You are on page 1of 16

‫املجلد ‪ / 10‬العدد رقم ‪( 08‬جانفي ‪)2122‬‬ ‫مجلـة قضايا معرفية‬

‫تفسير ظاهرة الاضطرابات النفسية من منظورالثقافة الشعبية‬


‫‪Explaining the phenomenon of mental disorders from the‬‬
‫‪perspective of popular culture‬‬
‫حمالت بن عتو‬
‫جامعة أبو بكر بلقايد تلمسان( الجزائر(‬

‫البريد الالكتروني‬
‫‪hamlatmouad@gmail.com‬‬

‫~ ‪~ 61‬‬
‫املجلد ‪ 10‬العدد رقم ‪( 10‬جانفي ‪)2122‬‬ ‫مجلة قضايا معرفية‬

‫‪.‬‬

‫ملخص‪:‬‬
‫كثيرا ما شغل بال الباحتين في ألانتروبولوجيا‪،‬وعلماء النفس إشكالية تفسير الاضطرابات النفسية‪،‬و‬
‫املناقشات حولها ‪ ،‬بكل أبعادها النفسية و املعرفية والاجتماعية و الثقافية و الدينية ‪ ،‬ففي الثقافات إلانسانية‬
‫ترتبط ظاهرة الاضطرابات النفسية‪ ،‬و طرق عالجها ببعض املفاهيم الثقافية كالدين والقيم واملعايير والعادات‬
‫الاجتماعية السائدة في هذه املجتمعات‬
‫و يمكن تفسير ذلك على أن الثقافة الشعبية هي مسؤولة عن ظهور هذه الرؤى الثقافية لالضطرابات‬
‫و ألسبابه ‪ .‬و هكذا فإن للبعد الثقافي دور في توضيح الاضطرابات النفسية‪.‬‬
‫كلمات مفتاحية‪ :‬الثقافة‪ ،‬ألانتروبولوجيا‪،‬املمارسة‪،‬العالج‪ ،‬علم النفس‪.‬‬
‫‪Abstract:‬‬
‫‪Often preoccupied with researchers in anthropology and psychologists the problem of‬‬
‫‪interpreting mental disorders, and discussions about them, in all their psychological, cognitive,‬‬
‫‪social, cultural and religious dimensions. In these societies, it can be interpreted that popular culture is‬‬
‫‪responsible for the emergence of these cultural visions of the unrest and its causes. Thus the role of the‬‬
‫‪cultural dimension Dovey is to clarify mental disorders.‬‬
‫‪Keywords: the culture; Anthropology; practice; treatment; psychology‬‬
‫تفسير ظاهرة الاضطرابات النفسية من منظورالثقافة الشعبية‬ ‫حمالت بن عتو‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫القدم تفسير الظواهر وألاحداث التي تحيط به في إلاطار البيئي (الاجتماعي والثقافي) الذي‬ ‫حاول إلانسان منذ ِ‬
‫يعيش فيه‪ ،‬واستمد تصوراته املعرفية والثقافية حول ألامراض النفسية وأسلوب عالجها من مصادر ثقافية‪ ،‬وصار‬
‫التقدم العلمي الراهن وانتشار الوعي‬ ‫ّ‬ ‫هذا الرصيد الاعتقادي يؤدي وظائف عديدة في مواجهة ألامراض‪ ،‬والواقع أن‬
‫وتقدم العلوم الطبية املختلفة لم يقض تماما على هذا الرصيد الاعتقادي‪ ،‬فال تزال قطاعات عريضة من‬ ‫الصحي ّ‬
‫املجتمع تستمد تصوراتها ومفاهيمها وتفسيراتها املختلفة لالضطرابات و ألامراض النفسية من هذا التراث الثقافي‬
‫املتنوع ‪ ،‬وبهذا املعنى نجد أن الاضطراب والعالج حقيقة ثقافية كماهو حقيقة طبية ‪.‬‬
‫ّ‬
‫التصورات‬ ‫التصورات الحديثة فحسب بل تتضمن‬ ‫ّ‬ ‫لتصور الاضطرابات ّ‬
‫النفسية ال ينحصر في‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫التطرق‬ ‫إن‬
‫ّ‬
‫التفكير‪ ،‬وفهم وإد اك مختلف الظواهر والعمليات ّ‬ ‫ّ‬
‫مختلف ألافكار واملعتقدات الشعبية الخاصة ببناء نمط ّ‬
‫املتصلة‬ ‫ر‬
‫تصورات الاضطرابات تتضمن أيضا ألافكار واملعتقدات ّ‬
‫التقليدية املتعلقة بفهم‬ ‫بالوجود إلانساني‪.‬ومن ّثمة‪ ،‬فإن ّ‬
‫التصورات من املحاوالت الفردية‬ ‫ّ‬ ‫النفس ي وكذا الكشف عن أهم املسببات‪ ،‬وتصدر هذه‬ ‫وتفسير الاضطراب ّ‬
‫والجماعية التي يبذلها ألاشخاص العاديون‪ ،‬وبالتالي هي جملة من ألافكار التي تستند إلى التجربة الشخصية حول‬
‫مختلف املفاهيم واملعتقدات الخاصة باالضطراب‪.‬‬
‫ّ‬
‫فللخلفية الثقافية دور كبير على تصور وإدراك الناس لظاهرة املرض‪،‬وفي أجزاء عديدة من العالم مازال‬
‫السكان متمسكين بالتغيرات الثقافية للمرض‪،‬وبهذا املعنى نجد أن الخلفية الثقافية هي التي تحدد للمريض تقييمه‬
‫وتصوره لحالته املرضية وأفعاله تجاه املرض‪.‬‬
‫التقد م العلمي في املجال الصحي‪ ،‬فال تزال املجتمعات تعرف تنوعا في أساليب العالج بين ما هو تقليدي‬ ‫ّ‬ ‫ورغم‬
‫وما هو حديث‪.‬ومن ثم لم يعد للطب الحديث فقط السيطرة على املرض وفهم سلوك املريض‪ ،‬خاصة بعد أن حظي‬
‫موضوع الصحة واملرض اهتمام العلوم الاجتماعية والنفسية وألانثروبولوجي التي أثارت قضايا مهمة من بينها تأثير‬
‫العوامل الثقافية والاجتماعية والدينية على فهم وتفسير املرض وكذا اختيار أسلوب العالج املناسب‪.‬‬
‫تطور مفهوم الصحة تطور في املعارف والتصورات الخاصة باملرض والعالج‪ ،‬فاتسعت بوتقة‬ ‫لقد صاحب ّ‬
‫ّ‬
‫والتصورات القديمة والحديثة‪ ،‬بين‬ ‫املعرفة الخاصة بفهم املرض من حيث نوعه وأسبابه وأعراضه‪ ،‬بين املعتقدات‬
‫والتقني الحديث‪ ،‬مما صعب على الشخص عملية الفهم‬ ‫الديني للمرض‪،‬وبين العالج الشعبي ّ‬ ‫التوجه العلمي والطرح ّ‬
‫وإلادراك لألساليب الناجعة ملواجهة املرض‪.‬‬
‫السهل دراسة ألاعراض وتشخيص املرض‪ ،‬لكن هل املريض من السهل عليه التعرف على نوع مرضه‬ ‫فقد يبدو من ّ‬
‫وتحديد أعراضه بدقة‪ ،‬أو أن يقتنع ويدرك السبب ألاساس ي ملرضه‪ ،‬أو اختيار العالج املناسب‪ ،‬حين يجد نفسه بين‬
‫العديد من النماذج العالجية‪،‬وهل من السهل نفي عليه أن يتحمل عدم جدوى عالج ما‪ ،‬أو طول مدة العالج‪.‬ففي‬
‫الحقيقة هناك أمور كثيرة تتحكم في املريض كشخص أو ككائن ثقافي في وسط اجتماعي تتنوع فيه الثقافات‬
‫ّ‬ ‫واملعتقدات ّ‬
‫الدينية والشعبية‪.‬‬
‫املجلد ‪ 10‬العدد رقم ‪( 10‬جانفي ‪)2122‬‬ ‫مجلة قضايا معرفية‬

