Professional Documents
Culture Documents
هي مجموع تمثالت ذهنية تسمح أللفراد بإيجاد سبل للتواصل و االستمرارية بين تجاربهم الحاضرة وامالضيةوهذا ما يسمى بهوية
األنا ،بينما تمثل هوية الغير االختالف والتمايز في تلك التمثالت الذهنية والتي يحملها األفراد عن بعضهم البعض ،فهي بذلك مجموعة
من النقاط التي تبين لنا تشابهنا مع بعضنا واختالفنا مع البعض اآلخر.
أن الهوية هي مجموعة من املميزات الجسمية والنفسية واملعنويةّ االجتماعية والثقافية التي يستطيع الفرد من خاللها أن يعرف نفسه
أو أن دم نفسه يق وأن يتعرف عليه الناس.
تعتبر الهوية ناتجة عن مجموعة من التنشئات املتتالية التي يتلقاها الفرد التي يخضع لها عبر مراحل حياته املختلفة
أما الهوية املهنية للعامل فهي محصلة للتنشئة االجتماعية و التنظيمية اللتين يتلقاهما داخل املؤسسة التي يعمل بها
إن شعورالفردباالنتماءإلىمؤسسةما تتميزبهوية خاصة ،ونموذج ثقافي خاص يعتبر عامال نفسيا واجتماعيا في تحفيزه و تسهيل عملية
االتصال و االندماج املباشر في العمل املتعاون من أجل هدف مشترك هو تنمية املؤسسة و بالتالي تنمية أفرادها،و هو ما يتحقق عن
طريق فرض املؤسسة لثقافتها الخاصة سواء من خالل التنظيم أو التكوين واالتصال.
يتطرق علم االجتماع إلى الهوية املهنية على أنها محصلة العالقات القائمة بين الفرد العامل والتنظيم من خالل
تفاعلهمعاإلدارةوالزمالء،كما أنها تحدداملجموعةاملهنية التي ينتمي إليها ،بحيث تسمح للفرد بتحديد موقعه داخل النسق التنظيمي.
'' La définition du soi par soi et la définition du soi par les autres.
يعرفه أالن باينو ( )2004بأنه هو الذي يدرس الحياة العاطفية ،العقلية والسلوكية لألفراد ،فهو يستعمل طرقا خاصة للتحليل ،التقييم
والعالج النفسي واإلرشاد والوقاية.)Alain P., 2004( .
ويعرفه أحمد عبد السالم زهران 2003بأنه المختص الذي يتخرج من أحد أقسام الجامعة المختصة في مجال التشخيص والعالج،
ويختص بالقياس النفسي وإجراء االختبارات ودراسة سلوك العميل واتجاهه العام (زهران ،2003،ص ،)13
في الجزائر يلقب المختص النفسي حسب القوانين الرسمية النفساني حيث تحدد شروط توظيفهم في المادة 21كالتالي :يوظف بصفة
نفساني عيادي للصحة العمومية ،عن طريق المسابقة على أساس االختبارات ،المترشحون الحائزون شهادة الليسانس في علم النفس،
تخصص عيادي أو شهادة معترفا بمعادلتها( .الجريدة الرسمية ،2009 ،العدد .)22 :43
المختص النفسي يعترف به أوال بتكوينه األكاديمي المتوج بشهادة معترف بها ،وبالتخصص الذي التحق به حيث يحدد هذا التخصص
مجال عمله وذلك حسب المواد التي يدرسها خالل تكوينه باإلضافة إلى التدريبات العملية التي يقوم بها ،ثم تعمل الخبرة على تأكيد
مكتسباته وتثبيتها.
توضح) Kacha (2012بعض المحطات التي ترى بأنها كانت مصيرية بالنسبة لعلم النفس العيادي في الجزائر ليكتسب مكانته التي
هو عليها اآلن وتمثلت أهم المحطات فيما يلي:
1973ظهور أول اعتراف قانوني بالمختص النفسي في مجال الصحة العمومية ،وضع المختص النفسي العيادي في نفس المستوى
مع الصيدالني وجراح األسنان.
1983توظيف النفسانيين العياديين للتكفل بألفي طفل جزائري تعرضوا للطرد التعسفي من مؤسسات صحية فرنسية.
من 1990إلى 2005نزول المختصين النفسيين إلى الميدان واحتكاكهم بالجمهور واثبات جدارتهم
كانت األحداث التي تعرضت لها الجزائر فرصة للنفساني من أجل االحتكاك المباشر مع الجمهور لكسر الحواجز وتحطيم المخاوف
التي كانت تطغى حول حقيقة المختص النفسي ()kacha,2012
يهتم المختص النفسي بتطبيق العالجات ،والتعرف على الحالة من خالل السماع إلى طلبها ،والمالحظة ،وتحليل الملف ،لتقييم مراحل
التطور النفسي وتحديد نوع الشخصية من خالل االختبارات.
