You are on page 1of 73

‫جملة حبوث ودراسات نفسية (مج ‪ ، 51‬ع‪ 4‬أكتوبر ‪ ، 9152‬ص ص ‪)775-922‬‬

‫ُ‬ ‫ُ‬
‫وصمة الطالق لدي السيدات فِي املجحمع املصري‪ :‬دراسة‬
‫سيكىسيسىلىجية‬
‫ُ َّ‬
‫أمل حسن أمحد‬ ‫نرية محمد شىشة‬
‫أستاذ عمم االجتماع المساعد كمية اآلداب‬ ‫ُمدرس عمم النفس‬
‫كمية اآلداب ‪ -‬جامعة القاىرة‬ ‫كمية اآلداب ‪ -‬جامعة القاىرة‬

‫(الملخص)‬
‫هدفت الدراسة الحالية إلى التعرؼ عمى نظرة المجتمع المصري لممرأة المطمقة‪ ،‬والوقوؼ عمى‬
‫مظاهر الوصمة االجتماعية التى تتعرض لها المرأة المطمقة (في ضوء مظاهر الوصمة‬
‫االجتماعية التى يتعرض لها الرجاؿ المطمقوف كجماعة مرجعية)‪ ،‬والكشؼ عف مصادر الوصمة‬
‫االجتماعية لدى السيدات المطمقات‪ ،‬باإلضافة إلى المترتبات النفسية واالجتماعية الناجمة عف‬
‫التعرض لوصمة الطبلؽ لممطمقات‪ .‬اعتمدت الدراسة الراهنة عمى المنهج المختمط (الكمية‬
‫بالجوانب الكيفية والكمية لمفهوـ وصمة الطبلؽ لدى المرأة‬ ‫والكيفية) في محاولة لئلحاطة‬
‫المطمقة‪ ،‬وتكونت عينة الدراسة مف (‪ )ٛ‬سيدات مطمقات أجريت معهف مقاببلت مفتوحة متعمقة‪،‬‬
‫و(ٖٓٓ) مشارًكا بواقع (ٓٔٔ مف الذكور‪ ،‬وٓ‪ ٜٔ‬مف اإلناث)‪ ،‬وطبؽ عميهـ استخبار وصمة‬
‫الطبل ؽ كما يدركها المجتمع‪ .‬وكشفت النتاجج عف وجود نظرة سمبية مف المجتمع تجا المرأة‬
‫المطمقة ووصفها بمفردات سمبية‪ ،‬كما كشفت السيدات المطمقات عف خوفهف الشديد مف لقب‬
‫مطمقة نتيجة قهر المجتمع لممرأة التى تعرضت لمطبلؽ ووصمها بأقسى الصفات‪ .‬وبينت الدراسة‬
‫اف السيدات المطمقات يتعرضف لمظاهر الوصمة بدرجة أعمى جوهرًيا مف الرجاؿ المطمقيف‪،‬‬
‫فالطبلؽ بالنسبة لممرأة المصرية يعد فضيحة ينبغى تجنبها أو إخفاجها‪ ،‬كما كشفت النتاجج أف‬
‫األسرة بصفة خاصة كانت مف أكثر مصادر الوصمة االجتماعية يميها زمبلء العمؿ‪ ،‬وترتب‬
‫عمى الوصمة الناتجة عف تعرض المرأة لمطبلؽ خوفها مف مواجهة الناس‪ ،‬وانخفاض تقديرها‬
‫لذاتها وشعورها بالفشؿ وغيرها مف المترتبات السمبية‪.‬‬
‫الكلمات المفتاحية ‪ :‬وصمة الطالق – المترتبات النفسية واالجتماعية الناجمة عن الطالق‬
‫‪966‬‬
)775-922 ‫ ص ص‬، 9152 ‫ أكتوبر‬4‫ ع‬، 51 ‫جملة حبوث ودراسات نفسية (مج‬

The stigma of divorce among women in the Egyptian


society: Psycho-Sociology Study
Nayera Mohamed shousha Aml Hassan Ahmed
Lecturer, Dept. of Psychology Assistant Professor, Dept. of sociology
Faculty of Arts, Cairo University Faculty of Arts, Cairo University

(Abstract )

The current study aims at investigating the aspects of divorce


stigma among women in the Egyptian society (compared with the
aspects of divorce stigma among men as a reference group).
Moreover, the sources of stigma and consequences of stigma among
divorced women will also be investigated. The study relays on the
mixed method (quantitative and qualitative). The sample of
qualitative method consisted of (8) divorced women, who were
interviewed using the in-depth interview technique. Whereas the
sample of quantitative method included (300) participants (110
males, 190 females), who responded to the perceived divorce stigma
questionnaire. The study results indicated that there are negative
attitudes toward divorced women including negative labeling,
Furthermore, there were severe fears from the stigmatized label of
divorce among Egyptian women. In addition, the family was the
first source of stigma followed by work colleagues. As result of
stigma, the divorced women became more social withdrawn,
suffered from lack of self-esteem, sense of failure, and other
consequences.
Keyword: Sligma of divorce Psycho-Sociology Study

077
‫جملة حبوث ودراسات نفسية (مج ‪ ، 51‬ع‪ 4‬أكتوبر ‪ ، 9152‬ص ص ‪)775-922‬‬

‫مدخل إىل مشكلة الدراسة‬

‫ال تخمو حياتنا االجتماعية مف المعاناة بسبب الوصمة‪ ،‬التي تتخذ أشكاال متعددة عمى‬
‫مستويات متباينة‪ ،‬وذلؾ وفقًا لمقواعد المنظمة لمسموؾ اإلنساني‪ ،‬وكذلؾ وفقًا لمموروث‬
‫الثقافي المتوارث‪ ،‬الذي يوجه اتجاهات األفراد ويضبط سموكهـ في المجتمع‪ .‬وانطبلقًا مف‬
‫ذلؾ يناقش البحث الراهف أبعاد الوصمة االجتماعية‪ ،‬كما يدركها المجتمعالتي تتعرض‬
‫لهاالمرأة المطمقة في المجتمع المصري (في ضوء الوصمة االجتماعية كما يدركها‬
‫المجتمع التي يتعرض لها الرجاؿ المطمقوف بوصفهـ جماعة مرجعية)‪ .‬ويمقي البحث‬
‫أيضا عمى كؿ مف الجوانب االجتماعية والنفسية‪ ،‬التي تُشكؿ وتعكس في الوقت‬ ‫الضوء ً‬
‫ذاته العقمية الثقافية لممجتمع والفرد‪ ،‬في موقفه واتجاهاته نحو وصمة الطبلؽ‪.‬‬

‫تندرج الدراسة الراهنة ضمف دراسات الوصمة االجتماعية‪ ،‬التيقدمها "إريفنججوفماف"‬


‫ألوؿ مرة‪ ،‬وأصبحت دراسة الوصمة االجتماعية محور‬ ‫‪ Erving Goffman‬سنة ٖ‪ّ ٜٔٙ‬‬
‫اهتماـ عدد كبير مف الدارسيف في عمـ النفس واالجتماع‪ .‬ووفقًا لػ "جوفماف" فالوصمة‬
‫تحدث حينما يمتمؾ أفراد سمات أو مظاهر محددة تؤدي إلى التقميؿ مف شأنهـ مف قبؿ‬
‫األغمبية االجتماعية)‪.(Mohamed, Saad& Magdy, 2019‬‬

‫ويفترض "كورجانوكمينميف"‪ Corrigan And Kleinlein‬سنة ٕ٘ٓٓ أف هناؾ بعض‬


‫الصور الثقافية التي ترتبط بوجود قوالب نمطية سمبية وتعصب ضد جماعة محددة‪ ،‬وأف‬
‫أعضاء هذ الجماعة أكثر عرضة ليخبروا التقميؿ مف تقديرهـ لذواتهـ‪ ،‬وكفاءتهـ الذاتية‪،‬‬
‫طمبا لخدمات الصحة النفسية‬
‫وثقتهـ بأنفسهـ‪ ،‬والتمييز ضدهـ‪ ،‬كما أنهـ األكثر ً‬
‫)‪.(Konstam, Karwin, Curran, Lyons&Celen-Demirtas, 2016‬‬
‫وتتعدد التصورات المختمفة التي قُدمت لوصؼ الوصمة االجتماعية؛ ألنه مفهوـ بيني‪،‬‬
‫يتضمف إسهامات عمماء النفس واالجتماع‪ ،‬واألنثروبولوجييف‪ ،‬وعمماء السياسة‪ ،‬وعمماء‬
‫الجغرافيا االجتماعية )‪ .(Link& Phelan, 2001‬وتركز الدراسة الحالية االهتماـ عمى‬
‫دراسة وصمة الطبلؽ مف منظور كؿ مف عمـ النفس وعمـ االجتماع‪.‬‬
‫‪077‬‬
‫جملة حبوث ودراسات نفسية (مج ‪ ، 51‬ع‪ 4‬أكتوبر ‪ ، 9152‬ص ص ‪)775-922‬‬

‫ويعد الطبلؽ وفقًا لمقوالب النمطية السمبية أحد أشكاؿ االنحراؼ االجتماعي‪ ،‬غير‬
‫المرغوبة اجتماعيا‪،‬التي تؤدي إلى هدـ البناء األسري‪،‬و ِمف ثَـ يؤثر عمى رخاء المجتمع‪،‬‬
‫ويؤدي إلى تفككه ألف األسرة هي وحدة المجتمع (‪.)Willers, 1993‬إذ يؤثر الطبلؽ‬
‫عمى طرفي العبلقة الزواجية؛ فمكانتهما االجتماعية – كمطمقيف‪ -‬سوؼ توصـ اجتماعيا‬
‫"بالفشؿ"‪ ،‬وا ْف كانت معاناة المرأة ِمف وصمة الطبلؽ مضاعفة ألف المجتمع عادة ما‬
‫يضع عمى المرأة لوـ فشؿ الزواج (الفيصؿ‪.)ٜٜٔٔ ،‬‬

‫ويتسؽ مع االفتراض السابؽ تعرض النساء ‪-‬تاريخيا‪ -‬لبلنتقاص مف قيمتهف مف‬


‫المسميات الدونية‪ ،‬ومنها وصمها بأنها مطمقة‪ .‬ويرتبط بوصمة‬
‫خبلؿ وصمهف بالعديد مف ُ‬
‫الطبلؽ مترتبات سمبية‪ ،‬كالشعور بالخجؿ مف الوضع االجتماعي الجديد ‪-‬الطبلؽ‪،-‬‬
‫وكثير ما يكوف الطبلؽ‬
‫ًا‬ ‫واالنعزاؿ‪ ،‬وانخفاض تقدير الذات )‪.(Konstam et al., 2016‬‬
‫مصحوبا بردود فعؿ سمبية مف اآلخريف)‪ .(Lee, 2018‬كما أف هناؾ قوالب‬
‫تحديدا‪ ،‬وتؤثر عمى صورتها لذاتها؛ فهي‬
‫ً‬ ‫نمطيةتصاحب المرأة المطمقة بشكؿ أكثر‬
‫عرضة لمشعور بالوحدة والقمؽ واالكتجاب وضعؼ الثقة بنفسها وباآلخريف‪ ،‬وتقمص شبكة‬
‫عبلقاتها االجتماعية‪ ،‬ومشاعر الموـ والذنب والندـ والخوؼ مف تكرار الزواج مرة أخرى‪،‬‬
‫وفقداف القدرة عمى االستمتاع بمباهج الحياة‪ ،‬واضطراب الشهية‪ ،‬وفقداف الثقة بالرجاؿ‬
‫(عبد اهلل‪.)ٕٓٔٛ ،‬‬

‫وتزايدت معدالت الطبلؽ في المجتمعات؛ إذ وصمت في المجتمع األمريكي إلى‬


‫(‪ )%ٖٙ.ٙ‬في األعمار ٕٓ‪ ،ٕٗ-‬و(ٗ‪ )%ٔٙ.‬في األعمار ٕ٘‪ ،ٕٜ-‬و(‪ )%ٖٔ.ٙ‬في‬
‫األعمار ٖٓ‪ ،ٖٜ-‬وأَظهرت دراسة كؿ مف "شويف‪ Schoen،‬كانوداسرومو"‬
‫‪ &Canudas-Romo‬سنة ‪ ٕٓٓٙ‬أف معدالت الطبلؽ في تزايد مستمر‪ ،‬وأنه أصبح‬
‫خيار مقبوًال في المجتمع‪ ،‬وتزايدت معدالت الطبلؽ بشكؿ ممحوظ في األعمار ٕٓ‪ٕٜ-‬‬
‫ًا‬
‫سنة)‪.(Konstam et al., 2016‬‬

‫‪077‬‬
‫جملة حبوث ودراسات نفسية (مج ‪ ، 51‬ع‪ 4‬أكتوبر ‪ ، 9152‬ص ص ‪)775-922‬‬

‫ويعد الطبلؽ مشكمة عالمية في جميع المجتمعات‪،‬وازدادتمعدالت الطبلؽ ِفي‬


‫المجتمعات العربية في اآلونة األخيرة‪ ،‬وفي مصر بصفة خاصة‪ ،‬إ ْذ يكشؼ الجهاز‬
‫المركزي لمتعبجة العامة واإلحصاء المصري عف أف هناؾ (ٕٓٗ) حالةطبلؽ يوميا بواقع‬
‫حالة طبلؽ كؿ ست دقاجؽ (خاطر‪.)ٕٓٔٙ ،‬‬

‫ووفقًا لما كشؼ عنه الجهاز المركزي لمتعبجة العامة واإلحصاء لسنة ‪ ،ٕٓٔٛ‬الذي‬
‫اهتـ بتتبع عدد حاالت الطبلؽ مف سنة ٕ٘ٓٓ حتى ‪ .ٕٓٔٚ‬كشفت عف تَزايد ممحوظ‬
‫في حاالت الطبلؽ؛ إذ بمغت حاالت الطبلؽ لسنة ٕ٘ٓٓ (٘‪ ٙ‬ألؼ حالة)‪ ،‬بينما وصمت‬
‫لػ (ٖ‪ ٜٔٛ.‬ألؼ حالة) لسنة ‪ .ٕٓٔٚ‬كما كشؼ أف أعمى معدالت لحاالت الطبلؽ كانت‬
‫في المحافظات الكبرى لمجمهورية؛ فمحافظة القاهرة بمغت (ٕ‪ ،)%ٖٛ.‬والجيزة‬
‫أيضا أف‬
‫(ٖ‪ ،)%ٕٗ.‬واإلسكندرية (‪ )%ٔٛ.ٚ‬مقابؿ محافظة الشرقية (ٖ‪ .)%ٖٔ.‬وأظهر ً‬
‫أعمى نسب طبلؽ وفقًا لسف المطمقة في سف ٕ٘‪ ٖٓ-‬سنة؛ إذوصمت (‪،)%ٖٛ.ٛ‬‬
‫ووصمت لػ (٘‪ )%ٖ٘.‬في سف ٕٓ‪ ،ٕ٘-‬وسف ٖٓ‪ ،ٖ٘-‬ووفقًا لمحالة التعميمية لممطمقة‪،‬‬
‫وجد أف (‪ )%ٕٙ.ٙ‬مف حاممي الشهادة المتوسطة مقابؿ (‪ )%ٗٛ.ٙ‬ممف يستطيعوف‬
‫القراءة والكتابة‪ ،‬و(‪ )%ٕٚ‬مف حاممي الشهادة الجامعية والمعاهد العميا (الجهاز المركزي‬
‫لمتعبجة العامة واإلحصاء‪.)ٕٓٔٛ ،‬‬

‫وأسهمت بعض الدراسات المبكرة حوؿ الطبلؽ‪ ،‬بدرجة ما‪ ،‬في تعزيز وصمة الطبلؽ‬
‫مشينا‪ ،‬وغير مقبوؿ في حالة الصراعات الزواجية؛ إذ يشير "جود" ‪Goode‬‬
‫ً‬ ‫أمر‬
‫باعتبار ًا‬
‫سنة ‪ ٜٔ٘ٙ‬إلى أنه‪ ،‬عمى الرغـ مف أف الطبلؽ أمر محتمؿ في المجتمعات‪،‬فإنه غير‬
‫مقبوؿ‪ ،‬وليس هو الحؿ لمصراعات الزواجية‪ ،‬كما أشار "ماكرى" ‪ ٜٔٚٛ Mcrae‬إلى‬
‫ارخاطجا في بعض األحياف مقابؿ‬
‫تزايد نسبة الراشدينالذيف يعتقدوف أف الطبلؽ كاف قر ا‬
‫نسبة ضجيمة اعتقدت أنه قرار خاطئ داجما‪ ،‬وكشؼ "ثورنتوف" ‪ Thornton‬سنة ٘‪ٜٔٛ‬‬
‫في تحميمه لمبيانات المجمعة مف سنة ٓ‪ ٜٔٛٓ-ٜٔٙ‬أف االتجاهات نحو الطبلؽ كانت‬

‫‪077‬‬
‫جملة حبوث ودراسات نفسية (مج ‪ ، 51‬ع‪ 4‬أكتوبر ‪ ، 9152‬ص ص ‪)775-922‬‬

‫فضا جوهريا‬
‫منتشرة عبر جميع األعمار والطبقات االجتماعية والديانات‪،‬التي أظهرت ر ً‬
‫لمطبلؽ‪ ،‬وأنه ليس حبل لممشكبلت الزواجية(‪.)Gerstel, 1987‬‬

‫واذا كاف الزواج هو الشكؿ االجتماعي المقبوؿ لمعبلقة بيف طرفيف‪ ،‬وأف الزواج وتكويف‬
‫أمرضروري‪ ،‬ال بد أف يقوـ به الفرد في حياته‪ ،‬وكما نشير في ثقافتنا هو "الزواج سنة‬
‫أسرة ٌ‬
‫الحياة"‪ ،‬لكي يحصؿ الفرد عمى القبوؿ االجتماعي‪ ،‬فإف الطبلؽ يعد تحديا لمشكؿ الطبيعي‬
‫والمألوؼ‪ ،‬ومع تزايد معدالت الطبلؽ يزيد خطر تهديد التكامؿ االجتماعي‪ ،‬ويفترض أف‬
‫المجتمعات ذات الثقافة الفردية‪ ،‬يزيد بها معدالت الطبلؽ‪ ،‬نتيجة حرية االختيار الممنوحة‬
‫لؤلفراد؛التي ينتج عنها انعزاؿ ثقافي ومجتمعي مقارنة بالمجتمعات ذات الثقافة الشمولية‬
‫تفسير لسموؾ الطبلؽ مشابها لتفسيرهـ‬
‫ًا‬ ‫التي تؤمف بقيـ الجماعة‪ .‬وقدـ عمماء االجتماع‬
‫لبلنحراؼٔ؛فالطبلؽ قد يكوف نتيجة لعوامؿ اجتماعية تسهـ بدرجة كبيرة في نمو وظهور ‪،‬‬
‫ويرجعوا الطبلؽ إلى سمات البناء المجتمعي‪ ،‬في حيف ركز فريؽ آخر مف عمماء‬
‫االجتماع عمى سمات األفراد األكثر ارتباطًا بالسموؾ المنحرؼ‪ ،‬وهناؾ فريؽ آخر يرى أف‬
‫إعطاء مسميات ووصـ األفراد يؤثر بدرجة كبيرة عميهـ‪،‬وعمى عبلقاتهـ الشخصية‪ ،‬األمر‬
‫الذي قد يؤدي إلى زيادة تكرار هذا السموؾ في وقت الحؽ‪ ،‬وبالنظر إلى الفريقيف األوؿ‬
‫والثاني‪ ،‬فهما يركزاف عمى السموؾ المنحرؼ األَولي‪ ،‬بينما ركز الفريؽ الثالث عمى‬
‫االنحراؼ الثانوي (نواتج الوصمة))‪.(Kim& Kim, 2002‬‬

‫ويؤكد الباحثوف في عمـ النفس االجتماعي أف الطبلؽ يعد مف مثيرات المشقة بالنسبة‬
‫سمبيا عمى التوازف النفسي لهما‪ ،‬إ ْذ وجدت نتاجج‬ ‫لمرجؿ أو المرأة‪ ،‬و ِمف شأنه ْ‬
‫أف يؤثر ً‬
‫الدراسات أف الطبلؽ يؤثر عمى مستوى الصحة النفسية والعقمية‪ ،‬كما ُيصبح المطمقيف‬
‫والمطمقات عرضة أكثر لمتوتر والقمؽ واإلحباط‪ ،‬ويعانوف مف األمراض السيكوسوماتية‬
‫وانحرافات نفسية وسموكية مقارنة بالمتزوجيف (عبد اهلل‪ .)ٕٓٔٛ ،‬والتساؤؿ الذي يثار في‬
‫هذا السياؽ هؿ الطبلؽ نفسه يسهـ بالدرجة األولى في تدني الصحة النفسية والعقمية‪ ،‬أـ‬

‫‪Deviance 1‬‬
‫‪077‬‬
‫جملة حبوث ودراسات نفسية (مج ‪ ، 51‬ع‪ 4‬أكتوبر ‪ ، 9152‬ص ص ‪)775-922‬‬

‫وبناء‬
‫جنبا إلى جنب مع خبرة الطبلؽ؟ ً‬ ‫أف التعرض لموصمة المرتبطة بالطبلؽ له دور ً‬
‫عمى الطرح السابؽ تحاوؿ الدراسة الراهنة اإلجابة عف التساؤالت اآلتية‪:‬‬
‫ً‬
‫أول‪ :‬جساؤلت الدراسة الكيفية‬

‫ٔ‪ .‬ما نظرة المجتمع لممرأة المطمقة؟‬


‫ٕ‪ .‬ما مصادر الوصمة (األهؿ‪ -‬األصدقاء‪ -‬زمبلء العمؿ‪ -‬الجيراف‪ -‬األقارب‪-‬‬
‫األشخاص الجدد) المرتبطة بالطبلؽ؟ ومصادر الدعـ والمساندة النفسية واالجتماعية؟‬
‫ٖ‪ .‬ما المترتبات النفسية واالجتماعية لمتعرض لوصمة الطبلؽ؟‬
‫ً‬
‫ثانيا‪ :‬جساؤلت الدراسة الكمية‬

‫ٗ‪ .‬ما طبيعة البنية العاممية لمفهوـ وصمة الطبلؽ كما يدركها المجتمع؟‬
‫٘‪ .‬هؿ تختمؼ مظاهر الوصمة االجتماعية كما يدركها المجتمعفي ضوء‬
‫الجندر(المرأة المطمقة مقابؿ الرجؿ المطمؽ "بوصفهـ جماعة مرجعية"؟‬

‫اإلطار النظري للدراسة‬

‫تنطوي الدراسة الراهنة عمى مفهوـ أساسي هو مفهوـ وصمة الطبلؽ‪ ،‬وسنراعي عند‬
‫بشكؿ ٍ‬
‫عاـ‪ ،‬وذلؾ عمى‬ ‫ٍ‬ ‫عرض مفهوـ الدراسة التأصيؿ النظري لمفهوـ الوصمة االجتماعية‬
‫النحو التالي‪:‬‬

‫‪ -1‬مفيوم الوصمة االجتماعية‬

‫تتمثؿ أحد المبلمح المثيرة لبلهتماـ عند البحث عف الػتأصيؿ النظري لمفهوـ الوصمة‬
‫ونظر لعدـ وجود تعريؼ محدد‬
‫ًا‬ ‫في التنوع والتعددية في التعريفات المطروحة لممفهوـ‪،‬‬
‫أحيانا ما يمجأ الباحثوف إلى التعريؼ القاموسي لموصمة الذي يشير إلى‬
‫وصريح لموصمة‪،‬و ً‬
‫الوصمة بوصفها"عبلمة لمخزي أو العار"‪ ،‬أو يمججوف إلى الجوانب المرتبطة بالوصمة‬
‫كالتنميط والرفض باستخداـ مقياس المسافة االجتماعية‪.‬ويتفؽ غالبية الباحثيف عمى أف‬
‫‪077‬‬
‫جملة حبوث ودراسات نفسية (مج ‪ ، 51‬ع‪ 4‬أكتوبر ‪ ، 9152‬ص ص ‪)775-922‬‬

‫تعريؼ "جوفماف" ‪ Goffman‬هو أفضؿ تعريؼ قُدـ لمفهوـ الوصمة ‪(Link&Phelan,‬‬


‫)‪ .2001‬وفقًا لتعريؼ "جىفمان‪ "Coffman‬فإف الوصمة تعد موقفًا أو ظرفًا تتجسد فيه‬
‫السمات االجتماعية السمبية التي تحط مف قدر حامؿ هذ السمات وشأنه‪ ،‬وتجعمه‬
‫شخصاال يأبه له اآلخروف ومموثًا)‪(Carr& Friedman, 2006; Brady, 2006‬‬
‫ً‬
‫مفهوما صوريا في الحقيقة‪ ،‬يصور عبلقة تخفيض في‬ ‫ً‬ ‫وتعد الوصمة وفقًا لجوفماف‬
‫القيمة أو المكانة‪ ،‬أكثر مما يصور سمة محددة وثابتة‪ ،‬ويقسـ جوفماف الوصمة إلى ثبلثة‬
‫وقدحمؿ كيفية تأثير‬
‫َ‬ ‫أنماط‪ ،‬هي‪ :‬الوصمة الجسمية‪ ،‬والوصمة األخبلقية‪ ،‬والوصمة القبمية‪،‬‬
‫هذ األنماط مف الوصمة عمى عمميات التفاعؿ االجتماعي بيف البشر (سكوت‪ ،‬مارشاؿ‪،‬‬
‫ٕٔٔٓ‪ .)ٗٚ٘ ،‬وتشمؿ الوصمة مفاهيـ سمبية متجذرة عف األفراد الموصوميف‪ ،‬فالصور‬
‫المقترنة بالوصمة تؤدي بأفراد المجتمع إلى معاممة الموصوـ عمى أنه أقؿ مف‬
‫الروتينية ُ‬
‫إنساف‪ ،‬وهكذا تشير إلى عبلقة التدني التي تجرد الفرد مف أهمية القبوؿ‬
‫االجتماعي)‪.(Goffman, 1963, p147‬‬

‫ويعرؼ قاموسعمـ االجتماع الوصـ باعتبار "إلصاؽ مسميات غير مرغوب فيها بالفرد‬
‫مف جانب اآلخريف‪ ،‬عمى نحو يحرمه مف التقبؿ االجتماعي أو تأييد المجتمع‪ ،‬ألنه‬
‫ويمكف أف يكوف هذا االختبلؼ في خاصية‬ ‫شخص مختمؼ عف بقية األفراد في المجتمع‪ُ ،‬‬
‫مف خصاجصه الجسمية أو العقمية أو النفسية أو االجتماعية‪ ،‬التي تجعمه ُمغترًبا عف‬
‫فوضا منه‪ ،‬ما يجعمه يشعر بنقص التوازف النفسي‬
‫ومر ً‬
‫المجتمع الذي يعيش فيه‪َ ،‬‬
‫واالجتماعي (غيث‪.)ٗٗٔ ،ٜٔ٘٘ ،‬‬

‫بأنها سمات‬
‫كما يعرفها كؿ مف "ستافورد وسكوت" ‪ Stafford & Scott‬سنة ‪ّ ٜٔٛٙ‬‬
‫الفرد التي تتعارض مع معايير المجتمع‪ ،‬والمعايير هيتمؾ المعتقدات التي يتشاركها األفراد‬
‫داخؿ الجماعة‪ ،‬وتحدد سموكه وفقًا لها في وقت محدد"‪ ،‬ويشير "كروكر" ‪ Crocker‬سنة‬
‫‪ ٜٜٔٛ‬إلى أف األفراد الموصوميف يمتمكوف أو يعتقد أنهـ يمتمكوف بعض السمات‬

‫‪079‬‬
‫جملة حبوث ودراسات نفسية (مج ‪ ، 51‬ع‪ 4‬أكتوبر ‪ ، 9152‬ص ص ‪)775-922‬‬

‫والخصااللتي يتوقع السياؽ االجتماعي المحيط بهـ‪،‬أف امتبلكهـ لها يحط مف شأنهـ‬
‫)‪.(Link& Phelan, 2001‬‬

‫وفي هذا الصدد ال تقتصر الوصمة االجتماعية فقط في توقعات اآلخريف أو المجتمع‪،‬‬
‫أيضا‬
‫أو المسميات التي يطمقونها عمى األفراد الذيف يمتمكوف سمات معينة‪ ،‬ولكنها تتضح ً‬
‫في استجابات األفراد الذيف تعرضوا لموصمة في كيفية تفاعمهـ مع اآلخريف والمجتمع الذي‬
‫يوصمهـ‪ ،‬وهذا ما يطمؽ عميه "وصـ الذاتٔ"‪ .‬ويميز "كاروجاف" ‪ Corrigan‬سنة ٕٗٔٓ‪،‬‬
‫بيف الوصمة العامة ووصمة الذات‪ ،‬وفقًا لممكونات الثبلثة لموصمة هي القوالب النمطية‪،‬‬
‫والتعصب‪ ،‬والتمييز؛ ففي الوصمة العامة تتبدى القوالب النمطية في األبنية المعرفية التي‬
‫تتسؽ مع االنطباعات والتوقعات التي تقود إلى تصنيؼ األفراد محؿ الوصمة‪ ،‬وتحظى‬
‫هذ التصنيفات بقبوؿ اجتماعي عريض‪ ،‬ويتبدى التعصب في تصديؽ هذ المعتقدات‬
‫بناء عميها‪ ،‬وقد يؤدي ذلؾ إلى التمييز تجا هؤالء األفراد‬
‫السمبية‪ ،‬وتكويف مشاعر سمبية ً‬
‫الموصوميف مف خبلؿ إصدار بعض السموكيات التمييزية‪ .‬أما فيما يتعمؽ بوصـ الذات‬
‫فإف األفراد الموصوميف يعتقدوف في صحة القوالب النمطية السمبية التي يطمقها المجتمع‬
‫عميهـ‪ ،‬ويشعروف بمشاعر سمبية نحو الذات‪ ،‬فوصمة الذات داخميةتتبدى في مشاعر‬
‫الخجؿ والقيود في التفاعبلت مع اآلخريف‪ .‬وينبغي اإلشارة إلى أف تأثير الوصمة العامة‬
‫يتوقؼ فقط عمى درجة شعور الفرد بالوصمة الذاتية؛ إذإف التفاعؿ بيف الوصمة العامة‬
‫عف صحته‬ ‫والوصمة الداخمية تتوقؼ عمى مفهوـ الفرد لذاته ومدى رضا‬
‫النفسية)‪.(Konstam et al., 2016‬‬

‫كما تعرؼ الوصمة بأنها "أي سمة تميز الفرد أو الجماعة عف غالبية أفراد المجتمع‪،‬‬
‫وينتج عنها معاممة عداجية أو تتسـ بالشؾ والريبة"‪ ،‬وترتبط الوصمة بمشكبلت في التفاعؿ‬
‫االجتماعية‪ ،‬ومشاعر عدـ التقبؿ مف المجتمع أو المحيطيف‪ ،‬ويترتب عميها تهديد لمصحة‬
‫النفسية‪ .‬واألفراد الموصوموف عرضة إلطبلؽ المسميات والقوالب النمطية والفصؿ‬

‫‪Self-Stigma 1‬‬
‫‪070‬‬
‫جملة حبوث ودراسات نفسية (مج ‪ ، 51‬ع‪ 4‬أكتوبر ‪ ، 9152‬ص ص ‪)775-922‬‬

