You are on page 1of 155

‫الحقيبــــة العلمــــية‬

‫البرنامج التدريبي في‬

‫"عل ـم النف ـس اإلكل ـينيكي"‬

‫"الجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـزء األول"‬


‫مركز اإلرشاد النفسي‬
‫البرنامج التدريبي في علم النفس االكلينيكي‬

‫الفهرس‬

‫الصفحة‬ ‫الموضـــــــوعات‬

‫‪3‬‬ ‫علم النفس المرض ‪ /‬المقابلة االكلينيكية ‪............................‬‬

‫‪13‬‬ ‫الضطرابات النفسية ‪ /‬اضطرابات الشخصية ‪..................‬‬

‫‪130‬‬ ‫مقياس وكسلر ‪.............................................................‬‬

‫‪-2-‬‬
‫حقوق النشر محفوظة لمركز اإلرشاد النفسي جامعة عين شمس‬

‫الموضوع األول‬
‫علم النفس المرضي‬
‫المقابلة االكلينيكية‬

‫اعــداد‬
‫د‪ /‬اسالم رمض ـ ــان‬

‫مدرس الصحة النفسية واإلرشاد النفسي‬


‫كلية التربية ‪ -‬جامعة عين شمس‬

‫‪-3-‬‬
‫مركز اإلرشاد النفسي‬
‫البرنامج التدريبي في علم النفس االكلينيكي‬

‫علم النفس الكلينيكي‬


‫هو أحد الفروع التطبيقية لعلم النفس يهتم بتطبيق علم النفس في العيادات والمستشفيات والمؤسسات‬
‫المعنية باالشخاص الذين يعانون من المرض النفسي‪ .‬يتم فيه االستفادة من مبادئ وفروع علم‬
‫النفس في فهم مشكالت السلوك اإلنساني والمساعدة علي تخفيف حدتها‪ .‬ويهتم علم النفس‬
‫الكلينيكي بالتقييم والتشخيص والعالج‪.‬‬

‫علم النفس المرضي‬

‫يهتم بدراسة األمراض النفسية دراسة نظرية من حيث أعراضها وأسبابها وخصائصها المختلفة بهدف‬
‫زيادة معرفتنا وفهمنا لهذه االضطرابات‪ ،‬يستهدف وصف االعراض وزمالت األعراض المميزة‬
‫لالضطرابات واالمراض النفسية‪ ،‬مقارنة شكاوي االفراد الذين يطلبون العالج واالرشاد النفسي‬
‫سلفا‪.‬‬
‫بالخصائص المميزة للفئات المرضية المحددة ً‬

‫المقابلة الكلينيكية‬
‫ما هي المقابلة الكلينيكية‪..‬؟‬

‫وجها لوجه‪ ،‬يستكشف فيها األخصائي مشكلة المريض‪ ،‬ووضعه الحالي‪ ،‬والتاريخ‬ ‫مقابلة تتم ً‬
‫المرضي واالجتماعي‪ ،‬بهدف إنشاء عالقة عالجية وإنشاء إطار حول عملية التقييم التي قد تساعد‬
‫الحًقا في زيادة وضوح النتائج ومعناها والتشخيص وإعداد برنامج العالج‪.‬‬

‫أنواع المقابالت الكلينيكية ‪:Types of Clinical Interviews‬‬

‫هناك أنواع عديدة من المقابالت الكلينيكية التي يمكن استخدامها في أوقات مختلفة ومع‬
‫شيوعا‬
‫ً‬ ‫أشخاص مختلفين‪ِ .‬‬
‫لنلق نظرة على ثالثة من أكثر المقابالت الكلينيكية‬

‫‪ .1‬المقابلة شبه المقننة‪.‬‬


‫شيوعا في الصحة النفسية‪ .‬يكون لدى األطباء‬
‫ً‬ ‫المقابالت شبه المقننة هي الشكل األكثر‬
‫شيوعا للصحة‬
‫ً‬ ‫مجموعة قياسية من األسئلة التي يطرحونها للتأكد من أنها تغطي المجاالت األكثر‬
‫النفسية‪ .‬من المرجح أن تكون األسئلة في مقابلة شبه المقننة عن أنماط النوم وعادات األكل والمزاج‬
‫‪-4-‬‬
‫حقوق النشر محفوظة لمركز اإلرشاد النفسي جامعة عين شمس‬

‫وعمليات التفكير وأساليب االتصال‪ .‬ستعتمد األسئلة الالحقة علي إجابة الحاالت‪ .‬بهذه الطريقة يتم‬
‫استخدام األسئلة كنقاط بداية لبدء المحادثة‪ ،‬ولكن بمجرد البدء يتم تشجيع العميل على شرح موقفه‬
‫الفريد‪ .‬تساعد المقابالت شبه المقننة في ضمان جمع البيانات الرئيسية‪ ،‬مع السماح بتحديات‬
‫العميل وأهدافه الخاصة باالرتقاء إلى المقدمة‪ .‬يساعد هذا في ضمان أن تكون خطة العالج‬
‫المطورة بشكل مشترك على الهدف لتلبية احتياجات العميل‪.‬‬

‫‪ .2‬المقابلة المقننة‪.‬‬
‫تتبع المقابالت المقننة بالكامل نموذج موحد لألسئلة‪ .‬في مثل هذه المقابلة ‪ُ ،‬يطلب من‬
‫غالبا ما يتم إجراء هذا النوع من المقابالت‬
‫جميع الحاالت اإلجابة علي نفس مجموعة األسئلة‪ً .‬‬
‫من قبل مؤسسات أكبر في محاولة لتحديد الحاالت الذين يعانون من مشكالت معينة ومن ثم‬
‫غالبا ما يتم إجراء هذه المقابالت من قبل‬
‫مطابقتهم مع األطباء الذين لديهم خبرة في هذا المجال‪ً .‬‬
‫طالب علم النفس أو الفنيين ألنها ال تهدف إلى جمع معلومات شخصية للغاية عن العميل‪ ،‬وليس‬
‫لها بشكل عام أي قيمة عالجية تتجاوز تلك التي تتيح للعميل فرصة لسرد قصته‪.‬‬

‫‪ .3‬مقابلة فحص الحالة العقلية‪.‬‬


‫هو مقابلة سريرية تبحث في أكثر من مجرد إجابات ألسئلة‪ ،‬يتم فيها يمكنك إلقاء نظرة على‬
‫سلوكيات المريض ومظهره ومواقفه وحركاته‪ ،‬باإلضافة إلى إجاباته على أسئلتك‪ .‬كل هذه األشياء‬
‫ستمنحك رؤية جيدة لما تبدو عليه صحتهم العقلية‪ .‬بالطبع‪ ،‬يمكن إجراء اختبار الحالة العقلية ألي‬
‫غالبا ما يستخدم مع المرضى الذين ال يستطيعون التحدث بوضوح عن مشاكلهم‪.‬‬ ‫مريض‪ ،‬ولكنه ً‬
‫ويتضمن الوعي واالنتباه واالدراك والذاكرة والمزاج والسلوك والتفكير وطريقة المشي والكالم‪.‬‬

‫‪ .4‬المقابلة الحرة‪.‬‬
‫ال تلتزم بمجموعة محددة من األسئلة كما في المقابلة المقننة وال بمجموعة محددة من الموضوعات‬
‫أو المجاالت كالمقابلة شبه المقننة‪ .‬بل ينساب تيار المقابلة حيث شاء المقابل أو المريض‪ .‬ويتم‬
‫االنتقال فيها من موضوع إلي موضوع دون خطة محددة‪.‬‬

‫‪-5-‬‬
‫مركز اإلرشاد النفسي‬
‫البرنامج التدريبي في علم النفس االكلينيكي‬

‫المراحل الخمسة للمقابلة الكلينيكية‬

‫عاما أو نظرًيا‪،‬‬
‫نموذجا ً‬
‫ً‬ ‫مشتركا‪ .‬قدم ‪)1998( Shea‬‬
‫ً‬ ‫طا‬
‫تتبع جميع المقابالت السريرية مخط ً‬
‫يتضمن خمس مراحل‪ )1( :‬التعارف ‪ )2( ،‬االفتتاحية ‪ )3( ،‬الجسم ‪ )4( ،‬إغالق ‪ ،‬و (‪ )5‬إنهاء‪.‬‬
‫تتضمن كل مرحلة مهام عالئقية وفنية محددة‪.‬‬

‫‪ )1‬التعارف ‪.Introduction‬‬
‫تبدأ مرحلة التقديم عند أول اتصال‪ .‬يمكن أن تحدث مقدمة عبر الهاتف أو عبر اإلنترنت أو عندما‬
‫يق أر الحاالت المحتملون معلومات حول معالجهم (على سبيل المثال‪ ،‬التعريف به الموجود عبر‬
‫اإلنترنت وآراء الحاالت وما إلى ذلك)‪ .‬توقعات العميل‪ ،‬وتحريض الدور‪ ،‬واالنطباعات األولى‪،‬‬
‫وبناء العالقات األولية‪.‬‬

‫االنطباعات األولى‪ ،‬سواء تم تطويرها من خالل المعرفة السابقة أو التحيات األولية‪ ،‬يمكن أن‬
‫يسهل اختصاصيو‬ ‫تمارس تأثيرات قوية على عملية المقابلة والنتائج السريرية‪ .‬من المرجح أن ّ‬
‫الصحة العقلية الذين يتعاملون مع الحاالت بطرق محترمة وحساسة ً‬
‫ثقافيا الثقة والتعاون‪ ،‬مما ينتج‬
‫عنه بيانات تقييم موثوقة وصحيحة‪ .‬تتضمن االستراتيجيات الفنية عبارات افتتاحية حقيقية تدعو إلى‬
‫التعاون‪ .‬على سبيل المثال ‪ ،‬قد يقول الطبيب ً‬
‫شيئا مثل‪" ،‬أنا أتطلع إلى التعرف عليك بشكل‬
‫معا اليوم‪ ".‬يمكن أن يكون‬
‫أفضل" و "آمل أن تشعر بالراحة عند طرح أي أسئلة تريدها أثناء حديثنا ً‬
‫مهما بشكل خاص للتواصل مع الحاالت‪ .‬تتضمن مرحلة‬ ‫أمر ً‬
‫استخدام الود والمحادثات الصغيرة ًا‬
‫أيضا مناقشات حول (‪ )1‬السرية‪ )2( ،‬التوجه النظري للمعالج و (‪ )3‬تحفيز الدور‬ ‫التعارف ً‬
‫(على سبيل المثال‪" ،‬سأقوم اليوم بإجراء مقابلة تشخيصية معك‪ .‬وهذا يعني أنني سأطلب الكثير من‬
‫األسئلة‪ .‬هدفي هو فهم أفضل لما كان يزعجك‪ .)".‬تنتهي مرحلة التعارف عندما ينتقل المعالجين‬
‫من األعمال الورقية والمحادثات الصغيرة إلى استفسار مرّكز حول مشاكل العميل أو أهدافه‪.‬‬

‫‪ )2‬االفتتاحية ‪.Opening‬‬
‫توفر االفتتاحية التركيز األولي‪ .‬يبدأ معظم ممارسي الصحة العقلية التقييمات السريرية بطرح سؤال‬
‫مثل ‪" ،‬ما المخاوف التي تدفعك إلى االستشارة اليوم؟" يوجه هذا السؤال الحاالت نحو وصف‬
‫المشكلة واألعراض لديهم (على سبيل المثال ‪ ،‬يشير األطباء النفسيون إلى هذا على أنه "الشكوى‬
‫‪-6-‬‬
‫حقوق النشر محفوظة لمركز اإلرشاد النفسي جامعة عين شمس‬

‫الرئيسية")‪ .‬يجب أن يدرك األطباء أن االفتتاحية بأسئلة اجتماعية أكثر أفضل (على سبيل المثال ‪،‬‬
‫"كيف حالك اليوم؟" أو "كيف كان أسبوعك؟") وهذه الطريقة تحفز الحاالت بشكل يمكن أن يسهل‬
‫عن غير قصد مرحلة االفتتاحية‪ .‬ويعتبر البدء باألسئلة مباشرة قبل إقامة عالقة وثيقة يمكن أن‬
‫تشويشا‪.‬‬
‫ً‬ ‫تركيز وأكثر‬
‫ًا‬ ‫يثير موقف دفاعي من قبل الحالة ويجعله أقل‬

‫يفضل العديد من المعالجين المعاصرين البيانات االفتتاحية أو األسئلة ذات الصياغة اإليجابية‪.‬‬
‫على سبيل المثال‪ ،‬بدالً من السؤال عن المشكالت قد يسأل المعالجون ‪" ،‬ما هي أهدافك من لقائنا‬
‫اليوم؟"‪.‬‬

‫في المرحلة االفتتاحية ‪ ،‬ال يتحدث الطبيب إال قليالً ‪ ...‬هناك تركيز قوي على األسئلة المفتوحة أو‬
‫العبارات المفتوحة في محاولة لجعل المريض يتكلم"‪.‬‬

‫‪ )3‬الجسم ‪( .Body‬وتعني عصب المقابلة الكلينيكية)‬


‫يتحكم الهدف من المقابلة في ما يحدث أثناء مرحلة الجسد‪ .‬إذا كان الغرض هو جمع المعلومات‬
‫المتعلقة بالتشخيص النفسي‪ ،‬فإن الجسم يتضمن أسئلة تركز على التشخيص‪ .‬في المقابل‪ ،‬إذا كان‬
‫الهدف هو بدء العالج النفسي‪ ،‬فقد يتحول التركيز بسرعة نحو (صياغة المشكلة) تاريخ المشكلة‬
‫وما هي السلوكيات واألشخاص والخبرات المحددة (بما في ذلك العالج السابق) التي وجدها‬
‫العمالء مفيدة أكثر أو أقل‪ .‬عندما يكون الهدف من المقابلة هو التقييم‪ ،‬تركز مرحلة الجسد على‬
‫جمع المعلومات‪ .‬يسأل األطباء العمالء بنشاط حول األعراض المؤلمة‪ ،‬بما في ذلك تواترها ومدتها‬
‫وشدتها وجودتها ‪.‬أثناء المقابالت المنظمة‪ ،‬يتم اتباع بروتوكوالت محددة لألسئلة‪ .‬تم تصميم هذه‬
‫البروتوكوالت لمساعدة األطباء في الحفاظ على تركيزهم وجمع بيانات تقييم موثوقة وصحيحة بشكل‬
‫منهجي‪.‬‬

‫‪ )4‬الغلق ‪.Closing‬‬
‫مع تقدم المقابلة‪ ،‬تقع على عاتق الطبيب مسؤولية تنظيم الجلسة وإغالقها بطرق تضمن وجود وقت‬
‫ٍ‬
‫كاف لتحقيق أهداف المقابلة األساسية‪ .‬تشمل المهام واألنشطة المرتبطة بالغلق (‪ )1‬تقديم الدعم‬
‫والطمأنينة للعمالء‪ )2( ،‬العودة إلى تحفيز الدور (موضوع الجلسة) وتوقعات العميل‪ )3( ،‬تلخيص‬
‫الموضوعات والقضايا الحاسمة‪ )4( ،‬تقديم صياغة مبكرة للحالة أو تشخيصها‪ )5( ،‬غرس األمل‬
‫عند الحاجة‪ )6( ،‬التركيز على الواجبات المنزلية المستقبلية‪ ،‬والجلسات المستقبلية‪ ،‬وجدولة‬
‫المواعيد‪.‬‬
‫‪-7-‬‬
‫مركز اإلرشاد النفسي‬
‫البرنامج التدريبي في علم النفس االكلينيكي‬

‫‪ )5‬اإلنهاء ‪.Termination‬‬
‫يتضمن اإلنهاء إنهاء الجلسة‪ .‬تتطلب مرحلة اإلنهاء مهارات ممتازة في إدارة الوقت؛ كما يتطلب‬
‫أيضا حساسية واستجابة متعمدين لكيفية تفاعل العمالء مع النهايات بشكل عام أو مغادرة مكتب‬
‫ً‬
‫صعبا‪ .‬في كثير من األحيان‪ ،‬في نهاية‬
‫ً‬ ‫العالج بشكل خاص‪ .‬قد يكون التعامل مع اإلنهاء ًا‬
‫أمر‬
‫الجلسة األولية ‪ ،‬لن يكون لدى األطباء معلومات كافية لتحديد التشخيص‪ .‬عند وجود شك في‬
‫التشخيص‪ ،‬قد يحتاج األطباء إلى االستمرار في جمع المعلومات حول أعراض العميل خالل‬
‫الجلسة الثانية أو الثالثة‪.‬‬

‫ما هي أبرز خصائص المقابالت اإلكلينيكية في اإلرشاد النفسي‪.‬؟‬

‫‪ .1‬تهيئة المكان والزمان المناسبين للمقابلة اإلرشادية ‪( :‬ارجع للكتاب اللي في المركز)‬
‫خالل المقابلة اإلكلينيكية يقوم المرشد النفسي بتهيئة كافة الظروف التي تسمح له بمقابلة المسترشد‬
‫مميزة تسمح للمسترشد‬
‫بصورة أكثر فاعلية وعقالنية‪ ،‬حيث يقوم بتهيئة المكان اإلرشادي بصورة ّ‬
‫فإن هذه‬
‫باالرتياح واإلدالء بكافة المعلومات التي تتعّلق بالمشكلة النفسية التي يعاني منها‪ ،‬وبالتالي ّ‬
‫الخاصية تعتبر أساسية في أي مقابلة إرشادية إكلينيكية‪.‬‬

‫‪ .2‬فتح المجال للمسترشد في البوح بكل ما يجول في خاطره (بناء العالقة )‬


‫بكل المعلومات التي يرى ّأنها تناسب طبيعة‬
‫من خالل المقابلة اإلكلينيكية يمكن للمسترشد أن يبوح ّ‬
‫المشكلة النفسية التي يعاني منها‪ ،‬وبالتالي يقوم المرشد الماهر بفتح المجال للمسترشد للحديث‬
‫حرة دون أي مقاطعة أو تنبيه أو توّقف‪.‬‬
‫بصورة ّ‬
‫بحيث يكون المسترشد في الجلسات اإلرشادية اإلكلينيكية أكثر اندفاعاً وأكثر قدرة على الوضوح؛‬
‫ألن المشاعر التي لديه هي كامن ولم يبوح بها ألحد من قبل وهذا األمر من شأنه أن يتيح المجال‬
‫ّ‬
‫للمسترشد في عرض المشكلة النفسية بصورة كاملة مع االبتعاد قليالً عن التفاصيل‪ ،‬وهنا يقوم‬
‫المرشد ألخذ فكرة عامة عن طبيعة المشكلة اإلرشادية ويبني معلومات أكيدة عن طبيعة المسترشد‬
‫والنمط السلوكي العام له‪ ،‬وطبيعة المشاعر التي يمتلكها ومقدار تثره بمن هم حوله‪.‬‬

‫‪-8-‬‬
‫حقوق النشر محفوظة لمركز اإلرشاد النفسي جامعة عين شمس‬

‫‪ .3‬عدم االستعجال في تقديم المشورة‪.‬‬


‫غالبا ما يعاني المعالجين الذين بدأوا في تعلم مهارات إجراء المقابالت السريرية لمنع أنفسهم من‬
‫ً‬
‫تقديم المشورة المبكرة‪ .‬هل سبق لك أن واجهت صعوبة في الجلوس بهدوء واالستماع إلى شخص‬

‫ما دون تقديم النصيحة أو مشاركة رأيك الممتاز؟ لنكون صادقين ً‬


‫تماما ‪ ،‬لقد كافحنا مع هذا‬
‫بأنفسنا ونعرف العديد من المتخصصين ذوي الخبرة في الصحة العقلية والذين يجدون ً‬
‫أيضا صعوبة‬
‫بالنسبة للعديد من األشخاص ‪ ،‬من‬ ‫في الجلوس واالستماع دون توجيه مشورة أو نصيحة‪.‬‬
‫الطبيعي أن يطلبوا النصيحة ‪ -‬حتى النصائح التي تستند فقط إلى تجاربهم الحياتية الضيقة‪ .‬تكمن‬
‫المشكلة في أن العميل الذي يجلس أمامك ربما يكون لديه شريحة ضيقة مختلفة ً‬
‫جدا من تجارب‬
‫الحياة ‪ ،‬لذا فإن النصيحة‪ ،‬خاص ًة إذا تم تقديمها قبل األوان وبدون أساس مناسب لالستماع‪ ،‬لن‬
‫تسير على ما يرام عادةً‪ .‬تذكر كيف شعرت عندما قدم لك والداك (أو شخصيات أخرى ذات‬
‫ومفيدا‪ .‬في أوقات أخرى‪ ،‬ربما شعرت‬
‫ً‬ ‫مرحبا به‬
‫ً‬ ‫سلطة) نصيحة؟ في بعض األحيان‪ ،‬قد يكون‬
‫بالرفض والمقاومة‪ .‬تقديم المشورة يتعلق بالدقة وحسن التوقيت والتسليم‪ .‬يرتبط قبول االستشارة‬
‫نادر ما يكون التركيز ًا‬
‫كثير على‬ ‫ًا‬ ‫أيضا بتوجهك النظري وأهدافك العالجية‪.‬‬
‫كطريقة عالج واحدة ً‬
‫تقديم المشورة استراتيجية حكيمة في جلسة العالج األولية‪.‬‬

‫إن بدء االستشارة أو العالج النفسي دون تقييم مناسب هو أمر غير حكيم وغير مهني ويحتمل أن‬
‫خطيرا‪ ،‬فكر في ما ستشعر به إذا بعد اصطحاب سيارتك إلى ورشة اإلصالح ‪ ،‬بدأ‬‫ً‬ ‫يكون‬

‫الميكانيكي في إصالح الموتور دون أن يسألك عن المشكلة أو ُ‬


‫العطل؟‬

‫‪ .4‬مهارة االستماع‪.‬‬
‫سيساعد تهدئة نفسك واالستماع على تمكين عمالئك إليجاد أصواتهم ورواية قصصهم‪ .‬لسوء‬
‫جيدا ألنه عندما يتعلق األمر بالمحترفين ‪ ،‬يجد‬
‫الحظ ‪ ،‬من الصعب الحفاظ على الهدوء واالستماع ً‬
‫العديد من المعالجين صعوبة في إدارة نشاطهم العقلي‪ .‬من الشائع أن تشعر بالضغط ألنك تريد‬
‫إثبات كفاءتك من خالل مساعدة العمالء على حل مشاكلهم على الفور‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬يمكن أن‬
‫توجيهيا أو موثوًقا للغاية مع العمالء الجدد ‪ ،‬وقد يؤدي‬
‫ً‬ ‫يتسبب هذا عن غير قصد في أن تصبح‬
‫إلى إغالقهم بدالً من االنفتاح‪.‬‬

‫في معظم حاالت المقابالت المهنية‪ ،‬تتضمن أفضل بداية السماح للعمالء باستكشاف أفكارهم‬
‫ممكنا‪ ،‬ويجب على المعالجين مساعدة العمالء على‬
‫ً‬ ‫ومشاعرهم وسلوكياتهم عندما يكون ذلك‬

‫‪-9-‬‬
‫مركز اإلرشاد النفسي‬
‫البرنامج التدريبي في علم النفس االكلينيكي‬

‫متابعة خيوطهم الخاصة والقيام باكتشافاتهم الخاصة‪ .‬ونعتبر أن من مسؤولية المعالج المحترف‬
‫تشجيع العميل على التعبير عن نفسه‪.‬‬

‫لكي نكون معالجين ناجحين‪ ،‬يجب أن يتعلم أخصائيو الصحة العقلية تهدئة أنفسهم؛ إنهم بحاجة‬
‫إلى كبح جماح دوافعهم الطبيعية للمساعدة واالحتياجات الشخصية وهذا صعب لكل من المعالجين‬
‫المبتدئين وذوي الخبرة‪ .‬ما زلنا بحاجة إلى تذكير أنفسنا باستمرار باالمتناع عن تقديم المشورة أو‬
‫إجراء التشخيص في البداية‪ .‬بدالً من ذلك ‪ ،‬يجب أن يكون التركيز على االستماع إلى العميل‬
‫وتقليل حجم محادثاتنا الداخلية والتحيزات‪.‬‬

‫‪ .5‬مهارة المرشد النفسي في العملية اإلرشادية‪:‬‬


‫يتوقف جانب المقابالت اإلكلينيكية على مستوى المرشد النفسي ومقدار المهارة والخبرة التي‬
‫يمتلكها في إدارة العملية اإلرشادية بصورة ناجحة‪ ،‬فإن لم يتم ّكن من القيام بهذا األمر سيكون‬
‫مصير المقابلة اإلرشادية اإلكلينيكية هو الفشل رّبما انسحاب المسترشد من العملية اإلرشادية إن لم‬
‫فإن المرشد النفسي المقتدر هو من‬‫يتم ّكن من إقناع المسترشد بمستوى العملية اإلرشادية‪ ،‬وعليه ّ‬
‫أساسيات المقابلة اإلرشادية اإلكلينيكية‪.‬‬

‫✓ قد ُيدرج األطباء معلومات إضافية للمساعدة في تشخيص وتطوير خطة العالج‪ .‬قد ُيطلب‬
‫من الحاالت إكمال االستطالعات والفحص‪ .‬عادةً ما تكون أدوات الفحص عبارة عن‬
‫استبيانات قصيرة (من ‪ 10‬إلى ‪ 20‬سؤا ًال) تسأل العميل عما إذا كان يعاني من أعراض‬
‫شائعة لنوع واحد من االضطرابات ‪.‬‬
‫لفظيا لألسئلة المختلفة‪ .‬هل ينزعج‬
‫✓ أثناء المقابالت ‪ ،‬يالحظ األطباء كيف يستجيب العميل ً‬
‫العميل أو يغضب عند الحديث عن أحداث معينة؟ هل يتجنب العميل اإلجابة على أسئلة‬
‫معينة؟ كيف تبدو لغة جسد العميل؟ هل ينظرون إلى الطبيب ‪ ،‬أو األشخاص اآلخرين في‬
‫الغرفة (إن وجد) ‪ ،‬هل يحاولون تحويل المحادثة أو تكرار الحديث ‪.‬‬
‫أيضا بجمع معلومات حول العميل‬
‫✓ إلي جانب االستبيانات والمالحظات ‪ ،‬قد يقوم األطباء ً‬
‫من أشخاص آخرين‪ .‬يتم ذلك فقط بمعرفة العميل وإذنه‪ .‬على سبيل المثال ‪ ،‬قد يسأل‬
‫أيضا التحدث مع‬
‫الطبيب والدي الطفل عن سلوك الطفل وحاالته المزاجية وتطوره‪ .‬يمكنهم ً‬
‫‪- 10 -‬‬
‫حقوق النشر محفوظة لمركز اإلرشاد النفسي جامعة عين شمس‬

‫معلم الطفل لمعرفة كيفية إدارة الطفل في المدرسة‪ .‬قد يطلب الحاالت البالغون من المعالج‬
‫التحدث مع طبيبهم حول المشكالت الطبية التي قد تؤثر على الصحة العقلية للعميل ‪ ،‬أو‬
‫قد يجلبون شر ً‬
‫يكا أو صديًقا للمساعدة في التوسع في التفاصيل التي يجد العميل صعوبة‬
‫غالبا ما ُيشار إلى األشخاص الذين يقدمون معلومات حول العميل باسم‬
‫في الحديث عنها‪ً .‬‬
‫"جهات االتصال الجانبية‪".‬‬
‫✓ يتم دمج جميع المعلومات من المقابالت السريرية االستبيانات ومراقبة العميل وجهات‬
‫االتصال الجانبية للمساعدة في فهم العميل بشكل كامل‪ .‬بينما يمكن تحديد العديد من‬
‫بناء على معلومات المقابلة السريرية ‪ ،‬قد تساعد المصادر اإلضافية‬
‫المشكالت ومعالجتها ً‬
‫في إلقاء مزيد من الضوء على مشكلة تزيد من فرصة نجاح العالج‪.‬‬
‫خطة السالمة للمرض‬

‫ذوي األفكار والمحاوالت االنتحارية‬

‫الخطوة األولى‪ :‬التعرف على عالمات االنذار ‪ Recognition of Warning Signs‬ألزمة‬


‫انتحار وشيكة‪.‬‬

‫والتي قد تفيد في توجيه المريض الستخدام خطة األمان‪ ،‬وتتضمن عالمات اإلنذار مواقف‬
‫صور أو أنماط تفكير أو حاالت مزاجية أو سلوكيات‪ .‬تتضمن أمثلة‬ ‫ًا‬ ‫أفكار أو‬
‫ًا‬ ‫شخصية أو‬
‫العالمات التحذيرية الشعور باالنزعاج أو االكتئاب أو اليأس أو وجود أفكار مثل‪" ،‬ال يمكنني تحمل‬
‫ذلك بعد اآلن"‪ .‬وبالمثل‪ ،‬يمكن للمرضى تحديد السلوكيات اإلشكالية التي ترتبط عادةً باالنتحار‪،‬‬
‫مثل قضاء المزيد من الوقت بمفرده‪ ،‬أو تجنب التفاعالت‪ ،‬أو الشرب أكثر من المعتاد‪ ،‬وبشكل عام‬
‫تحديدا ستوجه المريض إلى استخدام خطة‬
‫ً‬ ‫‪ ،‬فإن العالمات التحذيرية الموصوفة بشكل أكثر‬
‫السالمة‪ ،‬حيث أن أكثر الطرق فعالية لتجنب أزمة االنتحار هي معالجة المشكلة قبل أن تظهر‬
‫بالكامل‪.‬‬

‫الخطوة الثانية‪ :‬تحديد استراتيجيات المواجهة الداخلية ‪.Internal Coping Strategies‬‬

‫التي قد يستخدمها المريض بمفرده إللهاء األفكار االنتحارية‪ ،‬حيث أنه من المفيد أن يحاول‬
‫المرضى أن يتأقلموا بأنفسهم مع أفكارهم االنتحارية حتى لو كان ذلك لفترة وجيزة فقط‪ .‬في هذه‬
‫الخطوة‪ُ ،‬يطلب من المرضى تحديد ما يمكنهم القيام به‪ ،‬دون مساعدة من شخص آخر‪ .‬وهذا بدوره‬
‫‪- 11 -‬‬
‫مركز اإلرشاد النفسي‬
‫البرنامج التدريبي في علم النفس االكلينيكي‬

‫ضعفا وأقل عرضة لرحمة أفكارهم االنتحارية‪ .‬وتتضمن أمثلة‬


‫ً‬ ‫قد يساعدهم على الشعور بأنهم أقل‬
‫استراتيجيات المواجهة هذه الذهاب في نزهة على األقدام أو االستماع إلى موسيقى ملهمة أو‬
‫الدخول على اإلنترنت أو االستحمام أو اللعب مع حيوان أليف أو ممارسة الرياضة أو االنخراط في‬
‫هواية أو القراءة أو القيام باألعمال المنزلية‪ .‬وتعمل مثل هذه األنشطة كطريقة للمرضى إللهاء‬
‫أنفسهم عن األزمة ومنع تصاعد التفكير االنتحاري‪ .‬وتختلف األنشطة التي تعمل كمشتتات "قوية"‬
‫طا في تحديد هذه األنشطة‪ .‬وقد‬
‫مشاركا نش ً‬
‫ً‬ ‫من شخص آلخر‪ .‬وبالتالي‪ ،‬يجب أن يكون المريض‬
‫أيضا في الشعور ببعض المتعة أو الشعور‬ ‫يساعد االنخراط في مثل هذه األنشطة المرضى ً‬
‫باإلتقان وتعزز الكفاءة الذاتية لديهم أو تسهل اإلحساس بالمعنى في حياتهم‪.‬‬

‫الخطوة الثالثة‪ :‬استراتيجيات التنشئة االجتماعية لإللهاء والدعم ‪Socialization Strategies‬‬


‫‪.for Distraction and Support‬‬

‫تتضمن هذه الخطوة نوعين وهما التواصل االجتماعي مع أشخاص آخرين في بيئتهم االجتماعية‬
‫الطبيعية أو زيارة أماكن اجتماعية صحية‪ .‬حيث يجب نصح المرضى في هذه الخطوة بتحديد‬
‫األوضاع االجتماعية أو األفراد الذين يشكلون "مشتتات" جيدة عن أفكارهم ومخاوفهم‪ .‬قد يساعد‬
‫التواصل االجتماعي مع األصدقاء أو أفراد األسرة‪ ،‬دون الكشف صراحة عن حالتهم االنتحارية‪ ،‬في‬
‫صرف انتباه المرضى عن مشاكلهم و أفكارهم االنتحارية‪ .‬ويمكن للمرضى تحديد األفراد‪ ،‬مثل‬
‫األصدقاء أو أفراد األسرة ‪ ،‬أو األماكن التي يحدث فيها التواصل االجتماعي بشكل طبيعي مثل‬
‫المقاهي وأماكن العبادة أو النوادي‪.‬‬

‫الخطوة الرابعة‪ :‬اتصاالت اجتماعية للمساعدة في حل األزمات االنتحارية ‪Social Contacts‬‬


‫‪.for Assistance in Resolving Suicidal Crises‬‬

‫إذا كانت استراتيجيات المواجهة الداخلية أو االتصاالت االجتماعية المستخدمة ألغراض اإللهاء ال‬
‫تقدم فائدة تذكر للتخفيف من حدة األزمة ‪ ،‬فقد يختار المرضى إبالغ أفراد األسرة أو األصدقاء‬
‫بأنهم يعانون من أزمة انتحارية‪ .‬تتميز هذه الخطوة عن الخطوة السابقة في أن المرضى يكشفون‬
‫صراحة لآلخرين أنهم في أزمة ويحتاجون إلى الدعم والمساعدة في التعامل مع األزمة‪ً .‬ا‬
‫نظر لتعقيد‬
‫تقرير ما إذا كان ينبغي أو ال ينبغي للمرضى الكشف لآلخرين عن تفكيرهم في االنتحار ‪ ،‬يجب‬

‫‪- 12 -‬‬
‫حقوق النشر محفوظة لمركز اإلرشاد النفسي جامعة عين شمس‬

‫على الطبيب والمريض العمل بشكل تعاوني لصياغة خطة مثالية‪ .‬قد يشمل ذلك تقييم إيجابيات‬
‫وسلبيات الكشف عن أفكارهم أو سلوكهم االنتحاري لشخص قد يقدم الدعم‪ .‬وبالتالي في هذه‬
‫الخطوة‪ ،‬قد ال يكون الشخص الذي قد يساعد في تشتيت انتباه المرضى عن دوافعهم االنتحارية هو‬
‫الشخص األفضل لمساعدة المرضى الذين يعانون من أزمة انتحارية عند الكشف عن األفكار‬
‫االنتحارية‪ .‬يجب سؤال المرضى عن احتمالية اتصالهم بهؤالء األفراد وما إذا كان هؤالء األفراد‬
‫سيساعدون أو يمكن أن يفاقموا األزمة‪ .‬إذا أمكن‪ ،‬يجب تحديد شخص قريب من المريض يمكن‬
‫مشاركة خطة السالمة معه ويجب ذكر اسمه في الخطة‪ .‬وتجدر اإلشارة إلى أنه في بعض األحيان‬
‫ال يتمكن المرضى من تحديد شخص ما ألنهم قد ال يشعرون بالراحة عند مشاركة الخطة مع‬
‫العائلة أو األصدقاء‪.‬‬

‫الخطوة الخامسة‪ :‬جهات االتصال والمراكز المهنية المتخصصة للمساعدة في حل األزمات‬


‫االنتحارية ‪Professional and Agency Contacts to Help Resolve Suicidal‬‬
‫‪.Crisis‬‬

‫يتكون هذا المكون من الخطة من تحديد وطلب المساعدة من المهنيين أو غيرهم من األطباء الذين‬
‫يمكنهم مساعدة المرضى أثناء مثل تلك األزمات‪ .‬يتم سرد أسماء األطباء وأرقام الهواتف و ‪ /‬أو‬
‫المواقع في الخطة وقد تكون ذات أولوية‪ُ .‬يطلب من المرضى االتصال بأخصائي أو بمركز إذا‬
‫كانت االستراتيجيات السابقة (مثل استراتيجيات المواجهة‪ ،‬أو االتصال باألصدقاء أو أفراد األسرة)‬
‫غير فعالة لحل األزمة‪.‬‬

‫يجب أن يناقش الطبيب توقعات األشخاص عندما يتصلون بالمهنيين والمراكز للحصول على‬
‫المساعدة ومناقشة أي حواجز أو تحديات في القيام بذلك‪ .‬قد يتردد المرضى ‪ ،‬في بعض األحيان‪،‬‬
‫في االتصال بالمهنيين والكشف عن نزعتهم االنتحارية خوًفا من دخول المستشفى أو إنقاذهم‬
‫باستخدام طريقة غير مقبولة لديهم‪ .‬لذلك يجب فقط تضمين المهنيين الذين يرغب المرضى في‬
‫االتصال بهم أثناء األزمات في خطة األمان‪.‬‬

‫الخطو السادسة‪ :‬تقييد الوسائل ‪.Means Restriction‬‬

‫يجب على األخصائيين أن يسألوا المرضى عن ما سيفكرون في استخدامه أثناء أزمة انتحارية وأن‬
‫يحددوا بشكل تعاوني طرق لتأمين أو تقييد الوصول إلى هذه الوسائل‪ .‬ألن أحد المكونات الرئيسية‬

‫‪- 13 -‬‬
‫مركز اإلرشاد النفسي‬
‫البرنامج التدريبي في علم النفس االكلينيكي‬

‫لتدخل خطة االمان يتضمن إلغاء أو تقييد الوصول إلى أي وسيلة قاتلة محتملة في البيئة‪ .‬قد‬
‫يشمل ذلك تخزين األدوية وتوزيعها بأمان‪ ،‬أو تقييد الوصول إلى السكاكين أو غيرها من الوسائل‬
‫المميتة‪.‬‬

‫‪- 14 -‬‬
‫حقوق النشر محفوظة لمركز اإلرشاد النفسي جامعة عين شمس‬

‫اضطراب الشخصية البارانويه‬


‫تبدو المعالم الرئيسية الضطراب الشخصية البارانوية‬
‫في نمط من إنعدام الثقة الشاملة والشك واإلرتياب في اآلخرين‪ ،‬وتفسير دوافعهم علي أنها تُنم‬
‫المبكر‪.‬‬
‫عن الحقد والضغينة‪ .‬ويبدأ هذا النمط مع مرحلة الرشد ُ‬
‫ويتضح في أربعة أو أكثر من المعالم اآلتية‬
‫‪ .1‬يشك الفرد بأن اآلخرين يخدعونه أو يؤذونه أو يستغلونه دون وجود أساس ٍ‬
‫كاف لشكوكه‪.‬‬
‫‪ .2‬تتملك الفرد شكوك غير مبررة إزاء إخالص أو مصداقية أصدقائه وزمالءه‪.‬‬
‫يغمره من خوف غير مبرر من أن المعلومات‬
‫رفضا للثقة في اآلخرين بسبب ما ُ‬
‫‪ُ .3‬يبدي الفرد ً‬
‫التي سوف ُيعطيها سوف تستخدم ضده بطريقة ماكره أو خبيثه‪.‬‬
‫‪ .4‬بق أر المعاني الخفية التي تكون محرفة ومشوهة ومهددة من بين المالحظات أو االحداث‬
‫العادية والطريفة‪.‬‬
‫ويبدي ُكرًها أو ممانعة لنسيان اإلساءات أو االصابات‬
‫‪ .5‬يحمل بشكل ُمستديم أحق ًادا وضغائن‪ُ ،‬‬
‫أو االستخفافات التي يعتقد أنه تلقاها من اآلخرين‪.‬‬

‫‪- 15 -‬‬
‫مركز اإلرشاد النفسي‬
‫البرنامج التدريبي في علم النفس االكلينيكي‬

‫سريعا‬
‫ً‬ ‫ظاهر لآلخرين‪ ،‬ويكون‬
‫ًا‬ ‫‪ .6‬يدرك المهاجمات الموجهة لشخصيته أو لسمعته مما ال يكون‬
‫في رد فعله بغضب أو بهجوم مضاد‪.‬‬
‫‪ .7‬تتملكه شكوك متكررة‪ ،‬من دون مبرر لها‪ ،‬تتعلق بإخالص زوجته له (أو زوجها لها)‪.‬‬

‫اضطراب الشخصية الفصامية‬


‫تبدو المعالم الرئيسية الضطراب الشخصية الفصامية‬
‫بوجود نمط شامل من األنفصال عن العالقات االجتماعية ومدي محدود من التعبير عن‬
‫المبكر‪.‬‬
‫االنفعاالت في مواقف العالقات الشخصية المتبادلة ويبدأ هذا النمط مع مرحلة الرشد ُ‬
‫ويتضح في أربعة أو أكثر من المعالم اآلتية‬
‫‪ .1‬ال يرغب الفرد في إقامة عالقات وثيقة وال يبتهج بها‪ ،‬متضمًنا أن يكون جزًءا من عائلة‪.‬‬

‫‪ .2‬يختارون ً‬
‫دائما األنشطة التي تتسم بالفردانية‪.‬‬
‫‪ .3‬تكون لديهم اهتمامات ضئيلة‪ ،‬حتي إزاء الجنس اآلخر‪.‬‬
‫‪ .4‬يجدون لذة في عدد قليل من األنشطة‪ ،‬حتي وإن وجدت‪.‬‬
‫‪ .5‬يعوزهم وجود أصدقاء حميميين أو أشخاص موضع ثقة بخالف أقاربهم من الدرجة األولي‪.‬‬
‫‪ .6‬يبدون غير مبالين بما يبديه اآلخرون من مديح أو نقد‪.‬‬
‫سطحيا‪ .‬وردود أفعالهم سلبية تجاه‬
‫ً‬ ‫وجدانيا أو وجداًنا‬
‫ً‬ ‫تباعدا‬
‫ً‬ ‫إنفعاليا أو‬
‫ً‬ ‫برودا‬
‫ً‬ ‫‪ .7‬يظهرون‬
‫الظروف الصعبة‪.‬‬

‫اضطراب الشخصية شبه الفصامية‬


‫تبدو المعالم الرئيسية الضطراب الشخصية شبه الفصامية‬
‫في نمط من التشوهات واألختالالت المعرفية واإلدراكية والسلوك والمظهر الشاذ "غريب األطوار"‬
‫وأعتالل العالقات الشخصية واإلنزعاج منها والقدرة الضعيفة علي إقامة عالقات وثيقة‪ .‬يبدأ هذا‬
‫المبكر‪.‬‬
‫النمط مع مرحلة الرشد ُ‬
‫ويتضح في خمسة أو أكثر من العالم اآلتية‬
‫‪ .1‬أفكار التلميح أو اإلشارة " األفكار المرجعية ‪“Ideas of Reference‬‬

‫‪- 16 -‬‬
‫حقوق النشر محفوظة لمركز اإلرشاد النفسي جامعة عين شمس‬

‫كأن يشعر الشخص بأن األشياء التي يشاهدها على التلفزيون أو يقرأها في الجريدة تحمل معنى‬
‫أو إشارة خاصة بالنسبة له‪.‬‬
‫‪ .2‬معتقدات وأفكار غريبة وخرافية تؤثر علي سلوك الفرد وتكون غير متسقة مع المعايير‬
‫الثقافية‪.‬‬
‫مثل التخاطر وقراءة عقول اآلخرين والقدرة علي معرفة الغيب‬
‫‪ .3‬خبرات إدراكية غير عادية بما فيها األوهام الجسدية‪ .‬كأن يسمع صوت يهمس بأسمه‪ ،‬أو‬
‫يق أر أفكاره أو يري وجهه يتغير في المرآة‪.‬‬
‫‪ .4‬التفكير والكالم الغريب‪.‬‬
‫‪ .5‬الشك والريبة وأفكار العظمة‪.‬‬
‫‪ .6‬االنفعال غير المناسب أو تبلد المشاعر أو االنفعال المحدود‪.‬‬
‫‪ .7‬السلوك والمظهر الشاذ الذي يتسم بغرابة االطوار‪.‬‬
‫متالزما‬
‫ً‬ ‫متالزما مع مخاوف العظمة أكثر من أن يكون‬
‫ً‬ ‫‪ .8‬القلق االجتماعي المفرط الذي يكون‬
‫مع أحكام سالبة عن الذات‪.‬‬

‫اضطراب الشخصية المضادة للمجتمع‬


‫تبدو المعالم الرئيسية الضطراب الشخصية المضادة للمجتمع‬
‫يوجد نمط شامل من االستخفاف أو عدم االكتراث بحقوق اآلخرين‪ ،‬وانتهاك تلك الحقوق‪ ،‬ويبدأ منذ‬
‫عاما‪.‬‬
‫سن ‪ً 15‬‬
‫ويتضح في ثالثة أو أكثر من العالم اآلتية‬
‫‪ .1‬اإلخفاق في مسايرة المعايير االجتماعية والحدود القانونية إلي حد امكانية التعرض ألن‬
‫قانونيا‪.‬‬
‫ً‬ ‫يقبض عليه ويحاسب‬
‫‪ .2‬الخداع والغش‪ ،‬كما يظهرفي الكذب المستمر‪ ،‬أو استخدام اسم مستعار أو النصب علي‬
‫اآلخرين أو خداعهم من أجل الحصول علي مكسب شخصي أو من أجل المتعة‪.‬‬
‫‪ .3‬االندفاعية وعدم القدرة علي التخطيط لألمام‪.‬‬
‫‪ .4‬سرعة الغضب والعدوانية واالعتداءات المتكررة علي اآلخرين والمشاجرات الجسدية‪.‬‬
‫‪ .5‬االستخفاف الطائش بسالمة الذات واآلخرين‪.‬‬
‫‪ .6‬الميل لعدم تحمل المسئولية في العمل أو المراوغة لعدم الوفاء بااللتزامات المالية‪.‬‬

‫‪- 17 -‬‬
‫مركز اإلرشاد النفسي‬
‫البرنامج التدريبي في علم النفس االكلينيكي‬

‫‪ .7‬االفتقار للقدرة علي الشعور بالندم‪ ،‬كما يظهر في الالمباالة باأللم أو األذي الذي يسببه‬
‫لآلخرين وتبريرهم غير المقنع لدوافعهم العدوانية‬

‫ب‪ .‬يكون ُعمر الفرد ثمانية عشر ً‬


‫عاما علي األقل‪.‬‬

‫ج‪ .‬توجد دالئل الضطراب المسلك عند الفرد تكون بدايته قبل سن الخامسة عشر ً‬
‫عاما‪.‬‬
‫تحديدا أثناء تطور الفصام أو نوبة الهوس‪.‬‬
‫ً‬ ‫د‪ .‬ال يكون حدوث السلوك المضاد للمجتمع‬

‫اضطراب الشخصية الحدية‬


‫تبدو المعالم الرئيسية الضطراب الشخصية الحدية‬
‫في نمط شامل من عدم االستقرار فيما يتعلق بالعالقات الشخصية المتبادلة‪ ،‬وصورة الذات‪،‬‬
‫بدءا من مرحلة الرشد المبكر ‪.‬‬
‫واإلنفعاالت ‪ ،‬واالندفاعية الملحوظة‪ً ،‬‬
‫ويتضح في خمسة أو أكثر من العالم اآلتية‬
‫‪.1‬جهود ومحاوالت قوية لتجنب الهجر الحقيقي أو المتخيل‪.‬‬
‫‪.2‬نمط من العالقات غير المستقرة والحادة مع اآلخرين‪ ،‬والذي يتسم باالنتقال والتحول من وضع‬
‫األشخاص في أقصي درجات المثالية إلى الحط من قدرهم‪.‬‬
‫‪.3‬اضطراب الهوية‪ :‬ويتمثل في عدم االستقرار الواضح والثابت فيما يتعلق بصورة الذات أو‬
‫اإلحساس بالذات‪.‬‬
‫‪.4‬االندفاعية في مجالين على األقل من المجاالت التي تحمل إمكانية إلحاق األذى بالذات مثل‬
‫صرف المال‪ ،‬ممارسة الجنس‪ ،‬سوء استخدام العقاقير أو المخدرات‪ ،‬القيادة المتهورة‪ ،‬األكل‬
‫الشره‪.‬‬
‫‪.5‬السلوك االنتحاري المتكرر أو تلميحات أو تهديدات أو السلوك المؤذي للذات‪.‬‬
‫‪.6‬عدم االستقرار اإلنفعالي الناجم عن تقلب ملحوظ وواضح للمزاج (على سبيل المثال) مثل سوء‬
‫مزاج نوبي حاد أو استثارة أو قلق‪ ،‬تستمر عادة لبضع ساعات وناد اًر ما تستمر أليام قليلة‪.‬‬
‫‪.7‬مشاعر مزمنة بالفراغ أو الخواء‬
‫‪.8‬غضب شديد وغير مناسب أو صعوبة في التحكم في الغضب (على سبيل المثال ‪ ،‬المزاج‬
‫الحاد والغضب المستمر والمشاجرات الجسدية المتكررة)‪.‬‬
‫‪.9‬الضغوط المرتبطة بجنون العظمة أو أعراض االنفصام الحاد (عابرة أو سريعة الزوال)‪.‬‬

