You are on page 1of 50

‫الصمود النفسي وعالقته بالدافع لإلجناز لدى عينة من طالب‬

‫الدراسات العليا الوافدين‬

‫(**)‬ ‫(*)‬
‫أ‪ .‬د‪ .‬بدرية كمال أحمد‬ ‫زينب محمد الرفاعي‬

‫ملخص البحث‬

‫تهدف هذه الدراسة إلى التعرف على العالقة بين الصمود النفسي "الدرجة الكلية‬
‫واألبعاد" والدافع لإلنجاز‪ ،‬وكذلك إمكانية التنبؤ بالصمود النفسي من خالل أبعاد الدافع‬
‫لإلنجاز‪ ،‬وذلك لدى عينة تتكون من (‪ )160‬طالب وطالبة من طالب الدراسات العليا‬
‫ﻧﻮﺭ ﺍﻟﻤﻌﻤﻮﺭﻱ‬
‫‪Intellectual_revolution‬‬
‫الوافدين بجامعة المنصورة (‪ )80‬من الذكور‪ )80( ،‬من اإلناث‪ ،‬بمتوسط عمري (‪)31،64‬‬
‫سنة‪ ،‬وانحراف معياري قدره (‪ ،)2،97±‬وقد تم استخدام مقياس الصمود النفسي (إعداد‪:‬‬
‫الباحثة) ‪ ،‬ومقياس الدافع لإلنجاز (إعداد‪ :‬الباحثة)‪ .‬أوضحت نتائج الدراسة أنه توجد عالقة‬
‫دالة إحصائيًّا موجبة بين الصمود النفسي "الدرجة الكلية واألبعاد" والدافع لإلنجاز‪ .‬وقد‬
‫أوضحت نتائج تحليل االنحدار المتعدد أنه ُيمكن التنبؤ بالصمود النفسي من خالل أبعاد‬
‫الدافع لإلنجاز "المثابرة‪ ،‬السعي نحو التفوق‪ ،‬الطموح"‪.‬‬

‫الكلمات المفتاحية ‪ :‬الصمود النفسي‪ -‬الدافع لإلنجاز‬

‫(*) معيدة بقسم علم النفس بكلية اآلداب جامعة المنصورة‪.‬‬


‫(**) أستاذ علم النفس بكلية اآلداب جامعة المنصورة‬

‫‪@Borsippa_Library‬‬
‫‪Tele: @Intellectual_revolution‬‬
‫الصمود النفسي وعالقته بالدافع لإلنجاز لدى عينة من طالب الدراسات العليا الوافدين‬

Psychological Resilience and its Relationship with Achievement


Motivation for a Sample of International Post Graduate Students.
)*(
Zeinab Mohamed Elrefay Dr. Badria Kamel Ahmed)**(

Abstract:
This study aimed to investigate the relationship between
Psychological resilience " total score and dimensions" and
achievement motivation and to predict psychological resilience
fromdimensions of achievement motivation (Persistence, Seeking
Superiority, Aspiration).Research included (160) Students from post
graduate international students from Mansoura university, (80 male,
80 female) with mean age (31,64), SD (±2,97). Tools
were:Psychological Resilience scale (prepared by the researcher), and
Achievement Motivation scale (prepared by the researcher).The
results showed that there is a positive significant relationship between,
Psychological resilience and achievement motivation " total score and
dimensions"Multiple regression analysis showed thatAchievement
motivation dimensions (Persistence, Seeking Superiority, Aspiration)
can predict psychological resilience.
Key words: Psychological resilience- Achievment Motivation.

‫مقدمة الدراسة‬
‫تشهد حياتنا المعاصرة أنماطًا كثيرة من التطور السريع والمتالحق في‬
،‫فضال عما تواجهه األمم من محن وأزمات متنوعة‬ ً ،‫مختلف مجاالت الحياة‬
،‫ورغم هذا التغير السريع وتعرض األفراد للكثير من المحن واألزمات والضغوط‬
‫ وهذا‬،‫إال أن هناك أفر ًادا عديدين ينهضون من هذه المحن بقوة وعزيمة وصمود‬
‫سعيا للوقوف‬
ً ‫ما انتبه إليه الباحثون مما دفعهم إلى دراسة الصمود النفسي وذلك‬

Department of Psychology, Faculty of Arts, Mansoura University )*(


)**(

-836-
‫دراسات عربية (مج‪ ،18‬ع‪ 4‬أكتوبر ‪ 2019‬ص ص ‪)884-835‬‬

‫على طبيعة هذا المتغير وطبيعة السمات التي تميز هؤالء األفراد‪ ،‬وتحديد‬
‫درجات اختالفه عن المتغيرات األخرى الشبيهة به‪ ،‬وتحديد طبيعة صلته‬
‫بالمتغيرات األخرى (إيمان مصطفى‪.)1:2015 ،‬‬
‫الصمود هو أحد البناءات الكبرى في علم النفس اإليجابي‪ ،‬فعلم النفس‬
‫اإليجابي هو المنحى الذي ُي َعظِّم القوى اإلنسانية باعتبارها قوى أصيلة في‬
‫اإلنسان‪ ،‬التي تعظم القصور وأوجه الضعف اإلنساني‪ .‬وهذا االختالف في‬
‫الرؤى ال يتعارض مع وحدة الهدف وهو تحقيق جودة الحياة (صفاء‬
‫األعسر‪.)25: 2010،‬‬
‫يشير الصمود النفسي)‪ (1‬إلى امتالك األفراد قوى فسيولوجية وخصائص‬
‫نفسية ومهارات تفاعل بين األفراد تمكنهم من االستجابة بنجاح للتحديات‬
‫العظيمة لنمو شخصياتهم من خالل الخبرة (‪Cowan & Schulz, 1996: 13-‬‬
‫‪.)16‬‬
‫"بدأت دراسة الصمود النفسي عن طريق االنتباه إلى أطفال أو شباب‬
‫تعرضوا لمحن أو صعاب ترتبط في األغلب بنواتج سلبية‪ ،‬كالتسرب أو التعثر‬
‫في التعليم أو الجناح أو مظاهر العداء االجتماعي‪ ،‬أو االضطراب النفسي‪،‬‬
‫ولكنهم على الرغم مما تعرضوا له حققوا النجاح والتكامل على المستوى‬
‫الشخصي واالجتماعي‪ ،‬وقد مرت دراسة الصمود النفسي بثالث موجات‪:‬‬
‫الموجة األولى استكشافية تجيب عن التساؤل ما العوامل أو الخصائص الذاتية‬
‫والبيئية التي ترتبط بالصمود ونتج عن هذه المرحلة مادة علمية غزيرة خاصة‬
‫بالعوامل الشخصية واألسرية والمجتمعية والثقافية‪ .‬أما الموجة الثانية فتجيب‬
‫عن التساؤل كيف تعمل المتغيرات والعوامل الداخلية والخارجية السلبية‬
‫واإليجابية مما يؤدي إلى استعادة التوازن وتحقيق التوافق أو إلى االنكسار‬
‫وفقدان التوازن ‪ .‬كما تركز الموجة الثالثة على توظيف نواتج الموجتين‬
‫السابقتين في تنمية الصمود النفسي فتركز على برامج اإلثراء والتدخل‪ ،‬وتناقش‬

‫)‪Psychological Resilience (1‬‬


‫‪-837-‬‬
‫الصمود النفسي وعالقته بالدافع لإلنجاز لدى عينة من طالب الدراسات العليا الوافدين‬

‫الفرق بين اضطراب الفرد واضطراب المجتمع ‪ ،‬وتنطلق من أن كل فرد لديه‬


‫قوى يمكن تعظيمها لبناء توجه عقلي يؤكد على الصمود ويقاوم االنكسار"‬
‫(صفاء األعسر‪.)26-25:2010،‬‬
‫ويمكن تعريف الصمود النفسي بأنه القدرة على تجاوز المحنة في وقت‬
‫ُ‬
‫سريع‪ ،‬ولكن التعريف األكثر دقة قد انبثق من أعمال كل من جاميزي وراتر‬
‫عرفوا الصمود "بالقدرة على‬‫والدر )‪ )Gamezy, Rutter, Elder, 1985‬الذين َّ‬
‫تخطي المثيرات الضاغطة وتجنب اثنين أو أكثر من العواقب الحياتية الشاقة‬
‫التي يستسلم لها معظم األفراد"‪ .‬واألشخاص الصامدون ليسوا محصنين ضد‬
‫أيضا خالل وبعد التعرض لألحداث‬ ‫ً‬ ‫الضغوط‪ ،‬فهم يشعرون بالمشقة‬
‫الضاغطة‪ ،‬ولكنهم يتأثرون بشكل مؤقت بهذه الخبرات (شيماء عزت‪ ،‬إيمان‬
‫نصري‪.)1:2016،‬‬
‫وفي هذا الصدد أوضح (محمد السعيد‪ )6:2013،‬أن الصمود النفسي‬
‫مفهوم يتضمن التعرض للمتاعب والمصاعب أو حتى األزمات والصدمات‪،‬‬
‫والتوافق اإليجابي معها‪ ،‬مما يترتب عليه نواتج إيجابية‪ .‬ويمكن اعتبار الصمود‬
‫النفسي ظاهرة تُمكن البشر من التعافي من التأثيرات السلبية للمتاعب أو‬
‫األحداث الصادمة ذات الطابع التراكمي أو الممتد‪ ،‬أو من المخاطر الفعلية‬
‫والضغوط النفسية التي يتعرضون لها وهو يعكس قدرة الفرد على االحتفاظ‬
‫بهدوئه واتزانه االنفعالي ومستوى أدائه النفسي الطبيعي خالل أحداث الحياة‬
‫الضاغطة وظروفها العصيبة‪.‬‬
‫هذا‪ ،‬وترى إليزابيث وآخرون (‪ )Elizabeth et al., 2012: 16‬أن من‬
‫خصائص الصامدين نفسيًّا أنهم يتميزون بمستوى ٍ‬
‫عال من دافعية اإلنجاز‪ ،‬و‬
‫السالمة النفسية‪ ،‬وأنهم قادرون على مواجهة الشدائد والصعاب وترتفع لديهم‬
‫فاعلية الذات والمثابرة والسعي نحو اإلنجاز وتجنب خبرات الفشل‪.‬‬
‫وفي هذا الصدد أوضح جولدينسون ‪ Goldenson‬أن الدافع لإلنجاز هو‬
‫حاجة لدى الفرد للتغلب على العقبات والنضال من أجل السيطرة على التحديات‬
‫‪-838-‬‬
‫دراسات عربية (مج‪ ،18‬ع‪ 4‬أكتوبر ‪ 2019‬ص ص ‪)884-835‬‬

‫الصعبة والميل إلى وضع مستويات مرتفعة في األداء والسعي نحو تحقيقها‪،‬‬
‫والعمل بمواصلة ومواظبة مستمرة في األنشطة التي تعد معايير لالمتياز أو في‬
‫األنشطة التي تكون محددات أو معايير النجاح والفشل فيها واضحة (غرم اهلل‬
‫بن عبدالرازق‪.)99:2009،‬‬
‫ولذا َّ‬
‫فإن ترك اإلنسان للبيئة المألوفة واالنتقال للعيش في مكان آخر‪،‬‬
‫والتي تُ َع ُّد حدثًا شديد الوطأة على الفرد ألنه يتطلب منه التكيف لظروف جديدة‬
‫فيها تتغير أدواره‪ ،‬وعاداته‪ ،‬ويفقد أصدقاءه وأسرته وممتلكاته وبيئته‪ ،‬ولذا َّ‬
‫فإن‬
‫الفرد يحتاج إلى إحداث تكيف نفسي واجتماعي مالئم‪ ،‬والى موارد مالية‬
‫وطاقات فكرية ونفسية وبدنية وذلك بسبب التغيرات التي يتعرض لها والتي‬
‫تشمل تغيرات جسدية ترتبط بنمط السكن الجديد‪ ،‬وتغيرات سياسية تتمثل في‬
‫خضوعه لدرجة من الضبط‪ ،‬وفقدانه لبعض االستقاللية‪ ،‬وتغيرات في العالقات‬
‫االجتماعية سواء مع اآلخرين أو الجماعات التي ينتمي إليها‪ ،‬وبالتالي تنعكس‬
‫في سلوكه بشكل عام (نايف عودة‪.)208:2011 ،‬‬
‫وفي هذا الصدد أشار (‪ )Wang, 2009‬أن الطالب الوافدين يواجهون‬
‫إن الطالب الوافدين يختلفون‬ ‫حيث َّ‬
‫ُ‬ ‫ضغوطات نفسية للتكيف مع البيئة الجديدة‬
‫سهال‪ ،‬في‬
‫أمر ً‬
‫في التكيف مع البيئة الجديدة أثناء الدراسة فبعضهم يجد التكيف ًا‬
‫حيث يتعرضون‬
‫ُ‬ ‫صعبا للغاية‬
‫ً‬ ‫أمر‬
‫حين أن اآلخرين يجدون أن هذا التكيف ًا‬
‫لبعض التغيرات في العديد من جوانب حياتهم كالموقع الجغرافي‪ ،‬وأحوال‬
‫الطقس‪ ،‬والتغذية‪ ،‬واللغة‪ ،‬والسلوكيات والقيم‪ ،‬والتفاعالت االجتماعية‪.‬‬
‫كما أشار (‪ )Conner, 2003‬أن مفهوم الصمود النفسي هو مفهوم‬
‫أساسي لألفراد الذين يتعاملون مع التغيير بنجاح وأن الناس الذين يتصفون‬
‫بصمود نفسي مرتفع هم أشخاص إيجابيون مع الحياة ومع أنفسهم‪ ،‬مرنون في‬
‫األفكار وفي العالقات االجتماعية وأفكارهم منظمة ‪.‬‬
‫كما أوضح (‪ (Sabouripour & Roslan, 2015a‬أن مدى تجاوب الفرد‬
‫مع البيئة الجديدة يرتبط بمدى صمود الفرد‪ ،‬فالصمود النفسي له أهمية عظيمة‬
‫‪-839-‬‬
‫الصمود النفسي وعالقته بالدافع لإلنجاز لدى عينة من طالب الدراسات العليا الوافدين‬

‫كاف مع ضغوط الحياة من خالل‬‫بشكل ٍ‬


‫ٍ‬ ‫في قدرة الطالب الوافدين على التكيف‬
‫إيجاد موارد نفسية واجتماعية وثقافية ومادية تسهم في تحقيق رفاهيتهم‪ ،‬وتوسيع‬
‫آفاقهم‪ ،‬وتنمية قدراتهم‪.‬‬
‫وتساؤالتها‪:‬‬ ‫مشكلة الد ارسة‬
‫كبير من‬
‫عددا ًا‬‫تضم الجامعات المصرية في مختلف التخصصات ً‬
‫حيث تختلف المظاهر‬ ‫ُ‬ ‫الطلبة الوافدين من جميع الدول العربية واإلسالمية‪،‬‬
‫االجتماعية‪ ،‬واالقتصادية‪ ،‬والثقافية لهؤالء الطالب‪ ،‬داخل وخارج الجامعة عما‬
‫أحيانا في تعرضهم ألشكال مختلفة من‬ ‫ً‬ ‫هو في بلدهم األصلي‪ ،‬مما ُيسهم‬
‫المشكالت‪ ،‬تؤثر في أدائهم الدراسي‪ ،‬وتكيفهم االجتماعي واقامتهم في البيئة‬
‫حيث يمر هؤالء الطالب بالعديد من‬ ‫ُ‬ ‫الجديدة (جهاد علي‪.)51:2015 ،‬‬
‫الجديد‪،‬حيث إنهم‬
‫ُ‬ ‫المشاعر المختلطة خاصة في األشهر األولى لقدومهم للبلد‬
‫تركوا عائلتهم وشبكاتهم االجتماعية الداعمة وحقوقهم كمواطنين في بلد المنشأ‬
‫ليدرسوا في بالد جديدة عليهم‪ ،‬يواجهون فيها العديد من العقبات والصعوبات‬
‫اللغوية‪ ،‬والثقافية‪ ،‬باإلضافة إلى المشكالت المالية ومشكالت السكن‪ ،‬واإلقامة‬
‫مع أشخاص غرباء (منار سعيد‪ ،‬أحمد عبد اهلل‪ .)141:2013 ،‬وهذه‬
‫المشكالت قد تقلل من إبداعاتهم ونجاحاتهم المثمرة مما يتطلب مساعدة هؤالء‬
‫الطالب على التكيف اإليجابي عند التعرض للمحن والصعوبات‪ ،‬واكتسابهم‬
‫القدرة على المواجهة اإليجابية لتلك األزمات‪ ،‬والتحلي بالصبر والمثابرة‬
‫للحصول على أعلى الدرجات العلمية‪ ،‬والشعور باالستقرار والسالمة النفسية‪.‬‬
‫وقد اهتم الباحثون بالمشكالت النفسية التي يعاني منها الطلبة‬
‫الوافدون‪ ،‬فقد أوضح (الشواقفة‪ )2000،‬أن الطلبة غير األردنيين يشعرون‬
‫بالوحدة النفسية بدرجة أعلى من الطلبة األردنيين‪ ،‬وقد اهتم ‪(Sawir,‬‬
‫)‪ Marginsm, Dumert, Nyland, Ramia‬بمعرفة مستوى الوحدة النفسية لدى‬
‫عينة من ‪ 200‬طالب وطالبة من ‪ 30‬جنسية مختلطة يدرسون في إحدى‬
‫الجامعات األسترالية‪ .‬وأوضحت نتائج الدراسة أن معظم الطالب يعانون من‬
‫‪-840-‬‬
‫دراسات عربية (مج‪ ،18‬ع‪ 4‬أكتوبر ‪ 2019‬ص ص ‪)884-835‬‬

