You are on page 1of 14

‫تخصص‪ :‬علم النفس العيادي‬

‫مستوى‪ :‬ماستر ‪1‬‬

‫املادة‪ :‬علم النفس اإليجابي‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫نشأ علم النفس اإليجابي في مقابل علم النفس الذي يركز في دراسته على الجوانب السلبية‬
‫للشخصية‪ ،‬فعلى مر الزمن كانت تركز البحوث على دراسة الحاالت السلبية لإلنسان كاإلحباط‬
‫واإلضطرابات العقلية والنفسية وهذا ما أعطى للباحثين نظرة عن‬
‫والعدوان والتشاؤم‪ ،‬وفقدان األمل إ‬
‫الصحة النفسية التي تعتبر الخلو من املرض‪ ،‬األمر الذي ولد لدى عدد من الباحثين النفسانيين في‬
‫أواخر التسعينات من القرن العشرين بزعامة الدكتور "مارتن سيلجمان" ‪ M. Seligman‬وهو أستاذ‬
‫علم النفس في جامعة بنسلفانيا ورئيس الجمعية النفسية األمريكية قناعة مفادها‪ " :‬إن اإلنتباه يجب‬
‫أن يخرج من نموذج املرض إلى نموذج الصحة"‪ .‬إ‬

‫فانطالقا من هذه القناعة عمل العديد من الباحثين على دراسة الحاالت اإليجابية في اإلنسان في إطار‬
‫رسمي علم النفس اإليجابي الذي يهدف إلى قياس وفهم وبناء مكامن القوى اإلنسانية وفضائلها وصوال‬
‫إلى إرشادنا لتطوير حياة جيدة وفاعلة فهو يركز على أوجه القوة عند الفرد بدال من التركيز على أوجه‬
‫القصور لديه‪ ،‬ويركز على الفرص بدال من األخطاء وعلى تعزيز اإلمكانات بدال من التوقف عند‬
‫املعوقات‪ .‬إ‬

‫‪ *1‬تعريف علم النفس اإليجابي‪:‬‬

‫يصف العاملون في مجال علم النفس اإليجابي هذا العلم بأنه‪" :‬دراسة كافة مكامن القوة لدى البشر ‪،‬‬
‫دراسة كل ما من شأنه وقاية البشر من الوقوع في االضطرابات النفسية والسلوكية‪ ،‬إضافة إلى دراسة‬
‫كل العوامل الفردية‪ ،‬االجتماعية‪ ،‬واملجتمعية التي تجعل الحياة اإلنسانية جديرة بأن تعاش" إ‬

‫وقد عرف شيلدون وكينج )‪ Sheldon and King (2001‬علم النفس اإليجابي على النحو التالي‪ :‬إ‬

‫" أنه ليس أكثر من الدراسة العلمية للقوة والفضائل البشرية‪ ،‬حيث يعيد علم النفس اإليجابي‬
‫للشخص العادي القدرة على االستمتاع باألعمال التي يقوم بها وتحسين مستواه"‪ .‬إ‬

‫‪1‬‬
‫فعلم النفس اإليجابي محاولة لحث علماء النفس ألن يكونوا أكثر انفتاحا في النظر إلى إمكانيات‬
‫اإلنسان ودوافعه اإليجابية"‪ .‬إ‬

‫وتفيد كريستال بارك )‪ Crystal L. Park (2003‬في إطار إجابتها عن السؤال الخاص بما هو علم النفس‬
‫اإليجابي؟ أن التعريف الذي قدمه كل من مارتين سيلجمان وشيكيزينتمهالي (‪ )2000‬لعلم النفس‬
‫اإليجابي في مقال لهما نشر بمجلة األخصائي النفس ي األمريكي من التعاريف الجيدة التي توفر نظرية‬
‫مقنعة ملواصلة البحث في هذا املجال وينص هذا التعريف على أن "مجال علم النفس اإليجابي على‬
‫املستوى الذاتي أو الشخص ي هو علم يهتم بدراسة وتحليل الخبرات الشخصية الذاتية املقدرة أو ذات‬
‫القيمة مثل ‪ :‬الرفاه ية الشخصية أو جودة الوجود الذاتي الشخص ي‪ ،‬القناعة‪ ،‬والرضا (في املاض ي)‪،‬‬
‫األمل والتفاؤل (في املستقبل)‪ ،‬التدفق والسعادة (في الحاضر)‪ ،‬وعلى املستوى الفردي يتعلق علم‬
‫النفس اإليجابي بدراسة وتحليل السمات اإليجابية للفرد‪ :‬القدرة على الحب والعمل‪ ،‬مهارات اإلنفتاح‬
‫العقلي‪ ،‬والتطلع للمستقبل‪ ،‬الشغف الروحي‪ ،‬املوهبة العالية والحكمة‪ .‬إ‬

‫كما يعرف علم النفس اإليجابي على أنه الدراسة املوضوعية للخصال اإليجابية في االنسان واالهتمام‬
‫باملؤسسات النفسية واالجتماعية التي تعمل على تنمية هذه الخصال ‪ ،‬إذن موضوعه هو الشخصية‬
‫الطيبة الفاضلة وحسن الحال والسعادة‪ .‬إ‬

‫وتعرف باربرا فريدرسكونإ ‪ Barbara Fredrickson‬االنفعاالت اإليجابية كعملية سيكولوجية توسع‬


‫ذخيرة األفراد املتكررة من التفكير والتصرف وتساعد على بناء املصادر املعرفية واالجتماعية والنفسية‬
‫والبدنية لألفراد‪ ،‬فالبهجة تدفع للمشاركة في سلوكات اللهو واللعب واالهتمام يخلق الدافع لالكتشاف‬
‫والبحث‪ .‬فالفرد دائما في مواجهة مع البيئة‪ ،‬واالنفعال هو من يزوده بالطاقة‪ ،‬وفي حالة االنفعاالت‬
‫اإليجابية دائما النتيجة إيجابية عكس االنفعاالت السلبية‪.‬‬

