Professional Documents
Culture Documents
مقياس مدخل الى علم الاجتماع - المحاضرة الرابعة
مقياس مدخل الى علم الاجتماع - المحاضرة الرابعة
1
مقياس :مدخل الى علم االجتماع
السنة األولى علوم اقتصادية
السداسي األول
جامعة وهران 2محمد بن أحمد
منسقة المقياس األستاذة :د .براس دليلة
()2021 / 2020
األستاذ :توباش شكيب محاضر للمجموعات4+3+2+1 :
األستاذ :بن شارف حسين محاضر للمجموعات:
10+9+8+7+6+5
المحاضرة الرابعة :أوجست كونت
النظرية الوضعية في علم االجتماع :Positivisme
• شهد تط_ور علم االجتم_اع ،ع_دة نظري_ات سوس_يولوجية ك_برى وص_غرى ،من أهمه_ا النظري_ة المادي_ة التاريخي_ة،
والنظري_ة الوض_عية ،والنظري_ة الوظيفي_ة البنائي_ة ،والنظري_ة البنيوي_ة ،والنظري_ة الماركس_ية الجدي_دة ،ونظري_ة الفع_ل
االجتم_اعي ،والنظري_ة التفاعلي_ة الرمزي_ة ،والنظري_ة اإلثنومنهجي_ة ،والنظري_ة اإلس_المية ،ونظري_ات م_ا بع_د الحداث_ة
وغيرها من النظريات السوسيولوجية األخرى التي لها أهمية كبرى في فهم الواقع المجتمعي وتفسيره وتأويله.
• ترتك__ز النظري__ة الوض__عية على مجموع__ة من المقوم__ات النظري__ة والمنهجي__ة ،ك__االنطالق من اإلحس__اس وح__ده
باعتب__اره مص__درا للمعرف__ة االجتماعي__ة؛ واالعت__داد ب__النموذج الط__بيعي على أس__اس أن__ه س__لطة مرجعي__ة للعل__وم
اإلنسانية؛ وإخضاع الظواهر االجتماعية للفحص والتجريب واالختبار؛ والقول بشيئية الظواهر االجتماعية.
• تأثرت السوس_يولوجيا ،وبالض_بط م_ع س_ان س_يمون( ،)San Simonوهرب_رت سبنس_ر( ،)Spencerوأوجس_ت
ك_ونت( ،)Auguste Comteوإمي_ل دورك_ايم( ،)Emile Durkheimبالمرحل_ة الوض_عية ال_تي تبنت من_اهج
العل_وم الطبيعي_ة أو من_اهج العل_وم التجريبي_ة في الق_رن التاس_ع عش_ر الميالدي ،باالحتك_ام إلى الفرض_يات ،واألخ_ذ
بالمالحظ_ة الخارجي_ة ،والمي_ل إلى التج_ريب ،والقي_ام بك_ثرة االختب_ارات ،واستص_دار الق_وانين والنظري_ات العام_ة.
أي :يق__وم علم االجتم__اع الوض__عي على المالحظ__ة العلمي__ة الخالص__ة ،والتج__ريب ال__دقيق ،والمنهج المق__ارن،
واالس_تعانة ب_التحقيب الت_اريخي ،واالسترش_اد بالحتمي_ة التجريبي_ة القائم_ة على العلي_ة واالرتب_اط بين المتغ_يرات
المس_تقلة والتابع_ة .ل_ذا ،ك_انت العل_وم الطبيعي_ة ،بم_ا فيه_ا :الفيزي_اء ،والرياض_يات ،والفيزيولوجي_ا ،والكيمي_اء ،مث_اال
ونموذجا متميزا وصالحا لالقتداء به من قبل السوسيولوجيين الوضعيين.
• اعتم_دت السوس_يولوجيا الوض_عية على منهجي_ة التفس_ير ( )Explicationفي دراس_ة الظ_واهر المجتمعي_ة ،على
أس_اس ارتبطه_ا الس_ببي والعٌلي .بمع_نى دراس_ة المتغ_يرات المس_تقلة والمتغ_يرات التابع_ة ،ض_من رؤي_ة تجريبي_ة
اس__تقرائية وعلمي__ة ،بغي__ة تحص__يل الق__وانين والنظري__ات ،أو اخ__تزال مجموع__ة من الظ__واهر في أق__ل ع__دد من
العمليات المنطقية الصارمة .ومن ثم ،يعد التفسير من أهم مبادىء الفكر العلمي أو الفكر الوضعي الموضوعي.
