You are on page 1of 21

‫د‪ .

‬في�صل عي�سى عبد القادر النوا�صره‬


‫العدد (‪2017 )15‬م‬ ‫املجلد الثامن‬

‫مستوى الصحة النفسية لدى الطلبة الموهوبين‬


‫والعاديين من طلبة المدارس في محافظة عجلون‬
‫وعالقته ببعض المتغيرات وبالتحصيل الدراسي‬

‫(‪)*،1‬‬
‫د‪ .‬في�صل عي�سى عبد القادر النوا�صره‬

‫‪ 1‬ق�سم الرتبية اخلا�صة – كلية الآداب والعلوم الرتبوية – جامعة عجلون الوطنية – الأردن‬
‫* عنوان املرا�سلة‪nawasrehf@yahoo.com :‬‬

‫المجلة الدولية‬
‫‪3‬‬ ‫لتطوير التفوق‬ ‫‪https://doi.org/10.20428/IJTD.8.2.1‬‬
‫د‪ .‬في�صل عي�سى عبد القادر النوا�صره‬
‫العدد (‪2017 )15‬م‬ ‫املجلد الثامن‬

‫مس��توى الصح��ة النفس��ية ل��دى الطلب��ة الموهوبي��ن والعاديين م��ن طلبة‬


‫الم��دارس ف��ي محافظ��ة عجل��ون وعالقت��ه ببع��ض المتغي��رات وبالتحصيل‬
‫الدراسي‬

‫الملخص‪:‬‬
‫هدفت هذه الدرا�س��ة �إىل الك�شف عن م�ستوى ال�ص��حة النف�سية لدى عينة من الطلبة املوهوبني والطلبة‬
‫العادي�ين يف مدرا���س حمافظة عجل��ون ‪/‬الأردن وعالقته ببع�ض املتغريات الدميوغرافي��ة (اجلن�س‪ ،‬وال�صف‪،‬‬
‫وامل�ست��وى التعليمي ل�ل�أب والأم) والتح�صيل الأكادميي‪ .‬ولتحقيق �أغرا���ض الدرا�سة ا�ستخدم الباحث اختبار‬
‫ال�صح��ة النف�سي��ة الذي مت �إع��داده اعتمادا على النظري��ة الإن�سانية للتعلم ملا�سل��و‪ ،‬ومت �إيجاد دالالت �صدق‬
‫وثب��ات ه��ذا املقيا�س‪ ،‬وتكونت العينة من ‪ 100‬فرد من الطلب��ة املوهوبني‪ ،‬و ‪ 172‬فرد من الطلبة العاديني‪ ،‬ومت‬
‫اختياره��م بطريق��ة ع�شوائية طبقية من ال�صفوف الأ�سا�سية العلي��ا والثانوية‪ ،‬ومت حتليل البيانات من خالل‬
‫�إيج��اد املتو�سط��ات احل�سابية واالنحراف��ات املعيارية و�إيجاد قيم��ة (ت)‪ ،‬وحتليل التباي��ن املتعدد ومعامالت‬
‫االرتب��اط‪ ،‬و�أظهرت نتائج الدرا�س��ة �أن م�ستوى ال�صحة النف�سية بني الطلبة العاديني واملوهوبني كان مرتفع ًا‪،‬‬
‫وال توج��د ف��روق ذات داللة �إح�صائية عن��د م�ستوى داللة (‪ )α ≤ 0.05‬يف جمموع درج��ات ال�صحة النف�سية‬
‫الكل��ي ب�ين الطلبة (املوهوبني والعاديني) تبع ًا ملتغري ال�ص��ف‪ ،‬كما تبني عدم وجود فروق ذات داللة �إح�صائية‬
‫يف جمموع درجات ال�صحة النف�سية الكلي بني الطلبة (املوهوبني والعاديني) تبع ًا ملتغري اجلن�س ( ذكور‪� ،‬إناث)‪،‬‬
‫كم��ا تب�ين �أي�ض ًا وجود فروق ذات داللة �إح�صائية يف م�ستوى ال�صحة النف�سية بني الطلبة العاديني تبع ًا ملتغري‬
‫ال�ص��ف ول�صالح ال�ص��ف ال�سابع‪ ،‬ومتغري امل�ستوى التعليمي للأم ول�صالح ثانوي��ة عامة فما دون‪ ،‬كما تبني وجود‬
‫عالق��ة ارتباطية �إيجابي��ة يف م�ستوى ال�صحة النف�سية الكلي بني الطلب��ة (العاديني) والتح�صيل الأكادميي‪،‬‬
‫وق��د نوق�شت النتائ��ج يف �ضوء الأدب النظري والدرا�سات ال�سابقة‪ ،‬ومت اق�تراح بع�ض التو�صيات يف �ضوء تلك‬
‫النتائج‪.‬‬

‫الكلمات املفتاحية‪ :‬ال�صحة النف�سية‪ ،‬املوهوبون‪ ،‬التح�صيل الدرا�سي‪.‬‬

‫المجلة الدولية‬
‫‪https://doi.org/10.20428/IJTD.8.2.1‬‬ ‫لتطوير التفوق‬ ‫‪4‬‬
‫ في�صل عي�سى عبد القادر النوا�صره‬.‫د‬
‫م‬2017 )15( ‫العدد‬ ‫املجلد الثامن‬

The Level of Psychological Health among Talented and


Ordinary School Students in Ajloun Governorate and its
Relation with some Variables and Academic Achievement

Abstract:
The study aimed to find out the psychological health level among a
sample of talented and ordinary students at schools in Ajloun Governorate/
Jordan, and its relationship with some demographic variables (such as
gender, class, educational level of parents) and academic achievement. To
achieve the study objectives, the researcher used psychological health test
that was prepared according to Maslow’s humanistic theory. The validity and
reliability of the test were statistically verified. The sample consisted of (100) of
talented students, and (172) of ordinary students. They were selected by using
stratified random sampling method from high basic and secondary schools.
The data was analyzed using means, standard deviation, T. test, ANOVA and
the correlation coefficients. The results showed that psychological health level
between the talented and ordinary students was high, and there weren’t any
statistically significant differences (α≤ 0.05) of the total psychological health
scores between talented and ordinary students with regard to class variable.
There weren’t any statistically significant differences of the total psychological
health scores between talented and ordinary students regarding the gender
variable (males and females). But there were statistically significant differences
(α≤ 0.05) of the total psychological health scores among ordinary students
regarding two variables: class variable, in favor of Seventh grade, and the
educational level of mother in favor of secondary school level and below.
There was a positive correlation coefficient of the total psychological health
among ordinary students and the academic achievement. The results were
discussed in light of the theoretical framework & previous studies; and based
on the study results some recommendations were proposed.

Keywords: Psychological health, Talented students, Academic achievement.

‫المجلة الدولية‬
5 ‫لتطوير التفوق‬ https://doi.org/10.20428/IJTD.8.2.1
‫د‪ .‬في�صل عي�سى عبد القادر النوا�صره‬
‫العدد (‪2017 )15‬م‬ ‫املجلد الثامن‬

‫المقدمة‪:‬‬
‫نعي�ش يف هذا الع�صر املت�صف بال�سرعة والقلق والتوتر‪ ،‬و ُيعد االهتمام بال�صحة النف�سية من �أكرث العلوم‬
‫الإن�ساني��ة �أهمية؛ لأن��ه يهتم بحماية الفرد من اال�ضط��راب وامل�ساعدة على التكي��ف ال�شخ�صي واالجتماعي‬
‫واالنفع��ايل‪ ،‬بحيث ي�شعر بال�سعادة م��ع نف�سه ومع الآخرين‪ ،‬ويكون قادر ًا على حتقيق ذاته وا�ستغالل قدراته‬
‫و�إمكانات��ه �إىل �أق�ص��ى ح��د ممكن‪ ،‬ل��ذا �أ�صبح ينظ��ر �إىل ال�صحة النف�سي��ة ب�أ َّنها لي�ست فقط اخلل��و من املر�ض‬
‫و� مَّإن��ا هي �أي�ضا الق��درة على مواجهة امل�شكالت والأزمات النف�سية‪ ،‬والقدرة على التوافق النف�سي واالجتماعي‬
‫وال�شعور الإيجابي بال�سعادة (زغري‪.)2010 ،‬‬
‫كم��ا وجد �أن الذين يفتقرون �إىل التعبري عن م�شاعرهم مييلون �إىل ال�سلوكيات العدوانية للمجتمع‪ ،‬وهي‬
‫ً‬
‫مت�ضمنة تعاط��ي املخدرات والكحول‬ ‫تع��د انعكا�س�� ًا مبا�شر ًا ل�صحته��م النف�سية‪ ،‬كما �أن ت�صرف��ات تدمري الذات‬
‫والع��راك اجل�س��دي �أو �أعمال التخريب التي قد ت�سبب كبت ًا عاطفي�� ًا لأ�صحابها (‪Richards, Campenni‬‬
‫‪.)& Muse-Burke, 2010‬‬
‫ي�شع��ر املراهقون املوهوبون بال�ضغط والتوتر للعي�ش �ضمن توقع��ات الأهل واملعلمني و�أقرانهم‪ ،‬وي�شعرون‬
‫بالف�ش��ل وجتارب الإحب��اط وعدم حتقي��ق �أهدافه��م يف املدر�س��ة (‪،)Silverman,1993; Schüler,2002‬‬
‫وعلى الرغم من �أن الطلبة املوهوبني �أكرث تطور ًا من الأطفال الآخرين يف نف�س العمر الزمني‪ ،‬ف�إنهم ح�سا�سون‬
‫ويتوخ��ون الكم��ال يف �إتقان العمل‪ ،‬ولديهم حاجة للتفكري الت�أمل��ي‪ ،‬والأخالق ت�ؤثر فيهم بعمق ويف عمر مبكر‬
‫بالن�سبة جليلهم‪ ،‬ويتعلمون ب�شكل �أ�سرع‪ ،‬ويفكرون بالعمليات بعمق‪ ،‬ويحتاجون �إىل وقت �أقل ملمار�سة الأعمال‬
‫القيادية‪ ،‬ولديهم حتدي تعليمي قوي (‪.)Coleman & Cross, 2001‬‬
‫وق��د �أو�ض��ح ‪Colangelo‬ا(‪ )2002‬ب�أن الطلبة املوهوبني لديهم ثبات انفع��ايل‪ ،‬ولكنهم عر�ضة للخطر‬
‫يف كث�ير م��ن املواقف؛ حي��ث �إن املراهقة تنتج العديد م��ن املواقف‪ ،‬كما �أن املوهبة ينت��ج عنها االكتئاب‪ ،‬وعدم‬
‫الراحة‪ ،‬والعزلة بني رفاق املدر�سة‪ ،‬يف حني مل يت�ضح وجود فروق بني املوهوبني والعاديني يف م�ستوى االكتئاب‪.‬‬
‫كم��ا �أ�شار ‪ Hankin‬و�آخرونا(‪� )1998‬إىل وجود فروق يف م�ستوى ال�صحة النف�سية بني الذكور والإناث‪،‬‬
‫حي��ث تع��اين الإناث املوهوبات من م�شاكل انفعالية �أكرث من الذكور املوهوبني‪ ،‬كما �أ�شار زعيرت (‪� )2010‬إىل �أن‬
‫ارتفاع م�ستوى ال�صحة النف�سية جتعل الفرد متحكم ًا يف عواطفه وي�سلك ال�سلوك ال�سوي‪.‬‬
‫وق��د �أ�ش��ارت ‪Chan‬ا(‪� )2004‬إىل �أن املوهوبني يف املدار�س الثانوية والأ�سا�سي��ة ي�ستخدمون ا�ستجابات‬
‫متنوع��ة ملواجه��ة ال�ضغوط النف�سية واالجتماعية‪ ،‬مث��ل الإنكار و�إخفاء املوهبة وتقلي��ل ال�شعبية وم�ساعدة‬
‫الآخري��ن يف �أعماله��م‪ ،‬كم��ا ي�ساعد ال��ذكاء على تقلي��ل التوتر‪ ،‬و�سرعة التكي��ف‪ ،‬من خالل ا�ستخ��دام البناء‬
‫املع��ريف والإدراك��ي لتقومي الأمور‪ ،‬لذا ج��اءت هذه الدرا�سة للتعرف على الف��روق يف م�ستوى ال�صحة النف�سية‬
‫ل��دى الطلبة املوهوبني والعادين من طلبة املدار�س يف حمافظة عجلون وعالقته ببع�ض املتغريات وبالتح�صيل‬
‫الدرا�سي‪.‬‬
‫مشكلة الدراسة‪:‬‬
‫تنبث��ق م�شكلة الدرا�سة من تفاوت نتائج الدرا�سات الت��ي تناولت ال�صحة النف�سية لدى الطلبة املوهوبني‬
‫والعاديني من طلبة املدار�س واجلامعات‪ ،‬وعالقته ببع�ض املتغريات الدميغرافية‪ ،‬وبالتح�صيل الدرا�سي‪ ،‬ويظهر‬
‫ذل��ك بو�ض��وح يف اخت�لاف جمتمع الدرا�سة والعينة ل��دى كل منها‪ ،‬لذا تتحدد م�شكلة ه��ذه الدرا�سة يف درا�سة‬
‫م�ست��وى ال�صح��ة النف�سية ل��دى الطلبة املوهوبني والعاديني م��ن طلبة املدار�س يف حمافظ��ة عجلون وعالقته‬
‫ببع�ض املتغريات الدميغرافية(ا جلن�س‪ ،‬وال�صف‪ ،‬وامل�ستوى التعليمي للوالدين) والتح�صيل الدرا�سي‪.‬‬

‫المجلة الدولية‬
‫‪https://doi.org/10.20428/IJTD.8.2.1‬‬ ‫لتطوير التفوق‬ ‫‪6‬‬
‫د‪ .‬في�صل عي�سى عبد القادر النوا�صره‬
‫العدد (‪2017 )15‬م‬ ‫املجلد الثامن‬

