ ،‬فلن يكون من المفيد‪ ،‬من منظور البقاء‪ ،‬أن يستمر‬

‫األرنب في البحث عن الطعام أو مالحظة الزهور والسمات األخرى للمناظر الطبيعية‪ .‬ستذهب الميزة التطورية إلى األرنب الذي كان‬

‫لديه نمط استجابة فوري وضيق ‪ -‬أي األرنب الذي أظهر إثارة ال إرادية عالية‪ ،‬والقمع الفوري للسلوكيات األقل أهمية‪( ،‬الكبت‬

‫المشروط)‪ ،‬والحركة السريعة إلى مخبأه (تجنب )‪ .‬وبالمثل‪ ،‬إذا كان بعض الصوت أو الرائحة يسبق ظهور األسد بشكل موثوق‪،‬‬

‫فإن الميزة التكيفية ستذهب إلى األرانب التي أظهرت نفس نمط السلوك فيما يتعلق بالصوت أو الرائحة كما فعلوا مع األسد الفعلي‪.‬‬

‫ضا بترتيب معين‪.‬‬


‫من المهم أن نالحظ أن هذه األحداث المترابطة يجب أن تحدث بالقرب من بعضها البعض في الوقت المناسب‪ ،‬وأي ً‬

‫األحداث التي تتبع وجود األسد ال تأخذ على عاتقها الوظائف النفسية التهديدية لألسد‪ .‬إذا كان التكييف العكسي قويًا‪ ،‬فقد يقوم‬

‫المخبأ بوظائف األسد‪ ،‬مما يتسبب في هروب االرنب من المخبأ‪ .‬على العكس من ذلك‪ ،‬فإن حفرة المخبأ تسبق إزالة التهديد‬

‫‪.‬وبالتالي تتولى وظائف السالمة تلك‬

‫في العالم خارج لغة اإلنسان‪ ،‬تعتبر هذه خدعة تطورية رائعة‪ .‬ومن المؤسف أن ظهور اللغة‪ ،‬التي وفرت العديد من‬

‫المزايا التكيفية‪ ،‬له أيضا جانب مظلم‪ .‬الجانب المظلم للغة هو أنه من خالل عمليات التكييف العالئقي يمكن أن تصبح لألحداث‬

‫خصائص مكروهة حتى بدون االقتران الزمني الوثيق الضروري لجميع المخلوقات األخرى على األرض‪ .‬كما هو موضح في القسم‬

‫ضا أي شيء مشروط باألحداث الخطيرة‪ .‬على سبيل‬


‫أعاله حول التجنب التجريبي‪ ،‬نحن البشر ال نتجنب فقط ما هو خطير‪ ،‬ولكن أي ً‬

‫المثال‪ ،‬إذا كنت من البشر األوائل القادرين على اللغة‪ ،‬فقد يقول لك إنسان آخر "كان هذا أسدًا"‪ .‬بسبب الخصائص الخاصة‬

‫فإن كلمة "أسد" )‪ (Hayes et al., 2001; Wilson & Blackledge, 1998; Wilson, et al., 2001‬للتكييف العالئقي‬

‫ستأخذ بعض الوظائف النفسية المهددة لألسد‪ ،‬على الرغم من أن لقد حدث ما هو أبعد بكثير من الحدود الزمنية الالزمة للتكييف‬

‫الكالسيكي الجيد‪ ،‬وعلى الرغم من أن كلمة "األسد" جاءت بعد وجود األسد الفعلي‪ ،‬وليس قبله‪ .‬اآلن إذا سمعت أحدهم يقول كلمة‬

‫أسد‪ ،‬فقد تصاب باالستثارة‪ ،‬وتتوقف عما تفعله (الكبت المشروط)‪ ،‬وتهرب إلى مكان آمن (التجنب)‪ .‬كل هذا مفيد إذا كان يساعدنا‬

‫على تجنب األسود‪ ،‬ولكن ما يحدث عندما ال يكون الشيء الذي نتجنبه حدثًا خارجيًا‪ ،‬مثل األسد‪ ،‬بل جانبًا من الخبرة‪ ،‬مثل ذكرى‬

‫مزعجة‪ ،‬أو فكرة‪ ،‬أو‬

‫‪.‬المشاعر‬

‫نتيجة عملية التكييف العالئقي هذه هي أن لدينا القدرة على تطوير نطاق ضيق و‬

‫‪-9 -‬‬
‫أنماط السلوك غير المرنة فيما يتعلق بالعديد والعديد من األحداث‪ ،‬بما في ذلك العديد من محتويات تجربتنا الواعية‪ .‬نحن واضحون‬

‫تما ًما‪ ،‬كمعالجين سلوكيين‪ ،‬بشأن ما يجب فعله عندما يولد حدث خارجي هذه األنماط الضيقة وغير المرنة من السلوك ‪ -‬فنحن‬

‫وضوحا إلى حد ما عندما تكون األحداث التي تولد هذه األنماط هي جوانب من تجربتنا الخاصة‪ .‬عندما تكون‬
‫ً‬ ‫نتعرض‪ .‬نحن أقل‬

‫فكرة الفشل هي الحدث الذي يولد نمطًا ضيقًا وغير مرن من السلوك‪ ،‬فإننا غالبًا ما نعمل على دحض الفكرة‪ .‬لماذا؟ ليس من المفيد‬

‫أن يكون )‪ (DSM‬دحض المخاوف بشأن األشياء الرهابية‪ .‬في الواقع‪ ،‬يتطلب الدليل التشخيصي واإلحصائي لالضطرابات العقلية‬

‫هناك بعض التبصر في المبالغة في المخاوف من أجل وصفها بأنها رهاب وليس مجرد وهم‪ .‬عندما يخاف شخص ما من شيء ما‪،‬‬

‫فإن أفضل عالج هو جعله يتفاعل مع الشيء المخيف بعدة طرق (باستثناء طرق التفاعل التي تنطوي على التجنب)‪ .‬نحن ال نطلب‬

‫ببساطة من األفعى التي تعاني من رهاب الثعبان أن تنظر إلى األفعى‪ .‬نطلب منه أن يقترب من الثعبان‪ ،‬أن يالحظ ألوان الثعبان‪،‬‬

‫يراقب طريقة حركته‪ ،‬أن يلمس الثعبان‪ .‬وبعبارة أخرى‪ ،‬نحن نحاول إنشاء ذخيرة واسعة ومرنة فيما يتعلق بالثعبان‪ .‬لماذا ال‬

‫نستخدم نفس اإلجراءات بالضبط مع األفكار والذكريات والحاالت الجسدية والعواطف والجوانب األخرى من الخبرة؟ الحظ بوتون‬

‫وزمالؤه عدم االتساق في التعامل مع التجارب الشخصية مثل األفكار من خالل محاولة دحضها (بوتون وآخرون‪ .)2001 ،‬وجهة‬

‫نظرهم بأن اضطراب الهلع‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬هو نتيجة للقلق المشروط لكل من اإلشارات الداخلية والخارجية‪ ،‬يسمح باستخدام‬

‫أوسع للتعرض‪ .‬في الواقع‪ ،‬كانت اإلضافة الوحيدة األكثر أهمية في عالج بارلو للذعر هي التطبيق المنهجي إلجراءات التعرض‬

‫لإلشارات الداخلية (بوتون وآخرون‪ .)2001 ،‬يشير هذا المنظور حول التكييف المنفر إلى أن المشكلة األساسية في التكييف‬

‫المشروط ليست أن الفرد يتجنب أو يصبح مثا ًرا‪ .‬المشكلة هي أنهم فقط تصبح أثار وتجنب‪ .‬ال نريد أن يصبح رهاب الثعبان غير‬

‫قادر على اإلثارة والتجنب؛ في بعض األحيان تكون هذه مجرد االستجابات الصحيحة‪ .‬ما نسعى إليه هو ذخيرة واسعة ومرنة فيما‬

‫يتعلق بالثعابين‪ .‬باستخدام مثال رهاب الثعابين‪ ،‬يمكننا التفكير في الفرق بين التعرض قبل وبعد التعرض كتغيير في مجموعة‬

‫االستجابات المحتملة‪ .‬قبل التعرض‪ ،‬يكون لدى الفرد مجموعة محدودة جدًا من االستجابات ذات االحتمالية العالية (انظر الشكل ‪.)1‬‬

‫منزعجا ويعمل‬
‫ً‬ ‫بغض النظر عن السياق تقريبًا‪ ،‬فإن الشخص الذي يعاني من رهاب األفعى لديه احتمالية بنسبة ‪ %100‬ألن يصبح‬

‫على تقليل االتصال بالثعبان‪ .‬بعد التعرض‪ ،‬يظهر رهاب األفعى ذخيرة واسعة ومرنة (الشكل ‪ .)2‬من خالل ذخيرة ما بعد التعرض‪،‬‬

‫على سبيل المثال‪ ،‬لن يتم التحكم في ما إذا كان الرهاب قد توقف عن النظر في نافذة متجر للحيوانات األليفة أم ال‪ُ .‬م َج ّرد من خالل‬

‫وجود أو عدم وجود الثعابين‪ ،‬ولكن من خالل العوامل السياقية مثل الوقت المتاح‪ ،‬سواء كانوا مع صديق مهتم بالثعابين‪ ،‬سواء‬

‫كانوا أم ال‬

‫‪.‬كانت هناك أمثلة ملونة من الثعابين المعروضة‪ ،‬وما إلى ذلك‬

‫‪-------------------------------------------------- ----------------------‬‬
‫أدخل الشكلين ‪ 1‬و ‪ 2‬هنا‬
‫‪-------------------------------------------------- ----------------------‬‬

‫‪-10 -‬‬
‫اآلثار المترتبة على العالج‬

‫‪،‬ومن خالل وجهة النظر هذه‪ ،‬قد نتدخل عندما يحدث حدث‪ ،‬سواء خارجي أو داخلي‬

‫يولد نمطًا ضيقًا وغير مرن من السلوك‪ .‬إن الغرض من التدخل ليس مجرد تقليل اإلثارة والتجنب‪ ،‬بل بدالً من ذلك بناء ذخيرة‬

‫واسعة ومرنة فيما يتعلق بالحدث الذي تم تجنبه‪ .‬على الرغم من أن االستنباط والتجنب سينخفضان بشكل عام في ظل مثل هذا‬

‫العالج‪ ،‬إال أن هذه التخفيضات ليست هدف العالج‪ .‬على المستوى العملي‪ ،‬هذا يعني أن أي شيء نقوم به مع األحداث التي تم‬

‫تجنبها والتي ال تعتبر تجنبًا هو أمر جيد ألنه يوسع ذخيرة الفرد‪ .‬إن أفكارنا وذكرياتنا وحاالتنا الجسدية وعواطفنا السلبية هي‬

‫دعوات للعمل‪ .‬وعندما تنشأ‪ ،‬يكون لدينا نمط مميز من االستجابة فيما يتعلق بها‪ .‬ومهما كان النمط الذي لوحظ‪ ،‬فإن اهتمامنا‬

‫كأطباء ليس بشكله بقدر ما يتعلق بثباته‪ .‬تهدف إجراءات التعرض إلى جعل أنماط السلوك هذه واسعة النطاق و‬

‫‪.‬مرن‬

‫التفكيك المعرفي واليقظة الذهنية وعالقتها بالتعرض‬

‫عندما يتم الرد على األفكار من حيث محتواها الحرفي‪ ،‬فإننا نسمي ذلك االندماج المعرفي‪.‬التدخالت التي تخفف من‬

‫وظائف األفكار المشروطة عالئقيًا يمكن اعتبارها استراتيجيات االنصباب‪ .‬يمكن اعتبار التفكيك المعرفي واليقظة حاالت خاصة من‬

‫التعرض‪ .‬إن لغة التكييف واالنقراض الكالسيكية‪ ،‬التي اشتقت منها العالجات القائمة على التعرض‪ ،‬كافية في‬

‫تحليل المحفزات المكروهة المكيفة مباشرة‪.‬على النقيض من ذلك‪ ،‬يشير التفكيك المعرفي إلى اإلجراءات التي توسع الذخيرة فيما‬

‫‪).‬يتعلق بالمحفزات التي لها وظائفها النفسية من خالل عمليات التكييف العالئقي (أو اللفظي‬

‫ومن هذا المنظور‪ ،‬هناك إجراءات مثل اليقظة الذهنية يمكن اعتبارها أنشطة تنتهك ضيق ذخيرة التجنب‪ .‬نظ ًرا لكونه نوعًا من‬

‫استراتيجية فك االرتباط‪ ،‬فإن الوعي ليس جز ًءا من النمط الضيق من االستجابات النموذجية فيما يتعلق باألفكار والمشاعر‪،‬‬

‫وخاصة األفكار والمشاعر المكروهة‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬يذكر كابات زين أن الوعي الذهني يتضمن “االنتباه بطريقة معينة‪ :‬عن‬

‫قصد‪ ،‬في اللحظة الحالية‪ ،‬دون إصدار أحكام” (‪ ،1994‬ص ‪ .)4‬هناك شيئان يحدثان عندما نتمكن من تشكيل مثل هذه االستجابة‪.‬‬