• يع__د أوجس__ت ك__ونت( )Auguste Comteمن أهم السوس__يولوجيين ال__ذين تبن__وا منهج التفس__ير في دراس__ة
الظ__واهر السوس__يولوجية ،وف__ق أربع__ة إج__راءات أساس__ية هي :المالحظ__ة ،والتجرب__ة ،والمقارن__ة ،والمنهج
التاريخي ،مستلهما آليات الكيمياء والفيزيولوجيا.
القضايا اٍأل ساسية التي عالجها أوجست كونت:
• على ال_رغم من أن أوجس_ت ك_ونت ه_و ال_ذي أعطى العلم االس_م المس_تخدم اآلن إال أن_ه ق_د ك_رس جه_ده لل_دعوة إلى العلم
أك_ثر من اهتمام_ه بموض_وع العلم ،فلق_د ك_ان ينظ_ر إلى العل_وم على أنه_ا إم_ا عملي_ة تطبيقي_ة أو نظري_ة ،أو أنه_ا عل_وم
وض_عية ملموس_ة وأخ_رى مج_ردة حيث تهتم األولى ب_الظواهر الملموس_ة وتعالجه_ا بينم_ا الثاني_ة تنش_غل باكتش_اف
القوانين الطبيعية التي تحكم هذه الظواهر وتحدد وجودها وتتابعها .
• تش_كل العل_وم النظري_ة المج_ردة سلس_لة أو س_لما تعتم_د في_ه ك_ل حلق_ة علي_ا على الحلق_ات ال_تي تس_بقها ،وتحت_ل الرياض_ة
قاع_دة الس_لم ألنه_ا تهتم ب_الجوانب المج_ردة لجمي_ع الظ_واهر يليه_ا في ال_ترتيب الميكانيك_ا وال_تي خل_ط ك_ونت بينه_ا وبين
الفلك ثم الفيزياء والكيمياء فالبيولوجيا وفوق كل ذلك يتربع العلم الجديد أو الفيزياء االجتماعية أو علم االجتماع.
• لق_د ك_ان المن_اخ ال_ذي يس_يطر على فرنس_ا في أعق_اب الث_ورة الفرنس_ية مهي_أ لبل_ورة أفك_ار أوجس_ت ك_ونت ولق_د ظه_رت
مش_كالت إص_الح المجتم_ع وإع_ادة تنظيم_ه بع_د الث_ورة الفرنس_ية ولق_د ك_ان من وجه_ة نظ_ره أن الفوض_ى ال_تي يعيش
فيه_ا المجتم_ع ليس_ت راجع_ة فق_ط إلى أس_باب سياس_ية ب_ل هي ك_ذلك راجع_ة إلى أس_باب عقلي_ة أو إلى ط_رق التفك_ير
ف_المجتمع لكي يس_تمر ويتق_دم ليس في حاج_ة إلى انس_جام في المص_الح المادي_ة والمن_افع المتبادل_ة فحس_ب ب_ل في حاج_ة
كذلك إلى اتفاق عقلي.
• لق_د ك_انت الفوض_ى في رأي_ه راجع_ة إلى وج_ود أس_لوبين متناقض_ين للتفك_ير ،التفك_ير العقلي وال_ذي من خالل_ه يتم تن_اول
الظ_واهر الكوني_ة والطبيعي_ة والبيولوجي_ة وثانيهم_ا التفك_ير ال_ديني الميت_افيزيقي وال_ذي يتن_اول الظ_واهر ال_تي تتعل_ق
باإلنس_ان والمجتم_ع ،ولق_د أدت ه_ذه الفوض_ى إلى فس_اد في األخالق والس_لوك ،وللقض_اء على ه_ذه الفوض_ى ع_رض
كونت ثالثة تصورات:
• أ -التوفيق بين التفكير الوضعي والميتافيزيقي.
• ب -أن نجعل المنهج الديني (الث يولوجي) والميتافيزيقي منهجا عاما تخضع له جميع العقول والعلوم.