وفقا للمادة 18للمرسوم التنفيذي رقم 111-91المؤرخ في 27أبريل 1991يكلف األخصائيون النفسانيون العياديون للصحة
العمومية وتحت وصاية مسؤوليهم بتنفيذ المهام التالية :الفحوصات النفسية ،الميزانيات النفسية ،التشخيص والتنبؤ النفساني ،المساعدة
النفسانية (إرشاد ،توجيه المرافقة النفسية لألفراد الذين يعانون من أمراض خطيرة ،التحضير النفساني للتدخل الجراحي وغيرها).
وتشير المادة 19من نفس المرسوم التنفيذي إلى تطبيق التقنيات العالجية المتخصصة.
حسب المادة 18للمرسوم التنفيذي رقم 2004-09المؤرخ في 22جويلية 2009يكلف المختصون النفسانيون العياديون للصحة
العمومية بالمهام التالية:
تصور المناهج وتطبيق الوسائل والتقنيات المطابقة لمؤهالتهم في مجال اختصاصهم، -
المساهمة في تحديد وتبيان وتحقيق النشاطات الوقائية والعالجية التي تضمنها المؤسسات والمساهمة في مشاريعها العالجية -
أو التربوية ،السيما االختبارات والتحاليل والتشخيص والتنبؤات النفسية( .،الجريدة الرسمية ،2009 ،العدد .)21 :43
يذكر عسكر ( ) 2004عن اللجنة الخاصة بالتدريب لعلم النفس اإلكلينيكي في جمعية علم النفس األمريكية ،أن المميزات التي ينبغي
أن تتوفر لدى األخصائي النفسي هي:
ينبغي أن يكون األخصائي النفسي على قدر من االهتمام باآلخرين والرغبة في معاونتهم دون أن تكون لديه الرغبة .1
في السيطرة عليهم وتوجيههم وجهات معينة يرى أنها في مصلحتهم.
ينبغي أن يكون األخصائي النفسي على قدر عال من االستبصار بدوافعه ومشاعره وحاجاته ورغباته ،وشعور .2
األخصائي بنواحي النقص ومخاوفه وفهمه لها يمّك نه من السيطرة عليها ،وبالتالي من تفادي أثرها على عمله.
ينبغي أن يكون األخصائي النفسي على قدر كاف من التسامح فيما يتعلق بقّيم األفراد واتجاهاتهم وأنماط سلوكهم .3
وأساليب تفكيرهم ،فال يشعر بالعداوة نحو الجماعات الدينية أو االجتماعية األخرى.
ينبغي أن يكون األخصائي النفسي على قدر من تكامل الشخصية والسيطرة على ذاته أو نفسه ،ذلك أن عمله ومن .4
يتعاملون معه يطلبون أن يكون على قدر كاف من التكامل الذي يوحي بالثقة.
ولكي يصل األخصائي النفسي إلى المستوى الذي يتطلبه تدريبه وتخصصه هذا ،فإنه ينبغي أن يكون على قدر عال .5
من القدرة على التحصيل األكاديمي والذكاء االجتماعي والميل الحقيقي إلى ما يقوم به من عمل ،وكذلك أن يّتصف
بصفات المرونة والقيادة واالنطالق واإلبداع( .عسكر ،2004 ،ص)52
وألن واجبات األخصائي النفسي تتضمن بحث مشكالت التوافق والقدرة على تقّييمها موضوعيا ،فقد اعتبرت شخصية األخصائي
النفسي وتوافقه من العوامل الهامة لنجاحه في مهمته.
ونظرا لعدم وجود معيار موضوعي صادق للحكم على شخصية األخصائي النفسي ،فإن القائمة التي وضعتها لجنة التدريب في علم
النفس اإلكلينيكي تضّم نت الصفات اآلتية على أنها مطلوبة فيمن يقدم على العمل في هذا المجال :القدرة العلمية ،األصالة ،حب
االستطالع ،االهتمام باألشخاص كأفراد ،االستبصار في الشخصية الممّيزة للفرد ،الحساسية لتعقيدات الدوافع ،القدرة على تكوين
عالقات طيبة ذات أثر مع اآلخرين ،المثابرة ،المسؤولية ،اللباقة ،القدرة على ضبط النفس ،اإلحساس بالقّيم األخالقية ،االهتمام
العميق بعلم النفس عامة وعلم النفس اإلكلينيكي خاصة( .عطية هنا ومحمد هنا)1976 ،
أما في الجزائر فيتم توجيه الطلبة لدراسة علم النفس دون شروط سواء بالنسبة لالستعدادات الشخصية أو بالنسبة للقدرات المعرفية،
حتى الرغبة ال تؤخذ بعين االعتبار ،حيث أن تخصص علم النفس يعتبر من التخصصات التي ال يشترط فيها معدال مرتفعا في
الباكالوريا .لذا نجد العديد من طلبة علم النفس يحاولون اعادة البكالوريا أمال في النجاح بمعدل أفضل لدراسة تخصصهم المرغوب،
أو يتابعون دراستهم دون اهتمام .وتؤكد نتائج الدراسة التي قام بها تاوريرت ( )2010على أن صعوبات الممارسة الميدانية والمتمثلة
في ضعف الشخصية وافتقارها لخصائص النجاح في الممارسة السيكولوجية سببها أن التوجيه لدراسة علم النفس لم يكن على أساس
الرغبة( .تاوريريت)2010 ،