You are on page 1of 18

BAU Journal - Society, Culture and Human Behavior

Volume 2 Issue 1 Article 1


ISSN: 2789-8296

August 2020

ARE OPTIMISTS HAPPIER AND MORE SATISFIED WITH THEIR


LIFE?‫هل المتفائلون أكثر سعادة ورضا عن حياتهم؟‬
Ahmed M. Abdel-Khalek
Professor, Department of Psychology, Faculty of Arts, Alexandria University, Alexandria, Egypt, aabdel-
khalek@hotmail.com

Follow this and additional works at: https://digitalcommons.bau.edu.lb/schbjournal

Part of the Architecture Commons, Arts and Humanities Commons, Education Commons, and the Law
Commons

Recommended Citation
Abdel-Khalek, Ahmed M. (2020) "ARE OPTIMISTS HAPPIER AND MORE SATISFIED WITH THEIR LIFE?‫هل‬
‫المتفائلون أكثر سعادة ورضا عن حياتهم؟‬," BAU Journal - Society, Culture and Human Behavior: Vol. 2: Iss. 1,
Article 1.
DOI: https://doi.org/10.54729/2789-8296.1048

This Article is brought to you for free and open access by the BAU Journals at Digital Commons @ BAU. It has
been accepted for inclusion in BAU Journal - Society, Culture and Human Behavior by an authorized editor of Digital
Commons @ BAU. For more information, please contact journals@bau.edu.lb.
‫?‪ARE OPTIMISTS HAPPIER AND MORE SATISFIED WITH THEIR LIFE‬‬
‫هل?‪LIFE‬‬
‫المتفائلون أكثر سعادة ورضا عن حياتهم؟‬

‫‪Abstract‬‬
‫استهدفت هذه الدراسة استكشاف العالقة بين التفاؤل وكل من السعادة‪ ،‬والرضا عن الحياة‪ ،‬فضال ً عن فحص العالقة‬
‫بين التشاؤم والسعادة‪ ،‬والرضا عن الحياة‪ .‬أجابت عينة متاحة )ن = ‪ (225‬من طلبة جامعة اإلسكندرية وطالباتها عن‪:‬‬
‫القائمة العربية للتفاؤل والتشاؤم‪ ،‬ومقياسي التقدير الذاتي لكل من السعادة‪ ،‬والرضا عن الحياة‪ ،‬ولم تكشف النتائج‬
‫عن فروق دالة إحصائًيا بين الجنسين في كل متغيرات الدراسة‪ ،‬في حين استخرجت ارتباطات دالة إحصائًيا بين التفاؤل‬
‫وكل من السعادة‪ ،‬والرضا عن الحياة )موجبة(‪ ،‬وبين التشاؤم وكل من السعادة‪ ،‬والرضا عن الحياة )سالبة(‪ .‬وكشف‬
‫تحليل المكونات األساسية عن عامل ثنائي القطب لدى الجنسين‪ ،‬سمي‪" :‬الحياة الطيبة في مقابل التشاؤم"‪ .‬وخلصت‬
‫هذه الدراسة‪ ،‬إلى أن التفاؤل أحد المتغيرات المهة في الحياة النفسية الطيبة‪ ،‬وهو الموضوع األساسي في علم النفس‬
‫‪.‬اإليجابي‬

‫‪Keywords‬‬
‫‪.‬التفاؤل‪ ،‬التشاؤم‪ ،‬السعادة‪ ،‬الرضا عن الحياة ‪Optimism, pessimism, happiness, satisfaction with life,‬‬

‫‪This article is available in BAU Journal - Society, Culture and Human Behavior: https://digitalcommons.bau.edu.lb/‬‬
‫‪schbjournal/vol2/iss1/1‬‬
‫‪ .1‬مقدمــة‬
‫إذا طلب من مجموعة من األشخاص من تخصصات مختلفة‪ ،‬اإلجابة عن السؤال الوارد في عنوان هذا البحث‪ ،‬فالتوقع أن‬
‫غالبيتهم سوف يجيب باإليجاب؛ أي أن المتفائل أكثر سعادة ورضا‪ .‬وإذا كان السؤال بالعكس عن المتشائم‪ ،‬فإن أكثرهم سوف يجيب‬
‫بأن المتشائم أقل سعادة وأقل رضا عن حياته‪ ،‬وسي قول كثير منهم‪ :‬إن ذلك أمر بدهي‪ .‬وكما يذكر "سيزنياك‪ ،‬وسورز"‬
‫)‪" :(Szcześniak& Soares, 2011‬على الرغم من أن السؤال الوارد في عنوان دراستهما يبدو أنه بدهي‪ ،‬وأننا نعرف اإلجابة عنه‪،‬‬
‫فإن البحوث الحديثة لم تمدنا بإجابات واضحة يمكن أن تؤكد معرفتنا المعتمدة على الحس العام" (ص ‪.)1‬‬
‫كما أن العلم تحليلي كمي‪ ،‬فإن ما سبق ذكره‪ ،‬يعد مشكلة بحثية وفروضا يمكن اختبارها‪ ،‬وقد تصدق وقد ال تصدق‪.‬‬
‫وباإلضافة إلى ذلك‪ ،‬فإن الدراسة العلمية لهذه المشكلة البحثية‪ ،‬تحدد ما ال يستطيع تحديده غير المختص‪ ،‬أال وهو‪ :‬إلى أي حد‬
‫تصدق هذه الفروض من الجانب الكمي‪ ،‬وبعبارة أوضح‪ :‬ما مقدار معامالت االرتباط بين هذه المتغيرات‪ :‬التفاؤل وكل من السعادة‪،‬‬
‫والرضا عن الحياة‪ ،‬ومثل ذلك أيضا بالنسبة للتشاؤم‪ .‬وهذا ما اضطلعت به هذه الدراسة‪ .‬وتقدم الفقرات اآلتية نبذة عن التفاؤل‬
‫والتشاؤم‪ ،‬والسعادة‪ ،‬والرضا عن الحياة‪.‬‬

