You are on page 1of 11

‫‪ISSN: 2676-1998‬‬ ‫مجلة القبس للدراسات النفسية واالجتماعية (ص ‪0202 (03) 11 )77-87‬‬

‫الخجل وعالقته بالتفاعل الصفي لدى تالميذ السنة الرابعة ابتدائي‬


‫‪Shyness and its relationship to Classroom Interaction among fourth-year primary school‬‬
‫‪pupils‬‬
‫‪3‬‬
‫د‪ /‬عفيفة جديدي‪ ،*،1‬ط‪ /‬بشرى الحقي‪ ،2‬ط‪ /‬خدجية يوسفي‬
‫‪ 1‬جامعة البويرة‪ .‬كلية العلوم االجتماعية واإلنسانية‪ .‬قسم علم النفس وعلوم الرتبية (اجلزائر)‬
‫‪ 2‬جامعة البويرة‪ .‬كلية العلوم االجتماعية واإلنسانية‪ .‬قسم علم النفس وعلوم الرتبية (اجلزائر)‬
‫‪ 3‬جامعة البويرة‪ .‬كلية العلوم االجتماعية واإلنسانية‪ .‬قسم علم النفس وعلوم الرتبية (اجلزائر)‬
‫اتريخ االستالم ‪ 2421/40/22 :‬؛ اتريخ املراجعة ‪ 2421/40/22 :‬؛ اتريخ القبول ‪2421/40/22 :‬‬
‫ملخص الدراسة‪:‬‬
‫هدفت الدراسة احلالية إىل التعرف على طبيعة العالقة بني اخلجل والتفاعل الصفي لدى عينة من تالميذ السنة الرابعة ابتدائي‪،‬‬
‫حجمها ‪ 34‬تلميذا (‪ 11‬ذكور و‪ 13‬إانث) من والية البويرة‪ .‬وكذا‪ ،‬الكشف عن الفروق بني متوسطات درجات أفراد عينة الدراسة على‬
‫مقياس اخلجل لعبد العزيز حسن الدريين‪ ،‬واستبيان التفاعل الصفي (املعد من طرف الباحثتني) وفقا ملتغري اجلنس‪ .‬وقد مت االعتماد على املنهج‬
‫الوصفي ملالءمته لطبيعة موضوع الدراسة‪ .‬ومتثلت األساليب اإلحصائية ملعاجلة نتائج الدراسة‪ ،‬يف معامل ارتباط بريسون واختبار (‪ )T‬لداللة‬
‫الفروق‪ ،‬حيث أسفرت النتائج عن ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬وجود عالقة غري دالة بني اخلجل والتفاعل الصفي لدى تالميذ السنة الرابعة ابتدائي‪.‬‬
‫‪ -‬ال توجد فروق دالة إحصائيا يف اخلجل تعزى ملتغري اجلنس‪.‬‬
‫‪ -‬ال توجد فروق دالة إحصائيا يف التفاعل الصفي تعزى ملتغري اجلنس‪.‬‬
‫الكلمات املفتاحية‪ :‬اخلجل؛ التفاعل الصفي؛ تلميذ السنة الرابعة ابتدائي‪.‬‬
‫‪Abstract:‬‬
‫‪The present study aimed to identify the nature of the relationship between shyness and‬‬
‫‪classroom interaction in a sample of fourth year primary school pupils, the size of which is 30‬‬
‫‪pupils (17 males and 13 females) from Bouira. Likewise, the disclosure of the differences‬‬
‫‪between the mean scores of the study sample on the Shyness Scale of Abdulaziz Hassan Al-‬‬
‫‪Derini, and the Classroom Interaction Questionnaire (prepared by the researchers) according to‬‬
‫‪the gender variable. The descriptive approach has been relied upon for its relevance to the‬‬
‫‪nature of the subject of study. The statistical methods for treating the results of the study were‬‬
‫‪represented in the Pearson correlation coefficient and (T) test for the significance of‬‬
‫‪differences, where the results are the following:‬‬
‫‪- The existence of a non-significant relationship between shyness and classroom interaction‬‬
‫‪among fourth year primary school pupils.‬‬
‫‪- There are no statistically significant differences in shyness attributed to the gender variable.‬‬
‫‪- There are no statistically significant differences in classroom interaction due to gender‬‬
‫‪variable.‬‬
‫‪Keywords: shyness; Classroom interaction; Fourth year elementary pupil.‬‬
‫ـ مقدمة‪:‬‬
‫يعترب جناح العملية الرتبوية مرهوان ابلتفاعل اجليد واملتني بني عناصرها الثالث األساسية (املعلم‪ ،‬املتعلم‪،‬‬
‫املنهاج)‪ ،‬ألن أمهية الرتبية وقيمتها تتجلى يف تطوير اإلنسان وتنميته من مجيع النواحي‪ .‬ويعترب التلميذ أحد احملركات‬
‫املهمة هلذه العملية‪ ،‬هذا ما زاد اهتمام الباحثني يف خمتلف اجملاالت كالعلوم النفسية والرتبوية ابلرتكيز عليه بغية‬
‫مساعدته على استغالل قدراته؛ من أجل حتقيق تعلم أمثل وزايدة قدرته على حتسني أدائه األكادميي‪.‬‬
‫فلقد كان هدف هذه العملية قدميا هو جناح التلميذ وانتقاله الجتياز املراحل العليا‪ ،‬لكن النظرة إليه اآلن‬
‫تتطلع إىل ما هو أمسى وأرقى‪ ،‬فلم يعد اهلدف من العملية الرتبوية حمصورا على التعليم والتعلم‪ ،‬بل أصبحت تسعى‬

‫‪78‬‬
‫‪HJRS 0202 (03) 11‬‬ ‫(ص ‪)77-87‬‬ ‫جديدي عفيفة ‪ /‬الحقي بشرى ‪ /‬يوسفي خديجة‬

