Professional Documents
Culture Documents
تتت
تتت
عاما من التدريس في التعليم االبتدائي ،حيث تعاملت وتفاعلت مع أعداد كبيرة ومتنوعة من التالميذ في كل
املستويات التعليمية من القسم األول إ لى القسم السادس ،كان لدي فرصة الكتساب خبرات تربوية ثرية( .املحور األول)
استفدت من هذه التجربة بشكل طبيعي وعفوي ،وكان لذلك دور كبير في تجاوز التحديات املختلفة وابتكار حلول ّ
فعالة
لها .في بيئة الفصل الدراس ي ،حيث يعيش املعلم مع تالميذه على مدى السنة الدراسية بأكملها ،ينتج عن ذلك تفاعالت
فهما ً
عميقا للعالقات التي تتشكل بينه وبين التالميذ ،وبين التالميذ أنفسهم. اجتماعية ونفسية تمنح لألساذ ً
هذه البيئة الفريدة توفر لألستاذ فرصة للتفاعل املستمر مع تالميذه ،مما يمكنه من فحص أعماق العالقات التي
تتشكل داخل الصف .ونتيجة لذلك ،يمكن لألستاذ أن يجد حال ّ
فعاال ملختلف التحديات التي قد تطرأ في جماعة القسم،
ويكون لديه القدرة على ابتكار حلوال مناسبة ملشكالت التفاعالت االجتماعية بين التالميذ وأيضا بين التالميذ واألستاذ .مع
محاولة استنساخ بعض التجارب الناجحة في املجاالت أخرى ومحاولة توظيفها ،ليس بالضرورة أن يكون مخططا لها ،بل
قد تكون بشكل عفوي ،لتجاوز هذه الظواهر السلبية التي تحدث داخل جماعة القسم ،خاصة تلك املتعلقة بالدراسات
النفسية التي تلعب ً
دورا في اتخاذ قرارات و إيجاد حلول ناجعة في مجاالت مختلفة ،ألن الجانب النفس ي يعتبر أهم عامل
جزءا ً
هاما من تشكيل سلوكه .تجارب الطفولة مع مؤثر في سلوك الفرد .فالخبرات النفسية التي يخوضها الفرد تشكل ً
وفي تجربتي الخاصة في إطار جماعة القسم سوف نتحدث في هذا املوضوع ،عن بعض الدراسات في مجال علم النفس
الرياض ي حول سلوك املشجعين داخل املالعب .التي تعرفت عليها بشكل متفرق أثناء مشاهدتي لبعض األشرطة الوثائقية
التلفزية .إن تطبيق هذه الستراتيجيات ال ّ
فعالة داخل الفصل ،تحقق بشكل عفوي دون تخطيط ،أدت لتخفيف الظواهر
السلبية التي تحدث في القسم مثل سرقة األدوات املدرسية ،وعدم على االنخراط في أنشطة الفصل ،وهذا ما سنتطرق إليه
في هذا املوضوع مع الربط بين هذه الدراسات النفسية في مجالي الرياضة ،وظاهرة سرقة األدوات املدرسية في بعض
الحاالت
املحور األول :مجال علم النفس الرياض ي وظاهرة سرقة األدوات املدرسية
الحواجز الحديدية في املالعب النجليزية جاءت نتيجة للدراسات النفسية التي ركزت على فهم سلوك املشجعين وتأثير
العوائق املادية على تفاعلهم .إحدى هذه الدراسات هي البحث الذي أجرته ""The Football Safety Officers Association
الذي تناول تأثير الحواجز الحديدية على تجربة املشجعين .أظهرت هذه الدراسة أن وجود الحواجز يمكن أن يزيد من
التوتر و عدوانية املشجعين .بالضافة إلى ذلك ،أشارت دراسة أخرى منشورة في " Journal of Sport & Exercice
فكرة تجربة إزالة الحواجز داخل الفصل ملحاربة ظاهرة سرقة األدوات املدرسية بين التالميذ ،قد تبدو غريبة لكن