‫‪ 1.1‬التفاؤل والتشاؤم‬
‫يذكر "نلسون مانديال" ‪ Mandela‬أن "جانبا من كون الشخص متفائال‪ ،‬هو أن يحتفظ برأسه متجها نحو الشمس‪ ،‬وأقدامه‬
‫متحركة إلى األمام"‪ .‬ويتضح جوهر مصطلح التفاؤل في أقوال مأثورة عدة‪ ،‬من مثل‪" :‬النظرة الوردية لألمور"‪ ،‬و"رؤية نصف‬
‫الكوب الملئان"‪ ،‬و"إعداد الليمونادة من الليمون"‪ ،‬و"لكل سحابة أو غيمةبطانة فضية"" )‪ .(Gorsy & Panwar, 2016‬والتفاؤل‬
‫‪ Optimism‬مؤثر قوي في الطريقة التي يدرك بها الفرد ويسلك في حياته )‪.(Carver & Connor-Smith, 2010‬‬
‫والتفاؤل والتشاؤم متغيران من متغيرات الفروق الفردية‪ ،‬يعكسان مدى اعتناق األ ا‬
‫فرد توقعات مفضلة أو غير مفضلة عن‬
‫مستقبلهم‪ .‬ولهما مضامين ومعان مهمة للشخصية اإلنسانية‪ ،‬ونموها‪ ،‬فضال عن أهميتهما في التكيف‪ ،‬والصحة‪ ،‬والمرض‪،‬‬
‫والعالج‪ .‬ويمكن أن يعد التفاؤل والتشاؤم سمات في الشخصية‪ ،‬وقابليات بيولوجية‪ ،‬وعمليات تشكلها الثقافة‪.‬‬
‫ويعرف التفاؤل بأنه‪" :‬نظرة استبشار نحو المستقبل‪ ،‬تجعل الفرد يتوقع األفضل‪ ،‬وينتظر حدوث الخير‪ ،‬ويرنو إلى‬
‫النجاح‪ ،‬ويستبعد ما خال ذلك" (عبد الخالق‪ ،1991 ،‬ص ‪ .)1‬كما يعرف "ديمبر" وزمالؤه" ‪(Dember, 2001; Dember et‬‬
‫)‪ al., 1989‬التفاؤل بأنه نظرة إيجابية للحياة‪ ،‬تشمل الحاضر والمستقبل‪.‬وأما التشاؤم ‪ Pessimism‬فيعرف بأنه "توقع سلبي‬
‫لألحداث القادمة‪ ،‬يجعل الفرد ينتظر وقوع األسوأ‪ ،‬ويتوقع الشر والفشل وخيبة األمل‪ ،‬ويستبعد ماعدا ذلك إلى حد كبير" (عبد‬
‫الخالق‪ ،1991 ،‬ص ‪.)1‬‬
‫والسؤال المهم الذي كان مجاال لحوارات "ساخنة" بين الباحثين‪ ،‬يتصل ببعدية ‪ Dimensionality‬المفهومين‪ ،‬فرأى‬
‫بعض الباحثين أن التفاؤل والتشاؤم مفهوم أحادي البعد ‪ ،Unidimensional‬بحيث يقع التفاؤل في أحد األقطاب‪ ،‬والتشاؤم في‬
‫القطب اآلخر‪ ،‬في حين رأى باحثون آخرون أن التفاؤل والتشاؤم مفاهيم مستقلة )‪.(Kam & Meyer, 2012‬‬
‫وتترجم هذه المشكلة السيكومترية المهمة‪ ،‬في اإلجابة عن هذه األسئلة‪ :‬هل يمثل التفاؤل والتشاؤم نهايتين متقابلتين‬
‫لنفس المتصل ‪ Continuum‬مثل االنبساط واالنطواء؟ وهل يكفي أن نقيس أحدهما ونشير إلى اآلخر على أنه العكس؟ ولماذا‬
‫يقيس الباحثون غالبا كل سمة منهما مستقلة عن األخرى‪ ،‬بطريقة ال تشبه قياس االنبساط؟‬
‫وقد أكد "شانج" وزمالؤه )‪ ،(Chang et al., 1994, 1997‬نموذجا ذا بعدين للتفاؤل والتشاؤم‪ ،‬ووجدا تأكيدا للصدق‬
‫التمييزي لهما‪ ،‬والفائدة من استخدام مقاييس مستقلة للتفاؤل والتشاؤم‪ ،‬من أجل التنبؤ بالفروق الفردية في الرضا عن الحياة‬
‫واألعراض االكتئابية‪ ،‬ومن ثم‪ ،‬فمن األفضل النظر إلى هذين المفهومين على أنهما مستقلين‪ ،‬أو –على األقل‪ -‬على أنهما‬
‫مستقلين نسبيا‪.‬‬
‫كما أكد "هيرزبيرج" وزمالؤه )‪ (Herzberg et al., 2007‬مفهوم بعدين مستقلين للتفاؤل والتشاؤم‪ .‬ويتفق ذلك مع ما‬
‫يذكره "مارشال" وزمالؤه )‪ ،(Marshall et al., 1992‬إذ برهنوا على أن التفاؤل يرتبط ارتباطا داال إحصائيا أكثر قوة باالنبساط‬
‫(موجبا)‪ ،‬أكثر من التشاؤم‪ ،‬وأن التشاؤم يرتبط ارتباطا جوهريا أكثر قوة بالعصابية‪ ،‬أكثر من ارتباط التفاؤل‪.‬‬
‫واتساقا مع هذا التوجه األخير‪ ،‬فقد أ لفت القائمة العربية للتفاؤل والتشاؤم من مقياسين مستقلين (عبد الخالق‪.)1991 ،‬‬
‫وأكد ذلك دراسة أحدث )‪ ،(Abdel-Khalek, 2019‬كشفت عن ارتباطات مختلفة بين كل من التفاؤل والتشاؤم والعوامل الخمسة‬
‫الكبرى للشخصية‪ ،‬وعلى سبيل المثال‪ ،‬فإن ارتباط التفاؤل بعامل القبول دال إحصائيا وموجب‪ ،‬ولكنه غير دال بين التشاؤم‬
‫والقبول‪.‬‬
‫ومن الممكن أن يكون الشخص الواحد متفائال تجاه موضوعات محددة‪ ،‬ومتشائما نحو موضوعات أخرى‪ ،‬فقد يتوقع‬
‫النجاح في زواجه‪ ،‬ولكنه يكون متشائما بالنسبة للمال‪ ،‬ومع ذلك فإن بعض الناس لديهم توجه متسق أو ثابت‪ ،‬للتفكير والشعور‬
‫والسلوك على ضوء توجه تفاؤلي أو تشاؤمي‪ ،‬نحو غالبية جوانب حياتهم‪ ،‬فالمتفائل يرى األشياء الجيدة حيثما توجه‪ ،‬في حين‬
‫أن المتشائم ‪ -‬من ناحية أخرى‪ -‬يالحظ الجوانب السلبية في كل ما حوله‪ ،‬ومع ذلك فإن الحياة الناجحة تتطلب توازنا دقيقا بين‬
‫التفاؤل والتشاؤم )‪ .(Hecht, 2013‬وقد درس "بنياميني" )‪ (Benyamini, 2005‬عينة من كبار السن الذين يعانون من التهاب‬
‫المفاصل ‪ ،Arthiritis‬فوجد أن التفاؤل المرتفع‪ ،‬والتشاؤم المرتفع‪ ،‬يمكن أن يوجدا معا ويتفاعال‪.‬‬
‫ولكن زيادة التفاؤل من دون مسوغ‪ ،‬يسمى التفاؤل غير الواقعي‪ ،‬وعرفه األنصاري (‪ )1001‬بأنه اعتقاد الفرد في قدرته‬
‫على توقع أحداث إيجابية من دون مسوغات منطقية‪ ،‬أو وقائع تؤدي إلى هذا االعتقاد‪ ،‬إذ يتوقع الفرد غالبا حدوث األمور‬
‫اإليجابية أكثر مما يحدث في الواقع‪ ،‬ويتوقع حدوث األمور السلبية أقل مما يحدث في الواقع‪ ،‬وقد يتسبب ذلك في حدوث مخاطر‬
‫للفرد‪ ،‬والسيما المخاطر الصحية (ص ص ‪.)63 – 61‬‬
‫وقد بينت بحوث عدة‪ ،‬الطبيعة الت كيفية للتفاؤل‪ ،‬والطبيعة غير التكيفية للتشاؤم‪ ،‬وبوجه عام‪ ،‬يبدو أن التفاؤل يرتبط‬
‫بالمكاسب النفسية كالرضا عن الحياة‪ ،‬ومزيد من الوجدان اإليجابي‪ ،‬وقليل من األعراض االكتئابية‪ .‬ومن ناحية أخرى‪ ،‬يبدو أن‬
‫التشاؤم يرتبط بالجوانب السلبية‪ ،‬كمزيد من أعراض االكتئاب‪ ،‬والوجدان السلبي‪ ،‬والضغوط النفسية ‪(Chang, 2001; Chang‬‬
‫كبير في اتخاذ القرار‪ ،‬وركوب المخاطر‪ ،‬والصحة النفسية والجسمية ‪(Chang,‬‬
‫تأثير ا‬
‫)‪.et al., 2009‬كما يؤثر التفاؤل والتشاؤم ا‬
‫)‪.1998‬‬
‫واعتمادا على عدد كبير من الدراسات‪ ،‬عدد "كارفر" )‪ ،(Carver, 2014‬الفوائد المتعددة للتفاؤل على النحو اآلتي‪ :‬إنه‬
‫يرتبط إلى درجة مرتفعة بالحياة الطيبة النفسية ‪ ،Psychological well-being‬وبمزيد من المثابرة نحو تحقيق األهداف‬
‫التعليمية‪ ،‬والعالقات الجيدة بين األشخاص‪ ،‬والسهولة الكبيرة في تكوين شبكة من العالقات االجتماعية‪ ،‬وقدرة أفضل على كبح‬
‫االنفعاالت السلبية‪ .‬ويعمل المتفائلون بجد في وجود العالقات الحميمة‪ ،‬ومن ثم يخبرون (يمرون بخبرة) أقل من الصراعات بين‬
‫األشخاص‪ ،‬ويمارسون مزيدا من السلوكيات التي ترتقي بالصحة‪ ،‬وقليال من السلوكيات الضارة بالصحة مقارنة بالمتشائمين‪،‬‬
‫ويندر أن يقرروا وجود مشكالت لديهم متصلة بالخمر‪ ،‬والتدخين‪ ،‬والحياة الراكدة‪ ،‬ولديهم عادات غذائية جيدة‪ ،‬فيما يختص‬
‫بتناول الفاكهة والخضروات‪ ،‬واستهالك الدهون في طعامهم‪.‬‬
‫وكشف تحليل َبعدي ‪ Meta-analysis‬أن المتفائلين لديهم توافق جيد من الناحيتين الجسمية والنفسية‪ ،‬أكثر من‬
‫المتشائمين )‪ .(Rasmussen et al., 2009‬والمتفائلون لديهم عدد أقل من أمراض القلب والشرايين & ‪(Boehm‬‬
‫)‪ ،Kubzansky, 2012‬ووظائف جهاز المناعة لديهم أفضل )‪ ،(Srivastava et al., 2006‬ويرتبط التفاؤل ارتباطا إيجابيا‬
‫بالحياة النفسية الطيبة‪ ،‬ويرتبط ارتباطا سلبيا بمختلف األمراض المتصلة بالضغوط‪ ،‬كأمراض القلب والشرايين ‪(Nabi et al.,‬‬
‫)‪.2012‬‬
‫ويشعر المرضى المتفائلون بقليل من األلم‪ ،‬ويتعافون أسرع‪ ،‬ويعودون بشكل مبكر إلى نشاطاتهم السابقة ‪(Schutz et‬‬
‫)‪ ،al., 2018‬ويقررون أنهم أسعد وأكثر رضا عن حياتهم )‪ ،(Diener et al., 1999‬وترتبط الدرجة المرتفعة من التفاؤل‬
‫بالتكيف الفيزيولوجي األفضل للمواقف الضاغطة‪ ،‬من مثل‪ :‬تعاف أسر للكورتيزول ‪( Cortisol‬هرمون الضغوط)‪ ،‬في حين‬
‫ترتبط الدرجة المرتفعة من التشاؤم بالتكيف النفسي السيئ للضغوط‪ ،‬من مثل‪ :‬إدراك المهام المرتبطة بالضغوط على أنها صعبة‬
‫)‪.)Puig-Perez et al., 2015‬‬
‫كون "جروسارد" وزمالؤه )‪ (Grossardt et al., 2009‬سجال تاريخيا لـ ‪ 31111‬فردا بهدف البحوث في "مايو‬
‫وقد َّ‬
‫كلينيك" من عام ‪ ،1911‬إلى ‪ ،1911‬وقاموا بتتبع ‪ 310,0‬فردا لمدة أربعة عقود (‪ 00‬سنة)‪ ،‬ووجدوا أن السمات الشخصية‬
‫المتشائمة‪ ،‬والقلقة‪ ،‬والمكتئبة‪ ،‬ترتبط بمزي د من كل أسباب الوفاة‪ ،‬لدى الرجال والنساء‪.‬‬
‫وقد افترض "كارفر" وزمالؤه )‪ (Carver et al., 2010a‬أن المتفائلين يمكن أن يكونوا أقل استجابة من المتشائمين‬
‫لضغوط الحياة‪ ،‬وكلما كانت االستجابات الفسيولوجية للضغوط أقل (طول السنين)‪ ،‬نتج عنها مستوى أقل من البلى والتمزق‬
‫‪ Wear & tear‬في الجسم‪ ،‬وهو ما يؤدي إلى صحة أفضل‪ ،‬وعمر أطول‪.‬‬
‫وطبق "سيليجمان" )‪ (Seligman, 1991‬مفهومي التفاؤل والتشاؤم‪ ،‬على الطرق التي يفسر بها األفراد حوادث حياتهم‪،‬‬
‫فذكر أن العزو أو أسلوب التفسير ‪ Attribution‬التفاؤلي‪ ،‬يرتبط بالمستويات المرتفعة من الدافعية‪ ،‬والتحصيل‪ ،‬والعافية البدنية‪،‬‬
‫والمستويات المنخفضة من االكتئاب )‪ .(Buchanan & Seligman, 1995‬ويقرر المتفائلون استخداما أكبر الستراتيجيات‬
‫المواجهة ‪ Coping‬الفعالة‪ ،‬وعددا أقل من األعراض المزعجة مقارنة بالمتشائمين‪.‬‬
‫وأصبحت النزعة التفاؤلية نقطة مركزية في النظرية والبحوث الخاصة بالتكيف للظروف السيئة‪ ،‬ولكثير من عوامل‬
‫الضغوط الطبية‪ ،‬بما في ذلك جراحة المجرى الجانبي للشريان التاجي‪ ،‬ووالدة الطفل‪ ،‬والفشل في تخصيب طفل األنابيب‪ ،‬وزراعة‬
‫نخاع العظام‪ ،‬والتهاب المفاصل‪ ،‬واإلعاقات السمعية‪ ،‬وإنهاء الحمل‪ ،‬والسرطان‪ .‬وظهر أيضا أن التفاؤل يرتبط بالعادات الصحية‬
‫الجيدة‪ ،‬والمزاج اإليجابي‪ ،‬وكفاءة وظيفة جهاز المناعة )‪.(Affleck et al., 2001‬‬
‫وفي بحث عربي درس األنصاري‪ ،‬وكاظم (‪ 100 ،)100,‬كويتي وعماني من طالب الجامعة‪ ،‬ووجدا أن التفاؤل يرتبط‬
‫سلبيا بقائمة "بيك" لالكتئاب‪ ،‬وبمقياس جامعة الكويت للقلق‪ ،‬في حين ارتبط التشاؤم ارتباطا داال موجبا بمقياسي القلق واالكتئاب‪.‬‬
‫يرتبطان‬ ‫إذ‬ ‫والتشاؤم‪،‬‬ ‫للتفاؤل‬ ‫فيزيولوجيا‬ ‫أساسا‬ ‫‪(Hecht,‬‬ ‫)‪2013‬‬ ‫"هكت"‬ ‫وافترض‬
‫– بشكل فارق‪ -‬بنصفي الكرة في المخ ‪ ،Cerebral hemispheres‬فإن تقدير الذات المرتفع‪ ،‬والتوجه البهيج الذي يميل إلى‬
‫النظر إلى الجوانب اإليجابية لموقف ما‪ ،‬فضال عن االعتقاد التفاؤلي في مستقبل مشرق‪ ،‬ترتبط جميعا بالنشاط الفيزيولوجي في‬
‫نصف الكرة األيسر‪ .‬وعلى العكس من ذلك‪ ،‬فإن وجهة النظر الكئيبة‪ ،‬والميل إلى التركيز على الجوانب السلبية والمبالغة في‬
‫أهميتها‪ ،‬وتقدير الذات المنخفض‪ ،‬فضال عن النظرة المتشائمة لما يحمله المستقبل‪ ،‬ترتبط بعملية فيزيولوجية عصبية في نصف‬
‫الكرة األيمن‪.‬‬
‫ومن ناحية أخرى درس كثير من الباحثين تأثير الثقافة ‪ Culture‬في التفاؤل‪ ،‬وظهرت دالئل قوية تشير إلى أن معاني‬
‫التفاؤل والتشاؤم ومستوياتهما تختلف عبر الثقافات‪ ،‬ونشرت بحوث عدة تقارن بين األمريكيين من أصل قوقازي‪ ،‬واألمريكيين‬
‫اآلسيويين‪ ،‬وبين الصينيين في بالدهم واألمريكيين من أصل صيني‪ ،‬وبين األمريكيين والروس‪ ،‬وظهرت فروق كبيرة بينهم‬
‫)‪.(Change, 1996a, 1996b; Kassinove & Sukhodolsky, 1995; Lee & Seligman, 1997‬‬
‫وقد أجريت دراسات عربية كثيرة عن التفاؤل والتشاؤم‪ ،‬وبحثت عالقتهما بالشخصية‪ ،‬والصحة النفسية والجسمية‪ ،‬وتقدير‬
‫الذات‪ ،‬ومصدر الضبط‪ ،‬واألداء الوظيفي‪ ،‬وضغوط العمل‪ ،‬والرضا عن العمل‪ ،‬والقلق‪ ،‬واالكتئاب‪ ،‬والوسواس القهري‪ ،‬وقلق‬
‫الموت‪ ،... ،‬وغير ذلك كثير (انظر‪ :‬األنصاري‪ ،1006-1001 ،199, ،‬جعفر‪1001 ،‬؛ الخضر‪1999 ،‬؛ شكري‪1999 ،‬؛‬
‫عبد الخالق‪1000 ،199, ،‬؛ عبد الخالق‪ ،‬واألنصاري‪.)1991 ،‬‬