‫‪- 18 -‬‬
‫حقوق النشر محفوظة لمركز اإلرشاد النفسي جامعة عين شمس‬

‫اضطراب الشخصية الهستيرية‬


‫تبدو المعالم الرئيسية الضطراب الشخصية الهستيرية‬
‫في وجود نمط شامل من االنفعالية المفرطة والسعي إلي جذب االنتباه‪ ،‬يبدأ في مرحلة الرشد‬
‫المبكر ويظهر في العديد من السياقات‬
‫ُ‬
‫ويتضح في خمسة أو أكثر من العالم اآلتية‬
‫‪.1‬يكون الفرد في حالة عدم ارتياح في المواقف التي ال يكون فيها مركز انتباه‪.‬‬
‫لذلك يميلون بطريقة درامية وحيوية إلي جذب االنتباه إليهم‬
‫جنسيا‪.‬‬
‫ً‬ ‫‪ .2‬يتصف تفاعلهم مع اآلخرين في الغالب بسلوك تحرشي أو إغرائي بشكل غير مناسب‬
‫وهذا السلوك يكون مع الجميع وليس فقط األشخاص األشخاص المهمين بالنسبة لهم‬
‫‪ .3‬يكون التعبير عن االنفعاالت ضحالً وسريع التحول‪.‬‬
‫‪ .4‬يهتمون بشكل زائد بالتأثير في اآلخرين وجذب االنتباه إليهم عن طريق مظهرهم‪.‬‬
‫كبير من الوقت والجهد‬
‫مقدار ًا‬
‫ًا‬ ‫جنسيا‪ ،‬وينفقون‬
‫ً‬ ‫وغالبا ما يكون مظهر وسلوك هؤالء األفراد مغرًيا‬
‫ً‬
‫والمال علي مالبسهم وزينتهم‬
‫أسلوبا في الكالم يتصف بالتأثيرية المفرطة وباإلقالل من التفاصيل‪.‬‬
‫ً‬ ‫‪ُ .5‬يبدي الفرد‬
‫‪ُ .6‬ييدي الفرد معالم من الدرامية الذاتية‪ ،‬والتكلف المسرحي‪ ،‬والتعبير المفرط عن االنفعاالت‪.‬‬
‫قد يتسببو بإحراج ألصدقائهم لما يبدونه علي المأل من انفعاالت مثل معانقة أو تقبيل معارف‬
‫طارئين بحماسة أو النشيج علي أحداث عاطفية بسيطة األمر الذي يجعل اآلخرين يتهمونه بتزييف‬
‫أو اصطناع هذه المشاعر‬
‫‪ .7‬يتصف الفرد بدرجة عالية من القابلية لإليحاء‪ ،‬أي التأثر باآلخرين بسهولة ويتبنوا قناعاتهم‬
‫بسهولة‪.‬‬
‫‪ .8‬يعتبر الفرد أن العالقات أكثر ألفة أو مودة مما هي عليه في الواقع‪ .‬ويعتبرون كل شخص‬
‫من معارفهم صديق عزيز لديهم‪.‬‬
‫اضطراب الشخصية النرجسية‬
‫تبدو المعالم الرئيسية الضطراب الشخصية النرجسية‬
‫في وجود نمط شامل من اإلحساس بالتفخيم والعظمة (في الخيال أو السلوك)‪ ،‬والحاجة‬
‫لإلعجاب‪ ،‬واالفتقار للقدرة علي التعاطف مع اآلخرين‪ .‬وتبدأ أعراضه في الظهور في مرحلة‬
‫الرشد المبكر‪.‬‬
‫‪- 19 -‬‬
‫مركز اإلرشاد النفسي‬
‫البرنامج التدريبي في علم النفس االكلينيكي‬

‫ويتضح في خمسة أو أكثر من العالم اآلتية‬


‫‪ .1‬يكون لدي الفرد احساس مبالغ فيه بأهمية الذات وعظمته (كأن يبالغ في انجازاته ومواهبه‪،‬‬
‫ويتوقع أن يقدره اآلخرون كشخص مرموق)‪.‬‬
‫‪ .2‬يتملك الفرد تخيالت متعلقة بما ينسبه الفرد لنفسه من جمال وذكاء ومثالية وقوة‪.‬‬
‫‪ .3‬اعتقاد الفرد بأنه متفوق ومتفرد وشخص له وضع خاص ومميز وأنه لن يفهمه إال من هم‬
‫متميزون مثله وذو مكانة عالية (الصفوة)‪.‬‬
‫غضبا إذا لم‬
‫ً‬ ‫‪ .4‬الحاجة الشديدة لإلعجاب من اآلخرين (يتوقعون الحفاوة من اآلخرين)‪ ،‬ويبدون‬
‫يظهر ذلك‪.‬‬
‫‪ .5‬يتوقعون تلقي معاملة خاصة وتفضيلهم وتمييزهم عن اآلخرين‪.‬‬
‫استغالليا لآلخرين ليحقق أهدافه أو ليحصل علي مزايا أو منافع منهم‪ .‬ويميلون‬
‫ً‬ ‫‪ .6‬يكون الفرد‬
‫أخالصا‬
‫ً‬ ‫إلي تكوين صداقات أو عالقات رومانسية مع أشخاص يخدمون أهدافهم ويتوقعون منهم‬
‫وتفاني عظيم ويجهدونهم بالمطالب دون أي اعتبار لحياتهم‪.‬‬
‫‪ .7‬يتصف الفرد بأنه يفتقد للقدرة علي التعاطف مع اآلخرين (ليس لديه رغبة في معرفة مشاعر‬
‫اآلخرين أو حاجاتهم‪.‬‬
‫حسودا لآلخرين أو يعتقد أن اآلخرين يحسدونه‪.‬‬
‫ً‬ ‫غالبا ما يكون الفرد‬
‫‪ً .8‬‬
‫‪ .9‬يقللون بطريقة قاسية من اسهامات اآلخرين‪ ،‬وتتصف تصرفاتهم باالحتقار والنقد والغطرسة‬
‫والتكبر واالزدراء والتعالي‪.‬‬
‫اضطراب الشخصية التجنبية‬
‫تبدو المعالم الرئيسية الضطراب الشخصية التجنبية‬
‫في وجود نمط شامل من العزلة االجتماعية‪ ،‬ومشاعر عدم الكفاية‪ ،‬وفرط الحساسية للتقييم السالب‬
‫المبكر ويظهر في العديد من السياقات‪.‬‬
‫الذي يبدأ في مرحلة الرشد ُ‬
‫كما يتضح في أربعة أو أكثر من المعالم التالية‪:‬‬
‫‪ .1‬يتجنب الفرد األنشطة المهنية‪/‬األكاديمية المهمة التي تتضمن اتصاالت شخصية متبادلة‬
‫مهمة‪ ،‬بسبب الخوف من النقد أو عدم االستحسان أو الرفض‪ ،‬ويتجنب الفرد المسئوليات‬
‫الجديدة ألنه سيتعامل مع أشخاص جدد قد ينتقدونه‪.‬‬

‫‪- 20 -‬‬
‫حقوق النشر محفوظة لمركز اإلرشاد النفسي جامعة عين شمس‬

‫‪ُ .2‬يبدي الفرد عزوًفا عن التفاعل مع الناس إال إذا تأكد من حبهم له ويتجنب تكوين صداقات‬
‫جديدة إال إذا كان متأكد من انه سيكون موضع حب وتقبل عندهم ولن يتعرض منهم للنقد‪.‬‬
‫‪ُ .3‬يبدي الفرد عزوًفا إزاء العالقات الودية بسبب الخوف من التعرض للخزي أو الحرج أو‬
‫السخرية‪ .‬ويجدون صعوبة في أن يتكلمون عن أنفسهم ويكبحون مشاعرهم خوًفا من أال تجد‬
‫مكانها وتقابل بسخرية‪.‬‬
‫منغمر بأن يكون موضع نقد أو نبذ في المواقف االجتماعية‪.‬‬
‫ًا‬ ‫‪ .4‬يكون الفرد منشغالً أو‬
‫ويشعرون بأذي بالغ إذا أبدي شخص ما عدم استحسانه أون نقده بشكل خفيف‪.‬‬
‫كبتا في المواقف البينشخصية الجديدة بسبب مشاعر عدم الكفاية والنقص‬ ‫‪ُ .5‬يخبر الفرد ً‬
‫وتقديرهم لذواتهم المنخفض‪ .‬لذلك تجدهم خجولين‪ ،‬هادئين مكبوتين ومحتجبين عن االنظار خوًفا‬
‫من أي انتباه إليهم‪ ،‬ويتوقعون أنهم إذا قالوا أي شئ فإن اآلخرين سيرونهم علي خطأ‪ ..‬لذلك ال‬
‫يقولون أي شئ علي اإلطالق‪.‬‬
‫شخصيا‪ ،‬ويشعر بالنقص‬
‫ً‬ ‫إجتماعيا أو غير جذاب‬
‫ً‬ ‫‪ .6‬يري الشخص نفسه علي أنه غير كفء‬
‫إزاء اآلخرين‪ .‬وتظهر هذه الشكوك بوضوح لديهم عند التعامل مع الغرباء‬
‫نفور من اإلقدام علي أي مخاطرات شخصية أو‬
‫‪ُ .7‬يبدي الفرد بشكل غير عادي معارضة أو ًا‬
‫الدخول في أي أنشطة جديدة ألنها قد تكون ً‬
‫سببا في ظهور ارتباكهم أو حيرتهم‪.‬‬
‫‪ .8‬ويتصف هؤالء األفراد بأنهم ينزعون إلي تهويل األخطار المحتملة لمواقف عادية‪ ،‬وربما‬
‫تكون بعض األعراض الجسدية الهامشية أو المشكالت االخري هي السبب في اإلحجام عن‬
‫األنشطة الجديدة‪.‬‬
‫اضطراب الشخصية االعتمادية‬
‫تبدو المعالم الرئيسية الضطراب الشخصية االعتمادية‬
‫في وجود نمط شامل من الرغبة المفرطة من أن يكون الفرد في موضع رعاية‪ ،‬وعدم القدرة علي‬
‫أداء الوظائف دون مساعدة اآلخرين‪ ،‬وتؤدي إلي سلوك خنوعي وتعلقي ومخاوف من األنفصال‪،‬‬
‫المبكر ويظهر في العديد من السياقات‬
‫ويبدأ هذا النمط في مرحلة الرشد ُ‬
‫كما يتضح في خمسة أو أكثر من المعالم التالية‪:‬‬
‫كبير من النصائح أو إعادة‬ ‫‪ُ .1‬يبدي الفرد صعوبة في اتخاذ ق اررات يومية دون أن يتلقي ًا‬
‫قدر ًا‬
‫الطمأنة أو التوكيد من اآلخرين‪.‬‬

‫‪- 21 -‬‬
‫مركز اإلرشاد النفسي‬
‫البرنامج التدريبي في علم النفس االكلينيكي‬

‫‪ .2‬يميل الفرد إلي السلبية ويحتاج إلي اآلخرين لكي يضطلعوا بالمسئولية لمعظم المجاالت‬
‫الرئيسية من حياته وأن يأخذوا زمام المبادرة بدالً عنه‪.‬‬
‫‪ُ .3‬يبدي الفرد صعوبة في التعبير عن عدم اتفاقه مع أشخاص آخرين بسبب خوفه من فقدان‬
‫سندهم أو استحسانهم خاصة أولئك األشخاص الذي يعتمد عليهم‪.‬‬
‫‪ُ .4‬يبدي الفرد صعوبة في ابتداء مشروعات أو عمل أشياء من تلقاء نفسه وبشكل استقاللي‬
‫بسبب ما يفتقده من ثقة في قدراته أو أحكامه وليس بسبب ما يفتقده من دافعية وطاقة‪.‬‬
‫‪ .5‬يتمادي الفرد بشكل مفرط في السعي إلي الحصول علي الرعاية والمساندة من اآلخرين‪ ،‬إلي‬
‫حد تطوعه لعمل أشياء غير سارة‬
‫‪ .6‬يشعر الفرد بأنه غير مرتاح أو عاجز حينما يكون بمفرده‪ ،‬وذلك بسبب المخاوف المبالغ‬
‫فيها من أنه غير قادر علي رعاية ذاته‪.‬‬
‫‪ .7‬يسعي الفرد بإلحاح إلي عالقة أخري كمصدر للرعاية والمساندة حينما تنتهي عالقة وثيقة‬
‫ما‪.‬‬
‫منغمر بمخاوفه إزاء تركه وحده كي يعتني بنفسه‪.‬‬
‫ًا‬ ‫‪ .8‬يكون الفرد بشكل غير واقعي‬

‫اضطراب الشخصية الوسواسية القهرية‬


‫تبدو المعالم الرئيسية الضطراب الشخصية الوسواسية القهرية‬
‫في وجود نمط شامل من االنشغال بالنظام والترتيب وكمالية األشياء‪ ،‬والجمود والتحكم وعدم‬
‫المبكر ويظهر في العديد من السياقات‬ ‫المرونة‪ .‬ويبدأ هذا النمط في مرحلة الرشد ُ‬
‫كما يتضح في أربعة أو أكثر من المعالم التالية‪:‬‬
‫منغمر بالتفاصيل أو القوائم أو القواعد أو النظام أو الجداول إلي الحد الذي‬
‫ًا‬ ‫‪ .1‬يكون الشخص‬
‫تضيع معه النقطة األساسية للنشاط‬
‫‪ُ .2‬يبدي الفرد نزعة إلي الكمالية التي تتداخل مع العمل أو تعطله‬
‫‪ُ .3‬يكرس الفرد حياته بإفراط للعمل إلي الحد الذي يستبعد من حياته أنشطة وقت الفراغ‬
‫والصداقات‪.‬‬
‫‪ .4‬يكون الفرد حي الضمير‪ ،‬مدقق أو كثير الشكوك وغير مرن إزاء األمور األخالقية أو‬
‫القيمية‪.‬‬

‫‪- 22 -‬‬
‫حقوق النشر محفوظة لمركز اإلرشاد النفسي جامعة عين شمس‬

‫‪ .5‬يكون الفرد غير قادر علي التخلص من األشياء المهملة أو التافهة او البالية حتي حينما ال‬
‫تكون لها قيمة وجدانية‪.‬‬
‫تبرما من تفويض آخرين بمهمة أو عمل‪ ،‬أو من العمل مع آخرين إال إذا خضعوا‬
‫‪ُ .6‬يبدي الفرد ً‬
‫بالضبط لطريقته في العمل‬
‫مبتئسا في الحياة يقوم علي الشح والبخل إزاء الذات واآلخرين‪ ،‬وينظر إلي‬
‫ُ‬ ‫أسلوبا‬
‫ً‬ ‫‪ .7‬يتخذ الفرد‬
‫المال علي أنه شئ لمواجهة غوائل المستقبل‪.‬‬
‫وعنادا‬
‫ً‬ ‫جمودا‬
‫ً‬ ‫‪ُ .8‬يبدي الفرد‬

‫‪- 23 -‬‬
‫مركز اإلرشاد النفسي‬
‫البرنامج التدريبي في علم النفس االكلينيكي‬

‫الموضوع الثاني‬
‫االضطــرابات النفســــية‬

‫اعــداد‬
‫أ‪.‬د محم ــد خط ــاب‬

‫أستاذ علم النفس المساعد‬


‫كلية األداب ‪ -‬جامعة عين شمس‬

‫االضطرابات النفسية‬
‫كورس اضطرابات النفسية بين طرق التقييم واالسباب والتشخيص وبين طرق الوقاية والمعاملة‬
‫السليمة‪.‬‬

‫‪- 24 -‬‬
‫حقوق النشر محفوظة لمركز اإلرشاد النفسي جامعة عين شمس‬

‫الفرق بين المرض النفسي واضطراب الشخصية والذهان‬

‫‪- 25 -‬‬
‫مركز اإلرشاد النفسي‬
‫البرنامج التدريبي في علم النفس االكلينيكي‬

‫‪- 26 -‬‬
‫حقوق النشر محفوظة لمركز اإلرشاد النفسي جامعة عين شمس‬

‫الفرق بين‬

‫‪- 27 -‬‬
‫مركز اإلرشاد النفسي‬
‫البرنامج التدريبي في علم النفس االكلينيكي‬

‫‪ -‬المرض النفسي‪.‬‬
‫‪ -‬االنحرافات‪.‬‬
‫‪ -‬االضطرابات الشخصية‪.‬‬
‫‪ -‬الذهان‪.‬‬

‫االنسان الناجح هو الذي يجيد اصول هذا الفن ويتقن مهاراته‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪...........................‬‬ ‫‪‬‬
‫ومفتاح النجاح االول هو ان تفهم الناس من حولك‬ ‫‪‬‬
‫‪........................................‬‬ ‫‪‬‬
‫وان تمتلك المفتاح الذي تقتحم به اعماق كل شخصية‬ ‫‪‬‬
‫نحن لسنا سكان المنزل الذي نقطنه‬
‫‪ ‬من انا؟‬
‫‪ ‬من أنت؟‬
‫‪ ‬من هو؟‬

‫في المعرفة الشفاء‬


‫المبدأ االول لسقراط‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬أعرف نفسك‬
‫‪ ‬في المعرفة الشفاء‬
‫‪ ‬اذا عرفت استطعت‬

‫الهدف من هذا البرنامج‪:‬‬

‫‪- 28 -‬‬
‫حقوق النشر محفوظة لمركز اإلرشاد النفسي جامعة عين شمس‬

‫توضيح الكثير من الحقائق ‪ :‬سواء عن نفسك أو عن االخرين ليس في حالة الصحة فقط‬ ‫‪‬‬
‫ولكن في حالة المرض والمعاناة وفي مواجهة المواقف الصعبة‬
‫معرفة لماذا احد االشخاص يسبب لنا المتاعب والقلق والمعاناة او الشقاء‬ ‫‪‬‬
‫او يصدر لنا الشر وينفث في حياتنا السموم ويرهقنا ويؤذي مشاعرنا ويسلب طاقتنا وتصبح‬ ‫‪‬‬
‫الحياة معه ‪ /‬معها صعبة‬
‫هذا االنسان قد يكون جارك او زميلك في العمل او في الدراسة او قد تكون زوجة او زوج او‬ ‫‪‬‬
‫‪....‬الخ وفي مواقف معينة‪:‬‬ ‫اخ او ابنه‬
‫يتبدي منهم سلوكيات غريبة تحار فيه او يسبب لك ألماً‪ .....‬او بعد عشرة عمر تجد نفسك اما‬
‫انسان اخر وكانك تعرفه الول مرة ‪ ....‬لقد تبدل تماما وظهرت صفات تفاجئك لم تكن‬
‫تعرفها عنه من قبل‪.‬‬

‫مفتاح االجابة هو‪:‬‬


‫‪ ‬هو أن تفهم كلمة شخصية‬
‫‪ ‬فالشخصية هي ‪ :‬مالمحك النفسية‬
‫‪ ‬الشخصية هي ‪ :‬فكرك ‪ ،‬عواطفك ‪ ،‬مشاعرك ‪ ،‬ميولك ‪ ،‬اهتماماتك‪ ،‬طريقة تفكيرك‬
‫ونظرتك لالمور‬
‫فلسفتك في الحياة‪ ،‬نوازعك واسلوب حياتك وعقائدك ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬وكل ما يصدر من سلوك في مواقف حياتك العادية او في المواقف الخاصة ‪.‬‬
‫وهي التي تحدد في النهاية شكل عالقتك باالخرين‬ ‫‪‬‬
‫تعلم كيف تراني والعكس ايضا صحيح‬
‫‪ ‬فاذا كانت عالقتك بإنسان آخر ‪:‬‬
‫تتحدد من خالل رؤيتك ومفهومك عن هذا االنسان ‪.‬‬

‫‪- 29 -‬‬
‫مركز اإلرشاد النفسي‬
‫البرنامج التدريبي في علم النفس االكلينيكي‬

‫‪ ‬وان هذه الرؤية وذلك المفهوم ينبثقان من داخلك انت ‪ ...‬من شخصيتك ‪ ....‬فمن خالل‬
‫شخصيتك انت تشكل الناس ‪ ....‬تراهم بطريقة معينة ‪ ...‬وبالتالي تحدد موقفك منهم‪.‬‬
‫والشخص اآلخر يفعل نفس الشيء معك‬
‫‪ ‬بها وكأنه ال يراك بعينيه وإنما يراك بخصائص شخصيته هو‪ :‬أن شخصيته تملي عليه‬
‫طريقة معينة يراك‬

‫تعلم كيف تراني‪:‬‬


‫‪ ‬وهذا يجعله يتبني مواقف ربما ال عالقه لها بالواقع الفعلي ولكنها مرتبطة ارتباطا وثيقا من‬
‫ادراك هذا الشخص‪.‬‬
‫‪ ‬الواقع النفسي والواقع الموضوعي‬
‫‪ ‬التشوهات واالخطاء المعرفية‬
‫‪ ‬اختبار الواقع‬

‫ما هي الشخصية؟‬
‫الشخصية ‪:Personality‬‬
‫عرف "جوردون ألبورت" ‪ G.Allport‬سنة ‪ 1937‬الشخصية بأنها‪" :‬ذلك التنظيم الدينامي‬
‫‪ Dynamic organization‬داخل الفرد لتلك األجهزة النفسجسمية ‪ Psychophysical‬التي تحدد‬
‫أوجه توافقه الفريد مع بيئته"‪ ( .‬ثالث افراد في السجن مثال )‬
‫وفي مراجعة "ألبورت" لهذا التعريف في عام ‪ 1961‬أحدث فيه بعض التعديالت الطفيفة والتي لم‬
‫تمس جوهره‪ ،‬إذ يقول‪" :‬الشخصية هي‪ :‬التنظيم الدينامي داخل الفرد لتلك األجهزة النفسجسمية التي‬
‫تحدد طابع سلوكه وفكره المميزين"‪.‬‬

‫‪- 30 -‬‬
‫حقوق النشر محفوظة لمركز اإلرشاد النفسي جامعة عين شمس‬

‫‪ ‬الشخصية هي مجموعة من السمات ‪ ....‬والسمة هي الصفة الثابتة المستمرة والتي تشكل‬


‫جزءاً من ادراكنا‪.‬‬
‫قشا المفاهيم األساسية في تعريفه للشخصية فيذكر ما يلي‪:‬‬
‫ويستطرد "ألبورت" منا ً‬
‫‪ organization ‬فالمسألة األساسية في علم النفس هي التنظيم العقلي (أي تكوين هي ‪:‬‬
‫‪ ( ‬أنماط األفكار والعادات التي توجه النشاط بصفة دينامية أو ترتيبها الهيراركي)‪ .‬فالتكامل‬
‫وغيره من العمليات التنظيمية هي المسئولة بالضرورة عن نمو وتكوين الشخصية‪ .‬كما أن‬
‫أيضا العملية العكسية في اختالل التنظيم‪ ،‬خاصة في تلك‬
‫هذا االصطالح يتضمن ً‬
‫الشخصيات الشاذة التي تتسم باالختالل الشديد في تكاملها‪.‬‬
‫النفسجسمية ‪ :Psychophysical‬بمعنى أن الشخصية يستلزم تنظيمها تشغيل كل من‬ ‫‪‬‬
‫(العقل ‪ /‬النفس)‪ ،‬و (الجسم) في وحدة ال يمكن فصمها‪.‬‬
‫أجهزة ‪ :Systems‬الجهاز (أي جهاز) هو مجموعة معقدة من العناصر في تفاعل متبادلة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أيضا العاطفة‪ ،‬والسمة‪ ،‬والفكرة‪ ،‬وأسلوب التصرف‪ .‬فهذه األجهزة‬
‫فالعادة جهاز‪ ،‬وبالمثل ً‬ ‫‪‬‬
‫كامنة في الكائن الحي حتى عندما ال تكون نشطة‪ .‬فاألجهزة هي اإلمكانية الكامنة لنشاطنا‪.‬‬
‫شيئا ما فاألجهزة النفسجسمية الكامنة عندما تحدد‬
‫الشخصية اذاً ‪ :‬هي شيء ما وتفعل ً‬ ‫‪‬‬
‫معينا‪ .‬وكل األجهزة التي‬
‫وفكر ً‬
‫طا ًا‬ ‫‪ Determine‬تستدعى للعمل إما أن تدفع أو توجه نشا ً‬
‫وجيهيا على كل أوجه النشاط‬
‫ً‬ ‫تكون الشخصية تعتبر كاتجاهات محددة‪ ،‬فهي تمارس ًا‬
‫تأثير ت‬
‫التوافقي والتعبيري الذي تصبح الشخصية متميزة به‪.‬‬
‫إلى أن مصطلح الشخصية ‪ personality‬مشتق من الكلمة الالتينية ‪ persona‬والتي تعني القناع‬
‫‪ mask‬وهي بذلك تشبه القناع الموضوع على وجه الممثل أثناء أداءه الدور على المسرح‪ ،‬ومن ثم‬
‫فإن المدلول الحرفي للشخصية هو القناع أو الدور أو ما يأتيه الشخص من سلوك نمطي يتكرر‬
‫منه ويعبر به عن نفسه ويتحصل له به التوافق‪ .‬كما توصف الشخصية بأنها أنماط سلوك يعتادها‬
‫الشخص ويأتيها باستمرار وهو يمارس نشاطاته من أي نوع وخاصة تلك النشاطات التي لها‬
‫دالالت اجتماعية‪.‬‬

‫‪- 31 -‬‬
‫مركز اإلرشاد النفسي‬
‫البرنامج التدريبي في علم النفس االكلينيكي‬

‫فإن الشخصية‪ :‬هي مجموعة الخصائص الذاتية المميزة للفرد أو الجماعة وتضم الصفات أو‬
‫ولذا ثم والنزعات السلوكية واالنفعالية للشخص في حياته اليومية في األحوال المعتادة‬ ‫السمات‬
‫بصورة مستقرة ومتوقعة‬

‫التعريف االجرائي للشخصية‪:‬‬


‫الشخصية ‪ :‬نمط سلوكي مركب ثابت ودائم إلى حد كبير يشتمل على تنظيم فريد لمجموعة من‬
‫الوظائف والسمات العقلية والوجدانية والفيزيولوجية التي تحدد سلوك الفرد وفكره‪ .‬والسلوك نتاج‬
‫التفاعل‪ :‬بين خواص الشخصية واألحوال االجتماعية والبيئية المادية‪ ،‬وتتحكم في السلوك عوامل‬
‫داخلية (خواص الشخصية)‪ ،‬وعوامل خارجية (البيئة الخاصة)‪ ،‬وتتكون الشخصية – على أساس‬
‫تحكمي اختياري – من قسمين كما يلي‪:‬‬
‫الجانب العام من الشخصية‪ :‬ويتضمن أشكال التعبير والتعامل والعالقات‪ ،‬وطريقة التفاعل‬ ‫‪‬‬
‫مع ظروف الحياة واألشخاص المحيطين‪.‬‬
‫الجانب الخاص من الشخصية‪ :‬وهو الجزء الخفي ويتضمن المشاعر‪ ،‬واألفكار‪ ،‬وأحالم‬ ‫‪‬‬
‫اليقظة‪ ،‬والتجارب الخاصة التي ال يشترك اآلخرون فيها‪.‬‬

‫معظم تعريفات الشخصية تتمتع بالخصائص المشتركة التالية‪:‬‬


‫تؤكد معظم التعريفات على أهمية التفرد ‪ individuality‬أو التميز ‪ ،distinctiveness‬كما تعكس‬
‫بارز عن جميع اآلخرين‪.‬‬
‫أيضا الخصائص المميزة والتي تجعل من الشخص ًا‬
‫الشخصية ً‬
‫تصور معظم التعريفات الشخصية بوصفها نوع ما من بناء أو تنظيم افتراضي ‪some kind of‬‬
‫‪overt‬‬ ‫‪ ، hypothetical structure or organization‬ويصورون السلوك الظاهري‬
‫‪ behavior‬بوصفه في جانب منه على األقل‪ ،‬أي أن الشخصية هي المسئولة عن تكامل وتنظيم‬
‫السلوك‪ ،‬بعبارة أخرى فالشخصية بمثابة تجريد مؤسس على استنتاج مشتق من المالحظة السلوكية‪.‬‬
‫‪- 32 -‬‬
‫حقوق النشر محفوظة لمركز اإلرشاد النفسي جامعة عين شمس‬

‫تركز معظم التعريفات اهتمامها على أهمية النظر للشخصية بمصطلحات تطور الحياة أو بمنظور‬
‫تطوري (نمائي) ‪ developmental perspective‬وتمثل الشخصية عملية نمائية معتمدة على‬
‫عوامل مؤثرة داخلية وخارجية مشتملة على نزعات جبلية‪ ،‬وبيولوجية‪ ،‬وخبرات اجتماعية‪ ،‬وظروف‬
‫بيئية متغيرة‪.‬‬
‫تصور معظم التعريفات الشخصية بوصفها خصائص الشخص والتي تعد مسئولة عن النماذج الثابتة‬
‫نسبيا بمرور الوقت وعبر المواقف‪.‬‬
‫(المتسقة) للسلوك كما لو كانت الشخصية ثابتة ً‬
‫نمو الشخصية‪:‬‬

‫الشخصية في تغير نسبي مستمر‪ :‬منذ بدء تكوينها‪ ،‬كنتيجة للتفاعل المستمر بين استعداداتها‬
‫وإمكانياتها الموروثة وظروفها البيئية التي تعيش فيها متأثرة بها ومؤثرة فيها‪ .‬فكل وقت يمر على‬
‫تغيير قل أو كبر في هذا الكل الدينامي‬
‫ًا‬ ‫الشخص أو حدث يتعرض له أو ظروف يحيط به يحدث‬
‫المتكامل من أجهزته النفسجسمية‪ ،‬والذي نصطلح عليه بتسميته شخصيته‪ .‬وكلما كان التغيير الذي‬
‫نموا في الشخصية أو في أحد جوانبها‪ ،‬أما إن كان نحو‬
‫يحدث في الشخصية نحو األفضل وصفناه ً‬
‫تدهور في الشخصية أو في أحد جوانبها‪.‬‬
‫ًا‬ ‫األسوأ وصفناه‬
‫تغير وتغيير الشخصية‪:‬‬
‫رغم الثبات النسبي لشخصية الفرد‪ :‬فإنها تتغير إما عن غير قصد (وهذا هو التغير) وإما عن قصد‬
‫(وهذا هو التغيير)‪.‬‬
‫ويحدث تغير الشخصية بالنمو‪ :‬خالل مراحل النمو المتتالية عبر الطفولة والم ارهقة التي يمر بها‬
‫الفرد إلى أن نصل إلى مرحلة النضج‪ .‬ويتأثر تغير الشخصية بالعوامل المؤثرة في تكوينها مثل‬
‫العوامل الحيوية والوراثة والبيئة والنضج والتعلم والثقافة واألسرة والمدرسة ووسائل اإلعالم ودور‬
‫العبادة وجماعة الرفاق واألدوار االجتماعية‬

‫الطابع القومي للشخصية‪:‬‬

‫‪- 33 -‬‬
‫مركز اإلرشاد النفسي‬
‫البرنامج التدريبي في علم النفس االكلينيكي‬

‫فيقوم على أساس‪ :‬أن معظم مكوناتها وسماتها مكتسبة ومتعلمة‪ .‬وقد تكون عادية سوية تؤدي إلى‬
‫التكامل والسواء والصحة النفسية والتوافق النفسي‪ ،‬وأما أن تكون غير عادية أو غير سوية تؤدي‬
‫إلى التفكك وعدم السواء والمرض النفسي وسوء التوافق النفسي‪.‬‬
‫جهودا ذاتية للتغيير أو يتم ذلك عن طريق إعادة التعلم أو محو التعلم وغير‬
‫ً‬ ‫‪ -‬وهنا قد يبذل الفرد‬
‫ذلك من طرق العالج النفسي‪.‬‬
‫تشير إلى هذا القدر المشترك من السمات األساسية ‪:‬‬
‫بين أفراد المجتمع الواحد أو أفراد الثقافة الواحدة‪ ،‬فأساليب التنشئة المتشابهة ودرجات‬ ‫‪‬‬
‫اإلشباع أو اإلحباط المتقاربة‪ ،‬والخبرات المتشابهة تميل إلى إنتاج شخصيات متشابهة‪..‬‬
‫ويذهب "ألبورت" إلى القول‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫بأن هذه الفكرة تتضمن دورة مستمرة متصلة من جيل إلى جيل دون انقطاع‪ ،‬فالثقافة تحدد‬ ‫‪‬‬
‫األهداف واألساليب التي تتبع بوجه عام في تربية الطفل وتنشئته وهذه تؤدي بدورها –‬
‫وداخل اإلطار الثقافي ذاته – إلى تكوين نمط الشخصية األساسية‪.‬‬
‫فإن الشخصية األساسية تتحدد بواسطة ‪ Kardiner 1939‬وحسب هذه الفكرة التي قال بها‬ ‫‪‬‬
‫كاردينر الجماعات األولية – كاألسرة وعاداتها ‪ :‬في التربية وتقاليدها ونظمها األساسية –‬
‫كما تتحدد بالجماعات الثانوية‪ ،‬كالمدرسة والمنظمات االجتماعية األخرى – والدين والعرف‬
‫والقيم والمثل‪ ،‬وبشكل تصبح معه بمثابة همزة الوصل في التفاعل المتبادل بين الفرد‬
‫والجماعة‪.‬‬

‫الطابع المميز ‪: Characteristic‬‬


‫يتم تعريفها علي انها ‪:‬‬
‫بأنها "كل شخصية لها طابع خاص بها في السلوك والتفكير تتفرد بها ويميزانها "حتى أوجه النشاط‬
‫واألفكار التي يبدو أننا "نشترك" فيها مع اآلخرين هي في جوهرها فردية ومميزة"‪.‬‬

‫‪- 34 -‬‬
‫حقوق النشر محفوظة لمركز اإلرشاد النفسي جامعة عين شمس‬

‫السمة أو الخاصة ‪:Trait‬‬


‫من أبسط الطرق وأقدمها في وصف شخص ما ‪:‬‬
‫بمصطلحات معينة‪ ،‬هي التعرف على أنماط السلوك التي تصفه وتسميتها بأسماء السمات‪.‬‬
‫و"السمات" مفاهيم استعداية ‪ dispositional concepts‬أي مفاهيم تشير إلى نزعات للفعل أو‬
‫االستجابة بطرق معينة‪.‬‬
‫قدر من‬
‫ومن المفترض أن الشخص ينقل االستعدادات السيكولوجية من موقف آلخر‪ ،‬وأنها تتضمن ًا‬
‫احتمال سلوك الشخص بطرق معينة‪.‬‬

‫السمة‪:‬‬
‫التي تشير إلى استجابة تحدث اآلن ويجب أن نميز مفهوم "السمات ‪ "Traits‬عن مفهوم "الحالة"‬
‫‪ ، State‬كأن يعاني شخص ما مثالً حالة قلق في موقف معين‪ .‬أما أن نصف الشخص بسمة‬
‫القلق‪ ،‬فهذا يعني أنه سوف يستجيب بحالة القلق في ظروف معينة‪ ،‬رغم أنه قد ال يعاني اآلن من‬
‫أي قلق‪.‬‬

‫‪ -‬فوجود السمة ال يتضمن بالضرورة أن الشخص سوف يكون قلًقا ً‬


‫دائما‪ ،‬ولكن لديه فقط استعدا ًدا‬
‫لالستجابة بالقلق في مواقف معينة‪.‬‬
‫وتعرف‪ :‬السمة بأنها ما هي إال‪:‬‬
‫"ميزة فردية في الفكر أو الشعور أو الفعل قد تكون متوارثة أو تجيء بواسطة االكتساب أو التعلم‪،‬‬
‫فالسمة نهج من السلوك يتميز به الفرد أو الجماعة وينتج عن عوامل وراثية وبيئية"‪.‬‬

‫‪- 35 -‬‬
‫مركز اإلرشاد النفسي‬
‫البرنامج التدريبي في علم النفس االكلينيكي‬

‫كما تعرف السمة كما يلي‪:‬‬


‫حادا‪ .‬وتعبر‬
‫تمييز ً‬
‫فردا عن اآلخرين ًا‬
‫"السمة صفة جسمية أو نفسية‪ ،‬فطرية أو مكتسبة‪ ،‬والتي تميز ً‬
‫نسبيا لنوع من السلوك‪ ،‬وهناك سمات غالبة أو سائدة لدى الفرد‪ ،‬وسمات‬
‫السمة عن استعداد ثابت ً‬
‫مؤقتة‪ .‬والسمة استعداد ديناميكي من شأنه تعيين كيفية استجابة الفرد في مواقف معينة‪.‬‬
‫والسمة إذن في حكم االستعداد الذي ال ينشط إال إذا توافرت الظروف المهيئة الستثارته‪ ،‬وألن‬
‫دائما ظروف بيئية فهي متغيرة‪ ،‬ولذلك فإن السمات ينبغي النظر إليها على أنها‬
‫الظروف المهيئة ً‬
‫متغيرات تؤدي دورها في تفسير السلوك إذا استطعنا حصر جميع الظروف المحيطة بالفرد‪.‬‬
‫والسمات يمكن أن تكون شائعة بين مجموعة كبيرة من األفراد وتسمى بالسمات المشتركة أو سمات‬
‫فريدة لدى أفراد بعينهم‪ .‬كما قد تكون سمة أساسية أو سطحية‪ .‬ويعتبر "البورت" هو أول من أولى‬
‫اهتماما خاصا"‪.‬‬
‫ً‬ ‫موضوع السمات‬
‫الخالصة‪:‬‬
‫فالسمة يمكن ايجازها كما يلي‪:‬‬
‫"السمة أي خصلة أو صفة للشخصية ذات دوام نسبي تتصل بالمشاعر واألفكار واألفعال"‪.‬‬
‫نسبيا عبر الزمن والمواقف‪ ،‬وتشير –‬
‫فالسمات إذن تنظيم أو نزعة وقابلية ‪ Disposition‬ثابتة ثباتًا ً‬
‫بالدرجة األولى – إلى فروق فردية عامة في المجالين االنفعالي واالجتماعي ‪.Sociomotional‬‬
‫وتتأكد مسلمة وجود السمات من ثالث حقائق كما يلي‪:‬‬
‫لشخصيات األفراد درجة مرتفعة من االتساق‪ ،‬فإن الشخص يكشف عن االستجابات التعودية نفسها‬
‫خالل عدد كبير من المواقف المتشابهة‪.‬‬
‫توجد فروق فردية في العادات والسمات وهذه الفروق كمية في المقام األول‪.‬‬
‫لشخصيات األفراد نوع من االستقرار فإن الشخص الذي يحصل على درجة معينة (على أحد‬
‫المقاييس) هذا العام سيحصل في العادة على درجة قريبة منها في العام التالي‪.‬‬
‫وتؤدي بنا هذه الحقائق الثالثة‬

‫‪- 36 -‬‬
‫حقوق النشر محفوظة لمركز اإلرشاد النفسي جامعة عين شمس‬

‫وكما يشير كرونباخ سنة ‪:1990‬‬


‫كما يمكن النظر إلى أن ‪:‬‬
‫نوعا من العادات العامة التي يمكن أن تستدعى‪.‬‬
‫ننظر إلى سمات الشخصية بوصفها ً‬
‫أي‪ :‬تُسترجع عن طريق عدد كبير من المواقف‪ ،‬وإن النظر إلى الشخصية على ضوء "السمات"‬
‫يأمل أن يصف االختالفات الجوهرية في السلوك بطريقة اقتصادية اختزالية مع إهمال العادات‬
‫النوعية غير المهمة‪.‬‬
‫معايير تحديد السمة‬
‫حيث أن السمات – مثل كل المتغيرات الوسيطة – ال يمكن مالحظتها مباشرة‪ ،‬ولكنها تُستنتج فقط‬
‫فإننا يجب أن نتوقع صعوبات وأخطاء في عملية اكتشاف طبيعتها‪ ،‬ولكن "أولبورت‬
‫في مقال بعنوان‪" :‬ما سمة الشخصية؟"‪ ،‬وضع معايير ثمانية لتحديد السمة وهي كما يلي‪:‬‬

‫أن السمة لها أكثر من وجود اسمي (بمعنى أنها عادات على مستوى أكثر ً‬
‫تعقيدا)‪.‬‬
‫معا لتكوين سمة)‪.‬‬
‫أن السمة أكثر عمومية من العادة (عادتان أو أكثر تنتظمان ً‬
‫السمة دينامية (بمعنى أنها تقوم بدور دافعي في كل سلوك)‪.‬‬
‫إحصائيا‪ ،‬ويتضح ذلك من االستجابات المتكررة للفرد في‬
‫ً‬ ‫عمليا أو‬
‫أن وجود السمة يمكن أن يتحدد ً‬
‫المواقف المختلفة أو في المعالجة اإلحصائية على نحو ما نجد في الدراسات العاملية عند "أيزنك‬
‫وكاتل وغيرهما‪.‬‬
‫معايير تحديد السمة‪:‬‬
‫السمات ليست مستقلة بعضها عن بعض؛ إذ ترتبط عادة فيما بينها‪.‬‬
‫سيكولوجيا – قد ال يكون لها الداللة الخلقية ذاتها (فهي قد‬
‫ً‬ ‫أن سمة الشخصية – إذا نظرنا إليها‬
‫تتفق أو ال تتفق والمفهوم االجتماعي المتعارف عليه لهذه السمة)‪.‬‬
‫دليال على عدم وجود هذه السمة (فقد تظهر‬
‫أن األفعال والعادات غير المتسقة مع سمة ما ليست ً‬
‫أحيانا لدى الفرد على نحو ما نجد في سمتي النظافة واإلهمال)‪.‬‬
‫ً‬ ‫سمات متناقضة‬
‫أن سمة ما قد ُينظر إليها على ضوء الشخصية التي تشملها‪ ،‬أو على ضوء توزيعها بالنسبة‬
‫للمجموع العام من الناس (أي‪ :‬أن السمات إما أن تكون فريدة‪ ،‬وإما أن تكون عامة مشتركة)‪.‬‬
‫‪- 37 -‬‬
‫مركز اإلرشاد النفسي‬
‫البرنامج التدريبي في علم النفس االكلينيكي‬

‫وقد حدد "كاتل" في عام ‪ 1950‬ثالثة نماذج للسمات األساسية وهي‪:‬‬


‫سمات القدرة ‪:‬‬
‫كالذكاء العام مثالً‪ ،‬ويتضمن هذا النموذج من السمات اإلجابة عن السؤال التالي‪" :‬كيف يتخذ الفرد‬
‫نحو أهدافه المقبولة بطريقة مجدية؟"‪.‬‬ ‫طريقة‬
‫السمات الديناميكية ‪:‬‬
‫فهي تختص باألنماط الدافعية الداخلية أو المستقرة والخصائص المنتظمة للشخصية‬
‫السمات المزاجية ‪:‬‬
‫فهي تختص بالطريقة التي يعمل بها الفرد في نطاق قدراته ودوافعه‪ .‬ووفًقا لنظام (كاتل) فإن‬
‫السمات المزاجية هي جبلية في طبيعتها‪.‬‬

‫سمات الشخصية ‪Personality Traits‬‬

‫وتعرف سمات الشخصية بأنها‪" :‬سمات أو عالمات تنم عن ميول أو صفات بارزة مميزة للشخص‬
‫تؤثر في اتجاهاته ووجدانه وسلوكه االجتماعي"‪.‬‬
‫كما تعرف السمة ايضا بانها ‪:‬‬
‫نسبيا لدى الفرد تعكس االستم اررية‪ ،‬واالتساق‬
‫‪ -‬سمات الشخصية بأنها "ميل أو نزعة مستقرة ثابتة ً‬
‫في سلوك الفرد االنفعالي والمزاجي واالجتماعي في مختلف المواقف‪ ،‬وهي صفة تعبر عن‬
‫االختالف بين األفراد في سلوكهم‪ ،‬رغم اتفاق المثيرات‪.‬‬
‫‪ -‬وعلى الرغم من أن السمة تعبر عن صفات كيفية لألفراد‪ ،‬إال أنها قابلة للقياس والتقدير الكمي‬
‫كاستجابات ثابتة يعكسها سلوك صاحبها في المواقف المختلفة‪ .‬أي أن للسمة مظهرين؛ عضوي‬
‫يشير إلى إسهام العوامل الوراثية في تحديدها‪ ،‬ومظهر سلوكي وإحصائي قابل للمالحظة والقياس‬
‫معا‪.‬‬
‫ً‬
‫فرضيا يمكن استنتاجه على الرغم من أننا ال نتعامل معه مباشرة‬
‫ً‬ ‫‪ -‬ومن ثم فإن السمة تعتبر تكوي ًنا‬
‫نسبيا فهي تسمح لنا بدرجة من التنبؤ بالسلوك"‪.‬‬
‫وألنها ثابتة ً‬
‫‪- 38 -‬‬
‫حقوق النشر محفوظة لمركز اإلرشاد النفسي جامعة عين شمس‬

‫لماذا ندرس الشخصية واضطراباتها؟‬


‫إحتلت دراسة الشخصية مكانة مهمة‪:‬‬
‫ومما ساعد على تأكيد هذه المكانة النظر إلى الشخصية على أنها ‪:‬‬
‫محصلة عدة عوامل تعمل فى وحدة متكاملة تنتج من تفاعل عدة سمات جسيمة ونفسية تحدد‬
‫أسلوب تعامل الشخصية مع مكونات بيئية‪ ،‬ولذا فالشخصية ما هى إال تنظيم دينامى متكامل‬
‫للصفات الجسدية والعقلية والخلقية واإلجتماعية‪ ،‬ويتم تشخصيها عادة عندما تتداخل هذه السمات‬
‫المختلفة مع أفعال غير سوية بشكل واضح‪ ،‬بحيث تكون مشوهه ومرضية‪.،‬‬
‫وبهذا فإن كل إضطراب للشخصية ‪ :‬مسبوق بمجموعة من السمات المرضية التى تظهر على‬
‫الفرد من خالل تفاعله مع ذاته والبيئة المحيطة‬
‫التكلفة علي كل من الفرد واالسرة والمجتمع‪.‬‬
‫ولذا تعد إضطرابات الشخصية كمفهوم إكلينيكى ما هو إال النتاج السلوكى لتأخر مسيرة النضج أو‬
‫تعثرها أو فرط حدتها أو إنحرافها‪.‬‬
‫ومن ثم فإن إضطرابات الشخصية تعد‪:‬‬
‫بمثابة سؤ تكيف يؤثر فى أداء الشخص اإلجتماعى والوظيفى‪ ،‬وقد يحدث هذا حتى فى كون‬
‫األنماط المؤدية إلى هذه الصفات متوافقة مع األنا (أى سمات الشخصية ال تعتبر مرفوضة من‬
‫الشخص نفسه)‪،‬‬
‫وقد تكون األنماط غير متوافقة مع األنا ولكن يجد الشخص صعوبة فى تغييرها رغم ما كل يبذله‬
‫من محاوالت‪.‬‬
‫نسب اضطرابات الشخصية‪:‬‬
‫وخاصة إذا ما علمنا أن حوالى ‪ %10‬من عامة السكان‬
‫وما يصل إلى نصف المرضى النفسيين فى وحدات المستفشيات والعيادات يعانون من إضطراب‬
‫فى الشخصية والتى تبلغ مستويات التوريث فيها حوالى ‪%50‬‬

‫‪- 39 -‬‬
‫مركز اإلرشاد النفسي‬
‫البرنامج التدريبي في علم النفس االكلينيكي‬

‫ومن ثم فإن تكاليف الرعاية الصحية المباشرة والتكاليف غير المباشرة لإلنتاجية المفقودة والمرتبطة‬
‫بإضطراب الشخصية وال سيما إضطراب الشخصية الحدية أكبر بكثير من التكاليف المرتبطة‬
‫باإلضطرابات األخرى نحذف النقطة‪.‬‬
‫كما أن هؤالء األفراد في العادة‪:‬‬
‫قد ال يتجهون مطلقاً لطلب العالج والمساعدة وأنهم ال يعتقدون مطلقاً بحاجتهم للعالج‪.‬‬
‫يعرف التصنيف الدولى العاشر ‪ICD – 10‬‬
‫إضطراب الشخصية على النحو التالى‪:‬‬
‫"أنماط سلوكية عميقة الجذور ودائمة‪ ،‬تتجلى فى شكل إستجابات غير مرنة فى كثير من المواقف‬
‫الشخصية واإلجتماعية‪.‬‬
‫‪ -‬وتمثل إنحرافات متطرفة أو دالة عن طريقة إدراك الفرد المتوسط فى ثقافة معينة وتفكيره وشعوره‪،‬‬
‫ورتبط بشكل خاص باآلخرين‪.‬‬
‫‪ -‬وتميل هذه األنماط السلوكية إلى الثبات‪ ،‬وتشمل مجاالت متعددة من السلوك واألداء النفسى‪.‬‬
‫وكثي اًر‪ ،‬لكن ليس دائماً ما ترتبط بدرجات متنوعة الكرب الذاتى والمشاكل فى األداء اإلجتماعى‬
‫واإلنجاز"‬
‫وتعرف الجمعية األمريكية للطب النفسى اضطراب الشخصية كما يلى‪:‬‬
‫نمط ثابت من الخبرة الداخلية والسلوك ‪:‬‬
‫يختلف عن توقعات األفراد وسلوكهم العام فى ثقافة معينة‬
‫‪ -‬ويتسم بالثبات وعدم المرونة‬
‫‪ -‬ويظهر فى سن المراهقة وبداية الرشد ويستمر عبر الزمن‬
‫ويؤدى إلى صعوبات وضعف فى المجاالت التالية‪" :‬اإلدراك‪ ،‬العاطفة‪ ،‬العالقات الشخصية‪،‬‬
‫السلوك"‪ ،‬وتقود إلى صعوبات مهنية وإجتماعية وال تكون كنتيجة إلضطراب عقلى أو نفسى‪ ،‬أو‬
‫بسبب طبى‪ ،‬أو نتيجة لتعاطى المخدرات"‬