‫لقد أوضحت الكثير من الدراسات كيفية تأثير السياق الثقافي على استجابات الناس حيال املرض وأسلوب‬
‫العالج باختالف املجتمعات والثقافات‪.‬‬
‫و لتحديد مشكلة الدراسة وصياغتها بشكل أفضل و ‪ ،‬أوضح‪ ،‬أو أكثر دقة نطرح التساؤالت التالية‪ :‬ـ ـ هل الحاالت‬
‫التي تشخص من منظور ثقافي شعبي على أنهاحا لة "مس"‪ ،‬أو "سحر"‪ ،‬أو "عين "تتميز ببنية نفسية مرضية ؟‬
‫ـ ـ هل تندرج الحاالت التي تعاني من "املس"‪ ،‬أو "السحر"‪ ،‬أو "العين" ضمن الاضطرابات النفسية ذات البعد‬
‫الثقافي؟‬
‫ـ ـ ما مدى شيوع الاضطرابات الانفعالية واملزاجية بين حاالت "املس"‪ ،‬و"السحر"‪ ،‬و"العين" ؟‬
‫الفرضيات‪:‬‬
‫ـ ـ تتسم الحاالت التي تشخص من منظور ثقافي شعبي على أنهاحا لة "مس"‪ ،‬أو "سحر"‪ ،‬أو "عين "تتميز ببنية نفسية‬
‫مرضية‬
‫ـ تندرج الحاالت التي تعاني من "املس"‪ ،‬أو "السحر"‪ ،‬أو "العين" ضمن الاضطرابات النفسية ذات البعد الثقافي‬
‫ـ تنتشر الاضطرابات الانفعالية واملزاجية بين حاالت "املس"‪ ،‬و"السحر"‪ ،‬و"العين"‪.‬‬
‫ألاهداف‪:‬‬
‫ـ الكشف عن مدلول و ماهية الحاالت التي شخصت من منظور ثقافي شعبي على أنها حاالت "مس" " أو‪ ،‬سحر" " أو‪،‬‬
‫"عين من حيث‬
‫تميزها ببنية نفسية مرضية‬
‫ـ الكشف عن مدى شيوع الاضطرابات الانفعالية و املزاجية بين حاالت "املس" "و‪ ،‬السحر"‪" ،‬و العين" من خالل‬
‫دراسة العالقة الارتباطية بين حاالت ("املس" و‪" ،‬السحر" و‪" ،‬العين) والاضطرابات الانفعالية و املزاجية‬
‫ـ الكشف عن الفروق املوجودة بين حاالت "املس" و‪" ،‬السحر" و"العين"‪ ،‬من حيث الاضطرابات الانفعالية و‬
‫املزاجية و ‪ ،‬مؤشرات الصحة النفسية ‪ ،‬ومستويات تقدير الذات‪.‬‬
‫‪. 1‬تع ـ ـ ــريف الصح ـ ـ ــة النفـ ـ ــسي ـ ـ ــة ‪:‬ليس من السهولة بمكان وضع تعريف محدد للصحة النفسية الن ذلك يتطلب‬
‫تحديد ماهية النفس‪ ،‬فالصحة النفسية تكوين فرض ي يمكن التعرف عليه من خالل بعض الظواهر إلانسانية التي‬
‫تخص سلوك إلانسان وشخصيته‪ .‬ولقد تعددت وتنوعت تعريفات العلماء والباحثين في الصحة النفسية‪،‬فما من‬
‫نظرية أو مذهب أو مدرسة في علم النفس إال وافترض تعريفا في الصحة النفسية‪،‬ويمكن إجمال التعريفات املقترحة‬
‫للصحة النفسية في‬
‫‪ . 2‬تعريف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــات أصحاب امل ـ ـ ـ ـ ـ ــدارس ‪:‬‬
‫‪0. 2‬التحلي ـ ـ ــل النفس ـ ـ ــي ‪:‬مؤلفها سيجموند فرويد ‪ Freud‬وتركز هذه النظرية على الخبرات في مرحلة الطفولة ‪.‬في‬
‫بداية التحليل النفس ي كان مفهوم الصحة النفسية يعرف باعتباره نقيضا للمرض‪ ،‬فكان مجرد غياب ألاعراض ثم‬
‫أصبح يعني غياب أنواع الصرع الالشعوري املعطلة إلمكانات الفرد في قطاعي الانجاز والحب الناضج بحيث يمكن‬
‫تعريف الصحة النفسية بحسب فرويد بأنها القدرة على الحب والعمل والاستمتاع بالعمل الخالق‪ ،‬فالصحة‬
‫لنفسية وفقا للتحليل النفس ي ليس نفيا أو إلغاء ملا هو طفلي أو ال شعو ري وليس امتثاال لواقع جامد‪ ،‬بل هو‬
‫تفاعل دينامي خالق بين هذه املكونات جميعها‪ ،‬ويعرف فرويد الصحة النفسية بقوله أينما يتواجد الهو تتواجد‬
‫تفسير ظاهرة الاضطرابات النفسية من منظورالثقافة الشعبية‬ ‫حمالت بن عتو‬

‫ألانا‪ ،‬وتحرص هذه النظرية على متطلبات الواقع الاجتماعي الذي يعمل على التوافق بين عناصر الشخصية الثالثة‬
‫الهو وألانا و ألانا ألاعلى(مصطفى خليل الشرقاوي‪3891،‬ص‪( 24‬‬
‫‪ 2. 2‬الاتجـ ـ ـ ـ ــاه السل ـ ـ ــوكي‪ :‬من روادها ثورنديك‪ ،‬وطسون‪،‬بافلوف‪ ،‬وسنكر تعرف املدرسة السلوكية الصحة النفسية‬
‫بان يأتي الفرد السلوك املناسب في كل موقف حسب ما تحدده الثقافة والبيئة التي يعيش في كنفها‪،‬فاملحك‬
‫املستخدم هنا للحكم على صحة الفرد النفسية محك اجتماعي‪ ،‬فالسلوكية تعتبر البيئة املنزلة ألاولى واعتبرها من‬
‫أهم العوامل التي تعمل على تكوين الشخصية(أحمد محمد عبد الخالق‪،،3881،‬ص‪) 11‬‬
‫‪3. 2‬الاتج ـ ـ ـ ــاه إلااسنسانـي‪ :‬ويعد كل من كارل روجرز وأبراهام ماسو من أشهر رواد هذا الاتجاه الصحة النفسية كما‬
‫يراها ماسلو ‪ Maslow‬هي تحقيق الذات ويذهب ماسلو إلى أن صاحب الشخصية السوية يتميز بخصائص معينة‬
‫النفسانين على العجزة والعصابين ومتخلفي‬ ‫بالقياس إلى غير السوي‪،‬ويعتقد أنه إذا اقتصرت د اسة ألاخصائين ّ‬
‫ر‬
‫النمو فإنهم بالضرورة سيقدمون علما عاجزا‪ ،‬ولكي يمكن نمو علم لإلنسان أكثر اكتماال وشموال يصبح حتما على‬
‫علماء النفس دراسة الذين حققوا إمكاناتهمم إلى أقص ى مداها‪ ،‬حيث قام ماسلو بدراسة مجموعة من ألاشخاص‬
‫حققوا ذواتهم‪ ،‬فقد اختار الطريقة املباشرة فدرس أصحاء من الناس الذين تتجلى وحدة شخصيا‪ē‬م وكليتها بوضوح‬
‫أكثر بوصفهم أشخاصا حققوا‬
‫ذواتهم(مصطفى فهمي ‪،3898‬ص‪)41‬‬

‫‪1‬ـ تعريف الثقافة الشعبية ‪:‬‬


‫يعتبر مصطلح الثقافة الشعبية مصطلحا مركبا من لفظين اثنين ‪ ،‬الثقافة والشعبية ‪ ،‬إذ يعرف"بوازـ ـ ‪" Boas . F‬‬
‫الثقافة (سامية حسن الساعاتي‪ ، 3894‬ص ‪ ) 79‬قائال ‪ " :‬الثقافة تضم كل مظاهر العادات الاجتماعية لجماعة ما ‪،‬‬
‫و كل ردود أفعا ل الفرد املتأثرة بعادات املجمموعة التي تعيش فيها ‪ ،‬و كل منتجات ألانشطة إلانسانية ‪ ،‬التي تتحدد‬
‫بتلك العادات " ‪.‬‬
‫أما مصطلح الشعبية فيعتبره (نصار‪ ،‬كريستين ‪2 ، 3889‬ص ‪) 17‬صفة مشتقة من مصطلح الشعب ‪،‬الذي ألهمها‬
‫املادة و الروح من حيث الطر ح اللغوي و الداللي والرمزي ‪ ،‬و الشعبية صفة لكل ما يصدرعن الشعب قوال ‪ ،‬و‬
‫ممارسة ‪ ،‬و سلوكا ‪ ،‬و تصورا للحياة وألاشياء ‪ ،‬و يندرج ضمن هذه الدائرة املعلوماتية ملفهوم ـالشعبية أيضا كل ما‬
‫هو موجه لالستهالك الشعبي سواء أكان ماديا أو معنويا"‬
‫‪3.1‬املفهوم التقليدي لالضطراب النفس ي‬
‫تختلف طبيعة ألامراض النفسية عن غيرها من املشكالت الصحية ألاخرى‪،‬وترتبط ألامراض النفسية ببعض‬
‫املفاهيم واملعتقدات في مجتمعات العالم املختلفة خصوصا املجتمعات الشرقية حيث يحيط الكثير من الغموض‬
‫باملرض النفس ي‪،‬ويدفع ذلك إلى أن يعزو الناس إلاصابة باألمراض النفسية إلى عقاب على خطيئة أو نتيجة تأثير‬
‫القوى الخفية مثل السحر والجن والحسد‪،‬ويرتبط ذلك بالخلفية الثقافية والاجتماعية في بلدان العالم العربي‬
‫وإلاسالمي‪ ،‬كما تؤكد بعض الدراسات النفسية والعربية‪( .‬كمال حسن ‪ ، 3889‬ص ‪.)31‬‬
‫املجلد ‪ 10‬العدد رقم ‪( 10‬جانفي ‪)2122‬‬ ‫مجلة قضايا معرفية‬