‫أسئلة الدراسة‪:‬‬
‫حاولت هذه الدرا�سة الإجابة عن الأ�سئلة الآتية‪:‬‬
‫‪ .1‬ما م�ستوى ال�صحة النف�سية لدى الطلبة املوهوبني والعاديني يف مدار�س عجلون؟‬
‫‪ .2‬ه��ل توجد فروق ذات دالل��ة �إح�صائية عند م�ستوى (‪ )α≤0.05‬يف درجات ال�صحة النف�سية لدى الطلبة‬
‫املوهوبني تبعا ملتغريات اجلن�س‪ ،‬وال�صف‪ ،‬وامل�ستوى التعليمي للأ�سرة (الأب‪ ،‬الأم)؟‬
‫‪ .3‬ه��ل توجد فروق ذات داللة �إح�صائية عند م�ست��وى (‪)α≤0.05‬يف درجات ال�صحة النف�سية لدى الطلبة‬
‫العاديني تبع ًا ملتغريات اجلن�س‪ ،‬وال�صف‪ ،‬وامل�ستوى التعليمي للأ�سرة (الأب‪ ،‬الأم)؟‬
‫‪ .4‬هل توجد عالقة ارتباطية بني م�ستوى ال�صحة النف�سية والتح�صيل الدرا�سي؟‬
‫هدف الدراسة‪:‬‬
‫تهدف هذه الدرا�سة �إىل الك�شف عن م�ستوى ال�صحة النف�سية لدى عينة من الطلبة املوهوبني والعاديني‪،‬‬
‫وذل��ك للتعرف على م�ستوى ال�صحة النف�سية بني الطلبة املوهوبني والعاديني‪ ،‬وعالقته ببع�ض املتغريات‪ ،‬التي‬
‫متثلت يف هذه الدرا�سة باجلن�س‪ ،‬وال�صف‪ ،‬وامل�ستوى التعليمي للأب والأم‪ ،‬والتح�صيل الدرا�سي‪.‬‬
‫حدود الدراسة‪:‬‬
‫‪ԀԀ‬احلدود املو�ضوعية‪:‬‬
‫‪ -‬تقت�ص��ر هذه الدرا�سة على درا�سة م�ستوى ال�صحة النف�سي��ة لدى الطلبة املوهوبني والعاديني من طلبة‬
‫املدار�س يف حمافظة عجلون وعالقته ببع�ض املتغريات و بالتح�صيل الدرا�سي‪.‬‬
‫‪ -‬تعمم نتائج هذه الدرا�سة ح�سب ما توفره �أدوات البحث من دالالت �سيكومرتية مثل ال�صدق والثبات‪.‬‬
‫‪ -‬يعتمد تعميم النتائج على خ�صائ�ص العينة ودرجة متثيلها للمجتمع امل�أخوذة منه‪.‬‬
‫‪ԀԀ‬احلدود الزمنية‪:‬‬
‫اقت�ص��رت عين��ة الدرا�سة على جمموع��ة من الطلبة املوهوب�ين امللتحقني مبدار�س امللك عب��داهلل للتميز‪/‬‬
‫عجلون والطلبة العاديني (عينة ع�شوائية طبقية) من مديرية تربية عجلون لعام ‪.2015‬‬
‫‪ԀԀ‬احلدود املكانية‪:‬‬
‫مت تطبيق هذه الدرا�سة يف مدينة عجلون‪/‬الأردن على الطلبة املوهوبني والعاديني‪.‬‬
‫أهمية الدراسة‪:‬‬
‫ت�ساعد ال�صحة النف�سية على حتقيق التوافق النف�سي واالجتماعي‪ ،‬وهي ذات �أثر فعال يف م�ساعدة الفرد‬
‫عل��ى حتقي��ق الذات �إىل �أق�ص��ى درجة ممكنة‪ ،‬ويحتاج الطفل املوهوب �إىل مزيد م��ن االهتمام وامل�ساعدة على‬
‫التوافق‪ ،‬لأنه يختلف عن الطفل العادي يف درجة الذكاء‪ ،‬وي�شكل املوهوبون ثروة وطنية يجب احلفاظ عليها‬
‫واالهتم��ام بها‪ ،‬كما يجب الرعاية واالهتم��ام باملوهوبني يف جميع املراحل العمرية‪ ،‬ال�سيما مرحلة املراهقة‪،‬‬
‫ولق��د ج��اءت هذه الدرا�س��ة ملعرفة الف��روق يف ال�صح��ة النف�سية ب�ين املوهوب�ين والعاديني وعالقت��ه ببع�ض‬
‫املتغريات (اجلن�س‪ ،‬وال�صف وامل�ستوى التعليمي للوالدين) وبالتح�صيل الأكادميي يف مرحلة ال�سن املدر�سي‪.‬‬
‫وتت�ض��ح �أهمي��ة ه��ذه الدرا�سة م��ن �أن ال�صحة النف�سي��ة ذات �أهمية كب�يرة للنجاح يف املدر�س��ة واحلياة‪،‬‬
‫ويحت��اج الطف��ل املوهوب ملزيد م��ن الرعاية واالهتمام مل�ساعدت��ه على التفاعل االجتماع��ي وممار�سة مهارات‬
‫وبناء على ذلك تت�ضح �أهمية الدرا�سة النظرية املتمثلة يف اجلوانب الآتية‪:‬‬ ‫ً‬ ‫ال�صحة النف�سية‪،‬‬
‫‪� -‬إن االهتمام باملوهوبني هدف �أي جمتمع من �أجل النهو�ض ب�أفراده وازدهاره‪.‬‬
‫‪ -‬يعد الوقوف على م�ستوى ال�صحة النف�سية للطلبة (املوهوبني والعاديني) جزء ًا من العملية الرتبوية وذا‬
‫�أهمية كبرية للمربيني وم�ؤ�س�سات الرتبية اخلا�صة‪.‬‬

‫المجلة الدولية‬
‫‪7‬‬ ‫لتطوير التفوق‬ ‫‪https://doi.org/10.20428/IJTD.8.2.1‬‬
‫د‪ .‬في�صل عي�سى عبد القادر النوا�صره‬
‫العدد (‪2017 )15‬م‬ ‫املجلد الثامن‬

‫كم��ا �أن درا�س��ة الفروق الفردية ب�ين الأفراد يف ال�صحة النف�سية ت�شكل �أهمي��ة بالغة لتوجيه وا�ستثمار‬
‫قدراته��م‪ ،‬ويظهر ه��ذا التفاوت يف املتغريات االجتماعي��ة باختالف اجلن�س (ذكور و�إن��اث ) وال�صف الدرا�سي‬
‫ال��ذي ي�ش�ير �إىل العم��ر الزمني للطال��ب‪ ،‬والتن�شئ��ة االجتماعية مبا ت�شمله م��ن اختالف يف البيئ��ة الثقافية‬
‫(امل�ستوى التعليمي للأب والأم) واالجتماعية والقيم والعادات واملعتقدات‪.‬‬
‫وتتجلى �أي�ض ًا �أهمية درا�سة الفروق الفردية يف ال�صحة النف�سية بني الطلبة املوهوبني والطلبة العادين‬
‫وعالقته��ا بالتح�صي��ل الأكادميي يف �إدراك حجم االختالف بني هاتني الفئت�ين ومدى عالقة ذلك بالتح�صيل‬
‫الأكادميي‪ ،‬كما تت�ضح الأهمية التطبيقية للبحث يف اجلوانب الآتية‪:‬‬
‫‪ -‬تو�ضي��ح �أهمية ال�صحة النف�سي��ة ملا لها من عالقة وثيقة بنجاح الفرد يف حياته االجتماعية وم�ستقبله‬
‫املهني‪.‬‬
‫‪ -‬توفر هذه الدرا�سة اختبار ًا لقيا�س ال�صحة النف�سية الكلي يتمتع بخ�صائ�ص �سيكومرتية منا�سبة للبيئة‬
‫الأردنية والعربية ب�شكل عام‪.‬‬
‫مصطلحات الدراسة‪:‬‬
‫تعري��ف ال�صح��ة النف�سي��ة (ا�صطالح�� ًا)‪" :‬حال��ة دائمة ن�سبي�� ًا يكون فيه��ا الفرد متوافق�� ًا نف�سي�� ًا و�شخ�صي ًا‬
‫وانفعالي�� ًا واجتماعي�� ًا مع نف�سه ومع الآخرين ويكون قادر ًا على حتقيق ذاته وا�ستغالل قدراته و�إمكاناته �إىل‬
‫�أق�ص��ى ح��د ممكن ويكون ق��ادر ًا على مواجه��ة مطالب احلياة‪ ،‬وتك��ون �شخ�صيته متكاملة �سوي�� ًا ويكون �سلوكه‬
‫عادي ًا بحيث يعي�ش ب�سالم" (العناين‪.)2005 ،‬‬
‫والتعري��ف الإجرائي لل�صحة النف�سية لأغرا�ض هذه الدرا�سة‪" :‬فهو الدرجة التي حت�صل عليها الطالب على‬
‫مقيا�س ال�صحة النف�سية امل�ستخدم يف هذا البحث"‪.‬‬
‫املوهوب��ون‪( :‬تعري��ف مكت��ب الرتبية الأمريكي كما ورد يف (ج��روان‪ :)2004 ،‬الأطف��ال املوهوبون املتفوقون‬
‫ه��م �أولئ��ك الذي��ن يعطون دلي ًال عل��ى قدرتهم عل��ى الأداء املرتفع يف املج��االت العقلي��ة والإبداعية والفنية‬
‫والقيادي��ة والأكادميي��ة اخلا�صة‪ ،‬ويحتاجون �إىل خدم��ات و�أن�شطة ال تقدمها املدر�سة ع��ادة‪ ،‬وذلك من �أجل‬
‫التطوير الكامل ملثل هذه اال�ستعدادات �أو القابليات‪.‬‬
‫والتعري��ف الإجرائ��ي للطفل املوه��وب‪ :‬هو الطفل الذي مت ت�شخي�صه على �أنه موه��وب من قبل وزارة الرتبية‬
‫والتعلي��م‪ ،‬ويدر���س يف مدار�س امللك عب��داللهّ للتم ّيز (يكون حت�صيله الدرا�سي مرتفع�� ًا‪ ،‬ويخ�ضع الختبار ذكاء‬
‫جمعي)‪.‬‬
‫اإلطار النظري‪:‬‬
‫لق��د ظه��رت ال�صح��ة النف�سية بظه��ور الإن�سان وتط��وره‪ ،‬و�أ�صب��ح ينظ��ر �إىل اال�ضطراب��ات النف�سية من‬
‫اجتاه�ين‪ :‬الأول هو االجتاه ال�شيطاين وي�شري �إىل عوامل غام�ضة و�أرواح �شريرة �أدت �إىل حدوث اال�ضطراب‬
‫النف�س��ي‪ ،‬والثاين هو االجت��اه العقالين الذي يف�سر �سب��ب اال�ضطراب النف�سي بالعوام��ل الع�ضوية مثل‪ :‬تلف‬
‫الأن�سجة‪ ،‬وعيوب وراثية‪ ،‬و�إ�صابات يف اجلهاز الع�صبي‪ ،‬وعوامل البيئية مثل‪ :‬التن�شئة االجتماعية والأ�سرية‪،‬‬
‫والعوام��ل ال�سلوكي��ة مث��ل‪ :‬ال�سلوكيات غ�ير املرغوبة‪ ،‬والعوامل النف�سي��ة الداخلية مثل‪ :‬ت�أث�ير الال�شعور يف‬
‫حدوث اال�ضطراب‪ ،‬وقد �ساعدت االجتاهات العقالنية يف ظهور نظريات ال�صحة النف�سية (زعيرت‪.)2010 ،‬‬
‫نظريات ال�صحة النف�سية‪:‬‬
‫‪ .1‬نظرية التحليل النف�سي‪:‬‬
‫يرى فرويد م�ؤ�س�س مدر�سة التحليل النف�سي �أن العنا�صر الأ�سا�سية التي يتكون منها البناء النظري للتحليل‬
‫النف�سي هي نظريات املقاومة والكبت والال�شعور‪ ،‬و تقوم هذه النظرية على �أ�سا�س �أن البناء النف�سي يتكون‬
‫م��ن اله��و‪ ،‬والأنا‪ ،‬والأنا الأعلى‪ ،‬وينتج تف�سري ال�سل��وك – وفق هذه النظرية – من خالل احلتمية النف�سية‬

‫المجلة الدولية‬
‫‪https://doi.org/10.20428/IJTD.8.2.1‬‬ ‫لتطوير التفوق‬ ‫‪8‬‬
‫د‪ .‬في�صل عي�سى عبد القادر النوا�صره‬
‫العدد (‪2017 )15‬م‬ ‫املجلد الثامن‬

‫والطاق��ة اجلن�سية والثب��ات واالتزان ومبد�أ اللذة (�سم�ين‪ ،)1997 ،‬ويتحقق هذا الت��وازن بني (الهو ‪)Id‬‬
‫والأن��ا (‪ )Ego‬والأن��ا الأعلى (‪ ،)Super Ego‬فينتج عنه التوافق والتكي��ف النف�سي‪ ،‬وي�ضطرب الإن�سان‬
‫عندما ال تتمكن الأنا من املوازنة بني الهو الغريزية والأنا العليا املثالية‪ ،‬ويرى فرويد �أن اخلربات املكبوتة‬
‫ت�ؤث��ر ت�أث�ير ًا رئي�س�� ًا يف الإن�سان مما ينتج عنه ظه��ور الأمرا�ض الع�صبي��ة‪ ،‬و�أن الفرد ال��ذي يتمتع ب�صحة‬
‫نف�سية هو من ي�ستطيع �إ�شباع املتطلبات ال�ضرورية للهو بو�سائل مقبولة اجتماعي ًا (الزبيدي‪.)2000 ،‬‬
‫‪ .2‬النظرية ال�سلوكية‪:‬‬
‫تف�س��ر ه��ذه النظرية ال�سلوك وفق ما يحدث م��ن تغريات ف�سيولوجية ع�صبية‪ ،‬وه��ي وحدات �صغرية يعرب‬
‫عنه��ا باملثري واال�ستجاب��ة‪ ،‬ويعد االرتباط بني املث�ير واال�ستجابة ارتباط ًا ف�سيولوجي�� ًا‪ ،‬واملحور الرئي�سي‬
‫له��ذه النظري��ة ه��و �أن عملي��ة التعلم ومن��و ال�شخ�صية وتطوره��ا يعتمد عل��ى التمرين والتعل��م والتعزيز‪،‬‬
‫ويعت�بر ال�سل��وك ال�شاذ تعبري ًا عن خط�أ يف عمليات االرتب��اط ال�شرطي‪� ،‬أما الأمرا�ض النف�سية فهي نتيجة‬
‫ال�ضط��راب يف عملي��ة التدري��ب يف ال�صغ��ر‪ ،‬مم��ا يعط��ي الدماغ حال��ة مزمنة م��ن اال�ضط��راب الوظيفي يف‬
‫العم��ل ب�سب��ب اخلط���أ يف التفاع�لات ال�شرطي��ة التي ت�سبب ا�ضط��راب ال�صح��ة النف�سية ون�ش��وء الع�صاب‪،‬‬
‫و�أن الأمرا���ض النف�سي��ة ما هي �إال ردود فعل اجلهاز الع�صبي ب�سبب ف�شل��ه يف �إقامة التوازن بني التفاعالت‬
‫ال�شرطية املختلفة‪ ،‬وما يحدث من تعار�ض بني عوامل التعلم ال�شرطي (العناين‪.)2005 ،‬‬
‫وم��ن هنا ف���إن ال�صحة النف�سية ال�سليمة تتمث��ل يف اكت�ساب عادات �سلوكية منا�سب��ة وفعالة ت�ساعد الفرد‬
‫يف التع��اون م��ع الآخرين على مواجهة املواق��ف التي حتتاج �إىل اتخاذ قرارات‪ ،‬ف���إذا اكت�سب الفرد عادات‬
‫تتنا�س��ب م��ع ثقاف��ة جمتمعه فه��و يف �صح��ة نف�سية �سليم��ة‪ ،‬واملح��ك امل�ستخ��دم للحكم على �صح��ة الفرد‬
‫النف�سية هو حمك اجتماعي (قطامي وعد�س‪.)2002 ،‬‬
‫‪ .3‬الإن�سانية‪:‬‬
‫يقوم علم النف�س الإن�ساين على بع�ض املعتقدات الأ�سا�سية منها‪:‬‬
‫‌�أ‪� -‬أن الإن�س��ان خ�ّيطرّ بطبيعت��ه (‪� ،)Human Nature is Good‬أو عل��ى الأق��ل حماي��د (‪،)Neutral‬‬
‫وتن�ش�أ املظاهر ال�سلوكية ال�سيئة �أو العدوانية بفعل ظروف البيئة‪.‬‬
‫‌ب‪� -‬أن الإن�س��ان ح��ر‪ ،‬ولكن يف حدود معين��ة فهو حر يف اتخاذ ما يراه من قرارات‪ ،‬وقد يكون هنالك مواقف‬
‫وظروف حتد من حريته‪.‬‬
‫‌ج‪ -‬الت�أكي��د عل��ى ال�سالمة �أو ال�صحة النف�سية‪ ،‬ويج��ب �أن تتوجه �إىل الكائن الإن�س��اين ال�سليم ولي�س �إىل‬
‫الأفراد الع�صابيني �أو الذهانيني (العناين‪.)2005 ،‬‬
‫�إن ال�صح��ة النف�سية تتمثل يف حتقيق الفرد لإن�سانيته حتقيق ًا كام ًال‪� ،‬سواء لتحقيق حاجاته النف�سية‬
‫كم��ا عن��د ما�سل��و‪� ،‬أو املحافظة على الذات كما عن��د روجرز‪ ،‬و�أن اختالف الأف��راد يف م�ستويات �صحتهم‬
‫النف�سية يرجع تبع ًا الختالف ما ي�صلون �إليه من م�ستويات يف حتقيق �إن�سانيتهم وحاجاتهم الأ�سا�سية‪.‬‬
‫‪ .4‬الوجودية‪:‬‬
‫تع�بر الوجودي��ة عن مدى ق��درة ال�شخ�ص على الإح�سا�س بوجوده من خالل �إيج��اد معنى لهذا الوجود ثم‬
‫يتوىل م�س�ؤولية �أعماله اخلا�صة‪ ،‬و يحاول �أن يعي�ش طبق ًا لقيمه ومبادئه (العناين‪� ،)2005 ،‬إن فهم وجهة‬
‫النظر الوجودية من ال�صحة النف�سية يتطلب معرفة موقفها من القلق‪ ،‬فالقلق بالن�سبة للمنظور الوجودي‬
‫لي���س �شع��ور ًا غ�ير مرغوب فيه‪ ،‬كون��ه العالمة الأوىل للتيقظ الفك��ري‪ ،‬وهو بالتايل مبثاب��ة مثري �أو حافز‬
‫للنمو ال�شخ�صي (ر�ضوان‪.)2002 ،‬‬
‫وي�ضع الفال�سفة الوجوديون خم�سة معايري لل�صحة النف�سية‪:‬‬
‫‌�أ‪ .‬الف��رد املتمت��ع بال�صحة النف�سية هو القادر على خلق حالة من االت��زان بني الأ�شكال الثالثة للوجود‪:‬‬
‫الوجود املحيط بالفرد‪ ،‬والوجود اخلا�ص بالفرد‪ ،‬والوجود امل�شارك يف العامل‪.‬‬
‫المجلة الدولية‬
‫‪9‬‬ ‫لتطوير التفوق‬ ‫‪https://doi.org/10.20428/IJTD.8.2.1‬‬
‫د‪ .‬في�صل عي�سى عبد القادر النوا�صره‬
‫العدد (‪2017 )15‬م‬ ‫املجلد الثامن‬