‫‪- 40 -‬‬
‫حقوق النشر محفوظة لمركز اإلرشاد النفسي جامعة عين شمس‬

‫وتعرف (آن كرنج وآخرون ) إضطراب الشخصية كما يلى‬


‫بأنها الطرق السائدة وطويلة األجل من الوجود الذى يتسبب فى‪:‬‬
‫‪ -‬الضغط وإلحاق الضرر من خالل تأثيرها على الوعى والعواطف‪ ،‬والعالقات والتحكم فى‬
‫اإلنفعاالت‪ .‬ويشترك معظم المصابين بإضطراب الشخصية فى تعرضهم إلضطرابات إكتئابية‪،‬‬
‫وإضطرابات القلق‪ ،‬إضافة إلى إضطرابات الشخصية‪.‬‬
‫العاشر‬ ‫الدولى‬ ‫والتصنيف‬ ‫الرابع‬ ‫األمريكى‬ ‫الدليل‬ ‫فى‬ ‫الشخصية‬ ‫إضطرابات‬
‫كما يوضحه الجدول التالى ‪:‬‬
‫التصنيف الدولى العاشر ‪ICD-10‬‬ ‫الدليل األمريكى الرابع ‪DSM-4‬‬ ‫المجموعة‬

‫إرتيابية‪ :‬الحساسية والشك‬ ‫إرتيابية ‪ :‬اإلرتياب والشك‪.‬‬ ‫•‬


‫شبه فصامية‪ :‬عزلة إجتماعية وعاطفية وفصامية‪ ،‬شبه فصامية‪ :‬البرود العاطفى والعزلة‪.‬‬ ‫•‬
‫المجموعة (أ)‬
‫عيوب إجتماعية وفى العالقة مع اآلخرين؛ تشوه معرفى‬
‫وإدراكى‬

‫غير إجتماعية‪ :‬اإلستخفاف المتحجر تجاه اآلخرين؛‬ ‫المضادة للمجتمع‪ :‬إنتهاء حقوق اآلخرين‪.‬‬ ‫•‬
‫إنعدام المسئولية؛ التوتر غير المستقر إنفعالياً‪.‬‬ ‫الحدية‪ :‬تقلب العالقات وصورة الذات والمزاج‪.‬‬ ‫•‬
‫حدية ‪ :‬صورة ذاتية غيرواضحة؛ عالقات متوترة وغير‬ ‫هستيرى‪ :‬إنفعال مفرط والسعى إلى لفت األنظار‬ ‫•‬
‫المجموعة‬
‫نرجسية‪ :‬الشعور بالعظمة؛ عدم المشاركة الوجدانية؛ مستقرة‪.‬‬ ‫•‬
‫(ب)‬
‫إندفاعية‪ :‬العجز عن التحكم فى الغضب؛ المشاكسة؛‬ ‫الحاجه إلى التعبير عن اإلعجاب‪.‬‬
‫ال يمكن التنبؤ بتصرفاته‪.‬‬
‫هستيرية‪ :‬درامية؛ أنانية‪ ،‬السعى إلى المناورة‪.‬‬

‫إجتنابية‪ :‬الكبت اإلجتماعى؛ الشعور بعدم الكفاءة؛ قلقة‪ :‬متوترة‪ ،‬حذره‪ ،‬مفرطة الحساسية‪.‬‬ ‫•‬
‫إعتمادية‪ :‬الخضوع لإلحتياجات الشخصية‪ ،‬اإلحتياج‬ ‫الحساسية المفرطة‪.‬‬ ‫المجموعثة‬
‫إلى بث الثقة بإستمرار‪.‬‬ ‫إعتمادية‪ :‬إلتصاق التبعية‪.‬‬ ‫•‬ ‫(ج)‬
‫وسواسية‪ :‬مترددة‪ ،‬متحذلقة؛ جامدة‪.‬‬ ‫وسوسية قهرية‪ :‬البحث عن الكمال؛ التصلب‬ ‫•‬

‫‪- 41 -‬‬
‫مركز اإلرشاد النفسي‬
‫البرنامج التدريبي في علم النفس االكلينيكي‬

‫تصنيف إضطرابات الشخصية‪:‬‬


‫السمات الرئيسية إلضط اربات الشخصية حسب ‪DSM-5-TR‬‬
‫نسبة‬
‫الثبات‬ ‫نسبة‬
‫النسبة وفق‬ ‫اإلنتشار فى‬
‫التشخيصى‬ ‫اإلنتشار فى‬ ‫السمة الرئيسية‬ ‫المجموعة‬ ‫م‬
‫النوع‬ ‫البيئة‬
‫(درجة الصدق)‬ ‫المجتمع ‪%‬‬
‫العالجية ‪%‬‬

‫المجموعة (أ)‪:‬شاذة وغريبة ‪Odd / Eccentric‬‬ ‫‪1‬‬

‫اإلناث <‬ ‫عدم الثقة‪ ،‬الشك‬ ‫البارانويا‬ ‫‪1/1‬‬


‫‪0.86‬‬ ‫‪%4.2‬‬ ‫‪% 1.9‬‬
‫الذكور‬ ‫‪ Paranoid‬فى اآلخرين‪.‬‬

‫تجنب العالقات‬ ‫‪2 /1‬‬


‫الذكور <‬ ‫اإلجتماعية‪،‬‬ ‫فصامية‬
‫‪0.69‬‬ ‫‪% 1.4‬‬ ‫‪% 0.6‬‬
‫اإلناث‬ ‫وإنخفاض معدل‬ ‫‪Schizoid‬‬
‫التعبير العاطفى‪.‬‬

‫عدم القدرة على‬ ‫‪3/1‬‬


‫تكوين صداقات‬
‫الذكور =‬ ‫شبه فصامية‬
‫‪0.91‬‬ ‫‪% 0.6‬‬ ‫‪% 0.6‬‬ ‫حميمة‪ ،‬إضطراب‬
‫اإلناث‬ ‫‪Schizotypal‬‬
‫معرفى‪ ،‬سلوك‬
‫شاذ‪.‬‬

‫المجموعة (ب)‪ :‬درامية ‪ /‬تائهه ‪Dramatic / erratic‬‬ ‫‪2‬‬

‫مناهضة‬ ‫‪1/2‬‬
‫الذكور <‬ ‫عدم مراعاة حقوق‬
‫‪0.97‬‬ ‫‪% 3.6‬‬ ‫‪%3.8‬‬ ‫للمجتمع‬
‫اإلناث‬ ‫اآلخرين وانتهاكها‪.‬‬
‫‪Antisocial‬‬

‫عدم اإلستقرار فى‬ ‫‪2/2‬‬


‫اإلناث <‬ ‫حدية‬
‫‪0.90‬‬ ‫‪% 9.3‬‬ ‫‪%2.7‬‬ ‫العالقة الشخصية‪،‬‬
‫الذكور‬ ‫‪Borderline‬‬
‫النظرة السلبية‬

‫‪- 42 -‬‬
‫حقوق النشر محفوظة لمركز اإلرشاد النفسي جامعة عين شمس‬

‫للذات‪ ،‬والتهور‬
‫واإلندفاع الواضح‬
‫فى أغلب‬
‫السلوكيات‪.‬‬

‫اإلنفعالية المبالغ‬ ‫‪3/2‬‬


‫اإلناث <‬ ‫هستيرية‬
‫‪0.83‬‬ ‫‪%1‬‬ ‫‪%0.3‬‬ ‫فيها‪ ،‬الرغبة فى‬
‫الذكور‬ ‫‪Histronic‬‬
‫لفت األنظار‪.‬‬

‫التكبر‪ ،‬حب‬ ‫‪4/2‬‬


‫الذكور <‬ ‫نرجسية‬
‫‪0.88‬‬ ‫‪% 2.3‬‬ ‫‪%1‬‬ ‫اإلعجاب‪ ،‬قلة‬
‫اإلناث‬ ‫‪Marcissistic‬‬
‫تعاطف‪.‬‬

‫المجموعة (ج)‪ :‬قلقة‪ ،‬خائفة ‪Anxious / fearful‬‬ ‫‪3‬‬

‫عدم التعايش‬ ‫‪1/3‬‬


‫اإلجتماعى‪،‬‬
‫اإلناث <‬ ‫الشعور بعدم‬ ‫تجنبية‬
‫‪0.79‬‬ ‫‪% 14.7‬‬ ‫‪%1.2‬‬
‫الذكور‬ ‫الكفاءة‪ ،‬الحساسية‬ ‫‪Avoidant‬‬
‫المفرط تجاه التقييم‬
‫السلبى ‪.‬‬

‫المبالغة فى‬ ‫‪3/2‬‬


‫اإلحتياج إلى‬
‫اإلناث <‬ ‫اإلهتمام والسلوك‬ ‫تبعية‬
‫‪0.86‬‬ ‫‪% 1,4‬‬ ‫‪%0.3‬‬
‫الذكور‬ ‫‪ Dependant‬الخاضع المذعن‪،‬‬
‫والخوف من‬
‫اإلنفصال‪.‬‬

‫وسواسية قهرية‬ ‫‪3/3‬‬


‫اإلستغراق فى‬
‫اإلناث <‬ ‫‪Obsessive‬‬
‫‪0.85‬‬ ‫‪%8,7‬‬ ‫‪%1.9‬‬ ‫الترتيب‪ ،‬واإلكتمال‬
‫الذكور‬ ‫‪-‬‬
‫والتحكم‬
‫‪Compulsive‬‬

‫‪- 43 -‬‬
‫مركز اإلرشاد النفسي‬
‫البرنامج التدريبي في علم النفس االكلينيكي‬

‫اضطرابات الشخصية‬
‫سلوكيات ثابتة تتسم باالنحراف عن السلوك السوي ‪ ،‬حيث يدرك الفرد ذاته واآلخرين واألحداث‬
‫بصورة غير مماثلة ألفراد الثقافة التى يعيش فيها الفرد ‪ .‬وتتسم سلوكياته باالنفعال الشديد‬
‫وعدم تناسبها مع المواقف واألحداث واألشخاص الذين يتعاملون معه ‪.‬‬
‫كما يتسم بعالقات سيئة ومتوترة دائمة مع اآلخرين ‪ ،‬كما أن الفرد ال يستطيع إيقاف اندفاعاته‬
‫وتهوراته وإهاناته‬
‫أو عدوانه تجاه نفسه وتجاه اآلخرين ‪.‬‬
‫المعايير العامة لتشخيص اضطرابات الشخصية‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬نمط دائم من الخبرة الداخلية والسلوك يحيد (يشذ) بدرجة كبيرة عن المعايير االجتماعية‬
‫والسلوك في ثقافة الفرد ‪ .‬ويتمثل هذا النمط في مجالين أو أكثر مما يأتى ‪:‬‬
‫‪ -1‬المعرفة‪ :‬وتتعلق بطرق إدراك وفهم الذات وفهم اآلخرين واألحداث‪.‬‬
‫‪ -2‬الوجدان‪ :‬يسود الوجدان إنفعاالت شديدة والتأرجح وعدم التناسب مع الموقف‪.‬‬
‫‪ -3‬العالقات بين األفراد (عالقات سيئة ومضطربة مع اآلخرين كاألسرة أو األصدقاء أو‬
‫الزمالء) ‪.‬‬
‫‪ -4‬عدم التحكم في االندفاعات ‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬نمط دائم من التصلب يشمل جميع المواقف الشخصية واالجتماعية يؤدي الى‪:‬‬
‫الشعور بالكدر أو الكرب (الشعور بالضغط النفسي) وإختالل في األداء االجتماعي أو‬ ‫‪‬‬
‫المهنى ‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬يتسم هذا النمط باألزمان (عدة سنوات) والثبات عبر مدى واسع من المواقف الشخصية‬
‫واالجتماعية ‪ .‬ويمكن تعقب بداية االضطراب من الماضي بداية من مرحلة المراهقة ‪.‬‬

‫‪- 44 -‬‬
‫حقوق النشر محفوظة لمركز اإلرشاد النفسي جامعة عين شمس‬

‫رابعاً‪ :‬يؤدي االضطراب الى كرب جوهرى إكلينيكياً أو عجز في المجاالت الحياتية الهامة مثل‬
‫الجوانب االجتماعية والمهنية ‪..‬الخ ‪.‬‬
‫خامساً‪ :‬يتم التشخيص بداية من المراهقة وبداية الرشد ‪ .‬من سن ‪ 18‬سنة‬
‫سادساً‪ :‬هذه األعراض ال تتداخل وال تنطبق على االضطرابات النفسية األخرى ‪.‬‬
‫سابعاً‪ :‬هذه األعراض ال تعزي ألسباب فسيولوجية مثل تعاطي المخدرات أو العقاقير الطبية أو‬
‫إصابة الدماغ‪.‬‬
‫وتنقسم اضطرابات الشخصية إلى ثالث فئات‪ :‬الفئة (أ) ‪:‬الشخصية البارنوية (الهذائية) واضطراب‬
‫الشخصية الفصامية‪ ،‬واضطراب الشخصية فصامية النمط ‪.‬‬
‫والفئة (ب) وتتضمن اضطراب الشخصية المضادة للمجتمع ‪ ،‬واضطراب الشخصية الهستيرية ‪،‬‬
‫اضطراب الشخصية النرجسية ‪ ،‬واضطراب الشخصية الحدية ‪.‬‬
‫والفئة (ج) وتتضمن اضطراب الشخصية التجنبية واضطراب الشخصية االعتمادية واضطراب‬
‫الشخصية الوسواسية القهرية ‪ ،‬واضطراب الشخصية غير المحددة النوعية ‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬نمط دائم من التصلب يشمل جميع المواقف الشخصية واالجتماعية يؤدي الى الشعور بالكدر‬
‫أو الكرب (الشعور بالضغط النفسي) وإختالل في األداء االجتماعي أو المهنى ‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬يتسم هذا النمط باألزمان (عدة سنوات) والثبات عبر مدى واسع من المواقف الشخصية‬
‫واالجتماعية ‪ .‬ويمكن تعقب بداية االضطراب من الماضي بداية من مرحلة المراهقة ‪.‬‬
‫رابعاً‪ :‬يؤدي االضطراب الى كرب جوهرى إكلينيكياً أو عجز في المجاالت الحياتية الهامة مثل‬
‫الجوانب االجتماعية والمهنية ‪..‬الخ ‪.‬‬
‫خامساً‪ :‬يتم التشخيص بداية من المراهقة وبداية الرشد ‪.‬‬
‫سادساً‪ :‬هذه األعراض ال تتداخل وال تنطبق على االضطرابات النفسية األخرى ‪.‬‬
‫سابعاً‪ :‬هذه األعراض ال تعزي ألسباب فسيولوجية مثل تعاطي المخدرات أو العقاقير الطبية أو‬
‫إصابة الدماغ‪.‬‬
‫بين اإلضطراب النفسى (المشخص على المحور األول)‪ ،‬وبين إضطراب الشخصية المشخص على‬
‫المحو ار لثانى (‪:)AXIS II‬‬
‫‪- 45 -‬‬
‫مركز اإلرشاد النفسي‬
‫البرنامج التدريبي في علم النفس االكلينيكي‬

‫إضطراب المحور األول‪ :‬أساساً إضطرابات لها بداية محدودة وليست نامية مع الشخص دون‬
‫بداية واضحة مثل إضطراب الشخصية‪ ،‬وبالطبع هناك إختالف عن الشخصية قبل المرض‪.‬‬

‫إن إضطرابات المحور األول‪ :‬محدودة فى تأثيرها على الوظائف النفسية مثل التفكير أو‬ ‫‪‬‬
‫الوجدان‪ ،‬بينما إضطرابات الشخصية يتضمن نواح كثيرة فى إدراكات الشخص وتعامالته‪.‬‬
‫يسهل عالج إضطرابات المحور األول‪ :‬إما دوائياً أو نفسياً أو كالهما‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫وكثي اًر ما يكون مضطرب الشخصية غير راض بسبب تأثير سلوكه على اآلخرين أو لعدم‬ ‫‪‬‬
‫قدرته على األداء الفعال لوظيفته‪..‬‬
‫وقد يحدث هذا حتى فى حالة كون األنماط المؤدية إلى هذه الصعوبات متوافقة مع االنا‬ ‫‪‬‬
‫(أى أن سمات الشخصية ال تعتبر مرفوضة من الشخص نفسه)‪ ،‬وفى حاالت أخرى قد تكون‬
‫األنماط غير متوافقة مع األنا ولكن يجد الشخص صعوبة فى تغييرها رغم ما يبذله من‬
‫محاوالت‪.‬‬
‫السمات العامة التى تميز أضطراب الشخصية فى كل أنواعه هى‪:‬‬
‫نمط غير محدد من الخبرة والسلوك الذي ينحرف بدرجة ملحوظة عن توقعات بيئته‬ ‫‪‬‬
‫المحيطة‪ ،‬هذا النمط يتغير بإثنتين أو أكثر ممايلى‪:‬‬
‫المعرفة‪ :‬ويقصد بها طرق اإلدراك والتفسير للنفس ولآلخرين ولألحداث‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫وجدانياً‪ :‬ويقصد بها مدى الوجدان وشدته والتقلب اإلنفعالى ومناسبة اإلستجابة اإلنفعالية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫العالقة باألشخاص‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫التحكم فى النزاعات‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫نمط غير قاطع من عدم المرونة والمشوه عبر مدى متسع من المواقف اإلجتماعية‬ ‫‪‬‬
‫والشخصية‪.‬‬
‫النمط غير القاطع يؤدى إلى كرب ملحوظ أو خلل وظيفى أو إجتماعى‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪- 46 -‬‬
‫حقوق النشر محفوظة لمركز اإلرشاد النفسي جامعة عين شمس‬

‫هذا النمط الثابت مدته طويله وتعود بدايته إلى المراهقة أو بداية سن الرشد‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫وال يعد هذا النمط غير القاطع أحد مظاهر أو مضاعفات مرض نفسى آخر‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫وال يرجع لتأثيرات فسيولوجية مباشرة لتعاطى مادة مثل‪ :‬اإلدمان أو عقار عالجى أو لحالة‬ ‫‪‬‬
‫مرضية جسمانية مثل‪ :‬إصابة الرأس ‪.‬‬

‫األهداف التعليمية أن تكون قاد اًر على ‪:‬‬


‫توضيح المالحمح األساسية لكل نوع من االضطرابات الشخصية ‪ ،‬والطرق البديلة للتشخيص وفق‬
‫البديل التشخيصي اإلصدار الخامس ‪.DSM-5‬‬
‫تحديد السمات الرئيسية لكل نوع من اضطرابات الشخصية وفق الدليل التشخيصي‬ ‫‪-‬‬
‫اإلصدار الخامس ‪.DSM-5‬‬
‫‪ -‬وصف عوامل المخاطرة الوراثية والعصبية البيولوجية واالجتماعية‪ ،‬وعوامل المخاطرة األخرى‬
‫بالنسبة لإلضطرابات الشخصية وفق الدليل التشخيصي اإلصدار الخامس ‪.DSM-5‬‬
‫منهج الدليل التشخيصي – اإلصدار الخامس ‪:DSM-5‬‬
‫يعتمد الدليل التشخيصي – اإلصدار الخامس ‪ DSM-5‬تقسيماً يضع أنواع من اضطرابات‬
‫الشخصية العشرة ضمن ثالث مجموعات ‪:‬‬
‫‪ -‬ذلك أنه وضع اضطرابات السلوك الفردى أو الشاذ ضمن (المجموعة أ)‪ ،‬الدرامي المثير أو‬
‫العاطفي أو المنحرف ضمن (المجموعة ب)‪ ،‬السلوك القلق الذي يشوبه الذعر ضمن (المجموعة‬
‫ج)‪ .‬تشكل هذه المجموعات إطا اًر تنظيمياً مفيداً لمناقشاتنا في هذا العمل ‪.‬‬
‫‪ -‬ويوضح الجدول اضطرابات الشخصية ‪ ،‬مالمحها األساسية ‪ ،‬وتقسيمها الى مجموعات ‪.‬‬
‫دراسة حالة ‪ :‬ماري ‪Mary‬‬
‫ماري شابة عزباء ‪ ،‬كان عمرها ‪ 26‬عاماً‪ :‬حين دخلت مستشفى األمراض النفسية أول مرة ‪ ،‬وقد‬
‫كانت تخضع للمعالجة خارج المستشفى على يد أحد األطباء النفسيين مرات عديدة ‪ ،‬ولكن تفكيرها‬
‫المتواصل في جرح وحرق وقتل نفسها جعل طبيبها النفسي يعتقد في النهاية الى إنها تحتاج إلى‬
‫أكثر من العالج خارج المستشفى‬
‫‪- 47 -‬‬
‫مركز اإلرشاد النفسي‬
‫البرنامج التدريبي في علم النفس االكلينيكي‬

‫‪.....................................................................‬‬
‫‪ -‬كانت أول تجربة لماري مع طبيب نفسي عندما كانت في مرحلة المراهقة ‪ ،‬حينما تدنت درجاتها‬
‫بشدة في الصف الحادي عشرة ‪ ،‬مما دفع ذلك والديها إلى السك في أنها تتعاطى المخدرات ‪،‬‬
‫كانت تتأخر خارج المنزل ‪ ،‬حتى أنها كانت تظل في الخارج طوال الليل ‪.‬‬
‫‪ -‬وغالباً ما كانت تهرب من المدرسة ‪ .‬ثم بدأت في تلقى المعالجة األسرية ‪ ،‬ومضت في‬
‫المعالجة بشكل جيد في البداية ‪ ،‬فكانت ماري متحمسة للطبيب النفسي المعالج ‪ ،‬بل كانت تسعى‬
‫الى جلسات إضافية وخاصة معه ‪.‬‬
‫وأثناء الجلسات الخاصة ‪ ،‬أفصحت ماري عن أنها‪:‬‬
‫‪ -‬قد تناولت العقاقير المخدرة بشكل كبير بما في ذلك "أي شئ تطاله يدها" ‪ ،‬وقد كانت مشتتة‬
‫واضطرت لممارسة الرذيلة أكثر من مرة للحصول على ثمن المخدرات ‪ ،‬أما عن عالقاتها مع‬
‫أقرانها فأقل ما يقال أنها كانت متقلبة ‪.‬‬
‫‪ -‬فقد كان هناك أصدقاء جدد يظهرون باستمرار ‪ ،‬وكانت ماري تعتقد في البداية أنهم أفضل‬
‫األصدقاء ‪ ،‬لكنهم ما يلبثوا أن يخيبوا ظنها ‪ ،‬وفي الغالب وتخلون عنها بطرق موجعة ‪.‬‬
‫‪ -‬إال شخص واحد أعجبت به كثي اًر ‪ ،‬فلم يكن لماري أصدقاء ‪ ،‬وقد قالت أنها ابتعدت عن‬
‫اآلخرين لخوفها من أن يسببوا لها األذى ‪ ،‬بطريقة ما ‪.‬‬
‫وبعد عدة أسابيع من المعالجة األسرية ‪:‬‬
‫‪ -‬الحظ والدها أن ماري غاضبة من الطبيب المعالج ‪ ،‬وتعامله بأسلوب سيئ ‪ ،‬ثم رفضت ماري‬
‫االستمرار في أي جلسات أخرى ‪.‬‬
‫‪ -‬وقد علم األب أثناء حوار الحق مع الطبيب أن ماري حاولت إغراء الطبيب جنسياً أثناء‬
‫جلساتهما الخاصة ‪.‬‬
‫‪ -‬وأن تغير معاملتها معه الى األسوء جاء رداً على رفضه وتمنعه ‪ ،‬بالرغم من محاولته أن يكون‬
‫أسلوبه في معاملتها يجمع بين الحزم والدفء والتعاطف ‪.‬‬

‫‪- 48 -‬‬
‫حقوق النشر محفوظة لمركز اإلرشاد النفسي جامعة عين شمس‬

‫استطاعت ماري أن تتخرج في المدرسة الثانوية ‪:‬‬


‫والتحقت بكلية محلية ‪ ،‬ولكن سرعان ما عادت األعراض القديمة إلى الظهور الدرجات المتدنية ‪،‬‬
‫والتغيب عن الفصول ‪ ،‬واالستمرار في تعاطي المخدرات‪ ،‬وعدم االهتمام بالدراسة ‪.‬‬
‫مما دفعها في النهاية الى االنقطاع عن الكلية في منتصف الفصل الدراسي األول من عامها‬
‫الثاني ‪ ،‬وبعد تركها للكلية ‪.‬‬
‫عملت ماري في عدة وظائف قليلة األجر وال يدوم معظمها لفترة طويلة ‪.‬‬
‫‪ -‬وذلك ألن عالقاتها مع زمالءها كانت على نفس نهج عالقاتها مع زمالءها في المدرسة‬
‫الثانوية ‪.‬‬
‫وكلما التحقت ماري الوظيفة جديدة كانت تجد شخصاً تعجب به بشدة ‪ ،‬ولكن يقع بينهما ما يعكر‬
‫صفوهما ‪.‬‬
‫‪ -‬فتنتهى العالقة بصورة مؤسفة ‪.‬‬
‫كانت غالباً سيئة الظن ودائمة الشك في زمالئها في العمل ‪ ،‬وقد قالت بأنها سمعتهم‬ ‫‪-‬‬
‫يتأمرون لمنعها من الترقي في وظيفتها ‪.‬‬
‫كانت متسرعة في اكتشاف المعاني الخفية في سلوكهم ‪ ،‬كما هو الحال عندما كانت آخر‬ ‫‪-‬‬
‫شخص يطلب منه توقيع بطاقة تهنئة بعيد ميالد ‪ ،‬فقد فسرت ذلك بأنها أكثر شخصية‬
‫مكروهة في المكتب ‪.‬‬
‫‪ -‬أشارت إلى أنها تشعر بذبذبات تصدر من اآلخرين ‪ ،‬ويمكنها أن تعرف أنهم يكرهونها حقاص ‪،‬‬
‫حتى إذا لم يكن هناك دليل مباشر على ذلك ‪.‬‬
‫أدى تقلب حالة ماري المزاجية ما بين ‪:‬‬
‫فترات من االكتئاب وحدة الطبع إلى سعيها للعالج عدة مرات‪ ،‬ولكن بعد أن تكون متحمسة في‬
‫البداية ‪.‬‬
‫سرعان ما تسوء عالقاتها مع الطبيب المعالج ‪ ،‬مما يؤدي إلى إنهاء العالج قبل اآلوان ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫وقبل احتجازها في المستشفى كانت قد تلقت العالج لدى ستة أطباء ‪.‬‬

‫‪- 49 -‬‬
‫مركز اإلرشاد النفسي‬
‫البرنامج التدريبي في علم النفس االكلينيكي‬

‫اضطرابات الشخصية ‪ The Personality Disorders‬هي عبارة عن‪ :‬مجموعة مختلفة من‬
‫االضطرابات تتحدد من خالل المشكالت المتعلقة بثبات الوعي اإليجابي للذات ‪ ،‬وتكوين‬
‫العالقات المستمرة البناءة ‪.‬‬
‫إننا نقوم من حين آلخر وبدرجات متفاوتة بالتصرف والتفكير والشعور أو اإلحساس ‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫بطرق تبدو مشابهة ألعراض اضطرابات الشخصية ‪.‬‬
‫إال أن االضطرابات الشخصية الفعلية يمكن تميزها وتعريفها من خالل طرق يظهر فيها‬ ‫‪-‬‬
‫اإلفراط الزائد أو التطرف المرضي ‪.‬‬
‫ومن خاللها تظهر هذه الصفات ‪ .‬كما أن اضطرابات الشخصية تتسم باستمرارها‬ ‫‪-‬‬
‫وتكرارها ‪.‬‬
‫وسوف نبدأ هنا بالتركيزعلى كيفية تصنيف اضطرابات الشخصية وفق الدليل التشخيصي‬ ‫‪-‬‬
‫‪ DSM‬وعلى القضايا المتعلقة بالتصنيف ‪ ،‬وعلى نظام بديل للتصنيف والذى تم إدراجه في‬
‫ملحق الدليل التشخيصي في إصداره الخامس ‪. DSM-5‬‬
‫ثم ننتقل الى الدراسات الطبية لإلضطرابات الشخصية ولمناقشات أسبابها ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫وسوف تختتم بمناقشة ودراسة عالج اضطرابات الشخصية ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫وسوف تعتمد تغطيتنا في كل جزء على مقدار المعرفة عن اضطراب الشخصية المحدد‬ ‫‪-‬‬
‫مع مراعاة أن هناك القليل من الدراسات الخاصة باضطراب الشخصية المتكلف المصطنع‬
‫‪. histrionic personality disorder‬‬
‫‪ -‬بينما هناك وفرة من الكتابات حول اضطرابات الشخصية المناهض للمجتمع ‪antisocial‬‬
‫‪. personality disorder‬‬

‫المجموعة (أ) ‪ :‬شاذة غريبة )‪(Odd/Eccentric‬‬

‫عدم الثقة والشك فى اآلخرين‪.‬‬ ‫البارانويا ‪paranoid‬‬

‫تجنب العالقات االجتماعية‪ ،‬وانخفاض معدل التعبير العاطفي‪.‬‬ ‫فصامية ‪schizoid‬‬

‫‪- 50 -‬‬
‫حقوق النشر محفوظة لمركز اإلرشاد النفسي جامعة عين شمس‬

‫عدم القدرة على تكوين صداقات حميمة‪ ،‬واضطراب معرفي ‪،‬‬


‫شبه فصامية ‪Scizotypal‬‬
‫والسلوك الشاذ‪.‬‬

‫المجموعة(ب)‪ :‬درامية ‪ /‬تائهة )‪(Dramatic/ erratic‬‬

‫المجتمع‬ ‫مناهضة‬
‫عدم مراعاة حقوق اآلخرين وانتهاكها‪.‬‬
‫‪Antisocial‬‬

‫عدم االستقرار في العالقات الشخصية‪ ،‬والنظرة الى الذات ‪،‬‬


‫حــديــة ‪Borderline‬‬
‫والتهور الواضح‪.‬‬

‫االنفعالية المبالغ فيها‪ ،‬والرغبة في لفت األنظار‪.‬‬ ‫تكلفية ‪Histrionic‬‬

‫التكبر ‪ ،‬وحب اإلعجاب ‪ ،‬وقلة التعاطف ‪.‬‬ ‫نرجسية ‪Narcissistic‬‬

‫المجموعة (ج)‪ :‬قلقة‪ ،‬خائفة )‪(anxious/fearful‬‬

‫عدم التعايش االجتماعي‪ ،‬الشعور بعدم الكفاءة‪ ،‬والحساسية‬


‫تجنبية ‪Avoidant‬‬
‫المفرصة تجاه التقييم النفسي ‪.‬‬

‫المبالغة في االحتياج الى االهتمام والسلوك الخاضع المذعن ‪،‬‬


‫تبعية ‪dependant‬‬
‫والخوف من االنفصال ‪.‬‬

‫قهرية‬ ‫وسواسية‬
‫االستغراق في الترتيب ‪ ،‬واالكتمال ‪ ،‬والتحكم ‪.‬‬ ‫‪obsessive-‬‬
‫‪compulsive‬‬
‫قد يصاب كثير من األشخاص الذين يعانون من االضطرابات النفسية مثل‪ :‬االضطراب االكتئابي‬
‫الرئيسي أو اضطراب القلق ‪ ،‬باضطرابات الشخصية ‪ ،‬وعندما يحدق هذا الترافق يحدد اضطراب‬
‫الشخصية شكل األعراض االكتئابية أو القلقة ‪.‬‬
‫فعلى سبيل المثال فالشخص ‪ :‬الذي يشخص حالته على أنه مصاب باضطراب القلق وكذا‬
‫اضطاب الشخصية الوسواسية القهرية ستظهر عليه أعراض القلق تجاه السهي للكمال وطرق بسط‬
‫سيطرته ‪.‬‬

‫‪- 51 -‬‬
‫مركز اإلرشاد النفسي‬
‫البرنامج التدريبي في علم النفس االكلينيكي‬

‫ترتبط اضطرابات الشخصية المختلطة بكثير من األعراض الحادة وتني األداء االجتماعي وسوء‬

‫المحصلة العالجية وذلك ألسباب عديدة ‪ ،‬ونتيجة لهذا ‪ ،‬فإن معالجة اضطرابات الشخصية غالباً‬
‫ما تصطدم بالظروف المحيطة ‪.‬‬
‫الثبات التشخيصي ‪:Dignostic Reliability‬‬
‫كان تشخيص االضطرابات الشخصية قبل الدليل التشخيصي في إصداره الثالث ‪ DSM-III‬غير‬
‫دقيق بالمرة‪ ،‬فقد كان من الممكن أن يقوم أحد األطباء بتشخيص حالة مريض يعانى من األعجاب‬
‫بالذات والزهو على أنه يعانى من اضطراب الشخصية النرجسي ‪.‬‬
‫‪-‬بينما قد يقوم طبيب آخر بتشخيص حالة هذا المريض على أنه يعاني من اضطراب الشخصية‬
‫الهستيرية المتكلف ‪ .‬إال أن الدليل التشخيصي في إصداره الثالث ‪ DSM-III‬اتخذ توجهاً يهدف‬
‫الى الوصول الى دقة عالية من خالل اتباع معيار تشخيصي محدد الضطرابات الشخصية ‪.‬‬
‫‪ -‬كما فعل مع االضطرابات األخرى ‪..................................‬‬
‫‪ -‬وقد أيضاً ابتكار مقابالت شخصية مهيكلة لتقييم اضطرابات الشخصية وقد ساعدت هذه‬
‫المقابالت أيضاً في زيادة دقة التشخيص ‪.‬‬
‫جدول معدالت الدليل التشخيصي ‪DSM‬الضطرابات الشخصية في المجتمع والبيئات العالجية‬

‫نسبة االنتشار في‬ ‫نسبة االنتشار‬


‫النسبة وفق النوع‬ ‫االضطراب‬
‫البيئة العالجية ‪%‬‬ ‫في المجتمع ‪%‬‬

‫اإلناث < الذكور‬ ‫‪4.2‬‬ ‫‪1.9‬‬ ‫العظمة ‪Paranoid‬‬

‫الذكور < اإلناث‬ ‫‪1.4‬‬ ‫‪0.6‬‬ ‫فصامية ‪Schizoid‬‬

‫الذكور = اإلناث‬ ‫‪0.6‬‬ ‫‪0.6‬‬ ‫شبه فصامية ‪Schizotypal‬‬

‫الذكور < اإلناث‬ ‫‪3.6‬‬ ‫‪3.8‬‬ ‫مناهضة للمجتمع ‪Antisocial‬‬

‫اإلناث < الذكور‬ ‫‪9.3‬‬ ‫‪2.7‬‬ ‫حدية ‪Borderline‬‬

‫اإلناث < الذكور‬ ‫‪1.0‬‬ ‫‪0.3‬‬ ‫تكلفية ‪Histrionic‬‬

‫‪- 52 -‬‬
‫حقوق النشر محفوظة لمركز اإلرشاد النفسي جامعة عين شمس‬

‫الذكور < اإلناث‬ ‫‪2.3‬‬ ‫‪1.0‬‬ ‫نرجسية ‪Narcissistic‬‬

‫اإلناث < الذكور‬ ‫‪14.7‬‬ ‫‪1.2‬‬ ‫تجنبية ‪Avoidant‬‬

‫اإلناث < الذكور‬ ‫‪1.4‬‬ ‫‪0.3‬‬ ‫تبعية ‪Dependant‬‬

‫‪8.7‬‬ ‫وسواسية – قهرية ‪1.9 Obsessive-‬‬


‫اإلناث < الذكور‬
‫‪Compulsive‬‬

‫‪- 53 -‬‬
‫مركز اإلرشاد النفسي‬
‫البرنامج التدريبي في علم النفس االكلينيكي‬

‫جدول درجة الصدق الضطرابات الشخصية‬

‫درجة الصدق‬ ‫االضطراب‬

‫‪0.86‬‬ ‫ارتيابية ‪Paranoid‬‬

‫‪0.69‬‬ ‫فصامية ‪Schizoid‬‬

‫‪0.91‬‬ ‫شبه فصامية ‪Schizotypal‬‬

‫‪0.97‬‬ ‫مناهضة للمجتمع ‪Antisocial‬‬

‫‪0.90‬‬ ‫حدية ‪Borderline‬‬

‫‪0.83‬‬ ‫تكلفية ‪Histrionic‬‬

‫‪0.88‬‬ ‫نرجسية ‪Narcissistic‬‬

‫‪0.79‬‬ ‫تجنبية ‪Avoidant‬‬

‫‪0.86‬‬ ‫تبعية ‪Dependant‬‬

‫‪0.85‬‬ ‫وسواسية – قهرية ‪Obsessive-Compulsive‬‬


‫ومن بين القضايا المتعلقة بقياس اضطرابات الشخصية ‪ :‬هي إذا ما كان األشخاص قادرين على‬
‫وصف شخصياتهم بدقة ‪ .‬عندما تمت مقارنة تقرير المرضى حول أ‘راض اضطراب الشخصية‬
‫الذي يظهر عليهم بالتقارير التى قدمها األهل واألصدقاء عنهم ‪ ،‬فإن االتفاق بين هذه التقارير كان‬
‫منخفضاً ‪ .‬من المثير لألهتمام أن هذه الطريقة ليست السبيل األمثل كي يتغلب األشخاص على‬
‫مشاكلهم ‪ ،‬ففي بعض األحيان يكون المرضى أكثر فظاظة عما جاء بوصف األهل واألصدقاء ‪،‬‬
‫وأحياناً يكونوان أقل جفافاً عندم يصفون أعراضهم ‪.‬‬
‫على كل حال ‪ :‬فإن النظر الى اضطرابات الشخصية من أكثر من زاوية هو أمر هام ‪ .‬كما أن‬
‫مقابلة األشخاص الذين يعرفون المريض معرفة جيدة يحسن من صدق التشخيصات ‪ .‬أن ما يقل‬
‫عن ‪% 10‬‬

‫‪- 54 -‬‬
‫حقوق النشر محفوظة لمركز اإلرشاد النفسي جامعة عين شمس‬

‫من الدراسات المنشورة حول اضطرابات الشخصية هي التى اعتمدت على جمع معلومات من‬
‫أشخاص آخرين بخالف المريض الذى تشخص حالته ‪.‬‬
‫‪ -‬ورغماً عن ذلك فإن المعايير التشخيصية غالباً ما ترى أن المصابين باضطرابات الشخصية‬
‫يميلون الى رؤية أنفسهم بطرق منحرفة ‪.‬‬
‫بالرغم من أن التعريف الواضح الضط اربات الشخصية يشير الى‪:‬‬
‫وجوب ثباتها بمرور الوقت‪ ،‬ومن ثم فنصف األشخاص الذين تم تشخيص حاالتهم على أنها‬
‫اضطرابات في الشخصية ال تظهر عليهم نفس التشخيصات عند مرحلة معينة ‪ ،‬وذلك عند مقابلتهم‬
‫بعد عامين ‪.‬‬
‫‪ -‬تشر هذه النتائج الى أن كثير من اضطرابات الشخصية قد ال تكون مزمنة كما أشار الدليل‬
‫التشخيصي ‪.‬‬
‫االعتالل المشترك ‪:Comorbidity‬‬
‫تكمن المشكلة الرئيسية في تصنيف اضطرابات الشخصية في تزامنها المرضي مع بعضها البعض‬
‫‪ ،‬وتوضح الحالة السريرية "ماري" هذه المشكلة ‪.‬‬
‫فبالنسبة لماري ‪ :‬فقد توافرت فيها المعايير التشخيصية ليس فقط الخاصة باضطراب الشخصية‬
‫الحدي ‪ ، borderline personality disorder‬ولكن أيضاً ‪ ،‬الضطراب الشخصية البارانويا‬
‫‪. paranoid personality disorder‬‬
‫‪ -‬إن ما يزيد على ‪ %50‬من الناس الذين يظهر التشخيص أنهم يعانون من اضطراب في‬
‫الشخصية تتوافر فيهم لمعايير التشخيصية الضطراب اآلخر في الشخصية ‪.‬‬
‫وتعتبر هذه الحقائق غير مشجعة ‪ ،‬عندما نقوم بتفسير البحث الذي يقارن األشخاص الذين يعانون‬
‫من نوع محدد من االكتئاب بآخرين أو بمجموعة أخرى منضبطة ‪ .‬فعلى سبيل المثال ‪:‬‬
‫لو أننا وجدنا أن األشخاص الذين يعانون من اضطراب الشخصية البينية أو الحدية مختلفين عن‬
‫األشخاص الطبيعيين ‪ ،‬فهل النتيجة التى نتوصل إليها تعتبر قاصرة على اضطراب الشخصية‬
‫البينية أو الحدية أم أنها مرتبطة ومتعلقة باضطرابات الشخصية بشكل عام ؟‬
‫النوع واالضطرابات الشخصية ‪Gender and Personality Disorder‬‬
‫‪- 55 -‬‬
‫مركز اإلرشاد النفسي‬
‫البرنامج التدريبي في علم النفس االكلينيكي‬

‫يتباين انتشار العديد من االضطرابات الشخصية بشكل كبير حسب النوع‪:‬‬


‫فعلى سبيل المثال تعتبر المرأة أكثر عرضة من الرجل للتشخيص باالضطرابات المحايدة ‪،‬‬
‫والهستيرية ‪.‬‬
‫‪ -‬في حين أن الرجل يعتبر أكثر عرضة من المرأة للتشخيص بأنواع معينة من االضطرابات مثل‬
‫اضطرابات الشخصية المناهضة للمجتمع ‪ ،‬واالضطرابات النرجسية ‪.‬‬
‫جدول األنماط الخمس الرئيسية للشخصية و‪ 25‬عالمة مميزة لها وفق ادليل التشخيصي –‬
‫اإلصدار الخامس‬
‫(‪ )1‬التأثر السلبي (مقابل الثبات العاطفي)‬

‫أشعر بالقلق البالغ حيال أشياء مريعة قد تحدث‬ ‫القلق‬ ‫*‬

‫عدم االستقرار العاطفي ال أعرف أبدأ الى ما قد تتحول إليه مشاعري من حين آلخر‬ ‫*‬

‫أنا عنيف وأتصدى ألي شخص يستحق ذلك‬ ‫العدائية‬ ‫*‬

‫أصبح متمسكاً بشئ ما وال استطيع التوقف عن ذلك ‪.‬‬ ‫المداومة‬ ‫*‬

‫التخوف من االنفصال أشعر بالهلع من أصبح بدون شخص يحبني‬ ‫*‬

‫أقوم بما يخبرني به اآلخرين‬ ‫الخضوع‬ ‫*‬

‫(‪ )2‬االنعزال (مقابل االنبساط)‬

‫غالباً ال استمتع بالحياة‬ ‫أندام التلذذ‬ ‫*‬

‫يبدو المستقبل بال أمل‬ ‫الكآبة‬ ‫*‬

‫العالقات أتخوف من العالقات الرومانسية‬ ‫تجنب‬ ‫*‬


‫الحميمية‬

‫هناك كثيرون يحاولون االيقاع بي‬ ‫التشكك‬ ‫*‬

‫ال أود إمضاء كثير من الوقت مع اآلخرين‬ ‫االنسحاب‬ ‫*‬

‫ال أتفاعل مع األمور التى قد تثير مشاعر اآلخرين‬ ‫التأثر المحدود‬ ‫*‬

‫(‪ )3‬الخصومة (مقابل التوافق)‬

‫أقوم بأمور كي أتيقن من انتباه الناس لي‬ ‫السعي للفت االنتباه‬ ‫*‬

‫‪- 56 -‬‬
‫حقوق النشر محفوظة لمركز اإلرشاد النفسي جامعة عين شمس‬

‫ال أهتم بمشاكل اآلخرين‬ ‫تحجر المشاعر‬ ‫*‬

‫ال أتردد في الغش إذا ما كان هذا في صالحي‬ ‫الغش‬ ‫*‬

‫بصدق ‪ ..‬إننى أهم من اآلخرين‬ ‫هوس العظمة‬ ‫*‬

‫من السهل لدى أن أتالعب باآلخرين‬ ‫التالعب‬ ‫*‬

‫(‪ )4‬عدم التعايش (مقابل الوعي)‬

‫ال استطيع التركيز في أي شئ‬ ‫الشرود‬ ‫*‬

‫دائماً أقوم بأمور وليدة اللحظة‬ ‫االندفاعية‬ ‫*‬

‫أقطع وعوداً ال أنوى تحقيقها‬ ‫انعدام المسئولية‬ ‫*‬

‫انعدام المثالية المتصلبة إذا لم يكن ما أقوم به مثالياً تماماً ‪ ،‬فلن أقبل به‬ ‫*‬

‫ال حدود عندي عندما يتعلق األمر بالقيام بأمور خطرة‬ ‫اإلقدام على المخاطرة‬ ‫*‬

‫(‪ )5‬الذهانية‬

‫يرى البعض أن سلوكي غريب‬ ‫غرابة األطوار‬ ‫*‬

‫اإلدراك أرى األشياء من حولى حقيقة أكثر أو أقل من المعتاد‬ ‫اضطراب‬ ‫*‬
‫المعرفي‬

‫معتقدات وتجارب غير في بعض األحيان يمكننى أن أؤثر في األخرين من خالل‬ ‫*‬
‫إرسال أفكاري إليهم ‪.‬‬ ‫معتادة‬

‫المعايير البديلة الضطراب الشخصية بالدليل التشخيصي – اإلصدار الخامس ‪:DSM-5‬‬


‫‪ -‬اإلضرار البالغ بالذات واألداء االجتماعي ‪.‬‬
‫‪ -‬وجود عرض مرضي واحد على األقل متعلق بالشخصية ‪.‬‬
‫‪ -‬خلل بالشخصية مستمر وسائد‪.‬‬
‫اضطرابات بالشخصية ال يمكن تفسيرها وفق تطورها وال وفق البيئة االجتماعية الثقافية أو تعاطي‬
‫العقاقير أو أى سبب نفسي آخر أو لسبب دوائي‪.‬‬
‫( اضطراب الشخصية )‬
‫ترتبط ابعاد سمات الشخصية بالعديد من جوانب الضبط‬
‫النفسي وحتى النواتج الجسدية ‪:‬‬

‫‪- 57 -‬‬
‫مركز اإلرشاد النفسي‬
‫البرنامج التدريبي في علم النفس االكلينيكي‬

‫فعل سبيل المثال ‪ ،‬فإن‬


‫العـديـد مـن االضطـرابات النفسية مثل القلق واالكتئاب‬
‫واضطـراب األعـراض الجسدية يمكن أن ترتبط بزيادة‬
‫السمات الشخصية مثل الفاعلية السلبية ‪.‬‬
‫‪ -‬كما أن السمات‬
‫الشخصية ساعدت الدليل التشخيصي ووفرت المزيد من‬
‫الدراسات حول الشخصية ‪.‬‬
‫المعايير البديلة الضطراب الشخصية بالدليل التشخيصي – اإلصدار الخامس ‪:DSM-5‬‬
‫‪ -‬اإلضرار البالغ بالذات واألداء االجتماعي ‪.‬‬
‫‪ -‬وجود عرض مرضي واحد على األقل متعلق بالشخصية ‪.‬‬
‫‪ -‬خلل بالشخصية مستمر وسائد‪.‬‬
‫‪ -‬اضطرابات بالشخصية ال يمكن تفسيرها وفق تطورها وال وفق البيئة االجتماعية الثقافية أو‬
‫تعاطي العقاقير أو أى سبب نفسي آخر أو لسبب دوائي‪.‬‬
‫يتم تعريف اضط اربات الشخصية‪:‬‬
‫بأنها الطرق السائدة وطويلة اآلجل من الوجود الذي يتسبب في الضغط وإلحاق الضرر من خالل‬
‫تأثيرها على الوعي والعواطف ‪ ،‬والعالقات والتحكم في االنفعاالت ‪ .‬ويشترك معظم الناس‬
‫المصابين باضراب في الشخصية ‪ ،‬يشتركون في تعرضهم لظروف الحالة المرضية اضطرابات‬
‫اكتئابية واضطرابات القلق إضافة إلى اضطرابات الشخصية األخرى ‪.‬‬
‫ووفق معيار الدليل التشخيصي ‪ DSM‬يتم تصنيف اضطرابات الشخصية الى ثالث مجموعات ‪:‬‬
‫بما يعكس فكرة أن هذه االضطرابات تتميز بالسلوك الغريب ‪ /‬الشاذ (المجموعة أ) ‪ ،‬أو السلوك‬
‫المسرحي المثير العاطفي أو الشارد المنحرف (المجموعة ب) أو اللسوك الذي يتسم بالقلق والرعب‬
‫(المجموعة ج) ‪.‬‬

‫‪- 58 -‬‬
‫حقوق النشر محفوظة لمركز اإلرشاد النفسي جامعة عين شمس‬

‫الفئة (أ) من اضطرابات الشخصية‬


‫‪ -1‬اضطراب الشخصية البارانوية (الهذائية)‪:‬‬
‫؟‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫محكات تشخيص ‪ :‬اضطراب الشخصية البارانوية‪:‬‬

