You are on page 1of 11

‫مقدمة‪:‬‬

‫إن االنتح ار يمث ل قم ة المأس اة اإلنس انية لم ا له ا من ع واقب وخيم ة على المجتم ع عام ة‬
‫واتجاه ات األف راد خاص ة فيص بح اإلنس ان ع اجزا عن االستبص ار بحل ول للمش اكل ال تي‬
‫تنتابه وال يرى أمال في النجاة منها باعتبار المخرج الوحيد لمأزقه‪.‬‬
‫ويش ير التفك ير االنتح اري إلى األفك ار ح ول إنه اء الف رد لحيات ه م ع بعض ال درجات من‬
‫النية أو القصد‪ ،‬ويعد التفكير االنتحاري مصطلح شائع لألفكار حول االنتحار والذي يمكن‬
‫تفضيله على أنه صياغة الخطط دون الفعل االنتحاري بحد ذاته‪)Kkan, 2011:126( .‬‬
‫فه و تفك ير أو فك رة تك ون بمثاب ة مح رض على م وت الف رد‪،‬ويض م التفك ير االنتح اري‬
‫األفك ار االنتحاري ة‪ ،‬أو التهدي د الخ الي من الفع ل ويع د أك ثر ش يوعا من المح اوالت‬
‫االنتحارية واالنتحار التام‪.)&KhanAleem,2013:152(.‬‬
‫ويمكن أن يس تمر التفك ير االنتح اري لف ترة وج يزة فق ط إذا اس تطاع الف رد التفك ير‬
‫باآلخرين‪ ،‬والطرق البديلة المشکالت‪ ،‬ولذلك فإن دراسة عوامل الحماية وعوامل الخطر‬
‫قدأص بحت من اح دى األه داف الهام ة للبحث ك ل في منهجي ة االنتح ار ألن ه إذا م ا دفعت‬
‫عوامل الخطر لالنتحار من ناحية تقوم عوامل الحماية بمواجهة تأثيرات عوامل الخطر‪(.‬‬
‫‪.)KhanAleem,2013:153‬‬

‫‪ -1‬تعريف األفكار االنتحارية‪:‬‬


‫تعريف وانك وآخرون (‪:)2012‬‬
‫"ذلك التفكير الذي يهدف إلى إيجاد حلول تهدف إلى القض اء على الحياة وإ زهاق الروح‬
‫دون الوصول إلى هذهالغاية‪Wangetal,2012, p459 .‬‬

‫تعريف ببنقن وآخرون (‪:)2012‬‬


‫تفكير في انهاء حياته والناتج عن رغبة الفرد في التخلص من األلم والضيق النفسي الذي‬
‫يعاني منه وغالبا مايفشل الفرد في انهاء حياته"‪Penvenetal,2012,p299 .‬‬
‫تعريف دينيس (‪:)2012‬‬
‫"رغبة الفرد في التخلص من حياته ہسبب ما يعانيه من الخجل والشعور بالذنب واإلحباط‬
‫واليأس واالكتئاب الناجم عن التعرض للضغوط الحياتية"‪Dennis,2012, p1220 .‬‬
‫تعريف ستيقن (‪:)2012‬‬
‫"م ا يص در عن فک ر مش وش وألم يب دو غ ير محتم ل وغ ير قاب ل للح ل‪ ،‬يق ترن ه ذا األلم‬
‫بحاجات سيكولوجية غيرمشبعة أوال تجد سبيال إلشباعها‪ ،‬وهنا تطوف بتفكير المنتحرين‬
‫الرغبة في إفناء الذات وإ نهاء الحياة والهروب إلى عالم آخر أفضل"‪Steven, 2012, .‬‬
‫‪.p528‬‬
‫أما التعريف اإلجرائي للتفكير االنتحاري هو‪:‬‬
‫الدرجة الكلية التي يحصل عليها المستجيب على فقرات مقياس التفكير االنتحاري المعد‬
‫في البحث الحالي‪.‬‬