‫االجتماعي‪ ،‬وفقداف الوضع االجتماعي‪ ،‬والتمييز ‪(Lee, 2018; Konstam et al.,‬‬


‫)‪.2016; Link& Phelan, 2001; Mohamed et al., 2019‬‬
‫مف التصورات النظرية التي قدمت في دراسة الوصمة نظرية الوصم‪ :1‬ظهر مفهوـ‬
‫الوصمة بالمعنى االجتماعي لدى إرفنججوفماف في كتابه الوصمة عاـ ٖ‪ ،ٜٔٙ‬لكي‬
‫تتناوؿ عبلقة التدني التي تجرد الفرد مف إمكانية القبوؿ االجتماعي الكامؿ‪ .‬وقد سبقه‬
‫إسهامات لعمماء الجريمة واالنحراؼ حوؿ الوصمة‪ ،‬مثؿ فرانؾ تانينباـ في كتابه "درامية‬
‫الشر"‪ ،‬ومفهوـ إدويف ليمرت حوؿ "االنحراؼ الثانوي"‪ ،‬وهوارد بيكر في كتابه "التوظيؼ‬
‫منظور‬
‫ًا‬ ‫والتطوير لنظرية الوصـ"‪ .‬لقد ظهرت نظرية الوصـ في أواخر الستينيات بوصفها‬
‫شاجع ا مف قبؿ عمماء اإلجراـ واالنحراؼ‪ ،‬ثـ أصبحت في أواجؿ السبعينيات نظرية عممية‬
‫ً‬
‫نموذجا عمميا مفس ار لقضايا الجريمة واالنحراؼ &‪(Farrington‬‬
‫ً‬ ‫مقبولة‪ ،‬بوصفها‬
‫)‪.Murray, 2013,P1‬‬
‫ويعتقد الباحثوف أف جذور النظرية ترجع إلى النظرية الزجاجية عف الذات لكولى‪ ،‬التي‬
‫ترتكز عمى فكرة أننا نرى أنفسنا وكأننا نراها مف خبلؿ كأس زجاجي‪" ،‬أو أننا نرى أنفسنا‬
‫كما يرانا اآلخروف؛ أي إف الرؤية الذاتية ألنفسنا مف خبلؿ نظرة اآلخريف لنا هي رؤية‬
‫ذات أهمية اجتماعية)‪ .(Thompson, 2014, p3‬ويعني ذلؾ أف النظرية تنطمؽ مف‬
‫تأثير المفهوـ الذاتي والصورة الذهنية التي يكونها المرء عف نفسه‪ ،‬نقاط ضعفها وقوتها‬
‫ي ار‬ ‫وكيؼ‬ ‫نفسه‬ ‫الشخص‬ ‫يرى‬ ‫كيؼ‬ ‫االجتماعية‪.‬‬ ‫ومكانتها‬
‫المجتمع؟)‪ (Metzger,2014,p1‬ترتبط نظرية الوصـ بالتفاعمية الرمزيةٕ‪ ،‬ونظرية‬
‫تصورالذاتٖ‪ ،‬هناؾ اتفاؽ عمى أف مصطمح (الذات) في عمـ االجتماع ُمستمد مف فمسفات‬
‫كؿ مف تشارلز هورتوف كولي وولياـ جيمس وجورج هربرت ميد‪ ،‬وأف هذا المصطمح يمثؿ‬
‫أساس النظرية التفاعمية الرمزية‪ .‬وهنا نميز بيف مرحمتيف في عممية تكويف الذات إحداهما‬

‫‪Stigmatization 1‬‬
‫‪Symbolic Interactionism 2‬‬
‫‪Personal Construct Theory 3‬‬
‫‪077‬‬
‫جملة حبوث ودراسات نفسية (مج ‪ ، 51‬ع‪ 4‬أكتوبر ‪ ، 9152‬ص ص ‪)775-922‬‬

‫تعبر عف الجانب التمقاجي الذاتي‪ ،‬والثانية تعني مجموعة االتجاهات المنظمة عف الذات‬
‫ويطمؽ عميها مفهوـ الذات أي كيؼ يرى الناس أنفسهـ في عيوف اآلخريف‬
‫لدى اآلخريف‪ُ ،‬‬
‫(سكوت‪ ،‬مارشاؿ‪.)ٔٙٔ ،ٕٓٔٔ ،‬‬

‫وهناؾ تصور آخرألبعاد الوصمة قدمه "جونز وزمبلؤ "‪ Jones and colleagues‬سنة‬
‫ٗ‪ِ ،ٜٔٛ‬مف خبلؿ كتابهـ عف "الوصمة االجتماعية"‪ ،‬واستخدموا مصطمح "العبلمة"‬
‫بصفتها وصفًا لمظروؼ التي تنحرؼ عف السياؽ الذي يفرضه المجتمع‪ ،‬وِفي هذ الحاؿ‬
‫تحدث الوصمة حينما يرتبط في أذهاف األفراد وجود خصاؿ معينة يمتمكها الشخص‪ ،‬وال‬
‫يتقبمها المجتمع والمحيطوف‪ .‬وحددوا ستة أبعاد لموصمة هـ‪:‬‬

‫القابمية لإلخفاءٔ‪ :‬وتشير إلى مدى وضوح السمات غير المرغوبة لآلخريف‪،‬‬ ‫(ٔ)‬
‫وتتوقؼ الوصمة هنا عمى مدى قدرة األفراد عمى إخفاء ظروفهـ أو خصاجصهـ (مثاؿ‬
‫األفراد الذيف يعانوف مف المرض النفسي)‪.‬‬
‫المسارٕ‪ :‬ويشير إلى إمكانية تراجع الحدث أو الظرؼ محؿ الوصمة عبر‬ ‫(ٕ)‬
‫الوقت‪ ،‬وفي حالة الظروؼ التي ال يمكف التراجع أو التخمص منها‪ ،‬تؤدي إلى مزيد‬
‫مف االتجاهات السمبية الصريحة مف اآلخريف تجا الموصوـ‪.‬‬
‫االضطرابيةٖ‪ :‬وتعني مدى القيود والضوابط التي تفرضها الوصمة عمى التفاعبلت‬ ‫(ٖ)‬
‫الشخصية (عمى سبيؿ المثاؿ‪ :‬التفاعبلت مع األشخاص ذوي المرض النفسي أحيانا‬
‫ما يدركها األفراد أنها مسببة لممشاكؿ نتيجة الخوؼ مف السموكيات غير المتوقعة التي‬
‫قد تصدر مف المريض)‪.‬‬

‫‪Concealability 1‬‬
‫‪Course 2‬‬
‫‪Disruptiveness 3‬‬
‫‪076‬‬
‫جملة حبوث ودراسات نفسية (مج ‪ ، 51‬ع‪ 4‬أكتوبر ‪ ، 9152‬ص ص ‪)775-922‬‬

‫الجماليةٔ‪ :‬ويعكس ما هو جذاب أو مر ٍ‬


‫ضمتصورات الفرد؛ فعندما يتعمؽ األمر‬ ‫(ٗ)‬
‫ُْ‬
‫بالوصمة‪ ،‬فإف هذا البعد يتعمؽ بمدى ظهور العبلمة ‪ -‬وهو رد فعؿ غريزي ووجداني‬
‫لمشعور باالشمجزاز‪.‬‬
‫األصؿٕ‪ :‬ويعني الشعور بالمسجولية المدركة في البحث عف أصؿ الوصمة‪ ،‬نتيجة‬ ‫(٘)‬
‫ما يترتب عمى الوصمة مف استجابات غير مرغوبة ومفضمة أو عقاب اجتماعي تجا‬
‫األفراد الموصوميف‪.‬‬

‫الخطرٖ‪:‬ويشير إلى الشعور بالخوؼ والتهديد وتتنوع أشكاؿ التهديد مف تهديد بدني‬
‫(كالخوؼ مف التعامؿ المباشر مع المرضى) أو إظهار مشاعر عدـ الراحة ‪(Link,‬‬
‫)‪.Yang, Phelan&Collins, 2004‬‬
‫تصور لموصمة بأنها تحدث عندما تتبلقى‬‫ًا‬ ‫ويقدـ "ليىك‪ Link‬وفيله ‪"Phelan‬‬
‫وترتبطخمسةمكونات‪ ،‬وهيإطبلؽ المسمياتٗ‪ ،‬والتنميط٘‪،‬والفصؿ االجتماعي‪،ٙ‬وفقداف‬
‫‪ٜ‬‬ ‫‪ٛ‬‬ ‫‪ٚ‬‬
‫أف تتضح‬ ‫الوضع االجتماعي والتمييز ‪،‬ومواقؼ القوة التي تسمح لمكونات الوصمة ْ‬
‫بصورة جمية‪ .‬ويعرؼ "لينؾ وفيمف" المكوف األوؿ في الوصمة "إطالقالمسميات"‪ ،‬بأنه‬
‫يحدث عندما يتسـ األفراد بسمات خاصة ومختمفة‪ ،‬فيطمؽ عميهـ مسميات متفؽ عميها‬
‫اجتماعيا‪ ،‬تميزهـ عف بقية أفراد الجماعة‪ ،‬بينما يعني المكوف الثاني"التنميط" بأنه سيطرة‬
‫ً‬
‫خصاال‬
‫ً‬ ‫المعتقدات الثقافية التي ترتبط بالمسمى الذي أطمؽ عمى الفرد الذي يمتمؾ‬
‫معينة‪،‬وهي ما يسمى القوالب النمطية السمبية‪ .‬ويشير المكوف الثالث "الفصل االجتماعي"‬

‫‪Aesthetics 1‬‬
‫‪Origin 2‬‬
‫‪Peril 3‬‬
‫‪Labelling 4‬‬
‫‪Stereotyping 5‬‬
‫‪segregation 6‬‬
‫‪Status Loss 7‬‬
‫‪Discrimination 8‬‬
‫‪Power 9‬‬
‫‪077‬‬
‫جملة حبوث ودراسات نفسية (مج ‪ ، 51‬ع‪ 4‬أكتوبر ‪ ، 9152‬ص ص ‪)775-922‬‬

‫إلى نبذ الفرد الموصوـ اجتماعيا‪ ،‬وعزله عف جماعته‪ ،‬وتستخدـ كممات مثؿ "نحف" و"هـ"‪،‬‬
‫ويؤدي الفصؿ االجتماعي إلى حدوث التنميطات‪،‬و ِمف ثَـ إلى التمييز ضد أعضاء‬
‫الجماعات الموصومة‪ ،‬في حيف يؤدي المكوف الرابع "تدىور المركز االجتماعي‬
‫والتمييز"إلى مخرجات ونواتج غير متكافجة عند التعامؿ مع األفراد الموصوميف‪،‬أما المكوف‬
‫الخامس وهو"القوة" االقتصادية والسياسية واالجتماعية‪،‬أشار إلى أف أي مجموعة يمكف أف‬
‫يتـ تنميطها مف قبؿ مجموعة أخرى‪ ،‬ولكف تظؿ المجموعات التي تمتمؾ القوة قادرة عمى‬
‫التقميؿ والحط والتمييز مف المجموعات األضعؼ ;‪(Link& Phelan, 2001‬‬
‫)‪.Mohamed et al., 2019‬‬
‫واشترؾ كؿ منمينؾ وفيمف" مع "ينج ‪ Yang‬وكىليىز ‪ Collins‬سنة ٕٗٓٓ بإدخاؿ‬
‫سادسا لموصمة؛‬
‫ً‬ ‫مكونا‬
‫ً‬ ‫تعديؿ عمى التصور السابؽ‪ ،‬مف خبلؿ إدراج االنفعاالت بوصفه‬
‫إذ افترضوا أنالتنميطات والفصؿ االجتماعي تولد انفعاالت سمبية كالغضب والخوؼ‬
‫والشفقة لدى كؿ مف الشخص الموصوـ والقاجـ بالوصمة ;‪(Mohamed et al., 2019‬‬
‫)‪ ،link et al., 2004‬وفي هذا السياؽ افترض "توماس شيؼ" ‪Thomas Scheff‬سنة‬
‫‪ ٜٜٔٛ‬أف مشاعر الخجؿ محورية في الوصمة‪ ،‬وأف هذ المشاعر يترتب عميها نواتج‬
‫مؤلمة وقوية بالنسبة لمشخص الموصوـ (‪.)link et al., 2004‬‬

‫نموذجا‬
‫ً‬ ‫وقدـ كؿ مف "محمد ‪ Mohamed‬وسعد ‪ Saad‬ومجدي‪)ٕٜٓٔ( "Magdy‬‬
‫استنادا عمى نموذج "لينؾ وفيمف" سنة ٕٔٓٓ‪ ،‬و"لينؾ وزمبلؤ " سنة ٕٗٓٓ‪،‬‬
‫ً‬ ‫تحديدا‬
‫ً‬ ‫أكثر‬
‫إذ أشاروا إلى أف الوصمة تنطوي عمى ثبلثة مكونات متمايزة‪ ،‬ولكنها مرتبطة بعضها مع‬
‫بعض‪ ،‬وِهي‪ :‬التنميطاتٔ؛ مف خبلؿ ضـ كؿ مف إطبلؽ المسميات والفصؿ االجتماعي‪،‬‬
‫نتاجا لوضع الفرد في فجة اجتماعية‬
‫االجتماعي‪ ،‬وافترضوا أنالتنميطات تحدث بوصفها ً‬
‫تفصمه عف اآلخريف‪ .‬وتمثؿ المكوف الثاني في استبداؿ ردود الفعؿ االنفعالية‬
‫بالتعصبٕ ُلي َعبِر عف الجانب الوجداني مف الوصمة‪ .‬ويعرفه "شاندير" ‪ Schneider‬سنة‬

‫‪Stereotypes1‬‬
‫‪Prejudice2‬‬
‫‪077‬‬
‫جملة حبوث ودراسات نفسية (مج ‪ ، 51‬ع‪ 4‬أكتوبر ‪ ، 9152‬ص ص ‪)775-922‬‬

‫ٕٗٓٓ رد الفعؿ الوجداني الموجه نحو األفراد محؿ التصنيؼ (الموصوميف)‪ ،‬وينطوي‬
‫التعصب عمى انفعاالت سمبية كالكر واالشمجزاز نحو الجماعات الموصومة‪ .‬ويعبر‬
‫المكوف الثالث واألخير عف التمييز‪ ،‬فوفقًا لنموذج "لينؾ وفيمف" أف القوة ضرورية لتقوية‬
‫الوصمة وتنفيذها‪ ،‬وأظهرت النتاجج أف القوى االجتماعية تزيد مف التعصب والتنميطات‬
‫والتمييز‪.‬‬

‫مجاال واسع‬
‫ً‬ ‫ويمكف تفسير الوصمة االجتماعية في ضوء النظريات النسوية‪ ،‬والتيتمثؿ‬
‫النطاؽ‪ ،‬والمدى لممساجؿ البحثية المتعمقة بعمميات صنع المعنى االجتماعي‪ ،‬وبالتحديد‬
‫بالطريقة التي يصبح بها "المعنى" "معيشا" في ممارسات الحياة اليومية‪.‬وتتشارؾ النسوية‬
‫في االهتماـ المنهجي والمعرفي لفهـ عمميات وممارسات عوالمنا االجتماعية والثقافية‪،‬‬
‫والمعاني والتجارب اليومية المعيشة بصوغ الممارسات التي ننخرط فيها‪ .‬وتذهب (ماجي‬
‫(ٔ)‬
‫إلى أف ظهور فترة ما بعد الحداثة والتحوؿ الثقافي الحاصؿ في عمـ االجتماع‬ ‫أونيؿ)‬
‫الثقافي كانوا أمريف محورييف في قضايا التحيز النوعي‪،‬والسمطة‪ ،‬والمعرفة سواء عمى‬
‫المستوى اإلمبريقي أو المنهجي أو النظري‪ ،‬كوف البحوث النسوية مرتبطة بطبيعتها‬
‫بالممارسة (أونيؿ‪ ،2012 ،‬ص ص ‪.)ٗٔٗ :ٖٜٚ‬ويحاوؿ أصحاب النظرية النسوية فهـ‬
‫المجتمع مف منظور نسوي‪ ،‬وأف يستخدموا مثؿ هذ المعرفة بشكؿ إيجابي ّبناء لمحاولة‬
‫مقاومة القهر الواقع عمى المرأة والتحيز الذي ُيمارس ضدها في الحياة اليومية‪( .‬تشيرتوف‪،‬‬
‫ص ‪ .)ٕٔٚ‬ويذهب بيلشر‪ Pilcher‬إلى أف كممة "نسوية" ذات أصؿ فرنسي يعود إلى‬
‫تسعينيات القرف التاسع عشر‪ ،‬حيف بدأ استخداـ كممة نسوية (في الفرنسية)‪،‬بوصفها مرادفًا‬
‫اح‪:‬‬
‫لتحرير المرأة‪ .‬وتتمحور النظرية النسوية حوؿ النساء مف ثبلث نو ِ‬

‫• تركز عمى وضع النساء وخبراتهف في المجتمع‪.‬‬

‫• تطبؽ المنظور النسوي في دراسة العالـ االجتماعي‪.‬‬

‫‪1‬إحدى رائداتعلماالجتماعالثقافي‬

‫‪077‬‬
‫جملة حبوث ودراسات نفسية (مج ‪ ، 51‬ع‪ 4‬أكتوبر ‪ ، 9152‬ص ص ‪)775-922‬‬

‫• تنتقد الوضع الراهف وتعمؿ عمى تحسيف وضع النساء (تشيرتوف‪ ،‬وبراوف‪،ٕٕٓٔ ،‬‬
‫‪)ٕٔٚ - ٕٔٙ‬‬

‫وهناؾ تصنيفات مختمفة لبلتجاهات النظرية النسوية‪ ،‬مثؿ‪:‬‬

‫‪ -‬النسوية الميبرالية‪ :‬يعزو هذا االتجا التفاوت الجنسي بيف الجنسيف إلى التوجهات‬
‫االجتماعية والثقافية‪.‬إنهـ عمى سبيؿ المثاؿ يركزوف عمى التحيز الجنسي والتفرقة في‬
‫المعاممة ضد النساء في أماكف العمؿ وفي المؤسسات التعميمية ووساجؿ اإلعبلـ‬
‫الجماهيري‪.‬‬

‫‪ -‬النسوية الراديكالية‪ :‬تنطمؽ النسوية الجذرية في شكمها المتطرؼ مف االعتقاد بأف‬


‫الرجاؿ هـ المسجولوف عف استغبلؿ النساء‪ ،‬وهـ المنتفعوف في الوقت نفسه مف هذا‬
‫الوضع‪ .‬مف هنا فإف البطريركية – أي الهيمنة النظامية المنهجية لمذكور عمى اإلناث في‬
‫المجتمع – هي مف القضايا المحورية لهذ المدرسة النسوية‪ .‬وفي هذا السياؽ "تشيأت‬
‫شيجا أو سمعة ما‪ ،‬تُستخدـ مف خبلؿ وساجؿ اإلعبلـ ودور تصميـ‬
‫المرأة"‪ ،‬أي أصبحت ً‬
‫األزياء ومؤسسات اإلعبلف؛ بحيث ينحصر دورها الرجيس في إرضاء الرجاؿ وامتاعهـ‬
‫(غدنز‪.)ٜٔٚ :ٜٔ٘ ،ٕٓٓ٘ ،‬‬

‫وترتبط االختبلفات بيف توجهات المدارس النسوية المختمفة بتصور مدى التقييمات‬
‫جميعا‬
‫ً‬ ‫والفروؽ بيف النوعيف (الذكور واإلناث)‪ ،‬وفي طرؽ التعامؿ معها‪ .‬ولكف النسوييف‬
‫يؤمنوف أف النساء يجب أف يتمتعف بحقوؽ متكافجة في المجتمع (تشيرتوف‪ ،‬ص ‪-ٕٔٙ‬‬
‫‪ .)ٕٔٚ‬وفي ضوء السابؽ لبحوث الوصمة االجتماعية بشكؿ عاـ‪،‬افترضت الباحثتاف أف‬
‫التمييز النوعي يتجمى بأوضح صور التمييزية ضد المرأة في موضوع الطبلؽ ووصمته‪.‬‬

‫‪ -2‬مفيوم الطالق‬

‫ويعنيالطبلؽ لغويا هو رفع القيد ُمطمقًا‪ ،‬سواء كاف معنويا أو حسيا‪ ،‬مأخوذ مف‬
‫بلؽ‬
‫اإلطبلؽ أي (اإلرساؿ والترؾ)‪ ،‬وأطمقه فهو مطمؽ وطميؽ سرحه والجمع طمقاء‪ .‬وطَ ُ‬
‫‪077‬‬
‫جملة حبوث ودراسات نفسية (مج ‪ ، 51‬ع‪ 4‬أكتوبر ‪ ، 9152‬ص ص ‪)775-922‬‬

‫اإل ْرساؿ‪ .‬ويقاؿ ل ِ‬


‫ئلنساف‬ ‫النساء لمعنييف‪ :‬أَحدهما ح ّؿ ُع ْقدة النكاح‪ ،‬واآلخر بمعنى التخمية و ِ‬
‫طمَؽ الناقة مف ِعقَالها وطَمقَها فطَمَقَت‪،‬ويعني الطبلؽ في‬ ‫إِذا َعتَؽ طَمِ ٌ‬
‫يؽ أَي صار حرا‪ .‬وأَ ْ‬
‫الشرع حؿ رابطة الزواج وانهاء العبلقة الزوجية‪ ،‬كما اصطمح الفقهاء عمى تعريؼ الطبلؽ‬
‫بحؿ رباط الزوجية الصحيحة في الحاؿ والماؿ ورفع القيد الثابت شرًعا بالزواج (ابف‬
‫منظور‪ ،‬معجـ لساف العرب‪.)ٔٓٓ ،‬‬

‫وُيعد الطبلؽ مف الصدمات النفسية واالجتماعية التي تُحدث أزمة نفسية أو انفعالية‬
‫لمزوجيف واألطفاؿ‪ ،‬فيما ُيطمؽ عميه (البيوت المحطمة)‪ .‬ويصؼ كولماف تجربة الطبلؽ‬
‫بأنها واحدة مف نواجب هذا العصر‪ ،‬وهو موقؼ ضاغط يسبب فقداف الشعور باألمف‬
‫واألماف وعدـ الكفاءة والمواءمة ويهز الثقة بالنفس (العيسوي‪.)ٕٔ٘ ،ٕٓٓٗ ،‬‬

‫معنويا‪ ،‬فيقاؿ‬
‫ً‬ ‫حسيا أو‬
‫ويعني الطبلؽ في المغة رفع القيد مطمقًا‪ ،‬سواء كاف هذا القيد ً‬
‫أطمؽ الرجؿ األسير وطمقه إذ رفع القيد عنه‪ ،‬كما يقاؿ أطمؽ الرجؿ زوجته‪ ،‬وأطمؽ زوجته‬
‫إذا رفع القيد الزواج المعنوي‪ ،‬كما خص استعماؿ لفظ اإلطبلؽ بحؿ القيد الحسي‪.‬‬
‫معنويا‪ ،‬وقد استخدمت هذ الكممة في المغات بمعاف‬
‫ً‬ ‫والطبلؽ هو الترؾ والفرقة حسيا أو‬
‫مترادفة‪ .‬أما المعنى االصطبلحي فهو رفع القيد الثابت بالزواج‪ ،‬أي حؿ رابطة الزوجية‬
‫ورقع قيد النكاح في الحاؿ‪ ،‬إذ ال يحؿ لمزوج االستمتاع مع زوجته‪ ،‬أو إرجاعها إلى‬
‫عصمته إال بشروط محددة وتحت ظروؼ معينة (الظفيري‪ ،‬وخميفة‪ ،‬وحمدي‪.)ٕٓٓٔ ،‬‬

‫ػتعداد طرفػػي العبلقػػة أو أحػػدهما لمبقػػاء بعيػ ًػدا عػػف اآلخػػر بسػػبب سػػوء‬
‫ويعػػد الطػػبلؽ اسػ َ‬
‫توافقهمػػا‪ ،‬وتتعػػدد أسػػباب الطػػبلؽ وفقًػػا لكػػؿ حالػػة‪ .‬اعتبػػر الطػػبلؽ منػػذ سػػنوات قميمػػة تػػابو‬
‫اجتماعي يفقد فيه األطراؼ مكانتهـ االجتماعية‪ ،‬ومع تزايد العولمة والحداثػة المجتمعيػة لػـ‬
‫أحيانػػا مػػا‬
‫تسػػتمر هػػذ النظ ػرة االجتماعيػػة لمطػػبلؽ‪ ،‬وأصػػبح ينظػػر إليػػه بشػػكؿ طبيعػػي بػػؿ و ً‬
‫ينصػػح األف ػراد باتخػػاذ هػػذ الخطػػوة‪ ،‬إذا مػػا شػػعروا بعػػدـ ال ارحػػة والرضػػا فػػي عبلقػػتهـ مػػع‬
‫الطػػرؼ اآلخػػر (‪ .)Kumari, 2016‬وعمػػى الػػرغـ مػػف أف الطػػبلؽ أصػػبح حػػبل لسمسػػمة‬
‫المشػػكبلت األس ػرية‪ ،‬ورغػػـ أن ػه ضػػروري فػػي حػػاالت عديػػدة‪ ،‬ولكػػف هػػذ الضػػرورة ال تمنػػع‬
‫‪077‬‬
‫جملة حبوث ودراسات نفسية (مج ‪ ، 51‬ع‪ 4‬أكتوبر ‪ ، 9152‬ص ص ‪)775-922‬‬

‫ػببا لكثيػػر مػػف المشػػكبلت لجميػػع أفػراد األسػرة‪ ،‬وقػػد‬


‫الضػػرر الواقػػع منػػه‪ ،‬إذ يبقػػى الطػػبلؽ سػ ً‬
‫يحتاج المطمقونوالمطمقات إلى وقت ليس بالقصير لمتوافؽ والعودة لمحياة الطبيعية (خاطر‪،‬‬
‫‪.)ٕٓٔٙ‬‬

‫كما يعرؼ الطبلؽ مف منظور عمـ النفس بأنه انهيار البناء األسري‪ ،‬ما يترتب عميه‬
‫عدـ أداء أحد الطرفيف لبللتزامات الواجبة عميه تجا اآلخر‪ ،‬وهو وسيمة يمجأ إليها أحد‬
‫الطرفيف أو كميهما‪ ،‬لمتهرب ِمف التوترات الناتجة عف فشؿ الزواج التي يصعب تفاديها‪.‬‬
‫وهناؾ دوافع عديدة لمطبلؽ بعضهَا نفسي‪ ،‬واآلخر اجتماعي‪ ،‬واقتصادي وثقافي‪ ،‬والبعض‬
‫اآلخر متعمؽ بالعبلقة الحميمة‪ ،‬وتتمثؿ أهـ هذ الدوافع في سوء اختيار الشريؾ‪ ،‬الزواج‬
‫المبكر‪ ،‬عدـ االلتزاـ بالقيـ الدينية‪ ،‬التنشجة األسرية غير السوية‪ ،‬العقـ‪ ،‬تدخؿ األهؿ في‬
‫شجوف الزوجيف‪ ،‬الخيانة الزوجية‪ ،‬سوء التوافؽ الجنسي والمشكبلت الجنسية‪ ،‬اإلهماؿ‬
‫العاطفي وفتور المشاعر‪ ،‬نقص االلتزاـ‪ ،‬االختبلؼ في الميوؿ‪ ،‬اإلدماف‪ ،‬العنؼ الجسدي‬
‫والنفسي‪ ،‬مشكبلت التواصؿ بيف الزوجيف (عبد اهلل‪.)ٕٓٔٛ ،‬‬

‫‪ -3‬مفيوم وصمة الطالق‬

‫قدمت"ناعوميجرستيؿ" ‪ )ٜٔٛٚ(Naomi Gerstel‬مفهوـ "وصمة الطبلؽ" ليعبر عف‬


‫هما‪ :‬أف‬‫أف األشخاص الذيف َي ْخبروف الطبلؽ عرضة لمواجهة الوصمة عمى مستوييف‪َ ،‬‬
‫وصمة الطبلؽ تقود إلى شعور أحد الطرفيف بالموـ‪ ،‬وأف األفراد المطمقيف يواجهوف‬
‫بناء‬ ‫ٍ‬
‫عقوبات بشكؿ غير رسمي‪ ،‬كالنبذ االجتماعي مف الدواجر االجتماعية المحيطة بهـ‪.‬و ً‬
‫عميه تعرؼ وصمة الطبلؽ بأنها نتاج ردود فعؿ سمبية يصدرها اآلخروف نحو األفراد‬
‫المطمقيف‪ ،‬ويصاحبها حالة مف عدـ الرضا عف الحياة ومشاعر عدـ القبوؿ االجتماعي‪،‬‬
‫وتنطوي الوصمة عمى درجة مف الشؾ والعداجية تجا هؤالء األفراد ( ;‪Lee, 2018‬‬
‫‪ .)Gerstel, 1987‬وتنعكس وصمة الطبلؽ في قسوة األهؿ والمجتمع التي تنصب عمى‬
‫المرأة وحدها دوف الرجؿ‪ ،‬إذ ُينظر إليها األهؿ كأنها وصمة عار في وجه األسرة‪ ،‬أما‬
‫المجتمع ووساجؿ اإلعبلـ فهـ يقدموف تبريرات ألخطاء الرجؿ‪ ،‬وال يحممونه مسجولية فشؿ‬
‫‪077‬‬
‫جملة حبوث ودراسات نفسية (مج ‪ ، 51‬ع‪ 4‬أكتوبر ‪ ، 9152‬ص ص ‪)775-922‬‬

‫الزوجية‪ ،‬حتى لو كاف هو السبب األساسي المؤدي إلى مشكبلت الطبلؽ (أميف‪،ٕٓٓٛ ،‬‬
‫ٖ‪.)ٕٙ‬‬

‫ويتحدث "جوفماف" عف وصمة الطبلؽ؛ إذ يبيف أف الطبلؽ يجعؿ طرفيه يشع ارف بعدـ‬
‫المرغوبية‪ ،‬وينخفض شعورهـ بقيمة الذات واستحقاقها‪ ،‬وتتحوؿ النظرة إليهـ مف شخص‬
‫كامؿ ومألوؼ وطبيعي كاآلخريف‪ ،‬إلى شخص منبوذ اجتماعيا‪ ،‬وليس له قيمة بعد اآلف‬
‫)‪ .)Konstam at el., 2016‬وتفترض "جريستؿ" (‪ )Gerstel, 1987‬أف وصمة‬
‫الطبلؽ تتضمف توجهيف هما‪ :‬التوجه الخارجي لموصمة ويحدث خارج نطاؽ األشخاص‬
‫المطمقيف في دواجرهـ االجتماعية (األسرة‪ ،‬األصدقاء‪ ،‬المجتمع بشكؿ كمي)‪ ،‬مقابؿ التوجه‬
‫داخميا‬
‫ً‬ ‫الداخمي لموصمة‪ ،‬وهي تعنى وصـ الذات أو شعور المطمؽ‪ /‬المطمقة بالوصمة‬
‫وتنتابه مشاعر الموـ والذنب والفشؿ والحط مف شأنهـ وتقديرهـ لذواتهـ‪ ،‬واعتقادهـ أنهـ‬
‫محط أنظار اآلخريف‪ ،‬خاصة في مواقؼ التجمعات (كالحفبلت والمناسبات والتجمعات‬
‫ٍ‬
‫بوجه خاص إلى آثار سمبية كنتاج لخبرةالطبلؽ‪،‬‬ ‫العاجمية وغيرها)‪.‬وتتعرض المرأة المطمقة‬
‫ومف ذلؾ تعرضها لبلضطرابات والضغوط النفسية كالقمؽ واالكتجاب (الثاقب‪،ٜٜٜٔ ،‬‬
‫٘ٔ)‪.‬‬