‫أ‪ -‬شك شامل في اآلخرين وانعدام الثقة فيهم ‪ ،‬وتفسير دوافعهم تفسي اًر سيئاً‪ .‬ويبدأ منذ‬
‫مرحلة الرشد المبكرة يتضح هذا الشك في أربعة أو أكثر مما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬الشك – بدون دليل كاف – أن اآلخرين يستغلونه أو يحاولون إيقاع األذى به‬
‫وخداعه ‪.‬‬

‫‪ -2‬يشك في إخالص ووالء اآلخرين (األصدقاء‪ ،‬الزمالء‪ ،‬األقارب) بحيث يصبحوا‬


‫موضع تساؤل‪.‬‬

‫‪ -3‬تجنب الحديث عن نفسه العتقاده أن هذه المعلومات قد يستخدمها اآلخرون‬


‫ضده‪.‬‬

‫‪ -4‬تفسير المالحظات البريئة بأنها تتضمن معاني اإلقالل من الشأن أو التهديد‪.‬‬

‫‪ -5‬ال يغفر أى إهانة أو إساءة ‪.‬‬

‫‪ -6‬يتصور أن اآلخرين يعتدون على شخصه وسمعته ويسارع بأفعال غاضبة‪.‬‬

‫‪ -7‬تكرار الشك بدون مبرر في إخالص زوجته ‪( ،‬أو فى إخالص زوجها)‪.‬‬

‫ب‪ -‬ال ينطبق عليها معايير الفصام أو اإلضطراب الدوري أو االكتئاب المصحوب‬
‫بأعراض ذهانية أو ألي أسباب فسيولوجية أو طبية أخرى ‪.‬‬

‫جـ‪ -‬قد تكون هذه األعراض بداية للفصام ‪.‬‬

‫‪ -2‬اضطراب الشخصية الفصامية‪:‬‬


‫؟‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫محكات تشخيص ‪ :‬اضطراب الشخصية الفصامية (اإلنعزالى)‬

‫أ‪ -‬نمط متواصل من العزلة بعيداً عن الناس مع عدم التجاوب االنفعالي في مواقف العالقات بين‬
‫األفراد‪ .‬ويظهر في سياقات متعددة ‪ .‬ويتحدد بوجود أربعة أو أكثر من األعراض اآلتية‪:‬‬

‫‪ -1‬العزوف عن التفاعل االجتماعي وعدم االستمتاع بالعالقات الشخصية الحميمة ‪ ،‬بما في ذلك‬
‫أن يكون جزء من األسرة ‪.‬‬

‫‪ -2‬التفضيل الدائم لألنشطة الفردية التى تتطلب العزلة ‪.‬‬

‫‪- 59 -‬‬
‫مركز اإلرشاد النفسي‬
‫البرنامج التدريبي في علم النفس االكلينيكي‬

‫‪ -3‬ضعف االهتمامات الجنسية ‪.‬‬

‫‪ -4‬االكتفاء بنمط قليل من المتعة هذا إذا قام بأى أنشطة (إجتماعية او مهنية أو أسرية)‪.‬‬

‫‪ -5‬يفتقر الى الصداقة الحميمة (فيما عدا األقرباء من الدرجة األولى) ‪.‬‬

‫‪ -6‬غير مكترث بالثناء أو النقد من اآلخرين ‪.‬‬

‫‪ -7‬يتسم بالبرود االنفعالي وتسطح العواطف‪.‬‬

‫ب‪ -‬ال يكون الشخص مريض بالفصام أو االضطراب الدوري أو االكتئاب الذهانى أو الذهان أو‬
‫التوحد أو كعرض لتأثيرات فسيولوجية أو طبية ‪.‬‬

‫‪ -3‬اضطراب الشخصية فصامية النمط‪:‬‬


‫؟‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫محكات تشخيص ‪ :‬اضطراب الشخصية فصامية النمط‬

‫أ‪ -‬نمط شامل من العجز االجتماعي (العالقات مع اآلخرين) وضعف في القدرة على إقامة‬
‫عالقات حميمة مع اآلخرين مع تحريفات (انحرافات) إدراكية ومعرفية مع غرابة في السلوك‬
‫تبدأ في مرحلة الرشد المبكر ‪ .‬ويتحدد هذا النمط بوجود خمسة أو أكثر من األعراض اآلتية‪:‬‬

‫‪ -1‬يعتقد أنه محور اهتمام اآلخرين ‪ ،‬وأنهم يتحدثون أو يتغامزون عنه (مع استبعاد الهذاءات‬
‫المرجعية كما فى البارانويا)‪.‬‬

‫‪ -2‬االعتقاد في الخرافات والتخاطر والحاسة السادسة والسحر ‪ ،‬وال يتفق ذلك مع المعايير‬
‫الثقافية الفرعية التى قد تعتقد بالتخاطر أو الحاسة السادسة ‪.‬‬

‫‪ -3‬يعتقد أن لديه خبرات إدراكية غير عادية تشمل أوهاماً بدنية (خداع حسي بدني) مثالً لديه‬
‫قدرة جنسية غير عادية أو معدة تهضم الزلط (قدرات خارقة)‪.‬‬

‫‪ -4‬غرابة تفكيره وحديثه (تفاصيل غير مطلوبة‪ ،‬تعقد فى الكالم‪ ،‬تداخل في الموضوعات‪،‬‬
‫التحزلق في اللغة واستخدام المحسنات البديعية في اللغة)‪.‬‬

‫‪ -5‬الشك أو األفكار االضطهادية ‪.‬‬

‫‪ -6‬عدم مالئمة العواطف للمواقف ‪ ،‬وفتور (ضعف) هذه العواطف‪.‬‬

‫‪ -7‬غرابة أو شذوذ في السلوك والمظهر‪.‬‬

‫‪ -8‬االفتقار للعالقات الحميمة (فيما عدا أسرته األولى) ‪.‬‬

‫‪- 60 -‬‬
‫حقوق النشر محفوظة لمركز اإلرشاد النفسي جامعة عين شمس‬

‫‪ -9‬قلق اجتماعي متزايد ال يتناقض مع الحميمية السوية مع اآلخرين ويميل ألن يرتبط مع‬
‫مخاوف اضطهادية (بارانويا) وليس بسبب أحكام سلبية عن الذات‪.‬‬

‫ب‪ -‬ال يحدث بسبب الفصام أو األضطراب الدوري أو االكتئاب الذهاني أو أي مرض ذهاني‬
‫آخر أو التوحد ‪.‬‬

‫جـ‪ -‬ال يكون مقدمة للفصام ‪.‬‬

‫الفئة (ب) من اضطرابات الشخصية‬


‫‪ -1‬اضطراب الشخصية المضادة للمجتمع‪:‬‬
‫؟‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫محكات تشخيص ‪ :‬اضطراب الشخصية المضادة للمجتمع‬

‫أ‪ -‬هذه الشخصية تتسم بالفشل في بناء عالقات اجتماعية صحيحة‪ ،‬مع االندفاعية وغياب الشعور‬
‫بالذنب مع العجز التام عن االستفادة من الخبرة السابقة ويتسم الشخص بميل شديد للعدوان‬
‫واالستهانة بحقوق اآلخرين وإتيان سلوك مضاد للقانون واألعراف في المجتمع ‪ .‬ويجب أن يتوفر‬
‫لدى الفرد ثالثة أو أكثر من األعراض التالية‪:‬‬

‫‪ -1‬العجز عن االمتثال للمعايير االجتماعية المتعلقة بالسلوكيات الجائزة قانونياً (واألتيان بالسلوك‬
‫اإلجرامي مما يعرضه للوقوع تحت طائلة القانون)‪.‬‬

‫‪ -2‬الميل إلى الخداع والغش‪ .‬ويظهر ذلك في تكرار الكذب واالحتيال على اآلخرين والظهور‬
‫بمظهر الرجل الطيب والمثالي بهدف تضليل اآلخرين ‪.‬‬

‫‪ -3‬األندفاع والعجز عن التخطيط للمستقبل ‪.‬‬

‫‪ -4‬التهيج والعدوانية التى تتحدد في تكرار الشجار أو االعتداء البدني على اآلخرين‪.‬‬

‫‪ -5‬التهور واالستهانة بسالمة نفسه أو اآلخرين‪.‬‬

‫‪ -6‬التحرر من المسئولية كما يتمثل في فشله المتكرر في االستمرار في عمل واحد ‪.‬‬

‫‪ -7‬العجز عن الوفاء بالتزاماته المالية ‪.‬‬

‫‪ -8‬غياب الشعور بالذنب والندم ‪ ،‬كما يظهر ذلك في عدم األكتراث بمشاعر اآلخرين وتبرير‬
‫إيذائهم ‪.‬‬

‫ب‪ -‬بشرط أال يقل عمر الشخص عن ‪ 18‬سنة‪.‬‬

‫جـ‪ -‬ويشترط وجود اضطرابات سلوكية لها تاريخ مرضي قبل سن الخامسة عشر ‪.‬‬

‫‪- 61 -‬‬
‫مركز اإلرشاد النفسي‬
‫البرنامج التدريبي في علم النفس االكلينيكي‬

‫د‪ -‬االضطراب ليس بسبب الفصام أو االضطراب الدوري‪.‬‬

‫‪ -2‬اضطراب الشخصية البينية‪ /‬الحدية‪:‬‬

‫؟‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫محكات تشخيص ‪ :‬اضطراب الشخصية الحدية‬

‫أ‪ -‬نمط عام دائم من التقلب وعدم الثبات في العالقت مع اآلخرين ‪ ،‬وكذلك فيما‬
‫يتعلق بصورة الذات والعواطف مع االندفاع الشديد (في السلوك والوجدان) ويبدأ في‬
‫مرحلة الرشد المبكر ‪ ،‬ويظهر في خمسة بنود أو أكثر مما يلي ‪:‬‬

‫‪ -1‬جهود متالحقة ومستمرة لتجنب هجر اآلخرين له سواء أكان حقيقياً أو متخيالً ‪.‬‬

‫‪ -2‬التقلب ما بين التطرف في التقديس والتطرف في التحقير (مثلما يحدث في‬


‫الحب أو الصداقة بين شخصين)‪.‬‬

‫‪ -3‬تذبذب كبير في صورة الذات ما بين التقدير الى االنتقاص والتقليل من الشأن‬
‫أو السلوك المشوه للذات‪.‬‬

‫‪ -4‬االندفاعية في مجالين على األقل مثل التبذير أو الجنس أو تعاطي المخدرات‬


‫أو القيادة المتهورة أو األكل بشراهة ‪ ،‬وجميعهم قد يحدثوا إض ار اًر بالفرد‪.‬‬

‫‪ -5‬تكرار السلوك االنتحاري أو التهديد باالنتحار أو تشويه الذات ‪.‬‬

‫‪ -6‬التقلب الوجدانى مثل نوبات شديدة من تعكر المزاج أو االستثارة أو القلق الذي‬
‫يستمر عاده لبضع ساعات وناد اًر ما يستمر أليام قليلة ‪.‬‬

‫‪ -7‬مشاعر مزمنة بأنه فارغ داخلياً‪.‬‬

‫‪ -8‬غضب شديد ال مبرر له وصعوبة في السيطرة على الغضب ويشمل ذلك تكرار‬
‫االنفعال والغضب الثابت أو ربما الشجار الجسدي المتكرر‪.‬‬

‫‪ -9‬تفكير بارانويا (هذائي) مؤقت يظهر عند حدوث ضغوط‪.‬‬

‫‪ -10‬أعراض انشقاقية شديدة مثل نسيان تفاصيل األحداث فيما يتعلق بالمواقف‬
‫الضاغطة‪.‬‬

‫‪- 62 -‬‬
‫حقوق النشر محفوظة لمركز اإلرشاد النفسي جامعة عين شمس‬

‫‪ -3‬اضطراب الشخصية الهستيرية‪:‬‬

‫؟‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫محكات تشخيص‪ :‬اضطراب الشخصية الهيستيرية‬

‫أ‪ -‬حب الظهور وجذب االنتباه واالنفعال المفرط‪ ،‬تبدأ فى الرشد المبكر وتوجد في عدة سياقات‬
‫وتتبين في خمسة (أو أكثر) مما يأتى‪:‬‬

‫‪ -1‬الشعور بالضيق حين ال يكون محط أنظار اآلخرين ‪.‬‬

‫‪ -2‬سلوك يتسم باإلثارة واالنفعال أو إغراء جنسي (عير مالئم) لآلخرين ‪.‬‬

‫‪ -3‬تحول سريع من الحب الى الكراهية‪.‬‬

‫‪ -4‬عدم االهتمام وضحالة في التعبير عن العواطف ‪.‬‬

‫‪ -5‬يهتم بالمظهر الجسمي والمالبس بصورة مفرطة‪.‬‬

‫‪ -6‬يحاول التأثير في اآلخرين – لجذب اآلخرين – إلقناعهم بوجهة نظرة (التى قد ال يجانبها‬
‫الصواب) ‪.‬‬

‫‪ -7‬استعراض مع مبالغة في االنفعال‪.‬‬

‫‪ -8‬يسهل التأثير عليه من األخرين ‪.‬‬

‫‪ -9‬يعتقد أن عالقاته قوية باآلخرين (مع أن ذلك غير واقعي)‪.‬‬

‫‪ -4‬اضطراب الشخصية النرجسية‪:‬‬

‫‪ 3 2‬؟‬ ‫‪1‬‬ ‫محكات تشخيص ‪ :‬اضطراب الشخصية النرجسية‬

‫أ‪ -‬نمط دائم من الشعور بالعظمة والتضخم (في الخيال أو السلوك)‪ ،‬والحاجة لإلعجاب ونقصان‬
‫التعاطف مع اآلخرين ويبدأ في م رحلة الرشد المبكر ويظهر في عدة سياقات كما يتبين في خمسة أو‬
‫أكثر مما يلي ‪:‬‬

‫‪ -1‬لديه شعور بالعظمة ألهمية الذات (مثالً يضخم من إنجازاته وعبقريته ‪ ،‬ويتوقع أن يعترف به‬
‫كمتفوق مع أن انجازاته عادية وليست عبقرية كما يعتقد‪.‬‬

‫‪ -2‬ينشغل بتخيالته لنجاحاته الكبيرة أو قوته أو لمعانه أو جماله أو حبه المثالي (الذى ال مثيل له فى‬
‫العالم) ‪.‬‬

‫‪ -3‬يعتقد أنه مميز وفريد وأنه يتفاهم فقط مع كبار القوم أو كبار السياسيون والمفكرون‪.‬‬

‫‪- 63 -‬‬
‫مركز اإلرشاد النفسي‬
‫البرنامج التدريبي في علم النفس االكلينيكي‬

‫‪ -4‬يطلب اعجاب متزايد من اآلخرين ‪.‬‬

‫‪ -5‬لديه حس بالتأهل (أو التقلب)‪ ،‬مثالً توقعات غير مبررة وغير منطقية لطريقة عالج مفضلة بصفة‬
‫خاصة‪ ،‬أو طاعة عمياء لتوقعاته (غير المنطقية والمبالغ فيها)‪.‬‬

‫‪ -6‬يمهد لعالقات مع اآلخرين (لألحتيال على اآلخرين لتحقيق نجاحات لنفسه)‪.‬‬

‫‪ -7‬نقص التعاطف وال يرغب في االعتراف بمشاعر واحتياجات اآلخرين‪.‬‬

‫‪ -8‬يحسد اآلخرين غالباً أو أن اآلخرين يحسدونه ‪.‬‬

‫‪ -9‬يظهر التكبر وسلوكيات واتجاهات متغطرسة ‪.‬‬

‫الفئة (ج) من اضطرابات الشخصية‬


‫‪ -1‬اضطراب الشخصية التجنبية‪:‬‬

‫‪ 3 2‬؟‬ ‫‪1‬‬ ‫محكات تشخيص ‪ :‬اضطراب الشخصية التجنبية‪:‬‬

‫أ‪ -‬يتسم أصحابها بعدم االعتناء بالعالقات االجتماعية‪ ،‬ويشعر بقلة الحيلة ويحكم سلبياً على نفسه‬
‫والحساسية االجتماعية‪ ،‬وتبدأ في مرحلة الرشد المبكر‪ ،‬ويتبين في أربعة (أو أكثر) مما يأتي‪:‬‬

‫‪ -1‬يتجنب االحتكاك باآلخرين (حتى فى العمل) خشية من النقد أو اللوم‪.‬‬

‫‪ -2‬ال يندمج بسهولة مع اآلخرين إال إذا وثق أنهم يهتمون به ‪.‬‬

‫‪ -3‬يتجنب العالقات الحميمة (مثل الحب) لخوفه من الخزى والسخرية‪.‬‬

‫‪ -4‬يخشى النقد أو الرفض من اآلخرين ‪.‬‬

‫‪ -5‬يشعر بقلة الحيلة والضعف في المواقف االجتماعية الجديدة‪.‬‬

‫‪ -6‬شعور بالنقص والدونية (وأنه غير جذاب)‪.‬‬

‫‪ -7‬يخشى االشتراك في أى أنشطة اجتماعية أو مهنية الحتمال الحرج‪.‬‬

‫‪ -2‬اضطراب الشخصية االعتمادية‪:‬‬

‫‪ 3 2 1‬؟‬ ‫محكات تشخيص ‪ :‬اضطراب الشخصية االعتمادية‬

‫أ‪ -‬يتوقع وينتظر الرعاية من اآلخرين دائماً‪ ،‬ويؤدي ذلك لسلوك خضوع وخوف من انقطاع الرعاية‪،‬‬
‫ويبدأ في مرحلة الرشد المبكر ‪ ،‬ويتبين في خمسة (أو أكثر) مما يأتى‪:‬‬

‫‪- 64 -‬‬
‫حقوق النشر محفوظة لمركز اإلرشاد النفسي جامعة عين شمس‬

‫‪ -1‬ينتظر النصائح عند اتخاذ ق اررات يومية عادية‪.‬‬

‫‪ -2‬يعتقد تحمل اآلخرين لسلوكياته وأفعاله‪.‬‬

‫‪ -3‬ال يعارض اآلخرين (األسر ‪ ،‬أو الرؤساء في العمل) غالباً خوفاً من فقدان المساندة واالستحسان‪.‬‬

‫‪ -4‬نقص في الثقة بالنفس عند الحكم على األمور‪.‬‬

‫‪ -5‬ينتظر ويتوقع دائماً طلب الرعاية والعون من اآلخرين حتى لو أدى ألشياء بغيضة (تقديم تنازالت‬
‫غير مبررة قد تمس األخالق أو القيود المتعارف عليها في ثقافة الفرد)‪.‬‬

‫‪ -6‬يشعر بقلة الحيلة والعجز عندما يكون وحده‪.‬‬

‫‪ -7‬يسعى لتكوين عالقة أخرى للرعاية عندما تنقطع صالته الحميمة مع من يرعونه‪.‬‬

‫‪ -8‬عقله مشغول دائماً باحتمال أن يكون وحيداً بدون رعاية ‪.‬‬

‫‪ -3‬اضطراب الشخصية الوسواسية‬


‫؟‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫محكات تشخيص ‪ :‬اضطراب الشخصية الوسواسية‬

‫أ‪ -‬األنشغال المفرط بالنظام والترتيب والسعي نحو الكمال وذلك على حساب المرونة‪،‬‬
‫ويبدأ مع مرحلة الرشد المبكر‪ .‬ويتبين في أربعة (أو أكثر) مما يأتي‪:‬‬

‫‪ -1‬ينشغل بالتفاصيل والتنظيم‪ ،‬بحيث ينحرف عن أ÷دافه الرئيسية (ال ينجز المهمة‬
‫بسبب انشغاله بالتفاصيل)‪.‬‬

‫‪ -2‬الرغبة فى الكمال (وهذا مستحيل للبشر)‪.‬‬

‫‪ -3‬انشغال مفرط وتام للعمل واالنتاج على حساب حياته االجتماعية ‪.‬‬

‫‪ -4‬يقظ الضمير بدرجة مفرطة‪.‬‬

‫‪ -5‬متصلب في الموضوعات األخالقية والقيم‪.‬‬

‫‪ -6‬يؤدي عمله بنفسه (ألنه ال يثق بأداء اآلخرين)‪.‬‬

‫‪ -7‬بخيل مع نفسه ومع اآلخرين‪.‬‬

‫‪ -8‬متصلب وعنيد‪.‬‬

‫‪- 65 -‬‬
‫مركز اإلرشاد النفسي‬
‫البرنامج التدريبي في علم النفس االكلينيكي‬

‫اضطراب الشخصية غير المحدد‪:‬‬


‫هذه فئة ال تستوفي معايير اضطرابات الشخصية السابقة‪ ،‬فقد يوجد (مثالً أكثر من اضطراب‬
‫شخصية للفرد‪ .‬أو وجود عرض واحد للرغبة في الكمال‬
‫مثالً‪ :‬يحيل حياة الفرد الى جحيم ‪ ،‬وهذه األعراض تجعل الفرد غير متكيف وتؤثر على حياته‬
‫المهنية واالجتماعية‪.‬‬
‫وتتضمن هذه الفئة اضطراب الشخصية االكتبائية واضطراب الشخصية العدوانية – السلبية‪.‬‬

‫المجموعة الشاذة‪ /‬الغريبة‪:‬‬


‫‪:Odd/Eccentric Duster‬‬
‫تتضمن مجموعة اضطرابات الشخصية في المجموعة الشاذة ‪ /‬الغريبة ‪ :‬اضطراب الشخصية‬
‫البارانويا واالضطراب الفصامي ‪ ،‬وذي الطابع الفصامي ‪ ،‬وتحمل أعراض هذه االضطرابات الثالثة‬
‫كثي اًر من الشبه مع أنماط التفكير واألعراض التى قد نشهدها في اضطراب الفصام ‪.‬‬
‫إال أنه في هذه المجموعة ال تكون هذه األعراض بذات الحدة التى هي عليها عند اإلصابة‬
‫بالفصام ‪.‬‬
‫البارانويا‬
‫معدل الدليل التشخيصي ‪ DSM-5‬الضطراب الشخصية البارانويا ‪:‬‬
‫اضطراب الشخصية البارانويا ‪ : Paranoid‬يسـئ األشـخاص المصابــون بـاضطـراب الشخص ـيـة‬
‫البارانويا الظن باآلخرين ‪ ،‬ويؤثر سوء الظن هذا على عالقتهـم باألسرة والزمالء والمعارف العامة ‪.‬‬

‫فهم يتوقعون أن يتم إساءة معاملتهم واستغاللهم ولذلك فإنهم يتسمون بالكتمان ويتربصون دائماً‬
‫وباستمـرار لعالمات الخداع وإساءة المعاملة ‪ .‬وهـم دائماً أو في أغلب األحيان يتسمون بالعدائية ورد‬
‫الفعل الغاضب تجاه اإلهانات المتوهمة ‪ ،‬وربما يقرؤون رسائل تهديد خفية داخل أو في خضم‬
‫األحداث ‪.‬‬

‫‪- 66 -‬‬
‫حقوق النشر محفوظة لمركز اإلرشاد النفسي جامعة عين شمس‬

‫معدل الدليل التشخيصي ‪ DSM-5‬الضطراب الشخصية البارانويا ‪:‬‬


‫وجود أربعة أو أكثر من عالمات عدم الثقة والشك ‪.‬‬
‫خالل فترة البلوغ المبكرة وأن تظهر في أحد األشكال التالية ‪-:‬‬
‫الظن غير المبرر بالتعرض لألذي ‪ ،‬أو االحتيال أو االستغالل ‪.‬‬ ‫•‬
‫الشكوك غير الثابتة في والء األصدقاء والزمالء وإخالصهم وجدارتهم بالثقة ‪.‬‬ ‫•‬
‫عدم الثقة في اآلخرين والشك فيهم ‪.‬‬ ‫•‬
‫الميل الى قراءة معانى خفية في تصرفات اآلخرين العادية ‪.‬‬ ‫•‬
‫حمل الضغينة بدون داع ‪.‬‬ ‫•‬
‫ردود فعل غاضبة تجاه هجمات متوهمة على الشخصية أو السمعة ‪.‬‬ ‫•‬
‫شك غير ثابت في إخالص الشريك ‪.‬‬ ‫•‬

‫ويختلــف هــذا االضط ـراب عــن الفصـام االرتـيابـي‪:Paranoid Schizophrenia‬‬


‫وذلك ألن األعراض األخرى ‪:‬‬
‫للفصام غيـر مـوجـودة في هذا االضطراب مثل الهالوس‪ ،‬كما‬
‫أنه أقل أض ار اًر من ناحية األداء اجتماعياً والمهنى ‪.‬‬
‫إضافة الى‪:‬‬
‫عدم وجود فقدان التنظيم المعرفي الذي يتميز به الفصام ‪ ،‬وهو أيضاً يختلف عن االضطراب‬
‫الوهمي ‪ ،‬ألن األوهام في صورتها الكاملة تعتبر غير موجودة فيه ‪ ،‬فاالضطرابات البارانويا في‬
‫الشخصية يترافق حدوثها غالباً مع أنواع أخرى من اضطراب الشخصية وهي االضطراب ذي‬
‫الطابع الفصامي ‪ ،‬واالضطراب المحايد‪ ،‬واالضطراب االجتنابي أو التجنبي ‪.‬‬
‫اضطراب الشخصية الفصامي ‪: Schizoid Personality Disorder‬‬
‫األشخاص المصابين باضطراب الشخصية الفصامي‬
‫مثـل ‪ :‬حـالـة جــو ‪ ......... Joe‬ال يرغبون‬
‫وال يستمتعـون بعـالقـات اجتـماعيــة ‪.‬‬
‫‪- 67 -‬‬
‫مركز اإلرشاد النفسي‬
‫البرنامج التدريبي في علم النفس االكلينيكي‬

‫وعـادة ال يكـون لهــم ‪:‬‬


‫أصدقـاء مقربـون ‪ ،‬ويتسـم مظـهرهــم يتسم بالغباء ويكونون مملين يميلون الى العزلة ‪ ،‬وليست لديهم‬
‫أقل المشاعر الدافئة والـرقيـقة تجـاه اآلخـريـن ‪ ،‬ونـاد اًر ما يحرمـون المشاعـر أو العواطف القويـة‬
‫الجياشة‪.‬‬
‫‪ -‬وال يستمتعون بممارسة الجنس !!!!!‬
‫‪ -‬وال يقومون إال بالقليل من األنشطة التى تبعث على السرور‪ ،‬وال يـبالـون باإلطـراء أو االنتـقاد أو‬
‫آراء اآلخـريــن ‪ ،‬وهــم وحيدون يهتمون باألمور التى تغلب عليها العزلة واالنفرادية‪.‬‬
‫‪ -‬ويعتبر االعتالل المشترك في أعلى درجاته مع اضطراب الشخصية ذي النمط الفصامي‬
‫‪Schizotypal‬‬
‫واضطراب الشخصية التجنبي ‪ Avoidant‬واالضطراب البارانويدي ‪ ، Paranoid‬ويرجع ذلك على‬
‫األرجح الى تشابه المعايير التشخيصية لتلك األنواع األربعة من االضطرابات‬

‫معيار الدليل التشخيصي ‪ DSM-5‬الضطراب الشخصية الفصامي‪:‬‬


‫وجود أربعة أو أكثر من عالمات االنفصال في العالقات الشخصية والمشاعر المكبوحة خالل فترة‬
‫البلوغ المبكرة وأن تظهر في أحد األشكال التالية‪:‬‬
‫عدم وجود رغبة في العالقات الحميمية أو االستمتاع بها ‪.‬‬ ‫•‬
‫إيثار العزلة بصورة دائمة تقريباً ‪.‬‬ ‫•‬
‫قلة االهتمام بممارسة الجنس مع اآلخرين ‪.‬‬ ‫•‬
‫قلة أو عدم الشعور بالسرور ‪.‬‬ ‫•‬
‫عدم وجود أصدقاء ‪.‬‬ ‫•‬
‫عدم االكتراث تجاه مديح أو نقد موجه من اآلخرين ‪.‬‬ ‫•‬
‫التأثر الفاتر واالنفصال العاطفي ‪.‬‬ ‫•‬

‫‪- 68 -‬‬
‫حقوق النشر محفوظة لمركز اإلرشاد النفسي جامعة عين شمس‬

‫دراسة حالة‬
‫حالة سريرية "جو ‪: "Joe‬‬
‫"جو" البالغ من العمر ‪ 53‬عاماً واحد من المحاربين الفيتناميين القدامى ‪ ،‬وهو رجل غير متزوج ‪،‬‬
‫وقد حوله الممارس العام الى المعالجة ‪ ،‬وقد كان هذا الطبيب الممارس العام مهتماً بانعزال "جو"‬
‫عن الحياة ‪ .‬وقد وافق "جو" على مضض أن يعرض نفسه على معالج نفسي ‪.‬‬
‫بقى "جو" لعدة أعوام عاطالً عن العمل يعيش على معاش ضئيل تمنحه له إدارة المحاربين القدامى‬
‫‪ ،‬وقال بإنه ال يسعد بتسوق وشراء البقالة ألنه ال يحب وجود أى أشخاص آخرين من حوله ‪.‬‬

‫غير أن صاحبة البيت الذى كان يقيم فيه أصرت على تعريفه على إحدى السيدات ‪ ،‬وذلك رغماً‬
‫عما أدباه من عدم االهتمام بأى واحدة من السيدات العشر الالتى أرغمته صاحبة البيت على‬
‫مقابلتهن ‪ ،‬فقد صرح بأنه لم يرغب أبداً في الحديث معهن ‪ ،‬وأثناء العالج كان صامتاً في أغلب‬
‫األحيان لفترات طويلة ‪.‬‬
‫وقد تحدث عن شعوره بأن اتصاله بالحياة قليل للغاية ‪ ،‬وأنه ال يشعر إال بالقليل من العاطفة‬
‫باستثناء أو نشاط يبعث في نفسه شعو اًر بالسعادة ‪.‬‬
‫وبعد مضي ستة اسابيع من العالج ‪ ،‬أعلن "جو" أنه ال يعتقد بأنه سيكون في يوم من األيام ذلك‬
‫الشخص الذي يشعر بأية بهجة من وراء الحديث عن األشياء وأنه قد اتخذ ق ار اًر بإنفاق كل مدخراته‬
‫المتبقية في شراء كوخ صغير في مكان ناء في مدينة "ماين" ‪.‬‬
‫وبد أنه مصمم على ق ارره ‪ ،‬مصرحاً أنه من خالل العيش هناك سيتمكن من تجنب التفاعالت مع‬
‫البشر ‪ ،‬ثم أنتقل راحالً في األسبوع التالى ‪.‬‬
‫اضطراب الشخصية ذو الطابع الفصامي ‪:Schizotypal Personality Disorder‬‬
‫يتميز اضطراب الشخصية ذو الطابع الفصامي من خالل األفكار والسلوكيات غير المعتادة‬
‫والغريبة‪ ،‬واالنفصـاالت البيئـية في الشخصية والشكـوك ‪ .‬وربما ‪:‬‬

‫‪- 69 -‬‬
‫مركز اإلرشاد النفسي‬
‫البرنامج التدريبي في علم النفس االكلينيكي‬

‫‪ -‬يـؤمن المصابون بهذا النوع من االضطراب بمعتقدات غـريبة‪ ،‬أو تفكير سـحري أو مـرتبط‬
‫بالشعـوذة ‪ ،‬على سبيـل المثال ‪ ،‬االعتقاد بأنهـم يطلعـون على الغيـب أو يقرؤن مـا على في عقـول‬
‫اآلخـرين‪.‬‬
‫‪ -‬ومـن الشائع بين هؤالء األشخاص أيضاً ‪ :‬وجود أفكار لديهم عــبارة عـن أفكـار مـرجعـية (وهى‬
‫االعتـقاد بأن األحـداث لها معنى خاص وغيـر عـادى بالنسبة لهـم شخصياً) ومـن الشائع أيضاً أنهـم‬
‫يظهرون الشك والتصور سـئ الظـن وربما يكون لديهم أيضاً خدع مرتدة أو معاكسة (مالحظات‬
‫حسية غير دقيقة) مثل الشعور بغياب قوة أو شخص ما ليس موجوداً هناك بالفعل ‪.‬‬
‫وقد يستخدمون في حديثهم كلمات بصياغة غير معتادة وغير واضحة – على سبيل المثال ‪ ،‬قد‬
‫يقولون ذات مرة "أنه ال يعد شخصياً قاد اًر على الحديث بشكل متواصل" ‪“Not Avery Talkable‬‬
‫”‪Person‬‬
‫‪ -‬وذلك في إشارة الى الشخص الذي ال يعد من السهل الحديث معه ‪ .‬وقد يكون مظهرهم‬
‫وسلوكهم غريباً أيضاً – فمثالً قد يتحدثون الى أنفسهم ‪ ،‬أو يقومون بارتداء مالبس قذرة‬
‫ومهلهلة غير مرتبة أو مهندمة ‪.‬‬
‫‪ -‬ويبدو تأثيرهم ضيق تافهاً‪ ،‬وهناك دراسة حول األهمية النسبية لهذه األعراض بالنسبة‬
‫للتشخيص وقد وجدت أن التصور سئ الظن‪ ،‬واألفكار المرجعية ‪ ،‬والوهام أكثر تفصيالً في‬
‫هذا الخصوص‪.‬‬
‫الدليل التشخيصي ‪ DSM-5‬الضطراب الشخصية ذى النمط الفصامي ‪:‬‬
‫وجود خمسة أو أكثر من هذه العالمات خالل فترة البلوغ المبكرة وأن تظهر في أحد األشكال‬
‫التالية ‪:‬‬
‫• األفكار المرجعية ‪.‬‬
‫• المعتقدات الغريبة أو التفكير الخيالي ‪ ،‬مثل اإليمان بشئ خارج نطاق اإلدراك الحسي ‪.‬‬
‫• التصورات غير العادية مثل المشاعر المنحرفة تجاه جسد شخص ما ‪.‬‬

‫‪- 70 -‬‬
‫حقوق النشر محفوظة لمركز اإلرشاد النفسي جامعة عين شمس‬

‫• نماذج وصيغ غريبة في التفكير والحديث ‪.‬‬


‫• شك وجنون ارتياب ‪.‬‬
‫• التأثر غير المناسب أو المحدود ‪.‬‬
‫• السلوك الشاذ والمظهر الغريب ‪.‬‬
‫• ندرة األصدقاء الحميمين ‪.‬‬
‫• القلق بشأن األشخاص اآلخرين رغم أنهم عاديين ‪.‬‬
‫ورغم أن الحالة ال تتطور الى اإلصابة بالفصام‪ ،‬إال أن المصابون باضطراب الشخصية ذي النمط‬
‫الفصامي ‪:‬‬
‫منعزلون اجتماعياً ‪ ،‬وهم في ذلك مثل األشخاص ذوي الشخصية الفصامية غير أنهم يظهرون‬
‫أعراضاً أخرى أكثر غرابة ‪ ،‬والتى تكون صورة من أعراض الفصام ‪.‬‬
‫‪ -‬وعادة ما ينطبق على األشخاص المصابون باضطراب الشخصية ذي النمط الفصامي معايير‬
‫اضطراب الشخصية االجتنابية ولعل السبب في هذا هو أنه يشتمل على االنفصال الشخصي ‪.‬‬
‫أسباب اضطرابات الشخصية في المجموعة الشاذة ‪ /‬الغريبة ‪:‬‬
‫ما الذي يؤدي الى التفكير الشاذ ‪ ،‬والسلوك الغريب ‪ ،‬والمشاكل الشخصية الداخلية التى تظهر في‬
‫هذه المجموعة من االضطرابات ؟وتبدو االضطرابات التى تتضمنها المجموعة (أ) ‪:‬‬
‫‪ -‬مرتبطة بالوراثة الى حد بعيد‪ .‬عالوة على ذلك فإن الباحثين ال يعرفون الكثير عن أسباب‬
‫اضطراب الشخصية البارانويا أو أسباب اضطراب الشخصية الفصامي ‪ ،‬فثلما يمكنك أن تتخيل أن‬
‫الناس المصابين بهذه االضطرابات من المؤكد أنهم كذا يكونوا محبذين أو مهتمين باستكمال‬
‫مقابالت البحث المطول ‪.‬‬
‫‪ -‬إننا نعرف الكثير عن أسباب اضطراب الشخصية ذي النمط الفصامي ‪ ،‬ويبدو أن اضطراب‬
‫الشخصية ذي الطابع الفصامي مرتبط بالقابلية للتعرض لإلصابة العصبية البيولوجية بالفصام ‪.‬‬
‫أقارب الشخص المريض بالفصام يكونون أكثر عرضة لخطر‬ ‫أظهرت دراسات األسرة أن‪:‬‬
‫اإلصابة باضطراب الشخصية ذي الطابع الفصامي ‪.‬‬

‫‪- 71 -‬‬
‫مركز اإلرشاد النفسي‬
‫البرنامج التدريبي في علم النفس االكلينيكي‬

‫‪ -‬كما اوضحت الدراسات أيضاً أن األشخاص المصابين باضطراب الشخصية ذي الطابع‬


‫الفصامي لديهم مشاكل أيضاً في األداء الوظيفي المعرفي والعصبي النفسي ‪ ،‬وتعتبر هذه‬
‫العيوب مشابهة للعيوب التى تظهر في حالة الفصام ولكنها أقل حدة ‪ ،‬وباإلضافة الى ذلك ‪:‬‬
‫وفي نتائج أخرى متفقة أظهرتها األبحاث ‪ ،‬فإن األشخاص المصابين باضطراب الشخصية ذي‬ ‫‪-‬‬
‫النمط الفصامي لديهم تجاويف دماغية واسعة ‪ ،‬ولديهم فص صدعي أو مادة دماغية أقل ‪.‬‬
‫‪ -‬وعلى الرغم من هذا التقارب الكبير مع اضطراب الفصام ‪ ،‬إال أن بعض األشخاص المصابين‬
‫باضطراب الشخصية شبه الفصامي ليس لديهم تاريخ أسري في اإلصابة بالفصام ‪ ،‬وهذه‬
‫المجموعات الفرعية غالباً ما تظهر عند مواجهة الصدمات أو النوائب ‪.‬‬
‫المجموعة المسرحية ‪ /‬الشاردة ‪: Dramatic / Erratic Cluster‬‬
‫‪ -‬إن اضطرابات الشخصية في المجموعة المسرحية ‪ /‬الشاردة‪ ،‬وهى اضطراب الشخصية البيئية‬
‫أو الحدية‪ ،‬واضطراب الشخصية الهستيرية‪ ،‬واضطراب الشخصية النرجسي‪ ،‬واضطراب‬
‫الشخصية المناهض للمجتمع ‪.‬‬
‫‪ -‬وهذه األنواع من االضطرابات تتميز باألعراض التى تتراوح بين السلوك المضطرب والفوضوي‬
‫بدرجة كبير أو المشتت ‪ ،‬الى تضخم اإلحساس وتقدير الذات والمشاعر العاطفية المبالغ فيها‪،‬‬
‫والسلوك الخارق للقواعد ‪.‬‬
‫‪ -‬وبصفة عامة ‪ ،‬هناك الكثير مما تم معرفته عن أسباب اضطرابات الشخصية في المجموعة‬
‫المسرحية ‪ /‬الشاردة أكثر مما تم معرفته عن باقي المجموعتين اآلخريين ‪.‬‬
‫‪ -‬اضطراب الشخصية المناهض ‪ /‬المضاد للمجتمع ‪ ،‬والمرض النفسي‪:‬‬
‫‪ -‬غالباً ما يتم استخدام مصطلحات مثل اضطراب الشخصية المناهض للمجتمع ‪ ،‬والمرض‬
‫النفسي المناهض للمجتمع (أحياناً يتم اإلشارة بهما الى المرض االجتماعي ‪.)Sociopathy‬‬
‫‪ -‬يتم استخدامهما بشكل متبادل ‪ .‬فالسلوك المناهض للمجتمع ‪ ،‬مثل انتهاك القوانين يعتبر‬
‫عنص اًر هاماً في كال المفهومين غير أن هناك اختالفات مهمة بين نوعي االضطراب ‪ ،‬أحد‬

‫‪- 72 -‬‬
‫حقوق النشر محفوظة لمركز اإلرشاد النفسي جامعة عين شمس‬

‫هذه االختالفات ‪ :‬هو أن اضطراب الشخصية المناهض للمجتمع يشمله معيار الدليل‬
‫التشخيصي ‪DSM‬‬
‫‪ -‬في حين أن المرض النفسي لم يشمله هذا المعيار ‪ .‬وفي الجزء التالى سوف نقوم بمراجعة‬
‫تعريفات كل من النوعين من االضطراب والتى تعتبر تفسيراتهما مرتبطتان ارتباطاً وثيقاً ‪ ،‬وبعد‬
‫ذلك سوف نقوم بمناقشة بحث حول أسباب هذه األعراض ‪.‬‬
‫معيار الدليل التشخيصي ‪ DSM-5‬الضطراب الشخصية المناهض ‪ /‬المضاد للمجتمع ‪:‬‬
‫‪ -‬ال يقل السن عن ‪ 18‬عام ‪.‬‬
‫‪ -‬وجود دليل على اضطراب السلوك قبل سن ‪ 15‬عام ‪.‬‬
‫‪ -‬ألن يكون النموذج السائد من تجاهل حقوق اآلخرين منذ عمر ‪ 15‬عام ‪ ،‬وتوافر ثالثة على‬
‫األقل من العوامل التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬انتهاك القانون بشكل متكرر ‪.‬‬
‫‪ -‬كثرة الخداع والكذب ‪.‬‬
‫‪ -‬التهور ‪.‬‬
‫اضطراب الشخصية المناهض للمجتمع ‪ –Antisocial Personality Disorder‬الوصف‬
‫السريري ‪:‬‬
‫يتضمــن اضط ـراب الشخصيــة المـناهـض‬
‫للمجتمع )‪ (APD‬إنكا اًر لحقوق اآلخرين في المجتمع‬
‫فالشخص المصـاب باضطـراب الشخصـية المناهـض‬
‫للمجتمع يتسم بالعدوانية ‪ ،‬والتقلب ‪ ،‬والتهور ‪ ،‬ويحدد‬
‫الدليل التشخيصي في إصداره الخامس وجود أعراض‬
‫اضطراب السلوك ‪. Conduct Disorders‬‬
‫وخالل ‪:‬‬
‫بــداي ــات فــترة المـ ارهــقة تظهــر على المصــابيــن‬
‫بـاضط ـراب الشخصية المناهــض للمجتمع )‪(APD‬‬
‫‪- 73 -‬‬
‫مركز اإلرشاد النفسي‬
‫البرنامج التدريبي في علم النفس االكلينيكي‬

‫أعراض مثل التغيب ‪ ،‬والهروب مـن المنزل والكذب‬


‫المتكــرر ‪ ،‬والسـرقـة ‪ ،‬والشغـب ‪ ،‬والتدمــير المنظـم‬
‫للملكية ‪.‬‬
‫فـاألشخـاص المصابـون باضطـراب ‪APD‬‬
‫تظهر بهم عدم القدرة على تحمل المسئولية والسلوك المناهض للمجتمع من خالل عدم المواظبة‬
‫على العمل ‪.‬‬
‫وانتهاك القوانين‪ ،‬والقابلية لالستفزاز واالعتداء البدني ‪ ،‬والتأخر عن سداد الديون ‪ ،‬والغش والتهور‬
‫أو االندفاع‪.‬‬
‫وعدم االهتمام بالتخطيط للمستقبل‪ ،‬وهم يظهرون اهتماماً قليالً بالحقيقة وال يشعرون بالندم على ما‬
‫اقترفوه‪.‬‬
‫تكون معدالت اإلصابة باضطراب ‪ APD‬أكثر ارتفاعاً عند الرجال مقارنة بالنساء‪ ،‬كما أن‬
‫المعدالت تصبح أكثر ارتفاعاً أيضاً بين البالغين الصغار أكثر من البالغين الكبار ‪.‬‬
‫ويبدو بعض الناس أنه قد نضج وكبر في السن بدون أن يصاب أو تظهر عليه األعراض وقد‬
‫جاء في إحدى الدراسات‪ ،‬أن األشخاص الذين تم احتجازهم من قبل في المستشفى قد تم متابعتهم‬
‫على مدار فترة تراوحت ما بين ‪ 45-16‬عاماً ‪.‬‬
‫‪ -‬فإن ربع هؤالء األشخاص قد تم شفاءه من اضطراب ‪ ، APD‬وأن ثلثهم قد تحسنت حالته ‪،‬‬
‫وحوالى ثالثة أرباع األشخاص المصابين باضطراب ‪ APD‬تتوافر فيهم المعايير التشخيصية‬
‫الضطراب آخر يعد إساءة استغالل الثروة هو األكثر شيوعاً من حيث االشتراك في الحالة‬
‫المرضية ‪.‬‬
‫لذا فال يدهشنا أن تكون المعدالت مرتفعة ملحوظة في دور الرعاية وإعادة التأهيل من إدمان‬ ‫‪-‬‬
‫المخدرات والكحول ‪ .‬إن ثالثة أرباع األشخاص الذين يعانون من االضطرابات تنطبق عليهم‬
‫معايير اضطراب ‪. APD‬‬

‫‪- 74 -‬‬
‫حقوق النشر محفوظة لمركز اإلرشاد النفسي جامعة عين شمس‬

‫المرض لنفسي ‪ Psychopathy‬الوصف السريري ‪:‬‬


‫‪ -‬أدرج مفهوم المرض النفسي في الدليل التشخيصي ضمن اضطراب الشخصية المناهض‬
‫للمجتمع )‪: (APD‬‬
‫وفي كتابه الكالسيكي "قناع العقل ‪ "The Mask of Sanity‬استند "هيرفي كليكلي ‪Hervey‬‬ ‫‪-‬‬
‫)‪: Cleckley (1976‬‬
‫‪ -‬الى الخبرة الطبية في صياغة المعايير التشخيصية للمرض النفسي ‪ ،‬وقد تركزت أعراض‬
‫المرض النفسي عند "كليكلي" على أفكار ومشاعر الشخص ‪ ،‬ووفقاً لوصف "كليكلي" ‪:‬‬
‫فإن واحدة من المالمح األساسية للمرض النفسي هي الفقر في العواطف‪ ،‬سواء االيجابية‬ ‫‪-‬‬
‫والسلبية ‪ ،‬فاألشخاص المصابين بالمرض النفسي ال يشعرون بالحرج‪ ،‬وأن مشاعرهم االيجابية‬
‫الظاهرية تجاه اآلخرين ليست سوى افتعال‪ ،‬وهم يبدون في الظاهر ذوي فتنة وسحر وجاذبية ‪.‬‬
‫‪ -‬وهم يستخدمون هذه الجاذبية في التأثير على اآلخرين من أجل المكاسب الشخصية ‪ ،‬وربما‬
‫يكون عدم احساسهم بالقلق عامالً يجعل من غير الممكن بالنسبة لهم أن تيعرفوا أو يتعلموا‬
‫من أخطاءهم‪.‬‬
‫في حين أن عدم وجود مشاعر إيجابية تقودهم الى التصرف بشكل يخلو من االحساس‬ ‫‪-‬‬
‫بالمسئولية ‪ ،‬وغالباً ما يكون تصرفهم قياساً تجاه اآلخرين‪ ،‬وهناك نقطة رئيسية أخرى في‬
‫وصف "كلينيكلي" هي أن‪:‬‬
‫السلوك المناهض للمجتمع والصادر عن مرض نفسي ‪ ،‬يتم القيام به بشكل متهور واندفاعي‪،‬‬ ‫‪-‬‬

‫وبقدر ما يرجع ذلك الى اإلثارة أو الميل الى اإلثارة ‪ ،‬بقدر ما توجد أسباب أخرى له منها مثالً‬
‫الكسب المادي ‪.‬‬
‫المعيار األكثر استخداماً في تقييم المرض النفسي هو قائمة الفحص النفسي المعدلة ‪:‬‬

‫ويستخدم القائمون بالقياس هذا المعيار عند إجراء المقابالت المكثفة ‪ ،‬ولكنهم يقومون أيضاً‬ ‫‪-‬‬
‫بجمع المعلومات من مصادر أخرى مثل السجالت الجنائية أو تقارير العمل االجتماعي ‪.‬‬
‫وبعضاً من القياسات العشرين تتوافق مع معايير اضطراب الشخصية المناهض للمجتمع‬
‫‪ APD‬بما فى ذلك جنوح األحداث ‪ ،‬والنزعة االجرامية ‪ ،‬واالندفاعية ‪ ،‬وانعدام المسئولية ‪،‬‬
‫‪- 75 -‬‬
‫مركز اإلرشاد النفسي‬
‫البرنامج التدريبي في علم النفس االكلينيكي‬

