You are on page 1of 18

‫المحاضرة الثالثة‬

‫ديسمبر ‪20 2020‬‬

‫المنهج الجدلي والمنهج المقارن ومنهج‬


‫دراسة الحالة‬
‫الجدلي‪Dialectic method:‬‬ ‫المنهج‬

‫كارل ماركس‬ ‫هيجل‬ ‫لودفيج فيورباخ‬


‫”ديالكتي ك“‪ ،‬في الفلس فة الكالس يكية‪ ،‬ه و الج دل أو المح اورة‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫تبادل الحجج والجدال بين طرفين دفاًع ا عن وجهة نظر معينة‬
‫يعت بر ال ديالكتيك‪ ،‬األس اس ال ذي تب نى علي ه نظري ات ع ده في‬ ‫‪‬‬
‫العص ر الح ديث‪ ،‬وص ار الج دل ه و المرتك ز ال ذي يوص ل إلى‬
‫النظريات والقواعد التي تحكم المجتمع‪.‬‬
‫كلم ة ديالكتيك ا‪ ،‬ال تي نترجمه ا عربًّي ا ب‪”,:‬جدلي ة“‪ ،‬مش تقة من‬ ‫‪‬‬
‫الفع ل اليون اني ‪ ، dialegein‬ال ذي يع ني تحدي ًد ا الكالم ع بر‬
‫المج ال الفاص ل بين المتح اورين كطريق ة استقص اء وض عها‬
‫زينون‪ ،‬قبل أن تستكمل شكلها على يد أفالطون ‪.‬‬
‫ورد في الق رآن الك ريم في قول ه تع الى "وج ادلهم ب التي هي‬ ‫‪‬‬
‫أحس ن" الج دل في اللغ ة‪ :‬ج دل ج دال اش تدت خص ومته‪ ،‬وجادل ه‬
‫مجادلة وجداال ناقشه وخاصمه‪ ،‬والجدل في األصل فن الحوار‬
‫والمناقشة‪.‬اصطالحا‪ :‬الجدل هو فن المناظرة والمعارضة‪.‬‬
‫‪ ‬طور الم ؤرخ المس لم ومؤس س علم االجتم اع عب د ال رحمن بن‬
‫خل دون‪ ،‬المنهج الج دلي في التعام ل م ع النص وص التاريخي ة‬
‫لتمحيص ها وتجري دها من األس اطير والخراف ات بإعم ال العق ل‬
‫والمنطق ومقارعة الرواية وبالرواية والحجة‪.‬‬
‫‪ ‬تط ور ال دياليكتيك تط ورا كب يرا وجدي دا على ي د الفيلس وف‬
‫األلم اني هيج ل ال ذي بل ور وجس د تل ك النظري ة وبناه ا وص اغها‬
‫ص ياغة علمي ة ش املة وكامل ة وواض حة وواعي ة كمنهج علمي‬
‫لدراسة وتحليل الحقائق واألشياء والظواهر والعمليات وتفسيرها‬
‫وتركيبها علميا ومنطقيا بطريقة شاملة ومتكاملة حيث أن هيجل‬
‫هو الذي اكتشف القوانين والقواعد والمفاهيم العلمية للدياليكتيك‬
‫والمتمثل ة في ق انون تح ول التب ادالت الكمي ة إلى تب ادالت نوعي ة‬
‫وقانون وحدة وصراع األضداد‪ ،‬وقانون نفي النفي‪.‬‬
‫كان هيغ ل مثالي ا‪ ،‬أي ان طبيع ة الت اريخ االنس اني بالنس بة الي ه لم‬
‫تكن س وى تجلي الفك رة االزلي ة ‪ -‬الفك رة المطلق ة‪ ،‬وهك ذا تظ ل‬
‫جدلية هيغل جدلية روحية مثالية صرفة‪.‬‬
‫اكتس ب المنهج الج دلي تط ورا وتغ يرا جدي دا على ي د الفيلس وف‬
‫األلم اني فيورب اخ ال ذي انتق د النزع ة المثالي ة عن د هيج ل‪ ،‬ون ادى‬
‫بض رورة إنص اف المنهج الج دلي بالنزع ة المادي ة ح تى يص بح‬
‫منهج ا موض وعيا وواقعي ا وعملي ا‪ ،‬وح تى يك ون أك ثر واقعي ة‬
‫ومنطقي ة في دراس ة األش ياء والظ واهر وتحليله ا‪ ،‬حيث ق ام‬
‫الفيلس وف ك ارل م اركس بإع ادة ص ياغة النظري ة ص ياغة مادي ة‬