‫أيضا )‪ (Ozdemir, 2008‬أن‬ ‫مستوى مرتفع من الوحدة النفسية‪ ،‬وقد أوضح ً‬


‫الطالب الذين يدرسون في إحدى الجامعات األمريكية يفتقرون للتفاعل‬
‫االجتماعي‪ ،‬والدعم النفسي واالجتماعي مع اآلخرين‪ .‬كما أوضحت دراسة‬
‫(منار سعيد‪ ،‬أحمد عبداهلل‪ )2013،‬أن مستوى الوحدة النفسية لدى الوافدين كان‬
‫متوسطًا‪ .‬وتوجد فروق في مستوى الشعور بالوحدة النفسية بين الذكور واإلناث‬
‫في اتجاه الذكور‪.‬‬
‫ويقع على الجامعة عبء توفير أساليب الرعاية والوقاية لجميع الطالب‬
‫بصفة عامة وللوافدين بصفة خاصة إال أن هذا ال يمنع من وجود بعض‬
‫الضغوط والمعوقات التي تحول دون قيام الطالب بأدوارهم العلمية‪ ،‬وبالرغم من‬
‫أنها مؤقتة إال أنها تُضاف إلى صعوبات اإلقامة المؤقتة‪.‬‬
‫وقد تنوعت المجتمعات والثقافات التي أُجريت فيها الدراسات التي‬
‫تناولت الصمود النفسي فقد أجريت بعض الدراسات في المجتمع األمريكي مثل‬
‫دراسة (‪ ،)Herrero, 2014; Dewiti,2010‬وفي المجتمع الهندي مثل دراسة‬
‫(‪ )Arora,2015‬وفي المجتمع اإليطالي مثل دراسة)‪، (Magnano et al., 2015‬‬
‫وفي المجتمع األفريقي مثل د ارسة (‪ ،)Mwangi et al., 2015‬وفي المجتمع‬
‫الفلسطيني مثل دراسة (محمد الدسوقي‪ ،‬عبدالكريم رجب‪2013 ،‬؛ محمد‬
‫عصام‪ ،)2016،‬وفى المجتمع العراقي دراسة (أسيل صبار‪2015،‬؛ عفراء‬
‫إبراهيم ‪ ،)2017،‬وفي المجتمع المصري مثل دراسة (سحر فاروق ‪2013 ،‬؛‬
‫محمد مصطفى‪ 2012،‬؛ ورد مختار‪2014،‬؛ فاتن فاروق‪ . )2014،‬ولعل هذا‬
‫التنوع في المجتمعات التي أُجريت فيها الدراسات السابقة عن الصمود ُيعطي‬
‫جديدا يحتاج إلى‬
‫ً‬ ‫متغير‬
‫ًا‬ ‫مؤشر على أهمية تناول الصمود النفسي باعتباره‬
‫ًا‬
‫المزيد من الدراسات للتعرف على طبيعته وتحديد مكوناته وعالقته ببعض‬
‫المتغيرات األخرى‪.‬‬
‫ومن المالحظ أن الدراسات التي تناولت متغيرات الدراسة الحالية لدى‬
‫حيث لم تجد الباحثة – في حدود اطالعها –‬ ‫ُ‬ ‫الطالب الوافدين كانت نادرة‪،‬‬
‫‪-841-‬‬
‫الصمود النفسي وعالقته بالدافع لإلنجاز لدى عينة من طالب الدراسات العليا الوافدين‬

‫سوى دراستين فقط قام بهما كل من ‪(Sabouripour & Roslan, 2015‬‬


‫)‪ Wang,2009‬عن الصمود النفسي لدى الوافدين‪.‬‬
‫أيضا أن الدراسات التي تناولت متغيرات الدراسة الحالية‬
‫ومن المالحظ ً‬
‫قد أُجريت معظمها على طالب الجامعة مثل دراسة (‪Dewiti, 2010‬؛ ‪Herrero,‬‬
‫‪2014‬؛ ‪ splane et al., 2011‬؛أميرة سعيد‪2015،‬؛ محمد عصام‪.)2016،‬‬
‫باستثناء بعض الدراسات التي أجريت على طالب المدارس الثانوية مثل دراسة‬
‫(‪ )Mwangi et al.,2015‬وبعض الدراسات التي أجريت على العمال مثل دراسة‬
‫(‪ .)Magnano et al.,2015‬وبعض الدراسات التي أجريت على الرياضيين وغير‬
‫الرياضيين مثل دراسة (‪.)Arora, 2015‬‬
‫وعن العالقة بين الصمود النفسي والدافع لإلنجاز‪ ،‬فهناك ندرة في‬
‫الدراسات العربية بصفة عامة والمصرية بصفة خاصة التي تناولت العالقة بين‬
‫حيث لم تجد الباحثة – في حدود اطالعها –‬‫ُ‬ ‫الصمود النفسي والدافع لإلنجاز‬
‫سوى بعض الدراسات مثل دراسة ٍّ‬
‫كل من ‪(Splane et al., 2011; Herrero,‬‬
‫)‪2014; Magnano et al., 2015; Mwangi et al., 2015 Arora, 2015‬‬
‫والتي أوضحت أنه توجد عالقة موجبة دالة إحصائيًّا بين الصمود النفسي‬
‫والدافع لإلنجاز‪ .‬في حين أوضحت نتائج دراسة (نجالء نبيل‪)2014،‬أنه توجد‬
‫كبعد من أبعاد‬ ‫عالقة دالة إحصائيًّا موجبة بين مواجهة الضغوط المهنية ُ‬
‫كل من (نافذ‬ ‫الصمود النفسي والدافع لإلنجاز‪ .‬كما أوضحت نتائج دراسة ِّ‬
‫نايف‪2012،‬؛ سالمة عقيل‪ )2006 ،‬بأنه توجد عالقة دالة إحصائيًّا موجبة‬
‫كبعد من أبعاد الصمود النفسي والدافع لإلنجاز‪ .‬كما أشارت‬‫بين الكفاءة الذاتية ُ‬
‫نتائج دراسة(عبدالرحمن بن سليمان‪ )2016،‬إلى أنه توجد عالقة دالة إحصائيًّا‬
‫كبعد من أبعاد الصمود النفسي والدافع لإلنجاز‪،‬‬‫موجبة بين الكفاءة االجتماعية ُ‬
‫في حين أوضحتنتائج دراسة (‪ )Cirik,2015‬أنه ال توجد عالقة دالة إحصائيًّا‬
‫كبعد من أبعاد الصمود النفسي والدافع لإلنجاز‪.‬‬
‫بين المساندة االجتماعية ُ‬
‫تناقضا في نتائج الدراسات السابقة الخاصة‬
‫ً‬ ‫ويتضح مما سبق أن هناك‬

‫‪-842-‬‬
‫دراسات عربية (مج‪ ،18‬ع‪ 4‬أكتوبر ‪ 2019‬ص ص ‪)884-835‬‬

‫بالعالقة بين الصمود النفسي والدافع لإلنجاز ولم يكن متغير اإلقامة المؤقتة‬
‫محل اهتمام الباحثين بصفة عامة وذلك في الدراسات النفسية العربية‪ .‬ولعل‬
‫دافعا الهتمام الباحثين بدراسة هذه المتغيرات لدى هذه الفئة من‬
‫هذا قد يكون ً‬
‫الطالب الوافدين‪.‬‬
‫وفي ضوء ما سبق‪ ،‬يمكن تحديد مشكلة الدراسة في اإلجابة عن‬
‫التساؤالت اآلتية‪:‬‬
‫‪ .1‬هل توجد عالقة بين الصمود النفسي والدافع لإلنجاز"األبعاد والدرجة الكلية"‬
‫لدى عينة الدراسة؟‬
‫‪ .2‬هل ُيمكن التنبؤ بالصمود النفسي من خالل درجات الطالب على أبعاد‬
‫الدافع لإلنجاز‪ ،‬لدى عينة الدراسة؟‬
‫الدراسة‪:‬‬ ‫أهداف‬
‫جهودا كبيرة لجعل الطالب الوافدين يشعرون باالستقرار‬
‫ً‬ ‫تبذل الجامعات‬
‫واألمن خالل سنوات دراستهم بالجامعة وبالرغم من ذلك‪ ،‬تظل مشاعر الحنين‬
‫الدائم والشعور بالغربة وعدم األمان وافتقادهم لألصدقاء وحميمية العالقات‬
‫األسرية والعائلية والمساندة االجتماعية تؤرق حياتهم‪ ،‬وقد تؤثر على تفوقهم‬
‫ولعل أغلب ما ُيثير الطالب‬‫َّ‬ ‫واجتهادهم ودافعيتهم لإلنجاز وشعورهم باألمن‪،‬‬
‫بصفة عامة والطالب الوافدين خاصة هو المستقبل الذي جاءوا من أجله‬
‫الكتساب العلم والمعرفة وجودة الحياة األكاديمية بصفة عامة ومن ثَّم قد يتزايد‬
‫لديهم الحرص على إعالء قيم التواصل مع اآلخرين في البيئة العلمية والتوجه‬
‫اإليجابي نحو الحياة والبحث عن معنى وهدف قد ُيعزز من الصمود النفسي‬
‫لديهم وفي ضوء ذلك تهدف الدراسة الحالية إلى التعرف على‪:‬‬
‫‪ .1‬العالقة بين الصمود النفسي والدافع لإلنجاز "األبعاد والدرجة الكلية" لدى‬
‫عينة الدراسة‪.‬‬
‫‪ .2‬إمكانية التنبؤ بالصمود النفسي من خالل درجات الطالب على أبعاد الدافع‬
‫لإلنجاز لدى عينة الدراسة‪.‬‬

‫‪-843-‬‬
‫الصمود النفسي وعالقته بالدافع لإلنجاز لدى عينة من طالب الدراسات العليا الوافدين‬

‫الدراسة‪:‬‬ ‫أهمية‬
‫يتضمن الصمود النفسي إدراك الفرد لذاته ولقدراته وعالقاته وكفاءته في‬
‫نفسيا بمهارات وقدرات خاصة‪ ،‬في مواجهة‬ ‫ً‬ ‫العالم ويتميز األفراد الصامدون‬
‫األحداث الضاغطة‪ ،‬ومنها المهارات األكاديمية المرتفعة‪ ،‬والذات اإليجابية‬
‫المدركة‪ ،‬وقدرة الفرد على المواجهة الفعالة للصعوبات(‪.)Jew et al.,1999:77‬‬
‫وفي ضوء هذا تتضح أهمية الدراسة من الناحية النظرية والتطبيقية‪.‬‬
‫أ) األهمية النظرية ‪:‬‬
‫جديدا في علم النفس‪ ،‬وهو مفهوم الصمود النفسي‪،‬‬‫ً‬ ‫مفهوما‬
‫ً‬ ‫‪ .1‬تتناول الدراسة‬
‫يث ُي َع ُّد من أهم الظواهر اإليجابية في إطار علم النفس اإليجابي‪.‬‬
‫ح ُ‬
‫‪ .2‬تُعَّد هذه الدراسة – في حدود اطالع الباحثة – من الدراسات القالئل التي‬
‫تناولت الصمود النفسي وعالقته بالدافع لإلنجاز لدى طالب الدراسات العليا‬
‫الوافدين وبالتالي فقد تُمثل إضافة في هذا المجال‪.‬‬
‫‪ .3‬قد تكمن أهمية الدراسة في تناولها لمتغيرات تمثل أهمية كبيرة للتوافق‬
‫النفسي واالجتماعي لدى طالب الجامعة وأهمية الكشف عن الجوانب‬
‫ناجحا‪.‬‬
‫ً‬ ‫اقتصاديا‬
‫ً‬ ‫استثمار‬
‫ًا‬ ‫اإليجابية في الشخصية وتعظيمها مما ُيمثل‬
‫‪ .4‬تنتمي هذه الدراسة إلى علم النفس اإليجابي‪ ،‬الذي يعزز قدرات الفرد على‬
‫مواجهة الضغوط واألزمات‪ ،‬والسعي نحو التفوق وبذل مزيد من الجهد‬
‫والمثابرة في أداء أي عمل‪ ،‬مما يؤدي إلى شعوره بالمزيد من اإلنجاز‪.‬‬
‫‪ .5‬أهمية الفئة التي تناولتها الدراسة الحالية وهي طالب الدراسات العليا‪،‬‬
‫كاف من الباحثين‪ ،‬ومحاولة فهم‬‫ٍ‬ ‫وخاصة أنها فئة لم تحظ باهتمام‬
‫سيكولوجية هؤالء الطالب وحاجاتهم‪ ،‬والتعرف على نقاط الضعف والقوة ‪،‬‬
‫فهم فئة بحاجة إلى أن نتفهم مظاهر الشخصية لديهم‪ ،‬نتيجة لما تفرضه‬
‫الحياة الجديدة من تغيرات تؤثر في توافقهم النفسي واالجتماعي ‪.‬‬
‫‪ .6‬أهمية دراسة الخصائص النفسية للطالب الوافدين تلك الفئة التي تُمثل‬
‫‪-844-‬‬
‫دراسات عربية (مج‪ ،18‬ع‪ 4‬أكتوبر ‪ 2019‬ص ص ‪)884-835‬‬

‫اليستهان به في الجامعات المصرية‪ ،‬مما يساعد على إعداد برامج‬‫قطاعا ُ‬


‫ً‬
‫إرشادية تُراعي طبيعة اإلقامة المؤقتة‪.‬‬
‫حيث‬
‫ُ‬ ‫إن االهتمام البحثي عادة ما يوجه إلى طالب الجامعة من‬ ‫حيث َّ‬
‫ُ‬ ‫‪.7‬‬
‫إعدادهم العلمي األكاديمي والتوجه نحو المستقبل بإيجابية وتفاؤل‪ ،‬ولكن فئة‬
‫فضال عن أنهم‬
‫ً‬ ‫طالب الدراسات العليا لم تنل االهتمام الكافي بالدراسة‪ ،‬هذا‬
‫طالب دراسات عليا وافدون يواجهون تحديات من أجل الدراسة والتعلم‬
‫حيث إنهم منوط بهم تنمية حركة‬‫واكتساب المعارف وتنمية مهاراتهم البحثية ُ‬
‫البحث العلمي عندما يعودون إلى أوطانهم‪.‬‬
‫األهمية التطبيقية‪:‬‬
‫‪ .1‬قد تسفر الدراسة عن نتائج تساعد في إعداد برامج تدريبية لتنمية الصمود‬
‫النفسي لدى طالب الدراسات العليا وبخاصة الوافدون‪ ،‬تساعدهم في‬
‫إعدادهم األكاديمي وانجاز أهدافهم والتوجه نحو المستقبل ببعض من‬
‫المرونة في التفكير والمثابرة‪.‬‬
‫أيضا من إعداد مقاييس الصمود النفسي ‪،‬والدافع‬
‫‪ .2‬قد تأتي أهمية الدراسة ً‬
‫حيث لم تجد الباحثة – في حدود اطالعها‪-‬‬
‫ُ‬ ‫لإلنجاز في البيئة المصرية‪،‬‬
‫مقاييس تُناسب طالب الدراسات العليا بصفة عامة‪ ،‬أو الوافدين بصفة‬
‫خاصة‪.‬‬
‫‪َّ .3‬‬
‫لعل نتائج هذه الدراسة تفيد إدارة الجامعات المختصة بالوافدين في فهم‬
‫طبيعة وظروف هذه الفئة وبالتالي تفادي حدوث أي ضغوط أو أزمات‬
‫لهؤالء الطالب تؤثر على إنجازهم األكاديمي ‪.‬‬
‫‪ .4‬قد تسهم نتائج الدراسة في إقامة دورات توعية وقائية نفسية واجتماعية‬
‫للطالب الوافدين بهدف تعريفهم بطبيعة البيئة الجديدة‪ ،‬التي سوف ينتقلون‬
‫مستقبال وذلك لتحقيق عملية التوافق النفسي‪.‬‬
‫ً‬ ‫إليها‬
‫إن مفهوم الصمود النفسي يشير إلى التكيف اإليجابي من ِقَب ِل األفراد أثناء‬ ‫‪َّ .5‬‬

‫‪-845-‬‬
‫الصمود النفسي وعالقته بالدافع لإلنجاز لدى عينة من طالب الدراسات العليا الوافدين‬

‫تعرضهم لمحنة مستديمة أو أحداث مؤلمة وبالتالي أصبح البحث عن‬


‫مؤشرات الصمود النفسي ذا أهمية للعالج والوقاية من العديد من‬
‫االضطرابات النفسية ‪.‬‬
‫‪ .6‬ازدياد عدد الطلبة الوافدين من جنسيات متباينة" العراق‪ ،‬ليبيا‪ ،‬اليمن‪،‬‬
‫سوريا‪ ،‬األردن‪ ،‬السودان" في الجامعات المصرية في الفترة األخيرة‪ ،‬مما‬
‫يتطلب دراسة المشكالت التي تواجههم‪ ،‬والعمل على زيادة مستوى الصمود‬
‫النفسي والدافع لإلنجاز ‪.‬‬
‫مصطلحات الدراسة‪.‬‬
‫‪ .1‬الصمود النفسي‬
‫)‪(1‬‬

‫ف الب ِ‬
‫احثَةَ الصمود النفسي بأنه " قدرة الفرد على مواجهة المتاعب‬ ‫تَ ْع ِر ُ َ‬
‫والصعوبات والمشكالت التي يتعرض لها في حياته اليومية بإيجابية وشجاعة‪،‬‬
‫وميله إلى اإلتقان وبذل مزيد من الجهد‪ ،‬وتحمل مسئولية ما ُيكلف به من مهام‪،‬‬
‫ماديا"‬
‫"معنويا‪ً -‬‬
‫ً‬ ‫وذلك عن طريق شعوره بوجود أشخاص يمكن االعتماد عليهم‬
‫يقدمون له الدعم النفسي‪ ،‬والتحلي بالصبر‪ ،‬والتمهل في الحكم على األمور‬
‫المتعلقة بحياته وبالبيئة التي يعيش فيها"‪.‬‬
‫َوُي َعب ُِّر َع ْنهُ إجرائيًّا بالدرجة الكلية التي يحصل عليها المفحوص في‬
‫مقياس الصمود النفسي المستخدم في الدراسة الحالية‪.‬‬
‫)‪(2‬‬
‫‪ .2‬الدافع لإلنجاز‬
‫ف الب ِ‬
‫احثَةَ الدافع لإلنجاز بأنه " رغبة الفرد للوصول إلى أعلى‬ ‫تَ ْع ِر ُ َ‬
‫الدرجات العلمية وذلك عن طريق استغالل كل المصادر العلمية لتحقيق أهدافه‬
‫الدراسية‪ ،‬والسعي الدائم للتفوق‪ ،‬واص ارره الشديد على النجاح ومواصلة العمل‬
‫مهما اعترضه من عقبات وصعوبات"‪.‬‬