‫والهوس السطحي والكذب المرضي ‪ ،‬والمناورة ‪ ،‬ويتضمن المعيار أيضاً األعراض التأثيرية‬
‫مثل فقدا الحس ‪ ،‬وضحالة التأثر وانعدام الثقة ‪.‬‬
‫تختلف معايير الدليل التشخيصي – االصدار الخامس عن معايير المرض النفسي في نقاط‬
‫مهمة من بينها ‪:‬‬
‫‪ -‬ما يتعلق أن تظهر األعراض على الشخص قبل أن يبلغ الخامسة عشر من العمر ‪ ،‬وهذا ما‬
‫ادى الى ايجاد تمييز ملموس بين المتالزمتين ‪ ،‬فعشرين بالمئة فقط من األشخاص الذين‬
‫تشخص اصابتهم بأنها اضطراب الشخصية المناهض ‪ /‬المضاد للمجتمع ‪ APD‬تأتي‬
‫عالماتهم مرتفعة على معيار قائمة فحص المرض النفسي ‪.‬‬
‫حالة طبية سريرية ‪:‬‬
‫شاب فى التاسعة عشرة من عمره يعاني من اضطراب فى التنفس ‪ ،‬وسرعة نبضات قلبه ‪ ،‬واتساع‬
‫في حدقة العين نقله أحد أصدقاءه ‪ ،‬واعترف هذا الصديق فيما بعد أنهما قد قاما بتناول جرعة كبيرة‬
‫من الكوكايين قبل أن تبدأ األعراض في الظهور ‪.‬‬
‫‪ -‬فالرجالن لم يرغبا في فضح نفسيهما ‪ ،‬ولكن سرعان ما أصبح الفريق الطبي قاد ار على‬
‫الحصول على معلومات كافية مكنته من االتصال بوالدة المريض التى وصلت الى المستشفى‬
‫مترنحة تفوح منها رائحة الكحول ‪.‬‬
‫‪ -‬وعندما تم إجراء مقابلة معها ‪ ،‬قالت إن ابنها له تاريخ طويل من العصيان والتحلل من قيود‬
‫العائلة أو األسرة وأنشطتها ‪.‬‬
‫وعندما حاولت أن تضع قواعد ‪ ،‬أصبح يتناقش معها بعنف ‪ ،‬فهو في الغالب يبقى خارج‬
‫المنزل ‪ ،‬وقالت أيضاً ‪:‬‬
‫أن األب ليس موجوداً ليساعدها في تربيته وقد كانت تعتقد أن أبنها طالب مجتهد والعب المع‬
‫في كرة السلة غير أن هذه االعتقادات سرعان ما تبخرت وأثبتت عدم صحتها ‪.‬‬

‫‪- 76 -‬‬
‫حقوق النشر محفوظة لمركز اإلرشاد النفسي جامعة عين شمس‬

‫‪ -‬وبدالً من ذلك أظهر البحث أن ابنها كان متورطاً في تعاطي المخدرات وسباق للسيارات ‪ ،‬وقد‬
‫افتخر بأنه كان يحتسي صندوقاً من البيرة يومياً ‪.‬‬
‫‪ -‬وقد لجأ الى العديد من الخطط من أجل الحصول على األموال التى يشتري بها المخدرات بما‬
‫فى ذلك االستيالء على راديو السيارة ‪ ،‬وأخذ أموال من األم ‪ ،‬وقد أنكر معاناته من اية مشاكل‬
‫معه ‪ ،‬وأنهى مقابلته األولى مع الطبيب المعالج قبل اآلوان ‪.‬‬
‫أسباب اضطراب الشخصية المناهض‪ /‬المضاد للمجتمع والمرض النفسي ‪:‬‬
‫في هذا الجزء سنتناول دراسة أسباب اضطراب الشخصية المناهض للمجتمع )‪:(APD‬‬
‫أسباب المرض النفسي ‪ ،‬فعندما نراجع األبحاث الممتعلقة بهذا الموضوع ‪ ،‬البد أن نضع في‬
‫اعتبارنا مسألتين اثنتين تساهما في جعل النتائج غير متكاملة ‪.‬‬
‫‪ -‬األولى ‪ :‬أنه قد تم إجراء البحث على أشخاص تم فحصهم وتشخيصهم بطرق مختلفة – فبعض‬
‫األشخاص أظهر التشخيص أنهم يعانون من اضطراب الشخصية المناهض للمجتمع )‪. (APD‬‬
‫بينما آخرون يعانون من المرض النفسي ‪.‬‬
‫المسألة الثانية ‪ :‬هي أن معظم األبحاث حول اضطراب الشخصية المناهض للمجتمع )‪(APD‬‬
‫والمرض النفسي قد تم إجراؤها على أشخاص تمت إدانتهم كمجرمين ‪.‬‬
‫‪ -‬ولذلك فإن نتائج هذه األبحاث قد ال تنطبق على المرضى النفسيين الذين ال يعتبرون مجرمين أو‬
‫الذين لم يتم القبض عليهم ‪.‬‬
‫وفي حقيقة األمر ‪ ،‬فإنه وفقاً للمقاييس المعرفية والمقاييس النفسية البدنية ‪ ،‬فإن المرضى النفسيين‬
‫الذين تم إدانتهم يظهرون المزيد من اعليوب التى تفوق ما يظهره أولئك الذين لم يتم القبض‬
‫عليهم‪.‬‬
‫العوامل الجينية ‪: Genetic Factors‬‬
‫اوضحت دراسات التبني‪ :‬ارتفاع مستوى االضطراب المناهض للمجتمع لدى األطفال الذين تم‬
‫تبنيهم ممن كان والديهم الحقيقيين يعانون من اضطراب الشخصية المناهض للمجتمع )‪(APD‬‬
‫وتعاطي العقاقير المخدرة ‪.‬‬

‫‪- 77 -‬‬
‫مركز اإلرشاد النفسي‬
‫البرنامج التدريبي في علم النفس االكلينيكي‬

‫كما أن الدراسات القديمة تشير إلى أن النزعة اإلجرامية والمرض النفسي‪ ،‬واضطراب الشخصية‬
‫المناهض للمجتمع )‪ (APD‬قد يتقلوا عن طريق الوراثة بدرجة معتدلة‪ ،‬وبنسبة تتراوح بين ‪50-40‬‬
‫بالمئة ‪ ،‬وتشير الدراسات أيضاً الى أن النسبة ترتفع في أنماط السلوك المناهض للمجتمع (‪)%65‬‬
‫مقارنة بتلك األنماط التى تقتصر على خرق القواعد (‪)% 48‬‬
‫العوامل الجينية ‪: Genetic Factors‬‬
‫اوضحت دراسات التبني ‪ :‬ارتفاع مستوى االضطراب المناهض للمجتمع لدى األطفال الذين تم‬
‫تبنيهم ممن كان والديهم الحقيقيين يعانون من اضطراب الشخصية المناهض للمجتمع )‪(APD‬‬
‫وتعاطي العقاقير المخدرة ‪.‬‬
‫كما أن‪ ،‬الدراسات القديمة تشير إلى أن النزعة اإلجرامية والمرض النفسي ‪ ،‬واضطراب الشخصية‬
‫المناهض للمجتمع )‪(APD‬قد يتقلوا عن طريق الوراثة بدرجة معتدلة ‪ ،‬وبنسبة تتراوح بين ‪50-40‬‬
‫بالمئة ‪ ،‬وتشير الدراسات أيضاً الى أن النسبة ترتفع في أنماط السلوك المناهض للمجتمع (‪)% 65‬‬
‫مقارنة بتلك األنماط التى تقتصر على خرق القواعد (‪)% 48‬‬
‫علينا أن نتذكر أن عدم الثبات قد يحد من استم اررية تحقق المعدالت التى تظهرها االختبارات‪ ،‬وقد‬
‫تكون النتائج المجمعة حول اضطرابات الشخصية منخفضة القيمة‪ .‬هناك بعض الدراسات التى‬
‫تناولت هذا الموضوع من خالل جمع المعايير المتكررة لقياس األعراض‪.‬‬
‫وذلك من خالل جمع المؤشرات المتعددة للمرض النفسي أو من خالل جمع التقارير حول أعراض‬
‫مناهضة المجتمع والتى يقدمها المدرسون والوالدان واألطفال ‪.‬‬
‫‪ -‬ومن خالل المزج بين المعايير المتعددة يمكن تحديد مقياس أدق للمرض النفسي أو السلوك‬
‫المناهض للمجتمع ‪ ،‬وقد خلصت كل دراسة استخدمت هذا المنهج الى ارتفاع تقديرات العوامل‬
‫الوراثية ‪.‬‬

‫‪- 78 -‬‬
‫حقوق النشر محفوظة لمركز اإلرشاد النفسي جامعة عين شمس‬

‫علينا أن نتذكر أن عدم الثبات قد يحد من استم اررية تحقق المعدالت التى تظهرها االختبارات ‪،‬‬
‫وقد تكون النتائج المجمعة حول اضطرابات الشخصية منخفضة القيمة ‪ .‬هناك بعض الدراسات‬
‫التى تناولت هذا الموضوع من خالل جمع المعايير المتكررة لقياس األعراض ‪.‬‬
‫وذلك من خالل جمع المؤشرات المتعددة للمرض النفسي أو من خالل جمع التقارير حول أعراض‬
‫مناهضة المجتمع والتى يقدمها المدرسون والوالدان واألطفال ‪.‬‬
‫‪ -‬ومن خالل المزج بين المعايير المتعددة يمكن تحديد مقياس أدق للمرض النفسي أو السلوك‬
‫المناهض للمجتمع ‪ ،‬وقد خلصت كل دراسة استخدمت هذا المنهج الى ارتفاع تقديرات العوامل‬
‫الوراثية ‪.‬‬
‫ويبدو أن هناك ارتباط بين عوامل المخاطرة الجينية في اضطراب الشخصية المناهض للمجتمع ‪،‬‬

‫والمرض النفسي ‪ ،‬واضطراب التواصل ‪ ،‬وتعاطي المخدرات ‪ ،‬فقد يرث الشخص ميالً عاماً‬
‫لإلصابة بأعراض هذه االضطرابات ‪.‬‬
‫‪ -‬ثم يأتى دور البيئة لتحدد أى هذه األعراض ستكون له السيادة ‪ .‬هناك مخاطرة وراثية محددة‬
‫تشير الى أن بعض الجينات قد يؤثر على السلوك العدواني في اضطراب الشخصية المناهض‬
‫للمجتمع ‪.‬‬
‫العوامل االجتماعية – البيئة األسرية والفقر ‪:‬‬
‫نظ اًر ألن الكثير من السلوك المرضي النفسي يخرق المعايير االجتماعية ‪ ،‬فإن العديد من الباحثين‬
‫قد ركزوا على العامل المبدئي في التأهيل االجتماعي ‪ ،‬أو األسري في أبحاثهم وذلك من أجل‬
‫توضيح هذا السلوك ‪ ،‬فالسلبية العالية وقلة الدفء تنبئ بظهور سلوك مناهض للمجتمع ‪ ،‬وقد‬
‫تكون البيئة األسرية ذات أهمية خاصة عندما يكون لدى الطفل ميل مورث للسلوك المناهض‬
‫للمجتمع ‪.‬‬
‫‪ -‬على سبيل المثال ‪ :‬في دراسات التبني التى تم اإلشارة إليها سابقاً ‪ ،‬فإن البيئة غير المالئمة‬
‫في منزل التبني (مثل المشاكل الزوجية وإساءة استخدام العقاقير المخدرة) لها عالقة بظهور‬
‫اضطراب الشخصية المناهض للمجتمع )‪ (APD‬خاصة عندما يكون الوالدان األصليان مصابان‬
‫باضطراب الشخصية المناهض للمجتمع )‪. (APD‬‬
‫‪- 79 -‬‬
‫مركز اإلرشاد النفسي‬
‫البرنامج التدريبي في علم النفس االكلينيكي‬

‫بعيداً عن دراسات التوائم ‪ ،‬فإن هناك بحثاً مستقبلياً أساسياً لتوضيح أن العوامل االجتماعية بما فى‬
‫ذلك الفقر ‪ ،‬وانتشار العنف أو التعرض للعنف ‪ ،‬ونماذج تربية الوالدين ‪ ،‬تنبئ بالشلوك المناهض‬
‫للمجتمع في الطفل ‪ ،‬حتى عندما ال يكون األطفال في مخاطرة للتعرض الضطراب الشخصية‬
‫المناهض للمجتمع )‪ (APD‬من الناحية الوراثية ‪.‬‬
‫‪ -‬وبالنسبة للبالغين الذين يعانون من اضطراب التواصل من الطبقات الفقيرة فغالباً ما تبلغ نسبة‬
‫احتمال إصابتهم باضطراب الشخصية المناهض للمجتمع )‪ (APD‬ضعف نسبة أولئك الذين‬
‫ينتمون الى طبقات اجتماعية راقية ‪.‬‬
‫عدم الشعور بالخوف ‪: Fearlessness‬‬
‫هناك جزء كبير من الجهود يتم بذله للربط بين المرض النفسي واضطراب الشعور بالخوف‬
‫والتهديد‪ ،‬وقد الحظ "كليكي ‪ "Cleckey‬الى عدم قدرة األشخاص الذين يعانون من المرض النفسي‬
‫على االستفادة من التجربة أو حتى من العقاب ‪ .‬حيث أنهم يبدو أنهم غير قادرين على تجنب‬
‫النتائج السلبية لسوء التصرف االجتماعي ‪.‬‬
‫وهناك العديد ممن يعتبرون من منتهكي القانون بشكل دائم بالرغم من تعرضهم لعقوبات الحبس‬
‫أكثر من مرة ‪.‬‬
‫حيث أنه يبدو أنهم محصنين ضد القلق أو وخز الضمير الذى يمنعنا من انتهاك القانون ‪ ،‬ومن‬
‫الكذب ‪ ،‬أو األضرار باآلخرين ‪.‬‬
‫‪ -‬أو أنهم يجدون صعوبة في كبح اندفاعاتهم ‪ .‬أوضح "كليكي ‪ "Cleckey‬أن المرضى النفسيون‬
‫ال يتعلمون تفادى بعض السلوكيات ألنهم ال يستجيبون للعقوبات بالنسبة لسلوكهم المعادى‬
‫للمجتمع ‪ .‬وعلى ما يبدو أنهم ال يمرون بردود الفعل المتمثلة في الخوف المشروط ‪.‬‬
‫قامت دراسة قديمة باختبار فكرة أن المرضى النفسيين لديهم موانع قليلة للغاية بخصوص ارتكاب‬
‫سلوكيات معادية للمجتمع ‪ ،‬ألنهم يتعرضون للقلق بشكل قليل جداً وهناك اعتقاد عام بأن القلق هو‬
‫الذي يحدث القدرة على تعلم تجنب المثيرات المكروهة مثل الصدمات ‪.‬‬

‫‪- 80 -‬‬
‫حقوق النشر محفوظة لمركز اإلرشاد النفسي جامعة عين شمس‬

‫‪ -‬ولكي يحدد ما إذا كان المرضى النفسيون لديهم بالفعل مستويات منخفضة من القلق أم ال ‪ ،‬قام‬
‫"ليكن ‪ "Lykken‬بتقييم مدى حسن تعلم المرضى النفسيين لتجنب الصدمات ‪.‬‬
‫دعمت دراسات الجهاز العصبي أيضاً الفكرة القائلة بأن المرضى النفسيين أقل استجابة من غيرهم‬
‫تجاه المؤثرات المحفزة للخوف ‪.‬‬
‫كما أن المرضى النفسيين تكون مستويات استشعارهم للمس البشرة أقل من المعدالت الطبيعية ‪،‬‬
‫وتتأثر بشرتهم بدرجة قليلة عند تالمسها أو تحفيزها بمؤثر منبه ‪.‬‬
‫‪ -‬ذكرت أحدى الدراسات أ ن االستجابة المنخفضة للبشرة تجاه مؤثر منبه (الصراخ العالي) عند‬
‫الثالثة من العمر تشير الى اإلصابة المرض النفسي عند عمر ‪ 28‬عاماً ‪ ،‬وفي امتداد مثير لهذه‬
‫النظرية ‪ ،‬استخدم الباحثون أنشطة المخ كطريقة الختبار ما يحدث بالمنسبة للمؤثرات المعتادة‬
‫وغير المعتادة (ضغط موجع) ومدى تكرار تسارعها مقارنة بالصور المحايدة (مؤثر شرطي) ‪.‬‬
‫ولقياس االستجابة للمؤثرات الشرطية بعد هذه األزواج المتكررة ‪ ،‬قام الباحثون بقياس األنشطة التى‬
‫تحدث في منطقة اللوزة ‪ amygdala‬ومناطق المخ األخرى المتعلقة بالعواطف ‪ ،‬وبعد ضبط‬
‫الظروف الشرطية ‪ ،‬أظهرت العينة الضابطة المكونة من أفراد أصحاء زيادة في أنشطة منطقة‬
‫اللوزة عند مشاهدة الصور المحايدة ‪.‬‬
‫‪ -‬بينما لم تظهر هذه الزيادة المتوقعة في نشاط منطقة اللوزة عند األشخاص المصابين بالمرض‬
‫النفسي ‪ .‬توضح هذه النتائج أن األشخاص المصابين بالمرض النفسي ال يصل مستوى استجابتهم‬
‫تجاه المحفزات المنبة للتواصل التقليدي الى المستوى األساسي ‪.‬‬

‫اإلنـــدفــاع والتهور‪:‬‬
‫ركزنا فيما سبق على كيفية استجابة المصابين بالمرض النفسي للتهديدات ‪ ،‬وتشير نظرية ذات‬
‫صلة الى أن االندفاع الذي تم تعريفه بأنه فقدان االستجابة تجاه المخاطر والتهديدات عند وجود‬
‫مكافأة محتملة ‪.‬‬
‫‪ -‬الشاهد هنا أن فقدان االستجابة للتهديد قد يصل الى درجة عالية من الحدة عندما يحاول‬
‫الشخص المصاب بالمرض النفسي الحصول على مكافأة كالمال أو غيره من الموارد األخرى ‪.‬‬
‫‪- 81 -‬‬
‫مركز اإلرشاد النفسي‬
‫البرنامج التدريبي في علم النفس االكلينيكي‬

‫يظهر االندفاع أيضاً عند المرضى النفسيين عندما يتقدمون ألداء مهمة تم تصميمها الختبار‬
‫القدرةعلى تغيير رد الفعل اعتماداً على الجناح أو الفشل ‪.‬‬
‫‪ -‬ذكرت إحدى الد ارسات التى تقوم بدراسة هذه الظاهرة المشاركين قد قاموا بلعب لعبة البطاقات‬
‫على الكمبيوتر ‪ ،‬وعندما ظهر وجه الكارت بكسب المشاركة ‪ 5‬جنيهات ‪ ،‬أما غذا ظهرت كارت‬
‫غير موجود على السطح ‪ ،‬فإن المتشارك يخسر خمسة سنتات ‪.‬‬
‫‪ -‬وبعد كل تجربة ‪ ،‬يكون لدى المشارك الفرصة في االستمرار في اللعب أو التوقف ‪ .‬وقد تم‬
‫التحكم في إمكانية أو احتمال الخسارة عن طريق الخبير وقد بدأ عند ‪ %10‬وبعد ذلك زادت‬
‫احتمالية الخسارة بعشرة في المائة ‪. %10‬‬
‫لكن عشرة كروت تلعب حتى تصل نسبة الخسارة الى ‪ . %100‬استمر المرضى النفسيون في‬
‫اللعب في هذه اللعبة وقتاً أطول من األشخاص غير المرضى وهناك تسعة مرضى من كل ‪ 12‬لم‬
‫يتوقفوا عن اللعب ابداً ‪ ،‬على الرغم من أنهم قد خسروا أمواالً في ‪ 19‬محاولة من ‪ 20‬محاولة‬
‫وهذا يعنى أنهم لم يتوقفوا عن السعي للحصول على المكافأة بالرغم من تعرضهم للعقوبة ‪.‬‬
‫وفي توسيع شيق لهذه الدراسة ‪ ،‬أوضح الباحثون أن األشخاص المصابين بمستويات مرتفعة من‬
‫المرض العقلي يمكنهم االستجابة للتهديدات إذا توقفوا عن القيام بعملية التغذية الرجعية السلبية ‪.‬‬
‫حيث أجريت نفس اللعبة مرة أخرى مع وجود اختالف واحد ‪ ،‬وهو أنه تم فرض فترة أنتظار قدرها‬
‫‪ 5‬ثواني بعد التغذية الرجعية ‪ ،‬ولذلك فإن قرار اللعب ثانية أم ال يتم تأجيله وقد أدى ذلك الى‬
‫االنخفاض بشكل بالغ ‪ .‬عند تقليل المحاوالت التى يقوم بها المرضى النفسيون عند اللعب‪ ،‬وكان‬
‫يبدو أن تنفيذ تأجيل اتخاذ القرار ‪ ،‬ربما يقود المرضى الى التفكير في التغذية السلبية الرجعية‬
‫والتصرف بشكل أقل اندفاعاً ‪.‬‬
‫وإجماالً فإن النتائج التى تم التوصل إليها تدعم أيضاً وجهة النظر القائلة بأن المصابين بالمرض‬
‫النفسي ‪:‬‬

‫‪- 82 -‬‬
‫حقوق النشر محفوظة لمركز اإلرشاد النفسي جامعة عين شمس‬

‫‪ -‬قد ال يستجيبون الى التهديدات عندما يسعون الى الحصول على المكافأة ‪ ،‬ويمكن التغلب على‬
‫جزء من هذا الخلل عندم يتم تبطئة الشخص فيبدأ في انتظار عالمات التهديد أو الخطر ‪.‬‬
‫كما أن الدراسات العصبية البيولوجية تدعم فكرة أن المرض النفسي مرتبط باالتدفاعية ‪ ،‬وعلينا أن‬
‫نتذكر أن القشرة األمامية ترتبط بحدوث االندفاع ‪.‬‬
‫كما أن المصابين بالمرض النفسي تقل لديهم المادة الرمادية في القشرة األمامية بصورة تفوق غير‬
‫المصابين بالمرض النفسي ‪.‬‬
‫اختالل التعاطف يؤدي إلى عدم االستجابة تجاه إيذاء اآلخرين ‪:‬‬
‫‪ -‬تقوم األبحاث التى تحدثنا عنها حتى على فكرة أن العقاب ال يؤدي الى الشعور بمشاعر قوية‬
‫لدى المصابين بالمرض النفسي ولكنه ال يؤدي الى اإلصابة بالسلوك المناهض للمجتمع ‪.‬‬
‫‪ -‬إال أن بعض األبحاث ترى أن التعاطف هو عامل هام في التاعايش المجتمعى وليس العقاب ‪.‬‬
‫‪ -‬التعاطف يعنى أن تتجاوب مع ردود األفعال العاطفية لدى اآلخرين ‪ ،‬لذا فالتعاطف مع أحزان‬
‫شخص ما قد يؤدي الى االستغالل القاسي ‪ ،‬ومن هنا فإن يمكن القول أن سمات المرض النفسي‬
‫تنتج عن انعدام التعاطف ‪.‬‬
‫هناك العديد من أنماط األبحاث التى تدعم هذه النظرية ‪ ،‬فعندما يطلب تحديد العواطف التى تعبر‬
‫عنها صور أشخاص غرباء ‪ ،‬فإن الرجال المصابين بالمرض النفسي‪.‬‬
‫يبدون قد اًر أضعف من التعرف على مشاعر الخوف لدى اآلخرين حتى وإن أمكنهم التعرف على‬
‫العواطف األخرى ‪ ،‬وكي يتم اختيار إذا ما كان انعدام التعاطف يؤدي الى عدم االحساس عند‬
‫مشاهدة شخص ما يتم إيذائه ‪.‬‬
‫فإن الدراسات التى تمت من خالل عرض ‪ :‬صور لألحداث المؤذية (مثل‪ :‬السطو أو الهجوم‬
‫الجسدي) على المصابين بالمرض النفسي وإخذاع المشاركين لعملية ضبط ‪.‬‬
‫إن األشخاص المصابين بالمرض النفسي يظهرون استجابات نفسية باثولوجية تجاه الصور التى‬
‫تتضمن مشاهداً لإليذاء أكثر من غير المصابين بالمرض النفسي ‪ ،‬وفق ما تشير نتائج موازية‬
‫أخرى تضمنتها دراسات تصوير المخ ‪ .‬بينما أوضح غير المصابين بالمرض النفسي نشاطاً في‬

‫‪- 83 -‬‬
‫مركز اإلرشاد النفسي‬
‫البرنامج التدريبي في علم النفس االكلينيكي‬

‫منطقة القشرة األمامية عند مشاهدتهم لخرق أخالقي ‪ ،‬أما المصابون بالمرض النفسي فلم يظهروا‬
‫هذه االستجابة ‪.‬‬
‫اضطراب الشخصية البيني أو الحدي ‪:Borderline Personality Disorder‬‬
‫‪ .........‬على اضطراب الشخصية البينية أو الحدية )‪ (BPD‬لعدة أسباب ‪ ،‬من‬ ‫يأتى تركيزنا‬
‫ضمن هذه األسباب أن اضطراب ‪ BPD‬يعتبر شائعاً جداً في األوساط الطبية ‪ ،‬ويصعب التعامل‬
‫معه بدرجة كبيرة ‪ ،‬باإلضافة الى ارتباطه بالنزعة الى االنتحار ‪.‬‬
‫معيار الدليل التشخيصي ‪ DSM-S‬الضط اربات الشخصية البينية أو الحدية‪:‬‬
‫يندرج إضطراب الشخصية الحدية ضن إضطرابات الشخصية التى تقع فى المحور الثانى فى‬
‫الدليل التشخيصى واإلحصائى الصادر عن الجمعية األمريكية للطب النفسى (‪.)APA‬‬
‫وهذا اإلضطراب هو‪ :‬نمط عام من التقلب وعدم الثبات فى العالقات مع اآلخرين‪ ،‬وكذلك فيما‬
‫يتعلق بصورة الذات والعواطف مع اإلندفاع الشديد (فى السلوك والوجدان) ويبدأ فى مرحلة الرشد‬
‫المبكر‪ .‬ويتم تشخيص إضطراب الشخصية الحدية وفقاً (‪ )DSM-5‬حيث يظهر فى خمسة بنود أو‬
‫أكثر من تسعة بنود كمايلى‪:‬‬
‫نمط من العالقات الشخصية واإلجتماعية غير المستقرة والعميقة مع اآلخرين تتصف بالتقلب بين‬
‫التطرف فى اإلعجاب والتطرف فى التحقير‪.‬‬
‫‪ -‬السلوك المندفع فى مجالين – على أقل تقدير – يتصفان باألضرار بالذات مثل‪ :‬التبذير‬
‫إلى درجة السفة‪.‬‬
‫‪ -‬المبالغة فى ممارسة الجنس‪.‬‬
‫‪ -‬تعاطى المخدرات‪.‬‬
‫‪ -‬قيادة السيارات بتهور وإستهتار‪.‬‬
‫‪ -‬نوبات من اإلفراط فى تناول أو إلتهام الطعام‪.‬‬
‫‪ -‬إختالس المعروضات‪.‬‬

‫‪- 84 -‬‬
‫حقوق النشر محفوظة لمركز اإلرشاد النفسي جامعة عين شمس‬

‫‪ -‬عدم اإلستقرار الوجدانى واإلنفعالى (التقلب الوجدانى)‪.‬‬


‫حيث نجد إنحرافات واضحه عن الحالة اإلنفعالية المعتادة بإتجاه اإلكتئاب أو العصبية أو القلق‬
‫الذى يستغرق فى العادة ساعات قليلة وال يتجاوز بضعة أيام فى أحوال نادرة‪.‬‬
‫نوبات متكررة من التوتر والغضب غير المنضبط وإنخفاض ملحوظ فى النشاط المزاجى‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬تكرار السلوك اإلنتحارى أو التهديد باإلنتحار بهدف التالعب باألخرين‪ ،‬وعند زيادة الضغط عليه‬
‫قد يصاب بخدر نفسى أو إختالل األنية‪.‬‬
‫إضطراب ملحوظ ومستمر فى إدراك الهوية والذى يتضح من عدم تأكد من إثنين على األقل من‬
‫المواضع اآلتية‪:‬‬
‫تصوره عن ذاته‪.‬‬
‫إتجاهاته الجنسية‪.‬‬
‫أهدافه البعيدة‪.‬‬
‫إختياره للمهنه‪.‬‬
‫نوع األصدقاء الذين يريدهم‬
‫قيمة المفضلة والتى يؤمن بها‬
‫‪ -‬إحساس وشعور مزمن بالفراغ‪ ،‬ومشاعر من الخواء النفسى والملل المزمن (دون وجود سبب‬
‫خارجى واضح)‪.‬‬
‫‪ -‬جهود متالحقة ومستمرة لتجنب هجر أو تخلى اآلخرين له سواء أكان حقيقياً أو متخيالً (ولذا قد‬
‫يقوم بالعديد من السلوكيات مثل اإلستعطاف) والتى تهدف إلى محاولة إيقاف الطرف اآلخر معه‬
‫وأن ال يفارقه‪.‬‬
‫‪ -‬ظهور أفكار إضطهادية بصورة عابرة عند التعرض للضغوط النفسية (أعراض إنشقاقية شديدة‬
‫مثل نسيان تفاصيل األحداث فيما يتعلق بالمواقف الضاغطة)‪.‬‬

‫مالحظات‪:‬‬

‫‪- 85 -‬‬
‫مركز اإلرشاد النفسي‬
‫البرنامج التدريبي في علم النفس االكلينيكي‬

‫‪ -‬ال بد من توافر خمسة معايير (أو أكثر) من المعايير السابقة حتى يتم تشخيص الشخص وفقاً‬
‫لهذا النمط من اإلضطراب‪.‬‬
‫يتسم هذا النوع من اإلضطرابات بالصفات اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬نمط متأصل من عدم إستقرار العالقات مع اآلخرين‪.‬‬
‫‪ -‬تهور ملحوظ وإندفاعية هوجاء تجاه اآلخر أو الذات‪.‬‬
‫‪ -‬يظهر هذا اإلضطراب فى سن الرشد المبكر‪.‬‬
‫‪ -‬يظهر هذا النمط من اإلضلطراب فى الكثير من المواقف والتفاعالت مع اآلخرين‪.‬‬

‫يمكن توضيح اإلختالفات فى األعراض التى يمكن أن تساعد فى التمييز بين إضطراب الشخصية‬
‫الحدية ‪ BPD‬والتشخيصات األخرى كما يوضحه الجدول التالى‬

‫الوصف السريري الضطراب الشخصية البيني أو الحدي‪:‬‬

‫‪- 86 -‬‬
‫حقوق النشر محفوظة لمركز اإلرشاد النفسي جامعة عين شمس‬

‫‪- 87 -‬‬
‫مركز اإلرشاد النفسي‬
‫البرنامج التدريبي في علم النفس االكلينيكي‬

‫‪- 88 -‬‬
‫حقوق النشر محفوظة لمركز اإلرشاد النفسي جامعة عين شمس‬

‫‪- 89 -‬‬
‫مركز اإلرشاد النفسي‬
‫البرنامج التدريبي في علم النفس االكلينيكي‬

‫‪- 90 -‬‬
‫حقوق النشر محفوظة لمركز اإلرشاد النفسي جامعة عين شمس‬

‫‪- 91 -‬‬
‫مركز اإلرشاد النفسي‬
‫البرنامج التدريبي في علم النفس االكلينيكي‬

‫‪- 92 -‬‬
‫حقوق النشر محفوظة لمركز اإلرشاد النفسي جامعة عين شمس‬

‫‪- 93 -‬‬
‫مركز اإلرشاد النفسي‬
‫البرنامج التدريبي في علم النفس االكلينيكي‬

‫المالمح الجوهرية الضطراب الشخصية الحدية )‪ (BPD‬هي االندفاع ‪ ،‬وعدم االستم اررية في‬
‫العالقات والتقلب في الحالة المزاجية ‪ ،‬فعلى سبيل المثال ‪ ،‬قد تتغير المشاعر تجاه اآلخرين خالل‬
‫فترة قصيرة بدون تفسير ‪.‬‬
‫‪ -‬وتكون العواطف حادة ومشتعلة ‪ ،‬وتتغير بسرعة وعلى نحو مفاجئ وخصوصاً من المثالية‬
‫المتحمسة االنفعالية الى الغضب الشديد ‪ ،‬وفي دراسة تجريبية أجريت على عينة ممن يعانون من‬
‫اضطراب ‪ BPD‬ظهر أنهم يتسمون بتغيرات حادة وكبيرة وغير متوقعة في أمزجتهم السلبية أكثر‬
‫مما يظهر فى اضطراب االكتئاب الرئيسي ‪.‬‬

‫في الغالب يؤدي الغضب الشديد عند األشخاص المصابين باضطراب ‪ BPD‬الى األضرار‬
‫بالعالقات ‪ .‬يتسم المصابون باضط ـراب ‪ : BPD‬بالحساسية المفـرطـة‬
‫تجاه العالمات العاطفية البسيطة التى يبديها اآلخرون‬

‫‪- 94 -‬‬
‫حقوق النشر محفوظة لمركز اإلرشاد النفسي جامعة عين شمس‬

‫يشمل سلوكهم المدمر للذات والذي ال يمكن التنبؤ به‬


‫ويتسم باالندفاع والميل الى تدمير الذات ‪ ،‬والمقامرة‪،‬‬
‫وأيضاً اإلنفاق غيـر المحسـوب ‪ ،‬وعـدم التمييز عنـد المعاشرة الجنسية ‪ ،‬وإساءة استخدام العقاقير ‪.‬‬
‫وليس لــدى األشخاص المصابين باضطراب ‪ BPD‬معنى واضح ومتماسك عن الذات ‪ ،‬فهــم‬
‫يتعرضون أحياناً إلشأارات رئيسـية تمـثل الج ـوانـب األسـاســية فــي الشخصية مثل قيمهم ‪ ،‬ومشاعر‬
‫الوفاء ‪ ،‬واختيارات المهنة ‪ .‬وال يمكنهـم تحـمل الـواحـدة ‪ ،‬الخـوف مـن الهجر ‪ ،‬وال أن يطلبوا‬
‫االهتمام أو االنتباه وال أن يتعرضوا لمشاعر مزمنة باالكتئاب أو الفراغ ‪ ،‬إن ما قد يتعرضون له ‪،‬‬
‫ما هو إال بعض الذهان العابرة واألعراض غير االجتماعية عندما يتم ممارسة الضغط عليهم‪.‬‬

‫يعد السلوك االنتحاري ذو أهمية خاصة باضطراب ‪ ، BPD‬فقد توصلت إحدى الدراسات الى أنه‬
‫على مدى ما يزيد على ‪ 20‬عاماً قام ما يقرب من ‪ %7.5‬من األشخاص المصابين باضطراب‬
‫‪ BPD‬باإلقدام على االنتحار ‪.‬‬
‫‪ -‬توصلت دراسة أخرى شملت ‪ 621‬شخصاً مصابين باضطراب ‪ ، BPD‬توصلت هذه الدراسة‬
‫الى أن حوالى ‪ %15.5‬من هؤالء األشخاص قد تورطوا فى سلوك انتحاري واحد على األقل خالل‬
‫العام السابق ‪.‬‬
‫‪ -‬يتعرض األشخاص المصابون باضطراب ‪ BPD‬بشكل خاص أيضاً للتورط في سلوك غير‬
‫انتحاري أو مؤذ للذات ‪ ،‬وعلى سبيل المثال قد يقومون بجرح السيقان بشفرة حادة أو يقومون بحرق‬
‫ذراعهم بالسجائر – تعتبر هذه السلوكيات ضارة ‪.‬‬
‫‪ -‬غير أنها ال تؤدي الى الوفاة في أغلب األحيان ‪ ،‬وهناك أكثر من ثلثي األشخاص على األقل‬
‫سيقومون بالتورط في محاولة في محاولة جرح أحد األعضاء الى درجة معينة ‪ ،‬أثناء أو خالل فترة‬
‫حياتهم ‪.‬‬

‫معيار الدليل التشخيصي ‪ DSM-5‬الضطراب الشخصية الحدي ‪:‬‬


‫خالل فترة تتراوح بين ‪ 15-10‬سنة تستقر حالة األشخاص المصابين باضطراب ‪ BPD‬وال تظهر‬
‫عليهم معايير التشخيص ‪.‬‬

‫‪- 95 -‬‬
‫مركز اإلرشاد النفسي‬
‫البرنامج التدريبي في علم النفس االكلينيكي‬

‫فمعظم األشخاص ال تنطبق عليهم معايير التشخيص عند سن األربعين ‪ ،‬وتختفي األعراض‬
‫المتعلقة بإيذاء الذات والنزعة االنتحارية أسرع من غيرها من األعراض مثل الميل للغضب والتهور‬
‫األشخاص المصابون باضطراب ‪ BPD‬معرضين بدرجة عالية لإلصابة باضطراب ضغط ما بعد‬
‫الصدمة أو اضطرابات المزاج ‪ ،‬كما انهم معرضون لخطر اإلصابة باالضطرابات التى تتعلق‬
‫بإساءة استخدام العقاقير ‪ ،‬واضطرابات األكل ‪ ،‬وكذلك الحال مع اضطرابات الشخصية الفصامية ‪،‬‬
‫وعند حدوث هذا فإنه غالباً ما يشير الى أن أعراض اضطراب ‪ BPD‬ستبقى خالل ست سنوات‬
‫هناك وصف بديع قدمه جوناثان كيلرمان ‪ : Jonaathan Kellrman‬وهو طيب نفسي ومن‬
‫الكتاب الناجحين في كتابة الروايات الغامضة ‪ ،‬هذا الوصف يقدم لنا معنى جيداً لما يشبه‬
‫األشخاص المصابون باضطراب ‪: BPD‬‬
‫"إنهم الذين يشعرون باكتئاب مزمن‪ ،‬المدمنون عن قصد ‪ ،‬الذين يضطرون الى العزلة واالنفصال‪،‬‬
‫ما أن يخرجوا من كارثة حتى يدخلوا في أخرى ‪ ،‬يتمنون النوم ‪ ،‬ذوي معدة شرهة منتفخة‪ ،‬يتقافزون‬
‫في طرق السريعة‪ ،‬ذوي العيون الحزينة‪ ،‬يفضلون الجلوس على درجات السلم يحركون ذرعيهم مثل‬
‫كرات قدم‪ ،‬يعانون من جروح روحية ال يمكن أن تشفى أبداً ‪ ،‬ذواتهم أكثر هشاشة من حبات السكر‬
‫الملتصقة‪.‬‬
‫وأرواحهم هشة متكسرة فال يمكن تجميعها مرة أخرى ‪ ،‬إنهم مثل لعبة الصور المتقطعة التى تغيب‬
‫عنها بعض القطع ‪ ،‬يقومون بدورهم بنشاط ‪ ،‬وينجحون بتفوق في تمثيل أى شخص إال أنفسهم‪،‬‬
‫وهم يبحثون عن الحب العنيف ‪ ،‬لكنهم يقاومونه عندما يعثرون عليه ‪!!!!!!!!!.‬‬
‫بعضهم ينجذب للمسرح والسينما‪ ،‬أما البعض اآلخر فإنهم يؤدون دورهم المسرحي بطرق أكثر‬
‫صمتاً ‪...‬‬
‫‪ -‬يتنقل المصابون باضطراب الشخصية الحدي من معالج الى معالج أمالً في الحصول على‬
‫الحبة السحرية التى تبدد مشاعر الفراغ ‪ ،‬ثم يتحولون الى الحبوب الكيميائية‪ ،‬يلتهمون المهدئات‬
‫ومضادات االكتئاب ‪ ،‬والكحول ‪ ،‬والكوكايين ‪.‬‬

‫‪- 96 -‬‬
‫حقوق النشر محفوظة لمركز اإلرشاد النفسي جامعة عين شمس‬

‫أسباب اضطراب الشخصية البينية أو الحدية ‪:Borderline Personality Disorder‬‬


‫هو متالزمة معقدة وترتبط بالعديد من عوامل المخاطرة المختلفة التى تسهم في حدوثه ‪. BPD‬‬
‫وسنناقش العوامل البيولوجية ‪ ،‬والعوامل االجتماعية ‪ ،‬ونظرية لينيان ‪ Linehan‬في التأهب‬
‫للضغط‪ ،‬والتى تتكامل مع عوامل عصبية بيولوجية واجتماعية ‪.‬‬

‫‪- 97 -‬‬
‫مركز اإلرشاد النفسي‬
‫البرنامج التدريبي في علم النفس االكلينيكي‬

‫العوامل العصبية البيولوجية ‪:‬‬


‫يبدو أن العوامل البيولوجية تلعب دو اًر هاماً في ظهور اضطراب ‪ ،BPD‬وتكون الجينات مسؤولة‬
‫عن ما يزيد على ‪ %60‬من التنوع في حدوث هذا االضطراب ‪ .‬كما أن األشخاص المثابون‬
‫باضطراب ‪ BPD‬يظهرون مستوى منخفضاً من األداء الوظيفي للسيروتونين ‪ Serotonin‬أضعف‬
‫من األشخاص المنضبطين ‪.‬‬
‫كما أن هناك بعض العوامل األخرى التى تسهم في حدوث الفوضى العاطفية أو التهور أكثر مما‬
‫تتسبب في إظهار االضطراب بصورة كلية ‪.‬‬
‫تقترح دراسات عديدة أن العوامل الحيوية قد تسهم في عدم االنضباط العاطفي ‪ /‬الفوضى العاطفة ‪،‬‬
‫فآباء المصابين باضطراب ‪ : BPD‬هم األكثر عرضة بنسبة أكبر من المتوسط لإلصابة باضطراب‬
‫المزاج ‪ .‬هناك نتائج أكثر وضوحاً نتجت عن دراسة منطقة اللوزة وعالقتها باضطراب ‪، BPD‬‬
‫واللوزة هي منطقة بالمخ ترتبط بشدة بالتفاعالت العاطفية ومن الواضح أن نشاط اللوزة مرتبط‬
‫بالعديد من االضطرابات التى تتضمن العواطف الجياشة بما فى ذلك اضطرابات المزاج ‪،‬‬
‫اضطرابات القلق ‪.‬‬
‫يظهر على المصابين باضطراب ‪ BPD‬زيادة في نشاط اللوزة ‪ .‬يبدو أن نشاط اللوزة مرتبط بفهم‬
‫الفوضى العاطفية في اضطراب ‪. BPD‬‬
‫هناك بعض المؤشرات على أن االستعداد الجيني والعصبي الحيوي يسهمان كذلك في ظهور‬
‫السمات التهورية في اضطراب ‪ . BPD‬إن أقارب المرضى من الدرجة األولى تكون لديهم‬
‫اضطرابات تتعلق باالندفاعية والتهور مثل تعاطي المخدرات واضطراب الشخصية المناهض‬
‫للمجتمع ‪.‬‬
‫‪................................................................................ ............‬‬
‫أما فيما يتعلق بالعلوم العصبية الحيوية فإن هناك اعتقاد بأن الفصوص األمامية تساعد على‬
‫التحكم في النزعة االندفاعي ‪ ،‬وفي بعض الدراسات يقوم المصابون باضطراب ‪ BPD‬بأداء‬

‫‪- 98 -‬‬
‫حقوق النشر محفوظة لمركز اإلرشاد النفسي جامعة عين شمس‬

‫االختبارات العصبية النفسية بنشاط ضعيف ‪ ،‬ويكون لديهم تغير هيكلي في الفص األمامي خاصة‬
‫في الجزء الداخلى من التلفيف ‪.‬‬
‫‪.............................................................................................‬‬
‫كما أن العالقة بين الفص األمامي ومنطقة اللوزة تبدو ذات تأثير ‪ .‬وبالنظر في مجمل هذه النتائج‬
‫نجد أن العوامل العصبية البيولوجية قد تسهم في ظهور السمات اإلندفاعية في اضطراب ‪. BPD‬‬
‫العوامل االجتماعية ‪ :‬سوء المعاملة في الطفولة ‪:‬‬
‫يميل المرضى باضطراب ‪ BPD‬كثي اًر الى إظهار تاريخ انفصال بين األبوين ‪ ،‬وإساءة معاملة‬
‫لفظي‪ ،‬وإساءة معاملة من الناحية العاطفية أثناء الطفولة أكثر من المرضى اآلخرين الذين يتم‬
‫تصنيفهم ضمن اضطرابات الشخصية األخرى ‪.‬‬
‫في الواقع فإن سوء المعاملة‪ :‬هذا يتكرر بشكل أكبر بين األشخاص المصابين باضطراب ‪BPD‬‬
‫أكثر من تك ارره لدى األشخاص الذين يظهر التشخيص أنهم مصابون باضطراب آخر مع توقع‬
‫وجود اضطراب هوية مفككة ‪.‬‬
‫والذي يتسم أيضاً بالمعدالت العالية من جداً من إساءة المعاملة في الطفولة ‪ ،‬وعلى افتراض ظهور‬
‫األعراض في األشخاص المصابين باضطراب ‪ BPD‬فإنه يمكننا أن نستنتج أن هناك ارتباط بين‬
‫اضطراب الشخصية المفككة وبين اضطراب ‪ ، BPD‬وأن التفكك في كليهما ينشأ عن الضغط‬
‫الشديد الناتج عن إساءة معاملة الطفل ‪.‬‬
‫وفي الحقيقة هناك دراسة قد وجدت أن األشخاص الذين تعرضوا لإلنفصال والتفكك بعد سوء‬
‫المعاملة في الطفولة يكونون أكثر عرضة لظهور أعراض اضطراب ‪ BPD‬عليهم ‪ .‬وأحد النماذج‬
‫النفسية المبنية على هذه المعدالت المرتفعة من سوء المعاملة ‪ ،‬ويوضح كيف يمكن لشخص أن‬
‫يصل الى حد ظهور أعراض اضطراب ‪ BPD‬عليه ‪.‬‬
‫نظرية لينهان ‪ Linehan‬حول الضغط والتأهب ‪:‬‬
‫تقترح مارشا لينهان ‪ Marsha Linehan‬أن اضطراب ‪ BPD‬يظهر عندما يجد األشخاص‬
‫صعوبة في التحكم في عواطفهم بسبب أن االستعداد البيولوجي (وقد يكون الجيني الوراثي) يتزايد‬

‫‪- 99 -‬‬
‫مركز اإلرشاد النفسي‬
‫البرنامج التدريبي في علم النفس االكلينيكي‬

‫في بيئة األسرة التى تعتبر غير صالحة ‪ ،‬يمعنى أنها استعداد لتفاعالت الفوضى العاطفية مع‬
‫خبرات عدم الصالحية وهي ما تزيد من ظهور اضطراب ‪.BPD‬‬
‫‪...................................................................................... .......‬‬
‫تكون مشاعر األشخاص مكبوتة في أى بيئة غير صالحة ‪ .‬وال تحظى بأى احترام أو تقدير حين‬
‫يحاول الشخص ايصال مشاعره ‪ ،‬فيتم تجاهلها بل وحتى المعاقبة عليها ‪ .‬هناك شكل متطرف من‬
‫عدم المالئمة وهو إساءة المعاملة سواء كان ذلك جسدياً أو غير جنسي ‪ ،‬حيث أن الوالدين‬
‫المستغلين يدعيان أنهما يحبان الطفل ‪ ،‬غير أنهما يقومون بإيذاءه ‪.‬‬
‫يتفاعل العامالن األساسيان المفترضان ‪:‬‬
‫الفوضى العاطفية وعدم الصالحية مع بعضهم البعض بشكل ديناميكي فعلى سبيل المثال ‪ ،‬فإن‬
‫الطفل غير المستقر عاطفياً يطلب من أسرته مطالب هائلة يتجاهلها اآلباء الغاضبون ‪ ،‬فيعاقبون‬
‫الطفل مما يؤدي الى كبت الطفل بمشاعره ‪ ،‬ويؤدي نمو هذه العواطف المكبوتة الى اإلنفجار ‪،‬‬
‫وحينئذ ينتبه الوالدان ‪.‬‬
‫لذا فإن الوالدين ينتهى بهم المطاف الى مساندة وتعزيز كل السلوكيات التى تعتبر ممقوتة بالنسبة‬
‫لهم ‪ .‬هناك العديد من اآلباء اآلخرين بالطبع يكون األمر لديهم بشكل عام عبارة عن حلقة مفرغة ‪،‬‬
‫أو حالة دائمة من التراجع والتقهقر بين الفوضى وبين عدم الصالحية ‪.‬‬
‫دراسة حالة من واقع العيادة النفسية‬
‫أوالً‪ :‬تبين من نتائج الدراسة معاناة المفحوصين من أعراض إضطراب الشخصية الحدية والتى يمكن‬
‫إجمالها فيما يلى‪:‬‬
‫المعاناة من اإلكتئاب الحاد المصحوب بأفكار ومحاوالت إنتحارية مثل‪( :‬نوبات متعددة ومتكررة من‬
‫البكاء لفترات طويلة – تناولت كميات من األدوية والمهدئات واألقراص بهدف اإلنتحار – الوقوف‬
‫أمام السيارات بشكل مفاجئ)‪.‬‬