‫وتفترض الدراسة الراهنة أف مفهوـ وصمة الطبلؽ يتمثؿ في ردود فعؿ سمبية يصدرها‬
‫اآلخروف (المجتمع) نحو األفراد المطمقيف‪ ،‬وتتمثؿ في قوالب نمطية عف الطبلؽ‪،‬‬
‫وانفعاالت سمبية مرتبطة بالوصمة (التعصب)‪ ،‬ومعاممة غير عادلة نحو المطمقيف‪/‬‬
‫المطمقات (التمييز)‪ ،‬وينتج عف الوصمة حالة مف عدـ الرضا عف الحياة‪ ،‬والنبذ والتهميش‬
‫االجتماعي‪.‬‬

‫الدراسات السابقة‬

‫تكشؼ مراجعة األدبيات البحثية في وصمة الطبلؽ عف ندرة الدراسات التي اهتمت‬
‫بهذا الموضوع‪ ،‬عمى الرغـ مف أهمية موضوع الوصمة االجتماعية بشكؿ عاـ‪ ،‬وتزايد‬

‫‪079‬‬
‫جملة حبوث ودراسات نفسية (مج ‪ ، 51‬ع‪ 4‬أكتوبر ‪ ، 9152‬ص ص ‪)775-922‬‬

‫معدالت الطبلؽ بشكؿ خاص‪ ،‬سواء عمى المستوى األجنبي أو المحمي؛فعمى المستوى‬
‫األجنبي كشفت دراسة أجراها "كوهيف" ‪ Cohen‬سنة ٓ‪ ٜٔٛ‬أف المرأة المطمقة ينظر إليها‬
‫بوصفها مختمةً جنسيا‪ ،‬وهناؾ دالالت سمبية حوؿ اتسامها باالنحبلؿ األخبلقي والقيمي‪،‬‬
‫واتفقت مع دراسة "حميـ" ‪ Halem‬سىة ٕ‪ ٜٔٛ‬أف النظرة الخاطجة والسمبية نحو المرأة‬
‫المطمقة تصؼ الطبلؽ بأنه رخصة مرورها إلى االنحبلؿ األخبلقي ‪(Look: Willers,‬‬
‫)‪.1993‬‬

‫وأجرت "جريستؿ" (‪ )Gerstel, 1987‬دراسة بهدؼ تحميؿ الوصمة المرتبطة بالطبلؽ‬


‫مرةً‪ ،‬وٕ٘‬
‫عمى عينة قوامها (ٗٓٔ) مف المشاركيف المنفصميف والمطمقيف بواقع (ٕ٘ ا أ‬
‫رجبل)‪ ،‬باستخداـ المقابمة المقننة‪ .‬أظهرت النتاجج وجود تفاوت في عدـ قبوؿ الطبلؽ بيف‬
‫ً‬
‫الجنسيف وفقًا لعدد مف العوامؿ االجتماعية؛ إ ْذ حصمت النساء البلتيمديهف أطفاؿ عمى‬
‫عدـ القبوؿ مف األقارب والمعارؼ بنسبة (‪)%ٖٙ‬؛ بينما حصؿ الرجاؿ عمى (٘ٔ‪،)%‬‬
‫وتزايدت هذ النسبة لدى النساء البلتي لديهف أطفاؿ أقؿ مف ٕٔ سنة‪ ،‬لتصؿ إلى‬
‫(ٔٗ‪)%‬؛ في حيف حصؿ الرجاؿ عمى (ٕ‪ ،)%ٓ.‬ويوصؼ الرجؿ بأنه هادـ لؤلسرة‪ ،‬بينما‬
‫ض ِّح مف أجؿ أبناجها‪ ،‬كما أشار (٘٘‪ )%‬مف الرجاؿ‪ ،‬وما يقارب‬ ‫وصفت النساء بأنها لـ تُ َ‬
‫(ٖٗ‪ )%‬مف النساء إلى أنهـ فقدوا أصدقاءهـ لشعورهـ بأنهـ لـ يقفوا بجانبهـ بعد الطبلؽ‪،‬‬
‫وألقوا بالموـ عميهـ نتيجة الطبلؽ‪ ،‬وأنهـ وقفوا بجانب الطرؼ اآلخر‪ ،‬وعبر (ٖٗ‪ )%‬مف‬
‫الرجاؿ‪ ،‬و(‪ )%٘ٛ‬مف النساء عف تقمص شبكة تفاعبلتهـ االجتماعية‪ ،‬وال سيما أصدقاؤهـ‬
‫المتزوجوف عقب الطبلؽ‪.‬‬

‫كما أظهرت الدراسة التي أجرتها "ويميرس" (‪ )Willers, 1993‬بهدؼ دراسة وصمة‬
‫الطبلؽ المتعدد‪ ،‬والصورة المدركة لمطبلؽ‪ ،‬لدى عينة مكونة مف (ٓ‪ )ٛ‬مف طمبة وطالبات‬
‫الجامعة‪ ،‬بمدى عمري تراوح مف (‪ )ٙٔ-ٔٛ‬سنة‪ .‬وكشفت الدراسة أف األفراد المطمقيف‬
‫يدركوف أنهـ أقؿ مرغوبية مف المتزوجيف‪ ،‬ويدركوف بشكؿ سمبي في كثير مف‬
‫األحيانبصرؼ النظر عف الجنس‪ ،‬كما يدرؾ األفراد المطمقوف بأنهـ أقؿ توافقًا في‬

‫‪070‬‬
‫جملة حبوث ودراسات نفسية (مج ‪ ، 51‬ع‪ 4‬أكتوبر ‪ ، 9152‬ص ص ‪)775-922‬‬

‫عبلقاتهـ الشخصية‪ ،‬إ ْذيميموف إلى الوحدة والشعور بعدـ الراحة عند التفاعؿ مع اآلخريف‪،‬‬
‫ويدركوف أنهـ غير متحمميف لممسجولية‪ ،‬وال يمكف االعتماد عميهـ‪ ،‬وغير متفانيف في‬
‫وظاجفهـ‪ ،‬مقارنة بالمتزوجيف‪ ،‬وكمما زاد عدد مرات الطبلؽ زاد سوء توافقهـ في عبلقاتهـ‬
‫االجتماعية‪ ،‬وِفي أداجهـ لوظاجفهـ‪.‬‬

‫وفي الدراسة التي أجراها "كونستاـ وزمبلؤ " (‪ )Konstam et al., 2016‬عمى عينة‬
‫تكونت مف (‪ )ٜ‬سيدات مطمقات‪ ،‬بمدى عمري تراوح مف (ٕ٘‪ ٖٜ -‬سنة)‪،‬بهدؼ الوقوؼ‬
‫عمى خبرة الطبلؽ التي عايشتها المشاركات ووصمة السمنة المرتبطة بالطبلؽ‪.‬وباستخداـ‬
‫التحميؿ الكيفي لممقاببلت شبه المقننة؛إ ْذعبرت المشاركات عف خوفهف مف وصفهف‬
‫سمبا‬
‫اجتماعيا بعدـ المسجولية وااللتزاـ واألنانية والبلعقبلنية‪ ،‬وأف طبلقهف سوؼ ينعكس ً‬
‫عمى حياتهف المهنية والشخصية‪ ،‬كما شعرف باإلحراج ولوـ الذات نتيجة التنافر ما بيف‬
‫توقعاتهـ حوؿ الزواج السعيد وفشمهـ في الحفاظ عمى زواجهـ‪ ،‬كما أشرنا إلى أف‬
‫المعتقدات الدينية تدعـ الوصمة خاصة أنهـ ينتموف إلى الديانة المسيحية التي ترفض‬
‫الطبلؽ‪ ،‬وأقررف أف األفراد المتدينيف هـ األكثر وصما لمذيف تعرضوا لمطبلؽ‪ ،‬وأوضحف‬
‫فضمف عدـ‬‫أنهف كمما قؿ إفصاحهف عف الطبلؽ أو معمومات عف حياتهف‪ ،‬وأنهف ّ‬
‫التحدث عف حياتهف بعد الطبلؽ‪ ،‬حفاظًا عمى الخصوصية؛ ُكف أقؿ عرضة لمترتبات‬
‫الوصمة واالعتبارات السياقية‪.‬‬

‫وكشفت دراسة "سوكيينا" (‪ )Soukayna, 2018‬التي أجريت بهدؼ بحث وضع المرأة‬
‫المطمقة في المجتمع المغربي‪ ،‬واستندت عمى افتراض مفاد أف المرأة المطمقة تحتؿ مرتبة‬
‫متدنية مقارنة بالرجؿ المطمؽ أو بغيرها مف النساء‪ .‬اعتمدت عمى المناهج المختمطة في‬
‫دراسة وصـ المرأة المطمقة وتهمشيها واالتجاهات نحوها في المجتمع المغربي‪ .‬كشفت‬
‫الدراسة عف عدد مف النتاجج ال ُمهمة؛ أف الثقافة المغربية تحمؿ المرأة المسجولية األولى في‬
‫فشؿ زواجها‪ ،‬حتى إذا كانت هي الضحية‪ ،‬فعميها أف تتحمؿ زوجها وتسعد ‪ ،‬وتحافظ عمى‬
‫حياتها الزوجية بأي تكمفة‪ ،‬وعميها ْأنتمتمؾ قدرة عمى المثابرة والمسجولية حتى تتجنب‬

‫‪077‬‬
‫جملة حبوث ودراسات نفسية (مج ‪ ، 51‬ع‪ 4‬أكتوبر ‪ ، 9152‬ص ص ‪)775-922‬‬

‫انتقادات الناس وتوجيه الموـ البلذع لها إذا ما تعرضت لمطبلؽ‪ .‬كما أشارت نحو‬
‫(٘‪ )%ٕ٘.‬مف المبحوثات إلى أف المرأة تتعرض لقمع بعد الطبلؽ يترتب عميه شعورهف‬
‫بالقمؽ‪.‬‬

‫بينما عمى مستوى الدراسات المحمية لـ نجد دراسة عربية واحدة تناولت مفهوـ وصمة‬
‫الطبلؽ‪ ،‬ولكنهـ اهتموا بدراسة اآلثار النفسية واالجتماعية لمطبلؽ ودوافعه وأسبابه‪ ،‬مع‬
‫إشارة بسيطة إلى وصـ المجتمع‪ ،‬لمف يمروا بخبرة الطبلؽ‪ ،‬وفي هذا نجد الدراسة التي‬
‫أجراها "عبد المنعـ"(‪ )ٕٜٓٓ‬بهدؼ الوقوؼ عمى مشكبلت التفاعؿ االجتماعي المترتبة‬
‫عمى الطبلؽ لدى عينة مف (ٓ٘ٔ) سيدةً مطمقة (ٓ‪ ٛ‬مف المصريات وٓ‪ ٚ‬مف‬
‫الكويتيات)‪ ،‬كشفت عف أف المصريات أكثر معاناة مف صراعات العمؿ‪ ،‬بينما كانت‬
‫تعرضا لمشاجعات‪،‬واتفقت المجموعتيف في تعرضهـ لتقييد حريتهـ‬‫ً‬ ‫الكويتيات أكثر‬
‫الشخصية والمراقبة الدقيقة لسموكهف خاصة مف قبؿ أفراد األسرة‪.‬‬

‫وفي دراسة "الغامدي" (‪ )ٕٜٓٓ‬عمى عينة مف النساء لسعوديات المطمقات بمغ عددهف‬
‫(ٓٓٔ) مطمقة‪ ،‬بهدؼ دراسة مدى تكيؼ المرأة المطمقة وتوافقها مع الحياة االجتماعية‬
‫وكشفت نتاجج الدراسة‬
‫ْ‬ ‫الجديدة‪ ،‬واندماجها بها‪ ،‬وممارستها ألدوارها الحياتية بشكمٍطَبيعي‪.‬‬
‫عف تمقيالمرأة المطمقة لمعاممة سمبية سواء مف أفراد أسرتها أو مف المجتمع المحيط بها‪،‬‬
‫كما أنها توصـ بأنها غير قادرة عمى تحمؿ المسجولية في تكويف أسرة أو الحفاظ عميها‪،‬‬
‫أيضا أف المرأة المطمقة أكثر عرضة لممتاعب النفسية واإلحساس‬
‫ً‬ ‫وأوضحت النتاجج‬
‫بالحزف والكآبة وسوء التكيؼ مع الوضع الجديد في حياتها (الطبلؽ)‪.‬‬

‫وفي دراسة قامت بها"أبو سبتياف" (ٕٗٔٓ) حوؿ الدعـ االجتماعي والوصمة‬
‫وعبلقتهما بالصبلبة النفسية والرضا عف الحياة لدى المطمقات في محافظات غزة‪ .‬تكونت‬
‫عينة الدراسة ِمف (ٔ‪ُ )ٕٛ‬مطمقةً في محافظات غزة‪ .‬وقد توصمت الدراسة إلى نتاجج‬
‫منسجمة مع التوقعات‪ ،‬إذ إنه ِمف المتوقع ارتفاع مستوى الدعـ االجتماعي لدى‬
‫المطمقات‪،‬إذإنهف صاحبات تَجربة حقيقية مف المعاناة النفسية‪،‬تَعرضف لضغوط نفسية‬
‫‪076‬‬
‫جملة حبوث ودراسات نفسية (مج ‪ ، 51‬ع‪ 4‬أكتوبر ‪ ، 9152‬ص ص ‪)775-922‬‬

‫شتى‪ ،‬وكف بحاجة إلى التطوير لبلستشفاء مف صدمة الطبلؽ‪ ،‬وأصبحف ينظرف إلى‬
‫الظروؼ عمى أنها مصدر قوة‪ ،‬ولَيس مصدر تهديد‪ .‬أشارت النتاجج إلى وجود عبلقة‬
‫ارتباطية ُموجبة بيف الدعـ االجتماعي والصبلبة النفسية‪ ،‬ووجود عبلقة إيجابية بيف‬
‫الرضا عف الحياة والدعـ االجتماعي والصبلبة النفسية‪ .‬كما توصمت الدراسة إلى وجود‬
‫عبلقة عكسية ذات داللة إحصاجية بيف الوصمة والدعـ االجتماعي الكمي وأنواع الدعـ‬
‫المقدـ مف األسرة واألقارب واألصدقاء لدى النساء المطمقات‪.‬‬
‫كما بينت في دراسة"قرشي‪ ،‬األميف" (‪ )ٕٓٔٚ‬حوؿ اآلثار النفسية واالجتماعية‬
‫لمطبلؽ أف الطبلؽ ُيعد أزمة نفسية حادة لمزوجيف‪ ،‬إال أف تأثير األزمة يكوف أقوى عمى‬
‫سمبا عمى توافقها‬
‫داجما نحو المرأة‪ ،‬ما ينعكس ً‬
‫المرأة في مجتمع ذكوري‪ ،‬يوجه الموـ ً‬
‫وما يفرضه عميها مف ضغوط‬
‫النفسي واالجتماعي‪ ،‬وينتج ذلؾ بسبب نظرة المجتمع لها‪َ ،‬‬
‫وحصار‪ ،‬وربما يقمؿ ذلؾ مف فرصة زواجها مرة أخرى‪ ،‬ويصبح الطبلؽ وصمة اجتماعية‬
‫تبلزمها وتقمؿ مف شأنها‪.‬‬

‫عينة ِمف (‪ )ٚٙ‬مطمقةً في المجتمع ا‬


‫العرقي‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫وأجرى "عبد اهلل" (‪ )ٕٓٔٛ‬دراسة عمى‬
‫بهدؼ دراسة الصحة النفسية لدى المطمقات‪ ،‬وتحديد أهـ اآلثار النفسية التي يخمفها‬
‫الطبلؽ‪ ،‬وتَبيف أف الطبلؽ ‪-‬مهما كانت دوافعه وأسبابه‪ -‬عام ٌؿ مؤثر في اختبلؿ الصحة‬
‫وسبب في زيادة التوتر لديهف‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫النفسية لممطمقة‪،‬‬

‫كما قاـ "رحيمة" (‪ )ٕٓٔٛ‬بدراسة سوسيوثقافيةحوؿ الوصـ االجتماعي لممرأة المطمقة‪،‬‬


‫وتنطمؽ دراسته مف افتراض أف جسد المرأةيقؼ خمؼ وصمتها عند طبلقها؛ وفي تحميمه‬
‫كيانا اجتماعيا‪ ،‬وأف‬
‫يولوجيا بؿ ً‬
‫ً‬ ‫كيانا فيز‬
‫أشار إلى أنه لـ يعد ينظر إلى الجسـ بوصفه ً‬
‫تأخر المرأة عف الزواج أو طبلقها يقود إلى تصنيفات يطمقها اآلخروف عميها‪ ،‬فتأخرها في‬
‫وينظر لها المجتمع نظرة الشفقة والتقميؿ مف مكانتها‬
‫الزواج يعد مف الموبقات االجتماعية‪َ ،‬‬
‫االجتماعية بغض النظر عما حققته مف مكانة عممية ووظيفية‪ ،‬ويرجع هذا إلى أف الزواج‬
‫عرؼ اجتماعي‪ ،‬وتوصـ بالعانس أو "البايرة"‪ ،‬وقد تثار الشكوؾ حوؿ الشرؼ‪ ،‬بينما في‬

‫‪077‬‬
‫جملة حبوث ودراسات نفسية (مج ‪ ، 51‬ع‪ 4‬أكتوبر ‪ ، 9152‬ص ص ‪)775-922‬‬

‫بكر وأصبح تهديدها ألسرتها أكبر‪ ،‬لهذا كشؼ التحميؿ‬


‫حاؿ المرأة المطمقة‪ ،‬فمـ تعد ًا‬
‫السوسيولوجي لوصمة الطبلؽ أف المرأة المطمقة تعيش في حالة عزلة ورفض اجتماعي‬
‫وبناء عمى ما سبؽ عرضه أمكف صياغة‬
‫ً‬ ‫وعدـ استقرار وتوصـ باالنحراؼ األخبلقي‪،‬‬
‫فرضيف لمتحقؽ منهما خبلؿ الدراسة الكمية‪ ،‬وهما‪:‬‬

‫(ٔ) تنتظـ المكونات العاممية لوصمة الطبلؽ كما يدركها المجتمع في ثبلثة عوامؿ‪.‬‬
‫(ٕ) تتفاوت مظاهر الوصمة االجتماعية كما يدركها المجتمع في ضوء الجندر(المرأة‬
‫المطمقة مقابؿ الرجؿ المطمؽ "بوصفهـ جماعة مرجعية")‪.‬‬

‫منهج الدراسة وإجراءاجها‬

‫انطبلقًا مف فكرة المناهج المختمطة التي تسعى إلى الحصوؿ عمى صورة كمية‬
‫متكاممة لمظاهرة محؿ االهتماـ؛ اعتمدت الدراسة الراهنة عمى التصميـ االسكتشافي‬
‫التتابعئ‪ ،‬وهو أحد التصميمات المستخدمة في المناهج المختمطة‪ .‬ويعني جمع‬
‫البيانات الكيفية عف الظاهرة محؿ الدراسةوتحميمها‪ ،‬يتبعها جمع البيانات‬
‫الكميةوتحميمها‪ ،‬ويهدؼ إلى محاولة الربط بيف البيانات الكيفية والكمية؛ لموصوؿ إلى‬
‫صورة أكثر شمولية عف الظاهرة محؿ الدراسة (‪)Berman, 2017‬؛ وفي ضوء ذلؾ‬
‫تـ استخداـ األسموب الكيفي– مف خبلؿ المقابمة المتعمقة شبه المقننة‪ -‬في جمع‬
‫بيانات يصيغها المبحوثوف بطريقتهـ الخاصة‪ ،‬تُفسروتُقنف بمعرفة الباحث بوصفها‬
‫جزًءا مف عممية التحميؿ‪ .‬ويهتـ الباحث هنا بالقصص والروايات التي قدمتها‬
‫ومعتقدات ذاتية ترتبط بتعرضهف‬‫المبحوثات وتحتوي عمى مفاهيـ‪،‬ومشاعر‪،‬وآراء‪ُ ،‬‬
‫لوصمة الطبلؽ‪ .‬ويمكف أف تندرج حكايات المبحوثات ِفي البحث الراهف في إطار ما‬
‫ُيسمى "البيانات السردية"‪ ،‬وهي تصوير تسمسؿ ألحداث ماضية‪ ،‬كما يراها الراوي‬

‫‪The Exploratory Sequential Design 1‬‬


‫‪077‬‬
‫جملة حبوث ودراسات نفسية (مج ‪ ، 51‬ع‪ 4‬أكتوبر ‪ ، 9152‬ص ص ‪)775-922‬‬

‫الذي يحكيها في الوقت الراهف‪ .‬وهي عمى هذا النحو (تصورات ذهنية لسمسة مف‬
‫أف نقوؿ إف المقابمة مع حاالت البحث هي "مقابمة سرديةٔ"عف‬
‫األحداث)‪.‬ويمكف ْ‬
‫طريؽ المقاطعة؛إ ْذ يتدخؿ الباحث لتوجيه مسار السرد إلى هدؼ البحث (ماتيوز‪،‬‬
‫روس‪.)٘ٗٗ-ٕ٘ٚ ، ٖٕٔ-ٖٓٗ ،ٕٓٔٙ ،‬بينما ُيتيح لنا األسموب الكمي – مف‬
‫خبلؿ االستخبار‪ -‬الحصوؿ عمى بيانات مقننة‪ .‬وتـ االعتماد عمى المنهج الوصفي‬
‫الفارؽ في الدراسة الكمية الذي يسعى لمتحقؽ مف البنية العاممية لوصمة الطبلؽ‪،‬‬
‫والوقوؼ عمىالفروؽ في مظاهر الوصمة االجتماعية التي تتعرض لها المرأة المطمقة‬
‫في المجتمع المصري مقارنة بالرجاؿ المطمقيف "بوصفهـ جماعة مرجعية"‪.‬‬
‫(‪ )1‬عينة الدراسة‬

‫جضمنث عينة الدراسة الراهنة عينحني هما‪:‬‬


‫أول‪ :‬عينة الدراسة الكيفية‬

‫تكونت مف ثماني مفردات (إناث) تتراوح أعمارهف بيف ٖٕ عاماوٓٗ عاما‪ُ ،‬سحبت‬
‫أف يكوف مر عمى الطبلؽ سنة واحدة عمى األقؿ‪ .‬كما تنوعت‬ ‫بطريقة قصدية وروعي ْ‬
‫المفردات لتضـ ثبلث شراجح اجتماعية (حالتانتَْنتَ ِم َي ِّانإلى شراجح الطبقة العميا‪ ،‬أربع حاالت‬
‫َي ْنتَ ِم َينإلى شراجح الطبقة الوسطى‪ ،‬وحالتاف تنتمياف إلى شراجح الطبقة الدنيا)‪ .‬وتضـ‬
‫المفردات أربع حاالت حاصبلت عمى درجة الدكتو ار ‪ ،‬وحالة واحدة حاصمة عمى مؤهؿ‬
‫جامعي‪ ،‬وحالتيف حاصمتيف عمى مؤهؿ متوسط‪ ،‬وجميع المبحوثات يعممف‪،‬وجميع الحاالت‬
‫لديهف أبناء باستثناء حالة واحدة‪ .‬وقد تزوجت ثبلث حاالت مرة ثانية بعد الطبلؽ‪.‬‬
‫ويوضح الجدوؿ رقـ (ٔ) توزيع خصاؿ العينة‪:‬‬

‫جدوؿ رقـ (ٔ) يبيف توزيع خصاؿ العينة‬

‫‪Narrative Interview 1‬‬


‫‪077‬‬
‫جملة حبوث ودراسات نفسية (مج ‪ ، 51‬ع‪ 4‬أكتوبر ‪ ، 9152‬ص ص ‪)775-922‬‬

‫السن عند الزواج‬


‫الزواج مرة‬ ‫الطبقة‬ ‫المستوى‬
‫األبناء‬ ‫والطالق‬ ‫المينة‬ ‫السن‬ ‫الحاالت‬
‫‪1‬‬
‫ثانية‬ ‫االجتماعية‬ ‫التعميمي‬
‫ط‬ ‫ز‬

‫تـ‬ ‫‪------‬‬ ‫‪ٕٛ‬‬ ‫‪ٕٙ‬‬ ‫وسطى‬ ‫مدرس جامعي‬ ‫دكتو ار‬ ‫ٖٖ‬ ‫الحالة (ٔ)‬

‫تـ‬ ‫ٕ ذكور‬ ‫‪ٕٛ‬‬ ‫ٕٕ‬ ‫وسطى‬ ‫مدرس جامعي‬ ‫دكتو ار‬ ‫ٓٗ‬ ‫الحالة (ٕ)‬
‫‪-----‬‬ ‫ٔ بنت‬ ‫ٖ٘‬ ‫‪ٕٜ‬‬ ‫وسطى‬ ‫مدرس جامعي‬ ‫دكتو ار‬ ‫ٓٗ‬ ‫الحالة (ٖ)‬
‫ٕ ولد‬ ‫اختصاصية نفسية‬ ‫جامعي‬
‫‪-----‬‬ ‫‪ٕٛ‬‬ ‫ٕٔ‬ ‫وسطى‬ ‫ٖٔ‬ ‫الحالة (ٗ)‬
‫وبنت‬ ‫بمحكمة األسرة‬ ‫(ليسانس)‬
‫‪.......‬‬ ‫ٖ‬ ‫‪ٖٜ‬‬ ‫‪ٜٔ‬‬ ‫عميا‬ ‫طبيبة نفسية‬ ‫دكتو ار‬ ‫ٓٗ‬ ‫الحالة (٘)‬
‫‪.......‬‬ ‫ٔ بنت‬ ‫‪ٕٛ‬‬ ‫‪ٔٛ‬‬ ‫عميا‬ ‫مدرس جامعي‬ ‫دكتو ار‬ ‫ٖٔ‬ ‫الحالة (‪)ٙ‬‬
‫ٕ ولد‬ ‫دبموـ‬
‫‪.......‬‬ ‫ٖٕ‬ ‫‪ٕٚ‬‬ ‫دنيا‬ ‫موظفة بمدرسة خاصة‬ ‫‪ٕٚ‬‬ ‫الحالة (‪)ٚ‬‬
‫وبنت‬ ‫(متوسط)‬
‫دبموـ‬
‫تـ‬ ‫ٔ بنت‬ ‫ٕٔ‬ ‫‪ٔٛ‬‬ ‫دنيا‬ ‫مشرفة باص بمدرسة‬ ‫ٖٕ‬ ‫الحالة (‪)ٛ‬‬
‫(متوسط)‬
‫ً‬
‫ثانيا‪ :‬عينة الدراسة الكمية‬

‫وسحبت العينة مف بعض المؤسسات‬ ‫ٍ‬


‫تكونت عينة الدراسة مف (ٖٓٓ) ُمشارؾ‪ُ ،‬‬
‫الخدمية والتعميمية (كالجامعات‪ ،‬وشركات خاصة ومؤسسات حكومية)‪ ،‬وهي عينة غير‬
‫احتمالية ومتاحة‪ ،‬واعتمدنا في بعض األحياف عند سحب العينة عمى طريقة كرات الثمج‪،‬‬
‫بمتوسط عمري (‪ ،)ٕٙ.ٜٗ‬وبانحراؼ معياري (ٗ‪ )ٛ.ٛ‬سنة‪ .‬ويبيف الجدوؿ (ٕ) توزيع‬
‫خصاؿ العينة‪.‬‬
‫جدوؿ رقـ (ٕ) يوضح توزيع خصاؿ العينة‪.‬‬
‫النسبة‬ ‫العدد‬ ‫المتغير الديموجرافي‬ ‫النسبة‬ ‫العدد‬ ‫المتغير الديموجرافي‬
‫‪ٖٜ‬‬ ‫‪ٔٔٚ‬‬ ‫المرحمة العمرية‬ ‫‪%ٖٙ.ٚ‬‬ ‫ٓٔٔ‬ ‫الجنس‬
‫ٔ‪ٙ‬‬ ‫ٖ‪ٔٛ‬‬ ‫مرحمة المراهقة (‪)ٕٔ-ٔٚ‬‬ ‫ٖ‪%ٖٙ.‬‬ ‫ٓ‪ٜٔ‬‬ ‫ذكور‬
‫مرحمة الرشد (ٕٕ‪)ٙٛ-‬‬ ‫إناث‬
‫ٖ‪ٔٙ.‬‬ ‫‪ٜٗ‬‬ ‫المستوى التعميمي‬ ‫الحالة االجتماعية‬

‫‪1‬‬
‫تم تصنيف المشاركات وف ًقا للطبقة االجتماعية بنا ًء على سؤالهن بتقييم مستواهن االجتماعي وف ًقا لمتغيرات (الدخل‪،‬‬
‫والتعليم‪ ،‬والمستوى االجتماعي لألسرة‪ ،‬والمنطقة السكنية)‪.‬‬
‫‪077‬‬
‫جملة حبوث ودراسات نفسية (مج ‪ ، 51‬ع‪ 4‬أكتوبر ‪ ، 9152‬ص ص ‪)775-922‬‬

‫ٕ‬ ‫‪ٙ‬‬ ‫أقؿ مف المتوسط‬ ‫ٖ‪ٜٙ.‬‬ ‫‪ٕٓٛ‬‬ ‫غير متزوج‬


‫‪ٔ.ٚ‬‬ ‫٘‬ ‫مؤهؿ متوسط‬ ‫ٕٗ‬ ‫ٕ‪ٚ‬‬ ‫متزوج‬
‫‪ٗٛ‬‬ ‫ٗٗٔ‬ ‫مؤهؿ أعمى مف المتوسط‬ ‫ٖ‪ٗ.‬‬ ‫ٖٔ‬ ‫مطمؽ‬
‫ٕٖ‬ ‫‪ٜٙ‬‬ ‫مؤهؿ ٍ‬
‫عاؿ‬ ‫ٔ‬ ‫ٖ‬ ‫أرمؿ‬
‫دراسات عميا‬ ‫ٖ‪ٔ.‬‬ ‫ٗ‬ ‫متزوج حاليا وسبؽ الطبلؽ‬
‫(دبموـ‪ ،‬ماجستير‪ ،‬دكتو ار )‬
‫المنطقة السكنية‬
‫‪%ٖٛ.ٚ‬‬ ‫ٕٔ٘‬ ‫منطقة حضرية(المدينة)‬
‫ٖ‪%ٔٙ.‬‬ ‫‪ٜٗ‬‬ ‫منقطة ريفية (القرية)‬

‫(ٕ) أدوات الدراسة؛ وتضمنت أدوات الدراسة أداتيف نعرض لهما عمى النحو اآلتي‪:‬‬
‫صمم وطُبق عمى حاالت الدراسة‪،‬‬
‫أ‪ -‬دليل المقابمة (من إعداد الباحثتين)‪ُ ،‬‬
‫وتضمن النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬البيانات الديموجرافية واالجتماعية‪.‬‬
‫‪ -2‬نظرة المجتمع لممطمقة‪.‬‬
‫‪ -3‬مصادر وصمة الطبلؽ‪ ،‬ومصادر الدعـ والمساندة مف المحيطيف‪.‬‬
‫‪ -4‬مظاهر وصمة الطبلؽ كما تدركها المطمقة (المواقفالتي تعكس الوصمة)‪.‬‬
‫‪ -5‬مشاعر المطمقة عقب الطبلؽ وعقب تعرضها لموصمة‪ ،‬وأساليب مواجهة‬
‫الوصمة‪.‬‬
‫‪ -6‬ماذا يعني لقب مطمقة‪.‬‬
‫‪ -7‬الطبلؽ كما يدركه المجتمع بالنسبة إلى الرجؿ وبالنسبة لممرأة‪.‬‬
‫ب‪ -‬استخبار وصمة الطالق كما يدركيا المجتمع (من إعداد الباحثتين)‪.‬‬

‫مر إعداد أداة الدراسة بمرحمتيف حتى أصبحت صالحة لبلستخداـ في صورتها‬
‫النهاجية‪ ،‬ونعرض لهذ المراحؿ كما يمي‪:‬‬