‫حنو بناء شخصية املت علم وتطويرها يف كافة اجلوانب‪ ،‬حبيث يتجه املتعلم حنو الكمال اجلسمي والعقلي واالنفعايل‬
‫واالجتماعي‪.‬‬
‫إال أن املتعلم يتعرض أثناء سري هذه العملية للعديد من املشاكل النفسية والسلوكية اليت حتول دون منوه‬
‫النفسي واالجتماعي وتشل أداءه األكادميي‪ ،‬ولعل من أهم هذه املشاكل جند مشكل اخلجل الذي ميثل اجلزء األكرب‬
‫يف تفاعالتنا االجتماعية‪ ،‬مبا فيها عالقة الصداقة والزمالة واملدرسة واألسرة‪ ،‬فهو مبثابة مرض اجتماعي ونفسي‬
‫يسيطر على مشاعر الفرد وأحاسيسه منذ الطفولة‪ ،‬فيساهم يف تشتيت طاقاته الفكرية وإمكانياته اإلبداعية‪ ،‬وقدراته‬
‫العقل ية‪ ،‬ويشل قدرته يف السيطرة على سلوكه وتصرفاته اجتاه نفسه واجتاه اجملتمع الذي يعيش فيه‪ ،‬كما أن له أثر‬
‫سليب حيد من قدرة الفرد على التكيف املالئم وتفاعله االجتماعي وعالقته ابآلخرين‪ ،‬واالستفادة من اخلربات‬
‫املختلفة أمامه وخاصة يف املدرسة وابلضبط يف حجرة الدراسة‪ ،‬ما جيعل الطفل اخلجول غري قادر على األخذ‬
‫والعطاء مع أقرانه يف املدرسة‪ ،‬ليخلق لديه الشعور ابلنقص والعجز يف تكوين العالقات‪ .‬هذا ما يتسبب يف ظهور‬
‫اخلوف الشديد الذي يؤرقه وجيعله يتجنب املواقف االجتماعية‪ ،‬ويقف عائقا يف مشاركته وتفاعله يف حجرة الصف‬
‫مع معلميه وزمالئه‪ ،‬مما يؤدي إىل عجزه يف إبراز مواهبه وقدراته وضعف سلوكه االجتماعي‪.‬‬
‫وعليه فإن هذه الدراسة جاءت لتلقي الضوء على هذين املفهومني أال و مها‪ :‬اخلجل والتفاعل الصفي‪ ،‬بغية‬
‫الوصول إىل معرفة طبيعة العالقة بينهما‪.‬‬
‫‪1‬ـ إشكالية الدراسة‪:‬‬
‫يعترب التالميذ يف املرحلة االبتدائية‪ ،‬اللبنة األساسية يف العملية الرتبوية اليت تستند عليها عملية التعليم‪ ،‬كما أن‬
‫املدرسة هي الواقع الذي يواجه األطفال بعد تركهم بيوهتم وحميطهم األسري‪ ،‬وال سيما أهنم ينتقلون إىل مرحلة‬
‫جديدة تستدعي من املعلمني وأولياء األمور بذل جهد متواصل من اخلدمة والعناية‪ ،‬حىت يتم توافقهم مع الوضع‬
‫اجلديد‪ ،‬ليحققوا درجة من التكيف املدرسي من خالل تفاعلهم مع ما حييط هبم‪ .‬وهو ما يسمى ابلتفاعل الصفي‬
‫والذي يعرب عن كل ما يصدر عن املعلم والتالميذ داخل حجرة الدراسة؛ من كالم وأفعال وحركات وإشارات‬
‫وغريها‪ ،‬هبدف التواصل وتبادل األ فكار واملشاعر‪ .‬وأيخذ كل من املعلم واملتعلم دورا أساسيا فعاال لتحقيق هذا‬
‫التفاعل الصفي يف إطار بيئة مدرسية معينة‪.‬‬
‫وعرفت "احلرابوي" (‪ ،1111‬ص ‪ )171‬التفاعل الصفي‪ ،‬أبنه جمموعة أشكال ومظاهر العالقات‬
‫التواصلية بني املعلم وتالميذه‪ ،‬ويتضمن منط اإلرسال اللفظي وغري اللفظي‪ ،‬كما يشمل الرسائل التواصلية يف اجملال‬
‫والزمان‪ ،‬وهو يهدف إىل تبادل اخلربات واملعارف والتجارب واملواقف أو تبليغها ونقلها‪ ،‬مثلما يهدف إىل التأثري يف‬
‫سلوك املتلقي‪ .‬هذا ما بينته دراسة "حليمة قادري" (‪ )1112‬عن التفاعل الصفي بني األستاذ والتلميذ يف املرحلة‬
‫الثانوية‪ ،‬وتوصلت الدراسة إىل وجود ارتباط دال بني سلوك التلميذ ومعاملة األستاذ‪ ،‬إضافة إىل وجود ارتباط بني‬
‫اجلو العام يف القسم وإدارة األستاذ للقسم‪.‬‬

‫جملة القبس للدراسات النفسية واإلجتماعية‬ ‫‪79‬‬


‫‪HJRS 0227 (03) 11‬‬ ‫الخجل وعالقته بال تفاعل الصفي لدى تالميذ السنة الرابعة ابتدائي (ص‪)77-87‬‬

‫كما عرفه "اخلطابية وآخرون" (‪ ،1111‬ص‪ )151‬أبنه عبارة عن اآلراء واألنشطة واحلوارات اليت تدور يف‬
‫الصف بصورة منظمة وهادفة كزايدة دافعية املتعلم وتطوير رغبته احلقيقية للتعلم‪ .‬وهذا ما أظهرته دراسة "زعيمية‬
‫مىن" (‪ )1111‬عن األسرة املدرسة ومسارات التعلم ( العالقة ما بني خطاب الوالدين والتعلمات املدرسية‬
‫لألطفال)‪ ،‬وتوصلت الدراسة إىل وجود عالقة بني سلوك التالميذ ومعاملة األستاذ للتلميذ‪ ،‬ووجود ارتباط بني اجلو‬
‫العام يف القسم وإدارة األستاذ للقسم‪.‬‬
‫كما يقصد به كل أنواع الكالم الشائعة االستخدام داخل الفصل بدءا بتوجيه األدوار والتعليمات واستخدام‬
‫عبارات االستحسان والتشجيع ونقل األفكار من قبل املعلم‪ ،‬ويف هذه احلالة يكون التالميذ أكثر استعدادا للتفاعل‬
‫معه والتفاعل مع بعضهم البعض‪ ،‬وبذلك جند أن مواقف التعلم تكون أكثر ثراء وقيمة؛ يشعر التالميذ فيها مبيل‬
‫حقيقي لإلقدام واملشاركة فيما جيري يف مناقشات مجيع األطراف‪ (.‬اخلطابية وآخرون‪ .)03 :2442 ،‬وهذا ما‬
‫أكدته دراسة (هنودة علي‪ ) 2412 ،‬عن التفاعل االجتماعي وعالقته ابلتحصيل الدراسي‪ ،‬وتوصلت الدراسة اىل‬
‫وجود عالقة بني التفاعل الصفي والتحصيل الدراسي‪.‬‬
‫وهناك عدة عوامل نفسية ومدرسية واجتماعية وبيئية‪ ،‬تؤثر يف التفاعل الصفي سواء تعلق األمر ابلتلميذ أو‬
‫ابملعلم‪ ،‬فمثال إذا تكلمنا عن ما ميكن أن جيعل التفاعل الصفي لدى التالميذ منخفضا فإننا نتكلم عن عدة عوامل‬
‫تؤثر سلبا يف إحدى اجلوانب النفسية أو املدرسية اليت تواجه التلميذ‪ .‬وتتعدد هذه املشاكل من حالة إىل أخرى‪ ،‬إال‬
‫أن كل منها يؤثر يف التفاعل الصفي لدى الطفل و من بينها؛ اخلجل الذي يعترب حالة من حاالت العجز عن‬
‫التكيف مع احمليط االجتماعي‪ ،‬فهو يؤثر بشكل أو آبخر على التفاعل الصفي لدى الطفل والذي يعترب ظاهرة‬
‫خطرية‪ ،‬وهذا بدوره يؤثر على سلوك التالميذ وجيعلهم أكثر سلبية ويؤدي إىل احنرافهم عن املستوى العادي‪ ،‬إذ جيعل‬
‫الفرد منطواي على ذاته ويبعده على الناس وغري قادر على املخالطة واملعاشرة ويصبح سريع االرتباك فاقد الثقة‬
‫ابلنفس يالزمه اخلوف دائما‪ ،‬لديه شعور ابلنقص مشغول بنظرات الناس ورأيهم فيه‪ .‬فبذلك يشمل كل األحاسيس‬
‫وا ملشاعر املتفادية والسلبية‪ ،‬اليت تنجم من حالة االرتباك واحلرية يف وجود اآلخرين ونقص تقدير أو أتكيد الذات‪،‬‬
‫منتهيا ابلشعور ابلقلق الذي يعوق تقدم الفرد‪( .‬الدادا‪ ،1112 ،‬ص ‪ .)11‬حيث أكدت دراسة "إميان مباركي"‬
‫(‪ )1117‬عن اخلجل وعالقته ابلتوافق لدى تالميذ السنة الرابعة و الثالثة ابتدائي ذلك‪ ،‬وتوصلت النتائج إىل وجود‬
‫عالقة ارتباطية بني اخلجل والتوافق النفسي لدى أفراد العينة‪.‬‬
‫واخلجل حالة طبيعية يف كثري من األحيان‪ ،‬فبعض األطفال يظهرون نوعا من اخلجل واالعتماد على األهل‬
‫واألقارب أو األصدقاء‪ ،‬ولكن عندما يكون اخلجل شدي دا ويستمر لفرتة طويلة‪ ،‬عندئذ ميكن أن يسمى اخلجل‬
‫ابالضطراب التجنيب أو اهلرويب‪ ،‬فالطفل اخلجول عادة يتحاشى اآلخرين‪ ،‬ويعاين من عدم القدرة على التعامل‬
‫بسهولة مع زمالئه يف املدرسة واجملتمع‪ ،‬ويعيش منطواي على نفسه بعيدا عن اآلخرين‪ ،‬ويتكلم بصوت منخفض‬
‫ويتلعثم وحي مر وجهه وأذانه‪ ،‬ابلرغم من أنه طبيعي ونشط يف منزله وبني ذويه‪( .‬عبد الالوي سعدية‪ ،1111 ،‬ص‬
‫‪ .)11‬كما كشفت دراسة "أحالم املهدي" (‪ )1111‬عن اخلجل االجتماعي وعالقته ابلتحصيل لدى طالبات‬

