You are on page 1of 17

‫مقدمة‬

‫ما هو ؟‪ACT‬‬

‫يعد عالج التقبل وااللتزام (‪ )ACT‬أحد خيوط العالج السلوكي المعرفي العديدة‪ ،‬وهو طريقة‬
‫فريدة لعالج مجموعة واسعة من األعراض‪ .‬يبحث هذا المنهج عن األسباب غير الجسدية‬
‫لالضطرابات العقلية‪ ،‬ويفهم أن تجارب مثل االكتئاب واإلدمان واضطراب الوسواس القهري‬
‫والفصام تنشأ من عوامل معقدة متعددة‪ .‬إنه يأخذ بعين االعتبار الظروف الجينية‪ ،‬والتخلقية‬
‫(غير الموروثة من خالل الحمض النووي)‪ ،‬والنفسية‪ ،‬والثقافية‪ .‬كإستراتيجية متالزمة‪ ،‬فإنه‬
‫يحدد مجموعات األعراض على أنها متالزمات مرتبطة بمجموعات من الحاالت ( ‪Hayes‬‬
‫‪and Lillis 2012، 5).‬‬

‫ابتكره ستيفن هايز في عام ‪ ،1980‬وتم تطويره إلى نموذج عالجي كامل من قبل طالبه‬
‫وزمالئه‪ ،‬وخاصة كيرك ستروهال وكيلي ويلسون في عام ‪ ،1999‬الخامس عشر)‪ .‬كان‬
‫هؤالء الباحثون مهتمين بإيجاد طريقة أكثر نجا ًحا لتخفيف المعاناة اإلنسانية ومساعدة الناس‬
‫على معالجة المشاكل داخل العالقات والحياة اليومية‪ .‬كانوا في حيرة من سبب معاناة الناس في‬
‫كثير من األحيان حتى في ظروف الوفرة‪ .‬إنهم يرون أن المعاناة اإلنسانية شائعة على الرغم‬
‫من اإلنجازات عالية المستوى التي قد يحققها أي فرد‪ .‬اعتقد هايز وطالبه وزمالؤه أنه من‬
‫األفضل فحص األسباب الجذرية أكثر من األعراض‪ .‬بالنظر إلى سياق كل حالة‪ ،‬فإن هذا‬
‫المنهج استقرائي وموجه نحو العملية لفهم البؤس والفشل البشري‬

‫قلة قليلة من المعالجين مارسوا العالج المركب ‪ ACT‬حتى األلفية الجديدة ‪ .)15‬قد يكون ذلك‬
‫بسبب أن العالج السلوكي المعرفي (‪ )CBT‬كان رائ ًجا حتى نهاية العشريناتالعاشرمئة عام‪ .‬مع‬
‫انخفاض العالج المعرفي السلوكي‪ ،‬استمر ‪ ACT‬ونما‪.‬‬

‫تاريخ‬
‫مع ازدياد العالج السلوكي القائم على التجريبية خالل الستينيات‪ ،‬كان هناك القليل من األبحاث‬
‫حول طرق التدخل النفسي‪ .‬تم قياس النتائج التجريبية بسهولة‪ ،‬وتميل األسس النظرية إلى أن‬
‫تكون ضعيفة‪ ،‬وفقًا لـ ‪ ،)16 ،2012( Hayes and Lillis‬بنا ًء على اإلنسانية والتحليل النفسي‪.‬‬
‫لقد حدث خطأ في التشخيص بشكل متكرر‪ ،‬كما يقولون‪ ،‬مستشهدين ببعض حاالت فرويد حيث‬
‫ذهبت الرمزية التحليلية‪ ،‬التي تدور حول أشياء مثل التغوط والجنس‪ ،‬بعيدًا جدًا‪.‬‬

