Professional Documents
Culture Documents
محاضرات القانون الجنائي الدولي
محاضرات القانون الجنائي الدولي
ﻗﺳم اﻟﺣﻘوق
ﻣﺤﺎﺿﺮات ﻓﻲ ﻣﻘﯿﺎس
اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺠﻨﺎﺋﻲ اﻟﺪوﻟﻲ
ﻣوﺟﻪ ﻟطﻠﺑﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ﺣﻘوق ﻟﯾﺳﺎﻧس LMD
6
إﻟﻰ أن ﻣﺣﺎﻛﻣﺔ اﻟﻣﺗﻬم اﻟﻐﺎﺋب ﺗﺟري ﺑﻧﻔس اﻹﺟراءات اﻟﺗﻲ ﯾﺣﺎﻛم ﺑﻬﺎ اﻟﻣﺗﻬم اﻟﺣﺎﺿر و ﯾﻛون ﻟﻪ ﻣﺣﺎﻣﻲ
ﯾداﻓﻊ ﻋﻧﻪ وﺷﻬود ﻧﻔﻲ.
-اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ ﻟطوﻛﯾو:
أﺻدر اﻟﺟﻧﯾرال اﻷﻣرﯾﻛﻲ )ﻣﺎرك آرﺛر( ﻓﻲ 19ﺟﺎﻧﻔﻲ 1946إﻋﻼﻧﺎ ﺧﺎﺻﺎ ﺑﺈﻧﺷﺎء ﻣﺣﻛﻣﺔ ﻋﺳﻛرﯾﺔ دوﻟﯾﺔ
ﻓﻲ طوﻛﯾو ﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ ﻣﺟرﻣﻲ اﻟﺣرب اﻟﻛﺑﺎر ﻓﻲ اﻟﺷرق اﻷﻗﺻﻰ ورد ﻓﯾﻪ أن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻗد أﻧﺷﺋت ﻣن أﺟل
ﺗطﺑﯾق ﻗواﻋد اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ اﻟواردة ﻓﻲ إﻋﻼن ﺑوﺗﺳدام اﻟﻣﻧﻌﻘد ﻓﻲ 26ﺟوﯾﻠﯾﺔ ،1945ﻛﻣﺎ ﺻﺎدق اﻟﺟﻧﯾرال
ﻋﻠﻰ ﻻﺋﺣﺔ ﺗﻧظﯾم ﺗﻠك اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﻋدﻟت ﻓﯾﻣﺎ ﺑﻌد ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ أﻣرﻩ ،وﻓﻲ ﻫذا اﻟﺻدد ﯾﻣﻛن اﻟﻘول أن ﻣﯾﺛﺎق
ﻻﺋﺣﺔ ﻣﺣﻛﻣﺔ طوﻛﯾو ﻛﺎن ﻋﺑﺎرة ﻋن ﻣﺳودة ﻣﯾﺛﺎق أﻣرﯾﻛﻲ ﻗﺎﻣت ﺑوﺿﻌﻪ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﺣﺳب
رﻏﺑﺎﺗﻬﺎ.
اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ :ﺗﺧﺗص ﻣﺣﻛﻣﺔ طوﻛﯾو طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة 05ﻣن ﻧظﺎﻣﻬﺎ اﻷﺳﺎﺳﻲ ﺑﺎﻟﻧظر ﻓﻲ اﻟﺟراﺋم ﺿد
اﻟﺳﻼم واﻟﺟراﺋم اﻟﺣرب واﻟﺟراﺋم ﺿد اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ،وﻫﻲ ﻧﻔس اﻷﻓﻌﺎل اﻟﻣﺟرﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻣﺎدة 06ﻣن
ﻻﺋﺣﺔ ﻣﺣﻛﻣﺔ ﻧورﻣﺑرغ،أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻼﺧﺗﺻﺎص اﻟﺷﺧﺻﻲ ﻟﻣﺣﻛﻣﺔ طوﻛﯾو ﻓﻘد أﺷﺎرت اﻟﻣﺎدة 05ﻣن ﻣﯾﺛﺎق
ﻣﺣﻛﻣﺔ طوﻛﯾو ﻋﻠﻰ أن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﺗﺧﺗص ﺑﻣﺣﺎﻛﻣﺔ اﻷﺷﺧﺎص اﻟطﺑﻌﯾﯾن ﺑﺻﻔﺗﻬم اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ وﻟﯾس ﺑﺻﻔﺗﻬم
أﻋﺿﺎء ﻓﻲ اﻟﻣﻧظﻣﺎت أو اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻹﺟراﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻛس ﻣﺎ ورد ﻓﻲ ﻧظﺎم ﻣﺣﻛﻣﺔ ﻧورﻣﺑرغ اﻟذي ﯾﺟﯾز إﺳﺑﺎغ
اﻟﺻﻔﺔ اﻹﺟراﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧظﻣﺎت أو اﻟﻬﯾﺋﺎت ،ﻛﻣﺎ أن اﻟﻣﺎدة 07ﻣن ﻣﯾﺛﺎق ﻣﺣﻛﻣﺔ طوﻛﯾو اﻋﺗﺑرت اﻟﺻﻔﺔ
اﻟرﺳﻣﯾﺔ ظرﻓﺎ ﻣن اﻟظروف اﻟﻣﺧﻔﻔﺔ ﻟﻠﻌﻘﺎب ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻓﻲ ﻻﺋﺣﺔ ﻧورﻣﺑرغ ﻟﯾس ﻟﺗﻠك اﻟﺻﻔﺔ أي أﺛر ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘﺎب.
اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻔرﺿﻬﺎ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ :ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص اﻟﻌﻘوﺑﺎت ﻓﻘد أﺷﺎرت اﻟﻣﺎدة 16ﻣن ﻣﯾﺛﺎق طوﻛﯾو ﻋﻠﻰ أن
اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻟدﯾﻬﺎ ﺳﻠطﺔ ﻓﻲ أن ﺗﻔرض ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺗﻬم ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ إداﻧﺗﻪ ﻋﻘوﺑﺔ اﻟﺳﺟن أواﻹﻋدام ،واﻟﺗﻲ ﺗﺗﻧﺎﺳب
ﻣﻊ ﺟﺳﺎﻣﺔ اﻟﺟرم اﻟﻣرﺗﻛب وﻟم ﺗﺗﺿﻣن أي ﻋﻘوﺑﺎت ﺗﻛﻣﯾﻠﯾﺔ ﻛﻣﺎ ورد ﻓﻲ ﻣﯾﺛﺎق ﻧورﻣﺑرغ ،أﻣﺎ ﺗﻧﻔﯾذ أﺣﻛﺎم
اﻹداﻧﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺻدرﻫﺎ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻓﺗﻛون ﺑﺄﻣر ﻣن اﻟﻘﺎﺋد اﻷﻋﻠﻰ ﻟﻠﻘوات اﻟﻣﺗﺣﺎﻟﻔﺔ ﻛﻣﺎ ﺗﻛون ﻟﻪ ﺳﻠطﺔ ﺗﺧﻔﯾف
اﻟﻌﻘوﺑﺔ أو ﺗﻌدﯾﻠﻬﺎ دون أن ﯾﻘوم ﺑﺗﺷدﯾدﻩ.
-2اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ:
ﻣﺎ ﻫو ﻣﻌروف أن اﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﻣﺗﺑﻌﺔ ﻹﻧﺷﺎء اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ دوﻟﯾﺔ ﻫو اﻷﺳﻠوب اﻹﺗﻔﺎﻗﻲ إﻻ أن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ
اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﯾوﻏﺳﻼﻓﯾﺎ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ و ﻣﺣﻛﻣﺔ رواﻧدا ﺗم إﻧﺷﺎؤﻫﻣﺎ ﻋن طرﯾق ﻣﺟﻠس اﻷﻣن اﻟﺗﺎﺑﻊ ﻟﻸﻣم
اﻟﻣﺗﺣدة ﻷن اﻷﺳﻠوب اﻹﺗﻔﺎﻗﻲ ﻛﺎن ﻣن ﺷﺄﻧﻪ أن ﯾﺄﺧذ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟوﻗت ﺧﺻوﺻﺎ أن اﻟوﺿﻊ ﻓﻲ ﯾوﻏﺳﻼﻓﯾﺎ
اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ورواﻧدا ﯾﻘﺗﺿﻲ إﯾﺟﺎد ﺣﻠول ﺳرﯾﻌﺔ ﻟﺗﺟﻧب اﻷﻓﻌﺎل اﻹﺟراﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻬدر اﻟﻘﯾم اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ.
7
إن إﻧﺷﺎء اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑواﺳطﺔ ﻗرار ﻣن ﻣﺟﻠس اﻷﻣن اﺳﺗﻧد إﻟﻰ اﻟﻔﺻل اﻟﺳﺎﺑﻊ ﻣن
ﻣﯾﺛﺎق اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ﻟﻐرض إﺳﺗﻌﺎدة اﻟﺳﻠم و اﻷﻣن اﻟدوﻟﻲ ﻓﻲ ﻛل ﻣن ﯾوﻏﺳﻼﻓﯾﺎ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ورواﻧدا ،وﺑﻬذا ﯾﻛون
ﻣﺟﻠس اﻷﻣن ﻗد أﺧذ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﻪ ﻣﻬﻣﺔ ﺣﻣﺎﯾﺔ و ﺿﻣﺎن ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ اﻟذي ﯾﻌﺗﺑر ﻓﻲ اﻟوﻗت
ﻧﻔﺳﻪ وﺳﯾﻠﺔ ﻣن وﺳﺎﺋل ﺣﻔظ اﻟﺳﻠم واﻷﻣن اﻟدوﻟﻲ.
أوﺟـﻪ اﻟﺗـﺷﺎﺑﻪ ﺑﯾن اﻟﻣﺣﻛﻣﺗـﯾن اﻟدوﻟﯾﺗـﯾن:
-ﻣن ﺣﯾث اﻹﻧﺷﺎء :ﯾﺗﺷﺎﺑﻪ اﻹطﺎران اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺎن اﻟﻣﻧظﻣﺎن ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺗﯾن ﻣن ﺣﯾث اﻟﻬﯾﻛل اﻟﻌﺎم ،ﻓﻘد اﺧﺗص
ﻣﺟﻠس اﻷﻣن ﺑﺈﻧﺷﺎء اﻟﻣﺣﻛﻣﺗﯾن اﻟدوﻟﯾﺗﯾن ،ﻓﻲ ﻓﺗرﺗﯾن ﻣﺗﻼﺣﻘﺗﯾن ،إﻋﻣﺎﻻ ﻟﺳﻠطﺗﻪ ﺑﻣوﺟب اﻟﻔﺻل اﻟﺳﺎﺑﻊ ﻣن
ﻣﯾﺛﺎق اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة،ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﻘﺎﺳم اﻟﻣﺷﺗرك اﻷﺻﻐر اﻟﻣرﺗﺑط ﺑﺄﻋﻣﺎل اﻟﻌﻧف و اﻟﻔظﺎﺋﻊ ،اﻟﺗﻲ أﻓﺎﺿت و
ﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم ﻓﻲ ﻧﺷر ﺗﻘﺎرﯾر ﻋﻧﻬﺎ ،وﺳﺑﺑت ﻗﻠﻘﺎ واﺳﻊ اﻟﻧطﺎق ،ﻋﻧدﻣﺎ ﻋﺟز اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟدوﻟﻲ ﻋن اﻻﺗﻔﺎق
ﻋﻠﻰ أﯾﺔ ﺗداﺑﯾر ﻗوﯾﺔ أو ﻋﻠﻰ أﯾﺔ ﺳﯾﺎﺳﺔ ﻣﺣددة ﺑﺷﺄن اﻷزﻣﺔ ،ﺣﯾث أﻧﺷﺄ ﻣﺟﻠس اﻷﻣن ﺑﻣوﺟب ﻗ اررﻩ 827
ﺑﺗﺎرﯾﺦ 25ﻣﺎي 1993ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﯾوﻏﺳﻼﻓﯾﺎ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ واﻛﺗﺳﺑت اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ وﺟودﻫﺎ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻓﻲ
25ﻣﺎي ،1993وأطﻠق ﻋﻠﯾﻬﺎ إﺳم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﯾوﻏﺳﻼﻓﯾﺎ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ وﻣﻘرﻫﺎ ﻻﻫﺎي ،أﻣﺎ
ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟرواﻧدا ﺑﻘرار 955اﻟﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ 08ﻧوﻓﻣﺑر ،1994ﻣﻘر اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟرواﻧدا
ﻓﻲ آروﺷﺎ ﺑﺟﻣﻬورﯾﺔ ﺗﻧزاﻧﯾﺎ.
-أﺳﺑﻘﯾﺔ اﻹﺧﺗﺻﺎص :ﻛرس اﻟﻧظﺎم اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﯾوﻏﺳﻼﻓﯾﺎ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻣﺑدأ أوﻟوﯾﺔ
اﻹﺧﺗﺻﺎص ﻟﻠﻣﺣﺎﻛم اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻋن اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ،وﻫو ﻣﺎ أﺷﺎرت إﻟﯾﻪ اﻟﻣﺎدة 9ﻣن ﻧظﺎم
اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻟﯾوﻏﺳﻼﻓﯾﺎ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ،وﻫو ﻣﺎ أﺧذت ﺑﻪ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑرواﻧدا ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة
08ﻣن ﻧظﺎﻣﻬﺎ اﻷﺳﺎﺳﻲ ،وﻣﻔﺎد ﻫذا اﻟﻣﺑدأ أن اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻟدوﻟﯾﺔ ﺗﻣﺎرس اﺧﺗﺻﺎﺻﻬﺎ إﻣﺎ ﻣﺑﺎﺷرة ﺣﯾن ﺗﻛون ﻫﻲ
ﻣن ﺑﺎﺷرت اﻟدﻋوى أو ﺗطﻠب ﻣن اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﺗﺧﻠﻲ ﻟﻬﺎ ﻋن اﻟدﻋوى ،أي أن اﻷﺳﺑﻘﯾﺔ ﻟﻠﻣﺣﺎﻛم اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ
اﻟدوﻟﯾﺔ ﺣﯾث ﯾﻣﻛﻧﻬﺎ ﻓﻲ أي ﻣرﺣﻠﺔ ﺗﻛون ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟدﻋوى أن ﺗطﻠب ﻣن اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻟوطﻧﯾﺔ أن ﺗﺗﺧﻠﻰ ﻋﻧﻬﺎ
ﻟﺻﺎﻟﺣﻬﺎ وﺗﺗوﻗف اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء اﻟوطﻧﻲ وﯾﺗم إرﺳﺎل ﻣﻠف اﻟﻘﺿﯾﺔ ﻟﻠﻣﺣﺎﻛم اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻌود
إﻟﯾﻬﺎ ﻫذا اﻹﺧﺗﺻﺎص ،و ﺗﻛون ﺣﺟﯾﺔ اﻟﺣﻛم اﻟذي ﺗﺻدرﻩ اﻟﻣﺣﻛﻣﺗﯾن اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺗﯾن اﻟدوﻟﯾﺗﯾن اﻟﺧﺎﺻﺗﯾن ﻟرواﻧدا
أﻣﺎم اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻟوطﻧﯾﺔ ﻣطﻠﻘﺔ ﺑﺣﯾث ﻻ ﯾﺟوز ﻣﺣﺎﻛﻣﺔ اﻟﺷﺧص ﻓﻲ اﻟﺟرم ﻣرة ﺛﺎﻧﯾﺔ ﻋن ﺟرﯾﻣﺔ أﺻدرت
اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟﺣﻛم ﺑﺷﺄﻧﻬﺎ أﻣﺎم اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻟوطﻧﯾﺔ ﻷن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﯾوﻏﺳﻼﻓﯾﺎ ﻟرواﻧدا ﻟﻬﺎ أوﻟوﯾﺔ
ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻟوطﻧﯾﺔ.
ﻧﺷﯾر ﻫﻧﺎ أن ﻣﻧﺢ أوﻟوﯾﺔ اﻹﺧﺗﺻﺎص ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﯾوﻏﺳﻼﻓﯾﺎ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ راﺟﻊ إﻟﻰ وﺟود
ﻧزاع ﻗﺎﺋم ﺑﯾن دول ﯾوﻏﺳﻼﻓﯾﺎ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ،وﻛذا وﺟود ﻋداء ﺷدﯾد ﺑﯾﻧﻬم ﺟﻌل اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻟوطﻧﯾﺔ ﻏﯾر ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ
8
إﻗﺎﻣﺔ ﻋداﻟﺔ ﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻣﻧﺻﻔﺔ ﺿف إﻟﻰ ذﻟك أﻧﻪ ﯾﻣﻛن ﻟﻠﺳﻠطﺎت اﻟﻣﺗﻧﺎزﻋﺔ أن ﺗرﻓض ﺗﻘدﯾم ﻣواطﻧﯾﻬﺎ ﻟﻠﻣﺣﺎﻛﻣﺔ
وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﻛون ﻫﻧﺎك ﺗﺣﯾز ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻣﺣﺎﻛﻣﺔ ﻣواطﻧﻲ اﻟدول اﻷﻋﺿﺎء.
-اﻟﻌﻘوﺑﺎت :وﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ أن ﺗوﻗﻌﻬﺎ ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﺳﺟن ﺣﯾث ﻧﺻت اﻟﻔﻘرة 01
ﻣن اﻟﻣﺎدة 24ﻣن ﻧظﺎم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﯾوﻏﺳﻼﻓﯾﺎ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﺗﻘﺗﺻر اﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻔرﺿﻬﺎ
داﺋرة اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺳﺟن و ﺗرﺟﻊ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد ﻣدة اﻟﺳﺟن إﻟﻰ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺄﺣﻛﺎم
اﻟﺳﺟن اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺳﺎرﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺣﺎﻛم ﯾوﻏﺳﻼﻓﯾﺎ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ،وﻫﻲ ﻧﻔس ﻣﺎ ورد ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 23ﻣن ﻧظﺎم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ
اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻟرواﻧدا.
إن اﺳﺗﺑﻌﺎد ﻋﻘوﺑﺔ اﻹﻋدام راﺟﻊ إﻟﻰ ﻧﺑذ ﻫذﻩ اﻟﻌﻘوﺑﺔ ﻣن طرف اﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ وﻏﯾر اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ
اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ ﺑﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺎدي ﺑﺈﻟﻐﺎء ﻫذﻩ اﻟﻌﻘوﺑﺔ ﻛﺟزاء ﻋﻘﺎﺑﻲ ﻣن اﻟﻘواﻧﯾن اﻟداﺧﻠﯾﺔ.
ﻛﻣﺎ أن ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻟﺳﺟن ﺗﻛون ﻓﻲ أي دوﻟﺔ ﺗﻌﯾﻧﻬﺎ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻣن ﺑﯾن اﻟدول اﻟﺗﻲ أﺑدت ﻟﻣﺟﻠس اﻷﻣن
اﺳﺗﻌدادﻫﺎ ﻟﻘﺑول اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻣﺣﻛوم ﻋﻠﯾﻬم ،وﯾﺗم ﺗﻧﻔﯾذ أﺣﻛﺎم اﻟﺳﺟن وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻟداﺧﻠﻲ ﻟﻠدوﻟﺔ اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ
ﺑﺎﻟﺗﻧﻔﯾذ ﺗﺣت إﺷراف اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻟﯾوﻏﺳﻼﻓﯾﺎ وﻣﺣﻛﻣﺔ رواﻧدا.
-اﻹﺧﺗﺻﺎص اﻟﺷﺧﺻﻲ :ﯾﻧﺣﺻر اﻹﺧﺗﺻــﺎص اﻟﺷﺧﺻﻲ ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟﻧــﺎﺋﯾﺔ اﻟﺧــﺎﺻﺔ ﺑﯾوﻏﺳﻼﻓﯾﺎ اﻟﺳــﺎﺑﻘﺔ
وﻓق اﻟﻣﺎدة 7ﻣن ﻧظﺎﻣﻬﺎ اﻷﺳﺎﺳﻲ ﺑﻣﺳﺎءﻟﺔ اﻷﺷﺧـﺎص اﻟطﺑﯾﻌﯾﯾن دون اﻷﺷﺧﺎص اﻹﻋﺗﺑﺎرﯾﯾن ﻛﺎﻟﻣﻧظﻣﺎت
واﻟﺟﻣﻌﯾﺎت ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﻛون ﻗد ﻛرﺳت ﻣﺑدأ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟﻔردﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘﺿﻲ ﺑﺄن ﯾﺳﺄل اﻟﻔرد ﺟﻧﺎﺋﯾﺎ
ﺑﻐض اﻟﻧظر ﻋﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﻗد ارﺗﻛب اﻟﻔﻌل ﺑﻣﻔردﻩ أو ﻣﻊ ﺟﻣﺎﻋﺔ أو ﺷرﯾك ﻓﻲ ﻋﻣل إﺟراﻣﻲ ،ﺳواء ﻗﺎم
ﺑﺎﻟﺗﺧطﯾط ﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻣن اﻟﺟراﺋم اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ أو ﺣرض ﻋﻠﯾﻬﺎ أو أﻣر ﺑﻬﺎ أو ﺳﺎﻋد أو ﺷﺟﻊ ﺑﺄي ﺷﻛل
أﺧر ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺧطﯾط أو اﻹﻋداد ﻟﻬﺎ أو ﺗﻧﻔﯾذﻫﺎ و ﺗﻘﻊ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻋﻠﯾﻪ ﺷﺧﺻﯾﺎ ،ﻛﻣﺎ ﺗﺳﻘط اﻟﺣﺻﺎﻧﺔ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ
ﻣن رؤﺳﺎء اﻟدول ورﺋﯾس اﻟﺣﻛوﻣﺔ أو ﻣﺳؤوﻻ ﻛﺑﯾ ار ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ إذ ﯾﺟب ﻣﺳﺎءﻟﺗﻬم ﺷﺧﺻﯾﺎ وﻣﻘﺎﺿﺎﺗﻬم أﻣﺎم
اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻋن اﻟﺟراﺋم اﻟﺗﻲ ارﺗﻛﺑوﻫﺎ أو ﺳﺎﻫﻣوا ﻓﯾﻬﺎ.
ﻛذﻟك ﻻ ﯾﻌﻔﻰ اﻟﻣرؤوﺳﯾن ﻋن اﻟﺟراﺋم اﻟﺗﻲ ارﺗﻛﺑوﻫﺎ ﻛﻣﺎ ﯾﺳﺄل اﻟرؤﺳﺎء ﻋن اﻟﺟراﺋم اﻟﺗﻲ ﯾرﺗﻛﺑﻬﺎ
ﻣرؤوﺳﻬم إن ﻛﺎﻧوا ﯾﻌﻠﻣون ﺑﻬﺎ وﻛﺎن ﻟدﯾﻬم ﻣن اﻷﺳﺑﺎب ﻣﺎ ﯾﺣﻣﻠﻬم ﻋﻠﻰ اﻹﺳﺗﻧﺗﺎج ﺑﺄن ذﻟك اﻟﻣرؤوس ﻛﺎن
ﻋﻠﻰ وﺷك ارﺗﻛﺎب ﻫذﻩ اﻷﻓﻌﺎل أو أﻧﻪ ارﺗﻛﺑﻬﺎ ﻓﻌﻼ ،وﻟم ﯾﺗﺧذ اﻟرﺋﯾس اﻟﺗداﺑﯾر اﻟﺿرورﯾﺔ واﻟﻣﻌﻘوﻟﺔ ﻟﻣﻧﻊ
ارﺗﻛﺎب ﻫذﻩ اﻷﻓﻌﺎل أو اﻟﻣﻌﺎﻗﺑﺔ ﻋﻠﯾﻬﺎ ،وﻫﻲ ﻧﻔس اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺗﻲ ﺗﺿﻣﻧﺗﻬﺎ اﻟﻣﺎدة 5ﻣن ﻧظﺎم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ
اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑرواﻧدا
أوﺟـﻪ اﻻﺧﺗﻼف ﺑﯾن اﻟﻣﺣﻛﻣﺗﯾن اﻟدوﻟﯾﺗـﯾن:
9
-اﻹﺧﺗﺻﺎص اﻟزﻣﺎﻧﻲ:ﺟﺎء ذﻛر اﻹﺧﺗﺻﺎص اﻟزﻣﺎﻧﻲ ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﯾوﻏﺳﻼﻓﯾﺎ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻓﻲ
اﻟﻣﺎدﺗﯾن 1و 8ﻣن ﻧظﺎﻣﻬﺎ اﻷﺳﺎﺳﻲ ﺣﯾث ﺗﺧﺗص اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﺑﻣﺳﺎءﻟﺔ اﻟﻣﺗﻬﻣﯾن ﺑﺈرﺗﻛﺎب ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺟراﺋم
اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ ﻧظﺎﻣﻬﺎ اﻷﺳﺎﺳﻲ اﻟﺗﻲ وﻗﻌت اﺑﺗداء ﻣن 01ﺟﺎﻧﻔﻲ ،1991وﻣﻊ ذﻟك اﺣﺗﻔظ ﻣﺟﻠس
اﻷﻣن ﺑﻣوﺟب ﻗرار 827اﻟﻣؤرخ ﺑﺗﺎرﯾﺦ 25ﻣﺎي 1993ﻟﻧﻔﺳﻪ ﺑﺳﻠطﺔ ﺗﺣدﯾد ﺗﺎرﯾﺦ اﻧﺗﻬﺎء اﻹﺧﺗﺻﺎص
اﻟزﻣﺎﻧﻲ وذﻟك ﻋﻧد اﺳﺗﻌﺎدة اﻟﺳﻠم ﻓﻲ ﯾوﻏﺳﻼﻓﯾﺎ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ،أﻣﺎ اﻹﺧﺗﺻﺎص اﻟزﻣﺎﻧﻲ ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ
ﺑرواﻧدا ﯾﺷﻣل اﻟﻔﺗرة اﻟﻣﻣﺗدة ﻣﺎ ﺑﯾن 01ﺟﺎﻧﻔﻲ 1994إﻟﻰ 31دﯾﺳﻣﺑر ،1994وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻻ ﺗﺳﺗطﯾﻊ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ
اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟرواﻧدا أن ﺗﻌﺎﻗب أي ﺷﺧص ﯾرﺗﻛب ﺟراﺋم دوﻟﯾﺔ ﺗدﺧل ﻓﻲ اﺧﺗﺻﺎﺻﻬﺎ اﻟﺗﻲ ﺗرﺗﻛب ﻓﻲ اﻟﻔﺗرة
اﻟﻼﺣﻘﺔ ﻋﻠﻰ 31دﯾﺳﻣﺑر .1994
-اﻹﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﻛﺎﻧﻲ :ﯾﺷﻣل اﻹﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﻛﺎﻧﻲ ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﯾوﻏﺳﻼﻓﯾﺎ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ وﻓق
اﻟﻣﺎدة 08ﻣن ﻧظﺎﻣﻬﺎ اﻷﺳﺎﺳﻲ إﻗﻠﯾم ﯾوﻏﺳﻼﻓﯾﺎ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﺑﻣﺎ ﻓﯾﻪ اﻷراﺿﻲ اﻟﺑرﯾﺔ واﻟﻣﺟﺎل اﻟﺟوي واﻟﺑﺣري ﻟﻬﺎ،
أﻣﺎ اﻟﻣﺎدة اﻷوﻟﻰ ﻣن ﻧظﺎم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟرواﻧدا ﻋﻠﻰ أن اﺧﺗﺻﺎﺻﻬﺎ ﯾﻛﻣن ﻓﻲ ﻣﺣﺎﻛﻣﺔ وﻣﻌﺎﻗﺑﺔ
ﻣرﺗﻛﺑﻲ اﻟﻣﺟﺎزر و اﻹﻧﺗﻬﺎﻛﺎت اﻟﺟﺳﯾﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺛل ﺟراﺋم ﺿد اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ إرﺗﻛﺑت ﻓﻲ إﻗﻠﯾم رواﻧدا ﺑﺳﺑب
اﻟﺣروب اﻷﻫﻠﯾﺔ ﺑﯾن ﺟﻣﺎﻋﺔ اﻟﺗوﺗﺳﻲ واﻟﻬوﺗو ﺑﻣﺎ ﻓﻲ ذﻟك اﻟﻐﻼف اﻟﺟوي واﻷراﺿﻲ اﻟﺑرﯾﺔ واﻟﻧطﺎق اﻟﺑﺣري،
وﺗﺿﯾف اﻟﻣﺎدة 07ﻣن ﻧظﺎم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﺑرواﻧدا ﻋﻠﻰ أن اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟرواﻧدا
ﯾﻣﺗد أﯾﺿﺎ إﻟﻰ أراﺿﻲ اﻟدول اﻟﻣﺟﺎورة ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص اﻹﻧﺗﻬﺎﻛﺎت اﻟﺟﺳﯾﻣﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ اﻟدوﻟﻲ اﻟﻣرﺗﻛﺑﺔ ﻣن
ﻗﺑل اﻟﻣواطﻧﯾن اﻟرواﻧدي ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑرواﻧدا ﻋﻠﻰ ﻏرار ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ
ﺑﯾوﻏﺳﻼﻓﯾﺎ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻧﺟد أن اﺧﺗﺻﺎﺻﻬﺎ اﻟﻣﻛﺎﻧﻲ أوﺳﻊ ،وﯾرﺟﻊ ذﻟك إﻟﻰ طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻧزاع اﻟرواﻧدي ﺣﯾث ﻛﺎﻧت
ﻫﻧﺎك ﺑﻌض اﻟدول اﻟﻣﺟﺎورة ﺗﺳﺎﻋد أطراف اﻟﻧزاع ﻓﻲ رواﻧدا ﻹﺷﻌﺎل ﻓﺗﯾل اﻟﺣرب اﻷﻫﻠﯾﺔ ﺑﻬﺎ واﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ
اﺳﺗﻣرار ﻫذﻩ اﻟﺣرب ﻟﻌدة ﻣﺻﺎﻟﺢ.
-اﻹﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣوﺿوﻋﻲ :ﺗﺧﺗص اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﯾوﻏﺳﻼﻓﯾﺎ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﺑﺟراﺋم اﻟﺣرب اﻟﺗﻲ ﺗﺷﻣل
اﻻﻧﺗﻬﺎﻛﺎت اﻟﺟﺳﯾﻣﺔ ﻟﻘواﻧﯾن و أﻋراف اﻟﺣرب ،ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻧزاﻋﺎت اﻟﻣﺳﻠﺣﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ و ﻏﯾر اﻟدوﻟﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺣد
ﺳواء ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ﯾﻧطﺑق اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟرواﻧدا ﯾﺷﻣل راﺋم اﻟﺣرب اﻟﺗﻲ ﺗﺣدث ﻓﻲ اﻟﻧزاع اﻟﻣﺳﻠﺢ ﻏﯾر
اﻟدوﻟﻲ ﻓﻘط ،ﻛﻣﺎ ﺗﺧﺗص اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻟﯾوﻏﺳﻼﻓﯾﺎ ﺑﺟراﺋم ﺿد اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ وﺗﺷﺗرط اﻟﻣﺎدة ﻣن 05ﻧظﺎﻣﻬﺎ
اﻷﺳﺎﺳﻲ وﺟود راﺑطﺔ ﻣﻊ اﻟﻧزاع اﻟﻣﺳﻠﺢ اﻟﻘﺎﺋم ،ﻓﻲ ﺣﯾن أن اﻟﻣﺎدة 03ﻣن اﻟﻧظﺎم اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ
ﻟرواﻧدا ﻻ ﯾﺗطﻠب ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟراﺑطﺔ و إﻧﻣﺎ اﺷﺗرطت وﺟود اﻟﻘﺻد اﻟﺗﻣﯾﯾزي ﻟدى اﻟﺟﺎﻧﻲ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر أن اﻟﺟراﺋم اﻟﺗﻲ
ارﺗﻛﺑت ﻓﻲ اﻟﻧزاع اﻟذي اﻧدﻟﻊ ﻓﻲ رواﻧدا ﺳﻧﺔ 1994ﺑداﻓﻊ ﻋرﻗﻲ ﻟﻘﯾﺎم اﻟﻬوﺗو ﺑﺎﺿطﻬﺎد وﺗوﺟﯾﻪ ﻫﺟﻣﺎت ﺿد
اﻟﺗوﺗﺳﻲ و اﻟﻬوﺗو اﻟذﯾن ﯾدﻋﻣون ﺣﻛوﻣﺔ اﻟﺗوﺗﺳﻲ.