‫يعرفه (أبو حالوة‪ ،2014 ،‬ص‪ )21‬بأنه فرع من فروع علم النفس يؤكد على دراسة كل من شأنه أن‬
‫يؤدي إلى تحسين األداء النفس ي الوظيفي للكائن البشري بما يتجاوز نطاق أو حدود الصحة النفسية‬
‫العادية‪ .‬وقد ورد على الصفحة الرئيسية ملوقع مركز علم النفس اإليجابي على الشبكة املعلوماتية‬
‫العاملية أن علم النفس اإليجابي هو دراسة الفضائل ومكامن القوى التي تمكن األفراد واملجتمع من‬
‫االزدهار والرفاهية والتطور‪ .‬إ‬

‫أما (الحجازي‪ ،2012 ،‬ص‪ )19‬فيرى بأن علم النفس اإليجابي تيار حديث في علم النفس يقدم منظورا‬
‫جديدا في النظرة إلى قضايا االنسان النفسية والوجودية‪ .‬إنه يركز على دراسة أوجه النماء واالقتدار‬

‫‪2‬‬
‫والفضائل التي تمكن األفراد والجماعات أن تنطلق وتحقق مكانتها‪ ،‬وهو بذلك يشكل املنظور املوازن‬
‫واملوازي لعلم النفس العيادي الذي يركز على األسباب املرضية‪ .‬إ‬

‫ويرى "جاك الكونت" (‪ )leconte,2008,p. 55‬بأن علم النفس اإليجابي يدرس الشروط والعمليات التي‬
‫تبعث الفرحة والسرور‪ ،‬أو الوظائف املثالية لألشخاص‪ ،‬الجماعات واملؤسسات‪ .‬فعلى املستوى‬
‫الشخص ي نجد حسن الحال والسعادة‪ ،‬اإلبداعية‪ ،‬اإلحساس بالفعالية الذاتية‪ ،‬تقدير الذات‪ ،‬معنى‬
‫الحياة‪ ،‬التفاؤل‪......‬الخ إ‬

‫وعلى املستوى العالئقي نجد االيثار‪ ،‬الحميمية والحب‪ ،‬التعاون‪ ،‬التعاطف الوجداني‪ ،‬االعتذار‪...‬الخ إ‬

‫وأما على املستوى االجتماعي و املؤسساتي فنجد الشجاعة‪ ،‬العدالة‪...‬الخ إ‬

‫ويصرح (سليجمان‪ )2006 ،‬أن علم النفس اإليجابي له ثالثة أعمدة‪ :،‬إ‬

‫أوال املستوى الشخص ي‪ :‬يهتم بدراسة الخب إرات اإليجابية مثل التفاؤل والسعادة والرضا والفرح‬
‫والرفاهية‪ .‬إ‬

‫ثانيا املستوى الفردي‪ :‬دراسة السمات اإليجابية وبصورة رئيسية دراسة القوى والفضائل في اإلنسان‪،‬‬
‫والقدرة على الحب والشجاعة واملثابرة وكذا القدرات مثل الذكاء والنشاط‪ ،‬إ‬

‫ثالثا مستوى املجموعة أو املجتمع‪ :‬دراسة املؤسسات اإليجابية مثل التسامح وأخالقيات العمل‬
‫الديمقراطية والعائالت املترابطة والتحقيقات الحرة التي تعضد الفضيلة وتعزز املشاعر اإليجابية‪ .‬إ‬

‫ويعرفه (معمرية‪ ،‬ب س) على أنه الدراسة املوضوعية للخصال اإليجابية في االنسان‪ ،‬واملؤسسات‬
‫النفسية واالجتماعية التي تعمل على ترقية هذه الخصال وتنميتها إلعداد شخصيات ايجابية ‪ .‬إ‬

‫هذه التعاريف بمجملها تشير إلى أن علم النفس اإليجابي هو دراسة القوى اإلنسانية‪ ،‬والوظائف‬
‫املثالية املؤدية للسعادة وحسن الحال‪ ،‬والتي يعمل كذلك على تنميتها‪ ،‬سواء على املستوى الفردي‪ ،‬أو‬
‫املؤسساتي‪ .‬إ‬

‫إ‬

‫‪ *2‬نشأة علم النفس اإليجابي‪:‬‬

‫‪3‬‬
‫تأسس علم النفس اإليجابي كفرع من فروع علم النفس سنة ‪ ،1998‬أثناء ترأس سيلجمان للجمعية أو‬
‫للرابطة األمريكية لعلم النفس‪ ،‬فكان مارتن سليجمان بذلك األب الروحي لعلم النفس اإليجابي‬
‫ومؤسسه من خالل كتابه السعادة الحقيقية كفكرة لعلم النفس االيجابي أين ركز على كل ما يمكن‬
‫ماهو سلبي أو مكسور داخل الفرد فقط بل‬
‫أن يخلق السعادة البشرية ال من خالل التوقف على إ‬
‫التأكيد على كل ضرورة دراسة وتحديد كل ما يمكن أن يسير النمو وكل ما هو ذو عالقة بتحسين جودة‬
‫الحياة النفسية‪ .‬فعلماء النفس ضمن فرع علم النفس اإليجابي يقومون بدراسات إمبريقية تناول‬
‫قضايا ذات طابع إيجابي منها محددات الرضا والقناعة‪ ،‬االنفعاالت اإليجابية معنى الحياة وكل ما‬
‫يمكن اإلنسان من اإلندماج اإليجابي في الحياة بغض النظر عن الظروف‪ ،‬ولقد أقر مؤسس علم‬
‫النفس اإليجابي سليجمان أن املدرسة اإلنسانية أنتجت الكثير من ما يعرف بحركات العالج املرتكزة‬
‫على فكرة وبرامج مساعدة الذات ‪ Therapeutic Self-help Movements‬والتي تعد أساس الذي بني‬
‫عليه علم النفس اإليجابي‪ ،‬فاملدرسة اإلنسانية تتضمن تصورات نظريات وممارسات تطبيقية ذات‬
‫عالقة مباشرة في واقع األمر بالسعادة اإلنسانية أين يصح القول بكونها مقدمات منطقية لظهور علم‬
‫اإلمبريقية‪ .‬إ‬
‫النفس اإليجابي على الرغم من افتقارها لألدلة إ‬