‫)‪Psychological Resilience (1‬‬


‫)‪Achievement Motivation (2‬‬
‫‪-846-‬‬
‫دراسات عربية (مج‪ ،18‬ع‪ 4‬أكتوبر ‪ 2019‬ص ص ‪)884-835‬‬

‫َوُي َعب ُِّر َع ْنهُ إجرائيًّا بالدرجة الكلية التي يحصل عليها المفحوص في‬
‫مقياس الدافع لإلنجاز المستخدم في الدراسة الحالية‪.‬‬
‫‪ .3‬طالب الدراسات العليا الوافدون‬
‫)‪(1‬‬

‫"هم مجموعة من الطلبة الليبيين‪ ،‬والعراقيين‪ ،‬واليمنيين‪ ،‬الوافدين إلى‬


‫الجامعات المصرية ببعثات علمية أو منح دراسية لنيل درجة اإلجازة أو‬
‫الماجستير والدكتوراه في التخصصات المختلفة"‪.‬‬
‫النظري‪:‬‬ ‫اإلطار‬
‫‪ -1‬الصمود النفسي‬
‫"هو مفهوم وافد من علم المواد ليصف المادة التي تستعيد خواصها بعد‬
‫التعرض لعوامل خارجية مثل الطرق‪ ،‬أو التمدد‪ ،‬أو االنكماش وغيرها من‬
‫المؤث ارت الخارجية‪ ،‬إذ يعني القدرة على استعادة الفرد لتوازنه بعد التعرض‬
‫للمحن والصعاب‪ ،‬وقد يوظف هذه المحن والصعاب لتحقيق النمو والتكامل‬
‫وبالتالي فهو مفهوم دينامي دال على نشاط المادة يحمل في معناه الثبات كما‬
‫يحمل في معناه الحركة‪ ،‬كما أن مفهوم الصمود النفسي يشير كل حرف من‬
‫حيث مقاومة‬
‫ُ‬ ‫حروفه إلى عملية محددة؛ يشير حرف ""ص"" إلى الصالبة ‪،‬‬
‫حيث القدرة‬
‫ُ‬ ‫االنكسار أمام التحديات والمحن‪ ،‬ويشير حرف ""م"" إلى المرونة‪،‬‬
‫على تعديل المسار وخلق البدائل‪ ،‬ويشير حرف ""و"" إلى الوقاية الداخلية‬
‫حيث العوامل الشخصية والبيئية التي تحمي من الخطر‪ ،‬يشير‬ ‫ُ‬ ‫والخارجية‪،‬‬
‫حرف""د"" إلى الدافعية‪ ،‬حيث المثابرة والدأب (سام جولدستين‪ ،‬وروبرت‬
‫بروكس‪.)9:2011،‬‬
‫رغم أن مفهوم الصمود النفسي ظهر في المجال منذ ‪َّ ،1950‬‬
‫فإن‬
‫جدية البحث فيه ترجع لعقد مضى فقط‪ .‬ويجمع الباحثون على أن الصمود‬
‫النفسي يشير إلى وجود نتائج إيجابية وتوافق وتحقيق الكفاءات النمائية في‬

‫)‪International post graduates students. (1‬‬


‫‪-847-‬‬
‫الصمود النفسي وعالقته بالدافع لإلنجاز لدى عينة من طالب الدراسات العليا الوافدين‬

‫مواجهة المخاطر أو الصعاب أو الضغوط‪ ،‬ويتطلب الصمود تحقيق معيارين‬


‫األول‪ :‬أن يتعرض الفرد للمخاطر أو صعاب شديدة‪ ،‬والثاني‪ :‬أن يحقق الفرد‬
‫نواتج نمائية طبيعية (سام جولدستين‪ ،‬وروبرت بروكس‪.)192:2011،‬‬
‫ولقد تطورت بحوث القدرة على الصمود النفسي ومواجهة األزمات من‬
‫المعرضين للخطر أو للمشاكل بما في ذلك األطفال‬ ‫خالاللبحث عن األشخاص ُ‬
‫المعرضون للخطر بسبب خلفياتهم العائلية (الوالد لديه اضطراب عقلي حاد) أو‬
‫بسبب تجارب الحياة مثل الوالدة المبكرة أو الطالق أو ظروف التربية الخطرة‬
‫مثل الفقر أو العنف (‪.)Cutuli & Masten, 2009:838‬‬
‫وقد ركزت بحوث القدرة على الصمود على ثالث حاالت متميزة‪:‬‬
‫ٍ‬
‫بشكل جيد خالل فترة الشدائد الكبيرة "مقاومة اإلجهاد"‬ ‫‪-1‬العمل‬
‫‪-2‬العودة إلى مستوى سابق من األداء الجيد بعد الصدمة أو الشدة‪.‬‬
‫‪-3‬تحقيق مستويات جديدة من اإليجابية أو التكيف الطبيعي عندما تتحسن‬
‫الظروف المعاكسة‪.‬‬
‫في كل هذه الحاالت ُيشير الصمود إلى التكيف اإليجابي أمام‬
‫المخاطر والمحن‪ ،‬وهو مفهوم واسع يشمل طائفة واسعة من الظواهر‪ ،‬بما في‬
‫ذلك التعافي "‪ "Recovery‬أمام التحديات الكبيرة ‪(Cutuli & Masten, 2009:‬‬
‫)‪.837‬‬
‫وال يوجد تعريف عالمي متفق عليه في متغير الصمود النفسي ؛ ولكن‬
‫هناك العديد من التعريفات التي تشترك جميعها في عدد من المزايا‪ ،‬كالمرونة‪،‬‬
‫والتوافق ‪ ،‬المواجهة ‪ ،‬الخروج بنتائج إيجابية بعد التعرض للمحن ومع ذلك‬
‫هناك عدة محاوالت لتحديد تعريف لهذا المصطلح تُركز فيه بشكل أساسي على‬
‫ردود األفعال "االستجابات"أكثر من األحداث‪ ،‬هذا وقد أشار ‪(Wald et al.,‬‬
‫)‪ 2006: 20‬إلى أن الصمود النفسي حدوث ضغوط نفسية قصيرة األجل معتدلة‬
‫بعد الصدمة‪ ،‬ثم يليها العودة إلى مستوى ما قبل الصدمة" التكيف" فالصمود‬

‫‪-848-‬‬
‫دراسات عربية (مج‪ ،18‬ع‪ 4‬أكتوبر ‪ 2019‬ص ص ‪)884-835‬‬

‫)‪(1‬‬
‫شيئا ينهار مع الوقت‪.‬‬
‫النفسي يختلف عن التعافي أي أنه ليس ً‬
‫ولذلك ُي َع َّرف الصمود النفسي "بقوة الحياة)‪ (2‬وهو القدرة على مواجهة‬
‫المحن واألزمات‪ ،‬واعطاء معنى للحياة‪ ،‬ويتميز األشخاص الذين يتصفون‬
‫بالصمود المرتفع بأن لديهم القدرة على مواجهة مخاوفهم والتعامل معها‬
‫بإيجابية‪ ،‬والتفاؤل نحو مواقف الحياة المختلفه‪ ،‬وامتالك مهارة إعادة التقييم‬
‫المعرفي‪ ،‬وترتفع لديهم الكفاءة االجتماعية والمساندة االجتماعية‪ ،‬وكذلك‬
‫اإلحساس بالمعاني والقيم الروحية (‪.)Myers,2011‬‬
‫كما تعرفهُ (إيمان مصطفى‪ )25:2015،‬بأنه"استجابات الفرد إزاء‬
‫مثيرات المشقة الصادمة التي تتصف بالتعاطف والتواصل والتقبل‪ ،‬بما يساعده‬
‫على حل المشكالت بمرونة وكفاءة مع القدرة على التعافي"‪.‬‬
‫و تعرفهُ الرابطة النفسية األمريكية (‪ )A.P.A.,2000‬بأنه "عملية التوافق‬
‫الجيد في مواجهة الشدة والصدمة والمأساة والتهديدات أو حتى مصادر‬
‫الضغوط األسرية أو المشكالت في العالقات مع اآلخرين والمشكالت الصحية‬
‫الخطيرة وضغوط العمل والضغوط االقتصادية‪ ،‬كما يعني النهوض أو التعافي‬
‫من الضغوط الصعبة"‪.‬‬
‫مكونات الصمود النفسي‬
‫حددت الجمعية األمريكية خصائص الصمود النفسي كاآلتي‪ :‬مهارات‬
‫المواجهة اإليجابية وحل المشكالت‪ ،‬والمثابرة‪ ،‬والوعي بالذات‪ ،‬وتقدير الذات‪،‬‬
‫والتفاؤل‪ ،‬والشعورباألمل‪ ،‬والمساندة االجتماعية من العائلة واألصدقاء‪،‬‬
‫والمهارات االجتماعية‪.‬‬
‫كما حدد (محمد جواد الخطيب‪ )1051:2007،‬العوامل المرتبطة‬
‫بالصمود لدى عينة من الشباب الجامعي الفلسطيني وهي ‪ :‬االستبصار‪،‬‬
‫االستقالل‪ ،‬اإلبداع‪ ،‬روح الدعابة‪ ،‬المبادأة العالقات االجتماعية‪ ،‬القيم الروحية‬

‫)‪Recovery (1‬‬
‫)‪Alife Force (2‬‬
‫‪-849-‬‬
‫الصمود النفسي وعالقته بالدافع لإلنجاز لدى عينة من طالب الدراسات العليا الوافدين‬

‫الموجهة "األخالق"‪.‬‬
‫كما أشارت (إيمان مصطفى‪ )26:2015،‬أن مكونات الصمود النفسي‬
‫تشتمل على (الكفاءة الشخصية‪ ،‬حل المشكالت‪ ،‬المرونة‪ ،‬إدارة العواطف‪،‬‬
‫التفاؤل‪ ،‬العالقات االجتماعية‪ ،‬اإليمان) كما أوضح (محمد سعد حامد‪)2010،‬‬
‫أن مكونات الصمود النفسي هي كفاءة الذات والمساندة االجتماعية‪،‬‬
‫واالنفعاالت اإليجابية‪ ،‬والتفاؤل واألمل‪ ،‬التعاطف واإليثار‪ ،‬القدرة اإلبداعية‬
‫الفكاهة وروح الدعابة‪.‬‬
‫السمات التي يتمتع بها األفراد ذوو الصمود النفسي‪:‬‬
‫عددا من السمات التي يتصف بها‬ ‫حدد )‪ً )Van Gelan et al.,2006:6‬‬
‫األفراد ذوو الصمود النفسي المرتفع وهي‪ :‬إقامة عالقات جيدة مع اآلخرين‪،‬‬
‫بأن الضغوط ُيمكن أن تزيد‬‫وامتالك مهارات تواصلية معرفية جيدة واإليمان َّ‬
‫الفرد قوة‪ ،‬وامتالك المهارات الفَعَّالة في حل المشكالت‪ ،‬وبالتالي التعامل‬
‫الصحيح مع الضغوط واعتبارها تحديات ينبغي مواجهتها‪ .‬وارتفاع مستوى تقدير‬
‫الذات وفاعلية الذات‪.‬‬
‫كما أشار )‪ )Jew et al.,1999:77‬إلى أن األفراد الذين يمتازون‬
‫بالصمود النفسي يواجهون الضغوط بصورة جيدة‪ ،‬ألنهم يمتلكون مهارات‬
‫وقدرات خاصة في مواجهة األحداث الضاغطة‪ ،‬وتتلخص تلك المهارات في‬
‫اثنتي عشرة مهارة وقدرة وهي (االستجابة السريعة للخطر‪ ،‬النضج المبكر‪،‬‬
‫التسامي فوق اإلحباطات‪ ،‬البحث عن المعلومات‪ ،‬تكوين عالقات دائمة ‪،‬‬
‫محبوبا‪ ،‬إعادة البناء‬
‫ً‬ ‫التوقع اإليجابي‪ ،‬المخاطرة‪ ،‬واإليمان بكون الشخص‬
‫المعرفي لألحداث األليمة‪ ،‬اإليثار‪ ،‬التفاؤل‪ ،‬واألمل)‪.‬‬
‫نظريات الصمود النفسي‪:‬‬
‫‪ -1‬نظرية العوامل الوقائية وعوامل الخطر‪:‬‬
‫من المهم دراسة العوامل التي تتنبأ بالقدرة على الصمود‪ ،‬فأبحاث‬
‫‪-850-‬‬
‫دراسات عربية (مج‪ ،18‬ع‪ 4‬أكتوبر ‪ 2019‬ص ص ‪)884-835‬‬

‫الصمود النفسي قد أوضحت العديد من العوامل المحتملة التي تُسفر عن نتائج‬


‫أفضل أثناء المخاطر أو المحن‪ ،‬وهذه العوامل تُسمى"عوامل التعزيز أو‬
‫الوقاية"‪ .‬وتُشبه العوامل الوقائية الوسائد الهوائية في السيارات ‪ ،‬أو األجسام‬
‫المضادة فيالجهاز المناعي البشري ‪ ،‬فهي ال تمتلك أية وظيفة‪ ،‬إال أنها تَُن َشط‬
‫وتُفَ َعل عندما يتعرض الفرد لتهديد؛ أي أنها عوامل وقائية فقط‪ ،‬ومن هذه‬
‫مصدر آخر‬‫ًا‬ ‫العوامل العالقات االجتماعية الجيدة‪ ،‬فالعالقات مع األقران تُمثل‬
‫للدعم والمساندة لدى األشخاص تُسمى" المساندة االجتماعية" حيث تُساعد الفرد‬
‫على استيعاب القيم االجتماعية والثقافية‪ ،‬وتطوير المهارات االجتماعية والقدرات‬
‫الشخصية‪ .‬باإلضافة إلى مهارات التنظيم الذاتي ‪ ،‬والمهارات المعرفية‬
‫والعالقات مع األشخاص اآلخرين كما أن هناك مجموعة مهمة أخرى من‬
‫العوامل الوقائية التي ترتبط باالختالفات الفردية في األداء المعرفي وهي‬
‫(الكفاءة الذاتية‪ -‬الدافع لإلنجاز – مهارات تنظيم الذات – مهارات حل‬
‫المشكالت – التنظيم المناسب للعواطف والذين يؤمنون بأنفسهم وترتفع لديهم‬
‫القدرة على التكيف أمام أي محنة )‪.)Utuli &Masten,2009:841‬‬
‫وآخرين‪Richardson et al.,1990‬‬ ‫‪-2‬نظرية ريتشاردسون‬
‫الفرضية األساسية لهذه النظرية هي فكرة " التوازن البيولوجي النفسي"‬
‫كل من (الجسم والعقل والروح ) مع الحياة التي نعيش فيها‪،‬‬‫الذي يسمح بتكيف ٍّ‬
‫ولكن يقل هذا التوازن عن طريق الضغوط واألحداث السلبية ومتطلبات الحياة‬
‫وغيرها من أحداث الحياة المتوقعة وغير المتوقعة التي يتعرض لها الفرد‪ ،‬ولذلك‬
‫تتأثر قدرتنا على التكيف والمواجهة بقدرتنا على الصمود أمام تلك األحداث‪.‬‬
‫إن التفاعل بين الضغوط اليومية والعوامل الوقائية يحدد ما إذا كانت‬ ‫حيث َّ‬
‫ُ‬
‫االضطرابات سوف تؤثر على الفرد أم ال وما طبيعة هذا التأثير‪ ،‬ولكن تظهر‬
‫القدرة على الصمود كنموذج للتعامل بفعالية مع تلك الضغوط واألحداث‬
‫والحفاظ على توازن الفرد )‪. (Wald et al.,2006:15-17‬‬

‫‪-851-‬‬
‫الصمود النفسي وعالقته بالدافع لإلنجاز لدى عينة من طالب الدراسات العليا الوافدين‬

‫‪ -2‬الدافع لإلنجاز‬
‫يمثل الدافع لإلنجاز أحد الجوانب المهمة في نظام الدوافع اإلنسانية‪،‬‬
‫وقد برزت في السنوات األخيرة كأحد المعالم المميزة للدراسة والبحث في‬
‫ديناميات الشخصية والسلوك‪ ،‬ويمكن اعتبارها أحد منجزات الفكر السيكولوجي‬
‫مكونا جوهرًيا في سعي الفرد تجاه تحقيق‬
‫ً‬ ‫المعاصر كما ُي َع ُّد الدافع لإلنجاز‬
‫ذاته‪ ،‬حيث يشعر االنسان بتحقيق ذاته من خالل ما ينجزه وفيما يحققه من‬
‫أهداف‪ ،‬وفيما يسعى إليه من أسلوب حياة أفضل ومستويات أعظم لوجوده‬
‫اإلنساني الواعي (إبراهيم قشقوش‪ ،‬طلعت منصور‪.)17:1979 ،‬‬
‫تعريف الدافع لإلنجاز‪:‬‬
‫ُيعرفه (فاروق عبدالفتاح‪ )5:1981،‬بأنه "الرغبة في األداء الجيد‬
‫ويعد من المكونات‬
‫وتحقيق النجاح وهو هدف ذاتي ينشط ويوجه السلوك ُ‬
‫المهمة للنجاح المدرسي"‪.‬‬
‫كما ُيعرفه (عبداللطيف خليفة‪ )94:2000،‬بأنه "رغبة أو ميل الفرد‬
‫للتغلب على العقبات وممارسة القوى والكفاح أو المجاهدة ألداء المهام الصعبة‬
‫ٍّ‬
‫بشكل جيد وبسرعة كلما أمكن ذلك" ‪.‬‬
‫كما يرى (إبراهيم شوقي‪ )3:2003،‬الدافع لإلنجاز أنه "منظومة متعددة‬
‫من األبعاد تعمل على إثارة الجهد المرتبط بالعمل واإلنجاز وتحدد طبيعته‬
‫ووجهته وشدته ومدته بهدف اإلنجاز المميز لألهداف‪ ،‬ومن أهم أبعاد هذه‬
‫المنظومة المثابرةوبذل الجهد‪ ،‬تحمل الصعاب‪ ،‬تقدير أهمية الوقت‪ ،‬الطموح‬
‫لمستوى أعلى من األداء‪ ،‬التوجه المستمر نحو المستقبل‪ ،‬االهتمام بالتميز في‬
‫األداء ‪ ،‬الميل للمنافسة" ‪.‬‬
‫ويعرفه أتكنسون بأنه "استعداد نسبي في الشخصية يحدد مدى سعي‬ ‫ُ‬
‫الفرد ومثابرته في سبيل تحقيق أو بلوغ نجاح عليه نوع من اإلشباع‪ ،‬وذلك في‬
‫المواقف التي تتضمن تقويم األداء في مستوى محدد لإلنجاز" (عبد اللطيف‬
‫خليفة‪.)111: 2000،‬‬