‫‌ب‪ .‬تتطلب ال�صحة النف�سية االلتزام بالن�سبة �إىل احلياة‪ ،‬وال�سعي وراء الأهداف التي يختارها الفرد‪.‬‬
‫‌ج‪ .‬قدرة الفرد على حتمل م�س�ؤولية حياته‪.‬‬
‫‌د‪ .‬توحد �أو تكامل ال�شخ�صية‪.‬‬
‫‌هـ‪� .‬أخري ًا تتحقق ال�صحة النف�سية من خالل ال�شعور الذاتي �أو �إدراك الذات من خالل الإرادة‪.‬‬
‫ف���إن مل ي�ستط��ع الإن�س��ان �أن ي��درك معن��ى الوج��ود‪ ،‬ومل ي�شع��ر باحلري��ة وال يتحم��ل م�س�ؤولي��ة �أعمال��ه‬
‫واختيارات��ه‪ ،‬وال يتقب��ل نواحي �ضعف��ه‪� ،‬أو الإدراك للتناق�ض��ات‪ ،‬فذلك يعني اال�ضط��راب النف�سي وتدين‬
‫م�ستوى ال�صحة النف�سية (ر�ضوان‪.)2002 ،‬‬
‫م��ن خالل م��ا تقدم من وجهات نظ��ر و�آراء ب�ش�أن ال�صح��ة النف�سية فقد اختلفت وجه��ات النظر النف�سية‬
‫ح��ول ه��ذا املفهوم وحتدي��د مكوناته‪ ،‬حيث يت�ض��ح من نظري��ة التحليل النف�س��ي �أن امل�ش��كالت واال�ضطرابات‬
‫النف�سي��ة تكمن يف املا�ض��ي‪ ،‬من خالل ال�صدمات املبكرة يف الطفولة‪ ،‬وتن�ش���أ يف احلا�ضر لأن الغرائز الإن�سانية‬
‫كث�يرة املتطلبات‪ ،‬ولك��ن املجتمع يجرب الفرد على التحكم يف هذه الغرائز‪� ،‬أم��ا وجهة نظر النظرية ال�سلوكية‬
‫ف�ترى �أن ال�سل��وك مهما كان نوع��ه يقوم على التعلم‪ ،‬ويتجن��ب ال�سلوكيون مفاهيم الال�شع��ور وال�صراع والكبت‬
‫الت��ي ي�ستخدمه��ا التحليل النف�س��ي يف تف�سري ا�ضطراب ال�صح��ة النف�سية‪ ،‬ويف�سرون ذل��ك يف �ضوء ا�ستجابات‬
‫الفرد‪ ،‬وجداول التعزيز‪ ،‬وي�صفون الفرد ب�أنه كائن م�ست�سلم للتنبيه اخلارجي‪ ،‬وهذه النظرية حتط من قيمة‬
‫الإن�سان لأنها تراه ب�أنه �أ�شبه بالآلة الب�شرية‪.‬‬
‫�أم��ا النظري��ة الإن�سانية فه��ي تقوم على م�سلمات ومب��ادئ تختلف متام ًا عما تقوم علي��ه نظرية التحليل‬
‫النف�س��ي والنظري��ة ال�سلوكية‪ ،‬كم��ا ركزت النظري��ة الإن�سانية على حتقي��ق الفرد لإن�سانيت��ه حتقيق ًا كام ًال‪،‬‬
‫وال يت�أت��ى ذل��ك �إال مبمار�سته م��ع الآخرين وحبهم‪ ،‬ملتزم ًا بقيم مثل احلق واخل�ير واجلمال‪ ،‬م�شبع ًا حلاجاته‬
‫الف�سيولوجية والنف�سية �إ�شباع ًا متزن ًا‪.‬‬
‫و�أم��ا النظري��ة الوجودي��ة فق��د اهتم��ت ب�شكل مبا�ش��ر باخل�برات ال�شخ�صية للف��رد‪ ،‬واعت�برت ال�صحة‬
‫النف�سي��ة ال ُتع��رف من خالل غي��اب القلق‪ ،‬بعك�س �أغل��ب النظريات النف�سية التي ترى م��ن القلق نقطة البدء‬
‫بالأمرا�ض النف�سية‪ ،‬و�أن القلق من وجهة نظر النظرية الوجودية هو اال�ستجابة الأ�سا�سية للكائن الإن�ساين‬
‫يف اجتاه اخلطر الذي يهدد وجوده‪ .‬واملعايري التي ت�ضعها الوجودية لل�صحة النف�سية لي�س من الي�سر حتقيقها‪،‬‬
‫لذلك يدرك الوجوديون ال�صعوبة التي تواجه الإن�سان لتحقيق ال�صحة النف�سية ال�سليمة يف عامل ال �أمن فيه‬
‫وال ا�ستقرار‪.‬‬
‫وبع��د ه��ذا العر���ض للنظري��ات النف�سي��ة‪ ،‬ف���إن الباحث تبن��ى النظري��ة الإن�ساني��ة انطالقا م��ن املبادئ‬
‫الأ�سا�سية وامل�سلمات التي تقوم عليها هذه النظرية يف فهم ال�سلوك الإن�ساين ومنو ال�شخ�صية‪ ،‬كما �أنها تتجنب‬
‫التط��رف يف التف�سري واحلكم الذي وقعت فيه بع�ض النظريات النف�سية‪ ،‬لذا ا�ستخدم الباحث مقيا�س ال�صحة‬
‫النف�سي��ة ال��ذي ط ّوره �سي��د يو�س��ف (‪ )2006‬ليتنا�سب م��ع البيئة العربي��ة‪ ،‬حيث يك�شف م��دى توفر ال�صحة‬
‫النف�سية لدى الطلبة والقدرة على التكيف مع مواقف احلياة املختلفة‪ ،‬ا�ستناد ًا �إىل تعريف ال�صحة النف�سية‬
‫الإيجاب��ي ال��ذي ي�شري �إىل قدرة الفرد على التوافق مع نف�سه ومع املجتمع الذي يعي�ش فيه‪ ،‬والتعريف ال�سلبي‬
‫الذي ي�شري �إىل �أن ال�صحة النف�سية تعني اخللو من �أعرا�ض املر�ض العقلي والنف�سي (�أبو �أ�سعد‪.)2014 ،‬‬
‫الأ�سرة وال�صحة النف�سية‪:‬‬
‫تعترب الأ�سرة املدر�سة االجتماعية الأوىل يف حياة الطفل‪ ،‬حيث ت�ؤثر يف التوافق النف�سي واالجتماعي‬
‫ل��ه‪ ،‬فه��ي اجلماعة الأولية التي يتفاعل الطفل مع �أع�ضائها‪ ،‬ويعترب �سلوكهم �سلوك ًا منوذجي ًا ُيحتذى به‪ ،‬حيث‬
‫�أن طريق��ة التن�شئ��ة االجتماعية ونظ��ام التغذية الذي تتبع��ه الأم مع الطفل يف مرحل��ة الر�ضاعة ي�ؤثر يف‬
‫حركة الطفل ون�شاطه‪ ،‬كما �أن �أ�سلوب �ضبط عملية الإخراج‪ ،‬واحلماية الزائدة من جانب الوالدين لأطفالهم‪،‬‬
‫والت�ش��دد يف الر�ضاع��ة والفط��ام‪ ،‬ي���ؤدي �إىل االعتماد على الغ�ير و االتكالية‪ ،‬كما ي�ؤث��ر امل�ستوى االجتماعي‬
‫واالقت�صادي والثقايف للأ�سرة على اال�ستقرار وال�صحة النف�سية للطفل (العناين‪.)2005 ،‬‬

‫المجلة الدولية‬
‫‪https://doi.org/10.20428/IJTD.8.2.1‬‬ ‫لتطوير التفوق‬ ‫‪10‬‬
‫د‪ .‬في�صل عي�سى عبد القادر النوا�صره‬
‫العدد (‪2017 )15‬م‬ ‫املجلد الثامن‬

‫�إن للعالق��ات ب�ين الوالدين ت�أثري كبري عل��ى ال�صحة النف�سية للأ�سرة‪ ،‬حي��ث �إن ال�سعادة الزوجية ت�ؤدي‬
‫�إىل التما�س��ك الأ�س��ري والتواف��ق النف�س��ي واالجتماع��ي‪ ،‬وه��ي ت�ؤث��ر يف االجتاه��ات الإيجابية نح��و احلياة‬
‫الزوجي��ة وا�ستق��رار الأ�س��رة‪ .‬كما ت�ؤث��ر العالقات واالجتاه��ات امل�شبعة ب�ين الوالدين والطف��ل على �صحته‬
‫النف�سي��ة‪ ،‬بحي��ث ي�سهم القب��ول والثقة واحلب يف من��و �شخ�صية الطف��ل وتطور ثقته بنف�س��ه والآخرين‪ ،‬كما‬
‫ت�سه��م العالق��ات املن�سجمة بني الأخوة على تنمي��ة ال�صحة النف�سية الإيجابية والنم��و النف�سي ال�سليم‪ ،‬كما‬
‫�إن اخل�برات الأ�سري��ة التي يتعر�ض لها الطفل يف ال�سنوات الأوىل من عمره ت�ؤثر ت�أثري ًا هام ًا يف منوه النف�سي‬
‫(زعيرت‪.)2010 ،‬‬
‫املدر�سة وال�صحة النف�سية‪:‬‬
‫تعترب املدر�سة امل�ؤ�س�سة االجتماعية التي تقوم بالعملية الرتبوية ونقل ثقافة املجتمع وتوفري الظروف‬
‫املنا�سب��ة للنم��و ج�سمي�� ًا وعقلي ًا وانفعالي�� ًا واجتماعي ًا‪ ،‬وتقوم املدر�س��ة �أثناء قيامها بال��دور الرتبوي بتوجيه‬
‫الن�ش��اط املدر�س��ي وتعلي��م الأدوار االجتماعية والقي��م وممار�سة ال�سل��وك الإيجابي �أم��ام الآخرين‪ .‬ويعترب‬
‫التح�صي��ل العلم��ي والأكادمي��ي ب�ؤرة تركي��ز املدر�سة‪ ،‬كم��ا يعترب االهتم��ام بالتوافق ال�شخ�ص��ي واالجتماعي‬
‫وتكوي��ن الع��ادات ال�سلوكي��ة ال�سليم��ة واالجتاه��ات الإيجابية جزء ًا ال يتج��ز�أ من وظيف��ة املدر�سة )زعيرت‪،‬‬
‫‪.)2010‬‬
‫التح�صيل الدرا�سي‪:‬‬
‫يتمث��ل التح�صي��ل يف املعرفة واملهارات واالجتاهات التي يح�صل عليه��ا الفرد ويكونها من خالل برنامج �أو‬
‫منهج مدر�سي بق�صد تكيفه مع الو�سط والعمل املدر�سي‪ ،‬ويقت�صر هذا املفهوم على ما يح�صل عليه الفرد املتعلم‬
‫م��ن معلوم��ات وفق برنام��ج معد يهدف �إىل جع��ل املتعلم �أكرث تكيف ًا م��ع الو�سط االجتماعي ال��ذي ينتمي �إليه‪،‬‬
‫لا عن �إع��داده للتكيف مع الو�سط املدر�سي ب�صوره عامة‪ .‬ويعرب التح�صي��ل الدرا�سي عن مدى ما ي�ستوعبه‬ ‫ف�ض� ً‬
‫الطالب يف كل مادة درا�سية‪ ،‬كما ُي َقيم من قبل املعلمني �أو عن طريق االختبارات (اجلمال‪.)2013 ،‬‬
‫�إن معرف��ة م�ست��وى التح�صيل الدرا�سي للطلب��ة يف احلا�ضر يكون حمك ًا منا�سب ًا للتنب���ؤ مب�ستوى حت�صيلهم‬
‫لا‪ ،‬ل��ذا يحر�ص املهتمون بتق��ومي ن�شاط الطالب ببذل بع���ض اجلهود التي تزيد م��ن مو�ضوعية وثبات‬ ‫م�ستقب� ً‬
‫و�ص��دق درج��ات التح�صي��ل الدرا�سي‪ ،‬وقد �أ�ش��ارت درا�سة (ب�يرد) �إىل �أن امل�شكالت االجتماعي��ة والأكادميية‬
‫تع��د م��ن �أكرث العوامل امل�ؤثرة يف التح�صي��ل الدرا�سي‪ ،‬ويذكر ريت�شارد موكوو�سك��ي �أن تدين م�ستوى التح�صيل‬
‫الدرا�س��ي يرج��ع �إىل ال�صعوب��ات االجتماعي��ة والأزم��ات الأ�سري��ة وال�ضغ��وط املادية وال�صعوب��ات الظرفية‬
‫(الربيعي‪.)2001 ،‬‬
‫ويتمث��ل التح�صي��ل يف الرغبة يف القيام بعمل جي��د‪ ،‬والنجاح يف ذلك العمل‪ ،‬وه��ذه الرغبة ‪-‬كما ي�صفها‬
‫(مكيالن��د) �أح��د كبار امل�شتغل�ين يف هذا املي��دان ‪ -‬تتميز بالطم��وح واال�ستمتاع يف مواقف مناف�س��ة‪ ،‬والرغبة‬
‫اجلاحم��ة للعم��ل ب�ش��كل م�ستق��ل يف مواجهة امل�ش��كالت وحله��ا‪ ،‬وتف�ضي��ل املهمات الت��ي تنطوي عل��ى جمازفة‬
‫متو�سط��ة‪ ،‬ب��د ًال من املهم��ات التي ال تنطوي �إال على جمازف��ة قليلة‪� ،‬أو جمازفة كبرية ج��د ًا (قطامي وعد�س‪،‬‬
‫‪.)2002‬‬
‫وي ّع��د التح�صي��ل من الدوافع اخلا�صة بالطلبة‪ ،‬رمبا دون غ�يره من الكائنات احلية الأخرى‪ ،‬وهو ما ميكن‬
‫ت�سميت��ه بال�سع��ي نحو التميز والتفوق‪ ،‬والنا�س يختلفون يف امل�ست��وى املقبول لديهم من هذا الدافع‪ ،‬فهناك من‬
‫ي��رى �ضرورة الت�ص��دي للمهام ال�صعبة والو�صول �إىل الت ّميز‪ ،‬وهناك �أ�شخا���ص �آخرون يكتفون ب�أقل مقدار من‬
‫النجاح (�شوا�شرة‪.)2007 ،‬‬
‫الدراسات السابقة‪:‬‬
‫لقد ظهر عدد كبري من الدرا�سات يف جمال ال�صحة النف�سية خالل العقود املا�ضية ومنها‪:‬‬
‫درا�س��ة الزبيدي واله��زاع (‪ )1997‬التي ا�ستهدفت بناء مقيا�س لل�صح��ة النف�سية ومعرفة داللة الفروق‬