‫جملة القبس للدراسات النفسية واإلجتماعية‬ ‫‪80‬‬


‫‪HJRS 0202 (03) 11‬‬ ‫(ص ‪)77-87‬‬ ‫جديدي عفيفة ‪ /‬الحقي بشرى ‪ /‬يوسفي خديجة‬

‫معهد إعداد املعلمات‪ ،‬وتوصلت الدراسة إىل أن الطالبات لديهن خجل عام وأسفرت عن وجود عالقة بني اخلجل‬
‫االجتماعي والتحصيل الدراسي لدى طالبات معهد إعداد املعلمات‪.‬‬
‫إذن يعترب اخلجل من املشكالت النفسية اليت يعاين منها الطفل؛ ملا هلا من أتثري سليب يف شخصيته مستقبال‪،‬‬
‫واليت تسيطر على مشاعر وأحاسيس الفرد منذ الطفولة فتؤثر يف تشتت طاقاته الفكرية‪ ،‬إمكاانته اإلبداعية وقدراته‬
‫العقلية‪ ،‬ويشل قدرته يف السيطرة على سلوكه وتصرفاته اجتاه نفسه واجتاه اجملتمع الذي يعيش فيه‪.‬‬
‫(غالب‪ ،1222 ،‬ص‪)11‬‬
‫وابلتايل فاخلجل هو أحد املعيقات اليت تكبح طموحات الفرد ومتعنه من بلوغ أهدافه‪ ،‬وتؤثر على مكانته يف‬
‫غرفة الصف وتقلل من ثقته بنفسه‪ .‬ومن أصعب ما يرتتب عن هذا املشكل عدم متكنه من إبراز كل طاقاته وما‬
‫لديه من قدرات داخل القسم‪ ،‬خاصة فيما يتعلق ابملشاركة يف النشاطات املدرسية‪.‬‬
‫ومن هنا نطرح التساؤالت االتية‪:‬‬
‫‪ -‬هل توجد عالقة بني اخلجل والتفاعل الصفي لدى تالميذ السنة الرابعة ابتدائي؟‬
‫‪ -‬هل توجد فروق يف اخلجل لدى تالميذ السنة الرابعة ابتدائي تعزى ملتغري اجلنس؟‬
‫‪ -‬هل توجد فروق يف التفاعل الصفي لدى تالميذ السنة الرابعة ابتدائي تعزى ملتغري اجلنس؟‬
‫‪1‬ـ أهداف الدراسة‪:‬‬
‫‪ -‬الكشف عن العالقة بني اخلجل والتفاعل الصفي لدى تالميذ املرحلة االبتدائية‪.‬‬
‫‪ -‬الكشف عن االختالفات بني الذكور واإلانث يف التفاعل الصفي‪.‬‬
‫‪ -‬الكشف عن االختالفات بني الذكور واإلانث يف اخلجل‪.‬‬
‫‪3‬ـ أمهية الدراسة‪:‬‬
‫‪ -‬تعترب دراسة موضوع البحث إضافة علمية‪ ،‬خاصة مع ندرة هذا النوع من الدراسات يف اخلجل وعالقته ابلتفاعل‬
‫الصفي‪.‬‬
‫‪ -‬النتائج اليت تتوصل إليها الدراسة قد تساهم يف فتح جماالت البحث العلمي للمهتمني بدراسة اخلجل‪.‬‬
‫‪ -‬تعترب الدراسة احلالية مؤشرا مهما للعاملني يف جمال الرتبية واإلرشاد‪ ،‬لوضع خطط لإلرشاد النفسي‪ ،‬آخذين يف‬
‫االعتبار اخلجل واملتغريات اليت تؤثر فيه‪.‬‬
‫‪ -‬التوعية بوجود مثل هذه املشكالت النفسية وأتثرياهتا على تفاعالت التالميذ الصفية داخل حجرة الدراسة‪.‬‬
‫‪ -‬إظهار أمهية التفاعالت الصفية والتفاعالت االجتماعية يف مرحلة التعلم‪ ،‬وابلذات ملساعدة التالميذ على اإلبداع‬
‫وإبراز كل ما لديهم من قدرات كامنة‪.‬‬
‫‪ -‬توعية األسر اجلزائرية مبشكلة اخلجل‪ ،‬ودورها يف احلد من مشاركة وظهور أبنائهم يف الساحة الصفية‪ ،‬وحماولة‬
‫أخذها بعني االعتبار يف مشوار أبنائهم الدراسي والوقاية منها قبل تفاقمها‪.‬‬
‫‪ -‬حماولة إبراز كل املشكالت واآلاثر اليت خيلفها اخلجل يف اجلانب الدراسي واالجتماعي‪.‬‬