‫‪-852-‬‬
‫دراسات عربية (مج‪ ،18‬ع‪ 4‬أكتوبر ‪ 2019‬ص ص ‪)884-835‬‬

‫يرى ماكيالند وزمالؤه (‪ )Mc celland etal.,1953‬الدافع لإلنجاز بأنه‬


‫نسبيا في الشخصية يحدد مدى سعي الفرد ومثابرته في سبيل‬ ‫"استعداد ثابت ً‬
‫تحقيق وبلوغ نجاح يترتب عليه نوع من اإلرضاء‪ ،‬وذلك في المواقف التي‬
‫تتضمن تقييم األداء في ضوء مستوى محدد من االمتياز" (عبد اللطيف‬
‫خليفة‪.)90: 2000،‬‬
‫ويرجع استخدام مصطلح الدافع لإلنجاز إلى أدلر ‪ Adler‬الذي أشار‬
‫إلى أن الحاجة لإلنجاز هي دافع تعويضي مستمد من خبرات الطفولة‪ ،‬وعلى‬
‫فإن الفضل يرجع إلى موراي ‪ Murray‬في أنه‬ ‫الرغم من هذه البدايات المبكرة َّ‬
‫مهما من‬
‫مكونا ً‬‫ً‬ ‫أول من قدم مفهوم الحاجة لإلنجاز بشكل دقيق بوصفه‬
‫مكونات الشخصية التي عرض فيها موراي عدة حاجات نفسية‪ ،‬بما فيها‬
‫الحاجة لإلنجاز‪ ،‬وعرفها على أنها مجموعة القوى والجهود التي يبذلها الفرد‬
‫للتغلب على العقبات وانجاز المهمات الصعبة بالسرعة الممكنة (عبد المجيد‬
‫نشواتي‪.)217:1986،‬‬
‫خصائص األفراد الذين يتمتعون بدرجة عالية من الدافعية لإلنجاز‪:‬‬
‫َّ‬
‫إن األفراد ذوي الدافع لإلنجاز يميلون إلى بذل محاوالت جادة للحصول‬
‫ميال‬
‫على قدر كبير من النجاح في كثير من المواقف المختلفة‪ ،‬كما أنهم أكثر ً‬
‫للوصول إلى حلول للمواقف التي تتطلب حل المشكلة‪ ،‬واالستمرار في العمل‬
‫واالجتهاد فيه حتى في حالة عدم وجود ضبط خارجي أو مراقبة (فاروق‬
‫عبدالفتاح‪.)1981،‬‬
‫كما أن ذوي الدافع لإلنجاز المرتفع يرتفع لديهم تقدير الذات والثقة‬
‫بالنفس وهم مجتهدون ومتقنون‪ .‬والشخص المنجز في رأي موراي يستطيع‬
‫التغلب على العوائق مهما كانت ويحب المنافسة والتفوق على اآلخرين ولديه‬
‫عزيمة وتصميم ‪ ،‬والتفاعل بما يتناسب مع إمكاناته وقدراته‪ ،‬المثابرة حتى‬
‫يتحقق النجاح ويتسم تفكيره بالواقعية (عويد المشعان‪.)1993:117،‬‬

‫‪-853-‬‬
‫الصمود النفسي وعالقته بالدافع لإلنجاز لدى عينة من طالب الدراسات العليا الوافدين‬

‫يتميز الشخص ذو الدافعية المرتفعة لإلنجاز باالستقاللية‪ ،‬والمثابرة‪،‬‬


‫والسعي نحو االتقان والقدرة على تحمل المسئولية وتحديد الهدف‪ ،‬والقدرة على‬
‫استكشاف البيئة والقدرة على التنافس مع الذات واآلخرين والقدرة على التخطيط‬
‫لتحقيق الهدف واختيار األداء الذي يتسم بالصعوبة وعدم اعتماده على المساندة‬
‫داخليا من‬
‫ً‬ ‫الخارجية أو الثناء االجتماعي‪ ،‬فهو يجتهد ويناضل ألن لديه مستوى‬
‫التفوق(أحمد عبد الخالق‪ ،‬مايسة النيال‪.)169:1992،‬‬
‫نظريات الدافع لإلنجاز‪:‬‬
‫ماكليالند‪Mcclelland Theory‬‬ ‫‪ -1‬نظرية‬
‫اقترح ماكليالند عام ‪ 1967‬نظرية في العمل أسماها نظرية اإلنجاز‬
‫حيث يعتقد بأن العمل في المنظمة يوفر فرصة اإلشباع في ثالث حاجات وهي‬‫ُ‬
‫الحاجة إلى القوة‪ ،‬الحاجة إلى اإلنجاز‪ ،‬الحاجة إلى االنتماء(غرم اهلل بن‬
‫حيث يرى أن هذا‬
‫عبدالرازق‪ .)110:2009،‬تأثر دافيد ماكليالند بأعمال موراي ُ‬
‫الميل الدافعي ُيشير إلى استجابات توقع الهدف‪ ،‬اإليجابية أو السلبية‪ ،‬التي‬
‫سعيا وفق مستوى معين من االمتياز أو‬ ‫تُستثار في المواقف التي تتضمن ً‬
‫التفوق(إبراهيم قشقوش‪ ،‬طلعت منصور‪.)38:1979 ،‬‬
‫‪Atiknson Theory‬‬ ‫‪ -2‬نظرية أتكنسون‬
‫قدم أتكنسون في كتابه "نظرية دافعية اإلنجاز" ‪ ،1966‬نظرية أو‬
‫حيث يفترض أن‬ ‫عددا من المبادئ ُ‬
‫مستخدما في ذلك ً‬
‫ً‬ ‫نموذجا للسلوك المدفوع‪،‬‬
‫ً‬
‫األمارات المرتبطة باالجتهاد أو السعي إلى مستوى االمتياز أو التفوق تستثير‬
‫كال من الرجاء في النجاح والخوف من الفشل كما تؤكد نظرية أتكنسون على‬ ‫ً‬
‫الدافعية المستثارة (السعي تجاه نوع معين من اإلشباع أو الهدف) وهذه الدافعية‬
‫تُ َع ُّد دالة لمتغيرات ثالثة هي‪ :‬قوة الدافع األساسي‪ ،‬وتوقع تحقيق الهدف‪ ،‬القيمة‬
‫نسبيا‬
‫الحافزة المدركة‪ ،‬تُكتسب هذه الدافعية في الطفولة وتكون مستمرة وثابتة ً‬
‫لفترات من الوقت‪( .‬إبراهيم قشقوش‪ ،‬طلعت منصور‪.)39:1979 ،‬‬

‫‪-854-‬‬
‫دراسات عربية (مج‪ ،18‬ع‪ 4‬أكتوبر ‪ 2019‬ص ص ‪)884-835‬‬

‫الدراسات السابقة‪:‬‬
‫أجرى "سبالن وآخرون" (‪ )splane et al.,2011‬دراسة هدفت إلى‬
‫التعرف على العالقة بين الصمود النفسيوالدافع لإلنجاز‪ ،‬وذلك لدى عينة من‬
‫طالبات الجامعة‪ ،‬تكونت من (‪ )107‬طالبة‪ .‬استخدم الباحثون مقياس الصمود‬
‫النفسي‪،‬ومقياس الدافع لإلنجاز‪.‬أوضحت نتائج الدراسة أنه توجد عالقة دالة‬
‫إحصائيًّا موجبة بين الصمود النفسي والدافع لإلنجاز‬
‫وفي دراسة أجراها "أرورا" (‪ )Arora,2015‬هدفت إلى التعرف على‬
‫العالقة بين الصمود النفسي والدافع لإلنجاز‪ ،‬وذلك لدى عينة من الرياضين‬
‫وغير الرياضين من طالب الجامعة‪ ،‬تكونت من (‪ )216‬طالب ‪ .‬استخدم‬
‫الباحث مقياس الصمود النفسي ‪ ،‬ومقياس الدافع لإلنجاز‪.‬‬
‫أوضحت نتائج الدراسة أنه توجد عالقة دالة إحصائيًّا موجبة بين‬
‫الصمود النفسي‪ ،‬والدافع لإلنجاز ‪ ،‬كما توجد فروق دالة إحصائيًّا بين الطالب‬
‫الرياضين وغير الرياضين في الصمود النفسي والدافع لإلنجاز وذلك في اتجاه‬
‫الطالب الرياضين‪.‬‬
‫وعن الصمود النفسي لدى الطلبة الوافدين أجرى"سابوريبور وروسالن"‬
‫(‪ )Sabouripour & Roslan, 2015a‬دراسة هدفت إلى التعرف على العالقة بين‬
‫الصمود النفسي‪ ،‬التفاؤل والمساندة االجتماعية لدى الطالب الوافدين‪ ،‬وذلك‬
‫مقياسا للصمود‬
‫ً‬ ‫لدى عينة تكونت من (‪ )291‬طالب وافد ‪ .‬استخدم الباحثان‬
‫ومقياسا للمساندة االجتماعية ‪.‬‬
‫ً‬ ‫ومقياسا للتفاؤل‪،‬‬
‫ً‬ ‫النفسي‬
‫أوضحت نتائج الدراسة أنه توجد فروق دالة إحصائيًّا في مستوى‬
‫حيث ُيسجل الطالب اإلفريقيون مستوى‬
‫الصمود النفسي لدى الطالب الوافدين‪ُ ،‬‬
‫عاليا من الصمود النفسي وذلك بالمقارنة بالطالب اآلخرين‪ .‬كما أوضح تحليل‬‫ً‬
‫االنحدار أن التفاؤل والمساندة االجتماعية منبئات دالة بالصمود النفسي ‪ .‬وقد‬
‫أوضح الباحثان أن الطالب الوافدين الذين يدرسون كطالب أجانب ُيعانون من‬
‫القلق والضغوط أثناء دراستهم ألنهم يحتاجون إلى التوافق مع البيئة الجديدة‬
‫‪-855-‬‬
‫الصمود النفسي وعالقته بالدافع لإلنجاز لدى عينة من طالب الدراسات العليا الوافدين‬

‫والتغلب على التحديات‪ ،‬كما أوضح الباحثان أن مستوى الصمود النفسي لدى‬
‫الطالب مهم ألنه يساعدهم على التوافق مع ضغوط الحياة‪.‬‬
‫كما أجرى "سابوريبور وروسالن‪)& Roslan, 2015b)Sabouripouret‬‬
‫دراسة هدفت إلى التعرف على العالقة بين فاعلية الذات‪ ،‬والصحة النفسية‪،‬‬
‫والصمود النفسي‪ ،‬وذلك لدى عينة من الطالب الوافدين تكونت من (‪)291‬‬
‫ومقياسا للصحة‬
‫ً‬ ‫مقياسا لفاعلية الذات‪،‬‬
‫ً‬ ‫طالب وافد في ماليزيا‪ .‬استخدم الباحثان‬
‫ً‬
‫ومقياسا للصمود النفسي ‪ .‬أوضحت نتائج الدراسة أن فاعلية الذات‬ ‫ً‬ ‫النفسية‪،‬‬
‫منبيء دال للصمود النفسي‪ ،‬كما أن بعض أبعاد الصحة النفسية مثل تقبل‬
‫الذات‪ ،‬والتمكن البيئي‪ ،‬واالستقاللية من أفضل المنبئات بالصمود النفسي ‪.‬‬
‫وعن التنبؤ بالصمود النفسي من خالل الدافع لإلنجاز أجرى "هيرريرو"‬
‫(‪ )Herrero,2014‬هذه الدراسة‪ ،‬وذلك لدى عينة من طالب الجامعة في السنة‬
‫الدراسية األولى تكونت من (‪ )175‬طالب‪ .‬استخدم الباحث مقياس الصمود‬
‫النفسي‪،‬ومقياس الدافع لإلنجاز‪،‬ومقياس األمل‪ .‬أوضحت نتائج الدراسة أن‬
‫الدافع لإلنجاز واألمل منبئات بالصمود النفسي‪ ،‬وأن الدافع لإلنجاز من أكثر‬
‫المنبئات بالنجاح األكاديمي‪،‬كما أوضحت نتائج الدراسة أنه توجد عالقة دالة‬
‫إحصائيًّا موجبة بين الصمود النفسي ٍ‬
‫وكل من الدافع لإلنجاز‪ ،‬واألمل‪.‬‬
‫أما "ماونجي وآخرون"(‪ )Mwangi et al.,2015‬فقد قاموا بدراسة العالقة‬
‫بين الصمود األكاديمي والدافع لإلنجاز‪ ،‬لدى عينة تكونت من (‪ )390‬طالب‬
‫طالبا وطالبات وافدين وغير وافدين تراوحت أعمارهم ما بين (‪)24-15‬‬ ‫ً‬ ‫ُيمثلون‬
‫سنة بمتوسط عمري قدره ‪ 17‬سنة‪ .‬استخدم الباحثون مقاييس الصمود‬
‫األكاديمي‪ ،‬والدافع لإلنجاز‪ .‬أوضحت نتائج الدراسة أنه توجد عالقة دالة‬
‫إحصائيًّا موجبة بين الصمود األكاديمي والدافع لإلنجاز‪ ،‬وأنه ُيمكن التنبؤ‬
‫بالصمود األكاديمي من خالل الدافع لإلنجاز‪ ،‬كما أوضح الباحثون في مناقشة‬
‫النتائج أن إحساس الطالب بمعنى الدراسة والغرض منها قد يكون العامل‬
‫المؤثر في الدافع لإلنجاز األكاديمي‪.‬‬

‫‪-856-‬‬
‫دراسات عربية (مج‪ ،18‬ع‪ 4‬أكتوبر ‪ 2019‬ص ص ‪)884-835‬‬

‫تعقيب على الدراسات السابقة‪.‬‬


‫‪ _1‬قليلة هي الدراسات التي تناولت العالقة بين الصمود النفسي والدافع‬
‫لإلنجاز لدى طالب الجامعة بصفة عامة والطالب الوافدين بصفة خاصة‪.‬‬
‫‪ -2‬اهتمت معظم الدراسات السابقة بالعالقة بين الصمود النفسي والدافع‬
‫لإلنجاز‪ ،‬بينما لم تهتم بإمكانية التنبؤ بالصمود النفسي من خالل الدافع‬
‫لإلنجاز‪ ،‬حيث لم تجد الباحثة – في حدود اطالعها‪ -‬سوى دراستين فقط‪.‬‬
‫فروض الدراسة‪.‬‬
‫بعد االطالع على األطر النظرية والدراسات السابقة ُيمكن صياغة فروض‬
‫الدراسة على النحو اآلتي‪:‬‬
‫توجد عالقة إحصائية دالة بين الصمود النفسي والدافع لإلنجاز "الدرجة‬ ‫‪-1‬‬
‫الكلية واألبعاد" لدى عينة من طالب الدراسات العليا الوافدين‪.‬‬
‫‪ُ -2‬يمكن التنبؤ بالصمود النفسي من خالل درجات الطالب على أبعاد‬
‫مقياس"الدافع لإلنجاز "‪.‬‬

‫واإلجراءات‪:‬‬ ‫المنهج‬
‫‪ )1‬المنهج‪ :‬تتبع الدراسة الحالية المنهج الوصفي االرتباطي‪.‬‬
‫‪ )2‬العينة‪ :‬تكونت عينة الدراسة من (‪ )160‬طالب وطالبة من طالب‬
‫طالبا وطالبة من كلية‬
‫ً‬ ‫الدراسات العليا الوافدين بجامعة المنصورة‪)80( ،‬‬
‫طالبا وطالبة من‬
‫الهندسة‪ ،‬والعلوم‪ ،‬وطب األسنان ‪ ،‬والطب البشري‪ً )80( ،‬‬
‫كلية اآلداب‪ ،‬والتربية‪ ،‬والحقوق‪ ،‬والتجارة ‪ .‬بمتوسط عمري قدره (‪)31،64‬‬
‫سنة‪ ،‬وانحراف معياري قدره (‪ ،)2,97±‬تم اختيارهم بطريقة العينة العرضية‬
‫عرضا؛ أي دون ترتيب سابق ويختار الباحث‬‫ً‬ ‫وهي العينة التى يأتى أفرادها‬
‫أفرادها؛ ألن هذا ما توافر وأتيح له" (لويس كوهين ولورانس مانيتون‪:1990 ،‬‬
‫‪.)130‬‬

‫‪-857-‬‬
‫الصمود النفسي وعالقته بالدافع لإلنجاز لدى عينة من طالب الدراسات العليا الوافدين‬

‫‪ )3‬أدوات الدراسة‪:‬‬
‫أ‪ -‬مقياس الصمود النفسي (إعداد‪ :‬الباحثة)‪.‬‬
‫على الرغم من أن المكتبة النفسية تزخر بالعديد من المقاييس النفسية إال‬
‫أن نصيب المقاييس التي تهتم بالصمود النفسي قليلة بصفة عامة‪ ،‬ولدى‬
‫أيضا أن بعض‬ ‫طالب الدراسات العليا الوافدين بصفةخاصة‪ ،‬ومن المالحظ ً‬
‫هذه المقاييس قد أُجرى على عينات متباينة منها (المراهقين األيتام‪ ،‬المراهقين‬
‫ضعاف السمع‪ ،‬طالب الجامعة‪ ،‬طالب الجامعة المتفوقين‪ ،‬النساء األرامل)‪،‬‬ ‫ُ‬
‫ولم يكن طالب الدراسات العليا الوافدين محل اهتمامها‪،‬لذلك سعت الباحثة إلى‬
‫إعداد هذا المقياس من أجل تحقيق أهداف الدراسة الحالية‪.‬‬
‫خطوات إعداد مقياس الصمود النفسي ‪:‬‬