‫واعتقد رالف لينتون ‪ R. Linton‬أننا إذا عرفنا مضمون الثقافة أمكننا التنبؤ بشكل معقول‪ ،‬بالصورة التي‬
‫تتخذها هذه الحالة املرضية‪.‬والواقع أن هذه الوجهة من النظر تكشف عن حقيقة هامة وهي أن املجرى الاجتماعي‬
‫للمرض يتأثر إلى حد كبير باملضمون الثقافي للمجتمع‪،‬ويتكامل مع نماذج الحياة القائمة في تلك الثقافة‪ .‬فثقافة‬
‫الجماعة تؤثر في كل جانب من جوانب نمو الفرد وتطوره‪،‬واكتساب أساليب الحياة‪،‬وتحديد ألاهداف‬
‫والتطلعات‪،‬وعوامل الخطر التي يتعرض لها الفرد‪،‬وأساليب استجابته لهذه ألاخطار وتوافقه معها‪( .‬محمد علي‬
‫وآخرون‪ ،4133،‬ص‪.)57‬‬
‫‪4.1‬تعريف ألامراض الشعبية‬
‫ّ‬
‫تعرف ألامراض الشعبية باألعراض التي يزعم أفراد جماعة معينة أنهم يعانون منها‪،‬وتحدد لهم ثقافتهم‬
‫الخاصة أسباب هذه ألامراض وتشخيصها وإجراءات الوقاية منها ونظم وأساليب عالجها‪.‬ولكل نوع من هذه ألامراض‬
‫شكل مستقل من ألاعراض والعالجات والتغيرات السلوكية خاص به‪ ،‬فهو بمثابة أعراض مرتبطة بثقافة ما بمعنى‬
‫أنه بمثابة اعتالل وقتي يتم التعرف عليه بواسطة ألاعضاء املشتركين في هذه الثقافة‪.‬ويكون املرض مرضا مرتبطا‬
‫بالثقافة حينما تلتصق أعراض هذا املرض بمجتمع معين‪،‬ويستجيب أعضاء هذا املجتمع لهذه ألاعراض واملظاهر‬
‫بأساليب منمطة وبشكل متماثل‪( .‬عاطف‪ ،4115،‬ص‪.)483‬‬
‫‪ .4‬الثقافة الشعبية و تفسير ها لظاهرة الاضطرابات النفسية‬
‫يرتبط التصور التقليدي لالضطراب النفس ي بالثقافة السائدة وفيه ينتمي تفسير املرض إلى بعض العوامل‬
‫املشخصة فوق الطبيعية مثل‪:‬السحر‪،‬الحسد‪ ،‬ارتكاب املحرمات الدينية وألاخالقية‪ ،‬الكائنات فوق الطبيعية‬
‫كاألرواح الشريرة‪،‬الجان‪،‬وتنقسم إلى قسمين‪ :‬التفسير الديني والتفسير املرتبط بالسحر‪.‬‬
‫‪0 .4‬املعتقد الديني وتفسيره ألسباب الاضطرابات النفسية‬
‫توجد بعض املعتق دات وألافكار في الثقافات القديمة عن املرض حيث اعتقدت الشعوب أن أسباب املرض‬
‫تنحصر في أن املرض يحدث نتيجة عقاب على ألافعال الغير املقبولة دينيا وأخالقيا والتي قد يرتكبها املريض‪ ،‬كذلك‬
‫يوجد سبب آخر للمرض لدى إلانسان في الثقافات التقليدية‪ ،‬فاملرض تسببه بعض ألارواح الشريرة (الشياطين)‬
‫وأن إلانسان من املمكن أن يعالج من خالل الصلوات والابتهاالت الدينية‪.‬وترى مرجريت ميد ‪ mead Margaret‬في‬
‫دراستها للثقافة والصحة واملرض في بعض املجتمعات الريفية بالشرق ألاوسط أن أحد املعتقدات السائدة حول‬
‫أسباب املرض تتركز في اعتقاد السكان بأن املرض يحدث نتيجة التقصير في أداء‬
‫الشعائر والفرائض الدينية الهامة مثل عدم أداء فريضة الحج (بشاي‪ 3882 ،‬ص‪.)328‬‬

‫‪ 2 .4‬السحر و تفسيره ألسباب ظاهرة الاضطرابات النفسية‬


‫يسود اعتقاد لدى العديد من الثقافات البدائية والتقليدية أن بعض الكائنات فوق الطبيعية تتخذ جسم‬
‫إلانسان مسكنا مؤقتا لإلقامة فيه لبعض الوقت و من هنا فهي تتطفل لفترة على جسم إلانسان و تسبب له بعض‬
‫ألامراض النفسية و العقلية و العضوية ‪ ،‬لذا يلجأ املريض إلى املعالج الديني أو الشامان الذي يقوم ببعض‬
‫املمارسات السحرية لطرد هذه الروح خارج الجسم ‪ ،‬قد يقوم بعض املعالجون التقليديون بتطبيق بعض الوسائل‬
‫تفسير ظاهرة الاضطرابات النفسية من منظورالثقافة الشعبية‬ ‫حمالت بن عتو‬

‫القاسية كضرب املريض بهدف إيذاء الروح الشريرة حتى تهرب من الجسم و تخرج منه و يشفى املصاب (الخشاب ‪،‬‬
‫‪ ، 3891‬ص ‪. )397‬‬
‫أما التفسير التقليدي لألمراض النفسية فيظهر أنه يركز على العوامل الخارجية أكثر من العوامل الداخلية للفرد‬
‫فاالضطراب يفسر عامة بأسباب متعلقة باللعنة إلالهية‪ ،‬أو تأثير السحر‪ ،‬الجن أو القوى الخفية‪.‬ولذلك فإن "‬
‫املرض ال يمثل في الحقيقة إال مظهرا من املظاهر العامة لعمل القوى الخفية‪ ،)zerdouni , 1982 , p 123)"...‬وتفسير‬
‫املرض مثال بخلل في الجهاز العصبي هو تفسير مستبعد في كثير من ألاحيان‪.‬‬
‫لقد قام "طوالبي" (‪ ،3899‬ص ‪،21‬أ) أحد املختصين الجزائريين في هذا املجال ببحث حول موضوع إلاصابات‬
‫العقلية‪ ،‬فاستنتج" أن ‪ 79.7‬من العينة التي درسها صرحت أن إلاصابات العقلية هي ناتجة عن مرض يعجز عنه‬
‫البحث العلمي"‪،‬ويتمثل املرض بطبيعة الحال في الجن والعين والقوى الشريرة املختلفة‪ .‬يظهر إذن أن التفسير‬
‫التقليدي لالضطرابات النفسية يرتكز أساسا على أفكار ميتافيزيقية‪،‬ويالحظ نفس الش يء بالنسبة للعالج‪.‬‬
‫‪3 .4‬التفسير الثقافي الشعبي لألسباب التقليدية املتعلقة باالضطرابات النفسية‬
‫في كل ألازمان ومنذ بداية إلانسانية حدثت تظاهرات وسلوكيات تثير تساؤالت البشرية عن معناها وعن مصيرها‬
‫ومدى تهديدها لتحطيم التحام وتوازن الجماعات واملجتمعات‪ .‬فاملرض العقلي من الظواهر املثيرة‪ ،‬فحاول إلانسان‬
‫أن يفسرها ويبحث عن أسبابها كي يستطيع عالجها‪.‬ورغم الاكتشافات والتطورات بقي املجتمع العربي والعالمي‬
‫مرتبطا بفكرة أن املرض العقلي له عالقة باألرواح‪:‬الجن‪،‬الشياطين‪،‬السحر‪ ،‬العين ‪....‬‬
‫وهذه الاعتقادات راسخة في فكر إلانسان مهما كان مستوى تطوره الثقافي والاجتماعي والنفس ي‪،‬وإذا كان لنا‬
‫شك في ذلك فما علينا إال أن نطلع على ما يحدث في الجرائد والحصص التليفزيونية بفرنسا والبلدان الغربية التي‬
‫تعتبر ذات مستوى عالي في جميع‬
‫املستويات‪( ..‬ميموني‪ ،4117 ،‬ص ‪)47-47‬‬
‫‪ .5‬السحر‪:‬‬
‫ذهب ‪Hammond‬إلى أنه مع غياب التفسيرات العلمية للمرض وألسبابه يكون الاعتماد دائما على التفسيرات‬
‫الثقافية املتصلة بالسحر والدين والقوى الفوق طبيعية كمفسرات ألسباب املرض وألساليب العالج‪ ،‬كذلك توصل‬
‫إلى أن الاعتماد على القوى فوق الطبيعية لتفسير حدوث املرض أمر يتالئم مع ثقافة املجتمع الذي يسود فيه هذا‬
‫الاعتقاد ولذلك كان من الصعب على السكان تقبل املمارسات الطبية املتعلقة بالطب الرسمي الحديث في حالة‬
‫كونها غير متجانسة مع العادات والقيم واملعتقدات الثقافية السائدة‪( .‬عبدالستار إبراهيم ب‪ ،4111 ،‬ص‪.)482‬‬
‫‪ 0 .5‬الابتعاد عن القيم ألاخالقية‪:‬‬
‫ويتمثل في ارتباط حدوث املرض بارتكاب املريض أو أبويه ألحد الخطايا وآلاثام أو الجرائم كالقتل والزنا‬
‫باملحارم والكذب والغش واملمارسات الجنسية غير ألاخالقية مع الحيوان أو مع أفراد من نفس النوع ويكون الاعتراف‬
‫بمثابة خطوة تمهيدية لتحقيق الشفاء‪ .‬كما أنه في كثير من املجتمعات يظهر تأثير الدين على السلوك حيث نجد‬
‫الخروج على قواعد التابو يجلب معه العقوبة والشر وألالم للعصاة‪.‬‬
‫‪2 .5‬ولوج ألارواا الشريرة جسد الصخص مسةبة لا املرض‪:‬‬
‫املجلد ‪ 10‬العدد رقم ‪( 10‬جانفي ‪)2122‬‬ ‫مجلة قضايا معرفية‬