10
-اﻻﻧﺗﻘﺎدات اﻟﻣوﺟﻬﺔ ﻟﻠﻣﺣﺎﻛم اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ:
ﺗﻌد ﻣﺣﺎﻛﻣﺎت اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﯾوﻏﺳﻼﻓﯾﺎ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ و ﻣﺣﻛﻣﺔ رواﻧدا ﺗﻌد ﺗطو ار ﺣﻘﯾﻘﯾﺎ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل
اﻟﻣﺳﺎءﻟﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﺑﻌد أن ظﻠت اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﻔﻌﻠﯾﺔ ﻟﻘواﻋد وﻣﺑﺎدئ اﻟﻌداﻟﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻣﻬﺟورة ﻣﻧذ
ﻣﺣﺎﻛﻣﺎت اﻟﺣرب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ،ﺣﺗﻰ ﺟﺎءت اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺎت اﻟﻔﻌﻠﯾﺔ ﻟﻣرﺗﻛﺑﻲ ﺟراﺋم اﻟﺣرب أﻣﺎم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ
اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﯾوﻏﺳﻼﻓﯾﺎ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ و ﻣﺣﻛﻣﺔ رواﻧدا و ﻛﺎن ﻟﻬﻣﺎ دور ﻛﺑﯾر ﻓﻲ ﺗطﺑﯾق ووﺿﻊ ﻗواﻋد اﻟﻘﺎﻧون
اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟدوﻟﻲ ﻣوﺿﻊ اﻟﺗﻧﻔﯾذ إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ وﺿﻌﻬﻣﺎ ﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻹﺟراﺋﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺗطﺑﯾق
اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ إﻻ أﻧﻬﻣﺎ ﺗﻌرﺿﺗﺎ ﻹﻧﺗﻘﺎدات أﻫﻣﻬﺎ:
-إن إﻧﺷﺎء اﻟﻣﺣﻛﻣﺗﯾن ﻣن ﻗﺑل ﻣﺟﻠس اﻷﻣن واﻋﺗﺑﺎرﻫﻣﺎ أﺟﻬزة ﻓرﻋﯾﺔ ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻸﻣم اﻟﻣﺗﺣدة و ﻣﺎ ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻪ
ﻣن ﺗﺑﻌﯾﺔ وأﺛﺎر ﺳﻠﺑﯾﺔ ﺗﻣس ﺑﺎﻟﻌداﻟﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﺗدﺧل اﻟﻌﺎﻣل اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ أﺛﻧﺎء اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺎت ،وﻋدم
اﻹﺳﺗﻘﻼل اﻟﻛﺎﻓﻲ ﻷﺟﻬزة اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑرواﻧدا ﺧﺻوﺻﺎ و أن ﺗﻌﯾﯾن اﻟﻣدﻋﻲ اﻟﻌﺎم وﻣﻌﺎوﻧﯾﻪ
وﻗﺿﺎة اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﯾﺗم ﻣن ﻗﺑل رﺋﯾس ﻣﺟﻠس اﻷﻣن واﻷﻣﯾن اﻟﻌﺎم ﻟﻸﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ﺣﺳب اﻷﺣوال.
-ﻋدم إﺷﺎرة ﻛل ﻣن ﻧظﺎم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﯾوﻏﺳﻼﻓﯾﺎ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ و ﻣﺣﻛﻣﺔ رواﻧدا إﻟﻰ اﻟﺗﻌوﯾض ﻋن
اﻷﺿرار اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أن ﺗﻠﺣق اﻟﻣﺗﺿررﯾن ﻷن اﻟﻌداﻟﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﺗﺳﺗﻠزم ذﻟك ،ﺑﺣﯾث ﻻ ﯾﻛﻔﻲ إرﺟﺎع اﻷﻣوال
اﻟﺗﻲ ﺗم اﻹﺳﺗﯾﻼء ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﺻورة ﻏﯾر ﻣﺷروﻋﺔ ،وﺑﺈﻋﺗﺑﺎر أن اﻟﺿﺣﺎﯾﺎ أﺻﯾﺑوا ﻣن ﺟراء اﻟﺟراﺋم اﻟﻣرﺗﻛﺑﺔ
ﺑﺄﺿرار ﻣﺎدﯾﺔ و وﻣﻌﻧوﯾﺔ ﯾﺳﺗﺣﻘون اﻟﺗﻌوﯾض ﻋﻧﻬﺎ،زﯾﺎدة ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻧﺟد أن اﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻟﻣﻘررة ﻫﻲ اﻟﺳﺟن دون
ﻋﻘوﺑﺔ اﻹﻋدام اﻷﻣر اﻟذي ﯾﺟﻌل اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺗﻲ ﺗﺻدرﻫﺎ اﻟﻣﺣﻛﻣﺗﯾن ﺑﻌﯾدة ﻋن اﻟﻌداﻟﺔ ،ﻻﺳﯾﻣﺎ و أن اﻟﺟراﺋم
اﻟﻣرﺗﻛﺑﺔ ﻓﻲ ﯾوﻏﺳﻼﻓﯾﺎ و ورواﻧدا ﺗﻣﺗﺎز ﺑﺎﻟﻔﺿﺎﻋﺔ و اﻟﺟﺳﺎﻣﺔ ﻛﺎﻟﺗطﻬﯾر اﻟﻌرﻗﻲ واﻟﻘﺗل واﻟذﺑﺢ واﻟدﻓن ﻓﻲ
اﻟﻣﻘﺎﺑر اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻧﺗﺎﺋﺞ ﺿﺧﻣﺔ ﻣﻧﻬﺎ ﻣﺎ ﯾﺳﺗﻣر ﻣدى اﻟﺣﯾﺎة ﻣﻣﺎ ﯾﺟﻌل ﻋﻘوﺑﺔ اﻹﻋدام أﻣرا
ﺣﺗﻣﯾﺎ وﻣﺑر ار وﻟو ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﺗﻬدﯾد واﻟردع.
-اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﻣؤﻗت ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﯾوﻏﺳﻼﻓﯾﺎ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ و ﻣﺣﻛﻣﺔ رواﻧدا ﻛوﻧﻬﻣﺎ أﻧﺷﺋﺗﺎ ﻣن أﺟل
ﺗﺣﻘﯾق أﻫداف ﻣﻌﯾﻧﺔ ذات ﻧطﺎق ﻣﺣدد ﻣن ﺣﯾث اﻟزﻣﺎن واﻟﻣﻛﺎن و اﻟﺟراﺋم واﻷﺷﺧﺎص ،ﻓﺎﻟﻣﺣﻛﻣﺗﯾن ﯾﻌﺎب
ﻋﻠﯾﻬﻣﺎ ﻏﯾﺎب ﺗﺣدﯾد أرﻛﺎن اﻟﺟراﺋم اﻟﺗﻲ ﺗدﺧل ﻓﻲ اﺧﺗﺻﺎﺻﻬﻣﺎ ﺳواء ﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑﺎﻟرﻛن اﻟﻣﺎدي أو اﻟرﻛن
اﻟﻣﻌﻧوي أو اﻟرﻛن اﻟﺷرﻋﻲ ﻷن ﺗﺣدﯾد أرﻛﺎن اﻟﺟراﺋم ﯾﺳﻬل ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣﺎﻛم أداء ﻋﻣﻠﻬﺎ و ﻣﻬﻣﺔ إﺛﺑﺎت وﻗوع ﺗﻠك
اﻟﺟراﺋم ،إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ذﻟك ﯾﻌﺎب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣﻛﻣﺗﯾن أن ﻟدﯾﻬﻣﺎ ﺻﻼﺣﯾﺔ اﻟﻧظر ﻓﻲ اﻟﺟراﺋم ارﺗﻛﺑت ﻗﺑل إﻧﺷﺎﺋﻬﻣﺎ.
ﺛﺎﻧﻴﺎ -اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ ا ﻨﺎﺋﻴﺔ إﻃﺎراﳌﺤﻜﻤﺔ ا ﻨﺎﺋﻴﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ:
إن إﻧﺷﺎء اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟداﺋﻣﺔ ﺗﺧﺗص ﺑﻣﺳﺎءﻟﺔ ﻣرﺗﻛﺑﻲ اﻟﺟراﺋم اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﺣﯾﻠوﻟﺔ دون ﻫروﺑﻬم ﻣن
اﻟﻌﻘﺎب ﺟﺎء ﻋﻠﻰ أﻧﻘﺎض ﻣﺎ وﺟﻪ ﻣن اﻹﻧﺗﻘﺎدات واﻟﻌراﻗﯾل اﻟﺗﻲ واﺟﻬت إﻧﺷﺎء اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ
11
اﻟﻣؤﻗﺗﺔ ،ﻓﺎﻟطﺎﺑﻊ اﻟﻣؤﻗت ﻟﻬذﻩ اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺷﺄ ﻣن أﺟل ﻣﺣﺎﻛﻣﺔ اﻟﻣﺟرﻣﯾن ﻹﻗﻠﯾم ﻣﺣدد وﺟراﺋم ﻣﻌﯾﻧﺔ ﺛم
ﺗزول ﺑﺈﻧﺗﻬﺎء ﻣﻬﺎﻣﻬﺎ ﯾﻌد ﻣن أﻫم اﻟﺳﻠﺑﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗري ﻫذا ﻧوع ﻣن اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ،وﻣن ﻫﻧﺎ ﻓﺈن
إﻧﺷﺎء اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻛﻬﯾﺋﺔ داﺋﻣﺔ ﺟﺎء ﻣن أﺟل ﺳد اﻟﺛﻐرات اﻟﻣوﺟودة ﻓﻲ اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟﻣؤﻗﺗﺔ
اﻟﺗﻲ ﺗﺛﯾر ﻓﻲ ﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺣﺎﻻت إﺷﻛﺎﻟﯾﺔ ﻣﺎ ﯾﻌرف ﺑﺎﻟﻌداﻟﺔ اﻟﻣﺧﺗﺎرة ﺑﺈﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﺗﻧﺷﺄ ﻣن أﺟل ﻣﺳﺎءﻟﺔ ﻣرﺗﻛﺑﻲ
اﻹﻧﺗﻬﺎﻛﺎت اﻟﺟﺳﯾﻣﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ دون وﺟود ﺿواﺑط ﻣﺣددة ﯾﻣﻛن اﻹﺳﺗﻧﺎد إﻟﯾﻬﺎ داﺋﻣﺎ.
- 1ﻧطﺎق اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ :إن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻫﻲ ﻣﺣﻛﻣﺔ ﻗﺎﻧون إﻧﺳﺎﻧﻲ،
وﻫذا ﯾؤﻛد دور اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ ﻓﻲ إﻧﺷﺎﺋﻬﺎ ﻣن ﺧﻼل اﻋﺗﺑﺎر أن اﻧﺗﻬﺎﻛﺎت ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون ﺗﺷﻛل أﺷد
اﻟﺟراﺋم اﻟدوﻟﯾﺔ ﺧطورة وﻫﻲ ﺗدﺧل ﺿﻣن اﺧﺗﺻﺎﺻﺎﻫﺎ ،و وﺟودﻫﺎ ﻻ ﯾﻠﻐﻲ ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎء اﻟوطﻧﻲ ﺑل ﻫﻲ
ﻣﻛﻣﻠﺔ ﻟﻪ ﻣﻣﺎ ﯾﺗطﻠب ﺗﻌزﯾز ﻛﻔﺎءة ﻫذا اﻟﻘﺿﺎء واﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺗﻪ ﻟﯾﻘوم ﺑواﺟﺑﻪ ﻓﻲ ﻣﺣﺎﻛﻣﺔ ﻣرﺗﻛﺑﻲ أﺷد اﻟﺟراﺋم
ﺧطورة.
-اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟزﻣﺎﻧﻲ و اﻟﻣﻛﺎﻧﻲ :ﺗﺧﺗص اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﺑﺎﻟﺟراﺋم اﻟﺗﻲ ﺗم ارﺗﻛﺎﺑﻬﺎ ﺑﻌد دﺧول
اﻟﻧظﺎم اﻷﺳﺎﺳﻲ ﺣﯾز اﻟﺗﻧﻔﯾذ و اﻟﺗﻲ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻣﺎدة 05ﻣن ﻧظﺎﻣﻬﺎ اﻷﺳﺎﺳﻲ وﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﺟراﺋم اﻟﺣرب و
اﻟﺟراﺋم ﺿد اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ وﺟراﺋم اﻹﺑﺎدة و اﻟﻌدوان ،أي اﺧﺗﺻﺎﺻﻬﺎ ﻣﺳﺗﻘﺑﻠﻲ و ﻻ ﯾﺳري ﻋﻠﻲ اﻟﺟراﺋم اﻟﺗﻲ
ﺗرﺗﻛب ﻗﺑل ﺳرﯾﺎن اﻟﻣﻌﺎﻫدة ،و ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟدول اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺿم إﻟﻲ اﻟﻣﻌﺎﻫدة ﻓﺈن اﻻﺧﺗﺻﺎص ﯾﻧطﺑق ﻋﻠﻲ
اﻟﺟراﺋم اﻟﺗﻲ ﺗرﺗﻛب ﺑﻌد اﻧﺿﻣﺎم اﻟدوﻟﺔ وﻫذا ﻣﺎ أﻛدﺗﻪ اﻟﻣﺎدة 11ﻣن اﻟﻧظﺎم اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ ،وﯾﺳري اﻟﻧظﺎم
اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺗم اﻟﺗﺻدﯾق ﻋﻠﻰ اﻻﻧﺿﻣﺎم ﻣن ﻗﺑل ﺳﺗون دوﻟﺔ و ذﻟك وﻓﻘﺎ ﻧص
اﻟﻔﻘرة 2ﻣن اﻟﻣﺎدة 26ﻣن اﻟﻧظﺎم اﻷﺳﺎﺳﻲ و ﻫذا ﻣﺎ ﺗم ﻓﻌﻼ ﺑﺗﺎرﯾﺦ 01ﺟوﯾﻠﯾﺔ 2002ﺣﯾث اﻛﺗﻣل ﻓﻲ ﻫذا
اﻟﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺗﺻوﯾت ﻋﻠﻰ اﻟﻧظﺎم اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻣن ﻗﺑل اﻟﻌدد اﻟﻼزم ﻟﻧﻔذﻩ ،وﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص اﻟدول اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺿم ﺑﻌد
ﺳرﯾﺎن اﻟﻣﻌﺎﻫدة ﻓﺈن اﻟﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻔﻌﻠﻲ ﻟﻠﺳرﯾﺎن ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺗﻠك اﻟدول ﻫو اﻟﯾوم اﻷول ﻣن اﻟﺷﻬر اﻟذي ﯾﻠﻲ 60ﯾوﻣﺎ
ﻣن إﯾداع ﺗﻠك اﻟدول وﺛﯾﻘﺔ اﻟﺗﺻوﯾت و ﯾﺟوز ﻟﻠدوﻟﺔ ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﺻﺑﺢ طرﻓﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﻌﺎﻫدة أن ﺗﺧﺗﺎر ﺗﺄﺟﯾل ﺗطﺑﯾق
اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﺣﻛﻣــﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾــﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺟ ارﺋــم اﻟﺣرب ﻟﻣدة ﺳﺑﻊ ﺳﻧوات ﻣن ﺑدء ﺳرﯾﺎن اﻟﻧظﺎم
اﻷﺳﺎﺳﻲ و ﯾﻣﻛن ﺳﺣب اﻹﻋﻼن ﻓﻲ أي وﻗت.
