You are on page 1of 14

)Journal of Social and Human Science Studies( ‫مجلة دراسات إنسانية واجتماعية‬

2022 /06 /16 .03 ‫ ع‬11 ‫ المجلد‬/02‫جامعة وهران‬


ISNN: 2253-0592 EISSN: 2588-199X / Prefix: 10.46315
‫ـ ـــــــــــــــــ ــ ــ ـــ ــــــــــ ـــــــــــــــ ــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ ــــ ــــــــ ـــــــــــ ــــــ ـــــــــــــــــــــ‬
‫الموجة الثالثة من العلاج المعرفي السلوكي‬
"‫"علاج التقبل والالتزام‬
The third wave of cognitive-behavioral therapy
« Acceptance and commitement therapy »

‫ الجزائر‬/2 ‫جامعة الجزائر‬ ‫علم النفس‬ Ghania Zoureig * ‫غنية زوريق‬


ghaniazoureig@yahoo.com
‫ الجزائر‬/2 ‫جامعة الجزائر‬ ‫علم النفس‬ Keltoum Belmihoub ‫كلتوم بلميهوب‬
belmihoubkeltoum@yahoo.fr
DOI : 10.46315/1714-011-003-047
2022/06/16 :‫ النشر‬2021 /05 /30 :‫ القبول‬2021 /01 /28 :‫اإلرسال‬
‫(و هو منهج عالجي‬ACT) ‫ تتناول هذه الورقة البحثية بالوصف والتحليل موضوع العالج بالتقبل وااللتزام‬:‫ملخص‬
‫ينتمي الى املوجة الثالثة من العالج املعرفي السلوكي والذي يعتمد على السياق الوظيفي املستمد من نظرية الطر‬
‫ وسنبين في مقالتنا هذه‬.‫ فقد جذب هذا العالج انتباه العديد من الباحثين واملختصين في علم النفس‬،‫العالئقية‬
‫ ومعرفة الروابط بين مفاهيمه والعمليات السلوكية‬،‫ماهيته باالعتماد على املنهج الوصفي وتحديد أهم مصطلحاته‬
.‫ تطوره والسس النظرية التي كانت وراء ظهوره‬،‫ مع وضع موجزا ملسار نشأته‬،‫الساسية‬
.‫العالج بالقبول وااللتزام ؛ اليقظة العقلية ؛ نظرية االطار العالئقي‬: ‫كلمات مفتاحية‬
Abstract:
This research paper deals with the description and analysis of the topic of acceptance and
commitment therapy (ACT), which is a therapeutic approach that belongs to the third wave of
cognitive-behavioral therapy, which depends on the functional context derived from the theory of
relational frameworks, and this treatment has attracted the attention of many researchers and
specialists in psychology. In this article, we will explain what it is, relying on the descriptive approach
and identifying its most important terms, and knowing the links between its concepts and basic
behavioral processes, with a brief description of its path of origin ،development and the theoretical
foundations that were behind its appearance.
Keywords : Acceptance and commitment therapy ; Mindfulness; Relational frame theory .

