You are on page 1of 165

‫السرية التحليلية‬

DDS 2013
PROF DR AB AZIZ BIN MOHD ZIN
‫أوال ‪ :‬التعارف على السرية التحليلية‬
‫‪ )1‬مفهوم السرية التحليلية‬
‫‪ .1‬مفهوم السرية النبوية‬
‫ٱللُ َعلَْي ِه‬
‫صلَّى يٰ‬ ‫ِ‬
‫َّب‬
‫ِ‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫ِهي ََْمموعةُ األَخبا ِر الَِِّت تُروى عن ح ِ‬
‫ياة‬
‫ي َ‬ ‫َْ َ ْ َ‬ ‫َ َْ‬ ‫َ‬
‫الدتِِه َو َح ََّّت َوفَاتِِه‪ ،‬فَ ِه َي تَ ْش ُم ُلَ نَ َسبَهُ‪َ ،‬وِوالَ َدتَهُ‪،‬‬
‫وسلَّ َم ُمْن ُذ ِو َ‬
‫َهُ‪َ ،‬وَوفَاتَ ُه‬ ‫ر‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫اد‬ ‫ه‬ ‫ِ‬ ‫ونَ ْشأتَه‪ ،‬وبِعث ته‪ ،‬وأَخالقَه‪ ،‬ومع ِِجَاتِه‪ ،‬وِ‬
‫َ ُ َ ْ ََ ُ َ ْ ُ َ ُ ْ َ ُ َ َ َ ُ َ َ َ َ‬
‫‪ .2‬مفهوم السرية التحليلية‬

‫هى السرية النبوية املعتمدة على األدلة الواَحة وعلى العلة‬


‫واألسباب وعلى املقارنة واملوازنة الصحيحة وعلى املواصفات‬
‫واإلستنباطات‬
‫ريِّة النَّبَ ِّويَِّّة‬
‫َ‬
‫ََهيِّةُ ِّ‬
‫الس‬ ‫‪ )2‬أ َ‬

‫ريِّة النَّبَ ِّويَِّّة‬


‫َ‬
‫ََهيِّةُ ِّ‬
‫الس‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫)‬‫‪2‬‬
‫ٱللُ َعلَْي ِه وسلَّ َم‬
‫صلَّى يٰ‬ ‫ِ‬‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫ه‬‫ي‬
‫َ ي َ‬‫ب‬‫َ‬‫ن‬ ‫ة‬
‫َ‬‫ري‬ ‫س‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫ر‬ ‫ع‬‫َ‬‫ي‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫أ‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫َوهذا يَتطل ُ َ ُ ْ‬
‫س‬ ‫امل‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ب‬
‫فاصيلِها‪ ,‬ح ََّّت ي تم َّكن ِمن تَطْبيق أو ِامر ِ‬
‫الل تَ َعلَى‬ ‫ِ‬ ‫ع‬
‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ِ‬
‫َوُ َ َ َ‬
‫ت‬ ‫م‬ ‫ِ‬
‫ِب‬ ‫ط‬ ‫ي‬ ‫ِ‬
‫ُي‬
‫َ َ ََ َ َ ْ َ َ ي‬
‫َك َما َأر َاد ُسْب َحانَهُ‪،‬‬
‫ٱللُ َعلَْي ِه َو َعلَى آلِِه وسلَّ َم‬
‫صلَّى يٰ‬ ‫الرس ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ (1‬فَ ْه ُم َش ْخ َّ َّ ُ َ‬
‫ول‬ ‫ة‬ ‫ي‬‫ص‬
‫اش فِيها‪،‬‬ ‫ع‬
‫َ َ‬ ‫ِ‬
‫ِت‬‫َّ‬
‫ل‬ ‫ا‬ ‫الل حياتِِه وظُروفِ ِ‬
‫ه‬ ‫ُ‬ ‫ََ‬
‫ِ‬ ‫خ‬‫ِمن ِ‬
‫ْ‬
‫األعلَى ِِف ُك ِيل‬ ‫ِ‬
‫ل‬ ‫ث‬‫م‬‫ل‬‫سان صورًة ل ِْ‬
‫ِ‬ ‫ن‬‫اإل‬ ‫ى‬ ‫د‬‫ي‬ ‫ْي‬ ‫ب‬ ‫م‬‫د‬‫ِ‬
‫‪َّ )2‬أَّنا تُ َق ي ُ َْ َ َ َ ْ ْ‬
‫ُ َ ََ ْ‬
‫الفاَ ِلة‬
‫ياة ِ‬ ‫ون احل ِ‬
‫َشأْ ٍن ِمن ُشؤ ِ‬
‫ْ ُ َ‬
‫قاص ِد ُِ‪،‬‬ ‫ََ َ‬
‫تاب ِ‬
‫الل وتَ َذ ِو ِم معانِ ِيه وم ِ‬
‫ي‬ ‫ِ‬ ‫‪)3‬أَ ََّّنا تُعِْي على فَه ِم كِ‬
‫ُ َ ْ‬
‫ف‬‫‪َّ )4‬أَّنا تُ َّك ِو ُن لَ َدى دا ِرِسها أ ْكَب قَ ْد ٍر ِمن الثَّقافَِة واملعا ِر ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ي‬
‫الميَّ ِة‪،‬‬
‫اإلس ِ‬
‫ْ‬
‫الس َريةُ النَّبَ ِويَّةُ ََنُو َذِاً َحياا َع ْن الطُُرِم َوَوساِِ ِل التَّ ْعلِي ِم‪،‬‬
‫‪)5‬تُع ِد ِ‬
‫َ ي‬
‫الصحاب ِة ال َف ِر ِ‬
‫يد‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫يل‬‫ِ‬‫ِ‬ ‫ى‬‫ل‬
‫َ‬ ‫ع‬ ‫ف‬
‫ُ‬ ‫ر‬
‫َّ‬ ‫ع‬ ‫ت‬‫َ‬‫ن‬ ‫ِ‬
‫ة‬‫ري‬ ‫ِ‬
‫الس‬ ‫ِ‬
‫الل‬‫خ‬‫ِ‬ ‫ن‬ ‫ِ‬
‫م‬ ‫)‬‫‪6‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫يَ‬ ‫ْ‬
‫ريِّة النَّبَويَِّّة‬ ‫ادر ِّ‬
‫الس‬
‫َ َ ُ َ‬
‫‪ )3‬مص ِّ‬
‫‪ .1‬القرآن‬
‫‪ .2‬كتب السنة‬
‫‪ .3‬كتب السرية‬
‫‪ .4‬الشعر‬

‫‪ .1‬القرآ ُن ال َكرمي‪ََ :‬يِِْت القرآ ُن ال َكرميُ ِِف ُمق يِد َم ِة‬


‫مص ِاد ِر ِ‬
‫الس َريِة النَّبَويَِّة‬
‫ي‬ ‫ََ‬
‫َّبويَِّّة‪ :‬صنَّف علماء احل ِ‬
‫ديث ال يِ‬ ‫ِّ‬ ‫ن‬‫ال‬ ‫السن ِّ‬
‫َّة‬ ‫ب ُّ‬
‫ت‬ ‫ب‬
‫َ ََ‬‫َ‬‫ث‬ ‫ن‬ ‫ي‬‫ذ‬ ‫َ َ ُ ُ َ‬ ‫‪ُ .2‬كتُ ُ‬
‫ت َع ْن‬ ‫د‬‫ر‬ ‫و‬ ‫ِ‬
‫ِت‬‫َّ‬
‫ل‬ ‫ا‬ ‫يث‬ ‫ِص ْدقُهم وأَمانَت هم ُكتباً ََجعوا فِيها األح ِ‬
‫اد‬
‫َ َ َََ ْ‬ ‫ُْ َ ُُ ُ َ‬
‫يح‬ ‫بصِ‬
‫ح‬ ‫ِ‬ ‫ت‬
‫ُ‬ ‫ك‬
‫ُ‬ ‫ال‬ ‫ك‬ ‫َ‬ ‫ل‬
‫ْ‬‫ِ‬‫ت‬ ‫م‬‫ِ‬ ‫َه‬‫أ‬ ‫ن‬ ‫م‬‫ِ‬‫و‬ ‫‪،‬‬‫م‬ ‫َّ‬
‫ل‬ ‫وس‬ ‫ه‬‫ِ‬ ‫ي‬‫ل‬
‫َ‬ ‫ع‬ ‫ٰ‬
‫ٱلل‬ ‫ى‬‫َّ‬
‫ل‬ ‫ص‬ ‫ِ‬
‫َّب‬
‫ِ‬ ‫ن‬‫ال‬
‫َ ُ‬ ‫َ‬
‫َ َ ْ ي‬ ‫َ‬
‫ي َ ُ ْ‬ ‫ي‬
‫ي‪َ ،‬و ُسنَ ُن ِأِب َد ُاوٍد‪،‬‬ ‫يح ُم ْسلٍِم‪َ ،‬و ُسنَ ُن َّْ‬
‫الَّتِم ِذ يِ‬ ‫ح‬‫البخا ِر ِي‪ ،‬وص ِ‬
‫َُ ي َ َ ُ‬
‫اِي‪َ ،‬و ُسنَ ُن ابْ ِن َما َِةَ‪َ ، ،‬و ُسنَ ُن الدَّا ِرِم ِيي‪َ ،‬وُم َوطَّأُ‬
‫َّس يِ‬
‫ن‬ ‫ال‬
‫َُ ُ َ‬‫ن‬‫ن‬
‫َ‬‫س‬‫و‬
‫َْحَ َد َو َغ ْريَُها‪.‬‬
‫أ‬ ‫ِ‬
‫ام‬‫اإلم‬ ‫د‬‫ن‬
‫َ ُ َْ ُ َ ْ‬‫س‬ ‫م‬‫و‬ ‫‪،‬‬‫ك‬‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ال‬‫م‬ ‫ِ‬
‫ام‬‫اإلم‬
‫َ َ‬
‫الس َريِة النَّبَويَِّة‬
‫داث ِ‬ ‫أح‬ ‫ت‬ ‫ن‬
‫َ‬‫َ‬‫ا‬ ‫ك‬ ‫‪:‬‬ ‫ِّ‬
‫ة‬ ‫ري‬ ‫ِّ‬
‫الس‬ ‫ب‬ ‫ت‬ ‫ك‬
‫ُ‬ ‫‪.‬‬ ‫‪3‬‬
‫ي‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫لش ْعر م ْن َد ْور ابرز قَ ْب َل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ ي‬‫ل‬ ‫ن‬ ‫كا‬ ‫ما‬ ‫ى‬‫ف‬‫‪َ ْ َ ُ ْ .4‬‬
‫َي‬ ‫ال‬ ‫‪:‬‬‫ر‬ ‫ع‬ ‫ِّ‬
‫الش‬
‫الم‪ ،‬فَهو ِِبَ ٍق ِديوا ُن العر ِ‬
‫ب‬ ‫اإلس ِ‬
‫ْ‬
‫ََ‬ ‫َُ‬
‫معىن السنة وتعريفها‬ ‫‪)4‬‬
‫السنة ِف الغة ‪ :‬الطريقة حممود ًة كانت أو مذمومة‪،‬‬
‫وهي ِف اصطالح احملدثْي ‪ :‬ما أُثَِر عن النب صلى يٰ‬
‫ٱلل‬
‫عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير أو صفة َخلقية أو‬
‫ُخلُقية أو سرية‪ ،‬سواء كان قبل البعثة أو بعدها‬
‫وفىي اصطالح األصوليْي ‪ :‬ما نقل عن النب صلى يٰ‬
‫ٱلل‬
‫عليه وسلم من قول أو فعل أو تقري‬
‫وفىي اصطالح الفقهاء ‪ :‬ما ثبت عن النب صلى ٱ ٰيلل عليه‬
‫وسلم من غري افَّتاض وال وِوب‬
‫ريِّة النَّبَويَِّّة‬ ‫‪ِّ )5‬ميزات ِّ‬
‫الس‬
‫َ‬
‫‪ .1‬الصحة‬
‫‪ .2‬الوَوح‬
‫‪ .3‬البشرية‬
‫‪ .4‬الصدم‬
‫ٱللُ َعلَْي ِه وسلَّ َم َع ْن َغ ِْريها‬
‫صلَّى يٰ‬ ‫َّب ُحم َّم ٍ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت ُ ي َ َ‬
‫د‬ ‫ِ‬ ‫ن‬‫ال‬ ‫ة‬‫ري‬‫س‬ ‫ََتَيَّ ََ ْ‬
‫ات ِعد ٍ‬
‫َّة ُُْ ِملُها ِِبا ََيِِْت‪:‬‬ ‫ِمن ِس ِري األنبياء أو العظَ ِ‬
‫ماء ِِبَيَِ ٍ‬
‫ي‬ ‫ُ‬ ‫ْ َ‬

‫ت إِلَْينا‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫ص‬ ‫و‬ ‫د‬‫ْ‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫‪،‬‬‫ل‬‫ٍ‬ ‫س‬ ‫ر‬ ‫م‬ ‫ب‬
‫ِ‬ ‫ِ‬‫ن‬ ‫ِ‬
‫ل‬ ‫ٍ‬
‫ة‬‫ري‬ ‫س‬ ‫ِ‬ ‫ح‬‫ ِ‬ ‫َص‬ ‫أ‬ ‫ا‬ ‫َّ‬
‫َّن‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫‪:‬‬ ‫ال‬
‫ا‬ ‫َو‬
‫َّ‬ ‫أ‬
‫ََ ْ‬ ‫َ ي ُْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َّ‬ ‫ِ‬
‫وًت‪ِ ،‬ما ال يََّْتُ ُك ََما ًال‬ ‫ب‬‫ُ‬‫ث‬ ‫اها‬
‫و‬ ‫ق‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫أ‬‫و‬ ‫ِ‬
‫ة‬ ‫ي‬
‫َّ‬ ‫ِ‬
‫م‬ ‫ل‬
‫ْ‬ ‫ِ‬
‫الع‬ ‫ِ‬
‫م‬‫ر‬ ‫ ِ‬
‫ط‬ ‫ال‬ ‫ح‬
‫ِ‬ ‫ص‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫اب‬
‫ًً‬ ‫َ‬ ‫َي ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َح َداثها ال ُك َْبى‬‫أ‬
‫و‬ ‫ها‬‫ِ‬
‫ع‬ ‫ِ‬
‫قاء‬‫و‬ ‫ِ‬
‫ِف‬ ‫لِلش ِ‬
‫َّك‬
‫َ ْ‬ ‫َ‬
‫احلِها‬
‫َجي ِع مر ِ‬
‫ْ ََ‬
‫اثنِّيا ‪ :‬أَ ََّّنا و ِ‬
‫اَحةٌ ِِف َِ‬
‫َ َ‬

