”ديالكتي ك“ ،في الفلس فة الكالس يكية ،ه و الج دل أو المح اورة، تبادل الحجج والجدال بين طرفين دفاًع ا عن وجهة نظر معينة يعت بر ال ديالكتيك ،األس اس ال ذي تب نى علي ه نظري ات ع ده في العص ر الح ديث ،وص ار الج دل ه و المرتك ز ال ذي يوص ل إلى النظريات والقواعد التي تحكم المجتمع. كلم ة ديالكتيك ا ،ال تي نترجمه ا عربًّي ا ب”,:جدلي ة“ ،مش تقة من الفع ل اليون اني ، dialegeinال ذي يع ني تحدي ًد ا الكالم ع بر المج ال الفاص ل بين المتح اورين كطريق ة استقص اء وض عها زينون ،قبل أن تستكمل شكلها على يد أفالطون . ورد في الق رآن الك ريم في قول ه تع الى "وج ادلهم ب التي هي أحس ن" الج دل في اللغ ة :ج دل ج دال اش تدت خص ومته ،وجادل ه مجادلة وجداال ناقشه وخاصمه ،والجدل في األصل فن الحوار والمناقشة.اصطالحا :الجدل هو فن المناظرة والمعارضة. طور الم ؤرخ المس لم ومؤس س علم االجتم اع عب د ال رحمن بن خل دون ،المنهج الج دلي في التعام ل م ع النص وص التاريخي ة لتمحيص ها وتجري دها من األس اطير والخراف ات بإعم ال العق ل والمنطق ومقارعة الرواية وبالرواية والحجة. تط ور ال دياليكتيك تط ورا كب يرا وجدي دا على ي د الفيلس وف األلم اني هيج ل ال ذي بل ور وجس د تل ك النظري ة وبناه ا وص اغها ص ياغة علمي ة ش املة وكامل ة وواض حة وواعي ة كمنهج علمي لدراسة وتحليل الحقائق واألشياء والظواهر والعمليات وتفسيرها وتركيبها علميا ومنطقيا بطريقة شاملة ومتكاملة حيث أن هيجل هو الذي اكتشف القوانين والقواعد والمفاهيم العلمية للدياليكتيك والمتمثل ة في ق انون تح ول التب ادالت الكمي ة إلى تب ادالت نوعي ة وقانون وحدة وصراع األضداد ،وقانون نفي النفي. كان هيغ ل مثالي ا ،أي ان طبيع ة الت اريخ االنس اني بالنس بة الي ه لم تكن س وى تجلي الفك رة االزلي ة -الفك رة المطلق ة ،وهك ذا تظ ل جدلية هيغل جدلية روحية مثالية صرفة. اكتس ب المنهج الج دلي تط ورا وتغ يرا جدي دا على ي د الفيلس وف األلم اني فيورب اخ ال ذي انتق د النزع ة المثالي ة عن د هيج ل ،ون ادى بض رورة إنص اف المنهج الج دلي بالنزع ة المادي ة ح تى يص بح منهج ا موض وعيا وواقعي ا وعملي ا ،وح تى يك ون أك ثر واقعي ة ومنطقي ة في دراس ة األش ياء والظ واهر وتحليله ا ،حيث ق ام الفيلس وف ك ارل م اركس بإع ادة ص ياغة النظري ة ص ياغة مادي ة عملية على ضوء النقد الذي وجهه لها فيورباخ ،وبالتالي أصبح المنهج الجدلي متكامل وشامل ،وطبقه على كل األشياء والحقائق والظ واهر وفي كاف ة المج االت والعل وم الطبيعي ة االجتماعي ة االقتصادية والسياسية. المنهج الجدلي الذي يطبقه ماركس و انجلز ,لتحليل الظواهر و الوقائع له ارتباطات سياسية واقتصادية كذلك ,فمن خالل المادي ة التاريخي ة ال تي يطبقانه ا لدراس ة أط وار التك وين االجتم اعي ,ح اوال أن يستكش فا حرك ة الت اريخ في تناقض اته وص راعاته وتجددات ه ،على اعتب ار أن الت اريخ يتح رك وف ق ق وانين الج دل ومقوالت ه ال تي س بق ذكره ا ,هات ه الق وانين الثابت ة في المنهج الج دلي كس بيل إليج اد حل ول للظ واهر و الوق ائع ،يطبقه ا م اركس على المجتم ع والدول ة و الفك ر، وللبحث -حس ب المف اهيم الماركس ية -في أي مجتم ع أو أي ظ اهرة يجب البحث في اقتص اده ال في فلس فته .فم اركس يعطي أهمية كبيرة لالقتصاد في دراسة أي طور من أطوار التكوين االجتماعي. خص ائص المنهج الج دلي .