You are on page 1of 66

‫فعالية الذات العامة كمتغري معدل للعالقة بني الضغوط النفسية والتوافق‬

‫النفسي االجتماعي لدى عينة من املصريني والنازحني السوريني‬

‫(*)‬
‫أميرة محمد الدق‬
‫الملخص‪:‬‬
‫ُ‬
‫متغير‬
‫ًا‬ ‫هدف البحث الراهن إلى الكشف عن دور متغير فعالية الذات العامة بصفته‬
‫معدًل للعالقة بين الضغوط النفسية والتوافق النفسي اًلجتماعي لدى عينتين من المصريين‬ ‫ً‬
‫والنازحين السوريين‪ .‬واتبعت الدراسة المنهج الوصفي اًلرتباطي المقارن على عينة قوامها‬
‫(‪ )461‬مشارًكا جميعهم من الذكور‪ ،‬تراوحت أعمارهم بين (‪ )66–41‬سنة‪ .‬وتكونت أدوات‬
‫الدراسة من ثالثة مقاييس وهي؛ مقياس فعالية الذات العامة‪ ،‬واستخبار التوافق النفسي‬
‫واًلجتماعي‪ ،‬وكالهما من إعداد الباحثة‪ ،‬وقائمة هولمز – راهي لضغوط الحياة‪ :‬إعداد‪:‬‬
‫هولمز وراهي‪ ،‬وترجمة‪ :‬جمعة سيد يوسف‪ .‬وتوصلت نتائج الدراسة إلى َّأنه ًل توجد فروق‬
‫دالة إحصائيًّا بين عينة المصريين والنازحين السوريين في الضغوط النفسية‪ ،‬في حين ُوجدت‬
‫فروق دالة إحصائيًّا في فعالية الذات العامة‪ ،‬والتوافق النفسي اًلجتماعي‪ .‬كما كشفت النتائج‬
‫عن وجود عالقة ارتباطية سالبة بين كل من الضغوط النفسية وفعالية الذات العامة؛ كما‬
‫أما عن العالقة‬
‫كشفت عن عالقة ارتباطية سالبة بين الضغوط والتوافق النفسي اًلجتماعي‪َّ .‬‬
‫بين فعالية الذات العامة والتوافق النفسي واًلجتماعي فكانت عالقة ارتباطية موجبة جوهرية‬
‫لدى مجموعتي الدراسة؛ كما كشفت النتائج عن أن المتغير المعدل (فعالية الذات العامة) قد‬
‫تدخل في تعديل مقدار التوافق النفسي اًلجتماعي وزيادته‪ ،‬إذ ارتفعت العالقات اًلرتباطية‬
‫السالبة بين المتغير التنبؤي (الضغوط النفسية) والمتغير المتنبأ به (التوافق النفسي) لدى‬
‫مجموعتي الدراسة؛ كما تنبأت كل من فعالية الذات العامة والضغوط النفسية بالتوافق النفسي‬
‫اًلجتماعي لدى مجموعتي الدراسة‪.‬‬
‫الكلمات المفتاحية‪ :‬فعالية الذات العامة ‪ -‬الضغوط النفسية ‪ -‬التوافق النفسي االجتماعي –‬
‫النازحين السوريين‬

‫(*) قسم علم النفس – كلية اآلداب ‪ -‬جامعة طنطا‬


‫فعالية الذات العامة كمتغير معدل للعالقة بين الضغوط النفسية والتوافق النفسي االجتماعي‬

General Self – efficacy as a moderating variable for the


relationship between psychological stresses and social –
psychological adjustment among Egyptians and Syrian
displaced.
)*(
Amira M. ELdok
Abstract:
The study aims to explore the role of general self –efficacy as a
moderating variable of the relation between psychological stresses and
social – psychological adjustment among Syrian displaced and
Egyptians. The research used Non-Experimental Method (the
descriptive and correlative Method). On a sample of (164) male
participants, with the age range of (15-62) years. The study tools
consisted of three measures: the general self-efficacy scale; the social
– psychological adjustment questionnaire, both authored by the
researcher; and Holmes – Rahe stress scale, Authored by Holmes and
Rahe, translated by Gomaa yousef. The results of the study found a
negative correlation between the psychological stresses and general
self –efficacy, and a negative correlation between the psychological
stresses and social – psychological adjustment; while it found a
significant positive correlation between the general self –efficacy and
the social – psychological adjustment., the general self –efficacy was
moderating variable of the relationship between psychological stresses
and social – psychological adjustment. The results also revealed that
general self –efficacy had a contribution in increasing the social –
psychological adjustment, as the negative correlation between the
psychological stressors and the social – psychological adjustment has
increased for both groups of the study, In addition to predicting the
psychological stresses in both Syrian displaced and Egyptians. In
conclusion, There were significant differences between the two
samples in their general self –efficacy and social – psychological
adjustment. While there were'nt any significant differences between
them in psychological stresses.
Key words: General self –efficacy - Social – psychological adjustment -
Psychological stresses - Syrian displaced.

)*( Lecturer of Psychology–Faculty of Arts - Tanta University

-466-
‫دراسات نفسية (مج‪ ،13‬ع‪ 4‬أكتوبر ‪ 0203‬ص ‪)827-341‬‬

‫قدمة‬
‫الم ّ‬
‫ُ‬
‫كثير ِمن اآلثار الخطيرة بل والمدمرة للصحة‬‫إن لألزمات والحروب ًا‬
‫كثير من هدم اإلنسانية‪ ،‬وهذا ما ينتج عنه لجوء كثير‬
‫النفسية‪ ،‬التي ينجم عنها ٌ‬
‫ّ‬
‫من المواطنين من أوطانهم إلى دول أخرى‪ ،‬لذا تعد قضية الالجئين السوريين‬
‫تعقيدا التي يواجهها المجتمع الدولي؛ إذ َّ‬
‫إن ثمة أكثر‬ ‫ً‬ ‫مشكلة من أكثر المشاكل‬
‫من ستة ماليين ًلجئ سوري حول العالم بأمس الحاجة إلى األمن والغذاء‬
‫والصحة والخدمات اًلجتماعية واإلنسانية (السعدي‪.)612 ،6142 ،‬‬
‫عهدا في العالم التي‬
‫ً‬ ‫وتعد قضية الالجئين في المنطقة العربية األطول‬
‫بدءا بالتهجير العربي الفلسطيني من األراضي المحتلة إلى تفاقم‬ ‫استمرت ً‬
‫مؤخر في أنحاء مختلفة مـن الـوطن العربي‪ ،‬حيث أدت‬
‫ًا‬ ‫حاًلت اللجوء والنزوح‬
‫األحداث التي شهدتها بعض الدول العربية ‪ -‬وخاصة خالل السنوات الست‬
‫األخيرة ‪ -‬إلى وجود حركة من اللجوء والنزوح بصور مختلفة فردية وجماعية‪،‬‬
‫متجددا في المعاناة اإلنسانية (جامعة الدول العربية‪،6146 ،‬‬
‫ً‬ ‫مفصال‬
‫ً‬ ‫ما شكل‬
‫‪.)3‬‬
‫وهنـاك عـدة أسـباب للنزوح واللجـوء‪ ،‬مـن أهمهـا الصراعات الداخليـة‬
‫والحروب‪ ،‬وعـدم اًلسـتقرار‪ ،‬والخـوف علـى الحيـاة فـي بعـض البلدان‪ ،‬وكذلك‬
‫انتهاك حقوق اإلنسـان التـي ظهـرت بشـكل كبيـر‪ ،‬بغـض النظـر عـن الجهة التي‬
‫دينيـا أو‬
‫انتهكت تلك الحقوق من معارضـين للنظـام أو مـن جماعـات متطرفـة ً‬
‫كثير من األفـراد إلى النزوح واللجـوء إلـى دول‬
‫عقائديا أو سياسيا؛ لذلك اضطر ٌ‬
‫أخـرى للحماية‪ ،‬والمحافظة على حقوقهم وحياتهم‪ .‬وهناك أسباب أخرى تؤدي‬
‫إلى اللجوء وهي ال ّنزاعات المسلحة بين الدول المتجـاورة‪ ،‬حيث تتعرض بعض‬
‫الدول إلى اعتداءات خارجية ألسباب سياسية ما يزيد من مشكلة اللجوء والنزوح‬
‫(مقدادي‪ .)44-41 ،6142 ،‬كما أن للجوء والنزوح والتهجير القسري تداعيات‬
‫كبيرةً على األسرة نفسها من تشريد واضطهاد‪ ،‬ومـا يترتب عليه من آثار نفسية‬
‫خاصة لدى فقدان الوالدين أو أحدهما أو التعرض إلى التعنيـف أو اًلعتقـال أو‬

‫‪-466-‬‬
‫فعالية الذات العامة كمتغير معدل للعالقة بين الضغوط النفسية والتوافق النفسي االجتماعي‬

‫المالحقة في بعض األحيان خالل رحلة اللجوء إلى بلد آخر‪ ،‬أو حتى في‬
‫حاًلت النزوح داخل البلد الواحد‪ ،‬وما يتبع ذلك من عدم اًلستقرار واًلفتقار إلى‬
‫الخصوصية في مخيمات الالجئين‪ ،‬باإلضافة إلى األعباء األخرى المتمثلة في‬
‫تدهور األوضاع اًلقتصادية واًلجتماعية لألسرة (جامعة الدول العربية‪،‬‬
‫‪.)3 ،6146‬‬
‫آثار حادة ومزمنة على المجتمع‪ ،‬حيث تعد‬ ‫وكان لهذه الحرب في سوريا ٌ‬
‫الحروب من أكثر األحداث الضاغطة نفسيًّا التي يمكن أن يخبرها الفرد‪ ،‬فمنذ‬
‫بداية الصراع السوري في عام ‪ 6144‬مات أكثر من نصف مليون مواطن‬
‫سوري )‪.(Kakaje et al, 2021‬‬

‫ويعد موضوع الضغط النفسي(‪ )4‬من الموضوعات ذات األهمية الكبيرة‬


‫في الحياة المعاصرة‪ ،‬وذلك لما له من آثار سلبية في حياة األفراد الشخصية‬
‫واًلجتماعية‪ ،‬باإلضافة إلى تأثيره في إنتاجيتهم (أيبو‪ .)66 ،6142 ،‬وتشير‬
‫اإلحصاءات العالمية إلى أن ‪ %21‬من األمراض الحديثة سببها الضغوط‬
‫النفسية‪ ،‬وأن ‪ %11‬من مشكالت المرضى المراجعين لألطباء والمستشفيات‬
‫شكال من‬
‫ناتجة عن الضغوط النفسية‪ ،‬وأن ‪ %61‬من أفراد المجتمع يعانون ً‬
‫أن الضغط‬ ‫أشكال الضغط النفسي (العامرية‪ ،)62 ،6141 ،‬ويؤكد الباحثون َّ‬
‫النفسي يمنع التوافق مع الذات ومع البيئة المحيطة لإلنسان (أيبو‪،6142 ،‬‬
‫‪ ،)66‬فالحياة بوجه عام ًل تخلو من الصعوبات والعوائق والعقبات والضغوط‬
‫التي تختلف في طبيعتها ومصدرها وشدتها‪ ،‬والتي يالقيها الفرد يوميًّا حيث‬
‫تؤثر في توافقه النفسي واًلجتماعي‪ ،‬كما تعيقه عن تحقيق أهدافه واشباع‬
‫دوافعه (التلولي‪.)41 ،6141 ،‬‬
‫أن حياة كل فرد تتكون من سلسلة من عمليات التوافق تبدأ عندما‬ ‫كما َّ‬
‫يشعر الفرد بضغط نفسي‪ ،‬فيتحرك لديه الدافع للقيام بالسلوك التوافقي إلشباع‬
‫الحاجة الناتجة عن الضغط أو التوتر (الشريف‪.)33 ،6111 ،‬‬

‫‪(1) Stress‬‬

‫‪-464-‬‬
‫دراسات نفسية (مج‪ ،13‬ع‪ 4‬أكتوبر ‪ 0203‬ص ‪)827-341‬‬

‫فإن الشعور بالفعالية الشخصية أو الضبط‬ ‫أما عن فعالية الذات(‪َّ )4‬‬


‫َّ‬
‫(‪)6‬‬
‫الشخصي ضروري لحدوث التوافق النفسي والكفاءة السلوكية &‪(Maddux,‬‬
‫)‪ .Lewis, 1995‬ففعالية الذات العامة تعني قدرة شخصية على مواجهة المواقف‬
‫الضاغطة بشكل فعال وأكثر استق ار ار )‪ .(Abdullah, 2013‬وفعالية الذات‬
‫والضغوط مفهومان مرتبطان ببعضهما طبقا لنموذج ًلزاروس المعرفي‬
‫للضغوط‪ ،‬إذ إن فعالية الذات تؤثر في إدراك المتطلبات الخارجية‪ ،‬وتتوسط‬
‫العالقة بين مصادر الضغوط الخارجية والضغوط النفسية ‪(Zajacova et al,‬‬
‫)‪ .2005‬فاألفراد الذين لديهم إدراك قوي لفعالية الذات‪ ،‬يواجهون تحديات أو‬
‫مواقف مهددة أو ضاغطة دون أن يضعفهم القلق أو اليأس‪ ،‬كما َّأنهم أقل‬
‫قابلية مقارنة بمنخفضي فعالية الذات لتفسير أو شرح أحداث الحياة السلبية‬
‫خلال معرفيًّا‪،‬‬
‫الضاغطة بطرق تؤدي إلى اليأس والتقاعس اللذين قد يسببان ً‬
‫وعدم كفاءة‪ ،‬وجمودا سلوكيا‪ ،‬وفوضى سلوكية (أو سلوك غير منظم)‬
‫)‪.(Maddux,& Lewis, 1995‬‬
‫مما سبق يتضح َّ‬
‫أن فئة النازحين السوريين في المنطقة العربية من أهم‬
‫نظر لما يتعرضون له من‬
‫الفئات التي يجب تناولها بالبحث العلمي والدراسة‪ً ،‬ا‬
‫أحداث حياتية ضاغطة من قبيل موت أحد أفراد األسرة‪ ،‬وفقدان وظائفهم‪،‬‬
‫مهما دراسة فعالية‬
‫وظروف اقتصادية غير مستقرة وغيرها كثير‪ .‬كما يبدو ًّ‬
‫متغير معدًل للعالقة بين الضغوط‬
‫ًا‬ ‫الذات العامة لديهم وفحص ما إذا كانت تعد‬
‫التي يتعرضون لها وتوافقهم النفسي واًلجتماعي أم ًل‪.‬‬
‫وكما كان عام ‪ 6144‬هو بداية الصراع السوري فقد كان هذا العام أيضا‬
‫بداية لعديد من األحداث الضاغطة والصعوبات اًلقتصادية والحياتية المتنوعة‬
‫التابعة لثورة يناير ‪ 6144‬في مصر؛ وفي الوقت نفسه بدأ نزوح السوريين من‬
‫بالدهم لمصر ولدول أخرى بعد تعرضهم ألحداث أكثر صعوبة‪ ،‬وعلى الرغم‬

‫‪(1)Self - efficacy‬‬
‫‪(2) psychological adjustment‬‬

‫‪-466-‬‬
‫فعالية الذات العامة كمتغير معدل للعالقة بين الضغوط النفسية والتوافق النفسي االجتماعي‬

‫من ذلك استطاع النازحون السوريون اًلنخراط في المجتمع المصري والعمل‬


‫والسكن ومواجهة الضغوط الحياتية المختلفة‪ ،‬ما أثار تساؤًلت لدى الباحثة فيما‬
‫يخص الفروق بين المصريين والنازحين السوريين في الضغوط النفسية والتوافق‬
‫النفسي‪ ،‬وهل يمكن أن يعدل متغير فعالية الذات من العالقة بينهما؟‪.‬‬
‫مشكلة البحث‬
‫يحاول البحث الراهن اإلجابة عن التساؤًلت اآلتية‪:‬‬
‫هل توجد فروق في فعالية الذات العامة والتوافق النفسي اًلجتماعي‬ ‫‪-4‬‬
‫والضغوط النفسية بين المصريين والنازحين السوريين؟‬
‫وهل توجد عالقات ارتباطية جوهرية بين فعالية الذات العامة والضغوط‬ ‫‪-6‬‬
‫النفسية والتوافق النفسي اًلجتماعي وبين بعضها بعضا لدى عينة من‬
‫النازحين السوريين في مقابل المصريين؟‬
‫وهل تعدل فعالية الذات العالقة اًلرتباطية بين الضغوط النفسية‬ ‫‪-3‬‬
‫والتوافق النفسي اًلجتماعي لدى عينة من النازحين السوريين في مقابل‬
‫المصريين؟‬
‫وهل يمكن التنبؤ من فعالية الذات العامة والضغوط النفسية بالتوافق‬ ‫‪-1‬‬
‫النفسي اًلجتماعي لدى عينة من النازحين السوريين في مقابل‬
‫المصريين؟‬
‫أهمية الدراسة‪:‬‬
‫(أ) األهمية النظرية‪:‬‬
‫‪ -4‬اًلهتمام بفحص عينة النازحين السوريين نظـ ار لت ازيـد أعـدادهم فـي المجتمـع‬
‫المصري بعد ظروف الحرب في سوريا‪.‬‬
‫‪ -6‬إلقــاء الضــوء علــى الفــروق بــين المص ـريين والســوريين فــي كــل مــن فعاليــة‬
‫الذات العامة‪ ،‬والضغوط النفسية والتوافق النفسي اًلجتماعي‪.‬‬
‫‪ -3‬توضيح منظومة العالقات اًلرتباطية بين فعالية الذات العامة بصـفتها أحـد‬

‫‪-466-‬‬
‫دراسات نفسية (مج‪ ،13‬ع‪ 4‬أكتوبر ‪ 0203‬ص ‪)827-341‬‬

‫متغيـرات علــم الــنفس اإليجــابي وكــل مــن الضــغوط النفســية والتوافــق النفســي‬
‫اًلجتماعي‪.‬‬
‫‪ -1‬توضــيح الــدور المعــدل ألحــد متغي ـرات علــم الــنفس اإليجــابي (فعاليــة الــذات‬
‫العامــ ــة) فــ ــي تعـ ـ ــديل العالقــ ــة ب ـ ــين الضـ ـ ــغوط النفس ـ ــية والتوافـ ـ ــق النفسـ ـ ــي‬
‫اًلجتماعي‪.‬‬
‫‪ -1‬ندرة الدراسات العربية واألجنبية – في حدود اطالع الباحثة – التي تناولـت‬
‫ـر معــدل للعالقــة بــين الضــغوط النفســية‬ ‫فعاليــة الــذات العامــة بوصــفه متغيـ ًا‬
‫والتوافق النفسي اًلجتماعي‪.‬‬
‫‪ -6‬الكشـ ــف عـــن أهميـ ــة فعاليـ ــة الـ ــذات العام ــة والضـ ــغوط النفسـ ــية فـــي التنبـ ــؤ‬
‫بالتوافق النفسي اًلجتماعي‪.‬‬
‫(ب) األهمية التطبيقية‪:‬‬
‫يمكن اإلفادة من نتائج الدراسة الراهنة تطبيقيا كما يلي‪:‬‬
‫‪ -4‬تصــميم بـرامج قائمــة علــى تنميــة فعاليــة الــذات العامــة لرفــع درجــة التوافــق‬
‫النفسـي واًلجتمـاعي لـدى األفـراد الــذين لـديهم درجـة مرتفعـة مـن الضــغوط‬
‫النفسية‪.‬‬
‫‪ -6‬إعـ ــداد اسـ ــتخبار للتوافـ ــق النفسـ ــي واًلجتمـ ــاعي‪ ،‬يتكـ ــون مـ ــن اسـ ــتخبارين‬
‫ف ـ ــرعيين هم ـ ــا‪ )4( :‬اس ـ ــتخبار التواف ـ ــق النفس ـ ــي؛ و(‪ )6‬اس ـ ــتخبار التواف ـ ــق‬
‫اًلجتماعي‪ ،‬وتقنين اًلستخبار على عينتين من المصريين والسوريين‪.‬‬
‫‪ -3‬إعــداد مقيــاس فعاليــة الــذات العامــة وتقنين ـه علــى عينتــين مــن المص ـريين‬
‫والسوريين‪.‬‬
‫مفاهيم الدراسة‬
‫أوال‪ :‬فعالية الذات العامة‬
‫ُيشير مصطلح فعالية الذات العامة إلى معتقدات الفرد وثقته في قدراته‬
‫على تنظيم سلسلة من األفعـال المطلوبة وأدائها إلحداث األهداف المرغوبة‬
‫)‪.(Bandura, 1992‬‬

‫‪-466-‬‬
‫فعالية الذات العامة كمتغير معدل للعالقة بين الضغوط النفسية والتوافق النفسي االجتماعي‬

‫َّ‬
‫إن إدراك قوة فعالية الذات العامة ُيحسن من إنجازات األفراد وعافيتهم‬
‫النفسية بطرق شتى؛ فاألفراد الذين لديهم ثقة مرتفعة في قدراتهم يتوجهون نحو‬
‫بدًل من أن يكونوا‬‫المهام الصعبة بوصفها تحديات ليكونوا مسيطرين عليها ً‬
‫مهددين منها أو أن يتجنبوها‪ .‬كما يواجهون مواقف التهديد بالثقة في قدرتهم‬
‫أن األفراد ذوي‬‫على ممارسة التحكم في هذه المواقف‪ .‬و ِمن المتوقع أيضا َّ‬
‫فعالية الذات المرتفعة لديهم القدرة على اإلنجاز‪ ،‬وخفض مستوى الضغوط‪،‬‬
‫وكذلك خفض القابلية لإلصابة باًلكتئاب )‪.(Bandura, 1998‬‬
‫أن‬
‫وتساعد فعالية الذات العامة الفرد في تحديد هدفه بطريقة سهلة‪ ،‬و ْ‬
‫يقتصد في الجهد‪ ،‬كما تساعده على المثابرة في مواجهة العواقب‪ ،‬والتعافي من‬
‫مهما أثناء التأقلم‬
‫دور ًّ‬
‫اًلنتكاسات والتكيف اًلنفعالي‪ .‬وتُؤدي فعالية الذات ًا‬
‫دور ِفي الحماية من اًلنفعال‬
‫اًلنتقالي المجهد مع ثقافة مختلفة‪ ،‬إذ تُؤدي ًا‬
‫والخبرة السلبية وضعف الحالة الصحية )‪.(Abdullah, 2013‬‬
‫َّ‬
‫إن اإلدراك القوي لفعالية الذات مهم لتحقيق التوافق النفسي‪ ،‬واألفراد‬
‫يبحثون عن المساعدة المتخصصة (أو المهنية) عندما يتعرضون لخبرات‬
‫حياتية صعبة تؤدي إلى خفض إدراكهم بالكفاءة الشخصية أو الفعالية الذاتية‪،‬‬
‫و ِمن ثََّم فإن أحد األهداف األساسية للتدخالت النفسية هي استعادة هذا اإلدراك‬
‫بالفعالية الذاتية‪ ،‬لقد أصبح توجه فعالية الذات لفهم التوافق النفسي‪ ،‬وتصميم‬
‫التدخالت الفعالة لدعم التوافق هو أحد المبادئ الواسعة للنظرية المعرفية‬
‫اًلجتماعية )‪.(Maddux,& Lewis, 1995‬‬
‫مصادر فعالية الذات‬
‫تعتمد معرفة الفرد بفعاليته الذاتية سواء أكانت معرفة صحيحة أم خاطئة‬
‫على مصادر أربعة رئيسة للمعلومات‪ ،‬هي‪ -4 :‬العائد الَّذي يعود على الفرد‬
‫من مروره بخبرات التغلب على العقبات‪ -6 ،‬وخبراته المكتسبة من مالحظة‬
‫سلوكيات اآلخرين وأداءهم عن طريق النمذجة‪ -3 ،‬واإلقناع اللفظي للفرد بأن‬

‫‪-466-‬‬
‫دراسات نفسية (مج‪ ،13‬ع‪ 4‬أكتوبر ‪ 0203‬ص ‪)827-341‬‬

‫لديه قدرات محددة‪ -1 ،‬ودعم الحالة الجسمية والعضوية التي تحكم احتمال‬
‫تعرض الفرد لخلل وظيفي بعينه وقوة هذا الخلل )‪.(Bandura, 1986‬‬
‫ثانيا‪ :‬الضغوط َّ‬
‫النفسية‬ ‫ً‬
‫بأنها الحالة التي يدركها الكائن الذي يتعرض‬ ‫يمكن تعريف الضغوط َّ‬
‫بأنها غير مريحة أو مزعجة أو على األقل‪ ،‬تحتاج‬ ‫ألحداث أو ظروف معينة َّ‬
‫إلى نوع مـن التكيـف أو إعـادة التكيف‪ ،‬وأن استمرارها قد يؤدي إلى آثار سلبية‬
‫كالمرض واًلضطراب وسوء التوافق (يوسف‪ .)43 ،6112 ،‬كما يمكن تعريف‬
‫الضغوط بوصفها تلك الحالة التي تحدث للفرد نتيجة معامالت بيئية تقوده إلى‬
‫إدراك تناقض بين متطلبات الموقف واألنظمة الحيوية أو النفسية أو اًلجتماعية‬
‫للفرد سواء أكان هذا التناقض المدرك حقيقيًّا أم غير حقيقي )‪.(Mishra, 2008‬‬
‫والفرد يتعرض ألنواع شتى من الضغوط‪ ،‬وبدرجات متفاوتة‪ ،‬وعلى أوقات أو‬
‫فترات قد تطول أو قد تقصر‪ ،‬فإذا كان الفرد مدرًبا على مواجهتها والتغلب‬
‫عليها أو التعامل معها‪ ،‬ولديه مـن أسـاليب التوافق والتكيف ما يمكنه من ذلك‪،‬‬
‫فإنه لـن تكـون هناك مشكلة‬‫ولم تترك عليه هذه الضغوط آثا ار سلبية ضارة‪َّ ،‬‬
‫تنتج عن تعرضه لهذه الضغوط (يوسف‪.)34 ،6112 ،‬‬
‫وغالبا ما تعتمد حالة الضغط التي نخبرها على عواقب تقييماتنا‬
‫للمعامالت مع البيئة؛ فنحن قد نشعر بقليل من الضغوط أو بغياب الضغوط‬
‫أما إذا كان تقييمنا‬
‫تماما عندما نحكم ونقيم أن المطالب قريبة من مواردنا‪َّ ،‬‬
‫ً‬
‫للموقف بأن هناك مطالب كثيرة أكبر من الموارد المتاحة لدينا فإننا نشعر‬
‫بدرجة كبيرة من الضغوط )‪.(Mishra, 2008, 8-9‬‬
‫وتتصف الضغوط النفسية بعدد من الخصائص منها‪ -4 :‬الضغط قد‬
‫يكون إيجابيا أو سلبيا‪ -6 ،‬الضغط محصلة للتفاعل بين الفرد والبيئة‪-3 ،‬‬
‫يترافق الضغط مع ظروف مادية واجتماعية ونفسية وسلوكية‪ -1 ،‬الضغط ذو‬
‫طبيعة تراكمية حيث تؤثر القوى الضاغطة بشكل وحدات إضافية لمستوى‬
‫اإلجهاد الفردي (أيبو‪.)21 ،6142 ،‬‬