‫جملة القبس للدراسات النفسية واإلجتماعية‬ ‫‪81‬‬


‫‪HJRS 0227 (03) 11‬‬ ‫الخجل وعالقته بال تفاعل الصفي لدى تالميذ السنة الرابعة ابتدائي (ص‪)77-87‬‬

‫‪1‬ـ حتديد املفاهيم‪:‬‬


‫‪ -1.1‬التفاعل الصفي‪:‬‬
‫يعرف التفاعل الصفي أبنه جممل الكالم واألقوال املتتابعة اليت يتبادهلا املعلم والطلبة فيما بينهم يف غرفة‬
‫الصف‪ ،‬واىل ما يرافق هذا الكالم من أفعال وإمياءات وتلميحات واستجاابت ترتبط ابلعملية التعليمية‪ .‬وتكون مجيع‬
‫هذا األقوال وما يرافقها من أفعال عادة قابلة للمالحظة والتقومي‪( .‬أبو جادو‪ ،1111 ،‬ص ‪)373‬‬
‫أما إجرائيا‪ ،‬فهو جمموع الدرجات اليت حيصل عليها املبحوث يف استبيان التفاعل الصفي من إعداد‬
‫الباحثتني‪ ،‬والذي يقيس مشاركته وتفاعله داخل غرفة الصف ويف األنشطة الدراسية‪.‬‬
‫‪ -1.1‬اخلجل‪:‬‬
‫يعرف اخلجل أبنه درجة عالية من االرتباك واخلوف واالنكماش‪ ،‬يشعر هبا الطفل حني يلتقي أبشخاص‬
‫من خارج حميطه‪ ،‬ويتجنبهم قدر اإلمكان‪ .‬وحني يتحدث إىل شخص غريب فإنه يتحاشى النظر إليه‪ ،‬ويشعر‬
‫ابلرهبة حني تقع عينه على عينه‪ ،‬ال مييل إىل اكتساب اخلربات اجلديدة‪ ،‬وجيد حرجا يف االخنراط يف األلعاب‬
‫اجلماعية‪ ،‬وهلذا السبب فإنه ال يكتسب إال القليل من اخلربة‪ ،‬وال ينال الثناء من معلميه ورفاقه‪.‬‬
‫(بكار‪ ،1111 ،‬ص‪)21-23‬‬
‫أما إجرائيا‪ ،‬فهو جمموع الدرجات اليت حيصل عليها املبحوث‪ ،‬يف مقياس اخلجل املصمم من طرف حسني‬
‫عبد العزيز الدريين‪.‬‬
‫‪ -1‬اإلجراءات املنهجية للدراسة امليدانية‪:‬‬
‫‪ -1.1‬منهج الدراسة‪:‬‬
‫املنهج كيفما كان نوعه هو السبيل والكيفية اليت ترسم محلة املبادئ والقواعد املنطلق منها يف دراسة مشكلة‬
‫حبثنا واليت ستساعدان يف الوصول إىل نتائج دقيقة وصحيحة‪.‬‬
‫وانطالقا من طبيعة الدراسة اليت تبحث يف العالقة بني اخلجل والتفاعل الصفي عند التلميذ املتمدرس‬
‫ابملستوى الرابع ابتدائي‪ ،‬فان املنهج املناسب لدراسة هذا املوضوع هو املنهج الوصفي الذي يسمح بوصف طبيعة‬
‫العالقة بني املتغريات والتعبري عنها كميا‪.‬‬
‫‪ -1.1‬عينة الدراسة‪:‬‬

‫اخرتان أفراد العينة بطريقة الصدفة (أو ما يعرف ابلعينة امليسرة)‪ ،‬من احمليط الذي نعيش فيه بوالية البويرة (أي‬
‫أفراد العينة كانوا من بني الذين تعاونوا معنا من أبناء اجلريان واألقارب‪ ،‬ابإلضافة إىل وسائل التواصل االجتماعي)‬
‫نظرا للظروف الراهنة (احلالة الوابئية املتمثلة يف انتشار فريوس كوروان واليت سببت غلق مجيع املؤسسات الرتبوية)‪.‬‬
‫وتكونت هذه العينة من ‪ 34‬تلميذا يدرسون ابلسنة الرابعة ابتدائي للسنة الدراسية ‪ .2424/2412‬واجلدول‬
‫املوايل ميثل توزيع أفراد العينة حسب اجلنس‪:‬‬