‫‪ -2‬بعض المفاهيم المتعلقة باالنتحار‪:‬‬


‫تعريف السلوكات االنتحاریة‪:‬‬

‫حسب جمعیة كیبیك لمنع االنتحار ‪ AQPS‬هي ‪:‬السلوكات التي یمكن مالحظتها بصورة‬
‫مباشرة أو مسموعة ما یؤكد إمكانیة حدوث االنتحار أو المیل نحو هذا القصد و لكن لم‬
‫یتم حدوث القتل أو الفعل‪.‬‬
‫(‪)Brian l.& Françoise.C,2004 p50‬‬
‫‪ -2‬تعريف االنتحار‪:‬‬
‫‪ -‬التعريف اللغوي لالنتحار‪:‬‬
‫االنتحار باللغة العربية من أصل كلمة نحر أي ذبح وقتل وانتحر الشخص أي ذبح نفسه‬
‫وقتله ا (س‪ .‬مك رم‪ ،)45،‬أم ا في اللغ ة الالتيني ة فنج د كلم ة ‪ SUICIDE‬ال تي أدخلت اللغ ة‬
‫الفرنسية على ‪Ab be‬ص‪ DesFontaine 1964‬سنة ‪A.Haim,1970,p14 1737‬‬

‫‪ -3‬العوامل الدافعة للمحاولة االنتحاریة عند المراهقین‪:‬‬


‫توج د العدید من العوام ل الدافع ة لالنتح ار وللمحاول ة االنتحاریة عن د الم راهقین ‪،‬حیث‬
‫یمكن أن یرج ع إلى فق دان أو خس ارة تتخ ذ أش كال مختلف ة فق د یش یر اإلنتح ار إلى فق دان‬
‫اإلحتیاج ات ال تي تفس ر ض من ٕ مف اهیم فق دان الهویة واح ترام ال ذات والخس ائر العاطفیة‬
‫والوجدانیة المتصلة بما هو مهم ‪.‬‬

‫ویمكن أن یرجع إلى عدة عوامل ( أسریة واجتماعیة وفردیة) لتفسیر المرور إلى الفعل‬
‫االنتحاري و في مایلي بعض العوامل الدافعة للفعل االنتحاري عند المراهقین‪:‬‬
‫‪1-‬العوامل العائلیة‪:‬‬
‫كثیرا ما نجد المشاكل العائلیة عند المراهقین كوجود إنفصال وتفكك ع ائلي ‪ ،‬الص راعات‬
‫الوالدیة وك ثرة غیاب األب أو األب الب دیل وهن اك مم یزات أخ رى مث ل ‪ :‬زن ا المح ارم ‪،‬‬
‫العن ف ‪ ،‬وج ود س وابق مرض یة عائلیة وادم ان الكح ول من قب ل الوال دین غیاب ال دعم‬
‫الوالدي للمراهقین سلوكات اإلهمال وغیاب العاطفة المقدمة للمراهقین‪.‬‬
‫و یمكن أن یق دم الوال دین منهج ترب وي ص ارم ج دا یعیق أي إمكانیة لالس تقاللیة ویمكن‬
‫أیضا أن یقدم الوالدین منهج تربوي متساهل جدا ال یقدم ما یكفي من الحدود والدي یعطي‬
‫شعورا بأنه غیر محبوب‬
‫ولیس له أي إعتبار‪)Caroline shuck, 2006,p136( .‬‬
‫فمن بین عوام ل الخط ر اإلنتح اري في حیاة الم راهقین هي األس رة ‪ ،‬فالمش اكل العائلیة‬
‫داخل األسرة الواحدة لها تأثیر على مسألة االنتحار ووفقا لبعض الباحثین هي عنصر مهم‬
‫جدا (في الفعل االنتحاري)‬
‫فالص راعات الكب یرة بین أف راد األس رة تك ون له ا ع واقب دراماتیكیة إن لم یتم التع رف‬
‫علیها في الوقت المناسب أو التكفل بها‪.‬‬