‫َاثلِّثاا ‪ :‬أَ ََّّنا ََلْ ُُتْ ِر ِْهُ َع ْن بَ َش ِريَّتِ ِه‪ ،‬بَ ْل ُُتَ يِدثُنَا َع ْن ِس َريِة‬
‫ٱللُ ِاب يِلر َسالَِة‬
‫ان أَ ْكَرَمهُ يٰ‬ ‫إِنْس ٍ‬
‫َ‬
‫رابِّ اعا ‪ :‬أَ ََّّنا َش ِاملَةٌ لِ ُك ِيل النَّوا ِحي اإلنْسانِيَّ ِة‬

‫يل َعلى ِرساَلَتِ ِه َونُبُ َّوتِِه‬‫الدلِ‬


‫َّ‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫سا‬‫ن‬
‫ْ‬ ‫اإل‬ ‫ي‬‫ط‬‫ِ‬ ‫ع‬ ‫ت‬
‫ُ‬ ‫ا‬ ‫َّ‬
‫َّن‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫‪:‬‬ ‫ا‬‫س‬ ‫ِّ‬
‫ام‬ ‫خ‬
‫َ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ا‬
‫اثنيا ‪ :‬جزيرة العرب قبل البعثة‬
‫‪ )1‬أقوام العرب ‪ :‬اتريخ أقوام العرب قبل اإلسالم‬
‫وأما أقوام العرب فقد قسمها املؤرخون إىل ثالثة أقسام ِبسب‬
‫السالالت الِت ينحدرون منها‪:‬‬
‫‪ 1‬العرب البائدة ‪ :‬وهم العرب القدامى الذين انقرَوا َتاماً‪ ،‬وَل‬
‫ميكن احلصول على تفاصيل كافية عن ًترَيهم‪ ،‬مثل ‪:‬عاد ومثود‬
‫وطسم وِديس وعمالم وسواها‪.‬‬
‫‪ .2‬العرب العاربة ‪ :‬وهم العرب املنحدرة من صلب يعرب بن‬
‫يشِجب بن قطحان‪ ،‬وتسمى ابلعرب القحطانية‪.‬‬

‫‪ .3‬العرب املستعربة ‪ :‬وهي العرب املنحدرة من صلب إمساعيل‪،‬‬


‫وتسمى ابلعرب العداننية‪.‬‬
‫أما العرب العاربة – وهى شعب قحطان – فمهدها بالد اليمن‪،‬‬
‫‪ )2‬حتديد جزيرة العرب‬

‫• ليس بْي أشباُ اجلَر شبه َِيرة‪ ،‬تنيف على شبه َِيرة العرب‬

‫• ىف املساحة‪ ،‬فهى أكَب شبه َِيرة ىف العاَل‬

‫• وقد قسم االسالميون َِيرة العرب على مخسة أقسام‪:‬‬


‫احلِجاز‪ ،‬واحلِجاز ميتد من أيلة ( العقبة ) اىل اليمن‪ ،‬ومسى حِجازا‬ ‫‪(1‬‬
‫وهتامة‬ ‫‪(2‬‬
‫واليمن‬ ‫‪(3‬‬
‫وُد‪ ،‬وهو اجلَء املرتفع الذى ميتد من ِبال احلِجاز‬ ‫‪(4‬‬
‫والعروض‪ ،‬وهى تتصل ابلبحرين شرقا‪ ،‬وابحلِجاز غراب‪،‬‬ ‫‪(5‬‬
‫طبيعة اجلزيرة‪ ،‬وأهلها ‪:‬‬

‫•وقد تغلبت الصحراوية على شبه اجلَيرة‪ ،‬وظهر اجلفاف‬


‫عليه لعوامل طبيعية وحوادث ِيلوِية‪ ،‬وبسبب املوقع‬
‫اجلغراىف‪ ،‬فكان ذلك كله سببا ىف قلة نفوس َِيرة العرب‬
‫ىف املاَى وىف احلاَر‬
‫ولذلك صارت حياهتم حياة قاسية‪ ،‬يتمثل َمتمعه ىف القبيلة‪ ،‬فالقبيلة‬
‫هى احلكومة والقومية ىف نظر البدوى‪ ،‬وكانت هذُ احلياة ال تعرف‬
‫الراحة واالستقرار‪ ،‬وال تعَّتف اال ِبنطق القوة‪ ،‬حياة ِلبت املشقة‬
‫ألصحاهبا‪،‬‬
‫ولكن العرِب ِف انحية أخرى خملص‪ ،‬مطيع لتقاليد قبيلته‪ ،‬كرمي يؤدى‬
‫واِبات الضيافة‪ ،‬واحملالفة ىف احلروب‪،‬كما يؤدى واِبات الصداقة‪،‬‬
‫خملصا ىف أداِها‪ِ ،‬بسب ما رمسه العرف‪،‬‬
‫مراكز عمران‪ ،‬وحضارة‬
‫وىف تلك املواَع الَّت توفرت فيها املياُ‪ ،‬من مطر‪ ،‬وعيون‪ ،‬وآابر‪ ،‬ظهرت‬
‫احلضارة على شكل قرى ومستوطنات‪ ،‬وأسوام مومسية‪ ،‬كان هلا أثر خطري ىف‬
‫حياة العرب عموما‪ ،‬ونشأت َمتمعات‪ ،‬هلا طبيعة خاصة‪ ،‬وشخصية‬
‫مستقلة‪ ،‬متأثرة بطبيعة األرض‪ ،‬وطبيعة اجلو‪ ،‬وطبيعة احلرف والصناعات‪،‬‬
‫وطرم العيش الِت ميارسها هذا اجملتمع‪ ،‬فكان ىف مكة َمتمع خاص‪ ،‬له طابع‬
‫متميَ‪،‬‬
‫وكذلك ألهل احلرية وألهل يثرب‪ ،‬وكان َمتمع اليمن من أغىن‬
‫اجملتمعات العربية‪ ،‬وأرقاها ألوَاعها اخلاصة‪ً ،‬ترَيه احلضارى القدمي‪،‬‬
‫والسياسى احلديث‪ ،‬فتفوم ىف انتاج الغلة‪ ،‬وتربية احليوان‪ ،‬واستخراج‬
‫املعادن‪ ،‬وأقام له قصورا وحصوان‪ ،‬واستورد االت تساعدُ ىف ِمارسها‬
‫الصناعات‪ ،‬وتيسري احلياة‪ ،‬من العرام وبالد الشام‪ ،‬ومن افريقية‪.‬‬
‫‪ )3‬األوضاع الدينية يف احلجاز قبل البعثة‬
‫والشرك ‪:‬‬
‫ُ‬ ‫الوثنيةُ‬
‫طغت على اجلَيرة العربية عبادة األصنام واألواثن‪ ،‬وهي عبادة شركية‬
‫تقوم على أساس تقديس أصنام منحوتة من احلِجر أو اخلشب‪ ،‬كانت‬
‫ِف الغالب على هيئة إنسان‪ ،‬وكل واحد من هذُ األصنام ارتبط‬
‫أبسطورة خاصة به‪ ،‬تظهر أمهيته‪ ،‬وتوِب تعظيمه وتقديسه‪.‬مثل ىف‬
‫الشمس والقمر كما أخَبُ هللا عن ذلك (فصلت ‪)37 :‬‬
‫اليهوديَّةُ والنصرانيَّةُ‪:‬‬

‫ِ‬
‫وِدت اليهوديةُ طريقها إىل اجلَيرة العربية‪ ،‬فقد انتشرت ِف‬
‫اليمن‪ ،‬وكان من طغيان اليهود فيها‪ ،‬أَّنم أوقعوا ابلنصارى هناك‬
‫عام (‪ 523‬م) أبن حفروا هلم أخدوداً‪ ،‬ألقوا فيه آالفا من‬
‫النصارى مث حرقوهم‪.‬‬
‫أما النصرانية‪ ،‬فقد وِدت هي األخرى طريقاً إىل اجلَيرة العربية‪ ،‬وإن‬
‫ترَّكَ وِودها على األطراف الشمالية واجلنوبية بْي قباِل وبطون من َتيم‬
‫وربيعة وطيِيئ ومذحج وتنوخ وغسان وخلم‪ ،‬أما ِف قلب اجلَيرة ومدَّنا‬
‫الرِيسة كمكة واملدينة والطاِف‪ ،‬فإن النصرانية َل تدخلها اال أبفراد‬
‫قالِل‪.‬‬
‫مهماً ِف التمهيد لقبول اإلسالم‪ ،‬وهتيئة‬
‫إن هاتْي الداينتْي لعبتا دوراً ي‬
‫األذهان والنفوس من أِل ذلك‪ ،‬فما زال املسافرون إىل الشام ميرون‬

‫ابلرهبان ِف أديرهتم‪ ،‬فيحدثهم هؤالء عن ٍينب َّ‬


‫أظل زمانُه‪ ،‬وما زال اليهود‬ ‫ ِ‬
‫أظل زمانه أيضاً‪ ،‬وأنه سوف يكون عو ًان‬ ‫نب‬ ‫عن‬ ‫القوم‬ ‫ثون‬‫د‬‫ِف يثرب ُي يِ‬
‫ي‬ ‫َ‬
‫يتوعدوَّنم به‪.‬‬
‫هلم على العرب‪،‬و َّ‬
‫ناف‬
‫األح ُ‬
‫‪ )4‬احلنيفيَّةُ و ْ‬

‫وِف الصطالح فإن احلنيفية تعين ‪ :‬ترك عبادة األصنام‪ ،‬واألخذ ِبا تبقى من‬
‫داينة إبراهيم عليه السالم‪.‬‬

‫نص مكتوب‪ ،‬ي ِتم الرِوع إليه كما ىف‬


‫يبق منها ٌّ‬ ‫فداينة إبراهيم عليه السالم َل َ‬
‫الدايانت األخرى‪ ،‬كما أن هذُ الداينة َل تَّتك رِاالً يقومون عليها ِبا‬
‫يساعد على حفظها من الفساد أو الضياع‪،‬‬
‫فاحلنيفية هي بقااي داينة إبراهيم عليه السالم‪ ،‬والعرب ِف اجلَيرة هم ورثة دين إبراهيم‪ ،‬وِبا‬
‫أن احلنيفية واليهودية‪ ،‬صدرًت عن مشكاة واحدة‪ ،‬لذا من الطبيعي أن تتشابه بقااي‬
‫احلنيفية مع بقااي اليهودية قبل ُتريفهما‪ ..‬وقد َِم هللا تعاىل بنفي مثل هذُ الصلة‬
‫املَعومة عن مؤثرات اليهودية ىف احلنيفية بقوله احلق‪:‬‬

‫آل عمران ‪:‬‬


‫‪67‬‬
‫اإلس ِّ‬
‫الم‬ ‫وال الن ِّ‬
‫َّاس قَ ْب َل ْ‬ ‫َح ُ‬‫‪(5‬أ ْ‬

‫احي‪ :‬ال يِد ينِيَّ ِة واالِتِ ِ‬


‫ماعيَّ ِة‬ ‫يخ العر ِب والعاََِل ِمن ََج ِمي ِع النَّو ِ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫تُ ْعتَََبُ البِ ْعثَةُ احلَ ِد الفاصل ِف ًت ِر ِ ََ‬
‫اجلاهلِ ِيي‪.‬‬
‫هد الَّذي سبق البِعثةَ ابلعص ِر ِ‬
‫ََ َ َْ َ ْ‬ ‫الع ُ‬
‫والسياسية‪َ ،‬ويُ َس َّمى َ‬

‫جلاهلِيَّ ِة‪،‬‬
‫عات الَِِّت سب َقت ظُهور اإلسالم ِاب ِ‬
‫ََ ْ ُ‬
‫ولََق ْد وصف ال ُقرآ ُن ال َك ِرمي األُمم واملِجتَم ِ‬
‫ُ ََ َ ُْ َ‬ ‫َ ََ َ ْ‬
‫ِ‬ ‫الذ ِميم ِة‪َ ،‬كعِباد ِ‬ ‫ِ‬ ‫ك التيِصافِ ِهم بِ َكثِ ٍري ِ‬ ‫و َذلِ‬
‫ك‪،‬‬ ‫األحِجا ِر والنَّا ِر َو َغ ِْري َذل َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ة‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫العادات‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫م‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫السح ِر‪ ،‬والتَّ ْن ِِجي ِم‪ ،‬ووأْ ِد الب ِ‬
‫نات َخ ْشيَةَ ال َف ْق ِر‪،‬‬ ‫لكهانَِة‪ ،‬و ِ‬ ‫االعتِقا ِد ِاب ِ‬
‫َ َ‬ ‫يْ‬ ‫و ْ‬