‫‪- 100 -‬‬


‫حقوق النشر محفوظة لمركز اإلرشاد النفسي جامعة عين شمس‬

‫اإلندفاع فى سلوكيات إيذاء الذات بشكل قهرى مثل‪( :‬تجريح الجسد واليد بمشرط أو سكين –‬
‫ضرب الرأس فى الحائط حتى النزيف – عض الشفاه واللسان – قرقضه األظافر حتى تدمى ومص‬
‫الدماء أو إزالتها بعد تجلط الدم – إستخدام الزجاجات بعد تحطيمها فى إيذاء الذات – نتف شعر‬
‫الرأس بقوة وإزالته – حبس دخان السجائر أو الشيشة فى األنف لفترات طويلة حتى اإلختناق –‬
‫وضع أكياس بالستيك على الوجه وعدم التنفس حتى اإلختناق)‪.‬‬
‫اإلستهداف لإلصابة وللحوادث بشكل قهرى ال شعورى‪.‬‬
‫‪ -‬الميل لإلنزواء ولإلنسحاب وللعزلة ولإلنطواء وإتخاذ الوضع الجنينى فى أحد أركان الحجرة أو‬
‫الرقص الزومبى لساعات طويلة‪.‬‬
‫‪ -‬جهود متالحقة ومستمرة لتجنب الهجر والخوف من الوحدة‪.‬‬
‫‪ -‬رؤية العالقات اإلنسانية بوصفها خطرة ومهددة وغير آمنه ومن ثم محاولة تجنب هذه العالقات‬
‫بشتى الطرق‪.‬‬
‫‪ -‬يتسم المفحوصين جميعهم بأنهم جوعى إهتمام وحب وتقدير وخاصة من الوالدين‪.‬‬
‫تعاطى المخدرات والكحوليات والبيره وبعض المهدئات باإلضافة للشراهة المفرطة فى تدخين‬
‫السجائر والشيشة‪.‬‬
‫سلوك جنسى مندفع وقهرى وبدون وعى أو تمييز أو هدف تمثل فى إقامة عالقات جنسية كاملة‬
‫ومتعددة‪ ،‬ممارسة الجنس المثلى (إيجابى وسلبى) أغلبة سلبى‪.‬‬
‫‪-‬ممارسة الجنس الشرجى‪ ،‬إدمان الشات والمكالمات الجنسية‪ ،‬تصوير أنفسهم عارياً وإرسالها‬
‫لألصدقاء أو من يهتمون بهم‪.‬‬
‫إدمان م مارسة العادة السرية فى الفترات المبكرة من النمو ثم التوقف عنها‪ ،‬باإلضافة إلدمان أفالم‬
‫البورنو أو اإلباحية ‪.‬‬
‫وخاصة نوعية االفالم ذات الطابع المثلى‪ ،‬ال مانع لدى البعض منهم من تصويرهن عارياً سواء فى‬
‫إعالنات أو أفالم إذا ما طلب منهن ذلك فهم على إستداد دائم لتقديم أى تنازالت فى مقابل‬
‫الحصول على الحب واإلهتمام والتقدير‪.‬‬
‫تعرض بعض أفراد العينة من اإلعتداء والتحرش الجنسى وخاصة الشرجى‪.‬‬
‫‪- 101 -‬‬
‫مركز اإلرشاد النفسي‬
‫البرنامج التدريبي في علم النفس االكلينيكي‬

‫ميول وسمات سيكوباتية تمثلت فى‪( :‬أغلبهن ال يؤمن بوجود هللا‪ ،‬وال يؤمن بوجود الغيبات أو الرسل‬
‫أو األنبياء أو حتى بوجود األديان‪ ،‬فمنهم الملحد والالدينى فعلياً والباقى تسيطر عليهم األفكار‬
‫الحادية‪ ،‬وممارسة الكذب والخداع والمراوغة والتمرد‪ ،‬باإلضافة للسرقات المتكررة سواء من األسرة او‬
‫من األصدقاء‪ ،‬عدم إكتراث شاذ بالقيم والعادات والتقاليد واألعراف المجتمعية‪ ،‬البعض منهم ال مانع‬
‫لديهم من أن يعملوا جواسيس‪ ،‬باإلضافة إلى الجراءة والمغامرات غير المحسوبة)‪.‬‬
‫تفكير بارانوى مصحوب بمشاعر وأفكار إضهادية مثل‪( :‬أنهم دائماً مراقبون وخاصة من األهل‪،‬‬
‫شعورهم بالرفض وبالنبذ وعدم التقبل سواء من األهل أو من اآلخرين‪ ،‬وأنهم دائماً مضطهدون‬
‫ويساعد إستخدامهم وإستغاللهم بشكل مضر وسلبى)‪.‬‬
‫ومن ثم إتسم سلوكهم باإلنحراف الشديد وعدم تناسبها مع المواقف واألحداث واألشخاص الذين‬
‫يتعاملون معه‪.‬‬
‫المعاناة من خصائص شبه فصامية مثل‪( :‬الشعور واإلحساس بأشياء ليس لها وجود‪ ،‬أو الشعور‬
‫بأن أحد يمسك أقدامهم بقوة وأحكام‪ ،‬اإلعتقاد بوجود أشباح يتحرش بهن وهن نائمين)‪.‬‬
‫‪ -‬إضطراب فى صورة الذات وصورة الجسم مصحوب بتقدير ذات منخفض واإلنتقاص من قيمة‬
‫الذات‪.‬‬
‫‪ -‬إضطراب الهوية الجنسية وخلط حاد فى الدور الجنسى‪.‬‬
‫‪ -‬نمط عام من التقلق وعدم الثبات اإلنفعالى والتذبذب بين الرغبة فى اإلستقالل بعيداً عن األسرة‬
‫وبين الخوف من فقدانهم‪ ،‬باإلضافة إلى ثورات غضب حادة غير مبررة‪.‬‬
‫‪ -‬مشاعر مزمنة بالفراغ وبالخواء وباإلغتراب النفسى فهم عادة ال يشعرون بالثقة فى أى إنسان‬
‫حتى الوالدين ومن ثم فهم يمنحون ثقتهم فقط للحيوانات بالقطط والكالب‪.‬‬
‫المعاناة من فقدان للشهية أو شراهة فى تناول كميات كبيرة من األطعمة يعقبها ترجيع األكل كامالً‬
‫وهو ما أدى إلى إنخفاض فى الوزن بشكل ملحوظ وبعضهن دخلن المستشفى بسبب هذا السلوك‪.‬‬

‫‪- 102 -‬‬


‫حقوق النشر محفوظة لمركز اإلرشاد النفسي جامعة عين شمس‬

‫‪ -‬وسواس وتخييالت على مستوى األفكار لدرجة النسيان وعدم تذكر التفاصيل ومن ثم ضعف‬
‫اإلرتباط بالواقع وسوء تأويل اإلدراك‪.‬‬
‫‪ -‬المعاناة من القلق والتوتر الحاد والمزمن‪.‬‬
‫‪ -‬المعاناة من قلق اإلنفصال فأغلب المفحوصين إنفصلوا عن إماتهم فى طفولتهم المبكرة أما‬
‫بسبب السفر أو العمل لفترات طويلة‪.‬‬
‫‪ -‬ضعف فى النضج اإلنفعالى واإلجتماعى‪.‬‬
‫‪ -‬سيطرة الغرائز الجزئية الجنسية مثل‪ :‬السادية‪ ،‬المازوخية‪ ،‬اإلستعراضية‪ ،‬النظارية‪ ،‬الفتشية‪.‬‬
‫‪ -‬ظهور االضطرابات السلوكية لدي افراد العينة في الفترات المبكرة من النمو‪.‬‬
‫اضطراب الشخصية الهستيرية ‪:Histrionic Personality Disorder‬‬
‫السمة األساسية الضطراب الشخصية الهستيرية هي‪:‬‬
‫السلوك المسرحي المفرط ‪ ،‬والسعي لجذب االنتباه ‪ ،‬فاألشخاص المصابون بهذا النوع من‬
‫االضطراب غالباً ما يلجئون الى استخدام مظهرهم الجسدي كالمالبس غير العادية والمكياج أو‬
‫لون الشعر ‪ ،‬وذلك لجب انتباه اآلخرين ‪.‬‬
‫وعلى الرغم من اظهارهم لعواطف متقدة وطائشة ‪ ،‬أال أن هناك اعتقاد بأن عواطفهم سطحية‬
‫وضحلة – فعلى سبيل المثال ‪ ،‬قد ينفجر أحد األشخاص المصابين بهذا النوع من االضطراب تجاه‬
‫شخص ما ‪ ،‬ويدعوه بأنه أفضل أصدقاءه ‪ ،‬وذلك لسبب واحد فقط وهو من أجل القيام باجراء حوار‬
‫مثير معه في اليوم التالى ‪.‬‬

‫‪- 103 -‬‬


‫مركز اإلرشاد النفسي‬
‫البرنامج التدريبي في علم النفس االكلينيكي‬

‫ينصب اهتمام هؤالء األشخاص حول ذواتهم ‪ ،‬ويهتمون بجاذبيتهم الخارجية ويشعرون بعدم الراحة‬
‫عندما ال يكونون مركز االهتمام ‪.‬‬
‫وقد يكونون غير مثيرين حنسياً ‪ ،‬ويستمتعون باإلغراء ‪ ،‬ومن السهل أن يتأثروا‬
‫باآلخرين ‪.‬‬
‫غالباً ما يكون حديثهم انطباعياً ‪ ،‬ويفتقر الى التفاصيل ‪ ،‬على سبيل المثال ‪ ،‬قد يصرحون برأي‬
‫قوي للغاية ‪ ،‬غير أنهم ال يستطيعون تدعيمه على األطالق ‪( ،‬المريض ‪ :‬أنها كانت األعظم على‬
‫اإلطالق) القائم بالمقابلة ‪:‬‬
‫"ما أجمل شئ تحبه فيها ؟" المريض ‪ :‬أه يا الهي ‪ ،‬أنا لست متأكداً ‪ ،‬أنا غير قادر‬
‫على وصف ذلك) ‪.‬‬

‫‪- 104 -‬‬


‫حقوق النشر محفوظة لمركز اإلرشاد النفسي جامعة عين شمس‬

‫تتشابه الحالة المرضية الضطراب الشخصية الهستيرية مع االكتئاب ‪ ،‬واضطراب الشخصية‬


‫المتطلب (البينية أو الجدية) وتعتبر المشاكل الطبية حادة ‪.‬‬
‫معيار الدليل التشخيصي ‪ DSM-5‬الضطراب الشخصية الهستيرية‪:‬‬
‫وجود خمسة أو أكثر من هذه العالمات الدالة على اإلفراط العاطفي والرغبة في جذب االنتباه‬
‫خالل فترة البلوغ المبكرة وأن تظهر في أحد األشكال التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬الحاجة الماسة ألن يكون الشخص موضع االهتمام ‪.‬‬
‫‪ -‬السلوك األغرائي بطريقة جنسية وغير الئقة ‪.‬‬
‫‪ -‬التغير السريع في التعبير عن العواطف ‪.‬‬
‫‪ -‬استخدام المظهر الجسماني الخارجي لجذب االنتباه نحو الذات ‪.‬‬
‫‪ -‬الحديث انطباعي وافتقار الى التفاصيل ‪.‬‬
‫‪ -‬التعبير العاطفي المسرحي المبالغ فيه ‪.‬‬
‫‪ -‬المبادرة بتقديم اقتراحات ‪.‬‬
‫‪ -‬االنخداع في قراءة العالقات على أنها عالقات حميمية أكثر مما هي عليه ‪.‬‬
‫اسباب اضطراب الشخصية الهستيرية ‪:‬‬
‫تقــترح النظ ـري ــة النفسـية التحليلــية ‪:‬‬
‫أن‬
‫التمثيل العاطفي ‪ ،‬واإلغراء الجنسي مـن السـمات الرئيسـية لهـذا االضطراب ‪ ،‬ويتــم تحفـيز هاتيـن‬
‫الصفتين إغراء الوالدين‪ ،‬خاصة السلوك اإلغرائي للـوالـد ‪ ،‬تجـاه ابنتـه ‪.‬‬
‫تشيـر النظرية أيضاً الى أن‪:‬‬
‫مـن يعانـون مـن هذا االضطراب قد نشأوا وتربوا فـى بيـئة أسـريـة يتحـدث فيها األبوان عن الجنس‬
‫باعتباره شيئاً قـذ اًر ‪ ،‬غيـر أن تصـرفهـم وسلوكهم ينـم عـن إثـارة تجاه الجنس ورغبة في ممارسته‪.‬‬
‫توضح هذه التربية الخاطئة ‪:‬‬
‫االنشغال بالجنس ‪ ،‬أو اقترانه بالخوف من التصرف بطريقة جنسية واقعية ‪.‬‬

‫‪- 105 -‬‬


‫مركز اإلرشاد النفسي‬
‫البرنامج التدريبي في علم النفس االكلينيكي‬

‫إن اإلظهار المبالغ فيه للعواطف هو أحد أعراض لهذه الصراعات ‪ .‬كما أن الرغبة في‬ ‫‪-‬‬
‫احتالل مركز االنتباه ينظر لها كطريقة من طرق الدفاع ضد التقدير المنخفض لذواتهم ‪.‬‬
‫ولألسف الحظ فإن تلك النظرية لم يتم اختبارها ‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫معيار الدليل التشخيصي ‪ DSM-5‬الضطراب الشخصية النرجسي ‪:‬‬


‫البد من وجود خمسة أو أكثر من الصفات التالية على أن تحدث خالل فترة البلوغ ‪:‬‬
‫النظرة المتضخمة للذات وأهميتها ‪:‬‬
‫‪ -‬االشتغراق في نجاح الشخص ‪ ،‬وشهرته وجماله‪.‬‬
‫‪ -‬االعتقاد بأنه من نوع خاص وال يفهمه إال األشخاص ذوي الحالة األعلى ‪.‬‬
‫‪ -‬الحاجة الشديدة الى االعجاب ‪.‬‬
‫‪ -‬الشعور القوي بأنه الكل في الكل ‪.‬‬
‫‪ -‬الميل الى استغالل اآلخرين ‪.‬‬
‫‪ -‬االفتقار الى التعاطف ‪.‬‬
‫‪ -‬حسد اآلخرين ‪.‬‬
‫‪ -‬السلوكيات والمعامالت المتغطرسة ‪.‬‬

‫‪- 106 -‬‬


‫حقوق النشر محفوظة لمركز اإلرشاد النفسي جامعة عين شمس‬

‫اضطراب الشخصية النرجسي ‪:Narcissistic Personality disorder‬‬


‫لدى األشخاص المصابين باضطراب الشخصية النرجسي نظرة متضخمة لقدراتهم ومفعمون‬
‫بالخياالت الخاصة بالنجاح الكبير (كما هو الحال في الحالة السريرية – حالة "بوب")‪.‬‬
‫‪ -‬فهم يتخطون االهتمام القليل بالذات ‪ ،‬بل يطلبون االهتمام واالنتباه الدائم تقريباً ‪ ،‬واالعجاب‬
‫المبالغ فيه ‪.‬‬
‫‪ -‬تقترن عالقتهم الشخصية الحميمية بحاجتهم الى التعاطف ‪ ،‬وبالغطرسة الممتزجة أو المقترنة‬
‫بمشاعر الحسد ‪ ،‬فهم معتادون على استغالل اآلخرين ‪ ،‬ومن خالل شعورهم بالكفاءة واألهلية –‬
‫فهم يتوقعون من اآلخرين أن يقوموا دائماً بتقديم التعاطف والتأييد الخاص لهم ‪.‬‬
‫‪ -‬إن األشخاص المصابون بهذا النوع من االضطراب حساسون بدرجة عالية تجاه النقد ‪ ،‬وربما‬
‫يشعرون بالغضب إذا لم يقم اآلخرون بإبداء االعجاب بهم ‪.‬‬
‫يميلون الي البحث عن اباء مثاليون يتخذونهم مثل اعلي ولكن عندما يقصر اآلبــاء في تلب ــية‬
‫تـوقعـاتهــم غ ــير ال ـواقعـية ‪ ،‬فإنـهم‬
‫يتحــولــون الـى ح ــالــة مــن الغضب والـرفض ‪:‬‬
‫مثل‪:‬‬
‫(المصابين باضط ـراب الشخصــية المتقلــب )‪.‬‬
‫كما أنهـم قـد يستبدلون آباءهم إذا واتتهم فرصة ليكونوا‬
‫مع آباء في حالة مثالثة أعلى ‪.‬‬
‫ويتزامن هذا االضطراب في معظم األحيان مع اضطراب الشخصية الحدية ‪.‬‬
‫أسباب اضطراب الشخصية النرجسي‪:‬‬
‫سنناقش في هذا القسم النموذجين األكثر تأثي اًر فيما يتعلق بأسباب هذا االضطراب وهما ‪:‬‬
‫‪ -‬النموذج النفسي الذاتي ‪.‬‬
‫‪ -‬والنموذج المعرفي االجتماعي وتعتبر كل من النظرتين بمثابة محاولة لفهم كيفية نشوء هذه‬
‫الصفات عند أى شخص ‪.‬‬
‫نموذج علم النفس الذاتي ‪:Self-Psychology Model‬‬
‫‪- 107 -‬‬
‫مركز اإلرشاد النفسي‬
‫البرنامج التدريبي في علم النفس االكلينيكي‬

‫وضع (هاينز كوت ‪ )Heinz Kohut‬تحليالً نفسياً متمي اًز أسماه "علم النفس الذاتي" ‪:‬‬
‫والذي شرحه في الكتابين الذين قام بإصدارهما وهما ‪ ،‬تحليل الذات ‪The Analysis Of The‬‬
‫)‪ Self (1971‬واستعادة الذات )‪. Restoration of the self (1977‬‬
‫فقد الحظ كوت أن الشخص المصاب باضطراب الشخصية النرجسي يظهر أهمية لنفسه ‪،‬‬
‫وأهتماماً بها ‪ ،‬وخياالت لنجاح ظاهرى غير محدود ‪ .‬إال أن كوت يقرر في نظريته أن هذه‬
‫الصفات تصنع تقدير شخصية هش ‪.‬‬
‫فاألشخاص المصابون باضطراب الشخصية النرجسي يسعون الى إشباع رغبتهم في الشهور‬
‫باالحترام من خالل مداومة طلبه من اآلخرين ‪.‬‬
‫وصف كوت األساليب األبوية ‪ :‬التى قد تسهم في تطور النرجسية ‪ ،‬فعندما يستجيب الوالدان للطفل‬
‫بدفء ‪ ،‬ودعم وحنان ‪ ،‬فإنهم يمنحانه شعو اًر طبيعياً بالدفء الذاتي ‪ ،‬أما برودة األبوين فتسهم في‬
‫الشعور بعدم األمان الذاتي ‪.‬‬
‫كذلك فقد أوضح كوت نموذجاً تتم فيه المغاالة في تقدير الطفل بوصفه أداة إلبراز التقدير الذاتي‬
‫لألبوين من خالل إبراز مواهبه وقدراته ‪ ،‬إال أن هذا الطفل تتنامى لديه شعور بالعار إذا ما أخفق ‪،‬‬
‫وهنا يفترض كوت أن هذين البعدين األبويين قد يؤديان الى مخاطر اإلصابة بالنرجسية والبرودة‬
‫العاطفية إذا ما تمت المبالغة في إبراز انجازات الطفل ‪.‬‬
‫هناك دراسة حالية تشير الى أن األشخاص ذوي المستويات العالية من النرجسية يعيشون هذه‬
‫التجارب مع والديهم أثناء فترة طفولتهم ‪.‬‬
‫النموذج االجتماعي المعرفى ‪:Social-Cognitive Model‬‬
‫يقوم نموذج اضطراب الشخصية النرجسي قد وضعه كل من ‪( :‬كارولنى مورف ‪Carolyn‬‬
‫‪ )Morf‬و(فريدريك روديفالت )‪) Frederick Rhodewalt (2001‬‬
‫على فكرتين أساستين ‪ )1( :‬أن األشخاص المصابين بهذا االضطراب لديهم تقدير هش لذاتهم ‪،‬‬
‫وذلك يرجع فى جزء منه الى أنهم يحاولون االعتقاد بأنهم ذوي وضع خاص ‪.‬‬

‫‪- 108 -‬‬


‫حقوق النشر محفوظة لمركز اإلرشاد النفسي جامعة عين شمس‬

‫(‪ )2‬أن التفاعالت الشخصية العميقة تعتبر مهمة بالنسبة لهم من أجل تدعيم تقديرهم لذاتهم ‪ ،‬بدالً‬
‫من أكتساب الحميمة والدفء ‪.‬‬
‫وبعبارة أخرى‪:‬‬
‫فإنهم بمثابة أسرى لهدف واحد يحقق الححفاظ على النظرة المتضخمة لذواتهم ‪ ،‬ويتغلغل هذا‬
‫الهدف في كل تجاربهم وخبراتهم ‪.‬‬
‫يعد العمل الذى قام به مورف وروديفالت‪ :‬ممي اًز في جزئية مهمة وهي أنهما لديهما دراسات معملية‬
‫مصممة ودراسات بحثية تهدف الى شرح وتوضيح العمليات المعرفية والعاطفية والمتعلقة بالعالقة‬
‫بين األشخاص‪ ،‬والتى ترتبط باضطراب الشخصية النرجسي‪.‬‬
‫ولكي يقوما بتقييم الفكرة القائلة‪:‬‬
‫إن األشخاص باضطراب الشخصية النرجسي يحاولون االحتفاظ بالنظرة المتضخمة ألنفسهم ‪ ،‬فقد‬
‫قام كل من مورف ‪ ،‬ورود فالت ‪.‬‬
‫بالنظر في دراسات االنحرافات في كيفية قيام األشخاص المصابين بهذا االضطراب بتقييم أنفسهم‬
‫في األوساط المختلفة ‪.‬‬
‫على سبيل المثال في الدراسات العملية يبالغ األشخاص المصابون باضطراب الشخصية النرجسي‬
‫في تقييم أنفسهم وجاذبيتهم لآلخرين أى انجذاب اآلخرين نحوهم ‪.‬ويبالغون في تقدير مساهماتهم في‬
‫األنشطة الجماعية‪( ،‬البد أن يغار اآلخرون منى ‪ ،‬فلي نصيب األسد مما أحرزناه من تقدم في‬
‫الوقت الحالى)‪.‬‬
‫وفي بعض الدراسات ‪ :‬قام الباحثون بتقديم أشخاص مع تغذيتهم بطريقة رجعية ‪ ،‬بأنهم كانوا‬
‫ناجحين في مهمة ما (بغض النظر عن أدائهم الفعلي) ‪ ،‬وبعد ذلك يتم سؤال المشاركين ليسردوا‬
‫األسباب التى جعلتهم ناجحين‪ .‬وفي هذه النوعية من الدراسات فإن األشخاص المصابين باضطراب‬
‫الشخصية النرجسي ينسبون النجاح الى قدراتهم أكثر مما ينسبونه الى الصدفة أو الحظ ‪.‬‬
‫ولذلك فإن مجموعة من الدراسات تفترض أن األشخاص المصابين باضطراب الشخصية النرجسي‬
‫يظهرون انحرافات معرفية إدراكية تساد على الحفاظ على ضخامة وعظمة المعتقدات الذاتية أو‬
‫المعتقدات عن الذات ‪.‬‬
‫‪- 109 -‬‬
‫مركز اإلرشاد النفسي‬
‫البرنامج التدريبي في علم النفس االكلينيكي‬

‫حالة طبية سريرية جون ‪:ion‬‬


‫جون أستاذ جامعى يبلغ من العمر ‪ 50‬عاماً ‪ ،‬لم يسع الى العالج اال بعد إلحاح من زوجته ‪ ،‬وفي‬
‫أثناء المقابلة ذكرت زوجته بعض أمور منها أنه يبدو شديد التركيز على ذاته ‪ ،‬وبالترقية التى‬
‫تنتظره ‪ ،‬لدرجة أنه فى الغالب ينتقص من قدر اآلخرين ‪ ،‬وقد كان بوب منك اًر لمخاوفها قائالً إنه لم‬
‫يكن أبداً ذلك الشخص الذي يتسامح مع الحمقى ‪ ،‬ولم يستطع أن يجد سبباً يبرر قيامه بعرض هذا‬
‫التسامح ‪.‬‬
‫وفى فورة غضب عاصف بدأ يصف مشرفيه ‪ ،‬وطالبه وتالميذه ‪ ،‬ووالديه ‪ ،‬ومجموعة من‬
‫األصدقاء السابقين على أنهم يفتقرون الى الذكاء الذي يؤهلهم ليكونوا جديرين بصداقته ‪ .‬وقد عبر‬
‫عن شكره لساعات عمله الطويلة ألجل بحثه الذي يهدف الى تغيير حياة الناس ‪ ،‬وأعترف بأنه ما‬
‫ليسمح ال يمكن السماح ألية أنشطة أخرى بالتدخل مع هذا النجاح ‪.‬‬
‫ولتقييم إذا ما كان االشخاص المصابون باضطراب الشخصية النرجسي لديهم تقدير هش ألنفسهم ‪:‬‬
‫قام مورف وروديفالت ‪ :‬بمراجعة الدراسات التى تتناول مدى اعتمادهم في تقديرهم لذاتهم على‬
‫التغذية الرجعية الخارجية على سبيل المثال عندما يتم إخبارهم عن طريق الخطأ أنهم فشلوا في‬
‫اختبار ‪. IQ‬‬
‫فإنهم يظهرون المزيد من الرجعية أو النشاط الرجعي عندما يتم اخبارهم أنهم قد نجحوا في شئ‬
‫ما‪.‬‬
‫ويقول كل من مورف وروديفالت ‪:‬‬
‫أن هذه القابلية لإلصابة وإمكانية تأثر تقديرهم ألنفسهم بالتغذية الرجعية الخارجية ‪ ،‬تتبع من‬
‫محاولتهم الحافظ على رأيهم المتضخم في أنفسهم ‪.‬‬
‫وطبقاً لما تقوله هذه النظرية ‪ ،‬فإن األشخاص المصابين باضطراب الشخصية النرجسي‪ :‬ي‬
‫تفاعلون مع اآلخرين ‪ ،‬حيث أن هدفهم المبدئي يتمثل أو ينحصر في تدعيم تقديرهم لذاتهم ‪.‬‬
‫ويؤثر هذا الهدف في كيفية تصرفهم تجاه اآلخرين بعدة طرق ‪.‬‬

‫‪- 110 -‬‬


‫حقوق النشر محفوظة لمركز اإلرشاد النفسي جامعة عين شمس‬

‫أوالً ‪ :‬هم يميلون الى التفاخر كثي اًر ‪ ،‬وذلك يؤدي دو اًر جيداً في البداية ‪ ،‬ولكن مع مرور الوقت ‪،‬‬
‫ينظر اآلخرون الى التفاخر باستمرار وبشكل متكرر ‪ ،‬بطريقة سلبية‪.‬‬
‫ثانياً ‪:‬‬
‫عندما يقوم أحد األشخاص اآلخرين بتقديم أداء أفضل مما هو مطلوب منه فى مهمة ما تعتبر‬
‫مرتبطة بتقدير الذات ‪ ،‬فإنه بذلك سيكون قد أضر بسمعة الشخص اآلخر ‪ ،‬حتى إذا كان من‬
‫المتعين عليه أن يقوم بذلك في حضو هذا الشخص ‪.‬‬
‫وهذا يعني أنه من المهم جداً بالنسبة له أن ينال اإلعجاب أو يحقق نجاحاً تنافسياً أكثر من األهمية‬
‫المتمثلة في وجوب اقترابه من اآلخرين ‪ .‬ويعمل هذا اإلطار على‬
‫تسهيل مهمة فهم السؤال المتمثل في ‪:‬‬
‫لماذا يقوم األشخاص المصابون باضطراب الشخصية النرجسي بأشياء منفرة لآلخرين ؟‬
‫وأن اهتمامهم الرئيسي يتمثل في كسب العالقات الحميمة أو "الفوز" وليس اكتسابها" أو الحفاظ‬
‫عليها ‪.‬‬
‫نب ـ ــذة س ـريــعة ‪:‬‬
‫تشمل اضطرابات الشخصية المتدرجة في المجموعة الشاذة ‪ /‬الغريبة ‪:‬‬
‫(المجموعة أ) اضطراب الشخصية االرتيابية ‪ ،‬واضطراب الشخصية الفصامي ‪ ،‬واالضطراب شبه‬
‫ذي النمط الفصامي ‪ .‬األشخاص الذين يعانون من اضطرابات ظنية في الشخصية كثيري الشك‬
‫في اآلخرين ‪.‬‬
‫أما المصابون باضطراب الشخصية الفصامي فإنهم معزولين اجتماعياً واألشخاص المصابون‬
‫باضطراب الشخصية ذي النمط الفصامي فإنهم يتسمون بغرابة األفكار والسلوك ‪.‬‬
‫تشير الدراسات الو ارثية السلوكية الى أن اضطراب الشخصية ذي النمط أو الطابع الفصامي يرتبط‬
‫مع الفصام ‪ .‬ويبدو أن (المجموعة أ) ترتبط بالوراثة بصورة كبيرة ‪.‬‬
‫‪ :‬تشمل المجموعة المسرحية ‪ /‬الشاذة (المجموعة ب) اضطراب الشخصية المناهض للمجتمع‬
‫)‪(APD‬‬

‫‪- 111 -‬‬


‫مركز اإلرشاد النفسي‬
‫البرنامج التدريبي في علم النفس االكلينيكي‬

‫اضطراب الشخصية الحدي )‪ (BPD‬واضطرب الشخصية الهستيرية ‪،‬واضطراب الشخصية‬


‫النرجسي ‪ ،‬وتشمل السمات األساسية التى يتصف بها اضطراب الشخصية المناهض ‪ /‬المضاد‬
‫للمجتمع ‪:‬‬
‫خرق القواعد‪ ،‬وعدم مراعاة مشاعر اآلخرين ‪ ،‬وعدم مراعاة المبادئ والقواعد االجتماعية ‪ .‬يرتبط‬
‫المرض النفسي باضطراب الشخصية المناهض‪ /‬المضاد للمجتمع ولكنه غير محدد في الدليل‬
‫التشخيصي‪DSM .‬‬
‫حيث أن معايير المرض النفسي تركز على التجارب والخبرات الداخلية أكثر من تركيزها على‬
‫السلوك‪.‬‬
‫أما اضطراب الشخصية الحدية فيتحدد من خالل‪ :‬العاطفية المشتعلة ‪ ،‬والشخصية المتقلبة ‪،‬‬
‫واالندفاعية ‪ .‬بينما يتسم اضطراب الشخصية الهستيرية باالستعراضات العاطفية المبالغ فيها ‪ ،‬في‬
‫حين يتسم اضطراب الشخصية النرجسي بالتقدير المتضخم للذات بدرجة مرتفعة ‪ ،‬وحاجة عميقة‬
‫لإلعجاب‪.‬‬
‫عند القيام بقياس دقيق ‪ ،‬فإن كال من اضطراب الشخصية المناهضة ‪ /‬المضادة للمجتمع والمرض‬
‫انفسي قابلين لالنتقال الوراثي بدرجة معتدلة – وبعيداً عن الجينات ‪ ،‬فإن البيئة ألسرية والثقافة يبدو‬
‫أنها تلعب دو اًر في ظهور هذا النوع من االضطراب ‪.‬‬
‫يعتبر المرضى النفسيون قليلي الشعور بالقلق ‪ ،‬حيث أن معاملتهم القاسية مع اآلخرين ربما تكون‬
‫مرتبطة أيضاً بحاجتهم وافتقادهم إلى التعاطف ‪ .‬فالمرضى النفسيون يعانون من قصور في‬
‫استخدام التغذية الرجعية والسلبية عندما يسعون الى المكافأة – وهذا يعنى أنهم يتصرفون باندفاع ‪.‬‬
‫ومن الممكن أن يقودهم عدم االحساس بالقلق هذا ‪ ،‬واالفتقاد الى التعاطف وكذلك االندفاع من‬
‫الممكن أن يقودهم الى إساءة التصرف بدون أن يكون هناك شعور بالندم‪..‬‬
‫هناك دليل على أن اضطراب ‪ BPD‬ينتقل عبر الوراثة ‪ :‬وأن إمكانية انتقاله وراثياً ربما تكون‬
‫مرتبطة بصفة خاصو بالفوضى العاطفية األكبر ‪ ،‬ومرتبطة باالندفاع أيضاً ‪ .‬ومما يتفق مع‬

‫‪- 112 -‬‬


‫حقوق النشر محفوظة لمركز اإلرشاد النفسي جامعة عين شمس‬

‫العاطفية الشديدة ‪ ،‬كما أن المصابين باضطراب ‪ BPD‬يظهرون نشاطاً متزايداً في اللوزة ‪،‬‬
‫ومعدالت عالية اضطرابات المزاج‪ .‬ومما يتفق مع أعراض االندفاع ‪ ،‬تشير األبحاث الى وجود‬
‫انخفاض في نشاط الفص األمامي بين أألشخاص المصابين باضطراب ‪ ، BPD‬وظهور معدالت‬
‫عالية من االضطرابات لدى االقارب من الدرجة االولى بما فى ذلك االندفاعية‪.‬‬
‫المصابون باضطراب ‪ BPD :‬بارتفاع معدالت اإلساءة لديهم ‪ ،‬ويقوم نموذج لينهان ‪Lienhan‬‬
‫على المعدالت المرتفعة من إساءة المعاملة وعدم الصالحية الوالدية عند المصابين باضطراب‬
‫‪ ،BPD‬ويؤكد أيضاً على االستعداد البيولوجي للفوضى العاطفية‪ .‬إن معرفة الباحثين بجذور‬
‫اضطرابات الشخصية الهستيرية قليلة نسبياً حيث أن هناك اعتقاد بأن هذا االضطراب في‬
‫الشخصية يرتبط بضعف التربية الوالدية‬
‫وفقاً لنظرية المرض النفسي للذات والخاصة باضطراب الشخصية النرجسي ‪ ،‬فإن الوالدين‬
‫المنفصلين والذين يركزان على استحقاقهما وجدارتهما الشخصية ‪ ،‬يفشالن في مساعدة الطفل على‬
‫تنمية شعور ثابت بالتقدير الذاتي أو الجدارة الذاتية ‪.‬‬
‫فإنها تفترض أن سلوك الشخص المصاب باضطراب‬ ‫أما النظرية االجتماعية المعرفية ‪:‬‬
‫الشخصية لنرجسي يتشكل من خالل أو عن طريق هدفه في حماية خصوصيته‪ ،‬واعتقاده بأن‬
‫الهدف من التفاعالت الشخصية الداخلية هو تدعيم التقدير والجدارة الذانية ‪ .‬أو تقدير الذات ‪.‬‬
‫المجموعة القلقة ‪ /‬الخائفة‪Anxious/ Fearfui Cluster‬‬
‫تشمل المجموعة القلقة ‪ /‬الخائفة ‪ :‬اضطراب الشخصية االجتنابي أو التجنبي‪Avoidant ،‬‬
‫‪ ،Personality Disorder‬واضطراب الشخصية التابع ‪Dependent Personality‬‬
‫‪Obsessive Compulsive‬‬ ‫‪ Disorder‬واضطراب الوسواس القهري ‪Personality‬‬
‫‪Disorder .‬وبشكل عام ‪ ،‬فإن األشخاص امصابين بهذه األنواع من االضطرابات يتسمون بالقلق‬
‫والحزن‪..‬‬
‫اضطراب الشخصية التجنبي ‪Avoidant Personality Disorder‬‬
‫معيار الدليل التشخيصي ‪ DSM-5 :‬الضطراب الشخصية االجتنابي‬

‫‪- 113 -‬‬


‫مركز اإلرشاد النفسي‬
‫البرنامج التدريبي في علم النفس االكلينيكي‬

‫وجود نمط مستمر من االنعزال االجتماعي والشعور بعدم الكفاءة والحساسية المفرطة تجاه لنقد على‬
‫أن تظهر من خالل أربعة أو أكثر من هذه العالمات خالل فترة البلوغ المبكرة وأن تظهر في أحد‬
‫األشكال التالية‪:‬‬
‫‪-‬تجنب األنشطة المهنية التى تتضمن قد اًر عالياً من التواصل مع اآلخرين ‪ ،‬خوفاً من النقد أو‬
‫الرفض ‪.‬‬
‫‪-‬عدم الرغبة في االنخراط مع اآلخرين إال عند التاكد من رغبتهم في ذلك ‪.‬‬
‫‪-‬الخوف من العالقات الحميمية مخافة االحراج أو االستهانة به ‪.‬‬
‫‪-‬االنشغال باالنتقادات والرفض الموجه للشخص ‪.‬‬
‫‪-‬النظر للذات على أنها متدنية اجتماعياً ‪.‬‬
‫‪-‬االهتمام غير العادي بالقيام بأنشطة جديدة إلثبات عدم وقوعهم في الحرج‪.‬‬
‫يخشـى األشخـاص المصـابـ ــون بـاضـط ـ ـراب الشخصية التجنبي يخافـون بشكـل كبيـر بشكـل‬
‫مـن النقد والرفض وعدم القبول لدرجـة أنهـم قــد يعـزفــون عــن االلتحاق بالوظائـف ‪ ،‬أو يعرضـون عـن‬
‫إقـامـة العالقـات حتى يحموا أنفسهم مــن التغذية الرجعية السلبيــة ‪ ،‬وهــم مقيــدون في المواقـف‬
‫االجتماعيـة ‪ ،‬وذلـك بسبـب خوفهم البـالــغ مـن قــول أى كــالم قــد يكـون ذا معنى سخيف ‪ ،‬والخــوف‬
‫مـن االحـراج ‪ ،‬والخجل ‪ ،‬أو خوفاً مــن إظهار عالمات أخرى للقلق وهم يعتقدون أنهم غير أكفاء‬
‫واقل مرتبة من اآلخرين ‪ ،‬وهم أيضاً يمتنعون عـن خـوض أى مغامرات للقيام بأنشطة جديدة‪.‬‬
‫يـرتبـط اضطـراب الشخصيـة التجنبـي بالخـوف المرضي ‪ .‬وربما يكون ذلك ناتجاً عن تشابه‬
‫المعايير التشخيصية لكليهما ‪ ،‬بل ويرى البعض أن اضطراب الشخصية التجنبي في حد ذاته قد‬
‫يكون دليالً على اإلصابة بالخوف المرضي‪.‬‬
‫إن اضطراب الشخصية التجنبي والخوف االجتماعي يرتبطان بمجموعة أعراض يطلق عليها‬
‫‪Taijin Kyoufusho‬والتى تجدث في اليابان وتعنى كلمة" ‪ Taijin‬بين األشخاص" أما كلمة‬

‫‪- 114 -‬‬


‫حقوق النشر محفوظة لمركز اإلرشاد النفسي جامعة عين شمس‬

‫‪Kyoufusho‬فتعنى "الخوف" واألشخاص المصابون بمرض ‪ Taijin Kyoufusho‬يتشابهون مع‬


‫المصابين باضطراب الشخصية التجنبي ‪ ،‬والخوف المرضي من المجتمع‬
‫فيما يتعلق بشدة حساسيتهم عند المواقف التى تحدث بينهم وبين األشخاص اآلخرين كما أنهم‬
‫يتحاشون االحتكاك أو االتصال باألشخاص اآلخرين ‪ .‬غير أن ما يخافونه يعتبر مختلفاً نوعاً ما‬
‫عن مخاوف أولئك األشخاص الذين يخضعون لتشخيصات‪DSM .‬‬
‫فالمرضى الذين يعانون من الخوف البينشخصي االجتماعي ‪ Taijin Kyoufusho‬يميلون الى أن‬

‫يكونوا قلقين أو يشعرون بالخجل من الكيفية التى يؤثرون بها أو يظهرون بها أمام اآلخرين – فمثالً‬
‫هم يخافون من أن يكونوا مزعجين أو ألجسادهم رائحة منفرة‪.‬‬
‫إننا ال نعرف سوى القليل عن أسباب حدوث اضطراب الشخصية التجنبي وربما يكون السبب في‬
‫هذا هو أن كثير من المصابين ال يستسيغون فكرة إجراء المقابالت البحثية‪.‬‬
‫ويظهر هذا النوع من اضطرابات الشخصية لدى نحو ‪ 27%‬الى ‪ % 35‬من بين األشخاص ‪ .‬أما‬
‫القابلية الجينية لإلصابة باضطراب الشخصية التجنبي فهي ترتبط أيضاً ‪.....‬باضطراب الخوف‬
‫االجتماعي‪.‬‬
‫كذلك فقد ركز واضعو النظريات على دور التجارب التى تشهدها الطفولة المبكرة ‪ ،‬فعلى سبيل‬
‫المثال ‪ ،‬فهناك اعتقاد أن اضطراب الشخصية التجنبي يحدث عندما تتم معاملة الطفل بقسوة فيبدأ‬
‫في الخوف من مواجهة األشخاص والمواقف التى قد ال يراها اآلخرون ضارة‪.‬‬
‫إننا ال نعرف سوى القليل عن أسباب حدوث اضطراب الشخصية التجنبي وربما يكون السبب في‬
‫هذا هو أن كثير من المصابين ال يستسيغون فكرة إجراء المقابالت البحثية‪.‬‬
‫ويظهر هذا النوع من اضطرابات الشخصية لدى نحو ‪ 27%‬الى ‪ % 35‬من بين األشخاص ‪ .‬أما‬
‫القابلية الجينية لإلصابة باضطراب الشخصية التجنبي فهي ترتبط أيضاً ‪.....‬باضطراب الخوف‬
‫االجتماعي‪.‬‬
‫كذلك فقد ركز واضعو النظريات على دور التجارب التى تشهدها الطفولة المبكرة ‪ ،‬فعلى سبيل‬
‫المثال ‪ ،‬فهناك اعتقاد أن اضطراب الشخصية التجنبي يحدث عندما تتم معاملة الطفل بقسوة فيبدأ‬
‫في الخوف من مواجهة األشخاص والمواقف التى قد ال يراها اآلخرون ضارة‪.‬‬
‫‪- 115 -‬‬
‫مركز اإلرشاد النفسي‬
‫البرنامج التدريبي في علم النفس االكلينيكي‬

‫حالة سريرية ‪ :‬جاك‪jack‬‬


‫“جاك" رجل يبلغ من العمر ‪ 45‬عاماً ‪ :‬كان يبحث عن عالج االكتئاب الذي أدعى أنه قد‬
‫يتعرض له باستمرار تقريباً منذ أن كان في الصف الدراسي األول‪.‬‬
‫أثناء المقابلة أبدى ليون شعو اًر بعدم االرتياح من الناحية االجتماعية طوال فترة حياته كما‬
‫يذكرها ‪ ......‬فعندما بلغ الخامسة من عمره ‪ ،‬كان يتعرض للقلق الشديد تجاه األطفال اآلخرين ‪،‬‬
‫ويصبح عقله "فارغاً" إذا خاض موقفاً يتطلب منه أن يقوم بالحديث أمام اآلخرين ‪ ،‬فهو يخشى منذ‬
‫صغره حفالت أعياد الميالد ‪ ،‬واإلجابة في الفصل‪.‬‬
‫ومن مقابلة األطفال اآلخرين ‪ .‬وبالرغم من أنه كان قاد اًر على اللعب مع بعض أطفال الجيران ‪،‬‬
‫إال أنه لم يكن له "صديق حميم" على اإلطالق ‪ ،‬ولم يسبق له أن خرج أبداً في موعد غرامي ‪،‬‬
‫وبالرغم من أنه كان متفوقاً من الناحية األكاديمية في المدرسة الثانوية‪.‬‬
‫إال أن مستوى درجاته قد هبط في الكلية ‪ ،‬والتحق بإحدى الوظائف في مكتب البريد بعد التخرج ‪،‬‬
‫وكان سبب اختياره لتلك الوظيفة أنها ال تحتوى على الكثير من التفاعل واالحتكاك االجتماعي‪.‬‬
‫اضطراب الشخصية االعتمادية‪Dependent Personality Disorder‬‬
‫أهم المالمح الرئيسية الضطراب الشخصية االعتمادية ‪Dependent Personality Disorder :‬‬
‫تتمثل في االعتماد الزائد على اآلخرين ‪ ،‬وعدم الثقة في النفس ‪ ،‬فاألشخاص الذين يعانون من‬
‫اضطراب الشخصية التابع في حاجة ماسة لالهتمام بهم ‪ ،‬وهو ما يؤدي بهم الى الشعور بعدم‬
‫االرتياح إذا ما بقوا وحدهم‪.‬‬
‫وهؤالء يخضعون حاجاتهم ويضعونها فى مرتبة تالية لحاجتهم الى الشعور باالطمئنان في ظل‬
‫العالقات الحمائية الوطيدة التى يبنونها ‪ :‬وعندما تنتهى عالقة صداقة حميمة ‪ ...........‬فإنهم‬
‫يلحون في البحث عن عالقة أخرى لتحل محل العالقة المنتهية ‪ ،‬فهم يرون أنفسهم ضعافاً ‪،‬‬
‫ويلجئون الى اآلخرين للحصول على المساندة واتخاذ القرار‪.‬‬
‫معيار الدليل التشخيصي ‪ DSM-5‬الضطراب الشخصية االعتمادية‪:‬‬

‫‪- 116 -‬‬


‫حقوق النشر محفوظة لمركز اإلرشاد النفسي جامعة عين شمس‬

‫وجود حاجة ماسة الى من يعتنى بالشخص على أن تظهر من خالل خمسة أو أكثر من هذه‬
‫العالمات خالل فترة البلوغ المبكرة وأن تظهر في أحد األشكال التالية ‪:‬‬
‫‪-‬صعوبة اتخاذ الق اررات بدون أخذ نصائح مكثفة وتأكيدات من اآلخرين ‪.‬‬
‫‪-‬الحاجة الى اآلخرين ليتحملوا المسئولية عن معظم النواحي الرئيسية في الحياة ‪.‬‬
‫‪-‬صعوبة االختالف مع اآلخرين خوفاً من فقدان دعمهم ومساندتهم له‪.‬‬
‫‪-‬الخوف من القيام بأمر مزعج خشية فقدان دعم اآلخرين ‪.‬‬
‫‪-‬صعوبة القيام باألشياء اعتماداً على النفس فقط ‪ ،‬نظ اًر لغياب الثقة في النفس‪.‬‬
‫‪-‬القيام بأمور مزعجة كوسيلة لنيل دعم اآلخرين وتقبلهم ‪.‬‬
‫‪-‬الشعور بالعجز في حالة الوحدة ‪ ،‬نظ اًر لالفتقار الى الثقة في القدرة على العناية بالذات ‪.‬‬
‫‪-‬السعي إلقامة عالقة جديدة بمجرد انتهاء عالقة قائمة‪.‬‬
‫وتتضمن معايير الدليل التشخيصي ‪ DSM‬الضطراب الشخصية االعتمادية بعض السمات التى لم‬
‫ترتبط بأى سند بحثي ‪ ،‬خاصة المعايير التى تصور األشخاص المصابين باضطراب الشخصية‬
‫االعتمادية علـى أنهــم مستسلمـون للغايـة‪.‬‬
‫( مث ـالً ‪ :‬يجـدون بــدء الموضـوعـات ‪ ،‬والمشاريع ‪ ،‬أو القيام باألشياء اعتماداً على أنفسهم ‪ ،‬وغير‬
‫قادرين على االختالف مع غيرهم ‪ ،‬ويسمحون لآلخرين باتخاذ ق اررات بدالً عنهم )إال أن األبح ــاث‬
‫تشــير الــى أن األشخــاص المصـابي ــن باضطـراب الشخصـية االعتماديــة يستطيعون فعلياً أن يقـومـوا‬
‫بـاألشــياء الضرورية لحماية عالقـة حميمية ‪ ،‬وذلك قد ينطوي على االحترام الشديد لرغبات‬
‫اآلخرين‪،‬‬
‫والسلبية ‪ .‬غير أنه فى الوقت نفسه قد ينطوي بنفس القدر على اتخاذ خطوات جادة من أجل‬
‫ـزيـد نســبة انتــشار اضط ـراب الشخصــية االعتمادية في الهـند واليابان عما‬
‫الحفاظ على العالقة‪ .‬تت ا‬
‫هى عليه فى الواليات المتحــدة االمـريكية ‪ :‬وربما يـرجـع هــذا الـى أن هــذه المجتمعات تشجــع‬
‫بعــض السلـوكيات التى قــد يمكـن وصفـها بأنـها سلــوكــيات تبعــية ويــت ازمــن حـدوث اضطراب‬
‫الشخصية االعتمادية في الغالب ‪ :‬مـع بع ـض االضطرابات األخرى منها اضطراب الشخصية‬