‫‪-2‬العوامل الفردیة ‪:‬‬


‫قدمت العدید من الدراسات الكثیرة من المعلومات حول الممیزات الشخصیة واإلختالفات‬
‫عند المراهقین للقیام بالمحاولة االنتحار و ذالك بعد مقارنتها مع فئة عامة (من الم راهقین)‬
‫لها نفس العمر‬
‫ووجد أن المراهقین المحاولین لالنتحار یتمیزون ب‪:‬‬
‫‪- 1‬المعاناة من مشاكل صحیة كثیرة (آالم في الرأس و المعدة والكوابیس‪...‬الخ )‪.‬‬
‫‪- 2‬المعاناة من أمراض مزمنة (الربو‪ ،‬السمنة‪ ،‬الصرع‪...‬الخ)‬
‫‪- 3‬إس تهالك األدویة ( لیس فق ط المخ درة ب ل أیض ا التب غ والكح ول األدویة العقلیة ذات‬
‫االنتحاء النفسي‬
‫‪ psychotrope medicament‬بوصفة أو باستهالك ذاتي‪.‬‬
‫‪- 4‬وجود في كثیر من األحیان أفكار حزینة وتصورات سلبیة عن أنفسهم أفكار الموت‬
‫وبالطبع أفكار االنتحاریة‪.‬‬
‫(‪)Marcelli D&.P.Alvid, 2005, p164‬‬
‫باإلضافة إلى الفشل الدراسي الذي یعتبر دافع حقیقي النتحار أو لمحاوالت اإلنتحار عند‬
‫المراهقین خاصة في المرحلة الثانویة‪.‬‬
‫‪-3‬عوامل الخطر النفسیة والمرضیة‪4‬‬
‫جمیع االض طرابات العقلیة تزید من خط ر الم وت انتح ار وخاص ة الفص ام ‪ ،‬الفهم ‪،‬‬
‫االكتئاب واض طرابات المزاج فكل الخطر یرتب ط باضطرابات التكیف أو االض طرابات‬
‫العقلیة كم ا أن هن اك إرتباط ا بین االكتئ اب ومح اوالت االنتح ار وق د أك د ه ذا في جمیع‬
‫الدراسات فهو یزید من خطر محاولة االنتحار لدى الفرد ‪Albar M & all, 2001, ( .‬‬
‫‪)p124‬‬

‫‪ -3‬عوامل الخطر المسببة‪ 4‬لالنتحار‪:‬‬


‫‪ -1-3‬عوامل الخطر العائلية‬
‫يفسر السلوك االنتحاري حسب "أدام" "‪ "Adam‬و"كول" "‪ Coll 1984‬عدم القدرة العائلة‬
‫على تحقي ق دوره ا في مس اندة المراه ق ومس ؤوليتها المباش رة في ذل ك (‬
‫‪.)Chabrol.1984.P21‬‬
‫و يعت بر "ش ميدتك" "‪ "Schmidt le‬وآخ رون ‪ ،1996‬أن التفك ك الع ائلي(س بب الطالق أو‬
‫الوفاة) يرفع من خطر القيام بالفعل االنتحاري وهذا مهما كان سن الحالة‪.‬‬
‫أم ا ففي م ا يخص حظ ر االنتح ار عن د الجنس ين فق د توص ل "دافيدس ون" "‪"Davidsom‬‬
‫و"فيليب""‪ ،Philippe" 1986‬إلى أن ه يزي د عن د الرج ال مقارن ة بالنس اء‪Choquet,20 (.‬‬
‫‪.)01, p123‬‬
‫وتمث ل طبيع ة العالق ات في الوس ط الع ائلي حس ب "ش وكي" "‪ "Choquet‬وآخ رون ‪1997‬‬
‫و"كي االن" "‪ "Kaplan‬وآخ رون ‪ 1997‬الس بب في انتح ار الم راهقين يس تبدل ه ؤالء‬
‫الباحثون عن ذلك بمظاهر شتى أهمها‪ :‬العنف بين الوالدين ويضيف "سبيريتو" "‪"Spirito‬‬
‫وآخرون ‪ 1989‬إلى ذلك مظاهر أخرى متمثلة في األمراض النفسية للوالدين بم ا في ذلك‬
‫اإلدم ان على الكح ول‪ ،‬االكتئ اب الم زمن‪ ،‬الم رض العقلي أو الس لوك االنتح اري‪( .‬‬
‫‪.)Choquet,2001,p123‬‬
‫‪ -2-3‬عوامل الخطر النفسية المرضية‪4:‬‬
‫تش كل عالم ات الطب العقلي نس بة ‪ %90‬من ح االت االنتح ار‪ ،‬ويع د االكتئ اب و الفص ام‬
‫وتع اطي الكح ول من أك ثر األم راض ال تي ت ؤدي إلى االنتح ار ويتك رر االكتئ اب في ‪45‬‬
‫إلى ‪ %70‬من الح االت ويع د الي أس في نظ ر "س بيريتو" "‪ Spirito" 1989‬أك ثر تفس يرا‬
‫للمحاولة االنتحارية من االكتئاب اإلكلينيكي (‪)Choquet p123 ,2001,‬‬
‫وق د الح ظ "فاوس ت" "‪ Fawceet" 1990‬أن الي أس واألفك ار االنتحاري ة المع بر عنه ا‬
‫وأخ يرا وج ود س وابق لمح اوالت انتحاري ة كله ا عناص ر تش كل خط را لح دوث الفع ل‬
‫االنتحاري‪.‬‬
‫جدير بالذكر أن هن اك عالقة بين المح اوالت االنتحاري ة واضطرابات الشخصية بما في‬
‫ذلك اض طراب الشخصية المعادية للمجتم ع واضطراب الشخص ية الحدي ة‪Bourgeois,(.‬‬
‫‪.)&A1, p06‬‬