‫‪ .1‬تحديد الهدف من المقياس‪ ،‬حيث إن الهدف من المقياس هو التعرف على‬


‫مدى قدرة الفرد على مواجهة المحن واألزمات والتكيف اإليجابي معها‪،‬‬
‫ومحاولة الفرد الكتساب القدرات التي تمكنه من اإلتقان وبذل الجهد‪ ،‬وذلك‬
‫عن طريق إدراكه بوجود أفراد يمكن االعتماد عليهم في حياته الشخصية‬
‫والعملية‪ ،‬وقدرته على إدارة انفعاالته والسيطرة عليها أثناء تعرضه‬
‫لألزمات‪.‬‬
‫‪ .2‬االطالع على التراث النفسي العربي واألجنبي في موضوع الصمود النفسي‪،‬‬
‫وذلك لتحديد مفهوم إجرائي للصمود النفسي‪ ،‬وكذلك تحديد مكونات‬
‫الصمود النفسي‪.‬‬
‫‪ -3‬االستفادة من المقاييس التى أُعدت في هذا المجال ومنها مقياس ‪Jowkar,‬‬
‫‪ 2010‬ومقياس‪ , 2010Nishi‬ومقياس ‪ Smith, 2008‬ومقياس إيمان‬
‫السرميني (‪ )2015‬ومقياس شيماء عزت‪.)2016( ،‬‬
‫وفي ضوء ما سبق استطاعت الباحثة تحديد مفهوم الصمود النفسي‬
‫ومكوناته‪ ،‬وصياغة مجموعة من العبارات صياغة إجرائية‪.‬‬

‫‪-858-‬‬
‫دراسات عربية (مج‪ ،18‬ع‪ 4‬أكتوبر ‪ 2019‬ص ص ‪)884-835‬‬

‫‪ .4‬الكفاءة السيكومترية لمقياس الصمود النفسي‪.‬‬


‫أوًال‪ :‬حساب صد المقياس‪:‬‬
‫‪ .1‬صدق المحكمين‪ُ :‬عرض المقياس على مجموعة من السادة المحكمين‬
‫المتخصصين في مجال علم النفس‪ ،‬وذلك لإلدالء بآ ارئهم حول صياغة‬
‫العبارات ومدى مناسبتها للمحور الذي تنتمي إليه‪ ،‬وكذلك للمفحوصين‬
‫سيطبق عليهم المقياس‪ ،‬وكان من نتيجة التحكيم أن تم بالفعل حذف‬
‫الذين ُ‬
‫العبارات المكررة‪ ،‬وتعديل صياغة بعض العبارات‪.‬‬
‫بعد التوصل للصورة األولية للمقياس قامت الباحثة بتطبيق المقياس‬
‫على العينة االستطالعية إلجراء معامالت الصدق والثبات ألدوات‬
‫الدراسة الحالية‪ ،‬وقد تكونت العينة االستطالعية من (‪ )200‬طالب‬
‫وطالبة لهم نفس خصائص العينة األساسية‪.‬‬
‫‪.2‬الصد العاملي‪:‬‬
‫قامت الباحثة بحساب صدق المقياس باستخدام التحليل العاملي بطريقة‬
‫المكونات األساسية لهوتلينج مع التدوير المتعامد للمحاور بطريقة الفاريماكس‪،‬‬
‫وقد تم استخدام محك الجذر الكامن واحد صحيح للعوامل التي تم استخراجها‪،‬‬
‫ومحك التشبع الجوهري للبند بالعامل ≥‪(0،30‬فؤاد أبو حطب‪ ،‬وآمال‬
‫صادق‪ .)1991،‬وقد أسفر التحليل العاملي لبنود مقياس الصمود النفسي عن‬
‫لكل منهاعن الواحد الصحيح‪،‬‬‫ظهور أربعة عوامل تزيد فيها قيمة الجذر الكامن َّ‬
‫كما أسفر التحليل العاملي عن استبعاد (‪ )25‬عبارة ليصبح عدد بنود المقياس‬
‫(‪ )54‬عبارة‪ ،‬ويوضح جدول (‪ )1‬التشبعات الجوهرية على العوامل األربعة التي‬
‫تم استخالصها‪.‬‬

‫‪-859-‬‬
‫الصمود النفسي وعالقته بالدافع لإلنجاز لدى عينة من طالب الدراسات العليا الوافدين‬

‫جدول (‪)1‬‬
‫التشبعات الجوهرية على العوامل األربعة التي تم استخالصها في مقياس‬
‫الصمود النفسي‬
‫العامل‬ ‫العامل‬ ‫العامل‬
‫العامل الرابع‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫م‬
‫الثالث‬ ‫الثانى‬ ‫األول‬
‫‪0.60‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪0.67‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪0،70‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪0.75‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪0.56‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪062‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪0.57‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪0.75‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪0.54‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪0.59‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪0.56‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪0.70‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪0.49‬‬ ‫‪46‬‬ ‫‪0.58‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪0.55‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪0.67‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪0.48‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪0.57‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪0.54‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪0.67‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪0.47‬‬ ‫‪48‬‬ ‫‪0.55‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪0.53‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪0.63‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪0.47‬‬ ‫‪49‬‬ ‫‪0.53‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪0.51‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪061‬‬ ‫‪7‬‬
‫‪0.46‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪0.52‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪0.50‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪0.58‬‬ ‫‪8‬‬
‫‪0.44‬‬ ‫‪51‬‬ ‫‪0.50‬‬ ‫‪37‬‬ ‫‪0.47‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪0.52‬‬ ‫‪9‬‬
‫‪0.43‬‬ ‫‪52‬‬ ‫‪0.46‬‬ ‫‪38‬‬ ‫‪0.47‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪0.49‬‬ ‫‪10‬‬
‫‪0.41‬‬ ‫‪53‬‬ ‫‪0.35‬‬ ‫‪39‬‬ ‫‪0.44‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪0.47‬‬ ‫‪11‬‬
‫‪0.40‬‬ ‫‪54‬‬ ‫‪0.34‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪0.41‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪0.44‬‬ ‫‪12‬‬
‫‪0.31‬‬ ‫‪41‬‬ ‫‪0.41‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪0.33‬‬ ‫‪13‬‬
‫‪0.30‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪0.36‬‬ ‫‪27‬‬
‫‪0.33‬‬ ‫‪28‬‬
‫الجذر‬
‫‪2.77‬‬ ‫‪3.53‬‬ ‫‪3.72‬‬ ‫‪4.65‬‬
‫الكامن‬
‫نسبة‬
‫‪%3.50‬‬ ‫‪%4.46‬‬ ‫‪%4.64‬‬ ‫‪%5.88‬‬
‫التباين‬
‫يتضح من جدول (‪ )1‬أن المصفوفة العاملية قد استخلصت‬
‫(‪ )%18,48‬من مجموع التباين‪ ،‬وترى الباحثة أن العوامل التي تم استخالصها‬
‫من التحليل العاملي تكاد تتفق مع معظم األطر النظرية التي تناولت الصمود‬
‫النفسي فقد أشار (ورد مختار‪2014 ،‬؛ محمد مصطفى‪2012 ،‬؛ سحر فاروق‪،‬‬
‫‪2013‬؛ أسيل صبار‪ )2015 ،‬إلى أن من مكونات الصمود النفسي المواجهة‬
‫‪-860-‬‬
‫دراسات عربية (مج‪ ،18‬ع‪ 4‬أكتوبر ‪ 2019‬ص ص ‪)884-835‬‬

‫اإليجابية‪ ،‬الكفاءة الشخصية واالجتماعية‪ ،‬المساندة االجتماعية‪ ،‬الحكمة‪.‬‬


‫‪ .3‬صدق المقارنة الطرفية ‪ :‬تم حساب قيم "ت" بين متوسطي درجات‬
‫المفحوصين في اإلرباعي األعلى (‪ )%27‬واإلرباعي األدنى (‪)%27‬‬
‫ويوضح جدول (‪ )2‬داللة الفروق بين متوسطي درجات المفحوصين‬ ‫ُ‬
‫الواقعين في اإلرباعي األعلى واألدنى على مقياس الصمود النفسي‪.‬‬
‫جدول (‪)2‬‬
‫داللة الفرو بين متوسطي درجات المفحوصين الواقعين في اإلرباعي األعلى‬
‫واألدنى على مقياس الصمود النفسي‬
‫االرباعي األدنى ‪%27‬‬ ‫اإلرباعي األعلى ‪%27‬‬
‫أبعاد مقياس الصمود‬
‫قيمة"ت"‬ ‫ن=‪54‬‬ ‫ن= ‪54‬‬
‫النفسي‬
‫ع‬ ‫م‬ ‫ع‬ ‫م‬

‫‪**16.7‬‬ ‫‪3.84‬‬ ‫‪27.59‬‬ ‫‪1.56‬‬ ‫‪37.07‬‬ ‫المواجهة اإليجابية‬

‫الكفاءة الشخصية‬
‫‪**21.05‬‬ ‫‪3.46‬‬ ‫‪34.07‬‬ ‫‪0.87‬‬ ‫‪44.79‬‬
‫واالجتماعية‬
‫‪**18.43‬‬ ‫‪3.54‬‬ ‫‪30.90‬‬ ‫‪1.45‬‬ ‫‪40.51‬‬ ‫المساندة االجتماعية‬
‫‪**25.13‬‬ ‫‪2.86‬‬ ‫‪24.92‬‬ ‫‪1.06‬‬ ‫‪35.37‬‬ ‫الحكمة‬
‫الدرجة الكلية لمقياس‬
‫‪**37.51‬‬ ‫‪7.36‬‬ ‫‪117.48‬‬ ‫‪2.81‬‬ ‫‪157.74‬‬
‫الصمود النفسي‬
‫يتضح من جدول (‪ )2‬أن قيم "ت" ألبعاد مقياس الصمود النفسي‬
‫مؤشر على صدق المقياس‬
‫ًا‬ ‫والدرجة الكلية دالة عند مستوى‪0,01‬مما يعطي‬
‫وقدرته على التمييز بين المستويات القوية والضعيفة على مقياس الصمود‬
‫النفسي‪.‬‬
‫ثانيا حساب ثبات درجات المقياس‪:‬‬
‫ً‬
‫تم حساب ثبات درجات المقياس عن طريق التجزئة النصفية باستخدام‬

‫‪-861-‬‬
‫الصمود النفسي وعالقته بالدافع لإلنجاز لدى عينة من طالب الدراسات العليا الوافدين‬

‫كرونباخ‪.‬ويوضح جدول(‪ )3‬قيم‬


‫ُ‬ ‫معامل سبيرمان‪ -‬بروان‪ ،‬ومعامل جتمان‪ ،‬وألفا‬
‫معامالت ثبات مقياس الصمود النفسي باستخدام معامالت سبيرمان – براون‪،‬‬
‫وجتمان‪ ،‬وألفا كرونباخ‪.‬‬
‫قيم معامالت ثبات درجات مقياس الصمود النفسي باستخدام‬
‫التجزئة النصفية بمعامالت ارتباط ارتباط سبيرمان‪ -‬براون‪،‬‬
‫جتمان‪ ،‬ألفا كرونباخ‬
‫ألفا كرونباخ‬ ‫التجزئة النصفية‬ ‫أبعاد مقياس الصمود النفسي‬
‫معامل جتمان‬ ‫معامل سبيرمان‪-‬‬
‫براون‬
‫‪77.0‬‬ ‫‪0.86‬‬ ‫‪0.86‬‬ ‫المواجهة اإليجابية‬
‫‪0.87‬‬ ‫‪0.91‬‬ ‫‪0.91‬‬ ‫الكفاءة الشخصية واالجتماعية‬
‫‪0.78‬‬ ‫‪0.79‬‬ ‫‪0.80‬‬ ‫المساندة االجتماعية‬
‫‪0.81‬‬ ‫‪0.83‬‬ ‫‪0.83‬‬ ‫الحكمة‬
‫‪0.93‬‬ ‫‪0.93‬‬ ‫‪0.93‬‬ ‫الدرجة الكلية‬
‫أن قيم معامل ارتباط سبيرمان ─ براونومعامل‬ ‫يتضح من جدول (‪َّ )3‬‬
‫ارتباط جتمان ومعامل ألفا كرونباخ تُ َع ُّد قيم ثبات مرتفعة؛ مما ُيطمئن الباحثة‬
‫إلى استخدام هذا المقياس في الدراسة الحالية‪.‬‬
‫‪ -‬االتسا الداخلي لمقياس الصمود النفسي‪:‬‬
‫تم حساب قيممعامالت االرتباط بين درجة المفحوصين على البند والدرجة‬
‫البعد‪ ،‬وقد كانت قيم معامالت االرتباط على األبعاد األربعة على‬‫الكلية على ُ‬
‫اآلتي‪:‬البعد األول (المواجهة اإليجابية) تراوحت قيم معامالت االرتباط ما‬
‫ُ‬ ‫النحو‬
‫البعد الثاني (الكفاءة الشخصية واالجتماعية) تراوحت قيم‬
‫بين(‪ٌ ،)0,75-0,19‬‬
‫البعد الثالث (المساندة االجتماعية)‬
‫معامالت االرتباط ما بين(‪ُ ، )0,70-0,42‬‬
‫البعد الرابع (الحكمة)‬
‫تراوحت قيم معامالت االرتباط ما بين) ‪ُ ،)0,65-0,37‬‬
‫تراوحت قيم معامالت االرتباط ما بين) ‪ )0,67-0,47‬وهي قيم دالة إحصائيًّا‬
‫عند مستوى ‪ ،0,01‬كما تم حساب قيم معامالت االرتباط بين درجة‬

‫‪-862-‬‬
‫دراسات عربية (مج‪ ،18‬ع‪ 4‬أكتوبر ‪ 2019‬ص ص ‪)884-835‬‬

‫ويوضح جدول‬ ‫البعد والدرجة الكلية لمقياس الصمود النفسي ‪ُ .‬‬ ‫المفحوصين على ُ‬
‫(‪ )4‬قيم معامالت االرتباط بين الدرجة الكلية على ال ُبعد والدرجة الكلية لمقياس‬
‫الصمود النفسي‪.‬‬
‫جدول (‪)4‬‬
‫البعد‬
‫قيم ُمعامالت االرتباط بين الدرجة الكلية على ُ‬
‫واالدرجة الكلية على مقياس الصمود النفسي‬
‫الدرجة الكلية‬
‫قيم"ر"‬
‫أبعاد المقياس‬
‫‪**0.86‬‬ ‫المواجهه اإليجابية‬
‫‪**0.88‬‬ ‫الكفاءة الشخصية واالجتماعية‬
‫‪**0.80‬‬ ‫المساندة االجتماعية‬
‫‪**0.90‬‬ ‫الحكمة‬
‫يتضح من جدول(‪ )4‬أن جميع قيم معامالت االرتباط بين درجة‬
‫البعد والدرجة الكلية على مقياس الصمود النفسي دالة‬ ‫المفحوصين على ُ‬
‫إحصائيًّا عند مستوى‪0,01‬؛ مما ُيشير إلى أن هناك اتساقًا بين درجة‬
‫البعد والدرجة الكلية على مقياس الصمود النفسي‪.‬‬
‫المفحوصين على ُ‬
‫ثالثًا‪ :‬مقياس الصمود النفسي في صورته النهائية‪:‬‬
‫بندا تندرج تحت أربعة عوامل‬ ‫يتكون المقياس في صورته النهائية من (‪ً )54‬‬
‫أسفر عنها التحليل العاملي وهي‪ :‬المواجهة اإليجابية‪ ،‬الكفاءة الشخصية‬
‫واالجتماعية‪ ،‬المساندة االجتماعية‪ ،‬الحكمة‪ ،‬وقد قامت الباحثة بوضع ثالث‬
‫أحيانا‪ ،‬ال أوافق"‪ ،‬حيث تعطي االستجابة‬
‫ً‬ ‫استجابات أمام كل عبارة وهي "أوافق‪،‬‬
‫"أحيانا" تعطي درجتين‪ ،‬واالستجابة"ال أوافق"‬
‫ً‬ ‫"أوافق" ثالث درجات‪ ،‬واالستجابة‬
‫تعطي درجة واحدة‪ ،‬مع مراعاة اتجاه العبارات‪.‬‬

‫‪-863-‬‬
‫الصمود النفسي وعالقته بالدافع لإلنجاز لدى عينة من طالب الدراسات العليا الوافدين‬