‫أوالً‪ ،‬تم توسيع ذخيرة العميل‪ .‬وهذا نمط جديد من السلوك فيما يتعلق بأفكارهم‪ .‬ثانيًا‪ ،‬يتمتع العميل بالخبرة المباشرة (وليس مجرد‬

‫البصيرة) التي ينطوي عليها التوسع‬

‫‪.‬ممكن‪ .‬ربما يكون هذا األخير هو الميزة األكثر أهمية في تجربة فك الدمج‬

‫التنشيط السلوكي‬

‫سالحا قدي ًما وموق ًرا في سالح العالج السلوكي‪ .‬مثل اإلجراءات القائمة على التعرض‪ ،‬فهي‬
‫ً‬ ‫ضا‬
‫يعد التنشيط السلوكي أي ً‬

‫تمثل ترجمة من العلوم المختبرية إلى‬

‫‪.‬العلوم السريرية‬

‫‪-11 -‬‬
‫فرضية الحرمان من التعزيز‬

‫يمكننا بسهولة توليد شيء يشبه االكتئاب في حيوان المختبر‪ .‬إذا كان الكائن الحي‬

‫في بيئة خالية من التهديد‪ ،‬و غنية بمصادر الغذاء والماء‪ ،‬وفرص االستكشاف وممارسة الرياضة‪ ،‬سيكون الكائن الحي نشطًا جدًا‬

‫في البيئة‪ .‬إذا تم تجريد فرص التعزيز اإليجابي بشكل منهجي من البيئة‪ ،‬فسوف يستكشف الحيوان في البداية المساحة المتاحة‪،‬‬

‫ويبحث عن الطعام والماء والضروريات األخرى‪ .‬وربما سيحاول الهروب‪ ،‬إن أمكن‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬في نهاية المطاف‪ ،‬سوف يقلل‬

‫الحيوان من أنشطته بشكل كبير‪ .‬وبطريقة التحدث‪ ،‬فإنه ينتظر تغير شيء ما في البيئة‪ .‬ومرة أخرى‪ ،‬يمكن النظر إلى هذا باعتباره‬

‫‪.‬استجابة معقولة من الناحية التطورية لبيئة فقيرة للغاية‬

‫‪.‬التهديد المنتشر له نفس التأثيرات‬

‫خذ بعين االعتبار‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬سلسلة التجارب التي تم إجراؤها إلنتاج ما يسمى "العجز المكتسب" (سيليجمان‬

‫وماير‪1967 ،‬؛ انظر ميلر ونورمان‪ 1979 ،‬للمراجعة)‪ .‬عندما تتعرض الحيوانات لظروف مكروهة ال يمكن السيطرة عليها‪ ،‬فإنها‬

‫تحاول في البداية الهروب‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬مع مرور الوقت‪ ،‬تختفي هذه االستجابات الفعالة ألنها ال تقضي على األحداث المكروهة‪ .‬مرة‬

‫أخرى‪ ،‬هذه استجابة معقولة من منظور تطوري‪ .‬تشير الضرورة التطورية للبقاء على قيد الحياة إلى ضرورة الحفاظ على الطاقة‬

‫لوقت يمكن أن يحدث فيه العمل فرقًا‪ .‬وإلى أن يحدث تغيير في السياق‪ ،‬فإن النشاط يعد إهدا ًرا للموارد (فيرستر‪ .)1973 ،‬كما هو‬

‫الحال مع التكييف البغيض‪ ،‬الموصوف أعاله‪ ،‬تنتج مثل هذه الظروف أنماطًا ضيقة وغير مرنة من السلوك‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬لم‬

‫تحاول الفئران في أعمال سيليجمان الهروب‪ ،‬حتى عندما أصبح الهروب ممكنًا (سيليجمان وبيجلي‪ .)1975 ،‬ومن أجل تغيير هذا‬

‫الوضع‪ ،‬يجب أن يتغير شيء ما في البيئة النفسية الحالية للكائن الحي‪ .‬ويمكن تحقيق ذلك إما عن طريق تغيير ملموس في البيئة‪،‬‬

‫أو عن طريق إجبار الكائن الحي على اإلنتاج‬

‫‪، Seligman, Maier, & Geer, 1968).‬السلوك الذي ينهي الحدث البغيض (على سبيل المثال‬

‫التغيير الضروري في البيئة أكثر تعقيدًا بالنسبة لإلنسان‪ .‬قد يكون لدى البشر أ‬

‫بيئة تبدو آمنة وغنية ‪ -‬بيئة خالية من التهديد الجسدي ومليئة بالطعام والماء والفرص ‪ -‬وما زالت تعاني‪ .‬في عالمنا‪ ،‬على عكس‬

‫الفئران‪ ،‬هذه المعززات األولية ليست كافية‪ .‬يمكن أن يؤدي التكييف اللفظي إلى الحرمان من نوع مختلف‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬قد‬

‫يواجه البشر بيئة غنية ظاهريًا باعتبارها بيئة يفتقرون فيها إلى الشعور بالكفاية أو بيئة ال يكون لمعاناتهم فيها أي معنى‪ .‬ال يتم‬

‫القضاء على أشكال الحرمان هذه عند تلبية االحتياجات المادية أو الثروة المادية‪ .‬هناك أشخاص يبدو أنهم يمتلكون كل شيء‪،‬‬

‫وبالكاد يمكنهم العيش يو ًما واحدًا‪ ،‬وهناك من يختار عدم القيام بذلك‪ .‬يجب أن يكون هناك شيء قوي جدًا حاض ًرا نفسيًا حتى يصبح‬

‫‪.‬اإلنسان نشيطًا في ظل هذه الظروف‬

‫التطبيق السريري المبكر لفرضية الحرمان من التعزيز‬

‫‪-12 -‬‬
‫وقد تم تطوير استراتيجيات التدخل التي استفادت من العالقة بين أعراض االكتئاب وتوافر التعزيز اإليجابي‪ .‬قام‬

‫لوينسون وزمالؤه (لوينسون‪ ،‬سوليفان‪ ،‬وجروسكوب‪ )1980 ،‬بتطبيق هذا المنظور من خالل جمع قائمة باألنشطة التي قد تكون‬

‫ممتعة‪ .‬لقد ركزوا العالج على زيادة تكرار وتنوع األحداث الممتعة في حياة الشخص المكتئب‪ .‬يبدو أن الزيادات في النشاط تحدث‬

‫فرقًا في االكتئاب‪ ،‬وتشير بعض الدراسات الحديثة إلى أن التنشيط السلوكي قد يكون عنص ًرا حاس ًما‪ ،‬إن لم يكن األكثر أهمية‪ ،‬في‬

‫‪.‬العالج المعرفي لالكتئاب‬

‫‪).‬جاكوبسون وآخرون‪2000 ،‬؛ مارتيل‪ ،‬أديس‪ ،‬وجاكوبسون‪(2001 ،‬‬

‫تطبيق التعرض‪ ،‬وإلغاء االندماج‪ ،‬والتنشيط السلوكي‬

‫وبالنظر إلى هذه التقنيات السلوكية‪ ،‬سنركز اآلن على مشكلتين يمكن معالجتهما‬

‫التدخالت التي تركز على القيم‪ .‬أوالً‪ ،‬ما هي أهداف هذه التدخالت؟ ما هي األنشطة التي سنسعى إلى زيادتها؟ ما هي األحداث التي‬

‫سنستهدفها من خالل إستراتيجيات التعرض وإلغاء االندماج؟ المشكلة الثانية تتعلق بقضايا التحفيز‪ .‬بمعنى أنه بعد اختيار أهداف‬

‫للتعرض وإلغاء الدمج والتنشيط‪ ،‬كيف يمكننا تحفيز عمالئنا على تعريض أنفسهم للمواد النفسية الصعبة؟ كيف سنحفزهم؟‬

‫لزيادة نشاطهم؟‬

‫العالج وأهدافه‬

‫نحن ال نطبق التعرض ألي نفور مشروط‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬لدي مشروطة‬

‫النفور من صور الصليب المعقوف (ربما التكييف العالئقي‪ ،‬حيث ليس لدي أي تاريخ تكييف مباشر)‪ .‬هل يجب أن أختار نزع فتيل‬

‫هذا النفور المشروط؟ بالطبع ال‪ .‬وفيما يتعلق بالتنشيط السلوكي‪ ،‬هل تعتبر المتعة هي البعد الصحيح للتنشيط المباشر؟ ال‪ ،‬هناك‬

‫العديد والعديد من األنشطة التي تعزز بشكل كبير‪ ،‬ولكنها ال تتوافق تما ًما مع ما أعتبره أنا أو أنت أو عمالؤنا "الحياة الجيدة"‪.‬‬

‫‪.‬على سبيل المثال‪ ،‬قد يكون تعاطي المخدرات المستمر أم ًرا ممت ًعاو يتعارض مع األنشطة ذات القيمة الهامة‬

‫على الرغم من أن األنشطة الممتعة والقيمة قد تتداخل‪ ،‬إال أننا حريصون في االكت على الميل إلى البحث عن المتعة وتجنب األلم‪.‬‬

‫نحن نسعى وراء القيم ونستمتع عندما تحدث على طول الطريق‪ .‬يمكن للقيم أن تزودنا بأهداف التعرض وتوجه اختيار األنشطة‬

‫‪.‬التي يجب متابعتها في التنشيط السلوكي‬

‫العالج والتحفيز‬

‫بعد تحديد أهداف للتعرض وإلغاء االندماج والتنشيط السلوكي‪ ،‬كيف يمكننا الحصول على عمالئنا‬

‫كي يشارك؟ ليس من المفاجئ بالنسبة للمرضى الذين يعانون من اضطراب الوسواس القهري أن يحتاجوا إلى لمس مقبض الباب‬

‫والتوقف عن غسل أيديهم‪ .‬وبالمثل‪ ،‬ليس جديدًا بالنسبة للشخص المصاب باالكتئاب أنه يحتاج إلى النهوض من السرير والتعرف‬

‫‪-13 -‬‬
‫على العالم‪ .‬ولكن لماذا ينخرط هؤالء األفراد في العالج الذي يعد بتقديم الفوائد في وقت الحق‪ ،‬بدال من االنخراط في السلوك الذي‬

‫يوفر لهم بعض الراحة على الفور؟‬

‫اإلجراءات القائمة على التعرض مكروهة تماما‪ .‬يجوز للعميل القيام بها حتى القلق‍‍مؤخراً يذهب لألسفل‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن إنهاء العالج‬

‫سيؤدي إلى زوال القلق على الفور‪ .‬وبالمثل بالنسبة للمكتئبين‪ ،‬فإن النوم المريح يوفر راحة فورية من أفكار اليأس واليأس‬

‫المستمرة‪ .‬نحن ال نحتاج فقط إلى توفير الدافع للعالج‪ ،‬بل نحتاج إلى أن يكون هذا العامل المحفز أكثر أهمية من الدافع الذي توفره‬

‫‪.‬المشاركة المستمرة في أنماط السلوك الثابتة التي توفر قد ًرا يسي ًرا من العالج‬

‫‪.‬اإلغاثة الفورية‬

‫العالج السلوكي المرتكز على القيم‬

‫يمكن لقيم العميل أن توفر التوجيه والتحفيز للعمل الشاق في العالج‪ ،‬وبالتالي قد تقدم حلوالً للقضايا المثارة أعاله‪ .‬من‬

‫منظور االكت‪ ،‬يتم التعرض والتفكيك عندما يكون هناك أي حدث يولد أنماطًا ضيقة وغير مرنة من السلوك‪،‬و حيث تشكل أوجه‬

‫عدم المرونة هذه عقبات أمام تحرك عمالئنا بنشاط في اتجاه القيمة المختارة‪ .‬تقوم تدخالت القيم بتوجيه العالج من خالل استهداف‬

‫أحداث التعرض وإلغاء االندماج التي تحدث كحواجز أمام الحياة ذات القيمة‪ .‬وبالمثل‪ ،‬فإن البعد الذي يوجه التنشيط السلوكي ليس‬

‫المتعة‪ ،‬بل هو القيم الشخصية الراسخة‪ .‬ببساطة‪ ،‬يولد هذا المنظور ما يمكن اعتباره "جدولة األحداث ذات القيمة"‪ ،‬على النقيض‬

‫من‬

‫‪.‬جدولة األحداث الممتعة في األشكال السابقة من العالج السلوكي‬

‫عندما تمنع العوائق الحركة في مجال ذي قيمة‪ ،‬فإننا نستهدف تلك العوائق بالتعرض و‬

‫تهدف استراتيجيات نزع االندماج إلى بناء ذخيرة واسعة ومرنة فيما يتعلق بتلك العقبات (بما في ذلك العقبات النفسية الخارجية‬

‫والداخلية)‪ .‬إذا كان من الممكن تحويل األحداث التي "يجب تجنبها" من خالل التعرض لها ودمجها إلى أحداث يتمتع العمالء‬

