Professional Documents
Culture Documents
3-14PDF
3-14PDF
الملخص
تعد ظاىرة النزوح الداخلي واحدة من اكرب صدمات احلروب والعنف ،نظراً دلا سبثلو من هتديد كبَت على صعيد الفرد
واجملتمع ،من حيث الشعور بفقداف اذلوية االجتماعية ،وفقداف اجملاؿ احليوي ادلطمئن وادلألوؼ ،كما اهنا مؤشراً على
رلموعة من التوترات واالضطرابات اليت تعًتي تآلف اجملتمع وسباسكو وتوازنو والوقوع يف عامل غريب يفتقر إىل مقومات
احلياة العادية ،فضال عن اجلانب النفسي وابعاده.
لذا جاءت مشكلة البحث احلايل بسبب ما يعانيو العراؽ من تزايد اعداد النزوح القسري السيما يف الفًتة االخَتة ودلا
ذلذا ادلوضوع من جوانب متعددة منها االقتصادية واالجتماعية والتعليمية والصحية ،واعلها اجلانب اإلنساين ،وسبثلت
اعلية البحث يف توثيق ظاىرة النزوح ألقسري والوقوؼ على طريقة دلواجهة الضغوط ادلًتتبة بأثر تلك الظاىرة يف العراؽ
حاوؿ البحث التحقق من االىداؼ اليت تتمثل بوضع اىم االسًتاتيجيات اليت من شأهنا رفع الروح ادلعنوية لدى
النازحُت و اخلروج من االزمة النفسية اليت تعًتيهم من خالؿ الصمود النفسي اماـ تلك التحديات يف زلاولة لتقليل
آثارىا يف أقل تقدير من خالؿ وضع رلموعة اسًتاتيجيات ذلا عالقة مباشرة دبفهوـ مواجهة الضغوط والصمود النفسي
ازاءىا اذ ؽلثل الصمود النفسي بنية متعددة االبعاد لو مهارات خاصة من خالذلا يستطيع االفراد مواجهة األحداث
الصادمة يف احلياة ،اىل اف خاصية الصمود لدى األنساف تساىم بشكل كبَت يف االستقرار واالتزاف النفسي بالرغم شلا
ؼلربه من احداث وزلن وضغوط نفسية يف ىذه ادلرحلة ،اعتمد البحث احلايل على ادلنهج الوصفي الذي يسعى اىل
ربديد الوضع احلايل للظاىرة ادلدروسة ومن مث وصفها ،وبالنتيجة فهو يعتمد دراسة الظاىرة على ما توجد عليو يف
الواقع ويهتم بوصفها وصفا دقيقا ،فدراسة اي ظاىرة ،او مشكلة تتطلب وصفا ذلذه الظاىرة واذلدؼ من تبٍت ىذا
النوع من البحوث ىو التوصل اىل فهم اعمق للظاىرة ادلدروسة ،وال يتوقف ىذا ادلنهج عند حدود وصف الظاىرة
واظلا يتعدى ذلك اىل التحليل والتفسَت وصوال اىل تعليمات ذات معٌت تزداد هبا ادلعلومات عن تلك الظاىرة .
المقدمة :
واجو اجملتمع العراقي الكثَت من االزمات والصراعات اذ تعرض أبناء ىذا البلد اىل الكثَت من مظاىر العدواف
واالعتداء بشىت انواعو ،وقد خلفت ىذه الظروؼ أضراراً نفسيو خطَتة ،اف مل تصبهم بادلوت فقد أصابتهم بعاىات
جسمية ،واضرار جسيمة ناصبة عن شلارسات العنف ،واليت تعد انعكاسا للظروؼ السياسية واالقتصادية والثقافية اليت
تعرض ذلا اجملتمع بعد عاـ ( )2003حىت أخرىا احتالؿ مدينة ادلوصل على يد عصابات داعش اإلرىابية ،وما ترتب
عن ذلك من أثار مدمرة ،سبثلت باالغًتاب وحاالت القتل والتهجَت والنزوح من مناطقهم الساخنة واالنتقاؿ القسري
اىل مناطق اخرى اكثر امنا ،وما يرافق ذلك من مشاعر عدـ التوازف واالستقرار ،ومن مظاىر ىذه ادلمارسات التهجَت
القسري للمواطنُت إذ وضع اجملتمع العراقي اماـ سيل جارؼ من ادلعاناة ،لتأيت بعد ذلك ظاىره غريبة على رلتمعنا
كرستها األحداث الس ياسية القائمة والوضع الراىن ىو االعتداء واعماؿ العنف وادلعاملة بعدائية والقسوة والًتىيب،
وظهرت يف رلتمعنا طبقة جديدة ىي طبقة النازحُت اليت خلفتها ظروؼ االرىاب واعماؿ العنف اليومية (التميمي،
)159 :2015
تعد ىذه الطبقة بأمس احلاجة اىل الدعم النفسي عموما ،واللوجسيت على وجو اخلصوص ،اذ تؤدي الطبيعة الطويلة
لنزوحهم اىل تفاقم وضعهم االنساين شلا ينتج عن ذلك معاناة وضغوطات نفسية تواجو واقعهم الذي يعيشونو ،وعلى
الرغم شلا ربدثو احلرب من اثار سلبية وما تنتجو من ضغوطات نفسية ،اال اف ما شهده النازحوف من مواقف كارثية
قبل وبعد النزوح من اضطهاد وترىيب وسوء خدمات يفوؽ ما اصاب اي فئة من فئات الشعب العراقي،فالكل ؽلر
بضغوطات من خالؿ احلياة اليومية وىي حاضرة معنا باستمرار ،ومن خالؿ االحداث العامة اليت تواجهنا ،ولكن
النازحُت ذلم احلصة االكرب من الضغوط ،وضعف االمن النفسي وقلة االنتماء االجتماعي ،والظروؼ الصعبة اليت ؽلر
هبا النازحُت قسراً وما تشكلو من ضغوطات نفسية شديدة ،قد تًتتب عليو إخالؿ يف تركيبة توازنو النفسي
واالجتماعي ،قد تؤدي اىل خسارة قدرتو اجلسدية والنفسية على التحمل ،شلا قد يؤدي بالتايل اىل استنزاؼ طاقتو
وتدمَتىا ،كما اف احلروب والصراعات واالزمات والكوارث جعلت االنساف يواجو منذ القدـ يف حياتو اليومية