‫‪- 117 -‬‬


‫مركز اإلرشاد النفسي‬
‫البرنامج التدريبي في علم النفس االكلينيكي‬

‫الحدي ‪ ،‬و"الفصامي" والهستيرية ‪ ،‬وذي النمط الفصامي ‪ ،‬و"التجنبي" وكذلك اضطرابات الحالة‬
‫المزاجية ‪ ،‬واضطرابات القلق ‪ .‬والشراهة‪.‬‬
‫دراسة حالة ‪« :‬ديفيد"‬
‫«ديفيد " شاب عمره ‪ 34‬عاماً ‪ :‬كان يبحث عن عالج بعد انفصله عن صديقته ‪ .‬كانت أمه التى‬
‫يعيشها معها ‪ ،‬كانت رافضة لخططه زواجه ألن صديقته التى يريد أن يتزوجها تنحدر من أصول‬
‫دينية مختلفة ‪ .‬علم ماثيو أنه ال يستطيع الزواج من صديقته بدون موافقة والدته ‪ ،‬وذلك ألنها أمه‬
‫"والدم ال يصير ماء" ‪ ،‬وبالرغم من قيامه بفسخ الخطوبة ‪ ،‬إال أنه كان ساخطاً على أمه ‪ ،‬وكان‬
‫يخشى من أن ال توافق على أية فتاة يرغب في الزواج منها ‪ .‬وقد قال أنه كان خائفاً من عدم‬
‫التوافق مع أمه ‪ ،‬ألنه ال يرغب في أن يضطر الى "االعتماد على نفسه‪" .‬‬
‫‪Obeseeive-Compulsive Personality Disorder‬‬
‫اضطراب الشخصية الوسواسية القهرية‬
‫معيار الدليل التشخيصي ‪ DSM-5‬الضطراب الشخصية الوسواسي القهري‪:‬‬
‫وجود حاجة الصدار األوامر والسعي للكمال والسيطرة على أن تظهر من خالل أربعة أو أكثر من‬
‫هذه العالمات خالل فترة البلوغ المبكرة وأن تظهر في أحد األشكال التالية‪:‬‬
‫حاجة ملحة للقيادة والكمال والسيطرة تظهر من خالل أربع صفات على األقل مما يلي خالل فترة‬
‫المراهقة المبكرة وتتحقق من خالل عدة أشكال ‪:‬‬
‫‪ -‬األنشغال المسبق بالقواعد‪ ،‬والتفاصيل‪ ،‬والنظام لدرجة تؤدي الى ضياع الفكرة األساسية في‬
‫النشاط ‪.‬‬
‫‪-‬الكمالية المتطرفة المتعارضة مع إتمام المهمة ‪.‬‬
‫‪-‬المبالغة في االنكباب على العمل لدرجة االبتعاد عن االستمتاع والصداقة ‪.‬‬
‫‪-‬عدم المرونة بشأن األخالق والقيم‪.‬‬
‫‪-‬صعوبة التغاضي عن األمور التافهة‪.‬‬

‫‪- 118 -‬‬


‫حقوق النشر محفوظة لمركز اإلرشاد النفسي جامعة عين شمس‬

‫‪-‬عدم التدخل حتى يوافق اآلخرون على معاييره ‪.‬‬


‫‪-‬البخل والشح ‪.‬‬
‫‪-‬التصلب والعناد‪.‬‬
‫هو شخص كمالي (يسعى للكمال) يهتم‬ ‫الشخص المصاب باضطراب الوسواس القهري‪:‬‬
‫بالتفاصيل ‪ ،‬والقواعد ‪ ،‬واإلجراءات ‪ ،‬فاألشخاص المصابون بهذا النوع من االضطراب يعيرون‬
‫الكثير من االنتباه للتفاصيل الدقيقة لدرجة أنهم يفشلون في إنهاء المشروعات ‪ ،‬فهؤالء يميلون الى‬
‫العمل بشكل أكبر من توجههم نحـو المتعة ‪ ،‬وهم يواجهون صعوبة أكيـدة في اتخاذ الق اررات‬
‫(مخالفة الخطأ) ويجدون صعوبة أيض ـاً فــي تـوزيــع الـوقــت (مخـافـة أن ينصـرف تركيـزهــم الـى الشـئ‬
‫الخطـأ) ‪ .‬وغـالـباً مـا تكــون عـالقـاتهـم الشخصية ضعيفة وذلك ألنهـم يتسمــون بـالعــناد ‪ ،‬ويطلــبون أن‬
‫يتــم القيــام بكـل شئ على طـريقهــم ‪ ،‬وغـالباً مـا يصبحون معـروفين بـأنهــم" متحكمين في نزواتهم"‬
‫وبشكل عام‪ ،‬فإنهم يتسمون بـالجـديـة والصـالبـة ‪ ،‬والـرسمية ‪ ،‬وعـدم المـرونة خاصـة فيـما يتعلـق‬
‫بالمسـائـل األخـالقية ‪ ،‬فهم غير قادرين على التخلص مــن الموضوعـات واألهـداف التفاهة‬
‫والمرهقة‪ .‬حتى أولئك الخالين مــن أى قيمة عاطفية ‪ ،‬والذين هم عرضة ألن يكونوا مقتصدين‬
‫بدرجة مبالغ فيها ‪ ،‬لدرجة تثير اهتمام المحيطين بهم ‪.‬‬
‫يختلف اضط ارب الشخصية الوسواسية القهرية تماماً عن اضطراب الوسواس القهري )‪ (OCD‬على‬
‫الرغم من تشابههما في األسم ‪ .‬حيث أن اضطراب الشخصية ال يتضمن على الهواجس‬
‫واالندفاعات الت يتسم بها األخير ‪ ،‬ورغم هذا فإنهما كثي اًر ما يقترنان ببعضهما البعض ‪ ،‬حقيقة‬
‫األمر ‪ ،‬وأكثر اضطرابات الشخصية ارتباطاً باضطراب الشخصية الوسواسي القهري هو اضطراب‬
‫الشخصية التجنبية ‪.‬‬
‫هناك القليل من ألبحاث التى تناولت أسباب اضطراب الشخصية الوسواسي القهري ‪ ،‬وهناك اثنتين‬
‫من دراسات التواءم توضحان تقديرات متضاربة حول القابلية الوراثية ‪ ،‬وهناك بعض المؤشرات‬
‫تقول بأن االستعداد الجيني المرتبط باضطراب الشخصية الوسواسية القهرية يتزايد مع اضطراب‬
‫الوسواس القهري ‪ ،‬فأفراد العائلة المصابون باضطراب الوسواس القهري لديهم ميل لإلصابة‬
‫باضطرابات الشخصية الوسواسية القهري مثل السعي الى الكمال‪.‬‬
‫‪- 119 -‬‬
‫مركز اإلرشاد النفسي‬
‫البرنامج التدريبي في علم النفس االكلينيكي‬

‫عالج اضطرابات الشخصية‪:‬‬


‫من المهم أن نضع في اعتبارنا أن العديد من األشخاص الذين يعانون من اضطرابات الشخصية‬
‫يلجئون الى العالج لسبب آخر بخالف اضطراب الشخصية ‪ ،‬فعلى سبيل المثال‪:‬‬
‫قد يسعى شخص مصاب باضطراب الشخصية المناهض ‪ /‬المضاد للمجتمع للبحث عن العالج‬
‫لمشاكل تتعلق بتعاطي العقاقير ‪ ،‬بينما أن شخصاً مصاباً باضطراب الشخصية التجنبي ‪ :‬قد يبحث‬
‫عن عالج من الخوف المرضي من المجتمع ‪ ،‬وربما يسعى أحد المرضى المصابين باضطراب‬
‫الوسواس القهري الى المساعدة في عالج االكتئاب ‪.‬‬
‫ويتم تشجيع األطباء السريريون الى تحديد إذا ما كان هناك اضطراب في الشخصية ألن‬
‫اضطرابات الشخصية تظهر تحسناً بطيئاً أثناء العالج النفسي ‪ ،‬وهنا سنستعرض طرق المعالجة‬
‫أعراض اضطرابات الشخصية ‪ ،‬وسنبدأ بوصف المناهج المرتبطة باضطرابات شخصية متعددة ثم‬
‫نناقش طرق العالج المحددة ألنماط معينة من اضطرابات الشخصية‪.‬‬
‫مناهج عامة في معالجة اضطرابات الشخصية‪:‬‬
‫في مراجعة شملت ‪ 15‬دراسة ‪ :‬فإن ‪ %52‬من المصابين باضطرابات الشخصية قد تم شفاؤهم في‬
‫خالل مدة تراوحت عند ‪ 15‬شه اًر من المعالجة‪.‬‬
‫ومعظم هذه الدراسات تدرس فاعلية أحد الطريقتين ‪ ،‬إما المعالجة اليومية ‪ ،‬وإما العالج النفسي‬
‫وذلك على الرغم من أنها لم تشمل مجموعة ضابطة ‪ ،‬ولكنها تقارن المرضى بمن يتلقون العناية‬
‫الطبية القياسية ‪ ،‬وهى تشير الى إن نصف اضطرابات الشخصية يتم الشفاء منها بشكل طبيعي ‪.‬‬
‫كما إن دراسات العالج النفسي قد بينت أن هناك حاجة الى مقارنة المعالجة النشطة من خالل‬
‫مجموعة ضابطة‪.‬‬
‫قد يحضر األشخاص الذين‪ :‬تظهر عليهم أعراض خطيرة الضطرابات الشخصية برنامج عالج‬
‫يومي يقدم معالجة نفسية ‪ ،‬سواء ضمن المجموعات أو بشكل فردي ‪ ،‬وذلك لعدة ساعات في كل‬
‫يوم‪.‬‬

‫‪- 120 -‬‬


‫حقوق النشر محفوظة لمركز اإلرشاد النفسي جامعة عين شمس‬

‫وبطبيعة الحال فإنه يشيع استخدام جلسات العالج النفسي مع العالج االجتماعي والمهنى ‪،‬‬
‫ويتفاوت طول هذه البرامج‪ ،‬إال أن بعضها قد يستغرق شهو اًر عديدة‪.‬‬
‫‪.............................................................................................‬‬
‫وتميل البرامج الى تعدد الطرق التى يتم استخدامها فيها للمعالجة ‪ ،‬فبينما تعرض بعض البرامج‬
‫طرقاً نفسية ديناميكية ‪ ،‬فهناك برامج أخرى تقدم طرقاً داعمة ‪ ،‬في حين تظل بعض البرامج األخرى‬
‫تقدم عالجاً أو معالجات سلوكية معرفية ‪ ،‬وبعيداً عن برامج العالج اليومي ‪ ،‬فإن العديد من‬
‫المرضى يمكن رؤيتهم بشكل فردي في العالج النفسي خارج المستشفى‪.‬‬
‫يهدف المعالج النفسي الديناميكي الى ‪:‬‬
‫تنبيه المريض الى مشاكل الطفولة التى يفترض وقوعها في ظل اضطراب الشخصية ‪:،‬‬
‫فعلى سبيل المثال ‪ ،‬فإن المعالجين النفسيين الديناميكيين قد يرشدون مريضاً يعانى من اضطراب‬
‫الوسواس القهرى فيرشدونه الى إدراك أن الفوز بحب والديه أثناء طفولته لم يتطلب أن يكون كامالً‪،‬‬
‫وليس في حاجة الى االنتقال بهذا السعي الى الكمال خالل مرحلة البلوغ ‪ ،‬وأنه ال يحتاج الى أن‬
‫يكون كامالً لنيل استحسان اآلخرين ‪ ،‬بل من الممكن أن يرتكب أخطاء بدون أن يتخلى عنه أولئك‬
‫الذين يسعى الى حبهم ‪ ،‬وتتضمن الدراسات النفسية الديناميكية العديد من اضطرابات الشخصية‪.‬‬

‫األفكار غير التكيفية‬ ‫اضطراب الشخصية‬


‫إذا عرف الناس حقيقتي فسوف ينبذونني ‪.‬‬ ‫‪Avoidant‬التجنبي‬
‫إننى في حاجة للناس كي أحيا ‪ ،‬واحتاج الى والتشجيع‬ ‫‪Dependent‬التبعي‬
‫واالطمئنان الدائمين ‪.‬‬
‫إننى أعرف ما هو أفضل شئ ‪ ،‬فعلى الناس أن يتصرفوا‬ ‫‪Obsessive‬الوسواس القهري‬
‫بشكل أفضل وبمثابرة أكبر ‪.‬‬ ‫‪Compulsive‬‬
‫ال تثق في أي شخص ‪ ،‬توخي الحذر ‪.‬‬ ‫‪Paranoid‬االرتياب‬
‫لدي الحق في كسر القواعد ‪ ،‬اآلخرون استغالليون ‪.‬‬ ‫‪Antisocial‬مناهضة للمجتمع‬
‫طالما أن لى وضعاً خاص ‪ ،‬فإننى جدير بأن تكون لى‬ ‫‪Narcissistic‬النرجسي‬
‫قواعد خاصة ‪.‬‬

‫‪- 121 -‬‬


‫مركز اإلرشاد النفسي‬
‫البرنامج التدريبي في علم النفس االكلينيكي‬

‫أنا افضل من اآلخرين ‪.‬‬


‫وجد الناس كي يخدمونى ‪ ،‬ويعجبوا بي ‪.‬‬ ‫‪ Histrionic‬الهستيرية ‪ /‬المصطنع‬
‫إن اآلخرين جاحدين ‪.‬‬ ‫‪Schizoid‬الفصامي‬
‫العالقات فوضوية وغير مستحبة ‪.‬‬
‫وبالنسبة للمعالجة المعرفية الضطرابات الشخصية ‪:‬‬
‫فإن "آرون بيك "‪ Aron Beck‬وزمالءه (‪ )1990‬قاموا بتطبيق نفس النوع من التحليل الذى يتم‬
‫استخدامه في معالجة االكتئاب ‪ ،‬ويتم تحليل كل اضطراب من اضطرابات الشخصية بلغة‬
‫المعتقدات المعرفية السلبية التى قد تساعد في توضيح نموذج وشكل األعراض ‪.‬‬
‫على سبيل المثال ‪ ،‬فإن المعالجة المعرفية للشخص الكمالى مصاب باضطراب الوسواس القهري‬
‫تستلزم في البداية إقناع المريض بقبول جوهر النموذج المعرفي ‪ ،‬وهو أن المشاعر واسللوكيات‬
‫تعتبر في األساس وظيفة من وظائف األفكار ‪ ،‬ويتم استكشاف األخطاء في النطق بعد ذلك ‪،‬‬
‫ومثل ذلك فعندما يقوم المريض باستنتاج أنه ال يمكنه أن يقوم بأى شئ صحيح وذلك بسبب الفشل‬
‫في إحدى المحاوالت الخاصة ‪ ،‬فيبحث هذا المعالج أيضاً عن االفتراضات التى تتعلق بالخلل‬
‫الوظيفي ‪ ،‬والخطة التى قد تستند إليها أفكار الشخص ومشاعره ‪ ،‬وإضافة للتحديات المعرفية فإن‬
‫منهج "بيك" بشأن اضطرابات الشخصية يرتبط بالعديد من أساليب المعالجة السلوكية‪.‬‬
‫من المحتمل أن تكون الصفات التى تتصف بها االضطرابات الشخصية متأصلة بحيث يصعب‬
‫تغييرها بشكل كامل‪.‬‬
‫وبدالً من ذلك ‪ ،‬فإن المعالج – بغض النظر عن التوجه النظري – قد يجد أنه من األكثر واقعية‬
‫أن يتم تغيير االضطراب الى أسلوب أو إلى طريقة أكثر تكيفاً للتعايش مع الحياة‪.‬‬
‫طرق عالج اضطراب الشخصية ذي الطابع الفصامي ‪ ،‬والتجنبي والمرض النفسي‪:‬‬
‫تقوم طرق عالج اضطراب الشخصية ذي الطابع الفصامي على الربط بين هذا االضطراب‬
‫والفصام ‪ ،‬خاصة العقاقير المضادة للذهان( مثل الريزبيردون ‪ ، Risperidone‬واسمه التجاري‬
‫ريزبيردال )‪Risperdal‬‬
‫‪- 122 -‬‬
‫حقوق النشر محفوظة لمركز اإلرشاد النفسي جامعة عين شمس‬

‫وتظهر هذه العقاقير بعض الفاعلية في عالج اضطرابات الشخصية ذي الطابع الفصامي ‪،‬‬
‫وتساعد هذه الطريقة على خفض التفكير غير االعتيادي‪.‬‬
‫كما أنه يمكن لمضادات الذهان أن تقدم بعض المساعدة في أعراض اضطراب الشخصية ذي‬
‫الطابع الفصامي ‪ .‬وهناك القليل من األبحاث التى تناولت المناهج النفسية لعالج اضطراب‬
‫الشخصية ذي الطابع الفصامي‪.‬‬
‫يبدو أن اضطراب الشخصية التجنبي يستجيب الى نفس طرق العالج الفعالة مع هؤالء الذين‬
‫يعانون من الخوف االجتماعي المرضي‪.‬‬
‫فيمكن للعقاقير المضادة للذهان أن تكون مفيدة بنفس درجة العالج المعرفي فالشخص الذي يعانى‬
‫من اضطراب الشخصية من النوع التجنبي يكون حساساً للغاية تجاه النقد‪.‬‬
‫ويمكن معالجة هذه الحساسية عن طريق التدريب على المهارات االجتماعية ‪ :‬في كيفية تقبل النقد‬
‫‪ ،‬وذلك من خالل تقليل هذه الحساسية بطريقة منهجية منظمة ‪ ،‬أو عن طريق المعالجة المعرفية ‪،‬‬
‫وهناك مجموعة من طرق العالج المعرفي يمكن أن توفر فرصاً لتكوين تفاعالت سلوكية معرفية في‬
‫بيئة آمنة ‪ .‬يحتاج اضطراب الشخصية التجنبي الى عالج مكثف ومستمر أكثر من اضطراب‬
‫الخوف االجتماعي‪.‬‬
‫وبرغم التفاؤل الذي اتسمت به وجهات النظر حول إمكانية عالج المرض النفسي مثل ‪:‬‬
‫فقد تناولت دراسة تحليلية يتم إجراؤها على ‪ 42‬دراسة للعالج السيكولوجي للمرضى العقليين ‪:‬‬
‫وأشارت الى أن هذا النوع من العالجات قد يفيد ‪ ،‬وقد واجهت هذه الدراسات العديد من المشاكل‬

‫المنهجية وكان بها مشاكل منهجية كثيرة ‪ ،‬إال أن ‪ 17‬دراسة من هذه الدرسات تتضمن ‪ 88‬شخصاً‬
‫مرضي عقليين ‪ ،‬وجدت هذه الدراسات أن العالج النفسي التحليلي كانت مفيدة للغاية في مجاالت‬
‫معينة مثل تحسين العالقات الشخصية ‪ ،‬وزيادة القدرة على الشعور بالندم ‪ ،‬والتعاطف ‪ ،‬وتقليل‬
‫كمية الكذب ‪ ،‬والتحرر من الخطر ‪ ،‬والحفاظ على التحكم في األداء الوظيفي ‪ ،‬وقد وجدت نتائج‬
‫إيجابية وآثار عالجية فعالة مشابهة في خمس دراسات تقوم بتوظيف تقنيات سلوكية معرفية ‪ ،‬وقد‬
‫تضمنت هذه الدراسات ‪ 246‬مريضاً عقلياً‪.‬‬

‫‪- 123 -‬‬


‫مركز اإلرشاد النفسي‬
‫البرنامج التدريبي في علم النفس االكلينيكي‬

‫كانت المعالجة أكثر إفادة بالنسبة للمرضى األصغر سناً ‪ ،‬وكان من المتعين لكي يكون العالج‬
‫فعاالً تماماً ‪ ،‬أن يكون مكثفاً وشديداً ‪ ،‬بمعنى أنه يتم إجراؤه خمس مرات أسبوعياً لمدة عام على‬
‫األقل – جرعة كبيرة جداً من العالج النفسي أياً كان التوجه النظرى للفرد‪.‬‬
‫وهذه هي النتائج االيجابية التى تستحق المالحظة ‪ ،‬والتى أشاعت اعتقاداً واسعاً بأن المرض‬
‫العقلي يعتبر في األساس من المتعذر عالجه ‪ ،‬ومع ذلك فإنه كلما تحلى الباحثون بالتفاؤل حول‬
‫الجهود فإننا سوف نجد تعليقاتهم التحذيرية جديرة بالذكر‪.‬‬
‫فقد قال احدهم ‪" :‬إن البحث في حاجة الى بذل بعض المحاوالت لتحديد ما إذا كان العميل أو‬
‫العمالء ذوي حالة جيدة متوهمة في دراسات العالج ‪ ،‬أم هل تعتبر التغييرات حقيقية‪" .‬‬
‫عالج اضطراب الشخصية الحدي‪Border Line Disorder:‬‬
‫هناك قليل من المرضى يفرضون تحدياً كبي اًر في المعالجة أكثر من أولئك الذين يعانون من‬
‫اضطراب الشخصية الحدي ‪ ،‬وبغض النظر عن نوع العالج الذي يتم استخدامه ‪ ،‬فإن األشخاص‬
‫المصابون باضطراب الشخصية الحدي يميلون الى إظهار مشاكلهم الشخصية تجاه المعالجين بقدر‬
‫ما يفعلون في العالقات األخرى‪.‬‬
‫وألن هؤالء المرضى يجدون أنه من الصعب للغاية أن يثقوا في اآلخرين‪.‬‬

‫إال أن المعالجين يجدون أنه من الصعب جداً األستمرار أو الحفاظ على العالقة العالجية حيث أن‬
‫المريض يقوم بدالً من ذلك‪.‬‬
‫بأن يجعل الطبيب رجالً مثالياً أوالقدح في سمعته وتشويهها ‪ ،‬مطالباً باهتمام خاص ‪ ،‬والتفكير‬
‫أثناء جلسات المعالجة في ساعات غريبة والمكالمات التليفونية التى ال حصر لها أثناء فترات‬
‫األزمة الخاصة‪.‬‬
‫ويتوسلون الى الطبيب المعالج للحصول على‪ :‬الفهم والدعم والمساندة ‪ ،‬لكنهم يصرون على أن‬
‫بعض الموضوعات تعتبر بال قيود‪.‬‬

‫‪- 124 -‬‬


‫حقوق النشر محفوظة لمركز اإلرشاد النفسي جامعة عين شمس‬

‫يمثل االنتحار دائماً مخاطرة كبيرة ‪ ،‬غير أنه في الغالب يكون صعباً بالنسبة للطبيب المعالج ألن‬
‫يحكم ما إذا كانت مكالمة غاضبة يتلقاها في الساعة الثانية صباحاً تعتبر مكالمة لطلب المساعدة‬
‫‪ ،‬أم أنها تعتبر إيماءة أو إشارة مدوية الختبار مدى خصوصية المريض عند المعالج‪.‬‬
‫وأيضاً الختبار مدى نية المعالج في تلبية رغبات المريض واحتياجاته على الفور‪.‬‬
‫فإن االحتجاز في المستشفي غالباً ما يكون ضرورياً عندما يكون التهديد باالنتحار أو تهديد قيام‬
‫المريض باالنتحار‪.‬‬
‫عندما يكون قوياً وال يمكن التعامل معه بدون أن تكون هنا درجة من اإلشراف ال يمكن توافرها إال‬
‫في وسط خاضع للسيطرة‪:‬‬
‫مثل مستشفى األمراض العقلية ‪ ،‬وتعتبر رؤية مثل هؤالء المرضى مزعجة للغاية لدرجة أنه من‬
‫الشائع بالنسبة للمعالج أن يقوم بشكل منتظم بالتشاور مع طبيب آخر من أجل الحصول على‬
‫النصيحة والدعم عند التعامل مع عواطفه ‪ ،‬وعندها يعيش مع تحديات غير عادية تتمثل في‬
‫مساعدة هؤالء المرضى‪.‬‬
‫هناك عدد من العقاقير المضادة للذهان ومثبتات المزاج (المهدئات) قد تم تجريب استخدامها في‬
‫معالجة األشخاص المصابين بأعراض اضطراب المزاج واضطراب الشخصية الحدي المتكرر ‪،‬‬
‫وهناك بعض األدلة على أن دواء فلوكسوتين ‪ Fluoxetine‬يخفف من بعض العدوانية ‪ ،‬واالكتئاب‬
‫عند هؤالء المرضى ‪ ،‬وأنه يمكن لليثيوم أن يقلل من بعض حدة الطبع والغضب والنزعة االنتحارية‬
‫‪ ،‬وبالرغم من بعض النتائج االيجابية التى أظهرها كل منهج عالجي‪.‬‬
‫إال أن معظم العقاقير تم اختبارها في دراسة واحدة ‪ ،‬لذا فإن هناك حاجة الى مزيد من البحث‪.‬‬
‫المعالجة الجدلية للسلوك في اضطراب الشخصية الحدية‪:‬‬
‫قدمت "مارشا لينهيان )‪" Marsha Linehan (1987‬طريقة أطلقت عليها معالجة السلوك الجدلى‬
‫)‪(Dialectical Behavior Therapy – DBT‬وهى تمزج بين التعاطف المتمركز حول العميل‬
‫وقبول التدريب على حل المشاكل السلوكية المعرفية والمهارات االجتماعية‪.‬‬
‫وينبع مفهوم الجدليات ‪ Dialectics‬من عمل الفيلسوف األلمانى جورج ويليام فريدريس هيجل‬
‫)‪Hegel (1770-1831‬‬
‫‪- 125 -‬‬
‫مركز اإلرشاد النفسي‬
‫البرنامج التدريبي في علم النفس االكلينيكي‬

‫ويشير الى وجود توتر دائم بين أى ظاهرة (أى فكرة ‪ ،‬حدث ‪ ... ،‬إلخ) يطلق عليه "أطروحة "‬
‫‪ ،Thesis‬وهو مضاد لمصطلح النقيض ‪ ، Antithesis‬والذي يتجسد عن تكوين ظاهرة جديدة‬
‫(تخليق )‪ Synthesis‬وفي معالجة السلوك الجدلي ‪ ، – DBT‬فإن مصطلح جدلى‪، Dialectical‬‬
‫يتم استخدامه بطريقتين رئيسيتين وهما كما يلي‪:‬‬
‫المعنى األول ‪ :‬يشير على ما يبدو الى الخطط المعارضة ‪ ،‬والتى البد أن يستخدمها المعالج عند‬
‫معالجة المرضى الذين يعانون من اضطراب شخصية حدي وقبولهم كما هم ‪ ،‬ومن ثم مساعدتهم‬
‫على التغير‪.‬‬
‫أما المعنى الثاني‪ :‬فإن يشير الى إدراك المرضى الذي يقسم العالم الى جيد‪ ، Good‬وردء ‪Bad‬‬
‫ليس ضرورياً ‪ ،‬وبدالً من ذلك ‪ ،‬يمكن تحقيق التركيب الذي يجمع بين هذه المتناقضات الواضحة‪.‬‬
‫فعلى سبيل المثال ‪ ،‬بدالً من النظر الى الصديق على أنه إما أن يكون حسناً كله (الفرضية) أو‬
‫ستئاً كله (النقيض) ‪ ،‬فيمكن أن يجمع بين كال النوعين من الخصائص (التركيب) ‪.‬‬
‫ومن هنا فإنه يجدر بالمعالج النفسي والطبيب السريري اللذان يستخدمان معالجة السلوك الجدلي‬
‫‪DBT‬أن يضعا نظرة جدلية للعالم‪.‬‬
‫االنتقال من التجربة الشخصية الى الدعوة للقبول والتغيير‬
‫‪Drawing from Personal Experience to Promote Acceptance and Chang‬‬
‫االنتقال من التجربة الشخصية الى الدعوة للقبول والتغيير‬
‫‪Drawing from Personal Experience to Promote Acceptance and Chang‬‬
‫كما اوضحنا سابقاً فإن( مارشا لينهان )‪ Marsha Linehan‬قد وضعت نظرية رائدة حول سبب‬
‫حدوث اضطراب الشخصية الحدي‪ ، BPD‬وتعتبر الطريقة العالجية التى أسمتها معالجة السلوك‬
‫الجدلي ‪ DBT‬واحدة من أفضل الطرق المستخدمة في العالج ‪ ،‬ومؤخ اًرقررت لينهان أن تتحدث‬
‫عالنية عن تجربتها الشخصية مع اضطراب الشخصية الحدي‪BPD .‬‬

‫‪- 126 -‬‬


‫حقوق النشر محفوظة لمركز اإلرشاد النفسي جامعة عين شمس‬

‫كانت قد دخلت الى المستشفى وعمرها ‪ 17‬عاماً لتعالج من نزعتها االنتحارية الحادة ‪ ،‬وكانت تجد‬
‫طريقة ما لتؤذي نفسها ‪ ،‬وحتى بعد أن وضعها األطباء في غرفة معزولة تماماً ‪ ،‬أخذت تضرب‬
‫رأسها بالجدران واألرضية ‪ ،‬وبقيت بالمستشفى طوال ‪ 26‬شه اًر‪.‬‬
‫واستمر فشل عالجها لسنوات عديدة ‪ ،‬حتى وجدت طريقة إلنهاء معاناتها من خالل القبول‬
‫الجدلي ‪.‬‬
‫ثم حصلت على درجة الدكتوراه في علم النفس واستعانت بتجربتها الذاتية لمساعدة اآلخرين ‪،‬‬
‫لتصبح أكثر الباحثين شهرة وعطاء في مجال الطب النفسي السريري‪.‬‬
‫تفسر "لينهان" ذلك بأن المصابين باضطراب الشخصية الحدي شديدو الحساسية تجاه الرفض والنقد‬
‫لدرجة أنه قد يتم تفسير التشجيع اللطيف على التصرف أو التفكير بشكل مختلف على أنه توبيخ‬
‫حاد ‪ ،‬وهذا يؤدي الى ردود أفعال عاطفية حادة ‪.‬‬
‫عندئذ ‪ ،‬فإن المعالج الذي كان منذ لحظة شخصاً موق اًر ‪ ،‬يصبح محتقر بشكل مفاجئ ‪ .‬لذا فعندما‬
‫تراقب القيود "أكون حزينة للغاية‪ ،‬إذا قدمت على قتل نفسك ‪ ،‬لذا أتمنى صدقاً أن ال تفعل" ‪ ،‬لذا‬
‫فالبد للطبيب المعالج أن يقنع المريض بأنه يتقبله بصورة كاملة ‪ ،‬وهذا أمر صعب إذا كان‬
‫المريض يهدد باالنتحار ‪ ،‬أو يظهر غضباً ال يمكنه السيطرة عليه إزاء توبيخ متوهم من الطبيب‪.‬‬
‫القبول الكامل للمريض ال يعنى الموافقة على كل شئ يفعله ‪ ،‬بل يعنى أن المعالج البد أن يقبل‬
‫الموقف كما هو ‪.‬‬
‫توضح لينهان أن هذا القبول البد أن يكون حقيقياً ‪ ،‬فالبد للمعالج أن يقبل المرضى كما هم ‪،‬‬
‫وينبغي أال يكون القبول من أجل التغيير ‪ ،‬بل وسيلة غير مباشرة لتشجيع المرضى على التصرف‬
‫بطريقة مختلفة ‪.‬‬
‫يمكن للقبول أن يؤدي إلى التحول ‪ ،‬ولكن إذا كان قبولك هو لمجرد التغيير ذاته ‪ ،‬فإنه ال يعتبر‬
‫قبوالً‪.‬‬

‫إنه مثل الحب ‪ ،‬فالحب ال يسعى الى مكافأة ‪ ،‬ولكن عندما يتم منح الحب بحرية فإنه يرتد مضاعفاً‬
‫مئات المرات ‪ .‬ساعتها فإن من يفقد حياته هو الذي يستعيدها ‪ ،‬هو الذي يقبل التغيير‪.‬‬

‫‪- 127 -‬‬


‫مركز اإلرشاد النفسي‬
‫البرنامج التدريبي في علم النفس االكلينيكي‬

‫ووفق ما تراه لينهان فإن القبول التام ال يمنع حدوث التغيير ‪ ،‬بل إنها ترى العكس ‪ ،‬أى أن ترفض‬
‫‪ ،‬فالرفض سيمنع حدوث التغيير ‪ .‬وتؤكد طريقة لينهان أيضاً على أنه البد للمرضى أيضاً أن‬
‫يتقبلوا من هم ‪ ،‬وكيف كان حالهم‪.‬‬
‫حيث يطلب من المرضى بأن يقبلوا أن طفولتهم غير قابلة للتغيير اآلن ‪ ،‬وأن سلوكهم قد يكون‬
‫السبب في إنهاء العالقات التى انتهت ‪ ،‬أو أنهم يشعرون بعواطف أكثر من األشخاص اآلخرين ‪،‬‬
‫وهناك أمل بأن تقدم هذه الطريقة أساساً لفهم النفس‪.‬‬
‫يتضمن التوجه السلوكي المعرفي للمعالجة التى يتم إجراؤها بشكل فردي أو فى جماعة أربعة‬
‫مراحل هم كما يلي ‪:‬‬
‫ففي المرحلة األولى‪ :‬يتم دراسة السلوكيات المندفعة بشكل خطير ‪ ،‬ويكون هدف الطبيب هو فرض‬
‫سيطرة أكبر ‪.‬‬
‫أما في المرحلة الثانية ‪ :‬فيكون التركيز على تعلم كيفية التحكم في العاطفة الجياشة‬
‫أما المرحلة الثالثة‪ :‬فتنصب على تحسين العالقات وزيادة تقدير الذات ‪ .‬بينما المرحلة الرابعة فيتم‬
‫تصميمها لزيادة التواصل والسعادة ‪.‬‬
‫وفي كل مرحلة يتعلم المرضى المزيد من األساليب الفعالة‪ :‬والتى يمكن قبولها اجتماعياً في التعامل‬
‫مع مشاكل حياتهم اليومية ‪ ،‬وتتضمن طريقة ‪ DBT‬بشكل أساسي إعطاء المرضى معالجة سلوكية‬
‫معرفية ‪ ،‬وفي نفس الوقت قبول العميل‪.‬‬
‫قامت لينهان وزمالؤها بإجراء دراسة تم اختيار المرضى فيها بشكل عشوائي واخضعوا إما للعالج‬
‫بطريقة ‪ DBT‬أو للعالج بالطرق المعتادة أى بأي طريقة عالج متاحة في المجتمع ‪ ،‬وبعد عام من‬
‫المعالجة وبعد ‪ 6‬شهور و‪ 12‬شه اًر تالية ‪ ،‬تم مقارنة المرضى في المجموعتين ‪ ،‬وفقاً لمعايير‬
‫مختلفة‪.‬‬
‫وقد أظهرت النتائج بعد العالج مباشرة أن طريقة ‪ DBT‬كانت أفضل بكثير من العالج بالطرق‬
‫المعتادة ‪.‬‬

‫‪- 128 -‬‬


‫حقوق النشر محفوظة لمركز اإلرشاد النفسي جامعة عين شمس‬

‫لقد أظهر المرضى درجة أقل في السلوك العمدي المؤذي للذات ‪ ،‬بما فى ذلك تقليل المحاوالت‬
‫االنتحارية ‪ ،‬وانخفاض درجة التراجع عن العالج ‪ ،‬وانخفاض عدد األيام التى يتم قضاؤها في‬
‫المستشفى‪.‬‬
‫وعلى أى حال ‪ ،‬فلم تكن هناك اختالفات في االكتئاب الذي يتم اإلبالغ عنه ذاتياً وفقدان األمل‬
‫بين المجموعتين اللتين خضعتا للعالج ‪ .‬وفي المتابعات ‪ ،‬حافظت طريقة ‪ DBT‬على افضليتها‪.‬‬
‫باإلضافة الى أن المرضى الذين تم عالجهم بطريقة ‪ DBT‬كانت لديهم تقارير عمل أفضل ‪،‬‬
‫وأظهروا درجة غضب أقل ‪ ،‬وقد تم الحكم عليهم بأنهم أفضل تكيفاً من المرضى الذين خضعوا‬
‫للعالج العادي ‪ ،‬إال أن معظم المرضى كانوا ال يزالون يشعرون بالتعاسة الشديدة خالل العام األول‬
‫من المتابعة ويسجلون درجات منخفضة في صعوبة في عالج هؤالء المرضى‪.‬‬
‫ومنذ ذلك الحين ظهرت العديد من الدراسات التى درست كفاءة معالجة السلوك الجدلى ‪، DBT‬‬
‫وفي دراسة تحليلية شملت ‪ 16‬دراسة ‪ ،‬اضتح أن لمعالجة السلوك الجدلى ‪ DBT‬آثار إيجابية‬
‫معتدلة فيما يتعلق بتقليل إيذاء الذات والنزعة االنتحارية مقارنة بالمجموعة الضابطة‪.‬‬
‫عالج اضطراب الشخصية الحدي المستند الى التعقل‪:‬‬
‫العالج المستند على التعقل ‪ Mentalization based therapy‬هو أحد أشكال المعالجة النفسية‬
‫الدديناميكية التى تستخدم في عالج اضطراب ‪ ، BPD‬والنظرية التى تقوم عليها هذه المعالجة‬
‫تشير الى أن األشخاص المصابين باضطراب ‪ BPD‬يفشلون في التفكير بتعقل فيما يتعلق‬
‫بمشاعرهم أو مشاعر اآلخرين‪.‬‬
‫كذلك فهناك قول بأن عدم األمان في العالقات قد يتزامن مع صدمة قوية ‪ ،‬وهذا ما يؤدي‬

‫بالشخص الى التفكير بصورة دفاعية تجنبية حول المشاعر والعالقات ‪ ،‬ونظ اًر ألن الشخص قليالً‬
‫ما ينتبه الى هذه األمور ‪ ،‬فإن التوقعات المرتبطة بالعالقات بناء على التجارب السابقة قد تستمر‬
‫وتطغي على العالقات الحالية ‪.‬‬
‫إن هدف المعالج النفسي هو توفير منهج أكثر نشاطاً يحسن من النظر الى العالقات والمشاعر ‪.‬‬
‫تتضمن المعالجة عالجاً نفسياً منفرداً كل أسبوع ‪ ،‬عالوة على جلسات عالج جماعية تعقد مرتين‬
‫في األسبوع لمدة تصل على ثالث سنوات‪.‬‬
‫‪- 129 -‬‬
‫مركز اإلرشاد النفسي‬
‫البرنامج التدريبي في علم النفس االكلينيكي‬

‫وحتى يمكن د ارسة فاعلية هذا البرنامج ‪ ،‬فإن الباحثين قد أجروا تشخيصاً لعدد ‪ 44‬شخصاً ممن‬
‫يعانون من اضطراب ‪ BPD‬والذين كانوا يحضرون برنامج للعالج اليومي في المستشفى ‪ ،‬وقد‬
‫طلبوا من المرضى بصورة عشوائية أن يخضعوا للمعالجة المستندة الى التعقل لمدة تزيد على ثالث‬
‫سنوات كجزء اضافي من المعالجة المعتادة أو أن يستمروا في معالجتهم المعتادة وحدها ‪.‬‬
‫كانت النتائج األولية إيجابية وعند المتابعة بعد مرور ثمان سنوات ‪ ،‬بقيت معدالت النزوغ الى‬
‫االنتحار منخفضة لدى األشخاص الذين تلقوا العالج المستند الى التعقل‪.‬‬
‫قارن الباحثون في إحدى الدراسات بين معالجة نفسية ديناميكية شبيهة والمعالجة السلوك الجدلى‬
‫‪DBT‬مع مجموعة ضابطة للعالج الداعم ‪ ،‬وعلى الرغم من أن المعالجة النفسية الديناميكية‬
‫والمعالجة الجدلية للسلوك قد أديا الى خفض مستوى االكتئاب والقلق‪.‬‬
‫إال أن المعالجة الديناميكية كانت أفضل من المعالجة الجدلية للسلوك فيما يتعلق بتقليل الغضب‪.‬‬
‫عالج اضطراب الشخصية الحدي المستند على اإلطار العقي المعرفي‪:‬‬
‫العالج المستند على االطار العقلي المعرفي يعزز من العالج المعرفي التقليدي من خالل بحيث‬
‫كيفية تشكيل األنماط المعرفية الحالية من خالل أحداث الطفولة المبكرة والسلوك األبوي‪.‬‬
‫وفي العالج المستند على االطار العقلي المعرفي ‪ ،‬يعمل المعالج النفسي والمريض معاً على‬
‫تحديد االفتراضات المرضية ‪:‬التى يمكن للمريض خاللها أن يصف عالقاته من خالل تجاربه‬
‫المبكرة‪.‬‬
‫وفيه يفترض أن المريض لديه تصور حول طبيعة العالقات الصحية ‪ ،‬والهدف من هذا العالج هو‬
‫زيادة استخدام التصورات الصحية بدالً من السلوكيات التلقائية التى تعكس محددات للعالقات‬
‫المزعجة ‪ .‬وكما هو الحال في بعض مناهج المعالجة النفسية الديناميكية‪.‬‬
‫فإن المعالج يسعى الى ‪ :‬تغيير التصور الموجه للداخل حول العالقات والذي يعبر عن تجارب‬
‫قاسية سابقة ‪.‬‬

‫‪- 130 -‬‬


‫حقوق النشر محفوظة لمركز اإلرشاد النفسي جامعة عين شمس‬

‫كذلك ومثل باقي أنواع العالج المعرفي ‪ :‬فإن المعالج قد يركز على كيفية التعبير عن هذه األنماط‬
‫خالل الحياة الحالية ويمكنه أن يستخدم الواجبات المنزلية في محاولة تغيير هذه األنماط ‪ ،‬ونظ اًر‬
‫ألن هذه المعالجة تسعى إلى تناول المزيد من قضايا الحياة على المدى الطويل ‪ ،‬فإن هذه النوع‬
‫من المعالجة المعرفية قد يحتاج الى ثالث سنوات ‪.‬‬
‫وعلى الرغم من أنه يتم تقديم هذه المعالجة بشكل منفرد ‪ ،‬إال أن الطريقة الجماعية للعالج المعرفي‬
‫قد أوضحت نتائج مشجعة عندما تم استخدامها كعالج مساعد إضافة الى العالج القياسي‬
‫الضطراب الشخصية الحدي‬
‫الملخص‪:‬‬
‫تعرف اضطرابات الشخصية بأنها نماذج ثابتة من السلوك والتجربة والخبرة الداخلية تؤدي الى‬
‫عرقلة األداء ‪.‬‬
‫يتضمن نموذج الدليل التشخيصي في إصداره الخامس عشر اضطرابات للشخصية ‪ ،‬ويتضمن‬
‫النموذج لبديل في االصدار الخامس ستة اضطرابات للشخصية اضافة الى السمات والعالمات‬
‫البعدية المميزة‪.‬‬
‫المجموعة الشاذة ‪ /‬الغريبة‪Odd / Eccentric Duster‬‬
‫تشمل التشخيصات المحددة في المجموعة الشاذة ‪ /‬الغريبة اضطراب الشخصية االرتيابية‬
‫والفصامي‪ ،‬وذي الطابع الفصامي ‪.‬‬
‫اضطراب الشخصية المناهض للمجتمع والمرض العقلي يتطابقان بشكل كبير ‪ ،‬إال أنهما ال يعتبران‬
‫متعادلين‪.‬‬
‫حيث أن تشخيص اضطراب الشخصية المناهض للمجتمع يركز على السلوك في حين أن‬
‫تشخيص المرض العقلي فإنه يؤكد على عيوب العاطفية‪.‬‬
‫يتمثل العرض الرئيسي الضطراب الشخصية الحدي في ‪:‬عدم الثبات والعاطفة القابلة للتغير‬
‫بدرجة كبيرة ‪ ،‬والسلوك المتقلب‪.‬‬
‫أما العرض الرئيسي الضطراب الشخصية الهستيرية فهو‪ :‬االستعراضات العاطفية المبالغ فيها ‪،‬‬
‫أما بالنسبة اضطراب الشخصية النرجسي فإن العرض الرئيسي هو التقدير المتضخم جداً للذات‪.‬‬
‫‪- 131 -‬‬
‫مركز اإلرشاد النفسي‬
‫البرنامج التدريبي في علم النفس االكلينيكي‬

‫عند وضع تصميمات تتضمن تكرار القياس والحصول على معلومات متنوعة لتعزيز موثقية نتائج‬

‫الفحص الباثولوجي ‪ ،‬فإن السلوك المناهض للمجتمع والمرض النفسي يظهران ارتباطاً عالياً‬
‫بالوراثة ‪.‬‬
‫كذلك فيبدو أن المرض النفسي والسلوك المناهض للمجتمع يرتبطان بالبيئة األسرية والفقر ‪.‬‬
‫هناك دليل على أن كثي اًر من القابلية لإلصابة باضطراب الشخصية الحدية يتم توريثه ‪ ،‬وهناك‬
‫نتائج تشير الى وجود خلل في الفص اإلمامي وأداءه الوظيفي أو بخصوص النشاط الزائد للوزة‪.‬‬
‫تركز النظريات السيوكولوجية ألسباب اضطراب الشخصية ‪ ،‬الحدي ‪ ،‬والهستيري والنرجسي‪:‬‬
‫على العالقات المبكرة بين الطفل والوالدين ‪ ،‬ومن الواضح أن األشخاص المصابين باضطراب‬
‫الشخصية الحدي يسجلون معدالت مرتفعة جداً من إساءة معاملة الطفل واالنفصال بين الوالدين‬
‫مقارنة باألشخاص اآلخرين ‪.‬‬
‫يركز النموذج الذاتي النفسي والنموذج المعرفي االجتماعي في اضطراب الشخصية النرجسية على‬
‫كيفية تقوم الحاجة للشعور باالعجاب بإظهار وتشكيل السلوك‪.‬‬
‫المجموعة القلقة ‪ /‬الخائفة أو القلقة ‪ /‬المرعوبة‪Anyiou / Fearful Duster‬‬
‫تشمل المجموعة القلقة ‪ /‬الخائفة كل من اضطراب الشخصية التجنبي والتبعي واضطراب الوسواس‬
‫القهري ‪.‬‬
‫المجموعة المسرحية ‪ /‬الشاردة‪Dramatic / Erratic Duster .‬‬
‫وتشمل المجموعة المسرحية ‪ /‬الشاردة اضطراب الشخصية الحدي ‪ ،‬والهستيري والنرجسي ‪.‬‬
‫العرض الرئيسي الضطراب الشخصية التجنبي‪ :‬هو الخوف من الرفض ‪ ،‬أو النقد ‪ .‬أما بالنسبة‬
‫الضطراب الشخصية التبعي ‪ ،‬فإن العرض الرئيسي هو‪ :‬االعتماد الزائد على اآلخرين ‪ ،‬في حين‬
‫أن العرض الرئيسي الضطراب الوسواس القهري هو األسلوب الكامل ‪ ،‬والمتوجه للتفاصيل‪.‬‬

‫اضطراب الشخصية التجنبي موروث الى حد متوسط ‪ ،‬أال أن تقديرات الوراثة تختلف تبعاً‬
‫الضطرابات الشخصية االتكالية والوسواسية القهرية ‪.‬‬

‫‪- 132 -‬‬


‫حقوق النشر محفوظة لمركز اإلرشاد النفسي جامعة عين شمس‬

‫تركز النظريات االجتماعية لمسببات المجموعة الخائفة ‪ /‬القلقة على تربية الوالدين ‪ .‬من الممكن أن‬
‫ينتج اضطراب الشخصية التجنبي ‪ ،‬عن انتقال الخوف من الوالدين الى الطفل عبر التقليد ‪.‬‬
‫وبالنسبة الضطراب الشخصية التبعي ‪ ،‬فإنه قد ينتج عن افنصال الوالدين أو انقطاع عالقة الطفل‬
‫بوالديه وهذا يؤدي الى أن يكون الشخص خائفاً من فقدان العالقات األخرى في مرحلة البلوغ‪.‬‬
‫عالج اضطرابات الشخصية ‪:‬‬
‫غالباً ما ترتبط اضطرابات الشخصية مع غيرها من االضطرابات األخرى مثل ‪ :‬اضطرابات‬
‫االكتئاب والقلق ‪ .‬وتعتبر األبحاث المبدئية حول برامج لعالج اليومية مبشرة ‪.‬‬
‫إن األبحاث المتعلقة بمعالجة اضطرابات الشخصية تعتبر قليلة نسبياً ‪ ،‬وهناك فجوة معرفية حادة‬
‫فيما يتعلق ببعض اضطرابات الشخصية ‪.‬‬
‫يتوازي عالج اضطراب الشخصي شبه الفصامية مع معالجة الفصام ‪ ،‬والعالج باستخدام العقاقير‬
‫المضادة للذهان وفي بعض األحيان عالج مضادات االكتئاب وقد تكون جميعها مبشرة ‪.‬‬
‫يتوازى عالج اضطراب الشخصية التجنبي مع عالج اضطرب القلق االجتماعي ‪ ،‬والعالج‬
‫بمضادات االكتئاب والعالج السلوكي المعرفي ‪ ،‬وجميعها يمكن أن تكون مبشرة ‪.‬‬
‫اعتبر المرض النفسي غير قابل للعالج سابقاً ‪ ،‬وذلك يرجع الى طول المدة التى تقتضيها المعالجة‬
‫النفسية التحليلية ‪.‬‬
‫هناك بعض األدلة الناتجة عن استخدام المعالجة السيكوديناميكية والمعالجة المستندة الى التعقل ‪،‬‬
‫والمعالجة المستندة الى االطار العقلي في عالج اضطراب الشخصية الحدي‪.‬‬
‫طرق الوقاية‬
‫لألسرة وما يسود فيها من اتجاهات وأساليب مختلفة للتنشئة االجتماعية دور فعال في حياة األبناء‬
‫ال يوجد إبناء مضطربون بل يوجد أباء مضطربون وتستمد األسرة أهميتها من حيث كونها البيئة‬
‫االجتماعية األولى التي تستقبل الفرد منذ والدته فهي المسئولة عن اكتساب الطفل أنماط السلوك‬
‫االجتماعي‪ ،‬لذا فإن الكثير من مظاهر التوافق وسوء التوافق ترجع إلى نوع العالقات اإلنسانية في‬
‫األسرة حيث تتوافر الخبرات األولى في حياته وذلك من خالل التعليم المباشر من الوالدين أو غير‬
‫المباشر حيث يستقي منهما اتجاهاتهما ومعتقداتهما وأنماط سلوكهما خالل مواقف الحياة المختلفة‪.‬‬
‫‪- 133 -‬‬
‫مركز اإلرشاد النفسي‬
‫البرنامج التدريبي في علم النفس االكلينيكي‬

