You are on page 1of 24

2

‫‪ .1‬الفصل األول‪ :‬مدخل إلى الدراسة‪:‬‬

‫مقدمة‪:‬‬ ‫‪1.1‬‬

‫يحت ل مفه وم الص حة النفس ية مرك ز الص دارة في مج االت علم النفس‪ ،‬ويع د من المواض يع‬

‫العلمي ة الحديث ة ال تي ش غلت اهتم ام ع دد كب ير من الب احثين من ذ أك ثر من نص ف ق رن‪ .‬تكمن‬

‫أهمية دراسة الصحة النفسية والضغوطات النفسية التي يتعرض لها اإلنسان جديرة باالهتمام‬

‫لما لها من خطورة وتأثير على كثير من جوانب حياة الفرد والمجتمع ككل‪.‬‬

‫ترتب ط الص حة النفس ية باألح داث اليومي ة من ض غوطات ال تي يتع رض له ا ك ل ف رد في الحي اة‬

‫ب دون اس تثناء‪ ،‬وال تي تع ود لع دة مص ادر أهمه ا ض غوطات الدراس ة‪ ،‬والض غوطات األس رية‪،‬‬

‫والضغوطات العاطفية‪ ،‬والضغوطات المادية وغيرها‪.‬‬

‫ومما ال شك فيه أن الحياة الجامعية من اهم الوضعيات الحياتية توليدا للضغوطات النفسية عند‬

‫الف رد‪ ،‬وبالخص وص عن د الف رد ال ذي يم ر بع دة مراح ل طبيعي ة فطري ة‪ ،‬فالط الب في مرحلت ه‬

‫الجامعية من الممكن أن يكون في مرحلة مراهقة وعلى مدى فترة دراسته يصل إلى مرحلة م ا‬

‫بع د المراهق ة‪ ،‬وه ذه التح والت الطبيعي ة ال تي تح دث داخ ل جس م الف رد ينتج عنه ا ض غوطات‬

‫نفس ية‪ ،‬فباإلض افة إلى الض غوطات الدراس ية ال تي ينتج عنه ا انفع االت واض طرابات تعي ق من‬

‫أداءه األك اديمي‪ .‬وعن دما يتع رض الف رد لض غوطات حياتي ة ح ادة أو مه ددة تجعل ه مش غوال‪،‬‬

‫فبالتالي تؤثر على العديد من الوظائف العقلية فتصبح غير فعالة‪ ،‬فمن الممكن أن تؤدي أيضا‬

‫إلى نقص في الكفاءة المعرفية وكثرة الوقوع في األخطاء‪ ،‬ومن بين التأثيرات المعرفية الناتجة‬

‫‪1‬‬
‫عن الضغوطات النفسية وهو زيادة في معدل األخطاء‪ ،‬باإلضافة إلى تدهور الذاكرة القصيرة‬

‫وطويلة المدى مما يؤدي إلى تناقص مدى الذاكرة (مصطفى‪.)2006 ،‬‬

‫ويعت بر التحص يل الدراس ي بمثاب ة المحص لة لع دد من العوام ل المرتبط ة بالبيئ ة وال زمن‬

‫والشخص ية‪ ،‬باإلض افة إلى التط ورات الي تح دث وت ؤثر على ه ذه الج وانب‪ ،‬فعن دما ننظ ر إلى‬

‫الج انب البي ئي للجامع ة فإنن ا ن رى أن ه يوج د الكث ير من التكليف ات الدراس ية‪ ،‬باإلض افة إلى‬

‫االختب ارات ال تي تول د الض غط النفس ي‪ ،‬ويب دأ الض غط النفس ي ب التكون ت دريجيا م ؤثرا على‬

‫التحص يل الدراس ي‪ ،‬فهن ا ن رى أن ا العالق ة فيم ا بينهم ا مدمج ة‪ ،‬فالنظ ام الج امعي ي ؤثر على‬

‫الصحة النفسية والعكس صحيح‪.‬‬

‫س وف نس تعرض في ه ذه الدراس ة خمس ة فص ول تن درج تحت الج انب النظ ري والج انب‬

‫المي داني‪ ،‬وال تي س وف تأخ ذ عين ة من الجامع ة األردني ة‪ ،‬وال تي س وف تعكس فه وى العالق ة‬

‫المترابطة بين الصحة النفسية والتحصيل الدراسي‪.‬‬

‫مشكلة الدراسة‪:‬‬ ‫‪1.2‬‬

‫تع د المرحل ة الجامعي ة مرحل ة حساس ة في ك ل ف رد يم ر به ا‪ ،‬حيث يص بح ك ل ف رد يم ر به ذه‬

‫المرحل ة يم ر بض غوطات المس ئولية الجامعي ة من تك اليف واختب ارات جامعي ة‪ ،‬وال تي بص ددها‬

‫تح دد مس تقبله في المجتم ع‪ ،‬فباإلض افة إلى التك اليف واالختب ارات الجامعي ة ال تي تول د الض غط‬

‫النفس ي‪ ،‬لطالم ا هن اك توقع ات من االه ل واألص دقاء ح ول ش دة نجاح ه وتأدي ة واجب ه كط الب‬

‫على أكمل وجه‪ ،‬فخالل هذه المرحلة يتعرض الطالب لعدة أنواع انفعاالت واضطرابات نفسية‪،‬‬

‫والس يما وج ود حي اة جامعي ة وال تي تع د جدي دة في حيات ه‪ ،‬وال تي بالتأكي د لن تخل و من عقب ات‬

‫وصعوبات‪ ،‬باإلضافة إلى أنه يمكن تواجد عالقات صداقة وعاطفية‪ ،‬والتي بدورها تعمل على‬