‫‪3-3-‬العوامل الصحیة الجسمیة‪: 4‬‬


‫ان المرض ى المزمن ون و المص ابون ب أمراض مستعص یة كاالیدز و الس رطان و غیرهم ا‬
‫اك ثر عرض ة لالنتح ار من غ یرهم‪ ،‬حیث وج د ان االم راض الجس میة من اك ثر االح داث‬
‫التي تسبق االنتحار خاصة بین كبار السن‪ ،‬كما اثبتت الدراسات قوة العالقة بین االمراض‬
‫العصبیة و زیادة خطورة االنتحار‪ .‬كما وجد في هذه الدراسات ان من بین الذین‬
‫ح اولو االنتح ار ‪% 50-27‬ل دیهم ام راض جس میة‪% 22 ،‬منهم ل دیهم ام راض عص بیة و‬
‫‪% 15‬لدیهم امراض القلب‪( .‬د‪ .‬عبد ااهلل ‪ ، 2006 ،‬ص ‪.)61‬‬

‫النظریات المفسرة لالنتحار ‪:‬‬


‫‪- 6-1‬النظریة البیولوجیة العقلیة ‪:‬‬
‫ان التفس یر ال بیولوجي ینظ ر الى االنتح ار على ان ه ص ورة من ص ور العن ف و الع دوان‬
‫مص دره الجین ات ال تي یرثه ا االنس ان‪ ،‬او خل ل في خالیا الجه از العص بي‪ ،‬او خل ل في‬
‫الغدد‪.‬‬
‫و تركزت االبحاث الحدیثة على دراسة التحوالت داخل نقاط التشابك العصبیة في الدماغ‬
‫و التي تلعب دورا محفزا في ازدیاد عدد المتقبالت المختصة بالسیروتین‪ ،‬و بینت بعض‬
‫الدراس ات ان انخف اض مس توى ال بروتین یرافق ه ازدیاد في مح اوالت االنتح ار و ك ذلك‬
‫العن ف‪ ،‬اظه رت الدراس ات ال تي اج ریت على الت وائم و الوالیات المتح دة االمریكیة ان‬
‫التوجیه االنتحاري كان مرتفع عند التوائم المتماثلة بالعوامل الوراثیة اكثر منه عند التوائم‬
‫غیر المتماثلة بالعوامل‬
‫الوراثیة ل ذلك یعتق د بعض العلم اء بوج ود س بب وراثي وراء ظ اهرة االنتح ار و افك ار‬
‫انتحاریة‪( .‬د‪ .‬عبد ااهلل ‪. 2003.‬ص ‪.) 93‬‬
‫ام ا الدراس ات الكالس یكیة مبنیة على متابع ة مختل ف االش كال الح ادة منه ا اض طرابات‬
‫المزاج‪ ،‬االدمان على الكحول‪،‬االكتئاب ‪.‬‬
‫ان البحوث التي تعتمد على الفحص النفسي و العقلي الدقیق‪ ،‬تقر بوجود اضطراب عقلي‬
‫لدى ‪ 90‬من المنتحرین‪،‬‬
‫و التشخیص الغالب في معظم االحیان یكون على الشكل التالي‪:‬‬
‫‪ -‬االكتئاب لدى ‪ % 50‬من الحاالت ‪.‬‬
‫‪ -‬تعاطي الكحول لدى ‪% 15‬من الحاالت‬
‫‪ -‬الخصام لدى اكثر من ‪% 05.0‬‬
‫‪ 1/3 -‬من حاالت اضطرابات شخصیة‬
‫‪ -‬الصرع ‪17‬‬
‫لق د اك د المش تغلون ب الطب العقلي ان ه یوج د ارتب اط وثیق بین الص حة العقلیة و الس لوك‬
‫االنتحاري حیث تبین لهم ارتفاع نسبة االنتحار لدى نزل مصحات االمراض العقلیة بوجه‬
‫عام ‪( .‬مكرم سمعان ‪)1694 .‬‬