‫بمرونة سلوكية معها‪ ،‬فستنفتح خيارات جديدة أمام العميل‪ .‬خذ بعين االعتبار مثال الناجية من االعتداء الجنسي التي لديها درجة‬

‫عالية من االستنباط والتجنب فيما يتعلق بذكريات تاريخ االعتداء عليها‪ .‬إذا ظهرت ذكرى أثناء تفاعل حميم مع الشريك‪ ،‬فإنها‬

‫تصبح قلقة‪ .‬يضيق انتباهها إلى الذاكرة‪ .‬يتم قمع السلوكيات األخرى‪ ،‬بما في ذلك تفاعالتها الحميمة مع شريكها‪ ،‬ويتم تنشيط‬

‫ذخيرة التجنب‪ .‬إذا طورت مرونة كبيرة فيما يتعلق بهذه الذكريات‪ ،‬فستزداد قدرتها على التفاعل بفعالية في السياقات الحميمة‪.‬‬

‫وهكذا‪ ،‬ومن هذا المنظور‪ ،‬فإن القرارات المتعلقة بأهداف التعرض‪ ،‬ونزع التشويش‪ ،‬والتنشيط السلوكي تتحدد من خالل الفحص‬

‫الدقيق لهذا السؤال األساسي‪" :‬في عالم حيث يمكنك أن تختار أن تكون حياتك حول شيء ما‪ ،‬ماذا ستختار؟ " فيما يلي‪ ،‬سوف‬

‫‪ (Hayes et al.,‬ندرس الطرق التي نفذنا بها طرح هذا السؤال في سياق العالج النفسي‪ .‬إن االكت هي تقنية معالجة متطورة‬

‫‪-14 -‬‬
‫"صحيحا"‪ .‬البيانات سوف تحكي القصة في نهاية ‪1999)،‬‬
‫ً‬ ‫ونحن لسنا متأكدين مما إذا كان هذا المنهج في العالج الموجه بالقيم‬

‫المطاف‪ .‬على الرغم من أننا ال نعرف نقطة النهاية لل‬

‫‪.‬في تطوير تكنولوجيا التدخل في القيم‪ ،‬فإننا نقدم هذا كنقطة بداية محتملة‬

‫تقييم القيم‬

‫تقييم القيم‪ :‬استبيان قيمة المعيشة‬

‫والتي تتطرق إلى عشرة )‪ (Wilson & Groom, 2002‬لقد قمنا بتطوير أداة قصيرة تسمى استبيان قيمة المعيشة‬

‫مجاالت غالبًا ما يتم تحديدها على أنها مجاالت ذات قيمة للمعيشة‪ .‬يُطلب من العمالء تقييم أهمية المجاالت العشرة‪ ،‬على مقياس‬

‫من ‪ 1‬إلى ‪ ،10‬بما في ذلك (‪ )1‬األسرة (بخالف األبوة واألمومة والعالقات الحميمة)‪ )2( ،‬الزواج ‪ /‬األزواج ‪ /‬العالقات الحميمة‪،‬‬

‫(‪ )3‬األبوة واألمومة‪ )4( ،‬الصداقة‪ )5( ،‬العمل‪ )6( ،‬التعليم‪ )7( ،‬الترفيه‪ )8( ،‬الروحانية‪ )9( ،‬المواطنة‪ ،‬و (‪ )10‬الرعاية الذاتية‬

‫الجسدية‪ .‬لقد بذلنا جهدًا كبي ًرا في التعليمات إلزالة القيود التقليدية على اإلجابة‪ ،‬من خالل التأكيد على أنه ليس كل شخص يقدر كل‬

‫هذه المجاالت‪ ،‬وأن بعض المجاالت قد تكون أكثر أهمية‪ ،‬أو مهمة بطرق مختلفة في أوقات مختلفة من حياة الفرد‪ .‬في الصفحة‬

‫الثانية من التقييم‪ ،‬نطلب من العمالء إجراء تقدير‪ ،‬باستخدام نفس مقياس التقييم من ‪ 1‬إلى ‪ ،10‬لمدى ثباتهم في العيش وفقًا لتلك‬

‫ونحن نقوم ‪ (Groom & Wilson, 2003)،‬القيم خالل األسبوع الماضي‪ .‬أظهرت األداة موثوقية جيدة لالختبار وإعادة االختبار‬

‫حاليًا بجمع بيانات الصالحية‪ .‬وبغض النظر عن ميزة هذه األداة من حيث خصائصها السيكومترية‪ ،‬فإنها توفر وسيلة منهجية‬

‫‪.‬للتعامل مع تدخالت القيم‪ ،‬وبالتالي تظل أداة سريرية معقولة‬

‫في العالج ‪ VLQ‬تقديم‬

‫نظ ًرا ألن العمالء عادةً ما يأتون إلى العالج وهم يعانون من "مشكلة"‪ ،‬مثل االكتئاب أو القلق‪ ،‬فقد يشعرون في بعض‬

‫األحيان بالحيرة من اهتمامنا باألهمية التي يوليها لهذه المجاالت ذات القيمة المختلفة‪ .‬نوضح للعمالء أن المنظور الذي نعمل من‬

‫خالله يسعى إلى فهم الصعوبات التي يواجهها الناس في سياق الحياة بأكملها‪ .‬في بعض األحيان‪ ،‬تصبح المشاكل هائلة لدرجة أنه‬

‫من السهل أن تفقد االتصال مع "الصورة الكبيرة"‪ .‬نحن نريد أن نعرف كيف ناضل العميل‪ ،‬ولكننا نسعى إلى فهم هذا الصراع في‬

‫‪ (Dahl,‬سياق شخص كامل له آمال ورغبات وتطلعات‪ .‬لقد أثبتت تجربتنا أن العمالء يجدون هذا الجانب من العالج مفيدًا ومه ًما‬

‫ديتويلر‪2002 ،‬؛ أورسيلو‪Wilson, & Nillsen, under Submit; Greco, 2002; Heffner, Sperry, Eifert, & ،‬‬

‫‪).‬رومر‪ ،‬بلوك‪ ،‬ليجون‪ ،‬وهربرت‪ ،‬في الصحافة‬

‫‪ VLQ‬فحص نتائج‬

‫نحن نبحث عن مجاالت الحياة التي يشعر فيها العميل بفقدان حريته في التصرف‪ ،‬وحيث يؤدي فقدان الحرية إلى‬

‫المعاناة‪ .‬ستتضمن استراتيجيتنا العامة العنصرين الرئيسيين اللذين تمت مناقشتهما في القسم السابق‪ :‬التنشيط السلوكي والتعرض‬

‫‪-15 -‬‬
‫(جنبًا إلى جنب مع حاالت التعرض الخاصة مثل نزع االندماج واليقظة الذهنية)‪ .‬أوالً‪ ،‬سوف نبحث عن األنشطة ذات القيمة في هذه‬

‫المجاالت لجدولة األحداث ذات القيمة ‪ -‬التنشيط السلوكي الموجه بالقيم‪ .‬ثانيًا‪ ،‬سوف نبحث عن العوائق التي تحول دون زيادة‬

‫النشاط القيم ونستهدف أولئك الذين لديهم استراتيجيات التعرض وفك االرتباط‪ .‬فيما يلي بعض الملفات الشخصية التي الحظناها‬

‫سريريًا والتي تبدو بمثابة أرضية مثمرة لمناقشات القيم مع عمالئنا باإلضافة إلى التحليالت النظرية‪ .‬يجب على القارئ أن يضع في‬

‫سا للمجموعات ذات الصلة سريريًا‪ .‬يجب أن يتخذ المعالج موقفًا‬


‫اعتباره أن هذه الملفات الشخصية قد تشكل أو ال تشكل أسا ً‬

‫سا فيما يتعلق بتفسير الملفات الشخصية قبل التفاعل مع‬


‫مدرو ً‬

‫‪.‬عميل‬

‫ملفات تعريف مثيرة لالهتمام سريريًا ونظريًا‬

‫تناقض كبير بين األهمية المقدرة واالتساق المقنن‪.‬من الناحية النظرية‪ ،‬يجب أن يرتبط هذا بالكثير من الضيق وما نعتقد أنه أداء‬

‫مرضي أساسي من منظور االكت‪ .‬نحن نعتبر هذه التناقضات مصد ًرا أساسيًا للضيق الذي يمكن تغييره من خالل زيادة المشاركة‬

‫في المجاالت المتعارضة‪ .‬لقد وجدنا سريريًا أن العمالء يشعرون بهذه التناقضات على أنها مزعجة للغاية‪ .‬وتميل إلى االرتباط بقدر‬

‫كبير من التقييم الذاتي السلبي والشعور بالذنب والحزن والقلق‪ .‬عند فحص هذه المجاالت المتعارضة‪ ،‬قد يكون من الصعب جدًا‬

‫على عمالئنا حتى التحدث عنها‪ .‬إذا كان العميل غير قادر على الحركة بما فيه الكفاية‪ ،‬حتى من خالل التفكير في النشاط في هذه‬

‫المجاالت المتناقضة‪ ،‬فقد اكتشفنا هدفًا لتمارين التعرض وإلغاء االندماج‪ .‬يمكننا أن ننتقل مباشرة إلى نشاط المناصرة؛ ولكن في‬

‫كثير من األحيان يمكن أن يؤدي التعرض وإلغاء االندماج إلى مزيد من المرونة واحتمال أكبر للمشاركة الناجحة في المقترح‬

‫‪.‬أنشطة‬

‫أهمية إجمالية عالية للغاية ودرجات االتساق‪.‬يبدو هذا أم ًرا شائ ًعا جدًا‪ ،‬ولكنه يحتاج إلى فحص‪ .‬قد يكون هذا التأييد‬

‫مرتبطًا بالمخاوف المفرطة بشأن التقبل االجتماعي‪ .‬إذا االجتماعية‬

‫التقبل هو القيمة المركزية التي توجه حياة العميل‪ ،‬فمن المرجح أن يجدها في صراع مع القيم األخرى‪ .‬عندما نواجه مخاوف غير‬

‫عادية بشأن التقبل االجتماعي‪ ،‬قد نقوم بإجراء تمارين الكشف والتفكيك حول كلتا الحالتين في تاريخ العميل حيث تعرضا للرفض‬

‫ضا الرفض المستقبلي‪ .‬ونحن نفعل ذلك من أجل مساعدة العميل في الحصول على ذخيرة أوسع وأكثر مرونة فيما يتعلق‬
‫وتخيال أي ً‬

‫باألفكار المتعلقة بالرفض‪ ،‬فضالً عن الرفض الفعلي‪ .‬لقد وجدنا أي ً‬


‫ضا سريريًا أن هذه التصنيفات تتغير عند إجراء مزيد من‬

‫التدقيق‪ .‬في بعض األحيان يجيب العمالء على هذه األسئلة مع القليل من التفكير الدقيق في مجال االهتمام‪ .‬وهذا ال ينطوي‬

‫صا ما عن حاله‪ .‬لقد وجدنا في عملية‬


‫بالضرورة على الخداع‪ .‬تبدو هذه الظاهرة أقرب إلى إجابة "بخير" عندما نسأل شخ ً‬

‫االستفسار عن األشياء المحددة ذات القيمة ضمن هذه المجاالت‪ ،‬أن كلمة "جيد" تتغير أحيانًا إلى شيء أقل قليالً من جيد‪ .‬يمكن‬

‫‪-16 -‬‬
‫ضا الكشف عن المشكالت من خالل مناقشة األعراض‪ .‬عندما يتحدث العميل المكتئب عن تكاليف االكتئاب داخل أسرته‪ ،‬قد‬
‫أي ً‬

‫‪.‬ينخفض​​التقييم المرتفع لالتساق‬

‫درجة األهمية اإلجمالية المنخفضة للغاية‪.‬لقد رأينا هذا الملف الشخصي في العديد من مجموعات العمالء الذين عملنا معهم‪ .‬بين‬

‫الممرضات الالتي عولجن من األلم المزمن‪ ،‬وجدنا درجات أهمية منخفضة جدًا والتي عند الفحص عكست التكيف مع االستحالة‬

‫الملحوظة للحصول على أي شيء جدير باالهتمام داخل المجال (داهل‪ ،‬ويلسون‪ ،‬ونيلسون‪ ،‬قيد اإلعداد)‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬في‬

‫سئلوا عن درجات األهمية المنخفضة‪ ،‬سخرت بعض الممرضات من كونهن أذكياء بما يكفي لمتابعة أي شيء‬
‫مجال التعليم‪ ،‬عندما ُ‬

‫‪.‬تعليمي‬

‫الحظ أن عبارة "ليس ذكيًا بما فيه الكفاية" ال عالقة لها بكيفية تجربة الشخص أهمية من المجال‪( .‬سواء كان ذلك ممكنًا‪ ،‬فهو‬

‫سؤال مختلف وسنستكشفه‪ .‬هنا نبحث فقط عن األهمية‪ ).‬قدرت بعض هؤالء الممرضات هذا المجال بدرجة كبيرة‪ .‬كان "عدم‬