‫‪2‬‬
‫مضاعفة الواجبات والمسئوليات‪ ،‬األمر الذي يزيد من شدة الضغط النفسي‪ ،‬وكل هذه األمور‬

‫تولد قلق نفسي‪ ،‬والذي يؤثر على التحصيل الدراسي للطالب‪.‬‬

‫وكم ا ال ننس ى ان ه ذه المرحل ة تم ر أحيان ا من س نتين ح تى خمس س نوات‪ ،‬وفي ه ذه المرحل ة‬

‫يمكن أن يكون الطالب مراهقا ويبدأ باالنتقال إلى مرحلة الرشد‪ ،‬والتي بدورها تولد قلقا نفسيا‬

‫للطالب‪.‬‬

‫ف القلق كحال ة ه و قل ق م وقفي يعتم د على الظ روف الض اغطة‪ ،‬وعلى ه ذا األس اس يرب ط‬

‫"س يلبرجر" بين الض غط ومفه وم القل ق‪ ،‬ف القلق عملي ة انفعالي ة تش ير إلى تت ابع االس تجابات‬

‫المعرفية السلوكية‪ ،‬والتي تحدث كرد فعل لشكل ما من الضغوطات‪ ،‬فمن خالل دراساته التي‬

‫ق ام به ا‪ ،‬أن الض غوط النفس ية تلعب دورا هام ا في اإلش ارة على اختالف ات على مستوى الدافع‬

‫ك ل حس ب إدراك ه للض غط (عثم ان‪ .)2006 ،‬وكم ا ال ننس ى الفروق ات الفردي ة‪ ،‬فكم ا ذكرن ا‬

‫س ابقا أنن ا يمكنن ا دراس ة الموضوع من ثالث جوانب أساس ية وهي البيئ ة والزمن والشخص ية‪،‬‬

‫فبكل تأكيد هناك اختالف من فرد ألخر‪.‬‬

‫وكم ا أن الض غوط ليس ت مرادف ة بالض رورة للقل ق والت وتر النفس ي‪ ،‬وأنه ا ليس ت بالض رورة‬

‫سلبية‪ ،‬فيمكن أن تكون الضغوط المعتدلة لها دورا في تنمية الطالب واستثارة الدافعية لإلنجاز‬

‫وتنمي ة قدرات ه الحياتي ة‪ ،‬ولكن يكمن األم ر في ش دة الض غوطات وح دتها‪ ،‬وال تي بالتأكي د له ا‬

‫أضرارا على صحة الفرد النفسية (جمعة سيد يونس‪.)2013 ،‬‬

‫ل ذا يعت بر التحص يل الدراس ي بمثاب ة محص لة لع دد من العوام ل المرتبط ة ب الجوانب الشخص ية‬

‫مث ل الدافعي ة والق وة العقلي ة‪ ،‬باإلض افة إلى الظروف البيئي ة‪ ،‬فالتحص يل الدراسي عملي ة معق دة‬

‫‪3‬‬
‫تؤثر فيها عوامل كثيرة بعضها يتعلق بالمتعلم واستراتيجياته وصفاته وغيرها‪ ،‬وبعضها يتعلق‬

‫بالخبرة التعليمية وطريقة تعلمها وتعليمها‪.‬‬

‫إذن فالحي اة الجامعي ة من اهم الوض عيات الحياتي ة تولي دا للض غط عن د الف رد بالخص وص عن د‬

‫الطالب‪ ،‬الذي يطلب منه العديد من التكليفات‪ ،‬باإلضافة إلى الواجبات والمسئوليات األخرى‪،‬‬

‫وال ننس ى التوقع ات األس رية وغيره ا‪ ،‬وه ذا م ا يظه ر على الط الب من اع راض االكتئ اب‬

‫والتوتر والقلق النفسي‪ ،‬والذي بدوره يؤثر على تحصيله الدراسي‪.‬‬

‫أهمية الدراسة‪:‬‬ ‫‪1.3‬‬

‫السبب األساسي الكامن وراء اختيارنا لهذه الدراسة تكمن في شدة الحالة النفسية التي يمر بها‬

‫طالب الجامع ة‪ ،‬وال تي ت ؤثر على تحص يلهم الدراس ي‪ ،‬باإلض افة إلى س وء ح التهم النفس ية في‬

‫تلك المرحلة‪ ،‬والتي يعود لعدة أسباب كما تم ذكرها سابقا‪ .‬باإلضافة إلى‪:‬‬

‫قلة الدراسات التي تناولت هذا الموضوع خاصة العربية منها‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫قلة المراجع العربية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫إعادة النظر في أهمية هذه المرحلة لبناء مستقبل واعد للشباب العربي‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫ل ذا تعت بر ه ذه الدراس ة إض افة ل تراث النظ ري ح ول متغ يرات الض غط النفس ي والتحص يل‬

‫الدراس ي لطالب الجامع ة‪ ،‬وبالت الي يمكن تق ديم أط ر نظري ة مس تقبلية لتفس ير االبع اد العام ة‬

‫للضغوطات النفسية والعوامل المساهمة فيها‪ ،‬كما أن هذه الدراسة تفيد في‪:‬‬

‫تزوي د الجه ات المعني ة بأهمي ة الموض وع‪ ،‬ومنه ا الجامع ة إلع ادة النظ ر في‬ ‫‪‬‬

‫استراتيجياتها في التعامل مع الطالب‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫أهداف الدراسة‪:‬‬ ‫‪1.4‬‬

‫تهدف هذه الدراسة إلى البحث عن نوع العالقة بين الحالة النفسية للطالب والتحصيل الدراسي‬