أﻣﺎ اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﻛﺎﻧﻲ ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ اﺳﺗﻧﺎدا إﻟﻰ اﻟﻣﺎدة 12ﻣن ﻧظﺎﻣﻬﺎ اﻷﺳﺎﺳﻲ ﯾﻘوم ﻋﻠﻰ
أﺳﺎس ﻣﺑدأ اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ﺣﯾث ﯾﻛون ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ اﺧﺗﺻﺎص ﻓﻲ اﻟﺟراﺋم اﻟﺗﻲ وردت ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 05ﻣن ﻧظﺎﻣﻬﺎ
اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎ إذا ارﺗﻛﺑت ﻓﻲ إﻗﻠﯾم اﻟدوﻟﺔ اﻟطرف ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻷﺳﺎﺳﻲ ،وﻣﺳﺎءﻟﺔ ﻣرﺗﻛﺑﻲ ﻫذﻩ اﻟﺟراﺋم
ﺣﺗﻰ وﻟو ﻛﺎﻧوا ﻣن ﺟﻧﺳﯾﺔ دوﻟﺔ ﻟﯾﺳت طرﻓﺎ ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ ،أﻣﺎ اﻟﻣﺑدأ اﻟﺛﺎﻧﻲ اﻟذي ﯾﻘوم ﻋﻠﯾﻪ
اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻫو ﻣﺑدأ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟذي ﯾرﺗﻛز أﺳﺎﺳﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﯾﺎم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﺑﻣﺳﺎءﻟﺔ ﻣرﺗﻛب
12
اﻟﺟراﺋم اﻟﺗﻲ ﺗدﺧل ﻓﻲ اﺧﺗﺻﺎﺻﻬﺎ واﻟذي ﯾﺣ ﻣل ﺟﻧﺳﯾﺔ اﻟدوﻟﺔ اﻟطرف ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻷﺳﺎﺳﻲ أﯾﺎ ﻛﺎن اﻟﻣﻛﺎن
اﻟذي ارﺗﻛﺑت ﻓﯾﻪ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ،أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠدول ﻏﯾر أطراف ﻓﻘد أﺑﺎح ﻧظﺎم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ﻏﯾر
طرف ﻓﯾﻪ ﻋدم اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ ﻫذﻩ اﻟدوﻟﺔ إﻻ ﺑﻌد إﻋﻼﻧﻬﺎ ﺑﻘﺑوﻟﻬﺎ اﻟﺻرﯾﺢ ﺑﺎﺧﺗﺻﺎص
اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ وﺑﻌدﻫﺎ ﯾﺻﺑﺢ ﻫذا اﻻﺧﺗﺻﺎص ﺗﻠﻘﺎﺋﻲ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺟراﺋم اﻟواﻗﻌﺔ ﻓﻲ اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ.
-اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﺷﺧﺻﻲ :ﻛرﺳت اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟﻔردﯾﺔ ﺣﯾث ﯾﻛون ﻣﺣﻼ
ﻟﻠﻣﺳﺎءﻟﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻛل ﺷﺧص ﯾﻘوم ﺑﺎرﺗﻛﺎب ﺟراﺋم دوﻟﯾﺔ ﺗدﺧـل ﻓﻲ اﺧﺗﺻﺎﺻﻬـﺎ ،و ﻋﻠﯾـﻪ ﺗم اﺳﺗﺑﻌـﺎد
اﻷﺷﺧــﺎص اﻟﻣﻌﻧوﯾــﺔ ﻣن اﺧﺗﺻــﺎص اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ،ﺣﯾث ﯾﺳﺄل اﻟﻔرد ﺑﻣوﺟب اﻟﻔﻘرة 03ﻣن اﻟﻣﺎدة
25ﻣن اﻟﻧظﺎم اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ،و ﯾﻛون ﻋرﺿﺔ ﻟﻠﻌﻘﺎب ﻋن أﯾﺔ ﺟرﯾﻣﺔ ﺗدﺧل ﻓﻲ
اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻓﻲ ﺣﺎل ارﺗﻛﺎﺑﻪ أﺣد اﻷﻓﻌﺎل اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
أ -ارﺗﻛﺎب ﺟرﯾﻣﺔ ﺳواء ﺑﺻﻔﺗﻪ أو ﺑﺎﻻﺷﺗراك ﻣﻊ أﺧر أو ﻋن طرﯾق ﺷﺧص أﺧر ﺑﻐض اﻟﻧظر ﻋن ﻛون
اﻷﺧﯾر ﻣﺳؤوﻻ أو ﻏﯾر ﻣﺳؤول ﺟﻧﺎﺋﯾﺎ.
ب -اﻷﻣر أو اﻹﻏراء أو اﻟﺣث ﻋﻠﻰ ارﺗﻛﺎب ﺟرﯾﻣﺔ وﻗﻌت ﺑﺎﻟﻔﻌل أو ﺷرع ﺑﻬﺎ.
ج -ﺗﻘدﯾم اﻟﻌون أو اﻟﺗﺣرﯾض أو اﻟﻣﺳﺎﻋدة ﺑﺄي ﺷﻛل أﺧر ﻟﻐرض ﺗﯾﺳﯾر ارﺗﻛﺎب ﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ أو اﻟﺷروع ﻓﻲ
ارﺗﻛﺎﺑﻬﺎ ﺑﻣﺎ ﻓﻲ ذﻟك ﺗوﻓﯾر وﺳﺎﺋل ارﺗﻛﺎﺑﻬﺎ.
د -اﻟﻣﺳﺎﻫﻣﺔ ﺑﺄي طرﯾﻘﺔ أﺧري ﻓﻲ ﻗﯾﺎم ﺟﻣﺎﻋﺔ ﻣن اﻷﺷﺧﺎص ﯾﻌﻠن ﺑﻘﺻد ﻣﺷﺗرك ﻻرﺗﻛﺎب ﺟرﯾﻣﺔ أو
اﻟﺷروع ﻓﯾﻬﺎ ﻋﻠﻲ أن ﺗﻛون ﻫذﻩ اﻟﻣﺳﺎﻫﻣﺔ ﻣﺗﻌﻣدة و أن ﺗﻘوم:
-1إﻣﺎ ﺑﻬدف ﺗﻌزﯾز اﻟﻧﺷﺎط اﻹﺟراﻣﻲ أو اﻟﻐرض اﻹﺟراﻣﻲ ﻋﻧد اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ إذا ﻛﺎن ﻫذا اﻟﻧﺷﺎط أو اﻟﻐرض
ﻣﻧطوﯾﺎ ﻋﻠﻰ ارﺗﻛﺎب ﺟرﯾﻣﺔ ﺗدﺧل ﻓﻲ اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ.
-2أو ﻣﻊ اﻟﻌﻠم ﺑﻧﯾﺔ ارﺗﻛﺎب اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻟدى ﻫذﻩ اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ.
ه -ارﺗﻛﺎب ﺟرﯾﻣﺔ اﻹﺑﺎدة اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ أو اﻟﺗﺣرﯾض اﻟﻣﺑﺎﺷر اﻟﻌﻠﻧﻲ ﻋﻠﻲ ارﺗﻛﺎﺑﻬﺎ.
و -اﻟﺷروع ﻓﻲ ارﺗﻛﺎب اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻋن طرﯾق اﺗﺧﺎذ إﺟراء ﯾﺑدأ ﺑﻪ ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﺑﺧطوة ﻣﻠﻣوﺳﺔ ،و ﻟﻛن ﻟم ﺗﻘﻊ
اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻟظروف ﻻ ﺗﺗﺻل ﺑﻧواﯾﺎ اﻟﺷﺧص.
اﺷﺗرطت اﻟﻣﺎدة 26ﻣن اﻟﻧظﺎم اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻋﻠﻰ أن ﺳن اﻟﻣﻘﺎﺿﺎة أﻣﺎم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ
اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻫو 18ﺳﻧﺔ وﻗت ارﺗﻛﺎب اﻟﺟرﯾﻣﺔ،ﻣﺎ ﯾﻣﻛن ﻗوﻟﻪ أن اﺳﺗﺑﻌﺎد اﻟﻘﺎﺻر ﻣن اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ
اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ واﻧﻌﻘﺎد اﻻﺧﺗﺻﺎص ﻟﻠﻣﺣﺎﻛم اﻟوطﻧﯾﺔ ﻻ ﯾﺛﯾر أي إﺷﻛﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻛﺎن اﻟﻘﺎﻧون اﻟداﺧﻠﻲ
ﯾﻌﺎﻗب ﻋﻠﻰ اﻟﺟراﺋم اﻟﺗﻲ ارﺗﻛﺑﻬﺎ اﻟﺷﺧص اﻟذي ﯾﻘل ﺳﻧﻪ ﻋن 18ﺳﻧﺔ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﻛون اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ
اﻟدوﻟﯾﺔ ﻗد أﺧذت ﺑﻣﺎ ﺟﺎءت ﺑ ﻪ اﻟﻧظم اﻟﻌﻘﺎﺑﯾﺔ اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم ﺑﻌدم ﻣﺳﺎءﻟﺔ اﻷﺣداث اﻟذﯾن ﺗﻘل أﻋﻣﺎرﻫم
13
ﻋن 18ﺳﻧﺔ أﻣﺎم اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻟﻌﺎدﯾﺔ و إﺣﺎﻟﺗﻬم أﻣﺎم اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﻬم ،ﻛﻣﺎ أﺧذ ﻧظﺎم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ
اﻟدوﻟﯾﺔ ﺑﻣﺑدأ ﻋدم اﻹﻋﻔﺎء ﻣن اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﺑﺳﺑب اﻟﺻﻔﺔ اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻟﻠﻣﺟرﻣﯾن ﺣﯾث ﻛرس ﻣﺑدأﯾن ﻫﻣﺎ:
-ﻋدم اﻻﻋﺗداد ﺑﺎﻟﺻﻔﺔ اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻷي ﺷﺧص أﻣﺎم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﺣﯾث ﻻ ﯾﻌﻔﻰ ﺑﺄي ﺣﺎل ﻣن
اﻷﺣوال أي ﺷﺧص ﻣن اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻋﻧد ارﺗﻛﺎب ﺟرﯾﻣﺔ ﺗدﺧل ﻓﻲ اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ،وﻻ ﺗﺷﻛل
اﻟﺻﻔﺔ اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﺣد ذاﺗﻬﺎ ﺳﺑﺑﺎ ﻟﺗﺧﻔﯾف ﻣن اﻟﻌﻘﺎب وﻣﻌﻧﻰ ذﻟك أن اﻟﺟﻣﯾﻊ ﻣﺗﺳﺎوي أﻣﺎم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ
اﻟدوﻟﯾﺔ.
-اﻟﺣﺻﺎﻧﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﻬﺎ اﻟﺷﺧص ﻟﺻﻔﺗﻪ اﻟرﺳﻣﯾﺔ اﺳﺗﻧﺎدا إﻟﻰ اﻟﻘﺎﻧون اﻟوطﻧﻲ أو اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ ﻻ ﺗﻣﻧﻊ
اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻣن ﻣﺳﺎءﻟﺔ اﻟﺷﺧص وﻣﻌﺎﻗﺑﺗﻪ ﻋن ارﺗﻛﺎب ﺟرﯾﻣﺔ ﺗدﺧل ﻓﻲ اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ
اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ،وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺈن ﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟﺣﺻﺎﻧﺔ أﺻﺑﺣت ﻣن اﻟﻣﺳﺎﺋل اﻟﺗﻲ ﻻ ﯾﺟوز اﻻﺣﺗﺟﺎج أو اﻟﺗذرع ﺑﻬﺎ أﻣﺎم
اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ.
-ﻣﻘﺑوﻟﯾﺔ اﻟدﻋوى أﻣﺎ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ :إن دور اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻫو ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ دور ﺗﻛﻣﯾﻠﻲ
ﻟدور اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻟوطﻧﯾﺔ ،ﻣﺎ ﯾﻌﻧﻲ أن اﻟدول اﻷطراف ﻓﻲ ﻧظﺎم روﻣﺎ ﺗﺣﺗﻔظ ﺑﺣﻘﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺻﻼﺣﯾﺎﺗﻬﺎ و
اﺧﺗﺻﺎﺻﻬﺎ اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﻘﺿﺎﯾﺎ اﻹﺑﺎدة اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ و ﺟراﺋم اﻟﺣرب و اﻟﺟراﺋم ﺿد اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ،ﻓﻧظر
إﺣدى اﻟدول ﻓﻲ ﻗﺿﯾﺔ ﻣن ﻫذا اﻟﻧوع أﻣﺎم ﻣﺣﺎﻛﻣﻬﺎ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻪ ﻋدم اﺳﺗطﺎﻋﺔ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ
اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟﻧظر ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟﻘﺿﯾﺔ إﻻّ إذا ﻛﺎﻧت ﺗﻠك اﻟدول ﻻ ﺗرﻏب أو ﻏﯾر ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ ﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق أو اﻟﺣﻛم
ﻓﻲ اﻟﻘﺿﯾﺔ ﺣﺳب اﻟﻣﺎدة اﻟﺳﺎﺑﻌﺔ ﻋﺷر ﻣن ﻧظﺎم روﻣﺎ اﻟﺗﻲ أﻛدت ﻋﻠﻰ أﻧﻪ :ﻣﻊ ﻣراﻋﺎة اﻟﻔﻘرة 10ﻣن
اﻟدﯾﺑﺎﺟﺔ واﻟﻣﺎدة اﻷوﻟﻰ ﺗﻘرر اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ أن اﻟدﻋوى ﻏﯾر ﻣﻘﺑوﻟﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎ:
-إذا ﻛﺎﻧت ﺗﺟري اﻟﺗﺣﻘﯾق أو اﻟﻣﻘﺎﺿﺎة ﻓﻲ اﻟدﻋوى دوﻟﺔ ﻟﻬﺎ وﻻﯾﺔ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣﺎ ﻟم ﺗﻛن اﻟدوﻟﺔ ﻏﯾر راﻏﺑﺔ ﻓﻲ
اﻻﺿطﻼع ﺑﺎﻟﺗﺣﻘﯾق أو اﻟﻣﻘﺎﺿﺎة أو ﻏﯾر ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ ذﻟك.
-إذا ﻛﺎﻧت ﻗد أﺟرت اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻓﻲ اﻟدﻋوى دوﻟﺔ ﻟﻬﺎ وﻻﯾﺔ ﻋﻠﯾﻬﺎ وﻗررت اﻟدوﻟﺔ ﻋدم ﻣﻘﺎﺿﺎة اﻟﺷﺧص اﻟﻣﻌﻧﻲ
ﻣﺎ ﻟم ﯾﻛن اﻟﻘرار ﻧﺎﺗﺟﺎ ﻋن ﻋدم رﻏﺑﺔ اﻟدوﻟﺔ أو ﻋدم ﻗدرﺗﻬﺎ ﺣﻘﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻘﺎﺿﺎة.