‫‪-466-‬‬
‫فعالية الذات العامة كمتغير معدل للعالقة بين الضغوط النفسية والتوافق النفسي االجتماعي‬

‫مصادر الضغوط‬
‫يوجد تصنيفات مختلفة لمصادر الضغوط أو ما يطلق عليها بعضنا‬
‫أسباب الضغوط وفقًـا ألسـس متباينة‪ ،‬ومن هذه األسس‪:‬‬
‫من حيث مترتباتها إلى‪ :‬ضغوط بناءة (إيجابية) مثل الزواج والترقي في‬ ‫‪-4‬‬
‫العمل‪ ،‬وضغوط هدامة (سلبية) مثل المرض‪ ،‬أو اإلصابة في العمل‪ ،‬أو‬
‫وفاة شخص عزيز‪.‬‬
‫من حيث اًلستمرار‪ ،‬وتصنف إلى‪ :‬مستمرة (كمنغصات الحياة اليومية)‬ ‫‪-6‬‬
‫ومتقطعـة (كالمناسـبات اًلجتماعية والحفالت‪ ،‬ومخالفات القانون)‪.‬‬
‫من حيث المنشأ‪ ،‬وتصنف إلى ضغوط داخلية (أي ِمن داخل الفرد مثـل‬ ‫‪-3‬‬
‫الحاجـات والمتغيـرات الفسيولوجية‪ ،‬والطموحات واألهداف وغيرها)‪ ،‬في‬
‫مقابل ضغوط خارجية (أي تأتي من البيئة الخارجيـة‪ ،‬كالضوضاء‬
‫والظروف الطبيعية كالزًلزل والبراكين واألعاصير‪ ،‬والملوثات وغيرها)‪.‬‬
‫من حيث شدة األحداث والمواقف الضاغطة‪ ،‬ويمكن أن تصنف إلى‪:‬‬ ‫‪-1‬‬
‫خفيفة ومعتدلة وشـديدة (يوسف‪.)43 ،6112 ،‬‬
‫وأهم مصدرين للضغوط النفسية‪ ،‬هما‪ :‬أوًل‪ :‬تغييرات الحياة المؤلمة مثل‬
‫موت قريب أو التعرض للسجن أو التعرض لخسارة مالية‪ ،‬وقد تؤدي هذه‬
‫األحداث المؤلمة إلى العزلة اًلجتماعية‪ ،‬وعدم المشاركة والتفاعل مع اآلخرين‪،‬‬
‫وثانيا‪ :‬المصدر اآلخر هو شخصية الفرد‪ ،‬وقدرته على مواجهة الضغوط التي‬
‫إن بعض األفراد لديهم القدرة على التعامل مع الضغوط التي‬ ‫يتعرض لها‪ ،‬إذ َّ‬
‫تواجههم بواقعية‪ ،‬وبعضهم اآلخر يستسلم لها (العامرية‪.)31 ،6141 ،‬‬
‫أنواع الضغوط‬
‫‪ -4‬الضغوط المفاجئة والعنيفة‪ ،‬وتشمل األحداث المفاجئة مثل الكوارث‬
‫الطبيعية‪.‬‬
‫‪ -6‬والضغوط الشخصية‪ ،‬مثل وفاة شخص عزيز أو فقد الوظيفة‪.‬‬

‫‪-466-‬‬
‫دراسات نفسية (مج‪ ،13‬ع‪ 4‬أكتوبر ‪ 0203‬ص ‪)827-341‬‬

‫‪ -3‬والضغوط البيئية واًلجتماعية‪ ،‬وتشمل المشكالت التي يقابلها الفرد في‬


‫الحياة اليومية مثل اًلزدحام واًلنتظار في طابور طويل‪ ،‬وهذه تَختلف‬
‫شدتها من وقت آلخر ومن شخص آلخر (أيبو‪.)21 ،6142 ،‬‬
‫كما ُيمكن تقسيم الضغوط وفقًا لآلثار المترتبة عليها إلى نوعين من‬
‫الضغوط‪ ،‬أوًًل‪ :‬الضغوط اإليجابية‪ :‬وهي الضغوط المفيدة والتي لها انعكاسات‬
‫آثار‬
‫إيجابية حيث يشعر الفرد بالقدرة على اإلنتاج واإلنجاز بسرعة‪ ،‬كما أن لها ًا‬
‫وثانيا‪ :‬الضغوط‬
‫ً‬ ‫نفسية إيجابية‪ ،‬فهي تسبب الشعور بالسعادة والسرور لديه؛‬
‫السلبية وهي تلك الضغوط ذات اًلنعكاسات السلبية على صحة اإلنسان‬
‫ومشاعره‪ ،‬وهذه الضغوط تولد اإلحباط‪ ،‬وعدم الرضا عن العمل‪ ،‬والنظرة السلبية‬
‫لألمور (أيبو‪.)22 ،6142 ،‬‬
‫كما ميز ًلزاروس وكوهين بين نوعين من الضغوط‪ ،‬هما‪ :‬أوًًل‪ :‬الضغوط‬
‫ويقصد بها األحداث الخارجية والمواقف المحيطة بالفرد‪ ،‬وتمتد من‬ ‫الخارجية ُ‬
‫ويقصد بها األحداث‬ ‫وثانيا‪ :‬الضغوط الداخلية ُ‬
‫ً‬ ‫األحداث البسيطة إلى الحادة؛‬
‫التي تتكون نتيجة التوجه اإلدراكي نحو العالم الخارجي والنابع من فكر الفرد‬
‫وذاته (العامرية‪.)34-31 ،6141 ،‬‬
‫المفسرة للضغوط النفسية‬ ‫َّ‬
‫النظريات ُ‬
‫نموذج هانز سيلي‬
‫قدم سيلي ‪ sely, H.‬مفهوم "زملة التكيف العام(‪ ")4‬وكشفت تجاربه عن‬
‫استجابات القشرة األدرينالينية للضغوط‪ ،‬وخلص سيلي إلى َّ‬
‫أن الفرد عندما‬
‫يتعرض للضغوط فإنَّه يحفز ذاته لمواجهتها‪ ،‬ويقوم باًلستجابة الفسيولوجية‬
‫تصور لألرجاع‬
‫ًا‬ ‫نفسها )‪ .(Taylor, 2003, 180‬ووضع سيلي في نموذجه‬
‫أن تلك األرجاع ًل تحدث في وقت واحد‪،‬‬ ‫النفسية والجسدية تجاه الضغط‪ ،‬و َّ‬
‫واّنما تمر بثالث مراحل‪ ،‬هي‪ -4 :‬مرحلة اإلنذار أو التنبيه‪ :‬وفيه ُيظهر‬

‫)‪(1) General Adaptation Syndrome (GAS‬‬

‫‪-466-‬‬
‫فعالية الذات العامة كمتغير معدل للعالقة بين الضغوط النفسية والتوافق النفسي االجتماعي‬

‫الجسم تغيرات واستجابات عندما يدرك الفرد التهديد الذي يواجهه‪ ،‬كزيادة‬
‫التنفس‪ ،‬وزيادة السكر والدهون في الدورة الدموية‪ ،‬وتُشد العضالت ليتهيأ الجسم‬
‫لعملية المواجهة‪ ،‬وتعرف هذه التغيرات باًلستثارة العامة‪ ،‬و‪ -6‬المقاومة‪:‬‬
‫وتحدث هذه المرحلة عندما يكون التعرض للضغط متالزما مع التوافق‪ ،‬حيث‬
‫تظهر تغيرات واستجابات أخرى تدل على التوافق (سعيدة‪-63 ،6142 ،‬‬
‫‪ ،)61‬و‪ -3‬اإلجهاد‪ :‬حيث ُيصبح الفرد في هذه المرحلة عاج ًاز عن التكيف‪،‬‬
‫واًلستمرار في المقاومة‪ ،‬ومن ثََّم تؤدي المواجهة الزائدة للضغوط إلى مزيد من‬
‫المشكالت الصحية واإلصابة ببعض األمراض‪ ،‬وقد تؤدي إلى الموت (العبد‬
‫هلل‪.)64 ،6141 ،‬‬
‫نظرية هولمز وراه‬
‫يتفق توماس هولمز ‪ Thomas Holmes‬وريتشارد راه ‪Richard Rahe‬‬
‫(‪ )4262‬مع سيلي على َّ‬
‫أن الضغوط النفسية يمكن أن يكون لها تأثيرات بدنية‪،‬‬
‫أن اًلستجابة‬‫وركز على ضغوط أحداث الحياة(‪ .)4‬ويشير النموذج إلى َّ‬
‫للضغوط يمكن أن تكون إيجابية أو سلبية‪ ،‬وتتضمن هذه الضغوط أي جانب‬
‫من حياة الفرد‪ ،‬بما في ذلك األسرة والمهنة‪ ،‬وهي أحداث تتنوع في مقدرتها على‬
‫إنتاج الضغوط‪ ،‬وتأثير هذه األحداث يكون جمعيا‪ ،‬والحجم الكلي للتأثير يحدد‬
‫مقدار العمل الذي يجب على الفرد القيام به من أجل المواجهة (عبد المعطي‪،‬‬
‫‪.)62 ،6116‬‬
‫نظرية فرنش وآخرين‬
‫طورها فرنش ومساعداه كابالن وفان هاريسون (‪ )4226‬وتعرف هذه‬
‫النظرية باسم التالؤم بين الشخص والبيئة‪ ،‬وتشير إلى َّ‬
‫أن المواءمة بين الفرد‬
‫والبيئة ًل تكون مطلقة في جميع الحاًلت‪ ،‬واَّنما مرتبطة بالعالقة بين إدراك‬
‫الفرد ألحد المهام وادراكه لقدراته على إكمال هذه المهمة‪ ،‬ولما لديه من حافز‬

‫‪(1) Events of life stress‬‬

‫‪-466-‬‬
‫دراسات نفسية (مج‪ ،13‬ع‪ 4‬أكتوبر ‪ 0203‬ص ‪)827-341‬‬

‫على إكمالها‪ ،‬واًلفتراض في هذا النموذج َّ‬


‫أن مشاعر الضغط ًل ُبد أن تزداد‬
‫عند اتساع الفجوة بين الفرد والبيئة (نصر الدين‪.)62 ،6142 ،‬‬
‫نظرية موراي‬
‫تتبنى نظرية موراي ‪ Murray‬التفاعل بين حاجات الفرد والضغوط وتعتبره‬
‫محددا للسلوك اإلنساني‪ ،‬فالضغوط التي تستثير التوترات بعضها مصدره‬
‫داخلي وبعضها اآلخر من البيئة الخارجية‪ ،‬ويتوجه السلوك في العادة بمجموعة‬
‫معقدة من الدوافع‪ ،‬والفرد عندما يعمل على تخفيف توتراته يهيئ نفسه لمزيد من‬
‫الحركة إلى األمام في اتجاه أحد أهدافه المستحدثة‪ ،‬وهو أيضا قد يتعامل مع‬
‫الحاجات التي تستثيرها الضغوط التي يتعرض لها‪ ،‬وقد يحدث نتاجا لذلك‬
‫صراع الحاجات (خيرت‪.)11 ،6142 ،‬‬
‫نموذج بيري‬
‫أن أحداث الحياة تعتبر ضاغطة فقط إذا عاشها الفرد‬ ‫يرى بيري ‪َّ Berry‬‬
‫بوصفها كذلك‪ ،‬وهذا يعتمد على خبراته السَّابقة وقدراته‪ ،‬وطرقه المحددة لرؤية‬
‫العالم والتفاعل معه‪ .‬فتفاعل الفرد والبيئة يحدد ما إذا كان الحدث الضاغط‬
‫طا أم ًل‪ .‬وتتكون البيئة من الظروف الطبيعية واًلجتماعية‪،‬‬ ‫سيكون ضاغ ً‬
‫ويشمل الفرد متغيرات الشخصية واإلدراك والتعلم الذي يحدث خالل الخبرة‪،‬‬
‫وهذه المتغيرات مسئولة عن الفروق الفردية في كيفية تقييم الناس للمواقف‬
‫بوصفها مهددة أم ًل‪ ،‬وترتبط اًلستجابة الفسيولوجية لدى الفرد بالحدث‬
‫الضاغط‪ ،‬حيث إن اًلستجابة مرتبطة بالنتائج وهذه النتائج يمكن أن تؤثر في‬
‫صحة الفرد (عبد المعطي‪.)32 -32 ،6116 ،‬‬
‫النموذج المعرفي في تفسير الضغوط‬
‫تبعا لالزاروس وهو من أوائل الذين ركزوا في تفسيرهم للضغط النفسي‬
‫الفرد الموقف الذي‬
‫ُ‬ ‫على التقييم الذهني للمواقف‪ ،‬والكيفية التي يدرك بها‬
‫يتعرض له‪ ،‬فإن تفسير الحدث الضاغط يرتكز على عمليتين رئيستين هما‪:‬‬
‫ويقصد بها عملية تقييم الفرد للموقف وطريقة إدراكه‬
‫أوًل‪ :‬عملية التقييم األولي‪ُ ،‬‬

‫‪-466-‬‬
‫فعالية الذات العامة كمتغير معدل للعالقة بين الضغوط النفسية والتوافق النفسي االجتماعي‬

‫إما بوصفها إيجابية‪ ،‬واما َّأنها‬


‫له‪ ،‬وينتج عنها التعرف على طبيعة الضغوط؛ َّ‬
‫وثانيا‪ :‬عملية التقييم الثانوي‪ ،‬وفيه يقيم الشخص ما إذا كان‬
‫ً‬ ‫مجهدة ومهددة‪،‬‬
‫بإمكانه القيام بأي شيء للتغلب على الحدث الضاغط أو منع الضرر الناجم‬
‫عنه‪ ،‬أو دراسة خيارات المواجهة‪ .‬ثم أضاف ًلزاروس عملية ثالثة‪ :‬وهي إعادة‬
‫التقييم‪ ،‬وهي العملية التي من خاللها يعيد الفرد تقييم كيفية إدراكه ومواجهته‬
‫للموقف الضاغط حيث يطور من أساليب مواجهته له (خيرت‪-32 ،6142 ،‬‬
‫فإن ما يعد ضاغطًا بالنسبة لفرد ما‪ً ،‬ل يعد كذلك‬ ‫‪ .)32‬وتبعا لهذه النظرية َّ‬
‫بالنسبة آلخر‪ ،‬ويتوقف ذلك على سمات شخصية الفرد‪ ،‬وخبراته الشخصية‪،‬‬
‫ومهاراته في تحمل الضغوط‪ ،‬وحالته الصحية‪ ،‬كما يتوقف على عوامل مرتبطة‬
‫بالموقف نفسه من قبيل نوع التهديد وكميته‪ ،‬والحاجة التي تهدد الفرد‪ ،‬وأخي ار‬
‫عوامل البيئة اًلجتماعية كالتغيير اًلجتماعي‪ ،‬ومتطلبات الوظيفة (العبد هلل‪،‬‬
‫‪ .)63 ،6141‬ويتضح من العرض النموذج المعرفي في تفسير الضغوط أنَّه‬
‫النموذج الذي شدد على أهمية فعالية الذات ‪-‬متمثلة في تقييم الفرد إلمكانية‬
‫القيام بشيء لمواجهة الحدث الضاغط وتقييمه لمدى تهديد الحدث الضاغط‬
‫إما بوصفها‬ ‫أيضا‪ -‬وأهمية هذا التقييم في تفسير الفرد لألحداث الضاغطة َّ‬
‫إيجابية واما سلبية‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬التوافق النفسي االجتماعي‬
‫التوافق النفسي عملية تفاعلية مستمرة تشمل محاوًلت الفرد تحقيق‬
‫التوازن بينه وبين البيئة الطبيعية واًلجتماعية‪ِ ،‬من ناحية وبين متطلباته‬
‫الجسمية والفسيولوجية واًلنفعالية من ناحية أخرى (إبراهيم‪.)34 ،6141 ،‬‬
‫المناسب لمستوى عمره‪ ،‬ومن‬ ‫و ِمن صور التوافق َّ‬
‫أن يسلك الفرد السلوك ُ‬
‫الطبيعي أن يختلف تقييم السلوك من هذه الزاوية‪ ،‬فما يعتبر سويًّا وعاديًّا‬
‫بالنسبة للطفل قد ًل يعتبر كذلك بالنسبة للراشد‪ ،‬ولذلك فإن عملية التوافق ليست‬
‫عملية ثابتة جامدة تحدث في موقف معين وفترة معينة (عالء الدين‪،4222 ،‬‬
‫‪ ،)11‬بل َّإنه عملية مستمرة ًل تنتهي حتى تبدأ من جديد‪ ،‬فهي العملية‬

‫‪-464-‬‬
‫دراسات نفسية (مج‪ ،13‬ع‪ 4‬أكتوبر ‪ 0203‬ص ‪)827-341‬‬

‫المسئولة عن حفظ التوازن النفسي واًلجتماعي للفرد مع نفسه ومع بيئته‬


‫الخارجية (محمود عطية‪ .)61 ،4222 ،‬فهي مستمرة مع استمرار نمو الفرد‬
‫وانتقاله من مرحلة عمرية إلى أخرى‪ ،‬ومن دور إلى آخر من أدواره اًلجتماعية‬
‫والعملية والمهنية أيضا‪ ،‬حيث إن كل مرحلة عمرية لها متطلبات خاصة بها‪،‬‬
‫كما أن كل دور يقوم به الفرد أو مسئولية تلقي عليه يكون لهذا الدور أو لهذه‬
‫المسئولية متطلبات مختلفة (إبراهيم‪.)34 ،6141 ،‬‬
‫أبعاد أو مجاالت التوافق النفسي‬
‫أوًال‪ :‬التوافق الشخصي أو الذاتي‪ :‬ويقصد به قدرة الفرد على تقبله‬
‫لذاته والرضا عنها‪ ،‬وقدرته على تحقيق احتياجاته ببذل الجهد والعمل‬
‫المتواصل بجانب شعوره بالقوة والشجاعة‪ ،‬واحساسه بقيمته الذاتية‪ ،‬و َّأنه‬
‫شخص ذو قيمة في الحياة وتمتعه باتزان انفعالي وهدوء نفسي (التلولي‪،‬‬
‫‪ )42 ،6141‬وأبعاد التوافق الشخصي هي‪:‬‬
‫أ‪ -‬التوافق الجسدي‪ :‬حيث تعتبر صحة الفرد وسالمته من األمراض والعيوب‬
‫الجسدية مصد ار رئيسا من مصادر الصحة النفسية‪ ،‬ووجود خلل في‬
‫الوظائف الجسمية يؤثر في مختلف الوظائف النفسية‪ ،‬وكلما كان الخلل‬
‫إن التكوين الجسمي ليس‬ ‫كبي ار كان تأثيره في الوظائف النفسية أعمق‪ ،‬إذ َّ‬
‫منفصال عن التكوين النفسي (البيبي‪.)26 ،6141 ،‬‬
‫ب‪ -‬التوافق مع الذات‪ :‬وهي فكرة اإلنسان عن ذاته وعن قدراته الذاتية‪ ،‬ومدى‬
‫تطابق نظرته عن ذاته مع واقعه كما يدركه اآلخرون‪.‬‬
‫ج‪ -‬التوافق اًلنفعالي‪ :‬وهو يمكن الفرد من السيطرة والتحكم وضبط نفسه‪،‬‬
‫وتحمل مواقف النقد واإلحباط‪ ،‬حيث ًل تستفزه األحداث التافهة ويتسم‬
‫بالهدوء ويواجه األمور بتوازن (أبو سكران‪.)11 ،6112 ،‬‬
‫ثانيا‪ :‬التوافق االجتماعي‪ :‬وهو يرتبط بالعالقات بين الفرد واآلخرين‪،‬‬
‫ً‬
‫والتزامه بما في المجتمع من أخالقيات‪ ،‬وقدرة الفرد على عقد عالقات‬
‫اجتماعية راضية مرضية‪ ،‬تتسم بالتعاون والتسامح واإليثار‪ ،‬وتحمل‬

‫‪-466-‬‬
‫فعالية الذات العامة كمتغير معدل للعالقة بين الضغوط النفسية والتوافق النفسي االجتماعي‬

‫المسئولية‪ ،‬واًلعتراف بحاجته لآلخرين‪ ،‬والعمل على إشباع حاجاتهم‬


‫المشروعة‪ ،‬ويجب أًل يشوب هذه العالقات العدوان أو اًلتكال أو عدم‬
‫اًلكتراث لمشاعر اآلخرين (عطية‪ .)62-62 ،4222 ،‬وتتضمن أبعاد‬
‫التوافق اًلجتماعي‪:‬‬
‫أ‪ -‬التوافق األسري‪ :‬وهو يعني ما بداخل األسرة من تناغم وانسجام وخلو‬
‫األسرة من اًلنفعاًلت والمشاحنات سواء كانت على مستوى اآلباء واألبناء‬
‫أيضا (التلولي‪ ،)42 ،6141 ،‬ويعني أيضا مدى تمتع الفرد بعالقات‬
‫سوية ومشبعة بينه وبين أفراد أسرته‪ ،‬ومدى قدرة األسرة على توفير‬
‫اإلمكانات الضرورية‪ ،‬ومدى توافر الحب والتعاون والتضحية بين أفراد‬
‫األسرة (الحجار‪.)42 ،6113 ،‬‬
‫ب‪ -‬التوافق المدرسي‪ :‬وِفي المدرسة تُنمى شخصية الفرد‪ ،‬ويتعلم كيف يوفق‬
‫بين حاجاته وحاجات اآلخرين‪ ،‬ويتعلم التعاون‪ ،‬والمنافسة الشريفة‪ ،‬كما‬
‫يتعلم ضبط السلوك والتحكم في اًلنفعاًلت والتفاعل مع اآلخرين واحترام‬
‫حقوق غيرهم (إبراهيم‪ .)36 ،6141 ،‬وللتوافق المدرسي مؤشرات تتمثل‬
‫في بناء الفرد عالقات حميمة مع األقران في المدرسة‪ ،‬ومشاركته في‬
‫مختلف األنشطة المدرسية‪ ،‬ورضا الفرد والمدرسة عن أدائه األكاديمي‪،‬‬
‫ويؤثر التوافق المدرسي غير الجيد على حياة الفرد النفسية والمدرسية وعلى‬
‫عالقاته اًلجتماعية‪ ،‬ويصبح منبوًذا بين أقرانه (أبو سكران‪،6112 ،‬‬
‫‪.)16‬‬
‫ج‪ -‬التوافق المجتمعي‪ :‬ويتمثل المجتمع في مختلف المؤسسات اًلجتماعية‬
‫والثقافية‪ ،‬واإلعالمية‪ ،‬والسياسية‪ ،‬والدينية‪ ،‬والطبية‪ ،‬واًلقتصادية وغيرها‬
‫من الجهات التي يتعامل معها الفرد‪ .‬وهذه المؤسسات ًل تعلم األفراد‬
‫التوافق‪ ،‬ولكنها قد تساعدهم على تحقيق التوافق َّ‬
‫النفسي أو قد تعوقهم عن‬
‫تحقيقه‪ ،‬وذلك إذا تضاربت األنظمة واللوائح التي تحكم التعامل والعمل مع‬
‫هذه المؤسسات وفي داخلها أيضا (إبراهيم‪.)32 ،6141 ،‬‬

‫‪-466-‬‬
‫دراسات نفسية (مج‪ ،13‬ع‪ 4‬أكتوبر ‪ 0203‬ص ‪)827-341‬‬

‫مراحل عمليات التوافق النفسي االجتماعي‬


‫تتم الخطوات الرئيسية في عملية التوافق كما يلي‪ -4:‬وجود دافع‬
‫يدفع اإلنسان إلى هدف خاص‪ ،‬و‪ -6‬وجود عائق يمنع من الوصول إلى‬
‫الهدف ويحبط إشباع الدافع‪ ،‬و‪ -3‬قيام الفرد بسلوكيات كثيرة للتغلب على‬
‫العائق‪ ،‬و‪ -1‬الوصول إلى حل يمكن الفرد من التغلب على العائق‪ ،‬ويؤدي‬
‫إلى الوصول إلى الهدف واشباع الدافع (عطية‪ .)63 ،4222 ،‬ولكن‬
‫أحيانا قد ًل ينجح الفرد في تحقيق التوافق‪ ،‬ومن ثََّم فإنه يلجأ إلى نوع من‬
‫اًلنسحاب من الموقف‪ ،‬أو اًلستسالم أمامه‪ ،‬وهو ما يمثل في أحيان كثيرة‬
‫تربة صالحة للضغط النفسي وأحيانا لالضطراب النفسي (الحجار‪،6113،‬‬
‫‪.)42‬‬
‫النظريات المفسرة للتوافق في علم النفس‬
‫(‪)4‬‬
‫النظرية السلوكية‬
‫فإن أنماط التوافق وسوء التوافق تعد مكتسبة من‬‫طبقًا لهذه النظرية َّ‬
‫خالل الخبرات التي يتعرض لها الفرد (وازي‪ .)32 ،6116 ،‬وتفترض‬
‫المدرسة السلوكية أن المواقف البيئية لها دور في تشكيل شخصية اإلنسان‬
‫وتوافقه‪ ،‬ولذلك يجب أن ُيدرك السلوك على أنه خاص بموقف بعينه‬
‫إن مفهوم التوافق عند السلوكين يعني‬ ‫(أبو سكران‪ .)33 ،6112 ،‬إذ َّ‬
‫اكتساب الفرد مجموعة من العادات المناسبة والفعالة في معاملة اآلخرين‬
‫والتي سبق أن تعلمها الفرد وأدت إلى خفض التوتر عنده‪ ،‬أو أشبعت‬
‫ت وأصبحت سلو ًكا يستدعيه الفرد كلما تعرض‬ ‫ِّم ْ‬
‫دوافعه وحاجاته‪ ،‬وبذلك ُدع َ‬
‫للموقف نفسه مرة أخرى (حمدين‪.)42 ،6111 ،‬‬
‫بينما سوء التوافق لدى الفرد يتمثل عند السلوكيين فـي عـدم قـدرة هذا‬
‫الفـرد علـى مراقبة النتـائج غيـر المرغوبـة التـي تترتـب علـى سـلوك معـين‪ ،‬كمـا‬