‫‪ -2-‬النظرية السلوكية‬
‫يعتبر سكينر ‪ Skmer‬االنتحار هو بالضرورة نتيجة للتعلم ‪ A prentisage‬وأن األصل‬
‫الوراثي في تفسير السلوك االنتحاري هو بعيد جدا‪ ،‬حاول کتانزار ‪ atargarek‬إيجاد حل‬
‫للمشكل االنتحار واعتباره سلوك مكتسب مستقل عن الوراثة أو السلوك االنتحاري كغيره‬
‫من السلوكيات البشرية هو متعلم‪.‬‬
‫بالنس بة إلى رومي ك وفري ديرياك ‪ Frederik&Remik‬الس لوك االنتح اري س لوك متعلم‬
‫كغ يره من الس لوكيات اإلنس انية وأك د أن ه من الص عب ش رح الس لوكيات االنتحاري ة دون‬
‫الرجوع إلى قوانين التعلم‪ ،‬هذه النظرية هي عبارة‬
‫عن خليط من النظرية السيكودينامية والسلوكية‪ ،‬وهذه الصيغة مأخوذة عن تفكير (‪)Hull‬‬
‫إذ احتمال ظهور‬
‫سلوكيات انتحارية ناتج عن قرة عادات قديمة على دوافع بالنسبة للسلوك‪.‬‬
‫كل من روميك وفريديريك ‪ Frederik&Remik‬أضافا متغيرين هما الشخصية والمحيط‪.‬‬
‫( ‪)willmotte1986, p42-44‬‬

‫نظرية الطب العقلي‪:‬‬


‫يؤكد ‪ esquirol 1839‬أب نظرية الطب العقلي أن االنتحار هو مرض عقلي حيث يقول‬
‫أنه "ال يقوم الشخص بإنهاء أيامه إال إذا كان في حالة هذاء والمنتحرون هم مجانين"۔‬
‫الطبيب العقلي الفرنسي إسكيرول أعاد الصلة لمبدأ االضطرابات العضوية البنيوية وهو‬
‫يعتبر االنتحار‪:‬‬
‫•عمل تدميري ذاتي‪.‬‬
‫•مرض عقلي‪.‬‬
‫•االنتح ار ه و ع رض وليس م رض ألن ه يك ون ب دون معطیات دیناميكي ة تط وري‪( .‬‬
‫‪) Loinck M, 1999, p308‬‬
‫وتنظر هذه النظرية إلى االنتحار على أنه مرض عقلي ومرض من أمراض أزمة القلق‬
‫العض وي م رض موج ود في األم راض العقلي ة ذو أص ل بيول وجي ي دفع إلى اله روب‬
‫للموت‪)Maria,20 05،p28 (.‬‬
‫أن العدي د من التص نيفات المرض ية تحت وي على خط ر االنتح ار‪ ،‬لكن ال يمكن اعتب ار ك ل‬
‫األفعال االنتحارية مرضية وهذا ما اتفق عليه الباحثين الذين أعتبروا أن المنتح رين وأثن اء‬
‫الفعل االنتحاري كانوا في وضعيات انفعالية مرضية(‪)Caillere, 1994, p89‬‬