ghaniazoureig@yahoo.com :‫ الباحث ال ُمرسل‬-*

677
‫مجلة دراسات إنسانية واجتماعية (‪)Journal of Social and Human Science Studies‬‬
‫جامعة وهران‪ /02‬المجلد ‪ 11‬ع ‪2022 /06 /16 .03‬‬
‫‪ISNN: 2253-0592 EISSN: 2588-199X / Prefix: 10.46315‬‬
‫ـ ــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ‬
‫‪ -1‬مقدمة (‪:)Introduction‬‬
‫يعتبر العالج املعرفي السلوكي من العالجات الحديثة التي شهدت تطورا ملحوظا في السنوات‬
‫الخيرة‪ ،‬فقد تمخضت منه عدة نماذج وأساليب عالجية قائمة على التجريب مثل العالج العقالني‬
‫االنفعالي السلوكي‪ ،‬العالج الجدلي السلوكي‪ ،‬العالج ما وراء املعرفي‪ ،‬العالج القائم على اليقظة‬
‫العقلية والعالج بالتقبل وااللتزام‪.‬‬
‫ملتزما بتطوير عالجات تجريبية محددة بوضوح تستند إلى‬ ‫فقد كان العالج السلوكي التقليدي ً‬
‫مبادئ تعلم أساسية‪ ،‬حيث ركز املعالجون السلوكيون بشكل مباشر على سلوكيات املشكلة‬
‫العلنية‪ ،‬والتعامل مع الحاالت الطارئة املباشرة‪ ،‬محاولة منهم للحد من شدة أو إزالة املشكالت‬
‫السلوكية‪ .‬كما اقتحمت الساليب املعرفية آنذاك العالج النفس ي ملعالجة أوجه القصور املوجودة‬
‫في املوجة الولى للعالج السلوكي وتم إضافة الطرق املعرفية إلى قائمة التدخالت املتاحة‪ ،‬تحت‬
‫عنوان "العالج السلوكي املعرفي" (‪ .)CBT‬لكن هذه النماذج النظرية التي تشرح التدخالت السلوكية‬
‫املعرفية لم تصمد بشكل جيد في االختبارات العلمية‪ .‬لن هناك خطوط متعددة من الدلة التي‬
‫تكشف عن املشكلة‪ .‬بحيث يحدث التحسن االكلينيكي في العالج املعرفي السلوكي في كثير من‬
‫الحيان قبل تنفيذ اإلجراءات التي يعتقد أنها أساسية لنجاحها‪ .‬و ً‬
‫غالبا ما تفشل مقاييس التغيير‬
‫املعرفي في تفسير تأثير العالج املعرفي السلوكي خاصة في الدراسات التنبؤية لنتائج العالج‪ .‬كما أدت‬
‫تحليالت بعض الباحثين السلوكيين حول ‪ CBT‬إلى االستنتاج بأنه قد ال تكون هناك فائدة مضافة‬
‫لتوفير التدخالت املعرفية في العالج املعرفي‪ .‬ومن الصعب الحصول على تحسينات في الفعالية‬
‫ً‬
‫االكلينيكية العامة لتدخالت العالج املعرفي السلوكي‪ ،‬خاصة مع املشكالت االكلينيكية التي تم‬
‫جيدا‪ .‬وأمام مثل هذه املشاكل تمهد الطريق للتغيير)‪. (Hayes & Slrosahl,2004,p.13-16‬‬ ‫بحثها ً‬
‫وظهرت إثر ذلك نماذج عالجية جديدة تشدد بدرجة أكبر على وظيفة اإلدراك أو املشاعر أو‬
‫ً‬
‫الذكريات أو الحاسيس املثيرة للمشاكل بدال من محتواها أو شكلها أو ترددها ومن بين هذه‬
‫النماذج نجد العالج بالتقبل وااللتزام الذي تم ابتكاره من طرف ستيفن هايس ‪ Hayes‬عام ‪،1980‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫عالجيا كامال من قبل طالبه وزمالئه‪ ،‬وخاصة كيرك ستروهال ‪Kirk‬‬ ‫نموذجا‬ ‫وتم تطويره ليصبح‬
‫‪ Strohal‬وكيلي ويلسون‪ Kelly Wilson‬في عام ‪ .1999‬بحيث كان هؤالء الباحثون مهتمين بإيجاد‬
‫نجاحا لتخفيف املعاناة اإلنسانية ومساعدة الناس على معالجة املشاكل داخل‬ ‫ً‬ ‫طريقة أكثر‬
‫العالقات والحياة اليومية‪ .‬وكانوا في حيرة حول سبب معاناة الناس في كثير من الحيان حتى في‬
‫ظروف الثراء‪ .‬وكانوا يرون بأن املعاناة اإلنسانية شائعة على الرغم من اإلنجازات الكبيرة التي يمكن‬
‫‪678‬‬
‫مجلة دراسات إنسانية واجتماعية (‪)Journal of Social and Human Science Studies‬‬
‫جامعة وهران‪ /02‬المجلد ‪ 11‬ع ‪2022 /06 /16 .03‬‬
‫‪ISNN: 2253-0592 EISSN: 2588-199X / Prefix: 10.46315‬‬
‫ـ ـ ـــــــ ــــ ـــــ ـ ـ ــ ـــ ـ ــــ ـــــ ــ ــــ ـــــــ ــ ــ ــ ــــ ــــــ ــ ــــ ــ ـــ ـ ـــــــ ـــ ـ ـــــ ـ ـــــ ـــــ ـ ـــــــ ــــ ــ ـــ ــــــ ـــ ــ ــــ ـــــ ـ ــ ـــ ــ ــــ ــ ـــــ ــــ ــــ‬
‫أن يحققها أي فرد‪ .‬كما يعتقد هايس ‪Hayes‬وزمالؤه أنه من الفضل فحص السباب الجذرية أكثر‬
‫ً‬
‫وموجها نحو العملية‬ ‫من العراض‪ .‬بالنظر إلى سياق كل حالة‪ ،‬وبهذا يعتبر هذا املنهج استقر ً‬
‫ائيا‬
‫لفهم املعاناة والفشل البشري‪ .‬وقد مارس عدد قليل جدا من املعالجين هذا العالج‪- ACT -‬حتى‬
‫اللفية الجديدة الحتمال أن العالج السلوكي املعرفي (‪ )CBT‬كان ر ً‬
‫ائجا حتى نهاية القرن العشرين‪.‬‬
‫ومع تراجع ‪ ،CBT‬استمرت ‪ ACT‬ونمت ) ‪.(Huffman,2018,p.8‬‬
‫‪ ‬مشكلة البحث‪:‬‬
‫بعد هذه االرهاصات التي أذنت بظهور مفهوم العالج بالتقبل وااللتزام كأحد أعمدة العالج املعرفي‬
‫السلوكي الحديث والذي تمت االشارة اليه ضمن الدراسات السابقة التي تحاول اثبات فعاليته على‬
‫الصحة النفسية‪ ،‬فإن هذه الدراسة تطرح االسئلة التالية والتي ستتم االجابة عليها تباعا‪:‬‬
‫‪ ‬ما املقصود بالعالج بالتقبل وااللتزام؟ وعلى ماذا يستند في فلسفته؟‬
‫‪ ‬ما مبادئه؟ وما اضافاته للعالج املعرفي السلوكي التقليدي؟‬
‫‪ ‬وما عالقته باليقظة العقلية؟‬
‫ذلك ما سوف نناقشه في الفقرات التالية من هذه املقالة‪ ،‬وفقا ملا تم التوصل اليه من نتائج‬
‫البحوث والدراسات حول العالج بالتقبل وااللتزام‪.‬‬
‫‪ ‬أهداف الدراسة‪:‬‬
‫تهدف هذه الدراسة إلى تحقيق عدد من الهداف‪.‬‬
‫‪ .1‬التعريف بنموذج وفلسفة العالج بالتقبل وااللتزام‪.‬‬
‫‪ .2‬التعريف باملبادئ الستة للمرونة النفسية في العالج بالتقبل وااللتزام‪.‬‬
‫‪ ‬أهمية الدراسة‪:‬‬
‫تتبع أهمية هذه الدراسة من كونها تتناول بالعرض واملناقشة التغيير الذي مس أحد العالجات‬
‫النفسية ذات الهمية الكبرى وهو العالج املعرفي السلوكي وهذا التغيير ليس بالجديد منذ ظهوره‬
‫على مسرح علم النفس‪ ،‬حيث نالت موضوعاته اهتماما كبيرا من طرف املعالجين النفسيين منذ‬
‫عقود من الزمن بعدما أخرج علم النفس من املفاهيم الفلسفية الغامضة إلى املختبرات التجريبية‬
‫وأصبح بذلك علم قائم على التجربة العلمية الدقيقة‪ ،‬وأحدث ما توصل إليه هو مجموعة من‬
‫النماذج التي كانت ضمن موجته الثالثة والتي زادته وضوحا وتوسعا وضاعفت من أدواته‬
‫االكلينيكية‪ .‬ومن بين هذه النماذج نجد العالج بالتقبل وااللتزام‪.‬‬

‫‪679‬‬
‫مجلة دراسات إنسانية واجتماعية (‪)Journal of Social and Human Science Studies‬‬
‫جامعة وهران‪ /02‬المجلد ‪ 11‬ع ‪2022 /06 /16 .03‬‬
‫‪ISNN: 2253-0592 EISSN: 2588-199X / Prefix: 10.46315‬‬
‫ـ ـ ـــــــ ــــ ـــــ ـ ـ ــ ـــ ـ ــــ ـــــ ــ ــــ ـــــــ ــ ــ ــ ــــ ــــــ ــ ــــ ــ ـــ ـ ـــــــ ـــ ـ ـــــ ـ ـــــ ـــــ ـ ـــــــ ــــ ــ ـــ ــــــ ـــ ــ ــــ ـــــ ـ ــ ـــ ــ ــــ ــ ـــــ ــــ ــــ‬
‫‪ -2‬االطارالنظري للدراسة‪:‬‬
‫‪ 2-1‬التعاريف االجرائية‪:‬‬
‫‪ 2-1-1‬تعريف العالج بالتقبل وااللتزام‪:‬‬
‫يعرفه ‪ )2004( Hayes,Slrosahl‬على أنه‪" :‬منهج تدخل سياقي وظيفي يعتمد على نظرية الطر‬
‫العالئقية (‪ ،) RFT‬والذي ينظر إلى املعاناة البشرية على أنها نشأت في حالة من عدم املرونة‬
‫النفسية ‪ psychological inflexibility‬التي يعززها االندماج املعرفي ‪cognitive fusion‬والتجنب‬
‫التجريبي ‪.)p.29)" experiential avoidance‬‬
‫ويعرفه يحيى الرخاوي بأنه‪" :‬عالج أمبريقي يستعمل مبادئ الواقعية واإلمبريقية في مداخالته التي‬
‫تعتمد على البدء بقبول وإثراء العقل جنبا الى جنب مع االلتزام‪ ،‬وذلك بهدف تدعيم املرونة‬
‫النفسية أساسا (الزبير& املسعود‪ ،2015 ،‬ص‪.)15‬‬
‫ويذكر الباحث ‪ ،)2009( Harris‬بأنه يمكن النظر الى كلمة ‪ ACT‬على أنها اختصار بسيط يحتوي‬
‫على نموذج العالج بالكامل والذي غالبا ما يكون مفيد لتبادله مع العمالء وهو كالتالي‪:‬‬
‫اختصاركلمة ‪:ACT‬‬ ‫‪2- 2‬‬
‫ً‬
‫حاضرا ‪Accept your thoughts and feelings, and be‬‬ ‫‪ =A‬تقبل أفكارك ومشاعرك وكن‬
‫‪.present.‬‬
‫قيما ‪.Choose a valued direction‬‬ ‫ً‬
‫اتجاها ً‬ ‫‪ = C‬اختر‬
‫‪ =T‬اتخاذ اإلجراءات )‪Take action . (p. 25‬‬
‫األسس الفلسفية والنظرية للعالج بالتقبل وااللتزام‬ ‫‪2- 3‬‬
‫يرتكز العالج بالتقبل وااللتزام على الفلسفة البراغماتية الخاصة بالسياقية الوظيفية ‪ .‬فمعيار‬
‫الحقيقة للسياقية هو العمل الناجح والتحليالت الصحيحة لتحقيق أهداف معينة‪ .‬وهكذا‬
‫فالحقيقة هي دائما محلية وعملية‪ .‬والحقيقة الخاصة بشخص ما قد ال تكون نفسها بالنسبة‬
‫لشخص آخر وهذا قد يرجع لوجود أهداف مختلفة لكليهما‪ .‬وال يوجد حكم لتقييم الهداف ذاتها‪.‬‬
‫واملكونات الساسية للسياقات هي (‪ )1‬التركيز على الحدث بأكمله‪ )2( ،‬الحساسية لدور السياق في‬
‫فهم طبيعة ووظيفة الحدث و(‪ )3‬فهم ثابت ملعايير الحقيقة البراغماتية‪ .‬وهناك أشكال مختلفة من‬
‫السياقية والسمات املميزة للمنهج السياقي الوظيفي هي أهدافه الفريدة‪ .‬في كل من ميزاته العامة‬