‫‪(1)Behavioral theory‬‬

‫‪-466-‬‬
‫فعالية الذات العامة كمتغير معدل للعالقة بين الضغوط النفسية والتوافق النفسي االجتماعي‬

‫يتضـمن سوء التوافق صـعوبة ضـبط الـذات‪ ،‬وهذه القـدرات هي مهارات أو‬
‫سـلوكيات متعلمة وهي قابلة للتغيير في أي وقت من عمر اإلنسان (البيبي‪،‬‬
‫‪.)413 ،6141‬‬
‫(‪)4‬‬
‫النظرية االنسانية‬
‫يرى روجرز أن للتوافق النفسي معايير تكمن في ثالث نقاط رئيسة‪،‬‬
‫هي‪ :‬أ‪ .‬اإلحساس بالحرية‪ ،‬وب‪ .‬اًلنفتاح على الخبرة‪ ،‬وج‪ .‬الثقة بالمشاعر‬
‫أن تحقيق الذات يؤدي إلى تحقيق التوافق من‬ ‫الذاتية‪ .‬بينما يرى ماسلو َّ‬
‫خالل التمركز حول المشكالت من أجل حلها‪ ،‬والعالقات اًلجتماعية‪،‬‬
‫وقبول الذات واإلدراك الفعال للواقع‪ ،‬واًلستقالل الذاتي‪ ،‬والتوازن بين‬
‫مختلف جوانب الحياة (أبو سكران‪.)31 ،6112 ،‬‬
‫(‪)6‬‬
‫النظرية المعرفية‬
‫يرى بيك وزمالؤه من رواد المدرسة المعرفية َّ‬
‫أن اًلضطرابات النفسية‬
‫وسوء التوافق يرجعان إلى األفكار السلبية عن الذات والخبرات السالبة‬
‫والمستقبل‪ ،‬حيث يؤدي إدراك الفرد السلبي في تقييمه للموقف إلى المرض‪،‬‬
‫وغالبا ما تكون األفكار السلبية غير واقعية وغير منطقية (فؤاد‪،6146 ،‬‬
‫أن يوضح لهم‬ ‫‪ .)22‬وقد أكد ألبرت إليس عبر خبراته مع المرضى ضرورة َّ‬
‫امتالك القدرة على التوافق‪ ،‬كما أكد أهمية تعليم المرضى النفسيين كيف‬
‫يغيرون تفكيرهم في حل المشكالت‪ ،‬وأن يوضح للمريض أن حديثه مع‬
‫ذاته يعتبر مصد ار ًلضطرابه‪ ،‬وأن يساعده على أن يستقيم تفكيره حتى‬
‫يصبح الحديث الذاتي لديه أكثر منطقية وأكثر فعالية‪ .‬ويرى أَصحاب‬
‫المدرسة المعرفية أن قدرة الفرد الذاتية والمعرفية لها أهمية في اكتسابه‬
‫التوافق‪ ،‬فكلما كان الفرد متعلما ومكتسبا لألفكار التي تتناسب مع الواقع‬
‫المحيط‪ ،‬كان قاد ار على التوافق السليم (أبو سكران‪.)31 ،6112 ،‬‬

‫‪(1)Humanities theory‬‬
‫‪(2)Cognitive theory‬‬

‫‪-446-‬‬
‫دراسات نفسية (مج‪ ،13‬ع‪ 4‬أكتوبر ‪ 0203‬ص ‪)827-341‬‬

‫(‪)4‬‬
‫رابعا‪ :‬النازحون‬
‫النازحون هم أشخاص أ ُْرِغموا على الهروب من ديارهم‪ ،‬بفعل نزاع‬
‫مسلح‪ ،‬أو صراع داخلي‪ ،‬أو انتهاكات منظمة لحقوق اإلنسان‪ ،‬أو كوارث‬
‫طبيعية‪ ،‬أو كوارث سببها اإلنسان (العكلة‪ .)44 ،6142 ،‬فالنازح هو المواطن‬
‫الذي ترك مكان إقامته داخل الوطن متأث ار بظروف طبيعية‪ ،‬أو بفعل فاعل إلى‬
‫منطقة أخرى داخل اإلقليم نفسه‪ ،‬أو أي إقليم من األقاليم األخرى‪ ،‬ويحتاج إلى‬
‫ُمقومات الحياة األساسية من مأكل ومشرب وصحة وأمن‪ .‬والنزوح هو هجرة‬
‫قسرية تحدث نتيجة للظروف الصعبة‪ ،‬والحروب‪ ،‬والكوارث الطبيعية‪ ،‬فهي‬
‫نزوح اضطراري من أجل المحافظة على الحياة (حمدين‪.)66 ،6111 ،‬‬
‫وقد يخلط بعضنا بين مفهومي الالجئين(‪ )6‬والنازحين‪ ،‬بينما يختلف‬
‫مفهوم الالجئ عن النازح‪ ،‬فالالجئ هو أي شخص يكون خارج بلده‬
‫األصلي‪ ،‬أو بلد إقامته اًلعتيادية‪ ،‬ويعجز عن العودة‪ ،‬أو ًل يرغب فيها‪،‬‬
‫بسبب خوفه من اًلضطهاد‪ ،‬أو من تهديدات للحياة‪ ،‬أو السالمة الجسدية‪،‬‬
‫أو الحرية‪ ،‬وتكون ناتجة عن عنف عام أو أحداث تهدد جديا األمن العام‬
‫(العكلة‪ .)44 ،6142 ،‬ولُغويًّا فالالجئ هو من ًلذ بغير وطنه ف ار ار من‬
‫اضطهاد أو حرب أو مجاعة (مجمع اللغة العربية‪،)114 ،4222 ،‬‬
‫و(نزح)‬
‫و(ألجأه) إلى كذا (اضطره) إليه (محمد الزبيدي‪)142 ،4221 ،‬؛ ُ‬
‫ويقال‪ :‬بلد‬‫بفالن أي ُبعد عن دياره (ابن منظور‪ ،‬بدون تاريخ‪ُ )1323 ،‬‬
‫(نازح)‪ :‬بعيد (مجمع اللغة العربية‪ .)641 ،4222 ،‬و ِمن التعريف اللغوي‬
‫إًل من مكان بعيد‪ ،‬وليس اللجوء كذلك فيكون من‬ ‫نجد أن النزوح ًل يكون ّ‬
‫قصرا‪ ،‬واللجوء قد يكون‬
‫ً‬ ‫مكان قريب أو من مكان بعيد‪ ،‬وًل يكون النزوح إًل‬
‫اختياريًّا‪ ،‬واللجوء يكون للتحصين والمنعة وليس النزوح كذلك‪.‬‬

‫‪(1) The displaced‬‬


‫‪(2)Refugees‬‬

‫‪-446-‬‬
‫فعالية الذات العامة كمتغير معدل للعالقة بين الضغوط النفسية والتوافق النفسي االجتماعي‬

‫الدراسات السابقة‬
‫في هذا الجزء سيتم عرض الجهـود السـابقة التـي تناولـت متغيـرات الد ارسـة‬
‫الراهنة على عينات من النازحين والالجئين السوريين‪.‬‬
‫في دراسة الصقر‪ ،‬والجوالدة (‪ )6142‬هدفت إلى الكشف عن مستوى كل‬
‫من الضغط النفسي والتوافق اًلجتماعي والعالقة بينهما لدى الالجئين السوريين‬
‫في مخيم الزعتري في األردن‪ .‬ولتحقيق أهداف الدراسة استُ ْخِدمت أداتان‪:‬‬
‫األولى للكشف عن الضغط النفسي والثانية للكشف عن التوافق اًلجتماعي‪،‬‬
‫وتكونت عينة الدراسة من ‪ً 411‬لجئ وًلجئة من مخيم الزعتري‪ 11 ،‬من‬
‫الذكور و‪ 11‬من اإلناث‪ ،‬اُختيروا بالطريقة العشوائية‪ .‬أظهرت نتائج الدراسة َّ‬
‫أن‬
‫ٍ‬
‫بشكل كلي كان‬ ‫مستوى الضغط النفسي لدى الالجئين السوريين على األداة‬
‫مستوى متوسطا‪ .‬كما كان مستوى التوافق اًلجتماعي لديهم متوسطا أيضا‪،‬‬
‫باستثناء مجال التوافق األسري‪ ،‬والذي جاء بمستوى مرتفع‪ .‬كما أشارت نتائج‬
‫الدراسة إلى عدم وجود فروق ذات دًللة إحصائية في مستوى الضغط لدى‬
‫الالجئين السوريين في مخيم الزعتري تعزى إلى متغير الجنس‪ .‬في حين وجدت‬
‫فروق ذات دًللة إحصائية في الضغط النفسي لدى الالجئين السوريين في‬
‫مخيم الزعتري تعزى إلى متغير العمر‪ ،‬حيث كان متوسط الضغوط النفسية لدى‬
‫الفئة العمرية ‪ 11‬سنة فأكثر أعلى جوهريا مقارنة بالفئتين العمريتين (‪ 61‬سنة‬
‫أن متوسط التوافق‬ ‫فأقل‪ ،‬ومن ‪ 64‬إلى ‪ 11‬سنة)؛ كما أظهرت النتائج َّ‬
‫اًلجتماعي لدى الالجئين السوريين في مخيم الزعتري من الذكور كان أعلى‬
‫جوهريا مقارنة باإلناث‪ .‬كما أظهرت النتائج أن مستوى التوافق اًلنفعالي لدى‬
‫الفئة العمرية ‪ 61‬سنة فأقل كانت أعلى منها مقارنة بالفئتين العمريتين (من ‪64‬‬
‫أن مستوى التوافق‬ ‫إلى ‪ 11‬سنة‪ ،‬و‪ 11‬سنة فأكثر)؛ وأظهرت النتائج أيضا َّ‬
‫األسري لدى الفئة العمرية ‪ 61‬سنة فأقل كانت أعلى جوهريا منها لدى الفئة‬
‫العمرية ‪ 11‬سنة فأكثر‪ .‬كما كشفت النتائج عن وجود عالقة ارتباطية سلبية‬
‫بين التوافق اًلجتماعي والضغط النفسي‪ ،‬ما يشير إلى أن الضغط النفسي يؤثر‬

‫‪-446-‬‬
‫دراسات نفسية (مج‪ ،13‬ع‪ 4‬أكتوبر ‪ 0203‬ص ‪)827-341‬‬

‫بشكل سلبي على التوافق اًلجتماعي‪.‬‬


‫أما دراسة شانج وزمالئه )‪ Chung et al. (2017‬فقد فحصت العالقة بين‬
‫مركزية الصدمة وفعالية الذات واضطراب كرب ما بعد الصدمة واألعراض‬
‫الطبية النفسية المشتركة لدى مجموعة من الالجئين السوريين الذين يعيشون في‬
‫تركيا‪ ،‬وما إذا كان متغير الجنس يتوسط‪ ،‬ويعدل من تأثير فعالية الذات على‬
‫جئا سوريًّا (‪142‬‬‫مركزية الصدمة والضغوط‪ .‬تكونت عينة الدراسة من ‪ً 226‬ل ً‬
‫من اإلناث‪ ،‬و‪ 321‬من الذكور)‪ ،‬كان متوسط أعمارهم ‪ 62،62‬سنة بانحراف‬
‫معياري ‪44،22‬سنة‪ .‬وكان متوسط مدة إقامتهم في تركيا ‪ 42،31‬شهر‬
‫بانحراف معياري ‪ 2،21‬شهر‪ ،‬قاموا باًلستجابة على استخبار هارفارد للصدمة‬
‫واستخبار الصحة العامة ومقياس مركزية الحدث ومقياس فعالية الذات العامة‪.‬‬
‫فإن ‪ %16‬من‬ ‫أظهرت نتائج الدراسة أنه تبعا ًلستخبار هارفارد للصدمة َّ‬
‫الالجئين قد حصلوا على النقطة الفاصلة في اضطرابات كرب ما بعد الصدمة‪.‬‬
‫وكانت مجموعة ذوي اضطرابات كرب ما بعد الصدمة أعلى جوهريًّا من‬
‫مجموعة غير المضطربين باضطرابات كرب ما بعد الصدمة من حيث‬
‫تعرضهم لمواقف مشاهدة إعدام المدنيين أو قتلهم أو اختفاء أو اختطاف ألحد‬
‫أفراد األسرة أو األصدقاء؛ كما كانت مجموعة ذوي اضطرابات كرب ما بعد‬
‫الصدمة أعلى جوهريا في مستوى مركزية الصدمة وفي األعراض الطبية‬
‫النفسية المشتركة‪ ،‬وكذلك في شعورهم بالغضب والخطر مقارنة بمجموعة غير‬
‫المضطربين باضطرابات كرب ما بعد الصدمة؛ كما كان مستوى فعالية الذات‬
‫لدى مجموعة اضطرابات كرب ما بعد الصدمة أقل جوهريًّا منها لدى مجموعة‬
‫غير المضطربين باضطرابات كرب ما بعد الصدمة‪ .‬كما أظهرت النتائج َّ‬
‫أن‬
‫موجبا جوهريًّا بين مركزية الصدمة واضطرابات كرب ما بعد‬ ‫ً‬ ‫هناك ارتباطًا‬
‫الصدمة واألعراض الطبية النفسية المشتركة‪ ،‬كما ارتبطت فعالية الذات ارتباطًا‬
‫سالبا باضطرابات كرب ما بعد الصدمة‪ ،‬ولم يعدل متغير الجنس من تأثير‬
‫فعالية الذات على كل من مركزية الصدمة وعواقب الضغوط‪.‬‬

‫‪-446-‬‬
‫فعالية الذات العامة كمتغير معدل للعالقة بين الضغوط النفسية والتوافق النفسي االجتماعي‬

‫أما دراسة عودات (‪ )6142‬فكان هدفها الكشف عن مستوى الضغوط‬


‫الثانوية والصحة النفسية والعالقة بينهما لدى الالجئين السوريين في األردن في‬
‫ضوء المتغيرات اآلتية‪( :‬الجنس‪ ،‬والعمر‪ ،‬وعدد سنوات اإلقامة في األردن‪،‬‬
‫ومكان السكن)‪ .‬ولتحقيق أهداف الدراسة استخدم مقياس الضغوط الثانوية‬
‫ومقياس الصحة النفسية بأبعاده (القلق واًلكتئاب والتحكم بالسلوك والتأثير‬
‫اإليجابي)‪ .‬وتم اتباع المنهج الوصفي اًلرتباطي تكونت عينة الدراسة من‬
‫ذكرا‪ ،‬و‪ 644‬أنثى)‪ .‬تراوحت أعمارهم ما بين ‪41‬‬ ‫ًلجئا وًلجئة‪ً 121( ،‬‬
‫‪ً 4121‬‬
‫سنة إلى أكثر من ‪ 14‬سنة‪ ،‬وتراوحت مدة إقامتهم في األردن ما بين سنة واحدة‬
‫إلى أكثر من ‪ 1‬سنوات‪ ،‬وتراوح مستوى تعليمهم ما بين التعليم ما قبل الجامعي‬
‫حتى ما بعد الماجستير‪ .‬كشفت النتائج عن مستوى متوسط للصحة النفسية لدى‬
‫عينة الدراسة وكان متوسط القلق واًلكتئاب أعلى من متوسط التحكم بالسلوك‬
‫أن الضغوط تزيد لدى الالجئين‬ ‫والتأثير اإليجابي لديهم‪ .‬كما كشفت النتائج عن َّ‬
‫كلما زادت مدة إقامتهم في بلد اللجوء‪ ،‬ولم تظهر النتائج وجود تأثير لمتغيرات‬
‫المستوى التعليمي والعمر والحالة اًلجتماعية على جميع أبعاد مقياس الصحة‬
‫النفسية‪ .‬كما أظهرت نتائج الدراسة أن مستوى الضغوط الثانوية لدى أفراد‬
‫العينة كان متوسطًا‪.‬‬
‫أما دراسة المومني‪ ،‬والفريحات (‪ )6142‬فقد هدفت إلى الكشف عن‬
‫مستوى الضغوط النفسية والعوامل المنبئة بالضغوط النفسية لدى الالجئين‬
‫السوريين؛ واتبعت الدراسة المنهج الوصفي اًلرتباطي وتكونت عينة الدراسة من‬
‫ذكرا‪ ،‬و‪ 312‬أُنثى)‪ ،‬تراوحت أعمارهم من ‪ 46‬إلى‬‫ًلجئ وًلجئة (‪ً 626‬‬‫ٍ‬ ‫‪611‬‬
‫‪ 22‬سنة‪ ،‬وتراوحت مدة إقامتهم في األردن ما بين سنة واحدة إلى أربع سنوات‪،‬‬
‫واُختيروا بطريقة العينة المتاحة من السوريين المقيمين في مخيمات اللجوء ومن‬
‫الالجئين السوريين المقيمين في مدن‪ ،‬وقرى شمال األردن في عام ‪.6141‬‬
‫وأَظهرت نتائج الدراسة أن مستوى الضغط النفسي جاء متوسطًا؛ كما بينت‬
‫النتائج أن المتغيرات المنبئة بدًللة إحصائية بالضغوط النفسية لدى الالجئين‬

‫‪-446-‬‬
‫دراسات نفسية (مج‪ ،13‬ع‪ 4‬أكتوبر ‪ 0203‬ص ‪)827-341‬‬

‫هي (الجنس‪ ،‬ومدة اإلقامة‪ ،‬والمؤهل العلمي‪ ،‬والعزلة‪ ،‬والقاطنين بالمدينة)؛ أي‬
‫إن الضغوط النفسية كانت تزداد بزيادة مدة اإلقامة باألردن‪ ،‬ودرجة زيادة‬ ‫َّ‬
‫المؤهل التعليمي‪ ،‬ودرجة العزلة‪ ،‬كما تزداد لدى سكان المدينة‪ ،‬كما تزداد لدى‬
‫الذكور بينما لم تكن المتغيرات اآلتية وهي (العمر‪ ،‬والتعرض لصدمة سابقة‪،‬‬
‫واتجاهات األردنيين السلبية‪ ،‬والعودة القصرية‪ ،‬والحالة اًلجتماعية‪ ،‬والقاطنين‬
‫بالقرية والمخيم) تنبئ بدًللة إحصائية بالضغوط النفسية‪.‬‬
‫وفي دراسة أخرى أجريت في ألمانيا )‪ (Haumeder, 2018‬هدفت هذه‬
‫الدراسة إلى فحص العالقة بين العوامل السكانية والضغوط البيئية وفعالية الذات‬
‫لمواجهة الصدمة وعوامل ثقافية والصمود‪ ،‬واضطرابات كرب ما بعد الصدمة‬
‫لدى الالجئين السوريين في ألمانيا‪ ،‬والذين هاجروا إلى ألمانيا بعد ‪.6144‬‬
‫تكونت عينة الدراسة من ‪ً 462‬لجئا وًلجئة (‪ 13‬أنثى بنسبة ‪ )%33،2‬و(‪21‬‬
‫ذكر بنسبة ‪ )%66،4‬كان متوسط أعمارهم ‪ 34،23‬سنة ‪ 41،612 +‬سنة‪.‬‬ ‫ًا‬
‫كما كان متوسط مدة إقامتهم في ألمانيا ‪ 63،21‬شه ار بانحراف معياري‬
‫‪ 41،324‬شهرا؛ كما تراوحت مستويات تعليمهم بين ما قبل المتوسط إلى‬
‫أن متغيري الجنس ومدة اإلقامة‬ ‫مرحلة التعليم الجامعي‪ .‬أظهرت نتائج الدراسة َّ‬
‫في ألمانيا لم يرتبطا جوهريًّا باضطرابات كرب ما بعد الصدمة‪ .‬كما كشفت‬
‫نتائج الدراسة أن نحو نصف المشاركين تنطبق عليهم المحكات التشخيصية‬
‫ًلضطرابات كرب ما بعد الصدمة‪ ،‬وهم نحو ‪ 12‬بنسبة ‪ %16،1‬من العينة‬
‫منبئا جوهريا باضطرابات كرب ما بعد‬ ‫الكلية؛ كما كانت الضغوط البيئية ً‬
‫الصدمة‪ .‬كما كانت احتماًلت اإلصابة باضطرابات كرب ما بعد الصدمة لدى‬
‫المشاركين الذين لديهم متطلبات غذائية بلغت ‪ 16،2‬مرة مقارنة بالمشاركين‬
‫غذاء كافيا‪ ،‬كما كانت احتماًلت وجود اضطراب كرب ما‬ ‫ً‬ ‫الذين أقروا أن لديهم‬
‫بعد الصدمة ‪ 41،2‬لدى األفراد الذين لديهم مخاوف مرتبطة بالسكن مقارنة‬
‫باألفراد الذين ليس لديهم مخاوف مرتبطة بالسكن‪.‬‬
‫أما دراسة بورهو وزمالئه )‪ Borho et al. (2020‬فَقد هدفت إلى فحص‬

‫‪-446-‬‬
‫فعالية الذات العامة كمتغير معدل للعالقة بين الضغوط النفسية والتوافق النفسي االجتماعي‬

‫مدى التغير في انتشار اًلضطرابات النفسية بين الالجئين السوريين المقيمين‬


‫في ألمانيا‪ ،‬مع األخذ في اًلعتبار مدة إقامتهم في ألمانيا‪ .‬كما هدفت إلى‬
‫الكشف عن التغير في العالقة بين عوامل الخطر بين ما قبل الهجرة وما‬
‫بعدها‪ .‬اعتمدت هذه الدراسة على المتابعة عن طريق قياسين‪ ،‬القياس األول‪:‬‬
‫مشارك من أصل ‪142‬‬ ‫ٍ‬ ‫كان في عام ‪ 6142‬حيث تم التطبيق فيه على ‪611‬‬
‫ًلجئا سوريا‪ ،‬ممن لهم تصريح إقامة في ايرًلنجن بألمانيا؛ أما القياس الثاني‪:‬‬
‫ٍ‬
‫ًلجئ سوري‬ ‫فكان بعد عام ونصف في ‪ 6142‬وتم على ‪ 412‬من أصل ‪611‬‬
‫تم التطبيق عليهم في المرة األولى‪ .‬وكانت محكات اختيار العينة‪ -4 :‬أًل تقل‬
‫أعمارهم عن ‪ 42‬عاما؛ و‪ -6‬أن يكونوا ممن وصلوا إلى ألمانيا بعد ‪6141‬؛‬
‫و‪ -3‬أن يكونوا ممن يعملون في أحد مراكز الوظائف في أيرًلنجن؛ و‪ -1‬أن‬
‫يوافقوا على اًلشتراك في الدراسة؛ و‪ -1‬أن تكون لديهم معلومات عن اللغة‬
‫العربية (للتحدث على األقل)‪ .‬وتراوحت مده إقامتهم في ألمانيا بين‪4،2‬سنة في‬
‫التطبيق األول‪ ،‬و‪ 3،1‬سنة في التطبيق الثاني‪ .‬وتكونت العينة من ‪ 31‬من‬
‫اإلناث و‪ 21‬من الذكور‪ ،‬وكان متوسط أعمارهم في التطبيق األول ‪31،62‬‬
‫سنة بانحراف معياري ‪ 41،23‬سنة‪ ،‬حيث تراوحت أعمارهم بين ‪ 42‬إلى ‪63‬‬
‫سنة؛ وفي التطبيق الثاني كان متوسط عمر العينة ‪ 36،26‬سنة بانحراف‬
‫معياري ‪ 41،24‬سنة‪ ،‬حيث تراوحت أعمارهم بين ‪ 61‬إلى ‪ 61‬سنة‪ .‬وشملت‬
‫أدوات المسح البيانات السكانية‪ ،‬والمتغيرات المرتبطة بالهجرة‪ ،‬واستخبار لقياس‬
‫أعراض اضطرابات كرب ما بعد الصدمة‪ ،‬ومقياس ألعراض اًلكتئاب‬
‫(استخبار صحة المريض)‪ ،‬ومقياس ألعراض اضطراب القلق المعمم‪ .‬كشفت‬
‫النتائج عما يلي‪ :‬في وقت إجراء المسح األول تجاوز ‪ %66،2‬من المشاركين‬
‫الحد الفاصل لتشخيص اًلكتئاب‪ ،‬كما تجاوز ‪ %46،2‬الحد الفاصل‬
‫ًلضطراب القلق‪ ،‬وتجاوز ‪ %43،2‬الحد الفاصل لتشخيص اضطرابات كرب‬
‫ما بعد الصدمة‪ .‬أما في القياس الثاني فقد تجاوز‪ %31،6‬الحد الفاصل‬
‫لالكتئاب‪ ،‬في حين تجاوز ‪ %41،2‬الحد الفاصل ًلضطراب القلق المعمم‪ ،‬كما‬