‫‪ .1.1‬السعــادة‬
‫تعرف السعادة ‪ Happiness‬في معجم "وبستر" ‪ Webster‬بأنها "مشاعر الفرح والسرور التي تختلط معا بدرجات‬
‫متفاوتة" (ص ‪ .)069‬ويعرف المعجم الوسيط‪ ،‬السعادة بأنها "معاونة الله لإلنسان على نيل الخير‪ ،‬وتضاد الشقاوة" (ص ‪.)001‬‬
‫ومن الواضح أن التعريف األول في المعجم اإلنجليزي‪ ،‬متأثر بالن ظرية اليونانية للذة‪ ،‬إذ عرفت السعادة بأنها تحصيل اللذة‬
‫وزيادتها‪ ،‬وتجنب األلم أو خفضه‪ .‬وأما تعريف المعجم العربي‪ ،‬فإن له ظالال دينية‪.‬‬
‫وفي علم النفس والعلوم االجتماعية‪ ،‬يشير مصطلح السعادة إلى كل ما هو جيد‪ ،‬وبهذا المعنى فإنه يستخدم –تبادليا‪-‬‬
‫معمصطلحات مثل‪ :‬الحياة الطيبة‪ ،‬أو نوعية الحياة‪ ،‬ويشير إلى كل من الرخاء الشخصي واالجتماعي‪ .‬ويعرف "فينهوفن" السعادة‬
‫بأنها الدرجة التي يحكم بها الفرد على نوعية حياته الشخصية ككل على أنها جيدة أو مفضلة‪ ،‬وبعبارة أخرى؛ إلى أي حد يحب‬
‫الشخص الحياة التي يحياها )‪ .(Veenhoven, 2012‬ويعتمد معدل السعادة العام لدى الفرد‪ ،‬على الفرق بين طموحه‪ ،‬وما‬
‫حصل عليه‪.‬‬
‫وللسعادة في علم النفس جانبان‪ :‬أولهما يشمل مختلف نظريات الحياة الطيبة ‪ ،Well-being‬وثانيهما اعتبار السعادة‬
‫انفعاال أساسيا من قبل علماء النفس المختصين بدراسة االنفعاالت ‪ .Emotions‬وقد وضعت عدة نظريات للسعادة‪ ،‬أهمها‪:‬‬
‫الحياة الذاتية الطيبة (داينر)‪ ،‬والسعادة الموضوعية (كاهنمان)‪ ،‬والحياة النفسية الطيبة (ريف)‪ ،‬والحياة الطيبة األخالقية (واترمان)‪،‬‬
‫والسعادة الحقة (سيليجمان)‪ ،‬والرخاء االجتماعي النفسي‪ /‬واالزدهار (داينر) (انظر للتفصيل‪.)Kaczmarek, 2017 :‬‬
‫وتعتمد النظريات السيكولوجية عن السعادة‪ ،‬على المفاهيم الفلسفية‪ ،‬من مثل‪ :‬اللذة ‪ ،Hedonia‬والسعادة األخالقية‬
‫‪ ،Eudemonia‬ومعنى الحياة‪ ،‬والفلسفة النفعية ‪ ، Utilitarianism‬والفلسفة األخالقية‪ .‬وقد حاول علماء النفس ترجمة هذه‬
‫المفاهيم الفلسفية إلى مفاهيم فعلية يمكن قياسها )‪.(Kaczmarek, 2017‬‬
‫وفيما يختص بالتوجه األول‪ ،‬وهو السعادة بوصفها لذة وسرور‪ ،‬فقد رأى بعض علماء النفس أن السعادة تتضمن زيادة‬
‫السرور وإنقاص االنفعاالت غير السارة )‪ ،(Kahneman, 1999‬وقد ساد هذا التوجه مجال الحياة الذاتية الطيبة خالل الثالثين‬
‫عاما األخيرة )‪.(Diener, 2013‬‬
‫وهناك توجه آخر بديل‪ ،‬يعتمد على مدخل اقترحه "أرسطو" في كتاب "األخالق إلى نيقوماكوس"‪ ،‬إذ رأى أن السعادة‬
‫هي الشعور باالنفعاالت الصائبة ‪( the right emotions‬الحقة أو المناسبة)‪ .‬وليس بالضرورة أن تكون هذه االنفعاالت سارة‪،‬‬
‫بل إنها قد تكون غير سارة عندما تكون مالئمة وموجهة نحو هدف‪ ،‬فذكر "أرسطو" أن وجود هذه المشاعر في األوقات المناسبة‪،‬‬
‫على أسس سليمة‪ ،‬تجاه األشخاص المناسبين‪ ،‬من أجل دافع نبيل‪ ،‬وبالطرق المناسبة‪ ،‬هو دليل على الفضيلة ‪ ،Virtue‬وعلى‬
‫سبيل المثال‪ ،‬فإن شعور الغضب هو ا النفعال المناسب الذي ينتاب أعضاء جماعة األقلية التي تبحث عن العدالة‪ ،‬بسبب سوء‬
‫معاملة األغلبية لهم‪ .‬وقد اختبرت "تامر" وزمالءها )‪ (Tamir et al., 2017‬هذا الفرض‪ ،‬في دراسة ثقافية مقارنة بين ثماني‬
‫دول‪ ،‬شملت ‪ 11610‬مبحوثا‪ ،‬وقاموا بتقدير االنفعاالت التي يشعر بها األفراد‪ ،‬واالنفعاالت المرغوبة‪ ،‬ومؤشرات الحياة الطيبة‪،‬‬
‫واألعراض االكتئابية‪.‬‬
‫شعور بالسعادة –عبر الثقافات‪ -‬هم أولئك الذين يمرون بخبرة‬
‫ا‬ ‫وكشفت نتائج هذه الدراسة‪ ،‬أن األشخاص األكثر‬
‫االنفعاالت التي يودون أن يمرون بخبرتها‪ ،‬سواء أكانت سارة (كالحب) أو غير سارة (كالكراهية)‪ .‬واستنتج الباحثون أن السعادة‬
‫تتضمن خبرة االنفعاالت الصائبة‪ ،‬سواء أشعروا بأنهم في حال أحسن أم أسوأ‪ .‬وخلص المؤلفون إلى أنه اتساقا مع دعوى‬
‫"أرسطو"‪ ،‬فإن االنفعاالت التي يجب أن يكافح الناس من أجلها لتحقيق السعادة‪ ،‬وأن يصبحوا أسعد‪ ،‬هي عندما يمرون بخبرة‬
‫االنفعاالت التي يرغبون فيها‪ ،‬سواء أكانت هذه االنفعاالت سارة أم غير سارة‪ ،‬تلك االنفعاالت التي تتسق مع قيمهم‪ ،‬أي أن‬
‫السعادة تتطلب الشعور بانفعاالت ذات قيمة‪ ،‬كما يحددها السياق الشخصي‪ ،‬واالجتماعي‪ ،‬والثقافي الفريد لكل فرد‪.‬‬
‫ويرى "ريان وديسي"‪ ،‬أن السعادة األخالقية أو الحقة‪ ،‬هي العمل تبعا للفضائل والصواب من الناحية األخالقية‪ ،‬والصدق‬
‫مع النفس‪ ،‬وتبعا لما له معنى ومرتبط بالنمو )‪.(Rayan & Deci, 2001‬‬
‫وبينت "ليبوميرسكي" وزمالءها )‪ ،(Lyubomirsky et al., 2005‬أن نتائج البحوث المستعرضة‪ ،‬والطولية‪ ،‬والتجريبية‪،‬‬
‫برهنت على أن السعادة مرتبطة بالنجاح في مجاالت متعددة في الحياة‪ ،‬ومنبئة بها‪ ،‬ومحدد سببي لها‪ ،‬بما في ذلك الجوانب‬
‫االجتماعية‪ ،‬والمالية‪ ،‬والعمل‪ ،‬والعالقات‪ ،‬والصحة الجسمية والنفسية‪.‬‬
‫وهناك سؤال يتبادر إلى ذهن كثير من األشخاص‪ ،‬وهو‪ :‬هل يمكن للمال أن يشتري السعادة؟ وقد دلت بحوث عدة‪،‬‬
‫على أن المال يرتبط ارتباطا وثيقا بالسعادة في الدول الفقيرة‪ ،‬ولكن ذلك ال ينطبق على الدول الغنية ‪(Diener & Biswas-‬‬
‫)‪ ،Diener, 2002; Easterlin, 1995‬ويقول كثيرون‪ :‬إن المال ال يشتري السعادة‪ ،‬وهناك تفسير لذلك بأن األشخاص ال‬
‫يعرفون بدقة كيف ينفقون أموالهم‪ ،‬لتجلب لهم السعادة‪ ،‬أو ألنه ليس لديهم الفهم الكامل لما يجعلهم سعداء‪ .‬ويرى باحثون آخرون‬
‫أن السبب في أن المال ال يشتري السعادة‪ ،‬أن األفراد يقضون أوقاتهم مع األشخاص غير المناسبين‪ ،‬كالرؤساء‪ ،‬وزمالء العمل‪،‬‬
‫ومجرد المعارف‪ ،‬وأنه يتعين عليهم أن يقضوا أوقاتهم مع األسرة واألصدقاء )‪.(Priester & Petty, 2011‬‬
‫وافترضت "دان" وزمالءها )‪ ،(Dunn et al., 2008‬أن إنفاق المال على أشخاص آخرين‪ ،‬يمكن أن يكون له مزيد من‬
‫األثر اإليجابي في السعادة‪ ،‬أكثر من إنفاق المال على الشخص نفسه‪ ،‬وقد برهنوا على صدق هذا الفرض؛ على أساس دراسات‬
‫طولية ومستعرضة‪ ،‬لدى عينات قومية ممثلة‪.‬‬
‫وقد دلت األبحاث األحدث‪ ،‬أنه – في إطار معظم الدول المتقدمة‪ -‬تفسر الفروق في الدخل ‪ %1‬فقط من التباين في‬
‫درجات السعادة لديهم‪ ،‬شريطة أن تكون الجوانب األخرى ثابتة‪ .‬وأن مضاعفة دخل الفرد يرفع معدل السعادة لديه بأقل من ‪011‬‬
‫(في مقياس من صفر إلى ‪ .)10‬وفضال عن ذلك‪ ،‬فإن األشخاص يهتمون بدخلهم – في المقام األول‪ -‬بالنسبة إلى اآلخرين‪،‬‬
‫ومن ثم فإن الزيادات العامة للدخل‪ ،‬لها تأثير صغير جدا في مستوى السعادة العامة في المجتمع )‪.(Clark et al., 2018‬‬
‫وباإلضافة إلى الدخل‪ ،‬فهناك كثير من المتغيرات التي تؤثر في معدل السعادة‪ ،‬ومنها الحياة األسرية‪ ،‬فكون الشخص‬
‫متزوجا ‪ -‬مقابل غير المتزوج‪ -‬يرفع السعادة بمقدار ‪ 011‬نقطة‪ ،‬ويخفض فقد القرين باالنفصال أو الموت من معدل السعادة‬
‫بنفس المعدل تقريبا‪ ،‬ذلك أن األفراد يحتاجون إلى عالقات مهمة‪ .‬وفيما يختص بالتعليم‪ ،‬فإن كل سنة إضافية في الدراسة‪ ،‬لها‬
‫تأثير مباشر صغير في السعادة‪ ،‬إذ تخفضها بمقدار ‪ 0106‬نقطة‪ ،‬وتزداد في التأثيارت غير المباشرة لكل من الدخل والصحة‬
‫النفسية)‪.(Clark et al., 2018‬‬
‫والصحة النفسية من أهم المتغيرات التي تؤثر في معدل السعادة‪ ،‬ذلك أن أكثر الحقائق الداخليةأهميةبالنسبة لنا‪ ،‬هي‬
‫الصحة‪ ،‬وبخاصة صحتنا النفسية‪ ،‬ذلك أن الصحة النفسية هي أكثر منبئ مفرد بالسعادة‪ .‬إن المعاناة من اضطرابات االكتئاب‬
‫أو القلق‪ ،‬أكثر شيوعا من البطالة‪ ،‬وتخفض من معدل السعادة بمقدار ‪ 013‬نقطة‪ .‬وأكبر المحددات األسرية لسعادة الطفل‪ ،‬هي‬
‫الصحة النفسية لألم‪ ،‬وهو أيضا أكبر محدد لسلوك الطفل‪.‬‬
‫بقرابة‬ ‫العمل‪،‬‬ ‫متعطلعن‬ ‫فرد‬ ‫كل‬ ‫لدى‬ ‫السعادة‬ ‫معدل‬ ‫من‬ ‫البطالة‬ ‫وتخفض‬
‫‪ 0.3‬نقطة في المتوسط‪ ،‬وتؤدي البطالة أيضا إلى مشاعر الخوف وعدم الراحة لدى األشخاص الذين يعملون‪ ،‬إن بطالة شخص‬
‫واحد تخفض من معدل السعادة العام في بقية المجتمع بمقدار ‪ 110‬نقطة‪ ،‬ذلك أن كون الشخص يعمل‪ ،‬يعني أنه مطلوب ومهم‬
‫)‪.(Clark et al., 2018‬‬
‫نظر لتفاعلها الثابت مع مختلف جوانب الوظائف‬
‫والشخصية هي المحدد األساسي للسعادة أو الحياة الطيبة ‪ ،WB‬ا‬
‫البشرية‪ ،‬من مثل‪ :‬أحداث الحياة‪ ،‬والظروف الطارئة‪ ،‬والخبرات االنفعالية‪ ،‬والوظائف المعرفية‪ ،‬فالمنبسطون مثال لديهم رضا‬
‫مرتفع بالحياة‪ ،‬في حين أن مرتفعي العصابية يمرون بخبرات تشير إلى رضا منخفض بالحياة‪ .‬وتجدر اإلشارة إلى أن تأثير‬
‫الشخصية في السعادة يمكن تعديله عن طريق الجهود السلوكية اإلرادية‪ ،‬كأن يحاول الشخص األقل انبساطا أن يبدأ في اإلتيان‬
‫بسلوكيات غير المنبسطين‪ ،‬فإن سعادته تتحسن وقتيا )‪.(Kaczmarek, 2017‬‬
‫ويمكن تعديل مستوى السعادة باألساليب اإليجابية للتدخل النفسي‪ ،‬المعتمد على أساليب العالج المعرفي‪ ،‬عن طريق‬
‫التدريبات التي تحسن االنفعاالت اإليجابية (كالعرفان بالجميل)‪ ،‬والمعرفية (كالتفاؤل)‪ ،‬أو السلوكية (كاألفعال الطيبة)‬
‫)‪ .(Kaczmarek, 2017‬ويذكر"أرجايل‪ ،‬ولو")‪ (Argyle&Lu,1990‬أن السعادة ترتبط باالنبساط (عكساالنطواء)‪،‬‬
‫وباالستمتاع‪ ،‬وبالمشاركة في المناشط االجتماعية‪.‬‬
‫وفي دراسة مصرية على عينة من طالب الجامعة (ن = ‪ ،)139‬ارتبط المقياس العربي للسعادة ارتباطات دالة إحصائيا‬
‫بعوامل الشخصية اآلتية‪ :‬االنبساط‪ ،‬والقبول‪ ،‬واإلتقان (موجبة)‪ ،‬والعصابية (سالبة) (عبد الخالق‪.)101, ،‬‬