األساس في ذلك ،هو كون جوهر الدراسة يشير إلى كون االحتياطات املبالغ فيها ،ملنع فعل ما ،قد تؤدي إلى العكس ،و بالتالي
قد يكون لتخفيف بعض مظاهر االحتياطات املبالغ فيها تأثير إيجابي ،قد يساعد في تعزيز الثقة بين التالميذ أنفسهم
وهذا عشته بشكل شخص ي ،فعند انتقالي إلى أحد الفرعيات في املجموعة املدرسية ،كانت ظاهرة سرقة أغراض
التالميذ للبعض منهم منتشرة بشكل كبير ،و كان الحل هو نهج تدابير احتياطية مبالغا فيها ،مثل إغالق األقسام أثناء فترات
االستراحة ،أو حمل التالميذ ملحافظهم مع خروجهم في أوقات االستراحة ،مما يشكل ً
عبء عليهم ،و يحول دون استمتاعهم
بالنسبة لي ،قمت إزالة مظاهر االحتياط املبالغ فيها ،وشيئا فشيئا ،بدأت تخف هذه الظاهرة إلى أن اختفت بشكل كامل
مع بعض االستثناءات ،إزالة مظاهر االحتياط املبالغ فيها كان خطوة ّ
فعالة .فإزالة مظاهر االحتراز املبالغ فيها ،كانت نتيجته
إيجابية ،عكس اتخاذ إجراءات احتياطية واحترازية التي قد تزيد مين تفاقم املشكلة .مثل ما حدث عند إزالة الحواجز
الحديدية في املالعب ،حيث وكان الهدف تحفيز تفاعل إيجابي بين املشجعين .نفس املفهوم يمكن تطبيقه في الفصل ،حيث
يمكن تحفيز التالميذ وتعزيز الثقة بينهم واملشاركة اليجابية .ففي بعض األحيان ،قد تكون الحواجز ،سواء كانت حديدية
أو نفسية ،قد تسهم في تحفيز السلوك غير املرغوب .فتوفير بيئة تحفز الثقة ،في املالعب أو في الفصل يمكن أن يقلل من
الحاجة إلى سلوكيات سلبية ,في الفصل ،و لتشجيع الشعور باالنتماء واالندماج في املجموعة لتقليل السلوكيات السلبية
يجب التشجيع على التفاعل اليجابي داخل الفصل و استخدام نظرية التحفيز لتحفيز السلوك اليجابي داخل الفصل.
مثل نظرية التحفيز واملكافأة لدوارد توري الذي قدم نظرية التحفيز والتسلية ( )MOTالتي تؤكد على دور املكافأة والتحفيز
في تشجيع السلوك اليجابي .كتقديم مكافآت وتحفيزات لتعزيز االلتزام بالقواعد وتشجيع على املشاركة اليجابية مما يعزز
الرضا الشخص ي ويسهم في تعزيز تجربة العيش في جماعة القسم بشكل إيجابي.
إن ما استنتجته في تجربتي املهنية مع التالميذ ،والتي قد أعبر عنها كمعادلة ،هو أنه كلما أظهرت للتالميذ ثقتك بهم
بشكل أكبر ،كلما زادت نسبة تحملهم للمسؤولية .وهذا ما ينطبق أيضا على مثال أخر ،ففي تصحيح التمارين أو فروض
املراقبة املستمرة ،أوكل إليهم مهمة وضع النقط بأنفسهم ،بعد أن أحدد لهم النقط املخصصة لكل سؤال ،في الوهلة يظهر
أن ذلك قد يخلق فرصا للبعض للقيام بالغش ،وهذا ما أعتقده و صرح لي به أحد الزمالء من األساتذة ،عندما عرف
الطريقة التي أتبعها .لكن على عكس ما يعتقده البعض ،فإنه عند تحميل املسؤولية للتلميذ ،يزيد ذلك في نسبة رقابته
لنفسه وبالتالي فإنه في هذه الحالة سيتفادى القيام بالغش ،وأكثر من ذلك فإنه يتشدد في عملية التصحيح و ضد