‫عملية على ضوء النقد الذي وجهه لها فيورباخ‪ ،‬وبالتالي أصبح‬
‫المنهج الجدلي متكامل وشامل‪ ،‬وطبقه على كل األشياء والحقائق‬
‫والظ واهر وفي كاف ة المج االت والعل وم الطبيعي ة االجتماعي ة‬
‫االقتصادية والسياسية‪.‬‬
‫المنهج الجدلي الذي يطبقه ماركس و انجلز‪ ,‬لتحليل الظواهر‬
‫و الوقائع له ارتباطات سياسية واقتصادية كذلك‪ ,‬فمن خالل‬
‫المادي ة التاريخي ة ال تي يطبقانه ا لدراس ة أط وار التك وين‬
‫االجتم اعي‪ ,‬ح اوال أن يستكش فا حرك ة الت اريخ في تناقض اته‬
‫وص راعاته وتجددات ه‪ ،‬على اعتب ار أن الت اريخ يتح رك وف ق‬
‫ق وانين الج دل ومقوالت ه ال تي س بق ذكره ا‪ ,‬هات ه الق وانين‬
‫الثابت ة في المنهج الج دلي كس بيل إليج اد حل ول للظ واهر و‬
‫الوق ائع‪ ،‬يطبقه ا م اركس على المجتم ع والدول ة و الفك ر‪،‬‬
‫وللبحث ‪-‬حس ب المف اهيم الماركس ية‪ -‬في أي مجتم ع أو أي‬
‫ظ اهرة يجب البحث في اقتص اده ال في فلس فته‪ .‬فم اركس‬
‫يعطي أهمية كبيرة لالقتصاد في دراسة أي طور من أطوار‬
‫التكوين االجتماعي‪.‬‬
‫خص ائص المنهج الج دلي‪ .‬يمكن إجم ال خص ائص المنهج الج دلي‬
‫في ثالث خصائص أساسية هي‪:‬‬
‫أ) إن الدياليكتيك منهج علمي موضوعي للبحث والتحليل والتركيب‬
‫والتفس ير والمعرف ة‪ ،‬فه و يق وم على قواع د وق وانين ومف اهيم علمي ة‬
‫موض وعية في تفس ير حق ائق وطب اع األش ياء والظ واهر واألفك ار‬
‫والعمليات‪.‬‬
‫ب) إن ال دياليكتيك منهج ع ام وش امل وكلي في كش ف ومعرف ة وتفس ير‬
‫كاف ة الحق ائق والظ واهر والعملي ات العلمي ة النظري ة والطبيعي ة‬
‫واالجتماعي ة والسياس ية والتنظيمي ة‪ ،‬وق د اكتس ب المنهج الج دلي ه ذه‬
‫الخاصية في مراحل تطوره األخيرة‪.‬‬
‫ج)أص بح ه ذا المنهج يتم يز بع د تطورات ه األخ يرة بأن ه عملي‪ ،‬حيث‬
‫أصبح يستخدم في الدراسات المرتبطة بموضوعات وظواهر من واقع‬
‫الحياة‪.‬‬
‫‌قوانين المنهج الجدلي‪:‬‬
‫أ) قانون وحدة وصراع األضداد‪ :‬كل ظاهرة تحتوي على عناصر‬
‫أو أجزاء‪ ،‬فهذا القانون يكشف عن تناقض هذه العناصر فيما بينها‬
‫الشيء الذي يؤدي تغير طبيعة الظاهرة شكال ومضمونا‪.‬‬
‫"إن الب ذرة تمل ك الق وة على التح ول ألنه ا تص ير فيم ا بع د ش جرة‪,‬‬
‫وهكذا تخرج الشجرة من البذرة بعد أن تختفي هذه البذرة«‪ ،‬وما‬
‫يس ري على الب ذرة يس ري على المجتمع ات ال تي تس ودها الملكي ة‬
‫الخاصة فنجد هناك دائما قطبين متناقضين يتعايشان دائما في حال‬
‫ص راع في ش كل طبق ات متض ادة‪ ,‬فالعبي د و مالك العبي د في‬
‫المجتم ع العب ودي األقن ان و اإلقط اعيين في المجتم ع اإلقط اعي‬
‫البروليتاري ا و البرجوازي ة في المجتم ع الرأس مالي‪ ،‬من هن ا أتت‬
‫مقول ة ك ارل م اركس‪ ":‬إن الرأس مال يف ترض العم ل الم أجور كم ا‬
‫يفترض القطب الموجب القطب السالب‪. »،‬‬