‫كانت الفكرة السائدة لدى قدماء املصريين أن ألامراض تنشأ عن غضب آلهتهم أو من تأثير أرواح املوتى وتقمصها‬
‫لجسد املريض وامتالكه‪.‬ومن الحاالت التي تنسب لألرواح الشريرة وينتج منها الضرر لإلنسان حاالت الضعف‬
‫العقلي والجنون والصرع والانجذاب واملزاج الحزين‪،‬وكان املجنون عند عرب الجاهلية رجل صرعته جنية واملجنونة‬
‫امرأة صرعها جني وكانوا يعتقدون أن الصرع نتيجة ملخالطة الجن لإلنس‪،‬ويذهب ‪ Linton‬إلى أن الثقافات الغربية‬
‫لها تصور عن أسباب املرض النفس ي كالهستيريا يختلف عن الثقافات البدائية فاألولى تربطها بالعلم بينما الثانية‬
‫فترجعها للثقافة وأن هذا املرض خاضع لروح شيطانية (تلبسه) أو املس (اللمسة ألارضية)‪.‬‬
‫‪ 3 .5‬فقدان الشعور بالروا‪:‬‬
‫يسود الاعتقاد لدى قبائل مورنجن ‪ Murngin‬الواقعة شمال استراليا أن فقد الروح يؤدي إلى املرض والوفاة‬
‫لبقية أعضاء ألاسرة وعالج هذه الحالة يستلزم إعادة الروح إلى الجسد وذلك عن طريق نوع من السحر الطقوس ي‬
‫واستخدام الرقى والتعاويذ‪.‬‬
‫ويمكن القول أنه ليس كل مجتمع يدرك تلك الفئات املسببة للمرض وإنما عديد من املجتمعات ترتكز على‬
‫سبب أو سببين‪ ،‬فاالسكيمو على سبيل املثال يرجع أصل ألامراض لفقد الروح وخرق التابو بينما يمثل السحر‬
‫والعرافة العامل ألاساس ي لدى العديد من الثقافات إلافريقية‪( .‬عباس فيصل‪ ،4111،‬ص‪.)489-485-487‬‬
‫‪ .6‬أهم التصنيفات التقليدية لالضطرابات النفسية‬
‫إن إلانسان في كل مكان يستنبط أو يتنبأ ألاسباب لألحداث الهامة أو ذات املعنى في حياته‪ ،‬فاألمراض التي‬
‫تهاجم الجسم والعقل تفسر في حدود أو مصطلحات طبيعية وفوق طبيعية (ميتافيزيقية)‪ .‬لكن غالبا ال يعالج‬
‫الجرح‪،‬واملرض ال يستجيب للعالج‪،‬وإن كل من التنبؤ والتوقع املألوف ال يحدث‪ ،‬ففي مثل تلك الحاالت فهناك نظام‬
‫آخر للتفسير يوظف لهذا متمثال في التصور التقليدي‪.‬ولعل أهم التصنيفات التقليدية التي نجدها اليوم‪،‬هي‪:‬‬
‫‪0 .6‬املس في املعتقد الشعبي‪:‬‬
‫ً‬
‫يعتبر املس‪،‬والاستحواذ‪،‬والاقتران‪،‬والصرع‪،‬من املفاهيم التي تستخدم كنموذج لتفسير بعض املظاهر النفسية‬
‫املرضية التي تنتشر في الوسط الجزائري‪،‬فمفهوم" املس "في املعتقد الشعبي حسب ما يذكره"علي عويطة" مرتبط‬
‫بفكرة احتالل أو امتالك الجن أو الشيطان لجسم إلانسان‪،‬دون أن يكون لهذا ألاخير علم مسبق‪ ،‬أو نصيب من‬
‫املسؤولية فيما يحدث له‪.‬‬
‫فمعلومات الناس عن عالم الجن‪،‬مستوحاة من ينابيع و مصادر عديدة‪،‬فمنها ما هو نابع من معتقدات‬
‫بدائية‪،‬تكونت من خوف إلانسان من الطبيعة‪،‬منها ما هو إسقاط لتصورات ورغبات خفية‪،‬منها ما هو عائد إلى‬
‫أساطير وقصص وخرافات‪،‬منها ما هو من وسوسة الشيطان‪،‬و منهاما هو من الشرع الحنيف أوتحريفاله‪ .‬وألن الجن‬
‫يقرب وجوده النص القرآني‪،‬ويتحدث عن بعض خصائصه‪،‬كمأكله‪ ،‬ومشربه‪ ،‬وقوته‪ ،‬وزواجه‪ ،‬وأدواره في أكثر من‬
‫موقف‪،‬وألن هذه الخصائص وهذه الوظائف امتزجت بالكثير من املعتقدات والخرافات والتصورات؛فإن هذا يعطيها‬
‫القوة و الصالحية في السيطرة والتأثير على املخيلة الجماعية والضمير الشعبي‪،‬والذي لم يتردد في تضخيمها و جعلها‬
‫محل عناية واهتمام بين الناس‪.‬‬
‫وتتميز ألاساليب التي تستخدمها هذه القوى الخفية‪،‬في الاستحواذ على الشخص املستهدف حسب املنظور‬
‫الثقافي الشعبي‪،‬بمجموعة من السمات نشرحها فيما يلي‪:‬‬
‫تفسير ظاهرة الاضطرابات النفسية من منظورالثقافة الشعبية‬ ‫حمالت بن عتو‬

‫‪ 2.6‬املسكون‪:‬‬
‫هو الشخص الذي يسكن أو يقتحم جسده الجن‪،‬ويتكلم على لسانه )‪ ،(Ouitis, 1998, p142‬ويتحكم في سلوكه‬
‫وتفكيره‪،‬فيصبح إلانسان كالسكن‪،‬وهنا تغيب الشخصية ألاصلية‪ ،‬و تحل محلها شخصية أخرى تتميز بمجموعة من‬
‫ألاعراض منها إلاغماء‪ ،‬والارتعاش‪ ،‬والتشنج‪،‬والهذيان‪ ،‬والهلوسة‪ ،‬وهروب ألافكار‪،‬وكالم غير منسجم و غامض و غير‬
‫منطقي كاالطالع على الغيب‪ ،‬وغالبا ال يقوم املريض بأعمال عنيفة اتجاه املريض‪،‬فتشبه هذه الحالة ازدواج‬
‫الشخصية في علم النفس املرض ي‪( .‬ميسوم‪ ،4132،‬ص‪.)72‬‬
‫‪3 .5‬املضروب‪:‬‬
‫هو الشخص الذي يتعرض للضرب من قبل الجن‪،‬فيقال فالن" ضرب "أو"شحط " أي" َمشحوط"‪،‬أو " أو سقطه‬
‫أرضا‪،‬وتتم عملية الضرب بسرعة فائقة‪،‬وعادة ما يكون مكان إلايذاء في املجاري املائية ‪،‬أو ألاماكن املهجورة‪،‬أو‬
‫املزابل‪ ..‬إلخ‪.‬‬
‫أماالزمان فعادة مايكون مابين العصر واملغرب‪ ،‬وهو وقت انتشار هذه املخلوقات‪ ،‬وشدة الضربة تتوقف على‬
‫درجة إيذاء رإلانسان للجن‪ ،‬و مكان وزمان الضربة‪،‬فتظهر مجموعة من ألاعراض أهمها ‪:‬الذهول‪ ،‬والحيرة‪ ،‬والقلق‬
‫مع حالة من الاستثارة وهنا اليفقد املريض التوجه الزماني واملكاني عكس الهجمة الهذيانية ‪.‬وقد ينتج عن هذا‬
‫إلايذاء شلل جزئي ومفاجئ للجسم صمم‪ ،‬عمى‪ ،‬أوشلل في الشفتين‪ ،‬أو شق في الوجه‪ ،‬ويكون الاستحواذ على جسد‬
‫"املضروب "أقصر من ذلك الذي يتعرض له" املسكون"‪( .‬ميسوم‪ ،4132،‬ص‪.)77‬‬
‫تأخذ عملية "الضرب" شكل الانتقام‪ .‬حيث أن "املضروبين" يقومون بإزعاج الجن الذي يكون في حالة هدوء‪،‬‬
‫حيث يقوم هذا ألاخير بضرب أو صفع الشخص املزعج‪. (Ouitis, 1998, p142) .‬‬
‫‪4.6‬املخطوف‪:‬‬
‫يستخدم هذا املفهوم للداللة على الجنون‪،‬أي على الحالة التي يفقد فيها إلانسان عقله‪ ،‬وتتفكك فيها شخصيته‬
‫جراء استحواذ الجن عليه‪.‬فاملخطوف هو من تعرض لنوع من الخطف وإلافراغ ‪ ،‬فينسحب من العالم و يصبح‬
‫عاجزا عن التواصل مع الغير‪ ،‬وغير واع باألحداث الخارجية‪ ،‬وذلك بسبب التأثير السيئ لعملية الاستحواذ‪ ،‬والتي‬
‫تدخله في نوع من الذهول والغشاوة‪ ،‬فهذه‬
‫الحالة تشبه كثيرا حالة الاكتئاب‪.‬‬
‫‪ 5.6‬املصروع ‪:‬‬
‫هو كل شخص تعرض لهزات متكررة نتيجة استحواذ الجن عليه‪ ،‬فتتجسد في السقوط على ألارض نتيجة إلاغماء‪،‬‬
‫وتكون مصحوبة بحركات متشنجة‪ ،‬وتستدعي من املحيطين باملريض استعمال مفتاح إلسعافه والعودة به إلى حالته‬
‫الطبيعية‪( .‬ميسوم ‪ ،4132،‬ص‪.)75‬‬
‫‪ 6.6‬السحر‪:‬‬
‫السحر‪ :‬هو كل ما لطف مأخذه ودق‪ ،‬فهو سحر‪ ،‬والجمع أسحار وسحور‪ ،‬وسحره يسحره سحرا وسحرا‬
‫وسحره‪ ،‬ورجل ساحر من قوم سحرة وسحار‪ ،‬وسحار من قوم سحارين‪ ،‬وال يكسر‪،‬والسحر‪ :‬البيان في فطنة‪ ،‬كما‬
‫جاء في الحديث‪ :‬إن من البيان لسحرا‪،‬فكأنه قد سحر السامعين بذلك‪ .‬وأصل السحر صرف الش يء عن حقيقته إلى‬
‫املجلد ‪ 10‬العدد رقم ‪( 10‬جانفي ‪)2122‬‬ ‫مجلة قضايا معرفية‬