‫ضا بين‬
‫االهتمام" وسيلة إلبعاد أنفسهم عن األفكار المزعجة حول خيبات األمل الماضية والمستقبلية المحتملة‪ .‬لقد رأينا هذا أي ً‬

‫بعض طالب الكليات والمدارس الثانوية المعرضين لخطر الفشل األكاديمي‪ .‬مرة أخرى‪ ،‬نقوم بتقييم األفكار والذكريات والعواطف‬

‫‪.‬والجوانب األخرى من الخبرة التي يواجهها العميل كعوائق أمام المضي قد ًما في مجال معين‬

‫الحاجة إلى تقييم القيم المنهجية‬

‫غالبًا ما تُستخدم إجراءات التفضيل المعزز المنهجية في التدخالت مع األفراد ذوي اإلعاقة التنموية ومع األطفال الذين‬

‫‪ (Fox, Rotatori, Anthony, & Faye, 1983; Northup, 2000; Tighe & Tighe,‬يعانون من مشاكل سلوكية‬

‫ولكنها أقل شيوعًا في المجموعات السكانية األخرى‪ .‬وقد ركزت هذه الجهود إلى حد كبير على تحديد المعززات المنفصلة ‪1969)،‬‬

‫نسبيًا الستخدامها في البيئات الخاضعة لرقابة مشددة نسبيًا‪ .‬على الرغم من وجود بعض الجهود لتقييم المعززات لمجموعات‬

‫‪، Houlihan; Rodriguez, & Levine,‬سكانية أخرى‪ ،‬إال أنها تضمنت عادةً تطوير مسوحات التعزيز (على سبيل المثال‬

‫عندما تم استخدام التقنيات القائمة على التعزيز المباشر بين البالغين في العيادات الخارجية‪ ،‬كما هو الحال في عالج ‪1990).‬‬

‫تعاطي المخدرات‪ ،‬فإنها ال تزال تركز على المعززات المنفصلة نسبيًا والتي يتم توفيرها لسلوكيات سرية نسبيًا مثل استخدام‬

‫المكافآت المالية إلجراء تحليالت بول نظيفة بين متعاطي المخدرات (على سبيل المثال‪ ، .‬هيغنز‪ ،‬وونغ‪ ،‬وبادجر‪ .)2000 ،‬ومع‬

‫ذلك‪ ،‬بالنسبة لمعظم البالغين‪ ،‬فإن أقوى القيم في حياتنا ليست معززات منفصلة‪ .‬نحن نحب األوراق النقدية من فئة ‪ 100‬دوالر‪،‬‬

‫ولكن إذا سئلنا عن القيمة النسبية لورقة ‪ 100‬دوالر مقارنة‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬بعالقة غنية مع أطفالنا‪ ،‬يصبح المال فجأة غير‬

‫مهم إلى حد كبير‪ .‬ال يوجد علم جيد يخبرنا بدقة كيف يمكننا‪ ،‬في العالج السلوكي‪ ،‬تقييم األهمية النسبية لهذه القيم‬

‫‪.‬المجاالت وتسخيرها بالكامل لعالجاتنا‬

‫التدخل في المواد من تقييم القيم‬

‫‪-17 -‬‬
‫الخاصة بالعميل‪ ،‬نقوم بفحصها بالتفصيل‪ .‬سواء عبر المناطق‪ ،‬أو في ‪ VLQ‬بعد جمع تقييمات‬

‫في منطقة واحدة‪ ،‬نريد أن نفهم حصة العميل في المجال ذي القيمة‪ .‬يتضمن التدخل عنصرين رئيسيين‪ .‬أوالً‪ ،‬نريد أن يكون لدينا‬

‫إحساس عميق بما يعنيه بالنسبة للعميل أن يحدث فرقًا في المجال المحدد‪ .‬ثانيًا‪ ،‬نريد أن ال يختبر العميل أقل من التزام شخصي من‬

‫المعالج لفهم ما يشعر به العميل تجاه هذا المجال والعمل معه إلحداث فرق في هذا المجال من حياته‪ .‬قد ال يكون الهدف قابالً‬

‫للتحقيق بشكل كامل‪ ،‬لكن يجب أن يكون الطموح واضحا ً‬

‫‪.‬الزبون‬

‫ما نسعى إليه هو قيمة العميل التي يمكن أن تلهم كل من المعالج والعميل‪ .‬خذ بعين االعتبار حالة تقدم فيها امرأة للعالج‬

‫ضا كبي ًرا في األهمية المقدرة واالتساق المقنن في مجال ‪ VLQ‬من اضطراب الهلع المصحوب برهاب الخالء‪ .‬باستخدام‬
‫نجد تناق ً‬

‫األبوة واألمومة‪ .‬ونجد من بين مسببات العالج أن ابنة المرأة ستتخرج من الثانوية العامة قريبا‪ .‬وألن حفل التخرج سيتم في قاعة‬

‫كبيرة‪ ،‬تخشى المرأة أنها لن تتمكن من الحضور‪ .‬ونستنبط من المرأة أحداثا أخرى فاتتها في الماضي وتخشى فقدانها في‬

‫المستقبل‪ .‬نحن نبحث عن األفكار والذكريات والعواطف المتعلقة بدورها كأم‪ .‬إذا كانت هذه المواضيع‬

‫‪defusion.‬صعبة‪ ،‬فإنها تصبح أهدافا للتعرض و‬

‫وعندما تزداد المرونة‪ ،‬فإننا نمضي قدما ً‪ .‬عندما نكون قادرين على التواصل مع العميل حول‬

‫قيمة مركزية‪ ،‬نكررها للعميل‪" :‬أستطيع أن أرى مدى أهمية المشاركة الكاملة في حياة ابنتك بالنسبة لك‪ .‬أستطيع أن أرى كم يعني‬

‫لها ولكم أن تكونوا هناك بالفعل ‪ -‬ليس في رأسكم‪ ،‬تفحصون نبضكم وتراقبون طرق الخروج ‪ -‬ولكن في الحقيقة هناك‪ ،‬معها في‬

‫تلك اللحظة تمشي عبر المسرح للحصول على شهادتها‪ .‬ماذا لو كان عملنا هنا يدور حول جعل ذلك ممكنًا؟ قد يكون من المفيد‬

‫ضا‪ ،‬من أجل تركيز العالج‪ ،‬مقارنة ذلك بجدول أعمال السيطرة على الذعر‪ .‬للقيام بذلك يمكننا أن نطلب من العميل أن يتخيل أن‬
‫أي ً‬

‫‪:‬المعالج قادر على تقديم خيارين‬

‫المعالج‪ :‬أريد أن أتأكد من أن العالج يرتبط بما يهمك أكثر‪ .‬لذا‪ ،‬تخيل أنني أستطيع أن أقدم لك خيارين‪ .‬في هذه اليد‪ ،‬أقدم ضمانًا‬

‫بعدم حدوث نوبات الهلع‪ .‬وأعني ال شيء‪ ،‬أبدًا‪ ،‬أبدًا‪ .‬ولكن من أجل الحصول على هذا‪ ،‬عليك أن تتخلى عن شيء ما‪ .‬عليك أن‬

‫تتخلى عن أي عالقة ذات معنى مع ابنتك‪ .‬تتخرج‪ ،‬وتبتعد‪ ،‬وهذه هي نهاية األمر‪ .‬لن تتصل أبدًا مرة أخرى‪ .‬أنا أعرض عليك خيا ًرا‬

‫آخر في هذه اليد بالرغم من ذلك‪ .‬مع هذا االختيار‪ ،‬ستتمتع بعالقة غنية وغير عادية مع ابنتك‪ .‬أنت هناك من أجل هذا والعديد من‬

‫األوقات المهمة األخرى ‪ -‬الكلية‪ ،‬الزواج‪ ،‬األحفاد ‪ -‬مدى الحياة من التواصل‪ .‬ولكن مرة أخرى‪ ،‬هناك تكلفة‪ :‬مع هذا االختيار‪،‬‬

‫ستستمر في اإلصابة بنوبات الهلع‪ ،‬لكنها ال تمنعك من القيام بأي من األشياء التي تريد القيام بها‪ .‬أيهما تختار؟‬

‫العميل‪ :‬ال أحب هذا‪ .‬أال أستطيع الحصول على كليهما – أعني عدم الذعر والعالقة؟‬

‫‪-18 -‬‬
‫ضا‪ .‬ال أعرف المستقبل‪ .‬أنا فقط أطلب منك ذلك يتصور‬
‫المعالج‪ :‬اسمحوا لي أن أكون واضحا‪ .‬أنا ال أقول أنني أستطيع أن أعدك أي ً‬

‫‪.‬أستطيع أن أضمن بالتأكيد أحدهما أو اآلخر‪ ،‬ولكن ليس كليهما‬

‫‪.‬العميل‪ :‬لكني ال أحب ذلك‪ .‬أنا ال أحب االختيار‪ .‬ال أعتقد أنني أستطيع فعل ذلك‬

‫واضحا أنني ال‬


‫ً‬ ‫المعالج‪ :‬نعم‪ ،‬بالطبع‪ ،‬ال أعرف أي شخص أصيب بنوبة هلع يحبه‪ .‬ليس هناك الكثير مما يستحق اإلعجاب‪ .‬وكن‬

‫أسألك مطلقًا عما إذا كنت كذلك يستطيع افعلها‪ .‬تلك مسألة أخرى وسنعبر هذا الجسر عندما نصل إليه‪ .‬أنا أسأل شيًئا واحدًا فقط‪:‬‬

‫في عالم حيث كان من الممكن لك أن تقوم بهذا االختيار وتتابعه‪ ،‬هل ستختاره؟‬

‫‪.‬العميل‪ :‬حسنًا‪ .‬حسنًا‪ ،‬سأختار ابنتي‪ .‬لكن أناحقًا ال أعتقد أنني أستطيع أن أفعل ذلك‬

‫المعالج‪ :‬نعم‪ ،‬أفهم أنك تعتقد ذلك حقًا‪ ،‬ومن المقبول تما ًما أن تعتقد ذلك‪ .‬في الواقع‪ ،‬ال أستطيع أن أتخيل أنك ستفكر في أي شيء‬

‫آخر‪ .‬هناك بعض األشياء التي يمكنني أن أضمنها لك‪ .‬أنا أضمن لك أن هذا العالج سيكون صعبًا‪ ،‬ولكننا لن نفعل أي شيء صعب ال‬

‫يرتبط مباشرة بأعز ما لديك في الحياة‪ .‬أسمع كم تعني ابنتك بالنسبة لك‪ .‬إن االستعداد للذعر من أجل أن أكون هناك من أجل ابنتك‬

‫يلهمني‪ .‬أريدك أن تعلم أنك إذا وافقت على هذا العمل‪ ،‬فسوف أكرس نفسي للعمل على تحقيق تلك القيمة‪ .‬لذا‪ ،‬إذا كان العالج يدور‬

‫حول التحرك نحو تلك العالقة‪ ،‬فهل ستكون على استعداد ألن يكون العالج يدور حول ذلك؟‬

‫‪.‬العميل‪ :‬نعم‪ ،‬ولكن ال أرى كيف يمكن أن يحدث ذلك إال إذا توقفت نوبات الهلع‬

‫المعالج‪ :‬بالتأكيد‪ ،‬وأنا ال أطلب منك أن تأخذ هذا على محمل اإليمان‪ .‬أعطني فترة من الوقت‪ ،‬وسوف نتوقف ونقيم كيف تسير‬

‫‪.‬األمور‪ .‬سوف تنظر إلى تجربتك الخاصة وتخبرني إذا كان األمر يبدو كما لو أن العالج يحركك في اتجاه يتوافق مع أعمق رغباتك‬

‫من المحتمل أن يحدث هذا التدخل خالل الجلسة األولى أو الثانية‪ .‬على الرغم من أن التدخالت الناشئة عن هذه الجلسة‬

‫‪.‬قد تركز على التعرض‪ ،‬أو نزع االندماج‪ ،‬أو التنشيط السلوكي‪ ،‬فقد تم زرع بذور العقد العالجي في هذه المحادثة القصيرة‬

‫القيم والعقد العالجي‬

‫االكت هو عالج يتمحور حول العميل‪ ،‬بمعنى أن قيم العميل هي التي توجه العالج‪ .‬أ‬

‫العقد العالجي القوي يتوافق مع هذا المنهج‪ .‬يجب أال يشعر العميل أبدًا أن العالج يتم له‪ .‬وبالمثل‪ ،‬ال ينبغي للمعالج أن يشعر أبدًا‬

‫بأنه يفعل شيًئا ما يفعله العميل‪ .‬غالبًا ما يكون التعرض أم ًرا صعبًا بالنسبة للمعالجين وكذلك للعمالء‪ .‬من المؤلم رؤية العمالء‬

‫يعانون أثناء مشاركتهم في العمل الذي يطلب منهم المعالج القيام به‪ .‬التعرض في سياق القيم يعطي كالً من‬

‫‪.‬العميل والمعالج شيء مفيد لتكريم المعاناة التي ينتجها العالج‬

‫من الناحية النظرية‪ ،‬يجب أن يحدث فرقًا في أن القيام بالعمل العالجي المؤلم يتم اختياره بشكل صريح من قبل‬