-إذا ﻛﺎن اﻟﺷﺧص اﻟﻣﻌﻧﻲ ﻗد ﺳﺑق أن ﺣﻛم ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠوك ﻣوﺿوع اﻟﺷﻛوى.
-إذا ﻟم ﺗﻛن اﻟدﻋوى ﻋﻠﻰ درﺟﺔ ﻛﺎﻓﯾﺔ ﻣن اﻟﺧطورة ﺗﺑرر اﺗﺧﺎذ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ إﺟراء آﺧر
ﯾﺟوز اﻟدﻓﻊ ﺑﻌدم ﻗﺑول اﻟدﻋوى أﻣﺎم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟذي ﯾﻌد ﻣن اﻟدﻓوع اﻟﺷﻛﻠﯾﺔ اﺳﺗﻧﺎدا إﻟﻰ
اﻷﺳﺑﺎب اﻟوارد ذﻛرﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 17ﻣن اﻟﻧظﺎم اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﺣﯾث أﺟﯾز ذﻟك ﻟﺛﻼث
ﺟﻬﺎت ﻫم:
-اﻟﻣﺗﻬم أو اﻟﺷﺧص اﻟذي ﯾﻛون ﻗد ﺻدر ﺑﺣﻘﻪ أﻣر ﺑﺈﻟﻘﺎء اﻟﻘﺑض أو أﻣر ﺑﺎﻟﺣﺿور ﻋﻣﻼ ﺑﺎﻟﻣﺎدة .58
14
-اﻟدوﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﻟﻬﺎ اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻧظر ﻓﻲ اﻟدﻋوى ﻟﻛوﻧﻬﺎ ﺗﺣﻘق أو ﺗﺑﺎﺷر اﻟﻣﻘﺎﺿﺎة ﻓﻲ اﻟدﻋوى أو ﻟﻛوﻧﻬﺎ
ﺣﻘﻘت أو ﺑﺎﺷرت اﻟﻣﻘﺎﺿﺎة ﻓﻲ اﻟدﻋوى.
-اﻟدوﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﯾطﻠب ﻗﺑوﻟﻬﺎ ﺑﺎﻻﺧﺗﺻﺎص ﻋﻣﻼ ﺑﺎﻟﻣﺎدة .12
ﻋﻠﯾﻪ ﻧرى أن ﻧظﺎم روﻣﺎ اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟم ﯾﻘﺗﺻر ﺣق اﻟدﻓﻊ ﺑﻌدم ﻗﺑول اﻟدﻋوى أﻣﺎم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ
ﻋﻠﻰ اﻟدول ﻓﻘط ﺑل ﻓﺗﺢ اﻟﻣﺟﺎل أﻣﺎم اﻷﺷﺧﺎص اﻟطﺑﯾﻌﯾﯾن اﻷﻣر اﻟذي ﯾﻌد ﺿﻣﺎﻧﺔ ﻣن اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ
ﻟﻠﻣﺣﺎﻛﻣﺔ اﻟﻌﺎدﻟﺔ ،ﻓﺎﻟﻣﺗﻬم و اﻟﺷﺧص اﻟذي ﺻدر ﺑﺣﻘﻪ أﻣر ﺑﺎﻟﻘﺑض أو ﺑﺎﻟﺣﺿور ﻟﻪ اﻟﺣق أن ﯾدﻓﻊ ﺑﻌدم
اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﺧﺻوﺻﺎ أن اﺧﺗﺻﺎص ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة ﻗد وﻗﻊ ﻋﻠﯾﻪ ﻣن ﺧﻼل اﻷﻣر
ﺑﺎﻟﻘﺑض أو ﺑﺎﻟﺣﺿور و ﺣﺗﻰ اﻻﺗﻬﺎم.
-اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺗﻲ ﺗوﻗﻌﻬﺎ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ :ﺗطﺑﯾﻘﺎ ﻟﻣﺑدأ اﻟﺷرﻋﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻓﻘد ﺗم ﺗﺣدﯾد اﻟﻌﻘوﺑﺎت
ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﺣﺻر ﻓﻲ ﻧظﺎم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﺑﻣﺎ ﯾﻧﺳﺟم وﻫذا اﻟﻣﺑدأ ،وﺑذﻟك ﻻ ﯾﺟوز ﻟﻘﺿﺎة اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ
ﻓرض ﻋﻘوﺑﺔ ﻟم ﯾرد اﻟﻧص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻛﻌﻘوﺑﺔ اﻹﻋدام أو اﻟﺣﻛم ﺑﺎﻟﺑراءة ،و ﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ اﻟﻣﺎدة 77ﻣن ﻧظﺎم روﻣﺎ
اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻧﺟد أن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﺗوﻗﻊ ﻧوﻋﯾن ﻣن اﻟﻌﻘوﺑﺎت ﺣﯾث ﯾﺗﻣﺛل اﻟﻧوع اﻷول ﻓﻲ اﻟﻌﻘوﺑﺎت
اﻷﺻﻠﯾﺔ وﻫﻲ ﻋﻘوﺑﺎت ﺳﺎﻟﺑﺔ ﻟﻠﺣرﯾﺔ وﺗﺷﻣل اﻟﺳﺟن اﻟﻣؤﻗت ﻟﻌدد ﻣﺣدد ﻣن اﻟﺳﻧوات وﯾﺟب أن ﻻ ﺗزﯾد ﻫذﻩ
اﻟﺳﻧوات ﻋن 30ﺳﻧﺔ ،واﻟﺳﺟن اﻟﻣؤﺑد اﻟذي ﯾﻌﺗﺑر اﻟﺳﺟن ﻣدى اﻟﺣﯾﺎة ،وﯾﺷﺗرط ﻟﺗطﺑﯾق اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ
اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟداﺋﻣﺔ ﻋﻘوﺑﺔ اﻟﺳﺟن اﻟﻣؤﺑد أن ﺗﻛون ﻫذﻩ اﻟﻌﻘوﺑﺔ ﻣﺑررة ﺑﺎﻟﺧطورة اﻟﺑﺎﻟﻐﺔ ﻟﻠﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻣرﺗﻛﺑﺔ ،وﻣﺑررة
ﺑﺎﻟظروف اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻟﻠﺷﺧص اﻟﻣدان،أﻣﺎ اﻟﻧوع اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣن اﻟﻌﻘوﺑﺎت ﻓﻬﻲ اﻟﺗﻛﻣﯾﻠﯾﺔ ﺗﺷﻣل اﻟﻐراﻣﺔ و ﻣﺻﺎدرة
اﻟﻌﺎﺋدات واﻟﻣﻣﺗﻠﻛﺎت اﻟﻣﺗﺄﺗﯾﺔ ﻣن اﻟﺟرﯾﻣﺔ
-ﺗﺣرﯾك اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ أﻣﺎم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ :إن ﻣﺑﺎﺷرة اﻟدﻋوى أﻣﺎم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ
ﻟﻧظر ﻓﻲ اﻟﺟراﺋم اﻟﺗﻲ ﺗدﺧل ﻓﻲ اﺧﺗﺻﺎﺻﻬﺎ ﯾﺳﺗﻠزم إﺣﺎﻟﺔ اﻟﻘﺿﯾﺔ أﻣﺎﻣﻬﺎ ﻣن ﻗﺑل اﻟﺟﻬﺎت اﻟﺗﻲ ﺧول ﻟﻬﺎ ﻧظﺎم
روﻣﺎ اﻷﺳﺎﺳﻲ ذﻟك ﻣن أﺟل ﺑﻠوغ ﻫدﻓﻬﺎ اﻟﻣﻧﺷود ،وﻫذا ﻣﺎ ﯾوﺣﻲ أن اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﯾس
ﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺛﺑوت ﻋدم رﻏﺑﺔ أو ﻗدرة اﻟﻘﺿﺎء اﻟوطﻧﻲ ﻓﻲ إﺟراء اﻟﺗﺣﻘﯾق أو اﻟﻣﻘﺎﺿﺎة ،و ﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ ﻧظﺎم
روﻣﺎ اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻧﺟدﻩ ﻗد أﻋطﻰ ﺻﻼﺣﯾﺔ ﻣﺑﺎﺷرة اﻟدﻋوى إﻟﻰ اﻟدول اﻷطراف و اﻟدول ﻏﯾر أطراف اﻟﺗﻲ ﺗﻘﺑل
اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﺑﻣوﺟب إﻋﻼن ﺧﺎص ،ﻛﻣﺎ ﯾﺣق ﻟﻣﺟﻠس اﻷﻣن إﺣﺎﻟﺔ اﻟﻘﺿﯾﺔ ﻣﺎ أﻣﺎم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ إذا ﻛﺎﻧت
ﺗﺷﻛل ﺗﻬدﯾد ﻟﻠﺳﻠم و اﻷﻣن دوﻟﯾﯾن وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻔﺻل اﻟﺳﺎﺑﻊ ﻣن ﻣﯾﺛﺎق اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ،أﻣﺎ اﻟﻣدﻋﻲ اﻟﻌﺎم ﻓﻣن ﺣﻘﻪ
ﻣﺑﺎﺷرة اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣن ﺗﻠﻘﺎء ﻧﻔﺳﻪ ﻓﻲ أي ﺟرﯾﻣﺔ ﺗدﺧل ﻓﻲ اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗوﻓر
أدﻟﺔ ﻛﺎﻓﯾﺔ ﺗﺛﺑت ذﻟك .
15
ﺗﺣرﯾك اﻟدﻋوى ﻣن ﻗﺑل اﻟدوﻟﺔ :ﺗﺑﻌﺎ ﻟﻧص ﻓﻘرة 1ﻣن اﻟﻣﺎدة 13ﻣن ﻧظﺎم روﻣﺎ اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ
اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ أن ﺗﻣﺎرس اﺧﺗﺻﺎﺻﻬﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻣﺷﺎر إﻟﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 05وﻓﻘﺎ ﻷﺣﻛﺎم ﻧظﺎم
اﻷﺳﺎﺳﻲ إذا أﺣﺎﻟت اﻟدوﻟﺔ طرف إﻟﻰ اﻟﻣدﻋﻲ اﻟﻌﺎم اﺳﺗﻧﺎدا ﻟﻠﻣﺎدة 14ﺣﺎﻟﺔ ﯾﺑدو ﻓﯾﻬﺎ أن اﻟﺟرﯾﻣﺔ أو أﻛﺛر ﻣن
ﻫذﻩ اﻟﺟراﺋم ﻗد ارﺗﻛﺑت ﺣﯾث أﻛدت اﻟﻔﻘرة 1ﻣن اﻟﻣﺎدة 14ﻣن ﻧظﺎم روﻣﺎ اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ) ﯾﺟوز ﻟدوﻟﺔ
طرف أن ﺗﺣﯾل إﻟﻰ اﻟﻣدﻋﻲ اﻟﻌﺎم أﯾﺔ ﺣﺎﻟﺔ ﯾﺑدو ﻓﯾﻬﺎ أن ﺟرﯾﻣﺔ أو أﻛﺛر ﻣن اﻟﺟراﺋم اﻟداﺧﻠﺔ ﻓﻲ اﺧﺗﺻﺎص
اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻗد ارﺗﻛﺑت وأن ﺗطﻠب إﻟﻰ اﻟﻣدﻋﻲ اﻟﻌﺎم اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺑﻐرض اﻟﺑت ﻓﯾﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﯾﺗﻌﯾن ﺗوﺟﯾﻪ
اﻻﺗﻬﺎم ﻟﺷﺧص ﻣﻌﯾن أو أﻛﺛر ﺑﺎرﺗﻛﺎب ﺗﻠك اﻟﺟراﺋم(.
ﯾﺣق ﻟﻛل دوﻟﺔ طرف ﻓﻲ ﻧظﺎم روﻣﺎ اﻷﺳﺎﺳﻲ أن ﺗﺣﯾل إﻟﻰ اﻟﻣدﻋﻲ اﻟﻌﺎم أي ﻗﺿﯾﺔ ﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺟرﯾﻣﺔ أو
أﻛﺛر ﻣن اﻟﺟراﺋم اﻟداﺧﻠﺔ ﻓﻲ اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ و أن ﺗطﻠب ﻣن اﻟﻣدﻋﻲ اﻟﻌﺎم اﻟﻘﯾﺎم
ﺑﺈﺟراءات اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺑﻬدف اﻟﺗوﺻل إﻟﻰ ﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﯾﺗﻌﯾن ﺗوﺟﯾﻪ اﻻﺗﻬﺎم إﻟﻰ ﺷﺧص ﻣﻌﯾن أو
أﻛﺛر ﺑﺎرﺗﻛﺎب ﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ أو ﺗﻠك اﻟﺟراﺋم ،و ﯾﻛون ﻋﻠﻰ اﻟدوﻟﺔ اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ أن ﺗوﺿﺢ ﻟﻠﻣدﻋﻲ
اﻟﻌﺎم ﻗدر اﻟﻣﺳﺗطﺎع اﻟظروف واﻟﻣﻼﺑﺳﺎت ذات اﻟﺻﻠﺔ ﺑﺎرﺗﻛﺎب اﻟﺟرﯾﻣﺔ أو اﻟﺟراﺋم ﻣوﺿﻊ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻣﻊ ﺿرورة
ﺗﻘدﯾم ﻛل ﻣﺎ ﻓﻲ ﺣوزﺗﻬﺎ ﻣن ﻣﺳﺗﻧدات ﺗرى أﻧﻬﺎ ﺗؤﯾد ﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ طﻠﺑﻬﺎ ،وﯾﺷﺗرط أن ﯾﻛون اﻟﺑﻼغ اﻟﻣﻘدم ﻣن
اﻟدوﻟﺔ إﻟﻰ اﻟﻣدﻋﻲ اﻟﻌﺎم ﻋن اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﻣذﻛرة ﻣﻛﺗوﺑﺔ أو أن ﯾﻛون ﺑطﻠب ﺧطﻲ ،وﯾﻛون ﻣﺷﻔوﻋﺎ ﺑﺎﻟﻣﺳﺗﻧدات
اﻟﺗﻲ ﺗؤﻛد وﻗوع ﺟراﺋم دوﻟﯾﺔ ﯾﻧﻌﻘد ﺑﻣﻧﺎﺳﺑﺗﻬﺎ اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﻧوﻋﻲ واﻟﺷﺧﺻﻲ ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ،وﻣﺛل
ذﻟك إﺣﺎﻟﺔ ﻗﺿﯾﺔ ﻛوﻧﻐو اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ ﻣن ﻗﺑل رﺋﯾﺳﻬﺎ ﺑﺗﺎرﯾﺦ 03ﻣﺎرس 2004ﺑواﺳطﺔ رﺳﺎﻟﺔ ﺗم ﺗوﺟﯾﻬﻬﺎ إﻟﻰ
اﻟﻣدﻋﻲ اﻟﻌﺎم ﺑﻔﺗﺢ ﺗﺣﻘﯾق ﻓﻲ اﻟﺟراﺋم اﻟﻣرﺗﻛﺑﺔ ﻓﻲ ﻛﺎﻣل اﻹﻗﻠﯾم اﻟﻛوﻧﻐوﻟﻲ.