‫‪680‬‬
‫مجلة دراسات إنسانية واجتماعية (‪)Journal of Social and Human Science Studies‬‬
‫جامعة وهران‪ /02‬المجلد ‪ 11‬ع ‪2022 /06 /16 .03‬‬
‫‪ISNN: 2253-0592 EISSN: 2588-199X / Prefix: 10.46315‬‬
‫ـ ـ ـــــــ ــــ ـــــ ـ ـ ــ ـــ ـ ــــ ـــــ ــ ــــ ـــــــ ــ ــ ــ ــــ ــــــ ــ ــــ ــ ـــ ـ ـــــــ ـــ ـ ـــــ ـ ـــــ ـــــ ـ ـــــــ ــــ ــ ـــ ــــــ ـــ ــ ــــ ـــــ ـ ــ ـــ ــ ــــ ــ ـــــ ــــ ــــ‬
‫والخاصة‪ ،‬وهذا ما يبين بأن السياق الوظيفي هو خروج جذري عن وجهة النظر السائدة في علم‬
‫النفس التطبيقي )‪.(Hayes,Strosahl,Kelly,2003,p.18‬‬
‫‪ -3‬اإلطارالتطبيقي للدراسة‪:‬‬
‫وقبل التطرق لشرح هذا العالج وما هي االفكار الجديدة التي اضافها كان البد علينا من تفسير‬
‫وتبيين كيفية تكون هذه الفكار وتطورها‪ ،‬من خالل املحاوالت العديدة لفهم الطبيعة البشرية من‬
‫طرف رواد العالج املعرفي السلوكي وهذا ما جعله يمر بمراحل تنقيح مثله كمثل أي علم قائم على‬
‫التجربة العلمية‪ .‬ومن هنا يمكننا طرح التساؤل التالي‪ :‬ماهي املراحل التي ّ‬
‫مر بها العالج املعرفي‬
‫السلوكي وفي أي مرحلة ظهر نموذج العالج بالتقبل وااللتزام؟‬
‫‪ 3-1‬موجات العالج املعرفي السلوكي‬
‫‪ 1-1-3‬املوجة األولى من العالج السلوكي‬
‫نشأت املوجة الولى من العالج السلوكي بسبب الرغبة في ربط النظرية وتقنيات تغيير السلوك‬
‫ً‬
‫باملبادئ السليمة علميا‪ .‬على عكس التحليل النفس ي الذي كان مهيمنا على العالج النفس ي آنذاك‪،‬‬
‫حيث قام املعالجون السلوكيون باختبار نظرياتهم وتدخالتهم بدقة‪ ،‬من خالل التطبيقات‬
‫االكلينيكية التقليدية‪ .‬كأعمال واتسون وبافلوف‪.‬‬
‫واستمر توسيع أعمال التكيف الكالسيكية بواسطة علماء املوجة الثالثة‪ ،‬فتقنيات املوجة الولى‬
‫الفعالة تحمل بال شك أهميتها في العالج السلوكي الحديث‪ .‬فقد تكون هذه املفاهيم حاسمة في‬ ‫ّ‬
‫العالج املناسب للعمالء‪ ،‬وتتوافق بشكل جيد مع تدخل العالج بالتقبل وااللتزام‪ -ACT-‬بحيث ُيبين‬
‫كل من (‪ Masuda ، Hayes & Twohig )2006‬كيف أن تقنيات التعرض تلعب ً‬
‫دورا ً‬
‫مهما في منهج‬
‫املوجة الثانية والثالثة‪ .‬وبالرغم من النجاح الذي حققته املوجة الولى الى أنها كانت ذات تركيز‬
‫ضيق نسبيا وهذا بسبب استهدافها السلوكيات القابلة للضبط وافتقارها الى استخدام عمليات‬
‫اللغة واالدراك البشريين)‪.(Bach, Moran , Bcba,2008,pp.20-21‬‬
‫‪ 3-1-2‬املوجة الثانية من العالج السلوكي‬
‫وأمام العجز الذي أظهرته املوجة الولى أمام الحاالت املتعلقة باإلدراك واللغة كان لزاما‬
‫بطريقة أو بأخرى دمج هذه العمليات ضمن عالج السلوك‪.‬‬
‫ففي سبعينيات القرن العشرين‪ ،‬ظهر العالج املعرفي (‪ ) Beck،1976‬كمنهج متميز في االستجابة‬
‫لهذا التحدي من خالل الجمع بين العمليات والتقنيات املعرفية والسلوكية‪ .‬فعلى الرغم من‬