• ج -أن نعمم المنهج الوض_عي فنجع_ل من_ه منهج_ا كلي_ا يش_مل جمي_ع ظ_واهر الك_ون ،فبالنس_بة للوس_يلة األولى ال يمكن
تحقيقه_ا علمي_ا ألن المنهجين متناقض_ين ف_المنهج األول نس_بي والث_اني مطل_ق فغاي_ة األول كش_ف الق_وانين العلمي_ة
وهدف الثاني وضع مبادئ فلسفية ال سبيل إلى تصورها.
موضوعات علم االجتماع عند أوجست كونت:
)1االستاتيكا االجتماعية :
• تع_ني االس_تقرار حيث تهتم االس_تاتيكا بالش_روط الض_رورية لوج_ود المجتم_ع اإلنس_اني ومن ثم ف_إن الترك_يز يك_ون أساس_ا على النظ_ام
الع_ام فدراس_ة النظ_ام الع_ام هي دراس_ة لعوام_ل الت_وازن واالنس_جام في بيئ_ة المجتم_ع ،تل_ك العوام_ل ال_تي أطل_ق عليه_ا ك_ونت مص_طلح
االتس_اق الع_ام ،واالتس_اق الع_ام ه_و التس_اند واالعتم_اد المتب_ادل بين الظ_واهر موض_وع البحث أو بعب_ارة أخ_رى ه_و االرتب_اط الض_روري
الق_ائم بين عناص_ر المجتم_ع ومكونات_ه الرئيس_ية ،والدراس_ة االس_تاتيكية للنظ_ام االجتم_اعي تش_به م_ا اص_طلح على تس_ميته بلغ_ة علم
االجتماع المعاصر بالبناء االجتماعي
• توص_ل ك_ونت في تحليل_ه االس_تاتيكي إلى أن المجتم_ع يتك_ون من ثالث_ة وح_دات أو عناص_ر أساس_ية هي الف_رد واألس_رة والدول_ة ،غ_ير أن
الف_رد ال يعت_بر عنص_را اجتماعي_ا ف_القوة االجتماعي_ة مس_تمدة في حقيقته_ا من تض_امن األف_راد واتح_ادهم ومش_اركتهم في العم_ل وتوزي_ع
الوظ_ائف فيم_ا بينهم ،أم_ا الق_وة الفردي_ة الخالص_ة فال تب_دو إال في قوت_ه الطبيعي_ة ولكن ليس_ت له_ذه الق_وة أي_ة قيم_ة إذا ك_ان الف_رد وحي_دا
أع_زل من األس_اليب والوس_ائل ال_تي ت_ذلل ل_ه مت_اعب الحي_اة وال قيم_ة ك_ذلك لق_وة الف_رد العقلي_ة واألخالقي_ة ف_األولى ال تظه_ر إال بمش_اركة
غيره_ا من الق__وى واتحاده_ا ببعض__ها والثاني__ة في نظ_ره ولي__دة الض__مير الجمعي والتض__امن األخالقي في المجتم_ع ،وه_ذا يع_ني أن
الفردية الخالصة بفرض وجودها ال تمثل شيئا في الحياة االجتماعية .
• بينم_ا األس_رة هي أول خلي_ة في جس_م ال_تركيب الجمعي وهي ثم_رة من ثم_رات الحي_اة االجتماعي_ة ويع_رف ك_ونت األس_رة بأنه_ا " اتح_اد ذو
طبيع_ة أخالقي_ة " ألن المب_دأ األساس_ي في تكوينه_ا يرج_ع في نظ_ره إلى وظيفته_ا الجنس_ية والعاطفي_ة وال ش_ك أن المي_ل المتب_ادل بين
ال_زوجين والعط_ف والمتب_ادل بينهم_ا من جه_ة واألبن_اء من جه_ة أخ_رى والمش_اركات الوجداني_ة الموج_ودة بين أف_راد ه_ذا المجتم_ع
الص_غير ثم تربي_ة األطف_ال والنزع_ة الديني_ة ال_تي يغرس_ها األب_وان في أوالدهم والحق_وق والواجب_ات المترتب_ة لك_ل عض_و في األس_رة قب_ل
العضو اآلخر ،كل هذه األمور ترجع في طبيعتها إلى وظيفة األسرة األخالقية .