‫في مرحلته الجامعية "البكالوريوس"‪.‬‬

‫وكذلك محاولة دفع عجلة البحث العلمي من خالل المساهمة في إثراء البحوث العلمية‪.‬‬

‫الدراسات السابقة‪:‬‬ ‫‪1.5‬‬

‫ق ام الب احثون باس تعراض البح وث والدراس ات الس ابقة ال تي ترتب ط بموض وع البحث الح الي‪،‬‬

‫وذلك بغرض االستفادة منها‪ ،‬وذلك من حيث األهداف التي قامت عليها‪ ،‬والعينات التي تمت‬

‫دراستها باألدوات التي استخدموها‪ ،‬وأهم هذه الدراسات فيما يلي‪:‬‬

‫دراسة سحر صالح‪ ،‬هويدا خالد ‪1996‬م‪:‬‬ ‫‪.1‬‬

‫عنوان الدراسة‪ :‬المشاكل النفسية واالجتماعية لطالبات الواليات في العاصمة القومية‪ ،‬هدفت‬

‫الدراسة إلى معرفة المشاكل النفسية واالجتماعية التي تؤثر على التحصيل الدراسي للطالبات‬

‫الجامعي ات‪ ،‬وك انت العين ة مكون ة من ‪ 600‬طالب ة موزع ة حس ب الجامع ات المخت ارة بنس ب‬

‫متس اوية من بين الطالب ات الريفي ات وطالب ات الم دن‪ ،‬وك ان االختي ار عش وائيا‪ ،‬تم اس تخدام‬

‫‪5‬‬
‫مقي اس من إع داد الب احثتين يتض من أس ئلة اجتماعي ة ونفس ية‪ ،‬وال تي اس تعانت الباحثت ان بعام ل‬

‫االرتب اط بينهم ا بع د الكش ف عن العالق ة بين المش اكل النفس ية واالجتماعي ة للطالب ات وتأثيره ا‬

‫على تحصيلهن الدراسي‪.‬‬

‫أظهرت النتائج أنه توجد عالقة وطيدة بين المشاكل النفسية والتحصيل الدراسي‪.‬‬

‫دراسة راوتر (‪1975 )Rotter‬م‪:‬‬ ‫‪.2‬‬

‫أجريت هذه الدراسة في إنجلترا‪ ،‬وحاولت ان تحصر العوامل المؤثرة في التحصيل الدراسي‬

‫في مجاالت رئيسية‪ ،‬ومن عدة جوانب وهي المدرسة والبيت والعوامل االجتماعية‪ ،‬ولقد وجد‬

‫راوت ر أن عوام ل المدرس ة ك انت من أك ثر العوام ل ت أثيرا في تحص يل الط الب‪ ،‬ويرج ع ل ذلك‬

‫أللية التعليم‪.‬‬

‫وهن ا ك انت الدراس ة عن د المدرس ة‪ ،‬ولكنن ا نعت بر أن الجامع ة هي مدرس ة كب يرة من ناحي ة‬

‫الواجبات والمسئوليات وكذلك التوقعات‪.‬‬

‫مصطلحات الدراسة‪:‬‬ ‫‪1.6‬‬

‫مفهوم الضغط النفسي‪:‬‬ ‫‪.1‬‬

‫يعرف الباحثون في علم النفس الضغط النفسي بعدة تعريفات‪ ،‬وكل تعريف ينطلق من أساس‬

‫محدد وواضح فبعض التعريفات ينطلق من المثير المحدث لإلثارة‪ ،‬والبعض االخر ينطلق من‬

‫االس تجابة الص ادرة من إزاء المث ير‪ ،‬والبعض األخ ر يجم ع بين المث ير واالس تجابة‪ ،‬باإلض افة‬

‫إلى متغيرات وسيطة قد ال تكون واضحة‪ ،‬ولقد ورد علم النفس والتحليل النفسي أن الضغوط‬

‫النفسية‬

‫‪6‬‬
‫" تعني وجود عوامل خارجية ضاغطة على الفرد سواء بكليته أو على جزء منه وبدرجة تولد‬

‫لديه إحساسا بالتوتر‪ ،‬أو تشويها في تكامل شخصيته‪ ،‬وحينما تزداد هذه الضغوط فإن ذلك يفقد‬

‫الف رد قدرت ه على الت وازن مم ا يغ ير نم ط س لوكه عم ا ه و علي ه إلى نم ط جدي د‪ .‬ويع رف‬

‫‪ Lazarus‬الض غط النفس ي بأن ه " مجموع ة المث يرات ال تي يتع رض له ا الف رد باإلض افة إلى‬

‫االستجابات المترتبة عليها‪ ،‬وكذلك تقدير الفرد لمستوى الخطر‪ ،‬وأساليب التكيف مع الضغط‬

‫والدفاعات النفسية التي يستخدمها الفرد في مثل هذه الظروف " (العالوى‪.)1998 ،‬‬

‫التعريف اإلجرائي‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫هي الدرجة التي يتحصل عليها الفرد من خالل تطبيقنا لمقياس الضغط النفسي‪.‬‬

‫مفهوم التحصيل الدراسي‪:‬‬ ‫‪.2‬‬

‫يع رف " الحام د " التحص يل الدراس ي بأن ه م ا يتعلم ه الط الب في المدرس ة من معلوم ات خالل‬

‫دراسته لمعلومة ما‪ ،‬وما يدركه المتعلم من العالقات بين هذه المعلومات وما يستنبطه منها من‬