‫‪681‬‬
‫مجلة دراسات إنسانية واجتماعية (‪)Journal of Social and Human Science Studies‬‬
‫جامعة وهران‪ /02‬المجلد ‪ 11‬ع ‪2022 /06 /16 .03‬‬
‫‪ISNN: 2253-0592 EISSN: 2588-199X / Prefix: 10.46315‬‬
‫ـ ـ ـــــــ ــــ ـــــ ـ ـ ــ ـــ ـ ــــ ـــــ ــ ــــ ـــــــ ــ ــ ــ ــــ ــــــ ــ ــــ ــ ـــ ـ ـــــــ ـــ ـ ـــــ ـ ـــــ ـــــ ـ ـــــــ ــــ ــ ـــ ــــــ ـــ ــ ــــ ـــــ ـ ــ ـــ ــ ــــ ــ ـــــ ــــ ــــ‬
‫االختالفات التقنية وبعض االختالفات املفاهيمية بين املوجتين الولى والثانية من العالج السلوكي‪،‬‬
‫إال أنها تشترك في هدف واحد يتمثل في التركيز على ما يمكن اعتباره استراتيجية للتغيير من الدرجة‬
‫الولى‪ ،‬أي محاولة تغيير الشكل والتكرار ومحتوى السلوك الغير الطبيعي‪.‬‬
‫تماشيا مع هذا‪ ،‬شددت املوجة الولى من العالج السلوكي بشكل أساس ي على استخدام مبادئ‬
‫تكيف العميل لتعديل التفاعالت االنفعالية بشكل مباشر أو إزالة الحساسية املنتظم‪ ،‬أو العجز‬
‫(كما هو الحال في مهارات الحياة اليومية) وتجاوزات السلوك الحركي (مثل السلوكيات الضارة‬
‫والذاتية) كما هو الحال في تحليل السلوك التطبيقي‪.‬‬
‫أما املوجة الثانية فقد تضمنت في جوهرها فقط اإلدراك‪ ،‬سواء في شكل معتقدات غير عقالنية‪،‬‬
‫ً‬
‫وظيفيا‪ ،‬أو الصفات االكتئابية‪ ،‬أو املخططات‬ ‫أو الحديث السلبي عن الذات‪ ،‬أو املواقف املختلة‬
‫كنوع آخر من السلوك‪...‬فعلى وجه الخصوص‪ ،‬أصبحت إجراءات إعادة البناء املعرفي استراتيجية‬
‫مفضلة لتغيير املعتقدات الشخصية (مثل "أنا غير كفء) التي قد تكون لدى العمالء املصابين‬
‫باالكتئاب مثال‪.‬‬
‫‪ 3-1-3‬املوجة الثالثة من العالج السلوكي‬
‫فضال عن التحفظات الفلسفية حول‬ ‫ً‬
‫ومع بداية اللفية الجديدة‪ ،‬أدت أوجه القصور التجريبية‬
‫املوجة الثانية من العالج السلوكي إلى ظهور العالج بالتقبل وااللتزام–‪ -ACT‬وغيره من عالجات‬
‫املوجة الثالثة مع التركيز على أجندة التغيير من الدرجة الثانية التي يتم فيها تحويل التركيز ً‬
‫بعيدا‬
‫عن تغيير شكل أو محتوى السلوك غير الطبيعي إلى السياق الذي يحدث فيه‪ .‬بمعنى أنه يتم‬
‫تفسير هذا السلوك من خالل العودة الى ظرفيته وخلفيته املادية أثناء حدوثه‪ .‬وبشكل عام‪ ،‬تؤكد‬
‫السياقية الوظيفية على الهداف البراغماتية للتأثير في تغيير السلوك وفي نفس الوقت بدأ‬
‫االعتراف بها على نحو متزايد وعرضها كبديل عن النظرة اآللية العاملية التي ترتكز عليها املوجتان‬
‫الولى والثانية من العالج السلوكي )‪.(Zettle, 2007,p.5-6‬‬
‫التجنب التجريبي ‪Experiential Avoidance‬‬
‫‪3-2‬‬
‫التجنب التجريبي هو عملية محاولة لتجنب تجاربك الخاصة (الفكار‪ ،‬املشاعر‪ ،‬الذكريات‪،‬‬
‫الحاسيس الجسدية‪ ،‬االستعداد السلوكي) وقد يؤدي ذلك إلى صعوبات سلوكية طويلة املدى‬
‫(مثل عدم الذهاب إلى حفلة بسبب الرهاب االجتماعي أو عدم ممارسة التمارين الرياضية بسبب‬
‫وجود مشاعر االكتئاب الشديدة‪.(Hayes & Smith, 2005, p.31) )..‬‬

‫‪682‬‬
‫مجلة دراسات إنسانية واجتماعية (‪)Journal of Social and Human Science Studies‬‬
‫جامعة وهران‪ /02‬المجلد ‪ 11‬ع ‪2022 /06 /16 .03‬‬
‫‪ISNN: 2253-0592 EISSN: 2588-199X / Prefix: 10.46315‬‬
‫ـ ـ ـــــــ ــــ ـــــ ـ ـ ــ ـــ ـ ــــ ـــــ ــ ــــ ـــــــ ــ ــ ــ ــــ ــــــ ــ ــــ ــ ـــ ـ ـــــــ ـــ ـ ـــــ ـ ـــــ ـــــ ـ ـــــــ ــــ ــ ـــ ــــــ ـــ ــ ــــ ـــــ ـ ــ ـــ ــ ــــ ــ ـــــ ــــ ــــ‬
‫بمعنى أن التجنب التجريبي يزيد من مدة وشدة االضطرابات النفسية وبتفاعله مع ديناميات أخرى‬
‫يسبب فقدان املرونة النفسية‪ .‬فماذا نقصد باملرونة النفسية وما هي عوامل اكتسابها وفقدانها ؟‬
‫املرونة النفسية ‪Psychological flexibility‬‬ ‫‪3- 3‬‬
‫أشار هاريس(‪ Harris)2009‬الى أن املقصود من املرونة النفسية ‪ ":‬القدرة على أن نكون في الوقت‬
‫الحاضر بشكل كامل الوعي منفتحين على تجربتنا‪ ،‬متخذين اإلجراءات بإتباع قيمنا " )‪.)p.24‬‬
‫و تكمن املرونة النفسية ‪ psychological flexibility‬في قلب نموذج ‪ . ACT‬حيث تشمل على ست‬
‫عمليات فرعية‪ ،‬وهي القبول‪ ،‬وفك االندماج‪ ،‬واالتصال مع الوقت الحالي‪ ،‬والذات كسياق‪،‬‬
‫والقيم‪ ،‬والعمل امللتزم‪ .‬ويتم تعيين هذه العمليات الست على شكل سداس ي‪ ،‬واملعروف باسم‬
‫‪( Hexaflex‬انظر الشكل ‪.)1‬‬
‫االتصال باللحظة الحالية‬

‫التقبل‬ ‫القيم‬
‫المرونة‬
‫املرونة‬ ‫عدم‬
‫النفسية‬
‫النفسية‬

‫فك االندماج‬ ‫الفعل امللتزم‬

‫الذات كسياق‬
‫الشكل‪ . 1‬نموذج العالج بالتقبل وااللتزام املنظم في ست نقاط & ‪(Monestès‬‬
‫)‪.Villette,2011,p.16‬‬
‫كما يتضح من الشكل ‪ 1‬أن كل عملية من هذه العمليات ترتبط بواحدة من العمليات الخمس‬
‫الخرى‪ ،‬وهذا للتأكيد على الترابط والتداخل الفعلي لهذه العمليات فيما بينها ‪ .‬ولتحقيق أقص ى‬
‫قدر ممكن من املرونة النفسية‪ ،‬يجب تفعيل كل عملية وتشغيلها بشكل متزامن مع باقي العمليات‪.‬‬