‫وفق هذا القانون فاألجزاء ال تتعايش في إطار الوحدة تعايشا‬
‫س ليما‪ ,‬ب ل هي في تض اد و ص راع مس تمر‪ ,‬فالجدي د يص ارع‬
‫دائم ا من اج ل إلغ اء الق ديم‪ ,‬فـ فري ديريك انجل ز(ص ديق‬
‫م اركس) يق ول‪ ":‬من المس تحيل أن نج د جانب ا من ج وانب‬
‫التن اقض دون اآلخ ر تمام ا كم ا يس تحيل أن تحف ظ في ي دك‬
‫التفاحة بأكملها بعد أن تكون قد أكلت نصفها‬
‫ب‌) ق انون تح ول التغ يرات الكمي ة إلى تغ يرات نوعي ة‪:‬‬
‫تتص ارع أج زاء الظ اهرة فيم ا بينه ا فتب دأ الظ اهرة في التغ ير‬
‫من الناحية الكمية أو حتى الشكلية وحينما يصل التغير الكمي‬
‫إلى ذروته تتغير الظاهرة نوعيا وال تحتمل هذا التغير الكمي‬
‫على الوض ع الس ابق أي ال تس تطيع اس تيعابه وال تس تطيع‬
‫التكيف معه إال بوضع جديد هو الظاهرة الجديدة المفرزة‪.‬‬
‫ج‌) ق انون نفي النفي‪ :‬حينم ا يص ل التن اقض ذروت ه‬
‫تبدأ الظاهرة‪ ،‬وتبنى على أنقاضها ظاهرة تتألف من‬
‫عناص ر الظ اهرة الس ابقة لكنه ا تختل ف عنه ا فبع دما‬
‫تتناقض ه ذه العناصر تت آلف من جديد لتنفي ما كان‬
‫في الس ابق وتتخلص من عي وب الظ اهرة الس ابقة‬
‫ونفي النفي هن ا النظ ام الص حيح‪ .‬ومن ه فق انون نفي‬
‫النفي ه و ش رط التط ور والبن اء التص اعدي إلى‬
‫األم ام‪ ،‬وعلي ه فه و يس مى ق انون التط ور والتق دم‬
‫للظواهر والعمليات واألشياء والحقائق والحياة‪.‬‬
‫فإذا غليت الم اء أخ دت حرارت ه باالرتف اع درج ة ح تى إذا‬
‫م ا بلغت درج ة معين ة‪ ,‬جع ل الم اء يتبخ ر ويتح ول إلى م ا‬
‫بخ ار م اء‪ ,‬نحن إذن هن ا أم ام ن وعين من التغ ير‪ ,‬إذ أن‬
‫تغ ير الح رارة الت دريجي ه و تغ ير كمي أي أن كمي ة‬
‫الحرارة التي يحتوي عليها الماء تزداد‪ ،‬غير أن الماء في‬
‫وقت ما يفقد صفته كسائل ويصبح غازا دون أن يغير من‬
‫طبيعته الكيميائية‪ ,‬و كهذا نسمي تحوال كميا مجرد ازدياد‬
‫أو نقص ان الكمي ة‪ ,‬كم ا نس مي تح وال نوعي ا االنتق ال من‬
‫ص فة إلى ص فة أخ رى‪ ,‬أو من ح ال إلى ح ال‪ ،‬كاالنتق ال‬
‫من حالة السيولة إلى الحالة الغازية‪.‬‬
The comparative method
‫تطبيق المنهج المقارن يعوُد إلى الفكر السياسّي اليونانّي ‪ ،‬فقد‬
‫ك ان أرس طو من أك ثر المفك رين اليون انيين ال ذين اس تخدموا‬
‫المنهج المق ارن في دراس اِتِه االجتماعّي ة‪ ،‬والفلس فّية‪،‬‬
‫والسياس ّية‪ ،‬ثم تط ور المنهُج المق ارن ليص بح ُج زءًا ال يتج زُأ‬
‫من مض مون الدراس ات االجتماعّي ة بش كٍل خ اص‪ ،‬وذل ك بع د‬
‫أن أصبحت الدراسات المقارنة تستخدُم في تعزي ِز مبادئ علم‬
‫االجتماع‪ ،‬وكان للعلماء والمفكرّين العرب المسلمين دوٌر مهٌم‬
‫في تطوير هذا المنهج‪ ،‬ومن أشهر هؤالء العلماء ابن خلدون‪،‬‬
‫والف ارابي الل ذان اعتم دا على المنهِج المق ارن في دراس اتهما‬
‫االجتماعّية‪.‬‬
‫طرق إعمال المنهج المقارن‪:‬‬