‫بندا وهي‬
‫البعد من(‪ً )13‬‬
‫‪ -1‬المواجهة اإليجابية‪ positive coping‬يتكون هذا ُ‬
‫(‪ ) 13، 12، 11، 10، 9، 8، 7، 6،5، 4، 3، 2، 1‬وتعني به‬
‫الباحثة " قدرة الفرد على مواجهة المتاعب والمشكالت التي يتعرض لها‬
‫في حياته اليوميةبإيجابية وشجاعة‪ ،‬مع االحتفاظ بقدر من الهدوء‬
‫والصبر‪ ،‬وبذل الجهد‪ ،‬واالستفادة من خبراته السابقة وخبرات اآلخرين في‬
‫اختيار أكثر من بديل لحل تلك المشكالت‪".‬‬
‫‪ -2‬الكفاءة الشخصية واالجتماعية ‪:Personal and Social Competence‬‬
‫بندا وهي (‪19، 18، 17، 16 ، 15، 14‬‬ ‫البعد من(‪ً )15‬‬ ‫يتكون هذا ُ‬
‫‪ )28، 27، 26، 25، 24، 23، 22،21، 20،‬وتعني به الباحثة "ميل‬
‫الفرد إلى اإلتقان‪ ،‬وبذل الجهد‪ ،‬وتحمل المسئولية في ما ُيكلَّف به من‬
‫مهام وأعمال‪ ،‬وقدرته على التخطيط ألهدافه بدقة واكتساب مهارات‬
‫جديدة‪ ،‬باإلضافة إلى قدرته على التواصل اإليجابي مع اآلخرين‪ ،‬وتكوين‬
‫عالقات اجتماعية ناجحة‪ ،‬إلشباع حاجاته الشخصية واالجتماعية"‪.‬‬
‫بندا وهي‬
‫البعد من(‪ً )14‬‬
‫‪-3‬المساندة االجتماعية ‪ :Social Support‬يتكون هذا ُ‬
‫(‪41، 40، 39، 38، 37، 36، 35، 34، 33، 32، 31، 30، 29‬‬
‫‪ )42،‬وتعني به الباحثة " شعور الفرد بوجود أشخاص يمكن االعتماد‬
‫ماديا) يساعدونه‪ ،‬ويشجعونه سواء كانوا‬
‫معنويا – ً‬
‫ً‬ ‫(معلوماتيا‪-‬‬
‫ً‬ ‫عليهم‬
‫أصدقاءه أو من أفراد أسرته يلجأ إليهم في األزمات أو األحداث‬
‫الضاغطة"‪.‬‬
‫بندا وهي (‪، 45 ،44، 43‬‬ ‫البعد من (‪ً )12‬‬ ‫‪ -4‬الحكمة ‪ :Wisdom‬يتكون هذا ُ‬
‫‪)54 ،53 ،52 ،51 ،50 ،49 ،48 ،47 ،46‬وتعني به الباحثة" تمهل‬
‫الفرد في الحكم على األمور المتعلقة بحياته وبالبيئة التي يعيش فيها‪،‬‬
‫وقدرته على التعامل مع اآلخرين وادارة انفعاالته والسيطرة عليها وذلك‬
‫لتمتعهُ ببعض الصفات اإليجابية مثل التحلي بالصبر‪ ،‬الحلم‪ ،‬رفض‬
‫التعصب‪ ،‬اتخاذ القرار المناسب"‪.‬‬
‫‪-864-‬‬
‫دراسات عربية (مج‪ ،18‬ع‪ 4‬أكتوبر ‪ 2019‬ص ص ‪)884-835‬‬

‫(‪ )2‬مقياس الدافع لإلنجاز (إعداد‪ :‬الباحثة)‪.‬‬


‫على الرغم من أن المكتبة العربية تحتوى على العديد من المقاييس‬
‫أن نصيب المقاييس التي تهتم بالدافع لإلنجاز لدى طالب‬ ‫النفسية إال َّ‬
‫الدراسات العليا وخاصة الوافدون لم تكن متوفرة ‪ ،‬مما دفع الباحثة إلعداد‬
‫مقياس الدافع لإلنجاز يتناسب مع عينة الدراسة‪.‬‬
‫‪ -1‬االطالع على األطر النظرية العربية واألجنبية في موضوع الدافع‬
‫لإلنجاز‪ ،‬وذلك لتحديد مفهوم إجرائي للدافع لإلنجاز‪ ،‬وكذلك تحديد مكوناته‪.‬‬
‫‪ -2‬االستفادة من المقاييس التي أُعدت في هذا المجال ومنها مقياس يوسف‬
‫عيد‪ 2015،‬فاروق عبدالفتاح‪ 1987 ،‬وفي ضوء ما سبق استطاعت‬
‫الباحثة تحديد مفهوم الدافع لإلنجاز ومكوناته‪ ،‬وصياغة مجموعة من‬
‫العبارات صياغة إجرائية‪.‬‬
‫‪3‬ـ‪ .‬الكفاءة السيكومترية لمقياس الدافع لإلنجاز‪.‬‬
‫أوًال‪ :‬حساب صد المقياس‪:‬‬
‫‪ .1‬صدق المحكمين‪ُ :‬عرض المقياس على مجموعة من السادة المحكمين‬
‫المتخصصين في مجال علم النفس‪ ،‬وذلك لإلدالء بآ ارئهم حول صياغة‬
‫العبارات ومدى مناسبتها للمحور الذي تنتمي إليه‪ ،‬وكذلك للمفحوصين‬
‫سيطبق عليهم المقياس‪ ،‬وكان نتيجة التحكيم أن تم بالفعل حذف‬
‫الذين ُ‬
‫العبارات المكررة‪ ،‬وتعديل صياغة بعض العبارات‪.‬‬
‫بعد التوصل للصورة األولية للمقياس قامت الباحثة بتطبيق المقياس‬
‫على العينة االستطالعية إلجراء معامالت الصدق والثبات ألدوات‬
‫الدراسة الحالية‪ ،‬وقد تكونت العينة االستطالعية من (‪ )200‬طالب‬
‫وطالبة لهم نفس خصائص العينة األساسية‪.‬‬

‫‪-865-‬‬
‫الصمود النفسي وعالقته بالدافع لإلنجاز لدى عينة من طالب الدراسات العليا الوافدين‬

‫العاملي‪:‬‬ ‫‪ .2‬الصد‬
‫أسفر التحليل العاملي لبنود مقياس الدافع لإلنجاز عن ظهور ثالثة‬
‫عوامل تزيدقيمة الجذر الكامن َّ‬
‫لكل منهاعن الواحد الصحيح‪ ،‬كما أسفر التحليل‬
‫العاملي عن استبعاد(‪ )11‬عبارة ليصبح عدد بنود المقياس (‪ )35‬عبارة‪،‬‬
‫ويوضح جدول (‪ )5‬التشبعات الجوهرية على العوامل الثالثة التي تم‬
‫استخالصها‪.‬‬
‫جدول (‪)5‬‬
‫التشبعات الجوهرية على العوامل الثالثة التي تم استخالصها في مقياس‬
‫الدافع لإلنجاز‬
‫العامل الثالث‬ ‫م‬ ‫العامل‬ ‫م‬ ‫العامل األول‬ ‫م‬
‫الثاني‬
‫‪0.76‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪0.71‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪0.75‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪0.67‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪0.70‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪0.74‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪0.62‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪0.67‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪0.71‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪0.59‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪0.64‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪0.64‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪0.57‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪0.62‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪0.63‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪0.53‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪0.59‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪0.62‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪0.52‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪0.57‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪0.60‬‬ ‫‪7‬‬
‫‪0.50‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪0.57‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪0.58‬‬ ‫‪8‬‬
‫‪0.50‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪0.53‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪0.56‬‬ ‫‪9‬‬
‫‪0.49‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪0.50‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪0.55‬‬ ‫‪10‬‬
‫‪0.47‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪0.46‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪052‬‬ ‫‪11‬‬
‫‪0.43‬‬ ‫‪12‬‬
‫‪0.38‬‬ ‫‪13‬‬
‫‪3.56‬‬ ‫‪3.93‬‬ ‫‪4.67‬‬ ‫الجذر الكامن‬
‫‪%7.73‬‬ ‫‪%8.54‬‬ ‫‪%10.13‬‬ ‫نسبة التباين‬
‫يتضح من جدول (‪ )5‬أن المصفوفة العاملية قد استخلصت (‪)%26,4‬‬
‫من مجموع التباين ‪ ،‬وترى الباحثة أن العوامل التي تم استخالصها من التحليل‬
‫العاملي تكاد تتفق مع معظم األطر النظرية التي تناولت الدافع لإلنجاز فقد‬

‫‪-866-‬‬
‫دراسات عربية (مج‪ ،18‬ع‪ 4‬أكتوبر ‪ 2019‬ص ص ‪)884-835‬‬

‫أشار (إبراهيم شوقي‪2003 ،‬؛ حسين بن علي‪2009 ،‬؛ غرم اهلل بن‬
‫عبدالرازق‪2009 ،‬؛ نافد نايف‪ )2012 ،‬إلى أن من مكونات الدافع لإلنجاز‬
‫مستوى الطموح‪ ،‬السعي نحو التفوق‪ ،‬المثابرة‪.‬‬
‫‪ .3‬صدق المقارنة الطرفية ‪ :‬تم حساب قيم "ت" بين متوسطي درجات‬
‫المفحوصين في اإلرباعي األعلى (‪ )%27‬واإلرباعي األدنى (‪)%27‬‬
‫ويوضح جدول (‪ )6‬داللة الفروق بين متوسطي درجات المفحوصين‬ ‫ُ‬
‫الواقعين في اإلرباعي األعلى واألدنى على مقياس الدافع لإلنجاز‪.‬‬
‫جدول(‪)6‬‬
‫داللة الفرو بين متوسطي درجات المفحوصين الواقعين فى‬
‫اإلرباعي األعلى واألدنى على مقياس الدافع لإلنجاز‬
‫اإلرباعي األدنى ‪%27‬‬ ‫اإلرباعي األعلى‪%27‬‬
‫أبعاد مقياس‬
‫قيمة"ت"‬ ‫ن = ‪54‬‬ ‫ن =‪54‬‬
‫الدافعلإلنجاز‬
‫ع‬ ‫م‬ ‫ع‬ ‫م‬
‫‪**15.77‬‬ ‫‪3.80‬‬ ‫‪27.24‬‬ ‫‪0.74‬‬ ‫‪35.55‬‬ ‫مستوى الطموح‬
‫السعي نحو‬
‫‪**16.60‬‬ ‫‪3.72‬‬ ‫‪24.40‬‬ ‫‪0.41‬‬ ‫‪32.88‬‬
‫التفوق‬
‫‪**17.95‬‬ ‫‪3.62‬‬ ‫‪24.07‬‬ ‫‪0.23‬‬ ‫‪32.94‬‬ ‫المثابرة‬
‫‪**21.68‬‬ ‫‪8.65‬‬ ‫‪75.72‬‬ ‫‪0.83‬‬ ‫‪101.37‬‬ ‫الدرجة الكلية‬

‫يتضح من جدول (‪ )6‬أن قيم "ت" ألبعاد مقياس الدافع لإلنجاز‬


‫مؤشر على صدق المقياس‬
‫ًا‬ ‫والدرجة الكلية دالة عند مستوى ‪ 0,01‬مما يعطي‬
‫وقدرته على التمييز بين المستويات القوية والضعيفة على مقياس الدافع‬
‫لإلنجاز‪.‬‬

‫‪-867-‬‬
‫الصمود النفسي وعالقته بالدافع لإلنجاز لدى عينة من طالب الدراسات العليا الوافدين‬

‫ثانيا حساب ثبات درجات المقياس‪:‬‬


‫ً‬
‫تم حساب ثبات درجات المقياس عن طريق التجزئة النصفية باستخدام‬
‫كرونباخ‪.‬ويوضح جدول (‪)7‬‬
‫ُ‬ ‫معامل سبيرمان‪ -‬بروان‪ ،‬ومعامل جتمان‪ ،‬وألفا‬
‫قيم معامالت ثبات مقياس الصمود النفسي باستخدام معامالت سبيرمان –‬
‫براون‪ ،‬وجتمان‪ ،‬وألفا كرونباخ‪.‬‬
‫جدول (‪)7‬‬
‫قيم معامالت ثبات درجات مقياس الدافع لإلنجاز باستخدام‬
‫معادلتى سبيرمان‪ -‬براون‪ ،‬وجتمان‪ ،‬ومعامل ألفا كرونباخ (ن=‪)200‬‬
‫التجزئة النصفية‬
‫أبعاد مقياس‬
‫معامل ارتباط‬ ‫معامل ارتباط‬
‫ألفا كرونباخ‬ ‫الدافعلإلنجاز‬
‫جتمان‬ ‫سبيرمان‪ -‬براون‬
‫‪0.81‬‬ ‫‪0.77‬‬ ‫‪0.78‬‬ ‫مستوى الطموح‬
‫‪0.89‬‬ ‫‪0.89‬‬ ‫‪0.89‬‬ ‫السعي نحو التفوق‬
‫‪0.89‬‬ ‫‪0.90‬‬ ‫‪0.90‬‬ ‫المثابرة‬
‫الدرجة الكلية لمقياس‬
‫‪0.94‬‬ ‫‪0.93‬‬ ‫‪0.94‬‬
‫الدافع لإلنجاز‬

‫يتضح من جدول (‪ )7‬أن قيم ُمعامل ارتباط سبيرمان‪ -‬براون ‪ ،‬ومعامل‬


‫ارتباط جتمان‪ ،‬وألفا كرونباخ تُ َع ٌد قيم ثبات مرتفعة؛ مما ُيطمئن الباحثة إلى‬
‫استخدام ذلك المقياس في الدراسة‪.‬‬
‫االتسا الداخلي لمقياس الدافع لإلنجاز‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫تم حساب قيممعامالت االرتباط بين درجة المفحوصين على البند‬
‫البعد‪ ،‬وقد كانت قيم معامالت االرتباط على األبعاد األربعة‬
‫والدرجة الكلية على ُ‬
‫اآلتي‪:‬البعد األول (الطموح) تراوحت قيم معامالت االرتباط ما بين‬
‫ُ‬ ‫على النحو‬
‫(‪ ،)0,68-0,34‬باستثناء عبارة واحدة قلت قيمة "ر"عن مستوى الداللة ولذا تم‬
‫حذفها‪،‬البعد الثاني (السعي نحو التفوق) تراوحت قيم معامالت االرتباط ما بين‬
‫ُ‬

‫‪-868-‬‬
‫دراسات عربية (مج‪ ،18‬ع‪ 4‬أكتوبر ‪ 2019‬ص ص ‪)884-835‬‬

‫البعد الثالث (المثابرة) تراوحت قيم معامالت االرتباط ما بين‬


‫)‪ٌ ، )0,80-0,57‬‬
‫(‪ ،)0,77-0,62‬وهي قيم دالة إحصائيًّا عند مستوى ‪ ،0,01‬كما تم حساب قيم‬
‫البعد والدرجة الكلية لمقياس‬
‫معامالت االرتباط بين درجة المفحوصين على ُ‬
‫ويوضح جدول (‪ )8‬قيم معامالت االرتباط بين الدرجة الكلية‬ ‫الصمود النفسي‪ُ .‬‬
‫البعد والدرجة الكلية لمقياس الدافع لإلنجاز‪.‬‬
‫على ُ‬
‫جدول (‪)8‬‬
‫البعد‬
‫قيم ُمعامالت االرتباط بين الدرجة الكلية على ُ‬
‫والدرجة الكلية على مقياس الدافع لإلنجاز‬
‫الدرجة الكلية‬
‫قيم"ر"‬
‫أبعاد المقياس‬
‫‪**0.87‬‬ ‫مستوى الطموح‬
‫‪**0.90‬‬ ‫السعي نحو التفوق‬
‫‪**0.93‬‬ ‫المثابرة‬
‫يتضح من جدول(‪ )8‬أن جميع قيم معامالت االرتباط بين درجة‬
‫البعد والدرجة الكلية على مقياس الدافع لإلنجاز دالة إحصائيًّا‬
‫المفحوصين على ُ‬
‫عند مستوى‪0,01‬؛ مما ُيشير إلى أن هناك اتساقًا بين درجة المفحوصين على‬
‫البعد والدرجة الكلية على مقياس الدافع لإلنجاز‪.‬‬
‫ُ‬
‫ثالثًا مقياس الدافع لإلنجاز في صورته النهائية‪:‬‬
‫بندا تندرج تحت ثالثة عوامل‬ ‫يتكون المقياس في صورته النهائية من (‪ً )34‬‬
‫أسفر عنها التحليل العاملي وهي‪ :‬الطموح‪ ،‬السعي نحو التفوق‪ ،‬المثابرة‪ .‬قامت‬
‫أحيانا‪ ،‬ال أوافق"‪،‬‬
‫ً‬ ‫الباحثة بوضع ثالث استجابات أمام كل عبارة وهي "أوافق‪،‬‬
‫"أحيانا" تعطي‬
‫ً‬ ‫حيث تعطي االستجابة "أوافق" ثالث درجات‪ ،‬واالستجابة‬
‫درجتين‪ ،‬واالستجابة"ال أوافق" تعطي درجة واحدة‪ ،‬مع مراعاة اتجاه العبارات‪.‬‬

‫‪-869-‬‬
‫الصمود النفسي وعالقته بالدافع لإلنجاز لدى عينة من طالب الدراسات العليا الوافدين‬

‫بندا وهي (‪4، 3، 2، 1‬‬ ‫البعد من (‪ً )12‬‬ ‫‪-1‬الطموح ‪ :Aspiration‬يتكون هذا ُ‬
‫‪ )12، 11، 10، 9، 8، 7، 6،5،‬وتعني به الباحثة " رغبة الفرد للوصول‬
‫ألعلى الدرجات العلمية‪ ،‬والنجاح في المجتمع‪،‬وأن ُيكافح ويجتهد من أجل‬
‫تحقيق طموحه الدراسي " ‪.‬‬
‫بندا‬
‫البعد من (‪ً )11‬‬‫‪ -2‬السعي نحو التفوق ‪ :Superiority Seeking‬يتكون هذا ُ‬
‫وهي (‪ ) 23، 22، 21،20، 19، 18، 17، 16، 15 ،14، 13‬وتعني‬
‫به الباحثة "حرص الفرد على التفوق والنجاح والتميز بين زمالئه وذلك عن‬
‫طريق استغالل كل المصادر العلمية المتوفرة لتحقيق أهدافه الدراسية‬
‫وتنظيم الوقت "‪.‬‬
‫بندا وهي (‪26، 25،24‬‬ ‫البعد من (‪ً )11‬‬ ‫‪ -3‬المثابرة‪ :Persistence‬يتكون هذا ُ‬
‫‪ ) 34، 33، 32، 31، 30، 29، 28، 27،‬وتعني به الباحثة " إصرار‬
‫الفرد على النجاح‪ ،‬ومواصلة العمل‪ ،‬وتحقيق أهدافه‪ ،‬مهما اعترضه من‬
‫عقبات وصعوبات"‪.‬‬
‫األساليب اإلحصائية المستخدمة في الدراسة‪.‬‬
‫(‪ )1‬اختبار(ت) ‪ t.test‬لحساب داللة الفروق بين المتوسطات‪.‬‬
‫(‪ )2‬معامل االرتباط (بيرسون ‪ Pearson Coefficient‬وسبيرمان –‬
‫براون‪Spearman-Brown‬وجتمان ‪.)Guttman‬‬
‫هذا‪ ،‬وقد استخدمت الباحثة الحزمة اإلحصائية للعلوم االجتماعية ‪SPSS‬‬
‫إلجراء المعامالت اإلحصائية المستخدمة في الدراسة‪.‬‬
‫تفسير نتائج الدراسة ومناقشتها‪.‬‬
‫ض األول‪ :‬ينص على أنه " توجد عالقة إحصائية دالة بين الصمود النفسي‬ ‫الفَ ْر ُ‬
‫والدافع لإلنجاز "الدرجة الكلية واألبعاد" لدى عينة من طالب الدراسات العليا‬
‫الوافدين"‪ .‬وللتحقق من صحة الفرض‪ ،‬تم حساب قيمة معامل ارتباط بيرسون‬
‫بين درجات المفحوصين على مقياس الصمود النفسي ودرجاتهم على مقياس‬
‫ويوضح جدول (‪ )9‬قيم معامل االرتباط‬ ‫الدافع لإلنجاز"األبعاد والدرجة الكلية"‪ُ .‬‬
‫‪-870-‬‬
‫دراسات عربية (مج‪ ،18‬ع‪ 4‬أكتوبر ‪ 2019‬ص ص ‪)884-835‬‬