‫جملة القبس للدراسات النفسية واإلجتماعية‬ ‫‪82‬‬


‫‪HJRS 0202 (03) 11‬‬ ‫(ص ‪)77-87‬‬ ‫جديدي عفيفة ‪ /‬الحقي بشرى ‪ /‬يوسفي خديجة‬

‫اجلدول رقم (‪ :)1‬ميثل توزيع أفراد العينة حسب اجلنس‬


‫النسبة املئوية‬ ‫التكرار‬ ‫اجلنس‬
‫‪06.61‬‬ ‫‪11‬‬ ‫ذكور‬
‫‪03.33‬‬ ‫‪13‬‬ ‫إانث‬
‫‪144‬‬ ‫‪34‬‬ ‫اجملموع‬
‫ونظرا لصغر حجم العينة‪ ،‬فقد مت إجراء اختبار االعتدالية‪ ،‬للتأكد من أن العينة تتبع التوزيع الطبيعي‪ .‬وكانت‬
‫نتائج االختبار كما هو موضح يف اجلدول اآليت‪:‬‬
‫اجلدول رقم (‪ :)1‬يوضح نتائج اختبار االعتدالية‬
‫اختبار شابريو‪-‬ويلك‬ ‫اختبار كوملوجوروف‪-‬مسرينوف‬ ‫املتغري‬
‫الداللة‬ ‫درجة‬ ‫قيمة االختبار‬ ‫الداللة‬ ‫درجة‬ ‫قيمة االختبار‬
‫احلرية‬ ‫احلرية‬
‫‪4.022‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪4.262‬‬ ‫‪4.244‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪4.140‬‬ ‫اخلجل‬
‫‪4.202‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪4.201‬‬ ‫‪4.166‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪4.136‬‬ ‫التفاعل الصفي‬
‫بلعت قيمة اختبار كوملوجوروف‪-‬مسرينوف ابلنسبة ملتغري اخلجل ‪ 4.140‬وجاءت النتيجة غري دالة إحصائيا‬
‫(ألن قيمة الداللة أكرب من ‪ ،)4.40‬أما اختبار شابريو‪-‬ويلك فقد بلغت القيمة ‪ 4.262‬وهي كذلك غري دالة‬
‫إحصائيا‪ .‬كما بلعت قيمة اختبار كوملوجوروف‪-‬مسرينوف ابلنسبة ملتغري التفاعل الصفي ‪ 4.136‬والنتيجة غري دالة‬
‫إحصائيا‪ ،‬أما اختبار شابريو‪-‬ويلك فقد بلغت القيمة ‪ 4.201‬وهي كذلك غري دالة إحصائيا‪ .‬أي أن العينة تتميز‬
‫ابلتوزيع الطبيعي‪ ،‬وعليه ميكن تطبيق االختبارات اإلحصائية البارامرتية؛ هبدف التحقق من صحة فرضيات الدراسة‪.‬‬
‫‪ -3.1‬وسائل مجع البياانت‪:‬‬
‫مت االستعانة يف هذه الدراسة مبقياس اخلجل حلسني عبد العزيز الدريين‪ ،‬كما مت تصميم استبيان التفاعل‬
‫الصفي وذلك بغرض الكشف عن عالقة اخلجل ابلتفاعل الصفي لدى تالميذ سنة الرابعة ابتدائي‪.‬‬
‫‪ -1.3.1‬مقياس اخلجل‪:‬‬
‫أعد املقياس حسب "الدريين" (‪ )1222‬لقياس بعض املظاهر السلوكية للخجل‪ .‬حيتوي هذا املقياس على ‪36‬‬
‫بند منها االجيابية وعددها ‪ ،26‬ومنها السلبية وعددها ‪ 14‬بنود‪ ،‬ويطبق على فئة املراهقني والراشدين وميكن تطبيقه‬
‫فرداي أو مجاعيا بدون حتديد مدة التطبيق‪( .‬العلوية‪)1117 ،‬‬
‫تعطى لكل إجابة درجة كاأليت‪ :‬نعم (‪ ،)1‬أحياان (‪ ،)2‬ال (‪ ،)3‬وهذا ابلنسبة للبنود االجيابية‪ .‬أما البنود‬
‫السلبية فتصحح ابلطريقة العكسية حبيث تصبح نعم (‪ ،)3‬أحياان (‪ ،)2‬ال (‪ .)1‬وترتاوح الدرجة على املقياس بني‬
‫‪ ،142-36‬حيث أنه كلما ارتفعت الدرجة على املقياس دلت على وجود اخلجل لدى التالميذ‪.‬‬
‫ويتميز املقياس بدرجة جيدة من الصدق والثبات (الثبات ابلتجزئة النصفية بلغ ‪ ،4.14‬والصدق التمييزي‬
‫كان داال بني عينيت الثلث األعلى والثلث األدىن)‪ ،‬وقد مت اختياره حتديدا لبساطة بنوده وسهولة فهمها‪.‬‬

‫جملة القبس للدراسات النفسية واإلجتماعية‬ ‫‪83‬‬


‫‪HJRS 0227 (03) 11‬‬ ‫الخجل وعالقته بال تفاعل الصفي لدى تالميذ السنة الرابعة ابتدائي (ص‪)77-87‬‬

‫‪ -1.3.1‬استبيان التفاعل الصفي‪:‬‬


‫االستبيان عبارة عن أداة تتضمن جمموعة من األسئلة واجلمل اخلربية‪ ،‬اليت يطلب من املفحوص اإلجابة عنها‬
‫بطريقة حيددها الباحث حسب أغراض البحث‪( .‬رحبي وعثمان‪ ،1111 ،‬ص‪)21‬‬
‫وقد مت بناء استبيان التفاعل الصفي‪ ،‬لقياس مدى تفاعل التلميذ داخل القسم مع معلميه وزمالئه‪ .‬ويتكون‬
‫االستبيان من ‪ 22‬بندا‪ ،‬وهي عبارة عن أسئلة مغلقة تكون اإلجابة عليها كما يلي‪ :‬نعم ‪ -‬ال – أحياان‪ ،‬حيث‬
‫أعطيت األوزان اآلتية‪ :‬نعم (‪ ،)3‬أحياان (‪ ،)2‬ال (‪ ) 1‬ابلنسبة للبنود اإلجيابية‪ ،‬أما البنود السلبية فيقلب التقييم‪.‬‬
‫حيث ترتاوح الدرجة الكلية بني ‪ ، 66-22‬وكلما اخنفضت الدرجة دلت على ضعف التفاعل الصفي وكلما‬
‫ارتفعت دلت على وجود التفاعل الصفي‪.‬‬
‫أما عن اخلصائص السيكومرتية لالستبيان‪ ،‬فقد مت االكتفاء بصدق احملكمني؛ نظرا لعدم التمكن من مجع‬
‫أفراد عينة التقنني (نتيجة للظرف الصحي احلايل) هبدف حساب صدق وثبات االستبيان‪ .‬وقد عرضنا االستبيان‬
‫على جمموعة من معلمي الطور االبتدائي عددهم ستة‪ ،‬ذوي خربة يف التدريس تتجاوز ‪ 14‬سنوات‪ ،‬إلبداء رأيهم‬
‫فيه من حيث مدى ارتباط كل بند بقياس التفاعل الصفي‪ ،‬والصياغة اللغوية‪ ،‬ومن حيث انسجام البنود ومالءمتها‬
‫ملستوى الطفل املتمدرس ابملستوى الرابع ابتدائي‪ ،‬ومن حيث اختيارات اإلجابة كذلك (نعم‪ ،‬ال‪ ،‬أحياان)‪.‬‬
‫وقد أبدى احملكمون رأيهم ابلنسبة لكل بند‪ ،‬حيث أن البنود اليت بلغت نسبة االتفاق عليها ‪ %24‬فما فوق‬
‫تعترب بنودا جيدة‪ ،‬أما البنود اليت كانت نسبة االتفاق عليها أقل من ‪ %24‬فقد مت إعادة صياغتها وفق مالحظات‬
‫احملكمني‪ .‬نشري إىل أن احملكمني مل يبدوا رفضهم ألي من بنود االستبيان‪ ،‬أي أن عدد البنود بقي كما هو (‪22‬‬
‫بندا)‪.‬‬
‫‪ -1.1‬التقنيات اإلحصائية‪:‬‬
‫تتعدد الصور والتقنيات اإلحصائية املستعملة بتعدد أغراض الدراسة‪ ،‬وهذا من اجل الوصول إىل معاجلة‬
‫وحتليل البياانت بطريقة علمية وموضوعية‪ ،‬ولقد قمنا ابستخدام التقنيات اإلحصائية التالية‪ ،‬ابالعتماد على برانمج‬
‫احلزمة اإلحصائية للعلوم االجتماعية اإلصدار ‪:(SPSS v19) 12‬‬
‫ـ معامل بريسون‪ :‬والذي يدلنا إىل قوة العالقة بني متغريين‪ ،‬واجتاه هذه العالقة موجبة أم سالبة‪ ،‬ويستعمل هذا‬
‫املعامل عندما يفرتض الباحث أن أي تغري يف املتغري األول يتبعه تغري يف املتغري الثاين‪ ،‬كما أنه يستعمل عندما‬
‫يفرتض الباحث أن التغري يف املتغري األول يؤدي إىل نقصان يف املتغري الثاين‪.‬‬
‫( أبو زينة‪ ،1111 ،‬ص‪)111‬‬
‫واستعملنا معامل االرتباط بريسون يف هذه الدراسة‪ ،‬حلساب العالقة بني اخلجل والتفاعل الصفي عند تالميذ‬
‫السنة الرابعة ابتدائي‪.‬‬
‫ـ اختبار ‪ t‬لداللة الفروق بني متوسطني‪ :‬ويستخدم حلساب داللة الفروق بني املتوسطات املرتبطة وغري املرتبطة‪،‬‬
‫واملتساوية وغري املتساوية‪ ،‬وهو أكثر االختبارات استخداما وشيوعا يف العلوم االجتماعية‪.‬‬

