‫أ‪.

‬د نعيمة مزرارة جامعة‬

‫]محاضرات وحدة اضطراب التكيف المدرسي (السنة ‪ 3‬علم النفس المدرسي[‬ ‫الجزائر ‪2‬‬

‫المحاضرة األولى‪:‬‬
‫مدخل مفاهيمي لمصطلح التكيف‬
‫لقد ازداد اهتمام العلماء والباحثين في السنوات األخيرة بموضوع التكيف والتوافق النفسي والصحة النفسية‬
‫في حياة األفراد لمعرفة العوامل واألسباب المؤثرة فيه ‪ ،‬وكذلك العوامل المساهمة فيي ححيداث اضيررابات‬
‫في التكيف لدى الفرد وعوائقه وذلك محاولة لتوجيه وحرشاد العديد من أفراد المجتمع ليتمكنوا مين وويييف‬
‫أساليب ووافقية سليمة وايجابية ليتمكنوا من وحقيق التكيف السليم مع الذات ومع البيئة االجتماعية ‪.‬‬
‫‪ -1‬تعريف التكيف‪:‬‬
‫يعتبر مصرلح التكيف من المفياهيم الاامية التيي ارتاير اسيتاداماا وشييوعاا بيين البحيوث والدراسيات فيي‬
‫مجال العلوم النفسية والتربوية‪ ،‬حال أريه ليم يسيتقر علير وعرييف واحيد ومسيتقر وثابيس‪ ،‬فقيد اسيتادم بمعياري‬
‫ماتلفة كالتوافق في المجال البيولوجي‪ ،‬أو التوافق في مجال الصحة النفسية والعقلية‪ ،‬أما المعنر اللغوي له‬
‫فيا كلمية التكييف وعنيي التيالف والتقيارب ‪ ،‬فايي رقييل التايالف والتنيافر أو التصيادم‪ ،‬وقيد اختليف مفاييوم‬
‫التكيف بين الباحثين‪ ،‬فكل واحد ينظر حليه من زاوية معينية‪ ،‬ورحياول التريرل حلير مفايوم التكييف مين عيدة‬
‫أوجه‪:‬‬
‫‪ -‬التكيف بالمعنى البيولوجي‪:‬‬
‫التكيف مستمد أصي مين عليم البيولوجييا كميا حددويه رظريية ز وايارل) دارويين المعروفية بنظريية النايوء‬
‫واالروقاءز‪ ، 1859‬وياير هذا المفايوم عيادة حلير الكيائن اليذي يحياول أ ييوائم بيين رفسيه والعيالم الربيعيي‬
‫الذي يعيش فيه محاولة منه من أجل البقاء‪.‬‬
‫حذ يقوم هذا التوجه ذو الصيبغة البيولوجيية حلير وفسيير التكييف وفسيير عتيوي ميروب بالييات التكييف ميع‬
‫الوس الربيعي الذي يعيش فيه اإلرسا وذلك كي يستريع أ يتوائم مع مترلبات البيئة الاارجية‪.‬‬
‫‪ -‬التكيف في علم االجتماع‪:‬‬
‫يسييتادم مفاييوم التكيييف فييي علييم االجتميياع حييين يييدرف الع قييات بييين األفييراد مييع الجماعيية‪ ،‬أو ع قيية‬
‫الجماعييات الصييغيرة مييع بعتيياا أو مييع الجماعييات الكبيييرة‪ ،‬فقبييول مييا وا يير حليييه الجماعييات الكبيييرة حليير‬
‫الجماعات الصغيرة قبول الراضي وقبول الااضع ياير حلر عملية التكيف‪ ،‬حذ رك) علمياء االجتمياع فيي‬
‫مفاييومام للتكيييف عليير مييدى حدرات الع قييات االجتماعييية البيئييية وكييذا مجموعيية المكتسييبات االجتماعييية‬
‫والوفاء للجماعة والحفاي علر المكارة االجتماعية‪.‬‬