‫ربما في رد فعل عنيف لعلم النفس التحليلي‪ ،‬انتشر االعتماد على أدلة تجريبية قابلة للقياس‬
‫بشكل واضح لوحظت في ظروف مضبوطة‪ .‬تم وضع المبادئ السلوكية بشكل صارم‪ ،‬واختبار‬
‫تطبيق التقنيات بشكل صارم‪ .‬نشأ ‪ ACT‬من العالج السلوكي ولكنه قدم تنازالت لـ‬
‫مناهج التحليل النفسي واإلنساني‪ .‬وبالتالي‪ ،‬فقد بدأ كمنهج أقل تقليدية يتطلب تعديالت مباشرة‬
‫وعلنية على سلوك الشخص المعالج يريد معالجو التقبل وااللتزام رؤية التغييرات السلوكية‪،‬‬
‫ضا استكشاف المشكالت اإلنسانية الكامنة وراء السلوك المشكل‪ .‬إنهم ينظرون‬ ‫لكنهم يريدون أي ً‬
‫إلى الظروف االجتماعية على أنها عميقة وغنية ومعقدة‬

‫تحدد السلوكية تدريبًا رائعًا على التحفيز واالستجابة وخيارات السلوك‪ .‬إنه غير مالئم ألنه ال‬
‫يأخذ في االعتبار اللغة والعمليات المعرفية ذات المستوى األعلى ‪ -‬المعنى‪ ،‬والمفاهيم‪،‬‬
‫والرمزية‬

‫‪ .).‬في التجارب المعملية‪ ،‬يمكن فقط تغيير العوامل الخارجية التي يمكن للعالم معالجتها‪.‬‬
‫اإلدراك‪ ،‬العمليات الداخلية للعقل‪ ،‬كان من الصعب فهمها‪ .‬وبالمثل كان علم نفس اإلدراك غير‬
‫صا‪ .‬بدا تحقيق نتائج عملية من العالج‬
‫كافٍ ‪ .‬ظهرت النماذج‪ ،‬لكن الدليل عليها كان ناق ً‬
‫المعرفي صعبًا للغاية‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬من خالل إجراء محادثات مع المرضى‪ ،‬بدأ العالج السلوكي‬
‫المعرفي في التطور‪ ،‬حيث قام بتعليم العمالء االعتراف وتوجيه أنفسهم لتصحيح "األخطاء‬
‫السلوكية" بينما تميل إلى التخلي عن العالجات القائمة على األدلة في البداية‪ .‬بدأ طرح مناهج‬
‫بديلة‪.‬‬

‫ظهور ‪ACT‬‬

‫يأتي ‪ ACT‬من وجهة نظر فلسفية تعتمد على السياقية الوظيفية في البداية‪ ،‬سعى معالجو التقبل‬
‫وااللتزام إلى البحث في التاريخ والظروف التي تسببت في تكوين أفكار (سلبية) معينة في ذهن‬
‫الشخص (على سبيل المثال‪" ،‬أنا سيء")‪ .‬لقد سعى إلى ربط هذه األفكار بأفعال وعواطف‬
‫محددة كان العميل يعاني منها (على سبيل المثال‪ ،‬قد تأتي عبارة "أنا سيئ" من والد شديد‬
‫النقد‪Hayes and Lillis 2012، 21).( ).‬‬

‫افترض العالج المعرفي السلوكي المبكر أن العواطف واألفكار موجودة بترتيب مسبق‪ .‬ومع‬
‫ذلك‪ ،‬فإن النظرية السياقية الوظيفية وراء ‪ ACT‬تفترض أن العواطف واألفكار تتكون من‬
‫سياقات تاريخية وظرفية محددة‪ .‬بعد كل شيء‪ ،‬يمكن لسلوك واحد‪ ،‬مثل رفع الذراع‪ ،‬أن يقصد‬
‫ويعني أشياء مختلفة كثيرة‬