‫‪-444-‬‬
‫دراسات نفسية (مج‪ ،13‬ع‪ 4‬أكتوبر ‪ 0203‬ص ‪)827-341‬‬

‫تجاوز ‪ %43‬الحد الفاصل ًلضطراب كرب ما بعد الصدمة‪ .‬ولم تكن هناك‬
‫تغيرات كبيرة بين نقاط القياس لقيم الحد الفاصل لجميع اًلضطرابات التي‬
‫ت في كال القياسين‪ .‬كما كشفت نتائج تحليالت اًلنحدار الخطي المتعددة‬ ‫صْ‬ ‫ِ‬
‫فُح َ‬
‫أن أهم عوامل التنبؤ بالضغوط النفسية قبل الهجرة وبعدها كانت هي‪ :‬العدد‬
‫األكبر من الخبرات الصادمة‪ ،‬والمدة األقصر لتصريح اإلقامة في ألمانيا‪.‬‬
‫تعليق على الدراسات السابقة‬
‫توجد عالقة ارتباطية سالبة بين التوافق النفسي اًلجتماعي والضغط‬ ‫‪-4‬‬
‫النفسي لدى النازحين السوريين‪.‬‬
‫سالبا باضطرابات كرب ما بعد الصدمة لدى‬
‫وترتبط فعالية الذات ارتباطا ً‬ ‫‪-6‬‬
‫النازحين‪.‬‬
‫وتؤثر فعالية الذات على عواقب الضغوط لدى النازحين‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫ًل توجد دراسة –في حدود إطالع الباحثة‪ -‬فحصت أي من متغيرات‬ ‫‪-1‬‬
‫الدراسة والعالقة بينهم وبين بعضهم بعضا لدى النازحين السوريين‬
‫المقيمين في مصر‪.‬‬
‫فروض الدراسة‬
‫هدفت الدراسة الراهنة إلى اختبار الفروض التالية‪:‬‬
‫توجد فروق بين المصريين والنازحين السوريين في كل من فعالية الذات‬ ‫‪-4‬‬
‫العامة والضغوط النفسية والتوافق النفسي اًلجتماعي‪.‬‬
‫وتوجد عالقة ارتباطية جوهرية بين فعالية الذات العامة وكل من الضغوط‬ ‫‪-6‬‬
‫النفسية والتوافق النفسي اًلجتماعي لدى النازحين السوريين في مقابل‬
‫المصريين‪.‬‬
‫وتعدل فعالية الذات العامة العالقة بين الضغوط النفسية والتوافق النفسي‬ ‫‪-3‬‬
‫اًلجتماعي لدى النازحين السوريين في مقابل المصريين‪.‬‬
‫ويمكن التنبؤ من فعالية الذات العامة والضغوط النفسية بالتوافق النفسي‬ ‫‪-1‬‬
‫اًلجتماعي لدى المصريين والنازحين السوريين كل منهما على حدة‪.‬‬

‫‪-446-‬‬
‫فعالية الذات العامة كمتغير معدل للعالقة بين الضغوط النفسية والتوافق النفسي االجتماعي‬

‫منهج الدراسة واجراءاتها‬


‫منهج الدراسة‬
‫استخدمت هذه الدراسة المنهج غير التجريبي (الوصفي اًلرتباطي‬
‫المقارن)‪ ،‬القائم على تناول متغيرات الدراسة (فعالية الذات العامة والضغوط‬
‫النفسية والتوافق النفسي اًلجتماعي) تناوًًل وصفيًّا وفقًا لمجموعة من‬
‫اًلستخبارات النفسية‪ ،‬إذ لم تتدخل الباحثة في ضبط هذه المتغيرات‪ .‬وفيما يلي‬
‫عرض لمكونات هذا المنهج‪:‬‬
‫(‪ )1‬التصميم البحثي‬
‫اُستُ ْخِد َم التصميم اًلرتباطي المعتمد على قياس المتغيرات لدى أفراد‬
‫العينة وحساب معامالت اًلرتباط بين فعالية الذات العامة‪ ،‬وكل من الضغوط‬
‫النفسية‪ ،‬والتوافق النفسي اًلجتماعي الشخصي‪ .‬وهذا التصميم يوضح لنا‬
‫العالقة الثنائية المتبادلة بين متغيرات الدراسة‪ ،‬ويتيح استكشاف القيمة التنبؤية‬
‫المحتملة لفعالية الذات بكل من الضغوط النفسية‪ ،‬والتوافق النفسي اًلجتماعي‪.‬‬
‫(‪ )2‬وصف عينات الدراسة‬
‫أُجريت الدراسة الراهنة على عينة مستهدفة قوامها (‪ )461‬مشارًكا‪ ،‬تنقسم‬
‫إلى مجموعتين‪ ،‬هما كما يلي‪:‬‬
‫المجموعة األولى‪ :‬وهي عينة مستهدفة من النازحين السوريين‪ ،‬وبلغ قوامها‬ ‫أ‪.‬‬
‫(‪ )14‬من الذكور السوريين‪ ،‬وتراوحت أعمارهم بين (‪ )64-41‬سنة‪ ،‬وقد‬
‫بلغ متوسط أعمارهم (‪ )31،33‬سنة‪ ،‬بانحراف معياري قدره (‪)41،14‬‬
‫سنة‪ ،‬وبلغ متوسط عدد سنوات تعليمهم (‪ )41،32‬سنة‪ ،‬بانحراف معياري‬
‫قدره (‪ )3،16‬سنة‪ ،‬وتراوحت مدة إقامتهم داخل مصر بين عام واحد إلى‬
‫‪ 41‬أعوام‪.‬‬
‫ب‪ .‬المجموعةةةة الثانيةةةة‪ :‬وه ــي عينــة مس ــتهدفة بل ــغ قوامه ــا (‪ )443‬م ــن ال ــذكور‬
‫المص ـ ـريين‪ ،‬وتراوحـ ــت أعمـ ــارهم بـ ــين (‪ )66-46‬سـ ــنة‪ ،‬وقـ ــد بلـ ــغ متوسـ ــط‬

‫‪-446-‬‬
‫دراسات نفسية (مج‪ ،13‬ع‪ 4‬أكتوبر ‪ 0203‬ص ‪)827-341‬‬

‫أعمارهم (‪ )62،32‬سنة‪ ،‬بانحراف معياري قدره (‪ )6،21‬سنة‪ ،‬وبلغ متوسط‬


‫عدد سنوات تعليمهم (‪ )41،62‬سنة‪ ،‬بانحراف معياري قدره (‪ )6،44‬سنة‪.‬‬
‫وقد تم اختيار أفراد العينة طبقا للشروط التالية‪:‬‬
‫‪ -4‬أن يكونوا جميعهم من الذكور‪ ،‬و‪ -6‬أن يكونوا جميعهم ممـن يقيمـون فـي‬
‫مص ــر‪ ،‬و‪ -3‬أن يكونـ ـوا مم ــن يعمل ــون ف ــي مص ــر‪ ،‬و‪ -1‬اش ــترط لعين ــة‬
‫المصـريين أن يكونـوا مكــافئين للســوريين فــي العمــر وعــدد ســنوات التعلــيم‪،‬‬
‫و‪ -1‬أشترط لعينة المصريين أًل يكونوا ممن يعملون لدى جهات حكومية‬
‫لم ارع ــاة التك ــافؤ بي ــنهم وب ــين عين ــة الس ــوريين مم ــن ًل يت ــوفر له ــم فرص ــة‬
‫العمل الحكومي داخل مصر‪.‬‬
‫الصعوبات التي واجهتها الباحثة أثناء التطبيق‪:‬‬
‫على الرغم من ارتفاع أعداد النازحين السوريين في مصـر َّ‬
‫فإنـه قـد واجـه الباحثـة‬
‫صعوبات في الحصول على عينة أكبر لتطبيق أدوات الدراسة نظ ار لما يلي‪:‬‬
‫‪ -4‬ع ــدم وجـ ـود بيان ــات تع ــداد رس ــمية‪ ،‬أو إحص ــاءات خاص ــة بأم ــاكن العم ــل‬
‫والسكن الخاصة بالنازحين السوريين‪.‬‬
‫‪ -6‬رفــض كثيــر ِمــن النــازحين الســوريين المشــاركة فــي اًلســتجابة علــى مقــاييس‬
‫البحـث‪ ،‬خوفًـا مـن اسـتخدام البيانـات ألغـراض سياسـية تسـبب خـروجهم مـن‬
‫مصــر‪ ،‬علــى الــرغم مــن تأكيــد الباحثــة علــى عــدم ضــرورة كتابــة األســماء أو‬
‫أي بيانات عن الهوية أو محل اإلقامة‪.‬‬
‫جدول (‪)1‬‬
‫الفروق بين عينتي الدراسة األساسيتين في متغيري العمر وسنوات التعليم‪.‬‬
‫مجموعة المصريين‬ ‫مجموعة النازحين‬ ‫المجموعات‬
‫الداللة‬ ‫قيمة ت‬ ‫ن=‪111‬‬ ‫السوريين ن=‪11‬‬
‫ع‬ ‫م‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫المتغيرات‬
‫غير دال‬ ‫‪4.214-‬‬ ‫‪6.21‬‬ ‫‪62.32‬‬ ‫‪41.14‬‬ ‫‪31.33‬‬ ‫العمر‬
‫عدد سنوات‬
‫غير دال‬ ‫‪6.162‬‬ ‫‪6.44‬‬ ‫‪41.62‬‬ ‫‪3.16‬‬ ‫‪41.32‬‬
‫التعليم‬

‫‪-446-‬‬
‫فعالية الذات العامة كمتغير معدل للعالقة بين الضغوط النفسية والتوافق النفسي االجتماعي‬

‫تبين من الجدول (‪ )4‬عدم وجود فروق دالة إحصائيًّا بين عينات الدراسة‬
‫في متغيري العمر ومستوى التعليم لدى كل من الذكور المصريين والنازحين‬
‫السوريين َما يدل على التكافؤ بين عينتي البحث في متغيري العمر ومستوى‬
‫التعليم‪.‬‬
‫(‪ )1‬وصف األدوات‬
‫‪1‬‬
‫‪ -1‬مقياس فعالية الذات العامة‪ :‬إعداد‪ :‬الباحثة‬
‫يتك ــون المقي ــاس م ــن (‪ )61‬عب ــارة تق ــيس المفه ــوم الش ــامل لفعالي ــة ال ــذات‬
‫العامــة‪ ،‬ويعتمــد األداء علــى مقيــاس فعاليــة الــذات العامــة علــى التقريــر الــذاتي‪،‬‬
‫ويجي ــب المش ــارك ع ــن ك ــل عب ــارة ع ــن طري ــق اختي ــار إجاب ــة واح ــدة م ــن خم ــس‬ ‫ُ‬
‫مستويات معدة بطريقة "ليكرت" وهي‪ =4 :‬أبدا‪ ،‬و‪ =6‬نـادرا‪ ،‬و‪ =3‬أحيانـا‪ ،‬و‪-1‬‬
‫غالب ــا‪ ،‬و‪ =1‬دائم ــا‪ ،‬وينطب ــق ذل ــك عل ــى ك ــل البن ــود فيم ــا ع ــدا البن ــود (‪ ،3‬و‪،6‬‬
‫ألنهــا فــي اًلتجــاه العكســي‪ ،‬حيــث تتــدرج البــدائل مــن ‪ =4‬دائمــا‪،‬‬ ‫و‪ ،41‬و‪َّ ،)61‬‬
‫إلــى ‪ =1‬أبــدا‪ ،‬وتت ـراوح الدرجــة علــى هــذا المقيــاس مــا بــين ‪ 61‬إلــى ‪ 461‬درجــة‬
‫كحد أقصى‪ .‬وتشير الدرجة المرتفعة إلى قوة فعالية الذات العامـة وثقـة الفـرد فـي‬
‫قد ارتـ ــه علـ ــى مواجهـ ــة الشـ ــدائد والتهديـ ــدات والضـ ــغوط والمشـ ــكالت‪ ،‬أيـ ــا كانـ ــت‬
‫المعوقات‪ ،‬بينما تشـير الدرجـة المنخفضـة إلـى ضـعف ثقـة الفـرد فـي قد ارتـه علـى‬
‫مواجهة التهديدات وعجزه عن مواجهة الضغوط والمشكالت التي يتعرض لها‪.‬‬
‫‪ -2‬استخبار التوافق النفسي واالجتماعي‪ :‬إعداد الباحثة‬
‫يتكون اًلستخبار من (‪ )31‬عبارة تقيس المفهوم الشامل للتوافق النفسي‬
‫واًلجتماعي‪ ،‬والذي يتكون من استخبارين فرعيين هما‪ )4( :‬استخبار التوافق‬
‫النفسي‪ :‬ويتكون من (‪ )41‬عبارة‪ ،‬تقيس قدرة الفرد على القيام بمجموعة‬

‫(‪ )4‬وتتوجـه الباحثـة بخـالص الشـكر واًلمتنـان إلـى األسـتاذ الـدكتور محمـد نجيـب الصـبوة‪ ،‬أسـتاذ علــم‬
‫الــنفس اإلكلينيكــي‪ ،‬بقســم علــم الــنفس‪ ،‬كليــة اآلداب‪ ،‬جامعــة القــاهرة لمراجعــة ســعادته لمقيــاس‬
‫فعالية الذات العامة واستخبار التوافق النفسي في مرحلة إعداده‪.‬‬

‫‪-466-‬‬
‫دراسات نفسية (مج‪ ،13‬ع‪ 4‬أكتوبر ‪ 0203‬ص ‪)827-341‬‬

‫اًلستجابات التي تؤدي إلى شعوره بالسعادة مع النفس‪ ،‬والرضا عنها‪ ،‬واشباع‬
‫دوافعه‪ ،‬وتحمل نتائج أفعاله؛ و(‪ )6‬استخبار التوافق اًلجتماعي‪ :‬ويتكون من‬
‫(‪ )41‬عبارة‪ ،‬تقيس قدرة الفرد على إقامة عالقات اجتماعية مع اآلخرين مثمرة‬
‫ومرضية له ولآلخرين‪ ،‬وقدرة الفرد على المشاركة اًلجتماعية الفعالة وشعوره‬
‫بالمسؤولية اًلجتماعية‪ ،‬وامتثاله لقيم المجتمع الذي يعيش فيه‪ ،‬وشعوره بقيمته‬
‫ودوره الفعال في هذا المجتمع‪ .‬ويعتمد األداء على استخبار التوافق النفسي‬
‫ويجيب المشارك عن كل عبارة عن طريق‬ ‫واًلجتماعي على التقرير الذاتي‪ُ ،‬‬
‫اختيار إجابة واحدة من خمس مستويات معدة بطريقة "ليكرت" وهي‪ =4 :‬أبدا‪،‬‬
‫و‪ =6‬نادرا‪ ،‬و‪ =3‬أحيانا‪ ،‬و‪ -1‬غالبا‪ ،‬و‪ =1‬دائما‪ ،‬وينطبق ذلك على كل البنود‬
‫فيما عدا البنود (‪ ،2‬و‪ ،41‬و‪ ،41‬و‪ ،42‬و‪ ،61‬و‪ ،61‬و‪ ،)66‬ألنها في اًلتجاه‬
‫العكسي‪ ،‬حيث تتدرج البدائل من ‪ =4‬دائما‪ ،‬إلى ‪ =1‬أبدا‪.‬‬
‫وتتراوح الدرجة على هذا المقياس ما بين ‪ 31‬إلى ‪ 411‬درجة كحد‬
‫أقصى‪ .‬وتشير الدرجة المرتفعة إلى قدرة الفرد على التوافق الجيد بحيث تكون‬
‫نظرته إلى الحياة واقعية‪ ،‬وأن طموحاته بمستوى إمكاناته‪ ،‬والتوفيق بين دوافعه‬
‫إرضاء متزنا‪ ،‬واقامة عالقات طيبة إيجابية‪.‬‬
‫ً‬ ‫المتعارضة توفيقا يرضيها جميعا‬
‫كما يحرص على حقوق اآلخرين في جو من الثقة واًلحترام المتبادل معهم‪،‬‬
‫وشعوره بالسعادة واًلمتنان واحتالله لمكانة متميزة من خالل ما يؤديه من عمل‬
‫اجتماعي تعاوني‪ ،‬بينما تشير الدرجة المنخفضة إلى ضعف قدرة الفرد على‬
‫اض عن نفسه‪ ،‬وقد يكون‬ ‫التوافق النفسي واًلجتماعي بحيث يكون الفرد غير ر ٍ‬
‫ٍ‬
‫ساخط عليه‪ ،‬وتتسم حياته النفسية بكثرة التوترات‪،‬‬ ‫كارها لها‪ ،‬أو ناف ار منها‪ ،‬أو‬
‫والصراعات النفسية التي تقترن بمشاعر الذنب والقلق؛ كما تعني َعدم الشعور‬
‫بالسعادة مع اآلخرين‪ ،‬وعدم اًللتزام بأخالقيات المجتمع‪ ،‬وعدم مسايرته‬
‫للمعايير اًلجتماعية‪ ،‬وعدم تقبل التغير اًلجتماعي‪.‬‬
‫وقد أعدت الباحثة مقياس فعالية الذات العامة واستخبار التوافق النفسي‬
‫واًلجتماعي بعد مراجعة عدد من المقاييس الموجودة بالفعل في المكتبة‬

‫‪-466-‬‬
‫فعالية الذات العامة كمتغير معدل للعالقة بين الضغوط النفسية والتوافق النفسي االجتماعي‬

‫النفسية‪ ،‬وقد وجد أن بعضها مقنن على عينات تختلف خصائصها عن عينة‬
‫البحث الحالي‪ ،‬كما وجد أن بعضها اآلخر قد قنن على عينات مشابهة لعينة‬
‫المصريين ولكن كانت مكونة من عدد كبير من البنود بما يحتاج لوقت أكبر‬
‫من المشاركين لتطبيقها‪َ .‬ما اضطر الباحثة إلى إعداد أدوات تتناسب وعينة‬
‫البحث‪.‬‬
‫&‪Holmes‬‬ ‫‪ -1‬قائمة هولمز – راهي لضغوط الحياة‪ :‬إعداد‪ :‬هولمز وراهي‬
‫‪ ،Rahe‬ترجمة‪ :‬أ‪.‬د‪ /‬جمعة سيد يوسف‪.‬‬
‫أطلق على هذه القائمة اسم مقياس تقدير إعادة التوافق اًلجتماعي‪،‬‬
‫ويتكون من ‪ 13‬حدثا حياتيًّا‪ ،‬تتباين في مدى ما تثيره من مشقة‪ ،‬بعضها‬
‫إيجابي واآلخر سلبي‪ ،‬وتستخدم إما لقياس التغيرات الحياتية الفعلية التي حدثت‬
‫خالل السنة الماضية‪ ،‬أو لقياس إدراك الفرد أو تقديره لشدة األحداث وما تثيره‬
‫من ضغوط‪ ،‬حتى لو لم يكن تعرض لها من قبل‪ .‬وقد اُستُ ْخِد َم المقياس في‬
‫الدراسة الراهنة لقياس التغيرات الحياتية الفعلية التي حدثت خالل السنة‬
‫الماضية‪.‬‬
‫تفسير الدرجات على المقياس‪:‬‬
‫‪ :611 – 411‬تعني أن قابلية تعرض الفرد للضغوط منخفضة‪.‬‬
‫‪ :611- 614‬تعني أن قابلية تعرض الفرد للضغوط متوسطة‪.‬‬
‫‪ 611‬فأكثر‪ :‬تعني أن قابلية تعرض الفرد للضغوط مرتفعة‬
‫(يوسف‪.)62-66 ،6112 ،‬‬
‫الكفاءة القياسية لألدوات‬
‫لتقــدير الكف ــاءة القياس ــية ألدوات الد ارسـ ـة‪ ،‬قــدمت بطاري ــة اًلس ــتخبارات إل ــى‬
‫(‪ )21‬فــردا‪ ،‬قُ ِّســموا إلــى مجمــوعتين مــن الــذكور (المجموعــة األولــى‪ :‬مــن الــذكور‬
‫المصريين وبلـغ عـددها ‪ 16‬مصـريا مـن الـذكور‪ ،‬وقـد كـان متوسـط العمـر ‪46.11‬‬
‫أما المجموعة الثانية فقد تكونت من ‪ 42‬حالة‬ ‫سنة‪ ،‬وانحراف معياري ‪ 3.12‬سنة‪َّ .‬‬

‫‪-466-‬‬
‫دراسات نفسية (مج‪ ،13‬ع‪ 4‬أكتوبر ‪ 0203‬ص ‪)827-341‬‬

‫مـ ــن الـ ــذكور النـ ــازحين السـ ــوريين‪ ،‬وكـ ــان متوسـ ــط العمـ ــر‪ 41.66‬سـ ــنة‪ ،‬وانح ـ ـراف‬
‫معياري ‪ 3.46‬سنة‪ ،‬تمهيدا لحساب معامالت الثبات والصدق ًلستخبارات البحـث‬
‫للتحقق من كفاءتها القياسية‪.‬‬
‫أوال‪ :‬حساب معامالت الثبات‬
‫حس ــبت الباحث ــة مع ــامالت الثب ــات لمق ــاييس الد ارس ــة ب ــثالث ط ــرق‪ِ ،‬ه ــي‪:‬‬
‫إعادة تطبيق اًلختبار‪ ،‬وحساب معامل الثبـات بطريقـة ألفـا لــكرونباا‪ ،‬واسـتخدام‬
‫التجزئة النصفية باستخدام معادلة "جتمان"‪.‬‬
‫‪-4‬معامالت الثبات بطريقة إعادة االختبةار‪ :‬تـم حسـاب معـامالت الثبـات‬
‫باستخدام طريقة إعادة التطبيق‪ ،‬وذلك من خالل تطبيق بطارية اًلسـتخبارات ثـم‬
‫إعــادة تطبيقهــا بعــد فت ـرة زمنيــة تراوحــت بــين (‪ 41‬إلــى ‪ 31‬يومــا)‪ ،‬وذلــك علــى‬
‫عينتي الدراسة اًلستطالعية السابق وصفها‪.‬‬
‫‪-6‬حسةةاب معةةامالت الثبةةات بطريقةةة ألفةةا كرونبةةا ‪ :‬يســتخدم معامــل ألفــا‬
‫لبي ــان م ــدى اتس ــاق اًلس ــتجابات لجمي ــع بن ــود القائم ــة (اتس ــاق م ــا ب ــين البن ــود)‬
‫(هاشم‪.)2 ،6116 ،‬‬
‫‪-3‬حســاب معــامالت الثبــات بطريقــة التجزئــة النصــفية باســتخدام معادلــة‬
‫"جتم ــان"؛ واس ــتُخدمت معادل ــة " جتم ــان؛ فه ــي المعادل ــة الت ــي تص ــلح لحس ــاب‬
‫الثبــات عنــدما ًل تتســاوى اًلنح ارفــات المعياريــة لجزئــي اًلختبــار أو اًلنح ارفــات‬
‫المعياريــة‪ ،‬أي اخــتالف تبــاين "عــدم تســاوي النصــفين" بغــض النظــر عــن عــدد‬
‫أن معادلــة ســيبرمان‬ ‫البنــود زوجــي أو فــردي‪ ،‬فقــد تبــين مــن التحليــل اإلحصــائي َّ‬
‫ـائيا‪ ،‬عل ــى ال ــرغم م ــن‬
‫بـ ـراون ًل تص ــلح لمعالج ــة بيان ــات الد ارس ــة الراهن ــة إحص ـ ً‬
‫ـإن معادل ــة‬
‫تس ــاوي ع ــدد البن ــود ل ــبعض المق ــاييس الفرعي ــة م ــن حي ــث الع ــدد‪ ،‬ف ـ ّ‬
‫ســيبرمان ب ـراون ًل تســتخدم إًل فــي حالــة تســاوي التبــاين‪ ،‬وتســاوي اًلنح ارفــات‬
‫المعيارية في نصفي اًلستخبار‪.‬‬

‫‪-466-‬‬
‫فعالية الذات العامة كمتغير معدل للعالقة بين الضغوط النفسية والتوافق النفسي االجتماعي‬

‫‪ -3‬معامل الثبات أوميجا مكدونالد(‪ :)4‬تم تطوير معامل أوميجا‬


‫‪ 4222‬إلى صيغتين‪ ،‬أحدهما هو تقدير معامل التحديد للدرجة الكلية من‬
‫اًلختبار‪ ،‬والثاني هو تقدير مقدار التباين في اًلختبار بوجود عامل عام واحد‪،‬‬
‫وتسهيال لذلك استخدمت برمجيات نمذجة المعادًلت البنائية‪ ،‬يستخلص اآلخر‬
‫عامل ترتيب المصفوفة اًلرتباطية )‪ .(Revelle, & Condon, 2019‬وقد اعتمدنا‬
‫في تحليل قيمة الثبات لمعامل أوميجا على ماكرو هايز لحساب نسبة الثبات‬
‫أوميجا‪ .‬وفيما يلي سيعرض جدول (‪ )6‬معامالت الثبات بمختلف طرق الثبات‬
‫لدى عينة الدراسة اًلستطالعية ًلستخبارات الدراسة‪.‬‬
‫جدول (‪)2‬‬
‫معامالت الثبات لبطارية االستخبارات لدى عينات الدراسة االستطالعية (ن=‪.)47‬‬

‫أن معامالت الثبات؛ باستخدام طريقة‬ ‫ويتضح من الجدول السابق (‪َّ )6‬‬
‫إعادة اًلختبار‪ ،‬وألفا كرو نباا‪ ،‬والتجزئة النصفية باستخدام معادله جتمان‪،‬‬
‫معامالت ثبات أوميجا ماكدونالد‪ ،‬لها درجة من الكفاءة القياسية لدى عينتي‬
‫الدراسة اًلستطالعية‪ ،‬حيث تقع معظم معدًلت الثبات بين الجيد والمرتفع‪.‬‬