‫‪ *3‬مواضيع علم النفس اإليجابي‪:‬‬

‫‪ -‬التفكير اإليجابي هو األداة األكثر فعالية في التعامل مع مشكالت الحياة وتحديدها‪ ،‬فهو يوفر املخارج‬
‫ويعتبر كموجه للطاقة للتعامل مع سلبيات وايجابيات الحياة بطريقة بناءة‪ .‬ويعمل على تنمية ثبات‬
‫نسبي في املوقف نحو الذات‪ ،‬فرغم العثرات والفشل يظل الفرد يمتلك تلك النظرة اإليجابية نحو ذاته‬
‫وقدراته‪.‬‬

‫والتدفق أو ما يسمى بنظرية الطالقة النفسية أو الخبرة املثلى ‪ flow‬كان من صياغة "ميهالي‬
‫شكيزنتميهالي" واستمدت هذه النظرية من نظرية الحاجات ملاسلوا‪ ،‬فاألشخاص األصحاء عند اشباع‬
‫حاجاتهم األساسية سوف يتم دفعهم وتحفيزهم على االكتشاف والتعلم وتطوير مهاراتهم للتفاعل‬
‫بشكل أكثر كفاءة مع البيئة املحيطة بهم‪ .‬ومنه الدفق هو حالة من املتعة التي يعيشها اإلنسان عندما‬
‫يقوم بنشاط ما إوبدون إنتظار أي عائد منها ويفقد إحساسه بذاته واالحساس بالوقت‪.‬‬

‫كما أن معنى الحياة‪ meaning of life‬من أهم املفاهيم في علم النفس اإليجابي ‪ ،‬وهو شعور عميق‬
‫بمغزى الحياة مع القدرة الفائقة على إدراك الهدف من وجود االنسان والشعور بالحيوية والسعادة‬
‫إ‬
‫حسب ‪ . debates‬ويرتبط بمفهوم نوعية الحياة التي يرغب االنسان في تحقيقها‪ ،‬فذذا كان معنى الحياة‬

‫‪4‬‬
‫واضحا ومرتفعا لديه فالحياة تبدو له مثيرة كل يوم وتظل النشاطات تتمتع بجاذبيتها كأول مرة‪ ،‬أما إذا‬
‫كان معنى الحياة متدنيا وغير واضح تبدوا له الحياة روتينية وكل يوم يشبه اليوم الذي مض ى‪ .‬ويرى‬
‫جاهزا وإنما اكتشاف يصل إليه االنسان‪ ،‬وهو‬
‫إ‬ ‫"فرانكل" وهو من التيار الوجودي أنه ليس تصو إرا‬
‫يختلف من شخص إلخر‪ ،‬وعند الشخص الواحد من يوم لخر ومن ساعة ألخرى‪ ،‬ويمكن االستفادة‬
‫منه واكتشافه بثالث طرق في العالج النفس ي ‪:‬بواسطة مزاولة فعل أو عمل ما ‪،‬أو بواسطة أن نختبر‬
‫قيمة من القيم‪ ،‬أو نعيش حالة من املعاناة‪ .‬وهناك نظريات متعددة في هذا الصدد عند "ماسلو"‬
‫و"يالوم" و"فان دوزن" و"سميث"‪ .‬إ‬

‫واألمل حسب ‪ )1991(synder‬هو التوقعات اإليجابية لبلوغ الهدف‪ ،‬ويقوم على مفهومين أساسيين‪:‬‬
‫مستوى الطاقة املوجهة للهدف ‪ ،‬والقدرة على التخطيط لبلوغ الهدف‪ .‬وترى نظرية "سليجمان" سنة‬
‫‪ 2002‬أن األمل يفسر بنقيضه أي اليأس‪ ،‬ففي حالة األمل يكون االعتقاد في األسباب السعيدة مع‬
‫أسباب محدودة ومؤقتة لألحداث السلبية ‪ ،‬فأنا أتوقع ‪ 50‬باملئة أنني سأنجح ‪ ،‬و‪ 50‬باملئة أنني‬
‫سأفشل‪ ،‬لكنني أتبنى الطرح األول‪.‬‬

‫يعطيه الشخص لحياته‪ ،‬وتتضمن ‪ 03‬مظاهر‪ :‬حسن الحال النفسية ويعبر عنها بالنشاط النفس ي‬
‫الوظيفي ‪ ،‬وطور "كارول ريف" سنة ‪ 2003‬نموذج من ‪ 06‬أبعاد لتفسيرها‪ :‬نظرة إيجابية نحو الذات‪-‬‬
‫حياة هادفة بذعطاء معنى لحياتنا‪-‬النمو الشخص ي والقدرة على مواجهة الصعاب‪-‬السيطرة على‬
‫املحيط‪-‬مواجهة الحياة بكل طاقاتنا‪-‬االستقاللية في نمط التفكير واتخاذ القرار‪-‬تكوين عالقات إيجابية‬
‫مع األخرين‪ .‬أما حسن الحال االجتماعية فهي ذلك االندماج وااللتحام االجتماعي‪ ،‬وطور ‪ keyes‬سنة‬
‫‪ (2002‬نموذج من ‪ 05‬أبعاد لذلك‪ .‬أما حسن الحال الذاتية أو ما يسمى بالسعادة فهي ذلك التقييم‬
‫االنفعالي الذي يتمثل في عيش خبرات انفعالية سارة ورضا عال عن الذات ما يجعل االنسان يقبل‬
‫حياته ويعتبرها جديرة أن تعاش‪ .‬إذن هي تقييم عام لجودة الحياة انطالقا من ‪ 03‬نقاط‪ :‬تخمين معرفي‬
‫كيف تكون الحياة الجيدة‪-‬تجربة مستويات عالية من املتعة االنفعالية‪-‬تجربة مستويات منخفضة من‬
‫االنفعاالت السالبة‪ .‬ومن أشهر نظرياتها نظرية اللذة ‪ hidonic‬ونظرية الحياة الطيبة ‪eudaimonic‬‬
‫نظرية املقارنات‪ ،‬والنظرية الهادفة ‪ ،telic‬والنظريات التنازلية والتصاعدية‪.‬‬