‫جانب آخر يبتعد عن األساليب التقليدية المبكرة للعالج المعرفي السلوكي هو موضوع االلتزام‪.‬‬
‫في حين قد يتم برمجة األشخاص من قبل اآلخرين وتكييفهم لالستجابة‪ ،‬إال أنهم ال يزالون‬
‫يتمتعون بالوكالة واالختيار ويمكنهم التحكم في سلوكياتهم إلى حد كبير‪ .‬يدرك ‪ ACT‬أن الناس‬
‫لديهم‬
‫متقبلة وملتزمة باألفكار والعواطف واألفعال‪ .‬لذلك‪ ،‬يحاول ‪ ACT‬حث العميل على تغيير‬
‫عملياته النفسية والتزاماته األيديولوجية من أجل التأثير على التغييرات في العواطف واألفكار‬
‫واألفعال‬

‫في الوقت نفسه‪ ،‬يقوم معالجو التقبل وااللتزام بتعليم العمالء تغيير سلوكهم في حل المشكالت‬
‫عن طريق تغيير قواعدهم الشفهية (‪ .)24 ،2012 Hayes and Lillis‬يقرر األشخاص الذين‬
‫يعانون من المعاناة التصرف لحل مشاكلهم‪ ،‬أي مشاعر المعاناة وما يعتقدون أنه يسبب‬
‫معاناتهم‪ .‬في بعض األحيان‪ ،‬يمكن أن تتسبب قواعد الشخص الخاصة في حل المشكالت‪ ،‬مثل‬
‫تجنب األلم أو المواقف التي قد تسبب األلم‪ ،‬في حدوث سلوك إشكالي أو تقييد السماح لنفسه‬
‫بفعل المزيد واتخاذ المزيد من الخيارات‪ .‬إذا كان سلوك الناس يميل إلى أن يكون محكو ًما‬
‫بالقواعد الموضوعة خارجيًا وداخليًا‪ ،‬فيمكن للناس اختيار تغيير تلك القواعد ألنفسهم يمكن لـ‬
‫ضا تقويض التحكم المفرط في الحكم الذاتي من خالل "التباعد" الضميري ( ‪Hayes‬‬ ‫‪ ACT‬أي ً‬
‫‪and Lillis 2012، 26).‬‬

‫في النهاية‪ ،‬بدأت الدراسات المقارنة للنتائج العالجية في إظهار تفوق ‪ ACT‬على العالج‬
‫المعرفي السلوكي التقليدي‬

‫قامت ‪ ACT‬بتضييق نطاق مبادئها إلى خمسة‬

‫‪ .1‬النموذج‪ :‬بناء نموذج للصحة‪ ،‬وعلم األمراض‪ ،‬والوقاية‪ ،‬والتدخل على أساس حجر‬
‫األساس للمبادئ السلوكية األساسية الراسخة علميًا‪ ،‬ال سيما مبادئ التعلم التي تصف التطور‬
‫الجيني للسلوك‪.‬‬

‫‪ .2‬األساليب‪ :‬إنشاء طرق تطبيقية تم تحديدها جيدًا واختبارها علميًا بصرامة‪ ،‬مع صالحية‬
‫داخلية جيدة‪ ،‬وخاصة خارجية‪.‬‬
‫القضايا‪ :‬خذ أعمق القضايا على محمل الجد في التقاليد السريرية والتجربة اإلنسانية‬ ‫‪.3‬‬
‫بشكل عام‪ ،‬دون أي تلميح لتقليل (أي شرح) هذه القضايا‪.‬‬
‫‪ .4‬مبادئ التغيير السلوكي‪ :‬استخدم مجموعة من المبادئ المعززة التي تتضمن حسابًا‬
‫ً‬
‫وشامال للغة البشرية واإلدراك‪.‬‬ ‫سلوكيًا مفيدًا‬