يمكن إجم ال خص ائص المنهج الج دلي في ثالث خصائص أساسية هي: أ) إن الدياليكتيك منهج علمي موضوعي للبحث والتحليل والتركيب والتفس ير والمعرف ة ،فه و يق وم على قواع د وق وانين ومف اهيم علمي ة موض وعية في تفس ير حق ائق وطب اع األش ياء والظ واهر واألفك ار والعمليات. ب) إن ال دياليكتيك منهج ع ام وش امل وكلي في كش ف ومعرف ة وتفس ير كاف ة الحق ائق والظ واهر والعملي ات العلمي ة النظري ة والطبيعي ة واالجتماعي ة والسياس ية والتنظيمي ة ،وق د اكتس ب المنهج الج دلي ه ذه الخاصية في مراحل تطوره األخيرة. ج)أص بح ه ذا المنهج يتم يز بع د تطورات ه األخ يرة بأن ه عملي ،حيث أصبح يستخدم في الدراسات المرتبطة بموضوعات وظواهر من واقع الحياة. قوانين المنهج الجدلي: أ) قانون وحدة وصراع األضداد :كل ظاهرة تحتوي على عناصر أو أجزاء ،فهذا القانون يكشف عن تناقض هذه العناصر فيما بينها الشيء الذي يؤدي تغير طبيعة الظاهرة شكال ومضمونا. "إن الب ذرة تمل ك الق وة على التح ول ألنه ا تص ير فيم ا بع د ش جرة, وهكذا تخرج الشجرة من البذرة بعد أن تختفي هذه البذرة« ،وما يس ري على الب ذرة يس ري على المجتمع ات ال تي تس ودها الملكي ة الخاصة فنجد هناك دائما قطبين متناقضين يتعايشان دائما في حال ص راع في ش كل طبق ات متض ادة ,فالعبي د و مالك العبي د في المجتم ع العب ودي األقن ان و اإلقط اعيين في المجتم ع اإلقط اعي البروليتاري ا و البرجوازي ة في المجتم ع الرأس مالي ،من هن ا أتت مقول ة ك ارل م اركس ":إن الرأس مال يف ترض العم ل الم أجور كم ا يفترض القطب الموجب القطب السالب. »، وفق هذا القانون فاألجزاء ال تتعايش في إطار الوحدة تعايشا س ليما ,ب ل هي في تض اد و ص راع مس تمر ,فالجدي د يص ارع دائم ا من اج ل إلغ اء الق ديم ,فـ فري ديريك انجل ز(ص ديق م اركس) يق ول ":من المس تحيل أن نج د جانب ا من ج وانب التن اقض دون اآلخ ر تمام ا كم ا يس تحيل أن تحف ظ في ي دك التفاحة بأكملها بعد أن تكون قد أكلت نصفها ب) ق انون تح ول التغ يرات الكمي ة إلى تغ يرات نوعي ة: تتص ارع أج زاء الظ اهرة فيم ا بينه ا فتب دأ الظ اهرة في التغ ير من الناحية الكمية أو حتى الشكلية وحينما يصل التغير الكمي إلى ذروته تتغير الظاهرة نوعيا وال تحتمل هذا التغير الكمي على الوض ع الس ابق أي ال تس تطيع اس تيعابه وال تس تطيع التكيف معه إال بوضع جديد هو الظاهرة الجديدة المفرزة. ج) ق انون نفي النفي :حينم ا يص ل التن اقض ذروت ه تبدأ الظاهرة ،وتبنى على أنقاضها ظاهرة تتألف من عناص ر الظ اهرة الس ابقة لكنه ا تختل ف عنه ا فبع دما تتناقض ه ذه العناصر تت آلف من جديد لتنفي ما كان في الس ابق وتتخلص من عي وب الظ اهرة الس ابقة ونفي النفي هن ا النظ ام الص حيح .ومن ه فق انون نفي النفي ه و ش رط التط ور والبن اء التص اعدي إلى األم ام ،وعلي ه فه و يس مى ق انون التط ور والتق دم للظواهر والعمليات واألشياء والحقائق والحياة. فإذا غليت الم اء أخ دت حرارت ه باالرتف اع درج ة ح تى إذا م ا بلغت درج ة معين ة ,جع ل الم اء يتبخ ر ويتح ول إلى م ا بخ ار م اء ,نحن إذن هن ا أم ام ن وعين من التغ ير ,إذ أن تغ ير الح رارة الت دريجي ه و تغ ير كمي أي أن كمي ة الحرارة التي يحتوي عليها الماء تزداد ،غير أن الماء في وقت ما يفقد صفته كسائل ويصبح غازا دون أن يغير من طبيعته الكيميائية ,و كهذا نسمي تحوال كميا مجرد ازدياد أو نقص ان الكمي ة ,كم ا نس مي تح وال نوعي ا االنتق ال من ص فة إلى ص فة أخ رى ,أو من ح ال إلى ح ال ،كاالنتق ال من حالة السيولة إلى الحالة الغازية. The comparative method