‫‪683‬‬
‫مجلة دراسات إنسانية واجتماعية (‪)Journal of Social and Human Science Studies‬‬
‫جامعة وهران‪ /02‬المجلد ‪ 11‬ع ‪2022 /06 /16 .03‬‬
‫‪ISNN: 2253-0592 EISSN: 2588-199X / Prefix: 10.46315‬‬
‫ـ ـ ـــــــ ــــ ـــــ ـ ـ ــ ـــ ـ ــــ ـــــ ــ ــــ ـــــــ ــ ــ ــ ــــ ــــــ ــ ــــ ــ ـــ ـ ـــــــ ـــ ـ ـــــ ـ ـــــ ـــــ ـ ـــــــ ــــ ــ ـــ ــــــ ـــ ــ ــــ ـــــ ـ ــ ـــ ــ ــــ ــ ـــــ ــــ ــــ‬
‫‪ 3-3-1‬مبادئ املرونة النفسية‬
‫‪ 1-1-3-3‬التقبل ‪Acceptance‬‬
‫يرى هايس‪ ،‬سميث (‪ Hayes , Smith )2005‬أن "التقبل" في العالج بالتقبل وااللتزام يعتمد على‬
‫ّ‬
‫فكرة مفادها أن محاولة التخلص من اللم‪ ،‬تضخمه وتزيد من شغف الشخص به وتحوله بذلك‬
‫إلى أن يكون أكثر ايالما)‪. (Hayes & Smith,2005,p.7‬‬
‫ُ‬ ‫وبالتالي يلجأ العالج بالتقبل وااللتزام إلى تحقيق التقبل لدى العميل‪ ،‬فالتقبل ً‬
‫غالبا ما يساء فهمه‬
‫وينظر إليه على أنه استقالة أو سلبية في مواجهة الشدائد‪ .‬لكنه في الواقع يعتبر مبادرة جد نشطة‪.‬‬
‫لنه يشجع الذهاب إلى جهة االتصال‪ ،‬والسعي بنشاط إلى معرفة ما الذي يقلق‪ ،‬وما الذي يخيف‪.‬‬
‫ومن ناحية أخرى ينطوي التقبل على تلقي جميع االنفعاالت والفكار واملشاعر التي تجلب لنا‬
‫الحداث‪ .‬وبمجرد الترحيب بهذه الحداث النفسية وبدون تحفظ‪ ،‬يصبح من السهل اتخاذ أي‬
‫إجراء يخدم قيمنا)‪. (Monestès & Villette,2011,p.45‬‬
‫ونفهم من هذا أن التقبل يسعى الى تحسين العالقة بالحداث النفسية واستقبالها بصدر رحب‬
‫واالعتراف بوجودها في الطبيعة البشرية وليس بصدها ومحاربتها أو محاولة تغييرها مثلما كان‬
‫يدعو اليه العالج النفس ي سابقا‪.‬‬
‫فك االندماج ‪Defusion‬‬ ‫‪3- 3- 1- 2‬‬
‫إن فك االندماج يخلق مساحة للتوقف ً‬
‫مؤقتا ومالحظ فعالية االستجابة للتجربة الخاصة وإدراك‬
‫ً‬
‫أن لدينا املرونة في اختيار الطريقة التي نستجيب بها للتجارب الخاصة بدال من أن نكون متفاعلين‬
‫ُ‬ ‫ً‬ ‫أو نحاول‬
‫تلقائيا التخلص منها أو تجنبها بنتائج سيئة‪ .‬على سبيل املثال تخيل أنه في كل مرة تعرض‬
‫عليك الفرصة للذهاب إلى حفلة والتعرف على أشخاص جدد في حين تتكون عندك فكرة أنك ‪:‬‬
‫"سوف تتعرض ملوقف محرج وسيضحك الجميع عليك "و هذا ما يثير لديك الشعور بالقلق‬
‫وتتسارع دقات قلبك وتتعرق‪ .‬وبالتالي ستقابل هذا العرض باالعتذار عن عدم الحضور ( تجنب‬
‫املوقف) وتفوت عليك فرصة االستمتاع وإقامة عالقات مع االخرين ‪.‬‬
‫)‪.(Gordon,Borushok,Polk,2017,p.11‬‬
‫التواصل مع اللحظة الحالية ‪Contact With the Present Moment‬‬ ‫‪3- 3- 1- 3‬‬
‫ّ‬
‫عرف ‪(2007) Harris‬االتصال بأنه ' عملية االتصال الكامل بتجربتك في هذه اللحظة‪ .‬ما يعني أن‬
‫ً‬ ‫تماما لتجربتك –هنا واآلن‪ -‬وأن تكون ً‬ ‫ن ً‬
‫مدركا ً‬
‫مهتما ومنفتحا ومتقبال لتلك التجربة‪ .‬ففي‬ ‫تكو‬