‫جملة القبس للدراسات النفسية واإلجتماعية‬ ‫‪84‬‬


‫‪HJRS 0202 (03) 11‬‬ ‫(ص ‪)77-87‬‬ ‫جديدي عفيفة ‪ /‬الحقي بشرى ‪ /‬يوسفي خديجة‬

‫ومت استخدامه يف هذه الدراسة‪ ،‬للكشف عن الفروق بني الذكور واإلانث يف كل من اخلجل والتفاعل‬
‫الصفي‪.‬‬
‫‪ -3‬عرض نتائج الدراسة‪:‬‬
‫‪ -1.3‬عرض نتائج الفرضية األوىل‪:‬‬
‫نصت الفرضية األوىل على‪ :‬وجود عالقة دالة بني اخلجل والتفاعل الصفي لدى تالميذ السنة الرابعة ابتدائي‪.‬‬
‫بعد احلصول على البياانت الناجتة عن تطبيق مقياس اخلجل واستبيان التفاعل الصفي على أفراد العينة‪ ،‬مت‬
‫حساب معامل االرتباط بريسون بني درجات اخلجل و درجات التفاعل الصفي لدى تالميذ السنة الرابعة ابتدائي‪،‬‬
‫حيث توصلنا إىل النتائج املوضحة يف اجلدول التايل‪:‬‬
‫اجلدول رقم (‪ :) 3‬يوضح العالقة بني اخلجل والتفاعل الصفي لدى تالميذ السنة الرابعة ابتدائي‬

‫قيمة معامل‬
‫املؤشر اإلحصائي للداللة‬ ‫مستوى الداللة‬ ‫حجم العينة‬ ‫املتغريات‬
‫بريسون‬
‫اخلجل‬
‫‪ 4.422‬العالقة غري دالة‬ ‫‪4،40‬‬ ‫‪4،34‬‬ ‫‪34‬‬
‫التفاعل الصفي‬
‫نالحظ من خالل اجلدول السابق‪ ،‬أن قيمة معامل بريسون قدرت ب ‪ 4،34‬وهي قيمة ضعيفة تدل على‬
‫وجود عالقة طردية بني اخلجل والتفاعل الصفي لدى تالميذ السنة الرابعة ابتدائي‪ ،‬مبعىن أنه كلما زادت درجة‬
‫اخلجل عند تلميذ السنة الرابعة ابتدائي زادت درجة اخلجل وهذا ما يتناىف مع ما نصت عليه فرضية البحث‪.‬‬
‫إذن‪ ،‬وبناء على النتيجة املتوصل إليها‪ ،‬فالعالقة طردية وضعيفة بني اخلجل والتفاعل الصفي وهي عالقة‬
‫غري دالة إحصائيا؛ أي ال تعين ابلضرورة أن زايدة أحد املتغريين يؤدي إىل زايدة املتغري الثاين‬
‫‪ -1.3‬عرض نتائج الفرضية الثانية‪:‬‬
‫نصت الفرضية الثانية على أنه‪ :‬توجد فروق دالة إحصائيا يف مستوى اخلجل تعزى ملتغري اجلنس‪.‬‬
‫وقد توصلنا إىل النتائج املوضحة يف اجلدول املوايل‪:‬‬
‫اجلدول رقم (‪ :)1‬يوضح الفروق بني الذكور واإلانث يف اخلجل‬
‫قيمة ‪T‬‬
‫مستوى الداللة‬ ‫اجلنس املتوسط احلسايب االحنراف املعياري املؤشر اإلحصائي للداللة‬
‫احملسوبة‬
‫‪2،210‬‬ ‫‪00،22‬‬ ‫ذكور‬
‫‪4،40‬‬ ‫‪4.40‬‬ ‫‪ 4،62‬الفروق غري دالة‬
‫‪2،120‬‬ ‫‪03،06‬‬ ‫إانث‬
‫نالحظ من خالل اجلدول السابق‪ ،‬أن املتوسط احلسايب للذكور ‪ 00،22‬ابحنراف معياري قدره ‪2،210‬‬
‫أكرب من املتوسط احلسايب لإلانث والذي قدر ب‪ 03،06‬و احنراف معياري قدره ‪ ،2،120‬وبلغت قيمة (‪)T‬‬
‫احملسوبة ‪ 4،04‬حيث أن قيمة املؤشر اإلحصائي ‪ 4،62‬وهي قيمة أكرب من مستوى الداللة ‪ 4.40‬مما يعين؛ عدم‬
‫وجود فروق يف اخلجل تعزى ملتغري اجلنس‪.‬‬

‫جملة القبس للدراسات النفسية واإلجتماعية‬ ‫‪85‬‬


‫‪HJRS 0227 (03) 11‬‬ ‫الخجل وعالقته بال تفاعل الصفي لدى تالميذ السنة الرابعة ابتدائي (ص‪)77-87‬‬