إﺣﺎﻟﺔ ﻣن ﻗﺑل ﻣﺟﻠس اﻷﻣن ﻟﻸﻣم اﻟﻣﺗﺣدة:ﯾﺣق ﻟﻣﺟﻠس اﻷﻣن وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻔﻘرة 2ﻣن اﻟﻣﺎدة 13ﻣن اﻟﻧظﺎم
اﻷﺳﺎﺳﻲ ﺳﻠطﺔ إﺣﺎﻟﺔ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎ إﻟﻰ اﻟﻣدﻋﻲ اﻟﻌﺎم ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ،وذﻟك إذا ﺗﺑﯾن ﻟﻠﻣﺟﻠس أن ﻫﻧﺎك
ﺟرﯾﻣﺔ أو أﻛﺛر ﻣن اﻟﺟراﺋم اﻟداﺧﻠﺔ ﻓﻲ اﻻﺧﺗﺻﺎص ﻗد ارﺗﻛﺑت،وﺗﺟد ﺳﻠطﺔ ﻣﺟﻠس اﻷﻣن -طﺑﻘﺎ ﻟﻬذﻩ اﻟﻔﻘرة -
أﺳﺎﺳﻬﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﻪ ﻣن ﺳﻠطﺎت طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻔﺻل اﻟﺳﺎﺑﻊ ﻣن ﻣﯾﺛﺎق اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة،ﻓﺈذا ﻛﺎن ﻣﺟﻠس اﻷﻣن ﻗد
أﻧﺷﺄ ﻣﺣﺎﻛم ﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻛل ﻣن ﯾوﻏﺳﻼﻓﯾﺎ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ورواﻧدا ،وطﺎﻟﻣﺎ أن إﻧﺷﺎء ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﻣﺣﺎﻛم ﯾﻌد أﺣد
اﻟﺗداﺑﯾر اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺣﻔظ اﻟﺳﻠم واﻷﻣن اﻟدوﻟﯾﯾن ،ﻓﺈن اﻟﻘﺎﺋﻣﯾن ﻋﻠﻰ وﺿﻊ اﻟﻧظﺎم اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ
اﻟدوﻟﯾﺔ ﻗد أﻋطوا ﻟﻣﺟﻠس اﻷﻣن ﺳﻠطﺔ إﺣﺎﻟﺔ ﻗﺿﯾﺔ أو ﺣﺎﻟﺔ إﻟﻰ اﻟﻣدﻋﻲ اﻟﻌﺎم إذا ﺗﺑﯾن ﻟﻪ أن ﻣن ﺷﺄن ﻫذﻩ
اﻟﻘﺿﯾﺔ أو ﺗﻠك اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺗﻬدﯾد ﻟﻠﺳﻠم واﻷﻣن اﻟدوﻟﯾﯾن،وﺑذﻟك ﻓﺈن ﻋﻣل ﻣﺟﻠس اﻷﻣن ﻓﻲ ﻫذا اﻹطﺎر ﯾﺟد أﺳﺎﺳﻪ
اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻓﻲ ﻧﺻوص ﻣﯾﺛﺎق اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة وأﯾﺿﺎ ﻧص اﻟﻣﺎدة 13ﻣن ﻧظﺎم روﻣﺎ اﻷﺳﺎﺳﻲ،ﻓﺎﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟذي
ﯾﺣﻛم ﻋﻣل ﻣﺟﻠس اﻷﻣن ﻓﻲ ﻫذا اﻹطﺎر ﯾﺗﻣﺛل ﻓﯾﻣﺎ إذا ﻛﺎن ارﺗﻛﺎب اﻟﺟرﯾﻣﺔ أو اﻟﺟراﺋم ﻣوﺿوع اﻹﺣﺎﻟﺔ
16
ﯾﺷﻛل ﺗﻬدﯾدا ﻟﻠﺳﻠم واﻷﻣن اﻟدوﻟﯾﯾن أم ﻻ ،وﻣن ﺛم ﯾﻛون ﻟﻣﺟﻠس اﻷﻣن إﺣﺎﻟﺔ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ إﻟﻰ اﻟﻣدﻋﻲ اﻟﻌﺎم
ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ ﺑﺻرف اﻟﻧظر ﻋن ﻣﻛﺎن وﻗوع اﻟﺟرﯾﻣﺔ أو ﺟﻧﺳﯾﺔ ﻣرﺗﻛﺑﯾﻬﺎ ،و اﻹﺣﺎﻟﺔ ﻣن ﻗﺑل ﻣﺟﻠس اﻷﻣن ﻻ
ﺗﺣﻛﻣﻬﺎ اﻟﻘواﻋد اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻛم اﻹﺣﺎﻟﺔ ﻣن ﻗﺑل دوﻟﺔ طرف أو اﻹﺣﺎﻟﺔ ﻣن ﻗﺑل اﻟﻣدﻋﻲ اﻟﻌﺎم ،ﻓﺳﻠطﺎت ﻣﺟﻠس
اﻷﻣن ﺗﻧطﻠق ﻣن واﻗﻊ ﻣﺎ ﯾﻣﻛن أن ﺗﺷﻛﻠﻪ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻣن ﺗﻬدﯾد ﻟﻠﺳﻠم واﻷﻣن اﻟدوﻟﯾﯾن ﻗﺎم ﻣﺟﻠس اﻷﻣن
ﺑﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺧوﻟﺔ ﻟﻪ ﺑﺎﻹﺣﺎﻟﺔ إﻟﻰ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻷول ﻣرة ﻋﻧدﻣﺎ أﺣﺎل ﻗﺿﯾﺔ اﻟﺳودان
اﻟﺗﻲ ﺗﻌود ﺧﻠﻔﯾﺗﻬﺎ إﻟﻰ ﺳﻧﺔ 2003ﻋﻧدﻣﺎ ﻗﺎﻣت ﺣرﻛﺔ ﺗﺣرﯾر اﻟﺳودان وﺣرﻛﺔ اﻟﻌدل واﻟﻣﺳﺎواة ﺑﺷن ﻫﺟﻣﺎت
ﻋﻠﻰ ﻣراﻛز اﻟﺷرطﺔ واﻟﻘوات اﻟﻣﺳﻠﺣﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﻣﺎ ﻣن اﻟﺣرﻛﺎت اﻟﺗﻣردﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺳودان ،ﺣﯾث أﺻدر ﻣﺟﻠس
اﻷﻣن اﻟﻘرار 1564اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ 18ﺳﺑﺗﻣﺑر 2004طﻠب ﺑﻣوﺟﺑﻪ ﻣن اﻷﻣﯾن اﻟﻌﺎم أن ﯾﻘوم ﻋﻠﻰ وﺟﻪ
اﻟﺳرﻋﺔ ﺑﺈﻧﺷﺎء ﻟﺟﻧﺔ دوﻟﯾﺔ ﺗﻘوم ﺑﺎﻟﺗﺣﻘﯾق ﻓﻲ اﻟﺗﻘﺎرﯾر اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻧﺗﻬﺎك اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ و ﻗﺎﻧون ﺣﻘوق
اﻹﻧﺳﺎن ﻓﻲ دارﻓور.
ﺗﺣرﯾك اﻟدﻋوى ﺑﻣﺑﺎدرة ﻣن اﻟﻣدﻋﻲ اﻟﻌﺎم :ﯾﻣﻠك اﻟﻣدﻋﻲ اﻟﻌﺎم وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻔﻘرة 3ﻣن اﻟﻣﺎدة 13ﻣن ﻧظﺎم
اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﺻﻼﺣﯾﺔ ﺗﺣرﯾك اﻟدﻋوى اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻣن ﺗﻠﻘﺎء ﻧﻔﺳﻪ ،وﻫو ﻣﺎ ﯾﻣﺛل ﻣظﻬ ار ﺑﺎر از ﻣن
ﻣظﺎﻫر اﺳﺗﻘﻼل ﺟﻬﺎز اﻻدﻋﺎء اﻟﻌﺎم ﻟدى اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﻌطﻲ ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓرﺻﺔ ﻣﻣﺎرﺳﺔ
اﺧﺗﺻﺎﺻﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎ إذا اﻣﺗﻧﻌت اﻟدول اﻷطراف ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻷﺳﺎﺳﻲ وﻣﺟﻠس اﻷﻣن ﻋن إﺣﺎﻟﺔ اﻟﺟرﯾﻣﺔ
إﻟﻰ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ،وﻋﻠﻰ ﻫذا اﻷﺳﺎس ﻓﺈن ﻗﯾﺎم اﻟﻣدﻋﻲ اﻟﻌﺎم ﺑﺎﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣن ﺗﻠﻘﺎء ﻧﻔﺳﻪ ﯾﺷﻛل ﺿﻣﺎﻧﺔ ﺑﺷﻛل أو
ﺑﺂﺧر ﻟﻣﻼﺣﻘﺔ ﻣرﺗﻛﺑﻲ اﻟﺟراﺋم اﻟدوﻟﯾﺔ ﻋﻧدﻣﺎ ﻻ ﺗﺗﺣرك اﻟﺟﻬﺎت اﻷﺧرى ﻟﻣﻼﺣﻘﺗﻬم،ﻛﻣﺎ أن اﻟﺗﻧوع واﻟﺗﻌدد ﻓﻲ
ﻣﺻﺎدر ﺗﺣرﯾك اﻟدﻋوى أﻣﺎم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﯾﺗﻣﺎﺷﻰ ﻣﻊ اﻟﻬدف اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻣن إﻧﺷﺎء اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ،وﻫو
وﺿﻊ ﺣد ﻟﻺﻓﻼت ﻣن اﻟﻌﻘﺎب وذﻟك ﺑﻣﺣﺎﻛﻣﺔ وﺗوﻗﯾﻊ اﻟﻌﻘﺎب ﻋﻠﻰ ﻛل ﻣن ﻗﺎم ﺑﺎرﺗﻛﺎب ﺟرﯾﻣﺔ ﺗدﺧل ﻓﻲ
اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻗﺎم اﻟﻣدﻋﻲ اﻟﻌﺎم ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﺑﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺻﻼﺣﯾﺔ اﻟﻣﺧوﻟﺔ
ﻟﻪ ﻟﻣﺑﺎﺷرة اﻟﺗﺣﻘﯾق وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة 15ﻣن ﻧظﺎم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻷول ﻣرة ﻓﻲ ﻗﺿﯾﺔ ﻛﯾﻧﯾﺎ ﺣﯾث ﻗدم
ﺑﺗﺎرﯾﺦ 26ﻧوﻓﻣﺑر 2009طﻠﺑﺎ ﻟﻠداﺋرة اﻟﺗﻣﻬﯾدﯾﺔ ﻟﻺذن ﻟﻪ ﺑﻔﺗﺢ ﺗﺣﻘﯾق ﻓﻲ أﻋﻣﺎل اﻟﻌﻧف ﻓﻲ ﻛﯾﻧﯾﺎ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻔﯾﺔ
وﺟود ﻣﺎ ﯾﺷﯾر إﻟﻰ وﻗوع ﺟراﺋم ﺿد اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﻓﻲ أﻋﻘﺎب اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﺎت اﻟرﺋﺎﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺟرت أواﺧر ﺳﻧﺔ 2007
اﺳﺗﺋﻧﺎف أﺣﻛﺎم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ
أﺟﺎزت اﻟﻣﺎدة 81ﻣن ﻧظﺎم روﻣﺎ اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﻣدﻋﻲ اﻟﻌﺎم اﻟﺗﻘدم ﺑﺎﺳﺗﺋﻧﺎف ﺑﺎﻻﺳﺗﻧﺎد ﻟﻠﻐﻠط اﻹﺟراﺋﻲ واﻟﻐﻠط ﻓﻲ
اﻟوﻗﺎﺋﻊ واﻟﻐﻠط ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون ،وﻟﺷﺧص اﻟﻣدان أو اﻟﻣدﻋﻲ ﻧﯾﺎﺑﺔ ﻋﻧﻪ اﻟﺗﻘدم ﺑﺎﺳﺗﺋﻧﺎف اﺳﺗﻧﺎدا إﻟﻰ ذات اﻷﺳﺑﺎب
اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ أو إﻟﻰ أي ﺳﺑب آﺧر ﯾﻣس ﻧزاﻫﺔ أو ﻣوﺛوﻗﯾﺔ اﻟﺗداﺑﯾر أو اﻟﻘرار ،ﻛﻣﺎ ﯾﺣق ﻟﻠﻣدﻋﻲ اﻟﻌﺎم أو اﻟﺷﺧص
اﻟﻣدان اﺳﺗﺋﻧﺎف أي ﺣﻛم ﺻﺎدر ﺑﺎﻟﻌﻘوﺑﺔ وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻘواﻋد اﻹﺟراﺋﯾﺔ و ﻗواﻋد اﻹﺛﺑﺎت ﺑﺳﺑب ﻋدم اﻟﺗﻧﺎﺳب ﺑﯾن
اﻟﺟرﯾﻣﺔ و اﻟﻌﻘوﺑﺔ ،و ﻓﻲ ﺣﺎل رأت اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﺗوﻓر أﺳﺑﺎب ﻧﻘض اﻟﺣﻛم ﺟزﺋﯾﺎ أو ﻛﻠﯾﺎ ﻓﻲ طﻠب اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف
اﻟﻣﻘدم،ﺟﺎز ﻟﻬﺎ دﻋوة اﻟطرﻓﯾن ﻟﺗﻘدﯾم أﺳﺑﺎب اﺳﺗﺋﻧﺎﻓﻬﻣﺎ و ﺟﺎز ﻟﻬﺎ إﺻدار ﻗرار ﺑﻌد ذﻟك ﺑﺷﺄن اﻹداﻧﺔ وﻓﻘﺎ
17
ﻟﺗﻠك اﻷﺳﺑﺎب،ﯾﻘدم اﻟطﻌن ﻓﻲ أﺟل أﻗﺻﺎﻩ ﺛﻼﺛون ﯾوﻣﺎ ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ إﺧطﺎر اﻟطرف اﻟطﺎﻋن ﺑﺎﻟﺣﻛم إﻟﻰ اﻟﻣﺳﺟل
اﻟذي ﯾﻘوم ﺑدورﻩ ﺑﺈﺧطﺎر ﺟﻣﯾﻊ اﻷطراف اﻟﺗﻲ ﺷﺎرﻛت ﻓﻲ اﻹﺟراءات اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ أﻣﺎم اﻟداﺋرة اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ ﺛم ﯾﺣﯾل
ﺳﺟل اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ إﻟﻰ داﺋرة اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف ،وﻋﻠﯾﻪ إذا ﺗﺑﯾن ﻟداﺋرة اﻹﺳﺗﺋﻧﺎﻓﯾﺔ أن اﻹﺟراءات اﻟﻣﺳﺗﺄﻧﻔﺔ ﻛﺎﻧت ﻣﺟﺣﻔﺔ
ﻋﻠﻰ ﻧﺣو ﯾﻣس ﺑﻣوﺛوﻗﯾﺔ اﻟﺣﻛم اﻟﻣﺳﺗﺄﻧف ،و ﻛﺎن ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﺟوﻫرﯾﺔ ﻣﺷوﺑﺎ ﺑﻐﻠط ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون أو ﻏﻠط
إﺟراﺋﻲ ﺗﻘوم اﻟداﺋرة اﻹﺳﺗﺋﻧﺎﻓﯾﺔ ﺑﺈﻟﻐﺎء اﻟﻘرار أو اﻟﺣﻛم أو ﺗﻌدﻟﻪ ﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻬم ﻛﻣﺎ ﻟﻬﺎ أن ﺗﺄﻣر ﺑﺈﺟراء
ﻣﺣﺎﻛﻣﺔ ﺟدﯾدة أﻣﺎم داﺋرة اﺑﺗداﺋﯾﺔ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،وﯾﻣﻛن ﻟداﺋرة اﻹﺳﺗﺋﻧﺎف أن ﺗﻌﯾد ﻣﺳﺄﻟﺔ ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟوﻗﺎﺋﻊ إﻟﻰ اﻟداﺋرة
اﻹﺑﺗداﺋﯾﺔ ﻟﻠﻔﺻل ﻓﯾﻬﺎ وﺗﺑﻠﻎ داﺋرة اﻹﺳﺗﺋﻧﺎف ﺑﺎﻟﻧﺗﯾﺟﺔ ﻛﻣﺎ ﻟﻬﺎ أن ﺗطﻠب أدﻟﺔ ﻟﻠﻔﺻل ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ ،وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ
ﻛﺎن اﺳﺗﺋﻧﺎف اﻟﻘرار أو ﺣﻛم اﻟﻌﻘوﺑﺔ ﻗد ﻗدم ﻣن اﻟﺷﺧص اﻟﻣدان أو ﻣن اﻟﻣدﻋﻲ اﻟﻌﺎم ﺑﺎﻟﻧﯾﺎﺑﺔ ﻋﻧﻪ ،وﻻ ﯾﻣﻛن
ﺗﻌدﯾﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻧﺣو ﯾﺿر ﺑﻣﺻﻠﺣﺗﻪ ،و إذا ﺗﺑﯾن ﻟداﺋرة اﻹﺳﺗﺋﻧﺎف أﺛﻧﺎء ﻧظرﻫﺎ ﻓﻲ اﺳﺗﺋﻧﺎف ﺑﺄن اﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻟﻣﺣﻛوم
ﺑﻬﺎ ﻏﯾر ﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻣﻊ ﺟرﯾﻣﺔ ﺟﺎز ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ أن ﺗﻌدل ﻫذا اﻟﺣﻛم وﻓﻘﺎ ﻟﻣﺎ ورد ﻓﻲ اﻟﻔﺻل اﻟﺳﺎﺑﻊ ﻣن
اﻟﻧظﺎم اﻷﺳﺎﺳﻲ اﻟﺧﺎص ﺑﺎﻟﻌﻘوﺑﺎت.