‫‪ *4‬مجاالت علم النفس اإليجابي‪:‬‬

‫‪-1‬التفاؤل‪:‬‬

‫‪5‬‬
‫عرفه "سليجمان" بأن الفرد يختبر تجارب حياة سلبية‪ ،‬كالفشل في انجاز األهداف‪ ،‬فيقوم بعزو هذا‬
‫الفشل إلى عوامل خارجية ثابتة وعامة ‪ .‬إ‬

‫يعرف كل من دمبر وبـروكس (د‪.‬ت) ‪ Dimber & Brux‬الـتـفاؤل على أنه‪« :‬إمفهوم يظهر نظرة إيجابية‬
‫للحياة‪ ،‬تتضمن إدراك الحاضر تقويمه وكذا املستقبل‪ ،‬وهو استعداد انفعالي‪ ،‬معرفي معمم ونزعة‬
‫لالعتقاد أو الستجابة انفعالية اتجاه الخرين‪ ،‬واتجاه املواقف‪ ،‬اتجاه األحداث بطريقة إيجابية‬
‫وواعدة‪ ،‬وتوقع نتائج مستقبلية جيدة نافعة‪ ،‬واملتفائل أكثر ميال لالعتقاد بأن األمور الطيبة ستحدث‬
‫الن وستكون مبهجة وسارة وستستمر لتسعده إ‬

‫والتفاؤل هو إدراك القدرة على التحرك نحو األهداف مع تقييم للنتائج وتجنب ما هو غير جيد فيها‪.‬‬
‫التركيز على األهداف لبلوغ نتائج‬
‫إ‬ ‫والتفاؤل له عالقة باألمل لكنه مختلف عليه‪ .‬في نظرية األمل‪،‬‬
‫مستقبلية إيجابية‪.‬‬

‫نبذة تاريخية وتطور مفهوم جودة الحياة‬ ‫‪-1‬‬

‫أول من تحدث عن جودة الحياة كمفهوم وليس مصطلح هو أرسطو(‪ 384-322‬ق م) حيث كان يعنى‬
‫به "حياة سعيدة" أو "الكائن السعيد"‪ ،‬لكن لم يكن مصطلح جودة الحياة موجود في اللغة اليونانية ‪،‬‬
‫فقط أشار إليه أرسطو بأنه يعني أشياء مختلفة ألشخاص مختلفين كمتغير يرتبط باملواقف التي تواجه‬
‫األشخاص(‪)fayers and machin,2007,p6‬‬

‫وتوجه هذا املفهوم إلى الرعاية الصحية‪ ،‬حيث تم تعريف الصحة على أنها حالة صحية جيدة تشمل‬
‫الجوانب الفيزيولوجية والعقلية واالجتماعية وليس غياب املرض أو املرض‪ .‬إ‬

‫وفي عام ‪ 1975‬بدأ استخدام مصطلح جودة الحياة وأصبح جزءا من املصطلحات الطبية املستخدمة‬
‫في املجال الطبي وعلم األورام (الهمص‪ ،2010 ،‬ص ص‪ .)47-46‬إ‬

‫في منتصف السبعينات فريقان من شيكاغو قاموا بذجراء بحوث وطنية أولى من نوعها حول جودة‬
‫الحياة لغرض تنموي‪ .‬إ‬

‫أما سنة ‪ 1985‬باململكة املتحدة األمريكية في الوثيقة االستراتيجية لشمال غرب املنطقة‪ ،‬أعلنت‬
‫السلطات الصحية بذلغاء اإلقامة طويلة املدى للمرض ى باملستشفيات ونقلهم للمجتمع لتحسين جودة‬
‫حياتهم (بحرة‪ ،2014 ،‬ص ص‪.)23-22‬‬

‫‪6‬‬
‫االتجاهات والتوجهات النظرية املفسرة لجودة الحياة‬ ‫‪-2‬‬

‫‪-1‬االتجاهات‪:‬‬

‫أ‪ .‬االتجاه االجتماعي‪ :‬الدراسات في هذا املنحى تركز على املؤشرات املوضوعية في الحياة مثل‬
‫معدل الوالدات‪ ،‬الوفايات‪ ،‬معدل ضحايا املرض ونوعية السكن‪ ،‬واملستويات التعليمية ألفراد‬
‫املجتمع ومستوى الدخل وطبيعة العمل‪.‬‬
‫ب‪ .‬االتجاه النفس ي‪ :‬ويعتمد على طريقة ادراك الفرد للمؤشرات املوضوعية املذكورة في االتجاه‬
‫االجتماعي‪ ،‬وتظهر في مستوى السعادة والشقاء الذي يكون عليه‪ ،‬ويرتبط بمفهوم جودة الحياة‬
‫العديد من املفاهيم النفسية منها‪ :‬القيم‪ ،‬االدراك الذاتي‪ ،‬الحاجات‪ ،‬مفهوم االتجاهات‪،‬‬
‫مفهوم الطموح‪ ،‬مفهوم التوقع ومفهوم الرضا والتوافق والصحة النفسية‪ .‬ويرى البعض أن‬
‫جوهر جودة الحياة يكمن في اشباع الحاجات كمكون أساس ي لجودة الحياة وذلك وفق مبدأ‬
‫نظرية أبراهام ماسلو‪.‬‬