‫‪ .1.1‬الرضا عن الحياة‬
‫يعرف الرضا عن الحياة ‪ Satisfaction with life‬بأنه التقييم المعرفي الذي يضعه الفرد لنوعية حياته بوجه‬
‫عام‪ ،‬اعتمادا على حكمه الشخصي‪ .‬والجوانب األساسية في هذا التعريف هي كما يلي‪ )1( :‬يعتمد حكم الشخص على رضاه‬
‫عن حياته‪ ،‬على تقديره الشخصي‪ ،‬وليس كما يحدده غيره‪ ،‬و(‪ )1‬يحدد الفرد بنفسه المعايير التي يقيم على أساسها حكمه على‬
‫نوعية حياته‪ ،‬و(‪ ) 6‬ينتمي الحكم على الحياة إلى الجوانب المعرفية للشخصية وليس الوجدانية‪ ،‬و(‪ )0‬يتعلق هذا التقدير أو‬
‫الحكم‪ ،‬إما بالحياة بشكل شامل‪ ،‬وإما بقطاع محدد فيها كاألسرة أو المال أو األصدقاء أو المهنة ‪ ،...‬وغيرها (عبد الخالق‪،‬‬
‫‪.)100,‬‬
‫والرضا عن الحياة أحد المؤشرات القوية للحياة الطيبة‪ ،‬كما أنه أحد الجوانب المتعددة للصحة النفسية اإليجابية‪ ،‬إنه‬
‫ليس خبرة مباشرة‪ ،‬ول يس حقيقة شخصية‪ ،‬بل نتاج معرفي‪ ،‬يشمل عملية مقارنة بين حالة الفرد الراهنة‪ ،‬ومعايير لديه‪ ،‬بما‬
‫يسمح له باستخدام هذه المعلومات عندما يقيم حياته الخاصة‪ ،‬فالرضا عن الحياة إذن‪ ،‬قياس ذاتي لنوعية حياة الفرد‪.‬‬
‫كما يعني رضا الفرد عن حياته‪ ،‬قبول الظروف المحيطة به‪ ،‬فضال عن إشباع حاجاته الحياتية بوجه عام ‪(Sousa‬‬
‫)‪ .& Lyubomirsky, 2001‬وهناك عدة عوامل يمكن أن تؤثر في الرضا عن الحياة‪ ،‬من مثل‪ :‬تقدير الذات‪ ،‬والدخل‪،‬‬
‫والمساندة االجتماعية‪ ،‬والفردية مقابل الجمعية‪ ،‬والتجانس الثقافي ‪ ،...‬وغير ذلك من المتغيرات‪ .‬ويرتبط الرضا عن الدخل –‬
‫بقوة‪ -‬بالرضا عن الحياة في البالد الفقيرة‪ ،‬ذلك أن الدخل له عالقة قوية بالحياة الطيبة في مثل هذه المجتمعات ‪(Diener‬‬
‫)‪ .& Diener, 1995‬ومن ثم‪ ،‬وجدت فروق دالة إحصائيا بين دول العالم األول والعالم الثالث في الرضا عن الحياة‪ ،‬في‬
‫حين أن بحوث الفروق بين الجنسين في الرضا عن الحياة‪ ،‬أسفرت عن نتائج متضاربة ‪(Abdel-Khalek & El Nayal,‬‬
‫)‪.2015‬‬
‫وللشخصية دور في تحديد الرضا عن الحياة‪ ،‬ومن متغيرات الشخصية‪ :‬الصمود النفسي‪ ،‬والتوكيدية‪ ،‬والتعاطف‪،‬‬
‫ومصدر الضبط الداخلي‪ ،‬واالنبساط‪ ،‬والتفتح على الخبرة )‪ .(Sousa & Lyubomirsky, 2001‬وتوجد عالقة موجبة بين‬
‫الرضا عن الحياة‪ ،‬والنمط الصباحي )‪.Morningness(Randler, 2008‬‬
‫وقد ربطت بحوث كثيرة بين ارتفاع الرضا عن الحياة في أثناء المراهقة‪ ،‬والمستويات المرتفعة من االنبساط‪ ،‬والفاعلية‬
‫الذاتية االجتماعية‪ ،‬والقيم الداخلية‪ ،‬وتقدير الذات‪ ،‬والكمالية‪ ،‬ومصدر الضبط الداخلي‪ ،‬واألمل‪ ،‬وأسلوب العزو التكيفي‪ ،‬وقوة‬
‫الطباع‪ ،‬والفضائل‪ ،‬والحب‪ ،‬والعفو‪ ،‬والحماسة‪ ،‬والتفاؤل‪ ،‬ونقص الوجدان السلبي‪ ،‬كما يرتبط الرضا عن الحياة ارتباطا سلبيا‬
‫بكل من‪ :‬القلق‪ ،‬واالكتئاب‪ ،‬والعصابية‪ ،‬واضطرابات األكل (فقدان الشهية‪ ،‬والشراهة)‪ ،‬والبدانة‪ ،‬والتدخين‪ ،‬والصحة الجسمية‬
‫والنفسية الضعيفة )‪.(Proctor et al., 2017‬‬

‫‪ .1‬الدراسات السابقة‬
‫أجريت على المستوى العالمي‪ ،‬دراسات كثيرة عن العالقة بين التفاؤل‪ ،‬والسعادة‪ ،‬والرضا عن الحياة‪ ،‬وفي إطار علم النفس‬
‫اإليجابي‪ ،‬فإن السعادة والتفاؤل هما أكثر مفهومين درسا في هذا المجال )‪ .(Snyder & Lopez, 2009‬وبينت بحوث كثيرة‪،‬‬
‫العالقة الجوهرية بين هذه المفاهيم‪ ،‬والسيما ارتباط السعادة بالتفاؤل )‪ .(Oltean et al., 2019‬وبما أن البحوث العربية قليلة في هذا‬
‫المجال‪ ،‬فمن األهمية بمكان أن نبحث قيم معامالت االرتباط بين هذه المفاهيم على مستوى الدراسات العالمية‪.‬‬
‫أجرى "جورسي‪ ،‬وبانوار" )‪ (Gorsy &Panwar, 2016‬دراسة على عينة هندية قوامها ‪ 160‬امرأة عاملة‪ ،‬وكشفت النتائج‬
‫ع ن أن السعادة ترتبط "بقوة" بالتفاؤل‪ ،‬كما ظهر أن النساء الالتي حصلن على درجات مرتفعة في السعادة‪ ،‬حصلن أيضا على درجات‬
‫مرتفعة في التفاؤل‪ ،‬بالمقارنة إلى من حصلن على درجات منخفضة في كل من السعادة والتفاؤل‪ .‬واستخرج الباحثان ارتباطا مرتفعا‬
‫بين السعادة والتفاؤل (ر = ‪ ،01,9‬دال عند مستوى ‪.)0101‬‬
‫وهدفت دراسة "كوك‪ ،‬وبيبي" )‪ (Koc & Pepe, 2018‬إلى بحث العالقة بين السعادة‪ ،‬والرضا عن الحياة‪ ،‬والتفاؤل‪ ،‬لدى‬
‫‪ 61,‬من طالب التربية البدنية في تركيا‪ ،‬وكشفت الدراسة عن ارتباط بين السعادة والتفاؤل (ر = ‪ ،)01010‬وبين السعادة والرضا عن‬
‫الحياة (ر = ‪ ،)0111,‬وبين الرضا عن الحياة والتفاؤل (ر = ‪ ،)0111,‬وكلها معامالت ارتباط دالة عند مستوى ‪.01001‬‬
‫ودرس "ليننجز" )‪ (Lennings, 2000‬العالقة بين التفاؤل‪ ،‬والرضا عن الحياة‪ ،‬ومنظور الزمن ‪ Time perspective‬لدى‬
‫عينة من كبار السن في أستراليا (ن = ‪ .)1,‬وما يهمنا هنا هو االرتباط بين التفاؤل والرضا عن الحياة (ر=‪ 011,‬دال عند مستوى‬
‫‪.)0101‬‬
‫وارتبط التفاؤل بالرضا عن الحياة بمقدار ‪( 0161‬دال عند مستوى ‪ )01001‬في عينة تركية (ن = ‪ )039‬من طلبة مدرسة‬
‫السياحة وإدارة الفنادق )‪.(Ünüvar et al., 2012‬كما ارتبط التفاؤل بالرضا عن الحياة في عينة من المسنين من هونج كونج بمقدار‬
‫‪( 0163‬دال عند مستوى ‪.(Leung et al., 2005) )0101‬‬
‫ودرس "فيرونيز" وزمالؤه )‪ ، (Veronese et al., 2012‬التفاؤل‪ ،‬والسعادة المدركة‪ ،‬والرضا عن الحياة‪ ،‬لدى عينة (ن =‬
‫‪ )111‬من األطفال الفلسطينيين‪ ،‬من أعمار ‪ 11 – ,‬سنة‪ ،‬قسموا إلى أربع عينات‪ :‬من مناطق حضرية‪ ،‬وريفية‪ ،‬ومعسكر الجئين‬
‫في الضفة الغربية‪ ،‬وفي مدينة في إسرائيل‪ .‬واتسمت درجات هؤالء األطفال – بوجه عام‪ -‬باالرتفاع في المقاييس النفسية الثالثة‪،‬‬
‫على الرغم من العنف السياسي والعسكري الشديد تجاههم‪ ،‬فضال عن الفقر الشديد‪ ،‬وانخفاض المستوى االجتماعي واالقتصادي‪،‬‬
‫وافترض الباحثون أن هذه الدرجات المرتفعة‪ ،‬تدعم الصمود‪ ،‬والتوافق اإليجابي للصدمة لدى هؤالء األطفال‪ .‬واستخرجت معامالت‬
‫ارتباط دالة إحصائيا عند مستوى ‪ ،0101‬بين التفاؤل والسعادة (ر = ‪ ،)0110‬وبين السعادة والرضا عن الحياة (ر = ‪ ،)0113‬ولم‬
‫يورد الباحثون العالقة بين التفاؤل والرضا عن الحياة‪.‬‬
‫وقارن "هتز" وزمالؤه )‪ (Hutz et al., 2014‬بين عينتين من أمريكا (ن = ‪ 11-1, ،139‬سنة)‪ ،‬والب ارزيل (ن = ‪،099‬‬
‫‪ 16-13‬سنة)‪ ،‬في المتغيرات اآلتية‪ :‬األمل‪ ،‬والتفاؤل‪ ،‬والرضا عن الحياة‪ ،‬والوجدان‪ ،‬وتقدير الذات‪ ،‬والشخصية‪ .‬وأسفرت النتائج عن‬
‫حصول األمريكيين على درجات أعلى في األمل‪ ،‬والوجدان اإليجابي‪ ،‬والرضا عن الحياة‪ ،‬في حين كشفت عينة الب ارزيل عن درجات‬
‫أعلى في التفاؤل‪ ،‬والوجدان السلبي‪ ،‬وفسرت النتائج على ضوء الفروق الثقافية والظروف االجتماعية‪ .‬وارتبط التفاؤل بالرضا عن‬
‫الحياة بمقدار ‪ 0100‬في عينة الب ارزيل‪ ،‬و‪ 011,‬في عينة أمريكا‪.‬‬
‫وباستخدام عينة جزائرية كبيرة الحجم (ن = ‪ ،)333‬وجد عبد الخالق‪ ،‬وزين العابدين (‪ ،)1019‬ارتباطا بين حب الحياة (وهو‬
‫متغير يرتبط ارتباطا مرتفعا بالسعادة) والتفاؤل (موجب)‪ ،‬والتشاؤم (سالب)‪ .‬وفي دراسة أخرى على عينة مصرية (ن = ‪،)111‬‬
‫الجسمية‪،‬‬ ‫والصحة‬ ‫التدين‪،‬‬ ‫من‬ ‫وكل‬ ‫التفاؤل‬ ‫بين‬ ‫إحصائيا‬ ‫دالة‬ ‫عالقات‬ ‫استخرجت‬
‫والصحة النفسية (موجبة)‪ ،‬وارتباطات جوهرية سالبة بين التشاؤم والمقاييس الثالثة األخيرة )‪.(Abdel-Khalek, 2019‬‬
‫وأجري عبد الخالق‪ ،‬والنيال (‪ ) 1010‬دراسة على عينة من طالب جامعتي الكويت وبيروت العربية (ن=‪ ،)101‬أسفرت عن‬
‫ارتباطات دالة إحصائيا في الدولتين بين حب الحياة‪ ،‬والصحة النفسية‪ ،‬والسعادة‪ ،‬والرضا‪ ،‬واألمل‪ ،‬والتفاؤل‪ .‬وفى عام أحدث‪ ،‬هدفت‬
‫دراسة عبد الخالق‪ ،‬والنيال (‪ ،)1019‬إلى بحث العالقة بين السلوك الصحي‪ ،‬والفاعلية الذاتية‪ ،‬والتفاؤل‪ ،‬والهناء الشخصي‪ ،‬لدي‬
‫عينة من طالب الجامعة في لبنان(ن=‪ ،) 630‬وأسفرت النتائج عن ارتباطات دالة إحصائيا وموجبة بين هذه المتغيرات جميعا‪.‬‬
‫ويبين الجدول (‪ )1‬معامالت االرتباط بين التفاؤل وكل من الرضا عن الحياة والسعادة تبعا للدراسات السابقة‪.‬‬