اﻟﺗﻣﺎس إﻋﺎدة اﻟﻧظر ﻓﻲ أﺣﻛﺎم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ
ﯾﺣق ﻟﻠﺷﺧص اﻟﻣدان وﺑﻌد وﻓﺎﺗﻪ ﯾﺟوز ﻟﻠزوج أو اﻷوﻻد أو اﻟواﻟدﯾن أو أي ﺷﺧص ﻣن اﻷﺣﯾﺎء ﯾﻛون وﻗت
وﻓﺎة اﻟﻣﺗﻬم ﻗد ﺗﻠﻘﻰ ﺗﻌﻠﯾﻣﺎت ﺧطﯾﺔ ﺻرﯾﺣﺔ ﻣﻧﻪ ﺑذﻟك ،أو ﻟﻠﻣدﻋﻲ اﻟﻌﺎم ﻧﯾﺎﺑﺔ ﻋن اﻟﺷﺧص اﻟﻣدان وﻓﻲ ﻫذﻩ
اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾﺷﺗرط ﻋﻠﻰ اﻟﻣدﻋﻲ اﻟﻌﺎم إﻟﻰ اﻟﺗﺷﺎور ﻣﻊ اﻟﺷﺧص اﻟﻣدان أو ﻣﻣﺛﻠﻪ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﺣﯾﺛﻣﺎ ﯾﻛون ذﻟك ﻣﻧطﺑﻘﺎ
وﯾﻛون طﻠب إﻋﺎدة اﻟﻧظر ﻓﻲ اﻟﺣﻛم اﻟﻧﻬﺎﺋﻲ اﻟﺻﺎدر ﺑﺎﻹداﻧﺔ أو اﻟﻌﻘوﺑﺔ اﺳﺗﻧﺎدا إﻟﻰ أﺣد اﻷﺳﺑﺎب اﻟﺗﻲ أﺷﺎرت
إﻟﯾﻬم اﻟﻣﺎدة 84ﻣن ﻧظﺎم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ وﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺎﻟﻲ:
-1اﻛﺗﺷﺎف أدﻟﺔ ﺟدﯾدة ﻟم ﺗﻛن ﻣﻌﻠوﻣﺔ وﻗت اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ أو وﻗت اﻟﻧظر ﻓﻲ اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف ،وأن ﻋدم إﺗﺎﺣﺔ ﻫذﻩ
اﻷدﻟﺔ ﻻ ﯾﻌزى ﻛﻠﯾﺎ أو ﺟزﺋﯾﺎ إﻟﻰ اﻟطرف ﻣﻘدم اﻟطﻠب ،وأن ﺗﻛون ﻫذﻩ اﻷدﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻗدر ﻛﺑﯾر ﻣن اﻷﻫﻣﯾﺔ
ﺑﺣﯾث أﻧﻬﺎ ﻟو اﻛﺗﺷﻔت وﻗت اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ ﻟﻛﺎﻧت ﻗد ﻏﯾرت وﺟﻪ اﻟﺣﻛم ﻓﻲ اﻟﻘﺿﯾﺔ.
-2إذا ﺗﺑﯾن ﺣدﯾﺛﺎ أن أدﻟﺔ ﺣﺎﺳﻣﺔ ﻛﺎﻧت ﻗد وﺿﻌت ﻓﻲ اﻻﻋﺗﺑﺎر ﻋﻧد اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ واﻋﺗﻣدت ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻹداﻧﺔ،
ﻛﺎﻧت ﻣزﯾﻔﺔ أو ﻣزورة أو ﻣﻠﻔﻘﺔ.
-3إذا ﺗﺑﯾن أن واﺣدا أو أﻛﺛر ﻣن اﻟﻘﺿﺎة اﻟذﯾن اﺷﺗرﻛوا ﻓﻲ ﺗﻘرﯾر اﻹداﻧﺔ أو ﻓﻲ اﻋﺗﻣﺎد اﻟﺗﻬم ﻗد ارﺗﻛﺑوا ﻓﻲ
ﺗﻠك اﻟدﻋوى ﺳﻠوﻛﺎ ﺳﯾﺋﺎ ﺟﺳﯾﻣﺎ وأﺧﻠوا ﺑواﺟﺑﺎﺗﻬم إﺧﻼﻻ ﺟﺳﯾﻣﺎ وﻋﻠﻰ درﺟﺔ ﻣن اﻟﺧطورة ﺗﻛﻔﻲ ﻟﺗﺑرﯾر ﻋزل
وﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋﻠﻰ طﻠب إﻋﺎدة اﻟﻧ ظر ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﯾﺧﻠو ﻣن اﺣﺗﻣﺎل رﻓض طﻠب إﻋﺎدة اﻟﻧظر ﻋﻠﻰ
أﺳﺎس أﻧﻪ ﻏﯾر ﻣؤﺳس ﻗﺎﻧوﻧﯾﺎ ،أو ﻗﺑول اﻟطﻠب إﻋﺎدة اﻟﻧظر ﻣن ﻗﺑل داﺋرة اﻹﺳﺗﺋﻧﺎف ﻹﻗﺗﻧﺎﻋﻬﺎ ﺑﺻﺣﺔ اﻷوﺟﻪ
اﻟﺗﻲ ﺑﻧﻲ ﻋﻠﯾﻬﺎ طﻠب اﻟطﻌن وﺗﺗﺧذ إﺣدى اﻟﻘ اررات اﻟﺛﻼﺛﺔ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
-1ﺗدﻋو اﻟداﺋرة اﻹﺑﺗداﺋﯾﺔ اﻷﺻﻠﯾﺔ ﻟﻺﻧﻌﻘﺎد ﻣﺟددا وﻫو ﻗرار ذو ﺣدﯾن ﯾﺿﻣن اﻟﺟﺎﻧب اﻹﯾﺟﺎﺑﻲ اﻟذي ﯾﺳﻣﺢ
ﺑﻌدم ﺗﺄﺧﯾر اﻹﺟراءات ﻧظ ار ﻷن ﻫذﻩ اﻟداﺋرة ﻣﻠﻣﺔ ﺑظروف اﻟدﻋوى وﻣﻼﺑﺳﺎﺗﻬﺎ ﺑﺈﻋﺗﺑﺎر أﻧﻪ ﺳﺑق ﻟﻬﺎ اﻟﻧظر
ﻓﯾﻬﺎ و أﺻدرت ﺣﻛﻣﺎ ﻓﯾﻬﺎ ،و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﻘﺗﺻر دراﺳﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣراﺟﻌﺔ اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﻣﺳﺗﺟدة ﻟﻠﺗﺣﻘﯾق و ﻋﻠﻰ ﻣدى
ﺗﺄﺛﯾرﻫﺎ ﻓﻲ ﻣﺻﯾر اﻟدﻋوى ،وﺑﻌد ذﻟك ﺗﺻدر ﺣﻛﻣﺎ ﺟدﯾدا ﻓﻲ ﻣدة ﻗﺻﯾرة ،أﻣﺎ اﻟﺟﺎﻧب اﻟﺳﻠﺑﻲ ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ
18
اﻧﺣﯾﺎز اﻟداﺋرة اﻹﺑﺗداﺋﯾﺔ ﻟﺣﻛﻣﻬﺎ اﻟﺳﺎﺑق وﺗﻣﺳﻛﻬﺎ ﺑﻪ ﻣﻣﺎ ﻗد ﯾؤدي إﻟﻰ ﺗﻔوﯾت اﻟﻐﺎﯾﺔ ﻣن اﻟطﻌن.
-2ﺗﺷﻛﯾل داﺋرة اﺑﺗداﺋﯾﺔ ﺟدﯾدة ﻟﻠﻧظر ﻓﻲ اﻟدﻋوى ﻣﺟددا و إﺻدار ﺣﻛم ﺟدﯾد ﻓﻲ اﻟدﻋوى ﺷرط أن ﻻ ﯾﻛون
أﺷد ﻣن اﻟﺣﻛم اﻟﻣطﻌون ﻓﯾﻪ ﻟﻛﻲ ﻻ ﯾﺿﺎر اﻟﻣﺣﻛوم ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻘﺎﺋم ﺑﺎﻟطﻌن.
ﺗﺑﻘﻲ اﻟداﺋرة اﻹﺳﺗﺋﻧﺎﻓﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﺧﺗﺻﺎﺻﻬﺎ وذﻟك ﺑﻬدف اﻟﺗوﺻل ﺑﻌد ﺳﻣﺎع اﻷطراف ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻟﻣﻧﺻوص
ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ ﻗواﻋد اﻹﺟراءات واﻹﺛﺑﺎت إﻟﻰ ﻗرار ﺑﺷﺄن ﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﯾﻧﺑﻐﻲ إﻋﺎدة اﻟﻧظر ﻓﻲ اﻟﺣﻛم ﻣن ﻋدﻣﻪ،
وﺗﻧﻌﻘد ﺟﻠﺳﺔ اﺳﺗﻣﺎع ﻣن ﻗﺑل داﺋرة اﻹﺳﺗﺋﻧﺎف ﻓﻲ ﻣوﻋد ﺗﻘررﻩ و ﯾﺗم ﺗﺑﻠﯾﻐﻪ إﻟﻰ ﻣﻘدم اﻟطﻠب وﺟﻣﯾﻊ اﻷطراف
اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺟﻣﯾﻊ ﺻﻼﺣﯾﺎت اﻟداﺋرة اﻹﺑﺗداﺋﯾﺔ ﻣﻊ ﻣراﻋﺎة ﻣﺎ ﯾﻘﺗﺿﯾﻪ اﻟذﯾن ﺗم إﺧطﺎرﻫم ،وﺗﻣﺎرس اﻟداﺋرة
اﺧﺗﻼف اﻟﺣﺎل ،وذﻟك ﻋﻣﻼ ﺑﺎﻟﺑﺎب اﻟﺳﺎدس ﻣن اﻟﻧظﺎم اﻷﺳﺎﺳﻲ و اﻟﻘواﻋد اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻟﻺﺟراءات وﺗﻘدﯾم اﻷدﻟﺔ
ﻓﻲ اﻟداﺋرة اﻟﺗﻣﻬﯾدﯾﺔ واﻹﺑﺗداﺋﯾﺔ ذﻟك اﻟﻘﺎﺿﻲ.
- 2اﻟﻌراﻗﯾل اﻟﺗﻲ ﺗواﺟﻪ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ:
إن اﻟدور اﻟﻣﻧﺗظر ﻣن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻌداﻟﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﺗﻬدف إﻟﻰ اﻟﻣوازﻧﺔ ﺑﯾن
ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن ﻋﺎﻣﺔ و ﺣﻘوق اﻟﻣﺗﻬﻣﯾن و اﻟﺿﺣﺎﯾﺎ ﺧﺎﺻﺔ ﻣن ﺧﻼل ﻣﺗﺎﺑﻌﺔ وﻣﺣﺎﻛﻣﺔ ﻣرﺗﻛﺑﻲ اﻟﺟراﺋم اﻟدوﻟﯾﺔ
و ﺗﺳﻠﯾط اﻟﻌﻘﺎب اﻟﻣﻧﺎﺳب ﻋﻠﯾﻬم ﻟن ﯾﺗﺄﺗﻰ إﻻ ﻣن ﺧﻼل أرﺿﯾﺔ ﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﺧﺎﻟﯾﺔ ﻣن اﻟﺷواﺋب اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أن ﺗﺄﺛر
ﻋﻠﻰ ﻋﻣل اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﺑﺷﻛل ﺳﻠﺑﻲ ،وﻟﻛن ﯾﺑﻘﻰ ﻫذا اﻟﻬدف ﺻﻌب اﻟﻣﻧﺎل ﻟﻣﺎ ﯾﻌﺗري اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ
ﻣن ﻋراﻗﯾل داﺧﻠﯾﺔ وﺧﺎرﺟﯾﺔ ﺑﺳﺑب أن ﻧظﺎم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﺟﺎء ﻓﻲ ﺷﻛل ﻣﻌﺎﻫدة وﺿﻌت ﺻﯾﻐﺔ
ﺗوﻓﯾﻘﯾﺔ ﻟﻣﺧﺗﻠف وﺟﻬﺎت اﻟﻧظر اﻷﯾدﯾوﻟوﺟﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ وﺗﺗﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﻌراﻗﯾل ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺎﻟﻲ:
-ﺗﻘﯾﯾد اﺧﺗﺻﺎص اﻟدول ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص ﺟراﺋم اﻟﺣرب :ﺗﻌﺗﺑر اﻟﻣﺎدة 124ﻣن ﻧظﺎم روﻣﺎ اﻷﺳﺎﺳﻲ ﺧﯾﺑﺔ أﻣل
اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟدول ﻓﻲ ﻣؤﺗﻣر روﻣﺎ اﻟﺗﻲ ﺗﻘﺿﻲ ﺑﺄﻧﻪ ﯾﺣق ﻷي دوﻟﺔ ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﺻﺑﺢ طرﻓﺎ ﻓﻲ ﻧظﺎم روﻣﺎ
اﻷﺳﺎﺳﻲ أن ﺗﻌﻠن ﻋدم ﻗﺑوﻟﻬﺎ اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻣدة ﺳﺑﻊ ﺳﻧوات ﻣن ﺑدء ﺳرﯾﺎن ﻧظﺎﻣﻬﺎ
اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺟرﯾﻣﺔ اﻟﺣرب ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ارﺗﻛﺎﺑﻬﺎ ﻣن ﻣواطﻧﯾﻬﺎ أو أن اﻟﺟرﯾﻣﺔ ارﺗﻛﺑت ﻓﻲ إﻗﻠﯾﻣﻬﺎ
وﯾﻣﻛﻧﻬﺎ ﺳﺣب ﻫذا اﻟﺣق ﻓﻲ أي وﻗت ﺗﺷﺎء ،و إﻋطﺎء اﻟدول اﻟﺣق ﻓﻲ أن ﺗﻌﻠن ﻋدم ﻗﺑوﻟﻬﺎ ﻻﺧﺗﺻﺎص
اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻧظر ﺑﺎدﻋﺎء ارﺗﻛﺎب ﺟراﺋم اﻟﺣرب ﻓوق أراﺿﯾﻬﺎ أو ﻣن ﻗﺑل ﻣواطﻧﯾﻬﺎ ﯾﻣﺛل ﺗﻧﺎﻗﺿﺎ واﺿﺣﺎ ﻣﻊ
ﻗواﻋد اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ،وﺗراﺟﻌﺎ ﻋﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﻗد ﻗررﺗﻪ اﻟﻣﺎدة 12ﻣن اﻟﻧظﺎم ،ﻛﻣﺎ ﺗﻣﻛن ﻣرﺗﻛﺑﻲ ﻫذﻩ اﻟﺟراﺋم ﻣن
اﻹﻓﻼت ﻣن اﻟﻌﻘﺎب ،ﻓﻬو إذن ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﺗرﺧﯾص ﺿﻣﻧﻲ ﺑﺎرﺗﻛﺎﺑﻬﺎ دون أﯾﺔ ﻣﺗﺎﺑﻌﺔ ﻷﻧﻬﺎ ﺷﻛﻠت ﻣﺎ ﯾﻌرف ﺑﺎﻟﻌداﻟﺔ
ﺣﺳب اﻟطﻠب،وﻫذا اﻟﺣﻛم اﻻﻧﺗﻘﺎﻟﻲ ﯾﻣس اﻟوﺣدة اﻟﺗﻲ ﯾﺟب أن ﺗﺗﻣﯾز ﺑﻬﺎ اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ.