ضغوطات ما زالت مستمرة معو حىت الوقت احلاضر تعكس طبيعة القلق الذي يعاين منو يف معتقداتو واظلاط حياتو
(النوري.)01: 5102 ،
ىذه التغَتات والتحوالت يف كافة اجملاالت االسرية واالجتماعية واالقتصادية تشكل ضغطاً على االنساف ،الذي يلجأ
اىل التوافق والتكيف معها واف تطور القدرات العقلية لإلنساف ضرورة تفرضها احلياة االجتماعية وذلك لبناء حياة
اجتماعية سوية شلا يستلزـ امتالؾ الكم الكبَت من ادلعارؼ وادلعلومات دلواجهة التحديات وادلشاكل اليت تواجو الفرد يف
احلياة االجتماعية بصورة مستمرة( البحَتي.)28 :2011 ،
وىنا يأيت دور علم النفس يف بناء الصمود النفسي بغية السعي للنهوض يف رلتمع ىو يف اشد احلاجة اىل ربقيق النمو
والتكامل لتغَت واقعو ومقاومة االنكسار اماـ تقاطر احملن والصعاب كي يكوف للعلم النفسي بصمة حقيقية جذورىا يف
اجملتمع العلمي وشبارىا يف اجملتمع بفئاتو ادلختلفة ،ويعد الصمود النفسي االستجابة االنفعالية والعقلية اليت سبكن األنساف
من التكيف اإلغلايب مع مواقف احلياة ادلختلفة وتعرؼ اجلمعية األمريكية لألمراض النفسية الصمود النفسي بأنو عملية
التوافق اجليد وادلواجهة اإلغلابية للشدائد ،الصدمات ،النكبات ،أو الضغوط النفسية العادية اليت يواجهها البشر مثل
ادلشاكل األسرية ،ادلشاكل يف العالقات مع االخرين ،ادلشاكل الصحية اخلطَتة ،ضغوط العمل وادلشاكل ادلالية(
.)APA،2002:39
اف معظم الناس يوجد لديهم مستوى من الصمود النفسي ،أال أننا نعتقد اف فئة الشباب ىم اكثر احتياجاً للتدريب
على مكوناتو ومهاراتو اذا أُريد سبكينهم من االرتقاء واالزدىار الشخصي بالرغم من ضغوط احلياة وصدماهتا ويشَت
مصطلح الصمود النفسي psychological resilienceيف علم النفس اىل ميل الفرد للثبات واحلفاظ على
ىدوئو واتزانو الذايت عند التعرض لضغوط ومواقف عصبية ،فضالً عن قدرتو على التوافق الفعاؿ وادلواجهة االغلابية ذلذه
الضغوط وتلك ادلواقف الصادمة واف علماء النفس يتعاملوف مع الصمود النفسي كعملية وليست حالة سلوكية سبيز الفرد
وؽلثل الصمود النفسي بنية متعددة االبعاد لو مهارات خاصة من خالذلا يستطيع االفراد مواجهة األحداث الصادمة يف
احلياة (.) :Rutter, 2008:87
مشكلة البحث
يعد عاـ ( )2014من اكثر االعواـ خطورة على اجملتمع العراقي ،إذ يتواجد ىناؾ ( )25مليوف نازح يف العامل ،ويف
العراؽ فقط نزح (مليوناف و )400الف مواطن قسريا من زلافظات ( أطراؼ بغداد ،نينوى ،كركوؾ ،دياىل ،االنبار،
صالح الدين ،وبابل) اليت تعرضت اىل اعماؿ عنف من قبل تنظيم داعش االرىايب والعصابات ادلتطرفة ،ونزح (مليوف
و )200الف عراقي اىل مدف اربيل ودىوؾ والسليمانية يف إقليم كوردستاف ،والعدد ادلتبقي من النازحُت العراقيُت
منتشروف يف زلافظات وسط وجنوب العراؽ ،والنازحُت يسكنوف يف بيوت لإلغلار ويف ادلخيمات وادلدارس واحلدائق
واذلياكل وربت اجلسور والبيوت العشوائية ،والكنائس وادلساجد وادلزارات ،إذ يعيشوف يف مأساة إنسانية حقيقية
ووضعهم متدىور وصعب جداً ،ويفتقدوف اىل االحتياجات االساسية مثل (السكن -ادلاء -الغذاء -ادلستلزمات
الطبية -ادلالبس -قبوؿ الطلبة يف ادلدارس وادلعاىد واجلامعات -والوثائق الرمسية) واف تدفق ىذا العدد الكبَت اىل
ادلدف ادلستقبلة قد خلفت أزمة انسانية خطَتة يصعب تلبية االحتياجات االساسية إلغاثة ىؤالء القادمُت شلا يتطلب
جهد الدولة يف ذلك وقد أصبح العراؽ بادلرتبة الثانية من حيث أعداد النازحُت يف الشرؽ األوسط بعد سوريا ،إذ نزح
يف بداية أحداث عاـ ( 2005مليوين) شخص مث عاد منهم ( )700ألف بعد عاـ ،2008ويوجد يف العراؽ اآلف
ما يقارب (مليوف و 300ألف عراقي) نازح قسرياً من مناطقهم األصلية من زلافظات عدة ،بسبب النزاعات واألزمات
السياسية والعنف والقتل على اذلوية إىل جانب تعرض األطفاؿ والنساء والفتيات للكثَت من االعتداءات يف إطار
أحداث احتالؿ مدينة نينوى العراقية وما اعقبها من احداث اخرى ،وقد نزح إىل مدف إقليم كوردستاف ما بُت (350
إىل( )400ألف شخص منهم ،وقامت احلكومة من خالؿ وزارة اذلجرة وادلهجرين ،ببناء ( )27رلمعا يف عموـ العراؽ
منذ عاـ( ،)2009ويعيش ربع مليوف عراقي حالياً يف العشوائيات كإقامة مؤقتة وىي ال تصلح للعيش وقد نزح مليوناف
و( )400الف شخص من سلتلف ادلدف العراقية ،منهم ( )800الف طفل من مدف ادلوصل وسنجار وتلعفر وسهل
نينوى وبلدات زلافظة دياىل بسبب ارتفاع موجات العنف واالرىاب يف ىذه ادلدف واجلدوؿ ( )1يوضح ذلك.