‫قد يعتم د الب احث منهج المقارن ة األفقي ة ال ذي يق وم على‬


‫بحث المس ألة في ك ل عنص ر من العناص ر ال تي يق ارن‬
‫بينه ا على ح دة‪ ،‬بحيث ال ينتق ل إلى مس ألة أخ رى ح تى‬
‫ينتهي من بحثها في كل العناصر‪.‬‬
‫أما إذا اعتمد الباحث منهج المقارنة الرأسية‪ ،‬فإنه يتناول‬
‫ك ل جزئي ة من جزئي ات البحث في ك ل العناص ر ال تي‬
‫يقارن بينها في آن واحد‪.‬‬
‫منهج دراسة الحالة‬
‫‪Cas-study method‬‬
‫‪ :‬يع رف منهج دراس ة الحال ة «بأن ه طريق ة لدراس ة الظ واهر‬
‫االجتماعي ة من خالل التحلي ل المعم ق لحال ة فردي ة‪ ،‬ق د تك ون‬
‫شخصا أو جماعة أو حقبة تاريخية‪ ،‬أو عملية أو مجتمعا محليا‬
‫أو مجتمعا كبيرا‪ ،‬أو أي وحدة أخرى في الحياة االجتماعية‪».‬‬
‫تس تخدم دراس ة حال ة في المواق ف اليومي ة في الحي اة العملي ة‬
‫فاإلنسان حين يريد أن يختار صديقا فإنه يدرس سلوكه الحالي‪،‬‬
‫والسابق‪.‬‬
‫والطبيب يقوم بدراسة حالة المريض ليتعرف على تطور حالته‬
‫الصحية السابقة وصلته بالمرضى‬
‫وتعت بر دراس ة الحال ة بمثاب ة الوس يلة الفّعال ة لدراس ة األس رة‬
‫وظ روف العم ل ومس توى األج ور ونفق ات المعيش ة والبطال ة‬
‫وغير ذلك من المشكالت االجتماعية واالقتصادية ‪.‬‬
‫خطوات منهج دراسة الحالة‪ :‬إختيار احلاالت اليت متثل املشكلة املدروسة ‪،‬وهذه‬
‫اخلطوة تقتضي الرتكيز على حاالت منوذجية أو عينات عش وائية من املشكلة ‪ ،‬كما‬
‫جيب أن تكون العينة كافية وان يقتص الباحث على حاالت قليلة ودقيقة ‪.‬‬
‫‪-2‬مجع املعلومات وتدقيقها ‪ ،‬ويتم ذلك على ضوء فرضية أولية ‪.‬‬
‫‪ -3‬وض ع الفرض يات أو التش خيص األويل لعوام ل املش كلة بع د مجع املعلوم ات‬
‫وتدقيق ه وتنظيمه ا يب دأ الب احث بوض ع الفرض يات ال يت تواج ه الدراس ة ونق ود إىل‬
‫اس تنتاج دقي ق ‪ ،‬والفرض يات ت أيت نتيج ة التش خيص األويل للعوام ل ال يت تس بب‬
‫املشكلة املدروسة ‪.‬‬
‫‪ -4‬إقرتاح نوع املعاملة أو العالج ‪ :‬جيب أن يفكر الباحث يف نوع املعاملة يف ضوء‬
‫شدة احلالة وقسوهتا على ضوء ظروف بيئية تساعد على جناح العالج ‪.‬‬
‫‪ -5‬املتابعة واإلستمرار‪ :‬وتعترب آخره خطوة‪ ،‬واملقصود باملتابعة واالستمرار أن يراقب‬
‫الباحث استجابة الفرد للعالج ‪ ،‬وهذه اخلطوة مبثابة اختيار لصدق التشخيص ‪.‬‬
‫مزايا وعيوب منهج دراسة الحالة‬
‫من أهم المزايا دراسة الحالة مايلي ‪:‬‬
‫البحوث التي تعتمد على دراسة الحاالت تكون متعمقة وشاملة‬
‫للجميع جوانب الحاالت موضع البحث‬
‫دراسة الحالة تربط الحاضر بالماضي وتكشف المسببات‬
‫وتربطها باألسباب ‪،‬كما تدرس الحاالت الجزئية في اطارها الكلي‬
‫أما عيوب دراسة الحاالت مايلي ‪:‬‬
‫صعوبة تعميم النتائج التي يتوصل اليها الباحث ألن عينة هنا غير‬
‫ممثلة للمجتمع‬
‫كثير ما يحدث تحيز في دراسة الحالة من جانب الباحث ‪،‬أو من‬
‫جانب المبحوث الذي قد اعطى معلومات ال تعبر عن رأيه الحقيقي‬
‫أو سلوكه الشخصي‬
‫صعوبة استخالص نتائج تحليل الحاالت في شكل كمي ‪.‬‬

You might also like