‫المجلة الدولية‬
‫‪11‬‬ ‫لتطوير التفوق‬ ‫‪https://doi.org/10.20428/IJTD.8.2.1‬‬
‫د‪ .‬في�صل عي�سى عبد القادر النوا�صره‬
‫العدد (‪2017 )15‬م‬ ‫املجلد الثامن‬

‫ب�ين الذك��ور والإناث ملقيا�س ال�صحة النف�سية لعينة من طلبة اجلامعة‪ ،‬وطبق عليهم مقيا�س ال�صحة النف�سية‬
‫املع��د م��ن قبل الباحث�ين‪ ،‬وبعد حتلي��ل البيان��ات �إح�صائي��ا با�ستخ��دام معامل االرتب��اط والو�س��ط احل�سابي‬
‫واالختب��ار التائي لعينت�ين م�ستقلتني‪� ،‬أظهرت النتائج ب�أن طلبة اجلامعة يعانون من �ضغوط نف�سية ت�شكل لهم‬
‫�أزمات نف�سية‪ ،‬وال يوجد فروق بال�صحة النف�سية لدى كل من الذكور والإناث‪.‬‬
‫و�أما الدرا�سة التي قام بها ‪ Alexanderson ،Savikko‬و‪Hensing‬ا(‪ )2001‬فقد هدفت �إىل حتليل‬
‫م�شاكل ال�صحة النف�سية وغياب املر�ض لدى عينة مكونة من (‪ )1407‬من الن�ساء العامالت يف �صياغة املعادن‪،‬‬
‫وم�شرف��ات متري�ض‪ ،‬و�سكرتاريا طبية‪ ،‬وممر�ضات‪ ،‬قام الباحثون بتحليل ال�سرية املر�ضية والإجازات املر�ضية‬
‫ل��دى العين��ة حيث كان معدل الإجازات املر�ضية لدى العام�لات اللواتي يعانني من م�شاكل نف�سية يرتاوح حول‬
‫(‪ ،)3.5‬بينم��ا كان مع��دل الإجازات املر�ضية ل��دى العامالت اللواتي يع�شن دون قلق ت�تراوح حول (‪ ،)2.5‬كما‬
‫�أ�شار الباحثون �إىل �أن ال�صحة النف�سية ترتبط بغياب املر�ض النف�سي‪.‬‬
‫�أم��ا درا�س��ة �صال��ح (‪ )2007‬فقد هدف��ت �إىل درا�سة االرتباط ب�ين ال�صحة النف�سي��ة والأداء الأكادميي‬
‫ب�ين طلب��ة املدار�س الأ�سا�سية يف حي بنك النيلني (ال�سودان)‪ ،‬وكان��ت العينة من طلبة ال�صف ال�سابع والثامن‬
‫م��ن املدار���س الأ�سا�سي��ة للعاديني يف اخلرطوم‪ ،‬وتكونت العينة من (‪ )120‬طالب��ا وطالبة‪ ،‬منهم ‪ 60‬من الذكور‬
‫و‪ 60‬م��ن الإن��اث‪ ،‬مت اختياره��م ق�صدي�� ًا‪ ،‬وق��ام الباح��ث بتطوير مقيا���س لل�صح��ة النف�سية‪ ،‬وتب�ين �أن الأداء‬
‫الأكادمي��ي للطلبة يف املدار�س العادية ارتبط مب�ست��وى ال�صحة النف�سية لديهم‪ ،‬ومت اعتماد تقييم الطلبة يف‬
‫املدار�س العادية على اختبارات التح�صيل‪ ،‬و�أ�شارت النتائج �إىل �أن ال�صحة النف�سية لدى طلبة املدار�س عالية‬
‫و�إيجابي��ة‪ ،‬وتوج��د عالقة بينها وبني التح�صيل الدرا�سي‪ ،‬كما توجد ف��روق ذات داللة �إح�صائية بني الذكور‬
‫والإن��اث يف م�ست��وى ال�صحة النف�سية ب�ين ال�صف ال�سابع والثامن‪ ،‬وال يوجد ارتب��اط دال �إح�صائيا يف درجات‬
‫ال�صحة النف�سية بني الطلبة ذكور ًا و�إناث ًا والتح�صيل الأكادميي‪.‬‬
‫وقام��ت الطاه��ر (‪ )2007‬بدرا�س��ة هدفت �إىل درا�س��ة ال�صحة النف�سي��ة وعالقتها بالتح�صي��ل الدرا�سي‬
‫لأبن��اء الن�س��اء العام�لات و�أبن��اء الن�س��اء غري العام�لات يف املرحل��ة الثانوية مبدين��ة الأبي���ض يف ال�سودان‪،‬‬
‫وتكون��ت العين��ة من (‪ )200‬طالب ًا وطالبة من ال�صف الثاين والثالث مبدين��ة الأبي�ض التابعة لوزارة الرتبية‬
‫والتعليم‪ ،‬وا�ستخدمت الباحثة مقيا�س (كورنيل املرتجم)‪ ،‬كما ا�ستخدمت املتو�سطات احل�سابية واالنحرافات‬
‫املعياري��ة واختب��ار (ت) ومعامل ارتباط بري�سون‪ ،‬و�أ�ش��ارت النتائج �إىل عدم وجود فروق ب�ين �أبناء العامالت‬
‫وغ�ير العام�لات يف ال�صح��ة النف�سية‪ ،‬كما ال توج��د عالقة بني ال�صح��ة النف�سية والتح�صي��ل الدرا�سي‪ ،‬وكما‬
‫توجد فروق دالة �إح�صائية يف مقيا�س ال�صحة النف�سية بني الذكور والإناث ل�صالح الإناث‪.‬‬
‫و�أج��رى احلم�يري و�إ�سماعي��ل (‪ )2011‬درا�س��ة هدف��ت �إىل التع��رف عل��ى ال��ذكاء الوج��داين وعالقته‬
‫بال�صح��ة النف�سي��ة ل��دى طلبة اجلامع��ة يف اليمن‪ ،‬وطبيعة الف��روق يف الذكاء الوج��داين و ال�صحة النف�سية‬
‫ب�ين الذكور والإن��اث‪ ،‬وطبق مقيا�س الذكاء الوجداين ال��ذي �أعده (عثمان‪ ،‬وعبد ال�سمي��ع‪ ،)1998 ،‬ومقيا�س‬
‫كولدب�يرغ لل�صح��ة النف�سي��ة (‪ ،)1999‬على عينة حجمها ‪ 653‬فردا‪ ،‬بواق��ع ‪ 372‬طالبا و‪ 281‬طالبة‪ ،‬وحللت‬
‫البيان��ات �إح�صائي��ا‪ ،‬وتب�ين �أنه ال توجد فروق بني الذك��ور والإناث يف الدرجة الكلي��ة‪ ،‬ويف كذلك مكونات كل‬
‫م��ن ال��ذكاء الوج��داين وال�صحة النف�سي��ة‪ ،‬و�أن "ال��ذكاء الوجداين" كمتغ�ير م�ستقل يتنب�أ مب��ا ن�سبته ‪% 97‬‬
‫م��ن التباي��ن احلا�صل يف املتغري التاب��ع "ال�صحة النف�سية"‪ ،‬وعل��ى م�ستوى ت�أثري مكونات ال��ذكاء الوجداين يف‬
‫ال�صح��ة النف�سي��ة‪ ،‬وكان ترتيب الأبع��اد (�إدارة االنفعاالت‪ ،‬ثم التعاطف‪ ،‬ثم تنظي��م االنفعاالت‪ ،‬ثم املعرفة‬
‫االنفعالي��ة‪ ،‬و�أخ�يرا التوا�صل االجتماعي)‪ ،‬مما ي�ؤكد �أهمية ه��ذه املكونات اخلم�سة بح�سب ترتيبها يف التنب�ؤ‬
‫بال�صحة النف�سية لدى طلبة اجلامعة‪.‬‬
‫كم��ا �أج��رت الكعب��ي (‪ )2011‬درا�س��ة هدف��ت �إىل التع��رف عل��ى م�ست��وى ال��ذكاء االنفع��ايل ل��دى طلبة‬
‫ً‬
‫وطالبة‪،‬‬ ‫جامع��ة كرب�لاء‪ ،‬والتع��رف على م�ستوى ال�صح��ة النف�سية لديهم‪ ،‬وتكون��ت العينة م��ن (‪ )424‬طالب ًا‬
‫مت اختياره��م بالطريق��ة الع�شوائي��ة الطبقي��ة من طلب��ة جامعة كرب�لاء للع��ام الدرا�س��ي (‪،)2010-2009‬‬
‫وا�ستخدمت الباحثة مقيا�س جوملان للذكاء االنفعايل‪ ،‬ومت �إيجاد دالالت �صدقه وثباته‪ ،‬كما طبقت الباحثة‬

‫المجلة الدولية‬
‫‪https://doi.org/10.20428/IJTD.8.2.1‬‬ ‫لتطوير التفوق‬ ‫‪12‬‬
‫د‪ .‬في�صل عي�سى عبد القادر النوا�صره‬
‫العدد (‪2017 )15‬م‬ ‫املجلد الثامن‬

‫عال‪،‬‬
‫مقيا�س ال�صحة النف�سية للنمر (‪ ،)2009‬وتو�صلت الباحثة �إىل �أن �أفراد العينة يتمتعون بذكاء انفعايل ٍ‬
‫عال لدى �أفراد العينة‪ ،‬و�أنه ال توجد فروق ذات داللة �إح�صائية‬ ‫كما تو�صلت �إىل �أن م�ستوى ال�صحة النف�سية ٍ‬
‫مل�ست��وى ال�صح��ة النف�سية تبع�� ًا ملتغري املرحلة(�سن��ة �أوىل و�سنة رابع��ة)‪ ،‬والتخ�ص�ص ( علم��ي‪� ،‬إن�ساين)‪ ،‬كما‬
‫�أ�شارت الباحثة �إىل وجود فروق يف م�ستوى ال�صحة النف�سية وفق ًا ملتغري اجلن�س ل�صالح الذكور‪ ،‬وهناك عالقة‬
‫ارتباطية بني الذكاء االنفعايل وال�صحة النف�سية‪.‬‬
‫كم��ا �أج��رى �أ�سري احلب (‪ )2012‬درا�سة هدفت �إىل معرف��ة العالقة بني االكتئاب والتوتر والقلق وراحة‬
‫احلي��اة ب�ين املوهوبني وغ�ير املوهوبني من طلبة املدار���س الثانوية‪ ،‬وتكونت العينة م��ن (‪ 670‬طالب ًا وطالبة)‬
‫منهم (‪� 349‬إناث ًا) و (‪ 321‬ذكور ًا) مت اختيارها بالطريقة الع�شوائية العنقودية‪ ،‬ومت ا�ستخدام مقيا�س الر�ضا‬
‫احلي��وي ومقيا�س االكتئاب والقلق والإجهاد‪ ،‬و�أ�ش��ارت النتائج �إىل وجود عالقة �سلبية بني االكتئاب والتوتر‬
‫والقلق والر�ضا يف احلياة‪ ،‬و�أظهرت النتائج �أن الإناث لديهن ر�ضا عن احلياة �أكرث من الذكور (غري املوهوبني)‪،‬‬
‫وكان م�ست��وى الر�ض��ا عن احلياة عالي ًا ل��دى الطلبة املوهوبني‪ ،‬كما �أن القلق لدى الإن��اث �أعلى درجة من القلق‬
‫والتوتر لدى الذكور‪.‬‬
‫وكذل��ك درا�س��ة اجلم��ال (‪ )2013‬التي هدف��ت �إىل التعرف على طبيع��ة العالقة بني ال�سع��ادة النف�سية‬
‫وطالبة منه��ا (‪100‬طال��ب) و(‪ 158‬طالبة)‪ ،‬وطبق‬ ‫ً‬ ‫والتح�صي��ل الدرا�س��ي‪ ،‬وتكون��ت العينة م��ن (‪ )258‬طالب ًا‬
‫عليه��م مقيا���س ال�سع��ادة النف�سي��ة‪ ،‬وا�ستخدم��ت الباحث��ة معامل االرتب��اط واختب��ار (ت) وحتلي��ل التباين‬
‫الأح��ادي االجت��اه وحتلي��ل االنح��دار‪ ،‬و�أ�شارت النتائ��ج �إىل وجود عالق��ات ارتباطية �إيجابية ب�ين ال�سعادة‬
‫النف�سي��ة والتح�صي��ل الدرا�س��ي ووج��ود فروق ب�ين متو�سطات درج��ات الذكور والإن��اث يف ال�سع��ادة النف�سية‬
‫مبكوناتها الفرعية‪ ،‬كما ميكن التنب�ؤ بالتح�صيل الدرا�سي من ال�سعادة النف�سية‪.‬‬
‫التعليق على الدراسات السابقة‪:‬‬
‫يت�ض��ح م��ن الدرا�سات ال�سابقة �أن هن��اك بع�ض الدرا�سات التي بحثت م�ست��وى ال�صحة النف�سية وعالقتها‬
‫ببع�ض املتغريات الدميوغرافية مثل درا�سة الزبيدي وهزاع (‪ ،)1997‬ودرا�سة الكعبي (‪ ،)2011‬ودرا�سة �أ�سري‬
‫احلب (‪ ،)2012‬ودرا�سة احلمريي و�إ�سماعيل (‪ ،)2011‬حيث كانت العينة يف كل الدرا�سات من طلبة اجلامعة‬
‫ماع��دا درا�سة �أ�س�ير احلب (‪ ،)2012‬وهناك بع���ض الدرا�سات التي بحثت م�ستوى ال�صح��ة النف�سية وعالقتها‬
‫بالتح�صي��ل الدرا�سي مثل‪ :‬درا�سة الطاهر (‪ ،)2007‬واجلمال (‪ ،)2013‬والكعبي (‪ ،)2011‬حيث كانت العينة‬
‫�أي�ض�� ًا يف كل م��ن ه��ذه الدرا�س��ات من طلب��ة اجلامعة‪ ،‬فلم يج��د الباح��ث �أي درا�سة تقارن ب�ين املوهوبني وغري‬
‫املوهوب�ين ب�ين طلبة املدار�س الثانوية �سوى درا�سة �أ�سري احلب (‪ )2012‬حيث ا�ستخدم مقيا�س الر�ضا احليوي‬
‫ومقيا�س االكتئاب والقلق والإجهاد‪.‬‬
‫لق��د جاءت الدرا�س��ة احلالية لبحث م�ستوى ال�صح��ة النف�سية وعالقتها ببع���ض العوامل الدميوغرافية‬
‫اجلن���س (الذك��ور والإن��اث)‪ ،‬وال�صف (ال�ساب��ع‪ ،‬والتا�سع‪ ،‬والأول ثان��وي) وامل�ستوى التعليم��ي للوالدين (الأب‬
‫والأم) بني املوهوبني والعاديني‪ ،‬ودرا�سة العالقة بني م�ستوى ال�صحة النف�سية الكلي والتح�صيل الدرا�سي لدى‬
‫الطلبة املوهوبني والعاديني‪ ،‬علما �أن عينة الدرا�سة من طلبة املدار�س الثانوية والأ�سا�سية العليا يف حمافظة‬
‫عجلون‪ /‬الأردن‪.‬‬
‫منهجية الدراسة وإجراءاتها‪:‬‬
‫جمتمع الدرا�سة وعينتها‪:‬‬
‫ي�شم��ل جمتم��ع الدرا�س��ة جميع الطلب��ة املوهوبني والعادي�ين يف مديري��ة تربية عجل��ون‪ /‬الأردن للعام‬
‫‪ ،2015/2014‬حي��ث مت اختي��ار عينة الدرا�س��ة التي تكونت من ‪ 272‬طالب ًا وطالب��ة‪ ،‬موزعني على عينتني مت‬
‫اختياره��ا ع�شوائي�� ًا‪ ،‬وهم��ا‪ :‬عين��ة املوهوبني الت��ي مت اختيارها من ن��وع العينة احل�ص�صي��ة‪ ،‬وتكونت من ‪100‬‬
‫طال��ب وطالبة من ال�صفوف ال�سابع والتا�س��ع والأول ثانوي من مدر�سة امللك عبد اهلل للتميز‪/‬عجلون‪ ،‬و عينة‬
‫ً‬
‫وطالبة من طلبة ال�صف ال�سابع‬ ‫العاديني التي مت اختيارها بطريقة ع�شوائية طبقية‪ ،‬وتكونت من ‪ 172‬طالب ًا‬
‫المجلة الدولية‬
‫‪13‬‬ ‫لتطوير التفوق‬ ‫‪https://doi.org/10.20428/IJTD.8.2.1‬‬
‫د‪ .‬في�صل عي�سى عبد القادر النوا�صره‬
‫العدد (‪2017 )15‬م‬ ‫املجلد الثامن‬