‫الجدول (‪ :)1‬معامالت االرتباط بين التفاؤل وكل من الرضا عن الحياة والسعادة تبعا لعدد من الدراسات السابقة‬
‫معامالت االرتباط‬
‫العينة‬ ‫البلد‬ ‫الباحثون‬
‫تفاؤل‪ /‬سعادة‬ ‫تفاؤل‪ /‬رضا‬
‫‪**0169‬‬ ‫‪110‬‬ ‫أمريكا‬ ‫‪Hayes & Weathington, 20007‬‬
‫‪**0.61‬‬ ‫‪196‬‬ ‫أمريكا‬ ‫‪Heo & lee, 2010‬‬
‫‪**0101‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪010‬‬ ‫إيران‬ ‫‪Souri & Hasanirad, 2011‬‬
‫‪**01,9‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪160‬‬ ‫الهند‬ ‫‪Gorsy & Panwar, 2016‬‬
‫‪**0111‬‬ ‫‪66,‬‬ ‫إيطاليا‬ ‫‪Szcześniak & Soares, 2011‬‬
‫‪**0161‬‬ ‫‪166‬‬ ‫تركيا‬ ‫‪Yalcin, 2011‬‬
‫‪**0169‬‬ ‫‪693‬‬ ‫تركيا‬ ‫‪Kipikiran, 2012‬‬
‫‪**0161‬‬ ‫‪11013‬‬ ‫كرواتيا‬ ‫‪Bilajac et al., 2014‬‬
‫‪**010,‬‬ ‫‪160‬‬ ‫الصين‬ ‫‪Jiang e tal., 2014‬‬
‫‪**0111‬‬ ‫‪100‬‬ ‫إيران‬ ‫‪Homaei et al., 2016‬‬
‫‪***01,0‬‬ ‫‪110‬‬ ‫الهند‬ ‫‪Farooq, 2017‬‬
‫‪**0110‬‬ ‫‪61161‬‬ ‫الصين‬ ‫‪Zhao & Wu, 2018‬‬
‫‪**016,‬‬ ‫‪693‬‬ ‫تركيا‬ ‫‪Cikrikci et al., 2019‬‬
‫‪**0101‬‬ ‫‪110‬‬ ‫تركيا‬ ‫‪Kards et al., 2019‬‬
‫‪**0106‬‬ ‫‪101000‬‬ ‫ألمانيا‬ ‫‪Piper, 2019‬‬
‫‪**0101‬‬ ‫‪10,‬‬ ‫كوريا‬ ‫‪Seo & Lim, 2019‬‬
‫‪**0101‬‬ ‫‪**0111‬‬ ‫‪61,‬‬ ‫تركيا‬ ‫‪Koc & Pepe, 2018‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪*011,‬‬ ‫‪1,‬‬ ‫أستراليا‬ ‫‪Lennings, 2000‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪**0161‬‬ ‫‪039‬‬ ‫تركيا‬ ‫‪Ünüvar et al., 2012‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪*0163‬‬ ‫‪113‬‬ ‫هونج كونج‬ ‫‪Leung et al., 2005‬‬
‫‪**0110‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪111‬‬ ‫فلسطين‬ ‫‪Veronese et al., 2012‬‬
‫‪**0100‬‬ ‫‪099‬‬ ‫الب ارزيل‬ ‫‪Hutz et al., 2014‬‬
‫‪**011,‬‬ ‫‪139‬‬ ‫أمريكا‬ ‫‪Hutz et al., 2014‬‬
‫‪ .1‬تساؤالت الدراسة‬
‫أجريت هذه الدراسة على المتغيرات اآلتية‪ :‬التفاؤل‪ ،‬والتشاؤم‪ ،‬والسعادة‪ ،‬والرضا عن الحياة‪ ،‬وتتلخص تساؤالتهافيما يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬ما الفروق بين الجنسين في متغيرات الدراسة؟‬
‫‪ .1‬ما هي العالقات بين متغيرات الدراسة؟‬
‫‪ .6‬هل تختلف معامالت االرتباط بين التفاؤل والتشاؤم وكل من السعادة والرضا عن الحياة؟‬
‫‪ .0‬ما المكونات األساسية لمصفوفتي االرتباط لدى الجنسين؟‬

‫‪ .4‬فروض الدراسة‬
‫وضعت الفروض األربعة اآلتية‪:‬‬
‫‪ -1‬ستكون هناك فروق دالة إحصائيا بين الجنسين في متغيرات الدراسة‪.‬‬
‫‪ -1‬ستكون هناك ارتباطات متبادلة جوهرية بين المتغيرات‪.‬‬
‫‪ -6‬تختلف معامالت االرتباط بين التفاؤل والتشاؤم وكل من السعادة والرضا عن الحياة‪.‬‬
‫‪ -0‬سوف يستخرج عامل ثنائي القطب يقابل بين متغيرات الدراسة لدى الجنسين‪.‬‬

‫‪ .5‬أهمية الدراسة‬
‫استهدفت هذه الدراسة – عامة‪ -‬بحث العالقة بين التفاؤل والتشاؤم في جانب‪ ،‬ومتغيرين من أهم متغيرات علم النفس اإليجابي‪،‬‬
‫كثير من الباحثين يتوقعون النتيجة التي يمكن أن تسفر عنها هذه الدراسة‪ ،‬فإن‬
‫وهما السعادة والرضا عن الحياة‪ .‬وعلى الرغم من أن ا‬
‫وهو‬ ‫متغيراتها‪،‬‬ ‫بين‬ ‫االرتباط‬ ‫معامالت‬ ‫قيم‬ ‫هو‬ ‫الدراسة‪،‬‬ ‫هذه‬ ‫نتائج‬ ‫في‬ ‫المهم‬
‫ما ال يستطيع توقعه أي باحث على وجه الدقة‪ ،‬ما لم تجر دراسة عملية‪.‬‬
‫واعتمادا على معامالت االرتباط التي أسفرت عنها هذه الدراسة‪ ،‬فإن نتائجها يمكن أن تجيب عن السؤال المهم؛ المتعلق‬
‫ببعدية ‪ Dimensionality‬التفاؤل والتشاؤم‪ :‬هل هما قطبان لبعد واحد‪ ،‬أم هما مفاهيم مستقلة؟ وتجدر اإلشارة إلى أن الدراسات‬
‫العربية في هذا المجال – في حدود علم الباحث‪ -‬نادرة‪.‬‬

‫‪ .6‬المنهج واإلجراءات‬
‫‪ 6.1‬العينة‬
‫اختيرت عينة متاحة (ن = ‪ )111‬من الطلبة (ن = ‪ )110‬والطالبات (ن= ‪ ،)111‬الذين يدرسون في المرحلة الجامعية‬
‫األولى‪ ،‬في أقسام وكليات مختلفة بجامعة اإلسكندرية‪ ،‬وتراوحت أعمارهم بين ‪ ،19‬و‪ 13‬سنة‪ ،‬وهي عينة من المتطوعين‪.‬‬
‫‪ 6.1‬المقاييس‬
‫‪ 6.1.1‬القائمة العربية للتفاؤل والتشاؤم‬
‫تشتمل هذه القائمة على مقياسين فرعيين مستقلين‪ ،‬أحدهما للتفاؤل‪ ،‬واآلخر للتشاؤم‪ ،‬ويشتمل كل مقياس فرعي على‬
‫كثير جدا‪ ،‬وتتراوح الدرجة الكلية في كل مقياس‬
‫(‪ ) 11‬عبارة‪ ،‬ويجاب عن كل بند ببدائل خماسية‪ ،‬من (‪ :)1‬ال‪ ،‬إلى (‪ :)1‬ا‬
‫فرعي بين (‪ ،)11‬و(‪ ،)31‬وتشير الدرجة العليا إلى ارتفاع التفاؤل (وكذلك في مقياس التشاؤم)‪ ،‬وتراوحت معامالت ثبات ألفا‬
‫للمقياسين‪ ،‬ولدى الجنسين‪ ،‬بين (‪ ،)0.91‬و(‪ ،) 0.91‬إشارةإلىاالتساق الداخليالمرتفع للمقياسين الفرعيين‪ .‬وارتبط المقياسان‬
‫باختبار التوجه نحو الحياة ‪ ،Life Orientation Test‬وهو مقياس للتفاؤل )‪ (Scheier & Carver, 1985‬بمقدار (‪،)0.3,‬‬
‫و(‪ ،)0.19-‬على التوالي‪ ،‬دليال على الصدق التالزمي‪ ،‬كما ورد في دليل تعليمات المقياس دالئل أخرى على صدق المقياس‪،‬‬
‫وهو من تأليف عبد الخالق (‪ .)1991‬وقد كشفت هذه القائمة عن اتساق داخلي جيد‪ ،‬وبنية عاملية واضحة‪ ،‬وعوامل قابلة‬
‫للتفسير‪ ،‬باستخدام النسخة العربية (في الكويت) واإلنجليزية (في أمريكا) )‪.(Abdel-Khalek & Lester, 2006‬‬
‫‪ 6.1.1‬مقياسا تقدير السعادة والرضا عن الحياة‬
‫استخدم مقياسا تقدير ذاتي ‪ ،Self-rating scale‬في صيغة سؤالين مستقلين؛ لتقدير‪ :‬السعادة‪ ،‬والرضا عن‬
‫الحياة‪ ،‬وكانت صياغتهما على النحو اآلتي‪:‬‬
‫‪ -1‬إلى أي درجة تشعر بالسعادة بوجه عام؟‬
‫‪ -1‬إلى أي درجة أنت ر ٍ‬
‫اض عن حياتك بوجه عام؟‬

‫ويلي كل سؤال‪ ،‬سلسلة من األرقام‪ ،‬من صفر إلى ‪ ،10‬ويطلب من المبحوث ما يلي‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن يجيب تبعا لشعوره وتقديره عامة‪ ،‬وليس تبعا لحالته الحالية‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن يعلم أن صفر أقل درجة‪ ،‬وأن ‪ 10‬أعلى درجة‪.‬‬
‫ج‪ -‬يضع دائرة على الرقم الذي يرى أنه يقدر مشاعره الفعلية بدقة‪.‬‬

‫ثبات إعادة التطبيق لهذه المقاييس‪،‬‬ ‫وتشير الدرجة المرتفعة إلى وجود الخاصية أو السمة بدرجة مرتفعة‪ .‬وتراوح‬
‫بين ‪ ، 0,,1‬و‪ ،01,0‬وتشير هذه المعامالت إلى استقرار مرتفع عبر الزمن‪ ،‬وتدعم القول‪ :‬إن هذه المقاييس تنتمي إلى‬
‫السمة أكثر من الحالة‪ ،‬وقد أشار عدد من الدراسات‪ ،‬إلى الصدق المرتبط بالمحك لهذه المقاييس(انظر‪ :‬عبد الخالق‪100, ،‬؛‬
‫‪.)Abdel-Khalek, 2006, 2012‬‬