‫الزبون‪ .‬تخبرنا البيانات أن الناس يفضلون المنكرات التي يسيطرون عليها على المنكرات التي ال يسيطرون عليها (على سبيل‬

‫ضا تنشيطًا أقل للتسكين ‪، Zvolenski، Lejeuz، & Eifert، 1998).‬المثال‬


‫أظهرت الدراسات التي أجريت على الحيوانات أي ً‬

‫‪-19 -‬‬
‫الداخلي‪ ،‬واستهال ًكا أقل لألدوية التي يتم تناولها ذاتيًا‪ ،‬وخوفًا أقل‪ ،‬ومثابرة أقل عندما تكون األحداث المؤلمة يمكن السيطرة عليها‬

‫مقارنةً عندما ال يمكن السيطرة عليها (أنيسمان‪ ،‬هان‪ ،‬هوفمان‪ ،‬وزاكاركو‪1985 ،‬؛ أنيسمان)‪ ، .‬هيمي والر‪1974 ،‬؛ دروجان‪،‬‬

‫أدير‪ ،‬ماير‪1985 ،‬؛ وارن وروسيليني‪ .)1988 ،‬تشير أدلة العلوم السلوكية األساسية مجتمعة إلى أنه ينبغي لنا أن نجعل اختيار‬

‫العميل بارزًا قدر اإلمكان‪ .‬في العقد العالجي الذي ندافع عنه هنا‪ ،‬تم توضيح صعوبة العالج‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن المحنة التي يتنبأ بها‬

‫المعالج يتم وضعها بشكل مباشر في سياق ما يريده العميل في الحياة‪ ،‬وبذلك تكون هناك فرصة أقل ألن يشعر العميل بأنه ضحية‬

‫للمعالج عندما يصبح العالج مؤل ًما‪ .‬قال نيتشه إن الشخص يمكن أن يتحمل أي سؤال "كيف" تقريبًا إذا كان لديه "لماذا"‪ .‬يتم‬

‫‪.‬توفير سبب العمل الشاق الذي سيتبع ذلك من خالل قيم العميل الخاصة والتحكم المشتق من اتفاقية غير قسرية للمضي قد ًما‬

‫القيم والتحفيز والعمل الجاد للعالج‬

‫إذا ذهبت إلى طبيب أسنان مصابًا بأسنان سيئة‪ ،‬ونظر طبيب األسنان حولك في فمك‪ ،‬وخزك وحثك وكشطه‪ ،‬ولكن لم‬

‫يلمس سوى األسنان السليمة‪ ،‬فسيكون الموعد غير مؤلم‪ ،‬ولكنه ليس مفيدًا بشكل خاص‪ .‬على الرغم من أن طبيب األسنان قد‬

‫مرتاحا‪ ،‬إال أنه إذا دفعت لطبيب األسنان مقابل هذا الموعد‪ ،‬فسيتم سرقة أموالك‪ ،‬وستغادر بنفس السن المزعج‪ .‬نحن‬
‫ً‬ ‫يبقيك‬

‫نستخدم استعارات كهذه لنوضح للعمالء أن األلم متأصل في معالجة المشكالت‪ .‬نحن ال نبيعها‪ .‬إذا تبين أنها أقل إيالما‪ ،‬فلن يشتكي‬

‫أحد‪ .‬ولكن إذا تبين أن األمر مؤلم للغاية‪ ،‬وهو أمر محتمل‪ ،‬فيجب عليهم أن يعرفوا ذلك منذ البداية‪ .‬يجب أن يكون هذا جز ًءا من‬

‫العقد الذي أبرمه العميل مع المعالج‪ .‬وعندما يصبح العالج مؤلما نسأل‪“ :‬لو كان هذا األلم بينك وبين الحياة التي تريدها‪ ،‬هل كنت‬

‫”ستكون مستعدا؟‬

‫على الرغم من أن هناك مراحل من العالج يكون فيها استكشاف القيم هو محور العالج‪ ،‬إال أنه يجب التطرق إليها في كل‬

‫جلسة‪ ،‬حتى لو كان ذلك فقط لتذكير العميل بالمجال القيم الذي يتم متابعته‪ .‬إذا إذا كانت قيم العميل محجوبة بسبب سنوات من‬

‫الصراع مع القلق أو االكتئاب أو إدمان الكحول أو ما شابه‪ ،‬فال يزال بإمكان المعالج أن يقترح أن العالج سيكون حول الكشف عن‬

‫واضحا تما ًما‪:‬‬


‫ً‬ ‫هذا اإلحساس الشخصي الغامض باتجاه الحياة‪ .‬يجب أال يسمح المعالجون للعمالء بمغادرة الجلسة دون أن يكون‬

‫‪.‬العالج يتعلق بهم وبالحياة التي يقدرونها‬

‫جدولة األحداث القيمة‬

‫بمثابة تنشيط سلوكي مع قيم شخصية راسخة كقوة ‪ VLQ‬في أبسط أشكاله‪ ،‬قد يبدو العمل باستخدام المواد الناتجة عن‬

‫توجيهية‪ .‬اعتمادًا على طبيعة العالج والمدة المقصودة‪ ،‬قد يكون نطاق جدولة األحداث القيمة ضيقًا أو واس ًعا‪ .‬في مجال األبوة‬

‫واألمومة‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬كما هو موضح في حالة الخوف من األماكن المكشوفة أعاله‪ ،‬قد نقوم بإنشاء قائمة باألنشطة التي‬

‫تتوافق مع القيمة المذكورة‪ .‬قد نستكشف ما كان يفعله العمالء المكتئبون في تفاعالتهم مع أطفالهم‪ .‬هل تم سحبهم أو فك ارتباطهم‬

‫أو عدم توفرهم؟ ما الذي لم يفعلوه‪ ،‬وما الذي كانوا سيفعلونه‪ ،‬لو لم يشعروا بالقلق؟ ما هو شعور الغياب النفسي؟ ماذا يعني‬

‫‪-20 -‬‬
‫بالنسبة للعميلة المذكورة والبنتها أن تكون حاضرة بالفعل؟ أثناء فحصنا لهذا النوع من األسئلة‪ ،‬نبحث عن المجاالت التي تكون‬

‫فيها تجربة العميل مقيدة ‪ -‬حيث ال يشعرون بالحرية في عيش قيمهم بشكل كامل‪ .‬إذا ظهرت عقبات مثل "هذا مؤلم للغاية" أو "ال‬

‫أستطيع فعل ذلك"‪ ،‬فإننا نستهدف تلك األفكار والمشاعر السلبية من خالل تمارين الكشف وفك االرتباط‪ .‬إذا كان العميل ال يستطيع‬

‫‪.‬أن يكون لديه هذه األفكار ويتصرفون بفعالية في حياتهم‪ ،‬فإن البدء بااللتزامات المبنية على القيم سيكون مستحيالً‬

‫التعرض الذي يركز على القيم‪ ،‬ونزع االندماج‪ ،‬واليقظة‬

‫لقد واجهنا أحيانًا صعوبة في إشراك العمالء بشكل كامل في عمل القيم‪ .‬في األوصاف السابقة لهذا العالج (هايز‬

‫وآخرون‪ ،)1999 ،‬قمنا بإعطاء مهام مكتوبة للعمالء‪ ،‬ونطلب منهم مناقشة قيمهم الشخصية‪ .‬المشكلة التي نراها أحيانًا في هذا‬

‫المنهج هي أنه عند التعامل مع العمالء بشكل مباشر‪ ،‬فإنهم سينتجون تأييدًا تقليديًا بسيطًا نسبيًا للمجاالت ذات القيمة‪ .‬في مجال‬

‫التربية‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬من منا ال يريد عالقة غنية مع أطفاله؟ ومن أجل مساعدة العميل على التواصل مع هذه القيم في سياق‬

‫تجنب األفكار والذكريات المخيفة‪ ،‬فقد ابتكرنا بعض جلسات العالج التي تتضمن تمارين تجريبية وكتابة معبرة عاطفيًا كجسر‬

‫لمناقشة الغايات القيمة التي ستوجه العالج في النهاية‪ .‬تتضمن الجلسات التعرض وإلغاء االندماج واليقظة الذهنية التي تركز‬

‫جميعها على خلق المزيد من المرونة في مجال قيم للحياة‪ .‬يوجد أدناه إستراتيجية جلسة مصممة لالستخدام مع العميل المصاب‬

‫برهاب الخالء الموصوف أعاله‪ ،‬ولكن يمكن تكييفها بسهولة معها‬

‫‪.‬صعوبات العميل األخرى‬

‫كانت إحدى العقبات التي عبرت عنها هذه العملية عند بدء العقد العالجي هي‬

‫اليقين بأنها لن تكون على استعداد لتجربة الذعر‪ .‬عبارة "ال أستطيع أن أفعل هذا!" حدثت كعقبة نفسية هائلة أمام االلتزام‬

‫بالتزاماتها تجاه ابنتها والوفاء بها‪ .‬في الرد الحرفي على فكرة أنها ال تستطيع تحمل الذعر‪ ،‬يجب عليها أن تفعل ما هو ضروري‬

‫لتجنب الذعر‪ .‬للتدخل‪ ،‬اخترنا حدثًا من تاريخ العميل يذكرنا بالتخرج القادم ‪ -‬حفل راقص فائت‪ .‬أخبرنا العميلة أننا سنقوم بإرشادها‬

‫خالل الحفل الفائت بتفصيل كبير‪ .‬إذا رفض العميل القيام بتمرين مماثل‪ ،‬فقد نسأل‪" :‬إذا كان هذا التمرين يمكن أن يحدث فرقًا‬

‫بالنسبة لك والبنتك‪ ،‬فهل يمكنك أن تكون على استعداد للقيام بذلك؟ إذا كان هذا التمرين سيضعك في تلك القاعة‪ ،‬حاض ًرا تما ًما في‬

‫حفل التخرج‪ ،‬فهل ستكون مستعدًا؟ قبل التمرين‪ ،‬قمنا بجمع معلومات تفصيلية حول ظاهرة نوبات الهلع لدى هذه المرأة ‪ -‬كيف‬

‫تبدأ‪ ،‬واألفكار التي تحدث‪ ،‬وأي شيء‬

‫‪.‬تفاصيل أخرى يمكن أن تعزز التمرين‬

‫شكل هذا التمرين مرن للغاية‪ .‬وتتمثل المهمة في القيام بالتعرض والتفكيك واليقظة‬

‫فيما يتعلق بالمواد النفسية الصعبة والمتجنبة‪ ،‬مثل المخاوف من المستقبل والندم على الماضي‪ .‬والغرض من هذا العمل هو توليد‬

‫مرونة كافية للمشاركة في المزيد من التحدي‍‍و المزيد من األنشطة ذات المغزى الشخصي‪ .‬نبدأ التمرين بأن نطلب من العميل‬

‫‪-21 -‬‬
‫الجلوس في وضع مستقيم مع إبقاء ساقيه وذراعيه غير متقاطعتين وأقدامه مسطحة على األرض‪ .‬تميل هذه الوضعية إلى أن تظل‬

‫مريحة بشكل معقول وتقلل من احتمالية التداخل الناتج عن الحاجة إلى ضبط األوضاع‪ .‬يتم تقديم التمرين بنبرة صوت بطيئة‬

‫ومتعمدة وهادئة إلى حد ما‪ ،‬مع الكثير من التوقفات‪ .‬في النهاية يُطلب من العميل أن يتخيل بعض الشيء‬

‫‪:‬تفاصيل التجربة‪ .‬يقدم الوصف التالي مثاال موجزا‬

‫أريدك أن تالحظ صوت صوتي‪ .‬أود منك أن تتبع تعليماتي‪ .‬إذا وجدت‬

‫نفسك تنجرف أو تفكر في أشياء أخرى أو تشتت انتباهك بأي طريقة أخرى‪ ،‬ما عليك سوى العودة إلى صوتي‪ .‬أوالً‪ ،‬أريدك أن‬

‫تالحظ األصوات المختلفة التي يمكنك سماعها من حولك‪( .‬هنا‪ ،‬يجب على المعالج التوقف واالستماع باهتمام‪ ،‬ثم تسجيل األصوات‬

‫المختلفة المسموعة ببطء)‪ .‬ربما تسمع أصواتًا من مكاتب أخرى من حولنا‪ .‬استمع إلى الطنين الخافت لمكيف الهواء‪ .‬أثناء جذب‬

‫انتباهك إلى الداخل‪ ،‬انظر ما إذا كان بإمكانك تصور الغرفة من حولك‪ .‬حاول أن تتخيل مكان الكراسي والسجادة والباب‪ .‬انظر ماذا‬

‫ضا عندما تتخيل أنك تنظر حول الغرفة‪ .‬اجذب انتباهك إلى الداخل أكثر‪ ،‬والحظ موضع جسمك‪ ،‬والحظ ملمس‬
‫يمكنك أن تالحظ أي ً‬