‫الشروط‪ :‬ركز بشكل خاص على الظروف التي يكون فيها اإلدراك والعاطفة‬ ‫‪.5‬‬

‫تتصل أو ال تتعلق بكل فعل‪.‬‬

‫المرونة النفسية هي الهدف الرئيسي لـ ‪ ،ACT‬مما يعني تغيير الطريقة التي يختبر بها المرء‬
‫المشاعر واألفكار داخليًا‪ ،‬دون الشعور بضرورة الدفاع عن نفسه‪ .‬تتكون المرونة النفسية‪ ،‬وفقًا‬
‫لـ ‪ ،Hayes and Company‬من ست عمليات ذات صلة‪" :‬التقبل‪ ،‬واالنتشار المعرفي‪،‬‬
‫واالهتمام المرن باللحظة الحالية‪ ،‬والشعور بالذات‪ ،‬والقيم المختارة وااللتزام" يعتمد على‬
‫نظرية اإلطار العالئقي (‪ ،)RFT‬وهو منهج لإلدراك والسلوك كما تم تطويره بواسطة ‪Hayes‬‬
‫و‪ Barnes-Holmes‬و‪ Roche‬في عام ‪.2001‬‬
‫يقع ‪ ACT‬و‪ RFT‬في إستراتيجية دراسة السياق األكبر بنا ًء على التفكير السياقي الوظيفي يسمى‬
‫‪ CBS‬تهدف المدرسة المركزية الكندية ‪ CBS‬إلى مواجهة تحديات الوضع اإلنساني من خالل‬
‫"مقاربة شاملة ومتماسكة لعلم النفس" لذلك‪ ،‬يعد ‪ ACT‬منه ًجا سريريًا ينبع من ‪ RFT‬ولكنه‬
‫تجريبي للغاية ألنه يحافظ على منظور رؤية المريض من السياق الخارجي‪ .‬على الرغم من‬
‫أنها تستخدم التقنيات السريرية‪ ،‬إال أنها تسعى جاهدة في الوقت نفسه لتحقيق التفاهم‬
‫االجتماعي‪.‬‬

‫بعد التعرف على المشكلة (المشكالت) عن طريق جلسة تقييم أولية‪ ،‬يقوم معالج التقبل‬
‫وااللتزام بوضع عقد لسلسلة من المواعيد مع العميل‪ .‬لكل جلسة تركيز مختلف‪ ،‬مثل مهارات‬
‫التقبل والنشر‪ ،‬والقيم والعمليات النفسية‪ ،‬والتعرض‪( .‬يختبر التعرض وجود العميل في موقف‬
‫ً‬
‫محفزا لمعرفة ما إذا كان يتعامل معه بشكل أفضل‪ ).‬من المتوقع حدوث‬ ‫كان في السابق‬
‫تحسن‪ ،‬أي‪ ،‬معاناة أقل وعالقات أفضل‪ ،‬إذا كان الشخص يستجيب جيدًا لهذا العالج‪ .‬على‬
‫سبيل المثال‪ ،‬يمكن تعديل ظروف المعيشة ونمط الحياة‪ ،‬والتغلب على التبعيات‪ ،‬وجعل‬
‫العالقات أكثر سالسة‪.‬‬

‫نظرية اإلطار العالئقي ()‪RFT‬‬

‫‪" RFT‬يوفر عملية لحساب االستجابة العالئقية المشتقة ‪ ،‬وأخرى لها آثار سريرية مهمة"‬
‫(‪ .)29 ، 2012 Hayes and Lillis‬االستجابات العالئقية هي "أفعال مفيدة مكتسبة" ردًا على‬
‫إشارات معينة تسمى اإلطار العالئقي مثال على ذلك هو أن الطفل يتعلم أسماء األشياء من‬
‫حوله‪ .‬تُفهم العملية على أنها تسير بطريقتين‪" .‬عند معرفة أن كائ ًنا ما يسمى ‪ ،X‬فإنهم‬
‫(األطفال) يستمدون أن أي شيء يسمى ‪ X‬هو ذلك الشيء"‬