‫المرحمة األولى‪ :‬االطبلع عمى اإلنتاج الفكري السابؽ الذي تناوؿ وصمة الطبلؽ‬

‫‪077‬‬
‫جملة حبوث ودراسات نفسية (مج ‪ ، 51‬ع‪ 4‬أكتوبر ‪ ، 9152‬ص ص ‪)775-922‬‬

‫وتَمثمت في استقراء الدراسات السابقة التي درست مفهوـ البحث الراهف التي كانت‬
‫جميعها دراسة أجريت في التراث األجنبي الهتمامهـ بدراسة مفهوـ وصمة الطبلؽ‪ ،‬مثؿ‬
‫دراسات‪(Gerstal, 1987; Willers, 1993; Kumari, 2016) :‬ورغـ وجود اهتماـ‬
‫بهذا المفهوـ فإننا لـ نجد مقياس لدراسة وصمة الطبلؽ؛ إذ اعتمدت جميع الدراسات في‬
‫التراث األجنبي عمى المقاببلت المتعمقة مع حاالت خبرت الطبلؽ‪ ،‬والتحميبلت الكيفية‬
‫الستجابات المشاركات في المقاببلت‪ .‬وهذا اإلجراء الذي اعتمدت عميه الدراسة الراهنة‬
‫إ ْذأعدت الباحثتاف أداة الدراسة مف خبلؿ التحميؿ الكيفي لمقاببلت متعمقة مع حاالت‬
‫خبرف وصمة الطبلؽ‪.‬‬

‫بندا لقياس مفهوـ وصمة الطبلؽ‪،‬‬


‫وتكونت أداة الدراسة في صورتها األولى مف (ٖٓ) ً‬
‫وفقًا لمتعريؼ الذي تبنته الدراسة الراهنة لوصمة الطبلؽ بأنها ردود فعؿ سمبية يصدرها‬
‫اآلخروف (المجتمع) نحو األفراد المطمقيف‪،‬وتتمثؿ في قوالب نمطية مرتبطة بالتصنيفات‬
‫التي يضعها المجتمع ألشخاص محدديف تنطبؽ عميهـ سمات وخصاجص معينة‪ ،‬وتشكؿ‬
‫إدراؾ الفرد وحكمه عمى المطمقيف والمطمقات‪ ،‬واطبلؽ مسميات عميهـ‪ ،‬توصمهـ بعدـ‬
‫قدرتهـ عمى االلتزاـ في عبلقة الزواج لمدة طويمة‪ .‬وقَد تؤدي هذ التصنيفات إلى الفَصؿ‬
‫االجتماعي لهؤالء األفراد‪ ،‬وانفعاالت سمبية مرتبطة بالوصمة‪ ،‬كما يتموصمهمبعدـ‬
‫االنضباط السموكي وتعني الكيفية التي يسمؾ بها المطمقيف والمطمقات بعد تعرضهـ‬
‫لمطبلؽ‪.‬‬

‫المرحمة الثانية‪ :‬أجريت دراسة استطبلعية التحقؽ مف الخصاجص السيكومترية ألداة‬


‫ٍ‬
‫مشارؾ‪ ،‬وروعي عند اختيارها أف تكوف مكافجة لخصاؿ‬ ‫الدراسة عمى عينة قوامها (ٕٓٓ)‬
‫العينة األساسية‪.‬واشتممت الخصاجص السيكومتيرية عمى‪:‬‬

‫ٔ) صدق أداة الدراسة‬

‫تُحقؽ مف صدؽ مقاييس الدراسة الراهنة مف خبلؿ‪:‬‬

‫‪077‬‬
‫جملة حبوث ودراسات نفسية (مج ‪ ، 51‬ع‪ 4‬أكتوبر ‪ ، 9152‬ص ص ‪)775-922‬‬

‫أ‪ -‬صدق المضمون‬

‫وقُدر صدؽ المضموف بواسطة فحص بنود المقياس؛ ِمف خبلؿ تقديرات المحكميف‬
‫وبناء عمى ذلؾ ُعرضت مقاييس الدراسة‬
‫ً‬ ‫عمى الصياغة المغوية لمبنود‪ ،‬ومقترحاتهـ‪،‬‬
‫لمتحكيـ مف قبؿ (‪ )ٚ‬محكميف مف أعضاء هيجة التدريسٔ‪ ،‬واشتممت استبانة تحكيـ‬
‫المقياسعمى تقديـ تعريؼ لمفهوـ الدراسة "وصمة الطبلؽ" بأبعاد الثبلثة‪ .‬وطُمب مف‬
‫المحكميف تحديد مدى مبلءمة البنود وفقًا لكؿ بعد‪ ،‬ومدى وضوح صياغة البنود‪ ،‬مع‬
‫إضافة أي مقترحات‪ ،‬واعتُمد لحساب صدؽ المحكميف عمى تطبيؽ معادلة "لوشي" لتقدير‬
‫صدؽ المحكميف‪ ،‬وهي كالتالي‪:‬‬

‫ص‪.‬ـ‪( = .‬ف و ‪ -‬ف‪( / )ٕ/‬ف‪)ٕ/‬‬

‫إذ‪ :‬ص‪.‬ـ‪ :‬تشير إلى صدؽ المحكميف‬

‫ف و‪ :‬تشير إلى عدد المحكميف الذيف اتفقوا أف العبارة تعكس الظاهرة‬

‫ف‪ :‬العدد اإلجمالي لممحكميف (الزقاي‪.)ٕٓٔٚ ،‬‬

‫وأسفر تحكيـ المقياس عف وجود نسب اتفاؽ مرضية بيف المحكميف؛ وأنص‪.‬ـ أكبر مف‬
‫ٓ٘‪َ ،ٓ.‬ما يعني أف البنود الموضوعة صادقة في قياس وصمة الطبلؽ؛ إ ْذ تراوحت نسب‬
‫االتفاؽ بيف المحكميف (ٓ‪ ٚ‬إلى ٓٓٔ‪ .)%‬كما أُدخمت بعض التعديبلت عمى صياغة‬
‫بعض بنود المقياس وفقًا آلراء المحكميف‪ ،‬واستبداؿ بعض الكممات أو إضافة كممات‬
‫أخرى‪ ،‬إ ْذتعدؿ مف صياغة البند واإلبقاء عمى مضمونه‪ ،‬ك َما ُحذفت بعض البنود المتكررة‬
‫بندا)‪.‬‬
‫أو المنخفضة في اتفاؽ المحكميف عف ٓ٘‪ ،ٓ.‬ليصبح عدد البنود النهاجي (ٕٕ ً‬
‫ب‪ -‬صدق التكوين‬

‫‪1‬‬
‫أ‪.‬د‪ /‬محمد سعد‪ ،‬أ‪.‬د‪ /‬صفاء إسماعيل‪ ،‬د‪ /‬الطاهرة المغربي‪ ،‬د‪ /‬أسامة أبو سريع‪ ،‬د‪ /‬مي إدريس‪ ،‬د‪ /‬أميمة سعيد‪ ،‬د‪ /‬راقية‬
‫جالل الدويك‬
‫‪079‬‬
‫جملة حبوث ودراسات نفسية (مج ‪ ، 51‬ع‪ 4‬أكتوبر ‪ ، 9152‬ص ص ‪)775-922‬‬

‫ولمتحقػػؽ مػػف صػػدؽ تكػػويف أداة الد ارسػػة اُسػػتخدـ التحميػػؿ العػػاممي لمحصػػوؿ عمػػى تقػػدير‬
‫كمي لصػدؽ االختبػار فػي شػكؿ معامػؿ إحصػاجي‪ ،‬وهػو تشػبع االختبػار عمػى العامػؿ الػذي‬
‫يق ػػيس مج ػػاؿ مع ػػيف (ف ػػرج‪ ،)ٕٜٙ،ٕٓٓٙ ،‬ويه ػػدؼ إل ػػى تحمي ػػؿ مجموع ػػة م ػػف مع ػػامبلت‬
‫االرتبػػاط إلػػى عػػدد أقػػؿ مػػف العوامػػؿ (النيػػؿ‪ٜٔٛٚ،‬؛ قنػػديؿ‪ ،)ٕٓٔٔ ،‬لػػذا ينظػػر لػػه بعػػض‬
‫الباحثيف بوصفه وسيمةً لمتبسيط العممي تهدؼ إلى اإليجاز واالقتصػاد العممػي؛ ألنػه يحػوؿ‬
‫ػر م ػػف المتغيػ ػرات إل ػػى ع ػ ٍ‬
‫ػدد َقمي ػػؿ م ػػف العوام ػػؿ(كومري‪ٗ-ٖ ،ٕٓٓٛ ،‬؛ قن ػػديؿ‪،‬‬ ‫ػددا كبي ػ ًا‬
‫عػ ً‬
‫ٕٔٔٓ؛ ‪.)Kline, 1993, 93 ;Anastasi, 1990, 155‬‬

‫ولبياف الصدؽ العاممي في مقياس وصمة الطبلؽ أُجري تحميؿ عاممي استكشافي لبنود‬
‫المقي ػ ػػاس المك ػ ػػوف م ػ ػػف (ٕٕ) بن ػ ػ ًػدا عم ػ ػػى عين ػ ػػة قوامه ػ ػػا (ٕٓٓ) مش ػ ػػارؾ م ػ ػػف المطمق ػ ػػيف‬
‫والمطمقػػات‪ ،‬بهػػدؼ الكشػػؼ عػػف المكونػػات األساسػػية التػػي تنػػتظـ فيهػػا وصػػمة الطػػبلؽ كمػػا‬
‫ي ػ ػػدركها المجتمػ ػ ػػع‪ ،‬إذ أُج ػ ػػري التحميػ ػ ػػؿ الع ػ ػػاممي بطريقػ ػ ػػة المكون ػ ػػات األساس ػ ػػية لهووووووى لى‬
‫‪ Hottelling‬التػػي وضػػعها سػػنة ٖٖ‪ ،ٜٔ‬وتعػػد مػػف أكثػػر طػػرؽ التحميػػؿ العػػاممي دقػػة إذ‬
‫تتميز بػأف العوامػؿ الناتجػة تسػتخمص أقصػى تبػايف ممكػف‪ ،‬وعمػى ذلػؾ تػتمخص المصػفوفة‬
‫االرتباطيػػة فػػي أقػػؿ عػػدد مػػف العوامػػؿ لػػذا تعػػد مػػف األسػػاليب التػػي تبلقػػي قبػوًال واضػ ًػحا فػػي‬
‫تمخيص العبلقات بيف المتغيرات (صفوت فرج‪ .)ٜٔٛٓ،‬وجػدير بالػذكر أنػه روعػي االلتػزاـ‬
‫بعدد مف المحكات إباف استخداـ هذا األسموب‪ ،‬وهي‪:‬‬

‫بندا‪.‬‬
‫أ) تمثمت وحدة التحميؿ األساسية في بنود المقياس المكوف مف (ٕٕ) ً‬
‫ب) فحػػص مصػػفوفة ارتباطػػات البنػػود قبػػؿ التحميػػؿ وقػػد تبػػيف أف غالبيتهػػا ت ػرتبط فيمػػا‬
‫عامميا (كومري‪.)ٚ ،ٕٓٓٛ ،‬‬
‫ً‬ ‫داال ما يعني أنها صالحة لمقياـ بتحميمها‬
‫بينها ارتباطًا ً‬
‫ج) التوقػػؼ عػػف اسػػتخبلص العوامػػؿ التػػي يقػػؿ جػػذرها الكػػامف عػػف واحػػد صػػحيح وفقًػػا‬
‫لمحؾ كايزر (فرج‪ٜٔٛٓ ،‬؛ كومري‪ٕٓ ،ٕٓٓٛ ،‬؛ قنديؿ‪.)ٕٓٔٔ ،‬‬

‫‪070‬‬
‫جملة حبوث ودراسات نفسية (مج ‪ ، 51‬ع‪ 4‬أكتوبر ‪ ، 9152‬ص ص ‪)775-922‬‬

‫د) ع ػػدـ قب ػػوؿ المتغيػ ػرات الت ػػي يق ػػؿ تش ػػبعها عم ػػى العام ػػؿ ع ػػف (ٗ‪ )ٓ.‬وفقًػ ػا لمح ػػؾ‬
‫داال (ف ػ ػ ػػرج‪ٜٔٛٓ ،‬؛‬
‫جيمف ػ ػ ػػورد يع ػ ػ ػػد التش ػ ػ ػػبع ال ػ ػ ػػذي يبم ػ ػ ػػغ ه ػ ػ ػػذ القيم ػ ػ ػػة أو يزي ػ ػ ػػد عميه ػ ػ ػػا ً‬
‫قنديؿ‪.)ٕٓٔٔ،‬‬

‫أف يتشبع ثبلثة بنود عمى األقؿ عمػى العامػؿ لقبػوؿ العامػؿ وتحديػد هويتػه‬
‫ي) ضرورة ْ‬
‫(فرج‪ٜٔٛٓ ،‬؛ وكومري‪.)ٚ، ٕٓٓٛ ،‬‬

‫وفيمػ ػػا يمػ ػػي نتػ ػػاجج التحميػ ػػؿ العػ ػػاممي االستكشػ ػػافي بالنسػ ػػبة لمرجػ ػػاؿ المطمقػ ػػيف والنسػ ػػاء‬
‫المطمقات عمى مقيػاس وصػمة الطػبلؽ‪ ،‬كمػا يػدركها المجتمػع‪ ،‬كمػا هػو موضػح فػي جػدوؿ‬
‫رقـ (ٖ)‪:‬‬

‫‪077‬‬
‫جملة حبوث ودراسات نفسية (مج ‪ ، 51‬ع‪ 4‬أكتوبر ‪ ، 9152‬ص ص ‪)775-922‬‬

‫جدوؿ رقـ (ٖ) نتاجج التحميؿ العاممي االستكشافي لمذكور واإلناث عمى مقياس وصمة الطبلؽ‬
‫قيم الشيوع‬ ‫عدم االنضباط‬ ‫المشاعر المرتبطة‬ ‫نقص االلتزام‬ ‫األبعاد‬
‫السموكي‬ ‫بالخوف والخزي‬
‫بالنسبة‬ ‫بالنسبة‬ ‫بالنسبة‬ ‫بالنسبة‬ ‫بالنسبة‬ ‫بالنسبة‬ ‫بالنسبة‬ ‫بالنسبة‬ ‫البنود‬
‫لمنساء‬ ‫لمرجاؿ‬ ‫لمنساء‬ ‫لمرجاؿ‬ ‫لمنساء‬ ‫لمرجاؿ‬ ‫لمنساء‬ ‫لمرجاؿ‬
‫المطمقيف المطمقات المطمقيف المطمقات المطمقيف المطمقات المطمقيف المطمقات‬
‫ٗٗ٘‪ٓ.‬‬ ‫ٖ‪ٓ.٘ٚ‬‬ ‫ٗٔ‪ٓ.ٚ‬‬ ‫المطمقػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػوف ال ‪ٓ.ٛٓٚ‬‬
‫يصونوف العشرة‬
‫ٕ٘٘‪ٓ.‬‬ ‫ٓ٘٘‪ٓ.‬‬ ‫‪ٓ.ٕٜٚ‬‬ ‫المطمقػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػوف ال ‪ٓ.ٕٚٛ‬‬
‫يحػ ػ ػ ػ ػ ػػافظوف عمػ ػ ػ ػ ػ ػػى‬
‫عهػ ػ ػ ػ ػػود والت ازمػ ػ ػ ػ ػػات‬
‫الزواج‬
‫ٖٔ‪ٓ.ٙ‬‬ ‫‪ٓ.٘ٓٙ‬‬ ‫‪ٓ.ٚٚٙ‬‬ ‫المطمق ػ ػ ػ ػ ػ ػوف غيػ ػ ػ ػ ػ ػػر ٗٔ‪ٓ.ٚ‬‬
‫قػػادريف عمػػى تحمػػؿ‬
‫المسجولية‬
‫ٔ‪ٓ.٘ٙ‬‬ ‫‪ٓ.٘ٓٛ‬‬ ‫٘‪ٓ.ٜٙ‬‬ ‫المطمق ػ ػ ػ ػ ػ ػوف غيػ ػ ػ ػ ػ ػػر ٗ‪ٓ.ٙٚ‬‬
‫أمن ػػاء عم ػػى شػ ػػركاء‬
‫حياتهـ وبيتهـ‬
‫ٖٓ‪ٓ.ٙ‬‬ ‫‪ٓ.ٜٗ٘‬‬ ‫٘‪ٓ.ٜٚ‬‬ ‫يتسػ ػ ػ ػ ػ ػػـ المطمقػ ػ ػ ػ ػ ػػوف ‪ٓ.ٕٜٙ‬‬
‫باألناني ػ ػ ػ ػ ػ ػػة (غي ػ ػ ػ ػ ػ ػػر‬
‫مضحيف)‬
‫‪ٓ.ٗٙٛ‬‬ ‫ٗ‪ٓ.ٕٜ‬‬ ‫‪ٓ.ٜ٘ٙ‬‬ ‫يزيػ ػػد احتمػ ػػاؿ فشػ ػػؿ ‪ٓ.ٕ٘ٙ‬‬
‫المطمقػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػيف عنػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػد‬
‫الزواج مرة أخرى‬
‫ٕٖٗ‪ٓ.‬‬ ‫ٗ‪ٓ.ٗٛ‬‬ ‫‪ٓ.ٗٗٙ‬‬ ‫ال ي ارع ػي المطمقػػوف ‪ٓ.٘ٔٚ‬‬
‫التقالي ػ ػ ػ ػػد والع ػ ػ ػ ػػادات‬
‫االجتماعية‬

‫‪076‬‬
‫جملة حبوث ودراسات نفسية (مج ‪ ، 51‬ع‪ 4‬أكتوبر ‪ ، 9152‬ص ص ‪)775-922‬‬

‫قيم الشيوع‬ ‫عدم االنضباط‬ ‫المشاعر المرتبطة‬ ‫نقص االلتزام‬ ‫األبعاد‬


‫السموكي‬ ‫بالخوف والخزي‬
‫بالنسبة‬ ‫بالنسبة‬ ‫بالنسبة‬ ‫بالنسبة‬ ‫بالنسبة‬ ‫بالنسبة‬ ‫بالنسبة‬ ‫بالنسبة‬ ‫البنود‬
‫لمنساء‬ ‫لمرجاؿ‬ ‫لمنساء‬ ‫لمرجاؿ‬ ‫لمنساء‬ ‫لمرجاؿ‬ ‫لمنساء‬ ‫لمرجاؿ‬
‫المطمقيف المطمقات المطمقيف المطمقات المطمقيف المطمقات المطمقيف المطمقات‬
‫‪ٓ.ٖٚٙ‬‬ ‫‪ٓ.ٖٔٚ‬‬ ‫‪ٓ.ٗٙٛ‬‬ ‫الش ػ ػ ػػخص المطم ػ ػ ػػؽ ٓٓ٘‪ٓ.‬‬
‫خراب بيوت‬
‫‪ٓ.ٖٜٗ‬‬ ‫ٖٓٓ‪ٓ.‬‬ ‫ٗ٘٘‪ٓ.‬‬ ‫احتم ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاؿ نج ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاح ٖ‪ٓ.ٗٛ‬‬
‫ال ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػزواج الث ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاني‬
‫لممطمؽ ضعيؼ‬
‫‪ٓ.ٙٓٛ‬‬ ‫‪ٓ.٘ٛٚ‬‬ ‫ٗ‪ٓ.ٙٛ‬‬ ‫ٔٔ‪ٓ.ٚ‬‬ ‫يعيػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػب الطػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػبلؽ‬
‫صاحبه‬

‫‪077‬‬
‫جملة حبوث ودراسات نفسية (مج ‪ ، 51‬ع‪ 4‬أكتوبر ‪ ، 9152‬ص ص ‪)775-922‬‬

‫قيم الشيوع‬ ‫عدم االنضباط‬ ‫المشاعر المرتبطة‬ ‫نقص االلتزام‬ ‫األبعاد‬


‫السموكي‬ ‫بالخوف والخزي‬
‫البنود‬
‫بالنس ػ ػ ػػبة بالنسػ ػ ػ ػ ػػبة بالنس ػ ػ ػػبة بالنسػ ػ ػ ػ ػػبة بالنس ػ ػ ػػبة بالنسػ ػ ػ ػ ػػبة بالنس ػ ػ ػػبة بالنسػ ػ ػ ػ ػػبة‬
‫لمنس ػ ػ ػ ػ ػ ػػاء لمرج ػ ػ ػ ػػاؿ لمنس ػ ػ ػ ػ ػ ػػاء‬ ‫لمرج ػ ػ ػ ػػاؿ لمنس ػ ػ ػ ػ ػ ػػاء لمرج ػ ػ ػ ػػاؿ لمنس ػ ػ ػ ػ ػ ػػاء لمرج ػ ػ ػ ػػاؿ‬
‫المطمقيف المطمقات المطمقيف المطمقات المطمقيف المطمقات المطمقيف المطمقات‬
‫‪ٓ.ٕٗٚ‬‬ ‫٘ٗٗ‪ٓ.‬‬ ‫‪ٓ.ٚٓٙ‬‬ ‫ٕ‪ٓ.ٙٚ‬‬ ‫يخ ػ ػ ػػاؼ الن ػ ػ ػػاس م ػ ػ ػػف لق ػ ػ ػػب‬
‫مطمؽ‬
‫‪ٓ.ٜٜ٘‬‬ ‫ٕٕ٘‪ٓ.‬‬ ‫‪ٓ.ٙٛٛ‬‬ ‫ٗ٘‪ٓ.ٙ‬‬ ‫الط ػ ػػبلؽ فض ػ ػػيحة لص ػ ػػاحبه‬
‫وألسرته‬
‫ٖٓٗ‪ٓ.‬‬ ‫ٖ٘ٗ‪ٓ.‬‬ ‫ٓ‪ٓ.ٜٙ‬‬ ‫ٔٗ‪ٓ.ٙ‬‬ ‫تحم ػ ػػؿ حي ػ ػػاة زوجي ػ ػػة غي ػ ػػر‬
‫ناجحػ ػ ػػة أفضػ ػ ػػؿ مػ ػ ػػف لقػ ػ ػػب‬
‫مطمؽ‬
‫ٕٕٗ‪ٓ.‬‬ ‫ٖٖٖ‪ٓ.‬‬ ‫ٓ‪ٓ.ٜ٘‬‬ ‫‪ٓ.ٜ٘ٙ‬‬ ‫تخفي كثير مف األسر وجػود‬
‫شخص مطمؽ لديها‬
‫‪ٓ.ٖٙٚ‬‬ ‫ٖٖٗ‪ٓ.‬‬ ‫‪ٓ.٘٘ٚ‬‬ ‫‪ٓ.٘٘ٙ‬‬ ‫ضػ ػػرورة فػ ػػرض قيػ ػػود عمػ ػػى‬
‫المطمقػ ػ ػ ػ ػػيف فػ ػ ػ ػ ػػي الخػ ػ ػ ػ ػػروج‬
‫والعبلقات االجتماعية‬
‫ٕ‪ٓ.ٖٙ‬‬ ‫ٖٕٗ‪ٓ.‬‬ ‫‪ٓ.ٜ٘ٓ‬‬ ‫‪ٓ.ٗٗٚ‬‬ ‫وجػ ػػود شػ ػػخص مطمػ ػػؽ فػ ػػي‬
‫أسرتي يثير الخجؿ‬
‫‪ٓ.ٗٓٙ‬‬ ‫ٕ‪ٓ.ٗٚ‬‬ ‫٘‪ٓ.ٙٙ‬‬ ‫ٕ٘‪ٓ.ٚ‬‬ ‫المطمق ػ ػػوف أش ػ ػػخاص س ػ ػػهؿ‬
‫إقامة عبلقات معهـ‬
‫ٗ‪ٓ.ٗٛ‬‬ ‫ٗٓ٘‪ٓ.‬‬ ‫ٗ٘ٗ‪ٓ.‬‬ ‫ٕ‪ٓ.ٜ٘‬‬ ‫المطمػ ػػؽ بيمشػ ػػي عمػ ػػى حػ ػػؿ‬
‫شعر‬
‫ٓ‪ٓ.ٜٗ‬‬ ‫ٓ‪ٓ.ٖٛ‬‬ ‫‪ٓ.ٙٚٙ‬‬ ‫ٔ‪ٓ.ٜ٘‬‬ ‫لػ ػ ػ ػػدى المطمقػ ػ ػ ػػيف عبلقػ ػ ػ ػػات‬
‫متعددة ومشينة‬
‫٘‪ٓ.ٕٙ‬‬ ‫‪ٓ.ٖٚٚ‬‬ ‫‪ٓ.ٕٜٗ‬‬ ‫‪ٓ.٘ٛٛ‬‬ ‫المطمق ػ ػػوف أكث ػ ػػر جػ ػ ػرأة م ػ ػػف‬
‫غيرهـ‬
‫ٔ‪ٓ.ٔٛ‬‬ ‫‪ٓ.ٕٕٙ‬‬ ‫‪ٓ.ٖٜٗ‬‬ ‫ٕ‪ٓ.ٗٚ‬‬ ‫المطمق ػ ػ ػػوف لػ ػ ػ ػػديهـ حرمػ ػ ػ ػػاف‬

‫‪077‬‬
‫جملة حبوث ودراسات نفسية (مج ‪ ، 51‬ع‪ 4‬أكتوبر ‪ ، 9152‬ص ص ‪)775-922‬‬

‫قيم الشيوع‬ ‫عدم االنضباط‬ ‫المشاعر المرتبطة‬ ‫نقص االلتزام‬ ‫األبعاد‬


‫السموكي‬ ‫بالخوف والخزي‬
‫البنود‬
‫بالنس ػ ػ ػػبة بالنسػ ػ ػ ػ ػػبة بالنس ػ ػ ػػبة بالنسػ ػ ػ ػ ػػبة بالنس ػ ػ ػػبة بالنسػ ػ ػ ػ ػػبة بالنس ػ ػ ػػبة بالنسػ ػ ػ ػ ػػبة‬
‫لمنس ػ ػ ػ ػ ػ ػػاء لمرج ػ ػ ػ ػػاؿ لمنس ػ ػ ػ ػ ػ ػػاء‬ ‫لمرج ػ ػ ػ ػػاؿ لمنس ػ ػ ػ ػ ػ ػػاء لمرج ػ ػ ػ ػػاؿ لمنس ػ ػ ػ ػ ػ ػػاء لمرج ػ ػ ػ ػػاؿ‬
‫المطمقيف المطمقات المطمقيف المطمقات المطمقيف المطمقات المطمقيف المطمقات‬
‫جنسي‬
‫ٖٓ٘‪ٓ.‬‬ ‫‪ٓ.ٖ٘ٚ‬‬ ‫ٖٖٗ‪ٓ.‬‬ ‫ٕ٘ٗ‪ٓ.‬‬ ‫المطمق ػ ػ ػػوف لمص ػ ػ ػػداقة فق ػ ػ ػػط‬
‫وليس لمزواج‬
‫ٕ‪ٗ.ٛ‬‬ ‫‪ٗ.ٜٓ‬‬ ‫‪ٔ.ٙٚ‬‬ ‫‪ٔ.ٜٜ‬‬ ‫ٖ‪ٕ.ٛ‬‬ ‫٘‪ٕ.ٙ‬‬ ‫ٓ‪ٖ.ٛ‬‬ ‫‪ٖ.٘ٙ‬‬ ‫قيـ الجذر الكامف‬
‫ٗٗ‪ٗ٘.‬‬ ‫٘‪ٗٔ.ٛ‬‬ ‫ٕٗ‪٘.‬‬ ‫‪ٙ.ٜٚ‬‬ ‫ٓ‪ٛ.ٚ‬‬ ‫‪ٔٓ.ٖٛ‬‬ ‫ٕٖ‪ٖٔ.‬‬ ‫‪ٕٗ.ٜٙ‬‬ ‫نسب التبايف‬

‫ويتضح مف خبلؿ الجدوؿ السابقوجود اتفاؽ في البنية العاممية لوصمة الطبلؽ بالنسبة‬
‫لممطمقيف والمطمقات كما يدركها المجتمع؛ إ ْذ استُخمصت ثبلثة عوامؿ‪ ،‬هـ‪ :‬العامؿ األوؿ‪:‬‬
‫أخير العامؿ الثالث‪:‬‬
‫نقص االلتزاـ‪ ،‬والعامؿ الثاني‪ :‬المشاعر المرتبطة بالخوؼ والخزي‪ ،‬و ًا‬
‫عدـ االنضباط السموكي‪.‬‬

‫‪ )2‬ثبات أداة الدراسة‬

‫واعتمدنا في حساب ثبات أداة الدراسة عمى طريقة االتساؽ الداخمي‪ ،‬وقد قُدر أسموب‬
‫االتساؽ الداخمي بطريقتيف‪ ،‬هما‪ :‬حساب معامبلت ألفا‪-‬كرونباخ‪ ،‬وارتباط البند بالدرجة‬
‫ونعرض لنتاجج حساب ثبات أداة الدراسة عمى النحو‬
‫الكمية لممكونات الفرعية الثبلثة‪َ ،‬‬
‫التالي‪:‬‬

‫أوًال‪ :‬حساب معامبلت ألفا‪ -‬كرونباخ‪ ،‬وذلؾ عمى النحو الموضح بالجدوؿ (ٗ)‬

‫معامؿ ألفا‪ -‬كرونباخ‬


‫عدد البنود‬ ‫المقياس‬
‫لمنساء المطمقات لمرجاؿ المطمقيف‬
‫‪ٜ‬‬ ‫‪ٓ.ٕٛٚ‬‬ ‫ٖ٘‪ٓ.ٛ‬‬ ‫ٔ‪ .‬نقص االلتزاـ‬
‫‪ٚ‬‬ ‫‪ٓ.ٚٗٙ‬‬ ‫‪ٓ.ٜٚٚ‬‬ ‫ٕ‪ .‬المشاعر المرتبطة بالخوؼ والخزي‬

‫‪077‬‬
‫جملة حبوث ودراسات نفسية (مج ‪ ، 51‬ع‪ 4‬أكتوبر ‪ ، 9152‬ص ص ‪)775-922‬‬

‫‪ٙ‬‬ ‫ٖ‪ٓ.ٙٚ‬‬ ‫ٔ٘‪ٓ.ٙ‬‬ ‫ٖ‪ .‬عدـ االنضباط السموكي‬


‫ٕٕ‬ ‫ٗٗ‪ٓ.ٛ‬‬ ‫ٔ‪ٓ.ٜٛ‬‬ ‫ٗ‪ .‬الدرجة الكمية‬

‫ثانيا‪ُ :‬حسبت معامبلت ارتباط البند بالدرجة الكمية لكؿ مكوف فرعي‪ ،‬كما هو موضح‬
‫ً‬
‫في الجدوؿ التالي (٘)‪:‬‬