• لق_د ك_ان ك_ونت ينظ_ر إلى المجتم_ع على أن_ه وح_دة حي_ة وم_ركب معق_د أهم مظ_اهره التع_اون والتض_امن ول_ذلك فه_و من طبيع_ة عقلي_ة وأم_ا
وظيفت_ه األخالقي_ة فإنه_ا تابع_ة للوظيف_ة العقلي_ة والحق_ة به_ا ومترتب_ة عليه_ا ،ي_رى ك_ونت أن مب_دأ التع_اون والتض_امن ه_و ال_ذي يس_يطر
على المجتمع ويحكمه ويسمى لدى بعض المفكرين المحدثين تقسيم العمل.
• انتهى ك_ونت في دراس_ة االس_تاتيكا االجتماعي_ة إلى " ق_انون التض_امن" وال_ذي يطل_ق علي_ه " ق_انون التض_امن االجتم_اعي الم_ادي
وال_روحي " وملخص ه_ذا الق_انون أن مظ_اهر الحي_اة االجتماعي_ة تتض_امن بعض_ها م_ع بض_ع وتس_ير أعم_ال ك_ل منه_ا منس_جمة م_ع أعم_ال
م_ا ع_داها ش_أنها في ذل_ك ش_أن جس_م اإلنس_ان ال_ذي يختص ك_ل عض_و من_ه ب_أداء وظيف_ة معين_ة ،وكم_ا أن الوظ_ائف الحيوي_ة كله_ا تعم_ل
بص_فة تلقائي_ة لحف_ظ الم_ركب الحي_وي والح_رص على س_المته ك_ذلك نظم المجتم_ع وعناص_ره تعم_ل متض_امنة لتحقي_ق اس_تقرار الحي_اة
االجتماعية ودوام بقائها.
• يرى ك_ونت أن مب_دأ التض_امن االجتم_اعي ال يمكن أن يتحق_ق بص_ورة كامل_ة إال إذا وج_ه المس_ئولون عن_ايتهم إلى إص_الح ثالث_ة
نظم اجتماعي_ة أساس_ية وهي نظ_ام التربي_ة والتعليم ونظ_ام األس_رة والنظ_ام السياس_ي في الدول_ة .فنظ_ام التعليم من ش_أنه أن
يح_ارب الغرائ_ز الفطري_ة ويه_ذب المش_اعر اإلنس_انية ،أم_ا النظ_ام السياس_ي فمن ش_أنه أن يق_اوم م_ا عس_ى أن ينش_أ في ج_و
المجتمع من تصادم بين مصالح الهيئات االجتماعية ومن نزاع بين الطبقات حول مشاكل اإلنتاج وكيفية توزيعه.
• بص_دد إص_الح نظ_ام التربي_ة والتعليم ي_رى ك_ونت أن المجتم_ع يحت_اج إلى نظ_ام من التربي_ة العص_رية يح_ل مح_ل دراس_ة اآلداب
والنظري_ات المج_ردة وه_ذا النظ_ام الب_د وأن يق_وم أوال على معرف_ة حق_ائق العل_وم الوظيفي_ة الجزئي_ة ويق_وم ثاني_ا على أس_س علمي_ة
تنح_وا بالنش_ئ بعي_دا عن الجم_ود والعقم النظ_ري ويؤه_ل األف_راد للمش_اركة بص_ورة إيجابي_ة فيم_ا يتطلب_ه المجتم_ع من وظ_ائف
جديدة .ويجب أن يكون لإلعداد المهني معاهد جديدة خاصة.
• كما قسم مراحل التعليم إلى ثالثة مراحل ،مرحلة ابتدائية وإعدادية وعالية وظيفتها إعداد الشباب لمواجهة حياتهم العملية.