‫‪684‬‬
‫مجلة دراسات إنسانية واجتماعية (‪)Journal of Social and Human Science Studies‬‬
‫جامعة وهران‪ /02‬المجلد ‪ 11‬ع ‪2022 /06 /16 .03‬‬
‫‪ISNN: 2253-0592 EISSN: 2588-199X / Prefix: 10.46315‬‬
‫ـ ـ ـــــــ ــــ ـــــ ـ ـ ــ ـــ ـ ــــ ـــــ ــ ــــ ـــــــ ــ ــ ــ ــــ ــــــ ــ ــــ ــ ـــ ـ ـــــــ ـــ ـ ـــــ ـ ـــــ ـــــ ـ ـــــــ ــــ ــ ـــ ــــــ ـــ ــ ــــ ـــــ ـ ــ ـــ ــ ــــ ــ ـــــ ــــ ــــ‬
‫ممارسة االتصال نخرج أنفسنا من املاض ي أو املستقبل ونعيد أنفسنا إلى هذه اللحظة‪ ،‬بكل انفتاح‬
‫ّ‬
‫وتقبل واهتمام")‪. (p.66‬‬
‫الذات كمنظور‪Self as Perspective‬‬ ‫‪3- 3- 1- 4‬‬
‫"وفقا لدبيات ‪ ،ACT‬هناك ثالث طرق للنظر إلى الذات‪ :‬الذات كمحتوى ‪ ،Self as content‬والذات‬‫ً‬
‫كعملية ‪ ،self as process‬والذات كسياق ‪ ." self as context‬تتطلب هذه الفنية النظر من جوانب‬
‫مختلفة من الذات ومعرفتها‪ .‬حيث يشتمل الذات كمحتوى على أوصاف وتقييمات شفهية‬
‫شخصية‪.‬أما الذات كعملية فهي الوعي الذاتي املستمر أو اإلحساس بالذات كمالحظة(الفكار‬
‫واملشاعر والحاسيس الجسدية )‪ ،‬و أخيرا الذات كمنظور ‪ Self as perspective‬والذي ُيطلق عليه‬
‫أيضا تسمية الذات كسياق ‪ self as context‬أو الذات املالحظة‪ ، observing self‬فهو شعور‬ ‫ً‬
‫متسامح للذات‪.‬كما يعتبر على أنه املكان الذي تظهر فيه تجربة الشخص واجراء املالحظات وهذا‬
‫ما يجعله في مرتبة سامية لنه ال يكمن على املحتوى اللفظي )‪.( Bach,2008,p.9-10‬‬
‫القيم ‪Values‬‬ ‫‪3- 3- 1- 5‬‬
‫ّ‬
‫ُيعلم ‪ ACT‬العمالء على التمييز بين الخيارات والحكام املنطقية‪ ،‬فتحديد القيم يعتبر كمسألة‬
‫اختيار‪ .‬فالعمالء هنا يواجهون ً‬
‫تحديا في التفكير حول ما يودون أن تكون عليه حياتهم في مجاالت‬
‫مختلفة كالسرة‪ ،‬الوظيفية والعالقات الحميمة والصداقات والنمو الشخص ي والصحة‬
‫والروحانية‪ .‬ولكي يتمكنوا من مواجهة عقباتهم النفسية املخيفة‪ ،‬سيكون عليهم معرفة كيفية‬
‫تقبل الحاضر واالتصال به‪ .‬وبما أن‪ ACT‬هو عالج سلوكي فإنه يسعى إلى مساعدتهم على "الحركة"‬
‫وبناء حياة أكثر حيوية وهادفة‪ ،‬فالقيم تعمل كعناوين بوصلة توجه نحوها أنماط مختلفة من‬
‫السلوك)‪.(Hayes & Slrosahl,2004,p.10-11‬‬
‫االلتزام بالعمل ‪Committed Action‬‬ ‫‪3- 3- 1- 6‬‬
‫تتضمن االلتزامات في ‪ ACT‬تحديد الهداف في مناطق محددة على طول مسار القيم‪ ،‬ثم العمل‬
‫على هذه الهداف مع توقع وجود الحواجز النفسية وإفساح املجال لها عن طريق زيادة حجم‬
‫ً‬
‫ونطاق املناطق التي يتم تناولها تدريجيا‪ ،‬كما يتم إنشاء أنماط أكبر وأكبر من العمل امللتزم‪ .‬ويتم‬
‫تشجيع العميل ليكون مسئوال عن أنماط اإلجراءات الناتجة‪ .‬والهدف من ذلك هو بناء أنواع‬
‫السلوك التي تعمل لصالح العميل‪ ،‬وليس ضده‪ .‬بحيث تساعد عمليات فك االندماج ‪defusion‬‬
‫والتقبل‪ acceptance‬والقيم‪ Values‬وااللتزام بالعمل ‪ Committed Action‬العميل على تحمل‬

‫‪685‬‬
‫مجلة دراسات إنسانية واجتماعية (‪)Journal of Social and Human Science Studies‬‬
‫جامعة وهران‪ /02‬المجلد ‪ 11‬ع ‪2022 /06 /16 .03‬‬
‫‪ISNN: 2253-0592 EISSN: 2588-199X / Prefix: 10.46315‬‬
‫ـ ـ ـــــــ ــــ ـــــ ـ ـ ــ ـــ ـ ــــ ـــــ ــ ــــ ـــــــ ــ ــ ــ ــــ ــــــ ــ ــــ ــ ـــ ـ ـــــــ ـــ ـ ـــــ ـ ـــــ ـــــ ـ ـــــــ ــــ ــ ـــ ــــــ ـــ ــ ــــ ـــــ ـ ــ ـــ ــ ــــ ــ ـــــ ــــ ــــ‬
‫& ‪(Hayes‬‬ ‫مسؤولية التغييرات السلوكية والتكيف واستمرارها عند الضرورة‬
‫)‪. Slrosahl,2004,p.11‬‬
‫‪ 3-3-2‬عدم املرونة النفسية ‪psychological inflexibility‬‬
‫توفر مفاهيم نظرية الطر العالئقية ‪ ( Relational Frame Theory )RFT‬الساس للعمليات‬
‫الساسية التي يعتقد أنها تؤدي إلى معاناة بشرية‪ ،‬ومن وجهة نظر ‪ ACT‬تكمن املشكلة في أن اللغة‬
‫الحرفية تؤدي إلى زيادة انتشار اللم‪ ،‬مما يزيد من تفاقم امليل إلى اإلفراط في وضع التفكير في حل‬
‫املشكالت كوسيلة للتخلص من هذا اللم‪ .‬فعمليات اللغة الحرفية تشجعنا على محاولة الهرب أو‬
‫تجنب مشاعرنا‪ ،‬مما يؤدى إلى التشابك في تفكيرنا‪ ،‬وتسبب لنا فقدان االتصال املرن مع اللحظة‬
‫الحالية‪ ،‬وسحبنا نحو تصديق قصصنا املكونة عن أنفسنا وعن اآلخرين والدفاع عنها‪ .‬ومن‬
‫الناحية التطورية يقلل فرط اللغة من االختالف الوظيفي الصحي ومن قدرتنا على االستجابة‬
‫للتكيف مع بيئاتنا الداخلية والخارجية‪.‬‬
‫ديناميات عدم املرونة النفسية‬ ‫‪3- 3- 2- 1‬‬
‫وهي مجموعة من العمليات التي تنتج أو تزيد من معاناة اإلنسان‪ .‬والتي يتم تعيينها على ستة‬
‫جوانب من التركيز الواحد‪ ،‬ويمكن دمجها في ثالث ركائز عمودية تعكس عن قرب الساس التطوري‬
‫لنموذج ‪ .ACT‬والذي يوضح علم المراض النفسية على شكل سداس ي (الشكل‪ ،)2‬حيث كل نقطة‬
‫على هذا السداس ي تكون مقابلة لواحدة من العمليات الخرى واملفترض على أنها تساهم في العديد‬
‫من حاالت املعاناة البشرية واالضطرابات النفسية‪ .‬وفي منتصف هذا املخطط نجد عدم املرونة‬
‫النفسية‪ ،‬والتي تشير إلى امتزاج وتفاعل كل هذه العمليات فيما بينها ‪ .‬فعلى الرغم من أن ‪ACT‬‬
‫يعترف بأن العمليات املرضية املحددة قد تترافق مع اضطرابات ومناطق مشكلة معينة‪ ،‬إال أنه‬
‫أيضا على أن عمليات عدم املرونة هذه قد تتخطى الحدود التقليدية في علم المراض‬ ‫ينص ً‬
‫دورا في االعتالل املشترك)‪ ،‬وأنها تنطبق ً‬
‫أيضا على الصحة‬ ‫النفسية (وبالتالي قد تلعب ً‬
‫غالبا ً‬

‫‪686‬‬
‫مجلة دراسات إنسانية واجتماعية (‪)Journal of Social and Human Science Studies‬‬
‫جامعة وهران‪ /02‬المجلد ‪ 11‬ع ‪2022 /06 /16 .03‬‬
‫‪ISNN: 2253-0592 EISSN: 2588-199X / Prefix: 10.46315‬‬
‫ـ ـ ـــــــ ــــ ـــــ ـ ـ ــ ـــ ـ ــــ ـــــ ــ ــــ ـــــــ ــ ــ ــ ــــ ــــــ ــ ــــ ــ ـــ ـ ـــــــ ـــ ـ ـــــ ـ ـــــ ـــــ ـ ـــــــ ــــ ــ ـــ ــــــ ـــ ــ ــــ ـــــ ـ ــ ـــ ــ ــــ ــ ـــــ ــــ ــــ‬
‫السلوكية والداء االجتماعي )‪.(Luoma ,Hayes,Walser,2017,p.16-17‬‬
‫انتباه غير مرن‬