‫ج‪ .‬االتجاه الطبي‪ :‬ويهدف لتحسين جودة الحياة لألفراد الذين يعانون من أمراض جسمية‬
‫مختلفة‪ ،‬أو نفسية‪ ،‬أو عقلية‪ ،‬وذلك عن طريق البرامج االرشادية والعالجية التي تتعلق بالوضع‬
‫الصحي وتطوير الصحة (محمدي وبوعيشة‪ ،2013 ،‬ص‪ .)7‬إ‬

‫‪-2‬التوجهات ‪:‬‬

‫‪- 1-2‬املنظور املعرفي‪ :‬يركز في تفسيره على فكرتين‪ :‬إ‬

‫‪ -‬طبيعة ادراك الفرد هي من تحدد درجة شعوره بجودة الحياة إ‬

‫‪ -‬حسب الفروق الفردية في االدراك‪ ،‬العوامل الذاتية هي ذات األثر القوي من العوامل املوضوعية‬
‫في درجة شعورهم بجودة الحياة‪ .‬إ‬

‫ومن بين نظرياتها‪ :‬إ‬

‫أ‪ .‬نظرية "الوتن"‪ :)lawton theory( 1996‬حيث يرى بأن للبيئة دور كبير في التأثير على جودة‬
‫الحياة‪ ،‬وهي تتأثر بالظرف الزماني والظرف املكاني‪.‬‬

‫ب‪ .‬نظرية"شالوك" ‪ :)shalok theory( 2002‬قدم تحليال عن جودة الحياة على أساس أنه مفهوم‬
‫مركب من ثمانية مجاالت وهي ‪ :‬السعادة الوجدانية‪ ،‬العالقات بين الشخصية‪ ،‬السعادة املادية‪،‬‬

‫‪7‬‬
‫النمو الشخص ي‪ ،‬السعادة البدنية‪ ،‬تقرير املصير‪ ،‬االندماج االجتماعي‪ ،‬الحقوق البشرية والقانونية‪.‬‬
‫وكل مجال يتكون من ثالث مؤشرات‪ .‬إ‬

‫تؤكد النظرية على أثر األبعاد الذاتية كونها املحددات األكثر أهمية من األبعاد املوضوعية في تحديد‬
‫درجة شعور الفرد بجودة الحياة‪ ،‬على أن هناك نسبية في درجة هذا الشعور فالعامل الحاسم في‬
‫ذلك يكمن في طبيعة ادراك الفرد لجودة حياته إ‬

‫‪ -2-2‬املنظور اإلنساني‪ :‬يقوم على عنصرين‪ :‬إ‬

‫‪ -‬وجود كائن حي مالئم إ‬

‫‪ -‬وجود بيئة جيدة يعيش فيها هذا الكائن‪ .‬إ‬

‫أ‪ .‬نظرية "رايف" ‪ : )ryff theory(1999‬طور كل من "كارول رايف " و"بورتون سنجر" نموذجا من‬
‫ستة أبعاد تحيط بحسن الحال وهي‪ :‬إ‬

‫‪ -‬تقبل الذات ‪ :‬وتشمل التقويم اإليجابي للذات وللحياة بايجابياتها وسلبياتها‪ .‬إ‬

‫‪ -‬العالقات اإليجابية مع األخرين‪ :‬وتشمل نوعية العالقات مع األخرين واملرتبطة بحب الخير‬
‫لألخرين وتقديرهم‪ .‬إ‬

‫‪ -‬االستقاللية‪ :‬وتشمل حس تقدير الذات والقدرة على مقاومة التغيرات االجتماعية والقدرة على‬
‫التفكير والتصرف بطرق مختلفة‪ .‬إ‬

‫‪ -‬السيطرة على املحيط وتتضمن القدرة على إدارة الحياة ومجابهة التحديات املحيطة بها‪ .‬إ‬

‫‪ -‬الحياة الهادفة‪ :‬وتتضمن االعتقاد بأن الحياة السابقة والحاضرة ذات هدف ومعنى‪ .‬إ‬

‫‪ -‬النمو الشخص ي‪ :‬ويتضمن حس االستمرارية واالرتقاء والنمو الشخص ي واكتشاف التجارب‬


‫واألفكار الجديدة (‪.)chang and d’zurilla and sanna, 2004, pp106-107‬‬

‫وعلى العموم فليس غياب التجارب السلبية واالنفعاالت السلبية هي ما يحدث حسن الحال‬
‫النفس ي‪ ،‬وإنما كيف نتعامل مع التحديات ونتصدى للصعوبات ونعمل على تغييرها‪ .‬قد نصل إلى‬
‫أعمق معنى لحياتنا حين نجد أنفسنا وجها لوجه مع أوجه هشاشتنا‪ ،‬وهكذا فنوعية الحياة ال‬
‫تتمثل في الهروب والتجنب مما هو سلبي في الحياة‪ ،‬وإنما من خالل تعامل فاعل مع املحنة‪ ،‬من‬

‫‪8‬‬
‫خالل الفعل واالستجابة اللذين يعمقان فهمنا لذواتنا وإعطاء الوجود معنى وانماء الروابط‬
‫اإلنسانية وبالتالي توسيع مجال االقتدار (حجازي‪ ،2012 ،‬ص‪ .)287‬إ‬

‫‪ -3‬املنظور التكاملي‪:‬‬

‫أ‪ .‬نظرية "أندرسون" ‪:)anderson theory( 2003‬‬

‫اتخذت النظرية من مفهوم السعادة ومعنى الحياة ونظام املعلومات البيولوجي والحياة الواقعية‬
‫وتحقيق الحاجات فضال عن العوامل املوضوعية األخرى اطارا نظريا تكامليا لتفسير جودة الحياة‪،‬‬
‫ومن مسلماتها‪ :‬إ‬