‫الضعِي َف ِة‬ ‫لسيطَرِة علَى املِجتَم ِ‬


‫عات َّ‬ ‫وب لِ‬
‫ِ‬ ‫ر‬ ‫احل‬ ‫ِ‬
‫ن‬ ‫وش‬ ‫‪،‬‬‫ي‬ ‫ساد االِتِ ِ‬
‫ماع‬ ‫وع م ِ‬
‫ظاه ِر ال َف ِ‬
‫ْ َ َ ُْ َ‬ ‫َّ‬ ‫ْ ي ي ُُ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫وشيُ ِ َ‬
‫ُ‬
‫ض َع َف ِة‬
‫قات امل ْح ُروَم ِة امل ْستَ ْ‬ ‫وَتنِ ِ‬
‫يد الطَّب ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫‪،‬‬ ‫بادها‪ ،‬وتَس ِخ ِري املِجتَم ِع ِخلِ ْدم ِة قِلَّ ٍة متَسلِيطٍَ‬
‫ة‬ ‫واستِع ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ُْ َ‬ ‫ْ‬ ‫ْْ‬
‫صاحلِها وأهدافِها‪.‬‬
‫لِتح ِق ِيق م ِ‬
‫َْ َ‬
‫العرب فهم على قسمني‪:‬‬
‫ُ‬ ‫وأما‬

‫ضَرَم ْو ِت‬
‫وح ْ‬ ‫ِ‬
‫ن‬ ‫م‬‫الي‬
‫و‬ ‫ام‬ ‫اف اجل َِيرِة العربِيَّ ِة وخا ِرِهاكالش ِ‬
‫َّام والعِر ِ‬ ‫َ‬ ‫ر‬‫ط‬
‫ْ‬ ‫أ‬ ‫ا‬
‫و‬ ‫ن‬ ‫ك‬
‫َ‬ ‫س‬ ‫ين‬ ‫‪(1‬العرب الَّ ِ‬
‫ذ‬
‫ََ َ‬ ‫َ َ ََ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ََ ُ َ َ‬
‫القسم ِمن العر ِب َُتت نُ ُف ِ‬
‫وذ اخلارِية‪.‬‬ ‫وَش ِال إفْ ِري ْقي ِة‪ ،‬وكان هذا ِ‬‫ومصر َ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ ُ َ ََ‬ ‫َ‬

‫وك ميَْنَ عُو َن‬ ‫ومةَ تُنَ ِظي ُم ُهم‪ ،‬وال ُملُ َ‬ ‫ك‬‫ُ‬ ‫ح‬ ‫ال‬ ‫‪،‬‬ ‫ال‬
‫ً‬ ‫ح‬
‫َّ‬ ‫ر‬ ‫ا‬
‫و‬ ‫د‬
‫ْ‬ ‫ب‬ ‫ا‬
‫و‬ ‫ُ‬‫ن‬‫كا‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫اجلاهلِيَّ ِ‬
‫ة‬ ‫‪َّ (2‬أما عرب احلِِجا ِز ِف ِ‬
‫ُ َ‬ ‫ًَُ‬ ‫ََ ُ‬
‫ض‪َ ،‬و َّإَناكانُوا قَباِِ َل ََْت َمعُ ُهم اربِطَةُ الدَِّم‪ ،‬وألفْر ِادها َح ِق الت ََّمت ِ ِع‬‫ض ُهم َعلَى بَ ْع ٍ‬ ‫ع‬ ‫ب‬ ‫ي‬ ‫د‬‫تَع يِ‬
‫َ َْ ُ‬
‫وعلَْيها ال يِدفاعُ َعْن ُهم‪ ،‬واملطالَبَةُ بِ ِدماِِ ِهم‪،‬‬
‫َ َ‬ ‫ها‪،‬‬ ‫ِِِبمايتِ‬
‫ُ‬
‫وعلَى‬ ‫‪،‬‬‫ة‬
‫ٌ‬ ‫ع‬ ‫الحيَّات و ِ‬
‫اس‬ ‫السياد ِة فِيها‪ ،‬ولَه وظاِِف وص ِ‬ ‫صاحب ِ‬‫وكا َن لِ ُك ِل قَبِيلَ ٍة َشي ٌخ‪ ،‬هو ِ‬
‫ٌ َ َ‬ ‫ََُ ُ َ َ‬ ‫ُ ي َ‬ ‫ْ َُ‬ ‫ي‬ ‫َ‬
‫اف‬
‫أعر ٌ‬ ‫ٍ‬
‫ة‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫ي‬‫ِ‬
‫ب‬‫ق‬
‫َ‬ ‫ل‬‫ِ‬ ‫ك‬
‫ُ‬ ‫أفْر ِاد قَبِيلَتِ ِه طاعته واخلضوع لَه‪ ،‬وغالِبا ما َُيْتار شيخ ال َقبِيلَ ِة لِنسبِ ِه‪ ،‬ولِ‬
‫ْ‬ ‫ََ َ ي‬ ‫ُ َْ ُ‬ ‫َُ ُ ُ ُ ُ ُ َ ً‬
‫ْي أفْر ِادها‪.‬‬ ‫ب‬ ‫أو‬ ‫ها‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ري‬ ‫غ‬
‫َ‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫ص‬ ‫ُت‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫ِت‬‫َّ‬
‫ل‬ ‫ا‬ ‫ِ‬
‫ل‬ ‫وتَقالِي ٌد تَرِِع إلَيها ِف ح ِل النِيَاعات واملشاكِ‬
‫َْ َ‬ ‫ُ ُ ََ ْ‬ ‫َ‬ ‫َي‬ ‫ْ ُ‬
‫‪ )6‬طبيعة اجلَيرة وأهلها‬

‫وقد تغلبت الصح اروية على شبه اجلَيرة‪ ،‬وظهر اجلفاف عليه لعوامل طبيعية‬
‫وحوادث ِيلوِية‪ ،‬وبسبب املوقع اجلغراىف‪ ،‬فكان ذلككله سببا ىف قلة نفوس‬
‫َِيرة العرب ىف املاَى وىف احلاَر‪( ،‬راِع اىل احملاَرة قبل)‬
‫اثلثا و رابعا‪ :‬كالهريان دان كهيدوفن سبلوم كنابني‬
‫(من الوالدة واحلياة اىل البعثة)‬

‫‪.1‬نسب النىب صلى يٰ‬


‫ٱلل عليه وسلم‬
‫‪.2‬زواج عبدهللا من أمينة‬
‫ٱلل عليه وسلم‬‫‪.3‬والدة النىب صلى يٰ‬
‫‪.4‬حكمة ديديقكن درفد بىن سعد كمدين دفولغكن كفد ايبوث صلى ٰي‬
‫ٱلل‬
‫عليه وسلم‬
‫‪.5‬ديديقكن برسام ايبو‪ ،‬داتوم دان ابف سودارا‬
‫‪.6‬بريتا كنابْي داَل كتاب‪-‬كتاب مساوى‬

‫‪.7‬مغمباال كمبيغ دان برنياض برسام ابف سودارا‬

‫‪.8‬برنياض دغن بارغ خدجية‬

‫‪.9‬فركهوينن دغن خدجية‬

‫‪.10‬اسَّتي دان انق‪-‬انق‬


‫‪ )1‬نَسبَهُ صلى ه‬
‫ٱّلل عليه وسلم‬ ‫َ‬

‫بن ُمَّرةَ‬ ‫اف ابن قُص ٍي بن كِال ٍ‬


‫ب‬ ‫هاش ِم بن عب ِد منَ ٍ‬
‫ب بن ِ‬ ‫ِ‬ ‫هو ُحم َّم ٌد بن هللا بن عب ِد املطَّلِ‬
‫ُ‬ ‫ُ َي ُ‬ ‫ُ َْ َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َُ َ‬
‫ُ‬
‫بن ُم ْد ِرَك َة‬ ‫ة‬
‫َ‬ ‫مي‬‫َ‬
‫ْ‬ ‫خ‬ ‫بن‬ ‫ة‬
‫َ‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫نا‬‫ِ‬
‫ك‬ ‫بن‬ ‫ِ‬
‫ر‬ ‫َّض‬
‫ْ‬ ‫ن‬‫ال‬ ‫ن‬ ‫اب‬ ‫ِ‬
‫ك‬ ‫ِ‬
‫مال‬ ‫بن‬ ‫ٍ‬
‫ر‬ ‫ه‬ ‫ِ‬
‫ف‬ ‫بن‬ ‫ب‬‫ٍ‬ ‫ِ‬‫غال‬ ‫بن‬ ‫ِ‬
‫ي‬ ‫ؤ‬ ‫ل‬
‫ُ‬ ‫بن‬ ‫بن َك ْع ٍ‬
‫ب‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ي ُ‬‫َ‬ ‫ُ‬
‫ض ٍر بن نِ اَ ٍر بن مع ٍد ابن ع ْد ٍ‬
‫انن‪.‬‬ ‫بن الْ ِ‬
‫ُ َْ ُ َ‬ ‫بن ُم َ ُ‬ ‫ياس َ‬ ‫ُ‬

‫ِ‬
‫َوهذا ال َق ْد ُر ُه َو املتَّ َف ُق َعلَْي ِه ِم ْن نَ َسبِ ِه صلى ٱ ٰيلل عليه وسلم‪َ ،‬وَما فَ ْو َم َذل َ َ ُ ْ َ ٌ‬
‫ف‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫ت‬‫خ‬ ‫م‬‫ف‬ ‫ك‬
‫ُ‬
‫يل ب ِن إبْر ِاه َيم َعلَْي ِهما َّ‬
‫السالم‪.‬‬ ‫أن ع ْدان َن ِمن ولَ ِد إِ ْمس ِ‬
‫اع‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫يه‬‫ِ‬
‫َ‬ ‫َْ‬ ‫َ َ‬ ‫الف‬ ‫خ‬ ‫ال‬ ‫ف َْ ُ‬
‫ه‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫ري‬ ‫غ‬
‫َ‬ ‫‪،‬‬
‫بن لَُؤ يِ‬
‫ي‬ ‫ب‬ ‫ب بن منَ ٍ‬
‫اف بن زهرَة ابن كِ ٍ‬
‫الب بن ُمَّرَة بن َك ْع ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ه‬ ‫و‬ ‫ت‬ ‫ن‬
‫ْ‬‫ِ‬‫ب‬ ‫ة‬
‫ُ‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫وأ ََّما نَسبه ِمن ِِه ِة أ ُِم ِه فَ ِهي ِ‬
‫آم‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ ُ‬ ‫َُ‬ ‫ْ‬ ‫َُ‬ ‫َ َُُ ْ َ ي َ‬
‫َّض ِر‪.‬‬ ‫ن‬‫ال‬ ‫بن‬ ‫ٍ‬
‫ك‬ ‫ب بن فِه ٍر بن ماَلِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ُ ْ‬ ‫بن غال ُ ْ ُ‬ ‫ُ‬

‫العَر ِب َوأ َْزكاها نَ َسباً َوأ َْعالها َمكانةً ِم ْن ِِ َه ِة أَبِ ِيه‬


‫َ‬ ‫ِ‬
‫ِف‬ ‫ة‬ ‫ٱلل عليه وسلم ِمن أَ ْشر ِ‬
‫ف قَبِيلَ ٍ‬
‫ْ َ‬ ‫ول هللا صلى ٰي‬
‫فَ َر ُس ُ‬
‫فى كِنانَةَ ِم ْن َولَ ِد‬
‫َ‬ ‫ط‬
‫َ‬ ‫اص‬
‫ْ‬ ‫هللا‬ ‫ٱلل عليه وسلم قَ َال‪<< :‬إِ َّ‬
‫ن‬ ‫ول هللا صلى ٰ‬
‫ي‬ ‫َ‬ ‫س‬ ‫ر‬
‫َُ‬ ‫َّ‬
‫أن‬ ‫ه‬ ‫وأ ُِمه‪ ،‬روى مسلِم ِِف ص ِح ِ‬
‫يح ِ‬
‫َ ي ََ ُ ْ ُ َ‬
‫هاشم>>‪.‬‬ ‫ش واصطََف ِاِ ِمن ب ِين ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ر‬
‫ي‬ ‫ق‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫اعيل واصطَفى ق ريشا ِمن كِنانة واصطَفى ِ‬
‫هاَشا ِ‬ ‫إِ ْمس ِ‬
‫َْ‬ ‫ً ْ َْ َ ْ‬‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َْ ً ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ََ ْ‬
‫ٱّلل عليه‬ ‫ش ََلْ تَطْ َع ْن بِّ ِّه َعلَى النِّ ِّ‬
‫َّب صلى ه‬ ‫ب ال َك ِّر ِّمي ِّيف قُ َريْ ٍ‬ ‫َّس ِّ‬ ‫ن‬‫ال‬ ‫ذا‬ ‫ه‬ ‫ولِّمكانَِّ‬
‫ة‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬
‫األمر‪.‬‬ ‫ذا‬ ‫ه‬ ‫ال‬ ‫ِّ‬
‫ِ‬ ‫اة‬‫ت‬ ‫ف‬‫ْ‬ ‫م‬ ‫ٍ‬
‫ة‬‫ري‬ ‫ِّ‬
‫ث‬ ‫ك‬
‫َ‬ ‫ياء‬ ‫ش‬
‫ْ‬ ‫ِّ‬
‫ِب‬ ‫ِّ‬
‫يه‬ ‫ِّ‬
‫تف‬ ‫وسلم‪َ ،‬ولََق ْد طَ َعنَ ْ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُ ََ‬

‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫يست َفاد ِمن ِذلِ‬


‫ك‬ ‫عاىل ِِف َشَرف ِم ْن قَ ْوِم ِه‪َ ،‬كا َن ذَل َ‬ ‫ك‪ :‬أَنَّه ُكلَّما كا َن الد ِ‬
‫َّاعيَةُ َإىل هللا تَ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ َْ ُ ْ‬
‫اه ْم َم ْن‬ ‫ع‬ ‫د‬ ‫ذا‬‫ِ‬
‫إ‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫ا‪،‬‬ ‫يع‬‫َ‬‫َّاس لَه‪ ،‬فَِإ َّن ِمن عادهتِِم أَ ْن ُِيتَ ِقروا من كا َن نَسبه و ِ‬ ‫ِ‬ ‫ن‬‫ال‬ ‫ماع‬
‫ِ‬ ‫أ َْدعى َإىل استِ‬
‫ََ ُ‬ ‫َُُ َ ً‬ ‫ْ َ ْ ْ ُ َْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ماع َإىل دعوتِِه‪ .‬ولِ َذلِ‬
‫ك‬ ‫الستِ ِ َ َ ْ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫م‬‫ُسرتِِه‪ََ ،‬ل تَ ُكن َهلُم ح َِّجةٌ ِِف َع َدِ‬
‫ُ‬ ‫َْ ْ ْ‬ ‫أ‬ ‫ة‬
‫َ‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫كا‬ ‫م‬ ‫ال‬ ‫و‬
‫ُ ُ ََ ُ َ َ‬‫‪،‬‬‫ه‬ ‫ب‬ ‫س‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫و‬ ‫ر‬‫ك‬‫ال ي ْن ِ‬
‫اإلس ِ‬
‫الم‬ ‫إىل‬‫َ‬ ‫ول َإىل ِهرقْ ٍل كِتاابً ي ْدعوُ فِ ِ‬
‫يه‬ ‫ُ‬ ‫س‬ ‫الر‬
‫َّ‬ ‫ل‬ ‫س‬ ‫أر‬ ‫ن‬‫ْ‬ ‫أ‬ ‫يان‬ ‫ف‬
‫ْ‬ ‫س‬ ‫َاب‬‫أ‬ ‫ل‬ ‫ق‬
‫ْ‬‫ر‬ ‫كا َن َّأو ُل ما سأ َُل عْنه ِ‬
‫ه‬
‫ْ‬ ‫َ ُُ‬ ‫َ‬ ‫ََْ ُ‬ ‫َ َُ َ ُ ُ‬
‫َِاب أبُو ُس ْفيان َوُه َو يَ ْوَمئِ ٍذ َعلَى ِش ْركِ ِه ‪ُ :‬ه َو ِم ْن أ ْشرفِنا‬ ‫َ َ‬ ‫أ‬‫ف‬ ‫م؟‬ ‫ك‬
‫ُ‬ ‫ي‬‫ِ‬
‫ف نَ َسبُهُ ف‬ ‫ومهُ‪َ :‬كْي َ‬ ‫ُه َو َوقَ ُ‬
‫األسئِلَ ِة‬ ‫ر‬
‫َّ‬ ‫س‬‫ألِب س ْقيان‪ ،‬و َِمسع ِوابه عْنها أخ َذ ي ْشرح لَه ِ‬ ‫ِ‬ ‫نَسبا‪ ،‬وملا انْتَ هى ِهرقْل ِمن أَسئِلَتِ ِ‬
‫ه‬
‫ْ‬ ‫َ َ َ َُ َ َ َ َ ُ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ ً َ َّ َ‬
‫ف نَ َسبُ ُه‬ ‫ي‬ ‫ك‬‫َ‬ ‫ك‬ ‫ت‬‫ل‬
‫ْ‬‫َ‬‫أ‬‫س‬ ‫‪:‬‬‫ل‬ ‫ق‬
‫ْ‬‫ر‬ ‫ٱلل عليه وسلم‪ ،‬فَ َق َال لَه ِ‬
‫ه‬ ‫ٰ‬ ‫صلى‬ ‫هللا‬ ‫ول‬‫ِ‬ ‫س‬ ‫ر‬ ‫الَِِّت تَو َِّه هبا حوَل ُحم َّم ٍ‬
‫د‬
‫ُ َ ُ َ َُ ْ َ‬ ‫ي‬ ‫َ َ َْ َ َ ُ‬
‫َّب إالَّ ِم ْن كِرِام قَ ْومهُ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫فِ‬
‫ك ال يُْرس ُل هللا النِ َّ‬ ‫ت أنَّهُ ِم ْن أ ْشَرف ُك ْم نَ َسبًا‪َ ،‬وَك َذل َ‬ ‫م‬ ‫ع‬
‫َ‬
‫ْ ْ َ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫؟‬ ‫م‬ ‫ك‬
‫ُ‬ ‫ي‬
‫ْأو َس ِط ِه ْم نَ َسبًا‪.‬‬
‫مال‪َ ،‬ولَ ِك ْن َهذا ال َميُنَ ُع أ ْن‬ ‫أن اإلسالم ال ي ِقيم وْزًان لِشر ِ‬ ‫صِ‬
‫ساب َِت َاُ ْ‬
‫األع ِ‬ ‫ف األنْ ِ‬ ‫ََ‬ ‫ْ َ ُ َُ‬ ‫َّ‬ ‫يح‬
‫َ ٌ‬ ‫ح‬
‫احا‪َ ،‬ك َما‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫رب‬ ‫ق‬
‫ْ‬ ‫أ‬
‫و‬ ‫كاان‬
‫ً‬ ‫م‬ ‫ى‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫أع‬‫و‬ ‫م‬‫ر‬ ‫ك‬
‫ْ‬ ‫أ‬ ‫‪،‬‬ ‫ل‬‫ِ‬ ‫ع‬ ‫ف ِ‬
‫الف‬ ‫ف النَّسب و َشر ِ‬ ‫ي ُكو َن الَّ ِذي َجيمع بْي َشر ِ‬
‫َ َ َ ً‬ ‫ْ‬ ‫ََ‬ ‫ْ‬ ‫َ ََ َ‬ ‫ْ َ ُ ََْ َ‬ ‫َ‬
‫اجلاهلِيَّ ِة‬
‫ي‪ِ << :‬خيارُكم ِِف ِ‬
‫ُْ‬ ‫ ِ‬ ‫ِ‬
‫ر‬ ‫خا‬ ‫الب‬ ‫اُ‬
‫ََ ُ ُ‬‫و‬ ‫ر‬ ‫ذي‬ ‫َّ‬
‫ل‬ ‫ا‬ ‫ٱلل عليه وسلم ِِف احل ِد ِ‬
‫يث‬ ‫َ‬ ‫قَ َال هللا صلى ٰي‬
‫الم إِ َذا فَِق ُهوا>>‬
‫ِخيارُكم ِِف اإلس ِ‬
‫ْ‬ ‫ُْ‬
‫‪ )2‬عبد هللا وآمنة ‪:‬‬
‫كان لعبد املطلب – سيد قريش‪ -‬عشرة أبناء‪ ،‬كانوا شامة بْي الناس‪،‬‬
‫وعبد هللا واسطة العقد‪ ،‬وزوِه أبوُ ((آمنة)) بنت وهب – سيد بىن زهرة‬
‫– وهى يومئذ أفضل امرأة ىف قريش نسبا وموَعا‪.‬‬
‫وَل يلبث عبد هللا أن مات‪ ،‬وأم رسول هللا ‪ -‬صلى يٰ‬
‫ٱلل عليه وسلم –‬
‫حامل به وقد رأت من اآلاثر واآلايت ما يدل أن البنها شأانً‪.‬‬
‫‪ )3‬الوالدة امليمونة ‪:‬‬

‫تعددت الرواايت بشأن توقيت والدة الرسول صلى يٰ‬


‫ٱلل عليه وسلم إالَّ َّ‬
‫أن أرِحها‬ ‫ِ‬
‫هو الذي َّأرخ هذُ الوالدة امليمونة بيوم اإلثنْي الثنِت عشرة ليلة خلت‬
‫من شهر ربيع األول من عام الفيل‪ ،‬املوفق للعشرين عام ‪571‬م‪.‬‬

‫ٱلل عليه وسلم يتيماُ‪ ،‬حيث ِي‬


‫توِف والدُُ عبد هللا‪ ،‬وكانت ُأمه آمنة‬ ‫ولد الرسول صلى ٰي‬
‫بنت وهب حامالً به ِف شهرُ الثاِ‪ ،‬فلما ُولد أرسلت أمه إىل ِ يِدُ عبد املطلب تعلمه‬
‫لود بْي يديه‪ ،‬وطاف به حول الكعبة املشرفة‪ ،‬مث ِمسياُ‬ ‫اخلَب‪ ،‬فِجاء ِ‬
‫اجلد مسرعاً فرفع املو َ‬
‫حمل استغراب القوم‪ ،‬بل‬ ‫حممداً‪ ،‬وَل يكن االسم معروفاً عند العرب‪ ،‬هلذاكانت التسمية َّ‬
‫السماء‪ ،‬وأن ُيمدُ اخللق ِف‬ ‫إَّنم سألوُ عن ذلك‪ ،‬فأِاهبم بقوله‪ :‬أردت أن ُيمدُ هللا ِف َّ‬
‫األرض‪.‬‬
‫وكأن االسمكان إهلاماً من هللا تعاىل‪ ،‬فِجاء موافقاً ِف معانيه ودالالته حلمل‬
‫الرسالة‪.‬‬
‫أول من أرَعْته‪ ،‬مث أرَعْته ثويبةُ موالة أِب هلب‪ ،‬مثَّ أرَعته‬
‫كانت ِأمهُ آمنة َ‬
‫حليمة السعدية‪ ،‬الِت أقبلت مع نساء من قومها يط ْف َن على بيوت مكة‪ ،‬عسى‬
‫أن ُتظىكل واحدة منهن بطفل ترَعه لتكسب من ذلك بعض املال فكان‬
‫ترد ٍد‪.‬‬
‫ٱلل عليه وسلم من نصيب حليمة بعد ِ‬ ‫حممد صلى ٰي‬

‫ٱلل عليه وسلم سنواته اخلمس‬ ‫الرسول صلى ٰي‬ ‫وِف مضارب بين سعد عاش َّ‬
‫حمل اهتمام اجلميع‪ ،‬فقد‬
‫الصبيان‪ ،‬وكان الصب َّ‬ ‫األوىل‪ ،‬نشأ بْي َمموعة من ي‬
‫حَّت انتبه القوم إىل ذلك‪ ،‬فكانوا يرعون غنمهم‪ ،‬حيث‬ ‫ابنت الَبكة ِف املكان‪َّ ،‬‬
‫نتعرف من هللا الَايدة حَّت‬
‫يكون هو مع غنيماته‪ ،‬حَّت قالت حليمة ‪َ :‬ل نَل َّ‬
‫يشب شباابً يشب ِه الغلمان ‪..‬‬
‫مضت سنتاُ‪ ،‬وفصلته‪ ،‬وكان ِ‬
‫ٱلل عليه وسلم عن كثَ ٍ‬
‫ب‪ ،‬ترصد له‬ ‫كانت األقدار ترقب حممداً صلى ٰي‬
‫املصيبات الواحدة بعد األخرى‪ ،‬فهذا الغالم الذي ولد يتيماً حمروماً من حنان‬
‫األب ورعايته‪ ،‬شاءت األقدار أن توقع أمرها على ِيأمه ِف هذُ املرة‪.‬‬
‫األم رغبتها ِف زايرة‬ ‫فبعد عام من عودته من مضارب بين سعد‪ِ ،‬‬
‫أبدت ِ‬ ‫َ‬
‫أخوال ِ يِد حممد صلى يٰ‬
‫ٱلل عليه وسلم بين النِجار ِف يثرب‪ ،‬وزايرة قَب زوِها‬
‫أيضاً‪ ،‬فتمت الَايرة‪ ،‬وِف طريق العودة َّ‬
‫اشتد هبا املرض‪ ،‬فتوفيت‪ ،‬وقد بلغت من‬
‫العمر (‪ )30‬سنة‪ ،‬وكان الغالم يقارب السادسة من عمرُ فدخل ىف كفالة ِدُ‬
‫عبد املطلب وكان شيخايكبرياً‪،‬‬
‫‪)4‬حكمة ديديقكن يف بين سعد ‪:‬‬

‫وكانت العادة عند احلاَرين من العرب أن يلتمسوا املراَع ألوالدهم‪ ،‬ابتعاداً‬


‫هلم عن أمراض احلواَر‪ ،‬لتقوى أِسامهم‪ ،‬وتشتد أعصاهبم‪ ،‬ويتقنوا اللسان العرِب‬
‫ِف مهدهم‪ ،‬فالتمس عبداملطلب لرسول هللا صلى ٰي‬
‫ٱلل عليه وسلم املراَع واسَّتَع‬
‫له إمرأة من بين سعد بن بكر وهي حليمة وزوِها احلارث‪.‬‬
‫‪ )5‬ديديقكن برسام ايبو‪ ،‬داتوق دان ابف سودارا‬
‫َك َفالَةُ ج ِّد ِّه لَه صلى ٱللّٰه عليه وسمل‬
‫َ ُ‬

‫ب‪َ ،‬وكا َن َُْينُو‬ ‫ٱلل عليه وسلم َك ِفلَهُ َِد ُُِ َعْب ُد املطَّلِ ِ‬ ‫بَ ْع َد َوفَ ِاة أ ِيُم ِه صلى يٰ‬
‫ُ‬
‫الذكاء‪َ ،‬وُْجيلِسهُ َعلَى‬ ‫الد ُِ‪ ،‬لِما رأى فِ ِيه ِمن النَِّجابَِة و َّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫علَي ِه وي ؤِرثُه علَى أو ِ‬
‫َ ْ َ ُْ ُ َ ْ‬
‫فَر ِاش ِه ُدو َن بَنِ ِيه‪َ ،‬ويَ ُقول ‪َ " :‬دعُوا ابِْين‪ ،‬فوهللا َّ‬
‫إن لَهُ لَ َشأْانً"‪َ ،‬ولَ َّما َأَتَّ صلى‬
‫ب‪.‬‬‫ات تُوِيِف َِ ِدُُ َعْب ُد املطَّلِ ِ‬
‫ٱلل عليه وسلم َمث ِاِ سنَو ٍ‬
‫َ‬ ‫ٰ‬
‫ي‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ك‪:‬‬‫يست َفاد ِمن َذلِ‬
‫ُ َْ ُ ْ َ‬

‫ٱلل عليه وسلم يَتِيماً‪،‬‬ ‫ب صلى يٰ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬


‫ن‬ ‫ال‬ ‫د‬ ‫ل‬‫و‬ ‫ي‬
‫س ْ َ ُ َ َ ْ ُ َ َ ِ‬‫ن‬ ‫أ‬ ‫ِ‬
‫ة‬ ‫ف‬ ‫صاد‬ ‫امل‬ ‫ِ‬
‫يل‬ ‫ِ‬
‫ب‬ ‫ق‬ ‫ن‬ ‫م‬‫ِ‬
‫َ‬ ‫ي‬
‫ْ‬‫َ‬‫ل‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫َّ‬
‫ن‬ ‫أ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫وت أ ُِمهُ‪ُ ،‬مثَّ َِدَُُّ‪،‬‬
‫َ‬ ‫َت‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫أ‬ ‫ث‬‫ََ ُ‬‫ب‬ ‫ل‬
‫ْ‬ ‫ي‬ ‫ال‬ ‫مث‬
‫َّ‬‫ُ‬ ‫‪،‬‬‫ه‬ ‫ل‬ ‫َويَْن َشأَ ِف ب َ َ َ ْ ْ‬
‫أه‬ ‫ن‬ ‫ع‬ ‫ً‬‫ا‬‫يد‬ ‫ع‬ ‫ب‬ ‫ة‬ ‫يئ‬
‫ك ِحلِ َك ٍم َكثِ َرية ِمْنها ‪ :‬أ ْن يَ ْقطَ َع ُك َّل تَ َعل ِ ٍق لَ ُه‬ ‫ولَ ِك َّن هللا تَع َاىل أراد َذلِ‬
‫َ ََ َ‬ ‫َ‬
‫الدنْيا‪َ ،‬وأ ْن يَكو َن تَ َعل ِ ُقهُ بِِه َو ْح َدُُ‪ ،‬فَال يَتَأثَُّر ِِبا َحولَهُ ِم ْن‬ ‫يء ِم َن ِ‬ ‫بِش ٍ‬
‫َ‬
‫ٱلل عليه‬ ‫يك ِِف نُبُ َّوتِِه صلى يٰ‬ ‫املال‪ ،‬فَيكو َن ََماالً لِلتَّ ْش ِك ِ‬ ‫الَعام ِة و ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ُح ي َ َ‬ ‫َّ‬ ‫ب‬
‫شاد ِم ْن أبِ ِيه َو َِ يِد ُِ ال يِذي كان َسيِيدًا‬ ‫قال ‪ :‬أنَّه تَعلَّم ذلِك ِِبر ٍ‬
‫وسلم فَيُ ُ ُ َ َ َ ْ‬
‫داسةُ الن ِبُ َّوِة ِِب ِاُ ِ‬
‫الدنْيا‪.‬‬ ‫ق‬ ‫ط‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫ل‬ ‫ت‬ ‫ُت‬
‫َ‬‫و‬ ‫‪،‬‬‫ة‬ ‫َّ‬
‫ك‬ ‫م‬ ‫ِ‬
‫سادات‬ ‫ن‬ ‫ِ‬
‫م‬
‫َ َ َ َْ َ َ‬ ‫ْ‬
‫َكفالَة ع ِمه لَه صلى ٱللّٰه عليه وسمل‬
‫َ ُ َي ُ‬

‫َّب صلى يٰ‬


‫ٱلل عليه‬ ‫كا َن َعْب ُد املطَّلِ ِ‬
‫ب قَ ْب َل َم ْوتِِه قَ ْد َع ِه َد بَ َكفالَِة النِ يِ‬
‫ُ‬
‫ك َعلَى‬ ‫ب بِذلِ‬ ‫ٍ‬ ‫ب ش ِق ِيق أبِ ِيه‪ ،‬وقام أبو طالِ‬ ‫ٍ‬ ‫وسلم إىل ع ِم ِه ِأِب طالِ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َي‬
‫ض ٍل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫أ ْك َم ِل َو ِْ َ َ َّ ُ َ َ َ َ ُ َ ْ َ َ َ َ ْ‬
‫ف‬ ‫يد‬‫َ‬ ‫ِب‬ ‫ه‬‫ص‬‫َّ‬ ‫خ‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ي‬‫َ‬‫ل‬ ‫ع‬ ‫ه‬ ‫َّم‬
‫د‬ ‫ق‬‫و‬ ‫ُ‪،‬‬ ‫د‬ ‫ل‬
‫َ‬‫و‬ ‫إىل‬
‫َ‬ ‫ه‬‫م‬‫ض‬ ‫ف‬ ‫‪،‬‬ ‫ه‬
‫احَِّتٍام‪َ ،‬وبَِقي صلى يٰ‬
‫ٱلل عليه وسلم ِف َكفالَِة َع ِيم ِه إىل أ ْن ا ْشتَ َّد‬ ‫ْ‬ ‫و‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫ساع ُدُُ‪.‬‬
‫ِر ْحلَتُهُ األُوىل إىل الشَّام‬

‫ٱلل عليه وسلم اثْنَ َ َّْت َع َشَرَة َسنَة سافَ َر َم َع َع ِيم ِه أِب‬ ‫َولَ يما بَلَغ ُحمَ َّم ٌد صلى ٰي‬
‫بصَرى‪َ ،‬م ِروا ِف‬ ‫إىل‬ ‫ا‬‫و‬ ‫ل‬ ‫ص‬ ‫و‬ ‫ا‬‫م‬
‫َ َ َّ َ َ ُ‬‫ل‬‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ِ‬
‫َّام‬
‫الش‬ ‫إىل‬ ‫ٍ‬
‫ش‬ ‫ي‬‫ر‬ ‫ُ‬‫ق‬ ‫ِ‬
‫سادات‬ ‫ض‬‫ِ‬ ‫ع‬ ‫ب‬‫و‬ ‫ٍ‬
‫ب‬ ‫ِ‬
‫طال‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫ر‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫آه‬ ‫ر‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫َ‬‫ل‬ ‫ف‬ ‫‪،‬‬‫ِ‬
‫ة‬ ‫ي‬‫ِ‬‫ان‬
‫ُ ْ َ َ َ َ َ ً ْ َّ َ َّ َ ُ ْ ََ َ‬‫ر‬ ‫َّص‬ ‫ن‬ ‫ابل‬ ‫ا‬ ‫م‬‫ِ‬
‫ال‬ ‫ع‬ ‫ن‬ ‫كا‬ ‫و‬ ‫ا‬
‫ري‬‫ِب‬ ‫ى‬ ‫ع‬ ‫د‬‫ي‬ ‫ٍ‬
‫ب‬ ‫ِ‬
‫اه‬‫ر‬ ‫لى‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫ِ‬
‫ه‬ ‫ِ‬
‫يق‬ ‫ِ‬
‫ر‬ ‫َ‬‫ط‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫اإلُيل‪ ،‬فَ َخَر َج َعلَى‬ ‫ص َفتِ ِه َكما ِهي ِف ِ‬ ‫ٱلل عليه وسلم بِ ِ‬ ‫ول هللا صلى ٰ‬ ‫َ‬ ‫س‬ ‫ر‬
‫َ‬ ‫ي‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ك‪ ،‬فَأَ ْكَرَم ُه ْم‪َ ،‬و َِ َع َل يَتَأََّم ُل‬ ‫َغ ِري عادتِِه‪ ،‬إ ْذ كان ال ََيْرج إلَي ِهم قَبل َذلِ‬
‫ُُ ْ ْ ْ َ َ‬ ‫ْ ََ‬
‫ٱلل عليه وسلم َويُ َكلِي َمهُ ‪،‬‬ ‫ول هللا صلى ٰي‬ ‫َر ُس َ‬
‫يكم؟ قَ َال ‪:‬ابْين – َوكا َن‬ ‫ف‬ ‫‪:‬‬ ‫قال‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫الم‬
‫ُ‬ ‫الغ‬
‫ُ‬ ‫هذا‬ ‫ما‬ ‫َ‬ ‫و‬‫َ‬ ‫ب‬ ‫طال‬ ‫أِب‬ ‫ت َإىل‬‫ُمثَّ الْتَ َف َ‬
‫قال َِبريا ‪ :‬ما ُه َو‬‫َّة َحمَبَّتِ ِه لَهُ َو َعطْ ِف ِه َعلَْي ِه – فَ َ‬
‫ب ي ْدعوُ ِاببنِ ِه لِ ِشد ِ‬
‫َ ُُ ْ‬ ‫ٍ‬ ‫أبو طالِ‬
‫قال ‪ :‬هو إبن ِ‬
‫أخي‪ ،‬قَ َال‬ ‫َ‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫‪.‬‬ ‫ا‬
‫ً‬ ‫ي‬‫ح‬ ‫وُ‬ ‫أب‬ ‫ن‬‫َ‬ ‫كو‬ ‫ي‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫أ‬ ‫ي‬ ‫ِ‬
‫غ‬ ‫ب‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫ي‬ ‫ما‬‫و‬ ‫ك‬ ‫ِ‬
‫ن‬ ‫ب‬ ‫ِ‬
‫اب‬
‫َُ ْ ُ‬ ‫َ ُُ َ‬ ‫ْ َ ََ‬
‫قال ‪َ :‬هذا‬ ‫ٱلل عليه وسلم َو َ‬ ‫ول هللا صلى يٰ‬ ‫أخ َذ َِبريا بِيَ ِد َر ُس َ‬ ‫ص َدقْت‪ُ ،‬مثَّ َ‬ ‫َ‬
‫ب ‪َ :‬وما‬ ‫قال أبو طالِ ٍ‬ ‫َسيِي ُد العالَمْي‪ ،‬هذا يَْب َعثُهُ هللا َر ْْحَةً لِْلعالَ ِمْي‪ ،‬فَ َ‬
‫ب أن يَ ْرِِ َع بِِه‪،‬‬ ‫فقال ‪ :‬إ يان َُِ ُدُُ ِف ُكتُبِنا‪ ،‬و َأمر أاب طالِ ٍ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ك؟‬ ‫ِع ْلمك بِ َذلِ‬
‫َُ‬
‫ود فَر َِ َع بِِه أبُو طالِ ٍ‬
‫ب َإىل َم َّكةَ‪.‬‬ ‫ه‬ ‫الي‬ ‫وأن َُي َذر علَي ِ‬
‫ه‬
‫َ ْ َ َ ْ َُ َ َ‬
‫‪( 6‬بشارات األنبياء مبحمد صلى ه‬
‫ٱّلل عليه وسلم‬
‫شاءت حكمة هللا تعاىل أن يعد الناس الستقبال نبوة حممد صلى ٰي‬
‫ٱلل‬
‫عليه وسلم أبمور منها ‪:‬‬
‫دعا إبراهيم عليه السالم ربه أن يبعثه ِف العرب رسوالً منهم‪ ،‬فأرسل‬
‫حممدا إِابة لدعوته‪ ،‬قال تعاىل‪:‬‬

‫]البَ َقَرة ‪ :‬اآلية ‪[ ١٢٩‬‬


‫وذكر القرأن الكرمي أن هللا تعاىل أنَل البشارة ِببعث حممد‬
‫صلى يٰ‬
‫ٱلل عليه وسلم ِف الكتب السماوية املنَلة على األنبياء‬
‫السابقْي‪ ،‬فقال تعاىل‪:‬‬

‫]األعراف ‪ :‬اآلية ‪[157‬‬


‫وبشر به عيسى عليه السالم ‪:‬‬

‫]‬
‫الصف ‪ :‬اآلية‪[6‬‬
‫َّ‬
‫َجيع األنبياء ببعثه‪ ،‬وأمرهم بتبليغ أتباعهم‬
‫َ‬ ‫تعاىل‬ ‫هللا‬ ‫أعلم‬
‫و‬
‫بوِوب اإلميان به‪ ،‬واتيِباعه إن هم أدركوُ‪ ،‬كما قال تعاىل ‪:‬‬

‫]آل عمران ‪ :‬اآلية‪[81‬‬


‫وقد وقع التحريف ِف نسخ التوراة وا ِإلُيل‪ ،‬وحذف منهما التصريح‬
‫ٱلل عليه وسلم إال توراة السامرة‪ ،‬وإُِيل (براناب)‪،‬‬
‫ابسم حممد صلى يٰ‬
‫وحرمت الكنيسة تداوله ِف آخر القرن‬ ‫الذي كان موِودا قبل اإلسالم‪ ،‬ي‬
‫اخلامس اليالدي‪ ،‬وقد أيدته املخطوطات الِت عثر عليها ِف منطقة‬
‫البحر امليت حديثاً‪،‬‬

‫فقد ِاء ِف إُِيل (براناب) العبارات املصرحة ابسم النب حممد صلى يٰ‬
‫ٱلل‬
‫عليه وسلم مثل ما ِاء ِف اإلصحاح احلادي واألربعْي منه‪ ،‬ونص‬
‫العبارة ‪ 29(( :‬فاحتِجب هللا وطردمها املالك ميخاءيل من الفردوس ‪30‬‬
‫فلما التفت آدم رأى مكتواب فوم الباب ‪ :‬ال إله إال هللا حممد رسول‬
‫يٰ‬
‫ٱلل))‪.‬‬
‫بشارات علماء أهل الكتاب بنبوته ‪:‬‬
‫أخَب سلمان الفارسي رَي هللا عنه ِف قصه إسالمه املشهورة‪ ،‬عن راهب‬
‫عمورية حْي حضرته املنية‪ ،‬قال لسلمان ‪(( :‬إِنه قد أظل زمان نب مبعوث بدين‬
‫إبراهيم‪َ ،‬يرج أبرض العرب‪ ،‬مهاِرُ إىل أرض بْي َحَّرتْي بينهما خنل‪ ،‬به عالمات‬
‫ال ُتفى‪َ ،‬يكل اهلدية‪ ،‬وال َيكل الصدقة‪ ،‬بْيكتفيه خاَت النبوة‪ ،‬فإن استطعت أن‬
‫تلحق بتلك البالد فافعل))‪.‬‬