‫مالبسك‪ ،‬ومكان مالمستها لبشرتك‪ .‬الحظ ما إذا كان بإمكانك مالحظة اختالفات طفيفة في درجة حرارة بشرتك في أماكن مختلفة‬

‫من جسمك‪ .‬الحظ تنفسك‪ .‬الحظ درجة حرارة أنفاسك‪ ...‬الحظ أنه يكون أكثر دفًئا أثناء الزفير وأكثر برودة أثناء الشهيق‪ .‬اآلن خذ‬

‫ثالثة أنفاس عميقة بطيئة جدًا وحاول أن تتخيل مسار الهواء أثناء دخوله وخروجه من جسمك‪ .‬لو‬

‫‪.‬إذا الحظت أي توتر في أي مكان في جسمك‪ ،‬تخيل أن كل نفس يحمل القليل من هذا التوتر بعيدًا‬

‫اآلن أريدك أن تتخيل نفسك في الليلة التي تسبق حفل رقص ابنتك‪ .‬أنت في غرفة مع ابنتك‪ .‬أنت تخبر ابنتك أنك فخور‬

‫جدًا بها وأنك ستكون هناك‪ .‬أريدك أن تتخيل وجهها وأنت تقول هذا‪ .‬أريدك أن تتخيل أنك تسمح لنفسك باالنزالق إلى جلد تلك‬

‫المرأة في هذه الصورة ‪ -‬وهي تتحدث إلى ابنتها‪ .‬الحظ النظرة على وجهها وأنت تتكلم هذه الكلمات‪" .‬أنا فخور وسأكون هناك‪".‬‬

‫الحظ األشياء التي تشعر بها‪ ،‬وما تفكر فيه‪ .‬اآلن أريدك أن تتخيل أنك في استوديو الرقص ليلة الحفل‪ .‬لقد ذهبت ابنتك بالفعل إلى‬

‫ضا‪ :‬آباء آخرون يرتدون مالبس ويحملون الكاميرات‪ .‬أثناء تحركك نحو المدخل‪ ،‬الحظت أن‬
‫المبنى‪ .‬انظر حولك والحظ من هناك أي ً‬

‫قلبك بدأ ينبض بسرعة أكبر‪ .‬يبدو األمر كما لو أن درجة حرارتك بدأت في االرتفاع‪ .‬الحظ الشعور بالتعرق تحت ذراعيك‪ .‬لديك‬

‫فكرة جيدة عما سيأتي‪ ،‬ولكن مع ذلك…‪.‬دع نفسك تشعر بثقله‪ .‬تخيل أنك قررت عدم الدخول‪ .‬الحظ مدى المرض الذي تشعر به‬

‫عندما تتخذ هذا القرار‪ .‬اسمح لنفسك أن تتخيل وجه ابنتك وهي تتفحص الحشود التي تبحث عنك‪ .‬عندما تعود إلى سيارتك‬

‫وتجلس‪ ،‬دع نفسك تالحظ كيف يشعر جسمك‪ .‬دع نفسك تالحظ أي مشاعر تمر بها‪ .‬دع نفسك تالحظ الذكريات‪ .‬ربما أنت‬

‫‪.‬تذكر األوقات األخرى التي كانت مثل هذا‪ .‬دع نفسك تالحظ أي أفكار تراودك‬

‫اآلن اسمح لنفسك أن تتخيل أنك في المنزل‪ .‬ابنتك هناك وأخبرتها بذلك‬

‫‪-22 -‬‬
‫فقط ال يمكن البقاء‪ .‬تصور وجه ابنتك وأنت تقول هذا‪ .‬هل تستطيع رؤية األلم في وجهها؟ الحظ كيف تشعر عندما ترى ذلك‪ .‬الحظ‬

‫األفكار التي تراودك‪ .‬الحظ كيف يشعر جسمك‪ .‬دع نفسك تصور ابنتك‪ .‬دع نفسك تالحظ الطريقة التي تمتلئ بها عيناها بالدموع‪.‬‬

‫ض لحظة‪ ،‬واسمح‬
‫دع نفسك تراها وهي تستدير وتبتعد‪ .‬الحظ األفكار التي تراودك‪ .‬الحظ كيف يشعر جسمك‪ .‬توقف اآلن واق ِ‬

‫لألفكار والذكريات والعواطف والمشاعر الموجودة في جسدك بالتواجد هناك‪ .‬خذ لحظة فقط‬

‫‪.‬واسمح لنفسك أن تشعر بها جمي ًعا‬

‫بعد لحظات قليلة‪ ،‬اطلب من العميل أن يفتح عينيه بلطف وببطء‪ .‬دون مزيد من المناقشة‪ ،‬سلمهم مواد الكتابة واطلب‬

‫منهم البدء في الكتابة ومغادرة الغرفة‪ .‬يجب أن يقول المعالج شيًئا مثل‪" :‬أريدك أن تكتب لمدة خمس عشرة دقيقة‪ .‬اترك حقًا ‪-‬‬

‫ضا عن أي ذكريات أو تجارب أو مخاوف ظهرت أثناء التمرين‪ .‬اكتب بأكبر قدر ممكن من‬
‫اكتب أعمق أفكارك ومشاعرك‪ .‬اكتب أي ً‬

‫التفاصيل‪ .‬اسمح لنفسك بتجربة أفكارك ومشاعرك حقًا‪ .‬إذا لم تتمكن من التفكير في أي شيء لتكتبه‪ ،‬فما عليك سوى كتابة نفس‬

‫الشيء مرا ًرا وتكرا ًرا حتى يظهر شيء جديد‪ .‬ال تقلق بشأن شكلها أو كيفية تهجئة األشياء‪ .‬إذا كنت ترغب في ذلك‪ ،‬فلن يقرأ أحد‬

‫ما كتبته‪ ،‬على الرغم من أنه قد يكون من المفيد لنا أن نتحدث عنه م ًعا‪ .‬دون مزيد من المناقشة‪ ،‬أعط العميل بعض الورق وقل ًما أو‬

‫قلم رصاص واترك الغرفة لمدة خمسة عشر دقيقة‪ .‬من الناحية المثالية‪ ،‬يمكن للمعالج مراقبة العميل أثناء عملية الكتابة‪ .‬ومع‬

‫ذلك‪ ،‬إذا لم تكن غرفة المراقبة متاحة‪ ،‬فيجب على المعالج تقييم مستوى المشاركة أثناء عملية استخالص المعلومات (عملية‬

‫‪).‬الكتابة مقتبسة بإذن من جيمس بينبيكر‪ ،‬االتصال الشخصي‪2001 ،‬‬

‫استخالص المعلومات من التمرين‪.‬وبعد فترة الكتابة‪ ،‬يخصص رصيد الجلسة للذهن‬

‫التعرض لكل ما تم توليده في التمرين والكتابة‪ .‬المواضيع التي يجب البحث عنها هي إحساس العميل بما يأمله في مجال االهتمام‬

‫(األبوة في هذه الحالة)‪ .‬تتعلق المواضيع الحاسمة بقيم العميل (على سبيل المثال‪ ،‬ما كانت تأمل فيه في مجال األبوة واألمومة)‪.‬‬

‫تتضمن األسئلة التي يتم طرحها على العميل في النهاية ما يلي‪" :‬ماذا لو كان من الضروري أن تكون على استعداد للشعور بهذا‬

‫األلم من أجل النجاح كوالد؟‬

‫”هل كان األمر يستحق؟ هل ستكون على استعداد؟‬

‫النجاح غير مضمون‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬يمكننا أن نضمن أن متابعة التحديات الوالدية ستجلبها‬

‫التفكير في فشل األبوة واألمومة‪ ،‬سواء من خالل تذكر الماضي أو توقعه في المستقبل‪ .‬إذا كان الشخص ال يستطيع تحمل األفكار‬

‫والعواطف والذكريات المتعلقة بالفشل‪ ،‬فيجب عليه التخلي عن تحديات األبوة واألمومة‪ .‬وعلى النقيض من ذلك‪ ،‬إذا تمكن المرء‬

‫من "إفساح المجال" نفسيا ً لمشاعر الفشل‪ ،‬فإن مواجهة التحديات‪ ،‬وبالتالي النجاح‪ ،‬تصبح ممكنة (غير مضمونة‪ ،‬ولكنها‬

‫‪).‬ممكنة‬

‫‪-23 -‬‬
‫تضمنت الجلسات اإلضافية لتمرين التعرض‪/‬القيم بنية الجلسة نفسها‪ .‬كان االختالف الوحيد هو أنه بدالً من التركيز على‬

‫ذكريات اإلخفاقات الماضية‪ ،‬ركزت الجلسات اإلضافية لتمرين التعرض‪/‬القيم على أفكار الفشل المستقبلي‪ .‬لذلك‪ ،‬على سبيل‬

‫المثال‪ ،‬تضمنت الجلسة تمرينًا حيث يحدث الشيء نفسه في ليلة التخرج‪ .‬من المهم عند القيام بهذا العمل‪ ،‬تما ًما كما هو الحال مع‬

‫أي عمل تعرض‪ ،‬أن يتم تحديد مدة الجلسة من خالل رد فعل العميل تجاه المادة‪ .‬تما ًما كما هو الحال في جلسة التعرض‪ ،‬ال نعرض‬

‫العميل للثعبان ثم ننهي الجلسة عند النقطة التي يكون فيها أكثر إثارة ويرغب معظمهم في المغادرة‪ .‬وبدالً من ذلك‪ ،‬نركب موجة‬

‫اإلثارة والرغبة في تجنبها حتى قمة الموجة‪ ،‬ونزوالً إلى الجانب اآلخر‪ .‬على الرغم من أن هذه التمارين مؤلمة للغاية‪ ،‬إال أن‬

‫التعرض الذي تحتويه يمكن أن يولد نفس المرونة التي نراها عندما نتعرض لألشياء الرهابية الخارجية‪ .‬إن تذكر األحداث المؤلمة‬

‫عن طيب خاطر‪ ،‬في خدمة قضية نبيلة‪ ،‬يغير بشكل أساسي عالقة العميل بتلك األحداث البغيضة‪ .‬هذه معاناة‪ ،‬ولكن بهدف‪ .‬لقد رأينا‬

‫عمالء يغادرون مثل هذه الجلسات وينخرطون بشكل عفوي في األنشطة التي كانوا يتجنبونها لسنوات‪ .‬ال يتعلق األمر باألماكن‬

‫واألنشطة التي يخشونها‪ ،‬بل بردود أفعالهم تجاه هذه األماكن واألنشطة‪ .‬إذا تمكنا من استخدام هذه التقنيات لبناء ذخيرة واسعة‬

‫ومرنة فيما يتعلق بردود أفعال العميل‪ ،‬فإنها تصبح كذلك‬

‫الحرية في متابعة نوع األنشطة التي نصفها في عنصر التنشيط السلوكي للعالج‪ .‬القيم واالختيار والحرية‬

‫سأختتم بتعليق حول العميل الذي ال يستطيع أن يقرر ما يجب فعله‪ .‬في بعض األحيان‪ ،‬القيم‬

‫يبدو أنهم غاضبون كما لو كانوا في حالة حرب مع بعضهم البعض‪ .‬إحدى الحاالت األخيرة من هذا النوع تتعلق بامرأة تحاول أن‬

‫تقرر ما إذا كانت ستبقى في زواج مدته ‪ 30‬عا ًما أو تأخذ أطفالها وتغادر‪ .‬كان سؤالها "هل يجب عل ّي الطالق أم ال؟" كان موقفي‬

‫في الجلسة حول هذا األمر هو‪" :‬أعتقد أنه يمكنك الطالق بنزاهة‪ ،‬أو الطالق بدون نزاهة‪ ،‬أو البقاء بنزاهة‪ ،‬أو البقاء بدون نزاهة‪.‬‬

‫التزامي هو تدريبك على القيام بكل ما تفعله بنزاهة‪ .‬فالنزاهة‪ ،‬أو عدمها‪ ،‬ال توجد في خصائص الرد‪ .‬وبدالً من ذلك‪ ،‬فهو يكمن في‬

‫العالقة الوظيفية بين االستجابة والقيم الراسخة ‪ -‬أو على العكس من ذلك‪ ،‬العالقة الوظيفية مع المخاوف العميقة‪ .‬ال أتوقع فائدة‬

‫تذكر لشخص عاش بدون نزاهة في الزواج إذا فعل ذلك يترك الزواج يلوم شريكهم على الحياة الفاسدة‪ .‬وهذا سوف يعمل‬

‫‪).‬بطرق مشابهة ل‍‍البقاء وإلقاء اللوم على الشريك في الحياة الفاشلة (وسيكون غير حيوي بنفس القدر‬

‫اآلن‪ ،‬بعد قولي هذا‪ ،‬هناك معاناة متأصلة في كل خيار‪ ،‬بما في ذلك خيار عدم االختيار‪ .‬قد نستبعد شيًئا ذا قيمة غير‬

‫عادية في االختيار‪ .‬قد نشعر أننا نتخذ خيا ًرا مدفوعًا بالقيم ونكتشف الحقًا أننا كنا عميانًا تما ًما ونتصرف بطريقة بر ذاتي ووضيعة‪.‬‬