جدول ()0
اعداد النازحين في المحافظات العراقية
تػػأيت أعلي ػػة البح ػػث احل ػػايل م ػػن اخلطػػورة ال ػػيت تنط ػػوي عليه ػػا ظ ػػاىرة الن ػػزوح بوصػػفها مؤش ػراً عل ػػى رلموع ػػة م ػػن الت ػػوترات
واالضطرابات اليت اعًتت تآلف اجملتمع وسباسكو وإصباعو وتوازنو ،ودالة على االنقساـ والتناقض يف ادلصاحل وادلعتقدات،
من شأنو -أي النزوح -إغلاد الشك وسوء الظن بُت صباعة معينة سواء أكانت (عشَتة أو طائفة) تعػرب عػن نفسػها ب ػ
(ضلن) وباآلخر الذي ؽلثل أيضا صباعةً أخرى يسودىا الشعور باالنتماء لبعضها وزبتلف عػن األوىل بػبعض خصائصػها،
شلا يؤدي إىل اختالؿ الشعور باالنتماء الوطٍت وتنامي الشعور باالنتماءات التقليديػة مػن طائفيػة وعشػائرية ويعيػد ترتيػب
التجمعػػا ت الدؽلغرافي ػػة عل ػػى ش ػػكل سب ػػاثالت تزيػػد م ػػن التج ػػانس ض ػػمن ادلنطق ػػة اجلغرافيػػة الواح ػػدة كم ػػا تزي ػػد م ػػن ع ػػدـ
التجػانس (التبػػاين) علػى مسػػتوى اجملتمػػع األكػرب شلػػا يركػػز ثقافػات فرعيػػة متعػددة ويضػػعف ادلشػػًتكات الػيت تكػػوف اإلطػػار
الثقايف العاـ للمجتمع .غَت أف شبة أسباباً أخرى أضفت على زلاولة الولوج يف ىذا ادلوضوع أعلية خاصة ،تتلخص على
النحو اآليت:
-1يكتسػػب البحػػث احلػػايل أعليتػػو العلميػػة مػػن خػػالؿ قيامػػو بتوثيػػق الظػػاىرة مػػدار البحػػث ،ومػػا انطػػوت عليػػو ىػػذه
الظػاىرة مػػن أحػػداث وتفػػاعالت غػػَت مسػػبوقة جعػػل مػن دراسػػتها والبحػػث يف مضػػامينها ضػػرورة علميػػة ،فضػالً عػػن
ضرورهتا األخالقية واألدبية.
-2يستمد ىذا البحث أعليتو من اتساع االىتماـ الرمسي وغَت الرمسي بظاىرة النزوح ،فضالً عن كوف ىذه الظاىرة سبثل
مفروغ من تداعياتو. حدثاً آنياً غَت ٍ
-3ىناؾ اعتبارات علمية تضػفي علػى ىػذا ادلشػروع أعليػة خاصػة تتمثػل بقلػة الدراسػات الػيت تناولػت ىػذا اجلانػب مػن
ظاىرة النزوح ،ولعل السبب يف ذلك ،إهنا ظاىرة غَت مسبوقة ،على أية حاؿ .
اهداف البحث :يستهدف البحث تعرف :
0ـ مفهوـ الصمود النفسي
5ـ العوامل ادلؤثرة يف الصمود النفسي
0ـ ـ سبل تعزيز الصمود النفسي
منهجية البحث :
اعتمد البحث احلايل على ادلنهج الوصفي الذي يسعى اىل ربديد الوضع احلايل للظاىرة ادلدروسة ومن مث وصفها ،
وبالنتيجة فهو يعتمد دراسة الظاىرة على ما توجد عليو يف الواقع ويهتم بوصفها وصفا دقيقا ( ملحم :2000 ،
)324
فدراسة اي ظاىرة ،او مشكلة تتطلب وصفا ذلذه الظاىرة واذلدؼ من تبٍت ىذا النوع من البحوث ىو التوصل اىل
فهم اعمق للظاىرة ادلدروسة ،وال يتوقف ىذا ادلنهج عند حدود وصف الظاىرة واظلا يتعدى ذلك اىل التحليل والتفسَت
وصوال إىل تعليمات ذات معٌت تزداد هبا ادلعلومات عن تلك الظاىرة ( داود)159 :1990 ،
ينظر اىل الصمود النفسي على انو عملية دينامية سبكن االفراد من اظهار تكيف سلوكي عندما يواجهوف مواقف
عصبية او صادمة او مأساوية او هتديد او حىت مواقف ضاغطة (، Cicchetti ،Becker , 2000: 127
.)Luthar
فالصمود دبعناه الطبيعي بناء وافد من علم ادلواد ويصف ادلواد اليت تستعيد خواصها بعد التعرض للطرؽ او التمدد
او االنكماش وغَتىا من ادلؤثرات اخلارجية ،وىو ادلعٌت نفسو الذي ػلملو الصمود يف علم النفس اذ يعٍت القدرة على
استعادة الفرد لتوازنو بعد التعرض للمحن والصعاب ،بل قد يوظف ىذه احملن والصعاب لتحقيق النمو والتكامل ،
وىو بالتايل مفهوـ دينامي ودياليكتيكي ػلمل يف معناه الثبات ،كما ػلمل احلركة ( االعسر .)11: 2012،
.2التوافق االغلايب معها شلا يرتب نواتج اغلابية ( .)Rutter :2008: 93
اف كل فرد قادر على تنمية الصمود سوؼ يكوف اكثر قدرة على التعامل بكفاءة مع الضغوط والتوترات ،وعلى مواجهة التحديات
اليومية ،وعلى التعايف عند مواجهة الصدمات واحملن ،ووضع اىداؼ واقعية ،وعلى حل مشكالتو ،والتواصل بكفاءة مع الغَت
وحُت نتأمل السبب وراء معاناة الكثَت من االفراد صلد اهنم اضاعوا وقتهم وجهدىم يف اصالح القصور وليس يف بناء ادلقومات
االغلابية للصمود ،اف التخفيف من االعراض ال يعٍت وال يتكافئ مع تغيَت النتائج على ادلدى الطويل فضالً عن اف خصائص
الصمود اليت نتجت عن الدراسات العلمية ؽلكن اف ربمي االفراد ادلعرضُت للخطر (جولدستُت ،بروكس.)77: 2010،
كما يتضمن ا لصمود النفسي معٌت القدرة العاطفية وقد استخدـ لوصف االشخاص الذين يظهروف شجاعة وتكيف يف
سوء احلظ يف احلياة ()Wagnild,G,&Young,1993:146
وقد اكدت روتر( )1990على اف الصمود النفسي عامل ػلمي االفراد من االضطرابات النفسية ويصف االفراد
الصامدين على اهنم ؽلتلكوف اال ؽلاف ،واحًتاـ الذات ،الكفاءة ،مهارات حل ادلشكالت وعالقات شخصية مشبعة اما
ايزنك ( ) 1984وَكايالف ( ) 1990وبَتدسلي ( )1989وصفوا الصمود النفسي على انو ثقة بالذات ،حب
االستطالع ،انضباط للذات ،احًتاـ للذات ،السيطرة او السيادة على البيئة)شاىُت .)78: 2013 ،
صور كادنر ( ) 1989الصمود النفسي على انو قدرة الفرد على اجراء ( أرتداد نفسي اجتماعي يف احملن ) وعرؼ
الصمود على انو يشمل قوة لالنا (فاعلية كل وظائف االنا يف ربسُت التكيف عند الكائنات احلية مع البيئة ).