‫عدم االتصال مع القيم‬


‫التجنب التجريبي‬ ‫املختارة‬

‫عدم المرونة‬
‫النفسية‬

‫االندماج‬ ‫التقاعس‪ ،‬االندفاع‪،‬‬


‫املعرفي‬
‫التجنب‬

‫التعلق بالذات املفاهيمية(الذات كمحتوى)‬


‫الشكل ‪ .2‬ديناميات عدم املرونة النفسية‪. (Luoma et al,2017,p. 17).‬‬
‫من خالل الشكل ‪ 1‬تم توضيح الفكرة التي ذكرناها سابقا‪ ،‬بطريقة مبسطة جدا لكل من العميل‬
‫واملعالج‪ ،‬وباعتبار أن هذه الديناميات هي سبب حدوث املشاكل واالضطرابات النفسية يقوم‬
‫العالج بالتقبل وااللتزام باستهدافها نقطة بنقطة وخلق املرونة النفسية وتعزيزها من خالل مبادئها‬
‫الستة ضمن عالقة عالجية ّ‬
‫فعالة تربط كل من املعالج والعميل ‪.‬‬
‫نستنتج أن ما ورد سابقا يصف املرونة النفسية وكذا الصحة النفسية‪ ،‬فكلما كان الشخص فاقدا‬
‫للمرونة النفسية كلما تعززت لديه عمليات التجنب التجريبي‪ ،‬واندمج أكثر مع أفكاره السلبية‪،‬‬
‫متعلقا بذاته املفاهيمية ( الذات كمحتوى)‪ ،‬وتظهر لديه قلة اإلتصال بقيمه‪ ،‬متخذ بذلك‬
‫سلوكات اندفاعية‪ ،‬هروبية ‪ ،...‬وهذا ما يولد لديه املعاناة النفسية ‪.‬و للتوضيح أكثر نأخذ مثال‬
‫العميل الذي يختبر وفاة زوجته ويندمج مع فكرة أن ألم الحزن كبير لدرجة أنه لن يتعافى ً‬
‫أبدا‪.‬و‬
‫يقوده هذا االندماج الى تجنب أي موقف يثير مشاعر الحزن لديه (الفكار والذكريات‪ ،‬وكذلك‬
‫املواقف كالتواجد مع عائلة قريبة تذكره بزوجته)‪ .‬وبالتالي جعله هذا التجنب يبتعد على الفعال‬
‫القيمة بالنسبة له كقضاء الوقت مع العائلة واالنخراط الكامل في العمل‪ .‬بحيث أن كل هذه‬
‫العمليات تتجمع لتنتج مستويات عالية من الصالبة في مواجهة الخسارة والحزن وخلق اإلحساس‬
‫فيما يتعلق بحدث مؤلم)‪. (Bennett & Oliver,2019,p.65‬‬
‫‪687‬‬
‫مجلة دراسات إنسانية واجتماعية (‪)Journal of Social and Human Science Studies‬‬
‫جامعة وهران‪ /02‬المجلد ‪ 11‬ع ‪2022 /06 /16 .03‬‬
‫‪ISNN: 2253-0592 EISSN: 2588-199X / Prefix: 10.46315‬‬
‫ـ ــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ‬
‫عالقة العالج بالتقبل وااللتزام ‪ ACT‬والعالج املعرفي القائم على اليقظة‬ ‫‪4‬‬
‫العقلية ‪Mindfulness-Based Cognitive Therapy‬‬
‫نعني باليقظة العقلية‪ ":‬بأن نصبح أكثر وعيا بما يحدث هنا واآلن‪ .‬وبذلك نستطيع أن نستمتع‬
‫بحياتنا بدال من االستعجال فيها للوصول الى مكان ما‪ ،‬فإن تكون حاضر الذهن يساعدك بأن‬
‫تصبح أقل انسياقا بواسطة قوتك الفعالة ‪-‬تيارات االفكار والعواطف املعتادة‪ -‬والتي قد تظهر مثل‬
‫الضغوطات واالكتئاب والتفكير السلبي والقلق والغضب واالستياء او عدم الثقة في النفس" (وات‪،‬‬
‫ت‪:‬العرجان‪ ،‬الشيخي‪ ،2021 ،‬ص‪)11.‬‬
‫أما بالنسبة لعالقة العالج بالتقبل وااللتزام فإننا نجد أن ‪ACT‬معتمد بنسبة جد كبيرة على مهارات‬
‫اليقظة العقلية والتي تعتبر من املبادئ االساسية التي يقوم عليها هذا العالج حيث تنقسم مهارات‬
‫اليقظة إلى أربع مجموعات فرعية‪:‬‬
‫‪ ‬التقبل‪. acceptance‬‬
‫‪ ‬االندماج املعرفي ‪. cognitive defusion‬‬
‫‪ ‬التواصل مع اللحظة الحالية‪. contact with the present moment‬‬
‫‪ ‬الذات املراقبة ‪.(Harris,2006,p.6) the observing self‬‬
‫نقد نموذج العالج بالتقبل وااللتزام ‪:‬‬ ‫‪5‬‬
‫يوضح ‪ Gaudiano‬في مقاله ‪-‬حول مقارنة االنتقادات الصادرة من مؤيدي العالج املعرفي السلوكي‬
‫ومؤيدي العالج بالتقبل وااللتزام‪ -‬بأن الشعبية املتزايدة لـلعالج بالتقبل وااللتزام في السنوات‬
‫الخيرة أدت الى لفت االنتباه والتدقيق من قبل مؤيدي العالج السلوكي املعرفي التقليدي بحيث‬
‫أعرب العديد منهم عن شكوكهم حول هذا املنهج‪ .‬في مقاالتهم وفصول كتبهم الخيرة‪ ،‬كما جادل‬
‫ً‬ ‫بعض النقاد بأن ‪ ACT‬يقدم اختالفات طفيفة ً‬
‫نسبيا مقارنة بالعالج املعرفي السلوكي التقليدي‪،‬‬
‫فعلى سبيل املثال نشر هوفمان‪ ،‬أسموندسون (‪ )2008‬مقارنة بين ‪ ACT‬والعالج املعرفي السلوكي‬
‫وخلصا إلى أن ‪ ACT‬قد يكون "قبعة قديمة" أكثر من "موجة جديدة"‪ .‬على وجه التحديد‪ ،‬كما قاما‬
‫بالرد‪ :‬على انتقادات ‪ Hayes‬وزمالئه التي سبق نشرها حول العالج املعرفي السلوكي التقليدي‪ ،‬و‬
‫اقترحا أنه يمكن استخدام نموذج تنظيم االنفعال( ‪ )Gross, 2001‬لشرح كل من ‪ ACT‬و‪،CBT‬‬
‫اضافة الى أنهما رفضا الحجة القائلة بأن ‪ ACT‬يمثل "املوجة الثالثة" من العالج السلوكي(‪. (p.312‬‬