ﯾﺻطــدم اﻟﺣﻛم اﻟ ـوارد ﻓﻲ اﻟﻣـﺎدة 124ﻣﻊ ﻣـﺎ ﻫـو وراد ﻓﻲ ﻧص اﻟﻣ ــﺎدة 120ﻣن ﻧظــﺎم اﻟﻣﺣﻛﻣـﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾـﺔ
اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ أﻛدت ﺑﻌدم إﺑداء أي ﺗﺣﻔظ ﺑﻣﻧﺎﺳﺑﺔ اﻟﺗﺻدﯾق ﻋﻠﻰ اﻟﻧظﺎم اﻷﺳﺎﺳﻲ،ﻟذﻟك اﻋﺗﺑﺎر ﺣﻛم اﻟﻣﺎدة
124ﻣن ﻗﺑﯾل اﻟﺗﺣﻔظ ﻟﻣدة ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻣﻣﺎ ﯾﺣد ﻣن ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻷﻧﻪ ﯾﻌطﻲ اﻧطﺑﺎﻋﺎ ﺑﺄن ﺟراﺋم
اﻟﺣرب ﻟﯾﺳت ﺟﺳﯾﻣﺔ ﺟﺳﺎﻣﺔ اﻟﺟراﺋم اﻷﺧرى اﻟﺗﻲ ﺗدﺧل ﻓﻲ اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ رﻏم
19
ﺧطورﺗﻬﺎ ،ﻓﻬﻲ ﻻ ﺗﻘل أﻫﻣﯾﺔ وﺧطورة ﻋن ﺟراﺋم ﺿد اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ وﺟراﺋم اﻹﺑﺎدة اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ﺑل ﻻ ﯾﻣﻛن إﻧﻛﺎر
وﺟود ﺗداﺧل ﺑﯾن اﻟﺟراﺋم ﻻﺳﯾﻣﺎ وأن اﻟﻣﺎدة 08ﻣن اﻟﻧظﺎم اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻗد وﺳﻌت ﻣن
ﻣﻔﻬوم ﺟراﺋم اﻟﺣرب ﻟﺗﺷﻣل ﺟراﺋم اﻟﺣرب اﻟﻣرﺗﻛﺑﺔ أﺛﻧﺎء اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﻣﺳﻠﺣﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ واﻟداﺧﻠﯾﺔ ،وﻫو ﻣﺎ ﯾﻌﻧﻲ
اﺗﺳﺎع اﻟﺗداﺧل ﺑﯾن اﻟﺟراﺋم ﺿد اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ وﺟراﺋم اﻟﺣرب ﻟﺗﺷﻣل ﺣﺎﻟﺗﻲ اﻟﻧزاع اﻟﻣﺳﻠﺢ اﻟدوﻟﻲ واﻟداﺧﻠﻲ.
-ﻋرﻗﻠﺔ اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ :وﻓﻘﺎ ﻟﻧص اﻟﻣـﺎدة 16ﻣن ﻧظـﺎم اﻷﺳﺎﺳـﻲ ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾـﺔ
اﻟدوﻟﯾـﺔ ﻻ ﯾﺟـوز اﻟﺑدء ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾـق أو ﻣﻘﺎﺿـﺎة ﺑﻣوﺟب ﻫذا اﻟﻧظﺎم اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻣدة اﺛﻧﺗﻲ ﻋﺷر ﺷﻬ ار ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ
طﻠب ﻣﺟﻠس اﻷﻣن إﻟﻰ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ،وﯾﺻدر ﻫذا ﻗرار ﻋن ﻣﺟﻠس اﻷﻣن ﺑﻣوﺟب اﻟﻔﺻل اﻟﺳﺎﺑﻊ ﻣن ﻣﯾﺛﺎق اﻷﻣم
اﻟﻣﺗﺣدة وﯾﺟوز ﻟﻪ ﺗﺟدﯾد ﻫذا اﻟطﻠب ﺑﺎﻟﺷروط ذاﺗﻬﺎ ،ﻓﻘد اﺷﺗرطت أن ﯾﺻدر ﻗرار طﻠب اﻹرﺟﺎء اﺳﺗﻧﺎدا
ﻟﻠﻔﺻل اﻟﺳﺎﺑﻊ ﻣن ﻣﯾﺛﺎق اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة اﻟذي ﯾﻌطﻲ ﻟﻣﺟﻠس اﻷﻣن ﺳﻠطﺔ ﺗﻘدﯾرﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﻘرﯾر أي ﺣﺎﻟﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ
ﺗﺷﻛل ﺗﻬدﯾدا ﻟﻠﺳﻠم واﻷﻣن اﻟدوﻟﯾﯾن أو إﺧﻼﻻ ﺑﻪ أو ﻋﻣﻼ ﻣن أﻋﻣﺎل اﻟﻌدوان ،وذﻟك ﺑﻣوﺟب اﻟﻣﺎدة 39ﻣن
ﻣﯾﺛﺎق اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ،ﻣﻣﺎ ﻗد ﯾؤدي ﻹﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﺳﺗﻐﻼل اﻟﻣﺟﻠس ﻟﻬذا اﻟﺷرط ﻣن ﺧﻼل ﺳﯾطرة اﻟدول داﺋﻣﺔ
اﻟﻌﺿوﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺟﻠس ﻣن أﺟل ﺗﻘوﯾض ﻋﻣل اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ،ﻻﺳﯾﻣﺎ إن ﺑﻌض اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ﺑﻬﺎ اﻟﻣﺟﻠس
ﺗﻔﺗﻘد إﻟﻰ اﻟﻣﺻداﻗﯾﺔ ﻛوﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺳﺗﻧد أﺳﺎﺳﺎ إﻟﻰ اﻟﻔﺻل اﻟﺳﺎﺑﻊ ﻣن اﻟﻣﯾﺛﺎق.
إن ﻣﺑررات ﺗﺿﻣﯾن اﻟطﻠب ﻓﻲ ﻗرار ﯾﺻدر ﺑﻣوﺟب اﻟﻔﺻل اﻟﺳﺎﺑﻊ ﻣن ﻣﯾﺛﺎق اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ﻫو ﺗﺣﻘﯾق
ﻫدﻓﯾن ،ﺣﯾث ﯾﺗﻣﺛل اﻟﻬدف اﻷول ﻓﻲ أن ﯾﺻدر ﻗرار اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻣن اﻟﻣﺗﺿﻣن طﻠب إرﺟﺎء اﻟﺗﺣﻘﯾق أو
اﻟﻣﻘﺎﺿﺎة وﻓﻘﺎ ﻷﺳس ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﯾﺗﻘﯾد ﺑﻬﺎ اﻟﻘرار ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﻔرض ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ واﺟﺑﺎ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺎ ﺑﺎﺣﺗراﻣﻬﺎ ،أﻣﺎ
اﻟﻬدف اﻟﺛﺎﻧﻲ ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ أن إﺻدار اﻟﻘرار وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻔﺻل اﻟﺳﺎﺑﻊ ﯾﺳﺗدﻋﻲ ﻣن ﻣﺟﻠس اﻷﻣن أن ﯾﺗﺣرى ﺟﯾدا ﻋن
وﺟود ﺗﻬدﯾد ﻟﻠﺳﻠم واﻷﻣن اﻟدوﻟﯾﯾن أو اﻹﺧﻼل ﺑﻬﻣﺎ أو وﻗوع ﻋدوان ،ﻛﻣﺎ ﯾﺗﺣرى أﯾﺿﺎ ﻋن أﺛر ﻣﺑﺎﺷرة
إﺟراءات اﻟﺗﺣﻘﯾق أو اﻟﻣﻘﺎﺿﺎة ﻣن ﻗﺑل اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻋﻠﻰ ذﻟك.
ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗﺟدﯾد اﻟطﻠب ﻟﺗﺄﺟﯾل إﺟراءات ﻋﻣل اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺟﯾزﻫﺎ اﻟﻣﺎدة 16ﻣن
ﻧظﺎم اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻣدة اﺛﻧﻲ ﻋﺷر ﺷﻬ ار ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗﺟدﯾد دون ﺗﺣدﯾد ﻋدد اﻟﺗﺟدﯾدات،
ﺗﺧول ﻟﻣﺟﻠس اﻷﻣن ﺑﻣوﺟب ذﻟك أن ﯾﺟدد طﻠب اﻹرﺟﺎء دون ﺗﻘﯾدﻩ ﺑﺣد أﻋﻠﻰ ﻣن ﻋدد طﻠﺑﺎت اﻹرﺟﺎء ﻓﻲ
ذات اﻟﺣﺎﻟﺔ ودون أن ﯾﻣﻧﺢ اﻟﻧظﺎم اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ ﺳﻠطﺔ اﻟﺣد ﻣن ﻫذا اﻟﺗﺟدﯾد إﻟﻰ ﺟﻣﻌﯾﺔ اﻟدول اﻷطراف
ﻓﯾﻬﺎ أو ﻷ ي ﺟﻬﺔ أﺧرى ،وﻟﻛن اﻟﻣﺎدة ذاﺗﻬﺎ اﻗﺗﺿت أن ﯾﻛون ﺗﺟدﯾد اﻹرﺟﺎء ﺑذات اﻟﺷروط اﻟواﺟب ﺗوﻓرﻫﺎ ﻓﻲ
طﻠب اﻹرﺟﺎء اﻷول وﻛﺄﻧﻪ ﯾطﻠب ﻣن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻋدم اﻟﺑدء أو اﻟﻣﺿﻲ ﻓﻲ إﺟراءاﺗﻬﺎ ﻷول ﻣرة ،و ﻣﻧﺢ ﻣﺟﻠس
اﻷﻣن ﺳﻠطﺔ ﺗﺟدﯾد طﻠب اﻹرﺟﺎء دون ﺗﻘﯾﯾدﻩ ﺑﻌدد ﻣﻌﯾن أﻣر ﻣﻧﺗﻘد ﻷن ذﻟك ﯾﺟﻌل اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﺗﺎﺑﻌﺔ ﺑﺻورة
واﺿﺣﺔ إﻟﻰ اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻣن ،ﻓطﻠﺑﺎت اﻟﺗﺟدﯾد اﻟﻣﺗﻛررة و اﻟﻼ ﻣﺗﻧﺎﻫﯾﺔ ﺗؤدي إﻟﻰ ﻣﻧﻊ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﺑﺻورة داﺋﻣﺔ
ﻣن ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﺧﺗﺻﺎﺻﻬﺎ وﯾؤدي ﻓﻲ ﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟﻣطﺎف إﻟﻰ ﺗراﺟﻊ ﻣﺳﯾرة اﻟﻌداﻟﺔ ﺑﺷﻛل ﻋﺎم.
20
-ﻣﺧﺎوف اﻟدول ﻣن اﻻﻧﺿﻣﺎم إﻟﻰ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ :ﯾﻌﺗﺑر اﻟﺗﺻدﯾق ﻋﻠﻰ ﻧظﺎم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ
اﻟدوﻟﯾﺔ أول ﺧطوة ﯾﻣﻛن أن ﺗﺗﺧذﻫﺎ أي دوﻟﺔ ﺣﺗﻰ ﺗﺻﺑﺢ طرﻓﺎ ﻓﯾﻬﺎ ،وﻋﻠﯾﻪ ﻻ ﯾﻛﻔﻲ اﻟﺗوﻗﯾﻊ ﻟوﺣدﻩ ﺣﺗﻰ ﺗﻠﺗزم
اﻟدول ﺑﻣﺎ ورد ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻫدة روﻣﺎ ،ورﻏم دﺧول ﻧظﺎم روﻣﺎ اﻷﺳﺎﺳﻲ ﺣﯾز ﻧﻔﺎذ ﻓﻲ 1ﺟوﯾﻠﯾﺔ 2002واﻛﺗﻣﺎل
ﻋدد اﻟﺗﺻدﯾﻘﺎت اﻟﻼزﻣﺔ ﻟذﻟك إﻻ أﻧﻪ ﻣﺎزال ﺑﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﺗﺻدﯾق ﺟﻣﯾﻊ دول اﻟﻌﺎﻟم ﻋﻠﯾﻪ،وﻫذا ﺣﺗﻰ ﺗﺗﻣﻛن
اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻣن أداء ﻣﻬﺎﻣﻬﺎ ﻋﻠﻰ أﻛﻣل وﺟﻪ ،ﻟﻛن اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ أن اﻟدول ﺗﺧﺷﻰ ﻣن أن ﺗﺻﺑﺢ طرﻓﺎ
ﻓﻲ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﺧوﻓﺎ ﻣن أن ﺗﻧﺗزع ﻣﻧﻬﺎ ﺳﯾﺎدﺗﻬﺎ اﻟوطﻧﯾﺔ ،ﻓﻌﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن أن اﻟﺳﯾﺎدة ﻟم ﺗﻌد ﺗﻌﻧﻲ اﻟرﻏﺑﺔ ﻓﻲ ﻣﻧﺢ
واﺟﻬﺔ ﺗﺳﺗطﯾﻊ ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ اﻟدول ﻓرض إرادﺗﻬﺎ ،و إ ﻧﻣﺎ أﺻﺑﺣت ﺗﻌﻧﻲ ﻣﺳﺎﻫﻣﺔ اﻟدول ﺣﺳب ﻗدرﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة
اﻟدوﻟﯾﺔ إﻻ أﻧﻬﺎ ﻻ ﺗوﺟد دوﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻹطﻼق ﺣﺎﻟﯾﺎ ﯾﻣﻛن أن ﺗﻧظر إﻟﻰ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ
اﻣﺗدادا ﻟﻣﺣﺎﻛﻣﻬﺎ اﻟوطﻧﯾﺔ إﻻ ﺑﻌد ﺗﻘﯾﯾدﻫﺎ ﻣن ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺷروط ،ذﻟك أﻧﻪ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﺻل ﺑﺎﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن إﺟراءات
اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ واﻹﺟراءات اﻟﻣﺗﺧذة أﻣﺎم اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻟوطﻧﯾﺔ ،ﺣﯾث ظﻠت اﻟدول ﺗﺣﯾط ﻣﺑدأ اﻟﺳﯾﺎدة ﺑﺳﯾﺎج ﻣﻧﯾﻊ ﻣن
اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ،وﻗد ﺗﻌزز ﻫذا اﻟﻧﻬﺞ ﺑﺻﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻹﺧﻔﺎﻗﺎت اﻟﻣﺗﻛررة ﻟﻧظﺎم اﻟدوﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺗﺻدي ﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ
اﻟﻔوﺿﻰ واﻟﻌﻧف اﻟﻣﺳﻠﺢ ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ،وﻋﺟزﻩ ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻋن إﻗرار آﻟﯾﺔ ﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻟﺗﺄﻛﯾد واﺣﺗرام ﻟﻣﺑﺎدﺋﻪ
وﻗﯾﻣﻪ.
21