اغلب الدراسات افًتضت اف الشخص الصامد ؽليل اىل اظهار سلوؾ تكيفي وخصوصاً يف رلاالت العمل االجتماعي
،واالخالؽ والصحة اجلسدية كدراسة ) Wagnild,G,&Young(,1990وصفوا النساء الصامدات على
اهنن ناشطات اجتماعياً وػلرزف درجات متوسطة اىل عالية على قياس الرضى عن احلياة .اف مواجهة االفراد للصعاب
وربدي ادلستحيل لتحقيق فرص احلياة ،ىؤالء االفراد ىم الذين سجلوا مسَتة التقدـ والتطور ونقلوا صور احلياة البدائية
اىل التقدـ والتكنلوجيا(العبيدي .) 3: 2007،
يعد الصمود النفسي مصدر مهم ورئيسي للمقاومة ؽلكنو معادلة االثار السلبية احملتملة من الضغوط والصدمات
واالزمات والصعوبات وادلشاكل ( دخاف واحلجار )370 : 2006 ،
يرتبط الصمود النفسي بقدرة الفرد على التكيف ووعيو بالظروؼ احمليطة ،فهو يرتبط ارتباطاً وثيقاً بشخصية الفرد
ويعد من اىم جوانب التكيف االغلايب ومسات الشخصية االغلابية فالصمود النفسي يعترب ألية حل ادلشكالت يف
الوقت احلاضر واف كنا مل نعد ظللك التحكم يف ضغوطات احلياة اليومية واليت تواجهنا من كل اذباه ،لكننا ظللك أليات
نفسية للصمود واليت ربتاج للتنمية(Richardson ,2002:30 ).
اف االشخاص الصامدين يوصفوف بأهنم ؽلتلكوف الكثَت من الصفات واالفراد حيث ؽلتلكوف تقدير الذات ،الثقة
بالنفس ،ضبط الذات ،التفاؤؿ يف مواجهة احملن والصعاب ،أالمل ،قدرة معرفية تفوؽ ادلتوسط (Lundman ,
) 2007واف الصمود ينمو ويتم دعمو عرب مدى واسع من الضغوط البيئية ،والضغوط ادلرتبطة دبراحل النمو،االمراض
واالحداث الضاغطو ،وىذه االستنتاجات تزيد من فهمنا للفروؽ الفردية باالستجابة لنفس الضغوط ،ولقد مت ربديد
بعض العوامل اليت تسهم يف تشكيل الصمود ،فهنالك عوامل معرفية(سبثل القدرة على حل ادلشكالت،التفاؤؿ
،االحساس والتماسك يف مواجهة الضغوط )واخرى بيئية ( سبثل احداث احلياة السلبية ،االمن االسري وادلشاركة
االجتماعية ،وجود تاريخ من النجاح ))Tusaie,puskar&Sereikd,2007: 97
ميز يونج الشخص الذي لديو صمود نفسي بأنو ػلاوؿ اف يتطور ويتوسع ويتغَت ضلو االفضل ،أما الشخص العاجز
ىو الشخص الذي يتحرؾ اىل الوراء ويبقى حبيس ادلاضي ويتوقف عن احلركة والتوسع ضلو ادلستقبل ،اف مايزيد الفرد
صموداً وغلعلو اكثر قدرة على تغيَت االوضاع ىو دبواجهتها من خالؿ التوجو ضلو ادلستقبل وادلساندة وادلشاركة والتعاوف
وااللتزاـ وربمل ادلسؤلية(دسوقي .)369 :1969،
اكد ايركسوف ) ( Eriksonعلى عدة خصائص للشخصية الصامدة يف زبطي االزمات وىي أالمل )(Hope
واحلب ) (Loveواذلدؼ ) (Goalوالصالبة ) (Hardnessواالرادة ) (Willواالىتماـ ) (Careواحلكمة
) (Wisdomاليت تساعد الفرد يف التخلص من مشاعر اليأس والعجز وتدفعو اىل ازباذ دوره يف مواجهة الظروؼ
الصعبة وربرره من الصراع وتدعم قرراتو وطاقاتو واستثمارىا اىل اقصى حد شلكن على اف يتقن عملو برباعو وسبيز واف
ؽلتلك نظرة وفلسفة واضحة عن احلياة واف ؼلطط دلستقبلة وغلعل حلياتو ىدؼ ومعٌت (شلتز.)144: 1982 ،
وتشَت الكثَت من الدراسات اىل أف الصمود النفسي ؽلكن اف يتغَت من فرد ألخر كما ؽلكن اف يتغَت داخل الفرد نفسو
تبعاً للمرحلة العمرية اليت ؽلر هبا شلا يستوجب تكثيف اجلهود البحثية اليت تتناوؿ مفهوـ الصمود النفسي يف كل مرحلة
من مراحل النمو ادلختلفة اليت ؽلر هبا الفرد خالؿ حياتو والسيما مرحلة الشباب بأعتبارىا مرحلة يسعى الفرد فيها
الوصوؿ اىل حالة من االستقرار واالتزاف النفسي بالرغم شلا ؼلربه من احداث وزلن وضغوط نفسية يف ىذه ادلرحلة(
ابراىيم.)41 :2009 ،
يشَت مفهوـ الصمود النفسي من وجهة نظر انصار ادلدرسة االنسانية يف علم النفس اىل قدرة الفرد على العيش
واالزدىار وربقيق ذاتو بالرغم من التعرض للضغوط واالحداث الصادمة بل ردبا بسبب ىذه الضغوط واالحداث
العصيبة ،وغالبا ما يعترب الشخص الذي يتمتع بالصمود النفسي الضغوط وادلشكالت فرصاً للنمو واالرتقاء الشخصي،
دبعٌت اخر ال يبدو االفراد ذوي الصمود النفسي قادروف على مواجهة االحداث الضاغطة وادلواقف العصيبة بصورة
اغلابية وفقط ،بل ويعتربوهنا ربديات وفرص ال تعوض للتعلم واالرتقاء الشخصي ،ومن مث يصح القوؿ اف الصمود