• كم_ا أن_ه تن_اول اإلص_الح األس_ري ويالح_ظ أن تص_وره مس_تمد من الم_ذهب الك_اثوليكي حيث يرك_ز بص_فة خاص_ة على الوظيف_ة
األخالقي_ة والتربوي_ة ،وبالنس_بة إلص_الح النظ_ام السياس_ي تع_رض ك_ونت لوظيف_ة الحكوم_ة وحلله_ا وق_رر أن ه_ذه الوظيف_ة ليس_ت
س_هلة األداء وليس_ت مقص_ورة فق_ط على تنظيم الب_وليس أو ض_مان س_المة الش_عب ونش_ر األمن وليس_ت كم_ا ك_ان يق_ال عنه_ا في
الق_رن الث_امن عش_ر أنه_ا ش_ر الب_د من_ه ب_ل على العكس من ك_ل ه_ذا ف_إن الحكوم_ة هي أولى الوظ_ائف االجتماعي_ة وأهمه_ا وهي
دلي_ل على مبل_غ تق_دم المجتم_ع وه_ذا التق_دم مره_ون بنظ_ام ه_ذه الهيئ_ة ومبل_غ انقي_اد األف_راد له_ا وم_دى س_لطتها عليهم فوظيف_ة
الحكومة في نظره تقوم على مبدأ التضامن في المجتمع والحرص على وحدته .
• لق_د تن_اول ك_ونت النظ_ام االقتص_ادي حيث تع_رض للنظري_ات الس_ائدة ونق_دها جميع_ا حيث نق_د آراء مدرس_ة الف_يزيوقراط وم_ا ت_ذهب
إلي_ه من إش_اعة الحري_ة االقتص_ادية ون_ادى بض_رورة الت_دخل من ج_انب الحكوم_ة لكي تقيم توازن_ا معق_وال بين األه_داف الفردي_ة
وبين م_ا ينبغي أن تك_ون علي_ه المع_امالت االجتماعي_ة ،كم_ا نق_د اإلش_تراكيين والش_يوعيين واع_ترف ب_أنهم وفق_وا في الوص_ول
إلى بعض الحق_ائق ولم يكون_وا مخط_ئين في ك_ل م_ا ق_الوه واتف_ق معهم في ض_رورة ت_دخل الحكوم_ة في العالق_ات االقتص_ادية ،كم_ا
درس ك_ونت الناحي_ة األخالقي_ة ورأى وج_وب قي_ام علم وض_عي ه_و علم األخالق ورأى أن ه_ذا العلم ال يمكن تأسيس_ه إال بع_د قي_ام
علم االجتماع .
• لم يفت ك_ونت أن ي_درس الناحي_ة الديني_ة في المجتم_ع ألن المجتم_ع في حاج_ة ماس_ة إلى مجموع_ة منظم_ة من العقائ_د يتف_ق عليه_ا
األف_راد جميع_ا وه_ذا ال يت_أتى إال إذا ألغين_ا ال_ديانات القائم_ة وص_هرناها في دين جدي_د ،أي أن_ه إلى ج_انب النظم الس_ابقة وض_ع
نظام_ا ديني_ا جدي_دا ه_و ال_دين الوض_عي ،وي_دور ه_ذا ال_دين ح_ول عب_ادة اإلنس_انية كفك_رة ،أي أن فك_رة اإلنس_انية تح_ل في رأي_ه
محل فكرة " هللا " في الديانات المعروفة.
)2الديناميكا االجتماعية أو التغير االجتماعي:
تدور دراسات كونت في الديناميكا االجتماعية حول نظريتين أساسيتين هما: •
أ .نظرية في تطور المجتمعات أو قانون المراحل الثالثة . •
ب .نظرية في تقدم اإلنسانية. •
-1نظرية التقدم: •
يرى ك_ونت أن التق_دم االجتم_اعي الب_د وأن يك_ون خاض_عا لق_وانين ولع_ل ه_ذه الفك_رة ك_انت غائب_ة عن أذه_ان المفك_رين •
الس_ابقين ال_ذين درس_وا الحرك_ات االجتماعي_ة بوص_فها ذب_ذبات أو اض_طرابات وه_و ي_رى أن انتق_ال اإلنس_انية من مرحل_ة
إلى أخرى يكون عادة مصحوبا بتقدم أو تحسن يبدو في مظهرين:
.1.1التقدم المادي. •
.2.1التقدم في الطبيعة اإلنسانية. •
التق_دم الم_ادي يك_ون أوض_ح وأس_رع حرك_ة وأس_هل تحقيق_ا ،أم_ا التق_دم في الطبيع_ة اإلنس_انية فيك_ون واض_حا في الطبيع_ة •
البيولوجي_ة والعقلي_ة ،وه_و ي_رى أن الج_انب العقلي من التق_دم ج_انب أساس_ي وظ_اهر فالت_اريخ يحكم_ه ويوجه_ه نم_و
األفكار .