‫‪ -3.3‬عرض نتائج الفرضية الثالثة‪:‬‬


‫نصت الفرضية الثالثة على ما يلي‪ :‬توجد فروق يف التفاعل الصفي بني الذكور واإلانث‪.‬‬
‫وقد توصلنا إىل النتائج املوضحة يف اجلدول اآليت‪:‬‬
‫اجلدول رقم (‪ :)5‬يوضح الفروق بني الذكور واإلانث يف التفاعل الصفي‬
‫قيمة (‪)T‬‬ ‫املؤشر اإلحصائي‬
‫مستوى الداللة‬ ‫اجلنس املتوسط احلسايب االحنراف املعياري‬
‫احملسوبة‬ ‫للداللة‬
‫‪0،231‬‬ ‫‪21،30‬‬ ‫ذكور‬
‫‪4،40‬‬ ‫‪-1،402‬‬ ‫‪ 4.222‬الفروق غري دالة‬
‫‪6،022‬‬ ‫‪22،62‬‬ ‫إانث‬
‫نالحظ انطالقا من اجلدول السابق أن املتوسط احلسايب للذكور ‪ 21،30‬ابحنراف معياري قدره ‪0،231‬‬
‫أصغر من املتوسط احلسايب لإلانث الذي قدره ‪ 22،62‬ابحنراف معياري ‪ ، 6،022‬وبلغت قيمة (‪ )T‬احملسوبة ‪-‬‬
‫‪ 1.402‬حيث أن قيمة املؤشر اإلحصائي‪ 4.222‬وهي قيمة أكرب من مستوى الداللة ‪ 4.40‬مما يعين؛ عدم‬
‫وجود فروق يف التفاعل الصفي تعزى ملتغري اجلنس‪.‬‬
‫‪ -1‬مناقشة نتائج الدراسة‪:‬‬
‫‪ -1.1‬مناقشة نتائج الفرضية األوىل‪:‬‬
‫فيما خيص الفرضية األوىل‪ ،‬أظهرت نتائجها وجود عالقة غري دالة طردية ضعيفة بني اخلجل والتفاعل الصفي‬
‫لدى تالميذ السنة الرابعة ابتدائي‪ ،‬إذ تتفق دراستنا مع دراسة هدى على رمحان بعنوان اخلجل لدى تالميذ املرحلة‬
‫املتوسطة وأسفرت النتائج على وجود عالقة غري دالة‪ ،‬كما اختلفت مع دراسة أمرية مزهر الدليمي بعنوان اخلجل‬
‫االجتماعي وعالقته ابلتحصيل الدراسي لدى طالبات معهد إعداد املعلمات‪ ،‬فأسفرت نتائج الدراسة إىل وجود‬
‫عالقة ارتباطية دالة بني اخلجل االجتماعي والتحصيل الدراسي لدى طالبات معهد إعداد املعلمات بداييل‬
‫(العراق)‪.‬‬
‫‪ -1.1‬مناقشة نتائج الفرضية الثانية‪:‬‬
‫نصت الفرضية الثانية على وجود فروق دالة إحصائيا يف درجة اخلجل تعزى ملتغري اجلنس‪ .‬وللتحقق من هذه‬
‫الفرضية استعملنا اختبار (‪ ) T‬لكشف الفروق بني الذكور واإلانث‪ ،‬إذ دلت النتائج على أنه ال توجد فروق دالة‬
‫إحصائيا يف درجة اخلجل بني تالميذ السنة الرابعة ابتدائي تعزى ملتغري اجلنس‪ .‬حيث اتفقت دراستنا مع دراسة أبو‬
‫موسى اليت أسفرت نتائجها على أنه ال توجد فروق ذات داللة إحصائية يف مستوى اخلجل تعزى ملتغري اجلنس‪ .‬كما‬
‫اختلفت دراستنا مع دراسة بوخلف بشرية بعنوان اخلجل وعالقته بتقدير الذات لدى املراهق املتمدرس‪ ،‬وأسفرت‬
‫نتائجها على وجود فروق دالة إحصائيا يف درجة اخلجل بني تالميذ السنة األوىل اثنوي تعزى ملتغري اجلنس لصاحل‬
‫اإلانث‪ .‬وكذلك دراسة (فايد حسني‪ ) 1221 ،‬اليت هدفت إىل معرفة ما إذا كانت هناك فروق جوهرية بني الذكور‬
‫و اإلانث يف اخلجل واألعراض السيكوابثولوجية‪ ،‬إذ أسفرت نتائج هذه الدراسة على وجود فروق بني الذكور و‬
‫اإلانث لصاحل اإلانث‪.‬‬

‫جملة القبس للدراسات النفسية واإلجتماعية‬ ‫‪86‬‬


‫‪HJRS 0202 (03) 11‬‬ ‫(ص ‪)77-87‬‬ ‫جديدي عفيفة ‪ /‬الحقي بشرى ‪ /‬يوسفي خديجة‬

‫‪ -3.1‬مناقشة نتائج الفرضية الثالثة‪:‬‬


‫نصت الفرضية الثالثة على وجود فروق دالة إحصائيا يف التفاعل الصفي بني تالميذ السنة الرابعة ابتدائي‬
‫تعزى ملتغري اجلنس‪ ،‬وللتحقق من هذه الفرضية استعملنا اختبار )‪ ،(T‬إذ دلت النتائج أبنه ال توجد فروق دالة‬
‫إحصائيا يف التفاعل الصفي تعزى ملتغري اجلنس؛ أي ال توجد اختالفات بني الذكور و اإلانث يف تفاعلهم ابلصف‪.‬‬
‫وبذلك تكون نتائج دراستنا قد اختلفت مع دراسة (مداحي العريب‪ )2413 ،‬بعنوان التفاعل الصفي والدافعية لدى‬
‫تالميذ املرحلة الثانوية‪ ،‬وتوصلت النتائج أنه توجد عالقة ارتباطية دالة إحصائيا بني التفاعل الصفي والدافعية للتعلم‬
‫لدى الذكور واإلانث‪ .‬يف حني اتفقت مع دراسة بيدي خالد بعنوان اللعب وعالقته ابلتفاعل الصفي لدى الطفل‬
‫األصم عن طريق املعلم املختص‪ ،‬وأسفرت نتائجها عن أنه توجد فروق غري دالة إحصائيا يف التفاعل الصفي‪ .‬كما‬
‫اتفقت دراستنا مع دراسة (مجال اخلطيب ومىن احلديدي‪ )1226 ،‬بعنوان اخلصائص السيكومرتية لألطفال املعاقني‬
‫مسعيا‪ ،‬وأسفرت نتائجها على أنه ال توجد فروق ذات داللة إحصائية تبعا ملتغري اجلنس يف درجات التفاعل الصفي‪.‬‬
‫كما اتفقت أيضا مع دراسة (أمينة زايدة‪ )2412 ،‬املعنونة بعالقة التفاعل الصفي ابلتحصيل الدراسي لدى تالميذ‬
‫السنة اخلامسة ابتدائي‪ ،‬وأسفرت نتائجها على أنه ال توجد فروق دالة إحصائيا بني الذكور واإلانث فيما خيص‬
‫التفاعل الصفي‪.‬‬
‫ـ خامتة‪:‬‬
‫نستنتج يف األخري‪ ،‬أن اخلجل من بني أبرز املشكالت النفسية اليت تعيق التلميذ ابلدرجة األوىل يف حياته‬
‫اليومية‪ ،‬فتمنعه من االتصال والتفاعل داخل اجملتمع واملدرسة بصفة خاصة‪ ،‬فتتحكم وتستبد بصاحبها إىل درجة‬
‫تشل مواهبه‪ ،‬وجتعله ضعيفا يف سلوكه االجتماعي مع اآلخرين‪ .‬كما يعد اخلجل عامال من عوامل الشخصية‪ ،‬ذو‬
‫صبغة انفعالية تتفاوت يف عمقها وشدهتا من فرد آلخر‪ ،‬وهو حبد ذاته مشكلة‪ .‬كما يتسبب يف مشكالت أخرى‪،‬‬
‫وله نتائج سلبية وعوائد غري مرغوبة‪ ،‬وعواقب غري مفضلة‪ .‬وقد يذهب بصاحبه إىل استحسان االختالء ابلذات‪،‬‬
‫واعتزال اآلخرين جتنبا ل لحساسية واحلرج واملواجهة‪ ،‬خصوصا داخل املدرسة مع املعلم والزمالء‪ ،‬ما جيعله منعزال عن‬
‫غريه ال يربز طاقته وكل قدراته يف الفصل املدرسي‪ ،‬مما يؤدي به إىل االنطواء على نفسه‪ ،‬فيصبح عاجزا عن التعبري‬
‫على نفسه‪ .‬كل هذا يؤثر على انتمائه لغرفة الصف ويشل تفاعله الصفي‪ ،‬ما يؤدي به إىل حتصيل منخفض‪.‬‬
‫ومن خالل هذه الدراسة حاولنا اإلملام مبختلف جوانب البحث قدر املستطاع‪ ،‬و لكن هذا ال مينع من بقاء‬
‫أبواب الدراسة مفتوحة أمام الدراسات األخرى لتسليط الضوء أكثر على اخلجل و عالقته ابلتفاعل الصفي لدى‬
‫تالميذ املرحلة االبتدائية فنهاية دراسة هي بداية دراسة أخرى‪ .‬لذلك نقرتح يف األخري‪ ،‬ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬إاتحة فرص التفاعل أمام التالميذ‪ ،‬مما له أثر يف اكتساب مهارات تؤهلهم الجتياز املراحل القادمة‪ ،‬من بينها‬
‫التواصل االجتماعي‪ ،‬تنظيم الذات واالنفعاالت‪ ،‬وإشراكهم يف أنشطة تفيد التالميذ عامة‪.‬‬
‫‪ -‬التنويع يف اسرتاتيجيات وأساليب التدريس؛ من اإللقاء إىل احملاورة إىل التغذية الراجعة وهكذا‪.‬‬