‫‪(1) McDonald's Omega‬‬

‫‪-466-‬‬
‫دراسات نفسية (مج‪ ،13‬ع‪ 4‬أكتوبر ‪ 0203‬ص ‪)827-341‬‬

‫ثانيا‪ :‬معامالت صدق اختبارات البطارية‬


‫حسبت الباحثة معامالت الصـدق لمقـاييس الد ارسـة بطـريقتين وهمـا صـدق‬
‫التعلق بمحك خارجي‪ ،‬ومعامل الصدق التمييزي‪.‬‬
‫أ‪ -‬صةةةدق التعلةةةق بمحةةة خةةةارجي‪ :‬اس ــتخدمت طريق ــة ص ــدق التعل ــق بمح ــك‬
‫خــارجي لحســاب صــدق اســتخبارات بطاريــة الد ارســة‪ .‬وقــد حســبت الباحث ــة‬
‫معامل اًلرتباط بين الدرجة الكلية ًلستخبار فعالية الذات العامة من إعـداد‬
‫الباحث ــة‪ ،‬واس ــتخبار فعالي ــة ال ــذات العام ــة المس ــتخدم كمح ــك خ ــارجي؛ م ــن‬
‫إعداد‪ :‬شيماء يوسف المحمود‪ ،‬ويتمتع اًلستخبار بمعـامالت ثبـات وصـدق‬
‫مقبولــة؛ حيــث تراوحــت معــامالت ثبــات اًلســتخبار بــين‪ ،1.22-1.22‬وقــد‬
‫اعتم ــدت مع ــدة المقي ــاس عل ــى أُس ــلوبي ص ــدق المحكم ــين‪ ،‬وص ــدق التعل ــق‬
‫بمحــك خــارجي لحســاب صــدق مقياســها‪ ،‬وتوصــلت إلــى أن المقيــاس يتمتــع‬
‫بالصـ ــدق والكفـ ــاءة القياسـ ــية حيـ ــث تراوحـ ــت معـ ــامالت صـ ــدق اًلسـ ــتخبار‬
‫بــين‪ 1.66‬وكانــت نســبة اًلتفــاق بــين المحكمــين ‪( %22‬المحمــود‪،6116 ،‬‬
‫‪ .)22 -26‬كمــا تــم حســاب معامــل اًلرتبــاط بــين الدرجــة الكليــة ًلســتخبار‬
‫التوافــق النفســي واًلجتمــاعي مــن إعــداد الباحثــة‪ ،‬ومقيــاس التوافــق النفســي‬
‫إعــداد أ‪.‬د‪ /‬زينــب محمــود شــقير‪ ،‬ويتمتــع المقيــاس بمعــامالت ثبــات وصــدق‬
‫مقبولــة؛ حيــث كــان معامــل ثبــات المقيــاس بمعادلــة ألفــا كرونبــاا (‪،)1.21‬‬
‫ـب صـدق المقيــاس باسـتخدام اًلتســاق الـداخلي وتراوحــت معــامالت‬ ‫ِ‬
‫كمـا ُحسـ َ‬
‫اًلرتباط بين البنود والدرجة الكلية للمقياس بـين (‪( )1.24 – 1.11‬محمـد‪،‬‬
‫‪.)322 -322 ،6143‬‬
‫وفيمــا يلــي عرضــا لنتــائج صــدق التعلــق بمحــك خــارجي لمقيــاس فعاليــة‬
‫الذات العامة واستخبار التوافق النفسي اًلجتماعي‪.‬‬

‫‪-466-‬‬
‫فعالية الذات العامة كمتغير معدل للعالقة بين الضغوط النفسية والتوافق النفسي االجتماعي‬

‫جدول (‪)1‬‬
‫معامالت صدق التعلق بمح خارجي الستخبارات الدراسة لدى عينات الدراسة‬
‫االستطالعية (ن=‪.)47‬‬
‫معامالت صدق التعلق بمح خارجي‬
‫السوريون‬ ‫المصريون‬ ‫العينات‬
‫ن= ‪11‬‬ ‫ن= ‪15‬‬
‫‪1٫241‬‬ ‫‪1٫224‬‬ ‫فعالية الذات العامة‬
‫‪1٫322‬‬ ‫‪1٫161‬‬ ‫المقياس الفرعي األول التوافق الشخصي‬
‫‪1٫462‬‬ ‫‪1٫116‬‬ ‫المقياس الفرعي الثاني التوافق اًلجتماعي‬
‫‪1٫314‬‬ ‫‪1٫163‬‬ ‫الدرجة الكلية للتوافق النفسي اًلجتماعي‬
‫ويتضح من الجدول السابق (‪ )3‬أن معامالت صدق التعلق بالمحك‬
‫الخارجي‪ ،‬لها درجة من الكفاءة القياسية لدى عينتي الدراسة اًلستطالعية‪،‬‬
‫حيث تقع معدًلت الصدق ما بين المقبول إلى المرتفع‪ ،‬وهو ما يدل على أن‬
‫مقياس الضغوط النفسية‪ ،‬ومقياس فعالية الذات العامة‪ ،‬ومقياس التوافق‬
‫النفسي اًلجتماعي لهم درجة مصداقية تراوحت بين مقبولة إلى مرتفعة لدى‬
‫عينتي الدراسة‪.‬‬
‫أما عن انخفاض بعض معامالت الصدق فـيمكن تبريـر انخفـاض بعـض‬ ‫َّ‬
‫مؤشرات الصدق إلى عدد بنـود كـل اختبـار فيـزداد الصـدق كلمـا زاد عـدد البنـود‬
‫أو المفردات‪ ،‬كما يتأثر معامل الصدق بمعامل ثبات المقياس المحكـي‪ ،‬ويتـأثر‬
‫بالقيمــة العدديــة لالختبــار المحكــي‪ ،‬باإلضــافة إلــى تبــاين درجــات األف ـراد وفقًــا‬
‫لمبدأ الفروق الفردية بين أفراد العينة‪.‬‬
‫ب‪ -‬المقارنة بين المجموعات الطرفية‬
‫تم حساب معامل الصدق التمييزي بطريقة المقارنة الطرفية‪ ،‬ويعتمد هذا‬
‫األسلوب على ترتيب الفقرات تنازليا أو تصاعديًّا ثم تقسيم درجات اًلستخبارات‬
‫إلى الرباعي األدنى والرباعي األعلى‪ ،‬وتم اختيار ثلت البيانات من كال‬
‫الطرفين وبعد ذلك تمت المقارنة بين طرفي كل استخبار على حدة‪ ،‬ثم الكشف‬
‫عن دًللة الفروق بين المتوسطات داخل كل عينة على حدة‪.‬‬

‫‪-464-‬‬
‫دراسات نفسية (مج‪ ،13‬ع‪ 4‬أكتوبر ‪ 0203‬ص ‪)827-341‬‬

‫جدول (‪)7‬‬
‫معامالت صدق المقارنة الطرفية الستخبارات البحث لدى عينة المصريين (ن= ‪)15‬‬
‫اختبار ت‬ ‫المنخفضين‬ ‫المرتفعين (ن= ‪)11‬‬ ‫العينات‬
‫(ن=‪)11‬‬
‫المتوسطات االنحرافات قيم ت داللتها‬ ‫االنحرافات‬ ‫المتوسطات‬ ‫االختبارات‬
‫المعيارية‬ ‫المعيارية‬
‫‪٫111‬‬ ‫‪46.31‬‬ ‫‪12.12‬‬ ‫‪22.11‬‬ ‫‪444.42‬‬ ‫‪114.23‬‬ ‫الضغوط النفسية‬
‫‪٫111 41.23‬‬ ‫‪2.46‬‬ ‫‪26.66‬‬ ‫‪6.21‬‬ ‫‪413.11‬‬ ‫فعالية الذات‬
‫المقيـ ـ ـ ـ ـ ــاس الفرعـ ـ ـ ـ ـ ــي‬
‫‪٫111‬‬ ‫‪41.31‬‬ ‫‪6.11‬‬ ‫‪12.26‬‬ ‫‪1.41‬‬ ‫‪66.64‬‬ ‫األول التوافـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــق‬
‫الشخصي‬
‫المقيـ ـ ـ ـ ـ ــاس الفرعـ ـ ـ ـ ـ ــي‬
‫‪٫111‬‬ ‫‪44.44‬‬ ‫‪1.11‬‬ ‫‪12.21‬‬ ‫‪6.62‬‬ ‫‪64.22‬‬ ‫الث ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاني التواف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــق‬
‫اًلجتماعي‬
‫الدرجــة الكليــة للتوافــق‬
‫‪٫111‬‬ ‫‪43.66‬‬ ‫‪2.46‬‬ ‫‪21.33‬‬ ‫‪1.12‬‬ ‫‪462.11‬‬
‫النفسي اًلجتماعي‬
‫جدول (‪)1‬‬
‫معامالت صدق المقارنة الطرفية الستخبارات البحث لدى عينة السوريين (ن= ‪)11‬‬
‫اختبار ت‬ ‫المنخفضين‬ ‫المرتفعين (ن=‪)6‬‬ ‫العينات‬
‫(ن=‪)6‬‬
‫دًللتها‬ ‫قيم ت‬ ‫اًلنحرافات‬ ‫المتوسطات‬ ‫اًلنحرافات‬ ‫المتوسطات‬ ‫اًلختبارات‬
‫المعيارية‬ ‫المعيارية‬
‫الضغوط النفسية‬
‫‪٫146‬‬ ‫‪4.42‬‬ ‫‪12.12‬‬ ‫‪466.66‬‬ ‫‪322.21‬‬ ‫‪642.46‬‬
‫فعالية الذات‬
‫‪٫116‬‬ ‫‪1.62‬‬ ‫‪2.61‬‬ ‫‪22.23‬‬ ‫‪3.32‬‬ ‫‪411.66‬‬

‫المقي ـ ـ ــاس الفرع ـ ـ ــي األول‬


‫‪٫111‬‬ ‫‪6.32‬‬ ‫‪3.61‬‬ ‫‪14.46‬‬ ‫‪1.62‬‬ ‫‪66.66‬‬
‫التوافق الشخصي‬
‫المقي ـ ـاس الفرعـ ــي الثـ ــاني‬
‫‪٫111‬‬ ‫‪1.26‬‬ ‫‪1.22‬‬ ‫‪12.11‬‬ ‫‪4.136‬‬ ‫‪64.66‬‬
‫التوافق اًلجتماعي‬
‫الدرج ـ ـ ــة الكلي ـ ـ ــة للتواف ـ ـ ــق‬
‫‪٫111‬‬ ‫‪2.12‬‬ ‫‪6.44‬‬ ‫‪416.46‬‬ ‫‪1.22‬‬ ‫‪462.23‬‬
‫النفسي اًلجتماعي‬
‫وقد تبين من الجدولين السابقين (‪ ،1‬و‪ )1‬لحساب معامالت صدق‬
‫المقارنة الطرفية لكل من (الضغوط النفسية وفعالية الذات‪ ،‬والتوافق النفسي‬
‫اًلجتماعي بمقاييسه الفرعية وهي؛ التوافق الشخصي‪ ،‬والتوافق اًلجتماعي)‬

‫‪-466-‬‬
‫فعالية الذات العامة كمتغير معدل للعالقة بين الضغوط النفسية والتوافق النفسي االجتماعي‬

‫لدى كل من عينة المصريين‪ ،‬وعينة النازحين السوريين وجود فروق دالة‬


‫إحصائيا بين شقى المقارنة الطرفية في جميع اًلستخبارات والمقاييس الفرعية‪،‬‬
‫ما يدل على صدق اًلختبار وتحقق الكفاءة القياسية من ناحية الصدق و ِمن ثََّم‬
‫يمكن اًلعتماد على هذه األدوات ًلستكمال إجراءات البحث‪.‬‬
‫(‪ )7‬إجراءات جمع البيانات والتحليالت اإلحصائية‬
‫بعد جمع البيانات من عينة الدراسة أجرت الباحثة التحليالت اإلحصائية‬
‫من خالل معالجة البيانات باستخدام حزم البرامج اإلحصائية الخاصة بالعلوم‬
‫اًلجتماعية (‪ ،)SPSS‬واشتملت التحليالت اإلحصائية للبيانات على ما يلي‪:‬‬
‫‪ .4‬اختبـ ــار ت للكشـ ــف عـ ــن دًللـ ــة الفـ ــروق بـ ــين عينتـ ــي الد ارسـ ــة فـ ــي متغي ـ ـرات‬
‫الدراسة‪.‬‬
‫‪ .6‬حساب معامالت اًلرتباط المستقيم (بيرسون) بين متغيـرات الد ارسـة وبعضـها‬
‫بعضــا‪ ،‬وذلــك لفحــص العالقــة اًلرتباطي ـة فيمــا بــين بعضــهما بعضــا‪ ،‬ومــدى‬
‫ً‬
‫شدة هذه العالقات اًلرتباطية ووجهتها‪.‬‬
‫‪ .3‬معـامالت اًلرتبـاط الجزئـي‪ ،‬لحسـاب الـدور المعـدل لمتغيـر فعاليـة الـذات بـين‬
‫الضغوط النفسية والتوافق النفسـي اًلجتمـاعي‪ ،‬لـدى كـل عينـة علـى حـدة مـن‬
‫المصريين والنازحين السوريين‪.‬‬
‫‪ .1‬تحليل اًلنحدار القياسـي البسـيط والثنـائي‪ ،‬لمعرفـة قـدرة كـل مـن فعاليـة الـذات‬
‫والتواف ــق النفس ــي اًلجتم ــاعي ف ــي التنب ــؤ بالض ــغوط النفس ــية ل ــدى مجم ــوعتي‬
‫الدراسة كل منهما على حدة‪.‬‬
‫نتائج البحث‬
‫فيما يلي عرض لنتائج التحليالت اإلحصائية لمتغيرات الدراسة بمـا يتسـق‬
‫مع مشـكلة الد ارسـة وفروضـها‪ ،‬وقـد أجريـت التحلـيالت لكـل مـن عينـة المصـريين‬
‫والنــازحين الســوريين كـ ٌل علــى حــدة فيمــا عــدا دًلًلت الفــروق‪ ،‬وذلــك علــى النحــو‬
‫اآلتي‪:‬‬

‫‪-466-‬‬
‫دراسات نفسية (مج‪ ،13‬ع‪ 4‬أكتوبر ‪ 0203‬ص ‪)827-341‬‬

‫الفرض األول والذي ينص على‪ :‬توجد فروق بين المصريين والنازحين‬
‫السوريين في كل من فعالية الذات العامة والضغوط النفسية والتوافق النفسي‬
‫االجتماعي‪.‬‬
‫جدول (‪)5‬‬
‫نتائج اختبار " ت" لداللة الفروق بين عينة النازحين السوريين والمصريين (ن=‪)157‬‬
‫اختبار ت‬ ‫عينة الذكور‬ ‫عينة الذكور المصريين‬ ‫العينات‬
‫السوريين‬ ‫(ن= ‪)111‬‬
‫(ن=‪)11‬‬
‫داللتها‬ ‫قيم‬ ‫االنحرافات‬ ‫المتوسطات‬ ‫االنحرافات‬ ‫المتوسطات‬ ‫االختبارات‬
‫ت‬ ‫المعيارية‬ ‫المعيارية‬
‫‪1.616 4.41‬‬ ‫‪613.31‬‬ ‫‪366.12‬‬ ‫‪613.11‬‬ ‫‪622.24‬‬ ‫الضغوط النفسية‬
‫‪1.114 3.61‬‬ ‫‪43.62‬‬ ‫‪22.11‬‬ ‫‪42.14‬‬ ‫‪22.21‬‬ ‫فعالية الذات‬
‫المقي ــاس الفرع ــي‬
‫‪1.111 6.21‬‬ ‫‪2.13‬‬ ‫‪12.61‬‬ ‫‪41.12‬‬ ‫‪11.26‬‬ ‫األول التواف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــق‬
‫الشخصي‬
‫المقي ــاس الفرع ــي‬
‫‪1.411 4.11‬‬ ‫‪2.44‬‬ ‫‪11.42‬‬ ‫‪2.63‬‬ ‫‪13.42‬‬ ‫الث ـ ـ ــاني التواف ـ ـ ــق‬
‫اًلجتماعي‬
‫الدرجـ ـ ـ ــة الكليـ ـ ـ ــة‬
‫‪1.142 6.32‬‬ ‫‪41.31‬‬ ‫‪441.21‬‬ ‫‪42.42‬‬ ‫‪412.21‬‬ ‫للتواف ـ ــق النفس ـ ــي‬
‫اًلجتماعي‬

‫تبين من الجدول (‪ )6‬دًللة الفروق بين المجموعتين المستقلتين باستخدام‬


‫اختبار "ت" حساب المتوسطات واًلنحرافات المعيارية‪ ،‬وقيم اختبار " ت"‬
‫ومستوى دًللتها لمتغيرات الدراسة لكل من عينة المصرين والنازحين السوريين؛‬
‫فأسفرت النتائج عن عدم وجود فروق دالة في بعض المتغيرات وبعضها كان‬
‫دال إحصائيًّا نذكرها كالتالي‪:‬‬

‫‪-466-‬‬
‫فعالية الذات العامة كمتغير معدل للعالقة بين الضغوط النفسية والتوافق النفسي االجتماعي‬

‫‪ً -4‬ل توجد فروق دالة إحصائيًّا بين عينة المصريين والنازحين السوريين في‬
‫كل من الضغوط النفسية‪ ،‬والتوافق اًلجتماعي‪.‬‬
‫‪ -6‬توجد فروق دالة إحصائيًّا لكل من "(فعالية الذات العامة‪ ،‬والتوافق‬
‫الشخصي‪ ،‬والدرجة الكلية للتوافق النفسي اًلجتماعي) في اتجاه عينة‬
‫النازحين السوريين‪ ،‬فكانت األعلى وفقا للمتوسطات مقارنة بعينة‬
‫المصريين‪.‬‬
‫‪-2‬الفرض الثاني والذي ينص على أنه‪ :‬توجد عالقة ارتباطية جوهرية بين‬
‫فعالية الذات وكل من الضغوط النفسية والتوافق النفسي االجتماعي لدى‬
‫عينة من المصريين والنازحين السوريين‪.‬‬
‫وللتحقـ ــق مـ ــن صـ ــحة الفـ ــرض حسـ ــبت الباحثـ ــة قيمـ ــة معامـ ــل اًلرتبـ ــاط‬
‫لبيرسون بين متغيرات الدراسة (فعالية الذات العامة‪ ،‬والضغوط النفسية‪ ،‬والتوافق‬
‫النفسي اًلجتماعي) لدى كل من النازحين السوريين في مقابل المصريين‪.‬‬
‫جدول (‪)4‬‬
‫مصفوفة العالقات االرتباطية بين فعالية الذات العامة وكل من الضغوط النفسية والتوافق النفسي‬
‫االجتماعي لدى عينة الذكور المصريين (ن=‪)111‬‬
‫الدرجـ ـ ــة الكلي ـ ـ ــة‬ ‫التوافـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــق‬ ‫التوافـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــق‬ ‫فعالية الذات‬ ‫الضـ ـ ـ ـ ـ ــغوط‬ ‫المتغيرات‬
‫للتواف ــق النفس ــي‬ ‫اًلجتماعي‬ ‫الشخصي‬ ‫النفسية‬
‫اًلجتماعي‬
‫‪,412-‬‬ ‫‪,411-‬‬ ‫‪,412-‬‬ ‫‪*,642-‬‬ ‫‪4‬‬ ‫الضغوط النفسية‬
‫‪**,616‬‬ ‫‪**,164‬‬ ‫‪**,621‬‬ ‫‪4‬‬ ‫فعالية الذات العامة‬
‫‪**,216‬‬ ‫‪**,222‬‬ ‫‪4‬‬ ‫المقيـاس الفرعــي األول التوافــق‬
‫الشخصي‬
‫‪**,233‬‬ ‫‪4‬‬ ‫المقياس الفرعي الثاني التوافـق‬
‫اًلجتماعي‬
‫‪4‬‬ ‫الدرجــة الكليــة للتوافــق النفســي‬
‫اًلجتماعي‬

‫**‪1 ,14‬‬ ‫*‪1 ,11‬‬

‫‪-466-‬‬
‫دراسات نفسية (مج‪ ،13‬ع‪ 4‬أكتوبر ‪ 0203‬ص ‪)827-341‬‬

‫وبالنظر إلى الجدول (‪ )2‬فقد تبين من مصفوفة العالقات اًلرتباطيـة بـين‬


‫فعالية الذات العامة وكل من الضغوط النفسية والتوافق النفسـي اًلجتمـاعي لـدى‬
‫عين ــة ال ــذكور المصـ ـريين م ــا يل ــي؛ وج ــود عالق ــة ارتباطي ــة س ــالبة ب ــين ك ــل م ــن‬
‫الضــغوط النفســية وفعاليــة الــذات العامــة وكانــت دالــة عنــد (‪َ )1.11‬مــا يــدل علــى‬
‫وجــود ارتبــاط عكســي بــين التعــرض للضــغوط وفعاليــة الــذات‪ ،‬فكلمــا زاد وارتفــع‬
‫تعــرض عينــة المص ـريين مــن الــذكور للضــغوط النفســية‪ ،‬انخفضــت وقلــت لــديهم‬
‫فعالية الذات العامة‪.‬‬
‫أمــا عــن العالقــة بــين تعــرض عينــة المص ـريين للضــغوط والتوافــق النفســي‬
‫اًلجتمــاعي بمكوناتــه الفرعيــة فكانــت العالقــات ارتباطيــة ســالبة‪ ،‬ولكنهــا لــم ترتــق‬
‫إلى مستوى الدًللة اإلحصائية‪.‬‬
‫وفيم ــا يتعل ــق بالعالق ــات اًلرتباطي ــة ب ــين ك ــل م ــن فعالي ــة ال ــذات العام ــة‬
‫والتواف ــق النفس ــي اًلجتم ــاعي ل ــدى عين ــة المصـ ـريين‪ ،‬فق ــد تب ــين وج ــود عالق ــات‬
‫ارتباطية موجبة جوهرية عند (‪ )1.14‬بين كل من فعالية الذات العامة وكل مـن‬
‫(التواف ـ ــق الشخص ـ ــي‪ ،‬والتواف ـ ــق اًلجتم ـ ــاعي‪ ،‬والدرج ـ ــة الكلي ـ ــة للتواف ـ ــق النفس ـ ــي‬
‫اًلجتماعي)‪ ،‬ما يدل على أن ارتفاع الدرجة في هذه المتغيرات يالزمه زيادة في‬
‫مساو له في القوة واًلتجاه لتفسير العالقات اًلرتباطية‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫درجة المتغير اآلخر‬
‫جدول (‪)1‬‬
‫نتائج المصفوفة االرتباطية بين فعالية الذات العامة وكل من الضغوط النفسية والتوافق‬
‫النفسي االجتماعي لدى عينة الذكور النازحين السوريين (ن=‪)11‬‬
‫الدرجة الكلية‬ ‫التوافق‬ ‫التوافق‬ ‫فعالية الذات‬ ‫الضغوط‬ ‫المتغيرات‬
‫للتوافق‬ ‫االجتماعي‬ ‫الشخصي‬ ‫النفسية‬
‫النفسي‬
‫االجتماعي‬
‫‪**,312-‬‬ ‫‪,663-‬‬ ‫‪**,322-‬‬ ‫‪,441-‬‬ ‫‪4‬‬ ‫الضغوط النفسية‬
‫‪**,266‬‬ ‫‪**,661‬‬ ‫‪**,236‬‬ ‫‪4‬‬ ‫فعالية الذات العامة‬
‫المقياس الفرعي األول التوافـق‬
‫‪**,231‬‬ ‫‪**,622‬‬ ‫‪4‬‬
‫الشخصي‬
‫المقي ـ ـ ـ ـ ــاس الفرع ـ ـ ـ ـ ــي الث ـ ـ ـ ـ ــاني‬
‫‪**,212‬‬ ‫‪4‬‬
‫التوافق اًلجتماعي‬
‫الدرجــة الكليــة للتوافــق النفســي‬
‫‪4‬‬
‫اًلجتماعي‬
‫**‪1 ,14‬‬ ‫*‪1 ,11‬‬

‫‪-466-‬‬
‫فعالية الذات العامة كمتغير معدل للعالقة بين الضغوط النفسية والتوافق النفسي االجتماعي‬

‫وقد أسفرت نتـائج الجـدول (‪ )2‬لمصـفوفة العالقـات اًلرتباطيـة بـين فعاليـة‬


‫ال ــذات العام ــة وك ــل م ــن الض ــغوط النفس ــية والتواف ــق النفس ــي اًلجتم ــاعي ل ــدى‬
‫عما يلي؛ وجود عالقة ارتباطية سالبة بـين كـل مـن الضـغوط‬ ‫النازحين السوريين َّ‬
‫النفسية وفعالية الذات العامة ولكنها كانت غير دالة‪.‬‬
‫أم ــا ع ــن العالق ــة ب ــين الض ــغوط والتواف ــق النفس ــي اًلجتم ــاعي بمكونات ــه‬
‫الفرعيــة لــدى عينــة النــازحين الســوريين‪ ،‬فكانــت العالقــات ارتباطيــة ســالبة ودالــة‬
‫إحصــائيًّا بــين كــل مــن الضــغوط النفســية وكــل مــن (التوافــق الشخصــي‪ ،‬والدرجــة‬
‫الكلية الدرجة الكلية للتوافـق النفسـي اًلجتمـاعي) عنـد مسـتوى دًللـة (‪ )1.14‬مـا‬
‫أن أي تغير في تعـرض الفـرد للضـغوط يالزمـه انخفـاض دال وواضـح‬ ‫يدل على َّ‬
‫فــي مــدى قــدرة الشــخص علــى التوافــق الشخصــي‪ ،‬والتوافــق النفســي اًلجتمــاعي‬
‫بشــكل عــام‪ ،‬وأي انخفــاض فــي مســتوى تعــرض الفــرد للضــغوط يالزمــه زيــادة فــي‬
‫أمــا متغيــر التوافــق‬
‫مقــدار وقــوة الفــرد علــى التحمــل والتوافــق النفســي اًلجتمــاعي‪َّ .‬‬
‫اًلجتماعي فكانت هناك عالقة ارتباطية سالبة ولكنها غير دالة إحصائيًّا‪.‬‬
‫وفيم ــا يتعل ــق بالعالق ــات اًلرتباطي ــة ب ــين ك ــل م ــن فعالي ــة ال ــذات العام ــة‬
‫والتواف ــق النفس ــي اًلجتم ــاعي ل ــدى عين ــة الن ــازحين الس ــوريين‪ ،‬فق ــد تب ــين وج ــود‬
‫عالقات ارتباطية موجبة ودالة إحصائيا عند (‪ )1.14‬بين كل مـن فعاليـة الـذات‬
‫العامة وكل من (التوافق الشخصي‪ ،‬والتوافـق اًلجتمـاعي‪ ،‬الدرجـة الكليـة للتوافـق‬
‫أن أي زيادة في هذه المتغيرات يالزمها زيـادة‬ ‫النفسي اًلجتماعي)؛ ما يدل على َّ‬
‫في المتغير اآلخر بنفس القوة واًلتجاه؛ ويعني ذلك َّأنه كلما كانت فعاليـة الـذات‬
‫تفعــا وكــان أكثــر قــدرة علــى‬
‫مرتفعــة كــان توافــق الفــرد الشخصــي واًلجتمــاعي مر ً‬
‫مواجهة الضغوط النفسية وتحملها‪.‬‬
‫‪ -1‬الفرض الثالث الَّذي ينص على َّأنه‪ :‬تعدل فعالية الذات العالقة بين‬
‫الضغوط النفسية والتوافق النفسي االجتماعي لدى النازحين السوريين‬
‫في مقابل المصريين‪.‬‬
‫المتغيــر المعــدل هــو المتغيــر الــذي يظهــر أثـره عنــدما تتنــوع قــوة أو وجهــة‬