النفسي يتكوف نفسياً بتجاوز قدرة االفراد على ادلواجهة او التوافق االغلايب مع ادلصاعب واالحداث الصادمة ،فالصمود
Route Educational and Social Sce Journal
309 Volume 5(3), March 2018
الصمود النفسي لدى النازحين في العراق ( قراءة نفسية)
النفسي فرصة وقدرة لألفراد لإلحبار وبطريقة اغلابية يف مسار توظيف ادلصادر النفسية واالجتماعية والبدنية والثقافية
للمواجهة والتوافق االغلايب الفعاؿ مع الضغوط واحداث احلياة الصادمة مع احملافظة على اذلدوء واالتزاف النفسي اف
التأثَتات السلبية ذلذه الضغوط واالحداث الصادمة والعودة سريعاً اىل االحساس جبودة الوجود الذايت او ما يصح
تسميتو التنعم الذايت) .(Ungar , 2004: 64
فالصمود النفسي واحد من اىم مفاىيم علم النفس االغلايب و ىو علم دراسة الفضائل ومكامن القوة اليت سبكن
االفراد واجملتمعات من االزدىار والرفاىية والتطور .والتدفق من احسن حاالت الذكاء الوجداين ألنو ؽلثل أقصى درجة
يف تعزيز االنفعاالت اليت زبدـ االداء والتعلم فإذا أستطاع شخص الدخوؿ اىل منطقة التدفق فأف انفعاالتو تعزز االداء
،ألهنا تكوف رلرد انفعاالت وعواطف تنساب يف اذباه معُت ،بل تكوف انفعاالت اغلابية ،مليئة بالطاقة واحليوية ،
تنظم قواىا مع ما غلري من نشاط راىن واذا حدث وسبلك الفرد ادللل أو االكتئاب أو التوتر فأف ذلك ػلوؿ دوف
تدفق ادلشاعر (الصبوه. )2010:66،
اذ اشارت دراسة ( Siemens، )2008اىل وجود عالقة ارتباطية ودالو احصائياً بُت الصمود النفسي وكل من
التفاؤؿ وتقدير الذات ودراسة ( Lopez , et al,( 2004ودراسة ( Chan ،( 2000اليت توصلت اىل اف
الصمود النفسي يعد متغَتاً ملطفاً او سلففاً من الضغوط اليومية وعندما ننظر يف علم النفس اىل مصطلح الصمود
النفسي صلد معناه يشبو ادلعٌت يف عامل البناء والتشييد حيث يوصف ادلواد اليت تستعيد خواصها بعد التعرض للطرؽ
والتمدد او االنكماش ،وغَتىا من ادلؤثرات اخلارجية ،وىو ادلعٌت نفسو الذي ػلملو الصمود النفسي يف علم النفس اذ
يعٍت القدرة على استعادة الفرد لتوازنو بعد التعرض للمحن والصعاب ،بل وقد يوظف ىذه احملن والصعاب لتحقيق
النمو والتكامل ،وىو بالتايل مفهوـ ػلمل يف معناه الثبات ،كما ػلمل احلركة( فخري .)12: 2012،
اوالً علينا اف ضلكم عليو بأنو " يعمل جيداً او أفضل من اجليد "
ثانياً اف يكوف ىناؾ ظروفاً معيقو سبثل هتديداً على نتاجو اجليد ،فالصمود ؽلثل بناءً ثنائياً يتحدد من خالؿ التعرض
للمحن بشكل مستمر ،وأظهار التكيف الناتج يف مواجهتها ،واالفًتاض االساسي يف دراسات الصمود ىو وجود بعض
االشخاص الذين ينجزوف جيداً رغم تعرضهم للمواقف اخلطرة والصعبة ،يف حُت يفشل البعض االخر بالتكيف
(البحَتي. )25 :2011،
اذف نستنتج من ذلك اف الصمود النفسي البد اف يكوف قباؿ ظروؼ صعبة ،من خالذلا يتمكن الفرد من عبورىا فهو
ال يأيت يف الرخاء .
فهنالك رلموعة من العوامل اليت ؽلكن مالحظتها وقياسها لتحديد درجة صمود الفرد ومنها :كيفية تفاعل الفرد مع
ادلواقف واالحداث اليت يتعرض ذلا بكل مالديو من جوانب اغلابية معرفية (تفاؤؿ ،نظرة اغلابية لالحداث)
ووجدانية(الرضا ) عن الذات ،الشعور بالسالمة الداخلية ،الطمأنينو واذلدوء النفسي ،ومفهوـ ذات اغلايب (ربقيق
اىداؼ واقعية على أرض الواقع ،تفاعل اغلايب مع البيئة احمليطو ،ودور فعاؿ اغلايب ذباه اجملتمع ومن خالؿ بيئة اسرية
متماسكة ايضاً تقوـ بوظيفتها االجتماعية والنفسية ،ومعايَت وعادات أجتماعية تؤكد العدالة االجتماعية وثقافة تنمي
القيم االخالقية واجلمالية بأسلوب متزف ،وبناء على تفاعل تلك العوامل رلتمعة مع بعضها البعض فأف الصمود منتج
حملصلة اجلوانب االغلابية للفرد والبيئة احمليطو وليس مسة يتسم هبا الفرد عن أخر ،ويقاس الصمود النفسي من خالؿ
ربقيق الفرد لنواتج أغلابية مصاحبة أوالحقة للصعوبات أوللمحن (فخري.) 2012:3 ،
تعد ىذه النظرية من أوائل النظريات ادلفسرة للصمود النفسي الذي افًتض ما مساه "النظرية العليا للصمود" ،واليت
تطورت من خالؿ ثالث مراحل سلتلفة يف البحث يف الصمود:
ادلرحلة االوىل :اخلصائص ادلميزة للناس الذين يتأقلموف او يتكيفوف بشكل فعاؿ وينموف خالؿ جو من التمزيق
والتشويش.