‫غيره فكأن الساحر ملا أرى الباطل في صورة الحق وخيل الش يء على غير حقيقته‪ ،‬قد سحر الش يء عن وجهه أي‬
‫صرفه‪.‬وسمت العرب السحر سحرا ألنه يزيل الصحة إلى املرض‪( .‬ابن منظور‪ ،‬ص‪.)315‬‬
‫والسحر هو قيام شخص معين لديه قوة سحرية بأداء بعض ألانماط السلوكية الفنية الواعية‪ ،‬التي يستهدف‬
‫إلحاق الشر وإلايذاء بشخص آخر (مداس ‪ ،4111،‬ص‪.)317‬‬
‫السحر هو إخراج الباطل في صورة الحق‪،‬الفساد‪،‬الشعوذة‪،‬الفتنة‪.‬وسحر ِسحراوسحرا أيخدع‪ ،‬عمل له‬ ‫ّ‬
‫ِ‬
‫ّ‬
‫السحر‪ ،‬فتن الشخص وسلب لبه‪( .‬هزاز وآخرين‪ ،‬ص‪.)151‬‬ ‫ّ‬
‫السحر‪ :‬هو استعمال وسائل مختلفة لجلب ألاذى أو لعالج أضرار مختلفة سواء جسمية أو نفسية بطرق خاصة‪.‬‬
‫(ميموني ‪ ،4117،‬ص‪.)49‬‬
‫‪ 7.6‬أقسام السحر‬
‫وقمنا بتقسيمه حسب الخطاب الثقافي إلى قسمين‪ ،‬قسم حسب الطريقة املستعملة والقسم آلاخر حسب الهدف‬
‫املنشود‪.‬‬
‫‪ 0.6‬القسم ألاول‪:‬ونقصد به الوسيلة التي من خاللها يحقق السحر مبتغاه ‪،‬وينقسم بدوره إلى نوعين‪:‬‬
‫‪ 9.5‬سحر التوكال‪:‬ويرتبط هذا السحر بالطعام (ألاكل والشرب) حيث يعتبر كسند مادي يسمح بدخول العمل‬
‫السحري في جسم الشخص املراد سحره‪.‬وتتميز أعراض هذا السحر بظهور آالم على مستوى املعدة والجهاز الهضمي‬
‫وانتفاخ في البطن ‪.‬ويرى بعض الباحثين "أن بعض السموم التي قد نجدها في بعض املستحضرات النباتية‬
‫املستعملة في سحر التوكال"‪(claisse- dauchy ,1996 , p53(.‬‬
‫‪ 01.6‬سحر التخطي‪:‬ويسمى أيضا بالسحر املرشوش‪،‬وهو كل عمل سحري يرش أو يوضع (قد يكون على شكل حرز)‬
‫على مداخل البيت أو املحالت أو في أماكن العمل‪ ،‬أو أي موضع يثبت مرور الشخص املقصود سحره عليه‪.‬وهذا‬
‫السحر ينفذ إلى جسم املسحور عن طريق ألارجل‪.‬وهو سحر سهل الاستعمال مقارنة بسحر التواكل‪ ،‬الذي يستوجب‬
‫اطعام املسحور‪.‬ويتم تشخيص هذا السحر إذا ُثبت وجود آالم على مستوى ألاطراف السفلى أو الرجلين‪.‬‬
‫‪ 00.6‬القسم الثااسني‪:‬ونقصد به الهدف الذي من خالله يحقق السحر مبتغاه‪،‬وينقسم بدوره إلى ثالثة أنواع‪:‬‬
‫‪ 02.6‬سحر التفريق‪:‬ويقصد به كل عمل سحري يفرق بين اثنين تربطهما عالقة خاصة‪ .‬كالتفريق بين الرجل وزوجته‬
‫كما هو مذكور في آلاية "فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين املرء وزوجه" (البقرة‪ ،‬آلاية ‪.)314‬ومن أهم ألاعراض التي‬
‫تدل على هذا السحر هو نفور الزوج وتغير طباعه اتجاه الزوجة فجأة ودون سابقإنذار‪.‬‬
‫‪ 03.6‬سحر التعطيل‪:‬وهو كل سحر يؤدي إلى تعطيل الحياة العامة للفرد داخل املجتمع‪ .‬مثل العمل والزواج‪.‬‬
‫‪ 04.6‬سحر املحبة‪:‬ويهدف إلى زرع الحب واملودة بين شخصين متنافرين أو توطيد عالقة يحتمل فكها‪.‬‬
‫‪ .7‬ألاسس الثقافية للسحر‪:‬‬
‫إن ارتباط السحر بالعالجات التقليدية يرجع بال شك إلى التصورات املرتبطة باملعاناة العضوية أو النفسية أو‬
‫الاجتماعية‪.‬والسحر كتنظيم عالجي يحاول تسوية املجتمع من خالله تسوية بعض النزاعات والصراعات‬
‫الاجتماعية‪.‬ويسمح السحر بتحديد املعنى الثقافي لإلصابة من خالل التصورات واملمارسات العالجية‪.‬ويعتمد هذا‬
‫املعنى أوال في تحديد عالقة ثنائية تمثل الضحية من جهة واملعتدي من جهة أخرى‪ .‬ثم يأتي املعالج كطرف ثالث‬
‫للربط بين الضحية واملعتدي‪( .‬حاج بن علو ‪ ،4134،‬ص ‪.)311-88‬‬
‫تفسير ظاهرة الاضطرابات النفسية من منظورالثقافة الشعبية‬ ‫حمالت بن عتو‬

‫‪0 .7‬العين‪:‬يعتبر البعض أن الحسد أصل إلاصابة بالعين‪ ،‬فاملصطلحان يحمالن نفس املعنى‪ ،‬ويستعمله العامة‬
‫بمفهوم واحد رغم وجود بعض الاختالفات بينهما‪ ،‬والتي تعتبر مهمة بالنسبة للمتخصصين في مجال العالج‪.‬‬
‫وقد ذكرت نادية بلحاج عن "وستر مارك" أن هذا الاعتقاد ينتشر في مختلف بلدان البحر املتوسط‪" :‬العين‬
‫تخشاها شعوب مختلفة‪،‬ويبدو إلايمان في التأثير الفعلي للعين الشريرة متشابها عند الساميين وألاوروبيين وشعوب‬
‫البحر ألابيض املتوسط‪،‬واستعمال الخامسة (اليد) منتشر في بلدان البحر ألابيض املتوسط والهند ُووجد في قبور‬
‫ومعابد املصريين والبابليين والفينيقين و القرطاجيين و في الهند القديمة" (نادية بلحاج‪ ،3892،‬ص‪.)58‬‬
‫‪2.7‬ا ألسس الثقافية لظاهرة العين‪:‬إن العين كظاهرة مرضية ذات أساس ثقافي تعني أوال وقبل كل ش يء أن نتعامل‬
‫معها كبناء اجتماعي ملرض قائم بذاته وليس فقط كإثيولوجية ملرض آخر سواء كان عضوي أو نفس ي أو‬
‫اجتماعي‪.‬ونعني بذلك أن مفهوم العين قد ال يأخذ معناه إال من الخطاب الثقافي الذي ينتمي إليه من خالل‬
‫التصورات واملمارسات العالجية عند العناصر الفاعلة من املعالجين التقليديين واملرض ى‪.‬‬
‫‪3.7‬الحسد‪:‬الحسد أن تتمنى زوال نعمة املحسود إليك‪.‬يقال‪ :‬حسده يحسده حسودا‪ ،‬قال ألاخفش‪ :‬وبعضهم يقول‬
‫يحسده‪،‬بالكسر‪ ،‬واملصدر حسدا‪،‬بالتحريك‪،‬وحسادة‪ .‬وتحاسد القوم‪ ،‬ورجل حاسد من قوم حسد وحساد وحسدة‬
‫مثل حامل وحملة‪ ،‬وحسود من قوم حسد‪ ،‬وألانثى بغير هاء‪ ،‬وهم يتحاسدون‪ .‬وحكى ألازهري عن ابن ألاعرابي‪:‬‬
‫الحسدكالقراد‪ ،‬ومنه أخذ‪ :‬الحسد يقشر القلب كما تقشر القراد الجلد فتمتص دمه‪( .‬ابن منظور ‪ ،4111،‬ص‬
‫‪.)335‬‬
‫‪4.7‬الفرق بين العين والحسد‪:‬‬
‫ال شك أن هناك تشابه وتداخل بين أعراض العين والسحر‪ ،‬التي تطرح بعض اللبس والغموض في التفريق‬
‫بينهما‪،‬وحدد (حاج بن علو ‪ ،4134‬ص ‪ )313‬بعض النقاط التي قد تساعد على تحديد كل إصابة على حدة‪:‬‬ ‫ّ‬
‫‪ -‬السحر غالبا ما يحدد موضعه في عضو من أعضاء الجسم كاملعدة أو ألارجل‪ ،‬على عكس العين التي نجد فيها‬
‫يعم جسم املصاب بالعين نوع من‬ ‫ألالم ينتقل من عضو آلخر‪ ،‬فتارة الرأس وتارة الظهر أو أي مكان آخر‪.‬وعموما ُ‬
‫الخمول والفشل‪.‬‬
‫‪ -‬السحر يعتمد على بعض آلاليات واملمارسات أما العين فال تحتاج إلى وسيط بين العائن واملعيون‪.‬‬
‫‪ -‬السحر عمل إرادي يقوم به املعتدي من أجل إلحاق الضرر باآلخر‪ ،‬عكس العين التي غالبا ما يكون الضررغير‬
‫مقصود‪.‬‬
‫‪ -‬في حالة تشابه ألاعراض غالبا ما يلجأ املعالج التقليدي إلى البحث عن السحر أوال‪ ،‬فإن ثبت عدم وجوده تكون‬
‫العين هي سبب إلاصابة‪.‬ويذكر (املعاني‪،4111‬ص ‪ )341-332‬بعض الفروق بين العين لذا "القاتل بالسحر يقتل لكن‬
‫القاتل بالعين ال يقتل‪ ،‬ألن ألاذى الناتج عن عينه فطري‪ ،‬إنه ال يريده ونجد بقايا هذه الفكرة في الذاكرة الشعبية‬
‫ُ‬ ‫(ممكن أن ّ‬
‫نعين) آخر عن حب ال عن حسد ودون قصد‪.‬ونجد أن عدد الاضطرابات النفسية ترجع إلى إلاصابة‬
‫بالعين" (ميموني‪ ،4117،‬ص‪.)49‬‬
‫نظرة العلم إلى العين والحسد‬
‫يقول الدكتور شتانيلرون‪" :‬إن الحسد أشبه بساحرة لها ثالثة رؤوس‪ :‬احداها الحسد‪ ،‬أما الاثنان آلاخران‬
‫فهما‪ :‬الحقد والغيرة ‪...‬وحيثما استشعرت في انسان الحقد والغيرة فاعلم أن الحسد موجود فيه"‪.‬ويقول أيضا أن‬
‫املجلد ‪ 10‬العدد رقم ‪( 10‬جانفي ‪)2122‬‬ ‫مجلة قضايا معرفية‬