‫‪ -‬شعور الفرد بالرضا‪ ،‬هو الذي يشعره بجودة الحياة‪ .‬إ‬

‫‪ -‬أن نضع أهداف واقعية نكون قادرين على تحقيقها‪ .‬إ‬

‫‪ -‬أن نسعى لتغيير ما حولنا لكي يتالءم مع أهدافنا‪ .‬إ‬

‫‪ -‬أن نسعى إلشباع الحاجات ال يؤدي بالضرورة إلى رضا الفرد وإلى شعوره بجودة الحياة (شيخي‪،‬‬
‫‪ ،2014‬ص‪ .)86‬إ‬

‫*تعريف علم نفس السعادة‪:‬‬

‫هو فرع من فروع علم النفس اإليجابي‪ ،‬ويهتم علم نفس السعادة بدراسة الطرق التي تؤدي إلى تحقيق‬
‫السعادة لدى اإلنسان‪ ،‬فعلم نفس السعادة هو مجموعة من البحوث والدراسات العلمية التي تهتم‬
‫بالتعرف على كيفية تحقيق السعادة لدى اإلنسان في مختلف مجاالت الحياة في الزواج‪ ،‬األسرة في‬
‫العمل‪...‬إلخ‪ .‬إ‬

‫فالسعادة مفهوم نسبي فالعلماء يختلفون فيما بينهم في تحديد مفهوم السعادة وكذا الناس بالنسبة‬
‫لذلك بمعنى أن ما يحقق السعادة لشخص ما ليس بالضرورة أن يكون هو ذاته ما يحققها لشخص‬
‫إلخر‪ ،‬حيث قد يرى البعض السعادة باملال‪ ،‬والبعض الخر يرى السعادة في اإلنجاز و النجاح‪ ،‬كما قد‬
‫تكون في العيش في رغد‪ ،‬ومجموعة أخرى السعادة في رعايته ألسرته وتربية األبناء أفضل تربية‪ ،‬لكن‬
‫السعادة الحقيقة تكمن في ان يكون قلب اإلنسان عامرا بحب هللا سبحانه وتعالى فيعيش املرء براحة‬
‫وطمأنينة ورضا وقناعة‪( ،‬السعادة هي راحة البال وطاعة الرحمن والصحة والستر‪ .‬إ‬

‫*جوانب وأبعاد السعادة‪:‬‬


‫‪9‬‬
‫حدد كمال مرس ي(‪ )2000‬ثالثة جوانب أو أبعاد للسعادة وهي كالتالي‪ :‬إ‬

‫‪ -1‬جانب معرفي‪ :‬يظهر فيها الشخص السعيد كل من الرضا والنجاح‪ ،‬والتوفيق واملعاونة‪.‬‬
‫‪ -2‬جانب وجداني‪ :‬يظهر الفرد كل مشاعر املتعة والفرح والسرور‪.‬‬
‫‪ -3‬الجانب النزوعي (نفس ي حركي)‪ :‬يعبر فيها الفرد السعيد عن سعادته سواء بالكالم فيقول‪ :‬أنا‬
‫سعيد أو راض‪ ،‬أو ناجح‪ ،‬أو فرح‪.....‬إلخ‪ ،‬أو بالحركات وتعبيرات الوجه مثل (اإلبتسامة‪،‬‬
‫والبشاشة وغيرها من التعبيرات الدالة على مشاعر السعادة وإدراك الرضا عن الحياة)‪.‬‬

‫باملقابل يرى حامد زهران (‪ )2005‬أن السعادة تتضمن بعدين أساسين‪ :‬إ‬

‫‪ -1‬الشعور بالسعادة مع النفس‪ :‬نستدل على ذلك عندما يشعر الفرد بالسعادة والراحة‬
‫النفسية ملا للفرد من ماض نظيف‪ ،‬وحاضر سعيد‪ ،‬ومستقبل مشرق‪ ،‬ويأتي ذلك عن طريق‬
‫اإلستفادة من مسرات الحياة اليومية‪ ،‬وإشباع الدوافع‪ ،‬والحاجات النفسية األساسية‬
‫إ‬
‫والشعور باألمن‪ ،‬والطمأنينة‪ ،‬والثقة ووجود اتجاه متسامح تجاه الذات‪ ،‬واحترام النفس‬
‫وتقبلها‪ ،‬ونمو مفهوم موجب للذات وتقديرها حق قدرها‪.‬‬
‫‪ -2‬الشعور بالسعادة مع اآلخرين‪ :‬وينعكس ذلك من خالل حب إ‬
‫الخرين‪ ،‬والثقة فيهم‪،‬‬
‫واحترامهم‪ ،‬وتقبلهم‪ ،‬ووجود إتجاه مسامح نحو الخرين‪ ،‬والقدرة على إقامة عالقات اجتماعية‬
‫سليمة ودائمة والتفاعل االج السليم والقدرة على التضحية والتعاون‪ ،‬وخدمة الخرين وتحمل‬
‫املسؤولية‪.‬‬
‫‪* -3‬تعريف علم نفس النجاح‪:‬‬

‫الطرق التي تؤدي إلى النجاح في مختلف املجاالت سواءا في الحياة أو في‬
‫يهتم علم نفس النجاح بدراسة إ‬
‫األسرة أو في العمل‪ .‬إ‬

‫إذن فهو مجموعة من الدراسات العلمية التي تهتم بالتعرف على كيفية تعامل االفراد مع الفرص‬
‫املتاحة لهم‪ ،‬من أجل الوصول لتحقيق النجاح فيها‪ .‬إ‬

‫الفرق بين األمل والتفاؤل والفعالية الذاتية وتقدير الذات‪:‬‬

‫الفعالية الذاتية‪ :‬عرفها "بندورا" سنة ‪ 1986‬بأنها إدراك ثقة الفرد التي يمتلكها حول سعته على‬
‫متابعة وبلوغ أهداف محددة‪ ،‬التفكير في الفعالية الذاتية يفعل عندما يكون الشخص أمام موقف‬
‫محدد األهداف ومرتبط بالنتائج‪ .‬كذلك ملتابعة هذه النتائج‪ ،‬الشخص يجب أن يؤمن بأنه يستطيع‬