ادلرحلة الثانية :درست العمليات اليت يكتسب من خالذلا الناس ىذه اخلصائص.
وقد عرؼ الصمود النفسي على انو " قوة يف داخل كل واحد وىي اليت تقودىم يف البحث عن ربقيق الذات ،االيثار،
احلكمة ،والصدؽ واف يكوف يف حالة انسجاـ مع ادلصدر الروحي للقوة"(.)Richardson,1990: 80
إف االفًتاض االساسي ذلذه النظرية ىو فكرة اف التوازف البايولوجي – النفسي – الروحػ ػ ػ ػػي (االستقرار الداخلي)،
والذي يسمح لنا بالتكيف (اجلسم والعقل والروح) مع ظروفا حلياة احلالية .إف التوازف الداخلي يتعرض بصورة مستمرة
للكثَت من الضغوط ،االحداث العصيبة واحداث احلياة ادلتوقعة وغَت ادلتوقعة او" االحداث العاجلة يف احلياة "واف
ىذه الضغوط تؤثر يف قدرة الفرد على التكيف ومواجهة ىذه االحداث يف احلياة تتأثر بصفات الصمود واف عملية
اعادة التكامل تؤدي اىل واحدة من اربع نتائج او سلرجات ،ىي:
.1اعادة التكامل ادلرف ،حيث اف التكيف يؤدي اىل مستوى عايل من االتزاف الداخلي.
.2العودة اىل نقطة االساس او اخلط القاعدي للتوازف الداخلي ،لنقل االرباؾ او التشويش اىل الوراء.
.3االسًتجاع مع الضياع ،أي الشفاء عند اخلسارة مكوناً مستوى واطىء من التوازف الداخلي.
. 4حالة خلل وظيفي ،حيث اف االسًتاتيجيات السيئة التكيف (على سبيل ادلثاؿ السلوكيات ادلدمرة للذات قد
استخدمت للتكييف مع الظروؼ الضاغطة ،لذلك فالصمود قد ينظر اليو على انو نتاج للقدرات التكيفية الناجحة.
إف إعادة التكامل يتضمن عيش او ذبريب االستبصار او النمو من خالؿ االرباؾ او التشويش ،ينتج عن اعادة التكامل
من خالؿ ذبديد او تعريف او تقوية اخلصائص اخلاصة بالصمود ،ففي ظلوذج الصمود فقد اظهر على انو اسهم وقائية
اضافية تتعامل مع ضاغطات احلياة ،إف اساس او جوىر اعادة التكامل بالنسبة للتوازف الداخلي ىو يف التعايف والشفاء
ونقل االرباؾ اىل الوراء ،كما انو يف بعض احلاالت قد ال يكوف خياراً يف مواقف مثل بعض اخلسارة او الفقداف
اجلسدي الدائمي ،االنتقاؿ او موت شخص عزيز ،أف التعايف مع الفقداف يعٍت اف الناس يتخلو عن بعض التحفيز ،او
األمل بسبب ادلتطلبات اخلاصة دبكونات احلياة.
أف النظرية تؤكد على أليات تأقلمية تتولد دلعاجلة ادلخاطر اليت هتدد السالمة والتماسك النفسي واليت تتأثر باألحداث
وىي:
قدرة الذات على التمييز ،والتأقلم ،واالندماج ،والًتابط الداخلي مع الذات واالخرين .
مصادر االنا ( ،)Egoضرورية ألجل سد االحتياجات النفسية بطريق ناضجة (مثالً القدرة على مراقبة
الذات باستعماؿ مهارات اجتماعية وفكرية للحصوؿ على عالقات وضباية النفس ).
تطبيق احتياجات نفسية مركزية(.)Richardson,2002: 59
حسب النظرية فأف ريتشارسوف يعتقد أف االرباؾ ،والتشويش مطلوب للوصوؿ اىل مكونات االستقرار الف
االستقرار(اجلسدي النفسي الروحي) وحدهُ ال يوفر متطلبات التحسن والنمو ،كما أف النظرية مل ربدد أف ىنالك أطار
وقيت يتوقع من ضمنوُ أف ربدث ىذه العمليات (االستقرار) ،فقد ربدث العملية خالؿ ثواين مع االمور الثانوية ،أو
خالؿ سنوات مع بعض االحداث ،وقد تؤجل.
يعتقد (ريتشاردسوف )1990اف ىنالك رلموعة من العوامل اليت تؤثر يف الصمود النفسي
العامل االوؿ :العامل التعويضي :ىو العامل الذي يقضي على تأثَت التعرض للخطر ،فهو لن يتفاعل مع
عامل خطر واظلا بدالً من ذلك يكوف لو تأػثَت مباشر ومستقل عن ذلك.
العامل الثاين :عامل التحدي :وىنا عامل اخلطر او العامل الضاغط يعامل على انو عامل زلسن ويساعد على التكيف
ألنو ليس شديداً او زائداً عن احلد ،اف الضغوط الصغَتة جداً ال تكوف متحدية بشكل كاؼ بالنسبة للفرد ،وادلستويات
العالية جداً من الضغوط ينتج عنها خلل وظيفي ،اما ادلستويات ادلتوسطة من الضغط تقدـ ربدياً عندما تتغلب عليها
فأهنا تقوي من الكفاءة ،فإ ذا مت التعامل مع التحدي بشكل ناجح فأنو يساعد يف اعداد وهتيئة الشخص لصعوبة
قادمة ،اذا كانت اجلهود غَت ناجحة فأف الفرد يصبح عرضة وبشكل متزايد للخطر ،اف الصمود النفسي يتطور ليس
من خالؿ ذبنب ادلخاطر او اخلطر ولكن من خالؿ االطلراط الناجح معها.