يرى ك_ذلك أن اإلنس_ان يب_دو غالب_ا مش_غوال بإش_باع حاج_ات مادي_ة ول_ذلك ف_إن التق_دم يك_ون واض_حا وظ_اهرا بالفع_ل في •
مجال السيطرة على قوى الطبيعة لكن كونت يصر على أن النمو العقلي يؤدي إلى النمو المادي.
لق_د دعم ك_ونت نظريت_ه المتفائل_ة بقبول_ه النظري_ة ال_تي تق_ول أن الس_مات ال_تي يكتس_بها الف_رد خالل حيات_ه يمكن أن تنتق_ل •
بالوراث_ة البيولوجي_ة إلى األبن_اء ،كم_ا اعتق_د ك_ونت أن التط_ور االجتم_اعي م_ا ه_و إال اس_تمرار للتق_دم الع_ام ال_ذي يب_دأ من
مملك_ة النب_ات فالسلس_لة االجتماعي_ة الك_برى تتط_ابق م_ع سلس_لة الكائن_ات الك_برى وليس م_ع تت_ابع المراح_ل العمري_ة
لكائن عضوي بسيط ويعد هذا االفتراض عنصرا أساسيا في نسق فكري يؤكد التقدم المستمر.
تمثل الديناميكا االجتماعية ما يعرف اآلن في علم االجتماع باسم التغير االجتماعي. •
قانون المراحل أو الحاالت الثالثة :
• يؤمن ك_ونت بالتق_دم أي التح_ول إلى المجتم_ع المث_الي مثل_ه مث_ل غ_يره من فالس_فة عص_ره ،وعلى ال_رغم من ذل_ك فه_و يص_ر على أن ه_ذا
المجتم_ع لن يتحق_ق ب_الثورة السياس_ية ب_ل عن طري_ق التط_بيق المناس_ب لعلم أخالقي جدي_د وه_ذا العلم أس_ماه علم االجتم_اع ،س_نة 1839م ،
وله_ذا أص_بح ك_ونت معروف_ا بأن_ه األب المؤس_س لعلم االجتم_اع " أرف_ع العل_وم جميع_ا " والعلم ال_ذي س_وف يس_تخدم المنهج العلمي الوض_عي من
خالل المالحظة والتجريب والمقارنة من أجل فهم نظام ما ومن أجل دفع التطور ويتضمن التطور والوصول إلى المجتمع المثالي.
• أما مرور فكرة اإلنسان بمراحل تاريخية معينة هي المرحلة الالهوتية والمرحلة الميتافيزيقية والمرحلة الوضعية (اإليجابية) .
• فق_د أش_ار إلى أن تق_دم المعرف_ة ه_و األس_اس ال_ذي ترتك_ز علي_ه نظريت_ه في التط_ور من خالل (ق_انون المراح_ل الثالث) وال_ذي يع_د أم_را حتمي_ا فق_ط
ب_ل إن_ه أم_ر قطعي أيض_ا باإلض_افة إلى ذل_ك ف_إن تق_دم المعرف_ة ال نه_ائي بمع_نى أنن_ا دائم_ا نق_ترب من المعرف_ة الوض_عية الكامل_ة ولكنن_ا ال ن_دركها
مطلقا.
• لقد تناول كونت كل مرحلة من هذه المراحل بصورة أكثر تفصيال:
• فبالنس_بة للمرحل_ة األولى وهي المرحل_ة الالهوتي_ة :حيث يعتق_د الن_اس أن الموض_وعات الجام_دة ( ال_تي ال حي_اة فيه_ا ) هي موض_وعات حي_ة
ولقد مرت هذه النظرية العامة نفسها بثالث مراحل :
Animism or Fetishism )1والتي تنظر إلى كل موضوع على أن له إرادته الخاصة
Polytheism )2والتي تعتقد أن الكثير من اإلرادات السماوية تفرض نفسها على الموضوعات.