‫حقائق تنعكس في أداء المتعلم والذي يسمى بدرجات التحصيل (الزهران‪.)1996 ،‬‬

‫التعريف اإلجرائي‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫إن التحص يل الدراس ي ه و تق دير كمي لف ترة دراس ية معين ة‪ ،‬ويش ير إلى المع دل الفص لي أو‬

‫السنوي الذي يتحصل عليه الطالب من خالل االختبارات الفصلية أو السنوية‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫‪ .2‬الفصل الثاني‪ :‬اإلطار النظري للدراسة‪:‬‬

‫تمهيد‪:‬‬ ‫‪2.1‬‬

‫لق د اهتم العلم اء بموض وع الض غوط النفس ية بش كل كب ير‪ ،‬حيث ك ان هن اك تقس يمات له ذه‬

‫الضغوط على مدى حياة الفرد‪ ،‬ومرحلة الجامعة هي مرحلة ليست بالصغيرة في حياة الفرد‪.‬‬

‫لم ي أتي اهتم ام العلم اء والب احثين في ه ذه المرحل ة من ف راغ‪ ،‬حيث أنهم ربط وا ت أثير ه ذه‬

‫المرحلة بكل صغيرة وكبيرة في حياة الفرد‪ ،‬وكان من ضمنها التحصيل الدراسي‪ ،‬ولم يقتصر‬

‫تحلي ل العلم اء على الض غوط االجتماعي ة أو المادي ة‪ ،‬ل ذا ك ان من نص يب ض غوط التكليف ات‬

‫الجامعي ة وأس لوب الجامع ة في الت دريس‪ ،‬وكم ا أن أس لوب الم درس على ح دى أيض ا ل ه ت أثير‬

‫على الصحة النفسية لكل طالب‪.‬‬

‫ويعتبر مفهوم الضغوط النفسية من المفاهيم التي ال يزال يكتنفها قدر كبير من الغموض‪ ،‬حيث‬

‫يرى باركنسون وكولمان أنه من الصعب إيجاد تعريف محدد للضغط في أنه تكوين فرضي‬

‫وليس شيئا ملموسا واضح المعالم من السهل قياسه‪ ،‬فغالبا ما يستدل على وجود الضغوط من‬

‫خالل اس تجابات س لوكية معين ة من الشخص ية وغيره ا من التكوين ات الفرض ية التي يس تخدمها‬

‫المتخصصون في العلوم السلوكية (عسكر‪ .)2000 ،‬لذا في هذا الفصل سوف نستعرض إث راء‬

‫النظري فيما يخص الضغط النفسي‪ ،‬والعالقة بين الضغط النفسي والتحصيل الدراسي‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫النظريات المرتبطة بالضغوط النفسية بالمرحلة الدراسية‪:‬‬ ‫‪2.2‬‬

‫من النظريات التي تفسر الضغط النفسي وهي نظرية العجز المتعلم‪ ،‬التي طورها ‪Sligman‬‬

‫والتي ترى أن الضغط النفسي إنتاج الشعور بالعجز للمتعلم‪ ،‬ويرى هذا النموذج أن هناك ثالث ة‬

‫أبعاد للتفسير المعرفي الذي يساعد في فهم درجة عمق وتناقض وطول مدة الشعور بالعجز‪،‬‬

‫مما يساعد في التنبؤ بإمكانية حدوثه وفي فهمه‪:‬‬

‫البع‪11 1‬د األول‪ :‬ع زو الفش ل ألس باب داخلي ة (الع زو ال داخلي) أو ألس باب خارجي ة (الع زو‬

‫الخارجي)‪.‬‬

‫البعد الثاني‪ :‬اتصاف العزو لدى الفرد بالثبات‪ ،‬حيث يفترض أن مسببات األمور سوف تبقى‬

‫هي في كلي األحوال‪.‬‬

‫البعد الثالث‪ :‬مدى انطباق التفسير على مجال واحد من الحياة أو شموليته لمجاالت عدة‪.‬‬

‫وقد بينت البحوث التي قام بها ‪ Seligman‬أن التفسيرات الداخلية والثابتة والشمولية هي التي‬

‫تق ود إلى تراج ع في الدافعي ة‪ ،‬والمعرف ة‪ ،‬والتكي ف االنفع الي‪ ،‬وتك ون النتيج ة أن داك ش عور‬

‫باالكتئاب أكثر تكرارا وأشد عمقا وأطول مدة‪.‬‬

‫إن الف رد إذا ع زا النقص في قدرت ه إلى عوام ل ثابت ة يص عب تغييره ا‪ ،‬فإن ه س وف يعتق د أن‬

‫جه ده الشخص ي لن يع دل في الموق ف‪ ،‬ول ذا ف إن مص ادرة الذاتي ة س تكون غ ير كافي ة لتحم ل‬

‫الضغط النفسي‪ ،‬مما يولد لديه مزيدا من الشعور الذاتي بالضغط النفسي‪.‬‬

‫وهناك أيضا نظرية العوامل االجتماعية في تفسير الضغط النفسي‪ ،‬حيث ترى بعض النظريات‬

‫االجتماعية أن عالقة الفرد مع بيئته االجتماعية قد تشعره باالغتراب وهذا يؤدي بدوره إلى‬

‫‪9‬‬
‫ش عوره بالخس ارة وع دم الوض وح وال مع نى والعزل ة وه ذه األم ور كل ه تش كل ج وانب من‬

‫الضغط النفسي‪.‬‬

‫إن مشكالت الفرد في اغلبها تنبع من عوامل بيئية اجتماعية‪ ،‬لذا فإن البيئة االجتماعية تؤثر‬

‫بشكل مباشر في الخبرة الشخصية وينتج عن هذا التفاعل بين الفرد والبيئة مشكالت تكون سببا‬