‫‪ -‬التكيف في علم النفس‪:‬‬

‫المقصود بالتكيف عند علماء النفس التأقلم والتوافق النفسي مع ييرو البيئية التيي يعيي سيباا الفيرد ‪ ،‬ذليك‬
‫قصد التغلب علر ماك ت وضغوط البيئة ‪ ،‬فاو القيدرة علير التعاميل ميع التغيير اليداخلي والايارجي دو‬
‫اضرراب األرا للداللة علر الت ؤم والتوافق مع الظرو الداخلية والاارجية بتعديلاا أو التحكم فياا‪.‬‬
‫عالقة التكيف بالتوافق ‪:‬‬
‫يستادم الكثير من الباحثين ك لمة التوافق والتكيف علر حيد سيواء‪ ،‬وقيد يرجيع السيبب فيي ذليك حلير التايابه‬
‫بين المفاومين حلر حد المرابقة ‪ ،‬فمفاوم التكيف في علم النفس االجتماعي يقصد به وغير سلوت الفيرد كيي‬
‫ينسجم مع غيره من األفراد بإوباع التقاليد والاتوع ل لت)امات االجتماعية ‪ ،‬أو عندما يواجه الفرد ماكلة‬
‫‪ ،‬أو حجراء رفسي يقتتي معالجته وعليه أ يغير من اوجاهاوه وعاداويه ورغباويه ليي ءم الجماعية المحيرية‬
‫به‪ ،‬وهنا يميل البعل حلر استادام مفاوم جديد وهو التوافق‪ ،‬حيث ياير مفايوم التوافيق حلير وجيود ع قية‬
‫منسييجمة مييع البيئيية وتتييمن القييدرة عليير حشييباع معظييم حاجييات الفييرد وولبييية معظييم مرالبييه البيولوجييية‬

‫‪1‬‬
 ‫أ‪.‬د نعيمة مزرارة جامعة‬
‫]محاضرات وحدة اضطراب التكيف المدرسي (السنة ‪ 3‬علم النفس المدرسي[‬ ‫الجزائر ‪2‬‬

‫واالجتماعيييية‪ ،‬وعلييير ذليييك يتتيييمن التوافيييق كيييل التغييييرات أو التباينيييات والسيييلوكات التيييرورية إلشيييباع‬
‫الحاجات‪.‬‬
‫والتوافيق يعنيي خفيل التيوور ووالييا الفيرد مين للتيغ والقليق بصيير النظير عميا حذا كيا طبيعية هييذا‬
‫التوافقز ايجابي أم سلبي ‪ ،‬فالمام هو خفل التوور‪ ،‬حييث ح الفيرد اليذي يسيعر مين اجيل الحصيول علير‬
‫الرعام ليرفئ جذوة الجوع رقول عنه اره يقوم ببذل جاد من أجل وحقيق التكيف‪.‬‬
‫ح التوافييق هييو مفاييوم خييان باإلرسييا أساسييا حيييث يسييعر لتنظيييم حياوييه ومواجايية ماييك وه وضييغوطاوه‬
‫وحشباع حاجاوه في مجال األسرة والعمل‪ ،‬في حين أ التكيف مفاوم يايمل وكييف كيل الكائنيات الحيية حزاء‬
‫البيئة الفي)يقية الربيعية التي يعياو فياا‪.‬‬
‫كما أ السلوت التوافقي يتحدد باعتبارات اجتماعية بالدرجية األولير حتير يكيو مناسيبا ومقبيوال‪ ،‬فيي حيين‬
‫أ التكيف مروب بإشباع الفرد الحاجات البيولوجية برريقة ال وجعله في صدام ميع البيئية مميا يجعليه غالييا‬
‫سلوكا سويا‪ ،‬وكذلك رم غير التوافقي يتم فيه خفل التوور الناوج عن حثارويه دو النظير حلير النتيائج التيي‬
‫قد وتروب علر هذا اإلشباع‪ .‬ويستادم الكثير من الباحثين هذا المفاوما بمعنر واحد‪ ،‬حيث أراميا يلتقييا‬
‫إلحداث اللذة للكائن وا هدفاما واحد‪.‬‬

‫‪2‬‬