‫جدوؿ رقـ (٘) ارتباط البند بالدرجة الكمية لكؿ مكوف فرعي مف مقياس وصمة الطبلؽ‬

‫عدـ االنضباط‬ ‫المشاعر المرتبطة‬


‫نقص االلتزاـ‬
‫السموكي‬ ‫بالخوؼ والخزي‬
‫البند‬
‫لمنساء‬ ‫لمرجاؿ‬ ‫لمنساء‬ ‫لمرجاؿ‬ ‫لمنساء‬ ‫لمرجاؿ‬
‫المطمقيف المطمقات المطمقيف المطمقات المطمقيف المطمقات‬
‫ٖٔ‪ٓ.ٛ‬‬ ‫ٓٓ‪ٓ.ٛ‬‬ ‫المطمقوف ال يصونوف العشرة‬
‫المطمقوف ال يحافظوف عمى عهود‬
‫ٖ٘‪ٓ.ٛ‬‬ ‫‪ٓ.ٜٚٛ‬‬
‫والتزامات الزواج‬
‫المطمقوف غير قادريف عمى تحمؿ‬
‫ٖٓ‪ٓ.ٛ‬‬ ‫ٔٓ‪ٓ.ٛ‬‬
‫المسجولية‬
‫المطمقوف غير أمناء عمى شركاء حياتهـ‬
‫ٖٓ‪ٓ.ٛ‬‬ ‫ٓٓ‪ٓ.ٛ‬‬
‫وبيتهـ‬
‫يتس ػ ػ ػػـ المطمق ػ ػ ػػوف باألناني ػ ػ ػػة (غي ػ ػ ػػر‬
‫ٕٖ‪ٓ.ٛ‬‬ ‫‪ٓ.ٛٓٚ‬‬
‫مضحيف)‬
‫يزيػ ػػد احتمػ ػػاؿ فشػ ػػؿ المطمقػ ػػيف عنػ ػػد‬
‫‪ٓ.ٛٗٛ‬‬ ‫ٕٓ‪ٓ.ٛ‬‬
‫الزواج مرة أخرى‬
‫ال يراعي المطمقوف التقاليد والعادات‬
‫ٕٗ‪ٓ.ٛ‬‬ ‫ٓٔ‪ٓ.ٛ‬‬
‫االجتماعية‬
‫‪ٓ.ٛٗٛ‬‬ ‫ٕ٘‪ٓ.ٛ‬‬ ‫الشخص المطمؽ خراب بيوت‬
‫ٔٗ‪ٓ.ٛ‬‬ ‫احتماؿ نجاح الػزواج الثػاني لممطمػؽ ٕٓ‪ٓ.ٛ‬‬

‫‪077‬‬
‫جملة حبوث ودراسات نفسية (مج ‪ ، 51‬ع‪ 4‬أكتوبر ‪ ، 9152‬ص ص ‪)775-922‬‬

‫عدـ االنضباط‬ ‫المشاعر المرتبطة‬


‫نقص االلتزاـ‬
‫السموكي‬ ‫بالخوؼ والخزي‬
‫البند‬
‫لمنساء‬ ‫لمرجاؿ‬ ‫لمنساء‬ ‫لمرجاؿ‬ ‫لمنساء‬ ‫لمرجاؿ‬
‫المطمقيف المطمقات المطمقيف المطمقات المطمقيف المطمقات‬
‫ضعيؼ‬
‫‪ٓ.ٚٗٙ‬‬ ‫ٗ‪ٓ.ٙٛ‬‬ ‫يعيب الطبلؽ صاحبه‬
‫٘‪ٓ.ٚٛ‬‬ ‫ٖٔ‪ٓ.ٚ‬‬ ‫يخاؼ الناس مف لقب مطمؽ‬
‫ٖٗ‪ٓ.ٚ‬‬ ‫٘‪ٓ.ٜٙ‬‬ ‫الطبلؽ فضيحة لصاحبه وألسرته‬
‫تحمؿ حياة زوجية غير ناجحة أفضؿ مف‬
‫٘‪ٓ.ٚٛ‬‬ ‫ٔٔ‪ٓ.ٚ‬‬
‫لقب مطمؽ‬
‫تخفي كثير مف األسر وجود شخص‬
‫‪ٓ.ٜٚٙ‬‬ ‫ٖٔ‪ٓ.ٚ‬‬
‫مطمؽ لديها‬
‫ضرورة فرض قيود عمى المطمقيف في‬
‫ٕ‪ٓ.ٚٛ‬‬ ‫ٖٓ‪ٓ.ٚ‬‬
‫الخروج والعبلقات االجتماعية‬
‫وجود شخص مطمؽ في أسرتي يثير‬
‫ٓ‪ٓ.ٚٛ‬‬ ‫ٔٗ‪ٓ.ٚ‬‬
‫الخجؿ‬
‫المطمقوف أشخاص سهؿ إقامة عبلقات‬
‫ٗٔ‪ٓ.ٙ‬‬ ‫ٖٗ‪ٓ.ٙ‬‬
‫معهـ‬
‫‪ٓ.٘ٙٛ‬‬ ‫‪ٓ.ٜ٘ٚ‬‬ ‫المطمؽ بيمشي عمى حؿ شعر‬
‫ل ػ ػ ػػدى المطمق ػ ػ ػػيف عبلق ػ ػ ػػات متع ػ ػ ػػددة‬
‫‪ٓ.ٜ٘ٛ‬‬ ‫‪ٓ.ٕٙٛ‬‬
‫ومشينة‬
‫‪ٓ.ٜ٘ٛ‬‬ ‫ٖٗ‪ٓ.ٙ‬‬ ‫المطمقوف أكثر جرأة مف غيرهـ‬
‫ٕٔ‪ٓ.ٙ‬‬ ‫ٗ‪ٓ.ٙٙ‬‬ ‫المطمقوف لديهـ حرماف جنسي‬
‫المطمقػػ ػ ػػوف لمصػ ػ ػ ػػداقة فقػ ػ ػ ػػط ولػ ػ ػ ػػيس‬
‫‪ٓ.٘ٛٛ‬‬ ‫ٖٖ‪ٓ.ٙ‬‬
‫لمزواج‬

‫‪077‬‬
‫جملة حبوث ودراسات نفسية (مج ‪ ، 51‬ع‪ 4‬أكتوبر ‪ ، 9152‬ص ص ‪)775-922‬‬

‫ويتضح مف اإلجراءات السابقة لحساب ثبات أداة الدراسة أف قيـ ألفا – كرونباخ سواء‬
‫لممكونات الفرعية أو لمدرجة الكمية ُمرضية لدرجة كبيرة‪ ،‬كما أف ارتباط البنود بالمكونات الفرعية‬
‫ُمرضية‪.‬‬

‫(ٖ) ظروف التطبيق‬

‫ٍ‬
‫بشكؿ فردي‪ ،‬واستغرقت المقابمة ساعة تقر ًيبا‪ ،‬وفيما يتعمؽ باستخبار‬ ‫طُبؽ دليؿ المقابمة‬
‫وصمة الطبلؽ كما يدركها المجتمع طُبؽ بشكؿ جمعي (في الجامعات والمعاهد)‪ ،‬وبشكؿ‬
‫فردي (في شركات خاصة ومصالح حكومية)؛ إذ تبدأ الجمسة (جمسة المقابمة المتعمقة أو‬
‫تطبيؽ االستخبار)بتقديـ الباحثتيف نفسهما‪ ،‬والتعريؼ بطبيعة البحث وأهدافه‪،‬وحث‬
‫المشاركيف عمى التعاوف وأف معموماتهـ في سرية تامة‪ ،‬وتقدـ استمارة البحث‪ ،‬وتستغرؽ‬
‫اإلجابة عف االستمارة ما يتراوح ٓٔ دقاجؽ‪ ،‬وبعد االنتهاء مف اإلجابة تراجعها الباحثتاف‬
‫لمتأكد مف استيفاء جميع البنود والبيانات الشخصية‪.‬‬

‫(ٗ) أساليب تحميل البيانات والنتائج‬

‫اُعتمد عمى أسموب التحميؿ والتفسير‪ :‬األسموب الكيفي الذي ُيطبؽ مف خبلؿ تحميؿ‬
‫وتفسير إجابات حالتي الدراسة عمى (دليؿ لممقابمة يناقش أهداؼ البحث وتساؤالته)‪ ،‬وقد‬
‫اُعتمد عمى برنامج إف فيفى‪ NVivo‬باعتبار أحد برامج (حزـ) الحاسبات المصممة‬
‫لتحميؿ البيانات الكيفية‪ .‬و ِمف مميزاته القدرة عمى تحميؿ المذكرات الموجزة وتكويدها بطريقة‬
‫دقيقة‪.‬وفيما يتعمؽ بخطة التحميبلت اإلحصاجية المستخدمة في الدراسة الكمية اُعتمدت‬
‫عمى حساب التحميؿ العاممي االستكشافي الستكشاؼ البنية العاممية لوصمة الطبلؽ‬
‫بالنسبة لممطمقيف والمطمقات‪ ،‬كما أُجري التحميؿ العاممي التحققي لمتحقؽ مف مدى مطابقة‬
‫ِ‬
‫باإلضافة إلى حساب النسبة‬ ‫النموذج المفترض لوصمة الطبلؽ كما يدركها المجتمع‪.‬‬
‫الحرجة لموقوؼ عمى مدى اختبلؼ مظاهر الوصمة االجتماعية التي تتعرض لها المرأة‬
‫المطمقة في المجتمع المصري مقارنة بالرجؿ المطمؽ كجماعة مرجعية‪.‬‬

‫‪077‬‬
‫جملة حبوث ودراسات نفسية (مج ‪ ، 51‬ع‪ 4‬أكتوبر ‪ ، 9152‬ص ص ‪)775-922‬‬

‫عرضا لنتائج التحميل الكيفي آلراء المبحوثات‪،‬‬


‫ً‬ ‫نتائج الدراسة؛ تضمنت نتائج الدراسة‬
‫وعرضا لنتائج فروض الدراسة الكمية‪ ،‬ونعرض ليما عمى النحو التالي‪:‬‬
‫ً‬

‫‪079‬‬
‫جملة حبوث ودراسات نفسية (مج ‪ ، 51‬ع‪ 4‬أكتوبر ‪ ، 9152‬ص ص ‪)775-922‬‬

‫أوًال‪ :‬نتائج مرحمة التحميل الكيفي (قراءة في آراء المبحوثات)‬

‫ويبيف الجدوؿ رقـ (‪ )ٙ‬نتاجج التحميؿ الكيفي التي اُستخمصت مف خبلؿ استخداـ‬
‫برنامج ‪ Nvivo‬لمتحميؿ الكيفي عمى النحو التالي‪:‬‬

‫جدوؿ رقـ (‪ )ٙ‬التحميؿ العقدي (‪ )Node analysis‬لوصمة الطبلؽ‬


‫عدد‬
‫عدد اإلحاالت‬ ‫العقد الرجيسة ‪Parental‬‬
‫المصادر‬ ‫العقد الفرعية ‪Child Nodes‬‬
‫‪References‬‬ ‫‪Nodes‬‬
‫‪Sources‬‬
‫ٕٖ‬ ‫‪ٛ‬‬ ‫ٔ‪ -‬الخوؼ مف لقب مطمقة‬
‫‪ٜ‬‬ ‫‪ٚ‬‬ ‫ٕ‪ -‬وص ػ ػ ػػمة الط ػ ػ ػػبلؽ كم ػ ػ ػػا ي ػ ػ ػػدركها‬ ‫ٔ‪ -‬نظرة المجتمع لممطمقة‬
‫المجتمع بالنسبة لمرجؿ ولممرأة‬
‫ٖٔ‬ ‫‪ٙ‬‬ ‫ٔ‪ -‬األهؿ‬
‫‪ٜ‬‬ ‫٘‬ ‫ٕ‪ -‬زمبلء العمؿ‬ ‫ٕ‪-‬مصادر وصمة الطبلؽ‬
‫ٕ‬ ‫ٔ‬ ‫ٖ‪ -‬الجيراف والمحيطيف بالمطمقة‬
‫ٖ‬ ‫ٕ‬ ‫ٔ‪ -‬تمقيت مساندة بدرجة كبيرة‬
‫‪ٙ‬‬ ‫ٖ‬ ‫ٕ‪-‬بدرج ػ ػ ػ ػػة متقطع ػ ػ ػ ػػة (م ػ ػ ػ ػػف بع ػ ػ ػ ػػض‬ ‫ٖ‪ -‬تمقي المساندة والدعـ مف‬
‫المحيطيف)‬ ‫المحيطيف عقب الطبلؽ‬
‫‪ٜ‬‬ ‫ٖ‬ ‫ٖ‪-‬لـ أتمؽ مساندة عمى اإلطبلؽ‬
‫ٗٔ‬ ‫‪ٙ‬‬ ‫المواق ػػؼ الت ػػي تعرض ػػت له ػػا المطمق ػػة‬
‫ٗ‪-‬مظاهر الوصمة‬
‫عقب الطبلؽ وتتضح بها الوصمة‬
‫ٕٖ‬ ‫‪ٚ‬‬ ‫ٔ‪-‬الش ػ ػػعور بالص ػ ػػدمة والخ ػ ػػوؼ م ػ ػػف‬
‫٘‪-‬المترتبات النفسية‬
‫مواجهة الناس‬
‫واالجتماعية لموصمة‬
‫ٓٔ‬ ‫٘‬ ‫ٕ‪-‬استراتيجيات مواجهة الصدمة‬

‫وبالنظر إلى نتائج الجدول التالي فيما يتعمق بنظرة المجتمع لممرأة المطمقة يتضح‬
‫وجودإ جماع بيف مفردات العينة عمى النظرة السمبية (الوصمة القاسية) التي يمقيها المجتمع‬

‫‪070‬‬
‫جملة حبوث ودراسات نفسية (مج ‪ ، 51‬ع‪ 4‬أكتوبر ‪ ، 9152‬ص ص ‪)775-922‬‬

‫عمى المرأة المطمقة‪ .‬ومف هنا يمكف االستنتاج بأف متغير السف والتعميـ والطبقة‬
‫االجتماعية لـ تؤثر في رأي المبحوثات‪ ،‬فيما يتعمؽ بنظرة المجتمع ووصمته لممرأة‬
‫المطمقة‪ .‬كما أف اختبلؼ تجربة كؿ مبحوثة(السياؽ والمتغيرات الفاعمة في الزواج‬
‫فيما يتعمؽ بنظرة المجتمع ووصمته لممرأة‬ ‫والطبلؽ)‪ ،‬لـ يؤثر في رأي المبحوثات‪َ ،‬‬
‫المطمقة‪ .‬وفي ضوء ذلؾ ُحممت نظرة المجتمع لممطمقة عمى مستوييف‪ ،‬هما‪ :‬الرؤية الذاتية‬
‫ٍ‬
‫بوجه عاـ في مقابؿ فهـ المبحوثة لرأي المجتمع‪.‬‬ ‫الخاصة بنظرة المرأة نفسها لممطمقة‬

‫وكاف هناؾ اتفاؽ بيف الحاالت أف المطمقة هي نتاج لظروؼ اجتماعية أدت بها لهذا‬
‫الوضع‪ ،‬وعبرف عف رفضهف إلصدار األحكاـ عمى المطمقة وتحميمها مسجولية الطبلؽ‬
‫"المطمقة ال يجب أف نحكـ عميها‬
‫وحدها‪ ،‬وتبدي ذلؾ فيما أشارت إليه الحالة (ٔ) ُ‬
‫باإلعداـ‪ ،‬ألنها ليست مثؿ البنت أو األرممة‪ ،‬هي كانت متزوجة شرًعا‪ ،‬ال يصح أف ندعي‬
‫أننا مجتمع متديف ونحف ننظر لممرأة عمى أنها منحرفة‪ ،‬الرسوؿ صمى اهلل عميه وسمـ‬
‫تزوج مف مطمقة‪ ،‬ولـ ينظر لممرأة هكذا‪ ،‬وأف نظرة المجتمع غير عادلة وال منصفة‪ ،‬داجما‬
‫المرأة هي سبب المشكبلت‪ ،‬هي المسجولة عف انهيار العبلقة الزوجية‪ ،‬تحكمنا داجما‬
‫مقوالت (الشرؼ‪ -‬تخيبلت العبلقة األولى‪.")....‬‬

‫وعبرت الحالة (ٖ) عف أف "المطمقة هي عضو مف أعضاء المجتمع لها تجربة حياتية‬
‫خاصة قد تنجح وقد تفشؿ‪ ،‬ماذا يعيبها في الطبلؽ؟ لماذا نقمبها في قالب نمطي ونميز‬
‫المطمؽ؟ألـ يحمؿ اهلل الطبلؽ؟‪...‬المجتمع ظالـ‪ ،‬ليس فقط موضوع‬ ‫بينها وبيف الرجؿ ُ‬
‫الطبلؽ‪ ،‬ولكف في نظرته لممرأة بشكؿ عاـ مثؿ موضوع (العنوسة)‪ .‬أنا أدرؾ تماما كيؼ‬
‫ينظر الناس لممرأة المطمقة وكيؼ يحمموف ويفسروف توجهاتها في الحياة‪ .‬ولكف هذا اإلدراؾ‬
‫ال يجعمني أخاؼ أو أنكمش‪ ،‬عمى العكس يجعمني أحاوؿ داجما فرض احترامي عمى‬
‫اآلخريف"‪.‬‬

‫‪077‬‬
‫جملة حبوث ودراسات نفسية (مج ‪ ، 51‬ع‪ 4‬أكتوبر ‪ ، 9152‬ص ص ‪)775-922‬‬

‫كما َعبرت جميع المبحوثات –باستثناء واحدة‪ -‬عف خوفهف مف لقب "مطمقة"‪ ،‬ولَـ تؤثر‬
‫أي مف متغيرات الدراسة (السف أو التعميـ أو الطبقة االجتماعية)‪ ،‬أَو العوامؿ المؤدية‬
‫لمطبلؽ‪ ،‬عمى وجود الشعور بالخوؼ مف المقب الموصوـ مف عدمه‪.‬‬

‫وعبرت المبحوثات عف هذا التخوؼ مف خبلؿ العبارات اآلتية‪:‬‬

‫الحالة (‪( )1‬كنت أخشى مف لقب (مطمقة) ألنه بيتـ تصنيفي باعتباري أني امرأة سهمة‬
‫‪ ،Easy Women‬وأنا حتى في عبلقاتي وحياتي االجتماعية كنت أتجنب ذكر مطمقة‪،‬‬
‫َبسبب نظرة المجتمع؛ إذإف أي امرأة مطمقة ُينظر إليها نظرة سيجة)‪.‬‬

‫خصوصا لمولديف‪ ،‬الناس‬


‫ً‬ ‫الحالة (‪( )2‬فعبل كنت خايفة أواجه الناس ومحتاجة وجود‬
‫بيعمموله حساب في المدارس‪ ،‬في المواقؼ المي بواجهها)‪.‬‬

‫الحالة (‪( )4‬بخاؼ مف لقب مطمقة ألف المجتمع بيشوؼ المطمقة مش كويسة‪ ،‬وماشية‬
‫بتهرش‪ ،‬وعمى حؿ شعرها‪،‬وأي حاجة مباحة بعد الطبلؽ‪ ،‬وبيشوفوها ست مش كويسة‪،‬‬
‫وبخاؼ مف فكر الراجؿ فيبوصفي مطمقةً‪ .‬بيضايقني لقب مطمقة‪ ،‬وبخفيه كتير‪ ،‬لكف لما‬
‫بضطركتب في استمارة حكومية أني مطمقة بكوف متضايقة‪،‬ألنيببقىخايفة مف نظرة‬
‫أ‬
‫الموظفيف لي‪.‬بعد طبلقي مباشرة كنت خايفة مف مواجهة الناس‪ ،‬ومازاؿ موجود ألف بعد‬
‫ما أطمقت عمى طوؿ فيه شخص ظهر فيحياتي‪ ،‬وحسيت أنه العوض بقا‪ ،‬وكاف مطمقًا‬
‫وكاف مهتـ بي‪ ،‬وقربنا مف بعض لحد ما قالي صراحة إننا ممكف نكوف ‪friends with‬‬
‫)‪.)benefits‬‬

‫الحالة (‪( )5‬لقب مخيؼ في المجتمع ألنه بيتبص عميها إنها ست شماؿ وسهمة‬
‫ومتاحة)‪.‬‬

‫الحالة (‪( )6‬كتير بحس بقهرة وحزف مف لقب مطمقة واف الناس مش متفهمة إف‬
‫الطبلؽ بيكوف حؿ أحيانا)‪.‬‬

‫‪076‬‬
‫جملة حبوث ودراسات نفسية (مج ‪ ، 51‬ع‪ 4‬أكتوبر ‪ ، 9152‬ص ص ‪)775-922‬‬

‫الست المطمقة ست منحرفة وماشية عمى حمّشعرها‪ ،‬د رأي الناس واحنا‬
‫الحالة (‪ُ ()7‬‬
‫مضطريف نخاؼ عمشاف الكممة دي)‪.‬‬

‫الحالة (‪()8‬الناس دايما بتجيب العيب عمى الست مهما كانت الظروؼ‪ ،‬وعبرت عف‬
‫تخوفها بسبب نظرة الناس لممطمقة بوصفها (معيوبة))‪.‬‬

‫حتى الحالة (‪ )3‬التي أعربت عف عدـ خوفها مف لقب مطمقة(لـ أخؼ مف الطبلؽ‪،‬‬
‫وال كممة (مطمقة) بعبع األنثى في مجتمعنا‪ ،‬ولكني كنت غاضبة وأشعر بالقيود في عنقي‪،‬‬
‫لـ أكف أحيا عمى طبيعتي‪ ،‬كنت إنسانة ُمصطنعة أريد التحرر والخروج مف القالب الصمب‬
‫الذي ُسجنت فيه‪ .‬حطمت قيوديواتطمقت‪ ...‬بمعنى آخر تحررت ورجعت لنفسي كما قمت‬
‫مف قبؿ)‪ .‬فإف عدـ الخوؼ عمى المستوى الشعوري اصطدـ في بعض المواقؼ بالشعور‬
‫بوطأة المقب والوصمة‪ ،‬وعبرت عف ذلؾ بقولها‪ :‬الشعور بالوصمة لـ أشعر به وقت‬
‫حدوث الطبلؽ‪ ،‬ألني كنت في دوامة األحداث ممهية بما يحدث‪ ،‬لكف بعد فترة بدأت في‬
‫مواقؼ معينة أستشعر وطأة المقب‪ ،‬لكف مواقؼ نادرة ال تتكرر كثيرا‪ ،‬مثبل في تجمع به‬
‫سيدات متزوجات أُالحظ الفضوؿ لمعرفة لماذا حدث الطبلؽ‪،‬ولكف أنا عمى المستوى‬
‫داجما بما يمميه عمي ضميري‬
‫الشعوري ال أهتـ بما يقاؿ أو يحدث حولي‪ ،‬ألني ألتزـ ً‬
‫وتربيتي‪ ،‬ال أخاؼ أحدا وال أضع نفسي في موقؼ أُحاسب فيه عمى شيء‪.‬‬

‫كما اتفقت جميع المبحوثات عمى وجود تفاوت في إدراك المجتمع لمرجل المطمق‬
‫ولممرأة المطمقة‪ ،‬وأن الطالق يعيب فقط المرأة‪ ،‬ويعد فضيحة ينبغي تجنبيا أو إخفائيا‪،‬‬
‫وهذا ما عبرتبه جميع الحاالت عند سؤالهف عف نظرة المجتمع لمرجؿ المطمؽ ولممرأة‬
‫المطمقة‪ ،‬فأقرت الحالة (‪ )ٛ‬أف "الست المطمقة أو المنفصمة عف جوزها في مجتمعنا‬
‫(معيوبة)‪ ،‬النظرة ليها إنها مش كويسة وأي حاجة تتقاؿ عميها وعمى سموكها وتصرفاتها‬
‫بتتصدقوبيطمع عميها إشاعات كتيرة"‪.‬‬

‫‪077‬‬
‫جملة حبوث ودراسات نفسية (مج ‪ ، 51‬ع‪ 4‬أكتوبر ‪ ، 9152‬ص ص ‪)775-922‬‬

‫وأشارت الحالة (ٗ) إلى أف "المجتمع بيشوؼ المطمقة مش كويسة‪ ،‬وماشية بتهرش‪،‬‬
‫وعمى حؿ شعرها‪ ،‬وأي حاجة مباحة بعد الطبلؽ‪،‬وبيشوفوها ست مش كويسة‪ ،‬فيه فرؽ‬
‫في أسموب حياتهـ‪ ،‬الراجؿ مباح ليه حاجات كتير‪ ،‬وبانفتاح كتير‪ ،‬لكف الست مازالت‬
‫مرتبطة بنظرة المجتمع"‪.‬‬

‫الحالة (٘) المجتمع بيبص عمى المطمقة إنها ست شماؿ وسهمة ومتاحة‪.‬‬

‫كما أقرت جميع المشاركات بالنظرة غير العادلة التيتعاني منها المطمقة‪ ،‬وكذلؾ مف‬
‫خبلؿ تجاربهف الحياتية الواقعية‪ ،‬وفيما يمي بعض آراء المبحوثات‪ :‬الحالة (٘) "طبعا فيه‬
‫فرؽ كبير بيف الست والراجؿ المطمؽ‪ ،‬المجتمع بيبص لمست المطمقة إنها ست مش‬
‫مظبوطة‪ ،‬لو حبت تتجوز تاني تبقى هتموت عمى الجنس‪ ،‬ولو عاشت لوحدها وقررت‬
‫متتجوزش تبقى شماؿ ومقضياها عبلقات؛ المهـ إنها طوؿ الوقت ُم َدانة"‪.‬‬

‫الحالة (‪" )ٙ‬طبعا فيه فرؽ كبير الراجؿ عايش حياته براحته معندوش خوؼ أو قمؽ‬
‫معندوش حدود‪ ،‬لكف الست الزـ يكوف عندها عمشاف كبلـ الناس فأنا مثبل باخد بالى‬
‫إنيمرجعش البيت متأخر عمشاف كبلـ الناس‪ ،‬واف محدش غريب يزورني في بيتي‪،‬أو‬
‫لوحدي‪ ،‬عمشاف العيف عمي وممكف يفهموني غمط"‪.‬‬

‫إف المجتمع عمر ما يفكر بشكؿ كويس في الست‬ ‫الحالة (‪" )ٚ‬أنا مصدومة وعارفة ْ‬
‫المطمقة‪ ،‬والرجؿ ال يعيبه شيء(ميعيبهوش حاجة) إحنا المي أي كممة تجرحنا"‪.‬‬

‫الحالة (ٗ) "طبعا نظرة المجتمع غير منصفة‪ ،‬وال عادلة في التعامؿ مع الراجؿ‬
‫المطمؽ والمرأة المطمقة ألنه بيشوؼ الراجؿ راجؿ ومفيش حاجة تعيبه ومباح ليه يعمؿ كؿ‬
‫حاجة وألؼ ميف يتمنا لكف الست ال"‪.‬‬

‫وفيما يتعمق بمصادر وصمة الطالق‪ ،‬وتمقي الدعم والمساندة؛ تنوعت مصادر‬
‫وصمة الطبلؽ‪ ،‬حسبما أشارت المبحوثات ما بيف األهؿ وزمبلء العمؿ والجيراف؛ إذ‬
‫أَشارت المبحوثات إلى أنهف تعرضف لموصمة مف األهؿ بسبب رفضهـ الشديد لوقوع‬
‫‪077‬‬
‫جملة حبوث ودراسات نفسية (مج ‪ ، 51‬ع‪ 4‬أكتوبر ‪ ، 9152‬ص ص ‪)775-922‬‬

‫الطبلؽ‪ ،‬وخوفهـ مف المستقبؿ عقب الطبلؽ‪ ،‬ونظرة المجتمع لهـ بوصفهـ أسرةً لديها‬
‫امرأة مطمقة‪ ،‬كما تعرضف لموصمة مف زمبلء العمؿ‪ ،‬وترويج الشاجعات عميهف في أماكف‬
‫بعيدا‬
‫العمؿ‪ ،‬وكذلؾ مف الجيراف‪ ،‬خاصة في حاالت المطمقات البلتي يعيشف بمفردهف ً‬
‫عف أسرتهف‪ ،‬حيث ذكرت‪:‬‬

‫الحالة (ٔ) "بدأ زمبلجي بالقسـ يتكمموف عني‪ ،‬وأخطأت في ثقتي بزميمة معي استغمت‬
‫التفاصيؿ التي فضفضت بها ضدي"‪.‬‬

‫الحالة (ٕ) "نظرات الشماتة والتعامؿ بقسوة‪ ،‬مثبل أهمه وزوجة أخو بالذات كانت دايما‬
‫تحسسني إف المشكمة فيا أنا"‪.‬‬

‫الحالة (ٗ) "جارتي أوؿ ما أطمقت حبت تعمؿ عميا أـ وتدخؿ في حياتي"‪.‬‬

‫الحالة (‪" )ٙ‬أهمي قاطعوني شوية‪ ،‬لكف بعد أوؿ شهريف مف تركي لمبيت رجعوا‬
‫يكمموني تاني‪ ،‬لكف أبويا تقريبا لسه مقاطعني"‪.‬‬

‫وفيما يتعمؽ بنوع الدعـ والمساندة مف المحيطيف عقب الطبلؽ‪ ،‬تنوعت مواقؼ‬
‫المحيطيف بالمبحوثات (أهؿ أو أصدقاء أو جيراف)‪ ،‬بيف الدعـ الكامؿ القوي والواضح‪،‬‬
‫وبيف التخاذؿ وعدـ المساندة والتعاطؼ‪ ،‬بؿ والهجوـ واالحتقار‪ .‬وفيما بيف الموقفيف‬
‫المتناقضيف بقوة‪ ،‬هناؾ بعض المبحوثات البلتي وجدف مواقؼ متنوعة ومختمفة‪.‬‬

‫تحديدا أجابت ثالث مبحوثات بأنين افتقدن أي نوع أو شكل من أشكال الدعم أو‬
‫ً‬
‫المساندة سواء من األىل أو األصدقاء والزمالء‪.‬‬

‫وخصوصا مف األـ واألخ (عشت‬


‫ً‬ ‫الحالة (ٔ) لـ تجد المساندة أو التعاطؼ مف األهؿ‪،‬‬
‫مع والدتي عاميف كمها مشاحنات ومشكبلت‪ ،‬ثـ انفصمت عنها وعشت في شقة بمفردي‬
‫وأهمي قاطعوني لمدة ٘ شهور‪ ...‬أُمي آذتني نفسيا جدا ولـ أجد الحناف معها‪ ،‬وبعد‬
‫أسبوعيف مف الطبلؽ سافرت إلى الغردقة‪ ،‬وتركتني وحدي وكنت أناـ بمهدجات‪ ،‬وزني‬

‫‪077‬‬
‫جملة حبوث ودراسات نفسية (مج ‪ ، 51‬ع‪ 4‬أكتوبر ‪ ، 9152‬ص ص ‪)775-922‬‬

‫انخفض إلى ٘‪ ٙ‬كيمو بعد أف كاف ٓٓٔ كيمو) وحيف حاولت االعتماد عمى نفسها‬
‫وحصمت عمى درجة الدكتو ار كاف رأي أخيها (ال تفكري بموضوع الدكتو ار د ‪ ..‬أنتِواخداها‬
‫كد بالكوسة)‪.‬‬

‫(‪ ...‬ال أحد حولي ‪ ....‬ال مساندة‪ ،‬ال يوجد أحد يساعدني‪ .‬والمحيطوف بي كانوا‬
‫يضغطوف عمي أكثر‪ ،‬أمي وأخي الكبير اتهموني بأني (لست ست أصيمة) واني اتجننت‬
‫مثمه‪ ،‬وبدال مف المساندة والدعـ؛ تمقيت الموـ واإلهانة‪ ،‬حتى إف أمي قالت لي (أ ِ‬
‫نت‬
‫نحس)‪ .‬وبررت ذلؾ (قالت الزـ أعمؿ كد حتى ال تتكبر عمينا ألنها دكتورة في الجامعة)‪.‬‬

‫(بدأ زمبلجي بالقسـ يتكمموف عني‪ ،‬وأخطأت في ثقتي بزميمة معي ثـ استغمت التفاصيؿ‬
‫التي فضفضت بها ضدي)‪.‬‬

‫الحالة (‪" )ٚ‬ممقتش مساندة مف حد ال أهؿ وال أقارب وال صحاب‪ ،‬وأهمه كمهـ‬
‫هاجموني"‪.‬‬