‫‪ 6.1.1‬ثبات مقاييس الدراسة وصدقها‬


‫يبين الجدول (‪ )1‬هذه المعامالت‪.‬‬

‫الجدول (‪ :)1‬معامالت الثبات والصدق لمقاييس الدراسة‬


‫المحــك‬ ‫معامل الصدق‬ ‫معامل الثبات‬ ‫المقياس‬
‫اختبار التوجه نحو الحياة )‪(Scheier & Carver, 1985‬‬ ‫‪013,‬‬ ‫‪( 0191‬أ)‬ ‫التفاؤل‬
‫اختبار التوجه نحو الحياة )‪(Scheier & Carver, 1985‬‬ ‫‪0119-‬‬ ‫‪( 0191‬أ)‬ ‫التشاؤم‬
‫المقياس العربي للسعادة (عبد الخالق‪)101, ،‬‬ ‫‪0130‬‬ ‫‪( 01,0‬ب)‬ ‫السعادة‬
‫مقياس الرضا عن الحياة )‪(Diener et al., 1985‬‬ ‫‪011,‬‬ ‫‪( 01,1‬ب)‬ ‫الرضا عن الحياة‬
‫(أ) معامل ألفا من وضع كرونباخ‪( .‬ب) ثبات إعادة التطبيق بعد أسبوع‪.‬‬

‫ومن قراءة الجدول )‪ :(2‬يتضح أن معامالت الثبات‪ ،‬ومعامالت الصدق المرتبط بالمحك‪ ،‬مرتفعة بوجه عام‪.‬‬

‫‪ 6.1.4‬إجراءات تطبيق المقاييس‪:‬‬


‫طبقت مقاييس الدراسة في جلسات جمعية ‪ -‬ضمت مجموعات صغيرة من الطلبة والطالبات‪ ،‬وكان ذلك في أثناء‬
‫طبق المقياسين‪ ،‬طالب الماجستير في علم النفس‪ ،‬ولم يجبر أحد على االشتراك في‬
‫اليوم الدراسي‪ ،‬وفي فصول الدراسة‪ ،‬و َ‬
‫الدراسة‪ ،‬بل كان االشتراك فيها تطوعيا‪ .‬واستخدمت المجموعة اإلحصائية للعلوم االجتماعية في تحليل النتائج ‪(SPSS,‬‬
‫)‪.2009‬‬
‫‪ .7‬النتــائــج‬
‫لإلجابة عن التساؤل األول‪ ،‬حسبت اإلحصاءات الوصفية‪ ،‬واختبار "ت" للفروق بين الجنسين في متغيرات الدراسة‪ ،‬ويبين‬
‫الجدول (‪ )6‬هذه النتائج‪.‬‬
‫الجدول (‪ :)6‬اإلحصاءات الوصفية وقيم "ت" للفروق بين الطلبة والطالبات في متغيرات الدراسة‬
‫ت‬ ‫الطالبات (ن = ‪)111‬‬ ‫الطلبة (ن = ‪)110‬‬ ‫المقاييس‬
‫ع‬ ‫م‬ ‫ع‬ ‫م‬
‫‪1116‬‬ ‫‪11191‬‬ ‫‪10110‬‬ ‫‪11111‬‬ ‫‪11131‬‬ ‫التفاؤل‬
‫‪1191‬‬ ‫‪101,1‬‬ ‫‪1,160‬‬ ‫‪11139‬‬ ‫‪61163‬‬ ‫التشاؤم‬
‫‪0136‬‬ ‫‪1111‬‬ ‫‪1106‬‬ ‫‪1111‬‬ ‫‪1113‬‬ ‫السعادة‬
‫‪0111‬‬ ‫‪1110‬‬ ‫‪1133‬‬ ‫‪11,,‬‬ ‫‪1119‬‬ ‫الرضا‬

‫ومن قراءة الجدول (‪ ،)6‬يتضح أن جميع الفروق بين الطلبة والطالبات في مقاييس الدراسة‪ ،‬غير دالة إحصائيا‪.‬‬
‫ولإلجابة عن التساؤل الثاني‪ ،‬حسبت معامالت االرتباط المتبادلة بين مقاييس الدراسة‪ ،‬لدى عينتي الطلبة والطالبات‪ ،‬ويقدم‬
‫الجدول (‪ )0‬نتائج هذا التحليل‪.‬‬

‫الجدول (‪ :)0‬معامالت االرتباط بين مقاييس الدراسة‬


‫في عينة الطلبة (ن = ‪ ،110‬المثلث العلوي)‪ ،‬والطالبات (ن = ‪ ،111‬المثلث السفلي)‬
‫الرضا‬ ‫السعادة‬ ‫التشاؤم‬ ‫التفاؤل‬ ‫المقاييس‬
‫‪0100,‬‬ ‫‪01609‬‬ ‫‪01161-‬‬ ‫ـ ـ ـ ـ ــ‬ ‫التفاؤل‬
‫‪010,1-‬‬ ‫‪01061-‬‬ ‫ـ ـ ـ ـ ــ‬ ‫‪011,3-‬‬ ‫التشاؤم‬
‫‪01010‬‬ ‫ـ ـ ـ ـ ــ‬ ‫‪01196-‬‬ ‫‪01101‬‬ ‫السعادة‬
‫ـ ـ ـ ـ ــ‬ ‫‪01111‬‬ ‫‪01000-‬‬ ‫‪01101‬‬ ‫الرضا‬

‫ومن مالحظة النتائج في الجدول (‪ ،)0‬يتضح أن جميع معامالت االرتباط بين مقاييس الدراسة دالة إحصائيا‪ ،‬وهي معامالت‬
‫موجبة بين التفاؤل والسعادة والرضا‪ ،‬وسالبة بين التشاؤم وكل من السعادة والرضا عن الحياة‪.‬‬
‫ولإلجابة عن التساؤل الثالث‪ ،‬اختبر الفرق بين معاملي االرتباطبين السعادة وكل من التفاؤل والتشاؤم‪ ،‬وكذلك بين األخيرين‬
‫والرضا عن الحياة‪ ،‬واستخدم اختبار ذال‪ ،Z‬وتراوحت قيم هذا اإلحصاء بين ‪ ،016,‬و‪ ،1169‬وكلها غير دالة إحصائيا (مراد‪،1000 ،‬‬
‫ص ص ‪.)010-019‬‬
‫ولإلجابة عن التساؤل الرابع‪ ،‬حللت معامالت االرتباط الواردة في الجدول (‪ )0‬عامليا‪ ،‬بطريقة المكونات األساسية‪ ،‬واتخذ‬
‫معيار "جتمان" لبيان العامل الدال‪ ،‬على أساس الجذر الكامن ‪ ،110 ‬ويبين الجدول (‪ )1‬نتائج هذا التحليل‪.‬‬

‫الجدول (‪ :)5‬المكونات األساسية لمقاييس الدراسة‬


‫العامل األول‬
‫المقاييس‬
‫الطالبات‬ ‫الطلبة‬
‫‪01,01‬‬ ‫‪01311‬‬ ‫التفاؤل‬
‫‪01,01-‬‬ ‫‪01,16-‬‬ ‫التشاؤم‬
‫‪01,03‬‬ ‫‪01303‬‬ ‫السعادة‬
‫‪01319‬‬ ‫‪01336‬‬ ‫الرضا‬
‫‪11116‬‬ ‫‪11601‬‬ ‫الجذر الكامن‬
‫‪1111,6‬‬ ‫‪1,1161‬‬ ‫‪ %‬التباين‬