‫والأول الثانوي ومن عدة مدار�س عادية من مديرية تربية عجلون‪/‬الأردن‪ ،‬كما يف اجلدول (‪.)1‬‬
‫جدول (‪� :)1‬أعداد الطلبة (�أفراد العينة) ح�سب متغريات الدرا�سة‬
‫ال�صف‬
‫املجموع‬ ‫اجلن�س‬ ‫املتغري‬
‫الأول ثانوي‬ ‫التا�سع‬ ‫ال�سابع‬
‫‪52‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪16‬‬ ‫ذكر‬
‫موهوب‬
‫‪48‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪20‬‬ ‫�أنثى‬
‫‪100‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪36‬‬ ‫املجموع‬
‫‪96‬‬ ‫‪37‬‬ ‫‪59‬‬ ‫ذكر‬
‫عادي‬
‫‪76‬‬ ‫‪38‬‬ ‫‪38‬‬ ‫�أنثى‬
‫‪172‬‬ ‫‪75‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪97‬‬ ‫املجموع‬
‫ويت�ضح من اجلدول (‪� )1‬أن جمموع الطلبة املوهوبني ‪ 100‬طالب وطالبة‪ ،‬منهم ‪ 52‬ذكور ًا و ‪� 48‬إناث ًا‪ ،‬يتوزعون‬
‫ح�س��ب ال�ص��ف �إىل ‪ 36‬طالب�� ًا من ال�ص��ف ال�سابع‪ ،‬و ‪ 32‬طالب�� ًا من ال�صف التا�س��ع‪ ،‬و‪ 32‬طالب ًا م��ن ال�صف الأول‬
‫ثان��وي‪ ،‬كم��ا يت�ضح �أن جمموع الطلبة العاديني ‪ 172‬طالب ًا وطالبة منهم ‪ 96‬ذكور ًا و‪� 76‬إناث ًا‪ ،‬ويتوزعون ح�سب‬
‫ال�صف �إىل ‪ 97‬طالب ًا من ال�صف ال�سابع‪ ،‬و‪ 75‬طالب ًا من ال�صف الأول ثانوي‪.‬‬
‫كما يو�ضح اجلدول (‪� )2‬أعداد العينة ح�سب امل�ستوى التعليمي للأب والأم‪.‬‬
‫جدول (‪� :)2‬أعداد العينة ح�سب امل�ستوى التعليمي للأب والأم‬
‫املوهوبني‬ ‫العاديني‬ ‫امل�ستوى التعليمي‬
‫‪35‬‬ ‫‪126‬‬ ‫ثانوية عامة فما دون‬
‫‪49‬‬ ‫‪34‬‬ ‫جامعي‬ ‫تعليم الأب‬
‫‪16‬‬ ‫‪11‬‬ ‫درا�سات عليا‬
‫‪100‬‬ ‫‪171‬‬ ‫املجموع‬
‫‪28‬‬ ‫‪111‬‬ ‫ثانوية عامة فما دون‬
‫‪60‬‬ ‫‪50‬‬ ‫جامعي‬ ‫تعليم الأم‬
‫‪12‬‬ ‫‪10‬‬ ‫درا�سات عليا‬
‫‪100‬‬ ‫‪171‬‬ ‫املجموع‬
‫ويت�ض��ح م��ن اجلدول (‪� )2‬أن جمموع الطلبة العاديني لآب��اء ذوي امل�ستوى التعليمي ثانوية عامة فما دون‬
‫كان ‪ 126‬طالب�� ًا‪ ،‬و�أن الآب��اء ذوي امل�ست��وى التعليم��ي اجلامع��ي كان ‪ 34‬طالب�� ًا‪ ،‬والآباء ذوي امل�ست��وى التعليمي‬
‫درا�س��ات علي��ا كان ‪ 11‬طالب ًا‪� ،‬أما جمموع الطلب��ة املوهوبني لآباء من ذوي امل�ست��وى التعليمي ثانوية عامة فما‬
‫دون كان ‪ 35‬طالب ًا‪ ،‬والآباء من ذوي امل�ستوى التعليمي اجلامعي كان ‪ 49‬طالب ًا‪ ،‬والآباء من ذوي امل�ستوى التعليمي‬
‫درا�س��ات علي��ا كان ‪ 16‬طالب ًا‪ ،‬و�أن جمموع الطلب��ة العاديني لأمهات من ذوي امل�ستوى التعليمي ثانوية عامة فما‬
‫دون كان ‪ 111‬طالب�� ًا‪ ،‬والأمه��ات م��ن ذوي امل�ستوى التعليمي اجلامعي كان ‪ 50‬طالب�� ًا‪ ،‬والأمهات من ذوي امل�ستوى‬
‫التعليم��ي درا�س��ات عليا كان ‪ 10‬طالب‪� ،‬أما جمموع الطلبة املوهوب�ين لأمهات من ذوي امل�ستوى التعليمي ثانوية‬
‫عام��ة فم��ا دون فقد كان ‪ 28‬طالب ًا‪ ،‬والأمه��ات من ذوي امل�ستوى التعليمي اجلامع��ي كان ‪ 60‬طالب ًا‪ ،‬والأمهات من‬
‫ذوي امل�ستوى التعليمي درا�سات عليا كان ‪12‬طالب ًا‪.‬‬

‫المجلة الدولية‬
‫‪https://doi.org/10.20428/IJTD.8.2.1‬‬ ‫لتطوير التفوق‬ ‫‪14‬‬
‫د‪ .‬في�صل عي�سى عبد القادر النوا�صره‬
‫العدد (‪2017 )15‬م‬ ‫املجلد الثامن‬

‫�أداة الدرا�سة (مقيا�س ال�صحة النف�سية)‪:‬‬


‫ا�ستخدم الباحث يف هذه الدرا�سة مقيا�س ال�صحة النف�سية‪ ،‬وذلك اعتماد ًا على الإطار النظري للنظرية‬
‫الإن�ساني��ة ملا�سل��و الذي طوره �سي��د يو�سف (‪ )2006‬للبيئة العربية‪ ،‬ويقي�س ه��ذا املقيا�س مدى توافر ال�صحة‬
‫النف�سي��ة ل��دى الطلب��ة‪ ،‬وم��دى الق��درة على التكي��ف مع مواقف احلي��اة‪ ،‬وتك��ون املقيا�س م��ن ‪ 15‬فقرة‪ ،‬حيث‬
‫يقي���س م�ست��وى ال�صحة النف�سية الكلي‪ ،‬وقد مت الإجابة عن كل فق��رة من فقرات املقيا�س وفق ًا لتدريج ليكرت‬
‫(‪ )Likert‬اخلما�س��ي‪ ،‬وهي (دائما‪ ،‬غالب ًا‪� ،‬أحيان ًا‪ ،‬ن��ادر ًا‪ ،‬نادر ًا جد ًا) متدرجة من (‪ ،)1–5‬حيث كانت العالمة‬
‫الكلي��ة من (‪ )5‬ودرجة القطع �أعلى من (‪ )3.5‬مرتف��ع‪ ،‬وبني (‪ )3.5–2.5‬متو�سط‪ ،‬و�أقل من (‪ )2.5‬منخف�ض‪.‬‬
‫كما مت �إيجاد العالمة الكلية من‪.5‬‬
‫دالالت �صدق وثبات املقيا�س‪:‬‬
‫�صدق املقيا�س‪:‬‬
‫قام الباحث بالتحقق من �صدق املقيا�س من خالل‪:‬‬
‫�صدق املحكمني‪:‬‬
‫مت عر�ض املقيا�س على �ستة حمكمني من حملة الدكتوراه يف الإر�شاد والرتبية اخلا�صة والقيا�س والتقومي‬
‫يف جامع��ة عجل��ون الوطني��ة‪ ،‬وذلك للتحقق من مالءم��ة املقيا�س لتحقي��ق �أغرا�ض الدرا�س��ة‪ ،‬وقد مت تعديل‬
‫بناء على مالحظات املحكمني‪ ،‬ومبا يتنا�سب مع البيئة الأردنية‪.‬‬
‫ال�صياغة اللغوية للفقرات (‪ً ،)8 ،2 ،15‬‬
‫ثبات املقيا�س‪:‬‬
‫كم��ا مت ح�س��اب معامل الثبات ملقيا�س ال�صحة النف�سية من خالل تطبيقه على العينة اال�ستطالعية (‪34‬‬
‫ً‬
‫وطالبة)‪ ،‬ثم �إعادة التطبيق بعد �أ�سبوعني على نف�س املجموعة‪ ،‬ثم ح�ساب معامل ارتباط بري�سون‪ ،‬كما‬ ‫طالب ًا‬
‫مت �إيج��اد معام��ل الثبات بطريقة التجزئة الن�صفي��ة (فردي‪ ،‬زوجي)‪ ،‬وتبني من نتائ��ج التطبيق �أن معامالت‬
‫االرتب��اط كان��ت بطريقة �إعادة التطبي��ق (‪ ).89‬وبطريقة التجزئة‪ :‬الن�صفي��ة (‪ ،).87‬وهي قيمة مقبولة‬
‫ملثل هذا النوع من املقايي�س‪.‬‬
‫متغريات الدرا�سة‪:‬‬
‫ت�ضمنت الدرا�سة املتغريات الآتية‪:‬‬
‫‪ -‬املتغري امل�ستقل‪ :‬م�ستوى ال�صحة النف�سية‪.‬‬
‫‪ -‬املتغ�ير التاب��ع‪ :‬التح�صي��ل الدرا�سي‪ ،‬ومت احل�ص��ول عليه من �سجل عالم��ات الطالب‪ ،‬وميث��ل املعدل العام‬
‫للطالب يف الف�صل الدرا�سي الأول من العام الدرا�سي‪.‬‬
‫‪ -‬املتغ�يرات الو�سيط��ة‪ :‬املتغريات الدميوغرافي��ة ممثلة يف اجلن�س وال�صف وامل�ست��وى التعليمي للأب ولالم‬
‫(ثانوية عامة فما دون‪ ،‬جامعي‪ ،‬درا�سات عليا)‪.‬‬
‫املعاجلة الإح�صائية‪:‬‬
‫مت �إعداد البيانات وحتليلها �إح�صائي ًا با�ستخدام برنامج (‪ ،)SPSS‬وذلك من �أجل‪:‬‬
‫‪ -‬ح�س��اب معامل الثب��ات ملقيا�س الدرا�سة الكلي ب�إعادة التطبيق‪ ،‬و بطريقة التجزئة الن�صفية‪ ،‬با�ستخدام‬
‫معامل ارتباط بري�سون‪.‬‬
‫‪ -‬كما مت ح�ساب املتو�سطات احل�سابية واالنحرافات املعيارية لدرجات الأداء على مقيا�س ال�صحة النف�سية‬
‫الكلي‪.‬‬
‫‪ -‬كم��ا مت ا�ستخ��دام (‪ )T.test‬للتعرف على م�ستوى الداللة الإح�صائية للف��روق بني املتو�سطات احل�سابية‬
‫وفقا ملتغريات اجلن�س وال�صف وامل�ستوى التعليمي للوالدين‪.‬‬

‫المجلة الدولية‬
‫‪15‬‬ ‫لتطوير التفوق‬ ‫‪https://doi.org/10.20428/IJTD.8.2.1‬‬
‫د‪ .‬في�صل عي�سى عبد القادر النوا�صره‬
‫العدد (‪2017 )15‬م‬ ‫املجلد الثامن‬