‫الحالة (‪( )ٛ‬لـ يساعدني أحد‪ ،‬أبويا ومراته مستحممونيش‪ ،‬وال أمي وجوزها رضيوا إني‬
‫أعيش عندهـ‪....‬ولما زهقت خالص ويأست مف إصبلح جوزي ومقدرتش أعيش مع أهمه‪،‬‬
‫خميتهـ في سوهاج بينقوا بضاجع وهربت‪ ..‬بقيت أناـ في محطة القطر‪ ،‬مميش مأوى‪ ،‬ولما‬
‫رجعت شبرمنت‪ ،‬مرتحتش مع أهمي‪ ،‬مرات أبويا كانت بتعذبني‪،‬بتنيمني فوؽ السطح‪،‬‬
‫وتأكمني في أطباؽ قديمة غير المي بتأكؿ فيها والدها‪ ،‬وكنت حامؿ في الوقت د ‪ .‬لما‬
‫ولدت‪ ..‬أهؿ جوزي أخذوا مني بنتي‪ ،‬قالوا لي عاوزة تمشي امشي‪ .‬سبت بنتي ومعرفش‬
‫بتتربى إزاي ‪ ...‬مهتميف بيها وال بيهمموها‪ ،‬أنا خايفة ينتقموا مني في بنتي‪.‬مشيت‪...‬جيت‬
‫عمي‪ ...‬عمشاف‬
‫هنا (الهرـ) اشتغمت مشرفة باص في األوؿ في الشغؿ‪ ،‬كانوا بيعيبوا ّ‬
‫مكنش حيمتي أي حاجة حتى كنت بمبس شبشب مكانش عندي حتى جزمة أروح بيها‬
‫شغمي ألني سبت بيت جوزي مف غير حاجة خالص)‪.‬‬

‫بينما أقرت حالتان بتمقييم الدعم التام والتعاطف القوي‪:‬‬


‫‪077‬‬
‫جملة حبوث ودراسات نفسية (مج ‪ ، 51‬ع‪ 4‬أكتوبر ‪ ، 9152‬ص ص ‪)775-922‬‬

‫الحالة (ٖ) أهمي لـ يعبروا عف ارتياحهـ أو فرحهـ بقرار الطبلؽ‪ ،‬عمشاف البنت‪ ،‬ولكف‬
‫كنت أشعر بتأييدهـ وموافقتهـ في كبلمهـ وتعبيراتهـ مف غير كبلـ صريح‪...‬وبصراحة‬
‫دعموني تماما في موقفي بعد الطبلؽ‪ ،‬وقفوا بجانبي‪ ،‬وأشعروني بأف الحياة ال زالت‬
‫أمامي‪ ،‬وعندي أحبلـ وأهداؼ الزـ أحققها بشجاعة‪ ،‬وعندما جاء إلى منزلي (منزؿ أهمي)‬
‫مع إخوته لمصمح‪ ،‬رفضت بشدة ولـ يجبرني أحد مف أهمي عمى تغيير موقفي…أصدقاجي‬
‫وزمبلء العمؿ لمست فيهـ التعاطؼ والتأييد النفسي واالجتماعي‪ ،‬صحيح أف بعضهـ‬
‫حاوؿ إقناعي بالرجوع ألجؿ مصمحة ابنتي وتربيتها‪ ،‬لكنهـ في النهاية احترموا قراري)‪.‬‬

‫الحالة (٘) (بصراحة أهمي كانوا متفهميف جدا ألنهـ شافوا أنا كنت تعبانة قد إيه معا ‪،‬‬
‫فكانوا أكتر ناس دعموني وكماف صديقتي المقربة دعمتني)‪.‬‬

‫وفي المنتصف تقع ثالث حاالت تمقين الدعم من البعض‪ ،‬واليجوم والوصم من‬
‫البعض اآلخر‪ ،‬أو تمقين الدعم بعد مرور فترة زمنية طويمة من وقوع الطالق‪:‬‬

‫الحالة (ٕ) (لـ أجد المساندة أو الدعـ‪ ،‬بالعكس وجدت شماتة وفرحة مف األهؿ (أهمي‬
‫عمي وعمى أوالدي‪ .‬وأمه فقط‬
‫وأهمه) ومف األصحاب‪ ،‬لكف الفرؽ إف أهمي كانوا خايفيف ّ‬
‫هي التي كانت متعاطفة معايا ألني كويسة معاها ‪ُ -‬مقارنة بزوجة أخيه‪ -‬كؿ أقاربه‬
‫وأهمي كانوا فرحانيف لطبلقنا‪ ،‬وكؿ واحد وله دوافعه وأسبابه ‪ ...‬مثبل عمه رجؿ معقد‬
‫ومعندوش أوالد‪ ،‬ومرات أخو شمتت وفرحت‪ ،‬ودايما تحسسني إني أنا السبب‪ ،‬في حاجة‬
‫ناقصة عندي‪.‬‬

‫أمه فقط يمكف هي المي زعمت‪ ،‬ألني كويسة معاها‪ ،‬ومعاممتي ليها خمتها زعمت‪،‬‬
‫وأعتقد جالها السكر بسبب طبلقنا‪ .‬إخواتي وقفوا جنبي‪.‬‬

‫عمي في‬
‫أصحابي أنا موقفهـ خذلني‪ :‬في لحظة ضعفي وانهياري‪ ،‬بعضهـ لـ يكف يرد ّ‬
‫التميفوف‪ ،‬واحد فقط (زوج صديقة لي) وقؼ جنبي بجد وقفة راجؿ‪ ،‬وكاف بيتصمبيا‬
‫إف صاحبتي كانت‬
‫ويكممني‪ ،‬وراح قابؿ طميقي وحاوؿ يقنعه باستمرار الزواج‪ ..‬الغريب ْ‬
‫‪077‬‬
‫جملة حبوث ودراسات نفسية (مج ‪ ، 51‬ع‪ 4‬أكتوبر ‪ ، 9152‬ص ص ‪)775-922‬‬

‫بتتضايؽ‪ ،‬وكنت بأسمعها تزعؽ في التميفوف‪،‬وعاو از ينهي معاياالمكالمة‪ ،‬وكتير كانت‬


‫تقولي اقفمي أنا بطبخ مش فاضية لؾ…)‪.‬‬

‫الحالة (ٗ)‪( :‬األهؿ كاف عندي مشكمة معاهـ في النزوؿ والطموع عمى طوؿ‪،‬شايفني‬
‫هدور عمى حؿ شعري‪،‬وخايفيف مف القيؿ والقاؿ‪ ،‬لكف بابا كاف متعاطؼ معايا ومتأثر‬
‫ومازاؿ‪.‬أخويا (الولد) كاف ضدي جدا‪ ،‬وعمؿ مشاكؿ كتير‪ ،‬وكاف بيجي بيتي وأنا متجوزة‬
‫ويفتش فى موبايمي‪ ،‬كاف شاكؾ إني عاوز أطمؽ عمشاف بعرؼ حد غير جوزي‪ ،‬كاف‬
‫ماشي مع التيار‪،‬وواخد صؼ ماما‪.‬أختي كانت ما بيف ناريف؛إنها متعاطفة معايا وما بيف‬
‫إنها مش عاوز بيتي يتخرب‪.‬‬

‫خالني وخاالتي نصهـ شايفني صح والباقي شايفإنه كاف محترـ وكويس‪ ،‬وكاف ممكف‬
‫أسامح‪،‬د ربنا بيسامح أنا مش هسامحه‪،‬وعاوزني أرجعمه تاني‪ .‬وقفشت مع ماما إف لو حد‬
‫سألني تاني في الموضوع د هقطع عبلقتي بيه مهما كاف)‪.‬‬

‫الحالة (‪( :)ٙ‬أهمي قاطعوني شوية‪ ،‬لكف بعد أوؿ شهريف مف تركي لمبيت رجعوا‬
‫يكمموني تاني‪ ،‬لكف أبويا تقريبا لسه مقاطعني وأمي أخي ار تفهمت موقفي)‪.‬‬

‫كما عبرت المبحوثات عن تعرضيم لصور مختمفة من وصمة الطالق‪ ،‬ممثمة في‬
‫المواقف التي خبرنيا من المحيطين بين‪ ،‬سواء أكانوا من األىل أو زمالء العمل أو‬
‫جيرانين؛ وتجمت مظاهر الوصمة في المواقؼ التي تواجهها المطمقة نتيجة طبلقها مف‬
‫المحيطيف بها؛ إذ عبرت الحالة (ٔ) كثرت األقاويؿ واإلشاعات‪..‬إني مبخمفش… إف‬
‫زوجي كاف تاجر مخدرات‪ ...‬إني مضطربة انفعاليا‪ ...‬إف زوجي اكتشؼ خيانتي عمشاف‬
‫كد طمقني‪.‬‬

‫عمي في التميفوف واحد‬


‫الحالة (ٕ) في لحظة ضعفي وانهياري‪ ،‬بعضهـ لـ يكف يرد ّ‬
‫فقط (زوج صديقة لي) وقؼ جنبي بجد وقفة راجؿ‪ ،‬وكاف بيتصؿ بي ويكممني‪ ،‬وراح قابؿ‬
‫طميقي وحاوؿ يقنعه باستمرار الزواج‪ ..‬الغريب إف صاحبتي كانت بتتضايؽ وكنت‬
‫‪077‬‬
‫جملة حبوث ودراسات نفسية (مج ‪ ، 51‬ع‪ 4‬أكتوبر ‪ ، 9152‬ص ص ‪)775-922‬‬

‫بسمعها تزعؽ في التميفوف وعو از ينهي معايا المكالمة‪ ،‬وكتير كانت تقولي اقفمي أنا بطبخ‬
‫مش فاضية لؾ‪(....‬موقؼ آخر‪ :‬زميمة قديمة هي المي أضافتني لجروب ماسينجر‬
‫لنتحدث أنا وهي وزوجها وهو أيضا صديؽ قديـ‪ ،‬لكف المؤسؼ إنها فجأة بعد طبلقي‬
‫حذفتني مف الجروب‪ ،‬وحاولت تفهمني إني خرجت بالخطأ‪ ،‬لكف أنا عارفة إنها حذفتني)‪.‬‬

‫أف إحدى الصديقات تخاؼ مف وجودي معها‬ ‫الحالة (ٖ) في بعض المواقؼ شعرت ْ‬
‫هي وزوجها‪ ،‬ومرة أخرى قالت لي إحدى الزميبلت (الزـ تحاسبي عمى تصرفاتؾ ألنؾ‬
‫بتتصرفي بتمقاجية وكؿ كممة محسوبة ِ‬
‫عميؾ!!)‬

‫الحالة (ٗ)‪ :‬مرة جارتي أوؿ ما أطمقت حبت تعمؿ عمي أـ وتدخؿ فحياتي‪ ،‬ومرة بيت عند‬
‫صاحبتي وتاني يوـ تحاسبني وتقولي مينفعش تباتي عند صاحبتؾ الناس والجيراف تقوؿ‬
‫إيه‪ ،‬هاجمتها وقولتها قطع لساف أي حد يقوؿ عميا كممة‪ .‬وهي اتخضت مف رد فعمي‪،‬‬
‫ألنها ست كبيرة ومكانتش متعودة مني عمى كد ‪ .‬بس كاف الزـ أحط حدود‪ .‬بعد ما‬
‫اطمقت عمى طوؿ فيه شخص ظهر في حياتي‪ ،‬وحسيت أنه العوض بقا‪ ،‬وكاف مطمؽ‪،‬‬
‫وكاف مهتـ بيا وقربنا مف بعض لحد ما قالي صراحة إننا ممكف نكوف ‪friends with‬‬
‫‪ benefits‬وخرجت معا هو وأصحابه مرة وليهـ أصحابهـ كد كتير مش متجوزيف بس‬
‫عايشيف سوا مف غير جواز صحاب‪ ،‬كاف عاوزنا نعيش نفس الحياة‪ ،‬طبعا رفضت د‬
‫جدااا‪ ،‬إنه بصمي كد عمشاف مطمقة‪ ،‬وبعدت عنه تماما لكف هو قالي إني زيي زي أي‬
‫واحدة مف صحابه‪ ،‬وانه شايفني مجرد ست حموة ومطمقة فشايفني عادي‪ ،‬ود جابمي‬
‫اكتجاب‪ ،‬ومكممتوش تاني‪ ،‬إلني حسيت إني بقيت مطمع عمشاف مطمقة‪.‬‬

‫الحالة (‪ )ٙ‬حد مف صحابي قالي (عمى نظرة الناس لي) عمؽ عمى تصرفاتي‪ ،‬واني الزـ‬
‫أخد بالى مف آراء الناس فيا‪ ،‬واّنهـ شايفني زي الزفت‪ ،‬عمشاف سموكي متحرر‪ ،‬لكف هما‬
‫مش فارقيف معايا أنا عندي حدود لنفسي‪.‬‬

‫‪079‬‬
‫جملة حبوث ودراسات نفسية (مج ‪ ، 51‬ع‪ 4‬أكتوبر ‪ ، 9152‬ص ص ‪)775-922‬‬

‫الحالة (‪ )ٛ‬الصدمة واجهتني مف رد فعؿ أهمي‪ ،‬لما مرات أبويا بهدلتني وعذبتني في‬
‫بيتها‪ ،‬وفرقت بيني وبيف أوالدها‪ .‬واجهتها في الشغؿ بالسخرية واالستهزاء مف الناس بسبب‬
‫حالتي وبسبب مظهري البسيط‪.‬‬

‫وفيما يتعمق بالمترتبات النفسية واالجتماعية الناتجة عن تعرض المطمقة لموصمة‬


‫وآليات المواجية انعكست في اآلثار النفسية واالجتماعية المترتبة عمى التعرض لموصمة‬
‫عقب الطبلؽ‪ ،‬وتمثمت في مشاعر الصدمة من رد فعل المحيطين (األىل أو األصدقاء‬
‫أو المعارف) والتمييز والظمم والخوف من مواجية الناس نتيجة سوء الظن‪ ،‬كما عبرت‬
‫عنها الحالة (ٗ) عف صدمتها الشديدة مف ردود أفعاؿ المقربيف منها حوؿ طبلقها كما‬
‫دايما متعاطؼ مع طميقي رغـ كؿ المي عرفه‪ ،‬وانه‬
‫ذكرت "اتصدمت مف رد فعؿ خالي ً‬
‫شايفه راجؿ محترـ‪ ،‬ألنه ما زاؿ بيصرؼ عميهـ – رغـ إف د واجبه‪ .-‬قبؿ طبلقي كانوا‬
‫بيوجهوا لوـ لي إني أنا السبب في فشؿ بيتي‪.‬‬

‫"أكتر حاجة سمعتها اتقالت عني بعد الطبلؽ‪ ،‬خموا بالكوا مف عينيا‪ ،‬عمشاف أحسدهـ عمى‬
‫حياتهـ‪ ،‬عمشاف بيتها اتخرب‪ ،‬د اتقالي مف جارتي‪ ،‬إف د كبلـ اتقاؿ عني‪ .‬وكماف اتقالي‬
‫أنت عايشة حياتؾ مع راجؿ‬‫أنت مقضياها وعايشة حياتؾ‪ ،‬وكؿ أسبوع والدؾ عند أبوهـ‪ ،‬و ِ‬
‫ِ‬
‫تاني‪ .‬وكبلـ الناس يهمني في بعض األحياف‪ ،‬لما تكوف حاجة ليها عبلقة بالسمعة أو‬
‫شرفي‪ ،‬وبحاوؿ أخبي حياتي لكف انفعالي بيكوف واضح‪.‬‬

‫كما انعكس في كثرة الشائعات حول المطمقة كما عبرت الحالة (٘) "يمكف الوحيدة المي‬
‫عميؾ مطمقة‪ ،‬وكبلـ ووحش‪،‬‬‫ِ‬ ‫اتصدمت منها شوية هي أمي‪ ،‬قالتمي لو اتطمقتي هيتقاؿ‬
‫وسمعتؾ هتتأثر‪ ،‬وبنتؾ محدش هيرضى يتجوزها‪ ،‬لو عرفوا أف أمها مطمقة‪.‬‬

‫كما ذكرت الحالة (‪ )ٚ‬دلوقتي كبلمي بحساب‪ ،‬وعبلقاتي دلوقتي كمها محسوبة‪ ،‬إلني ست‬
‫متطمقة‪ ،‬المطمقة مش زي البنت أو المتجوزة‪ ،‬والناس مبتبطمش كبلـ واشاعات‪ ،‬وممقتش‬
‫مساندة مف حد ال أهؿ وال أقارب وال صحاب‪.‬‬

‫‪070‬‬
‫جملة حبوث ودراسات نفسية (مج ‪ ، 51‬ع‪ 4‬أكتوبر ‪ ، 9152‬ص ص ‪)775-922‬‬

‫أيضا في اتيام المطمقة بعدم تحمل المسئولية وتحميميا مسئولية انييار‬


‫ً‬ ‫وانعكست‬
‫الحياة الزوجية والبيت؛ إذ أَشارت الحالة (‪" )ٙ‬اتصدمت مف أهمي لعدـ تفهمهـ‬
‫احتياجاتي‪ ،‬وانهـ وقفوا في وشي جدااا قداـ طميقي واتهموني إني مفترية‪ ،‬عانيت بشكؿ‬
‫غير مباشر مف المحيطيف لكف أنا عارفة الناس شايفني إزاي ومتخيمة كبلمهـ عميا في‬
‫ظهري إزاي عمشاف أنا مطمقة وعمشاف عايشة لوحدي ومتقبمة الحقيقة ّإنهـ شايفني مش‬
‫كويسة‪ ،‬كماف بابا مقطاعني ألني قاعدة لوحدي ألنه شايؼ الست المطمقة وتكوف لوحدها‬
‫أف الست الزـ تكوف في حكـ راجؿ سواء أخوها أو أبوها أو جوزها‪،‬‬ ‫بتكوف مطمع‪ ،‬و ْ‬
‫وطالما اتطمقت الزـ ترجع لحكـ أبوها هو طوؿ الوقت خايؼ مف كبلـ الناس"‪.‬‬

‫وتمثؿ كذلؾ في الشعور بالحزن والدونية نتيجة نظرة اآلخرين لممطمقة‪ ،‬كما عبرت عنه‬
‫الحالة (‪" )ٛ‬أصعب شعور حسيته بعد الطبلؽ هو الظمـ واإلهانة والقهر واالكتجاب‪ ،‬نظرة‬
‫خصوصا ّإني مميش ذنب‪ ،‬اتجوزت مدمف مخدرات وأهمه مش‬
‫ً‬ ‫الناس لي كانت صعبة‪،‬‬
‫طيبيف‪ ،‬وعشت بينهـ ُمهانة‪ ،‬لكف الناس دايما بتجيب العيب عمى الست مهما كانت‬
‫الظروؼ"‪.‬‬

‫وفيما يتعمق استراتيجيات وآليات المواجية والتكيف التي اعتمدت عمييا المبحوثات‬
‫لمواجية الوصمة‪ ،‬تأثرت استراتيجيات وآليات المواجية بعوامل السياق المجتمعي من‬
‫ناحية‪ ،‬والعوامل الذاتية التي تتعمق بشخصية المبحوثة نفسيا وسماتيا الخاصة‪،‬‬
‫ويتضح ىذا من خالل ما عبرت عنو المبحوثات عمى النحو التالي‪:‬‬

‫الحالة (ٔ) رغـ افتقادها لمدعـ األسري أو تعاطؼ األصدقاء الذي عبرت عنه قاجمة َبعد‬
‫الطبلؽ بدأت أعاني مف االكتجاب‪ ،‬أمي آذتني نفسيا جدا ولـ أجد الحناف معها‪ ،‬في البداية‬
‫كنت أتمقى اإلهانات‪ ،‬وأقعد مع نفسي‪ ،‬ممكف أقفؿ عمى نفسي يوـ كامؿ في غرفتي‪ ،‬أو‬
‫أظؿ طوؿ النهار خارج البيت‪ ،‬وكانت أمي تتحرش بيا لتختمؽ المشاحنات معي‪ ،‬ليس‬
‫هناؾ أي تفاهـ بيني وبينها‪ ،‬والدي كاف هو مصدر الشعور بالحناف واالطمجناف‪ ،‬كنت‬
‫ذاتيا (المي نفعني‬
‫أحتاج حد يحتضني؛ إال أنها وجدت في سماتها الشخصية ما يقويها ً‬
‫‪077‬‬
‫جملة حبوث ودراسات نفسية (مج ‪ ، 51‬ع‪ 4‬أكتوبر ‪ ، 9152‬ص ص ‪)775-922‬‬

‫إنني شخص مستقؿ وعنيدة‪ ،‬فمـ أخش مف الطبلؽ والحياة لوحدي)‪ ،‬وىنا قد يكون‬
‫المتغير المؤثر ىو وجود ىدف تسعى إلى تحقيقيو وىو الحصول عمى درجة الدكتوراه‬
‫عاما‪ ،‬ليجتي بقت أقوى مع أىمي وأمي)‪.‬‬
‫(حصمت عمى الدكتوراه وعندي ‪ً 31‬‬
‫وفيما يتعمؽ بمبلمح التغير عمى المستوى النفسي عقب الطبلؽ والتعرض لموصمة‪،‬‬
‫وتتمثؿ في قدرة المطمقة في استعادة قدرتها عمى مواجهة الناس والمواقؼ‪ .‬عبرت الحالة‬
‫نفسيا ولسه مخمفة ابني الصغير ومحتاجة عطؼ منه مش خناؽ‬ ‫ً‬ ‫(ٕ) "كنت بعاني‬
‫وطبلؽ‪ .‬بقيت خايفة مف مواجهة الحياة أو الناس أو المواقؼ الحياتية التي تـ االعتياد‬
‫عمى مواجهتها مع شريؾ الحياة‪ .‬كنت محتاجة بس إنه يحترمني‪ ،‬إلنه كاف بيتصرؼ‬
‫بشكؿ يجرح كرامتي أماـ الناس‪ ،‬بيكمـ ستات زمايمه في الشغؿ‪ ،‬وطمبت منه يبيف لهـ إني‬
‫زعبلنة‪ ،‬ويثبت لي إني مهمة‪ ،‬وكرامتي ُمصانة بس لؤلسؼ لـ يتفهـ‪ ،‬ومرضيش يريح‬
‫خصوصا لمولديف‪ ،‬الناس‬
‫ً‬ ‫المهانة‪ .‬فعبل كنت خايفة أواجه الناس ومحتاجة وجود‬
‫كرامتي ُ‬
‫بيعمموله حساب في المدارس‪ ،‬في المواقؼ المي بواجهها‪ ،‬ونتيجة لد كاف الزـ أتغير‬
‫ومعتمدش عميه أو عمى حد‪ ،‬فالتغير حدث مف جوايا أنا‪ ،‬إلني كنت ُمغيبة والغية‬
‫إف ميستاهمش أريحه"‪.‬‬
‫شخصيتي تماما‪ ،‬وبنفذ كؿ أوامر مف غير تفكير‪ ،‬حسيت ْ‬
‫في بعض الحاالت يكون التغيير الطارئ عمى المستوى النفسي مرتبط بالخوف من‬
‫المجتمع ووصمتو المتجسدة في نظرة الناس وتصوراتيم الموروثة عن المطمقة‪ ،‬يتمثؿ‬
‫ذلؾ فيما قالته الحالة (ٗ)‪" :‬بعد طبلقي مباشرة كنت خايفة مف مواجهة الناس وما زاؿ‬
‫موجود ألف بعد ما أطمقت عمى طوؿ فيه شخص ظهر في حياتي‪ ،‬وحسيت أنه العوض‬
‫بقا‪ ،‬وكاف مطمؽ‪ ،‬وكاف مهتـ بيا وقربنا مف بعض‪ ،‬لحد ما قالي صراحة إننا ممكف نكوف‬
‫‪ friends with benefits‬كاف عاوزنا نعيش كد مف غير جواز‪ ،‬رفضت د جدااا‪ ،‬إنه‬
‫بصمي كد عمشاف مطمقة‪ ،‬وبعدت عنه تماما‪ ،‬لكف هو قالي إني زيي زي أي واحدة مف‬
‫صحابه‪ ،‬وانه شايفني مجرد ست حموة ومطمقة فشايفني عادي ود جابمي اكتجاب‪ ،‬وفي‬
‫الشغؿ اتصدموا أما عرفوا إني اتطمقت إلني حد متحفظ فمكنوش يتوقعوا د "‪.‬‬

‫‪076‬‬
‫جملة حبوث ودراسات نفسية (مج ‪ ، 51‬ع‪ 4‬أكتوبر ‪ ، 9152‬ص ص ‪)775-922‬‬

‫ويبدو أن ذلك الخوف قد انعكس عمى عالقاتيا االجتماعية والعاطفية؛ فبدت أكثر تحفظًا‬
‫أيضا نفس اآلراء الموروثة عن ارتباط‬
‫في عالقتيا بزمالئيا في العمل‪ ،‬كما اعتنقت ىي ً‬
‫المطمقة بأعزب فذكرت (إتقدممي حد مكنش متجوز قبؿ كد ‪ ،‬لكف الموضوع فشؿ إلني‬
‫مطمقة‪ ،‬وهو كاف أعزب ووحيد أمه‪ ،‬وأنا كماف رفضت إلني شايفة إني كمطمقة مينفعش‬
‫أتجوز واحد متجوزش مف قبؿ‪ ،‬هو الزـ يأخد زيه متجوزتش مش واحدة زيي اتجوزت‬
‫واتطمقت)‪.‬‬

‫الحالة (‪ )ٚ‬مبلمح التغير عمى المستوى النفسي (الحزف سكنني معنديش حؿ في حياتي‬
‫إال إني أشتغؿ أي شغبلنة‪ ،‬اشتغمت في مدرسة موظفة‪ ،‬إلف أهمي مش هيساندوني‪،‬‬
‫ومحدش بيستحمؿ حد‪ ،‬وهاعمؿ إيه في العياؿ‪ .‬أنا مف اآلخر متدمرة نفسيا‪ ،‬ألف طبلقي‬
‫مكانش بسبب عيب في أو سبب حاجة عممتها‪ ،‬حماتي هي المشكمة نفسها الجوازة تفشؿ‪.‬‬
‫ومش عارفة أعيش حياتي وأنا بفكر أف والدي متبهدليف مع أبوهـ ومراته‪ ،‬الناس بتضحي‬
‫عمشاف عيالها‪ ،‬أما عمى المستوى االجتماعي فذكرت‪ :‬أنا حياتي كمها باظت رغـ إني‬
‫اتجوزت عف حب‪ ،‬وبقوؿ دلوقتي إف معظـ المي بيحبوا بيطمقوا‪ ،‬واألهؿ أكتر ناس بيسببوا‬
‫الطبلؽ والفشؿ‪ ،‬وبيدخموا أنفسهـ في المي ممهومش فيه‪ ،‬حماتي وأخت جوزي المي في‬
‫دماغهـ إني خدامة‪ ،‬أنا حاسة إني بقيت معقدة‪ ،‬أنا بقيت واقفة لوحدي معتمدة عمى نفسي‬
‫وبس مفيش حد جنبي‪.‬‬

‫في الحالة (‪ )ٛ‬عمى المستوى النفسي‪ :‬أصعب شعور حسيته بعد الطبلؽ هو الظمـ‬
‫واإلهانة والقهر واالكتجاب‪ ،‬الشعور بإني لوحدي أهمي مساندونيش خالص‪ ،‬قبؿ الطبلؽ أو‬
‫بعد ‪ ،‬بالعكس أبويا ومراته ذلوني الفترة المي قعدت فيها عندهـ‪ .‬نظرة الناس لي كانت‬
‫خصوصا إني مميش ذنب‪ ،‬اتجوزت مدمف مخدرات وأهمه مش طيبيف‪ ،‬وعشت‬ ‫ً‬ ‫صعبة‬
‫بينهـ ُمهانة‪ .‬لكف الناس دايما بتجيب العيب عمى الست مهما كانت الظروؼ‪ .‬اتبهدلت‬
‫لما سبت البيت في األوؿ‪ ،‬انهرت تماما بعد ما أهمه مشوني بعد ما خمفت بنتي‪ ،‬وكنت‬

‫‪077‬‬
‫جملة حبوث ودراسات نفسية (مج ‪ ، 51‬ع‪ 4‬أكتوبر ‪ ، 9152‬ص ص ‪)775-922‬‬

‫في حالة صعبة ما بيف إني عايزة أعيش وأشتغؿ‪ ،‬وما بيف نظرة الناس في الشارع وفي‬
‫الشغؿ‪ ،‬السخرية مف وضعي ومف مظهري‪.‬‬

‫عمى المستوى االجتماعي‪ :‬بعد الطبلؽ حسيت إني عايشة لوحدي تماما‪ ،‬ال أهؿ وال‬
‫معارؼ وال صحاب‪ ،‬فضمت مكتجبة فترة طويمة وكنت بعيط باستمرار‪ ،‬أي حد يكممني‬
‫حتى لو في موضوع تاني غير موضوعي أعيط‪ ،‬وبعديف بدأت أتغير اشتغمت عمى نفسي‬
‫بقيت ألبس وأصرؼ عمى نفسي‪ ،‬وحطيت مكياج (بسيط ومحترـ) بس أقصد فعبل بقيت‬
‫أهتـ بنفسي ومظهري وعبلقاتي في الشغؿ اتحسنت‪ ،‬خصوصا لما الناس عرفت الحقيقة‪،‬‬
‫وعرفوا إف طميقي بيحاوؿ يشو صورتي عمشاف أخسر شغمي وأرجع له مذلولة‪ ،‬أكتر حاجة‬
‫حسستني إني بقيت قوية وبعتمد عمى نفسي لما أجرت األوضة بقالي مكاف خاص بيا‪،‬‬
‫حتى لو أوضه وعفشها بسيط ومستعمؿ‪ ،‬وبرضوا ربنا وقؼ جنبي لما جوزي (الحالي)‬
‫صدقني وكدب إشاعات طميقي واتجوزني‪ ،‬د إداني قوة كبيرة أواجه الناس وعبلقاتي‬
‫اتغيرت بقا‪ ،‬بقوا يعامموني باحتراـ‪ ،‬يتكمموا معايا كويس‪.‬‬
‫ً‬
‫ثانيا‪ :‬نحائج مرحلة الدراسة الكمية‬

‫‪ )1‬نتائج الفرض األول ومؤداه‪ :‬تنتظـ وصمة الطبلؽ كما يدركها المجتمع في ثبلثة‬
‫عوامؿ مرتبطة‪ ،‬هي‪ :‬نقص االلتزاـ‪ ،‬المشاعر المرتبطة بالخجؿ والخزي‪ ،‬وعدـ‬
‫االنضباط السموكي‪ .‬اُستخدـ التحميؿ العاممي التحققي‪ ،‬لمتأكد مف مطابقة المشاهدات‬
‫لمنموذج الذي اُستخمص مف التحميؿ العاممي االستكشافي الذي يتضمف ثبلثة عوامؿ‪،‬‬
‫ويوضح الجدوؿ التالي (‪ )ٚ‬نتاجج التحميؿ العاممي التحققي‪:‬‬

‫جدوؿ رقـ (‪ )ٚ‬التحميؿ العاممي التحققي لمقياس وصمة الطبلؽ كما يدركها المجتمع‬

‫وصمة الطبلؽ كما يدركها المجتمع‬


‫الخطأ‬ ‫المشاهدات‬
‫النسبة الحرجة‬ ‫التشبع‬
‫المعياري‬
‫‪11.472‬‬ ‫‪7.738‬‬ ‫‪7.437‬‬ ‫ٔ‪ .‬المطمقوف ال يصونوف العشرة‬
‫‪077‬‬
‫جملة حبوث ودراسات نفسية (مج ‪ ، 51‬ع‪ 4‬أكتوبر ‪ ، 9152‬ص ص ‪)775-922‬‬