‫يوضح هايز وليليس أن األطفال في نهاية المطاف يستمدون شبكة من العالقات تستند إلى‬
‫مجموعات فرعية صغيرة من العالقات األصغر‪" .‬تعبيرات مثل" هو "أو" أفضل من "أو"‬
‫عكس "تصبح إشارات سياقية عشوائية ألطر عالئقية معينة ‪ -‬تلك الخاصة بالتشابه أو المقارنة‬
‫أو التعارض‪ ،‬على سبيل المثال"‬
‫ربما تنشأ من ضرورة التعاون‪ ،‬ومرونة اإلدراك‪ ،‬والتفاعل االجتماعي يحدث بسبب عملية‬
‫التعلم ذات االتجاهين‪ .‬يمكن أن يكون الكائن مرتب ً‬
‫طا باألسماء واألسماء المتعلقة بالكائنات‪،‬‬
‫بحيث يمكن لألدوار االجتماعية أن تسير بطريقة أو بأخرى‪ :‬إلى األمام والعكس في التبادل‪.‬‬

‫ما الذي يمكن أن يفعله ‪ ACT‬من أجلك‬


‫باختصار‪ ،‬يمكن أن يوفر ‪ ACT‬طريقة لتتعلم كيفية اتخاذ إجراءات جديدة للتغلب على‬
‫السلوكيات المشكلة وتحسين نوعية حياتك‪.‬‬

‫على حد تعبير روس هاريس‪ ،‬دكتوراه في الطب‪" ،‬الهدف من ‪ ،ACT‬من الناحية العادية‪ ،‬هو‬
‫خلق حياة غنية وكاملة وذات مغزى مع تقبل األلم الذي يصاحبها حتماً‪".‬‬

‫في رأيه‪" ACT ،‬يعلم المهارات العقلية التي تسمى مهارات الذهن للتعامل مع األفكار‬
‫والمشاعر المؤلمة بشكل أفضل‪ ،‬بحيث ال يتعارض تأثيرها وعواقبها مع األداء العادي‪".‬‬

‫العمليات األساسية الست لـ ‪ACT‬‬

‫النشاط الرئيسي لـ ‪ ACT‬هو توليد اليقظة‪ .‬فكرة موجودة في العديد من األديان ومتكيفة مع‬
‫الرعاية الصحية‪ ،‬اليقظة هي الوعي‪ .‬من خالل اليقظة‪ ،‬كما ينصح الدكتور هاريس‪ ،‬يمكن‬
‫للمرء أن يتعلم التحكم في االنتباه إلى محيطه أو محيطها أو األشخاص اآلخرين أو نفسه أو‬
‫نفسها (‪ .)8‬يمكن للمرء أن يولي المزيد من االهتمام للتجربة‪ .‬هذا هو المفهوم الرئيسي للمرونة‬
‫في ‪ACT.‬‬

‫في الوقت نفسه‪ ،‬يمكن ألي شخص أن يظل منفت ًحا وفضوليًا بشأن التجارب الجديدة حتى في‬
‫مواجهة المشاكل (‪ .)8 ،2009 Harris‬مع التصرف المنفتح والفضولي‪ ،‬يمكن للمرء أن‬
‫يتجنب ردود الفعل أو الهروب في المواقف غير السارة أو المحفزة للخوف‪.‬‬

‫ضا‪ ،‬يعلم ‪ ACT‬الناس أن يثمنوا الحياة‪ .‬يمكن للناس تحديد قيمهم وتعلم تقدير أنفسهم ‪ -‬الثآليل‬‫أي ً‬
‫وكل شيء ‪ -‬جنبًا إلى جنب مع الحياة واألفراح واألحزان واألوقات السهلة والصعبة‪ .‬يقوم‬
‫‪ ACT‬بتوجيه العميل لتقييم قيم اإلجراء واتخاذ قرار‬
‫في ظل غياب الوعي‪ ،‬يمكن أن يظل شخص ما عالقًا في العادات ويتمسك بافتراضات خاطئة‪.‬‬
‫ضا‪،‬‬
‫قد يكون الشخص فريسة للعفوية‪ ،‬وال يدرك حتى مقدار التحكم الذي يمكن أن يستخدمه‪ .‬أي ً‬
‫قد يستمر هذا الشخص في عدم المرونة بشأن األفعال والكلمات والعالقات‪.‬‬