‫جملة القبس للدراسات النفسية واإلجتماعية‬ ‫‪87‬‬


‫‪HJRS 0227 (03) 11‬‬ ‫الخجل وعالقته بال تفاعل الصفي لدى تالميذ السنة الرابعة ابتدائي (ص‪)77-87‬‬

‫‪ -‬احلرص على مساعدة التالميذ ذوي املشكالت النفسية‪ ،‬وإعطاءهم اهتمام خاص من طرف املعلم واألسرة‬
‫للتخلص منها‪.‬‬
‫‪ -‬مراعاة الفروق الفردية من حيث القدرات العقلية ومستوى التحصيل الدراسي‪.‬‬
‫‪ -‬تكوين املعلم قبل اخلدمة ويف أثنائها‪ ،‬على حتليل أمناط التفاعل الصفي؛ مما يساعده على معرفة خصائص‬
‫املمارسة الصفية‪.‬‬
‫‪ -‬على املعلم أن يزيد من حيوية التالميذ يف املوقف التعليمي وحتريرهم من حالة الصمت واجلمود‪ ،‬إىل النشاط‬
‫واحليوية الستخراج ما لديهم من أفكار إبداعية‪.‬‬
‫‪ -‬القيام بدارسة حول إعداد برانمج إرشادي للنشاطات املختلفة و أثرها يف خفض الشعور ابخلجل لدى تالميذ‬
‫املرحلة االبتدائية‪.‬‬
‫‪ -‬إجراء املزيد من الدراسات و األحباث عن التالميذ الذين يعانون من اخلجل يف املرحلة االبتدائية‪.‬‬
‫‪ -‬احلد من ظاهرة اخلجل إبتباع أساليب وقائية جيدة يف التطبيع االجتماعي لألبناء من طرف األسرة‪.‬‬
‫‪ 1‬ـ قائمة املراجع‪:‬‬
‫أبو جادو محمد علي صالح‪ ،6002 ،‬علم النفس التربوي‪ ،‬ط‪ ،5‬عمان‪ ،‬دار المسيرة للنشر والتوزيع‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أبو زينة فريد كامل‪ ،2006 ،‬مناهج البحث العلمي واإلحصاء في البحث العلمي‪ ،‬ط‪ ،1‬عمان‪ ،‬دار المسيرة للنشر‬ ‫‪‬‬
‫والتوزيع‬
‫بكار عبد الكريم‪ ،6022 ،‬مشكالت األطفال‪ ،‬ط‪ ،00‬السعودية‪ ،‬مؤسسة اإلسالم اليوم‬ ‫‪‬‬
‫الحرباوي خولة‪ ،6022 ،‬أنماط التفاعل الصفي لمعلمي ومعلمات الرياضيات في المرحلة االبتدائية‪ ،‬مجلة التربية‬ ‫‪‬‬
‫والعلم‪.)6(21 ،‬‬
‫الخطابية ماجد وآخرون‪ ،6002 ،‬التفاعل الصفي‪ ،‬ط‪ ،2‬عمان‪ ،‬دار الشروق للنشر والتوزيع‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الدادا مروان سليمان سالم‪ ،6001 ،‬فاعلية برنامج مقترح لزيادة الكفاءة االجتماعية للطالب الخجولين في مرحلة‬ ‫‪‬‬
‫التعليم األساسي ‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬الجامعة اإلسالمية بغزة‪ ،‬قسم علم النفس‪ ،‬كلية التربية‪.‬‬
‫ربحي مصطفى عليان وغنيم عثمان محمد‪ ،6000 ،‬مناهج وأساليب البحث العلمي‪ ،‬عمان‪ ،‬دار الصفاء‬ ‫‪‬‬
‫زيادة أمينة‪ ،6021 ،‬عالقة التفاعل الصفي بالتحصيل الدراسي لدى تالميذ السنة الخامسة ابتدائي‪ ،‬مجلة الحكمة‬ ‫‪‬‬
‫للدراسات النفسية والتربوية‪ ،)20(2 ،‬الجزائر‪ ،‬ص ص ‪.220- 256‬‬
‫عبد الالوي سعدية‪ ،6026 ،‬المشكالت النفسية و السلوكية لدى أطفال السنوات الثالث األولى وعالقتها بالتحصيل‬ ‫‪‬‬
‫الدراسي‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬جامعة مولود معمري بتيزي وزو‪ ،‬كلية العلوم االجتماعية واإلنسانية‪.‬‬
‫العلوية إيمان بنت علي بن سالم‪ ،6022 ،‬برنامج إرشاد جمعي لخفض الخجل لدى طالبات الصف التاسع في‬ ‫‪‬‬
‫والية بهالء في سلطنة عمان‪ ،‬رسالة ماجستير في التربية تخصص إرشاد نفسي‪ ،‬جامعة نزوى‪ ،‬كلية العلوم‬
‫واآلداب‪ ،‬قسم التربية والدراسات اإلنسانية‪.‬‬
‫غالب مصطفى‪ ،2111 ،‬تغلب على الخجل في سبيل الموسوعة النفسية‪ ،‬ط‪ ،6‬بيروت‪ ،‬مكتبة الهالل للنشر‬ ‫‪‬‬
‫والتوزيع‪.‬‬

‫جملة القبس للدراسات النفسية واإلجتماعية‬ ‫‪88‬‬

You might also like