‫‪-466-‬‬
‫دراسات نفسية (مج‪ ،13‬ع‪ 4‬أكتوبر ‪ 0203‬ص ‪)827-341‬‬

‫العالقــة بــين متغي ـرين كدالــة لوجــوده (عبــد الفتــاح‪ ،‬ب ت‪ .)2 ،‬والمتغيــر المعــدل‬
‫ل ــيس بحاج ــة إل ــى الت ــأثير عل ــى المتغي ــر المتنب ــأ ب ــه‪ ،‬ولكن ــه يمث ــل مجموع ــة م ــن‬
‫الظــروف تخفــف أو تعــدل مــن العالقــة بــين متغي ـرين أو أكثــر‪ .‬ويســتخدم معامــل‬
‫اًلرتبــاط للمتغيــر المعــدل لمعرفــة مــدى تــأثير المتغيــر المعــدل فــي وجهــة العالقــة‬
‫ـر مسـتقال ًّ‬
‫ثانويـا آخـر يتعامــل‬ ‫بين المتغيرات وقوتها‪ .‬ويعـد المتـغيــر المعــدل متغي ًا‬
‫مع ــه الب ــاحث ويقيســـه للتحق ــق مـ ـن م ــدى العالق ــة بــين المتغـــير المنبــئ الــرئيس‬
‫والمتنبأ به‪ ،‬مثل‪ :‬الجنس والطبقة اًلجتماعية‪ ،‬والمؤهل العلمـي‪ ،‬والسـنة الد ارسـية‬
‫وغيرها (الصبوة‪ ،‬وعبد اللطيف‪.)442 ،6142 ،‬‬
‫والمتغي ــر المع ــدل ق ــد يت ــدخل ف ــي زي ــادة حج ــم العالق ــة أو انخفاض ــه ب ــين‬
‫المتغير التنبؤي والمتغير المتنبأ به‪ ،‬أو قد يفسر اتجاه العالقة بين المتغيرين من‬
‫ـدًل عنـدما تكـون العالقـة‬ ‫ـر مع ً‬
‫ويمكن اعتبـار المتغيـر متغي ًا‬ ‫الموجب إلى السالب‪ُ .‬‬
‫بين المتغير التنبؤي والمتغير المتنبأ به كما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬العالقة بعد العزل متساوية إذا ًل يكون هناك تأثير‪.‬‬
‫‪ -‬العالقة بعد العزل أكبر سيكون التأثير سلبي‪.‬‬
‫موجبا للمتغير المعدل وله تأثير‪.‬‬ ‫ً‬ ‫‪ -‬العالقة بعد العزل أصغر سيكون التأثير‬
‫ويمكــن اســتخدام أكثــر مــن طريقــة لتحليــل المتغي ـرات المعدلــة؛ منهــا اًلرتبــاط‬
‫‪ُ -‬‬
‫واًلنحدار البسيط والمتعـدد وتحليـل التغـاير‪ ،‬ونمذجـة العالقـة بـين المتغيـرات‪،‬‬
‫ومعادًلت ماكرو هايز )‪.(Hayes, 2017‬‬
‫نموذج المتغير المعدل‬
‫اختب ــار نم ــوذج المتغي ــر المع ــدل م ــن نت ــائج المتغي ــر المتنب ــأ ب ــه (التواف ــق‬
‫النفسي اًلجتماعي( والمتغير التنبؤي (الضغوط النفسية)‪ ،‬في حالة وجود متغيـر‬
‫ثالـت معـدل (فعاليــة الـذات) انظــر شـكل (‪ .)4‬فــالمتغير المعـدل يــؤثر فـي قــوة أو‬
‫اتجاه العالقة بين المتغيـرات أو يـؤثر فـي المتنبـأ بـه‪ ،‬ويـتم اختبـار تـأثير المتغيـر‬
‫‪Partial‬‬ ‫المعـ ــدل م ـ ــن تحلي ـ ــل ارتبـ ــاط بيرس ـ ــون البس ـ ــيط واًلرتبـ ــاط الجزئ ـ ــي‬
‫‪ Correlation‬يه ــدف إل ــى قي ــاس درج ــة اًلرتب ــاط ب ــين متغيـ ـرين وتحيي ــد ت ــأثيرات‬
‫المتغيرات األخرى‪.‬‬

‫‪-466-‬‬
‫فعالية الذات العامة كمتغير معدل للعالقة بين الضغوط النفسية والتوافق النفسي االجتماعي‬

‫فعالية الذات‬

‫التوافق النفسي اًلجتماعي‬ ‫الضغوط النفسية‬


‫شكل (‪)4‬‬
‫النموذج النظري لفعالية الذات كمتغير معدل بين الضغوط النفسية والتوافق‬
‫النفسي اًلجتماعي لدى النازحين السوريين في مقابل المصريين‪.‬‬

‫جدول (‪)9‬‬
‫فعالية الذات كمتغير معدل للعالقة االرتباطية بين الضغوط النفسية والتوافق النفسي‬
‫االجتماعي لدى عينة من الذكور المصريين (ن= ‪.)111‬‬
‫معامالت االرتباط‬
‫داللة‬ ‫الجزئي بعد‬ ‫البسيط قبل‬ ‫المتغيرات‬
‫االرتباط‬ ‫العزل أو‬ ‫العزل أو‬
‫الجزئي‬ ‫االستبعاد‬ ‫االستبعاد‬
‫الضــغوط النفســية وفعاليــة الــذات والتوافــق‬
‫‪1.161‬‬ ‫‪1.111-‬‬ ‫‪1.421-‬‬
‫الشخصي‬
‫الضــغوط النفســية وفعاليــة الــذات والتوافــق‬
‫‪1.626‬‬ ‫‪1.132-‬‬ ‫‪1.411-‬‬
‫اًلجتماعي‬
‫الضــغوط النفســية وفعاليــة الــذات والدرجــة‬
‫‪1.126‬‬ ‫‪1.114-‬‬ ‫‪1.421-‬‬
‫الكلية للتوافق النفسي اًلجتماعي‬
‫ومن نتائج تحليالت اًلرتباط الخطي لبيرسون ومعامالت اًلنحدار‬
‫الجزئي التي أجريت بهدف فحص تأثير فعالية الذات كمتغير معدل للعالقة بين‬
‫الضغوط النفسية والتوافق النفسي اًلجتماعي؛ فقد تبين من جدول (‪َّ )2‬‬
‫أن‬
‫جميع قيم درجات اًلرتباط قبل العزل أو استبعاد المتغير المعدل كانت عالقات‬
‫ارتباطية سالبة ولكنها غير دالة إحصائيًّا‪ ،‬وبعد إجراء استبعاد المتغير المعدل‬

‫‪-466-‬‬
‫دراسات نفسية (مج‪ ،13‬ع‪ 4‬أكتوبر ‪ 0203‬ص ‪)827-341‬‬

‫تبين انخفاض قوة العالقة اًلرتباطية السالبة بين المتغيرات؛ و ِمن ثََّم يكون‬
‫هناك تأثير للمتغير المعدل بعد العزل‪ ،‬ويكون التأثير موجب للمتغير المعدل‬
‫وله تأثيره‪ ،‬ولكنه غير دال لدى عينة المصريين‪ .‬فالمتغير المعدل (فعالية الذات‬
‫العامة) قد تدخل في انخفاض حجم العالقة بين المتغير التنبؤي (الضغوط‬
‫النفسية) والمتغير المتنبأ به (التوافق النفسي اًلجتماعي)‪.‬‬
‫جدول (‪)11‬‬
‫متغير معدال للعالقة بين الضغوط النفسية والتوافق النفسي‬
‫ًا‬ ‫فعالية الذات بصفتها‬
‫االجتماعي لدى عينة من الذكور النازحين السوريين (ن= ‪.)11‬‬
‫معامالت االرتباط‬
‫داللة‬ ‫الجزئي بعد‬
‫البسيط قبل العزل‬
‫االرتباط‬ ‫العزل أو‬ ‫المتغيرات‬
‫أو االستبعاد‬
‫الجزئي‬ ‫االستبعاد‬
‫الضـ ــغوط النفسـ ــية وفعاليـ ــة الـ ــذات‬
‫‪1.111‬‬ ‫‪1.113-‬‬ ‫‪**1.322-‬‬
‫والتوافق الشخصي‬
‫الضـ ــغوط النفسـ ــية وفعاليـ ــة الـ ــذات‬
‫‪1.13‬‬ ‫‪1.611-‬‬ ‫‪1.663-‬‬
‫والتوافق اًلجتماعي‬
‫الضـ ــغوط النفسـ ــية وفعاليـ ــة الـ ــذات‬
‫‪1.114‬‬ ‫‪1.123-‬‬ ‫‪**1.312-‬‬ ‫والدرجـ ـ ــة الكليـ ـ ــة للتوافـ ـ ــق النفسـ ـ ــي‬
‫اًلجتماعي‬
‫ومن نتائج الجدول (‪ )41‬لدى عينة النازحين السوريين؛ فقد تبين أن‬
‫بعض القيم ارتفعت وبعضها اآلخر انخفض بعد عزل متغير فعالية الذات‬
‫العامة بصفتها متغي ار معدًل؛ وبالنظر إلى الجدول السابق سنجد أن جميع قيم‬
‫درجات اًلرتباط قبل العزل أو استبعاد المتغير المعدل كانت عالقات ارتباطية‬
‫سالبة ودالة إحصائيا‪ ،‬وبعد استبعاد المتغير المعدل تبين ارتفاع قوة العالقة‬
‫اًلرتباطية السالبة بين بعض المتغيرات (الضغوط النفسية والتوافق الشخصي)‪،‬‬
‫وكذلك بين (الضغوط النفسية والدرجة الكلية للتوافق النفسي اًلجتماعي) و ِمن‬
‫ثََّم يكون هناك تأثير للمتغير المعدل بعد العزل ويكون التأثير ذا دًللة للمتغير‬

‫‪-466-‬‬
‫فعالية الذات العامة كمتغير معدل للعالقة بين الضغوط النفسية والتوافق النفسي االجتماعي‬

‫المعدل لدى عينة النازحين السورين‪ .‬فالمتغير المعدل (فعالية الذات العامة) قد‬
‫تدخل في تعديل وزيادة مقدار التوافق النفسي اًلجتماعي حيث ارتفعت‬
‫العالقات اًلرتباطية السالبة بين المتغير التنبؤي (الضغوط النفسية) والمتغير‬
‫المتنبأ به (التوافق النفسي‪ ،‬والدرجة الكلية للتوافق النفسي اًلجتماعي)‪.‬‬
‫‪ -7‬الفرض الرابع‪ :‬والذي ينص على َّأنه‪ :‬يمكن التنبؤ من فعالية‬
‫الذات والضغوط النفسية بالتوافق النفسي االجتماعي لدى‬
‫المصريين والنازحين السوريين كل منهما على حدة‪.‬‬
‫وفيما يتعلق باًلنحدار الخطي القياسي البسيط سنحسب معادًلت خط‬
‫اًلنحدار القياسي البسيط لكل متغير من متغيرات الدراسة ونسبة إسهامه في‬
‫التفسير لكل عينة على حدة‪.‬‬
‫جدول (‪)11‬‬
‫نتائج معامالت االنحدار الخطي القياسي البسيط للتنبؤ من فعالية الذات والضغوط النفسية‬
‫بالتوافق النفسي االجتماعي لدى عينة الذكور المصريين (ن= ‪)111‬‬

‫م ــن نت ــائج الج ــدول الس ــابق (‪ )44‬لتحل ــيالت اًلنح ــدار الخط ــي القياس ــي‬
‫البسـيط تبـين وجـود عـدد مـن نمـاذج خـط اًلنحـدار لـدى عينـة الـذكور المصـريين‬
‫نذكرها كما يلي‪- :‬‬
‫‪ -‬تنبــأت كــل مــن فعاليــة الــذات العامــة والضــغوط النفســية بــالتوافق الشخصــي‬
‫بنسـبة (‪ )%12٫ 1‬ويعنــي ذلــك قــدرة المتغيـرات التنبؤيــة علــى تفســير التغيــر‬

‫‪-464-‬‬
‫دراسات نفسية (مج‪ ،13‬ع‪ 4‬أكتوبر ‪ 0203‬ص ‪)827-341‬‬

‫الـذي يحـدث فـي التوافـق الشخصـي‪ ،‬وكانـت قـيم نمـوذج اًلنحـدار دالـة وفقــا‬
‫لكل من قيم اختبار "ف"‪ ،‬و"ت"‪.‬‬
‫‪ -‬كمـ ــا تنبـ ــأت كـ ــل مـ ــن فعاليـ ــة الـ ــذات العامـ ــة والضـ ــغوط النفسـ ــية بـ ــالتوافق‬
‫اًلجتمــاعي بنســبة (‪ )%62٫ 6‬ويعنــي ذلــك قــدرة المتغي ـرات التنبؤيــة علــى‬
‫تفس ــير التغي ــر ال ــذي يح ــدث ف ــي التواف ــق اًلجتم ــاعي‪ ،‬وكان ــت ق ــيم نم ــوذج‬
‫اًلنحدار دالة وفقا لكل من قيم اختبار "ف"‪ ،‬و"ت"‪.‬‬
‫‪ -‬بينم ــا أس ــفرت النت ــائج ع ــن ق ــدرة ك ــل م ــن فعالي ــة ال ــذات العام ــة والض ــغوط‬
‫النفسية على تفسير التغيرات التي تحدث فـي الدرجـة الكليـة للتوافـق النفسـي‬
‫اًلجتم ــاعي بلغ ــت نس ــبة اإلس ــهام للتنب ــؤ (‪ ،)%16٫ 2‬وكان ــت ق ــيم نم ــوذج‬
‫اًلنحدار دالة وفقًا لكل من قيم اختبار " ف"‪ ،‬و" ت"‪.‬‬
‫جدول (‪)12‬‬
‫نتائج معامالت االنحدار الخطي القياسي البسيط للتنبؤ من فعالية الذات والضغوط النفسية‬
‫بالتوافق النفسي االجتماعي لدى عينة الذكور السوريين (ن= ‪)11‬‬

‫ومن نتائج جدول (‪ )46‬لتحليالت اًلنحدار الخطي القياسي البسيط لدى‬


‫عينة الذكور السوريين نذكرها كما يلي؛ فأسفرت التحليالت عما يلي‪- :‬‬
‫تنبــأت كــل مــن فعاليــة الــذات العامــة والضــغوط النفســية بــالتوافق الشخصــي‬ ‫‪-‬‬
‫بنسـبة (‪ )%22٫ 2‬ويعنــي ذلــك قــدرة المتغيـرات التنبؤيــة علــى تفســير التغيــر‬
‫الـذي يحـدث فـي التوافـق الشخصـي‪ ،‬وكانـت قـيم نمـوذج اًلنحـدار دالـة وفقــا‬

‫‪-466-‬‬
‫فعالية الذات العامة كمتغير معدل للعالقة بين الضغوط النفسية والتوافق النفسي االجتماعي‬

‫لكل من قيم اختبار " ف"‪ ،‬و" ت"‪.‬‬


‫‪ -‬كمـ ــا تنبـ ــأت كـ ــل مـ ــن فعاليـ ــة الـ ــذات العامـ ــة والضـ ــغوط النفسـ ــية بـ ــالتوافق‬
‫اًلجتمــاعي بنســبة (‪ )%12٫ 2‬ويعنــي ذلــك قــدرة المتغي ـرات التنبؤيــة علــى‬
‫تفس ــير التغي ــر ال ــذي يح ــدث ف ــي التواف ــق اًلجتم ــاعي‪ ،‬وكان ــت ق ــيم نم ــوذج‬
‫اًلنحدار دالة وفقا لكل من قيم اختبار "ف"‪ ،‬و"ت"‪.‬‬
‫‪ -‬بينم ــا أس ــفرت النت ــائج ع ــن ق ــدرة ك ـ اـل م ــن فعالي ــة ال ــذات العام ــة والض ــغوط‬
‫النفسية على تفسير التغيرات التي تحدث فـي الدرجـة الكليـة للتوافـق النفسـي‬
‫اًلجتم ــاعي بلغ ــت نس ــبة اإلس ــهام للتنب ــؤ (‪ ،)%21٫ 2‬وكان ــت ق ــيم نم ــوذج‬
‫اًلنحدار دالة وفقًا لكل من قيم اختبار " ف"‪ ،‬و" ت"‪.‬‬
‫تفسير النتائج‬
‫فيم ــا يل ــي س ــيتم مناقش ــة نت ــائج التحل ــيالت اإلحص ــائية ف ــي ض ــوء األط ــر‬
‫النظرية ونتائج البحوث السابقة‪ ،‬ومدى تأييدها لفروض الدراسة كل على حدة‪:‬‬
‫‪ -1‬الفرض األول والذي ينص على أنه‪ :‬توجد فروق بين المصريين‬
‫والنازحين السوريين في كل من فعالية الذات العامة والضغوط النفسية‬
‫والتوافق النفسي االجتماعي‬
‫كشفت نتائج هذا الفرض عن أن (أ) متوسط الضغوط النفسية لدى عينة‬
‫النازحين السوريين أعلى منه لدى الذكور المصريين ولم يصل الفرق بين‬
‫المتوسطين إلى مستوى الدًللة؛ و(ب) أن متوسط فعالية الذات العامة لدى‬
‫عينة النازحين السوريين أعلى جوهريًّا منه لدى عينة المصريين؛ و(ج) أن‬
‫التوافق النفسي اًلجتماعي لدى عينة النازحين السوريين أعلى جوهريًّا منه لدى‬
‫عينة المصريين‪.‬‬
‫وًل توجد في حدود علم الباحثة دراسة اهتمت بفحص الفروق على‬
‫متغيرات الدراسة بين عينة من النازحين السوريين وعينة من المصريين‪ ،‬و ِمن ثََّم‬
‫ًل توجد نتائج من الدراسات السابقة لتؤيد نتائج هذا الفرض أو تتعارض معها‪.‬‬

‫‪-466-‬‬
‫دراسات نفسية (مج‪ ،13‬ع‪ 4‬أكتوبر ‪ 0203‬ص ‪)827-341‬‬

‫ويمكن تفسير النتيجة (أ) متوسط الضغوط النفسية لدى عينة النازحين‬
‫السوريين أعلى منه لدى الذكور المصريين‪ ،‬ولم يصل الفرق بين المتوسطين‬
‫إلى مستوى الدًللة‪ ،‬في ضوء وجود أحد سببين أو كليهما معا‪ ،‬السبب األول‪:‬‬
‫وهو أن مقياس شدة الضغوط والذي تم من خالله قياس درجة الضغوط النفسية‬
‫لدى عينتي الدراسة الراهنة يتضمن في تعليماته أن يذكر الفرد ما تعرض له‬
‫من هذه الضغوط خالل العام الماضي‪ ،‬في حين َّ‬
‫أن مدة إقامة عينة الدراسة‬
‫من السوريين داخل مصر تراوحت ما بين ثالثة إلى ‪ 41‬سنوات‪ ،‬وهو ما يرجح‬
‫أن هذه العينة قد تعرضت للضغوط النفسية بدرجة أكبر وأكثر شدة ولكنه قبل‬
‫العام الماضي‪ ،‬ومن المرجح أن يكون هذا التعرض في خالل مدة إقامتهم‬
‫األولى في مصر وما قبلها‪ ،‬من فترة نزوحهم من سوريا‪ ،‬وهي الفترة التي‬
‫تعرضوا فيها ألحداث ضاغطة وصدمات مؤلمة‪ ،‬ومن تدمير وقتل وتشريد‪،‬‬
‫وترك مسكنهم وعملهم‪ ،‬بل وربما فقد أحد أفراد األسرة‪ ،‬ثم إعادة توطينهم في بلد‬
‫آخر‪ ،‬هذه األحداث جميعها شكلت عليهم درجة مرتفعة من الضغط النفسي‬
‫ولكنها كانت قبل العام الماضي‪ ،‬وهو ما لم يكشف عنه المقياس المستخدم في‬
‫ألنه يركز فقط على األحداث الضاغطة التي مر بها أفراد العينة خالل‬ ‫الدراسة َّ‬
‫السنة الماضية؛ أما السبب الثاني‪ :‬فهو أن أفراد عينة الدراسة من السوريين هم‬
‫ممن استوطنوا مصر‪ ،‬وانخرطوا في المجتمع المصري‪ ،‬وليسوا ممن يسكنون‬
‫مخيمات الالجئين بل إن جميعهم ممن يعملون ويستقرون في مساكن مثلهم‬
‫تماما مثل المصريين‪.‬‬
‫وبناء على ذلك َّ‬
‫فإن كلتا العينتين من المصريين والنازحين السوريين‬ ‫ً‬
‫يعيشون اآلن في ظروف حياتية متقاربة‪ ،‬ويتعرضون ألحداث ضاغطة متشابهة‬
‫إلى ح اد كبير‪ ،‬وان كانت تزيد لدى عينة النازحين السوريين ولكنها ًل تصل إلى‬
‫الحد الذي يجعل هذه الزيادة تصل لدرجة الدًللة اإلحصائية‪.‬‬
‫ويمكن تفسير النتيجة (ب) أن متوسط فعالية الذات العامة لدى عينة‬
‫النازحين السوريين أعلى جوهريا منه لدى عينة المصريين‪ ،‬حيث َّ‬
‫إن عينة‬

‫‪-466-‬‬
‫فعالية الذات العامة كمتغير معدل للعالقة بين الضغوط النفسية والتوافق النفسي االجتماعي‬

‫الدراسة من النازحين السوريين يتسمون بأن لديهم مصد ار رئيسا من مصادر‬


‫فعالية الذات هذا المصدر هو العائد الذي يعود على الفرد من مروره بخبرات‬
‫التغلب على العقبات )‪ .(Bandura, 1986‬وهذه هي الطريقة األكثر فاعلية في‬
‫إكساب هذا الفرد خبرات فائقة تحسن تدريجيا من قدراته على المواجهة‬
‫إن خبرات النجاح تبنى اعتقادا قويا لدى‬ ‫)‪ ،(Holman& Lorig, 1992‬حيث َّ‬
‫الفرد بأن كفاءته الذاتية مرتفعة‪ ،‬أما خبرات الفشل واإلخفاق فهي تتلف هذا‬
‫اًلعتقاد‪ ،‬وخاصة إذا حدث هذا الفشل قبل أن يحدث الثبات التام للشعور‬
‫إن األفراد إذا مروا بخبرات النجاح السهل فقط‪ ،‬قد يتوقعون بعد ذلك‬‫بالكفاءة‪َّ .‬‬
‫أن النتائج تأتي سريعا‪ ،‬وهنا يصبح من السهل أن يعوقهم الفشل‪ .‬إن مرونة‬
‫الشعور بفعالية الذات تتطلب المرور بخبرات التغلب على العوائق؛ حيث َّ‬
‫إن‬
‫بعض العوائق والعقبات التي تعترض اإلنسان تسفر عن نتائج مفيدة في تعليمه‬
‫أن النجاح عادة يتطلب مجهودا شاقًا‪ .‬وبعد أن يصبح األفراد مقتنعين تماما بأن‬
‫يعا ما يمكنهم‬
‫لديهم ما يؤهلهم للنجاح‪ ،‬فإنهم يواصلون مواجهة الصعوبات وسر ً‬
‫مواجهة العوائق )‪.(Bandura, 1998‬‬
‫ولقد مر النازحون السوريون منذ عام ‪ 6144‬بكثير من الخبرات‬
‫الضاغطة‪ ،‬والصعوبات الحياتية‪ ،‬من فقد‪ ،‬وترك العمل‪ ،‬واًلنتقال إلى مجال‬
‫عمل مختلف‪ ،‬وتغيير المسكن وتغيير بلد اإلقامة‪ ،‬والتعرض لكثير من التقلبات‬
‫ويعد تغلب عينة الدراسة على هذه الضغوط‬ ‫الحياتية والضغوط النفسية‪ُ ،‬‬
‫والعقبات التي واجهتهم منذ ذلك التاريخ وحتى تاريخ إجراء الدراسة س ًببا في أن‬
‫يكون لديهم عائد إيجابي من مرورهم بهذه الخبرات والتغلب عليها‪ ،‬بما يزيد من‬
‫ثقتهم في قدرتهم على مواجهة الضغوط‪ ،‬أيا كانت الصعوبات‪ ،‬ألنهم يتذكرون‬
‫دائما ما مروا به على مدار األعوام السابقة من خبرات ضاغطة‪ ،‬والتي‬
‫استطاعوا مواجهتها والتغلب عليها بكفاءة‪ ،‬ما جعلهم مقتنعين تماما بأن لديهم‬
‫من القدرات ما يؤهلهم لمواصلة مواجهة الصعوبات والضغوط أيا كانت‬
‫العوائق‪ ،‬أي َّإنهم لديهم ثقة في قدراتهم على مواجهة الضغوط والصعوبات‬