‫‪688‬‬
‫مجلة دراسات إنسانية واجتماعية (‪)Journal of Social and Human Science Studies‬‬
‫جامعة وهران‪ /02‬المجلد ‪ 11‬ع ‪2022 /06 /16 .03‬‬
‫‪ISNN: 2253-0592 EISSN: 2588-199X / Prefix: 10.46315‬‬
‫ـ ـ ـــــــ ــــ ـــــ ـ ـ ــ ـــ ـ ــــ ـــــ ــ ــــ ـــــــ ــ ــ ــ ــــ ــــــ ــ ــــ ــ ـــ ـ ـــــــ ـــ ـ ـــــ ـ ـــــ ـــــ ـ ـــــــ ــــ ــ ـــ ــــــ ـــ ــ ــــ ـــــ ـ ــ ـــ ــ ــــ ــ ـــــ ــــ ــــ‬
‫خاتمة عامة‬ ‫‪6‬‬
‫من خالل ما سبق يتبين لنا أن هذا النموذج من العالج يقوم أساسا على التقبل واالختيار واتخاذ‬
‫فعالة للتعامل مع الحداث‬ ‫اإلجراء كما أنه ُيعلم مهارات اليقظة العقلية باعتبارها وسيلة جد ّ‬
‫الداخلية‪ ،‬فالهدف الرئيس ي هو الحصول على حياة صحية والرضا بوجود هذه الحداث سواء‬
‫كانت جيدة أم سيئة وإضعاف عمليات التجنب التجريبي من خالل اكتساب املرونة النفسية‪،‬‬
‫والقائم على تعليمها املعالج املختص بالعالج بالتقبل وااللتزام وبطريقة عالئقية جد مكثفة مع‬
‫العميل واحترام مبادئ املرونة الستة ( التقبل‪ ،‬فك االندماج‪ ،‬عيش اللحظة الحالية‪ ،‬الذات‬
‫كسياق‪ ،‬القيم‪ ،‬العمل امللتزم) ‪.‬‬
‫****‬
‫املصادرواملراجع‬ ‫‪7‬‬
‫‪ .1‬الزبير‪ ،‬فوزية سبيت مسعد ؛ املسعود‪ ،‬حنان عبيد‪.) 2015(.‬برنامج مقترح من منظور العالج بالتقبل‬
‫وااللتزام في الخدمة االجتماعية االكلينيكية لتحسين ادارة الذات لدى مرض ى االمراض املزمنة‪.‬كلية‬
‫الخدمة االجتماعية‪.‬جامعة االميرة نورة بنت عبد الرحمن‪.‬اململكة العربية السعودية‪.‬‬
‫‪ .2‬وات‪ ،‬تاسا‪ .)2021(.‬اليقظة الذهنية‪ ،‬دليلك خطوة –خطوة نحو حياة أكثر سعادة‪( ،‬ترجمة العرجان‪،‬‬
‫سامي صالح ؛ الشيخي‪ ،‬فاطمة عبد هللا )‪.‬الطبعة االولى‪ .‬االردن‪:‬دار الفكر للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫‪3. Bach,Patricia A; Moran,Daniel J; Bcba.(2008).ACT in practice : case conceptualization in‬‬
‫‪acceptance and commitment therapy. Oakland: New Harbinger.‬‬
‫‪4. Bennett,Richard ; Oliver, Joseph E.(2019). Acceptance and Commitment Therapy 100 Key‬‬
‫‪Points and techniques. New York: Routledge.‬‬
‫‪5. Gaudiano,Brandon A. Evaluating Acceptance and Commitment Therapy: An Analysis of a‬‬
‫‪Recent Critique , Department of Psychiatry & Human Behavior,Alpert Medical School of‬‬
‫‪Brown University Psychosocial Research Program,Butler Hospital. Consolidated Volume 5,‬‬
‫‪No. 3 & 4.‬‬
‫‪6. Gordon,Timothy; Msw; Borusho, Jessica; Foreword by Polk,Kevin.(2017). The ACT‬‬
‫‪Approach: A comprehensive Guide for Acceptance & Commitment Therapy,Anxiety‬‬
‫‪Disorders-Deperssion-Chronic Pain-OCD-PTSD-Borderline-Substance Use-Couples-‬‬
‫‪Children & Adolescents.United States of America: PESI Publishing & Media.‬‬
‫‪7. Harris,Russ.(2006). Embracing Your Demons an Overview of Acceptance and‬‬
‫‪Commitment Therapy, Psychotherapy in Australia . Vol 12 No 4 .P 6.‬‬

‫‪689‬‬
)Journal of Social and Human Science Studies( ‫مجلة دراسات إنسانية واجتماعية‬
2022 /06 /16 .03 ‫ ع‬11 ‫ المجلد‬/02‫جامعة وهران‬
ISNN: 2253-0592 EISSN: 2588-199X / Prefix: 10.46315
‫ـ ـ ـــــــ ــــ ـــــ ـ ـ ــ ـــ ـ ــــ ـــــ ــ ــــ ـــــــ ــ ــ ــ ــــ ــــــ ــ ــــ ــ ـــ ـ ـــــــ ـــ ـ ـــــ ـ ـــــ ـــــ ـ ـــــــ ــــ ــ ـــ ــــــ ـــ ــ ــــ ـــــ ـ ــ ـــ ــ ــــ ــ ـــــ ــــ ــــ‬
8. Harris ,Russ.(2007).The Happiness Trap :stop struggling ,start living . Australia: National
library.
9. Harris,Russ;foreword by Hayes, Steven C .(2009).ACT made simple : an easy-to-read
primer on acceptance and commitment therapy, Oakland: New Harbinger.
10. Hayes,Steven C; Kirk D. Strosahl ,Kelly G. Wilson.( 2003). Acceptance and Commitment
Therapy :An Experiential Approach to Behavior Change. New York: The Guilford Press .
11. Hayes,Sleven C; Slrosahl,Kirk D.(2004). A Practical Guide to Acceptance and Commitment
Therapy. 1 sl edition. New York: Springer.
12. Hayes,Steven; Smith,Spencer.(2005).Get out of your mind and into your life : the new
acceptance and commitment therapy. Oakland: New Harbinger.
13. Huffman,Graig.(2018).Acceptance and Commitment Therapy:The Ultimate Guide to Using
ACT to Treat Stress, Anxiety, Depression, OCD, and More, Including Mindfulness Exercises
and a Comparison with CBT and DBT.Canada.
14. Luoma,Jason B; Hayes,Steven C; and Walser,Robyn D.(2017). Learning ACT:An Acceptance
& Commitment Therapy Skills Training Manual for Therapists. Second Edition. New
Harbinger .Oakland.
15. Monestès,Jean-Louis ; Villatte,Matthieu ;Préface de Hayes ,Steven C.(2011). La thérapie
d’acceptation et d’engagement ACT :Collection Pratiques en psychothérapie. Paris : Elsevier
Masson SAS.
16. Zettle ,Robert D.( 2007). ACT for depression : a clinician’s guide to using acceptance and
commitment therapy in treating depression. Oakland: New Harbinger.

690

You might also like