‫ويتضح من قراءة الجدول (‪ ،)1‬استخراج عامل واحد في عينة الطلبة‪ ،‬وكذلك الطالبات‪ ،‬وهو عامل مرتفع التشبعات في‬
‫قدر غير قليل من التباين المشترك‪ ،‬وهو عامل ثنائي القطب‪ ،‬ويمكن تسميته في‬
‫العينتين (من ‪ 01303‬إلى ‪ ،)01,03‬وقد استوعب ا‬
‫العينتين‪ :‬الحياة الطيبة في مقابل التشاؤم‪.‬‬
‫‪ .8‬مناقشة النتائج‬
‫تجدر اإلشارة ‪ -‬قبل مناقشة النتائج‪ -‬إلى جانبين يميزان هذه الدراسة‪ ،‬ويسهمان في إمكانية تعميم نتائجها‪ ،‬وهما‪ :‬العينة‪،‬‬
‫والمقاييس‪ ،‬وفيما يختص بحجم العينة فهو مناسب (ن = ‪ ،)111‬فضال عن تقارب حجم عينتي الطلبة والطالبات (ن‪ ،110 = 1‬ن‪=1‬‬
‫‪ 111‬على التوالي)‪ .‬وأما ما يخص المقاييس المستخدمة‪ ،‬فإن معامالت الثبات‪ ،‬والصدق المرتبط بالمحك‪ ،‬مرتفعة بوجه عام‪ ،‬ومن‬
‫ث م فمن الممكن تعميم نتائج هذه الدراسة على طالب جامعة اإلسكندرية عامة‪.‬‬
‫وقد أجابت نتائج الدراسة عن تساؤالتها‪ ،‬واختبرت فروضها األربعة‪ .‬وأما الفرض األول عن الفروق بين الجنسين في مقاييس‬
‫نظر لعدم وجود فروق دالة إحصائيا بين الجنسين‪ .‬وفيما يتعلق بالتفاؤل والتشاؤم‪ ،‬يالحظ االختالف بين نتائج‬
‫الدراسة‪ ،‬فلم يتحقق ا‬
‫‪1999‬؛‬ ‫(الخضر‪،‬‬ ‫جوهرية‬ ‫فروق‬ ‫وجود‬ ‫عدم‬ ‫عن‬ ‫الدراسات‬ ‫بعض‬ ‫أسفرت‬ ‫فقد‬ ‫السابقة‪،‬‬ ‫البحوث‬
‫عبد الخالق‪ ،)199, ،‬في حين كشفت دراسات أخرى عن ارتفاع التفاؤل لدى الذكور‪ ،‬وارتفاع التشاؤم عند اإلناث بمستوى جوهري‬
‫(شكري‪1999 ،‬؛ عبد الخالق‪ ،‬واألنصاري‪ ،)1991 ،‬وكان التفاؤل أعلى جوهريا عند الذكور‪ ،‬ولم يظهر فرق دال إحصائيا في‬
‫التشاؤم‪ ،‬في دراستين (عبد اللطيف‪ ،‬وحمادة‪199, ،‬؛ المشعان‪ .)1000 ،‬كما يتفق عدم ظهور فروق دالة إحصائيا بين الجنسين في‬
‫السعادة‪ ،‬والرضا عن الحياة‪ ،‬مع بعض الدراسات السابقة (عبد الخالق‪1013 ،‬؛ ‪ .)Abdel-Khalek, 2011‬ومن ثم‪ ،‬لم يتحقق‬
‫الفرض األول لهذه الدراسة‪.‬وبوجه عام‪ ،‬يمكن أن يفسر عدم ظهور فروق دالة إحصائيا بين الجنسين في متغيرات هذه الدراسة‪،‬‬
‫بالتشابه الكبير في الظروف الدراسية واالجتماعية لدى أفراد هذه العينة من الجنسين‪.‬‬
‫وأما الفرض الثاني؛ فقد تحقق بشكل كامل‪ ،‬إذ استخرجت ارتباطات دالة إحصائيا بين مقاييس هذه الدراسة‪ :‬موجبة بين‬
‫التفاؤل وكل من السعادة والرضا عن الحياة‪ ،‬وسالبة بين األخيرين والتشاؤم‪ .‬ويتفق ذلك مع دراسات سابقة (انظر‪ :‬األنصاري‪،199, ،‬‬
‫‪1006-1001‬؛ شكري‪ ،1999 ،‬عبد الخالق‪.)1000 ،199, ،‬‬
‫والختبار الفرض الثالث‪ ،‬استخدم اختبار ذال ‪ ،Z‬ولم تظهر فروق بين معاملي االرتباط بين السعادة وكل من التفاؤل والتشاؤم‪،‬‬
‫وكذلك بين األخيرين والرضا عن الحياة لدى الجنسين‪ ،‬بصرف النظر عن إشارة معامالت االرتباط الموجبة في التفاؤل‪ ،‬والسالبة في‬
‫مع‬ ‫يختلف‬ ‫ما‬ ‫وهو‬ ‫عام‪،‬‬ ‫بوجه‬ ‫التشاؤم‬ ‫عكس‬ ‫التفاؤل‬ ‫أن‬ ‫ذلك‬ ‫ويعني‬ ‫التشاؤم‪.‬‬
‫دراسات سابقة‪ ،‬كشفت عن اختالف معامالت ارتباط التفاؤل والتشاؤم‪ ،‬بالشخصية ‪(Abdel-Khalek, 2019; Chang et al.,‬‬
‫)‪ .1994, 1997; Marshall et al., 1992‬وقد ترجع الفروق بين النتائج في هذا المجال‪ ،‬إلى الطبيعة المتغيرة للعينات‪.‬‬
‫وقد تحقق الفرض الرابع تحققا كامال‪ ،‬إذ استخرج من تحليل المكونات األساسية عامل واحد ثنائي القطب‪ ،‬جمع بين كل‬
‫مقاييس الدراسة‪ ،‬وسمي‪" :‬الحياة الطيبة في مقابل التشاؤم"‪ ،‬إذ جمع بين التفاؤل‪ ،‬والسعادة‪ ،‬والرضا عن الحياة في جانب‪ ،‬في مقابل‬
‫التشاؤم في الجانب اآلخر‪.‬‬
‫واعتمادا على معامالت االرتباط بين المقاييس‪ ،‬وعلى العامل المستخرج‪ ،‬يمكن استنتاج أن التفاؤل أحد المتغيرات المهمة في‬
‫مجال الحياة النفسية الطيبة‪ ،‬وهو الموضوع األساسي في علم النفس اإليجابي‪ .‬ويتفق ذلك مع كثير من الدراسات السابقة‪ ،‬التي بينت‬
‫الفوائد المتعددة‪ ،‬واآلثار اإليجابية النفسية والجسمية للتفاؤل (انظر مثال‪.)Carver, 2014; Change et al., 2009 :‬‬
‫وهناك نقطة مهمة خاصة بمقاييس التقدير الذاتي التي تستخدم بندا واحدا لتقدير السعادة‪ ،‬وبندا آخر لتقدير الرضا عن الحياة‪،‬‬
‫إذ نقدت هذه المقاييس كثيرا‪ .‬ولكن مقاييس التقدير الذاتي المعتمدةعلى بند واحد‪ ،‬ترتبطارتباطاتدالة إحصائيا بمقاييسالسمات نفسها‬
‫التي تستخدم استخبارات ذات بنود متعددة (ر= ‪،0,1,‬انظر الجدول (‪ )1‬في هذه الدراسة)‪.‬كما يذكر "جوفانوفك" في دراسته‪ ،‬أن‬
‫مقياس الرضا عن الحياة متعدد البنود‪ ،‬ارتبط بمقياس التقدير الذاتي للرضا المكون من بند واحد في دراستين (ر = ‪،0136‬‬
‫ر= ‪ )0113‬ولم توجد فروق بين المقياسين في عالقتهما بالنجاح الدراسي‪ ،‬ومؤشرات الحياة الطيبة )‪.(Javanović, 2016‬‬
‫ومن األهمية بمكان‪ ،‬اإلشارة إلى حدود هذه الدراسة‪ ،‬وأهمها اعتمادها على عينة متاحة‪ ،‬وليست احتمالية‪ ،‬واختيارها عينة‬
‫من طالب الجامعة‪ ،‬لهم مدى عمري محدود‪ ،‬ومستوى تعليم وذكاء أعلى من الجمهور العام في غالب األحوال‪.‬‬
‫وعلى الرغم من ذلك فإن أهم نتائج هذه الدراسة‪ ،‬االرتباط الدال إحصائيا بين التفاؤل وكل من السعادة‪ ،‬والرضا عن الحياة‬
‫(موجب)‪ ،‬واالرتباط الجوهري بين المتغيرين األخيرين والتشاؤم (سالب)‪ .‬وأن هناك مكونا واحدا ثنائي القطب يجمع بينها‪ ،‬وسمي‪:‬‬
‫"الحياة الطيبة في مقابل التشاؤم"‪ .‬ويقترح إجراء دراسة لبحث العالقة بين التفاؤل والتشاؤم في جانب‪ ،‬والوجدان اإليجابي والسلبي في‬
‫الجانب اآلخر‪ ،‬فضال عن اقتراح تكرار هذه الدراسة على عينة احتمالية‪ ،‬وأخرى من المراهقين‪ ،‬وثالثة من المسنين‪.‬‬
‫المراجــع‬
‫‪ ‬األنصاري‪ ،‬يدر محمد (‪ .)199,‬التفاؤل والتشاؤم‪ :‬المفهوم والقياس والمتعلقات‪ .‬جامعة الكويت‪ ،‬مجلس النشر العلمي‪ :‬لجنة‬
‫التأليف والتعريب والنشر‪.‬‬
‫‪ ‬األنصاري‪ ،‬بدر محمد (‪ .)1001‬إعداد مقياس التفاؤل غير الواقعي لدى عينة من الطلبة والطالبات في الكويت‪ ،‬دراسات نفسية‪،‬‬
‫‪.106-190 ،)1(11‬‬
‫‪ ‬األنصاري‪ ،‬بدر محمد (‪ .) 1006-1001‬التفاؤل والتشاؤم‪ :‬قياسهما وعالقتهما ببعض متغيراتالشخصيةلدى طالب جامعة الكويت‪.‬‬
‫حوليات اآلداب والعلوم االجتماعية‪ ،‬جامعة الكويت‪ ،‬الحولية ‪ ،16‬الرسالة ‪.191‬‬
‫‪ ‬األنصاري‪ ،‬بدر محمد‪ ،‬وكاظم‪ ،‬علي مهدي (‪ .)100,‬قياس التفاؤل والتشاؤم لدى طلبة الجامعة‪ :‬دراسة ثقافية مقارنة بين الطلبة‬
‫الكويتيين والعمانيين‪ .‬مجلة العلوم التربوية والنفسية‪.161-103 ،)0(9 ،‬‬
‫‪ ‬جعفر‪ ،‬هدى (‪ .)1001‬التفاؤل والتشاؤم وعالقتهما بضغوط العمل والرضا عن العمل‪ .‬دراسات نفسية‪.111-,6 ،)1(11 ،‬‬
‫‪ ‬الخضر‪ ،‬عثمان محمود (‪ .)1999‬التفاؤل والتشاؤم واألداء الوظيفي‪ .‬المجلة العربية للعلوم اإلنسانية‪ ،‬العدد ‪ ،13‬ص ص ‪-110‬‬
‫‪.100‬‬
‫‪ ‬شكري‪ ،‬مايسة محمد (‪ .) 1999‬التفاؤل والتشاؤم وعالقتهما بأساليب مواجهة المشقة‪ .‬دراسات نفسية‪.011-6,3 ،9 ،‬‬
‫‪ ‬عبد الخالق‪ ،‬أحمد محمد (‪ .)6991‬دليل تعليمات القائمة العربية للتفاؤل والتشاؤم‪ .‬القاهرة‪ :‬مكتبة األنجلو المصرية‪.‬‬
‫‪ ‬عبدالخالق‪ ،‬أحمد محمد (‪ .)6991‬التفاؤل وصحة الجسم‪ :‬دراسة عاملية‪ .‬مجلة العلوم االجتماعية‪.16-54 ،)6( 61 ،‬‬
‫‪ ‬عبد الخالق‪ ،‬أحمد محمد (‪ .)6222‬التفاؤل والتشاؤم‪ :‬عرض لدراسات عربية‪ .‬مجلة علم النفس‪ ،‬العدد ‪ ،51‬ص ص ‪.62-1‬‬
‫‪ ‬عبد الخالق‪ ،‬أحمد محمد (‪ .) 6221‬الرضا عن الحياة في المجتمع الكويتي‪ .‬دراسات نفسية‪.634-666 ،)6( 61 ،‬‬
‫‪ ‬عبد الخالق‪ ،‬أحمد محمد (‪6262‬أ)‪ .‬دليل تعليمات المقياس العربي للسعادة‪ .‬القاهرة‪ :‬مكتبة األنجلو المصرية‪.‬‬
‫‪ ‬عبد الخالق‪ ،‬أحمد محمد (‪6262‬ب)‪ .‬معدالت السعادة وعالقتها بالحياة الطيبة والتدين لدى عينة من طالب الجامعة المصريين‪.‬‬
‫المجلة المصرية للدراسات النفسية‪ ،62 ،‬العدد ‪.66 – 6 ،94‬‬
‫‪ ‬عبد الخالق‪ ،‬أحمد محمد (‪ .)6261‬عوامل الشخصية المنبئة بالسعادة‪ .‬المجلة المصرية للدراسات النفسية‪ ،‬المجلد ‪ ،61‬العدد‬
‫‪.66-6 ،91‬‬
‫‪ ‬عبد الخالق‪ ،‬أحمد محمد‪ ،‬واألنصاري‪ ،‬بدر محمد (ديسمبر ‪ .)1991‬التفاؤل والتشاؤم‪ :‬دراسة عربية في الشخصية‪ .‬المؤتمر‬
‫الدولي الثاني لمركز اإلرشاد النفسي‪ ،‬جامعة عين شمس‪ ،‬القاهرة‪ 13-11 ،‬ديسمبر‪.1991 ،‬‬
‫‪ ‬عبد الخالق‪ ،‬أحمد محمد‪ ،‬وزين العابدين‪ ،‬فارس (‪ .)6269‬حب الحياة لدى عينات من طالب الجامعة في الجزائر‪ .‬مجلة العلوم‬
‫النفسية والتربوية‪ ،‬جامعة الشهيد حمة لخضر الوادي – الجزائر‪.646-656 ،)6( 1 .‬‬
‫‪ ‬عبد الخالق‪ ،‬أحمد محمد‪ ،‬وعيد‪ ،‬غادة‪ ،‬والنيال‪ ،‬مايسة(‪ .)6262‬حب الحياة لدى عينتين من طالب الجامعة الكويتيين واللبنانيين‪:‬‬
‫دراسة في علم النفس اإليجابي‪ .‬حولياتاآلداب والعلوم االجتماعية‪ ،‬جامعة الكويت‪ ،‬الرسالة ‪ ،366‬الحولية ‪.36‬‬
‫‪ ‬عبد الخالق‪ ،‬أحمد محمد‪ ،‬والنيال‪ ،‬مايسة (‪ .) 6269‬التفاؤل والفاعلية الذاتية والهناء الشخصي بوصفها منبئة بالسلوك الصحي‬
‫لدى طالب الجامعة‪.‬حوليات اآلداب والعلوم االجتماعية‪ ،‬جامعة الكويت‪ ،‬الرسالة ‪ ،432‬الحولية ‪.04‬‬
‫‪ ‬عبد اللطيف‪ ،‬حسن‪ ،‬وحمادة‪ ،‬لولوه (‪ .)199,‬التفاؤل والتشاؤم وعالقتهما ببعدي الشخصية‪ :‬االنبساط والعصابية‪ .‬مجلة العلوم‬
‫االجتماعية‪.100-,0 ،)1( 11 ،‬‬
‫‪ ‬مراد‪ ،‬صالح أحمد (‪ .)1000‬األساليب اإلحصائية في العلوم النفسية والتربوية واالجتماعية‪ .‬القاهرة‪ :‬مكتبة األنجلو المصرية‪.‬‬
‫‪ ‬المشعان‪ ،‬عويد سلطان (‪ .)1000‬التفاؤل والتشاؤم وعالقتهما باالضطرابات النفسية والجسمية وضغوط أحداث الحياة لدى طالب‬
‫الجامعة‪ .‬دراسات نفسية‪.161-101 ،10 ،‬‬
 Abdel-Khalek, A. M. (2006). Measuring happiness with a single item scale. Social Behavior and
Personality, 34, 139-149.
 Abdel-Khalek, A. M. (2011). Subjectivewell-being and religiosity in Egyptian college students.
Psychological Reports, 108, 54-58.
 Abdel-Khalek, A. M. (2012). Associations between religiosity, mental health, and subjective well
- being among Arabic samples from Egypt and Kuwait. Mental Health, Religion and Culture, 15,
741-758.
 Abdel-Khalek, A. M. (2019). Optimism, pessimism, and the Big-Five personality model among
Egyptian college students. Mankind Quarterly, 60 (2), 214-230.
 Abdel-Khalek, A. M., & El-Nayal, M. A. (2015). Satisfaction with life among young adults in four
Arab countries. Psychological Reports, 117, 931 – 939.
 Abdel-Khalek, A.M. & Lester, D. (2006). Optimism and pessimism in Kuwaiti and American
college students. International Journal of Social Psychiatry 52: 110-126.
 Affleck, G., Tennen, H.,& Apter, A. (2001). Optimism, pessimism, and daily life with chronic
illness. In E.C. Chang (Ed.),Optimism and pessimism: Implications for theory, research, and
practice (pp. 147-168). Washington, DC: American Psychological Association.
 Argyle, M., & Lu, L. (1990). The happiness of extraverts. Personality and Individual Differences,
11, 1011-1017.
 Benyamini, Y. (2005). Can high optimism and high pessimism co-exist? Findings from arthritis
patients coping with pain. Personality and Individual Differences 38: 1463-1473.
 Bilajac, L., Marchesi, V.V., Tešic, V., & Rukavina, T. (2014). Life satisfaction, optimism and
social capital as predictors of mental health of the recipients of financial welfare from the state.
Psychiatria Danubina, 26, Suppl 3, 435-441.
 Boehm, J. K., & Kubzansky, L. D. (2012). The heart’s content: The association between positive
psychological well-being and cardiovascular health. Psychological Bulletin, 138, 655-691.
 Buchanan, G. M.,&Seligman, M.E.P. (1995). Explanatory Style. Hillsdale, NJ: Erlbaum.
 Carver, C. S. (2014). Self-control and optimism are distinct and complementary strengths.
Personality and Individual Differences, 66, 24-26.
 Carver, C. S., Scheier, M. F., & Segerstrom, S. C. (2010). Optimism. Clinical psychology
review, 30(7), 879-889.
 Carver, C.S. & Connor-Smith, J. (2010). Personality and coping. Annual Review of Psychology
61: 679-704.
 Chang, E.C. (1996a). Cultural differences in optimism, pessimism, and coping: Predictors of
subsequent adjustment in Asian American and Caucasian American college students. Journal of
Counseling Psychology, 43, 113-123.
 Chang, E.C. (1996b). Evidence for the cultural specificity of pessimism in Asians vs. Caucasians:
A test of a general negativity hypothesis. Personality and Individual Differences, 21, 819-822.
 Chang, E.C. (1998). Distinguishing between optimism and pessimism: a second look at the
“optimism neuroticism hypothesis”. In Viewing Psychology as a Whole: The Integrative Science
of William N. Dember (eds. R. R. Hoffman, M.F. Sherrik & J.S. Warm, pp. 415-432). Washington,
DC: American Psychological Association.
 Chang, E.C. (Ed.). (2001). Optimism and pessimism: Implications for theory, research, and
practice. Washington, DC: American Psychological Association.