‫في الضغط النفسي (موسى‪ .)1994،‬لذا تعتبر الجامعة بيئة اجتماعية يتفاعل فيها الفرد بشكل‬

‫حيوي ال يقل فيها عن األسرة‪ ،‬فهناك عوامل كثير تدفع الطالب إلى الشعور بالضغط النفسي‪.‬‬

‫تأثير الضغط النفسي على الجوانب المعرفية والسلوكية‪:‬‬ ‫‪2.3‬‬

‫(مص طفى‪ )2006،‬عن دما يتع رض الط الب لض غوط داخ ل البيئ ة الجامعي ة‪ ،‬باإلض افة إلى‬

‫الض غوط الحياتي ة خ ارج الجامع ة تجعل ه مش غوال‪ ،‬وت ؤثر على العدي د من الوظ ائف العقلي ة‬

‫فتص بح غ ير فعال ة‪ ،‬وكم ا يح دث نقص في الكف اءة المعرفي ة وك ثرة الوق وع في األخط اء‪ ،‬ومن‬

‫أهم التأثيرات المعرفية الناتجة عن الضغوط والتي أوردها الباحثون ما يلي‪:‬‬

‫ت دهور ال ذاكرة قص يرة وطويل ة الم دى فيتن اقص م دى ال ذاكرة‪ ،‬وتق ل الكف اءة في‬ ‫‪‬‬

‫االستدعاء والتعرف حتى على ما هو مألوف وشيوع النسيان وعدم القدرة على تخ زين‬

‫المعلومات‪.‬‬

‫زي ادة مع دل الخط اء‪ :‬خاص ة في المه ام المعرفي ة والمعالج ات وتق ييم ق رارات واتخ اذ‬ ‫‪‬‬

‫الفرد لقرارات متهورة‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫تدهور قوة التنظيم والتخطيط طويلة المدى‪ :‬فيصبح العقل غير قادر على التقييم بدقة‬ ‫‪‬‬

‫للظروف الراهنة أو التنبؤ بالتبعات المستقبلية‪.‬‬

‫زي ادة االض طرابات المعرفي ة‪ :‬ع دم الق درة على اختب ار الواق ع ونقص الموض وعية‬ ‫‪‬‬

‫واض طراب أنم اط التفك ير وتص بح األفك ار غ ير منطقي ة وال عقالني ة‪ ،‬أي ص عوبة‬

‫التحكيم المنطقي‪.‬‬

‫عدم القدرة على حل المشكالت والحكم والتقدير وضيق القدرة على إدراك البدائل‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫نقص الحم اس ويتخلى الف رد عن أهداف ه الحياتي ة‪ ،‬ل ذا ق د يتوق ف عن ممارس ة‬ ‫‪‬‬

‫الممارسات اليومية التي تدعم مستقبله‪.‬‬

‫اض طراب ع ادات الن وم فق د يص اب الف رد ب القلق الليلي أو زي ادة مع دالت الن وم عن‬ ‫‪‬‬

‫الوضع الطبيعي‪ ،‬والذي يؤثر على الطالب بصورة أو بأخرى‪.‬‬

‫تجاه ل المعلوم ات الجدي دة وال رفض المس تمر للض وابط المفي دة أو التط ورات الجدي دة‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫لذا قد يردد الفرد عبارات مثل " إنني مشغول جدا لدرجة أنني ال أستطيع االهتمام أو‬

‫التعامل مع أشياء مثل هذه "‪.‬‬

‫عالقة القلق بالتحصيل الدراسي‪:‬‬ ‫‪2.4‬‬

‫قد يثير القلق االستجابة المالئمة لبعض مواقف التهديد في حالة ضعفها‪ ،‬وقد يثير االستجابة‬

‫الغ ير متوافق ة التي تع وق األداء في الوض عية التي يكون فيه ا عام ل الخطر أو مؤشر التهديد‬

‫قويا‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫يوض ح ‪ Landal Davidon‬أن القل ق يع د دافع ا للنج اح في المه ام البس يطة ومن ه يعرق ل أداء‬

‫االعم ال المركب ة والمعق دة‪ ،‬حيث يك ون أداء الط الب المض غوط والقل ق في المواق ف الص عبة‬

‫كاالمتحانات الهامة التي تستدعي التركيز سيئا‪.‬‬

‫ل ذا ي ؤدي القل ق الزائ د إلى ص عوبة في اس تقبال المعلوم ات‪ ،‬وفي كيفي ة إدخاله ا إلى ال ذاكرة‪،‬‬

‫باإلض افة إلى أم ر اس ترجاعها‪ .‬وللتحقي ق من فك رة أن يك ون القل ق م ؤثرا في التحص يل‬

‫الدراس ي‪ ،‬ق ام الب احث" ‪ "SpielBerger‬بدراس ة‪ ،‬حيث ق ارن فيه ا درج ات عين ة من الطلب ة‬

‫ال ذكور بمس توى القل ق ل ديهم‪ ،‬وتوص ل إلى أن درج ة القل ق ت ؤثر ت أثيرا س لبيا في التحص يل‬

‫الدراس ي للطلب ة س واء ك انوا من ذوي االس تعداد المرتف ع أو المنخفض‪ .‬ل ذا نس تنتج أن القل ق‬

‫المرتفع ينعكس سلبا على المردود الدراسي لمعظم الطالب في الجامعة‪.‬‬

‫كما استنتجت أيضا دراسة "‪ "Henrich‬أن ارتفاع درجة القلق تؤثر سلبا في النتائج المدرسية‬