‫سا في أنماط من‬‫البقاء منغلق األفق‪ ،‬يمكن أن يخسر شخص ما بعض فوائد تجربة ما‪ ،‬محبو ً‬
‫الرفض‪ ،‬والرفض‪ ،‬والعمى‪ ،‬والهروب‪ ،‬وما إلى ذلك‪ ،‬التي تهزم الذات وتنكر الذات‪ .‬قد ال‬
‫يتعلم من المواقف ويتقدم من هناك بطريقة غير مرغوب فيها‪.‬‬

‫التقليل من شأن أنفسهم‪ ،‬والحياة من حولهم‪ ،‬والتجارب‪ ،‬قد ال يرى الناس ما يجب أن يمنحهم‬
‫الفرح‪ .‬قد يحملون مشاعر سلبية ال أساس لها حول قيمتهم الخاصة ومساهمتهم في المجتمع‪،‬‬
‫ضا‪ ،‬قد يتعثر‬
‫والتنشئة‪ ،‬والعمل‪ ،‬والعالقات‪ ،‬والجوانب الخارجية للمجتمع إذا لم يروا القيمة‪ .‬أي ً‬
‫ضررا لآلخرين ونفسه‪.‬‬
‫ً‬ ‫مثل هذا الشخص في القيم التي تسبب‬

‫يوضح الدكتور هاريس العمليات العالجية األساسية الست لـ ‪ACT‬‬

‫‪ .1‬االتصال باللحظة الحالية‬

‫لديك حضور‪ :‬كن هنا واآلن‪( .‬تواصل مع) كل ما يحدث في الوقت الحالي‪ً .‬‬
‫بدال من الوقوع‬
‫في مستنقع الماضي أو الشعور بالقلق من المستقبل‪ ،‬تعلم أن ترى هذه اللحظة وتقدرها‪ .‬انتبه‬
‫للتجربة وهي تتكشف‪ً .‬‬
‫بدال من ترك التجربة تفلت منك‪ ،‬تجنب االستجابات التلقائية أو المرور‬
‫بحركات الحياة آليًا‪.‬‬
‫عدم االتصال بالحاضر‪ ،‬فقد يفقد شخص ما ذكريات سعيدة محتملة أو انعكاسات مهمة‪ .‬يمكنهم‬
‫التفكير فيما حدث بالفعل وتفويت فرص جديدة‪.‬‬

‫‪ .2‬االنتشار‬

‫تراجع عن المواقف الشديدة أو المؤلمة أو المزعجة وتحقق من مشاعرك‪ .‬لمنح نفسك فرصة‬
‫للنظر إلى موقف أقل ذاتية وربما رؤيته من وجهة نظر أخرى‪ ،‬من المفيد أن ينفصل المرء‬
‫عن نفسه في بعض األحيان‪ .‬بدالً من الوقوع في شرك أنماط تفكير المرء‪ ،‬من الممكن النظر‬
‫إليها وانتقادها‪( .‬من أين أتت هذه الفكرة؟ لماذا أشعر بذلك؟)‬

‫بدون اتخاذ إجراءات لنزع فتيل المواقف‪ ،‬قد يظل شخص ما ملتح ًما بالسلوكيات واألفكار غير‬
‫الفعالة أو الضارة‪.‬‬

‫‪ .3‬التقبل‬

‫تقبل المواقف واألفكار والعواطف التي يعبر عنها اآلخرون والنفس هو لفتح العقل والسماح له‬
‫بأن يكون‪ .‬في بعض األحيان يكون ذلك أفضل من القتال أو المقاومة أو الشعور باإلرهاق أو‬
‫التحليق‪ .‬هذا ال يعني اإلعجاب بكل األفكار والمشاعر‪.‬‬

‫الفشل في التقبل هو أن تظل منغلق األفق وال يالحظ أو يقدر ما يقوله ويفعله شخص آخر ‪ -‬أو‬
‫حتى نفسه ‪ -‬مما يؤدي إلى إغالق التواصل والتعلم‪.‬‬