‫‪10‬‬
‫بلوغ هذه النتائج‪ .‬إذن هو نفسه بالنسبة لنظرية األمل التي تتضمن دافعية الشخص للمبادرة للفعل‬
‫ملتابعة األهداف‪ ،‬غير أن نظرية األمل املعارف واضحة في الحاضر وتأثير االنفعاالت في تفعيل طرق‬
‫التفكير أين هذا غير موجود في نظرية الفعالية الذاتية ‪ .‬إ‬

‫تقدير الذات‪ :‬حسب "سنايدر" سنة (‪ )2002‬التفكير القائم على توجيه األهداف موجود في تقدير‬
‫الذات‪ .‬فتقدير الذات يبرز من النجاح في متابعة وتقييم األهداف‪ .‬والفرق بين نظرية األمل ونظرية‬
‫تقدير الذات هو أن تقدير الذات يرتكز على تخمين الشخص هو كيف يسلك حياته من خالل تقييم‬
‫النشاطات املختلفة له‪ ،‬إذن هو حكم وتقدير شخص ي لكفاءته‪.‬‬

‫يؤكد علماء علم النفس اإليجابي على أن بؤرة تركيز هذا العلم هو مفهوم جودة الحياة من خالل‬
‫التوقف عن املجاالت األساسية لبحوثه والتي تتمثل فيما يلي‪ :‬إ‬

‫‪ ‬بحوث في مجال طبيعة إومحددات الحياة السعيدة أو املمتعة ‪ Pleasant Life‬وتتناول هذه‬
‫البحوث تحليل الطرق التي يصل بها الفرد إلى اإلستمتاع واملحافظة على املشاعر واالنفعاالت‬
‫اإليجابية وتفعيلها وتوظيفها في الحياة اليومية (مثل‪ :‬العالقات‪ ،‬الهويات‪ ،‬االهتمامات‪ ،‬صيغ‬
‫الترفيه‪ ،‬أو االستمتاع والترويح عن الذات)‪.‬‬
‫‪ ‬دراسة الحياة الجيدة أو الحسنة ‪ Good Life‬أو حياة االندماج مثل هذه البحوث تهتم بدراسة‬
‫التأثيرات املفيدة للتفكير اإليجابي‪ ،‬اإلستيعاب‪ ،‬والتدفق وكل ما يؤدي إلى إحساس الفرد‬
‫باإلندماج املثالي في أنشطة حياتهم اليومية العادية‪ ،‬فاالندماج اإلجتماعي يعتبر حالة إنسانية‬
‫يشعر بها الفرد عندما تتوافق القدرات واالمكانات التي يشعر بها مع مهامه التي يهدف إلى‬
‫تحقيقها‪.‬‬
‫‪ ‬دراسة الحياة الهادفة ذات املعنى والقيمة ‪ Meaningful Life‬أو حياة اإلنتماء ‪Life of‬‬
‫‪ Affiliation‬تحاول البحوث هنا معرفة كيفية وصول األفراد إلى اإلحساس بجودة الحياة من‬
‫خالل االنتماء للجماعات واالسهام في النشاطات والخبرات (الجماعات اإلجتماعية‪ ،‬املؤسسات‪،‬‬
‫التقاليد‪ ،‬ونظم االعتقاد)‪.‬‬

‫*االستمتاع الذاتي ‪ Autotelic experiences‬وهو الحالة التي يشعر بها الفرد بالرض ى عن نفسه عند‬
‫أداءه عمل معين ‪ .‬إ‬

‫‪*5‬أهداف علم النفس اإليجابي‪:‬‬

‫‪11‬‬
‫نشأ علم النفس اإليجابي كمجابهة للهيمنة املرضية التي أوقعها املمارسون والباحثون في علم النفس‪،‬‬
‫أين ركزوا على جل جهودهم على عالج األمراض وحاالت القصور لدى األفراد‪ ،‬وهنا كان الهدف‬
‫األساس ي له يدور حول تعزيز الصحة النفسية في أبعادها املختلفة املعرفية الوجدانية‪ ،‬السلوكية‪ ،‬ومع‬
‫أن النموذج املرض ي قد قدم الكثير في تفسير وعالج املرض النفس ي إال أنه أهمل باملقابل التعامل مع‬
‫هدفين أساسين كان علماء النفس قد وضعوهما منذ نشأة علم النفس وهما العمل على تنمية القدرة‬
‫على اإلنجاز لدى الفرد ورعاية وتنمية املواهب الفائقة هذان الهدفان ركز عليهما سليجمان مع‬
‫مجموعة من زمالئه لوضع أسس وأهداف علم النفس اإليجابي التي تقوم على مبدأ اإلعتراف بمكامن‬
‫القوة املوجودة بشكل متجذر لدى األفراد‪ ،‬وعلى مبدأ العمل مع هؤالء األفراد لتمكنهم من استغالل‬
‫هذه املنابع من الطاقة والفضائل إضافة إلى مبدأ إشعار الفرد بشكل أكثر بأهمية عواطفه اإليجابية‬
‫وعلى رأسها التفاؤل واألمل‪ ،‬وفيما يلي سنقتصر على مجموع الفروق بين النموذج املرض ى ونموذج‬
‫الصحة اإليجابي‪ ،‬وبين العالجات املعرفية والعالجات اإليجابية‪.‬‬