‫للطالب (العيسوي‪ ،‬ثاني‪.)1996 ،‬‬

‫وكم ا أظه رت دراس ة "‪ "Seymour‬أن القل ق المرتف ع ي ؤثر في فعالي ة التعلم‪ ،‬وفيم ا يخ زن في‬

‫الذاكرة من معلومات‪.‬‬

‫لذا اتفق الباحثون على أن مستوى القلق المرتفع يؤثر في القدرات الضرورية الالزمة لعملية‬

‫التفكير والتحصيل الجيد للطالب‪ ،‬مما يوضح أن التحصيل الدراسي يتأثر بالدرجة العالية للقلق‬

‫لدى الطالب بشكل واضح‪ ،‬وذلك يعتبر كنتيجة طبيعية نظرا لما يسببه المستوى المرتفع من‬

‫القلق من اضطراب في عملية التركيز وصعوبة استيعاب المعلومات واسترجاعها‪ ،‬وأن القلق‬

‫المرتفع ال ينتج من عامل واحد بل من عدة عوامل‪ ،‬وأهم هذه العوامل الضغوطات الجامعية‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫ل ذا في ه ذه الدراس ة س وف نفحص فرض يتين‪ ،‬حيث يمكنن ا نفي فرض ية ومن خالله ا إثب ات‬

‫صحة الفرضية األخرى‪ ،‬وهما كما يلي‪:‬‬

‫الفرضية الصفرية ‪ :H0‬ال توجد عالقة ذات داللة إحصائية بين الضغوطات النفسية الجامعية‬

‫والتحصيل الدراسي الجامعي‪.‬‬

‫الفرض ية البديل ة ‪ :H1‬توج د عالق ة ذات دالل ة إحص ائية بين الض غوطات النفس ية الجامعي ة‬

‫والتحصيل الدراسي الجامعي‪.‬‬

‫حيث تتمث ل الض غوطات النفس ية الجامعي ة ب المتغير الت ابع‪ ،‬والتحص يل الدراس ي ب المتغير‬

‫المستقل‪.‬‬

‫‪ .3‬الفصل الثالث‪ :‬الطريقة واإلجراءات‪:‬‬

‫مقدمة‪:‬‬ ‫‪3.1‬‬

‫يه دف البحث الح الي إلى معرف ة م دى ت أثر التحص يل الدراس ي بالض غط النفس ي لطالب كلي ة‬

‫العم ل االجتم اعي في الجامع ة األردني ة في ع ام ‪2019‬م‪ ،‬ولإلجاب ة على تس اؤالت البحث‬

‫واختي ار ص حة الفرض يات خصص نا ب اب يض م الج انب المي داني‪ ،‬وال ذي يش مل أخ ذ عين ة من‬

‫‪13‬‬
‫المجتم ع‪ ،‬وع رض عليهم االس تبيانات والطلب منهم مأله ا‪ ،‬ليتم فحص الفرض يات ومناقش ة‬

‫المخرجات‪.‬‬

‫المنهجية‪:‬‬ ‫‪3.2‬‬

‫المنهج المتب ع في ه ذه الدراس ة ه و المنهج الوص في‪ ،‬ويعم ل ه ذا المنهج على الكش ف على‬

‫أس باب الض غوطات النفس ية المول دة داخ ل الجامع ة‪ ،‬ومن ثم وص ف االرتب اط بين الض غوطات‬

‫واألسباب والتحصيل الدراسي‪ ،‬وكما ان هذا المنهج ال يتوقف عند الوصف فحسب‪ ،‬بل إنه يتم‬

‫تحليل وتفسير ومقاربة العالقة بين المتغيرين من خالل استجابة العينة‪.‬‬

‫مجتمع وعينة الدراسة‪:‬‬ ‫‪3.3‬‬

‫مجتمع الدراسة‪ :‬تمثلت بكلية العمل االجتماعي في الجامعة األردنية دفعة ‪2017‬م‪.‬‬

‫العينة‪ :‬العينة مكونة من ‪ 5‬طالب‪ ،‬وهم ‪ 2‬ذكور و‪ 3‬إناث‪ ،‬والتي أخذت بشكل عشوائي‪.‬‬

‫النسبة المئوية‬ ‫العدد‬ ‫الجنس‬


‫‪40%‬‬ ‫‪2‬‬ ‫الذكور‬
‫‪60%‬‬ ‫‪3‬‬ ‫اإلناث‬
‫‪100%‬‬ ‫‪5‬‬ ‫المجموع‬

‫أدوات الدراسة‪:‬‬ ‫‪3.4‬‬


‫‪14‬‬
‫مقياس الضغط النفسي‪:‬‬ ‫‪.1‬‬

‫تم تص ميم مقي اس الض غط النفس ي المتعل ق بالجامع ة‪ ،‬وذل ك لقي اس ش دة الض غط النفس ي ال ذي‬

‫يتولد للطالب من خالل دراسته الجامعية‪ ،‬ويشمل المقياس على خمسة أسئلة مباشرة في ارتباط‬

‫الض غط الج امعي على القل ق والض غط النفس ي‪ ،‬وم دى ت أثيره على م ردود الط الب وتحص يله‬

‫الدراسي للفصل األول في سنة ‪2019 \2018‬م‪ ،‬ويتم اإلجابة على األسئلة بأربع أجوبة وهي‬

‫أوافق بشدة‪ ،‬أوافق‪ ،‬أرفض‪ ،‬أرفض بشدة‪ ،‬وترقم شدة الضغط حسب السؤال من ‪ 1‬إلى ‪.4‬‬