‫قص سلمان خَب قدومه إىل املدينة واسَّتقاقه‪ ،‬ولقاِه برسول هللا صلى ٰي‬
‫ٱلل‬ ‫مث ي‬
‫عليه وسلم حْي اهلِجرة‪ ،‬وإهداِه له طعاماً على أنه صدقة‪ ،‬فلم َيكل منه الرسول‪،‬‬
‫مث إهداِه له طعاماً على أنه هدية‪ ،‬وأكله منه‪ ،‬مث رؤيته خاَت النبوة بْي كتفيه‪،‬‬
‫وإسالمه على أثر ذلك‪.‬‬
‫ومن ذلك إخبار أحبار اليهود ورِاالهتا بقرب مبعثه عليه الصالة والسالم‪،‬‬
‫ومن ذلك قصه أِب التيهان الذي خرج من بالد الشام‪ ،‬ونَل ِف بين قريظة‬
‫مث توِف قبل البعثة النبوية بسنتْي‪ ،‬فإنه ملا حضرته الوفاة قال لبين قريظة ‪ :‬اي‬
‫معشر يهود‪ ،‬ما ترونه أخرِين من أرض اخلَ ْمر واخلَمري – الشام – إِىل‬
‫أرض البؤس واجلوع – يعين ‪ :‬احلِجاز‪-‬؟ قالوا ‪ :‬أنت أعلم‪ ،‬قال ‪ :‬إِِ‬
‫ف‪-‬أنتظر‪-‬خروج نب قد َّ‬
‫أظل زمانه‪ ،‬وكنت أرِو‬ ‫قدمت هذُ البلدة أتوَّك ُ‬
‫أن يبعث فأتبعه‪.‬‬
‫وقد شاع حديث ذلك‪ ،‬وانتشر بْي اليهود وغريهم‪ ،‬حَّت بلغ درِة القطع‬
‫عندهم‪ ،‬وبناء عليهكان اليهود يقولون ألهل املدينة املنورة ‪ :‬إِنه قد تقارب زمان‬
‫عاد وإرم‪ ،‬وكان ذلك احلديث سبباً ِف إِسالم‬ ‫نب ي بعث اآلن‪ ،‬نقتلكم معه قتل ٍ‬
‫ُْ‬
‫من األنصار‪ ،‬وقد قالوا ‪(( :‬إِن ِما دعاان إِىل اإلسالم‪ ،‬مع رْحة هللا تعاىل وهداُ‪،‬‬
‫ملا كنا نسمع من رِال اليهود‪،‬كنا أهل شرك‪ ،‬أصحاب أواثن‪ ،‬وكانوا أهل‬
‫كتاب‪ ،‬عندهم علم ليس لنا‪ ،‬وكانت ال تَال بيننا وبينهم شرور‪ ،‬فإذا نلنا منهم‬
‫بعض ما يكرهون قالوا لنا ‪ :‬إِنه تقارب زمان نب يبعث اآلن‪،‬نقتلكم معه قتل ٍ‬
‫عاد‬
‫و َإرم))‪.‬‬
‫‪َ )7‬ع َملُهُ •‬
‫ٱلل عليه وسلم َع َملَهُ ِِف أواِِ ِل َشبابِِه يَ ْر َعى أ ْغناماً •‬ ‫َّب صلى ٰي‬ ‫بَ َدأ النِ ِ‬
‫يح ِه َع ْن ِأِب ُهَريْ َرَة‬
‫ي ِِف ص ِح ِ‬ ‫ِ‬
‫ر‬ ‫ا‬ ‫خ‬ ‫الب‬ ‫ى‬‫و‬‫ر‬ ‫‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫يل‬ ‫ِ‬
‫ل‬ ‫ق‬ ‫ٍ‬
‫ر‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أب‬ ‫ة‬ ‫َّ‬
‫ك‬ ‫م‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ ِ‬ ‫َ‬ ‫ََ ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫أله َ‬
‫ل‬ ‫ْ‬
‫ال ‪:‬‬‫ٱلل عليه وسلم قَ َ‬ ‫َّب صلى يٰ‬ ‫َع ْن النِ ِ‬
‫قال ‪• :‬‬
‫أصحابُهُ‪َ :‬وأنْت؟ فَ َ‬
‫ْ‬ ‫ال‬
‫َ‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫‪،‬‬‫م‬ ‫ن‬
‫َ‬‫َ‬‫الغ‬ ‫ى‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫ر‬ ‫َّ‬
‫ال‬ ‫إ‬ ‫ا‬
‫ً‬ ‫ي‬
‫ي‬‫ِ‬‫ب‬‫َ‬‫ن‬ ‫هللا‬ ‫ث‬‫َ‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫ب‬ ‫ا‬ ‫م‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫أله ِل َم َّكة‬
‫ْ‬ ‫ط‬‫َ‬ ‫ي‬
‫ر‬‫ِ‬ ‫ت ْأرعاها َعلَى قَرا‬ ‫نَ َع ْم‪ُ ،‬كْن َ‬
‫اخلام َسةَ َوالعِ ْشرين َخَر َج‬ ‫ٱلل عليه وسلم ِ‬ ‫َولَ َّما بَلَ َغ صلى يٰ‬
‫ت َخ ِدجيَ َة‬ ‫ن‬ ‫ا‬‫ك‬‫و‬ ‫‪،‬‬‫د‬‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ل‬ ‫ي‬‫و‬
‫َ َ َ َْ ُ َ ْ َ َ َ ْ‬‫خ‬ ‫ِ‬
‫ة‬ ‫ن‬ ‫إب‬ ‫ة‬ ‫جي‬ ‫ِ‬
‫د‬ ‫خ‬ ‫ِ‬
‫مال‬ ‫ِ‬
‫ِف‬ ‫ِ‬
‫َّام‬ ‫الش‬ ‫إىل‬
‫ً َ‬ ‫ا‬
‫ر‬ ‫ِ‬
‫ًتِ‬
‫ِال لِْل َع َم ِل ِِف‬ ‫ِ‬ ‫ر‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ت‬ ‫س‬ ‫ت‬ ‫ٍ‬
‫ْامَرأًَة ًَ ُ َ َ َ َ ْ َ ُ ي َ‬
‫الر‬ ‫أ‬ ‫مال‬ ‫و‬ ‫ف‬‫ٍ‬ ‫ر‬ ‫ش‬ ‫ذات‬ ‫ة‬‫ر‬ ‫ِ‬
‫ًتِ‬
‫ٱلل عليه وسلم ما‬ ‫ٰ‬ ‫صلى‬ ‫ٰ‬
‫ٱلل‬ ‫ِ‬
‫ول‬ ‫س‬ ‫ر‬ ‫ن‬ ‫ع‬ ‫ها‬ ‫غ‬ ‫ل‬ ‫ب‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫ف‬ ‫ا‪،‬‬ ‫ِ‬
‫هت‬ ‫ار‬ ‫ِ‬
‫َت‬
‫ي‬ ‫َ َ َ َّ ََ َ َ ْ َ ُ ي‬
‫ت‬ ‫ث‬ ‫ع‬ ‫ب‬ ‫‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ه‬ ‫ِ‬
‫الق‬ ‫أخ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ ََ ْ‬ ‫بَلَغَ َها ْ ْ َ َ َ َ َ َ َ ْ‬
‫م‬‫ر‬ ‫ك‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬‫ه‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫أما‬ ‫م‬ ‫ظ‬ ‫ع‬ ‫‪،‬و‬ ‫ه‬ ‫يث‬‫د‬ ‫ح‬ ‫م‬ ‫د‬ ‫ص‬ ‫ن‬ ‫م‬
‫ًتِراً‪َ ،‬وتُ ْع ِط ِيه‬ ‫َّام ِ‬‫ماهلا إىل الش ِ‬ ‫إلَي ِه فَعرَت علَي ِه أ ْن ََيْرج ِِف ِ‬
‫َُ‬ ‫ْ ََ َ ْ َ ْ‬
‫ول يٰ‬
‫ٱلل‬ ‫ت تُع ِطي َغ ْريُ ِمن الت ِ َِّجا ِر‪ ،‬فَ َقبِل رس ِ‬ ‫ْ‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫ا‬‫ك‬‫َ‬ ‫ما‬ ‫ل‬ ‫ض‬
‫َ‬ ‫ف‬
‫ْ‬ ‫أ‬
‫َ َُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ٱلل عليه وسلم‪َ ،‬و َخَر َج َم َع َِت َارهتا إىل الشَّام‪،‬‬ ‫صلى يٰ‬
‫ٱلل •‬ ‫ول يٰ‬ ‫المها َمْي َسَرَة‪َ ،‬وأثْناءَ طَ ِر ِيق ِه نََََل َر ُس ُ‬ ‫ت َم َعهُ غُ َ‬ ‫َو ْأر َسلَ ْ‬
‫ب‬ ‫ص ْوَم َع ِة ر ِاه ٍ‬
‫َ‬ ‫ن‬‫ْ‬
‫ٱلل عليه وسلم ِِف ِظ ِل َشِجرٍة قَ ِريباً ِ‬
‫م‬ ‫َ‬ ‫ٰ‬
‫ي‬ ‫صلى‬
‫َ‬ ‫ي َ‬
‫قال لَهُ ‪َ :‬م ْن َهذا‬ ‫ف‬ ‫‪،‬‬‫ة‬‫ر‬ ‫س‬ ‫ي‬‫م‬
‫َ َ َّ ُ َ َ ْ َ ََ َ َ‬ ‫إىل‬ ‫ب‬ ‫ِ‬
‫اه‬ ‫الر‬ ‫ع‬ ‫ل‬‫َّ‬
‫ط‬ ‫فا‬ ‫ِ‬
‫بان‬ ‫ه‬ ‫الر‬ ‫ن‬ ‫ِ‬
‫م‬
‫ْ ِ ْ‬
‫ِ‬ ‫َّ‬
‫ه‬ ‫ر‬ ‫س‬ ‫ي‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ل‬
‫َ ََ َ َ َ ُ َ ْ َ َةٌ ‪ َ :‬ذا‬‫ال‬ ‫ق‬ ‫؟‬ ‫ة‬‫ر‬ ‫َِّج‬‫الش‬ ‫ذُ‬ ‫الر ُِل ال َ ْ َ َ‬
‫ه‬ ‫ت‬ ‫ُت‬‫َ‬ ‫ل‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬‫ن‬ ‫ي‬ ‫ذ‬ ‫َّ‬
‫ب ‪ :‬ما نََََل‬ ‫ِ‬
‫اه‬ ‫الر‬ ‫ه‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫قال‬
‫َ‬ ‫ف‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬‫ِ‬‫ر‬ ‫احل‬ ‫ِ‬
‫ل‬ ‫أه‬ ‫ن‬ ‫م‬‫ِ‬ ‫ش‬ ‫ٍ‬ ‫ي‬
‫ر‬ ‫ق‬ ‫ن‬ ‫م‬‫ِ‬ ‫ل‬ ‫ِ‬ ‫ر‬
‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ ٌ‬‫ُ‬
‫ٱلل صلى ٱ ٰيلل‬ ‫ول يٰ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ٌّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت َه‬
‫س‬ ‫ر‬ ‫ابع‬
‫َ ٌّ َُّ َ َ ُ ُ‬ ‫مث‬ ‫‪،‬‬ ‫ب‬ ‫ن‬ ‫إال‬ ‫ط‬ ‫ق‬
‫ََ َ‬‫ة‬‫ر‬ ‫َِّج‬ ‫الش‬ ‫ُ‬ ‫ذ‬ ‫َُْت َ‬
‫عليه وسلم َِت َارتَهُ الََّّت َخَر َج هبا‪َ ،‬وا ْش َََّتى ما َأر َاد أ ْن يَ ْش ََِّتي‪،‬‬
‫ت ِرِْباً َكثِرياً‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫ِب‬
‫َ ََ ْ‬‫ر‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫ه‬ ‫ب‬ ‫ِاء‬ ‫ما‬ ‫عاد َإىل َم َ َ َ ْ َ َ ُ‬
‫ة‬ ‫جي‬ ‫د‬ ‫خ‬ ‫ت‬ ‫ابع‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ة‬ ‫ك‬ ‫َو َ‬
‫األَِر الَّ ِذي َو َع َدتْهُ بِِه‪.‬‬ ‫ُ ْ‬ ‫ه‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫ت‬‫ْ‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫ضاع‬
‫َ‬ ‫ف‬
‫َ‬
‫ك ‪•:‬‬‫يست َفاد ِمن َذلِ‬
‫ُ َْ ُ ْ َ‬