‫‪ -‬النظرية االجتماعية‪:‬‬
‫بحثت النظرية االجتماعية عن أسباب االنتحار في المحيط االجتماعي ويعد إمیل دورکايم‬
‫(‪ )E.Durkheim‬زعيم هذا التيار حيث أحدثت ثورة حقيقية في دراسة هذا التساؤل فهو‬
‫يق ول‪" :‬أن الش خص ليس ه و المنتح ر لكن المجتم ع ه و ال ذي انتح ر على ي د ه ؤالء‬
‫األشخاص (‪)Michel M,2000,p08‬‬
‫وق د ط رح دورك ايم في نظريت ه لالنتح ار أرب ع نم اذج أساس ية تنتج من المجتم ع نفس ه‬
‫تلعب دور مهم في الفعل االنتحاري‪.‬‬
‫فحس ب المفه وم ال دوركايمي االنتح ار ه و فع ل اجتم اعي معق د و أع داد االنتح ار تعكس‬
‫درجة تماسك المجتم ع والصحة االجتماعية وك ل ما يمكن أن يؤدي إلى ضعف وتماسك‬
‫المجتمع زيادة عدد المنتحرين‪.‬‬
‫االنتحار في المراهقة‪:‬‬
‫تتم یز المراهق ة بازدیاد النش اط الغریزي من جنس و عدوانیة و ازدیاد الموان ع الذاتیة‬
‫الخارجیة ال تي تعم ل على ص دها و كبح جموحه ا و بالت الي الش عور باالحب اط و المیل‬
‫لتصریف الفائض من هذه العدوانیة إما عن طریق الذات او االعتداء على االخرین‪.‬‬
‫یبدو االنتحار في الظاهر سلوكا عبثیا ال معنى و ال تبریر له‪ ،‬لكنه في الواقع تصرف‬
‫له اسبابه و مبرراته العمیقة الالواعیة‪.‬‬
‫انه یحدد عملیة قتل الذات بواسطة الذات و یتراوح السلوك االنتحاري بین التفكیر العابر‬
‫او ال دائم و بین المس اومة (التهدید باالنتح ار من خالل المح اوالت المتك ررة لفت ا للنظ ر و‬
‫طلبا للمساعدة ) و بین التنفیذ الفعلي ‪.‬‬
‫كما ان هناك سلوك مكافىء لالنتحار او ما یسمى باالنتحار البطيء مثل رفض الطعام و‬
‫االدمان على المخدرات رغم االدراك الواعي باالضرار و النتائج و تتزاید نسبة االنتحار‬
‫المراهقین خاصة مع تعقیدات الحضارة و ضغوطاتها و هي تخف ابان الحروب إلمكانیة‬
‫توجیه العدوانیة ضد االخرین‪.)Mimouni.B,2010 (.‬‬
‫الخاتمة‪:‬‬
‫من خالل م ا تم التط رق الیه خالل ه ذا الفص ل بالدراس ة و التعم ق في مش كلة االنتح ار‪،‬‬
‫من مختلف جوانبها‪ ،‬یمكن القول بان االنتحار مشكلة اجتماعیة و نفسیة في آن واحد‪ ،‬و‬
‫یمثل االنتحار قمة المأساة الإلنسانیة‪ ،‬فهو من جهة یعتبر دلیال على اضطراب العالقات‬
‫االجتماعیة و االس ریة و یش كل ایض ا مش كلة نفس یة الن ه مؤش ر على اض طراب الف رد و‬
‫الصحة النفسیة‪.‬‬
‫فإن البحث في موضوع االنتحار هو أمر صعب ألن هذا الموضوع هو موضوع واسع‬
‫و یحت وي على معطیات تس یر في إتجه ات مختلف ة و غنیة ب الكم العلمي و المع رفي ال ذي‬
‫یصعب جمعه و اإلطالع علیه ‪ ،‬و قد برز لنا هذا أثناء البحث و جمع المعلومات و لكن‬
‫هن اك إتف اق بین العلم اء و الب احثین و مختل ف الدراس ات ال تي ش كل موض وع االنتح ار‬
‫محوره ا أن ه ذا الفع ل المتمث ل في ایداء ال ذات یحم ل خلف ه مجموع ة من اآلالم النفس یة‬
‫الراجع ة لمعایش ة ظ روف حیاتیة ص عبة تتن وع أس بابها و مص ادرها م ا یدفع إلى ه ذا‬
‫السلوك الذي یرفضه المجتمع و الدین‪.‬‬

You might also like