‫(إننا نتعرق عندما نتذكر مثل هذه األحداث في تاريخنا)‪ .‬إن احتمال حدوث إحدى هذه النتائج السلبية متأصل نفسيا في االختيار ‪-‬‬

‫ولهذا السبب يكون االختيار صعبا (ويتجنبه)‪ .‬اآلن تتراجع مسألة العيش بنزاهة خطوة إلى الوراء‪ ،‬ونحن بحاجة إلى فحص نزاهة‬

‫عدم االختيار في خدمة الخوف ‪ -‬هل هذا ما نريد أن تمثله حياتنا؟ قد نحتاج إلى القيام بالكشف ونزع الدمج في هذه المنطقة‬

‫المخيفة‬

‫‪-24 -‬‬
‫‪.‬حيث تتراقص االحتماالت المبهجة والمأساوية‪ ،‬ذلك المكان الذي يقع على حافة االختيار‬

‫هذا مكان صعب البقاء فيه‪ .‬هناك ميالن يسودان‪ .‬األول هو التراجع عن االختيار و‬

‫أعيش في أرض "هل ينبغي علي‪/‬ال ينبغي عل ّي"‪ ،‬وأعد قوائم صغيرة في رؤوسنا لألسباب التي ينبغي لنا أن نفعلها واألسباب‬

‫التي ال ينبغي لنا أن نفعلها‪ ،‬آملين عبثًا أن تنقلب الموازين أخي ًرا بشكل حاسم وستخبرنا بالحقيقة حول االختيار الذي نختاره‪ .‬يجب‬

‫ان تصنع‪ .‬الخيار الثاني هو االختيار فقط ‪ -‬ولكن في خدمة إنهاء العبء الذي يولده هذا الفضاء النفسي المخيف‪ .‬ولكن هل هذا ما‬

‫نريد لحياتنا أن تمثله؟ نحن نستكشف كال األمرين مع العمالء‪ .‬نقوم أوالً برحالت تخيلية في تمارين تجريبية حيث نصل​​إلى حافة‬

‫االختيار‪ ،‬ونختبر القلق والضغط؛ ثم نعود إلى االجترار والقلق ونضيف اإليجابيات والسلبيات‪ .‬نحن ندرس حيوية هذا الفعل‪ .‬ومن‬

‫ثم‪ ،‬مرة أخرى‪ ،‬نسير‪ ،‬في تمرين تجريبي‪ ،‬إلى حافة االختيار‪ .‬مرة أخرى‪ ،‬اشعر بالقلق‪ ،‬الحظ الذكريات‪ ،‬كيف يشعر الجسم‪ ،‬هذه‬

‫ضا فكرة‪" :‬ماذا‬


‫المرة‪ ،‬في ذروة القلق‪ ،‬نختار االتجاه ‪ -‬بوضوح في خدمة إنهاء القلق‪ .‬وبعد ذلك‪ ،‬الحظ ما يحدث‪ .‬راحة‪ ،‬ولكن أي ً‬

‫لو كنت سأختار الطريق اآلخر؟" في كال السيناريوهين‪ ،‬يحدث االختيار نفسيًا باعتباره "ضروريًا" و"يجب القيام به بشكل‬

‫صحيح" ‪ -‬وهذان جانبان نفسيان من االختيار الذي يستدعي التفكيك والكشف‪ .‬تحدث نفسيا كنقص في الحرية‪ .‬هناك طريق ثالث‪.‬‬

‫يصفها كامو بشكل أفضل في المنطق العبثي‪" :‬الجهد الحقيقي هو البقاء هناك‪ ،‬إلى أقصى حد ممكن‪ ،‬والفحص الدقيق للنباتات‬

‫الغريبة في تلك المناطق البعيدة‪ .‬المثابرة والفطنة هما المتفرجين المميزين لهذا العرض الالإنساني"‪ .‬حيث يستمر حوار العبث‬

‫واألمل والموت» (كامو‪ ،1955 ،‬ص ‪ .)8‬ماذا لو تمكنا‪ ،‬من خالل التفكيك والكشف‪ ،‬من إنشاء مساحة نفسية يمكن للعميل أن يقف‬

‫فيها بدالً من الوقوف فيهايجب أن القفز إلى األمام أو إلى الخلف؟ بالنسبة لي هذا هو المكان الذي يتم من خالله االختيارات‬

‫‪.‬تظهر معظم الحيوية ‪ -‬ذلك المكان الذي حتى سوء االختيار يحدث نفسيا كاختيار‬

‫دور القيم في التقبل واليقظة والعالقة‬

‫وقد ركز هذا الفصل على العالقة المحتملة بين التدخالت الموجهة نحو القيم وإجراءات العالج السلوكي‪ .‬لقد حاولنا طوال‬

‫الوقت الربط بين القيم والقضايا الناشئة في حركة العالج السلوكي‪ .‬إن عمل القيم لديه القدرة على تغيير عالقة عمالئنا بالشدائد‬

‫بشكل أساسي‪ .‬تعتمد اإلجابات على األسئلة المتعلقة بالتقبل دائ ًما على السياق‪ .‬عندما يتم وضع تقبل الشدائد في سياق إحداث فرق‬

‫في مجال مهم من مجاالت الحياة‪ ،‬يصبح التقبل أكثر قبوال‪ .‬يمكن ممارسة اليقظة الذهنية في حد ذاتها‪ ،‬ولكننا نقوم بالعالج إلحداث‬

‫فرق في حياة الناس‪ .‬يمكن أن يوفر عمل القيم أهدافًا لليقظة الذهنية‪ ،‬عندما تعيق "فخاخ العقل" قدرة عمالئنا على المضي قد ًما‬

‫في حياتهم‪ .‬أخي ًرا‪ ،‬في مجال العالقات‪ ،‬سواء العالقة العالجية أو العالقات األخرى في حياة عمالئنا‪ ،‬فإن التركيز على القيم يمكن أن‬

‫يجعل‬

‫‪.‬العمل الجاد المتأصل في العالقات الممكنة‬

‫‪-25 -‬‬
‫وإذا كنا على حق في تقييمنا للحاجة إلى مثل هذه التدخالت‪ ،‬فسوف نواجه مهمة إنتاج علم قوي عن الغرض اإلنساني‬

‫والمعاني والقيم‪ .‬يمكن لمثل هذا العلم أن يساعدنا على فتح حياة عمالئنا‪ .‬يعيش اإلنسان في عالم نفسي‪ .‬في ذلك العالم "لم يكن‬

‫بوسعهم" أن يفعلوا أي شيء سوى ما كانوا يفعلونه‪ .‬عندما نعلم اليقظة الذهنية‪ ،‬أو نقوم بالتعرض أو التفكيك من أنواع أخرى‪،‬‬

‫فإن العالم النفسي للعميل يتوسع‪ .‬إنهم يأتون ليعيشوا في عالم يتمتع بقدر أكبر من المرونة وبالتالي المزيد من اإلمكانيات‪ .‬قد يبدو‬

‫من الغريب الحديث عن التحرر والعالج السلوكي في نفس الجملة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن العميل الذي لديه خياران بدالً من خيار واحد قد‬

‫‪.‬تحرر بالمعنى الحقيقي للغاية‬

‫‪.‬هذا التحرير هو الهدف من هذا العمل‬

‫‪-26 -‬‬
‫مرجع‬

‫أنيسمان‪ ،‬إتش‪ ،‬هان‪ ،‬بي‪ ،‬هوفمان‪ ،‬دي‪ ،‬زاكارو‪ ،‬آر إم (‪ .)1985‬تسبب اإلجهاد في تفاقم‬

‫‪.‬المثابرة الناجمة عن األمفيتامين‪.‬الصيدلة والكيمياء الحيوية والسلوك‪183-23،173 ،‬‬

‫بارلو‪ ،‬د‪ ،.‬كراسكي‪ ،‬م‪ ،.‬سيرني‪ ،‬ج‪ ،.‬وكلوسكو‪ ،‬ج‪ .)1989( .‬العالج السلوكي الضطراب الهلع‪.‬سلوك‬

‫‪.‬العالج‪282-261 ,20 ,‬‬

‫‪.‬بيك‪ ،‬إيه تي‪ ،‬راش‪ ،‬إيه جي‪ ،‬شو‪ ،‬بي‪ ،‬وإيمري‪ ،‬جي (‪.)1979‬العالج المعرفي لالكتئاب‪ .‬نيويورك‪ :‬جيلفورد‬

‫بوركوفيك‪ ،‬ت‪ ،.‬ماثيوز‪ ،‬أ‪ ،.‬تشامبرز‪ ،‬أ‪ ،.‬إبراهيمي‪ ،‬إس‪ ،.‬ليتل‪ ،‬آر‪ ،.‬ونيلسون‪ ،‬آر‪ .)1987( .‬آثار ال‬

‫التدريب على االسترخاء مع العالج المعرفي أو غير المباشر ودور القلق الناجم عن االسترخاء‬

‫‪.‬في عالج القلق العام‪.‬مجلة االستشارات وعلم النفس العيادي‪619-611 ،55 ،‬‬

‫بوتون‪ ،‬إم إي‪ ،‬مينيكا‪ ،‬إس‪ ،‬وبارلو‪ ،‬دي إتش (‪ .)2001‬منظور نظرية التعلم الحديثة على مسببات المرض‬

‫‪.‬اضطراب الهلع‪.‬المراجعة النفسية‪32-4 ،108 ،‬‬

‫‪.‬أساليب المواجهة واإلسناد كمنبئات باالكتئاب ‪، C. A. (1990).‬وهوفانيتز ‪، S. F.،‬برودر ماتسون‬

‫‪.‬مجلة علم النفس العيادي‪565-557 ،46 ،‬‬

‫‪.‬كامو‪ ،‬أ‪.)1955( .‬أسطورة سيزيف ومقاالت أخرى‪ .‬نيويورك‪ :‬خمر‬

‫‪.‬كريستنسن‪ ،‬أ‪ ،.‬جاكوبسون‪ ،‬إن إس‪ ،‬بابكوك‪ ،‬جي سي (‪ .)1995‬العالج السلوكي التكاملي للزوجين‪ .‬في ن‪.‬س‬

‫‪.‬جاكوبسون وأ‪.‬س‪ .‬كريك (محرران)‪،‬الدليل السريري للعالج الزوجي(ص ‪ .)64-31‬نيويورك‪ :‬جيلفورد‬

‫كوبر‪ ،‬إم إل‪ ،‬راسل إم‪ ،‬سكينر‪ ،‬جيه بي‪ ،‬فرون‪ ،‬إم آر‪ ،‬ومودار‪ ،‬بي (‪ .)1992‬اإلجهاد واستخدام الكحول‪ :‬التأثيرات المعتدلة للجنس‬

‫‪،‬والتكيف وتوقعات الكحول‪.‬مجلة علم النفس غير الطبيعي‪101 ،‬‬

‫‪139-152.‬‬

‫قيد المراجعة)‪ .‬العالج بالتقبل وااللتزام وعالج األشخاص المعرضين لخطر( ‪Dahl، J.، Wilson، K. G.، & Nillson، A.‬‬

‫‪.‬اإلعاقة طويلة األمد الناتجة عن أعراض التوتر واأللم‬

‫‪.‬مخطوطة قيد المراجعة‪.‬العالج السلوكي‬

‫‪.‬طرق التعامل بين األفراد المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية ‪، J. A. (1994).‬ديجينوفا‪ ،‬م‪ .‬ك‪.‬؛ باتون‪ ،‬دي إم؛ جوريش‬

‫‪.‬مجلة علم النفس االجتماعي‪663-655 ،134 ،‬‬

‫القدرة على التحكم في الصدمة وطبيعة اإلجهاد الناجم ‪Drugan، R. C.، Ader، D. N.، Maier، S. F. (1985).‬‬

‫‪.‬تسكين‪.‬علم األعصاب السلوكي‪801-99،791 ،‬‬

‫‪-27 -‬‬
‫‪.‬إليس‪ ،‬أ‪.)1962( .‬العقل والعاطفة في العالج النفسي‪.‬نيويورك‪ :‬ل‪ .‬ستيوارت‬

‫‪.‬فيرستر‪ ،‬سي بي (‪ .)1973‬التحليل الوظيفي لالكتئاب‪.‬عالم نفس أمريكي‪870-28،857 ،‬‬

‫اضطراب ما بعد الصدمة بعد االعتداء‪ :‬االعتبارات النظرية ‪Foa, E. B. & Riggs, D. S. (1995).‬‬

‫‪.‬والنتائج التجريبية‪ .‬االتجاهات الحالية في العلوم النفسية‪65-61 ،4 ،‬‬

‫فورسيث‪ ،‬جي بي وإيفرت‪ ،‬جي إتش (‪ .)1998‬القلق الرهابي والذعر‪ :‬حساب سلوكي تكاملي لهما‬

‫األصل والعالج‪ .‬في جوزيف ج‪ .‬بلود و ج‪ .‬ه‪ .‬إيفرت (محرران)‪،‬من نظرية السلوك إلى العالج السلوكي (ص‪.)67-38‬‬