‫يشتِ ِه َعلَى ُِ ْه ِد ُِ •‬ ‫ِ‬ ‫م‬ ‫ِ‬ ‫م‬‫ِ‬


‫أَنَّهُ يَْن بَغ ْ ْ ْ َ ْ َ َ َ َ‬
‫ع‬ ‫ِف‬ ‫د‬ ‫ت‬ ‫ع‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫سا‬ ‫ن‬ ‫إل‬‫ِ‬‫ل‬ ‫ي‬ ‫ِ‬
‫يف ال ِذلاةَ فِ ِيه َوال َمهانَةَ‪َّ ،‬‬
‫وإن‬ ‫ص ِي‪ ،‬أو موِرٍد َش ِر ٍ‬
‫ْ ي ْ َْ‬
‫الشَّخ ِ‬
‫يشوا ِمن ص َد ِ‬
‫قات‬ ‫ِ‬‫ع‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫و‬ ‫ض‬ ‫ف‬‫ر‬ ‫ي‬ ‫فاء‬‫ ِر‬
‫الش‬ ‫ْي‬ ‫ِ‬
‫ق‬ ‫ِ‬
‫اد‬ ‫الص‬
‫الد ِعا َة َّ‬
‫َ َ َْ ُ ُ َ ْ َ ُ ْ َ‬
‫اس‬ ‫َّاس‪ ،‬وأيَّةُ َكرام ٍة تَب َقى لِإلنْ ِ‬
‫سان بَ ْع َد أ ْن َميَُّد يَ َدُُ لِلنَّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫الن‬
‫ََ ْ‬
‫ضى لِنَ ْف ِس ِه املهانَةَ أ ْن‬ ‫ا‬ ‫ن‬‫ِ‬
‫ف يَ ْستَ ُ َ َْ َ‬
‫ت‬
‫ر‬ ‫م‬ ‫يع‬ ‫ِ‬
‫ط‬ ‫َ‬ ‫ُم ْستَ ِْجدايً‪َ ،‬وَكْي‬
‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ساد؟!‬
‫ََ َ‬ ‫ف‬ ‫ال‬‫و‬ ‫ر‬
‫َّ‬ ‫الش‬
‫َّ‬ ‫ب‬ ‫ر‬
‫َ َ‬ ‫ا‬ ‫ُي‬
‫ُ‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫الم‬ ‫يَ ْدعُ َو َإىل َمكا َ ْ‬
‫األخ‬ ‫م‬ ‫ر‬
‫‪ )8‬وِف اخلامسة والعشرين من سنة خرج ًتِراً إىل الشام ِف •‬
‫مال خدجية رَي هللا عنها‪ ،‬قال ابن إسحام‪ :‬كانت خدجية‬
‫بنت خويلد امرأة ًتِرة ذات شرف ومال‪ ،‬تستأِر الرِال ِف‬
‫ماهلا‪ ،‬وتضارهبم إايُ بشيء َتعله هلم‪ ،‬وكانت قريش قوماً َتاراً‪،‬‬
‫ٱلل عليه وسلم ما بلغها من‬‫فلما بلغها عن رسول هللا صلى ٰي‬
‫َدم حديثه‪ ،‬وعظم أمانته وكرم أخالقه بعثت إليه‪ ،‬فعرَت‬
‫عليه أن َيرج ِف مال هلا إىل الشام ًتِراً‪ ،‬وتعطيه أفضل ما‬
‫كانت تعطي غريُ من التِجار‪ ،‬مع غالم هلا يقال له ميسرة‪،‬‬
‫فقبله رسول هللا صلى يٰ‬
‫ٱلل عليه وسلم منها‪ ،‬وخرج ِف ماهلا‬
‫ذلك‪ ،‬وخرج معه غالمها ميسرة حَّت قدم الشام‪.‬‬
‫‪ )9‬زواجه خدجية‪:‬‬
‫وملا رِع إىل مكة‪ ،‬ورأت خدجية ِف ماهلا من األمانة والَبكة ما َل تر قبل‬
‫ٱلل عليه وسلم من خالل‬ ‫هذا‪ ،‬وأخَبها غالمها ميسرة ِبا رأى فيه صلى ٰي‬
‫عذبة‪ ،‬وَشاِلكرمية‪ ،‬وفكر راِح‪ ،‬ومنطق صادم‪ ،‬وَّنج أمْي‪ .‬وِدت‬
‫َالتها املنشودة – وكان السادات والرؤساء ُيرصون على زواِها‪ ،‬فتأِب‬
‫عليهم ذلك_‪ ،‬فتحدثت ِبا ِف نفسها إىل صديقتها نفيسة بنت منية‪ ،‬وهذُ‬
‫ٱلل عليه وسلم تفاُته أن يتَوج خدجية‪ ،‬فرَي بذلك‪،‬‬ ‫ذهبت إليه صلى ٰي‬
‫وكلم أعمامه‪ ،‬فذهبوا إىل عم خدجية‪ ،‬وخطبوها إليه‪ ،‬وعلى إثر ذلك َت‬
‫الَواج‪ ،‬وحضر العقد بنو هاشم ورؤساء مضر‪ ،‬وذلك بعد رِوعه من الشام‬
‫بشهرين‪ ،‬وأصدقها عشرين بكرة‪ ،‬وكانت سنها إذ ذاك أربعْي سنة‪ ،‬وكانت‬
‫يومئذ أفضل نساء قومها نسباً وثروة وعقالً‪ ،‬وهي أول امرأة تَوِها رسول هللا‬
‫صلى ٰي‬
‫ٱلل عليه وسلم‪ ،‬وَل يتَوج عليها غريها حَّت ماتت‪.‬‬
‫ٱلل عليه وسلم منها سوى إبراهيم‪ ،‬ولدت له أوال‬ ‫وكل أوالدُ صلى يٰ‬
‫القاسم‪-‬وبه كان يكىن – مث زينب ورقية‪ ،‬وأم كلثوم وفاطمة وعبدهللا‪ ،‬وكان‬
‫عبدهللا يلقب ابلطيب والطاهر‪ ،‬ومات بنوُ كلهم ِف صغرهم‪ ،‬أما البنات‬
‫فكلهن أدركن اإلسالم فأسلمن وهاِرن‪ ،‬إال أَّنن أدركتهن الوفاة ِف حياته‬
‫ٱلل عليه وسلم‪ ،‬سوى فاطمة رَي هللا عنها فقد أتخرت بعدُ ستة‬ ‫صلى ٰي‬
‫أشهر‪،‬‬
‫أحب الرسول هللا السيدة خدجية حبياًكبرياً‪ ،‬فهو َل يت ََّوج أبخرى ِف‬
‫َّ‬
‫يتسر ابإلماء واجلواري‪ ،‬مع أن ذلك كان ِف عُرف العصر‬ ‫حياهتا‪ ،‬وَل َّ‬
‫ومتاحاً‪ ،‬وال حرج منه‪.‬‬‫شاِعاً ُ‬
‫‪ )10‬أزواجه أمهات املؤمنني ‪:‬‬

‫أوالهن خدجية بنت خويلد القرشية األسدية – رَى هللا عنها‪-‬‬


‫تَوِها قبل النبوة وهلا أربعون سنة‪،‬وهى الَّت وازرته على النبوة‬
‫وِاهدت معه‪ ،‬وواسته بنقسها وماهلا‪ ،‬وماتت قبل اهلِجرة بثالث‬
‫ٱلل عليه وسلم‪(-‬غري سيدان ابراهيم)‬ ‫سنْي‪ ،‬وَجيع أوالدُ‪ -‬صلى ٰي‬
‫منها‪ ،‬وكان داِم الذكر هلا‪ ،‬واألعَّتاف بفضلها‪ ،‬ورِبا اذا ذبح الشاة‬
‫يقطعها أعضاء مث يبعثها ىف صداِق خدجية‪-‬رَى هللا عنها‪-‬‬
‫مث تَوج بعد موهتا أبايم سودة بنت زمعة القرشية‪ ،‬مث تَوج بعدها عاِشة‬
‫الصديقة حبيبة رسول هللا صلى ٰي‬
‫ٱلل عليه وسلم‪-‬وهى أفقه نساء األمة‬
‫ٱلل عليه وسلم يرِعون اىل‬‫وأعلمهن‪ ،‬وكان األكابر من أصحاب النىب صلى ٰي‬
‫قوهلا‪ ،‬ويستفتوَّنا‪ ،‬مث تَوج حفصة بنت عمر بن اخلطاب رَى هللا عنهما مث‬
‫تَوج زينب بنت خَمية‪ ،‬وتوفيت عندُ بعد شهرين‪ ،‬مث تَوج أم سلمة هند بنت‬
‫أِب أمية حذيفة بن املغرية القرشية املخَومية وهى آخر نساِه موًت‪ ،‬مث تَوج‬
‫زينب بنت ِحش وهى ابنة عمته أميمة‪ ،‬وتَوج ِويرية بنت احلارث بن أِب‬
‫َرار املصطلقية‪ ،‬مث أم حبيبة رملة بنت أِب سفيان صخر بن حرب‪ ،‬مث صفية‬
‫بنت حى بن أخطب سيد بىن النضري ومن ولد هارون بن عمران أخى نىب هللا‬
‫موسى‪ ،‬مث ميمونة بنت احلارث اهلاللية‪ ،‬وهي آخرمن تَوج هبا‪.‬‬
‫وال خالف أنه‪ -‬صلى يٰ‬
‫ٱلل عليه وسلم‪-‬توىف عن‬
‫تسع زوِات وهن من ذكران‪ ،‬غري خدجية وزينب‬
‫بنت خَمية‪ ،‬فقد توفيتا ىف حياته‪ -‬صلى يٰ‬
‫ٱلل عليه‬
‫وسلم‪-‬وكلهن ثيبات غري عاِشة‪.‬‬
‫وقفة قصرية عند تعدد الزوجات ‪:‬‬

‫ٱلل عليه وسلم‪-‬شطرا من عمرُ ىف العَوبة‪،‬‬ ‫قضى رسول هللا ‪-‬صلى يٰ‬
‫مدة مخسة وعشرين عاما‪ ،‬وهى فَّتة الشباب الِت استوفت أفضل شروطه‬
‫وصفاته‪ ،‬وكان مثال للفتوة االنسانية العربية السليمة‪ ،‬والصحة الَّت كان‬
‫فيها نصيب للنشأة ىف البادية‪ ،‬والبعد عن أدواء املدنية‪ ،‬والتحلى أبفضل‬
‫صفات الفروسية والرِولة الَّت تفاخر هبا العرب‪ ،‬وأشاد هبا علماء النفس‬
‫واألخالم وَل جيد أشد أعداِه له مغمَا ىف هذُ الفَّتة احلامسة الدقيقة ىف‬
‫حياته قبل النبوة وبعد النبوة اىل هذا اليوم‪ ،‬فكان مثاال للطهر والعفاف‬
‫والنَاهة والَباءة والعَوف عن كل ما ال يليق به‪.‬‬
‫فلما بلغ مخسا وعشرين سنة تَوج خدجية بنت خويلد‪ ،‬وهى‬
‫أمي‪ ،‬قد بلغت من عمرها أربعْي سنة‪ ،‬وقد تَوِت قبله برِلْي‪،‬‬
‫وهلا أوالد‪ ،‬وبينه وبينها من التفاوت ىف السن‪ 15‬سنة على‬
‫القول املشهور – مث تَوج بعدها – وقد ِاوز اخلمسْي –‬
‫سودة بنت زمعة‪ ،‬وقد توىف زوِها ىف احلبشة مسلما‪ ،‬مهاِرا‪،‬‬
‫وَل يتَوج‪-‬صلى يٰ‬
‫ٱلل عليه وسلم‪-‬بكرا اال عاِشة بنت أِب بكر‪،‬‬
‫وما تَوج زوِا اال وهلذا الَواج مصلحة راِحة من‬
‫مصاحل الدعوة واالسالم‪ ،‬أو املروءة ومكارم األخالم‪،‬‬
‫أو ِلب منفعة عامة‪ ،‬ودرء خطر اِتماعى كبري‪ ،‬فقد‬
‫كان لآلرحام واملصاهرة أتثري كبري ىف حياة العرب‬
‫القبلية‪ ،‬واالِتماعية‪ ،‬وقيمة ليست ىف أمة أخرى‪،‬‬
‫فكانت هلذُ املصاهرة أثرها البعيد ىف ًتريخ الدعوة‬
‫االسالمية‪ ،‬واجملتمع االسالمى املثاىل‪ ،‬وحقن الدماء‬
‫والتوقى من معرة القباِل العربية‪.‬‬
‫وَل تكن حياته معهن حياة ترف ورفاهية‪ ،‬وتوسع ىف املطاعم‬
‫واملشارب وخفض العيش‪ -‬وتلك غاية تعدد الَوِات ىف نظر‬
‫كثري من الناس‪-‬بل كانت حياة زهد وتقشف‪ ،‬وايثار وقناعة‪،‬ال‬
‫يطيقها أعاظم الرِال وكبار الَهاد ىف القدمي واحلديث ومير شىء‬
‫منها ابلقارئ املنصف أن يقرأ قوله تعاىل ‪(( :‬ايأيها النىب قل‬
‫ألزواِك ان كننت تردن احلياة الدنيا وزينتها‪ ،‬فتعالْي أمتعكن‬
‫وأسرحكن سراحا َجيال‪ ،‬وان كننت تردن هللا ورسوله والدار اآلخرة‬
‫فان هللا أعد للمحسنات منكن أِرا عظيما‪.‬‬
‫أوالده وأسباطه صلى ه‬
‫ٱّلل عليه وسلم ‪:‬‬

‫ولدت له خدجية القاسم‪ ،‬وبه كان يكىن‪،‬‬


‫ومات طفال‪ ،‬مث زينب مث رقيقة وأم كلثوم وفاطمة‪،‬‬
‫واختلفوا ىف عبد هللا‪ ،‬والطيب‪ ،‬والطاهر‪ ،‬فعدهم بعضهم‬
‫ثالثة أوالد‪ ،‬والصحيح عند ابن قيم أن الطيب والطاهر‬
‫لقبان لعبد هللا‪ ،‬وهؤالء كلهم من خدجية‪-‬رَى هللا‬
‫عنها‪.-‬‬
‫خامسا & سادسا ‪ :‬بعثة النىب صلى ه‬
‫ٱّلل عليه وسلم‬