‫‪ -‬مت احل�صول على م�ستوى التح�صيل الدرا�سي من �سجل العالمات املدر�سية ممثال بعالمة الطالب يف ال�صف‬
‫الذي يدر�س فيه يف العام الدرا�سي ‪.2015‬‬
‫‪ -‬كم��ا مت �إيج��اد معامل االرتباط ب�ين �أداء العينة (املوهوب�ين والعاديني) على مقيا���س ال�صحة النف�سية‬
‫الكلي وم�ستوى التح�صيل الدرا�سي ال�صفي العام املمثل يف معدل الطالب يف ال�صف الذي يدر�س فيه‪.‬‬
‫‪ -‬مت ا�ستخدام حتليل التباين املتعدد لأثر اجلن�س وال�صف وامل�ستوى التعليمي للأب ولالم‪.‬‬
‫نتائج الدراسة ومناقشتها‪:‬‬
‫النتائج املتعلقة بال�س�ؤال الأول ومناق�شتها‪:‬‬
‫نتائ��ج ال�س���ؤال الأول يف الدرا�س��ة ون�صه‪( :‬ما م�ستوى ال�صحة النف�سية ل��دى الطلبة املوهوبني والعاديني‬
‫يف مدار�س عجلون؟)‪.‬‬
‫وللإجاب��ة ع��ن هذا ال�س���ؤال مت �إيج��اد املتو�سط��ات احل�سابية واالنحراف��ات املعيارية وقيم��ة (ت) على‬
‫م�ستوى ال�صحة النف�سية الكلي كما يف اجلدول (‪.)3‬‬
‫جدول (‪ :)3‬املتو�سط احل�سابي واالنحراف املعياري وقيمة (ت) على ال�صحة النف�سية الكلي‬
‫الداللة‬ ‫درجة‬ ‫االنحراف‬ ‫املتو�سط‬
‫قيمة (ت)‬ ‫العدد‬ ‫نوع الطالب‬ ‫املتغري‬
‫الإح�صائية‬ ‫احلرية‬ ‫املعياري‬ ‫احل�سابي‬
‫‪.779‬‬ ‫‪99‬‬ ‫‪.281‬‬ ‫‪.726‬‬ ‫‪4.00‬‬ ‫‪100‬‬ ‫موهوب‬ ‫ال�صحة‬
‫‪.782‬‬ ‫‪171‬‬ ‫‪.277‬‬ ‫‪.690‬‬ ‫‪3.98‬‬ ‫‪172‬‬ ‫عادي‬ ‫النف�سية‬
‫ويت�ض��ح م��ن اجلدول (‪� )3‬أن املتو�س��ط احل�سابي لدرجات ال�صحة النف�سية الكلي��ة لدى الطلبة املوهوبني‬
‫كان��ت (‪� ،)4.00‬أما املتو�س��ط احل�سابي لدرجات ال�صحة النف�سية الكلية ل��دى الطلبة العاديني كانت (‪،)3.98‬‬
‫وه��ي قي��م مرتفعة �سواء للموهوبني �أو للعادي�ين‪ ،‬على اعتبار �أن العالمة (‪ )3.5‬ه��ي درجة القطع‪ ،‬كما يت�ضح‬
‫عدم وجود فروق ذات داللة �إح�صائية يف درجات ال�صحة النف�سية الكلية بني املوهوبني والعاديني‪.‬‬
‫كما مت �إيجاد م�ستوى ال�صحة النف�سية الكلي واملتغريات الدميوغرافية ممثلة باجلن�س (الذكور والإناث)‬
‫وال�صف وامل�ستوى التعليمي للوالدين (الأب والأم) بني املوهوبني كما يف اجلدول (‪.)4‬‬
‫جدول (‪ :)4‬م�ستوى ال�صحة النف�سية الكلي على متغري اجلن�س (الذكور والإناث) وال�صف وامل�ستوى التعليمي للوالدين‬
‫(الأب والأم) بني املوهوبني‬
‫االنحراف املعياري‬ ‫املتو�سط احل�سابي‬ ‫العدد‬ ‫م�ستوى املتغري‬ ‫املتغري‬
‫‪.753‬‬ ‫‪4.01‬‬ ‫‪52‬‬ ‫ذكر‬
‫اجلن�س‬
‫‪.704‬‬ ‫‪4.00‬‬ ‫‪48‬‬ ‫�أنثى‬
‫‪.777‬‬ ‫‪4.19‬‬ ‫‪36‬‬ ‫ال�سابع‬
‫‪.656‬‬ ‫‪3.83‬‬ ‫‪32‬‬ ‫التا�سع‬ ‫ال�صف‬
‫‪.708‬‬ ‫‪3.96‬‬ ‫‪32‬‬ ‫الأول ثانوي‬
‫‪.670‬‬ ‫‪4.11‬‬ ‫‪35‬‬ ‫ثانوية عامة فما دون‬
‫‪.681‬‬ ‫‪3.99‬‬ ‫‪49‬‬ ‫جامعي‬ ‫تعليم الأب‬
‫‪.956‬‬ ‫‪3.82‬‬ ‫‪16‬‬ ‫درا�سات عليا‬

‫المجلة الدولية‬
‫‪https://doi.org/10.20428/IJTD.8.2.1‬‬ ‫لتطوير التفوق‬ ‫‪16‬‬
‫د‪ .‬في�صل عي�سى عبد القادر النوا�صره‬
‫العدد (‪2017 )15‬م‬ ‫املجلد الثامن‬

‫‪.586‬‬ ‫‪4.10‬‬ ‫‪28‬‬ ‫ثانوية عامة فما دون‬


‫‪.720‬‬ ‫‪3.98‬‬ ‫‪60‬‬ ‫جامعي‬ ‫تعليم الأم‬
‫‪1.038‬‬ ‫‪3.89‬‬ ‫‪12‬‬ ‫درا�سات عليا‬
‫‪.726‬‬ ‫‪4.00‬‬ ‫‪100‬‬ ‫املجموع‬
‫ويت�ض��ح م��ن اجلدول (‪� )2‬أن جمموع الطلبة العاديني لآب��اء ذوي امل�ستوى التعليمي ثانوية عامة فما دون‬
‫كان ‪ 126‬طالب�� ًا‪ ،‬و�أن الآب��اء ذوي امل�ست��وى التعليم��ي اجلامع��ي كان ‪ 34‬طالب�� ًا‪ ،‬والآباء ذوي امل�ست��وى التعليمي‬
‫درا�س��ات علي��ا كان ‪ 11‬طالب ًا‪� ،‬أما جمموع الطلب��ة املوهوبني لآباء من ذوي امل�ست��وى التعليمي ثانوية عامة فما‬
‫دون كان ‪ 35‬طالب ًا‪ ،‬والآباء من ذوي امل�ستوى التعليمي اجلامعي كان ‪ 49‬طالب ًا‪ ،‬والآباء من ذوي امل�ستوى التعليمي‬
‫درا�س��ات علي��ا كان ‪ 16‬طالب ًا‪ ،‬و�أن جمموع الطلب��ة العاديني لأمهات من ذوي امل�ستوى التعليمي ثانوية عامة فما‬
‫دون كان ‪ 111‬طالب�� ًا‪ ،‬والأمه��ات م��ن ذوي امل�ستوى التعليمي اجلامعي كان ‪ 50‬طالب�� ًا‪ ،‬والأمهات من ذوي امل�ستوى‬
‫التعليم��ي درا�س��ات عليا كان ‪ 10‬طالب‪� ،‬أما جمموع الطلبة املوهوب�ين لأمهات من ذوي امل�ستوى التعليمي ثانوية‬
‫عام��ة فم��ا دون فقد كان ‪ 28‬طالب ًا‪ ،‬والأمه��ات من ذوي امل�ستوى التعليمي اجلامع��ي كان ‪ 60‬طالب ًا‪ ،‬والأمهات من‬
‫ذوي امل�ستوى التعليمي درا�سات عليا كان ‪12‬طالب ًا‪.‬‬
‫وب�ش��كل ع��ام ف�إن��ه يت�ضح م��ن اجلدول (‪ )4‬ع��دم وجود ف��روق ذات دالل��ة �إح�صائية يف م�ست��وى ال�صحة‬
‫النف�سي��ة الكلي بني الطلبة املوهوبني والعاديني‪ ،‬و�أن م�ست��وى ال�صحة النف�سية للموهوبني مرتفع لدى الذكور‬
‫والإن��اث وطلب��ة ال�ص��ف ال�سابع والتا�س��ع والأول ثانوي‪ ،‬كما ال توج��د فروق ذات دالل��ة �إح�صائية يف م�ستوى‬
‫ال�صح��ة النف�سي��ة للموهوبني على متغري امل�ستوى التعليمي للأب و الأم‪ .‬وتتف��ق نتائج هذه الدرا�سة مع درا�سة‬
‫�أ�سري احلب (‪ )2011‬التي �أ�شارت �إىل وجود م�ستوى عال للر�ضا يف احلياة لدى الطلبة املوهوبني مقارنة مع غري‬
‫املوهوبني‪ ،‬كما يتفق هذا مع ما ورد يف الأدب النظري و�أ�شار �إليه ‪ Coleman‬و‪Cross‬ا(‪ )2001‬اللذين �أفادا‬
‫ب�أن الأطفال املوهوبني �أكرث تطور ًا من الآخرين يف العمر الزمني‪ ،‬فهم ح�سا�سون ويتوخون الدقة والإتقان يف‬
‫العم��ل ولديه��م تفكري ت�أملي‪ ،‬كما تتفق مع م��ا �أ�شار �إليه العناين (‪ )2005‬ور�ض��وان (‪ )2002‬اللذين �أ�شارا �إىل‬
‫�أن م�ستوى ال�صحة النف�سية العايل ي�ساعد الفرد على التحكم يف عواطفه و ممار�سة ال�سلوك ال�سوي‪ .‬بينما ال‬
‫تتف��ق نتائ��ج هذه الدرا�سة مع ما �أ�شار �إليه ‪ Brugha‬و�آخرون (‪ )1990‬الذي �أ�شار �إىل وجود فروق يف م�ستوى‬
‫ال�صح��ة النف�سي��ة بني الذكور والإن��اث املوهوبني حيث تعاين الإن��اث املوهوبات من م�ش��اكل انفعالية �أكرث من‬
‫الذكور املوهوبني‪.‬‬
‫وميك��ن تف�س�ير نتائج الدرا�س��ة احلالية ب�أن مت�سك الآب��اء والأمهات بغر�س القي��م الأخالقية‪ ،‬والتن�شئة‬
‫االجتماعي��ة ال�سليم��ة الت��ي حت��دد �سل��وك الأف��راد ح�س��ب جن�سه��م‪ ،‬واكت�سابهم مه��ارات مواجه��ة امل�شكالت‬
‫النف�سي��ة‪ ،‬مم��ا ينعك���س �إيجابيا عل��ى التواف��ق النف�سي واالجتماع��ي‪ ،‬وي�ساع��د يف تكوين عالق��ات جيدة مع‬
‫مدر�سيه��م ورفاقه��م‪ ،‬كم��ا ي�ساع��د عل��ى اجتياز مراح��ل النم��و ب�شكل �إيجاب��ي‪ ،‬كم��ا تت�شابه طريق��ة اكت�ساب‬
‫املهارات االجتماعية والعادات والتقاليد بني �أفراد العينة‪ ،‬حيث يتمتع الأطفال املوهوبون با�ستقرار عاطفي‬
‫وا�ستقاللي��ة ذاتي��ة ون�ضج �أخالق��ي وح�سا�سية �شديدة ملا ي��دور يف حميطهم الأ�سري واملدر�س��ي واالجتماعي‪،‬‬
‫وتختل��ف ط��رق التن�شئ��ة من جمتمع لآخر‪ ،‬مم��ا يربر اخت�لاف م�ستوى ال�صح��ة النف�سية يف بع���ض الدرا�سات‬
‫ال�سابقة التي وردت يف جمتمعات �أخرى‪.‬‬
‫ومت ح�س��اب م�ستوى ال�صحة النف�سية الكلي واملتغ�يرات الدميوغرافية ممثلة باجلن�س (الذكور والإناث)‬
‫وال�صف وامل�ستوى التعليمي للوالدين (الأب والأم) بني العاديني كما يف اجلدول (‪.)5‬‬

‫المجلة الدولية‬
‫‪17‬‬ ‫لتطوير التفوق‬ ‫‪https://doi.org/10.20428/IJTD.8.2.1‬‬
‫د‪ .‬في�صل عي�سى عبد القادر النوا�صره‬
‫العدد (‪2017 )15‬م‬ ‫املجلد الثامن‬

‫جدول (‪ :)5‬م�ستوى ال�صحة النف�سية الكلي على متغري اجلن�س (الذكور والإناث) وال�صف وامل�ستوى التعليمي للوالدين‬
‫(الأب والأم) بني العاديني‬
‫االنحراف املعياري‬ ‫املتو�سط احل�سابي‬ ‫العدد‬ ‫م�ستوى املتغري‬ ‫املتغري‬
‫‪.713‬‬ ‫‪4.02‬‬ ‫‪96‬‬ ‫ذكر‬
‫اجلن�س‬
‫‪.659‬‬ ‫‪3.92‬‬ ‫‪76‬‬ ‫�أنثى‬
‫‪.553‬‬ ‫‪4.16‬‬ ‫‪97‬‬ ‫ال�سابع‬
‫ال�صف‬
‫‪.779‬‬ ‫‪3.75‬‬ ‫‪75‬‬ ‫الأول ثانوي‬
‫‪.703‬‬ ‫‪3.97‬‬ ‫‪127‬‬ ‫ثانوية عامة فما دون‬
‫‪.637‬‬ ‫‪4.02‬‬ ‫‪34‬‬ ‫جامعي‬ ‫تعليم الأب‬
‫‪.751‬‬ ‫‪3.95‬‬ ‫‪11‬‬ ‫درا�سات عليا‬
‫‪.723‬‬ ‫‪3.91‬‬ ‫‪112‬‬ ‫ثانوية عامة فما دون‬
‫‪.629‬‬ ‫‪4.06‬‬ ‫‪50‬‬ ‫جامعي‬ ‫تعليم الأم‬
‫‪.515‬‬ ‫‪4.29‬‬ ‫‪10‬‬ ‫درا�سات عليا‬
‫‪.690‬‬ ‫‪3.98‬‬ ‫‪172‬‬ ‫املجموع‬
‫ويت�ض��ح من اجل��دول (‪� )5‬أن م�ستوى ال�صحة النف�سية الكلي لدى الذك��ور (‪ )4.02‬والإناث (‪ ،)3.92‬وهي‬
‫قي��م مرتفع��ة �سواء للذكور �أو للإناث‪ ،‬على اعتب��ار �أن العالمة (‪ )3.5‬هي درجة القط��ع‪ ،‬كما يت�ضح �أن م�ستوى‬
‫ال�صح��ة النف�سي��ة الكل��ي لدى طلبة ال�ص��ف ال�ساب��ع (‪ )4.16‬وطلبة ال�ص��ف الأول ثان��وي (‪ ،)3.75‬وهي قيم‬
‫مرتفعة جلميع ال�صفوف‪ ،‬و يت�ضح من اجلدول �أن درجات ال�صحة النف�سية الكلي ح�سب متغري امل�ستوى التعليمي‬
‫ل�ل�أب تراوح��ت بني (‪ ،)4.02 –3.95‬وهي قيم مرتفعة جلميع فئات امل�ستوى التعليمي للأب‪ ،‬ويت�ضح كذلك من‬
‫اجل��دول (‪� )5‬أن درج��ات ال�صح��ة النف�سية الكلي ح�سب متغ�ير امل�ستوى التعليمي ل�ل�أم تراوحت بني (‪–3.91‬‬
‫‪ ،)4.29‬وه��ي قي��م مرتفعة جلميع فئات امل�ستوى التعليمي ل�ل�أم‪ ،‬علما �أن العالمة (‪ )3.5‬هي درجة القطع‪ ،‬كما‬
‫يت�ضح �أي�ض ًا من اجلدول �أن م�ستوى ال�صحة النف�سية للعاديني مرتفع لدى الذكور والإناث وطلبة ال�صف ال�سابع‬
‫والأول ثان��وي‪ ،‬كما توجد ف��روق ذات داللة �إح�صائية يف م�ستوى ال�صحة النف�سية للعاديني وفق ًا ملتغري ال�صف‬
‫ول�صال��ح ال�صف ال�سابع‪ ،‬ويت�ضح ذلك من خالل مقارنة املتو�سطات احل�سابية مل�ستوى ال�صحة النف�سية للعاديني‬
‫وفق ًا ملتغري ال�صف‪.‬‬
‫وتتف��ق نتائ��ج ه��ذه الدرا�سة مع درا�سة الزبي��دي وهزاع (‪ )1997‬الت��ي �أ�شارت �إىل ع��دم وجود فروق يف‬
‫م�ست��وى ال�صح��ة النف�سي��ة بني الذك��ور والإناث‪ ،‬وال تتفق ه��ذه الدرا�سة م��ع الدرا�سة احلالي��ة يف �أنها �أ�شارت‬
‫�إىل ت��دين ال�صح��ة النف�سي��ة لدى طلب��ة اجلامعة‪ ،‬وكما تتفق النتائ��ج مع درا�سة �صال��ح (‪ )2007‬التي �أ�شارت‬
‫�إىل �أن م�ست��وى ال�صح��ة النف�سي��ة يعد عالي ًا بني طلبة املدار�س وكذلك تتفق م��ع درا�سة الكعبي (‪ )2011‬التي‬
‫�أ�ش��ارت �إىل �أن م�ست��وى ال�صح��ة النف�سي��ة يعد عالي ًا بني طلب��ة اجلامعة‪ ،‬وتختلف مع ه��ذه الدرا�سة يف وجود‬
‫ف��روق يف م�ست��وى ال�صحة النف�سية ل�صالح الذكور‪ ،‬و ال تتفق مع درا�سة الطاهر (‪ )2007‬التي �أ�شارت �إىل عدم‬
‫وج��ود ف��روق يف م�ست��وى ال�صحة النف�سية تعزى �إىل ن��وع الطالب‪ ،‬كما تتفق مع درا�س��ة اجلمال (‪ )2013‬التي‬
‫�أ�شارت �إىل عدم وجود فروق يف ُبعدي ال�سعادة النف�سية (احلياة الهادفة‪ ،‬وتقبل الذات) بني الذكور والإناث‪،‬‬
‫ودرا�س��ة احلم�يري و�إ�سماعي��ل (‪ )2011‬الت��ي �أ�ش��ارت �إىل ع��دم وج��ود فروق بني الذك��ور والإن��اث يف م�ستوى‬
‫ال�صحة النف�سية‪.‬‬
‫وميك��ن تف�سري امل�ستوى العايل لل�صحة النف�سية ل��دى الطلبة العاديني على متغري ال�صف يعود �إىل حر�ص‬
‫الآب��اء على �إقامة العالقات الأ�سرية الطيبة‪ ،‬واملعاملة الأبوية العطوفة‪ ،‬واجلو الأ�سري ال�سليم‪ ،‬مما ي�ساعد‬
‫المجلة الدولية‬
‫‪https://doi.org/10.20428/IJTD.8.2.1‬‬ ‫لتطوير التفوق‬ ‫‪18‬‬
‫د‪ .‬في�صل عي�سى عبد القادر النوا�صره‬
‫العدد (‪2017 )15‬م‬ ‫املجلد الثامن‬