العامل الثالث :العامل الوقائي :يتفاعل العامل الوقائي مع عامل اخلطر من اجل تقليل احتمالية النتائج السلبية ،فهو
يعدؿ من العملية التفاعلية اليت تساعد يف سبييز وربديد " التفاعالت ادلتعددة او النتائج ادلؤازرة حيث فيها احد ادلتغَتات
ؽللك تأثَتا يف االخر"( ()Richardson,2002: 61
تشَت عدة دراسات اىل وجود عدد من العوامل اليت تساعد على تنمية وزيادة الصمود النفسي ومن مث تساعد االفراد
على ذباوز االحداث واحملن والتعايف منها ،ومن ىذه العوامل:
مساعدة االخرين.
وقد قدمت اجلمعية النفسية االمريكية عشر طرؽ لبناء وتكوين الصمود النفسي عند الفرد ،ىي:
.1العالقات االجتماعية االغلابية مع االسرة واالصدقاء بصورة خاصة ومع االخرين بصورة عامة.
.2عدـ االعتقاد بأف االزمات او االحداث الضاغطة مشكالت ال ؽلكن ذبنبها او ال ؽلكن حلها.
.9احملافظة على التصور طويل االجل وفهم احلدث الضاغط يف اطار السياؽ الواسع ادلخلوؽ لو.
.10رعاية الفرد جلسده وعقلو ،وشلارسة تدريبات منتظمة ،ومراعاة حاجاتو ومشاعره ،واالندماج يف االنشطة الًتفيهية
واالسًتخاء ومتاع الذات ،والتعلم من اخلربات السابقة(.)APA, 2010: 93
االستنتاجات :
من مالمح اجملتمع العراقي التنوع ادلذىيب والديٍت والقومي الذي يفػًتض أف يػؤدي اىل حالػة مػن التعػايش واأللفػة ،وأف
يكوف عامػل إثػراء ثقػايف للمجتمػع ،ولكػن ىػذا الواقػع ؽلكػن أف يتحػوؿ اىل كارثػة بكػل مػا ربملػو الكلمػة مػن أبعػاد ،إذ
ربػػوؿ اىل اح ػًتاب وتبػػاغض بػػُت مكونػػات اجملتمػػع بفعػػل السياسػػة او الػػدين إذ ازبػػذا وجهتػػُت طػػائفيتُت ،ذلػػذا غلػػب اف
يكوف العمل على نشر الوعي والثقافة وخصوصا ثقافة السالـ ،اذ اف الثقافة يف طبيعتها حيػة ومتغػَتة ومتطػورة حسػب
معطيات واحتياجات الزمن ،على عكس الطبيعة البشرية الثابتة ،وادى الوعي بأعلية العامل الثقايف يف بناء السػالـ ،
اىل االعًتاؼ بالدور االساسي للًتبيػة يف عمليػة بنػاء السػالـ ،واصػبحت عمليػة بنػاء السػالـ يف العػامل زبػص اجلميػع ،
ذلػػذا تنػػادي االمػػم ادلتحػػدة مػػن اجػػل ثقافػػة السػػالـ بػػاف يػػتم تػػدعيم ثقافػػة السػػالـ مػػن خػػالؿ الًتبيػػة ومراجعػػة ال ػربامج
التعليمية من اجل تشجيع القيم والتصرفات واساليب احلياة ادلتمشية مع ثقافة السالـ ،مثل احلل السلمي للمنازعات
واحلوار والبحث عن االصباع والالعنف.
إف إعداد االفراد للعيش يف عامل يستطيعوف فهمو وتطويره باستمرار بوحي من القيم الدؽلقراطية يُعد من أكرب الواجبات
ادللقاة على عاتق ادلؤسسات التعل يمية ،ألف ذلك من شأنو أف ينػزع مػن نفػوس وعقػوؿ االفػراد ادليػوؿ العدوانيػة ،ويعػزز
أجواء العفو والصفح واألماف االجتماعي ،بل أكثر من ذلك ينمي ويرسخ يف وعي الفرد رلموعة من القدرات اإلغلابية
كأىداؼ نبيلة مثل :تنمية القدرة على تثمُت القيم الكونية ،وقبوؿ القيم الكامنة يف تعػدد طبػائع البشػر(أعراقاً وشػعوباً
وثقافػػات) وفػػض ادلنازعػػات بطػػرؽ ربػػوؿ دوف اسػػتعماؿ العنػػف .وبالتػػايل فػػإف سبكػػُت االف ػراد مػػن ىػػذه القػػدرات ،وفهػػم
آليات الوصوؿ إليها ىي من ادلسؤوليات اليت غلب أف تتحملها كل أطراؼ العملية الًتبوية
ثقافة السالـ ذبعل من السالـ بنية دينامية ،سبنع نشوء النزاعات أو ذبعل حلَّها شلكنًا بالطرؽ السلمية ،دوف اللجوء إىل
العنف ،وبالتايل فإف احلالة اليت ترمي ثقافةُ السالـ للوصوؿ إليها تستغٍت عن احلاجة إىل استخداـ العنف ،ثقافة
ليعرب اإلنساف عن طبيعتو اجلوىرية اليت
العنف البنيوي ،ر
ُ تغَت الفرد من الداخل ،وصوالً إىل حالة يتحلَّل فيها
السالـ ر
تضعو على سكة التطور الطبيعي صوب غاية الوجود ،إف العمل من أجل السالـ قائم وحقيقي ،وعلينا تعميقو
وتوسيعو ،والعمل ادلستمر من أجل ذلك دوف ملل أو كلل ،ودوف أف نًتؾ لليأس مكانًا يف نفوسنا .قد تبدو آفاؽ
أسس البقاء واالستمرار وااللتقاء
السالـ بعيدة ،ولكننا نسَت صوهبا خبطى ثابتة ومتسارعة ،فثقافة السالـ تضع ُ
والتطور.