‫صدق وثبات المقياس‪:‬‬ ‫‪3.5‬‬

‫الصدق‪:‬‬ ‫‪.1‬‬

‫لم يتم التح ق من ص دق المقي اس‪ ،‬ولكن المقي اس يرب ط بش كل كب ير بين الض غط النفس ي‬

‫والتحص يل الدراس ي للط الب‪ ،‬وس وف يتم اس تخدامه من اج ل التج ريب ليس إال‪ ،‬حيث س وف‬

‫يظهر شدة الضغط النفسي وتأثيره على التحصيل الدراسي للعينة من الطالب‪.‬‬

‫الثبات‪:‬‬ ‫‪.2‬‬

‫يقص د بثب ات المقي اس أن ه يعطي نفس النت ائج تقريب ا إذا أعي د تطبيق ه على نفس العين ة م رة‬

‫أخرى‪ ،‬وفي الدراسة الحالية على أنها تجريبية فال يمكن إثبات ثبات المقياس‪ ،‬وذلك لعدم إعادة‬

‫المقياس مرة أخرى على نفس العينة في زمن متباعد‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫إجراءات الدراسة‪:‬‬ ‫‪3.6‬‬

‫وق د ك انت اإلج راءات هي البحث المب دئي في الدراس ة‪ ،‬ومن ثم مقابل ة طالب من كلي ة العم ل‬

‫االجتم اعي في الجامع ة األردني ة لس نة ‪ ،2017‬والطلب منهم تعبئ ة االس تبيان بش كل ج دي بع د‬

‫شرح األمر لهم وتوضيحه بأنه ألمر علمي‪ .‬وقد تم جمع المعلومات ميدانيا من أفراد العينة‪،‬‬

‫وقد كانت المعلومات مرتبطة بالضغوطات النفسية والتحصيل الجامعي للفصل األول من عام‬

‫‪2019\2018‬م‪.‬‬

‫حدود الدراسة‪:‬‬ ‫‪3.7‬‬

‫ال شك بأن هذه الدراسة تجريبية‪ ،‬ولكن هناك حدود لها‪ ،‬حيث أنها تحتاج لمدة زمنية أطول‪،‬‬

‫باإلض افة إلى انه ا تحت اج لعين ة كب يرة من المجتم ع كك ل‪ ،‬وال ذي يتطلب وقت ا أط ول‪ ،‬وكم ا أن‬

‫البيانات لن تكون دقيقة ألنها تحتاج لعمليات إحصائية دقيقة وأكبر‪ ،‬باإلضافة إلى أن الدراسة‬

‫تحتاج لدراسة أسلوب الجامعة في ألية التدريس ليثبت مدى صحة البيانات المجمعة من العينة‪.‬‬

‫األسلوب اإلحصائي المستخدم‪:‬‬ ‫‪3.8‬‬

‫بعد نقل وتفريغ البيانات من االستبيانات‪ ،‬من المفترض أن يتم إخضاعها للتحليل االحصائي‪،‬‬

‫حيث يتم استخدام األساليب اإلحصائية التالي‪:‬‬

‫حساب متوسطات الحسابية واالنحرافات المعيارية لدرجات عينة البحث‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫حساب مدى داللة الفروق بين التكرارات‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪16‬‬
‫اختبارات ‪ T-test‬ويستخدم لقياس مدى داللة الفرق بين متوسطي عينتين‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫حساب معامل ارتباط بيرسون وسبيرمان‪ ،‬لحساب العالقة االرتباطية بين المتغيرين‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ .4‬الفصل الرابع‪ :‬نتائج الدراسة ومناقشتها‪:‬‬

‫‪ 4.1‬مناقشة النتائج مع مقارنتها بالدراسات السابقة‪:‬‬

‫يتم في هذا الجزء من البحث مناقشة النتائج السابقة المتحصل عليها من تطبيق االستبيان على‬

‫أف راد العين ة من الطالب‪ ،‬ومن ثم مقارنته ا بالفرض يتين الص فرية والبديل ة‪ ،‬ومن ثم نفي‬

‫‪17‬‬
‫الفرض ية الص فرية في ح ال ك ان هن اك عالق ة ذات دالل ة إحص ائية بين المتغ يرين‪ ،‬وذل ك‬

‫باالستدالل بالفحص اإلحصائي بعد جمع البيانات من العينة‪.‬‬

‫ومن خالل البحث في الدراسات السابقة‪ ،‬سوف يتم مناقشة نتائجها‪ ،‬ومن أهمها‪:‬‬

‫دراسة السنيدي ‪2008‬م‪:‬‬ ‫‪.1‬‬

‫وأجريت هذه الدراسة على طالب كلية الملك فيصل الجوية‪ ،‬وقد تناولت الدراسة أهم الضغوط‬

‫النس بية ال تي يتع رض له ا الطالب العس كريين في كلي ة المل ك فيص ل الجوي ة بالمملك ة العربي ة‬

‫الس عودية‪ ،‬وق د وج د الب احث أن الض غوطات األكاديمي ة تمث ل أعلى مس تويات الض غوط ل دى‬

‫الطالب ومن ثم الض غوطات االس رية ومن ثم االجتماعي ة‪ ،‬بينم ا حص لت الض غوط الشخص ية‬

‫أق ل درج ة في الت أثير على حي اة الطالب‪ ،‬وق د وج د من خالل ه ذه الدراس ة أن هن اك ارتب اط‬

‫س لبي عكس ي بين الض غوطات النفس ية والتحص يل الدراس ي ل دى الطالب‪ ،‬حيث وج د أن ه كلم ا‬

‫قلت مس تويات الض غوط ترتف ع مع دالت التحص يل الدراس ي ل دى الطالب‪ .‬ومن خالل ه ذه‬