‫وصمة الطبلؽ كما يدركها المجتمع‬


‫الخطأ‬ ‫المشاهدات‬
‫النسبة الحرجة‬ ‫التشبع‬
‫المعياري‬
‫ٕ‪ .‬المطمقوف ال يحافظوف عمى عهود والتزامات‬
‫‪12.677‬‬ ‫‪7.738‬‬ ‫‪7.484‬‬
‫الزواج‬
‫‪1.274‬‬ ‫‪7.741‬‬ ‫‪7.464‬‬ ‫ٖ‪ .‬المطمقوف غير قادريف عمى تحمؿ المسجولية‬
‫ٗ‪ .‬المطمقوف غير أمناء عمى شركاء حياتهـ‬
‫‪12.153‬‬ ‫‪7.739‬‬ ‫‪7.471‬‬
‫وبيتهـ‬
‫‪9.398‬‬ ‫‪7.744‬‬ ‫‪7.412‬‬ ‫٘‪ .‬يتسـ المطمقوف باألنانية (غير مضحيف)‬
‫‪ .ٙ‬يزيد احتماؿ فشؿ المطمقيف عند الزواج مرة‬
‫‪8.728‬‬ ‫‪7.739‬‬ ‫‪7.315‬‬
‫أخرى‬
‫‪ .ٚ‬ال يراعي المطمقوف التقاليد والعادات‬
‫‪17.537‬‬ ‫‪7.747‬‬ ‫‪7.417‬‬
‫االجتماعية‬
‫‪6.377‬‬ ‫‪7.743‬‬ ‫‪7.277‬‬ ‫‪ .ٛ‬الشخص المطمؽ خراب بيوت‬
‫‪7.279‬‬ ‫‪7.747‬‬ ‫‪7.291‬‬ ‫‪ .ٜ‬احتماؿ نجاح الزواج الثاني لممطمؽ ضعيؼ‬
‫‪6.377‬‬ ‫‪7.741‬‬ ‫‪7.273‬‬ ‫ٓٔ‪ .‬يعيب الطبلؽ صاحبه‬
‫‪6.473‬‬ ‫‪7.743‬‬ ‫‪7.276‬‬ ‫ٔٔ‪ .‬يخاؼ الناس مف لقب مطمؽ‬
‫‪5.429‬‬ ‫‪7.743‬‬ ‫‪7.235‬‬ ‫ٕٔ‪ .‬الطبلؽ فضيحة لصاحبه وألسرته‬
‫ٖٔ‪ .‬تحمؿ حياة زوجية غير ناجحة أفضؿ مف‬
‫‪9.697‬‬ ‫‪7.745‬‬ ‫‪7.437‬‬
‫لقب مطمؽ‬
‫ٗٔ‪ .‬تخفي كثير مف األسر وجود شخص مطمؽ‬
‫‪12.155‬‬ ‫‪7.741‬‬ ‫‪7.498‬‬
‫لديها‬
‫٘ٔ‪ .‬ضرورة فرض قيود عمى المطمقيف في الخروج‬
‫‪9.831‬‬ ‫‪7.747‬‬ ‫‪7.463‬‬
‫والعبلقات االجتماعية‬
‫‪13.429‬‬ ‫‪7.747‬‬ ‫‪7.531‬‬ ‫‪ .ٔٙ‬وجود شخص مطمؽ في أسرتي يثير الخجؿ‬
‫‪6.999‬‬ ‫‪7.746‬‬ ‫‪7.327‬‬ ‫‪ .ٔٚ‬المطمقيف أشخاص سهؿ إقامة عبلقات معهـ‬
‫‪12.719‬‬ ‫‪7.747‬‬ ‫‪7.569‬‬ ‫‪ .ٔٛ‬المطمؽ بيمشي عمى حؿ شعر‬

‫‪077‬‬
‫جملة حبوث ودراسات نفسية (مج ‪ ، 51‬ع‪ 4‬أكتوبر ‪ ، 9152‬ص ص ‪)775-922‬‬

‫وصمة الطبلؽ كما يدركها المجتمع‬


‫الخطأ‬ ‫المشاهدات‬
‫النسبة الحرجة‬ ‫التشبع‬
‫المعياري‬
‫‪8.331‬‬ ‫‪7.743‬‬ ‫‪7.358‬‬ ‫‪ .ٜٔ‬لدى المطمقيف عبلقات متعددة ومشينة‬
‫‪7.478‬‬ ‫‪7.744‬‬ ‫‪7.329‬‬ ‫ٕٓ‪ .‬المطمقوف أكثر جرأة مف غيرهـ‬
‫‪5.317‬‬ ‫‪7.744‬‬ ‫‪7.235‬‬ ‫ٕٔ‪ .‬المطمقوف لديهـ حرماف جنسي‬
‫‪9.296‬‬ ‫‪7.747‬‬ ‫‪7.438‬‬ ‫ٕٕ‪ .‬المطمقوف لمصداقة فقط وليس لمزواج‬
‫‪7.949‬‬ ‫‪GFI‬‬
‫‪7.937‬‬ ‫‪AGFI‬‬
‫‪7.99‬‬ ‫‪CFI‬‬
‫‪7.722‬‬ ‫‪RMR‬‬
‫‪7.775‬‬ ‫‪RMSEA‬‬
‫‪(GFI= Goodness pf fit index‬مؤشر جودة المطابقة)‪AGFI= Adjusted .‬‬
‫‪(goodness of fit index‬مؤشر جودة المطابقة المعدؿ)‪CFI= Comparative fit .‬‬
‫‪(index‬مؤشر جودة المطابقة المقارف) ‪.RMR= Root mean squares‬‬
‫‪(residuals‬جذر متوسط مربعات البواقي) ‪.RMSEA= Root mean squares error‬‬
‫‪(of approximation‬خطأ جذر متوسط مربعات التقريبي)‪.‬‬

‫وبالنظر في نتاجج التحميؿ العاممي التحققي يتضح وجود تطابؽ بيف النموذج المتعمؽ‬
‫بوصمة الطبلؽ‪ ،‬كما يدركها المجتمع‪ ،‬والعوامؿ الثبلثة التي كشفت عنها الدراسة‬
‫االستطبلعية باستخداـ التحميؿ العاممي االستكشافي؛ إ ْذ تمثمت صورة الوصمة المرتبطة‬
‫بالطبلؽ‪ ،‬كما يدركها المجتمع المصري في نقص التزامهـ تجا العبلقات طويمة المدى‪،‬‬
‫عموما‪،‬‬
‫ً‬ ‫والمشاعر المرتبطة بالخجؿ والخزي مف وجود مطمؽ في العاجمة أو لقب الطبلؽ‬
‫وعدـ انضباطهـ السموكي عقب الطبلؽ‪.‬‬

‫‪077‬‬
‫جملة حبوث ودراسات نفسية (مج ‪ ، 51‬ع‪ 4‬أكتوبر ‪ ، 9152‬ص ص ‪)775-922‬‬

‫ثانيا‪ :‬نتائج الفرض الثاني ومفاداه ‪:‬تتفاوت مظاهر الوصمة االجتماعية كما‬
‫(ٖ) ً‬
‫يدركها المجتمع في ضوء الجندر(المرأة المطمقة مقابؿ الرجؿ المطمؽ "كجماعة‬
‫مرجعية")‪.‬‬

‫‪077‬‬
‫جملة حبوث ودراسات نفسية (مج ‪ ، 51‬ع‪ 4‬أكتوبر ‪ ، 9152‬ص ص ‪)775-922‬‬

‫جدوؿ رقـ (‪ )ٛ‬يوضح نتاجج النسبة الحرجة لوصمة الطبلؽ كما يدركها المجتمع لممطمقات‬
‫مقارنة بالمطمقيف كجماعة مرجعية‬
‫وصمة الطالق‬ ‫وصمة الطالق‬
‫النسبة‬
‫كما يدركيا‬ ‫كما يدركيا‬ ‫البند‬
‫الحرجة‬
‫المجتمع لممطمقين‬ ‫المجتمع لممطمقات‬
‫‪1.99‬‬ ‫‪7.38‬‬ ‫‪7.37‬‬ ‫المطمقوف أشخاص سهؿ إقامة عبلقات حميمة معهـ‪.‬‬
‫‪1.65‬‬ ‫‪7.48‬‬ ‫‪7.41‬‬ ‫المطمقوف لديهـ حرماف جنسي‪.‬‬
‫‪3.68‬‬ ‫‪7.23‬‬ ‫‪7.12‬‬ ‫لدى المطمقيف عبلقات متعددة ومشينة‪.‬‬
‫‪-4.43‬‬ ‫‪7.14‬‬ ‫‪7.29‬‬ ‫الشخص المطمؽ خراب بيوت‪.‬‬
‫‪-1.17‬‬ ‫‪7.13‬‬ ‫‪7.16‬‬ ‫المطمقوف ال يصونوف العشرة‪.‬‬
‫‪-7.75‬‬ ‫‪7.16‬‬ ‫‪7.19‬‬ ‫يزيد احتماؿ فشؿ المطمقيف عند الزواج مرة أخرى‪.‬‬
‫‪7.92‬‬ ‫‪7.12‬‬ ‫‪7.17‬‬ ‫ال يراعي المطمقوف التقاليد والعادات االجتماعية‪.‬‬
‫‪7.25‬‬ ‫‪7.13‬‬ ‫‪7.12‬‬ ‫المطمقوف غير أمناء عمى شركاء حياتهـ وبيتهـ‪.‬‬
‫‪-5.34‬‬ ‫‪7.79‬‬ ‫‪7.25‬‬ ‫وجود شخص مطمؽ في أسرتي يثير الخجؿ‪.‬‬
‫‪7.33‬‬ ‫‪7.17‬‬ ‫‪7.16‬‬ ‫المطمقوف ال يحافظوف عمى عهود والتزامات الزواج‪.‬‬
‫‪-2.17‬‬ ‫‪7.21‬‬ ‫‪7.28‬‬ ‫المطمقوف لمصداقة فقط وليس لمزواج‪.‬‬
‫‪-8.31‬‬ ‫‪7.16‬‬ ‫‪7.46‬‬ ‫الطبلؽ فضيحة لصاحبه وألسرته‪.‬‬
‫‪-2.69‬‬ ‫‪7.15‬‬ ‫‪7.24‬‬ ‫احتماؿ نجاح الزواج الثاني لممطمؽ ضعيؼ‪.‬‬
‫‪2.68‬‬ ‫‪7.45‬‬ ‫‪7.35‬‬ ‫المطمقوف أكثر جرأة مف غيرهـ‪.‬‬
‫‪-9.97‬‬ ‫‪7.38‬‬ ‫‪7.76‬‬ ‫يخاؼ الناس مف لقب مطمؽ‪.‬‬
‫‪-17.54‬‬ ‫‪7.16‬‬ ‫‪7.54‬‬ ‫يعيب الطبلؽ صاحبه‪.‬‬
‫‪-7.17‬‬ ‫‪7.21‬‬ ‫‪7.22‬‬ ‫يتسـ المطمقوف باألنانية (غير ُمضحيف)‪.‬‬
‫‪7.31‬‬ ‫‪7.19‬‬ ‫‪7.18‬‬ ‫المطمقوف غير قادريف عمى تحمؿ المسجولية‪.‬‬
‫‪-8.58‬‬ ‫‪7.23‬‬ ‫‪7.56‬‬ ‫تحمؿ حياة زوجية غير ناجحة أفضؿ مف لقب مطمؽ‪.‬‬
‫‪-8.34‬‬ ‫‪7.14‬‬ ‫‪7.43‬‬ ‫تخفي كثير مف األسر وجود شخص مطمؽ لديها‪.‬‬
‫‪-11.69‬‬ ‫‪7.12‬‬ ‫‪7.53‬‬ ‫ضرورة فرض القيود عمى المطمقيف في الخروج والعبلقات االجتماعية‪.‬‬
‫‪7.36‬‬ ‫‪7.29‬‬ ‫‪7.28‬‬ ‫المطمؽ بيمشي عمى حؿ شعر ‪.‬‬

‫‪077‬‬
‫جملة حبوث ودراسات نفسية (مج ‪ ، 51‬ع‪ 4‬أكتوبر ‪ ، 9152‬ص ص ‪)775-922‬‬

‫ولمزيد مف التحقؽ حوؿ تفاوت مظاهر الوصمة االجتماعية‪ ،‬كما يدركها المجتمع في‬
‫ضوء الجندر(المرأة المطمقة مقابؿ الرجؿ المطمؽ "كجماعة مرجعية")‪ ،‬قمنا بحساب داللة‬
‫الفروؽ (ت) لعينات مرتبطة كما هو موضح في الجدوؿ رقـ (‪:)ٜ‬‬

‫جدول رقم (‪ )9‬داللة الفروق في وصمة الطالق كما يدركيا المجتمع‬

‫الرجال المطمقين‬ ‫النساء المطمقات‬ ‫وصمة الطالق كما‬


‫الداللة‬ ‫قيمة ت‬
‫ع‬ ‫م‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫يدركيا المجتمع‬
‫‪.....‬‬ ‫‪3.9.- 4..5 15.91 4.18 16.63‬‬ ‫عدم االلتزام‬
‫‪..... 18.71- 3.21 12..4 3.51 16.11‬‬ ‫مشاعر الخزي والعار‬
‫‪.....‬‬ ‫عدم االنضباط السموكي ‪3.74 2.76 12.4. 2.71 11.88‬‬
‫‪..... 1..52- 7.67 4..35 8.87 44.28‬‬ ‫الدرجة الكمية لموصمة‬

‫ويتضح مف نتاجج الجداوؿ السابقة وجود فروؽ جوهرية في وصمة الطبلؽ‪ ،‬كما يدركها‬
‫المجتمع بالنسبة لمرجاؿ المطمقيف ولمنساء المطمقات؛ إذ كشفت النتاجج عف تزايد وصمة‬
‫الطبلؽ‪ ،‬كما يدركها المجتمع بالنسبة لممطمقيف‪ ،‬خاصة في البنود التي تتعمؽ بعدـ‬
‫االنضباط السموكي‪ ،‬فتزايد إدراؾ المجتمع لمرجاؿ المطمقيف بأنهـ أشخاص سهؿ إقامة‬
‫عبلقات حميمة معهـ‪ ،‬ولديهـ عبلقات متعددة ومشينة‪ ،‬وأنهـ أكثر جرأة مف غيرهـ‪ ،‬بينما‬
‫تزايد إدراؾ المجتمع لمنساء المطمقات في البنود التي ترتبط بالخجؿ والخزي مف وجود‬
‫خرابات بيوت‪ ،‬ويثرف الخجؿ‬‫مطمقة‪ ،‬ونقص االلتزاـ؛ إ ْذ يدرؾ المجتمع المطمقات بأنهـ ّ‬
‫بوجودهف في األسرة‪ ،‬وأنهف يمثمف فضيحة ألسرتهف‪ ،‬وأف الناس تخاؼ مف لقب مطمقة‬
‫أف تحمؿ‬ ‫ألنه يعيب صاحبه‪ ،‬كما أف ا ِ‬
‫كثير مف األسر تفضؿ إخفاء وجود مطمقة لديهف‪ ،‬و ْ‬
‫ً‬
‫حياة زوجية غير ناجحة أفضؿ مف أف تحصؿ المرأة عمى لقب مطمقة‪ ،‬كما يرى المجتمع‬
‫ضرورة فرض القيود عمى المطمقة في الخروجات والعبلقات االجتماعية‪ ،‬كما تزايد إدراؾ‬
‫المجتمع لممطمقات عمى أنهف لمصداقة فقط‪ ،‬وليس لمزواج‪ ،‬وهذا يتسؽ مع تزايد إدراؾ‬
‫المجتمع لهف بأف احتماؿ نجاحهف في الزواج الثاني ضعيؼ‪ .‬وبشكؿ عاـ فإف المجتمع‬
‫‪079‬‬
‫جملة حبوث ودراسات نفسية (مج ‪ ، 51‬ع‪ 4‬أكتوبر ‪ ، 9152‬ص ص ‪)775-922‬‬

‫المصري يوصـ المرأة المطمقة بشكؿ أعمى جوهرية مقارنة بالرجؿ المطمؽ‪ ،‬كما يتضح مف‬
‫خبلؿ الشكؿ (ٔ)‪:‬‬

‫شكؿ (ٔ) يوضح توزيع وصمة الطبلؽ كما يدركها المجتمع بأبعادها لمرجاؿ والنساء‬

‫مناقشة نتائج الدراسة‬

‫‪ )1‬نظرة المجتمع لممرأة المطمقة في ضوء الرجال المطمقين كجماعة مرجعية‬

‫كشفت نتاجج الدراسة عف النظرة السمبية لممجتمع تجا المرأة المطمقة‪ ،‬وهذا أسهـ بشكؿ‬
‫كبير في خوؼ المرأة مف لقب "مطمقة"‪ ،‬وخوفها مف التصريح به أماـ المحيطيف بها نتيجة‬
‫مرة‬
‫الم َبلـ الرجيسعف حدوث الطبلؽ‪ ،‬وأف وجود ا أ‬
‫وصمها بعدد مف الصفات السمبية‪ ،‬وأنها ُ‬
‫مطمقة في األسرة يقتضي اإلخفاء خوفًا مف القيؿ والقاؿ‪ .‬وهذا ما كشفت عنه الدراسة‬
‫الكمية؛ إ ْذأقر (‪ )%٘ٚ‬مف المشاركيف الذكور عف عدـ خوفهـ مف لقب الطبلؽ‪ ،‬مقابؿ‬
‫(ٗ‪ )% ٙ‬مف المشاركات اإلناث عبرف عف خوفهف مف لقب الطبلؽ‪ .‬كما بينت نتاجج‬
‫الدراسة عف وجود نظرة تمييزية لممجتمع نحو كؿ مف الرجؿ المطمؽ والمرأة المطمقة؛‬

‫‪070‬‬
‫جملة حبوث ودراسات نفسية (مج ‪ ، 51‬ع‪ 4‬أكتوبر ‪ ، 9152‬ص ص ‪)775-922‬‬

‫فالرجؿ في المجتمع المصري ‪-‬وفقًا لما أوضحته النتاجج‪ -‬ال يعيبه كونه مطمقًا وال يرتبط‬
‫به مشاعر الخزي والعار‪ .‬وهذا ما أكدته نتاجج الدراسة الكمية؛إذ كشفت عف وجود فروؽ‬
‫دالة في وصمة الطبلؽ كما يدركها المجتمع بالنسبة لمرجاؿ المطمقيف والنساء‬
‫المطمقات؛وارتبطت وصمة الطبلؽ كما يدركها المجتمع بالنسبة لممرأة بمشاعر الخزي‬
‫اوتحمبل لممسجولية‪،‬بينما وجد ارتباط عدـ االنضباط‬
‫ً‬ ‫ام‬
‫والخجؿ مف وجودهف‪ ،‬وأنهف أقؿ التز ً‬
‫السموكي بالرجاؿ المطمقيف‪ .‬ويتسؽ هذا مع ما كشفت عنه الدراسة الكمية؛ فأوضحت‬
‫اعتقاد (ٖ٘‪ )%‬مف المشاركيف في ضرورة فرض القيود عمى النساء المطمقات في الخروج‬
‫والعبلقات االجتماعية‪.‬‬

‫وفي هذا السياؽ كشفت دراسة "جريستؿ" عمى حصوؿ النساء البلتي لديهف أطفاؿ عمى‬
‫عدـ القبوؿ مف األقارب والمعارؼ بنسبة (‪ ،)%ٖٙ‬بينما حصؿ الرجاؿ عمى (٘ٔ‪،)%‬‬
‫وت ازيدت هذ النسبة لدى النساء البلتي لديهف أطفاؿ أقؿ مف ٕٔ سنة لتصؿ إلى (ٔٗ‪)%‬‬
‫في حيف حصؿ الرجاؿ عمى (ٕ‪.)Gerstel, 1987) )%ٓ.‬كما كشفت"ويميرس" أف األفراد‬
‫المطمقيف يدركوف أنهـ أقؿ مرغوبية مف المتزوجيف‪ ،‬ويدركوف بشكؿ سمبي في كثير مف‬
‫األحياف بصرؼ النظر عف الجنس‪ ،‬كما يدرؾ األفراد المطمقوف بأنهـ أقؿ توافقًا في‬
‫عبلقاتهـ الشخصية‪ ،‬إذ يميمونإلى الوحدة والشعور بعدـ الراحة عند التفاعؿ مع اآلخريف‪،‬‬
‫ويدركوف أنهـ غير متحمميف لممسجولية وال يمكف االعتماد عميهـ (‪.)Willers, 1993‬‬

‫وفي هذا الصدد يشير كؿ مف "إبراهيـ رجب ومعتز عبد اهلل" سنة ‪ ٕٜٓٓ‬أف‬
‫المعتقدات الخاطجة حوؿ الطبلؽ أحد أهـ عوامؿ السياؽ المجتمعي‪ ،‬ومف هذ المعتقدات‬
‫الخاطجة حوؿ المطمقات ما يمي‪:‬‬

‫ٔ‪ .‬المطمقات هف المسجوالت عف فشؿ زواجهف‪ ،‬وتوجه إليهف االتهامات تمو األخرى‬
‫أف يسأؿ الناس عف األسباب الحقيقية لمطبلؽ أو دور الزوج‬
‫دوف مراعاة لهف‪ ،‬وال يحدث ْ‬
‫في حدوثه أو المبلبسات المحيطة به‪.‬‬

‫‪077‬‬
‫جملة حبوث ودراسات نفسية (مج ‪ ، 51‬ع‪ 4‬أكتوبر ‪ ، 9152‬ص ص ‪)775-922‬‬

‫ٕ‪ .‬تتمثؿ أكثر مصادر الضغوط التي تعانيها المطمقة في أف أهمها ال يتقبمونها‬
‫ويتضايقوف لعودتها إليهـ‪ .‬ومف ثَـ‪ ،‬فإنها يمكف أف تقبؿ أي شخص يتقدـ إليها لكي‬
‫مناسبا ويكوف القرار‬
‫ً‬ ‫تتخمص مف هذ الضغوط‪ ،‬وفي الغالب ال يكوف هذا الشخص‬
‫متعجبل‪ ،‬فتزيد احتماالت الطبلؽ مرة أخرى‪.‬‬
‫ً‬
‫ٖ‪ .‬تعاني المطمقات محاصرة المجتمع لهف ومراقبتهف طواؿ الوقت واإلساءة بسبب أو‬
‫بدوف سبب (عبد الحميـ‪.)ٕٓٔٚ ،‬‬

‫ويتسؽ هذا مع ما كشفت عنه الدراسات حوؿ نظرة المجتمع إلى المرأة المطمقة‬
‫بوصفها مختمة جنسيا‪ ،‬وهناؾ دالالت سمبية حوؿ اتسامها باألخبلؽ والقيـ كما كشفت‬
‫دراسة "كوهيف" (‪.)Willers, 1993‬‬

‫مؤثر في تشكيؿ صورة ذهنية موصومة‬ ‫دور ًا‬‫كما يؤدي السياؽ االجتماعي والثقافي ًا‬
‫لممرأة المطمقة‪ ،‬فالعقؿ الجمعي العربي بخصوصيته الثقافية‪ ،‬ال يفرؽ بيف النساء في هذا‬
‫األمر‪ ،‬وكأنها جريمة ارتكبتها المرأة‪ ،‬ال يشفع فيها (تعميـ أو طبقة اجتماعية أو سف)‪.‬فقد‬
‫أجمعت جميع المبحوثات المطمقات عمى شعورهف بالخوؼ مف المقب الموصوـ‪ ،‬باختبلؼ‬
‫أيضا عمى رؤية المجتمع‬
‫ً‬ ‫خصاجصهف العمرية والتعميمية واالجتماعية‪ ،‬كما أَجمعف‬
‫لممطمقة‪ ،‬ولـ تؤثر المتغيرات الفاعمة في تجربة الزواج والطبلؽ‪ ،‬أو المتغيرات الخاصة‬
‫بالسف والتعميـ والطبقة االجتماعية عمى إدراكهف لتمؾ النظرة المجتمعية‪.‬‬

‫‪ )2‬مصادر وصمة الطالق‪ ،‬ومدى تمقي المساندة والدعم‬

‫أشارت النتاجج إلى أف األسرة خاصة (الوالديف واألخوة) كانوا مف أكثر المصادر التي‬
‫تصـ المرأة المطمقة‪ ،‬واتفقت غالبية الحاالت عف رفض أسرتهف لهف عقب الطبلؽ‪ ،‬خوفًا‬
‫مف األقاويؿ‪ ،‬ومستقبؿ أوالدهف في حاؿ معرفة المحيطيف بأف أمهـ مطمقة‪ .‬كما عبرت‬
‫المبحوثات العامبلت عف تعرضهف لوصمة الطبلؽ مف زمبلء العمؿ التي تبدت في ترديد‬
‫اإلشاعات‪ ،‬واألقواؿ المسيجة‪ ،‬وخوؼ زميبلت العمؿ عمى أزواجهف مف المرأة المطمقة‪،‬‬

‫‪076‬‬
‫جملة حبوث ودراسات نفسية (مج ‪ ، 51‬ع‪ 4‬أكتوبر ‪ ، 9152‬ص ص ‪)775-922‬‬

‫والنظر إليها بأنها تتسبب في تدمير الحياة المستقرة "خرابة بيوت"‪ .‬ويمكف تفسير ذلؾ أنه‬
‫أعباء مادية واجتماعية لوجود مطمقة بينهـ‬
‫ً‬ ‫في بعض الحاالت تتحمؿ أسرة المطمقة‬
‫(الفيصؿ‪ .)ٜٜٔٔ ،‬في حالة عدـ وجود مصدر لمدخؿ فإف المطمقة تعتمد بشكؿ كمي‬
‫أيضا لف تسمـ مف وصمة الطبلؽ لخروجها‬
‫مرة عاممة فإنها ً‬‫عمى أسرتها‪ ،‬بينما إذا كانت ا أ‬
‫مف منزؿ األسرة ألداء عممها‪ ،‬ومف ثَـ تفترض الباحثتاف أف الوصمة تمحؽ بالمرأة سواء‬
‫أكانت ببل مصدر دخؿ أو بدخؿ‪ ،‬هذا نتاج تدني نظرة المجتمع لممرأة‪ ،‬مهما حققت مف‬
‫نجاحات في مجاالت أخرى غير الزواج يظؿ المجتمع يحكـ عميها بالفشؿ إذا فشمت في‬
‫زواجها‪.‬‬

‫وفيمػػا يتعمػػؽ بتمقػػي المسػػاندة والػػدعـ عقػػب الطػػبلؽ‪ ،‬كشػػفت نتػػاجج الد ارسػػة عػػف معانػػاة‬
‫المطمقػػة عقػػب الطػػبلؽ‪ ،‬وعػػدـ تمقيهػػا الػػدعـ الكامػػؿ مػػف المحيطػػيف بهػػا‪ ،‬خاصػػة مػػف األهػػؿ‬
‫واألصػػدقاء‪ ،‬إلػػى الحػػد الػػذي وصػػؿ فػػي بعػػض األحيػػاف مػػف األهػػؿ واألصػػدقاء عػػف قطػػع‬
‫الصػػمة بيػػنهـ وبػػيف المػرأة المطمقػػة‪ ،‬واتهامهػػا الصػريح بكونهػػا المسػػجولة عػػف تػػدمير حياتهػػا‪،‬‬
‫وأنه كاف األفضؿ لها أف تتحمؿ حياة زوجية غير سعيدة وناجحة عف حصػولها عمػى لقػب‬
‫المشاركيف‬
‫مطمقة‪ .‬ويتسؽ هذا مع ما كشفت عنه الدراسة الكمية؛ فأوضحت أف ‪ %٘ٙ‬مف َ‬
‫اعتقدوا في ضرورة تحمؿ المرأة لحياة زوجية غير ناجحػة‪ ،‬أفضػؿ مػف حصػولها عمػى لقػب‬
‫ػحوبا بػردود فعػؿ سػمبية مػف اآلخػريف (‪.)lee, 2018‬‬ ‫ػر مػا يكػوف الطػبلؽ مص ً‬ ‫مطمقػة‪ .‬فكثي ًا‬
‫ويتسػػؽ هػػذا مػػع مػػا وجدتػػه "ابتسػػاـ حم ػواني" سػػنة ‪ ٕٓٓٙ‬أف الم ػرأة المطمقػػة ِف ػي المجتمػػع‬
‫السػعودي تُعػػاني مػػف النظػرة السػػمبية لممجتمػػع نحػػو الم ػرأة المطمقػػة‪ ،‬وتعػػاني مػػف التفػػاعبلت‬
‫ّ‬
‫االجتماعية في إطار األسرة (عبد المنعـ‪.)ٕٜٓٓ ،‬‬

‫وأسفرت دراسة "جريستؿ" َعف أف (٘٘‪ )%‬مف الرجاؿ‪ ،‬وما يقارب (ٖٗ‪ )%‬مف النساء‬
‫إلى أنهـ فقدوا أصدقاءهـ لشعورهـ بأنهـ لـ يقفوا بجانبهـ بعد الطبلؽ‪ ،‬وألقوا بالموـ عميهـ‬
‫نتيجة الطبلؽ‪ ،‬وأنهـ وقفوا بجانب الطرؼ اآلخر‪ ،‬وعبر (ٖٗ‪ )%‬مف الرجاؿ‪ ،‬و(‪)%٘ٛ‬‬
‫مف النساء عف تقمص شبكة تفاعبلتهـ االجتماعية‪ ،‬وبشكؿ خاص أصدقاجهـ المتزوجيف‬

‫‪097‬‬
‫جملة حبوث ودراسات نفسية (مج ‪ ، 51‬ع‪ 4‬أكتوبر ‪ ، 9152‬ص ص ‪)775-922‬‬

‫عقب الطبلؽ (‪ .)Gerstel, 1987‬ويتسؽ هذا مع ما كشفته "أبو سبتياف" (ٕٗٔٓ) عف‬
‫وجود عبلقة عكسية ذات داللة إحصاجية بيف الوصمة والدعـ االجتماعي الكمي وأنواع‬
‫الدعـ المقدـ مف األسرة واألقارب واألصدقاء لدى النساء المطمقات‪.‬‬

‫وهذا ما أوضحته دراسة "الغامدي" (‪ )ٕٜٓٓ‬عف تمقي المرأة المطمقة لمعاممة سمبية‬
‫سواء مف أفراد أسرتها أو مف المجتمع المحيط بها‪ ،‬كما أنها توصـ بأنها غير قادرة عمى‬
‫تحمؿ المسجولية في تكويف أسرة أو الحفاظ عميها‪.‬‬

‫‪ )3‬مظاىر وصمة الطالق وأىم المترتبات النفسية واالجتماعية لموصمة‬

‫وتنعكس في المواقؼ التي تعرضت لها المبحوثات عقب الطبلؽ‪ ،‬وكاف المبلحظ مف‬
‫هذ المواقؼ أف جميعها كانت مف أشخاص محيطيف وقريبيف لممبحوثة‪ ،‬سواء أكانوا مف‬
‫األهؿ أو زمبلء العمؿ‪ .‬وتمثمت جميعها في ترويج الشاجعات‪ ،‬وفرض القيود االجتماعية‬
‫عمى المطمقة خوفًا مف القيؿ والقاؿ حولها‪ ،‬ووصمت في بعض األحياف إلى قطع العبلقات‬
‫االجتماعية واتهاـ المطمقة بأنها تدمر حيوات اآلخريف المستقرة "خرابة بيوت"‪ ،‬وفقداف‬
‫التعاطؼ معها‪ ،‬واتهامها باالنحبلؿ األخبلقي واالجتماعي‪ .‬واتسؽ هذا مع ما كشؼ عف‬
‫عبد المنعـ" (‪ )ٕٜٓٓ‬في دراسة مقارنة ما بيف عينة مف مطمقات مصريات‬
‫وكويتيات‪.‬وكشؼ عف أف المصريات أكثر معاناة مف صراعات العمؿ‪،‬بينما كانت‬
‫تعرضا لمشاجعات‪ ،‬واتفقت المجموعتاف في تعرضهـ لتقييد حريتهـ‬‫ً‬ ‫الكويتيات أكثر‬
‫الشخصية والمراقبة الدقيقة لسموكهف‪ ،‬خاصة مف قبؿ أفراد األسرة‪ .‬كما اتفقت دراسة‬
‫"جريستؿ" أف جميع المشاركات في الدراسة أعربف عف أنهف أُْب ِعدف َعف كؿ أصدقاجهـ‬
‫المتزوجيف" )‪.)Gerstel, 1987‬‬