‫بين درجات المفحوصين على مقياس الصمود النفسيودرجاتهم على مقياس‬


‫الدافع لإلنجاز "الدرجة الكلية واألبعاد"‪.‬‬
‫جدول (‪)9‬‬
‫قيم معامل االرتباط بين درجات المفحوصين على مقياس الصمود‬
‫النفسيودرجاتهم على مقياس الدافع لإلنجاز " الدرجة الكلية واألبعاد"‬

‫الدرجة الكلية‬ ‫السعي نحو‬ ‫أبعاد الدافع لإلنجاز‬


‫المثابرة‬ ‫الطموح‬
‫للمقياس‬ ‫التفو‬ ‫أبعاد الصمود النفسي‬

‫‪**0.67‬‬ ‫‪**0.63‬‬ ‫‪**0.60‬‬ ‫‪**0.60‬‬ ‫المواجهة اإليجابية‬


‫‪**0.71‬‬ ‫‪**0.66‬‬ ‫‪**0.68‬‬ ‫‪**0.60‬‬ ‫الكفاءة الشخصية‬
‫واالجتماعية‬
‫‪**0.52‬‬ ‫‪**0.49‬‬ ‫‪**0.50‬‬ ‫‪**0.43‬‬ ‫المساندة االجتماعية‬
‫‪**0.66‬‬ ‫‪**0.62‬‬ ‫‪**0.60‬‬ ‫‪**0.59‬‬ ‫الحكمة‬
‫‪**0.77‬‬ ‫‪**0.72‬‬ ‫‪**0.71‬‬ ‫‪**0.67‬‬ ‫الدرجة الكلية للمقياس‬
‫يتضح من جدول (‪ )9‬ما يلي‪:‬‬
‫أ‪ .‬توجد عالقة دالة إحصائيًّا موجبة بين المواجهة اإليجابية كأحد أبعاد الصمود‬
‫النفسي ٍّ‬
‫وكل من الدرجة الكلية للدافع لإلنجاز وأبعاد الدافع لإلنجاز(الطموح‪،‬‬
‫السعي نحو التفوق‪ ،‬المثابرة) عند مستوى ‪0,01‬‬
‫ب‪ .‬توجد عالقة دالة إحصائيًّا موجبة بين المساندة االجتماعية كأحد أبعاد‬
‫ٍّ‬
‫وكل من الدرجة الكلية للدافع لإلنجاز وأبعاد الدافع‬ ‫الصمود النفسي‬
‫لإلنجاز(الطموح‪ ،‬السعي نحو التفوق‪ ،‬المثابرة) عند مستوى ‪0,01‬‬
‫ج‪.‬توجد عالقة دالة إحصائيًّا موجبة بين الكفاءة الشخصية واالجتماعية كأحد‬
‫أبعاد الصمود النفسي ٍّ‬
‫وكل من الدرجة الكلية للدافع لإلنجاز وأبعاد الدافع‬
‫لإلنجاز(الطموح‪ ،‬السعي نحو التفوق‪ ،‬المثابرة) عند مستوى ‪0,01‬‬

‫‪-871-‬‬
‫الصمود النفسي وعالقته بالدافع لإلنجاز لدى عينة من طالب الدراسات العليا الوافدين‬

‫د‪ .‬توجد عالقة دالة إحصائيًّا موجبة بين الحكمة كأحد أبعاد الصمود النفسي‬
‫ٍّ‬
‫وكل من الدرجة الكلية للدافع لإلنجاز وأبعاد الدافع لإلنجاز(الطموح‪ ،‬السعي‬
‫نحو التفوق‪،‬المثابرة) عند مستوى ‪0,01‬‬
‫ه‪ .‬توجد عالقة دالة إحصائيًّا موجبة بين الدرجة الكلية للصمود النفسي ِّ‬
‫وكل‬
‫من الدرجة الكلية للدافع لإلنجاز وأبعاد الدافع لإلنجاز (الطموح‪ ،‬السعي نحو‬
‫التفوق‪ ،‬المثابرة) عند مستوى ‪0،01‬‬
‫‪-‬تفسير نتائج الفرض األول ومناقشتها‪.‬‬
‫يتضح من جدول (‪ )9‬تحقق صحة الفرض األول حيث توجد عالقة‬
‫دالة إحصائيًّا موجبة بين الصمود النفسي والدافع لإلنجاز " الدرجة الكلية‬
‫واألبعاد"‪ .‬وتتفق نتيجة هذا الفرض مع ما أشارت إليه نتائج دراسة كل من‬
‫‪splane et al., 2011‬؛‪ Herrero, 2014 Arora,2015‬؛ ‪(Magnano et al.,‬‬
‫)‪2015‬؛ ‪ ، Mwangi et al.,2015‬التي أوضحت أنه توجد عالقة دالة إحصائيًّا‬
‫موجبة بين الصمود النفسي والدافع لإلنجاز‪.‬‬
‫كما تتفق نتيجة هذا الفرض جز ًئيا مع ما أشارت إليه نتائج دراسة‬
‫(نجالء نبيل‪ )2014،‬التي أوضحت أنه توجد عالقة دالة إحصائيًّا موجبة بين‬
‫أساليب مواجهة الضغوط والدافع لإلنجاز ‪ .‬كما تتفق نتيجة هذا الفرض جز ًئيا‬
‫كل من (نافذ نايف‪2012،‬؛ سالمة عقيل‪،‬‬ ‫مع ما أشارت إليه نتائج دراسة ِّ‬
‫‪ )2006‬التي أوضحت أنه توجد عالقة دالة إحصائيًّا موجبة بين الكفاءة الذاتية‬
‫والدافع لإلنجاز‪ .‬كما أشارت نتائج دراسة (عبدالرحمن بن سليمان‪ )2013،‬أنه‬
‫توجد عالقة دالة إحصائيًّا موجبة بين الكفاءة االجتماعية والدافع لإلنجاز‪.‬‬
‫وتختلف نتيجة هذا الفرض جز ًئيا مع ما أشارت إليه نتائج دراسة‬
‫(‪ )Cirik,2015‬التي أوضحتأنه ال توجد عالقة دالة إحصائيًّا بين المساندة‬
‫كبعد من أبعاد الصمود النفسي والدافع لإلنجاز‪.‬‬
‫االجتماعية ُ‬

‫‪-872-‬‬
‫دراسات عربية (مج‪ ،18‬ع‪ 4‬أكتوبر ‪ 2019‬ص ص ‪)884-835‬‬

‫وترى الباحثة أن هذه النتيجة تتفق مع ما أشار إليه (صفاء األعسر‪،‬‬


‫أن الصمود النفسي عبارة عن مجموعة‬ ‫عالء الدين كفافي‪َّ ) 2000،289،‬‬
‫الجلَ َد لمواجهة العقبات الشاملة التي تعترض سبيل‬
‫الصفات التي توفر للناس َ‬
‫حياتهم‪ ،‬وهم اجتماعيون ونشطون‪ ،‬لديهم الرغبة في االستطالع‪ ،‬يقظون‪،‬‬
‫أساسيا الرتفاع‬
‫ً‬ ‫فعا‬
‫ولديهم دقة في المواعيد‪ ،‬وجاهزون للتكيف‪ ،‬وهو ما يكون دا ً‬
‫مستوى الدافع لإلنجاز لدى هؤالء األفراد‪.‬‬
‫أن من أهم الخصائص‬ ‫وترى الباحثة في ضوء نتائج هذا الفرض َّ‬
‫المميزةلذوي الصمود النفسي‪ ،‬امتالك أساليب لمواجهة الضغوط متوافقة مع‬
‫طبيعة الفرد والموقف‪ ،‬ووجود هدف في الحياة‪ ،‬وارتفاع مستوى تقدير الذات‬
‫وفاعلية الذات والدافع لإلنجاز‪ ،‬وامتالك مهارات حل المشكالت واالستقالل‬
‫واإلحساس باألهداف والتخطيط للمستقبل بشكل واقعي‪ ،‬واإلبداع‪ ،‬فكل هذه‬
‫الصفات هي العامل األساسي في التميز والسعي نحو التفوق والرغبة في‬
‫الحصول على أعلى الدرجات العلمية والمثابرة وبالتالي ارتفاع مستوى الدافع‬
‫حيث يعد الصمود النفسي القوة التحفيزية التي تساعد األفراد على‬‫ُ‬ ‫لإلنجاز‪،‬‬
‫تحقيق الذات وهو ما يفسر العالقة الموجبة بين الصمود النفسي والدافع‬
‫لإلنجاز ‪.‬‬
‫ض الثاني‪ :‬ينص على أنه " ُيمكن التنبؤ بالصمود النفسي من خالل‬ ‫الفَ ْر ُ‬
‫درجات الطالب على أبعاد مقياس الدافع لإلنجاز (المثابرة‪ ،‬السعي نحو التفوق‪،‬‬
‫الطموح)‪.‬‬
‫وللتحقق من صحة هذا الفرض قامت الباحثة بحساب تحليل االنحدار‬
‫المتعدد المتدرج‪ Stepwise MultipleRegression‬وذلك لتحديد أي المتغيرات‬
‫دالة في التنبؤ بالصمود النفسي‪ ،‬وتحديد قيمة التباين المفسر لمتغير الصمود‬
‫النفسي لدى عينة الدراسة والتي يمكن إرجاعها إلى المتغيرات المستقلة أبعاد‬
‫الدافع لإلنجاز"المثابرة‪ ،‬السعي نحو التفوق‪ ،‬الطموح"‪.‬‬

‫‪-873-‬‬
‫الصمود النفسي وعالقته بالدافع لإلنجاز لدى عينة من طالب الدراسات العليا الوافدين‬

‫ويوضح جدول (‪)10‬نتائج تحليل االنحدار المتعدد وقيم اإلسهام ونسبة‬ ‫ُ‬
‫"ف" والداللة اإلحصائية ألبعاد الدافع لإلنجاز"المثابرة‪ ،‬والسعي نحو التفوق‪،‬‬
‫الطموح" في التنبؤ بالصمود النفسى‪.‬‬

‫جدول (‪)10‬‬
‫نتائج تحليل االنحدار الخطي المتعدد وقيم اإلسهام ونسبة "ف" والداللة اإلحصائية‬
‫ألبعاد الدافع لإلنجاز في التنبؤ بالصمود النفسي‪.‬‬

‫يتضح من جدول (‪ )10‬أن العوامل المنبئة بالصمود النفسي هي المثابرة‪،‬‬


‫السعي نحو التفوق‪ ،‬الطموح ‪ ،‬وهي مرتبة حسب أهميتها وقوة تأثيرها على‬
‫حيث تعتبر"المثابرة والسعي نحو التفوق‬
‫ُ‬ ‫المتغير التابع "الصمود النفسي"‬
‫ويفسر نموذج المثابرة المنبئ‬
‫والطموح" منبئات إيجابية بالصمود النفسي ٌ‬

‫‪-874-‬‬
‫دراسات عربية (مج‪ ،18‬ع‪ 4‬أكتوبر ‪ 2019‬ص ص ‪)884-835‬‬

‫بالصمود النفسي نسبة ) ‪ )%52‬من التباين الكلي‪ ،‬و ُيفسر نموذج المثابرة‬
‫والسعي نحو التفوق المنبئان بالصمود النفسي (‪)%57‬من التباين الكلي‪ ،‬كما‬
‫ُيفسر النموذج النهائي المتضمن "المثابرة ‪ ،‬السعي نحو التفوق‪ ،‬الطموح"‬
‫(‪ )%59‬من التباين الكلي وبذلك َّ‬
‫فإن النماذج الثالثة للمتغيرات المنبئة‬
‫نسبا كبيرة من التباين حيث تراوحت قيم مربع معامل‬
‫بالصمود النفسي تُفسر ً‬
‫االرتباط المتعدد (‪ )R ²‬ما بين (‪.)0،597-0،520‬‬
‫ويمكن صياغة معادلة االنحدار المتعدد التي تعين على التنبؤ بدرجة الصمود‬
‫ُ‬
‫النفسي من خالل درجات "المثابرة‪ ،‬السعي نحو التفوق‪ ،‬الطموح" على النحو‬
‫اآلتي‪:‬‬
‫الصمود النفسي = ‪ ×1،254( +30،634‬درجة المثابرة) ‪ ×1،381( +‬درجة‬
‫السعي نحو التفوق) ‪ ×0،921(+‬درجة الطموح)‪.‬‬
‫وتُشير هذه المعادلة إلى أنه كلما ارتفعت درجات المفحوص على‬
‫المتغيرات المستقلة الثالثة في معادلة االنحدار ارتفعت درجاته على الصمود‬
‫النفسي‪ ،‬كما أن ترتيب المتغيرات المستقلة في معادلة االنحدار المتعدد على‬
‫حسب قوة تأثيرها على المتغير التابع‪.‬‬
‫‪-‬تفسير نتائج الفرض الثاني ومناقشتها‪.‬‬
‫حيث‬
‫ُ‬ ‫يتضح من نتائج جدول (‪ )10‬تحقق صحة الفرض الثاني‪،‬‬
‫أظهرت نتائج تحليل االنحدار أنه ُيمكن التنبؤ بالصمود النفسي من خالل أبعاد‬
‫الطموححيث تعتبر هذه المتغيرات‬
‫ُ‬ ‫الدافع لإلنجاز" المثابرة‪ ،‬والسعي نحو التفوق‪،‬‬
‫منبئات إيجابية بالصمود النفسي‪.‬‬
‫وتتفق نتيجة هذا الفرض مع ما أشارت إليه نتائج دراسة كل من‬
‫(‪Solomon,2013‬؛ ‪Herrero,2014‬؛ ‪ )Mwangi etal.,2015‬أنه ُيمكن التنبؤ‬
‫بالصمود النفسي من خالل الدافع لإلنجاز‪.‬‬

‫‪-875-‬‬
‫الصمود النفسي وعالقته بالدافع لإلنجاز لدى عينة من طالب الدراسات العليا الوافدين‬

‫ويمكن تفسير نتائج هذا الفرض في ضوء نتائج الفرض األول فبالرجوع‬ ‫ُ‬
‫إلى جدول (‪ )9‬نجد أن قيمة معامل االرتباط بين المثابرة والصمود النفسي‬
‫ثم تكرر ظهور‬ ‫كانت أعلى من ارتباط باقي األبعاد بالصمود النفسي ومن َّ‬
‫المثابرة في النماذج الثالثة لالنحدار كما أن نتائج تحليل االنحدار أظهرت أن‬
‫ويمكن‬‫المثابرة‪ ،‬والسعي نحو التفوق‪ ،‬والطموح منبئات إيجابية بالصمود النفسي ُ‬
‫تفسير ذلك في ضوء العالقة الموجبة بين الصمود النفسي ِّ‬
‫وكل من المثابرة‪،‬‬
‫والسعي نحو التفوق‪ ،‬والطموح‪.‬‬
‫وفي هذا الصدد أوضح أرو ار (‪ )Arora,2015‬أن خصائص الصمود‬
‫طرديا مع خصائص الدافع لإلنجاز فاألفراد الذين يرتفع‬
‫ً‬ ‫تناسبا‬
‫ً‬ ‫النفسي تتناسب‬
‫لديهم الدافع لإلنجاز يمتلكون قدرة أكبر على االرتداد من المواقف الصعبة‪،‬‬
‫ولذلك ُيمكن النظر إلى أفكار وسلوكيات هؤالء األفراد كموارد كبيرة للتغلب على‬
‫العقبات والشدائد‪ ،‬إذن يتمكن الدافع لإلنجاز وما يحتويه من مكونات من تحقيق‬
‫األهداف التي يسعى الفرد لتحقيقها وتعزيز القدرة على التكيف وبذل الجهد‬
‫والحصول على نتائج إيجابية أفضل‪.‬‬
‫ترى الباحثة أن الدافع لإلنجاز سمة مهمة من سمات األفراد الذين‬
‫حيث ُيعد الدافع لإلنجاز وما يحتويه من مكونات‬
‫ُ‬ ‫يتسمون بالصمود النفسي‪،‬‬
‫تشمل التخطيط للمستقبل‪ ،‬والكفاءة الذاتية‪ ،‬والتصميم على النجاح والمثابرة‬
‫وبذل الجهد‪ ،‬وتقدير الذات‪ ،‬وتنظيم الوقت أنظمة دعم قوية تمثل جزًءا من‬
‫قويا على الصمود النفسي‪.‬‬‫مؤشر ً‬
‫ًا‬ ‫الصمود النفسي‪ ،‬لذلك ُيعد الدافع لإلنجاز‬
‫كما أن األفراد الذين ترتفع لديهم الدافعية لإلنجاز هم األفراد القادرون على‬
‫ِّ‬
‫بجهد أكبر للتغلب على الشدائد‪،‬‬ ‫مواجهة الصعوبات واألزمات‪ ،‬من يعملون‬
‫والقادرون على التحكم في الظروف السلبية وغير السارة‪ ،‬وادارة عواطفهم‬
‫إيجابيا للصمود النفسي‪.‬‬
‫ً‬ ‫وانفعاالتهم ومن ثَّم فالدافع لإلنجاز َ‬
‫منبئا‬