تطبيق المنهج المقارن يعوُد إلى الفكر السياسّي اليونانّي ،فقد ك ان أرس طو من أك ثر المفك رين اليون انيين ال ذين اس تخدموا المنهج المق ارن في دراس اِتِه االجتماعّي ة ،والفلس فّية، والسياس ّية ،ثم تط ور المنهُج المق ارن ليص بح ُج زءًا ال يتج زُأ من مض مون الدراس ات االجتماعّي ة بش كٍل خ اص ،وذل ك بع د أن أصبحت الدراسات المقارنة تستخدُم في تعزي ِز مبادئ علم االجتماع ،وكان للعلماء والمفكرّين العرب المسلمين دوٌر مهٌم في تطوير هذا المنهج ،ومن أشهر هؤالء العلماء ابن خلدون، والف ارابي الل ذان اعتم دا على المنهِج المق ارن في دراس اتهما االجتماعّية. طرق إعمال المنهج المقارن:
قد يعتم د الب احث منهج المقارن ة األفقي ة ال ذي يق وم على
بحث المس ألة في ك ل عنص ر من العناص ر ال تي يق ارن بينه ا على ح دة ،بحيث ال ينتق ل إلى مس ألة أخ رى ح تى ينتهي من بحثها في كل العناصر. أما إذا اعتمد الباحث منهج المقارنة الرأسية ،فإنه يتناول ك ل جزئي ة من جزئي ات البحث في ك ل العناص ر ال تي يقارن بينها في آن واحد. منهج دراسة الحالة Cas-study method :يع رف منهج دراس ة الحال ة «بأن ه طريق ة لدراس ة الظ واهر االجتماعي ة من خالل التحلي ل المعم ق لحال ة فردي ة ،ق د تك ون شخصا أو جماعة أو حقبة تاريخية ،أو عملية أو مجتمعا محليا أو مجتمعا كبيرا ،أو أي وحدة أخرى في الحياة االجتماعية». تس تخدم دراس ة حال ة في المواق ف اليومي ة في الحي اة العملي ة فاإلنسان حين يريد أن يختار صديقا فإنه يدرس سلوكه الحالي، والسابق. والطبيب يقوم بدراسة حالة المريض ليتعرف على تطور حالته الصحية السابقة وصلته بالمرضى وتعت بر دراس ة الحال ة بمثاب ة الوس يلة الفّعال ة لدراس ة األس رة وظ روف العم ل ومس توى األج ور ونفق ات المعيش ة والبطال ة وغير ذلك من المشكالت االجتماعية واالقتصادية . خطوات منهج دراسة الحالة :إختيار احلاالت اليت متثل املشكلة املدروسة ،وهذه اخلطوة تقتضي الرتكيز على حاالت منوذجية أو عينات عش وائية من املشكلة ،كما جيب أن تكون العينة كافية وان يقتص الباحث على حاالت قليلة ودقيقة . -2مجع املعلومات وتدقيقها ،ويتم ذلك على ضوء فرضية أولية . -3وض ع الفرض يات أو التش خيص األويل لعوام ل املش كلة بع د مجع املعلوم ات وتدقيق ه وتنظيمه ا يب دأ الب احث بوض ع الفرض يات ال يت تواج ه الدراس ة ونق ود إىل اس تنتاج دقي ق ،والفرض يات ت أيت نتيج ة التش خيص األويل للعوام ل ال يت تس بب املشكلة املدروسة . -4إقرتاح نوع املعاملة أو العالج :جيب أن يفكر الباحث يف نوع املعاملة يف ضوء شدة احلالة وقسوهتا على ضوء ظروف بيئية تساعد على جناح العالج . -5املتابعة واإلستمرار :وتعترب آخره خطوة ،واملقصود باملتابعة واالستمرار أن يراقب الباحث استجابة الفرد للعالج ،وهذه اخلطوة مبثابة اختيار لصدق التشخيص . مزايا وعيوب منهج دراسة الحالة من أهم المزايا دراسة الحالة مايلي : البحوث التي تعتمد على دراسة الحاالت تكون متعمقة وشاملة للجميع جوانب الحاالت موضع البحث دراسة الحالة تربط الحاضر بالماضي وتكشف المسببات وتربطها باألسباب ،كما تدرس الحاالت الجزئية في اطارها الكلي أما عيوب دراسة الحاالت مايلي : صعوبة تعميم النتائج التي يتوصل اليها الباحث ألن عينة هنا غير ممثلة للمجتمع كثير ما يحدث تحيز في دراسة الحالة من جانب الباحث ،أو من جانب المبحوث الذي قد اعطى معلومات ال تعبر عن رأيه الحقيقي أو سلوكه الشخصي صعوبة استخالص نتائج تحليل الحاالت في شكل كمي .