‫عل��ى �إقامة عالقات �إيجابية مع الآخرين‪ ،‬والتوافق النف�سي والتكيف االجتماعي‪ ،‬كما يعك�س امل�ستوى العايل‬
‫لل�صحة النف�سية بني �أفراد العينة الإح�سا�س الإيجابي بالأمن النف�سي واالجتماعي‪ ،‬مما ي�ساعد على اجتياز‬
‫مراحل النمو‪ ،‬وتكوين عالقات �إيجابية واكت�ساب احرتام من قبل املعلمني‪.‬‬
‫النتائج املتعلقة بال�س�ؤال الثاين ومناق�شتها‪:‬‬
‫كان ال�س���ؤال الثاين يف الدرا�سة ين���ص‪( :‬هل توجد فروق ذات داللة �إح�صائية عند م�ستوى (‪)α≤0.05‬‬
‫يف درج��ات ال�صحة النف�سية ل��دى الطلبة املوهوبني تبعا ملتغريات اجلن�س وال�ص��ف وامل�ستوى التعليمي للأ�سرة‬
‫(الأب‪ ،‬الأم)؟)‪.‬‬
‫وللإجاب��ة عن ه��ذا ال�س�ؤال مت �إيجاد حتليل التباي��ن الرباعي مل�ستوى ال�صح��ة النف�سية للموهوبني على‬
‫متغري اجلن�س وال�صف وامل�ستوى التعليمي للأب والأم كما هو مو�ضح يف اجلدول (‪.)6‬‬
‫جدول (‪ :)6‬حتليل التباين الرباعي مل�ستوى ال�صحة النف�سية للموهوبني وفقاً ملتغري اجلن�س وال�صف وامل�ستوى التعليمي‬
‫للأب والأم‬
‫الداللة الإح�صائية‬ ‫جمموع املربعات درجات احلرية متو�سط املربعات قيمة ف‬ ‫م�صدر التباين‬
‫‪.568‬‬ ‫‪.328‬‬ ‫‪.174‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪.174‬‬ ‫اجلن�س‬
‫‪.112‬‬ ‫‪2.240‬‬ ‫‪1.188‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2.376‬‬ ‫ال�صف‬
‫‪.554‬‬ ‫‪.595‬‬ ‫‪.316‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪.631‬‬ ‫تعليم الأب‬
‫‪.941‬‬ ‫‪.061‬‬ ‫‪.033‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪.065‬‬ ‫تعليم الأم‬
‫‪.530‬‬ ‫‪92‬‬ ‫‪48.796‬‬ ‫اخلط�أ‬
‫‪100‬‬ ‫‪1653.764‬‬ ‫الكلي‬
‫ويت�ض��ح م��ن حتليل التباي��ن الرباعي املتعدد لأث��ر اجلن�س وال�صف وامل�ست��وى التعليمي ل�ل�أب و الأم على‬
‫م�ستوى ال�صحة النف�سية للموهوبني يف اجلدول (‪ )6‬عدم وجود فروق ذات داللة �إح�صائية عند (‪)α≤0.05‬‬
‫يف درجات ال�صحة النف�سية الكلية لدى املوهوبني وفق متغري اجلن�س وال�صف وامل�ستوى التعليمي للأب والأم‪.‬‬
‫وتتفق نتائج هذه الدرا�سة مع درا�سة �أ�سري احلب (‪ )2011‬التي �أ�شارت �إىل ارتفاع م�ستوى الر�ضا يف احلياة‬
‫ل��دى الطلب��ة املوهوبني مقارنة مع غ�ير املوهوبني‪ ،‬وهذا يتفق مع ما ورد يف الأدب النظ��ري ح�سب ما �أ�شار �إليه‬
‫‪ Coleman‬و‪Cross‬ا(‪ )2001‬وذل��ك ب�أن الأطفال املوهوبني �أكرث تطور ًا من الآخرين يف العمر الزمني‪ ،‬فهم‬
‫ح�سا�س��ون ويتوخ��ون الدقة والإتقان يف العمل‪ ،‬ولديهم تفكري ت�أملي‪ ،‬كم��ا تتفق هذه النتيجة مع ما �أ�شار �إليه‬
‫العن��اين (‪ )2005‬ور�ض��وان (‪ )2002‬اللذي��ن �أ�شارا �إىل �أن م�ستوى ال�صحة النف�سي��ة العايل ي�ساعد الفرد على‬
‫التحك��م يف عواطف��ه وممار�سة ال�سلوك ال�سوي‪ .‬بينما ال تتفق نتائج ه��ذه الدرا�سة مع ما �أ�شار �إليه ‪Brugha‬‬
‫و�آخ��رون (‪ ،)1990‬وه��و وجود ف��روق يف م�ستوى ال�صحة النف�سية بني الذكور والإن��اث املوهوبني‪ ،‬حيث تعاين‬
‫الإن��اث املوهوب��ات من م�ش��اكل انفعالية �أكرث من الذك��ور املوهوبني‪ .‬وميكن تف�سري نتائ��ج الدرا�سة احلالية ب�أن‬
‫ط��رق التن�شئة االجتماعي��ة التي حتدد �سلوك الأف��راد ح�سب جن�سهم واكت�سابهم مه��ارات مواجهة امل�شكالت‬
‫النف�سية مت�شابهة لدى عينة الدرا�سة‪ ،‬كما تت�شابه طريقة اكت�ساب املهارات االجتماعية والعادات والتقاليد‬
‫ب�ين �أف��راد العين��ة‪ ،‬وتختلف طرق التن�شئ��ة من جمتمع لآخر مما ي�برر اختالف م�ستوى ال�صح��ة النف�سية يف‬
‫بع�ض الدرا�سات ال�سابقة التي وردت يف جمتمعات �أخرى‪.‬‬
‫النتائج املتعلقة بال�س�ؤال الثالث ومناق�شتها‪:‬‬
‫كان ال�س���ؤال الثال��ث يف الدرا�س��ة ين���ص عل��ى‪( :‬ه��ل توج��د ف��روق ذات دالل��ة �إح�صائي��ة عن��د م�ستوى‬
‫(‪ )α≤0.05‬يف درج��ات ال�صح��ة النف�سي��ة ل��دى الطلب��ة العادي�ين تبع�� ًا ملتغ�يرات اجلن���س وال�ص��ف وامل�ستوى‬

‫المجلة الدولية‬
‫‪19‬‬ ‫لتطوير التفوق‬ ‫‪https://doi.org/10.20428/IJTD.8.2.1‬‬
‫د‪ .‬في�صل عي�سى عبد القادر النوا�صره‬
‫العدد (‪2017 )15‬م‬ ‫املجلد الثامن‬

‫التعليمي للأب والأم؟)‬


‫وللإجابة عن هذا ال�س�ؤال مت �إيجاد حتليل التباين الثنائي لأثر اجلن�س وال�صف وامل�ستوى التعليمي للأب‬
‫والأم على م�ستوى ال�صحة النف�سية الكلي للعاديني‪ ،‬كما هو مبني يف اجلدول (‪.)7‬‬
‫جدول (‪ :)7‬حتليل التباين الرباعي لأثر اجلن�س وال�صف وامل�ستوى التعليمي للأب و الأم على م�ستوى ال�صحة النف�سية‬
‫للعاديني‬
‫الداللة الإح�صائية‬ ‫جمموع املربعات درجات احلرية متو�سط املربعات قيمة ف‬ ‫م�صدر التباين‬
‫‪.635‬‬ ‫‪.226‬‬ ‫‪.097‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪.097‬‬ ‫اجلن�س‬
‫‪.000‬‬ ‫‪17.708‬‬ ‫‪7.631‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪7.631‬‬ ‫ال�صف‬
‫‪.752‬‬ ‫‪.286‬‬ ‫‪.123‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪.246‬‬ ‫تعليم الأب‬
‫‪.041‬‬ ‫‪3.264‬‬ ‫‪1.407‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2.813‬‬ ‫تعليم الأم‬
‫‪.431‬‬ ‫‪164‬‬ ‫‪70.673‬‬ ‫اخلط�أ‬
‫‪171‬‬ ‫‪2782.564‬‬ ‫الكلي‬
‫ويت�ض��ح م��ن حتليل التباي��ن الرباعي املتعدد لأث��ر اجلن�س وال�صف وامل�ست��وى التعليمي ل�ل�أب و الأم على‬
‫م�ست��وى ال�صح��ة النف�سية للموهوبني – كما يت�ضح من اجل��دول (‪ – )7‬عدم وجود فروق ذات داللة �إح�صائية‬
‫عن��د (‪ )α≤0.05‬يف درج��ات ال�صح��ة النف�سي��ة الكلية ل��دى العاديني على متغ�ير اجلن�س وامل�ست��وى التعليمي‬
‫ل�ل�أب‪ ،‬كما يت�ضح وجود فروق ذات داللة �إح�صائي��ة عند (‪ )α≤0.05‬يف درجات ال�صحة النف�سية الكلية لدى‬
‫العاديني على متغري ال�صف ل�صالح ال�صف ال�سابع وامل�ستوى التعليمي للأم ل�صالح (ثانوية عامة فما دون)‪ ،‬حيث‬
‫�إن م�ست��وى ال�صح��ة النف�سية الكل��ي لدى طلبة ال�صف ال�سابع كان (‪ )4.16‬مقارن��ة بطلبة ال�صف الأول ثانوي‬
‫(‪ )3.75‬وهذه القيم موجودة يف اجلدول(‪.)5‬‬
‫وتتف��ق نتائ��ج ه��ذه الدرا�سة مع درا�سة الزبي��دي وهزاع (‪ )1997‬الت��ي �أ�شارت �إىل ع��دم وجود فروق يف‬
‫م�ستوى ال�صحة النف�سية بني الذكور والإناث‪ ،‬وال تتفق نتائج هذه الدرا�سة مع الدرا�سة احلالية يف �أنها �أ�شارت‬
‫�إىل ت��دين ال�صح��ة النف�سية لدى طلب��ة اجلامعة‪ ،‬وكذلك تتفق ه��ذه النتائج مع درا�سة �صال��ح (‪ )2007‬التي‬
‫�أ�ش��ارت �إىل ارتف��اع م�ستوى ال�صحة النف�سية بني طلبة املدار�س‪ ،‬وكذلك تتفق مع درا�سة الكعبي (‪ )2011‬التي‬
‫�أ�ش��ارت �إىل ارتفاع م�ستوى ال�صحة النف�سية بني طلبة اجلامعة‪ ،‬وتختلف مع الدرا�سة احلالية يف وجود فروق‬
‫يف م�ست��وى ال�صح��ة النف�سية ل�صالح الذكور‪ ،‬وال تتفق مع درا�سة الطاهر (‪ )2007‬التي �أ�شارت �إىل عدم وجود‬
‫ف��روق يف م�ست��وى ال�صحة النف�سية تعزى �إىل نوع الطالب‪ ،‬كما وتتفق مع درا�سة اجلمال (‪ ،)2013‬التي �أ�شارت‬
‫�إىل عدم وجود فروق يف ُبعدي ال�سعادة النف�سية (احلياة الهادفة‪ ،‬وتقبل الذات) بني الذكور والإناث‪ ،‬وتتفق‬
‫م��ع درا�س��ة احلمريي و�إ�سماعي��ل (‪ )2011‬التي �أ�ش��ارت �إىل عدم وجود ف��روق بني الذكور والإن��اث يف م�ستوى‬
‫ال�صحة النف�سية‪.‬‬
‫وميك��ن تف�سري وج��ود فروق ذات داللة �إح�صائية يف م�ستوى ال�صح��ة النف�سية لدى الطلبة العاديني على‬
‫متغ�ير ال�ص��ف ل�صالح ال�صف ال�سابع‪ ،‬ب���أن طلبة ال�صف ال�سابع يف بداية �سن املراهق��ة‪ ،‬فهم يواجهون امل�شكالت‬
‫النف�سية بحذر‪ ،‬وال يعانون من ا�ضطراب الهوية الذي �أ�شار �إليه اريك�سون يف نظرية النمو النف�سي االجتماعي‪،‬‬
‫كم��ا ميكن تف�سري وجود ف��روق ذات داللة �إح�صائية يف م�ستوى ال�صحة النف�سي��ة على متغري امل�ستوى التعليمي‬
‫ل�ل�أم ل�صال��ح (ثانوية عام��ة فما دون) ب�أن �أمه��ات طلبة هذه الفئة غ�ير موظفات ويق�ضني معظ��م �أوقاتهن يف‬
‫البيت لرتبية الأطفال ورعايتهم‪ ،‬مما انعك�س �إيجابيا على م�ستوى ال�صحة النف�سية لدى �أبنائهن‪.‬‬

‫المجلة الدولية‬
‫‪https://doi.org/10.20428/IJTD.8.2.1‬‬ ‫لتطوير التفوق‬ ‫‪20‬‬
‫د‪ .‬في�صل عي�سى عبد القادر النوا�صره‬
‫العدد (‪2017 )15‬م‬ ‫املجلد الثامن‬