‫‪-876-‬‬
‫دراسات عربية (مج‪ ،18‬ع‪ 4‬أكتوبر ‪ 2019‬ص ص ‪)884-835‬‬

‫توصيات الدراسة‪:‬‬
‫‪ .1‬إعداد برامج لتنمية الصمود النفسي لدى طالب الدراسات العليا الوافدين‪.‬‬
‫‪ .2‬إعداد ندوات تثقيفية للطالب الوافدين عن سبل مواجهة صعوبات الحياة‬
‫األكاديمية‪.‬‬
‫‪ .3‬بذل مزيد من الجهد من ِقَب ِل إدارة شئون الوافدين‪ ،‬لتشجيع الطالب على‬
‫التميز والتوجه اإليجابي نحو الحياة‪.‬‬
‫البحوث المقترحة‪.‬‬
‫‪ .1‬الصمود النفسي وعالقته بالرضا عن الحياة لدى عينة من طالب الجامعة‪.‬‬
‫‪ .2‬الصمود النفسي وعالقته بالتوجه نحو المستقبل لدى عينة من طالب‬
‫الدراسات العليا ‪.‬‬
‫‪ .3‬الدافع لإلنجاز وعالقته بأساليب مواجهة الضغوط اإليجابية لدى عينة من‬
‫طالب الجامعة‪.‬‬
‫‪ .4‬فعالية برنامج تدريبي لتنمية الصمود النفسي لدى عينة من طالب الدراسات‬
‫العليا الوافدين‪.‬‬

‫‪-877-‬‬
‫الصمود النفسي وعالقته بالدافع لإلنجاز لدى عينة من طالب الدراسات العليا الوافدين‬

‫المراجع‬
‫أوًال‪ :‬المراجع باللغة العربية‪:‬‬
‫إبراهيم شوقي عبدالحميد‪ .)2003( .‬الدافعية لإلنجاز وعالقاتها بكل من توكيد‬
‫الذات وبعض المتغيرات الديموجرافية لدى عينة من شاغلي الوظائف‬
‫المكتبية‪ .‬المجلة العربية لإلدارة‪.41-1،)1(23،‬‬
‫إبراهيم قشقوش‪ ،‬وطلعت منصور‪ .)1979( .‬دافعية اإلنجاز وقياسها‪ .‬القاهرة‪:‬‬
‫مكتبة األنجلو المصرية‪.‬‬
‫أحمد محمد عبد الخالق‪ ،‬ومايسة أحمد النيا‪ .)1992( .‬الدافعية لإلنجاز‬
‫وعالقتها ببعض متغيرات الشخصية لدى عينة من تالميذ المدارس‬
‫االبتدائية وتلميذاتها بدولة قطر‪ .‬مجلة مركز البحوث التربوية ‪،‬‬
‫‪.203-167 ، )2(1‬‬
‫أسيل صبار محمد‪ .)2015( .‬الصمود النفسي لدى طالب الجامعة النازحين‬
‫وغير النازحين‪ .‬مجلة كلية اآلداب‪.626-603،)114( ،‬‬
‫أميرة سعيد عبدالحميد جاب اهلل‪ .)2015( .‬األمن النفسي وعالقته بالصمود‬
‫النفسي لدى عينة من طالب الجامعة الممارسين وغير الممارسين‬
‫لألنشطة الطالبية‪ .‬دراسات تربوية واجتماعية‪.762-723 ،)4(21،‬‬
‫إيمان مصطفى السرميني‪ .)2015( .‬مقياس الصمود النفسي‪ .‬القاهرة‪ :‬مكتبة‬
‫األنجلو المصرية‪.‬‬
‫جهاد علي السعايدة‪ .)2015( .‬مشكالت الطلبة الوافدين من دول الخليج‬
‫العربي في الجامعات األردنية من وجهة نظرهم ‪ .‬دراسات العلوم‬
‫اإل نسانية واالجتماعية باألردن‪.64-49 ،)1(42،‬‬
‫حسين بن علي حسين فقيهي‪ .)2009( .‬الضغوط النفسية وعالقتها بالدافعية‬
‫لإلنجاز لدى رجال دوريات األمن العاملين بالميدان‪ .‬رسالة ماجستير‬
‫(غير منشورة)‪ ،‬كلية الدراسات العليا‪ ،‬جامعة نايف للعلوم األمنية‪.‬‬
‫‪-878-‬‬
‫دراسات عربية (مج‪ ،18‬ع‪ 4‬أكتوبر ‪ 2019‬ص ص ‪)884-835‬‬

‫سحر فاروق عالم‪.)2013( .‬الصمود النفسي وعالقته بالتماسك األسري لدى‬


‫عينة من طالبات كلية البنات جامعة عين شمس ‪ .‬مجلة اإلرشاد‬
‫النفسي مصر‪.154-109 ،)36( ،‬‬
‫سالمة عقيل سالمة المحسن‪ ،‬وفراس أحمد الحموري‪ .)2006( .‬الكفاءة‬
‫الذاتية المدركة وعالقتها بدافعية اإلنجاز والتواف والتحصيل لدى‬
‫طلبة كلية التربية في جامعة اليرموك‪ .‬رسالة ماجستير (غير‬
‫منشورة)‪ ،‬كلية التربية‪ ،‬جامعة اليرموك‪.‬‬
‫سام جولدستين‪ ،‬وربورت ب‪ .‬بروكس‪.)2011( .‬الصمود النفسي لدى األطفال‪.‬‬
‫ترجمة‪ :‬صفاء األعسر‪ .‬القاهرة‪ :‬المركز القومي للبحوث والترجمة‪.‬‬
‫شيماء عزت باشا‪ ،‬إيمان نصري شنودة‪ .)2016( .‬دليل استخدام مقياس‬
‫الصمود النفسي‪ .‬القاهرة‪ :‬مكتبة األنجلو المصرية‪.‬‬
‫صالح سهو النهار الشواقفة‪ .)2000( .‬الشعور بالوحدة النفسية لدى طلبة‬
‫جامعة آل البيت‪ .‬رسالة ماجستير(غير منشورة)‪ ،‬جامعة اليرموك‪.‬‬
‫صفاء األعسر‪ .)2010( .‬الصمود من منظور علم النفس اإليجابي‪ .‬المجلة‬
‫المصرية للدراسات النفسية‪.28-25 ،)66(20 ،‬‬
‫صفاء األعسر‪ ،‬وعالء الدين كفافي‪ .)2000( .‬الذكاء الوجداني في التربية‬
‫السيكولوجية‪ .‬القاهرة ‪:‬دار قباء‪.‬‬
‫عبد الرحمن بن سليمان النملة‪.)2013( .‬العالقة بين الكفاءة االجتماعية‬
‫والدافعية لإلنجاز لدى طالب المرحلة الثانوية المتفوقين در ًّ‬
‫اسيا في‬
‫منطقة الرياض ‪ .‬دراسات العلوم التربوية‪.1772-1759،) 4(43 ،‬‬
‫عبد اللطيف محمد خليفة‪ .)2000( .‬الدافعية لإلنجاز‪ .‬القاهرة‪ :‬دار غريب‬
‫للطباعة والنشر والتوزيع‪.‬‬
‫عبد المجيد نشواتي‪ .)1986( .‬علم النفس التربوي‪ .‬بيروت ‪ :‬مؤسسة الرسالة‪.‬‬

‫‪-879-‬‬
‫الصمود النفسي وعالقته بالدافع لإلنجاز لدى عينة من طالب الدراسات العليا الوافدين‬

‫بين الجنسين في‬ ‫عويد سلطان المشعان‪ .)1993( .‬دراسات في الفرو‬


‫الرضا المهني‪ .‬الكويت‪ :‬دار القلم للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫عفراء إبراهيم خليل‪.)2017( .‬الصمود النفسي لدى طلبة الجامعة في ضوء‬
‫بعض المتغيرات ‪ .‬مجلة األستاذ‪ ،‬العدد الخاص‪ ،‬بالمؤتمر العلمي‬
‫الخامس‪.36-19 ،‬‬
‫غرم اهلل بن عبدالرازق بن صالح الغامدي‪ .)2009( .‬التفكير العقالني والتفكير‬
‫غير العقالني ودافعية اإلنجاز لدى عينة من المراهقين المتفوقين‬
‫اسيا والعاديين بمدينتي مكة المكرمة وجدة‪ .‬دراسات عربية في‬ ‫در ً‬
‫التربية وعلم النفس المملكة العربية السعودية‪.145-105،)1(5،‬‬
‫فاتن فاروق عبدالفتاح‪ .)2014( .‬الصمود النفسي لدى طلبة الجامعة وعالقته‬
‫بكل من الحكمة وفاعلية الذات لديهم ‪ .‬مجلة كلية التربية ببورسعيد‪،‬‬
‫(‪.134-90 ،)15‬‬
‫فاروق عبدالفتاح موسى‪ .)1981( .‬اختبار الدافع لإلنجاز لألطفال والراشدين‬
‫(إعداد هرمانز)‪ .‬القاهرة‪ :‬مكتبة النهضة المصرية‪.‬‬
‫فؤاد أبوحطب‪ ،‬وآمال صادق‪ .)1991( .‬مناهج البحث وطر التحليل‬
‫اإلحصائي في العلوم النفسية والتربوية واالجتماعية‪ .‬القاهرة‪ :‬مكتبة‬
‫األنجلو المصرية‪.‬‬
‫لويس كوهين‪ ،‬ولورانس ماينتون‪ .)1990( .‬مناهج البحث في العلوم‬
‫االجتماعية والتربوية‪ .‬ترجمة‪ :‬كوثر كوجك ووليم تاوضروس‪.‬‬
‫القاهرة‪ :‬الدار العربية للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫محمد جواد الخطيب‪ .)2007( .‬تقييم عوامل مرونة األنا لدى الشباب‬
‫الفلسطيني في مواجهة األحداث الصادمة‪ .‬مجلة الجامعة اإلسالمية‬
‫للبحوث اإلنسانية‪.1088-1051 ،)2(15 ،‬‬

‫‪-880-‬‬
‫دراسات عربية (مج‪ ،18‬ع‪ 4‬أكتوبر ‪ 2019‬ص ص ‪)884-835‬‬

‫محمد السعيد عبد الجواد أبوحالوة‪ .)2013( .‬المرونة النفسية ماهيتها‬


‫ومحدداتها وقيمتها الوقائية‪ .‬الكتاب اإللكتروني لشبكة العلوم النفسية‪:‬‬
‫اصدارات شبكة العلوم النفسية العربية‪.)29( ،‬‬
‫محمد الدسوقي عبدالعزيز‪ ،‬وعبدالكريم رجب إسماعيل‪ .)2013( .‬فعالية الذات‬
‫وعالقتها بالصمود النفسي لدى طلبة جامعة القدس المفتوحة بغزة‪.‬‬
‫مجلة كلية التربية‪.185-158 ،)51( ،‬‬
‫محمد سعد حامد عثمان‪ .)2010( .‬فاعلية برنامج إرشادي لتنمية المرونة‬
‫اإليجابية في مواجهة أحداث الضاغطة لدى عينة من الشباب‬
‫الجامعي‪ .‬مجلة كلية التربية‪ ،‬جامعة عين شمس‪-373،)33(3،‬‬
‫‪.405‬‬
‫محمد عصام محمد الطالع ‪ ،‬ونبيل كامل محمد دخان‪ .)2016( .‬الذكاء‬
‫الروحي وعالقته بالصمود النفسي لدى طلبة الجامعة اإلسالمية‬
‫بغزة‪ .‬رسالة ماجستير (غير منشورة)‪ ،‬كلية التربية‪ ،‬الجامعة اإلسالمية‬
‫بغزة‪.‬‬
‫محمد مصطفى عبدالرازق‪ .)2012( .‬الصمود النفسي مدخل لمواجهة الضغوط‬
‫األكاديمية لدى عينة من طالب الجامعة المتفوقين عقليًّا‪ ،‬مجلة‬
‫اإلرشاد النفسي‪.579-499، )32( ،‬‬
‫منار سعيد بني مصطفى‪ ،‬وأحمد عبداهلل الشريفين‪ .)2013( .‬الشعور بالوحدة‬
‫النفسية واألمن النفسي والعالقة بينهما لدى عينة من الطلبة الوافدين‬
‫في جامعة اليرموك ‪.‬المجلة األردنية في العلوم التربوية‪، )2(9،‬‬
‫‪.162-141‬‬
‫نافذ نايف يعقوب‪.)2012( .‬الكفاءة الذاتية المدركة وعالقتها بدافعية اإلنجاز‬
‫والتحصيل األكاديمي لدى طالب كليات جامعة الملك خالد في بيشة‪،‬‬
‫المملكة العربية السعودية‪ .‬مجلة العلوم التربوية والنفسية‪،)3(13 ،‬‬
‫‪.98-74‬‬

‫‪-881-‬‬
‫الصمود النفسي وعالقته بالدافع لإلنجاز لدى عينة من طالب الدراسات العليا الوافدين‬

‫ المتغيرات المؤثرة في مؤشرات التكيف‬.)2011( .‫نايف عودة كايد البنوي‬


‫النفسي االجتماعي الحنين للوطن لدى الطلبة الوافدين في جامعة‬
.237-207 ،)1(17،‫ مجلة المنارة للبحوث والدراسات األردن‬.‫مؤتة‬
‫ مواجهة الضغوط المهنية وعالقتها بدافعية‬.)2014( .‫نجالء نبيل الدم‬
‫ كلية‬،‫ رسالة ماجستير‬.‫اإلنجاز لدى مدربي مراكز التدريب المهني‬
.‫جامعة األزهر غزة‬،‫التربية‬
‫ الصمود النفسي لدى الطالبة‬.)2014( .‫ورد محمد مختار عبد السميع‬
‫ مجلة‬.‫الجامعية وعالقته بالرضا عن الحياة والتحصيل الدراسي‬
.57-27 ،)15( ،‫البحث العلمي في التربية‬
:‫ثانياً المراجع باللغه اإلنجليزية‬
American Psychological Association (2000). The Road to Resilience.
Washington: Discovery Health Chanel American Psychologist, 56 (3).
277-238.
Arora,S.(2015). Achievement motivation and resilience among student
athlets. phD., Delhi University.
Cirik,I.(2015). Relationships between social support,motivation, and
science achievement: Structural equation modeling. Anthrologist,
20(1), 232-242.
Conner,K.Davidson, J.(2003).Development of anew resilience scale:
the Conner-Davidson resilience scale(CD-RISC). Depression and
Anxiety, 18(2), 76-82.
Cowan, P. & Schulz, M. (1996).Thinking about risk and resilience in
families. In E.M. Hethering.E. Blechman(Eds.), Stress, Coping,
and Resiliency in children and families. (pp.1-63). New Gersy:
Lawrence Erlbaum Associates.
Cutuli, J. & Masten, A. (2009).Resilience. In S.J.Lopez (Ed). The
Encyclopedia of positive psychology, 5(1)837-843.
Dewiti, N. (2010). Stress, resilience, and achievement motivation in
college students. Master. Thesis, Eastern Washing University.
Elizabeth, H.; Kelly, E.; David, A. & William, E.(2012). Time use and
well-being in older widows adaptation and resilience. Journal
Women Aging, 23(2), 149-159.

-882-
)884-835 ‫ ص ص‬2019 ‫ أكتوبر‬4‫ ع‬،18‫دراسات عربية (مج‬

Herrero, D. (2014). The relationship among achievement motivation,


hope, and resilience and their effects on academic achievement
among firstyear college students enrolled in ahispanic_serving
instituation. PhD., texsas University.
Jew, C.; Green, K. & Kroger, J.(1999). Development and validation of
measure of resiliencey. Journal of measurement and evolution in
consoling and development, 32(2), 75-90.
Jowkar, B.; Friborg, O. & Hjemdal, O. (2010). Cross-cultural
validation of the Resilience Scale for Adults (RSA) in Iran.
Scandinavian Journal of Psychology, 51, 418–425.
Magnano, P.; Carpo, G.; & Paolillo,A.(2015). Resilience and emotional
intelligence: whichrole in achievement motivation. Int.j.
Psychol.Res, 9(1),9-22.
Mwangi,C.;Okatcha,F.&Ireri,A.(2015). Relationship between
academic resilience and academic achievement among secondry
school students in kiambu county kenya. International Journal of
School and Cognative Psychology, 1-5.
Myers, M. (2011). Physician suicide and resilience: Diagnostic
therapeutic and moral imperatives. World Medical Journal,
57(3),90-97.
Nishi, D.; Uehara, R.; Kondo, M. & Matsuoka,Y. (2010). Reliability
and validity of the Japanese version of the resilience scale and its
short version.National disaster medical center.
Pidgeon, A.; Rowe, N.; Stapleton, P. & Magyar, H. (2014).Examining
characteristics of resilience among university students:an
international study.Open Journal of Social Sciences, 2(11), 14-22.
Sabouripour,F.&Roslan,S.(2015a).Resilience,optimism and socialsupport
among international students. Asian social sciences, 11 (15),159-
170.
Sabouripour, F. & Roslan, S. (2015b). Self-efficacy, psychological
well-being and resilience among international students.
University Putra Malysia.iated digital library.
Smith, B. ; Dalen, J.; Wiggins, K.; Tooley, E.; Christopher, P. &
Bernard, J. (2008). The brief resilience scale: assessing the
ability to bounce back. International Journal of behavioral
medicine, 15(3), 194-200.
Splan, R.; Brooks, R.; Porr, S. &Broyles, T. (2011).Resilience and
chievementgoals oriention among agricultural students. Journal
of Nacta, 31-38.

-883-
‫الصمود النفسي وعالقته بالدافع لإلنجاز لدى عينة من طالب الدراسات العليا الوافدين‬

Van, G.; Depuijter, M. & Smeets, C. (2006). Citizens and resilience.


Amesterda. Dutch Knowledge and Advise center.
22-Wald, J.; Taylor, S.; Asmundson, G.; Jang, K. & Stapleton, J.
(2006). Theories of resiliency.Tornato: Scientific Authority.
23-Wang, J. (2009). A Study of resiliency characteristics in the
adjustment of international graduate students at American
universities. Journal ofStudies in International Education, 13(1), 22-
45.

-884-

You might also like