‫‪-466-‬‬
‫دراسات نفسية (مج‪ ،13‬ع‪ 4‬أكتوبر ‪ 0203‬ص ‪)827-341‬‬

‫الحياتية وهو ما يفسر ارتفاع فعالية الذات العامة لدى عينة النازحين السوريين‬
‫مقارنة بالمصريين‪.‬‬
‫ويمكن تفسير النتيجة (ج) أن التوافق النفسي اًلجتماعي لدى عينة‬
‫النازحين السوريين أعلى جوهريًّا منه لدى عينة المصريين‪ ،‬فقد سبقت اإلشارة‬
‫في تفسير النتيجة (أ) و(ب) من نتائج الفرض الحالي إلى ما تعرض له‬
‫النازحون السوريون من أحداث ضاغطة على مدار السنوات الماضية‪ ،‬وعلى‬
‫مصدر لرفع فعاليتهم الذاتية‬
‫ًا‬ ‫الرغم من ذلك فإن تغلبهم على هذه الضغوط كان‬
‫العامة ارتفاعا جوهريا مقارنة بالمصريين‪ ،‬وهذا اإلحساس القوي بفعالية الذات‬
‫يزيد من القدرة على مواجهة الصعوبات التي تواجه األفراد أثناء السعي لهدفهم‪،‬‬
‫و ِمن ثََّم فإن الذين لديهم معتقدات فعالية ذاتية قوية ًل يتطلعون فقط إلى المزيد‬
‫ولكنهم أيضا وبسبب مثابرتهم واصرارهم ينجزون ما يتطلعون إليه ويحققونه‬
‫)‪ ،(Maddux.,& Lewis, 1995, 43‬وهذه الدرجة المرتفعة من فعالية الذات‬
‫العامة لدى النازحين السوريين مقارنة بالمصريين تفسر ارتفاع درجة التوافق‬
‫النفسي اًلجتماعي لديهم ارتفاعا جوهريا مقارنة بالمصريين أيضا‪ ،‬فالنازحون‬
‫السوريون لم يتطلعوا فقط إلى تحقيق التوافق بل َّأنهم بسبب فعاليتهم الذاتية‬
‫ومثابرتهم حققوا درجة مرتفعة من التوافق النفسي اًلجتماعي‪ ،‬وهو ما تؤكده‬
‫نتائج دراسة عبد اهلل من أن الطالب الذين لديهم درجة مرتفعة من فعالية الذات‬
‫تكون لديهم مشكالت توافقية أقل حيث تؤثر فعالية الذات إيجابيًّا على التوافق‬
‫النفسي )‪.(Abdullah, 2013‬‬
‫ويضاف إلى ذلك‪ ،‬ما أشير إليه في تفسير النتيجة (أ) من الفرض‬ ‫ُ‬
‫الحالي وهو أن أفراد عينة الدراسة من النازحين السوريين ليسوا ممن يسكنون‬
‫مخيمات الالجئين‪ ،‬فقد بينت نتائج الدراسات َّ‬
‫أن الالجئين والنازحين الذين‬
‫يقيمون في المخيمات لسنوات عديدة‪ ،‬غالبا ما يتعرضون ًلضطرابات نفسية‬
‫حادة‪ ،‬ويعود هذا إلى صعوبة الظروف المعيشية وانعدام األمان والتعرض‬
‫للعنف‪ ،‬فضال عن محدودية فرص الحصول على التعليم وعدم توافر فرص‬

‫‪-466-‬‬
‫فعالية الذات العامة كمتغير معدل للعالقة بين الضغوط النفسية والتوافق النفسي االجتماعي‬

‫العمل لآلباء‪ ،‬وسوء التغذية‪ ،‬ناهيك عن سوء الخدمات الصحية والنفسية في‬
‫مثل هذه األوضاع والظروف التي يعيشونها داخل تلك المخيمات (المومني‪،‬‬
‫أما أفراد عينة الدراسة من النازحين السوريين فهم‬ ‫والفريحات‪َّ .)21 ،6142 ،‬‬
‫ممن استقروا في مصر منذ سنوات‪ ،‬ويتمتعون بدرجة من األمان‪ ،‬وانتظم‬
‫الدارسون منهم في دراستهم‪ ،‬وجميعهم لهم عمل ومصدر دخل‪ ،‬وهذه المميزات‬
‫تساعد على رفع درجة التوافق النفسي اًلجتماعي لديهم؛ و ِمن ثََّم فقد تحقق لدى‬
‫عينة النازحين السوريين خطوات تشكيل السلوك التوافقي الجديد وهي‪ -4:‬وجود‬
‫استثارة للسلوك التي قد تنشا عن طريق دافع داخلي أو بتأثير باعث خارجي‬
‫(وهذه اًلستثارة تتمثل في ترك وظائفهم‪ ،‬والنزوح من وطنهم وغيرها من‬
‫األحداث الحياتية الضاغطة)؛ و‪-6‬الشعور بوجود عائق يمنع اًلستجابة‬
‫المباشرة أو ليس في خبرتهم السابقة طريقة لالستجابة والتعامل معه (وهذا‬
‫العائق يتم ثل في اًلنتقال إلى بلد جديد ليس لهم فيها عمل أو مسكن)‪ ،‬و‪-3‬‬
‫محاوًلت الوصول إلى استجابة ناجحة وتحقيق عملية التوافق النفسي‬
‫اًلجتماعي (وهذه المحاوًلت تمثلت في البحث عن مسكن آمن وعمل يوفر‬
‫مصد ار للدخل (الحجار‪.)42 ،6113 ،‬‬
‫‪-2‬الفرض الثاني والذي ينص على أنه‪ :‬توجد عالقة ارتباطية جوهرية بين‬
‫فعالية الذات والضغوط النفسية والتوافق النفسي االجتماعي وبعضها بعضا‬
‫لدى عينة من النازحين السوريين‪ ،‬وعينة من المصريين‪.‬‬
‫فقد كشفت نتائج الدراسة الراهنة عن (أ) وجود عالقة ارتباطية سالبة بين‬
‫كل من فعالية الذات العامة والضغوط النفسية وكانت هذه العالقة دالة إحصائيا‬
‫لدى عينة المصريين‪ ،‬ولم تصل هذه العالقة إلى حد الدًللة لدى عينة النازحين‬
‫السوريين؛ وعن (ب) وجود عالقة ارتباطية سالبة بين كل من الضغوط النفسية‬
‫والتوافق النفسي وكانت هذه العالقة دالة إحصائيًّا لدى عينة النازحين السوريين‪،‬‬
‫ولم تصل هذه العالقة إلى حد الدًللة لدى عينة المصريين؛ وعن (ج) وجود‬
‫عالقة ارتباطية موجبة دالة إحصائيا بين كل من فعالية الذات العامة والتوافق‬

‫‪-466-‬‬
‫دراسات نفسية (مج‪ ،13‬ع‪ 4‬أكتوبر ‪ 0203‬ص ‪)827-341‬‬

‫النفسي اًلجتماعي لدى عينة المصريين وعينة النازحين السوريين‪ .‬وهذا يعني‬
‫أنه كلما ارتفعت درجة فعالية الذات العامة انخفضت درجة الضغوط النفسية‪،‬‬
‫والعكس صحيح‪ ،‬أي َّإنه كلما ارتفعت درجة الضغوط النفسية انخفضت درجة‬
‫فعالية الذات العامة؛ كما كشفت النتائج َّأنه كلما ارتفعت درجة الضغوط النفسية‬
‫انخفضت درجة التوافق النفسي؛ في حين أظهرت النتائج َّأنه كلما ارتفعت درجة‬
‫فعالية الذات العامة ارتفعت درجة التوافق النفسي‪.‬‬
‫(أ) وتتسق النتيجة (أ) وجود عالقة ارتباطية سالبة بين كل من فعالية الذات‬
‫العامة والضغوط النفسية مع دراسة كومار وزميليه على الرغم من اختالف‬
‫عينة هذه الدراسة عن عينة الدراسة الراهنة‪ ،‬إذ أُجريت على عينة من طالب‬
‫كلية الطب للسنة األولى في نيودلهي‪ .‬وقد كشفت هذه الدراسة عن وجود‬
‫ارتباط سلبي بين الضغوط النفسية وفعالية الذات العامة ‪(Kumar et al,‬‬
‫)‪ .2014‬كما تتفق أيضا مع دراسة ميشا ار التي أجريت على عينة من‬
‫السيدات العامالت وغير العامالت‪ ،‬حيث كشفت النتائج عن أن السيدات‬
‫الالتي كن أقل تعرضا للضغوط كن يتمتعن بدرجة أكبر من فعالية الذات‬
‫)‪.(Mishra, 2008‬‬
‫ويمكن تفسير هذه النتيجة (أ) في ضوء ما أشار إليه باندو ار من أن‬
‫األفراد ذوي فعالية الذات المرتفعة لديهم القدرة على خفض مستوى الضغوط‬
‫لديهم (‪ .(Bandura, 1998‬وما أشارت إليه النظرية المعرفية من وجود عالقة‬
‫ارتباطية قوية سالبة بين فعالية الذات والضغوط المدركة‪ ،‬وتَدعم هذه النظرية‬
‫عددا من الدراسات التي فحصت العالقة بين فعالية الذات والضغوط لدى‬ ‫ً‬
‫طالب الجامعة؛ حيث أكدت وجود عالقة ارتباطية سلبية من متوسطة إلى قوية‬
‫)‪.(Zajacova et al, 2005‬‬
‫ُيضاف إلى ذلك ما أشار إليه مادوكس ولويس (‪ )4221‬من أن األفراد‬
‫ذوي فعالية الذات المرتفعة يستمرون في مهمة تحديد مشكلتهم والبحث عن‬
‫حلول لها في مواجهة كل العقبات التي تقف أمامهم‪ ،‬وفي المقابل فإن من‬

‫‪-466-‬‬
‫فعالية الذات العامة كمتغير معدل للعالقة بين الضغوط النفسية والتوافق النفسي االجتماعي‬

‫لديهم درجة منخفضة من فعالية الذات يكونوا أكثر عرضة للتفكير في أوجه‬
‫وبناء‬
‫ً‬ ‫الضعف لديهم بدًل من تكريس جهودهم إلزالة العقبات وحل المشكلة‪.‬‬
‫على ذلك‪ ،‬فإن األحداث الضاغطة يكون تأثيرها أقل ويمكن تحملها بشكل أكبر‬
‫عندما نعتقد أننا نستطيع التحكم بها )‪ .(Maddux.,& Lewis, 1995‬فاألفراد‬
‫الذين لديهم درجة مرتفعة من فعالية الذات العامة يمكنهم ضبط ذواتهم عندما‬
‫يواجهون أحداثا سلبية أو مواقف ضاغطة‪ ،‬أما الذين لديهم درجة منخفضة من‬
‫فعالية الذات العامة فإنهم يشعرون بعدم كفاءتهم عندما يواجهون مواقف‬
‫إن ثقة الفرد في كفاءته للتعامل مع‬ ‫ضاغطة )‪ .(Kumar et al, 2014‬إذ َّ‬
‫الموقف (فعاليته الذاتية) تؤثر في تقييمه للموقف وادراكه إما بوصفه مهمة‬
‫ضاغطة أو بوصفه تحديا )‪.(Zajacova et al, 2005‬‬
‫(ب) توجد عالقة ارتباطية سالبة بين كل من الضغوط النفسية والتوافق النفسي‬
‫وكانت هذه العالقة دالة إحصائيًّا لدى عينة النازحين السوريين‪ ،‬ولم تصل‬
‫هذه العالقة إلى حد الدًللة لدى عينة المصريين؛ وهذا يعني َّأنه كلما‬
‫ارتفعت درجة الضغوط النفسية لدى الفرد انخفضت درجة التوافق النفسي‬
‫واًلجتماعي لديه‪.‬‬
‫وتتسق نتائج هذه النتيجة (ب) مع نتائج دراسة الصقر والجوالدة؛ والتي‬
‫كشفت عن وجود عالقة ارتباطية سلبية بين التوافق اًلجتماعي والضغط‬
‫النفسي (الصقر‪ ،‬والجوالدة‪ .)6142 ،‬كما تتفق مع دراسة كومار وزميليه حيث‬
‫كشفت نتائج دراستهما عن وجود ارتباط جوهري وسلبي بين الضغوط النفسية‬
‫والتوافق النفسي لدى الطالب الجامعيين )‪(Kumar et al, 2014‬‬
‫ويمكن تفسير هذه النتيجة (ب) حيث إنه من مؤشرات التوافق أن تتوافر‬
‫لدى الفرد مجموعة من السمات الشخصية والمسئولية اًلجتماعية والمرونة‪ ،‬كما‬
‫تتوافر لديه مجموعة من اًلتجاهات اإليجابية التي تتضمن أداء الواجب واحترام‬
‫الزمن (الشريف‪ .)42 ،6111 ،‬كما أن التوافق الشخصي ليس إًل مجموعة‬
‫من اًلستجابات التي تؤدي إلى تمتع الفرد وشعوره باًلنتماء الذاتي‪ ،‬والتوافق‬

‫‪-466-‬‬
‫دراسات نفسية (مج‪ ،13‬ع‪ 4‬أكتوبر ‪ 0203‬ص ‪)827-341‬‬

‫اًلجتماعي‪ ،‬ويبدو هذا في قدرة الفرد على عقد عالقات راضية مرضية مع من‬
‫يعاملهم من الناس ومن مجاراته لقوانين الجماعة (التلولي‪ .)42 ،6141 ،‬وهذه‬
‫السمات التي يتسم بها ذوو الدرجة المرتفعة من التوافق النفسي تتعارض مع‬
‫األسباب الشخصية للضغوط والتي تتضمن القلق والحاح الوقت والغضب وفقد‬
‫السيطرة على األمور (أيبو‪ .)21 ،6142 ،‬وهذا يفسر العالقة اًلرتباطية‬
‫السلبية بين كل من التوافق النفسي اًلجتماعي والضغوط النفسية‪.‬‬
‫(ج) توجد عالقة ارتباطية موجبة دالة إحصائيًّا بين فعالية الذات العامة‬
‫والتوافق النفسي اًلجتماعي لدى عينة المصريين وعينة النازحين السوريين‪.‬‬
‫أي إنه كلما ارتفعت ثقة الفرد في قدراته على حل المشكالت ارتفعت درجة‬
‫التوافق النفسي واًلجتماعي لديه‪.‬‬
‫وتتسق هذه النتيجة (ج) مع ما توصلت إليه دراسة كيرتيس وزميليه على‬
‫أن المرضى ذوي الدرجة‬‫عينة من مرضى أورام البروستاتا السرطانية إذ كشفت َّ‬
‫المنخفضة من فعالية الذات يكون لديهم أيضا درجة منخفضة من التوافق‬
‫النفسي )‪ .(Curtis et al, 2014‬كما تتسق مع دراسة عبد اهلل التي أجريت على‬
‫عينة من الطالب المغتربين حيث كشفت عن أن الطالب الذين لديهم درجة‬
‫مرتفعة من فعالية الذات تكون لديهم مشكالت توافقية أقل؛ حيث أنهم يكون‬
‫لديهم مستوى مرتفع من التوافق النفسي )‪.(Abdullah, 2013‬‬
‫ويمكن تفسير هذه النتيجة (ج) تبعا لما ورد في اإلنتاج الفكري النفسي‬
‫السابق من أن األفراد الذين لديهم درجة جيدة من التوافق النفسي يكون لديهم‬
‫إحساس متضخم بفعاليتهم الذاتية وقدرتهم على التأثير في األحداث بطريقة‬
‫إيجابية )‪ .(Maddux,& Lewis, 1995‬كما تؤكد النظرية المعرفية أن التوافق‬
‫النفسي يأتي عبر معرفة الفرد لذاته وقدراته والتوافق معهما‪ ،‬وأكد ألبرت إليس‬
‫أنه كان يوضح للمرضى أن لديهم القدرة على التوافق (أبو سكران‪،6112 ،‬‬
‫‪ .)31‬و ِمن ثََّم فإن األفراد ذوي فعالية الذات المرتفعة تكون لديهم هذه الثقة في‬
‫قدراتهم وامكاناتهم لمواجهة الصعوبات والمثابرة لتحقيق التوافق النفسي‬

‫‪-466-‬‬
‫فعالية الذات العامة كمتغير معدل للعالقة بين الضغوط النفسية والتوافق النفسي االجتماعي‬

‫واًلجتماعي‪ ،‬وذلك مقارنة بذوي فعالية الذات المنخفضة الذين يشككون في‬
‫مهاراتهم وقدراتهم؛ بما يؤدي إلى مزيد من عدم الكفاءة السلوكية في تحقيق‬
‫التوافق النفسي واًلجتماعي‪.‬‬
‫‪-1‬نتائج الفرض الثالث‪ ،‬وينص على‪ :‬تُعدل فعالية الذات العالقة بين‬
‫الضغوط النفسية والتوافق النفسي االجتماعي لدى عينة من المصريين‬
‫والنازحين السوريين‪.‬‬
‫كشفت نتائج الدراسة تدخل المتغير المعدل وهو فعالية الذات العامة في‬
‫خفض حجم العالقة اًلرتباطية السالبة بين المتغير التنبؤي (الضغوط النفسية)‬
‫والمتغير المتنبأ به (التوافق النفسي اًلجتماعي)‪ ،‬وكان هذا التأثير للمتغير‬
‫المعدل غير دال إحصائيًّا لدى المصريين في حين كان له تأثير دال لدى‬
‫أن فعالية الذات العامة قد تدخلت في تعديل‬ ‫النازحين السوريين؛ بما يعني َّ‬
‫وزيادة مقدار التوافق النفسي واًلجتماعي‪ ،‬إذ ارتفعت قيمة العالقات اًلرتباطية‬
‫السالبة بين المتغير التنبؤي (الضغوط النفسية) والمتغير المتنبأ به (التوافق‬
‫وبناء على ذلك فإنه إذا كان األفراد لديهم درجة مرتفعة‬
‫ً‬ ‫النفسي اًلجتماعي)؛‬
‫من الضغوط النفسية فإنه سوف تنخفض لديهم درجة التوافق النفسي‬
‫اًلجتماعي؛ وهنا يأتي دور فعالية الذات العامة‪ ،‬فإذا تمتع هؤًلء األفراد بدرجة‬
‫فإنها تساعد على خفض التأثير السلبي‬ ‫مرتفعة من فعالية الذات العامة َّ‬
‫للضغوط على التوافق النفسي اًلجتماعي‪.‬‬
‫وتتسق نتيجة هذا الفرض مع نتائج دراسة عبد اهلل‪ ،‬التي كشفت عن أن‬
‫الطالب المغتربين ذوي فعالية الذات المرتفعة يكون لديهم مستوى مرتفع من‬
‫التوافق النفسي )‪ .(Abdullah, 2013‬كما تتسق مع دراسة كيرتيس وزميليها التي‬
‫أظهرت أن المرضى ذوي الدرجة المنخفضة من فعالية الذات يكون لديهم أيضا‬
‫درجة منخفضة من التوافق النفسي )‪.(Curtis et al, 2014‬‬
‫ويمكن تفسير هذه النتيجة تبعا لما ورد في اإلنتاج الفكري النفسي السابق‬

‫‪-464-‬‬
‫دراسات نفسية (مج‪ ،13‬ع‪ 4‬أكتوبر ‪ 0203‬ص ‪)827-341‬‬

‫حيث أن اإلحساس القوي بفعالية الذات يقود األفراد إلى وضع أهداف شخصية‬
‫كتحديات ألنفسهم‪ ،‬ويستمرون في تحقيق هذه األهداف رغم وجود العقبات‬
‫والضغوط التي تحول دون ذلك )‪ .(Maddux,& Lewis, 1995‬ويفترض بعض‬
‫الباحثين أن تصور الفرد لقدرته على التحكم في المثيرات الضاغطة من عدمه‬
‫ئيسا في تشكيل المعاناة من الضغوط واثارتها‪ ،‬ما ينتج عنه زيادة‬
‫يؤدي دو ار ر ً‬
‫قدرة الفرد وفعاليته في مواجهه الظروف والتحكم بها ولو إلى حد ما (الطريري‪،‬‬
‫‪.)61 ،4221‬‬
‫ويمكن تفسير ذلك أيضا طبقا للنظرية المعرفية المفسرة للتوافق النفسي‪،‬‬
‫األولــي للموقــف يحــدد أساليبه‬
‫حيث يــرى ًلزاروس وفولكمــان أن تقيــيم الفــرد ّ‬
‫في التوافق‪ ،‬حيـث يـقوم الفـرد بتقييم األحـداث المسـببة للضـغط النفسـي بوصفها‬
‫مرهقـة أو تفـوق قدرتـه وتعرضـه للخطـر فـي إطـار تقييمـه المعرفـي للضـغط‪،‬‬
‫وتتولـد نتيجـة لذلك استجابات مختلفة تجاه الحدث الضـاغط‪ ،‬فقـد يـدرك‬
‫شخصـان الحـدث على أنه ضاغط لكن أحدهما يعتقد أن لديـه مصـادره‬
‫وامكاناته التـي تسـاعده علـى التعامـل معـه (فعالية ذات مرتفعة)‪ ،‬بينمـا ًل يعتقـد‬
‫الشـخص اآلخـر ذلـك (فعالية ذات منخفضة) (البيبي‪ .)413 ،6141 ،‬وهو ما‬
‫تؤكده أيضا النظرية المعرفية في تفسير الضغوط‪ ،‬إذ تفسر هذه النظرية‬
‫الضغوط على أساس التقييم أو التفسير المعرفي‪ ،‬سواء للحدث الضاغط أو‬
‫تقييم ما إذا كان الفرد يستطيع التعامل مع هذا الحدث أم ًل يستطيع (خيرت‪،‬‬
‫‪ .)32 ،6142‬ويؤكد ذلك أيضا نموذج فرانس وروجرز وكوب وبؤرة هذا‬
‫النموذج هي العالقة بين إدراك الفرد ألحد المهام وادراكه لقدراته على القيام‬
‫بهذه المهمة (نصر الدين‪.)62 ،6142 ،‬‬
‫ُيضاف إلى ذلك‪ ،‬أن من أسباب الضغوط عملية تفسير الحدث الضاغط‬
‫على أنه شيء ضخم‪ ،‬وهذا التفسير يزيد من حدة المشكلة تعقيدا وتفسيره على‬
‫أنه مهدد يزيد من حدة القلق والشعور بعدم األمان (أيبو‪ .)21 ،6142 ،‬و ِمن‬
‫ثََّم يمنع هذا الضغط التوافق النفسي واًلجتماعي؛ أما ذوو فعالية الذات المرتفعة‬

‫‪-466-‬‬
‫فعالية الذات العامة كمتغير معدل للعالقة بين الضغوط النفسية والتوافق النفسي االجتماعي‬

‫فيكون لديهم ثقة في قدراتهم على مواجهة تلك الضغوط والصعوبات‪ ،‬ويضعون‬
‫تلك المواجهة كتحديات أمامهم رغم تعرضهم للضغوط الحياتية المختلفة كما‬
‫ترتفع مثابرتهم وجهودهم في محاوًلت الوصول إلى استجابات ناجحة حتى‬
‫ينجحون في تحقيق عملية التوافق النفسي اًلجتماعي (الحجار‪.)42 ،6113 ،‬‬
‫وهو ما يفسر قدرات ذوي فعالية الذات المرتفعة على تحقيق التوافق النفسي‬
‫ألن معتقدات فعالية الذات القوية تنتج‬ ‫اًلجتماعي رغم تعرضهم للضغوط‪َّ ،‬‬
‫كفاءة معرفية كبيرة لدى األفراد الذين لديهم ثقة في قدرتهم على حل المشكالت‪،‬‬
‫ويستخدمون مواردهم المعرفية بشكل أكبر فعالية ممن يشككون في مهاراتهم‬
‫العقلية والمعرفية‪ ،‬وهذه الكفاءة المعرفية عادة ما تؤدي إلى حلول أفضل وانجاز‬
‫فإن ذوي فعالية الذات‬ ‫أكبر )‪ .(Maddux,& Lewis, 1995‬وفي المقابل َّ‬
‫المنخفضة تنخفض لديهم الثقة في قدراتهم وامكاناتهم على مواجهة الضغوط‬
‫الحياتية‪ ،‬ويتعاملون مع الضغوط الحياتية بوصفها تفوق قدراتهم على المواجهة‪،‬‬
‫و ِمن ثََّم ينخفض مستوى مثابرتهم أمام الضغوط؛ َما يسبب فشل الفرد في‬
‫تحقيق التوافق مع ذاته ومع اآلخرين‪.‬‬
‫أما فيما يخص عدم الدًللة اإلحصائية لدور فعالية الذات العامة كمتغير‬
‫معدل للعالقة بين الضغوط النفسية والتوافق النفسي لدى عينة المصريين‪ ،‬في‬
‫حين أن هذا الدور المعدل للمتغير نفسه دال إحصائيًّا لدى عينة النازحين‬
‫السوريين‪ ،‬فقد يرجع ذلك إلى ارتفاع درجة فعالية الذات العامة لدى النازحين‬
‫السوريين مقارنة بالمصريين‪ .‬كما أظهرت نتائج الفرض الرابع للدراسة الراهنة‪.‬‬
‫وهنا يظهر تساؤل وهو‪ :‬هل يمكن لمتغير فعالية الذات العامة أن يكون له دور‬
‫ًّ‬
‫إحصائيا إذا تم التدخل ببرنامج هدفه رفع فعالية الذات العامة لدى‬ ‫معدل دال‬
‫عينة الذكور المصريين؟ واإلجابة عن هذا التساؤل تحتاج إلى دراسة تجريبية‬
‫ُيوصى بها على عينة مماثلة لعينة الدراسة الراهنة‪ ،‬ويتم فيها فحص الدور‬
‫المعدل لمتغير فعالية الذات العامة للعالقة بين الضغوط النفسية والتوافق‬
‫النفسي اًلجتماعي قبل تطبيق البرنامج وبعده‪.‬‬