‫الدراسة تتحقق الفرضية البديلة ويمكننا رفض الفرضية الصفرية‪ ،‬وأنا أتفق معها‪.‬‬

‫دراسة شقير ‪1997‬م‪:‬‬ ‫‪.2‬‬

‫ه دفت ه ذه الدراس ة إلى التع رف على العالق ة بين الض غوط النفس ية واالح تراق النفس ي وتأثير‬

‫بعض المتغ يرات على تحص يل طالب ات الجامع ة‪ ،‬وطبقت الدراس ة على عين ة مكون ة من ‪300‬‬

‫طالبة من المستويات الثاني والثالث والرابع بجامعة الملك عبد العزيز بجدة‪ ،‬وتوصلت الدراسة‬

‫إلى وجود عالقة ارتباطية بين الضغوطات النفسية والتحصيل الدراسي‪ .‬وهنا أيضا تم رفض‬

‫الفرضية الصفرية‪ ،‬وتحقق الفرضية البديلة‪ ،‬وأنا أتفق معها أيضا‪.‬‬


‫‪18‬‬
‫االستنتاج العام‪:‬‬ ‫‪4.2‬‬

‫قامت الباحثة ي هذه الدراسة بالبحث عن العالقة بين مستويات شدة الضغط النفسي والتحص يل‬

‫الدراسي لدى طالب سنة ‪ 2017‬في كلية العمل االجتماعي للجامعة األردنية‪.‬‬

‫وقد تم مناقشة الفرضيتين الصفرية والبديل ة‪ ،‬حيث تنص الفرضية الصفرية على أنه ال يوجد‬

‫فروقات ذات داللة إحصائية بين الضغوطات النفسية الجامعية والتحصيل الدراسي‪ ،‬والتي تم‬

‫نفيها مستدال بدراسات سابقة‪ ،‬ومن خالل نفي الفرضية الصفرية فإن الفرضية البديلة ال تتحقق‬

‫إال بفحص ها‪ ،‬ومن خالل الدراس ات الس ابقة ف إن الفرض ية البديل ة تتحق ق‪ ،‬حيث يوج د فروق ات‬

‫ذات داللة إحصائية بين التحصيل الدراسة والضغوطات النفسية الجامعية‪.‬‬

‫الصعوبات التي واجهت الباحثة‪:‬‬ ‫‪4.3‬‬

‫ندرة البحوث والدراسات التطبيقية التي تناولت الضغط النفسي والتحصيل الدراسي‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫حيث لم تحصل الباحثة على دراسة واحدة تناولت هذا الموضوع وخاصة في المجتمع‬

‫العربي‪.‬‬

‫االقتراحات‪:‬‬ ‫‪4.4‬‬

‫‪19‬‬
‫العمل جاهدا من أجل إتمام األبحاث المتعلقة في هذا الموضوع‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫ض رورة حس ن معامل ة المعلمين للطالب‪ ،‬وكم ا نرج و من توظي ف األس اليب العملي ة‬ ‫‪‬‬

‫الحديثة في التدريس‪.‬‬

‫ض رورة مراجع ة األلي ة التعليمي ة من قب ل المدرس ين‪ ،‬وأخ ذ أراء الطالب في كمي ة‬ ‫‪‬‬

‫التكليفات الموضوعة لهم‪.‬‬

‫فتح ورش ات عم ل خالل الموس م الدراس ي للتعري ف بمختل ف االض طرابات النفس ية‬ ‫‪‬‬

‫ودور المختص النفسي في عالجها في الوسط التربوي‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫المراجع‬
‫عبد المعطي حسن مصطفى (‪ :)2006‬ضغوط الحياة وأساليب مواجهتها‪ ،‬مكتبة الزهراء‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪.‬‬

‫جبريل موسى (‪ :)1994‬تقديرات األطفال‪ ،‬مصادر الضغط النفسي وعالقتها بتقدير أباءهم وأمهاتهم‪ ،‬مجلة الدراسات‬
‫الجامعية‪ :‬األردنية‪ ،‬األردن‪.‬‬

‫حامد عبد السالم الزهران (‪ :)1996‬علم النفس االجتماعي‪ ،‬دون طبعة‪ ،‬دار الشمس‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪.‬‬

‫فاروق السيد عثمان (‪ :)2006‬القلق وإدارة الضغوط النفسي‪ ،‬ط‪ ،2‬دار الفكر العربي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪.‬‬

‫المالحق‬
‫‪21‬‬
‫وبعد التحية‪ ،‬أرجو من حضرتكم أن تقوم بتعبئة هذا االستبيان‪،‬‬

‫الذي يهدف إلى الفائدة العلمية‪.‬‬

‫الجنس ‪...............‬‬

‫أرف‬ ‫أرف‬ ‫أواف‬ ‫أوافق‬ ‫العبارة‬


‫بشدة‬
‫ض‬ ‫ض‬ ‫ق‬

‫بشدة‬
‫الحياة الجامعية مليئة بالضغوطات النفسية؟‬
‫هن اك اختالف في ض غوطات التك اليف من‬

‫أستاذ ألخر؟‬
‫ه ل لض غوطات الجامع ة دور كب ير على‬

‫التحصيل الدراسي بشكل سلبي؟‬


‫ه ل ض غوطات الجامع ة تجعل ك غ ير‬

‫مرت اح‪ ،‬ومن الممكن أال تن ام بش كل م ريح‬

‫يوميا؟‬
‫ه ل لحيات ك الشخص ية واالجتماعي ة ت أثير‬

‫على تحص يلك ومع دلك الدراس ي في‬

‫‪22‬‬
‫الجامعة؟‬

‫‪23‬‬

You might also like