‫‪ .4‬الذات كسياق‬
‫انتبه إلى نمطي العقل‪ :‬التأمل والمالحظة‪ .‬يمكنك مراقبة نفسك واآلخرين وكذلك تكوين األفكار‬
‫ضا باسم "الوعي الخالص"‪.‬‬
‫والصور وإصدار األحكام في عقلك‪ .‬يُعرف هذا أي ً‬

‫كثيرا يمكن أن يجعل الشخص أعمى عن وضعه‪ .‬قد ال تتمكن من رؤية سلوكك‬ ‫ً‬ ‫التفكير‬
‫وأفكارك على أنها اختراعاتك وخياراتك‪ .‬سوف تفتقر إلى الوعي‪ ،‬ويمكن أن يتوقف نموك‬
‫نتيجة لذلك‪.‬‬

‫‪ .5‬القيم‬

‫اعرف ما يهم في حياتك‪ .‬قرر ما تعنيه حياتك وما هو دورك المقابل في تلك الحياة‪ .‬ثم يمكن‬
‫تحديد األهداف قصيرة وطويلة األجل بشكل أكثر فعالية‪ .‬هذا جزء من الوعي الذاتي‪ :‬اعرف‬
‫من أنت في أعماقك واسمح لنفسك بالتعبير عن حقيقتك‪ .‬عندما يبدو أن الحياة تفتقر إلى‬
‫المعنى‪ ،‬يمكن أن تصبح حياتك أكثر أهمية بالنسبة لك من خالل هذه العملية‪.‬‬

‫االستخفاف بالنفس واآلخرين خطأ كبير‪ .‬يمكن لألفكار والمشاعر المسبقة أو المشروطة أن‬
‫تجعل الشخص يفشل في رؤية القيمة في عمله الخاص‪ ،‬والجمعيات‪ ،‬واألفكار‪ ،‬واألفعال‪ .‬ال‬
‫أحد يستطيع أن يصل إلى إمكاناته ويشعر بالسعادة إذا قلل من قيمة الذات المخفية‪ .‬عالوة على‬
‫ذلك‪ ،‬استمرت الرؤية السلبية‪ ،‬مما تسبب في العديد من اإلخفاقات‪ .‬إنه هزيمة ذاتية‪.‬‬

‫‪ .6‬االلتزام بالعمل‬

‫مسترشدًا بالقيم المختارة‪ ،‬يمكن ألي شخص االلتزام بمسارات عمل معينة‪ .‬العمل المرتبط بقيم‬
‫الذات الحقيقية‪ ،‬مع إدراك ما يفعله والعواقب التي يواجها‪ ،‬يمكن أن يجعل تجارب الحياة أكثر‬
‫ثرا ًء‪ .‬يشعر الشخص الذي يتخذ مثل هذا القرار الواعي بالتصرف بمزيد من الثقة والمزيد من‬
‫التحكم‪ .‬هو أو هي يسمح لنفسه بتقبل وتقييم المواقف والنتائج اإليجابية والسلبية‪.‬‬
‫بعد المرور بالعمليات الخمس األولى والتوصل إلى قرار للتصرف‪ ،‬يمكن تطبيق التدخالت‬
‫السلوكية (تحديد األهداف‪ ،‬التعرض‪ ،‬التنشيط السلوكي‪ ،‬التدريب على المهارات‪ ،‬إلخ)‪ .‬يمكن‬
‫لمثل هذه التدخالت أن تعزز العمل من خالل تعلم أشياء مثل إدارة الوقت‪ ،‬والتفاوض‪،‬‬
‫والتهدئة الذاتية‪ ،‬وحل المشكالت‪ ،‬والتأكيد‪ ،‬والتعامل مع األزمات‪.‬‬

‫بدون االلتزام‪ ،‬ال يمكن اتخاذ قرار بشأن العمل‪ .‬يمكن ألي شخص أن يظل في طي النسيان أو‬
‫عالق في سلوك سلبي‪ .‬هو أو هي لن يحرز تقد ًما في الحياة وينمو‪.‬‬
‫تضيف العناصر الستة لـ ‪ ACT‬إلى المرونة النفسية‪ .‬إن تحقيق المرونة النفسية هو الهدف من‬
‫وضع العميل في جميع العمليات الست‪ .‬مع المرونة‪ ،‬يمكن للعميل التغلب على األفكار‬
‫والسلوكيات والعواطف اإلشكالية من خالل تعزيز حضور العقل والوعي الذاتي والقيم المعدلة‬
‫وااللتزام ومهارات االنتشار ووضع السياق‪.‬‬