‫آخر ما أمكن أن يصل إليه العلم في هذا الشأن ما أعلنته الجامعات ومعاهد العلم من أن العين تخرج منها أشعة‬
‫تستطيع التأثير عن ُبعد في املاديات‪( .‬مرعب‪ ،‬ماهر فرحان ‪ ،‬ص ‪.)55‬‬
‫و يذكر الدكتور رؤوف عبيد ‪ " :‬أن املبادئ العلمية املسلم بها عند العلماء املختصين ‪ ،‬وجود كيان أثيري في كل كائن‬
‫حي ‪ ،‬و هو ال يخضع لحواسنا املادية بسبب ارتفاع اهتزازه أكثر من اهتزاز الضوء ‪ ،‬و يقوم هذا الكيان بربط الجهاز‬ ‫ّ‬
‫العصبي باملستودع الكوني للطاقة و ينفذ من جسم إلانسان إلى ما حوله من خالل املخ و ألاذن و العين ‪ ،‬و يوجد‬
‫وراء كل حاسة من حواسنا الخمس طاقة كهربائية تؤثر بعمق خطير على هيئة إشعاعات حارة ‪ ،‬تنفذ كأشعة‬
‫سن رسول هللا (ص) للمعيون أن يغتسل بغسالة العائن ُليبطل عمل‬ ‫الشمس في ألاجسام املقابلة ‪ ،‬و قد ّ‬
‫إلاشعاعات في الجسد املصاب ‪ ،‬و يرجع التوازن املفقود إلى الجسم ‪( .‬غانم‪ ،‬محمد حسن ‪ ، 4115‬ص ‪.)59‬‬
‫الفرق بين ألامراض النفسية للعين والحسد والسحر‪ :‬ومن أهم الفروقات بين ألامراض النفسية وصرع ألارواح‬
‫الخبيثة ألامور التالية‪:‬‬
‫‪5.7‬أسباب إلاصابة‪ :‬ألامراض النفسية تصيب إلانسان أحيانا نتيجة ظروف وعوامل اجتماعية وأمور متنوعة‬
‫أخرى‪ ،‬بينما صرع ألارواح الخبيثة يكون نتيجة أسباب معينة كاإليذاء والسحر والعين والعشق ونحوه‪.‬‬
‫‪6.7‬النمط الخاص بالحالة املرضية‪ :‬حاالت املرض النفس ي يكون لها نمط معين في السلوك والتصرف‪ ،‬بينما صرع‬
‫ألارواح الخبيثة ليس لها نمط أو سلوك محدد‪.‬‬
‫‪7.7‬طبيعة ألاعراض‪ :‬حاالت املرض النفس ي غالبا ما تكون ألاعراض مستمرة ومتناسبة مع نوعية املرض الذي تعاني‬
‫منه الحالة املرضية‪ ،‬بينما مرض ى صرع ألارواح الخبيثة تختلف تلك ألاعراض وتتذبذب من فترة ألخرى‪.‬‬
‫‪0.7‬ألاعراض أثناء الرقية الشرعية‪ :‬حاالت املرض النفس ي ال يظهر عليها أية أعراض أثناء الرقية الشرعية‪ ،‬وقد‬
‫يشعرون براحة وسكينة‪ ،‬بينما مرض ى صرع ألارواح الخبيثة تظهر عليهم تأثيرات وأعراض نتيجة الرقية الشرعية‪.‬‬
‫‪ 9.7‬تصخيص الحالة املرضية ‪:‬يتم تشخيص ألامراض النفسية بواسطة ألاطباء النفسيين املتخصصين‪ ،‬وأما صرع‬
‫ألارواح الخبيثة فيتم تشخيصها من قبل املعالج الحاذق املتمرس‪.‬‬
‫‪ 01.7‬طريقة العالج‪ :‬يتم عالج ألامراض النفسية لدى ألاطباء النفسيين وكذلك الاستشفاء بالرقية الشرعية الثابتة‬
‫في الكتاب والسنة‪ ،‬وأما صرع ألارواح الخبيثة فيتم عالجه بالرقية الشرعية ووسائل العالج املتاحة واملباحة املتعلقة‬
‫بها‪.‬‬
‫‪ 00.7‬أسباب واملسةبات‪ :‬كثير من ألامراض النفسية ال يتم أحيانا تحديد ألاسباب الداعية لها كما مر معنا آنفا‪،‬‬
‫بينما مرض ى صرع ألارواح الخبيثة تكون معلومة ألاسباب في أغلب الحاالت‪.‬‬
‫‪ 02.7‬النوبات التي تصاحب الحالة املرضية‪ :‬النوبات التي تحصل ملرض ى ألامراض النفسية طبيعتها تختلف كلية‬
‫عن طبيعة‬
‫مرض ى صرع ألارواح الخبيثة‪.‬‬
‫الجدول رقم ‪ :10‬جدول يبين النسب املئوية لدى لالضطرابات الانفعالية لدى حاالت املس‬
‫النسبة‬ ‫عددأفراد‬
‫التكرار(ك)‬ ‫الوسيط‬ ‫الاضطرابات الانفعالية‬
‫املئوية‬ ‫العينة(ن)‬
‫‪80%‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪5‬‬ ‫إلاكتآب‬
‫‪50%‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪1‬‬ ‫القلق‬
‫تفسير ظاهرة الاضطرابات النفسية من منظورالثقافة الشعبية‬ ‫حمالت بن عتو‬

‫‪31‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪8‬‬ ‫الغضب‬


‫‪100%‬‬
‫‪31‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪9‬‬ ‫التوتر‬
‫‪100%‬‬
‫املصدر‪ :‬باسكون بول ‪." 3895‬ألاساطيرواملعتقدات باملغرب"‪ .‬مجلة بيت الحكمة‪ ،‬الدار البيضاء‪،‬املغرب ‪ .‬العدد ‪،1‬ص‪99‬‬

‫الجدول رقم ‪ :12‬جدول يبين النسب املئوية لدى لالضطرابات الانفعالية لدى حاالت العين‬
‫النسبة‬ ‫عددأفراد‬
‫التكرار(ك)‬ ‫الوسيط‬ ‫الاضطرابات الانفعالية‬
‫املئوية‬ ‫العينة(ن)‬
‫‪59 %‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪4‬‬
‫الاكتآب‬
‫‪53%‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪1‬‬ ‫القلق‬

‫‪35‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪1‬‬ ‫الغضب‬


‫‪65 %‬‬
‫‪35‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪1‬‬ ‫التوتر‬
‫‪82,35%‬‬
‫املصدر‪ :‬باسكون بول ‪." 3895‬ألاساطيرواملعتقدات باملغرب"‪ .‬مجلة بيت الحكمة‪ ،‬الدار البيضاء‪،‬املغرب ‪ .‬العدد ‪،1‬ص‪99‬‬

‫الجدول رقم ‪ :13‬جدول يبين النسب املئوية لدى لالضطرابات الانفعالية لدى حاالت السحر‬
‫النسبة‬ ‫عددأفراد‬
‫التكرار(ك)‬ ‫الوسيط‬ ‫الاضطرابات الانفعالية‬
‫املئوية‬ ‫العينة(ن)‬
‫‪72,22%‬‬ ‫‪39‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪4‬‬
‫الاكتآب‬
‫‪83,33%‬‬ ‫‪39‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫القلق‬

‫‪39‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪1‬‬ ‫الغضب‬


‫‪78 %‬‬
‫‪31‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪1‬‬ ‫التوتر‬
‫‪94,44%‬‬
‫املصدر‪ :‬باسكون بول ‪." 3895‬ألاساطيرواملعتقدات باملغرب"‪ .‬مجلة بيت الحكمة‪ ،‬الدار البيضاء‪،‬املغرب ‪ .‬العدد ‪،1‬ص‪98‬‬

‫‪ .0‬عرض النتائج‬
‫إذن يمكن أن نستنتج من خالل هذه الدراسة أن هناك عالقة بين الثقافة الشعبية ‪،‬و الاضطراب النفس ي‪ .‬فأما‬
‫بخصوص العالقة بين الثقافة و الاضطراب النفس ي فيرجع إلى ألافكار املسبقة حول الاضطراب وأسبابه وذلك من‬
‫خالل تكرار ألاعراض املرضية وكذا اختيار العالج املناسب‪.‬وكذلك نواحي الشبه والاختالف بين الحالة املعروضة‬
‫وبين الحاالت املشابهة التي يعرفها املعالج بحيث يستطيع إدراجها تحت صنف معين من أصناف ألامراض املحددة‬
‫ثقافيا‪.‬وهناك أيضا ألاعراض الغريبة املصاحبة لالضطراب مما يضفي عليها نوع من الروحانية‪،‬وهذا العامل من بين‬
‫العوامل املؤثرة على تصورات املريض في فهمه وتفسيره للمرض‪ .‬حيث ترتبط ألامراض النفسية ببعض املفاهيم‬
‫واملعتقدات في مجتمعات العالم املختلفة ‪،‬حيث يحيط الكثير من الغموض باملرض النفس ي‪،‬ويدفع ذلك إلى أن يعزو‬
‫الناس إلاصابة باألمراض النفسية إلى عقاب على خطيئة أو بالء من هللا أو نتيجة تأثير القوى الخفية مثل السحر‬
‫والجن والحسد والعين الشريرة‪ .‬كما تلعب التنشئة الاجتماعية والبيئة ألاسرية كمرجعية لفهم املرض وأسبابه‪،‬حيث‬
‫تتميز ألاسرة بتنظيمها الداخلي الفريد في سماتها الخاصة التي تتميز بها‪ ،‬وفي تعريفاتها الخاصة لديانتها ورؤيتها للعالم‬
‫وتاريخها الشخص ي وأساطيرها ‪،‬وعاداتها‪ ،‬وطقوسها ‪،‬وتفسيرها لألمراض وطرق عالجها‪ ،‬كما لها لغتها الخاصة في‬
‫املجلد ‪ 10‬العدد رقم ‪( 10‬جانفي ‪)2122‬‬ ‫مجلة قضايا معرفية‬

‫التعبير عن ألالم سواء بطريقة لفظية أو غير لفظية‪ُ " .‬ويعبر املرض عن الاستجابة الشخصية للمريض ولكل الذين‬
‫حوله لكونه مريضا وخاصة تلك الطريقة التي يفسر بها املريض وكل من حوله مصدر ومغزى هذا املرض وكيف أنه‬
‫يؤثر في سلوكه وفي عالقته مع الناس آلاخرين وفي الخطوات املختلفة التي سيتخذها لعالجه‪.‬‬
‫وتعتبر الثقافة الشعبية مسؤولية مباشرة عن تشكيل وتحديد رؤى وتصورات ألافراد لالضطراب‬
‫النفس ي‪،‬وبهذا املعنى نجد أن الثقافة هي التي تحدد للمريض تقييمه وتصوره لحالته املرضية وأفعاله تجاه املرض‪،‬‬
‫فهو إما يذهب للطبيب أو يذهب للمعالج التقليدي‪ ،‬فقد يؤمن الفرد بأن مرضه ناجم عن اضطراب نفس ي ولكن‬
‫أصل الحادث هو العين والحسد‪.‬‬
‫وأما بخصوص العالقة بين الثقافة واختيار أسلوب العالج فيرجع إلى دور الثقافة بالنسبة للعالج والذي‬
‫يتمثل في هيكلة التصور العام الذي ُيحمس الفرد التباعه‪ ،‬ثم في تنظيم الطقوس املعروفة ليصل في نهاية ألامر إلى‬
‫ألاغراض العالجية املرجوة واملتمثلة في استرجاع التوازن النفس ي للمصابين والحد من الاضطرابات التي يعانون منها‪.‬‬
‫وتعتبر التنشئة الاجتماعية التي ينشأ عليها الفرد في ألاسرة املحدد الرئيس ألسلوب العالج الذي يتبناه هذا‬
‫ألاخير في حالة إص ابته باملرض‪ ،‬فإذا كانت ألاسرة التي يعيش ضمنها تؤمن بالغيبيات أو بفعالية العالج الشعبي فمما‬
‫ال شك فيه أن املسار العالجي الذي سيسلكه املريض طلبا للعالج سيكون املعالج الشعبي‪ ،‬ألن الناس تعتقد في قدرة‬
‫املعالج والعالج التقليدي على تشخيص وعالج أمراض عجز عنها الطب الحديث‪.‬ومن خالل مقابالت بعض أفراد‬
‫املجتمع حول تصورهم الاجتماعي للطب الشعبي وجدنا أن أغلبهم يرون في قدرة املعالج الشعبي على التشخيص‬
‫وتقديم العالج إذا ما تعلق ألامر بعالج مرض قد أخفق الطب الحديث في عالجه أو ما تعلق بالسحر والتلبس بالجان‬
‫أي أن ألامور الغيبية حسب رأيهم توكل مهمة عالجها للطب الشعبي وليس بمقدور الطب الحديث عالجها‪ .‬ولقد‬
‫أشارت كثير من الدراسات الانثربولوجية الخاصة بموضوع الاختيار العالجي بين العالج التقليدي املرتبط بالنسق‬
‫الثقافي السائد (بالدين والسحر) وبين العالج الطبي الحديث إلى أن هناك بعض العوامل الثقافية املسؤولة عن‬
‫استمرار وجود أنساق العالج الشعبي بجانب أنساق العالج الطبي الحديث وأن هذا الوجود املتالزم لكال منهما ال‬
‫يوجد في املجتمعات البدائية والتقليدية فقط‪ ،‬بل يوجد كذلك في املجتمعات الحديثة‪.‬ومن هنا يظهر لنا مدى‬
‫التكامل بين النسقين العالجيين ألن هناك أمراض ال تعالج إال عن طريق الطب الرسمي‪ ،‬في حين نجد أخرى ال يصلح‬
‫معها إال العالج التقليدي‪ .‬ولكن يظل السبب الرئيس الذي يحدد أسلوب العالج هو اختالف البواعث سواء في‬
‫استعصاء املرض أو استبطاء الشفاء (البحث عن الشفاء السريع)‪.‬‬
‫‪ .9‬مناقشة النتائج‬
‫تؤكد النتائج املتحصل عليها من املجموعات املدروسة سواء كانت حاالت "املس" ‪ ،‬أو"السحر" ‪ ،‬أو "العين " تعاني‬
‫من وجود اضطرابات نفسية ‪ ،‬وبالتحديد عصابية انفعالية و مزاجي وهذا ما يؤكده الشيوع الكبير واملهم لها في‬
‫مجموعات الثالثة ‪ ،‬مع بعض التفاوت البسيط فيما بينها فاأل فراد الذين يعانون من املس"‪ ،‬أو "السحر"‪ ،‬أو‬
‫"العين" يعيشون حالة من الارتباك والحيرة ‪ ،‬ممزوجة بشاعر نقص الحيرة في الحياة العامة‪ ،‬وكذا الشعور العام‬
‫بالحزن‪ ،‬و املصحوب باليأس والتشاؤم ‪ ،‬و الرغبة في الانتحار أحيانا ‪ ،‬و التوقع والخوف من املجهول والضجر ‪ ،‬و‬
‫ً‬
‫ضعف التركيز وسرعة الانفعال كما يعانون أيضا من الخجل‪ ،‬و توقع ألاذى من آلاخر ‪ ،‬و سرعة الغضب ‪ ،‬و‬
‫الاستثارة الزائدة ‪ ،‬و العصبية الشديدة مصحوبة أحيانا بعدوانية ذاتية أو خارجية ‪.‬فالشيوع الكبير لالضطرابات‬
‫تفسير ظاهرة الاضطرابات النفسية من منظورالثقافة الشعبية‬ ‫حمالت بن عتو‬