‫‪.‬بوسطن‪ :‬ألين وبيكون‬

‫فوكس‪ ،‬آر‪ ،‬روتاتوري‪ ،‬إيه إف‪ ،‬ماكلين‪ ،‬إف‪ ،‬وغرين (‪ .)1983‬تقييم تفضيل التعزيز في السلوكيات الشديدة‬

‫‪.‬األطفال المضطربين‪.‬تنمية ورعاية الطفل المبكر‪121-11،113 ،‬‬

‫جيلر آي‪ .)1960( .‬اكتساب وانقراض القمع المشروط كدالة لخط األساس‬

‫‪.‬معزز‪ .‬مجلة التحليل التجريبي للسلوك‪240-235 ،3 ،‬‬

‫جريكو‪ ،‬لوس أنجلوس (‪ ،2002‬نوفمبر)‪ .‬خلق سياق للتقبل في إعدادات األطفال السريرية وطب األطفال‪ .‬في جي إتش إيفرت‬

‫(الرئيس)‪،‬الموازنة بين التقبل والتغيير في عالج اضطرابات القلق‪ .‬ندوة قدمت في االجتماع السنوي لجمعية النهوض‬

‫‪.‬بالعالج السلوكي‪ .‬رينو‪ ،‬نيفادا‬

‫العالج بالتقبل وااللتزام‪ :‬منهج سياقي ل‪Hayes, S. C., Strosahl, K., & Wilson, K. G. (1999).‬‬

‫‪.‬اإلدراك والعاطفة في العالج النفسي‪.‬نيويورك‪ :‬جيلفورد‬

‫التجنب التجريبي و ‪Hayes، S. C.، Wilson، K. G.، Gifford، E. V.، Follette، V. M.، et al. (1996).‬‬

‫االضطرابات السلوكية‪ :‬منهج وظيفي األبعاد للتشخيص والعالج‪.‬مجلة‬

‫‪.‬االستشارات وعلم النفس العيادي‪1168-1152 ،64 ،‬‬

‫هيفنر‪ ،‬إم‪ ،‬سبيري‪ ،‬جيه‪ ،‬إيفرت‪ ،‬جي‪ .‬إتش‪ ،.‬ديتويلر‪ ،‬إم‪ .)2002( .‬العالج بالتقبل وااللتزام في‬

‫‪.‬عالج فتاة مراهقة مصابة بفقدان الشهية العصبي‪ :‬مثال حالة‪.‬الممارسة المعرفية والسلوكية‪236-232 ،9 ،‬‬

‫التعزيز الطارئ يزيد من االمتناع عن الكوكايين ‪، G. J. (2000).‬بادجر & ‪، C. J.،‬وونغ ‪، S. T.،‬هيغينز‬

‫‪-‬أثناء العالج في العيادات الخارجية وسنة واحدة من المتابعة‪.‬مجلة االستشارات وعلم النفس العيادي‪64 ،68 ،‬‬

‫‪72.‬‬

‫هوليهان‪ ،‬د‪ .‬رودريغيز‪ ،‬إتش دي‪ ،‬وكلويكل‪ ،‬جيه‪ .)1990( .‬التحقق من صحة المسح المعزز لالستخدام مع كبار السن‬

‫‪.‬مرضى‪.‬العالج السلوكي السكني‪136-5،129 ،‬‬

‫‪-28 -‬‬
‫كيسلر‪ ،‬آر سي‪ ،‬ماكجوناجل‪ ،‬كيه إيه‪ ،‬تشاو‪ ،‬إس‪ ،‬نيلسون‪ ،‬سي بي‪ ،‬هيوز‪ ،‬إم‪ ،‬إيشلمان إس‪ ،‬ويتشن‪ ،‬إتش‪ & ،‬كيندلر‪ ،‬كيه إس‬

‫لمدة ‪ 12‬شه ًرا في الواليات المتحدة‪ :‬نتائج دراسة ‪ .)1994( DSM-III-R‬مدى الحياة وانتشار االضطرابات النفسية‬

‫‪.‬االعتالل المشترك الوطنية‪.‬أرشيف الطب النفسي العام‪19-8 ،51 ،‬‬

‫ليتنبرغ‪ ،‬إتش‪ ،‬غرينوالد‪ ،‬إي‪ ،‬وكالدو‪ ،‬إس‪ .)1992( .‬دراسة بأثر رجعي ألساليب التكيف على المدى الطويل‬

‫‪.‬مع تعرضهم لالعتداء الجنسي أثناء الطفولة‪ .‬إساءة معاملة األطفال وإهمالهم‪407-399 ،16 ،‬‬

‫لوينسون‪ ،‬بي إم‪ ،‬سوليفان‪ ،‬جيه إم‪ ،‬وجروسكوب‪ ،‬إس جيه (‪ .)1980‬تغيير أحداث التعزيز‪ :‬منهج ل‬

‫‪.‬عالج االكتئاب‪ .‬العالج النفسي‪ :‬النظرية والبحث والممارسة‪334-322 ،17،‬‬

‫‪.‬لينهان‪ ،‬م‪ .‬م‪ .)1987( .‬العالج السلوكي الجدلي الضطراب الشخصية الحدية‪ :‬النظرية والطريقة‬

‫‪.‬نشرة عيادة ميننجر‪276-261 ،51 ،‬‬

‫الفلسفة البوذية وعالج السلوك اإلدماني‪ .‬ترس‍‍الفطرية والسلوكية ‪، G. A. (2002).‬مارالت‬

‫‪.‬الممارسة‪49-9،44 ،‬‬

‫مارتيل‪ ،‬سي آر‪ ،‬أديس‪ ،‬إم إي وجاكوبسون‪ ،‬إن إس (‪.)2001‬االكتئاب في السياق‪ :‬استراتيجيات العمل الموجه‪ .‬نيويورك‪ :‬دبليو‬

‫‪.‬دبليو‪ .‬نورتون‬

‫ميلر‪ ،‬آي دبليو ونورمان‪ ،‬دبليو إتش (‪ .)1979‬العجز المكتسب عند البشر‪ :‬مراجعة ونظرية اإلسناد‬

‫‪.‬نموذج‪.‬النشرة النفسية‪118-93 ،86 ،‬‬

‫‪.‬مونتي‪ ،‬ب‪ ،.‬آدامز‪ ،‬د‪ ،.‬كادن‪ ،‬ر‪ ،.‬وكوني‪ ،‬ن‪.)1989( .‬عالج إدمان الكحول‪ .‬نيويورك‪ :‬جيلفورد‬

‫دور المواجهة في نتائج أزمة االنتكاس‪ :‬دراسة استطالعية ‪، H. M. (1996).‬نيس & ‪، A. E.،‬موسر‬

‫‪.‬يعالج مدمني الكحول‪.‬اإلدمان‪1114-1101 ،91 ،‬‬

‫أوست‪ ،‬ل‪ .)1985( .‬عالج التعرض لجلسة واحدة لرهاب الحقن‪ :‬دراسة حالة مع معدل ضربات القلب المستمر‬

‫‪.‬قياس‪.‬المجلة االسكندنافية للعالج السلوكي‪131-14،125 ،‬‬

‫تحت الطبع)‪ .‬التعامل مع اضطرابات( ‪Orsillo, S.M., Roemer, L., Block, J., LeJeune, C., & Herbert, J. D.‬‬

‫‪:‬محرران‪).‬العالج بالتقبل وااللتزام‪ :‬دليل الطبيب‪.‬نيويورك( ‪ S. C. Hayes & K. Strosahl،‬القلق‪ .‬في‬

‫‪..‬مطبعة جيلفورد‬

‫‪.‬بوردون‪ ،‬سي‪ .)1999( .‬قمع الفكر واألمراض النفسية‪.‬أبحاث السلوك والعالج‪1054-1029 ،37 ،‬‬

‫رومر‪ ،‬إل‪ .‬وأورسيلو‪ ،‬إس إم (‪ .)2002‬توسيع تصورنا وعالج اضطراب القلق العام‪ :‬دمج المناهج القائمة على اليقظة‬

‫الذهنية‪/‬التقبل مع السلوك المعرفي الحالي‬

‫‪-29 -‬‬
‫‪.‬عارضات ازياء‪.‬علم النفس العيادي‪ :‬العلم والممارسة‪68-54 ،9 ،‬‬

‫العالج المعرفي القائم على اليقظة لالكتئاب‪ :‬جديد‪، J. D. (2002).‬تيسديل & ‪، J.M.G.،‬ويليامز ‪، Z. V.،‬سيغال‬

‫‪.‬منهج لمنع االنتكاس‪ .‬نيويورك‪ :‬جيلفورد‬

‫سليجمان‪ ،‬إم‪ .‬إي‪ .‬وبيجلي‪ ،‬جي‪ .)1975( .‬تعلمت العجز في الفئران‪.‬مجلة المقارنة والفسيولوجية‬

‫‪.‬علم النفس‪541-88،534 ،‬‬

‫‪،‬سليغمان‪ ،‬إم إي وماير‪ ،‬إس إف (‪ .)1967‬الفشل في الهروب صدمة مؤلمة‪.‬مجلة علم النفس التجريبي‪74 ،‬‬

‫‪1-9.‬‬

‫التخفيف من العجز المكتسب في الكلب‪.‬مجلة ‪Seligman، M. E.، Maier، S. F.، & Geer، J. H. (1968).‬‬

‫‪.‬علم النفس غير الطبيعي‪262-73،256 ،‬‬

‫آثار الليبريوم والتحكم في الصدمة على حس األلم و ‪، R. A. (1988).‬روسيليني ‪، D. A.،‬وارن‬

‫‪.‬الخوف السياقي‪.‬الصيدلة والكيمياء الحيوية والسلوك‪214-209 ،30 ،‬‬

‫ويلسون‪ ،‬جي تي (‪ .)1996‬التقبل والتغيير في عالج اضطرابات األكل والسمنة‪.‬سلوك‬

‫‪.‬العالج‪439-27,417 ,‬‬

‫‪.‬ويلسون‪ ،‬ك‪ .‬ج‪ .)1997( .‬الثورة قادمة‪.‬العالج السلوكي‪600-597 ,28 ,‬‬

‫‪ S. C.‬ويلسون‪ ،‬كيه جي‪ ،‬هايز‪ ،‬إس سي‪ ،‬جريج‪ ،‬جيه‪ ،‬وزيتل‪ ،‬آر دي (‪ .)2001‬علم النفس المرضي والعالج النفسي‪ .‬في‬

‫نظرية اإلطار العالئقي‪ :‬حساب ما بعد سكينري لإلنسان‪Hayes, D. Barnes, & Roche, B. (Eds.)،‬‬

‫‪.‬اللغة واإلدراك(ص‪ .)237-211‬نيويورك‪ :‬الصحافة الكاملة‬

‫ويلسون‪ ،‬كيه جي آند جروم‪ ،‬جيه (‪.)2002‬استبيان قيمة المعيشة‪.‬متاح من المؤلف األول في‬

‫‪ MS.‬قسم علم النفس‪ ،‬جامعة ميسيسيبي‪ ،‬جامعة‬

‫ويلسون‪ ،‬ك‪ .‬ج‪.)2002( .‬دليل عمل استبيان قيمة المعيشة‪ ،‬اإلصدار ‪.11-13-02‬متاح من المؤلف في‬

‫‪ MS.‬قسم علم النفس‪ ،‬جامعة ميسيسيبي‪ ،‬جامعة‬

‫مالحظة المؤلف‬

‫‪:‬على المناقشة االستفزازية والمثمرة لهذا العمل ‪ Odd Edges‬شك ًرا ألعضاء ندوة‬

‫كاثرين آدامز‪ ،‬ليزا كوين‪ ،‬تيم كروفورد‪ ،‬تشاد دريك‪ ،‬لورا إيلي‪ ،‬هيالري هانت‪ ،‬روندا ميروين‪ ،‬ميغيل‬

‫ضا لراجنار ستوراسلي‪ ،‬وجوان دال‪ ،‬ونيكالس تورنيكي‪ ،‬وليزا كوين على اقتراحاتهم‬
‫روبرتس‪ ،‬ديانا ويلسون‪ .‬شكر خاص أي ً‬

‫‪.‬بشأن المسودات السابقة للمخطوطة‬

‫‪-30 -‬‬
-31 -
‫الشكل ‪ .1‬يُظهر المصاب برهاب األفعى‪ ،‬قبل التعرض للثعبان‪ ،‬مجموعة ضيقة من االستجابات مع احتمالية حدوثها تصل إلى‬

‫‪ %100.‬تقريبًا‬

‫الشكل ‪ .2‬بعد التعرض للثعبان‪ ،‬يظهر رهاب الثعبان مجموعة واسعة ومرنة من االستجابات‪ .‬يسمح اتساع االستجابات المحتملة‬

‫‪.‬لميزات السياق األخرى بممارسة السيطرة على االستجابة الفعلية المنبعثة‬

‫لم يتم التدقبق اللغوي لهذا الملف ‪ /‬عمرو محمد‬

‫‪-32 -‬‬

You might also like