‫النتائج املتعلقة بال�س�ؤال الرابع ومناق�شتها‪:‬‬


‫كان ال�س�ؤال الرابع يف الدرا�سة ين�ص على (هل توجد عالقة ارتباطيه بني ال�صحة النف�سية والتح�صيل‬
‫الدرا�سي؟)‪.‬‬
‫وللإجابة عن هذا ال�س�ؤال مت ح�ساب معامل ارتباط بري�سون للعالقة بني م�ستوى ال�صحة النف�سية الكلي‬
‫والتح�صيل الدرا�سي بني الطلبة املوهوبني‪ ،‬كما يف اجلدول (‪.)8‬‬
‫جدول (‪ :)8‬معامل ارتباط بري�سون للعالقة بني م�ستوى ال�صحة النف�سية الكلي والتح�صيل الدرا�سي لدى الطلبة املوهوبني‬
‫معدل الطالب‬ ‫الإح�صائي امل�ستخدم‬
‫‪.123‬‬ ‫معامل االرتباط ر‬
‫‪.224‬‬ ‫الداللة الإح�صائية‬ ‫ال�صحة النف�سية‬
‫‪100‬‬ ‫الكلي‬
‫يت�ض��ح م��ن اجل��دول (‪ )8‬ع��دم وج��ود عالق��ة ارتباطي��ة ذات دالل��ة �إح�صائي��ة عن��د م�ست��وى الداللة‬
‫(‪ )α≤0.05‬ب�ين م�ست��وى ال�صحة النف�سية الكل��ي والتح�صيل الدرا�سي للموهوبني‪ ،‬ومل يع�ثر الباحث على �أي‬
‫درا�سة ت�شري �إىل وجود عالقة بني م�ستوى ال�صحة النف�سية الكلي والتح�صيل الدرا�سي لدى الطلبة املوهوبني‪،‬‬
‫�إال م��ا �أ�ش��ار �إليه موكوو�سكي الذي �أ�شار �إليه الربيعي (‪ .)2001‬حيث بني �أن تدين م�ستوى التح�صيل الدرا�سي‬
‫بني الطلبة املوهوبني يرجع �إىل ال�صعوبات االجتماعية والأزمات الأ�سرية وال�ضغوط املادية‪.‬‬
‫وميك��ن تف�سري عدم وجود عالقة يف م�ست��وى ال�صحة النف�سية بني الطلبة املوهوبني والتح�صيل الدرا�سي‬
‫ب���أنّ املدار���س اخلا�ص��ة للموهوبني (مدار�س امللك عب��داهلل الثاين للتمي��ز ‪ /‬الأردن) تقدم برام��ج ال منهجية‬
‫ون�شاط��ات ميدانية للطلبة خارج �إطار املنهاج املق��رر‪ ،‬مما �أدى �إىل عدم وجود فروق دالة �إح�صائيا يف العالقة‬
‫ب�ين م�ست��وى ال�صحة النف�سي��ة الكلي والتح�صي��ل الدرا�سي للموهوب�ين‪ .‬ويو�ضح اجل��دول (‪ )9‬معامل ارتباط‬
‫بري�سون للعالقة بني م�ستوى ال�صحة النف�سية الكلي والتح�صيل الدرا�سي للعاديني‪.‬‬
‫جدول (‪ :)9‬معامل ارتباط بري�سون للعالقة بني م�ستوى ال�صحة النف�سية الكلي والتح�صيل الدرا�سي للعاديني‬
‫معدل الطالب‬ ‫الإح�صائي امل�ستخدم‬
‫)*(‪.200‬‬ ‫معامل االرتباط ر‬
‫‪.008‬‬ ‫الداللة الإح�صائية‬ ‫ال�صحة النف�سية‬
‫‪172‬‬ ‫الكلي‬
‫(*دالة) �إح�صائيا عند م�ستوى الداللة (‪.)0.01‬‬
‫ويت�ض��ح من اجلدول (‪ )9‬وجود عالقة ارتباطية ذات داللة �إح�صائية عند م�ستوى الداللة (‪)α≤0.05‬‬
‫ب�ين م�ست��وى ال�صح��ة النف�سية الكل��ي والتح�صيل الدرا�س��ي للعاديني‪ ،‬وتتف��ق نتيجة هذه الدرا�س��ة مع درا�سة‬
‫اجلم��ال (‪ ،)2013‬حيث �أ�شارت �إىل وجود عالقة ارتباطية بني ال�سعادة النف�سية والتح�صيل الدرا�سي‪ ،‬بينما‬
‫ال تتفق نتيجة هذه الدرا�سة مع درا�سة �صالح (‪ )2007‬التي �أ�شارت �إىل عدم ارتباط ال�صحة النف�سية بالأداء‬
‫الأكادمي��ي ب�ين طلبة املدار�س الأ�سا�سية‪ ،‬كما ال تتفق مع درا�سة الطاهر (‪ )2007‬التي �أ�شارت �إىل عدم وجود‬
‫عالقة بني ال�صحة النف�سية والتح�صيل الدرا�سي‪.‬‬
‫وميك��ن تف�س�ير وج��ود عالق��ة دال��ة �إح�صائيا يف م�ست��وى ال�صح��ة النف�سية الكل��ي بني الطلب��ة العاديني‬
‫والتح�صي��ل الدرا�س��ي ب���أن امل�ست��وى الع��ايل لل�صح��ة النف�سية م�ؤ�ش��ر �إيجابي ي�ساع��د الطلبة عل��ى التح�صيل‬
‫الدرا�س��ي‪ ،‬حي��ث �إن الطال��ب ذي امل�ست��وى العايل م��ن ال�صحة النف�سي��ة يكون �أق��ل عر�ضة لالكتئ��اب والتوتر‬
‫والقلق‪ ،‬الذي ي�ؤثر �سلب ًا على التح�صيل الدرا�سي‪.‬‬
‫المجلة الدولية‬
‫‪21‬‬ ‫لتطوير التفوق‬ ‫‪https://doi.org/10.20428/IJTD.8.2.1‬‬
‫د‪ .‬في�صل عي�سى عبد القادر النوا�صره‬
‫العدد (‪2017 )15‬م‬ ‫املجلد الثامن‬

‫التوصيات‪:‬‬
‫ويف �ضوء نتائج البحث يو�صي الباحث بالآتي‪:‬‬
‫‪� -‬ضرورة بناء برامج لل�صحة النف�سية (�أ�ساليب مواجهة امل�شكالت النف�سية) للطلبة العاديني‪.‬‬
‫‪� -‬ض��رورة مراع��اة الف��روق الفردي��ة بني الطلب��ة الخت�لاف �أ�سالي��ب التن�شئ��ة الأ�سرية وت�أث�ير العوامل‬
‫الدميغرافية‪.‬‬
‫المقترحات‪:‬‬
‫كما يقرتح الباحث يف �ضوء نتائج البحث ما ي�أتي‪:‬‬
‫‪� -‬ض��رورة �إج��راء املزي��د م��ن الدرا�سات ح��ول ال�صح��ة النف�سية ل��دى فئات �أخ��رى م��ن ذوي االحتياجات‬
‫اخلا�صة‪.‬‬
‫‪� -‬إجراء درا�سة حول عالقة ال�صحة النف�سية ب�أمناط التن�شئة الأ�سرية ومفهوم الذات‪.‬‬
‫المراجع‪:‬‬
‫�أب��و �أ�سعد‪� ،‬أحم��د عبد اللطيف (‪ .)2014‬دليل املقايي�س واالختبارات النف�سية والرتبوية‪ ،‬الطبعة الثالثة‪،‬‬
‫عمان‪ :‬مركز دي بونو لتعليم التفكري‪.‬‬
‫�أ�س�ير احلب‪ ،‬جم��دي (‪ .)2012‬ال�صحة النف�سية ب�ين الطلبة املوهوبني والغري املوهوب�ين باملدار�س الثانوية‬
‫(ر�سالة ماج�ستري غري من�شورة)‪ ،‬جامعة الإ�سكندرية‪.‬‬
‫جروان‪ ،‬فتحي (‪ .)2004‬املوهبة والتفوق والإبداع‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬عمان‪ :‬دار الفكر‪.‬‬
‫اجلمال‪� ،‬سمية (‪ .)2013‬ال�سعادة النف�سية وعالقتها بالتح�صيل الدرا�سي واالجتاه نحو الدرا�سة اجلامعية‬
‫ل��دى طلب��ة جامعة تبوك‪ ،‬جملة الدرا�س��ات الرتبوية والنف�سية‪ ،‬جملة كلي��ة الرتبية جامعة الزقازيق‪،‬‬
‫‪.78 ،28‬‬
‫احلم�يري‪ ،‬عب��ده‪ ،‬و�إ�سماعي��ل‪ ،‬عبد الك��رمي (‪ .)2011‬الذكاء الوج��داين وعالقته بال�صح��ة النف�سية لدى‬
‫طلبة اجلامعة يف اليمن‪ ،‬جملة ذمار للدرا�سات الإن�سانية‪.50 – 18 ،)1( ،‬‬
‫الربيع��ي‪ ،‬فا�ضل جبار ج��ودة (‪ .)2001‬ال�ضغوط النف�سية وعالقتها بالتح�صي��ل الدرا�سي لطلبة الدرا�سات‬
‫العليا يف جامعة بغداد (ر�سالة ماج�ستري غري من�شورة)‪ ،‬كلية الرتبية‪ /‬ابن الهيثم‪ ،‬جامعة بغداد‪.‬‬
‫ر�ضوان‪� ،‬سامر جميل (‪ .)2002‬ال�صحة النف�سية‪ ،‬عمان‪ :‬دار امل�سرية‪.‬‬
‫الزبي��دي‪ ،‬كام��ل علوان (‪ .)2000‬ال�ضغوط النف�سية وعالقتها بالر�ضا املهني وال�صحة النف�سية لدى �أع�ضاء‬
‫الهيئة التدري�سية يف اجلامعة (اطروحة دكتوراه)‪ ،‬كلية الآداب‪ ،‬جامعة بغداد‪.‬‬
‫الزبيدي‪ ،‬كامل علوان‪ ،‬والهزاع‪� ،‬سناء جمول (‪ .)1997‬بناء مقيا�س لل�صحة النف�سية لطلبة اجلامعة‪ .‬جملة‬
‫العلوم الرتبوية والنف�سية‪.)22( ،‬‬
‫زغري‪ ،‬ر�شيد (‪ .)2010‬ال�صحة النف�سية واملر�ض النف�سي والعقلي‪ ،‬الطبعة الأوىل‪ ،‬عمان‪ :‬دار الثقافة للن�شر‬
‫والتوزيع‪.‬‬
‫�سم�ين‪ ،‬زي��د بهل��ول (‪ ،)1997‬الأمن والتحم��ل النف�سي وعالقته��ا بال�صح��ة النف�سية (�أطروح��ة دكتوراه)‪،‬‬
‫اجلامعة امل�ستن�صرية‪ ،‬كلية الآداب‪.‬‬
‫�شوا�شرة‪ ،‬عاطف ح�سن (‪ .)2007‬فاعلية برنامج يف الإر�شاد الرتبوي يف ا�ستثارة دافعية االجناز لدى طالب‬
‫يع��اين من ت��دين الدافعية والتح�صي��ل الدرا�سي – درا�سة حال��ة (ر�سالة ماج�ستري غ�ير من�شورة)‪ ،‬كلية‬
‫الدرا�سات الرتبوية‪/‬اجلامعة العربية املفتوحة فرع الأردن‪.‬‬

‫المجلة الدولية‬
‫‪https://doi.org/10.20428/IJTD.8.2.1‬‬ ‫لتطوير التفوق‬ ‫‪22‬‬
‫ في�صل عي�سى عبد القادر النوا�صره‬.‫د‬
‫م‬2017 )15( ‫العدد‬ ‫املجلد الثامن‬

‫ ال�صح��ة النف�سية وعالقته��ا بالتح�صي��ل الدرا�سي ل��دى تالميذ‬.)2007( ‫ فاطم��ة عب��داهلل حمم��د‬،‫�صال��ح‬
.‫ ال�سودان‬،‫ جامعة النيلني‬،)‫املرحلة الأ�سا�سية (ر�سالة ماج�ستري غري من�شورة‬
‫ ال�صحة النف�سية وعالقته��ا بالتح�صيل الدرا�سي لطالب املرحلة الثانوية‬.)2007( ‫ فاطمة حممد‬،‫الطاه��ر‬
،)‫مبدين��ة الأبي�ض – درا�سة مقارنة بني الن�ساء العامالت وغ�ير العامالت (ر�سالة ماج�ستري غري من�شورة‬
.‫ ال�سودان‬،‫اخلرطوم‬
.‫ الأردن‬،‫ عمان‬،‫ دار الفكر‬،‫ الطبعة الثالثة‬،‫ ال�صحة النف�سية‬،)2005( ‫ حنان‬،‫العناين‬
.‫ دار الفكر للطباعة والن�شر‬:‫ عمان‬،‫ علم النف�س العام‬.)2002( ‫ عبد الرحمن‬،‫ وعد�س‬،‫ يو�سف‬،‫قطامي‬
‫ م�ستوى ال��ذكاء االنفعايل وعالقته بال�صحة النف�سية ل��دى طلبة جامعة كربالء‬.)2011( ‫ علي��اء‬،‫الكعب��ي‬
.‫ جامعة كربالء‬،)‫(ر�سالة ماج�ستري غري من�شورة‬
:‫ املقيا���س النف�س��ي لل�صح��ة النف�سي��ة‬،‫ �سل�سل��ة املقايي���س النف�سي��ة‬.)2006( ‫ �سي��د‬،‫يو�س��ف‬
.http://www.maktoobblog.com/sayed_yus...735&post=13189

Brugha, T. S., Bebbington, P. E., MacCarthy, B., Sturt, E., Wykes, T., & Potter, J.
(1990). Gender, social support and recovery from depressive disorders:
a prospective clinical study. Psychological Medicine, 20(1), 147-156.
Chan, D. W. (2004). Social coping and psychological distress among Chinese
gifted students in Hong Kong. Gifted Child Quarterly, 48(1), 30-41.
Colangelo N. (2002). Counseling Gifted and Talented Students. The
University of Iowa.
Coleman, L. J. & Cross, T. L. (2001). Being gifted in school: An introduction
to development, guidance, and teaching. Waco, TX: Prufrock Press, Inc.
Hankin, B. L., Abramson, L. Y., Moffitt, T. E., Silva, P. A., McGee, R., & Angell,
K. E. (1998). Development of depression from preadolescence to young
adulthood: emerging gender differences in a 10-year longitudinal study.
Journal of abnormal psychology, 107(1), 128.
Richards, K., Campenni, C., & Muse-Burke, J. (2010). Self-care and well-
being in mental health professionals: The mediating effects of self-
awareness and mindfulness. Journal of Mental Health Counseling,
32(3), 247-264.
Savikko, A., Alexanderson, K., & Hensing, G. (2001). Do mental health
problems increase sickness absence due to other diseases?. Social
psychiatry and psychiatric epidemiology, 36(6), 310-316.
Schüler, P. (2002). Perfectionism in gifted children and adolescents. The
social and emotional development of gifted children: What do we know,
71-79.
Silverman, L. K. (1993). Counseling the gifted and talented. CO: Love
Publishing Company.

‫المجلة الدولية‬
23 ‫لتطوير التفوق‬ https://doi.org/10.20428/IJTD.8.2.1

You might also like