‫وتبمػػورت أهػػـ المترتب ػات النفسػػية واالجتماعيػػة الناتجػػة عػػف تعػػرض الم ػرأة لموصػػمة فػػي‬
‫خوفه ػػا م ػػف مواجه ػػة الن ػػاس‪ ،‬وانخف ػػاض تق ػػديرها ل ػػذاتها وثقته ػػا بنفس ػػها‪ ،‬وش ػػعورها بالفش ػػؿ‪،‬‬

‫‪097‬‬
‫جملة حبوث ودراسات نفسية (مج ‪ ، 51‬ع‪ 4‬أكتوبر ‪ ، 9152‬ص ص ‪)775-922‬‬

‫واالنسحاب االجتماعي –خوفًا مف كبلـ الناس‪ -‬وأحيانا إلى وصـ ذاتها بأنها ليست جديرة‬
‫بأف تتزوج شخص لـ يسبؽ له الزواج مف قبؿ‪ ،‬والشعور بالدونية وعدـ االستحقاؽ‪.‬‬

‫وتتسؽ المترتبات النفسية واالجتماعية التيتُعاني منها المطمقة مع ما أشار إليه‬


‫"جوفماف"؛ فالوصمة تحدث حينما يمتمؾ أفراد سمات أو مظاهر محددة تؤدي إلى التقميؿ‬
‫ونظر لمقيمة‬
‫ًا‬ ‫مف شأنهـ مف قبؿ األغمبية االجتماعية (‪،)Mohamed et al., 2019‬‬
‫الكبيرة التي يعطيها المجتمع لمزواج فإف المرأة المطمقة تتحوؿ مف شخص مرغوب‬
‫اجتماعيا‪ ،‬وليس له قيمة )‪.)konstam at el., 2016‬‬
‫ً‬ ‫اجتماعيا إلى شخص منبوذ‬
‫ً‬
‫ويترتب عمى وصـ األفراد تشويه سمعتهـ وتحوؿ النظرة إليهـ مف أشخاص طبيعييف إلى‬
‫أشخاص ليس لهـ قيمة‪ ،‬وتصنيفهـ في فجة محددة"‪ ،‬وتتفؽ تعريفات الوصمة عمى أف‬
‫شعور الفرد بالوصمة يعني شعور باالختبلؼ‪ ،‬وما يترتب عمى هذا االختبلؼ مف تدني‬
‫نظرة اآلخريف له )‪ .(Major&O’brien, 2005‬لذلؾ فالمطمقات أكثر عرضة‬
‫ليخبرواالتقميؿ مف تقديرهـ لذواتهـ‪ ،‬وكفاءتهـ الذاتية‪ ،‬وثقتهـ بأنفسهـ والتمييز ضدهـ‪ ،‬كما‬
‫طمبا لخدمات الصحة النفسية )‪ ،(konstam et al., 2016‬بصفتهـ نتيجةً‬
‫أنهـ األكثر ً‬
‫لمقوالب النمطية المرتبطة بالطبلؽ كأحد أشكاؿ االنحراؼ االجتماعي‪ ،‬غير المرغوبة‬
‫اجتماعيا)‪ .(Willers, 1993‬لذلؾ توصـ المرأة بالفشؿ وتوجيه المجتمع الموـ لها‬
‫ً‬
‫)الفيصؿ‪.)ٜٜٔٔ ،‬‬

‫واتفؽ "الغامدي" (‪ )ٕٜٓٓ‬في أف المرأة المطمقة أكثر عرضة لممتاعب النفسية‬


‫واإلحساس بالحزف والكآبة وسوء التكيؼ مع الوضع الجديد في حياتها (الطبلؽ)‪ ،‬ويشير‬
‫"عبد المنعـ" إلى أف تقييد الحرية الشخصية والمراقبة الدقيقة لتصرفات المرأة المطمقة يعزو‬
‫إلى طبيعة الثقافة العربية التي مازالت تنظر إلى المرأة المطمقة نظرة سمبية يغمفها الشؾ‬
‫والريبة في مختمؼ سموكها‪ ،‬ويحممها المسجولية عف الطبلؽ‪ ،‬وهذا يؤدي إلى شعورها‬
‫بالذنب وخيبة األمؿ‪ ،‬وقد يفقدها الثقة في مختمؼ عبلقاتها االجتماعية‪ ،‬ليس هذا فحسب‪،‬‬

‫‪097‬‬
‫جملة حبوث ودراسات نفسية (مج ‪ ، 51‬ع‪ 4‬أكتوبر ‪ ، 9152‬ص ص ‪)775-922‬‬

‫ولكنها بطبلقها فإنها تصبح عرضة لؤلطماع مف ضعاؼ النفوس‪،‬وتتهـ باالنحراؼ‬


‫األخبلقي‪،‬وعرضة لمشاجعات )عبد المنعـ‪.)ٕٜٓٓ ،‬‬

‫وال يقتصر شعور المطمقة بالوصمة االجتماعية المتمثمة في توقعات اآلخريف أو‬
‫المجتمع أو المسميات التي يطمقونها عمى األفراد الذيف يمتمكوف سمات معينة‪ ،‬ولكنها‬
‫أيضا في استجاباتها عقب تعرضها لموصمة في كيفية تفاعمها مع اآلخريف‬
‫ً‬ ‫تتضح‬
‫والمجتمع الذي يوصمها‪ ،‬وهذا ما يطمؽ عميه "وصـ الذاتٔ" ‪(Konstam et al.,‬‬
‫)‪ .2016‬يمكف تفسير ذلؾ وفقًا الفتراض "جريستؿ" (‪ )Gerstel, 1987‬أف وصمة‬
‫الطبلؽ تتضمف توجهيف‪ ،‬هما‪ :‬التوجه الخارجي لموصمة ويحدث خارج نطاؽ األشخاص‬
‫المطمقيف في دواجرهـ االجتماعية (األسرة‪ ،‬األصدقاء‪ ،‬المجتمع بشكؿ كمي)‪ ،‬مقابؿ التوجه‬
‫الداخمي لموصمة‪،‬وهي تعني وصـ الذات أو شعور المطمؽ‪ /‬المطمقة بالوصمة داخميا‬
‫وتنتابه مشاعر الموـ والذنب والفشؿ والحط مف شأنهـ وتقديرهـ لذواتهـ‪ ،‬واعتقادهـ أنهـ‬
‫محط أنظار اآلخريف خاصة في مواقؼ التجمعات (كاألعراس والتجمعات العاجمية‬
‫وغيرها)‪.‬‬

‫‪ )4‬البنية العاممية لمفيوم وصمة الطالق كما يدركيا المجتمع‬

‫أح ػػد أه ػػداؼ الد ارسػ ػػة الراهن ػػة ه ػػو إعػػػداد أداة مصػ ػرية لوص ػػمة الط ػػبلؽ‪ ،‬كم ػػا ي ػػدركها‬
‫المجتمػػع‪ ،‬والتحقػػؽ مػػف البنيػػة العامميػػة لموصػػمة‪ ،‬التػػي كشػػفت نتاججهػػا عػػف انتظػػاـ وصػػمة‬
‫الطػػبلؽ وفقًػػا إلدراؾ المجتمػػع فػػي ثبلثػػة عوامػػؿ‪،‬هي‪ :‬نقػػص االلت ػزاـ‪ ،‬والمشػػاعر المرتبطػػة‬
‫بالخزي والعار مف وجود شخص مطمؽ‪ ،‬وعدـ االنضباط السموكيواألخبلقي‪.‬‬

‫وهذا يتسؽ بشكؿ كبير مػع التصػور النظػري الػذي قػدـ لموصػمة‪ ،‬مػف أنهػا تنطػوي عمػى‬
‫قوالب نمطية التي تشير إلى التصورات والمعتقدات الثقافية المرتبطة بفجة معينة &‪(Link‬‬
‫)‪ ،Phelan, 2001; Mohamed, Saad& Magdy, 2019‬وتبػدت هػذ القوالػب فػي‬

‫‪Self-stigma 1‬‬
‫‪097‬‬
‫جملة حبوث ودراسات نفسية (مج ‪ ، 51‬ع‪ 4‬أكتوبر ‪ ، 9152‬ص ص ‪)775-922‬‬

‫االعتقػػاد حػػوؿ عػػدـ التػزاـ الشػػخص المطمػػؽ وعػػدـ تحممػػه المسػػجولية‪ ،‬واال لمػػا كػػاف تعػػرض‬
‫لخبرة الطبلؽ‪ ،‬وكذلؾ االعتقاد في عدـ انضباط المطمقيف سموكيا؛ وتشير إلى عدـ االلتزاـ‬
‫بالقيـ األخبلقية والمجتمعية والخروج عف العادات والتقاليػد‪ .‬ويتفػؽ هػذا مػع مػا كشػفت عنػه‬
‫دراستى "ويميػرس")‪ ،(Willers, 1993‬و"محمػد سػعيد محمدالغامػدي" (‪ )ٕٜٓٓ‬أف األفػراد‬
‫المطمقػػيف يػػدركوف بشػػكؿ سػػمبي فػػي كثيػػر مػػف األحيػػاف بصػػرؼ النظػػر عػػف الجػػنس‪ ،‬وأنهػػـ‬
‫غير متحمميف لممسجولية‪ ،‬وال يمكف االعتماد عميهـ‪ ،‬وال يمكنهـ تكويف أسرة ناجحة‪.‬‬

‫كم ػػا ط ػػرح "لين ػػؾ وف ػػيمف وزمبلؤه ػػـ" أف االنفع ػػاالت ه ػػي أح ػػد المترتب ػػات عم ػػى القوال ػػب‬
‫النمطيػػة التػػي تشػػير إلػػى وجػػود انفعػػاالت سػػمبية لػػدى كػػؿ مػػف المحيطػػيف تجػػا الشػػخص‬
‫بمػ ػا ُيس ػػمى "وص ػػـ ال ػػذات" الػ ػذي ق ػػد ي ػػؤدي ف ػػي بع ػػض‬
‫الموص ػػوـ‪ ،‬ول ػػدى الش ػػخص نفس ػػه‪َ ،‬‬
‫األحيػػاف إلػػى مشػػاعر االشػػمجزاز والخػػوؼ والخجػػؿ مػػف مواجهػػة اآلخ ػريف لعػػدـ أحقيتػػه فػػي‬
‫العػيش وسػط النػاس ‪(Link& Phelan, 2001; Link et al., 2004; Mohamed et‬‬
‫)‪.al., 2019‬‬
‫ونخمص مف مناقشة النتاجج السابقة أف هناؾ معاممة تمييزية مف المجتمع تجا المرأة‬
‫المعاممة غير العادلة منطقية في ظؿ القوالب‬ ‫المطمقة والرجؿ المطمؽ‪ ،‬وتبدو هذ ُ‬
‫المجتمع المصري والمرتبطة بالرجؿ والمرأة؛ فَفي الوقتالذي يرتبط‬
‫النمطية الموجودة في ُ‬
‫طا حوؿ اهتمامها بالعبلقات االجتماعية ورعاية اآلخريف واهتمامها بالتربية‬
‫بالمرأة تنمي ً‬
‫واألعماؿ المنزلية‪َ ،‬ينظر إلى المرأة المطمقة أنها تخرج عف هذا التصور المألوؼ لممرأة‪،‬‬
‫و ِمف ثَم ِهي غير قادرة عمى تحمؿ المسجولية‪ ،‬وأنها خرقت الدور المنوط بها بصفتها‬
‫المبلـ األوؿ عمى انهيار أسرتها‪،‬‬ ‫ا أ ِ‬
‫مرةً‪ ،‬ومف تقابؿ باستهجاف مف المحيطيف بها‪ ،‬وأنها ُ‬
‫وهذا ما قد يترتبعميه انخفاض تقديرها لذاتها وخوفها مف المواجهة‪ ،‬واضطرارها هي أو‬
‫أسرتها إلى إخفاء طبلقها عف المحيطيف‪ .‬بينمايمكف تفسير ارتباط عدـ االنضباط‬
‫سموكيا‬
‫ً‬ ‫السموكي بالرجاؿ المطمقيف بأف المجتمع المصري ال ينظر لمرجؿ غير المنضبط‬
‫أمر َسمبي أو يعيب الرجؿ بؿ عمى العكس؛ فَعدـ االنضباط السموكي أحد ُمؤشرات‬
‫أنه ٌ‬

‫‪097‬‬
‫جملة حبوث ودراسات نفسية (مج ‪ ، 51‬ع‪ 4‬أكتوبر ‪ ، 9152‬ص ص ‪)775-922‬‬

‫الرجولة التي تتبدى في تعدد العبلقات‪ .‬وهذا َما تؤيد عديد مف الدراسات ومنهادراسة‬
‫ميبل لتعدد العبلقات الجنسية‪ ،‬وأنها‬
‫"شوشة" (ٕٕٓٓ) التي أوضحت أف الرجاؿ أكثر ً‬
‫رمز لمرجولة‪ .‬وكذلؾ بينت دراسة "قرشة‪ ،‬األميف" (‪ )ٕٓٔٚ‬أف تأثير األزمة يكوف أقوى‬
‫سمبا عمى توافقها‬
‫داجما نحو المرأة‪ ،‬ما ينعكس ً‬
‫عمى المرأة في مجتمع ذكوري‪ ،‬يوجه الموـ ً‬
‫النفسي واالجتماعي‪ ،‬وينتج ذلؾ بسبب نظرة المجتمع لها وما يفرضه عميها مف ضغوط‬
‫وحصار‪ ،‬وربما يقمؿ ذلؾ مف فرصة زواجها مرة أخرى‪ ،‬ويصبح الطبلؽ وصمة اجتماعية‬
‫تبلزمها وتقمؿ مف شأنها‪.‬‬

‫كما اتضحت المكونات الست لموصمة ‪ -‬كما حددها لينؾ وزمبلؤ – مف خبلؿ تجارب‬
‫المبحوثات‪ ،‬فتجسدت في معاناتهف مف تجربة وصمة الطبلؽ‪ :‬إطبلؽ المسميات (أف‬
‫مرة سهمة ومنحمة)‪ ،‬والتنميط (أف المطمقة غير قادرة عمى تحمؿ المسجولية‪ ،‬وأف‬
‫المطمقة ا أ‬
‫سبب اإلصرار عمى الطبلؽ يرجع لرغبتها في االنفبلت األخبلقي)‪ ،‬والفصؿ االجتماعي‬
‫(إخفاء كثير مف المطمقات واألهالي خبر الطبلؽ)‪ ،‬وفقداف الوضع االجتماعي والتمييز‬
‫معاممة مجتمعية تتسـ بالتمييز النوعي بيف الرجاؿ والنساء المطمقيف)‪ ،‬والقوة (وانعكس في‬
‫شعور المطمقة بافتقاد مصادر المساندة ومترتبات الطبلؽ مف شعور بالوحدة والضعؼ‬
‫واالنهيار‪ ،‬وقهرهف اجتماعيا)‪ ،‬واالنفعاالت (وجود مشاعر تعصبية تجا المطمقة مثؿ‬
‫خوؼ اآلخريف مف أف تحسدهـ عمى حياتهـ) (‪.)Link et al., 2004‬‬

‫وفي إطار رفض المجتمع لممطمقة أوضح "رحيمة" (‪ )ٕٓٔٛ‬أف أحد أسباب معاممة‬
‫مصدر لتهديد سمعة األسرة‬
‫ًا‬ ‫األهؿ لممطمقة‪ ،‬ينبع مف شعورهـ بأف وجود مطمقة بينهـ يعد‬
‫وتقاليدها‪.‬كمايمكف أف تفسر المشاعر المرتبطة بالوصمة تجا المطمقيف بأف الطبلؽ‬
‫عكسيا بالتديف‪ .‬كما ترتبط‬
‫ً‬ ‫اجتماعيا‪ ،‬ويرتبط‬
‫ً‬ ‫ينظر له عمى أنه غير مرغوب وغير مقبوؿ‬
‫وصمة الطبلؽ باالعتقاد بأف المرأة المطمقة صعبة المعشر‪،‬ومف ثَـ تنخفض احتماؿ‬
‫مؤشر عمى‬
‫ًا‬ ‫نجاحها في حياة زوجية ثانية‪ ،‬وكشفت دراسة "وايرس" أف كممة الطبلؽ تعد‬

‫‪097‬‬
‫جملة حبوث ودراسات نفسية (مج ‪ ، 51‬ع‪ 4‬أكتوبر ‪ ، 9152‬ص ص ‪)775-922‬‬

‫أنها أقؿ أنثوية ‪Less feminine‬ألوها انحرفت عف الدور الجندري المنوط بها في رعاية‬
‫األسرة (‪.)Willers, 1993‬‬
‫وننتهي إلى أف وصمة المجتمع لممرأة بالطبلؽ قد يكوف له مترتبات عمى صحتها‬
‫النفسية والجسمية؛ فمف ناحية يؤثر عمى شبكات عبلقاتها االجتماعية ومصادر المساندة‪،‬‬
‫ويؤثر عمى النواحي المالية مف ناحية أخرى‪ ،‬كما أنه قد يمتد لشعور المرأة بالفشؿ‬
‫واالحتقار والدونية لنفسها بما يؤثر في النهاية عمى هويتها الشخصية‪ ،‬وقدرتها عمى‬
‫اإلنجاز‪ ،‬واعتبار الطبلؽ تحدًيا لمبدء مف جديد‪ .‬وهذا ما أشارت إليه نظرية "كولي‬
‫لمزجاج" عف الذات؛ إذ انعكست نظرة المجتمع القاجمة عمى التمييز النوعي في الرؤية‬
‫الذاتية لممبحوثات المطمقات؛ حيث تفترض نظرية كولي أننا نرى أنفسنا مف خبلؿ كأس‬
‫زجاجي‪ ،‬بحيث إف نظرتنا لذواتنا تتشكؿ مف خبلؿ نظرة اآلخريف ‪(Thompson, 2014,‬‬
‫)‪ ،p3‬وفي سياؽ دراستنا الراهنة فقد كانت نظرة المجتمع ذات أهمية بحيث تدخمت بشكؿ‬
‫مشو لتشكؿ الصورة الذهنية لممطمقة عف ذاتها‪ ،‬فقد أعربت المبحوثات بصياغات متنوعة‬
‫لمعنى واحد‪،‬عف خوفهف مف المقب الموصوـ"مطمقات"‪ ،‬وأنهف أصبحف معقدات بؿ وأكدت‬
‫حكما‬
‫إحداهف أنها ال يجوز – كمطمقة‪ -‬أف تتزوج مف أعزب‪ ،‬وكأنها تحكـ عمى ذاتها ً‬
‫ظالما في ضوء الوصـ المجتمعي لممطمقة‪.‬‬
‫ً‬

‫‪099‬‬
‫جملة حبوث ودراسات نفسية (مج ‪ ، 51‬ع‪ 4‬أكتوبر ‪ ، 9152‬ص ص ‪)775-922‬‬

‫المراجع‬

‫ابػػف منظػػور‪ُ (.‬معجػػـ لسػػاف العػػرب)‪ .‬ج ٕ‪ ،‬ص ٓٓٔ"تعريػػؼ الطػػبلؽ وحكمػػة مشػػروعيته"‪.‬‬
‫‪https://universitylifestyle.net‬‬
‫أب ػػو س ػػبيتاف (ن ػػرميف)‪ .)ٕٓٔٗ( .‬الدددددعم االجتمدددداعي والوصددددمة وعالقتيمددددا بالصددددالبة‬
‫النفسدددية والرضدددا عددددن الحيددداة فدددي محافظددددات دددزة‪ ،‬رس ػػالة ماجس ػػتير‪ ،‬الجامع ػػة‬
‫اإلسبلمية ‪ -‬غزة‪ ،‬كمية التربية‪ ،‬قسـ الصحة النفسية المجتمعية‪.‬‬
‫أميف (سناء)‪ .)ٕٓٓٛ( .‬الزواج بين النجاح واألزمة والفشل‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫أونيػػؿ (مػػاجي)‪ .)ٕٕٓٔ( .‬المعرفددة النسددوية والبحددث االجتمدداعي – الثقددافي‪ .‬المحاكدداة‬
‫اإلثنوجرافيددة والممارسددة النسددوية والتحددول "المرئددي"‪ ،‬فددي‪(:‬تيم إدواردز‪ :‬النظريددة‬
‫الثقافية‪.‬وجيات نظر كالسديكية ومعاصدرة)‪ ،‬ترجمػة‪ :‬محمػود أحمػد عبػداهلل‪ ،‬المركػز‬
‫القومي لمترجمة‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫الثاقػ ػػب (فهػ ػػد)‪ .)ٜٜٜٔ(.‬المددددرأة والطددددالق فددددي المجتمددددع الكددددويتي‪ :‬األبعدددداد النفسددددية‬
‫واالجتماعية واالقتصادية‪ ،‬مجمس النشر العممي‪ ،‬الكويت‪.‬‬
‫الجهاز المركزي لمتعبجة العامة واإلحصاء‪ .)ٕٓٔٛ( .‬إحصاءات الزواج والطبلؽ بمصر‪.‬‬
‫موقع الجياز المركزي لمتعبئة العامة واإلحصاء عمى شبكة اإلنترنت‪.‬‬

‫‪090‬‬
‫جملة حبوث ودراسات نفسية (مج ‪ ، 51‬ع‪ 4‬أكتوبر ‪ ، 9152‬ص ص ‪)775-922‬‬

‫الظفيػػري (عبػػد الوه ػػاب)‪ ،‬وخميفػػة (عب ػػد المطيػػؼ)‪ ،‬وحم ػػدي؛ (حسػػني)‪ .)ٕٓٓٔ( .‬د ارس ػػة‬
‫ميدانية ألسباب الطبلؽ االجتماعيػة والنفسػية فػي الكويػت فػي مطمػع األلفيػة الثالثػة‪.‬‬
‫مشروع بتمويل من إدارة األبحاث بجامعة الكويت‪ ،‬الكويت‪.‬‬
‫العيسوي؛ (عبدالرحمف)‪ .)ٕٓٓٗ( .‬عمم النفس األسري‪ ،‬دار أسامة لمنشر‪،‬األردف‪.‬‬
‫الغامػػدي؛ (محمػػد)‪ .)ٕٜٓٓ( .‬التكيػػؼ االجتمػػاعي واالقتصػػادي والنفسػػي لمم ػرأة السػػعودية‬
‫المطمقة في محافظة جدة‪ .‬مجمة أم القرى لمعموم االجتماعية‪.ٔٛٛ-ٔٗٗ ،ٔ،ٕ ،‬‬
‫الفيصػػؿ (عبػػد اهلل)‪ .)ٜٜٔٔ( .‬بعػػض خصػػاجص المطمقػػيف االجتماعيػػة فػػي إحػػدى محػػاكـ‬
‫الطبلؽ بالمممكة العربية السعودية‪ .‬مجمة جامعة الممك سعود‪.ٕٔٙ-ٜٔٛ ،ٖ ،‬‬
‫تشيرتوف (ميؿ) (براوف)‪( .‬آف)‪ .)ٕٕٓٔ( .‬عمم االجتماع‪.‬النظرية والمنيج‪ ،‬ترجمة‪ :‬هنػاء‬
‫الجوهري‪ ،‬المركز القومي لمترجمة‪ ،‬القاهرة‪.‬‬

‫خػ ػػاطر (شػػػيماء)‪ .)ٕٓٔٙ( .‬األسػػػباب المدركػ ػػة لمطػ ػػبلؽ كمنبجػ ػػات ب ػػأعراض اضػ ػػطرابات‬
‫ضغوط ما بعد الصدمة لدى عينة مف المطمقيف والمطمقػات‪ ،‬المجمة المصرية لعمدم‬
‫النفس اإل كمينكي واإلرشادي‪.ٕٕٓ-ٔٛ٘ ،ٗ،ٕ ،‬‬

‫رحيمػ ػ ػػة (شػ ػ ػػوقي)‪ .)ٕٓٔٛ( .‬الوصػ ػ ػػـ االجتمػ ػ ػػاعي لمم ػ ػ ػرأة المطمقػ ػ ػػة ‪ :‬تحميػ ػ ػػؿ سوسػ ػ ػػيو‪-‬‬
‫أنثربولوجى‪ .‬مجمة الباحث في العموم اإلنسانية واالجتماعية‪.ٔٛٓ-ٔٚٔ ،ٖٕ ،‬‬
‫سػػكوت(جوف)‪ ،‬مارشػػاؿ؛ (جػػوردوف)‪ .)ٕٓٔٔ( .‬موسددوعة عمددم االجتمدداع‪ ،‬ترجمػػة محمػػد‬
‫الجوهري وآخريف‪ ،‬المركز القومي لمترجمة‪ ،‬القاهرة‪،‬طٕ‪.‬‬

‫عبػػد الحمػػيـ (رضػػوى)‪ .)ٕٓٔٚ( .‬إلدارة الضدددغوط النفسدددية واالجتماعيدددة المترتبدددة عمدددى‬
‫الطالق لدى السيدات‪ ،‬رسالة دكتو ار (غير منشورة)‪ ،‬كمية اآلداب‪ ،‬جامعة القاهرة‪.‬‬

‫عبد اهلل (ناصح)‪ .)ٕٓٔٛ( .‬الصحة النفسية لدى عينة مف النساء المطمقات في محافظة‬
‫حمبج ػ ػػة العراقي ػ ػػة (رؤي ػ ػػة إس ػ ػػبلمية)‪ .‬مجمدددددة الفندددددون واألدب وعمدددددوم اإلنسدددددانيات‬
‫واالجتماع‪.ٔٛٙ-ٜٔٙ ،ٕٗ ،‬‬

‫‪097‬‬
‫جملة حبوث ودراسات نفسية (مج ‪ ، 51‬ع‪ 4‬أكتوبر ‪ ، 9152‬ص ص ‪)775-922‬‬

‫عبد المنعـ (الحسػيف) (‪ .)ٕٜٓٓ‬اآلثػار النفسػية والجسػمية ومشػكبلت التفاعػؿ االجتمػاعي‬


‫المترتب ػػة عم ػػى الطبلؽ‪:‬د ارس ػػة مقارن ػػة بػػػيف مجم ػػوعتيف م ػػف المطمق ػػات المص ػ ػريات‬
‫والكويتيات‪ .‬دراسات عربية في عمم النفس‪ .‬المجمد الثامف‪ .‬العدد الثاني‪.‬‬

‫غدنز(أنتوني)‪ .)ٕٓٓ٘(.‬عمم االجتماع‪ ،‬ترجمة‪ :‬فايز الصياغ‪ ،‬المنظمة العربيػة لمترجمػة‪،‬‬


‫بيروت‪.‬‬
‫غي ػ ػػث (محم ػ ػػد)‪ .)ٜٜٔ٘(.‬المشددددداكل االجتماعيدددددة والسدددددموك االنحرافدددددي‪ ،‬دار المعرف ػ ػػة‬
‫الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪.‬‬
‫قرش ػ ػ ػ ػ ػ ػػي (أميػ ػ ػ ػ ػ ػ ػرة)( األم ػ ػ ػ ػ ػ ػػيف)‪(.‬محم ػ ػ ػ ػ ػ ػػد)‪"،‬الطبلؽ وآث ػ ػ ػ ػ ػ ػػار النفس ػ ػ ػ ػ ػ ػػية واالجتماعي ػ ػ ػ ػ ػ ػػة"‪،‬‬
‫‪http://tasil.uofq.edu.sd/wp-content/uploads/2017/02‬‬
‫مػػاتيوز (بػػوب)‪( .‬روس)‪( .‬ليػػز)‪ .‬الدددليل العممددي لمندداىج البحددث فددي العمددوم االجتماعيددة‪،‬‬
‫ترجمة‪ :‬محمد الجوهري‪ ،‬المركز القومي لمترجمة‪ ،‬القاهرة‪.ٕٓٔٙ ،‬‬
‫‪Berman, E. A. (2017). An exploratory sequential mixed methods‬‬
‫‪approach to understanding researchers’ data management‬‬
‫‪practices at UVM: Integrated findings to develop research data‬‬
‫‪services. Journal of eScience Librarianship, 6,1,1-24.‬‬

‫‪Carr, D., & Friedman, M. A. (2006). Body weight and the quality of‬‬
‫‪interpersonal relationships. Social Psychology Quarterly,‬‬
‫‪69(2), 127-149.‬‬

‫‪Farrington, D. P., & Murray, J. (Eds.). (2013). Labeling theory:‬‬


‫‪Empirical tests (Vol. 1). Transaction Publishers.‬‬

‫‪Gerstel, N. (1987). Divorce and stigma. Social problems, 34(2),‬‬


‫‪172-186.‬‬

‫‪096‬‬
)775-922 ‫ ص ص‬، 9152 ‫ أكتوبر‬4‫ ع‬، 51 ‫جملة حبوث ودراسات نفسية (مج‬

Goffman, E. (1963). Stigma: Notes on the management of spoiled


identity. New York, NY, USA: Simon and Schuster
/Touchstone Books.

Kim, J. Y., & Kim, H. (2002). Stigma in divorces and its deterrence
effect. The Journal of Socio-Economics, 31(1), 31-44.

Konstam, V., Karwin, S., Curran, T., Lyons, M., &Celen-Demirtas,


S. (2016). Stigma and divorce: A relevant lens for emerging
and young adult women?. Journal of Divorce &
Remarriage, 57(3), 173-194.

Kumari, a. (2016). Increasing Rate of Divorce: A Social Stigma.


International journal of social science and humanities
research, 4,1,235-240.

Lee, S. (2018). Removing the stigma of divorce: Happiness before and


after remarriage (No. 961). SOEP papers on Multidisciplinary
Panel Data Research.

Link, B. G., & Phelan, J. C. (2001). Conceptualizing stigma. Annual


review of Sociology, 27(1), 363-385.

Link, B. G., Yang, L. H., Phelan, J. C., & Collins, P. Y. (2004).


Measuring mental illness stigma. Schizophrenia bulletin, 30(3),
511-541.

007
)775-922 ‫ ص ص‬، 9152 ‫ أكتوبر‬4‫ ع‬، 51 ‫جملة حبوث ودراسات نفسية (مج‬

Major, B., &O'brien, L. T. (2005). The social psychology of stigma.


Annu. Rev. Psychol., 56, 393-421.

Metzger, T. (2014). Labeling Theory and the Kennedys (Doctoral


dissertation, The George Washington University).

Mohamed, A. A., Saad, M., & Magdy, M. A. (2019). The


Construction and Validation of a New Hepatitis C Virus Social
Stigma in the Workplace Scale. Psychology, Community &
Health, 8(1), 1-13.

Soukayna A (2018) Gender Construction and Divorced Women in


Morocco: Fez City as a Case Study. Arts Social Sci J, 9: 409.

Thompson, G. A. (2014). Labeling in interactional practice: Applying


labeling theory to interactions and interactional analysis to
labeling. Symbolic Interaction, 37(4), 458-482.

Willers, M. D. (1993). Stigmatization of divorced persons: Effects of


multiple divorce and gender. Theses Digitization Project. 659.
https://scholarworks.lib.csusb.edu/etd-project/659.

007

You might also like