Monotheism )3وال_تي تعتق_د بوج_ود إل_ه واح_د يف_رض نفس_ه على الموض_وعات وعموم_ا ف_إن المرحل_ة الالهوتي_ة تتم_يز بس_يطرة الاله_وت
على النظام ويتسم األفراد بالبدائية حيث يعتقدون في الخرافات وتعتبر العبودية والعسكرية من السمات الرئيسية لهذه الفترة.
• أم_ا المرحل_ة الثاني_ة وهي المرحل_ة الميتافيزقي_ة :وهي الف_ترة ال_تي ح_دث فيه_ا تفس_ير للس_ببية بلغ_ة الق_وى المج_ردة ،حيث تح_ل األس_باب والق_وى
التجريدية محل اإلرادات وتسود فكرة وجود كيان عظيم واحد هو الطبيعة.
• أم_ا المرحل_ة الثالث_ة فهي المرحل_ة الوض_عية :وتتم_يز ه_ذه المرحل_ة بأنه_ا مرحل_ة إيجابي_ة يح_ل فيه_ا العلم مح_ل الخراف_ات حيث يط_ور البش_ر عملي_ة
التفس__ير بمص__طلحات العملي__ة الطبيعي__ة والق__وانين العلمي__ة وعن__د ه__ذه النقط__ة من تط__ور المجتم__ع يص__بح من الممكن التحكم في األح__داث
اإلنس_انية ،ويعتق_د ك_ونت أو المدني_ة األوروبي_ة ق_د وص_لت بالفع_ل إلى المرحل_ة الوض_عية من التحكم في الظ_روف الطبيعي_ة وأص_بحت على حاف_ة
الوضعية فيما يتعلق بالعالقات االجتماعية.
• ال تظه_ر ك_ل مرحل_ة من المراح_ل الس_ابقة ص_ورة مح_ددة من النم_و العقلي فق_ط ب_ل إن لك_ل مرحل_ة تط_ور م_ادي مماث_ل ،ففي المرحل_ة الالهوتي_ة
تس_ود الحي_اة العس_كرية وفي المرحل_ة الميتافيزيقي_ة تس_ود األش_كال القانوني_ة أم_ا المرحل_ة الوض_عية فهي مرحل_ة المجتم_ع الص_ناعي ،وهك_ذا
يتمس_ك ك_ونت ب_أن التط_ور الت_اريخي يكش_ف عن حرك_ة متوافق_ة لألفك_ار والمؤسس_ات .ويص_ور الش_كل ع_رض مختص_ر لنم_ط المجتم_ع عن_د ك_ونت
والذي يشمل االستاتيكا االجتماعية والديناميكا االجتماعية.
تابع لمراحل التطور االجتماعي الثالثة:
)1التقدم وليد الضعف اإلنساني.
)2الحركة نحو سيطرة علم االجتماع ( حكم علم االجتماع(.
)3الصدام بين السلطات والكنسية والعسكرية.
• .ي_رى أوجس_ت م_ونت أن_ه من خالل ق_انون المراح_ل الثالث_ة أن العق_ل اإلنس_اني أو التفك_ير اإلنس_اني ق_د انتق_ل
في إدراك_ه لك_ل ف_رع من ف_روع المعرف_ة من ال_دور ال_ديني (ال_ثيولوجي) إلى ال_دور الميت_افيزيقي وأخ_يرا
الدور الوضعي أو العلمي .
• يقص_د بال_دور ال_ديني أن العق_ل ك_ان يس_ير على أس_لوب الفهم ال_ديني بمع_نى أن_ه يفس_ر الظ_واهر بنس_بتها إلى
ق_وى غيبي_ة خارج_ة عن الظ_اهرة نفس_ها كاآلله_ة واألرواح الش_يطانية وم_ا إليه_ا ك_أن يفس_ر ظ_اهرة النم_و في
النب__ات بنس__بتها إلى هللا ع__ز وج__ل ،ويقص__د بأس__لوب الفهم الميت__افيزيقي أن العق__ل ك__ان يفس__ر الظ__واهر
بنس_بتها إلى مع_ان مج_ردة أو ق_وى ميتافيزقي_ة ك_أن يفس_ر ظ_اهرة النم_و في النب_ات بنس_بتها إلى ق_وة النب_ات .