‫جدول رقم (‪ )01‬يوضح الفرق بين النموذج املرض ي ونموذج الصحة اإليجابي‬

‫نموذج الصحة اإليجابي إ‬ ‫النموذج املرض ي إ‬


‫‪-‬املرض ي يركز على املرض وأعراضه ويحاول ‪-‬أما اإليجابي يركز على القوى ويحاول اكتشافها‬
‫وتنميتها‪ .‬إ‬ ‫تشخيصها والقضاء عليها‪ .‬إ‬
‫‪ -‬في املقابلة حسب النموذج املرض ي تكثر االنفعاالت ‪ -‬أما من مسلمات اإليجابي عدم التطرق ملاهو سلبي‬
‫ملساعدة الزبون(مصطلح براغماتي) على الراحة‬ ‫السلبية كالبكاء والغم والحزن من أجل التفريغ‪ .‬إ‬
‫واالسترخاء‪ .‬إ‬
‫‪ -‬أما اإليجابي بكل الفئات‪ .‬إ‬ ‫‪ -‬املرض ى يهتم بفئة املرض ى‪ .‬إ‬
‫كالهما له دور وقائي وعالجي‪ .‬إ‬

‫جدول رقم (‪ )02‬يوضح الفرق بين العالجات املعرفية والعالجات اإليجابية‬

‫العالجات اإليجابية إ‬ ‫العالجات املعرفية إ‬


‫‪ -‬املعرفية تعمل على تغيير التفكير الالوظيفي وتنمية ‪ -‬أما اإليجابية همها اكتشاف القدرات وتنميتها‪ .‬إ‬
‫قدرات معرفية تسمح بتجنب االنتكاسة‪ .‬إ‬
‫‪ -‬أما اإليجابية على مبدأ القوى‪ .‬إ‬ ‫‪ -‬املعرفية تركز على مبدأ الهشاشة ‪ .vulnirability‬إ‬

‫‪ -‬اإليجابية رصد األفكار اإليجابية والحديث عنها‬ ‫‪ -‬املعرفية رصد األفكار السلبية والحديث عنها‪ .‬إ‬

‫‪12‬‬
‫وتعظيمها‪ .‬إ‬

‫‪ -‬املعرفية الحديث عن التجارب اليومية الصادمة ‪ -‬أما اإليجابية الحديث عن التجارب اليومية‬
‫اإليجابية‪ ،‬وعن التجارب اليومية الصادمة ولكن‬ ‫ورصد األفكار السلبية منها‪ .‬إ‬
‫برصد ماهو إيجابي منها دون التطرق للسلبي‪ .‬إ‬

‫‪ -‬العالجات املعرفية تعمل على تنمية الوعي ‪ -‬أما اإليجابية تنمية الوعي بالفعالية الذاتية والوعي‬
‫باالمكانات والفرص املتاحة للشخص‪ .‬إ‬ ‫باملعوقات الذاتية الدافعة لتعطيل الطاقات‪ .‬إ‬

‫‪ *6‬الدور األساس ي للمعالج النفس ي ال يهدف فقط لخفض التوتر‪ ،‬ومحاربة أعراض املرض لكن أيضا‬
‫املساعدة على التمتع بتحقيق الهناء واإلشباع النفس ي الذي ال يعتبر هدف في حد ذاته ولكن يؤدي‬
‫وظيفة وقائية من األمراض النفسية في املستقبل‪ ،‬ومن ذلك فغن لعلم النفس اإليجابي مجموعة من‬
‫التطبيقات‪ :‬إ‬

‫أوال‪ :‬التنمية اإليجابية‪ :‬حيث يتركز علم النفس اإليجابي على دراسة الجوانب اإلنسانية اإليجابية من‬
‫الشخصية والسمات اإليجابية التي تسهم في جودة الحياة‪ ،‬ومن ثم الشعور بالسعادة واإلقبال على‬
‫هذه الحياة التي يعيشها الفرد‪ ،‬وهذا يسهم بدور كبير في تحقيق التوافق النفس ي‪ ،‬ومن تم علم النفس‬
‫اإليجابي يعمل على اكتشاف النواحي اإليجابية لدى اإلنسان‪ ،‬واملبادئ والقدرات اإليجابية لدى الفرد‬
‫بمعنى البحث عن مراكز القوة والتميز لدى اإلنسان وتنميتها والتأكيد عليها‪ .‬إ‬

‫ثانيا‪ :‬الوقاية اإليجابية‪ :‬من املمكن استخدام علم النفس اإليجابي بشكل فعال في ميدان الوقاية‪،‬‬
‫فاملهتمين بعلم النفس اإليجابي أكدوا على ما يسمى بالوقاية اإليجابية‪ ،‬وأكد املهتمين في هذا املجال‬
‫على ضرورة منع ووقاية الشباب واملراهقين في الوقوع في مشكالت اإلكتئاب والقلق والوسواس‪،‬‬
‫واإلدمان‪ .....‬وغيرها من األمراض النفسية التي تؤثر على سير حياة الفرد بشكل سوي‪ ،‬ومن أفضل‬
‫الطرق في الوقاية هو ال تركيز على تدعيم وتمكين الكفاءة والقوة والشجاعة والنواحي اإليجابية لدى‬
‫الفرد بدال من حل املشكلة أو تصحيحها‪ .‬إ‬

‫ثالثا‪ :‬العالج‪ :‬إن علم النفس اإليجابي بما يقدمه من مبادئ وخدمات وأسس إيجابية لألفراد تجعله‬
‫مكون عظيم ونشط في العالج‪ ،‬ويمكن أن يصبح اتجاها أكثر فاعلية في العالج النفس ي خاصة إذا ما تم‬
‫اإللتفات إليه واإلهتمام به وتقويته ويقوم العالج النفس ي على تقوية الجوانب اإليجابية في الشخصية‪ .‬إ‬

‫‪13‬‬
‫*آليات التغيير في العالجات اإليجابية‪ :‬متعددة وكثيرة سأقتصر على عاملين‪:‬‬

‫*خلق األمل والتركيز على املستقبل واألحالم ووضع أهداف مستقبلية وهنا واألن‪.‬‬

‫*البحث عن قوى الزبو إن (العميل) وعن مصادر هذه القوى وعن العالقات اإليجابية في حياته وعن‬
‫التجارب الجميلة التي عاشها وعن شبكة املساندة األسرية واالجتماعية ‪ ،‬ومحاولة إبصاره بها وتنميتها‪.‬‬

‫‪14‬‬

You might also like