فقيم ثقافة السالـ دبا ربتويو من توجهات ،ودبرور الوقت تندمج يف ثقافات اجملتمع عن طريق أمور من بينها أف
تتحوؿ اىل معايَت اجتماعية وقواعد للقياس لذلك فإف قيم ثقافة السالـ تعترب إطار مرجعي لسلوؾ االفراد يف ادلواقف
ادلختلفة كمبادئ أخالقية والفرد يكتسب الكثَت من القيم السائدة يف الوسط الثقايف الذي يعيش فيو ،وؽلكن عن طريق
انضمامو يف صباعات إكساب قيم ثقافة السالـ واالذباىات االغلابية والتخلص من القيم واالذباىات السلبية ،وهبذا يتم
ربقيق السالـ النفسي واالجتماعي بُت االفراد دبا ػلقق التنمية الشاملة ألف بدوف سالـ فلن يكوف ىناؾ تنمية وهبذا يتم
إدراج مفهوـ الثقافة كلغة السالـ على أجندة اجملتمع العراقي
إعطاء زلاضرات ت وجيهية يف علم النفس االغلايب بغية تعريف العوائل النازحة كيفية تنظيم انفعاالهتم الداخلية -1
وسبل التعبَت عنها بصدؽ واغلابية وذبنب االساليب السلبية منها كاحلزف لتجنبهم تأثَتاهتا وادلتمثلة يف االضطرابات
النفس – جسمية من خالؿ دعم الصمود النفسي لدى فئات اجملتمع كافة يف ضوء برامج توجيهية وارشادية.
توجيو ادلؤسسات التعليمية بكل مستوياهتا بضرورة مراعاة ظروؼ الطلبة النازحُت ،من الناحية ادلعنوية وادلادية و القياـ -2
دببػادرة وطنيػػة يسػاىم فيهػػا كػل ادلعنيػػُت يف العمليػػة التعليميػة يف فػػتح دورات توعيػة ،أو تقػػدا استشػارات تربويػػة ونفسػػية
للطلبػة النػازحُت ،والبػد مػن وضػع بػرامج إرشػادية وتدريبيػة للتقليػل مػن اآلثػار النفسػية السػلبية ،ومػا يتسػبب عػن عمليػة
النزوح من تراجع وتردي مستويات الطلبة يف اجلوانب ادلعرفية والدراسية.
ال بد من توفَت سبويل عاجل من قبل ادلتحدة ومنظمات حقوؽ االنساف دلساعدة النازحُت وتوفَت ادلساعدات -3
االنسانية (الطعاـ والشراب والدواء) ذلم يف ظل الظروؼ الراىنة .
دعم وسبكُت اسًتاتيجية شاملة للعودة الطوعية اآلمنة وادلستدامة أو دمج النازحُت يف صبيع أضلاء البالد ألف العزؿ -4
يف سليمات بعيدة عن ادلدف ؽلثل بيئة خصبة النتشار االمراض ال سيما النفسية منها .
تقدا الدعم الفٍت وادلا يل لتطوير برنامج استعادة ادلمتلكات والتعويضات ادلادية للنازحُت و ازباذ تدابَت العدالة -5
وتعزيز ادلصاحلة والتعاوف اجملتمعي.
المصادر
-ابراىيم ،ىبة سامي ( : )2009المرونة االيجابية وعالقتها بوجهة الضبط لدى عينة من الشباب الجامعي ،
رسالة ماجستَت ،كلية الًتبية ،جامعة عُت مشس .
-األعسر ،صفاء و عالء الدين اضبد كفايف (:)2000الذكاء الوجداني ،مصر ،القاىرة ،دار قباء للنشر.
-البحَتي ،زلمد رزؽ ( :)2011تباين الصمود النفسي بتباين بعض المتغيرات لدى عينه من االيتام ،اجمللة ادلثرية
للدراسات النفسية ،اجمللد ،21العدد.69
-البحَتي ،زلمد رزؽ ( :)2011تباين الصمود النفسي بتباين بعض المتغيرات لدى عينه من االيتام ،اجمللة ادلثرية
للدراسات النفسية ،اجمللد ،21العدد.69
-التميمي ،زلمود كاظم ( :)2015ارشاد االزمات ،ديبونو للطباعة والنشر ،االردف.
-جولد ستُت ،س بروكس ،ب :)2010( ،الصمود لدى االطفال ،ترصبة صفاء االعسر ،واماـ عبد الفتاح ،
القاىرة ،ادلركز القومي للًتصبة .
-خرنوب ،فتوف زلمد ( : )2010الذكاء الثقافي وعالقته بالعوامل الخمسة الكبرى في الشخصية دراسة ميدانية
لدى طلبة المعهد العالي في جامعة دمشق ،ادلؤسبر االقليمي الثاين لعلم النفس ،رابطة االخصائيُت النفسيُت ادلصرية.
-دخاف ،نبيل كامل ،احلجار ،بشَت ابراىيم ( : )2006الضغوط النفسية لدى طلبة الجامعة االسالمية وعالقتها
بالصالبة النفسية لديهم ،رللة اجلامعة االسالمية ،اجمللد الرابع عشر ،العدد الثاين.
-شاىُت ،ىياـ صابر ( : )2013االمل والتفاؤل مدخل لتنمية الصمود النفسي لدى عينة من المراهقين ضعاف
السمع ،دراسة نفسية ،اجمللد ، 14العدد ، 4جامعة عُت مشس .
-شلتز ،دواف (:)1982نظريات الشخصية ،ترصبة:ضبد ديل الكربويل وعبد الرضبن القيسي ،بغداد ،مطبعة وزارة التعليم
العايل والبحث العلمي.
-الصبوة ،زلمد صليب ( : )2008علم النفس االيجابي تعريفه تاريخه وموضوعاته والنموذج المقترح له ،رللة علم
النفس ،اجمللد السابع ،العدد الثاين.
-العبيدي ،وديع ( : )2007النوستاليجا والطمأنية واالسقرار ،رللة احلوار ادلتمدف ،العدد . 2086
-فخري ،زلمدأضبد ( : )2012الصمود النفسي ،الطبعة االوىل ،اجلمعية ادلصرية للدراسات النفسية ،مصر.
-فخري ،زلمدأضبد ( : )2012الصمود النفسي ،الطبعة االوىل ،اجلمعية ادلصرية للدراسات النفسية ،مصر
-النوري ،ابتساـ سعدوف زلمد ( :)2015ادارة اوقات الفراغ لدى الشباب يف العمل االجتماعي التطوعي (مساعدة
النازحُت من مدينة ادلوصل ،ادلؤسبر السنوي الرابع ؿ كلية اآلداب -اجلامعة العراقية العلوـ االنسانية والتنمية البشرية
ادلعاصرة وربت شعار ((بالعلوـ االنسانية يبٌت االنساف))،يف . 2015 /3/24
- (APA ) AmericanAssociation, psychological(2010), Resilience.
Route Educational and Social Sce Journal
317 Volume 5(3), March 2018
)الصمود النفسي لدى النازحين في العراق ( قراءة نفسية