 Chang, E.C., Chang, R., & Sanna, L. J. (2009). Optimism, pessimism, and motivation: Relations
to adjustment. Social and Personality Psychology Compass, 3/4, 494-506.
 Chang, E.C., D’Zurillia, T. J. & Maydeu-Olivares, A. (1994). Assessing the dimensionality of
optimism and pessimism using a multi-measure approach. Cognitive Therapy and Research, 18,
143-160.
 Chang, E.C., Maydeu-Olivares , A. & D’Zurilla, T. J. (1997). Optimism and pessimism as partially
independent constructs: relationship to positive and negative affectivity and psychological well-
being. Personality and Individual Differences, 23, 433-440.
 Cikrikci, Ö., Erzen, E., & Yeniçeri, Í. A. (2019). Self-esteem and optimism as mediators in the
relationship between test anxiety and life satisfaction among a school-based sample of adolescents.
Journal of Psychologists and Counsellors in Schools, 29, 39-53.
 Clark, A. E., Flèche, S., Layard, R., Powdthavee, N., & Ward, G. (2018). The origins of happiness:
The science of well-being over the life course. Princeton University Press.
 Dember, W.N. (2001). The Optimism-Pessimism Instrument: Personal and social correlates. In:
C.E. Chang (ed.), Optimism and Pessimism: Implications for Theory, Research, and Practice, pp.
281-299. Washington, DC: American Psychological Association.
 Dember, W.N., Martin, S., Hummer, M.K., Howe, S. & Melton, R. (1989). The measurement of
optimism and pessimism. Current Psychology: Research and Reviews 8: 102-119.
 Diener, E. (2013). The remarkable changes in the science of subjective well-being. Perspectives
on Psychological Sciences, 8, 663-666.
 Diener, E., & Biswas-Diener, R. (2002). Will money increase subjective well – being? A literature
review and guide to needed research. Social Indicators Research, 57, 119-169.
 Diener, E., & Diener, M. (1995). Cross-cultural correlates of life satisfaction and self-esteem.
Journal of Personality & Social Psychology, 68, 653-663.
 Diener, E., Suh, E. M., Lucas, R. E., & Smith, H. L. (1999). Subjective well-being: Three decades
of progress. Psychological Bulletin, 125, 276-302.
 Dunn, E. W., Aknin, L. B., & Norton, M. I. (2008). Spending money on others promotes
happiness. Science, 319(5870), 1687-1688.
 Easterlin, R. A. (1995). Will raising the incomes of all increase the happiness of all? Journal of
Economic Behavior and Organization, 27, 35–48.
 Farooq, T. (2017). Subjective well-being: Significance of hope and optimism. International
Journal of Academic Research and Development, 2 (6), 274-276.
 Gorsy, C., & Panwar, N. (2016). Optimism as a correlate of happiness among working women. The
International Journal of Indian Psychology, 3(2), 20-29.
 Grossardt, B. R., Bower, J. H., Geda, Y. E., Colligan, R. C., & Rocca, W. A. (2009). Pessimistic,
anxious, and depressive personality traits predict all-cause mortality: The Mayo Clinic Cohort
Study of Personality and Aging. Psychosomatic Medicine, 71, 491-500.
 Hayes, C. T., & Weathington, B. L. (2007). Optimism, stress, life satisfaction, and job burnout in
restaurant managers. The Journal of Psychology, 14, (6), 565-579.
 Hecht, D. (2013). The neural basis of optimism and pessimism. Experimental Neurobiology, 22,
173-199.
 Heo, J., & Lee, Y. (2010). Serious leisure, helth perception, dispositional optimism, and life
satisfaction among senior games participants. Educational Gerontology, 36, 112-126.
 Herzberg, P. Y., Glaesmer, H., & Hoyer, J. (2006). Separating optimism and pessimism: A robust
psychometric analysis of the Revised Life Orientation Test (LOT-R). Psychological
assessment, 18(4), 433.
 Homaei, R., Bozorgi, Z. D., Ghahfarokhi, M. S. M., & Hosseinpour, S. (2016). Relationship
between optimism, religiosity and self-esteem with marital satisfaction and life satisfaction.
International Educational Studies, 9 (6), 53-61.
 Hutz, C. S., Midgett, A., Pacico, J. C., Bastianello, M. R., & Zanon, C. (2014). The relationship
of hop, optimism, self-esteem, subjective well-being, and personality in Brazilians and Americans.
Psychology, 5, 514-522.
 Javanović, V. (2016). The validity of the Satisfaction with Life Scale in adolescents and a
comparison with single-item life satisfaction measures: A preliminary study. Quality of Life
Research, 25, 3173-3180.
 Jiang, W., Li, F., Jiang, H., Yu, L., Liu, W., Li, Q., & Zuo, L. (2014). Core self-evaluations mediate
the associations of dispositional optimism and life satisfaction. PLOS ONE, 9 (6): e 97752.
 Kaczmarek, L. D. (2017). Happiness. In V. Zeigler-Hill & T.K. Shackelford (Eds.), Encyclopedia
of Personality and Individual Differences.
 Kahneman, D. (1999). Objective happiness. In D. Kahneman, E. Diener, & N. Schwarz (Eds.),
Well-being: Foundations of hedonic psychology (pp. 3-25). New York, N Y: Sage.
 Kam, C. & Meyer, J.P. (2012). Do optimism and pessimism have different relationships with
personality dimensions? A re-examination. Personality and Individual Differences 52: 123-127.
 Kapikiran, N. A. (2012). Positive and negative affectivity as mediator and moderator of the
relationship between optimism and life satisfaction in Turkish University students. Social
Indicators Research, 106, 333-345.
 Kards, F., Cam, Z., Eskisu, M., & Gelibolu, S. (2019). Gratitude, hope, optimism and life
satisfaction as predictors of psychological well-being. Eurasian Journal of Educational Research,
82, 81-100.
 Kassinove, H.,& Sukhodolsky, D. G. (1995). Optimism, pessimism, and worry in Russian and
American children and adolescents. Journal of Social Behavior and Personality, 10, 157-168.
 Koc, K., & Pepe, O. (2018). The investigation of the relationship between happiness levels of the
Faculty of Sports Sciences and the levels of life satisfaction and optimism. World Journal of
Educations, 8 (6), 74-81.
 Lee, Y. T.,& Seligman, M.E.P. (1997). Are Americans more optimistic than the Chinese?
Personality and Social Psychology Bulletin, 23, 32-40.
 Lennings, C. T. (2000). Optimism, satisfaction and time perspective in the elderly. International
Journal of Aging and Human Development, 51 (3), 167-181.
 Leung, B. W-C., Moneta, G. B., & McBride-Chang, C. (2005). Think positively and feel
positively: Optimism and life satisfaction in late life. International Journal of Aging and Human
Development, 61 (4), 335-365.
 Lyubomirsky, S., King, L., & Diener, E. (2005). The benefits of frequent positive affect: Does
happiness lead to success? Psychological Bulletin, 131 (6), 803 – 855.
 Marshall, G.N., Wortman, C.B., Kusulas, J.W., Hervig, L.K. & Vickers, R.R. Jr. (1992).
Distinguishing optimism from pessimism: Relations to fundamental dimensions of mood and
personality. Journal of Personality and Social Psychology 62: 1067-1074.
 Nabi, H., Koskenvuo, M., Singh-Manoux, A., Korkeila, J., Suominen, S., Korkeila, K., Vahtera,
J., & Kivimäki, M. (2010). Low pessimism protects against stroke: The health and social support.
Stroke, 41, 187-190.
 Oltean, H-R., Hyland, P., Vallières, F., & David, D. O. (2019). Rational beliefs, happiness and
optimism: An empirieal assessment of REBT’s model of psychological health. International
Journal of Psychology, 54 (4), 495- 500.
 Piper, A. T. (2019). Optimism, pessimism and life satisfaction: An empirical investigation. SOEP
papers on Multidisciplinary Panel Data Research, No. 1027, Deutsches Intitut für
wirtschaftsforschung (DIW), Berlin.
 Priester, J. R., & Petty, R. E. (2011). The Pot-holed path to happiness, possibly paved with money:
A research dialogue. Journal of Consumer Psychology, 21, 113-141.
 Proctor, C., Linley, P. A., & Maltby, J. (2017). Life satisfaction. In R. J. R. Levesque (Ed.),
Encyclopedia of adolescence. Springer DOI: 10.1007/978-3-319-32132-5_125-2.
 Puig-Perez, S., Villada, C., Pulopulos, M. M., Almela, M., Hidalgo, V., & Salvador, A. (2015).
Optimism and pessimism are related to different components of the stress response in healthy older
people. International Journal of Psychophysiology, 98, 213-221.
 Randler, C. (2008). Morningness-eveningness and satisfaction with life. Social Indicators
Research, 86, 297-302.
 Rasmussen, H. N., Scheier, M. F., Greenhouse, J. B. (2009). Optimism and physical health: A
meta-analytic review. Annals of Behavioral Medicine, 37, 239-256.
 Ryan, R. M., & Deci, E. L. (2001). On happiness and human potentials: A review of research on
hedonic and eudaimonic well-being. Annual Review of Psychology, 52,141-166.
 Scheier, M.F. & Carver, C.S. (1985). Optimism, coping and health: Assessment and implications
of generalized outcome expectancies. Health Psychology 4: 219-247.
 Schutz, A., Schall, M., & Koydemir, S. (2018). Optimism.In V. Zeigler-Hill & T. K. Shackelford
(Eds.), Encyclopedia of Personality and Individual Differences. New York: Springer.
 Seligman, M. E.P. (1991). Learned optimism. New York: Knopf.
 Seo, M-A., & Lim, Y-J. (2019). Optimism and life satisfaction in persons with schizophrenia living
in the community. International Journal of Social Psychiatry, 65 (7-8), 615-620.
 Snyder, C. R., & Lopez, S. J. (2009). Oxford handbook of positive psychology. New York, N Y:
Oxford University Press.
 Souri, H., & Hasanirad, T. (2011). Relationship between resilience, optimism and psychological
well-being in students of medicine. Procedia-Social and Behavioral Sciences, 30, 1541-1544.
 Sousa, L. V., & Lyubomirsky, S. (2001). Life satisfaction. In J. Worell (Ed.), Encyclopedia of
women and gender: Sex similarities and differences and the impact of society on gender (Vol. 2,
pp. 667-676). San Diego: C A: Academic Press.
 SPSS, Inc. (2009). SPSS: Statistical data analysis: Base 18.0, Users guide. Chicago, IL: SPSS Inc.
 Srivastava, S, McGonigal, K. M., Richards, J. M., Butler, E. A., & Gross, J. J. (2006). Optimism
in close relationships: How seeing things in a positive light makes them so. Journal of Personality
and Social Psychology, 91, 143-153.
 Szcześniak, M., & Soares, E. (2011). Are proness to forgive, optimism and gratitude associated
with life satisfaction? Polish Psychological Bulletin, 42 (1), 20-23.
 Tamir, M., Shwartz, S. H., Oishi, S., & Kim, M. Y. (2017). The secret to happiness: Feeling good
or feeling right? Journal of Experimental Psychology: General, 146 (10), 1448-1459.
 Ünüvar, S., Avșaroğlu, S., & Uslu, M. (2012). An evaluation of optimism and life satisfaction of
undergraduate students in the School of Tourism and Hotel Management. Asian Social Science, 8
(12), 140-147.
 Veenhoven, R. (2012). Happiness: Also Known as “life satisfaction”, and “subjective well-being”.
In K. C. Land, A. C. Michalos, & M. J. Sirgy (Eds.), Handbook of social indicators and quality of
life research (pp. 63-77) Dordrecht, Netherlands: Springer.
 Veronese, G., Castiglioni, M., Tombolani, M., Said, M. (2012). “My happiness is the refuge camp,
my future Palestine”: Optimism, life satisfaction and perceived happiness in a group of Palestinian
children. Scandinavian Journal of Caring Sciences, 26, 467-473.
 Yalçin, I. (2011). Social support and optimism as predictors of life satisfaction of college students.
International Journal of Advanced Counseling, 33, 79-87.
 Zhao, Y., & Wu, L. (2018). Your health, my happiness: Optimism and socioeconomic status as
moderators between spousal health and life satisfaction among the elderly. Open Journal of Social
Sciences, 6, 127-141.

You might also like