ويقص_د بأس_لوب الفهم العلمي أن العق_ل ي_ذهب في تفس_يره للظ_واهر بنس_بتها إلى الق_وانين ال_تي تحكمه_ا
واألس_باب المباش_رة ال_تي ت_ؤثر فيه_ا ك_أن يفس_ر ظ_اهرة النم_و بنس_بتها إلى العوام_ل الطبيعي_ة والكيميائي_ة
والقوانين المؤلفة لهذه الظاهرة.
منهج البحث االجتماعي عند كونت:
تتلخص قواع_د المنهج عن_د ك_ونت في المالحظ_ة والتجرب_ة والمنهج المق_ارن ثم م_ا يس_ميه ك_ونت ب_المنهج الت_اريخي •
وسنتعرض في اآلتي لكل منها :
-1المالحظ__ة :المقص__ود بالمالحظ__ة ليس مج__رد اإلدراك المباش__ر للظ__واهر ولكن هن__اك وس__ائل أخ__رى مث__ل دراس__ة •
الع_ادات والتقالي_د واآلث_ار ومظ_اهر الفن_ون األخ_رى وتحلي_ل ومقارن_ة اللغ_ات والوق_وف على الوث_ائق والخ_برات التاريخي_ة
ودراسة التشريعات والنظم السياسية واالقتصادية وما إليها.
والمالحظ_ة االجتماعي_ة ليس_ت س_هلة وذل_ك لطبيع_ة ت_داخلها وك_ذا ألن الف_رد يش_ارك فيه_ا بدرج_ة أو ب_أخرى ،ل_ذا يجب •
النظ_ر إلى الحق_ائق االجتماعي_ة على أنه_ا موض_وعات منعزل_ة عن_ا وخارج_ة عن ذاتن_ا ومنفص_لة عن ش_عورنا ح_تى
نس_تطيع أن نص_ل من وراء المالحظ_ة االجتماعي_ة إلى نت_ائج أق_رب إلى حق_ائق األم_ور ،وه_و ي_رى أن المالحظ_ة أو
استخدام الحواس الفيزيائية يمكن تنفيذها بنجاح إذا وجهت عن طريق نظرية.
-2التجرب_ة :يقص_د به_ا التجرب_ة االجتماعي_ة حيث يمكن مقارن_ة ظ_اهرتين متش_ابهتين في ك_ل ش_يء ومختلف_تين في •
شيء واحد.
-3المنهج المق_ارن :وه_و ي_رى أن المقارن_ة االجتماعي_ة ب_المعنى الص_حيح تق_وم على مقارن_ة المجتمع_ات اإلنس_انية •
بعضها ببعض للوقوف على أوجه الشبه وأوجه التباين بينها.
-4المنهج الت_اريخي :ويس_ميه ك_ونت ب_المنهج الس_امي ويقص_د ب_ه المنهج ال_ذي يكش_ف عن الق_وانين األساس_ية ال_تي •
تحكم التطور االجتماعي للجنس البشري باعتبار هذا الجنس وحدة واحدة تنتقل من مرحلة إلى أخرى أرقى منها.
لق_د م_يز ك_ونت علم االجتم_اع عن الفلس_فة السياس_ية بإص_راره على أن االستقص_اءات السوس_يولوجية الب_د وأن تعتم_د •
على المن_اهج الوض_عية أو الموض_وعية في المالحظ_ة والتج_ريب والمقارن_ة المم_يزة للعل_وم الطبيعي_ة ،كم_ا أن تط_بيق
المعرف_ة العلمي_ة عن المجتم_ع ج_ديرة ب_أن تق_دم أك_بر تق_دم في المجتم_ع اإلنس_اني ،ولق_د جاه_د ك_ونت وكتب كث_يرا دفاع_ا
عن الموق_ف الوض_عي بالنس_بة لدراس_ة المجتم_ع ول_ذلك أص_بحت الوض_عية مقترن_ة بك_ونت تاريخي_ا ،إال أن_ه لم يم_ارس
عملي_ا م_ا ك_ان ين_ادى ب_ه حيث أن_ه لم يقم بدراس_ات يس_تخدم فيه_ا ط_رق البحث االجتم_اعي فال ن_زاع في أن_ه أول من ع_رف
علم االجتماع بأنه الدراسة الواقعية المنظمة للظواهر االجتماعية.