‫الانفعالية ‪ ،‬يؤكد على أن هذه الحاالت ما هي في حقيقة ألامر؛ إال اضطرابات نفسية عصبية طغت عليها صبغة‬
‫الثقافة الشعبية فسميت سواء حاالت"املس"‪ ،‬أو" السحر" أو "العين ‪" .‬فأخذت هذه الحاالت تسميات ‪ ،‬و مظاهر ‪،‬‬
‫وأعراض متباينة‪ ،‬ولكنها تعكس حقيقة واحدة وأساسية ؛ أال وهي وجود املرض النفس ي ‪ .‬والسبب في أخذ الاعتبار‬
‫َ‬
‫لتغير في السلوك اضطرابه قبل ألاخذ "باملس"‪ ،‬أو "السحر" ‪ ،‬أو "العين" ‪ ،‬يرجع إلى كون‬ ‫باملرض النفس ي كسبب ل‬
‫ألامراض النفسية هي شائعة جدا باملقارنة مع الحاالت الحقيقية "املس"‪ ،‬و"السحر"‪ ،‬و"العين" ‪ ،‬و خاصة في عصر‬
‫كثرت فيه الضغوط والتناقضات بكافة أنواعها ‪ ،‬فما أكثر ما نتعرض له من مواقف يومية وانفعاالت مستمرة ‪ .‬كما‬
‫أن عدـم وجو د العالقة إلارتباطية بين حاالت "املس" و"السحر"‪ ،‬و"العين "‬
‫‪ .01‬الخاتمة‪:‬‬
‫رغم تطور ميادين علم النفس إلاكلينيكي والطب العقلي ال تزال مختلف املجتمعات تعرف تنوعا في أساليب العالج‬
‫بين ما هو تقليدي وما هو حديث‪ .‬ومن ثم لم تعد السيطرة على املرض وفهم سلوك املريض حكرا على هذه امليادين‬
‫خاصة بعد أن حظي موضوع "الصحة واملرض" اهتمام العلوم الاجتماعية والنفسية وألانثروبولوجية التي أثارت‬
‫والدينية على فهم وتفسير املرض وكذا اختيار أسلوب العالج املناسب‪.‬‬ ‫قضايا مهمة من بينها تأثير العوامل الثقافية ّ‬
‫تقدم مكانة للدور الذي‬ ‫فاتسعت بالتالي بؤرة املعا ف الخاصة بفهم املرض من حيث نوعه وأسبابه وأعراضه‪ ،‬ل ّ‬
‫ر‬
‫يلعبه السياق الثقافي فهم وتفسير الاضطراب النفس ي عند كل من املريض واملعالج‪ ،‬ففي الحقيقة ألامر كل منهما‬
‫كائن ثقافي يعيش في وسط اجتماعي تتنوع فيه املعتقدات الدينية والشعبية‪ .‬حيث رأت الشعوب في الثقافات‬
‫القديمة أن أسباب املرض تنحصر في أنه يحدث نتيجة عقاب على ألافعال الغير املقبولة دينيا وأخالقيا والتي قد‬
‫يقوم بها املريض‪ ،‬كذلك يوجد سبب آخر للمرض لدى إلانسان في الثقافات التقليدية‪ ،‬فاملرض تسببه بعض‬
‫ألارواح الشريرة (الشياطين) وأن إلانسان من املمكن أن يعالج من خالل الابتهاالت الدينية‪،‬كما يسود اعتقاد لدى‬
‫العديد من الثقافات البدائية والتقليدية أن بعض الكائنات فوق الطبيعية تتخذ جسم إلانسان مسكنا مؤقتا‬
‫لتسكن فيه لبعض الوقت و من هنا فهي تسبب له بعض ألامراض النفسية و العقلية ‪ ،‬لذا يتوجه املريض إلى‬
‫املعالج الديني الذي يقوم ببعض املمارسات السحرية لطرد هذه الروح خارج الجسم‪.‬‬
‫‪ .00‬قائمة املراجع‬
‫‪.3‬مصطفى خليل الشرقاوي‪،3891،‬علم الصحة النفسية‪،‬بيروت‪،‬دار النهضة العربية‬
‫‪.4‬أحمد محمد عبد الخالق‪،3881،‬أصول الصحة النفسية‪،‬الاسكندرية‪،‬دار املعرفة الجامعية‬
‫‪.1‬مصطفى فهمي ‪،3898‬التوافق الشخص ي والاجتماعي‪،‬القاهرة‬
‫‪.2‬الساعاتي‪ ،‬سامية ‪ ،389 4،‬الثقافة والشخصيةدار النهضة العربية‪ ،‬مصر‪،‬القاهرة‬
‫‪.7‬ابن منظور أبو الفضل جمال الدين ‪،3882‬لسان العرب‪ ،‬دار صادر‪ ،‬ط‪،2‬بيروت‪.‬‬
‫‪ .5‬بشاي‪ ،‬أليس اسكندر ‪،3882‬علم الاجتماع ألانثربولوجية الطبية ‪ ،‬دار املعارف‪ ،‬مصر‪،‬القاهرة‬
‫‪.9‬بلحاج‪،‬نادية‪،3892‬التطبيب والسحر في املغرب الشركة العربية للناشرين املتحدين ‪ ،‬الدار البيضاء‬
‫‪ . 9‬الجابري‪ ،‬محمد ‪،3882‬املسألة الثقافية في الوطن العربي (ط‪، )4‬مركز دراسات الوحدة العربية لبنان‪،‬بيروت‬
‫‪.8‬حاج بن علو‪ ،‬نورالدين ‪،4134‬ألاسس ألانثربولوجية للعالجات التقليدية‪ ،‬الجزائر‬
‫‪ .31‬الخشاب‪،‬أحمد‪،3891‬دراسات انثربولوجية‪ ، .‬دار املعارف ‪ ،‬مصر‪،‬الاسكندرية‬
‫املجلد ‪ 10‬العدد رقم ‪( 10‬جانفي ‪)2122‬‬ ‫مجلة قضايا معرفية‬

‫‪ .33‬كمال حسن ‪ ،3889‬ألامراض النفسية والعقلية والاضطرابات السلوكية عند ألاطفال‪ ،‬دار الفكر العربي‬
‫‪،‬لبنان‪،‬بيروت‬
‫‪ .34‬طوالبي‪ ،‬نور الدين ‪،3899‬الدين والطقوس والتغيرات‪،‬ديوان املطبوعات الجامعية ‪،‬الجزائر‬
‫‪ .31‬طوالبي‪ ،‬نور الدين ‪،3899‬في اشكالية املقدس‪،‬الجزائر‪ :‬ديوان املطبوعات الجامعية‬
‫‪ .32‬عباس‪ .‬فيصل ‪ ،4117‬العالج النفس ي والطريقة الفرويدية‪ ،‬دار املنهل اللبناني للطباعة والنشر‪ ،‬لبنان‪.‬بيروت‬
‫‪ .37‬عبد الستار‪ ،‬ابراهيم ‪ ،4113‬العالج النفس ي السلوكي املعرفي الحديث‪ ،.‬الهيئة املصرية العامة للكتاب‪،‬‬
‫مصر‪،‬القاهرة‬
‫‪ .35‬غانم‪ ،‬محمد حسن ‪ ،4115‬الاضطرابات النفسية والعقلية والسلوكية‪ ،‬مكتبة الانجلو املصرية‪ ،‬مصر‪،‬القاهرة‬
‫‪ .39‬محمد‪ ،‬علي محمد‪،‬والخولي‪،‬سناء‪،‬وآخرين ‪ ،4133‬دراسات في علم الاجتماع الطبي‪ ،‬دار املسيرة‪ ،‬ألاردن‪،‬عمان‬
‫‪ .39‬مداس‪ ،‬فاروق ‪ ،4111‬قاموس مصطلحات علم الاجتماع‪ ،‬دار مدني‪ ،‬الجزائر‬
‫‪ .38‬مرعب‪ ،‬ماهر فرحان ‪ ،4132‬أثر الثقافة على الصحة النفسية‪.‬مجلة علوم إلانسان واملجتمع‪ ،‬العدد ‪-321،33‬‬
‫‪.341‬قاملة‪،‬الجزائر‪.‬‬
‫‪ .41‬ميسوم ليلي ‪،4132‬الاضطراب النفس ي ما بين علم النفس املرض ي واملنظور الثقافي الشعبي‪ .‬رسالة ماجستير في‬
‫علم النفس العيادي‪ .‬قسم العلوم الاجتماعية‪ ،‬جامعة تلمسان‪،‬الجزائر‪.‬‬
‫‪ .43‬ميموني‪ ،‬بدرة معتصم ‪،4117‬الاضطرابات النفسية والعقلية عند الطفل واملراهق‪،‬ديوان املطبوعات الجامعية‪،‬‬
‫الجزائر‬
‫‪ .44‬نصار‪ ،‬كريستين ‪ ،3889‬اتجاهات معاصرة في العالج النفس ي‪ ،‬شركة املطبوعات للتوزيع والنشر‪ .‬بيروت‬
‫‪ . 41‬هزاز‪ ،‬راتب أحمد‪،‬وجميل‪ ،‬أبو نصري‪،‬ونعمة‪ ،‬رمزية حسن ‪، 4119‬زاد الطالب قاموس مصور‬
‫باأللوان‪.‬لبنان‪.‬بيروت‪ ،‬دار الراتب الجامعية‪.‬‬
‫‪ .42‬وصفي‪،‬عاطف ‪،3893‬الثقافة والشخصية‪،‬دار النهضة العربية‪ ،‬لبنان‪.‬بيروت‬
‫‪ .47‬بشاي‪ ،‬أليس اسكندر ‪،3882‬علم الاجتماع ألانثربولوجية الطبية‪ ،.‬دار املعارف‪ ،‬مصر‪،‬القاهرة‬

‫‪45.Claisse-Dauchy, Renée 1996 ,Medecine traditionnelle du Maghreb , rituels d’envoutement st de‬‬


‫‪guérison au maroc , édl’harmattan , paris .‬‬
‫‪49. Ouitis Aissa 1998, magie, et prophétie , en algérie . arcantéres édition , paris.‬‬
‫‪49. zerdouni nafissa 1982 ,les enfants d'hier , l'éducation de l'enfant en milieu traditionnel algerien .‬‬
‫‪édition françois maspéro .paris .‬‬

You might also like