‫يقدم الدكتور هاريس قائمة تصف الحالة النفسية السلبية (‪:)32 ،2009‬‬

‫هيمنة مفهوم الماضي أو المستقبل‪ ،‬المعرفة الذاتية المحدودة‬ ‫‪.1‬‬

‫اكتشف إلى أي مدى يسكن عميلك في الماضي أو يقلق ‪ /‬يحلم بما سيأتي‪ .‬ما هي جوانب‬
‫الماضي والمستقبل التي يركز عليها؟ إلى أي مدى يفتقر هذا الشخص إلى االتصال بأفكاره‬
‫ومشاعره وسلوكياته؟‬

‫التجنب التجريبي‬ ‫‪.2‬‬

‫ضع في اعتبارك التجربة الداخلية (المشاعر‪ ،‬الذكريات‪ ،‬األفكار‪ ،‬إلخ) التي قد يحاول العميل‬
‫تجنبها‪ ،‬واالستراتيجيات التي يحاول تنفيذها‪ .‬إلى أي مدى تستهلك استراتيجية السلوك حياته أو‬
‫حياتها؟‬

‫التعلق بالنفس المفاهيمي‬ ‫‪.3‬‬

‫كيف يرى الموضوع نفسه أو نفسها؟ مختل‪ ،‬غير فعال‪ ،‬ممزق‪ ،‬غير محبوب‪ ،‬غير ذكي‪،‬‬
‫مصاب‪ ،‬وما إلى ذلك؟ هل الصورة الذاتية إيجابية وقوية؟ قوي‪ ،‬أفضل من غيره‪ ،‬منجز؟ ما‬
‫يعرف هذا الشخص نفسه أو نفسها؟‬‫مدى اندماج هذا الشخص مع صورته الذاتية؟ أيضا‪ ،‬كيف ّ‬
‫على سبيل المثال‪ ،‬هل يعتمد تعريف الذات على اللياقة البدنية أو الشخصية أو الدور‬
‫االجتماعي أو العمل أو التشخيص؟‬
‫عدم وضوح القيم ‪ /‬االتصال‬ ‫‪.4‬‬

‫هل يمكن للعميل توضيح قيمه أو قيمها؟ ما هم؟ ما مدى جودة صياغتها وتوضيحها؟ ما هو‬
‫مفقود أو غير متسق في هذا العرض؟ (غالبًا ما يتخطى الناس القيم التالية‪ :‬االتصال‪،‬‬
‫واالهتمام‪ ،‬والمساهمة‪ ،‬واألصالة‪ ،‬واالنفتاح‪ ،‬والرعاية الذاتية‪ ،‬والتعاطف مع الذات‪ ،‬والحب‪،‬‬
‫والرعاية ‪ /‬الراحة‪ ،‬والسكن في اللحظة الحالية)‪.‬‬

‫عمل غير عملي‬ ‫‪.5‬‬

‫قادرا على تسمية اإلجراءات المتهورة أو المتجنبة أو التي تدمر الذات التي‬
‫أهدف إلى أن تكون ً‬
‫يتخذها العميل‪ .‬ما مدى جودة متابعة هذا الشخص عندما تستدعي المواقف المحاولة الجادة؟‬
‫هل يمكنه أو يمكنها االستمرار في ذلك أو االستمرار فيه حتى عندما ال تعمل الجهود؟ إذا بدا‬
‫أن العميل يتجنب شيئًا ما‪ ،‬فما هو الهدف (أو سبب) سلوك التجنب‬

‫المرجع‬
‫‪2018 craig huffman‬‬

‫ترجمة ‪ /‬عمرو محمد‬

You might also like