‫وعلى أية حال يؤثر الوالدين في أبنائهم بطرق مختلفة ومتعددة‪ ،‬فهما نماذج القدوة لهم‪ ،‬وهما اللذان‬
‫يحددان لهم النظام ويمارسان أساليبه المختلفة عليهم‪ ،‬ولذا فشخصية االبن تتشكل من خالل نمط‬
‫المعاملة الوالدية ‪.‬‬
‫ونظ اًر ألن األبناء يمارسون أولى عالقتهم اإلنسانية مع والديهم منذ والدتهم‪ ،‬مما يجعل لهذا التفاعل‬
‫أث اًر كبي اًر على سلوكياتهم‪ ،‬ولهذا فإن المعاملة الوالدية إذا لم تهيئ الجو النفسي المناسب للطفل فإنه‬
‫قد يعاني من مشكالت نفسية تؤدي إلى اضطرابات سلوكية فيما بعد‪ .‬فتحقيق النجاح أو الفشل في‬
‫الطفل يمكن رده إلى أسلوب المعاملة التي واجهها الطفل في مختلف أدوار حياته‪.‬‬
‫فأساليب المعاملة الوالدية –إذن‪ -‬هي تلك الطرق التي يتبعها الوالدان في معاملة أبنائهم أثناء‬
‫عملية التنشئة الوالدية‪ ،‬والتي تُحدث التأثير اإليجابي أو السلبي في سلوك الطفل من خالل‬
‫استجابة الوالدين لسلوكه‪.‬‬
‫ولهذا يجمع علماء النفس في جميع االتجاهات على أن أساليب المعاملة التي يتبعها الوالدان في‬
‫تنشئة أطفالهم منذ الصغر‪ ،‬لها أكبر األثر في تشكيل سلوكياتهم في الكبر‪ ،‬فنظرية التحليل النفسي‬
‫تعتبر السنوات الخمس أو الست األولى من عمر الطفل أهم سني حياته على اإلطالق‪،‬‬
‫ويرى [سيجموند فرويد‪ ]1952 ،‬أن التربية في الطفولة ابتداء من الرضاعة هي التربية التي تترك‬
‫أعمق األثر في نفس الفرد‪ ،‬فالكائن البشري الصغير ينتهي صوغه وتكوينه غالباً في السنة الرابعة‬
‫أو الخامسة‪ ،‬وإن كل سلوكياته في الرشد وفيما بعد تتحدد على أساس الخمس سنوات األولى من‬
‫حياته‪ ،‬والتي يرى "فرويد" أن حياة الراشد ما هي إال تكرار لخبرات الفرد في الطفولة ومن ثم فإن‬
‫تعديل السلوك أو عالجه نحو االفضل يدور في هذا المجال ويهدف إلى تأكيد حقيقة قديمة حديثة‬
‫هي أهمية الدور الذي تقوم به الرعاية الوالدية على سلوك األبناء‪ .‬حيث يؤكد [سيد عبد العال‪،‬‬
‫‪]1998‬‬
‫إلى أن اآلباء ينقلون السلوك السوي إلى األبناء إن كانوا أسوياء‪ ،‬وهم أيضاً ينقلون للسلوك المرضي‬
‫إلى األبناء إن كانوا كذلك‪ ،‬فاألب ذي النزعة االستبدادية غالباً ما ينقل هذه الخاصية إلى األبناء‬

‫‪- 134 -‬‬


‫حقوق النشر محفوظة لمركز اإلرشاد النفسي جامعة عين شمس‬

‫بدرجات متفاوتة‪ ،‬واألب المرح غالباً ما ينشر المرح من حوله فتكون خصائص األبناء على‬
‫شاكلته‪ ،‬ويضيف إلى أن أي تناقضات بين الوالدين في تقييم سلوك الطفل تؤدي إلى خلق شخصية‬
‫مرضية تعاني من التناقض الوجداني‪ ،‬وربما تتحول إلى المرض النفسي والعقلي مع تراكمات‬
‫سلوكية –غير سوية‪ -‬من جانب الكبار المحيطين به وهما الوالدان ‪.‬‬
‫ولهذا يعتبر االهتمام باألطفال في أي مجتمع اهتماماً بمستقبل هذا المجتمع بأسره‪ ،‬ويقاس مدى‬
‫تقدم المجتمعات ورقيها بمدى اهتمامها باألطفال والعناية بهم ودراسة مشكالتهم والعمل على حلها‬

‫مفهوم أساليب المعاملة الوالدية ‪Parental Treatment‬‬


‫"بأنها تلك األساليب أو الوسائل الممارسة فعلياً‪ ،‬والتي يتبعها الوالدان بالتعبير الظاهري اللفظي أو‬
‫غير اللفظي في تفاعلهما مع أطفالهم‪ ،‬بغرض التنشئة (التربية) االجتماعية من خالل مواقف الحياة‬
‫المختلفة‪ ،‬وذلك في ضوء إدراك األطفال لتلك األساليب‪ .‬وهي كما تقيسها أبعاد المقياس المستخدم‪:‬‬
‫التقبل‪ /‬الرفض‪ ،‬الرعاية‪ /‬اإلهمال‪ ،‬التسامح‪ /‬القسوة‪ ،‬المساواة‪ /‬التفرقة‪ ،‬الديمقراطية‪ /‬التسلطية"‬

‫البعد األول‪ :‬التقبل‪ /‬الرفض ‪Acceptance/ Refuse‬‬


‫ويقصد بالتقبل‪ :‬شعور الطفل بأن والديه يتقبالنه ذاتياً كما هو‪ ،‬ويشعران باالرتياح عند تواجده‬
‫معهما‪ ،‬ويعتبرانه صديقاً لهما‪ ،‬ويفكران في عمل ما يسره (يفرحه)‪ ،‬ويقفان معه عندما يحتاج إليهما‪.‬‬
‫وعلى النقيض فإن الرفض يعني‪ :‬شعور الطفل بأنه غير مرغوب فيه من قبل والديه‪ ،‬وأنهما يثيران‬
‫المشاكل معه ويكرران الشكوى منه‪ ،‬ويعتبرانه غريباً عنهما‪ ،‬ويبتعدان عنه‪ ،‬وال يتقبالن أخطاءه‬
‫البسيطة‪.‬‬

‫البعد الثاني‪ :‬الرعاية‪ /‬اإلهمال ‪Care/ Negligence‬‬


‫يقصد بالرعاية‪ :‬شعور الطفل بأن والديه يقلقان عليه عندما ال يعرفان مكان تواجده‪ ،‬كما يحرصان‬
‫على تحقيق اإلشباع البيولوجي والسيكولوجي له بتوفير المأكل والملبس وإشعاره باألمن والحنو‬
‫والدفء‪ ،‬وأنهما يحثانه على بذل المزيد من الجهد والعمل لتحقيق النجاح والتفوق في دراسته‬
‫‪- 135 -‬‬
‫مركز اإلرشاد النفسي‬
‫البرنامج التدريبي في علم النفس االكلينيكي‬

‫وحياته‪ ،‬وإثابته على ذلك‪ ،‬وكذلك الحرص على إتيانه السلوك المرغوب فيه‪ ،‬وإثابته على المواقف‬
‫السلوكية المرضية‪ ،‬والعمل على تحفيزه ومشاركته آالمه وآماله‪.‬‬
‫وعلى النقض فإن اإلهمال‪ :‬يتمثل في شعور الطفل بأن والديه يتجاهالنه وأنهما ال يحاسبانه على‬
‫أخطائه‪ ،‬وينسيان ما يطلبه منهما‪ ،‬وال يهتمان بمشاكله‪ ،‬ويهمالن رعايته بدنياً عند احتياجه للمأكل‬
‫أو الملبس ومعنوياً عند نجاحه في المدرسة أو في أداء آخر‪ ،‬ومن ثم يشعرانه بأنه ليس له قيمة‪.‬‬

‫البعد الثالث‪ :‬التسامح‪ /‬القسوة ‪Tolerance / Cruelty‬‬


‫يقصد بالتسامح‪ :‬شعور الطفل بأن والديه يحيطانه بالتوجه عندما يخطئ خطأ بسيطاً كالرجوع‬
‫للمنزل متأخ اًر أو الحصول على درجات منخفضة في االمتحان وينجحان لتصحيح أخطائه وإرشاده‬
‫لألساليب السلوكية المرغوب فيها‪ ،‬دون االستعانة بالعقار كوسيلة يستهزئان به ويسخران منه‬
‫ويوبخانه بسبب أو بدون سبب‪،‬‬
‫ويهرعان الستخدام العقاب البدني بالضرب أو التهديد أو الحرمان –أي كل ما يؤدي إلى إثارة األلم‬
‫الجسمي‪ -‬وكذلك استخدام العقاب النفسي بالتوبيخ والسخرية وعدم السؤال عليه عندما يكون مريضاً‬
‫أو توجيه إشارات نابية له‪.‬‬

‫البعد الرابع‪ :‬المساواة‪ /‬التفرقة ‪Equality/ Discrimination‬‬


‫يشار بالمساواة‪ :‬بأنها شعور الطفل باتساق وعدم اختالف المعاملة من قبل والديه بينه وبين إخوته‬
‫عادي السمع‪ -‬تدعيماً وتشجيعاً واهتماماً وحرية‪ -‬بالحرص على معاقبة األبناء جميعاً عند إتيانهم‬
‫السلوك غير المرغوب فيه‪ ،‬وكذلك توخي العدالة في توزيع وإحضار حاجاتهم الدراسية جميعاً‪.‬‬
‫وعلى النقيض فإن التفرقة‪ :‬تشير لشعور الطفل بتفضيل الوالدين إلخوته عليه‪ ،‬وبتمييزهم عليه‬
‫باالنحياز لهم عند تشاجره مع واحد منهم‪ ،‬واالهتمام بدراستهم أكثر منه‪ ،‬وإعطائهم مصروفاً أكثر‬
‫منه‪ ،‬وإمدادهم بالحلوى والهدايا والمالبس الجديدة واللعب دونه‪.‬‬

‫‪- 136 -‬‬


‫حقوق النشر محفوظة لمركز اإلرشاد النفسي جامعة عين شمس‬

‫البعد الخامس‪ :‬الديمقراطية‪ /‬التسلطية ‪Democracy/ Authority‬‬


‫ويرمز للديمقراطية‪ :‬بإحساس الطفل بأن والديه يعطيانه نوعاً من االستقاللية والحرية واالعتماد على‬
‫الذات من خالل أخذ رأيه عند اختيار مالبسه‪ ،‬وترك حرية اختياره ألصدقائه في الحدود المسموح‬
‫بها‪ ،‬واحترام آرائه وأفكاره والسماح له بزيارة أصدقائه ومناقشته لعالج أخطائه وإشعاره بوجود مبدأ‬
‫األخذ والعطاء‪ ،‬وحرية الرأي وفقاً للضوابط األسرية السوية‪.‬‬
‫بينما على النقيض فإن التسلطية‪ :‬تدل على إحساس الطفل بأن والديه يضيقان الخناق عليه‬
‫بالتعنت والجمود أمام رغباته بسبب أو بدون سبب‪ ،‬كتكرار منعه من الخروج للعب أو التنزه ولو‬
‫قليالً‪ ،‬وحرصهم على الطاعة العمياء ألوامرهم ونواهيهم‪ ،‬ورفضهم المستمر لكل ما يفعله الطفل‬
‫حتى وإن جانبه الصواب‪ ،‬وكبح إرادته‪.‬‬

‫‪- 137 -‬‬


‫مركز اإلرشاد النفسي‬
‫البرنامج التدريبي في علم النفس االكلينيكي‬

‫ديناميات إضطراب الشخصية الحدية لدى عينة من المراهقين‬


‫الملخص‪:‬‬
‫تهدف الدراسة الحالية إلى الكشف عن أهم الديناميات المسببة إلضطراب الشخصية الحدية لدى‬
‫المراهقين‪ ،‬ومعرفة البناء النفسى لديهم‪ ،‬ورصد أهم األعراض والسمات والعالمات المرضية األكثر‬
‫إنتشا اًر وشيوعاً والعوامل المسببه إلضطراب الشخصية الحدية لدى هؤالء المراهقين ممن تتراوح‬
‫أعمارهم ما بين ‪ 18 :16‬سنة بمتوسط عمرى (‪ )17‬سنة‪ ،‬وتكونت عينة الدراسة من (‪ )5‬حاالت‬
‫مقسمين إلى (‪ )4‬فتيات وذكر واحد فقط‪ ،‬وذلك بإستخدام األدوات التالية‪ :‬المقابلة اإلكلينيكية‬
‫المتعمقة‪ ،‬إستخبار إيزنك للشخصية (‪ ،)EPQ‬إختبار تنسى لمفهوم الذات‪ ،‬إختبار تقدير الذات‪،‬‬
‫إختبار ‪ ،H.T.P‬إختبار رسم األسرة المتحركة ‪ ،K.F.D‬إختبار ‪ ،T.A.T‬إختبار الرورشاخ‪،‬‬
‫باإلضافة إلى الرسوم الحرة أو العفوية والسير الذاتية للمفحوصين‪ ،‬وذلك بإستخدام المنهج‬
‫اإلليكينيكى‪.‬‬

‫‪- 138 -‬‬


‫حقوق النشر محفوظة لمركز اإلرشاد النفسي جامعة عين شمس‬

‫لوحة إكلينيكية مجمعة عن الحاالت الخمس‬

‫(تعقيب عام)‬
‫أوالً‪ :‬تبين من نتائج الدراسة معاناة المفحوصين من أعراض إضطراب الشخصية الحدية والتى يمكن‬
‫إجمالها فيما يلى‪:‬‬
‫المعاناة من اإلكتئاب الحاد المصحوب بأفكار ومحاوالت إنتحارية مثل‪( :‬نوبات متعددة ومتكررة من‬
‫البكاء لفترات طويلة – تناولت كميات من األدوية والمهدئات واألقراص بهدف اإلنتحار – الوقوف‬
‫أمام السيارات بشكل مفاجئ)‪.‬‬
‫اإلندفاع فى سلوكيات إيذاء الذات بشكل قهرى مثل‪( :‬تجريح الجسد واليد بمشرط أو سكين –‬
‫ضرب الرأس فى الحائط حتى النزيف – عض الشفاه واللسان – قرقضه األظافر حتى تدمى ومص‬
‫الدماء أو إزالتها بعد تجلط الدم – إستخدام الزجاجات بعد تحطيمها فى إيذاء الذات – نتف شعر‬
‫الرأس بقوة وإزالته – حبس دخان السجائر أو الشيشة فى األنف لفترات طويلة حتى اإلختناق –‬
‫وضع أكياس بالستيك على الوجه وعدم التنفس حتى اإلختناق)‪.‬‬
‫اإلستهداف لإلصابة وللحوادث بشكل قهرى ال شعورى‪.‬‬
‫الميل لإلنزواء ولإلنسحاب وللعزلة ولإلنطواء وإتخاذ الوضع الجنينى فى أحد أركان الحجرة أو‬
‫الرقص الزومبى لساعات طويلة‪.‬‬
‫جهود متالحقة ومستمرة لتجنب الهجر والخوف من الوحدة‪.‬‬
‫رؤية العالقات اإلنسانية بوصفها خطرة ومهددة وغير آمنه ومن ثم محاولة تجنب هذه العالقات‬
‫بشتى الطرق‪.‬‬
‫يتسم المفحوصين جميعهم بأنهم جوعى إهتمام وحب وتقدير وخاصة من الوالدين‪.‬‬
‫تعاطى المخدرات والكحوليات والبيره وبعض المهدئات باإلضافة للشراهة المفرطة فى تدخين‬
‫السجائر والشيشة‪.‬‬
‫سلوك جنسى مندفع وقهرى وبدون وعى أو تمييز أو هدف تمثل فى إقامة عالقات جنسية كاملة‬
‫ومتعددة‪ ،‬ممارسة الجنس المثلى (إيجابى وسلبى) أغلبة سلبى‪ ،‬ممارسة الجنس الشرجى‪ ،‬إدمان‬
‫الشات والمكالمات الجنسية‪ ،‬تصوير أنفسهم عارياً وإرسالها لألصدقاء أو من يهتمون بهم‪ ،‬إدمان‬
‫ممارسة العادة السرية فى الفترات المبكرة من النمو ثم التوقف عنها‪ ،‬باإلضافة إلدمان أفالم البورنو‬
‫أو اإلب احية وخاصة نوعية االفالم ذات الطابع المثلى‪ ،‬ال مانع لدى البعض منهم من تصويرهن‬

‫‪- 139 -‬‬


‫مركز اإلرشاد النفسي‬
‫البرنامج التدريبي في علم النفس االكلينيكي‬

‫عارياً سواء فى إعالنات أو أفالم إذا ما طلب منهن ذلك فهم على إستداد دائم لتقديم أى تنازالت‬
‫فى مقابل الحصول على الحب واإلهتمام والتقدير‪.‬‬
‫تعرض بعض أفراد العينة من اإلعتداء والتحرش الجنسى وخاصة الشرجى‪.‬‬
‫ميول وسمات سيكوباتية تمثلت فى‪( :‬أغلبهن ال يؤمن بوجود هللا‪ ،‬وال يؤمن بوجود الغيبات أو الرسل‬
‫أو األنبياء أو حتى بوجود األديان‪ ،‬فمنهم الملحد والالدينى فعلياً والباقى تسيطر عليهم األفكار‬
‫الحادية‪ ،‬وممارسة الكذب والخداع والمراوغة والتمرد‪ ،‬باإلضافة للسرقات المتكررة سواء من األسرة او‬
‫من األصدقاء‪ ،‬عدم إكتراث شاذ بالقيم والعادات والتقاليد واألعراف المجتمعية‪ ،‬البعض منهم ال مانع‬
‫لديهم من أن يعملوا جواسيس‪ ،‬باإلضافة إلى الجراءة والمغام ارت غير المحسوبة)‪.‬‬
‫تفكير بارانوى مصحوب بمشاعر وأفكار إضهادية مثل‪( :‬أنهم دائماً مراقبون وخاصة من األهل‪،‬‬
‫شعورهم بالرفض وبالنبذ وعدم التقبل سواء من األهل أو من اآلخرين‪ ،‬وأنهم دائماً مضطهدون‬
‫ويساعد إستخدامهم وإستغاللهم بشكل مضر وسلبى)‪.‬‬

‫ومن ثم إتسم سلوكهم باإلنحراف الشديد وعدم تناسبها مع المواقف واألحداث واألشخاص الذين‬
‫يتعاملون معه‪.‬‬
‫المعاناة من خصائص شبه فصامية مثل‪( :‬الشعور واإلحساس بأشياء ليس لها وجود‪ ،‬أو الشعور‬
‫بأن أحد يمسك أقدامهم بقوة وأحكام‪ ،‬اإلعتقاد بوجود أشباح يتحرش بهن وهن نائمين)‪.‬‬
‫إضطراب فى صورة الذات وصورة الجسم مصحوب بتقدير ذات منخفض واإلنتقاص من قيمة‬
‫الذات‪.‬‬
‫إضطراب الهوية الجنسية وخلط حاد فى الدور الجنسى‪.‬‬
‫نمط عام من التقلق وعدم الثبات اإلنفعالى والتذبذب بين الرغبة فى اإلستقالل بعيداً عن األسرة‬
‫وبين الخوف من فقدانهم‪ ،‬باإلضافة إلى ثورات غضب حادة غير مبررة‪.‬‬
‫مشاعر مزمنة بالفراغ وبالخواء وباإلغتراب النفسى فهم عادة ال يشعرون بالثقة فى أى إنسان حتى‬
‫الوالدين ومن ثم فهم يمنحون ثقتهم فقط للحيوانات بالقطط والكالب‪.‬‬
‫المعاناة من فقدان للشهية أو شراهة فى تناول كميات كبيرة من األطعمة يعقبها ترجيع األكل كامالً‬
‫وهو ما أدى إلى إنخفاض فى الوزن بشكل ملحوظ وبعضهن دخلن المستشفى بسبب هذا السلوك‪.‬‬

‫‪- 140 -‬‬


‫حقوق النشر محفوظة لمركز اإلرشاد النفسي جامعة عين شمس‬

‫وسواس وتخييالت على مستوى األفكار لدرجة النسيان وعدم تذكر التفاصيل ومن ثم ضعف‬
‫اإلرتباط بالواقع وسوء تأويل اإلدراك‪.‬‬
‫المعاناة من القلق والتوتر الحاد والمزمن‪.‬‬

‫المعاناة من قلق اإلنفصال فأغلب المفحوصين إنفصلوا عن إماتهم فى طفولتهم المبكرة أما بسبب‬
‫السفر أو العمل لفترات طويلة‪.‬‬
‫ضعف فى النضج اإلنفعالى واإلجتماعى‪.‬‬
‫سيطرة الغرائز الجزئية الجنسية مثل‪ :‬السادية‪ ،‬المازوخية‪ ،‬اإلستعراضية‪ ،‬النظارية‪ ،‬الفتشية‪.‬‬
‫ظهور االضطرابات السلوكية لدي افراد العينة في الفترات المبكرة من النمو‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬إضطراب وسوء عملية التنشئة اإلجتماعية تمثلت فيما يلى‪:‬‬


‫عدم إتساق المعالمة الوالدية‪.‬‬
‫التمييز فى المعاملة الوالدية‪.‬‬
‫الرفض الوالدى أو الحب المشروط‪.‬‬
‫القمع والتسلط الوالدى‪.‬‬
‫التعرض للعقاب البدنى والنفسى والمعنوى‪.‬‬
‫التعرض للمقارنة واللوم والنقد والتوبيخ والمعايرة‪.‬‬
‫أب غير مبالى وغير مهتم أو متسلط وقامع‪.‬‬
‫أم متسلطة قامعة‪.‬‬
‫الجمود والتشدد الوالدى‪.‬‬
‫تركيز الوالدين على المظهر والشكل الخارجى أمام الناس‪.‬‬
‫وقوع ا لوالدين فى تناقضات عديدة فهم يفعلون عكس ما يدعون‪.‬‬
‫إنفصال المفحوصين عن أمهاتهم من نعومة أظافرهم أما بسبب العمل أو السفر‪.‬‬
‫أغلب المفحوصين كانوا كبش فداء إلسقاطات األسرة من سواءت وخيبات الفشل‪.‬‬
‫غالبية المفحوصين لم يحصلوا على الحب غير المشروط ولم يحصلوا على أى مشاعر وإنفعاالت‬
‫حقيقية من الوالدين‪ ،‬ولم يحصلوا حتى على عبارات التشجيع والمديح‪ ،‬حتى األحضان لم يحصلوا‬
‫عليها من كال الوالدين وخاصة األم‪.‬‬

‫‪- 141 -‬‬


‫مركز اإلرشاد النفسي‬
‫البرنامج التدريبي في علم النفس االكلينيكي‬

‫ثالثاً‪ :‬إضطراب العالقة بين الوالدين متمثلة فى الخالفات الحادة والمعلنة أمام األهل واألبناء بما‬
‫فيها من إهانات وسب وقذف وإتهامات متبادلة وخاصة فيما يخص الشرف‪ ،‬باإلضافة إلى الطالق‬
‫العاطفى بين الوالدين‪ ،‬وإنغالق األسرة على نفسها وعدم التواصل مع األهل من كال الطرفين سواء‬
‫من ناحية األب أو األم‪.‬‬
‫العالقة التكافلية بين األم والمفحوصين تمثلت فى إجبار وإرغام األم ألبنائها لسلوكيات معينة‬
‫وإلتزامات معينة واإللتحاق بالكليات وباالقسام العلمية التى ترغبها األم وليس األبن أو االبنه لدرجة‬
‫أن األم ال تهتم بأى سلوكيات صادرة من اإلبن أو االبنة وكل ما يهمها هو النجاح األكاديمى فقط‬
‫ال غير‪ .‬وهو ما أدى إلى معاناة المفحوصين من إعتمادية سلبية على األم وتناقض وثنائية وجدانية‬
‫نحوها‪.‬‬

‫وهذا بدوره أدى إلى ضعف شديد فى النضج اإلنفعالى واإلجتماعى ونقص فى التلقائية اإلنفعالية‬
‫والميل لإلنتحاء الداخلى واإلعتماد على حياتهم الداخلية أكثر من إعتمادهم على بيئاتهم وعجزهم‬
‫عن تأجيل إشباع الحاجات المباشرة تحقيقاً ألهداف بعيدة وهو ما يدل على ضعف األنا لديهم‪.‬‬
‫كما أدى هذا ايضاً إلى معاناة المفحوصين من القلق المتعلق بفقدان الموضوع وقلق اإلنفصال عن‬
‫األم‪.‬‬
‫إضطراب مركب األوديب مصحوباً بقلق حاد وبتخييالت جنسية سادية محارمية سواء تجاه األب أو‬
‫األم فى ظل وجود أنا أعلى سادى يعاقب الذات على هذه التخييالت سواء عن طريق اإلستهداف‬
‫لإلصابة أو للحدواث‪ ،‬أو بسلوكيات إيذاء الذات‪ ،‬أو من خالل المازوخية‪ ،‬أو المعاناة من األفكار‬
‫الوسواسية‪.‬‬
‫إضطراب العالقة األسرية وتصدعها فكل فرد من أفراد األسرة يعزل نفسه ومشاعره عن اآلخرين‬
‫ومعاناة أغلب أفراد األسرة من إضطرابات نفسية وسلوكية‪.‬‬
‫معاناة المفحوصين من كف لتوقع حدث مؤلم غير سعيد مع إعتمادية سلبية باإلضافة إلى عالقات‬
‫لم تحل مع شخصية أبوية‪.‬‬
‫بيئة مبكرة ينقصها الدفء والتنبيه مما نتج عنه إنكماشاً فى الشخصية‪.‬‬

‫‪- 142 -‬‬


‫حقوق النشر محفوظة لمركز اإلرشاد النفسي جامعة عين شمس‬

‫رابعاً‪ :‬رفض العالم والعزوف عن اإلتصال باآلخرين ونزعة لتجنب القد وتجنب الواقع وهو ما يعكس‬
‫واقعاً مؤلماً ومحبطاً وبيئة مهددة وخطرة وغير آمنه وغير مستقرة‪.‬‬
‫ضعف اإلتصال بالواقع لكونه مؤلماً ومحبطاً واإلستغراق فى التخييالت بوصفها صورة تعويضية‬
‫بديلة لإلشباع‪ ،‬باإلضافة لوجود خصائص ذهانية نتيجة الخوف من فقدان الواقع‪.‬‬
‫ضعف قدرة المفحوصين على اإلستجابة للمنبهات اإلجتماعية وضعف فى القدرة على إختبار‬
‫الواقع فى المواقف المثيرة لإلنفعال واإلنسحاب منه نتيجة خبرات آليمة بالمنبهات الخارجية والنزعة‬
‫إلى التثبيت على التفكير والتخييل بوصفهما مصد اًر لإلشباع‪.‬‬
‫إنزواء سيكوباثولوجى بارانويدى شبه فصامى‪.‬‬
‫خامساً‪ :‬المعاناة من اإلضطرابات السيكوسوماتك مثل‪ :‬سقوط الشعر‪ ،‬ظهور بقع جلدية وكدمات‬
‫متفرقة فى الجسد‪ ،‬إكزيما وصدفية‪ ،‬صداع‪ ،‬أرق وإضطرابات فى النوم‪ ،‬قولون عصبى وإضطرابات‬
‫معوية‪.‬‬
‫المعاناة من قلق وتوتر وأفكار تشاؤمية ذات طابع إنقباضى مصحوب بنزعات عدوانية ومازوخية‬
‫تجاه الذات‪.‬‬
‫الشعور بأن جزءاً من الشخصية لم يتسر ضبطه ويحمل فى طياته إمكانيات الدمار‪.‬‬
‫سادساً‪ :‬معاناة المفحوصين من تشوهات معرفيه مثل‪ :‬تفكير كل شئ أو الشئ‪ ،‬المبالغة فى‬
‫التعميم‪ ،‬توقع الكوارث‪ ،‬باإلضافة للتفكير السلبى والتشاؤمى‪ ،‬مع وجود قدرة عقلية خالقة لم يتح لها‬
‫بعد التعبير الكافى نتيجة الكف والمعاناة‪ ،‬ووجود توترات قوية تعوقها عن اإلستخدام الفعال واألمثل‬
‫لمصادرها الداخلية بالرغم من وجود تقبل لسلوكها اإلندفاعى ذات الطابع القهرى‪.‬‬
‫الشعور بعدم األمن ونقص الكفاءة والعجز عن إتخاذ ق اررات مناسبة والشعور بأن المستقبل غير‬
‫مؤكد وقد يكون مضطرباً‪.‬‬
‫معاناة المفحوصين من إحتراق نفسى عن الضغوط النفسية واألسرية والمجتمعية واألكاديمية‪.‬‬
‫سابعاً‪ :‬معاناة المفحوصين من وجود إحتياجات غير مشبعة مثل الحاجه لإلهتمام وللتقبل وللدفء‬
‫وللحب الوالدى غير المشروط‪ ،‬الحاجه إلى التقدير وللمساندة وللدعم األسرة والمجتمعى‪ ،‬والحاجه‬
‫للحماية لألمن ولألمان‪.‬‬
‫ثامناً‪ :‬إرتفاع قابلية المفحوصين للعناد وللتمرد وللرفض وخاصة تجاه مصادر السلطة الوالدية أو‬
‫كل من يمثلها‪ ،‬كما أن المعارضة لديهم تتجه نحو الذات مع رغبات سلبية خانعة ذات طابع‬
‫مازوخى‪.‬‬

‫‪- 143 -‬‬


‫مركز اإلرشاد النفسي‬
‫البرنامج التدريبي في علم النفس االكلينيكي‬

‫معاناة المفحوصين من جرح نرجسى ناتج عن الشعور بالرفض وعدم التقبل الوالدى‪.‬‬
‫إعتمادية شبقية فمية نتيجة التثبيت والنكوص لمراحل سابقة من النمو النفسى الجنسى‪.‬‬
‫دفاع ضد تقارب جنسى وخاصة األب وإعتمادية سلبية على األم‪.‬‬
‫إتجاه أنثوى سلبى ومازوخية وميول جنسية مثلية كامنة ومفعلة‪.‬‬
‫تاسعاً‪ :‬من الميكانيزمات الدفاعية السائدة لدى المفحوصين ميكانيزمات مثل‪:‬‬
‫اإلسقاط‪ ،‬التثبيت‪ ،‬النكوص‪ ،‬التبرير‪ ،‬القمع‪ ،‬الكبت‪ ،‬اإلنكار‪ ،‬اإلفتئات (اإللتهام أو التالشى على‬
‫المستوى المتخيل)‪ ،‬والتكوين العكسى‪.‬‬

‫االساليب العالجية الفعالة‬


‫أوال ‪ :‬ينبغي عالج الوالدين من خالل تغيير اساليب المعاملة الوالدية‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬من خالل العالج بالسيكودراما وفنياتها المختلفة‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬من خالل العالج بالفن‪.‬‬
‫رابعا ‪ :‬من خالل العالج االسري‪.‬‬
‫خامسا ‪ :‬من خالل العالج المعرفي السلوكي‪.‬‬

‫‪- 144 -‬‬


‫حقوق النشر محفوظة لمركز اإلرشاد النفسي جامعة عين شمس‬

‫الموضوع الثالث‬
‫تطبيق وتصحيح وتفسير مقياس وكسلر لذكاء‬
‫األطفال الصورة الرابعة‬
‫(تقنين أ‪.‬د‪/‬عبدالرقيب البحيري)‬

‫اعــداد‬
‫د‪ /‬على الرش ـ ـدي‬

‫دكتوراه فى علم النفس‬


‫أخصائى نفسي وتنمية ابداع‬

‫‪- 145 -‬‬


‫مركز اإلرشاد النفسي‬
‫البرنامج التدريبي في علم النفس االكلينيكي‬

‫الهدف العام من البرنامج ‪:‬‬

‫أن يتعرف المتدرب على المهارات والمعارف الالزمة الستخدام مقياس وكسلر للذكاء في‬
‫التطبيق والتشخيص‪.‬‬

‫األهداف التفصيلية ‪:‬‬

‫مع نهاية البرنامج التدريبي يتوقع أن يكون المتدرب قادر على ‪:‬‬

‫• التعرف على عوامل مقياس وكسلر للذكاء الصورة الرابعة ‪.‬‬


‫• التعرف على أدوات مقياس وكسلر للذكاء الصورة الرابعة‬
‫• تطبيق مقياس وكسلر للذكاء الصورة الرابعة‬
‫• التعرف علي فنيات تطبيق المقياس‬
‫• استخراج الدرجة الموزونة والدرجة المعيارية لمقياس وكسلر‪-‬‬
‫• اعداد الصفحة النفسية ‪.‬‬
‫• كتابة التقرير النفسي ‪.‬‬
‫المستهدفون من البرنامج ‪(:‬األخصائيين النفسيين والعاملين بمجال القياس والتشخيص)‬

‫األنشطة واألساليب التدريبية ‪ :‬ـ (المناقشة ‪ -‬فردية ‪ ،‬جماعية ‪ ،-‬المحاضرة بالمشاركة) ‪.‬الوسائل‬
‫التدريبية ‪ :‬ـ(السبورة ـ أقالم ملونة‪ ،‬جهاز العرض‪ ،‬حقيبة المقياس)‪.‬‬

‫‪- 146 -‬‬


‫حقوق النشر محفوظة لمركز اإلرشاد النفسي جامعة عين شمس‬

‫مقدمة‪:‬‬

‫من المعلوم بأن الوسيلة األساسية التي نعتمد عليها في قياس الذكاء هي االختبارات‪ ،‬ومنذ أن‬
‫أعد بينيه أول اختبار للذكاء عام ‪ ,1905‬أخذ العلماء في إعداد العديد من االختبارات بحيث تالئم‬
‫مختلف الحاجات العلمية‪ .‬وكان ديفيد وكسلر أول من وضع مقياس للذكاء بعد محاوالت بينيه‪ ،‬وقد‬
‫استفاد وكسلر من نتائج بينيه وسلسلة المحاولة والخطأ التي انتهت إلي وضع يديه علي االسلوب‬
‫االمثل لقياس الذكاء‪ ،‬كما استفاد ايضا من التطورات والممارسات الالحقة الختبار ستانفورد بينيه‪،‬‬
‫وأوجه القصور فيه التي درسها بدقة من منظور االحتياجات االكلينيكية والمواءمة العمرية لمقياس‬
‫يقيس الذكاء‪.‬‬

‫وبدأ وكسلر بوضع مقياسه للذكاء انطالقا من تعريفه للذكاء علي أنه(اإلمكانة الكلية أو‬
‫الشاملة للفرد للسلوك الهادف‪ ،‬والتفكير العقالني والتعامل الفعال مع بيئته) قاصدا بكونه شامال أنه‬
‫يخص سلوك الفرد الكلي‪ ،‬كما أنه شامل أيضا ألنه يتشكل من عناصر أو قدرات تختلف فيما بينها‬
‫كيفيا‪.‬‬

‫علي مدي العقود الستة األخيرة تضمن إصدارات وكسلر في مجال قياس الذكاء ثالثة مقاييس‬
‫أساسية تتفق في خصائصها العامة وفي منحي تصميمها السيكومتري‪ ،‬جاءت جميعها تطوي ار‬
‫إلصداره المبكر الختبار وكسلر بلفيو للذكاء(‪ )1939‬وتغطي هذه المقاييس الثالثة بتعديالتها‬
‫وإصداراتها المتتالية ثالثة مراحل عمرية متصلة كالتالي ‪:‬‬

‫مقياس وكسلر لذكاء األطفال (‪Wechsler Preschool and Primary )W.P.P.S.I‬‬ ‫‪.1‬‬
‫‪ ، Scale of Intelligence‬يستخدم للفئة العمرية (‪ 6-2‬سنوات)‪.‬‬
‫مقياس وكسلر لذكاء األطفال (‪Wechsler Intelligence Scale for )W.I.S.C‬‬ ‫‪.2‬‬
‫‪ ، Children‬يستخدم للفئة العمرية (‪ 16 -6‬سنة)‪.‬‬
‫مقياس وكسلر لذكاء الراشدين (‪، Wechsler Adult Intelligence Scale )W.A.I.S‬‬ ‫‪.3‬‬
‫يستخدم للفئة العمرية (‪-16‬سنة فما فوق)‪.‬‬

‫‪- 147 -‬‬


‫مركز اإلرشاد النفسي‬
‫البرنامج التدريبي في علم النفس االكلينيكي‬

‫وتعتبر أهم منطلقات وكسلر في وضع مقاييسه هو االمتداد بقياس الذكاء إلي الراشدين‪،‬‬
‫واستخدام هذه االمكانية العقلية الشاملة في المجال االكلينيكي‪ ،‬واالفادة من قياس الوظائف العقلية‬
‫التي يتشكل منها الذكاء في التشخيص‪ ،‬وتحديد جوانب القوة والضعف في أداء الفرد‪ ،‬ما يتأثر منا‬
‫باالضطرابات‪ ،‬وما يعد منها مؤش ار علي هذه االضطرابات‪ ،‬ففتح بذلك آفاقا جديدة لمعاني ودالالت‬
‫الذكاء‪ ،‬مؤكدا أهمية قياسه واستخدام مقاييسه في مجاالت واسعة ومتنوعة‪.‬‬

‫تعرضت اختبارات وكسلر الثالثة لمراجعات متعددة تضمنت تطوي ار في عدد من المضامين‪،‬‬
‫وتقنينا أحدث ومعايير أفضل‪ ،‬واكبت التغيرات الحضارية في جوانبها المختلفة تعليمية ومعلوماتية‪،‬‬
‫ويوضح الجدول التالي االصدارات المتتالية لكل اختبار منذ صدور طبعته األولي وحتي أحدث‬
‫الصور المتداولة اآلن‪.‬‬

‫وكسلر األطفال‬ ‫وكسلر ما قبل‬


‫وكسلر الرشدين‬ ‫اإلصدار‬
‫والمراهقين‬ ‫المدرسة‬
‫‪1955‬‬ ‫‪1949‬‬ ‫‪1967‬‬ ‫األول‬
‫‪1981‬‬ ‫‪1974‬‬ ‫‪1989‬‬ ‫الثاني‬
‫‪1997‬‬ ‫‪1991‬‬ ‫‪2002‬‬ ‫الثالث‬
‫‪2008‬‬ ‫‪2003‬‬ ‫الرابع‬
‫‪2014‬‬ ‫الخامس‬

‫الصورة العربية لمقياس وكسلر لألطفال الرابع‬


‫▪ تقنين أ‪.‬د عبدالرقيب البحيري‬
‫▪ سنة النشر ‪2017‬‬
‫▪ عينة التقنين المصرية ‪ 2509‬ممثلة للمجتمع المصري‬
‫▪ دار النشر ‪ :‬مكتبة األنجلو المصرية‬

‫‪- 148 -‬‬


‫حقوق النشر محفوظة لمركز اإلرشاد النفسي جامعة عين شمس‬

‫الهدف من المقياس‬
‫• المقياس يقيم القدرات العقلية لألطفال من عمر ‪ 6‬سنوات حتي ‪ 16‬سنة و‪ 11‬شهر‬

‫• يهدف لتقييم القدرة العقلية العامة(نسبة الذكاء) ‪.‬‬

‫• يعتمد علي نظرية ‪ C H C‬في القدرات العقلية ‪.‬‬

‫المؤشرات التي يقيسها وكسلر الصوره الرابعه‬

‫‪ -1‬االستدالل اإلدراكي‬
‫‪ -2‬الفهم اللفظي‬
‫‪ -3‬الذاكرة العاملة‬
‫‪ -4‬سرعة المعالجة‬
‫مكونات الحقيبة‬

‫نموذج تصحيح الحذف‬ ‫كراسة االستجابة ‪ 1‬و‪2‬‬ ‫كتاب دليل التطبيق‬


‫والتصحيح‬
‫فالشه التصحيح‬ ‫‪ 9‬مكعبات‬ ‫كتاب الدليل الفني والتفسير‬
‫مفتاح تصحيح الترميز‬ ‫نموذج التسجيل‬
‫مفتاح تصحيح البحث عن‬ ‫كتاب المثيرات (البنود)‬
‫الرمز‬
‫مدة التطبيق‬

‫* الزمن المتوقع لتطبيق البطارية الكاملة(‪ 15‬اختبار) يتراوح من ‪34‬إلى ‪124‬دقيقة‬

‫*الزمن المتوقع لالختبارات الرئيسية (‪ 10‬اختبارات) يتراوح من ‪ 20‬إلي ‪ 98‬دقيقة‬

‫شروط االستبدال‬

‫▪ المقياس كامال ال يزيد عن عملتي استبدال‬


‫‪- 149 -‬‬
‫مركز اإلرشاد النفسي‬
‫البرنامج التدريبي في علم النفس االكلينيكي‬

‫▪ المؤشر الواحد ال يزيد عن عملية استبدال واحدة‬

‫▪ تتم عملية االستبدال لحاجة إكلينيكية وليس رغبة من الفاحص‬

‫مواصفات األخصائي المحترف ‪(:‬م‪،‬م‪،‬م‪،‬م‪،‬م)‬


‫فنيات التطبيق ‪:‬‬
‫• التطبيق العادي‬
‫• التطبيق االحترافي‬
‫قواعد التطبيق‬
‫البدء‬ ‫‪-‬‬
‫العكس‬ ‫‪-‬‬
‫التوقف‬ ‫‪-‬‬
‫التصحيح والتفسير‪:‬‬
‫أوالً ‪ :‬التصحيح والتفسير‬
‫‪ -1‬التصحيح ‪:‬‬
‫بعد تطبيق المقياس (كامال أو ‪ 10‬اختبارات الرئيسية فقط) يتم تسجيل الدرجات الخام علي نموذج‬
‫التسجيل صفحة ‪ 1‬في المكان المخصص لذلك ‪ ،‬ثم يتم نقل هذه الدرجات علي فالشه التصحيح‬
‫والتأكد من إدخال البيانات سواء كانت العمر الزمني للمفحوص أو درجات االختبارات الفرعية ‪،‬‬
‫ومن خالل الفالشة نستطيع الحصول علي الدرجات الموزونة والمعيارية ونقاط القوة ونقاط الضعف‬

‫‪ -2‬التفسير‬
‫• وصف الدرجة الكلية لنسبة الذكاء ‪:‬‬

‫‪- 150 -‬‬


‫حقوق النشر محفوظة لمركز اإلرشاد النفسي جامعة عين شمس‬

‫تعتبر الدرجة الكلية لنسبة الذكاء هي األساس في تفسير نسب الذكاء فهي التي نعتمد‬
‫عليها في التشخيص والتوصيف وتحديد نوع التعليم المقدم وأيضاً مآل الحالة‪ ،‬ويعتمد‬
‫التفسير علي جدول تصنيف فئات الذكاء‪.‬‬
‫• وصف وتفسير التباين بين المؤشرات األربعة للمقياس‬
‫يتم تفسير كل مؤشر علي حدة وتفسير الدالالت اإلكلينيكية لكل واحد من هذه‬
‫المؤشرات ‪ ،‬كما ينصح بتفسير التباين بين هذه المؤشرات بمعني هل الفروق بين كل‬
‫مؤشر وآخر دال أم غير دال وهذا يتضح من خالل جدول داللة الفروق‬
‫• تحديد نقاط القوة ونقاط الضعف‬

‫‪- 151 -‬‬


‫مركز اإلرشاد النفسي‬
‫البرنامج التدريبي في علم النفس االكلينيكي‬

‫مقياس وكسلر لذكاء الراشدين الصورة الرابعة‬

‫‪( WAIS) Wechsler Adult Intelligence Scales‬‬

‫صدرت الصورة الرابعة من المقياس عام ‪ ،2008‬واعتمدت في بنائها علي البحوث في‬
‫مجاالت علم النفس العصبي‪ ،‬وعلم النفس االكلينيكي‪ ،‬وعلم النفس المدرسي‪ ،‬والتطوير المعرفي‬
‫للكبار‪ ،‬ومسوحات وبحوث التقييم والتشخيص‪ ،‬وإجراء مراجعة واسعة لإلنتاج النفسي في مجاالت‬
‫نظريات الذكاء والتقييم المعرفي وعلم االعصاب المعرفي‪ ،‬فكانت أهداف الصورة الجديدة متمثلة في‬
‫خمسة أهداف أساسية هي‪:‬‬

‫‪ -1‬تحديث األسس النظرية‪.‬‬


‫‪ -2‬زيادة المالءمة للتطور والنمو‪.‬‬
‫‪ -3‬زيادة سهولة االستخدام‪.‬‬
‫‪ -4‬تعزيز الفائدة االكلينيكية‪.‬‬
‫‪ -5‬تحسين الخصائص القياسية لالختبار‪.‬‬
‫كما تضمنت الصورة الجديدة التعديالت التي أجرتها كابالن وزمالؤها بمعهد بوسطن‬
‫العملياتي‪ ،‬والتي ركزت علي الجوانب النوعية والكيفية ألنماط أداء مختلف الفئات المرضية‬
‫والسوية ليصبح االختبار أداة أكثر مالءمة للتقييم النفسي العصبي‪.‬‬

‫وقد صمم االختبار في صورته الرابعة لتقييم القدرات العقلية لدي المراهقين والراشدين الذين‬
‫تتراوح أعمارهم بين ‪ 16‬عاما إلي ‪ 9090‬عاما و‪ 11‬شهرا‪.‬‬

‫بنية االختبار‪:‬‬

‫يتكون االختبار من ‪ 15‬اختبار فرعي (‪ 10‬اختبارات أساسية‪ 5 -‬اختبارات تكميلية)‪ ،‬وتم‬


‫االبقاء علي اثني عشر اختبا ار من الصورة الثالثة للمقياس‪ ،‬وتم اضافة ثالثة اختبارات جديدة‬

‫‪- 152 -‬‬


‫حقوق النشر محفوظة لمركز اإلرشاد النفسي جامعة عين شمس‬

‫هي(األلغاز البصرية‪-‬أوزان الشكل‪-‬الشطب)‪ ،‬هذه االختبارات موزعة علي أربع مؤشرات هي‬
‫االستدالل االدراكي ‪ ، Perceptual Reasoning Index :‬مؤشر الفهم اللفظي ‪Verbal‬‬
‫‪، Comprehension Index‬مؤشر الذاكرة العاملة ‪، Working Memory Index‬مؤشر سرعة‬
‫المعالجة ‪ ، Processing Speed Index‬ويعرض الجدول التالي لالختبارات الفرعية التي تندرج‬
‫تحت كل مؤشر‪:‬‬

‫مؤشر االستدالل‬
‫مؤشر الذاكرة العاملة مؤشر سرعة المعالجة‬ ‫مؤشر الفهم اللفظي‬
‫االدراكي‬
‫البحث عن الرمز‬ ‫سعة االرقام‬ ‫تصميم المكعبات‬ ‫المتشابهات‬
‫الترميز‬ ‫الحساب‬ ‫مصفوفة االستدالل‬ ‫المفردات‬
‫الشطب(‪)69-16‬‬ ‫تتابع الحرف‬ ‫االلغاز البصرية‬ ‫المعلومات‬
‫(تكميلي)‬ ‫والعدد(‪)69-16‬‬
‫(تكميلي)‬
‫أوزان الشكل(‪)69-16‬‬ ‫الفهم(تكميلي)‬
‫(تكميلي)‬
‫تكميل الصور(تكميلي)‬
‫مكونات الحقيبة‬

‫كتيب االستجابة ‪2‬‬ ‫كتاب دليل التطبيق والتسجيل‬


‫‪ 9‬مكعبات حمراء وبيضاء‬ ‫كتاب الدليل الفني والتفسير‬
‫مفتاح تصحيح الترميز‬ ‫نموذج التسجيل‬
‫مفتاح تصحيح البحث عن الرمز‬ ‫كتاب التنبيه ‪1‬‬
‫مفتاح تصحيح الشطب‬ ‫كتاب التنبيه ‪2‬‬

‫‪- 153 -‬‬


‫مركز اإلرشاد النفسي‬
‫البرنامج التدريبي في علم النفس االكلينيكي‬

‫كتابة التقرير النفسي ‪:‬‬

‫تعريف التقرير النفسي‬

‫هو مرحلة نهاية التقييم فهو يتضمن عرضاً لجهود الفاحص في محاولته لتكامل المعلومات‬
‫ووضعها بطريقة فنية بحيث أن جميع المعلومات المقدمة تسهم في مساعدة المفحوص في حل‬
‫مشكالته واتخاذ ق اررات مناسبة ‪.‬‬

‫انواع التقارير‬

‫‪ -1‬المتمركز حول المشارك‬


‫‪ -2‬تقرير إنهاء المهمة‬
‫مكونات التقرير‬

‫‪ -1‬االسم‬

‫‪ -2‬تاريخ الميالد‬

‫‪ -3‬تاريخ التطبيق‬

‫‪ -4‬العمر الزمني‬

‫‪-5‬النوع‬

‫‪-6‬أسم الفاحص‬

‫‪-7‬جهة اإلحالة‬

‫‪-8‬سبب اإلحالة‬

‫‪-9‬أدوات التقييم‬
‫‪- 154 -‬‬
‫حقوق النشر محفوظة لمركز اإلرشاد النفسي جامعة عين شمس‬

‫‪-10‬المالحظات السلوكية‬

‫‪-11‬نتائج االختبارات‬

‫‪-12‬التشخيص النهائي‬

‫‪-13‬التوصيات‬

‫‪- 155 -‬‬

You might also like