‫‪-466-‬‬
‫دراسات نفسية (مج‪ ،13‬ع‪ 4‬أكتوبر ‪ 0203‬ص ‪)827-341‬‬

‫‪-7‬الفرض الرابع الذي ينص على‪ :‬يمكن التنبؤ من فعالية الذات‬


‫والضغوط النفسية بالتوافق النفسي االجتماعي لدى المصريين‬
‫والنازحين السوريين كل منهما على حدة‪.‬‬
‫كشفت النتائج عن تنبؤ فعالية الذات العامة والضغوط النفسية بالتوافق‬
‫النفسي اًلجتماعي‪ ،‬أي إنَّه يمكن تفسير التغير الذي يحدث في التوافق‬
‫النفسي اًلجتماعي والتنبؤ به من خالل فعالية الذات العامة والضغوط النفسية‪،‬‬
‫وكانت هذه القدرة التنبؤية دالة إحصائيًّا لدى كل من عينة المصريين وعينة‬
‫النازحين السوريين‪.‬‬
‫وتتسق هذه النتيجة مع دراسة كومار وزميليه على عينة من طالب كلية‬
‫الطب للسنة األولى حيث ُوجد أن المشاركين الذين لديهم درجة مرتفعة من‬
‫الضغوط النفسية تكون لديهم درجة منخفضة من فعالية الذات العامة مقارنة‬
‫بمن ليس لديهم ضغوط نفسية )‪(Kumar et al, 2014‬؛ كما تتسق مع ما‬
‫توصلت إليه نتائج دراسة كيرتيس وزميليها رغم اختالف العينة عن عينة‬
‫أن المرضى ذوي‬ ‫الدراسة الراهنة من أن الضغوط منبئة بالتوافق النفسي‪ ،‬كما َّ‬
‫الدرجة المرتفعة من الضغوط يكون لديهم درجة منخفضة من التوافق النفسي‬
‫)‪ .(Curtis et al, 2014‬كما تتسق أيضا مع نتائج دراسة أحمد الصقر وفؤاد‬
‫الجوالدة‪ ،‬التي كشفت عن وجود عالقة ارتباطية سلبية بين التوافق اًلجتماعي‬
‫والضغط النفسي؛ ما يشير إلى أن الضغط النفسي يؤثر بشكل سلبي على‬
‫التوافق اًلجتماعي وذلك لدى عينة من الالجئين السوريين في مخيم الزعتري‬
‫في األردن (الصقر‪ ،‬والجوالدة‪ .)6142 ،‬وهو ما أشارت إليه أيضا نتائج‬
‫دراسة كومار من وجود ارتباط جوهري موجب بين الضغوط النفسية وعدم‬
‫التوافق لدى الطالب الجامعيين)‪.(Kumar et al, 2014‬‬
‫ويمكن تفسير هذه النتيجة طبقا لما أشار إليه اإلنتاج الفكري النفسي‬
‫السابق من أن معتقدات فعالية الذات القوية تنتج كفاءة معرفية كبيرة‬

‫‪-466-‬‬
‫فعالية الذات العامة كمتغير معدل للعالقة بين الضغوط النفسية والتوافق النفسي االجتماعي‬

‫)‪ .(Maddux,& Lewis, 1995‬كما أن فعالية الذات تساعد األفراد على إدارة‬
‫العوامل الضاغطة من خالل دعم المواجهة اًلنفعالية والنشاط والتوجه‬
‫اإليجابي لحل المشكالت )‪(Jang.,& Kim, 2018‬؛ و ِمن ثََّم يتمكن هؤًلء‬
‫األفراد من تحقيق التوافق النفسي اًلجتماعي‪.‬‬
‫كما يمكن تفسير هذه النتيجة طبقا لنموذج ًلزاروس المعرفي للضغوط‬
‫والذي ينص على أن فعالية الذات مهمة في تقييم المتطلبات البيئية‪ ،‬ويتم تقييم‬
‫هذه المتطلبات إما بوصفها تهديدا أو بوصفها تحديا‪ ،‬والفرد الذي لديه درجة‬
‫مرتفعة في فعالية الذات يكون أكثر ميال لتقييم هذه المتطلبات بوصفها‬
‫تحديات )‪.(Zajacova et al, 2005‬‬
‫كما تشير الدراسات والمراجعات النظرية إلى أن الضغط النفسي يمنع‬
‫التوافق مع الذات ومع البيئة المحيطة لإلنسان (أيبو‪ ،)21-62 ،6142 ،‬كما‬
‫أن الفرد ًل يتحرك لديه الدافع للقيام بالسلوك التوافقي إًل عندما يشعر بالضغط‬
‫النفسي (الشريف‪.)33 ،6111 ،‬‬
‫وبناء على ذلك‪ ،‬فإن الفرد الذي لديه فعالية ذات مرتفعة ُيقيم األحداث‬‫ً‬
‫الضاغطة والمتطلبات بوصفها تحديات ومهام‪ ،‬ويواجهها مهما كانت‬
‫الصعوبات و ِمن ثََّم يمكنه تحقيق التوافق النفسي اًلجتماعي‪ ،‬وفي المقابل فإن‬
‫الفرد الذي لديه فعالية ذات منخفضة ُيقيم األحداث الضاغطة بوصفها مهددة‪،‬‬
‫وأنه ًل يمكنه مواجهتها‪ ،‬و ِمن ثََّم يفشل بسهولة وًل يمكنه تحقيق التوافق النفسي‬
‫اًلجتماعي‪ ،‬وهذا ُيفسر التغير الذي يحدث في التوافق النفسي اًلجتماعي‬
‫والتنبؤ به أيضا من خالل فعالية الذات العامة والضغوط النفسية‪.‬‬

‫‪-666-‬‬
‫دراسات نفسية (مج‪ ،13‬ع‪ 4‬أكتوبر ‪ 0203‬ص ‪)827-341‬‬

‫قائمة المراجةع‬
‫أوًال‪َ :‬مراجع باللُّغة العربية‪:‬‬
‫إبراهيم‪ ،‬إبراهيم‪ .)6141( .‬الصحة النفسية وتنمية اإلنسان‪ .‬القاهرة‪ :‬دار عالم‬
‫الكتب للطباعة والنشر والتوزيع‪.‬‬
‫ابن منظور‪( .‬بدون تاريخ)‪ .‬لسان العرب‪ .‬القاهرة‪ :‬دار المعارف‪.‬‬
‫أبو سكران‪ ،‬عبد اهلل‪ .)6112( .‬التوافق النفسي واالجتماعي وعالقته بمركز‬
‫الضبط الداخلي والخارجي للمعاقين حركيا في قطاع غزة‪[ .‬رسالة‬
‫ماجستير غير منشورة]‪ .‬الجامعة اإلسالمية غزة‪ ،‬كلية التربية‪ ،‬قسم علم‬
‫النفس‪.‬‬
‫أبو عالم‪ ،‬رجاء‪ .)6112( .‬التحليل اإلحصائي للبيانات باستخدام ‪،SPSS‬‬
‫(ط‪ ،)3‬القاهرة‪ :‬دار النشر للجامعات‪.‬‬
‫أبو هاشم‪ ،‬السيد‪ .)6116( .‬الخصائص السيكو مترية ألدوات القياس في‬
‫البحوث النفسية والتربوية باستخدام ‪ .spss‬منشورات جامعة الملك‬
‫سعود‪ :‬كلية التربية‪ ،‬قسم علم النفس‪.‬‬
‫أيبو‪ ،‬نائف‪ .)6142( .‬الضغوط النفسية‪ ،‬اإلسكندرية‪ :‬دار المعرفة الجامعية‪.‬‬
‫البيبي‪ ،‬روان‪ .)6141( .‬التوجه نحو مساعدة اآلخرين وعالقته بالتوافق‬
‫النفسي االجتماعي دراسة ميدانية على عينة من طلبة جامعة دمشق‪.‬‬
‫[رسالة ماجستير غير منشورة]‪ .‬جامعة دمشق‪ ،‬كلية التربية‪ ،‬قسم علم‬
‫النفس‪.‬‬
‫التلولي‪ ،‬جميلة‪ .)6141( .‬دراسة مقارنة للتوافق النفسي لدى أبناء النساء‬
‫المعنفات وغير المعنفات في شمال غزة في ضوء بعض المتغيرات‪.‬‬
‫[رسالة ماجستير غير منشورة]‪ .‬جامعة األزهر‪ ،‬غزة‪ ،‬كلية التربية‪.‬‬
‫جامعة الدول العربية‪ .)6146( .‬الهجرة القسرية في المنطقة العربية‪ :‬نظرة‬
‫عامة حول األزمة وجهود جامعة الدول العربية‪ .‬من خالل‪:‬‬
‫‪http://www.lasportal.org/ar/sectors/dep/PublishingImages/Lists/Versions/AllIt‬‬
‫‪ems/forced%20migration-PDF.pdf.‬‬

‫‪-666-‬‬
‫فعالية الذات العامة كمتغير معدل للعالقة بين الضغوط النفسية والتوافق النفسي االجتماعي‬

‫الحجار‪ ،‬بشير‪ .)6113( .‬التوافق النفسي واالجتماعي لدى مريضات سرطان‬


‫الثدى بمحافظات غزة وعالقته ببعض المتغيرات‪[ .‬رسالة ماجستير غير‬
‫منشورة]‪ .‬كلية التربية‪ ،‬الجامعة اإلسالمية غزة‪.‬‬
‫حمدين‪ ،‬عثمان‪ .)6111( .‬التوافق النفسي واالجتماعي لدى النازحين الشباب‬
‫(‪ )21_15‬سنة بحي السالمة مدينة رب والية النيل األبيض‪[ .‬رسالة‬
‫ماجستير غير منشورة]‪ .‬جامعة الخرطوم‪ ،‬كلية اآلداب‪ ،‬قسم علم النفس‪.‬‬
‫خيرت‪ ،‬شويطر‪ .)6142( .‬إستراتيجيات مواجهة الضغوط النفسية لدى‬
‫األمهات على ضوء متغيري الصالبة النفسية والمساندة االجتماعية‪:‬‬
‫دراسة ميدانية على عينة من والية طهران‪[ .‬رسالة دكتوراه غير‬
‫منشورة[‪ .‬جامعة وهران ‪ ،6‬كلية العلوم اإلنسانية واًلجتماعية‪ ،‬قسم علم‬
‫النفس‪.‬‬
‫الزبيدي‪ ،‬محمد‪ .)4221( .‬تاج العروس من جواهر القاموس‪ .‬الكويت‪ :‬طبعة‬
‫الكويت‪.‬‬
‫السعدي‪ ،‬سحر‪ .)6142( .‬دعم األطفال السوريين الالجئين من خالل اإلرشاد‬
‫النفسي في األردن ومشكالت الدعم من وجهة نظر مديري ومعلمي‬
‫المدارس‪ .‬مجلة كلية التربية‪ ،‬جامعة األزهر‪( ،111 ،‬الجزء الثاني)‪،‬‬
‫‪.616 – 612‬‬
‫سعيدة‪ ،‬إفري‪ .)6142( .‬مصادر الضغوط النفسية وعالقتها بإستراتيجيات‬
‫التكيف (حل المشكلة) لدى عمال التربية الخاصة‪ :‬دراسة ميدانية‬
‫بوالية باتنة‪[ .‬رسالة ماجستير غير منشورة]‪ .‬جامعة أحمد دراية أدرار‪،‬‬
‫كلية العلوم اإلنسانية واًلجتماعية والعلوم اإلسالمية‪ ،‬قسم العلوم‬
‫اًلجتماعية‪.‬‬
‫الشريف‪ ،‬أنور‪ .)6111( .‬التوافق النفسي لمدراء المدارس وأثره على تسيير‬
‫شئون مدارسهم دراسة تحليلية ميدانية لمدراء مدارس مرحلة التعليم‬
‫األساسي بأمانة التعليم بشعبية الزاوية الجماهيرية العربية الليبية‪.‬‬

‫‪-666-‬‬
‫دراسات نفسية (مج‪ ،13‬ع‪ 4‬أكتوبر ‪ 0203‬ص ‪)827-341‬‬

‫[رسالة ماجستير غير منشورة]‪ .‬جامعة الجزائر كلية العلوم اإلنسانية‬


‫واًلجتماعية‪ ،‬قسم علم النفس وعلوم التربية واألرطوفونيا‪.‬‬
‫الصبوة‪ ،‬محمد نجيب‪ ،‬وعبد اللطيف‪ ،‬هند‪ .)6142( .‬األفكار اآللية كعملية‬
‫وسيطة بين القلق واًلكتئاب لدى الراشدين المدخنين وغير المدخنين من‬
‫الجنسين‪ .‬المجلة المصرية لعلم النفس اإلكلينيكي واإلرشادي‪،)1(5 ،‬‬
‫‪.436-22‬‬
‫الصقر‪ ،‬أحمد‪ ،‬والجوالدة‪ ،‬فؤاد‪ .)6142( .‬الضغط النفسي وعالقته بالتوافق‬
‫اًلجتماعي لدى الالجئين السوريين في مخيم الزعتري في األردن‪ .‬مجلة‬
‫جامعة عمان العربية للبحوث‪ ،‬سلسلة البحوث التربوية والنفسية ‪1‬‬
‫(‪.634 -611 ،)1‬‬
‫الطريري‪ ،‬عبد الرحمن‪ .)4221( .‬الضغط النفسي مفهومه‪ .‬تشخيصه‪ .‬طرق‬
‫عالجه ومقاومته‪ .‬بدون دار نشر‪.‬‬
‫العامرية‪ ،‬منى‪ .)6141( .‬أبعاد مفهوم الذات لدى العامالت وغير العامالت‬
‫وعالقته بمستوى الضغوط النفسية والتوافق األسري بمحافظة الداخلية‪.‬‬
‫[رسالة ماجستير غير منشورة]‪ .‬جامعة نزوي‪ ،‬كلية اآلداب‪ ،‬قسم التربية‬
‫والدراسات اإلنسانية‪.‬‬
‫عبد الفتاح‪ ،‬عز‪ .)6111( .‬مقدمة في اإلحصاء الوصفي واالستداللي‬
‫والتحليل اإلحصائي باستخدام ‪ .SPSS‬الرياض‪ :‬خوارزم العلمية للنشر‬
‫والتوزيع‪.‬‬
‫العبد هلل‪ ،‬فايزة‪ .)6141( .‬إستراتيجيات التعامل مع الضغوط النفسية وعالقتها‬
‫بأساليب المعاملة الوالدية عند اليافعين في مدارس مدينة دمشق‬
‫الثانوية‪[ .‬رسالة دكتوراه غير منشورة]‪ .‬جامعة دمشق‪ ،‬كلية التربية‪ ،‬قسم‬
‫اإلرشاد النفسي‪.‬‬
‫عبد المعطي‪ ،‬حسن‪ .)6116( .‬ضغوط الحياة وأساليب مواجهتها‪ .‬القاهرة‪:‬‬
‫مكتبة زهراء الشرق‪.‬‬

‫‪-666-‬‬
‫فعالية الذات العامة كمتغير معدل للعالقة بين الضغوط النفسية والتوافق النفسي االجتماعي‬

‫عطية‪ ،‬محمود‪ .)4222( .‬التوافق النفسي واالجتماعي للطالب مع البيئة‬


‫المدرسية وعالقته بالتحصيل‪[ .‬رسالة ماجستير غير منشورة]‪ .‬جامعة‬
‫القاهرة‪ ،‬معهد الدراسات والبحوث التربوية‪.‬‬
‫عكلة‪ ،‬وسام الدين‪ .)6142( .‬الحماية الدولية لالجئين وآليات تفعيلها (دراسة‬
‫تطبيقية على واقع الالجئين السوريين في تركيا)‪Route Educational .‬‬
‫‪and Social Science Journal. Volume 5(3). 1-49.‬‬
‫عالء الدين‪ ،‬جهاد‪ .)4222( .‬فاعلية برنامج إرشادي لتحسين التوافق‬
‫الشخصي واالجتماعي لدى عينة من المراهقات األردنيات‪[ .‬رسالة‬
‫دكتوراه غير منشورة]‪ .‬جامعة القاهرة‪ ،‬معهد الدراسات والبحوث التربوية‪.‬‬
‫العنزي‪ ،‬هدى‪ .)6143 \ 4131( .‬بعض دالالت الصدق والثبات لمقياس‬
‫االستجابات التكيفية للضغوط النفسية لدى الفئة العمرية (‪-15‬‬
‫‪11‬سنة)‪[ .‬رسالة ماجستير غير منشورة]‪ .‬كلية التربية‪ ،‬جامعة أم القرى‪.‬‬
‫عودات‪ ،‬فاطمة‪ .)6142( .‬الضغوط الثانوية وعالقتها بالصحة النفسية لدى‬
‫الالجئين السوريين في األردن‪[ .‬رسالة ماجستير غير منشورة]‪ ،‬جامعة‬
‫اليرموك‪ ،‬كلية التربية‪ ،‬قسم علم النفس اإلرشادي التربوي‪.‬‬
‫فؤاد‪ ،‬بلقاضي‪ .)6146( .‬مفهوم الذات والتوافق النفسي االجتماعي لدى األم‬
‫العازبة دراسة ميدانية وصفية إحصائية وعيادية‪[ .‬رسالة ماجستير غير‬
‫منشورة]‪ .‬كلية العلوم اًلجتماعية‪ ،‬جامعة وهران‪.‬‬
‫الليحانى‪ ،‬عفاف‪ .)6112\4131( .‬أثر بعض طرق تقدير الدرجات للمفردات‬
‫على ثبات وصدق درجات اختبار تحصيلي في الرياضيات ذي االختيار‬
‫من متعدد لدى طالبات الصف األول الثانوي بمكة المكرمة‪[ ،‬رسالة‬
‫ماجستير غير منشورة]‪ .‬كلية التربية‪ ،‬جامعة أم القرى‪.‬‬
‫مجمع اللغة العربية‪ .)4222( .‬المعجم الوجيز‪ .‬القاهرة‪ :‬مجمع اللغة العربية‪.‬‬
‫محمد‪ ،‬عمرو‪ .)6143( .‬الذكاء اًلجتماعي وعالقته بالتوافق النفسي والخجل‬
‫والسلوك العدواني لدى الممارسين وغير الممارسين للنشاط الرياضي‪.‬‬
‫مجلة كلية التربية الرياضية‪ ،‬جامعة حلوان‪.321 -146 ،16 ،‬‬

‫‪-666-‬‬
‫دراسات نفسية (مج‪ ،13‬ع‪ 4‬أكتوبر ‪ 0203‬ص ‪)827-341‬‬

‫المحمود‪ ،‬شيماء يوسف‪ .)6116( .‬بعض أنماط السلو الصحي وعالقتها‬


‫بفعالية الذات وتقدير الذات واالكتئاب لدى عينة من طالب جامعة‬
‫الكويت‪[ .‬رسالة ماجستير غير منشورة]‪ .‬كلية العلوم اًلجتماعية‪ ،‬جامعة‬
‫الكويت‪.‬‬
‫مقدادي‪ ،‬محمد‪ .)6142( .‬أثر اللجوء السوري في الجانب االجتماعي‬
‫والتربوي في األردن ودور كتب التربية الوطنية والمدنية في التصدي‬
‫لهذه المشكلة‪[ .‬رسالة دكتوراه غير منشورة]‪ .‬جامعة اليـرموك‪ ،‬كلـية‬
‫الـتربـية‪ ،‬قسم المناهج وطرق التدريس‪.‬‬
‫نصر الدين‪ ،‬عريس‪ .)6142( .‬إستراتيجيات تكيف أطباء مصلحة‬
‫االستعجاالت في وضعيات الضغط النفسي‪ :‬دراسة ميدانية على عينة‬
‫من األطباء بالمستشفى الجامعي بتلمسان‪[ .‬رسالة دكتوراه غير‬
‫منشورة]‪ .‬جامعة أبي بكر بلقايد‪ ،‬كلية العلوم اإلنسانية واًلجتماعية‪ ،‬قسم‬
‫علم النفس‪.‬‬
‫وازي‪ ،‬طاوس‪ .)6116( .‬التوافق النفسي – االجتماعي وعالقته باتجاهات‬
‫المراهق نحو الدراسة‪[ .‬رسالة ماجستير غير منشورة]‪ .‬جامعة الجزائر‪،‬‬
‫كلية العلوم اإلنسانية واًلجتماعية‪ ،‬قسم علم النفس وعلوم التربية‬
‫واألرطوفونيا‪.‬‬
‫‪Route Educational and Social Science Journal ISSN: 2148-5518‬‬
‫‪Volume 5(3), February 2018‬‬

‫ثانيا‪ :‬مراجع باللغة اإلنجليزية‬


‫ً‬
‫‪Abdullah, M. (2013). Self-Efficacy, Perceived social support and‬‬
‫‪psychological adjustment in international students of university‬‬
‫‪utara malaysia. Masters thesis, Universiti Utara Malaysia.‬‬
‫‪Bandura, A. (1986). Social foundations of thought and action: a social‬‬
‫‪cognitive theory. New Jersey: Prentice-Hall.‬‬

‫‪-666-‬‬
‫فعالية الذات العامة كمتغير معدل للعالقة بين الضغوط النفسية والتوافق النفسي االجتماعي‬

Bandura, A. (1992). Exercise of personal agency through the self-


efficacy mechanism. In Schwarzer, R (ed.). Self-efficacy
thought control of action (3-38). Washington, DC:
Hemisphere.
Bandura, A. (1998). Self-efficacy [electronic version]. In Friedman, H
(Ed.), Encyclopedia of mental health. San Diego: Academic
Press.
Borho, A ., Viazminsky, A., Morawa, E., Schmitt, G., Georgiadou, E.,
and Erim, Y. (2020).The prevalence and risk factors for mental
distress among Syrian refugees in Germany: a register-based
follow-up study. BMC Psychiatry, 20: 362.
https://doi.org/10.1186/s12888-020-02746-2.
Chung,M., AlQarni, N., Al Muhairi, S.,& Mitchell, B . (2017). The
relationship between trauma centrality, self-efficacy,
posttraumatic stress and psychiatric co-morbidity among Syrian
refugees: Is gender a moderator?, Journal of Psychiatric
Research, Volume 94, Pages 107-115.
Curtis, R., Groarke, A ., Sullivan, F. (2014). Stress and self-efficacy
predict psychological adjustment at diagnosis of prostate cancer.
Scientific Reports, 4: 5569. 1-5. From:
https://www.researchgate.net/publication/263707844
Hayes, A. F. (2017). Introduction to mediation, moderation, and
conditional process analysis: A regression-based approach.
Guilford publications.
Hayes, A.,& Coutts, J. (2020). Use omega rather than Cronbach's
alpha for estimating reliability. But... Communication Methods
and Measures, 14, 1-24.
Holman, H., and Lorig, K. (1992). Perceived self-efficacy in self-
management of chronic disease. In Schwarzer, R(ed.). Self-
efficacy thought control of action (pp. 303-323). Washington,
DC: Hemisphere.

-664-
)827-341 ‫ ص‬0203 ‫ أكتوبر‬4‫ ع‬،13‫دراسات نفسية (مج‬

Jang, M.,& Kim, J. (2018). A structural model for stress, coping, and
psychosocial adjustment: A multi-group analysis by stages of
survivorship in Korean women with breast cancer. European
Journal of oncology Nursing, 33 (41-48).
https://doi.org/10.1016/j.ejon.2018.0
Kakaje, A., Al Zohbi, R., Hosam Aldeen, O., Makki, L., Alyousbashi,
A.,& Alhaffar, M. (2021). Mental disorder and PTSD in Syria
during wartime: a nationwide crisis. BMC Psychiatry, 21: 2.
From: https://doi.org/10.1186/s12888-020-03002-3
Kumar, V., Talwar, R.,& Raut, D. (2014). Psychological distress,
general self-efficacy and psychosocial adjustments among first
year medical college students in New Delhi, India. South East
Asia Journal of Public Health, 3(2), 35-40.
Maddux, J.,& Lewis, J. (1995). Self –efficacy, adaptation and
adjustment: theory, research, and application. In: Maddux, J.
(ed.). Self – efficacy, adaptation and adjustment: theory,
research, and application. Plenum Press, New York.
Mishra, A. (2008). A study on the relationship of self efficacy with
life stress and psychological adjustment among women. Thesis
submitted for the Degree of doctor of philosophy in
Psychology, Sambalpur University Orissa, India.
Peters, G. (2014). The alpha and the omega of scale reliability and
validity: why and how to abandon Cronbach’s alpha and the
route towards more comprehensive assessment of scale qualit.
The European Health Psychologist, 16 (2), 56- 69.
Revelle, W.,& Condon, D. (2019). Reliability from α to ω: A tutorial.
Psychological Assessment, 31(12), 1395.
Taylor, S. (2003). Health psychology (5th ed). New York: McGraw –
Hill.
Tekeli-Yesil, S., Isik, E., Unal, Y., Aljomaa Almossa, F., Konsuk
Unlu, H.,& Aker, A. T. (2018). Determinants of Mental
Disorders in Syrian Refugees in Turkey Versus Internally

-666-
‫فعالية الذات العامة كمتغير معدل للعالقة بين الضغوط النفسية والتوافق النفسي االجتماعي‬

Displaced Persons in Syria. American journal of public


health, 108(7), 938–945.
https://doi.org/10.2105/AJPH.2018.304405
von Haumeder, A. (2018). Resilience among syrian refugees in
germany: The relationships between demographic, trauma
coping self-efficacy, and environmental and cultural factors
in association with PTSD and resilience in a community-
based sample (Order No. 10973871). Available from ProQuest
Dissertations& Theses Global. (2154855779). Retrieved from
https://www.proquest.com/dissertations-theses/resilience-
among-syrian-refugees-germany/docview/2154855779/se-
2?accountid=178282
Zajacova, A., Lynch, S.,& Espenshade, T. (2005). Self-Efficacy,
stress, and academic success in college. Research in Higher
Education, 46 (6), 677- 706.

-666-

You might also like