‫‪ .1‬سِجارُ كنابْي (صلى يٰ‬


‫ٱلل عليه وسلم)‬
‫‪.2‬دعوة النىب صلى يٰ‬
‫ٱلل عليه وسلم سرا وِهرا‬
‫‪.3‬قريش منولق دعوة نىب صلى يٰ‬
‫ٱلل عليه وسلم دان ڤڽقسأن‬
‫يڠدالكوكن‬
‫‪ .4‬اهلِجرة إىل احلبشة‬
‫‪ .5‬الدعوة ىف الطاِف وإسراء معراج‬
‫‪ .6‬اوتوسن كفد قبيلة عرب‬
‫البعثَة‬
‫‪ْ )1‬‬
‫تباشري الصبح وطالئع السعادة ‪:‬‬
‫ٱلل عليه وسلم‪-‬‬‫وأَت رسول هللا‪-‬صلى يٰ‬
‫أربعْي سنة من عمرُ‪ ،‬والدنيا واقفة على شفا حفرة من‬
‫النار‪ ،‬واالنسانية ُتطو خبطى سريعة اىل االنتحار‪ ،‬هنالك‬
‫ظهرت تباشري الصبح وطالِع السعادة‪ ،‬وآن أوان البعثة‪،‬‬
‫وتلك سنة هللا اذا اشتد الظالم‪ ،‬وطالت الشقوة‪.‬‬
‫وبلغ قلق رسول هللا‪-‬صلى يٰ‬
‫ٱلل عليه وسلم‪ِ-‬ما كان يراُ من‬
‫ِهل وِاهلية‪ ،‬وخرافة ووثنية‪-‬وتطلعه اىل االرشاد واهلداية‪،‬‬
‫من فاطر الكون وخالق السموات واألرض‪ ،‬ذروته كأن‬
‫حاداي ُيدوُ‪ ،‬فحبب اليه اخلالء‪ ،‬فلم يكن شئ أحب اليه‬
‫من أن َيلو وحدُ‪ ،‬وكان َيرج من مكة‪ ،‬يبعد‪،‬‬
‫حَّت ُتسر عنه البيوت‪ ،‬ويفضى اىل شعاب مكة‬
‫وبطوَّناو أوديتها‪ ،‬فال مير ِبِجر وال شِجر اال قال‪:‬‬
‫السالم عليك اي رسول هللا ! ويلتفت رسول هللا‪-‬‬
‫ٱلل عليه وسلم حوله وعن ميينه وَشاله وخلفه‪،‬‬ ‫صلى يٰ‬
‫فال يرى اال الشِجر واحلِجارة‪.‬‬
‫وكان أول ما بدىء به‪ ،‬الرؤاي الصادقة ىف النوم‪،‬‬
‫وكان ال يرى رؤاي اال ِاءت مثل فلق الصبح‪.‬‬
‫ىف غار حراء‪:‬‬
‫وكان َيلو‪-‬غالبا‪-‬بغار ((حراء)) ‪ ،‬فيمكث فيها لياىل‪،‬‬
‫متواليات وكان يتَود لذلك وكان يتعبد ويدعو على‬
‫الطريقة االبراهيمية احلنيفية والفطرة السليمة اىل هللا‪.‬‬
‫مبعثه‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪:-‬‬
‫وكان ىف احدى املرات اذ ِاءُ اليوم املوعود لبعثته‪ ،‬وكان‬
‫ذلك ىف رمضان (‪ 17‬من رمضان ‪ ،‬ىف السنة احلادية‬
‫واألربعْي من ميالدُ‪ 6 ،‬أغسطس ‪ 610‬م) ىف يقظة‬
‫ووعى‪ ،‬فِجاءُ امللك وهو ِبراء‪ ،‬فقال ‪ :‬اقرأ‪ ،‬قال‪ :‬ما أان‬
‫بقارئ‪ ،‬قال رسول هللا‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪-‬‬
‫فأخذىن فغطىن‪ ،‬حَّت بلغ مىن اجلهد‪ ،‬مث أرسلىن‪،‬‬
‫فقال‪ :‬اقرأ ‪ ،‬فقلت‪ :‬ما أان بقارىء‪ ،‬فأخذىن فغطىن الثانية‪،‬‬
‫حَّت بلغ مىن اجلهد‪ ،‬مث أرسلىن‪ ،‬فقال‪ :‬اقرأ ‪ ،‬فقلت‪ :‬ما أان‬
‫بقارىء‪ ،‬فأخذىن فغطىن الثالثة‪ ،‬مث أرسلىن‪ ،‬فقال‪(( :‬اقرأ‬
‫ابسم ربك الذى خلق‪ ،‬خلق االنسان من غلق‪ ،‬اقرأ وربك‬
‫األكرم الذى علم ابلقلم‪ ،‬علم االنسان ما َل يعلم))‪.‬‬

‫وكان ذلك أول يوم من أايم النبوة‪ ،‬وأول وحى من القرآن‪.‬‬


‫ىف بيت خدجية‪-‬رضى هللا عنها‪:-‬‬

‫وفَع منه رسول هللا‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ -‬فانه َل‬


‫يعهدُ وَل يسمع به‪ ،‬وقد طالت الفَّتة‪ ،‬وعهد العرب‬
‫ابلنبوة واألنبياء بعيد‪ ،‬وخاف على نفسه‪ ،‬ورِع اىل بيته‬
‫ترتعد فراِصه وقال ‪ :‬زملوىن ‪ ،‬زملوىن ‪ ،‬لقد خشيت‬
‫على نفسى‪.‬‬
‫وسألت خدجية‪-‬رَى هللا عنها‪-‬عن السبب‪ ،‬فقص عليها‬
‫القصة‪ ،‬وكانت عاقلة فاَلة‪ ،‬مسعت ابلنبوة واألنبياء‬
‫واملالِكة‪ ،‬وكانت تَور ابن عمها ورقة بن نوفل‪ ،‬وكان قد‬
‫تنصر ‪ ،‬وقرأ الكتب‪ ،‬ومسع من أهل التوراُ واالُيل‪ ،‬وكانت‬
‫تنكر من أهل مكة ما ينكرُ أهل الفطرة السليمة واألذهان‬
‫املستقيمة‪.‬‬
‫فقالت ىف ثقة واميان وىف قوة وأتكيد‪:‬‬
‫((كال! وهللا ما َيَيك هللا أبدا‪ ،‬انك لتصل الرحم‪،‬‬
‫وُتمل الكل‪ ،‬وتكسب املعدوم‪ ،‬وتقرى الضيف‪ ،‬وتعْي‬
‫على نواِب احلق))‪.‬‬
‫بني يدى ورقة بن نوفل ‪:‬‬
‫وقد قالت ذلك خدجية‪ ،‬اعتمادا على العقل السليم‪،‬‬
‫والفطرة الصحيحة‪ ،‬وعلى َتارهبا ىف احلياة‪ ،‬ومعرفتها‬
‫للناس‪.‬‬
‫ولكن األمر كان أعظم من هذا‪ ،‬وكان ُيتاج اىل‬
‫رِل له خَبة ابلدايانت وًترَيها‪ ،‬والنبوات وسننها‪،‬‬
‫ومعرفة أبهل الكتاب الذين عندهم أخبار األنبياء‬
‫وعلمهم‪.‬‬
‫فرأت أن تستعْي ىف ذلك اببن عمها العاَل ((ورقة بن‬
‫نوفل)) فانطلقت برسول هللا‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪-‬‬
‫اليه‪.‬‬
‫وأخَب رسول هللا‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ -‬ورقة خَبما‬
‫رأى‪ ،‬فقال ورقة ‪(( :‬والذى نفسى بيدُ انك لنىب هذُ‬
‫األمة‪ ،‬ولقد ِاءك الناموس األكَب الذى ِاء موسى‪،‬‬
‫وان قومك سيكذبونك‪ ،‬ويؤذونك‪ ،‬وَيرِونك‪،‬‬
‫ويقاتلونك))‪.‬‬
‫وفَّت الوحى زماان‪ ،‬مث تتابع‪ ،‬وبدأ القرآن ينَل‪.‬‬
‫‪ )2‬دعوة النب صلى هللا عليه وسلم سرا وجهرا‬
‫ِسالم خدجية وأخالقها ‪:‬‬
‫وآ منت به خدجية‪ ،‬فكانت أول من آمن ابهلل‬
‫وبرسوله‪ ،‬وكانت ِبوارُ‪ ،‬تؤازرُ‪ ،‬وتثبته‪ ،‬وُتفف عنه‪،‬‬
‫وهتون عليه أمر الناس‪.‬‬
‫ِسالم على بن أىب طالب‪ ،‬وزيد بن حارثة ‪:‬‬

‫مث أسلم على بن أِب طالب – رَى هللا عنه‪ -‬وهو يؤمئذ ابن‬
‫عشر سنْي‪ ،‬وكان ىف حِجر رسول هللا‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪-‬‬
‫قبل االسالم‪ ،‬أخذُ من أِب طالب ىف أايم الضاِقة‪ ،‬وَمه‬
‫اليه‪.‬‬
‫وأسلم زيد بن حارثة موىل رسول هللا‪-‬صلى هللا عليه‬
‫وسلم‪ -‬وكان قد تبناُ رسول هللا‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪-‬‬
‫فكان اسالم هؤالء شهادة أقرب الناس اليه‪ ،‬وأعرفهم‬
‫به‪ ،‬وبصدقه‪ ،‬واخالصه‪ ،‬وحسن سريته‪ ،‬وأهل البيت أدرى‬
‫ِبا فيه‪،‬‬
‫ِسالم أىب بكر بن قحافة وفضله ىف الدعوة اىل‬
‫الإلسالم‪،‬‬

‫وأسلم أبو بكر بن أِب قحافة‪ ،‬وكانت له منَلة ىف‬


‫قريش‪،‬لعقله ومروءته واعتداله‪ ،‬وأظهر اسالمه‪،‬‬
‫ِسالم أشراف من قريش ‪:‬‬

‫وأسلم بدعاِه أشراف من قريش‪ ،‬هلم مكانة وسؤدد‪ ،‬منهم‬


‫عثمان بن عفان‪ ،‬وزبري بن العوام‪ ،‬وعبد الرْحن بن عوف‪،‬‬
‫وسعد بن أِب وقاص‪ ،‬وطلحة بن عبيد هللا‪ ،‬فِجاء هبم اىل‬
‫رسول هللا‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪-‬فأسلموا‪.‬‬
‫ودخل الناس ىف االسالم أرساال من الرِال والنساء‪،‬‬
‫حَّت فشا ذكر االسالم ِبكة‪ ،‬وُتدث به‪.‬‬
‫اجلَ ْه ُر ِّابل َد ْع َوِّة‬
‫ت ( َوأنْ ِذ ْر‬ ‫ل‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ ْ‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫ا‬‫م‬‫َّ‬ ‫َ‬‫ل‬ ‫"‬ ‫‪:‬‬ ‫ال‬
‫َ‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫ما‬ ‫ه‬ ‫ْ‬ ‫هللا‬ ‫ي‬ ‫َ‬‫اس ر ِ‬
‫َرَوى البُ َخا َ ْ َ َ َ َ ُ‬
‫ن‬ ‫ع‬ ‫ٍ‬ ‫ب‬
‫َّ‬ ‫ع‬ ‫ابن‬ ‫ن‬ ‫ع‬ ‫ي‬
‫ٌّ‬ ‫ِ‬
‫ر‬
‫نادي اي‬ ‫الصفا‪ ،‬فَِجعل ي ِ‬ ‫ى‬ ‫ل‬ ‫وس‬ ‫عليه‬ ‫هللا‬ ‫صلى‬ ‫َّب‬ ‫ِ‬‫ن‬‫ال‬ ‫د‬ ‫ع‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫)‬ ‫ْي‬ ‫ِ‬
‫ب‬‫ر‬ ‫األق‬ ‫ك‬ ‫ت‬‫ري‬ ‫ش‬‫ِ‬
‫ََ َ ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫لم‬ ‫َ َ َ ِ‬ ‫َع ََ َ َ‬
‫ْ‬
‫الر ُِ ُل إِذا ََلْ يَ ْستَ ِط ْع‬ ‫ع‬ ‫ِج‬ ‫ف‬ ‫ا‪،‬‬‫و‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫ت‬ ‫اِ‬ ‫َّت‬‫َّ‬ ‫ح‬ ‫‪،‬‬‫ش‬‫ٍ‬
‫بَِىن ْفهر‪ ،‬اي بَِىن عدي لُ ُ َُْ َ ْ َ َ ُ َ َ َ َ َّ‬
‫ل‬ ‫ي‬‫ر‬ ‫ق‬ ‫ِ‬
‫ون‬ ‫ط‬ ‫ب‬‫ِ‬
‫قال‪َ :‬أرأيْتُ ُك ْم لَ ْو‬
‫ش‪ ،‬فَ َ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫أ ْن ََيُْر َج ْأر َس َل َر ُسوالً لَ ْ َ ُ َ َ َ ُ َ َ َُْ ٌ‬
‫ي‬
‫ر‬ ‫ق‬‫و‬ ‫ب‬ ‫هل‬
‫َ‬ ‫و‬ ‫أب‬ ‫ِجاء‬ ‫ف‬ ‫‪،‬‬‫و‬ ‫ه‬ ‫ما‬ ‫ر‬ ‫ظ‬
‫ُ‬ ‫ن‬ ‫ي‬
‫ص يِدقِ يي؟‬ ‫م‬
‫ْ َُْ‬ ‫م‬ ‫ت‬
‫ُ‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫ك‬
‫ُ‬ ‫أ‬ ‫م‬ ‫ك‬
‫ُ‬ ‫ي‬
‫ْ‬‫َ‬‫ل‬‫ع‬‫َ‬ ‫ري‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫غ‬ ‫ت‬
‫ُ‬ ‫ن‬‫ْ‬ ‫أ‬ ‫يد‬ ‫ر‬‫ُ‬‫ت‬ ‫ي‬ ‫ِ‬
‫اد‬ ‫و‬ ‫ل‬ ‫ِ‬
‫اب‬ ‫أن َخْيالً‬ ‫أخ َ َْبتُ ُك ْم َّ‬
‫ْ‬
‫ْي ي َدي َع ٍ‬
‫ذاب‬ ‫ب‬ ‫م‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ير‬ ‫ذ‬‫فإِ نَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪:‬‬ ‫ال‬ ‫ق‬ ‫ا‪،‬‬ ‫ق‬ ‫د‬ ‫ص‬‫ك َّإال ِ‬
‫ي ٌ ْ َْ َ َ ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ْ‬ ‫قالوا‪ :‬نَ َع ْم‪ ،‬ما ََِّربْنا َعلَْي َ‬
‫ك ساَِِر اليَ ْوٍم‪،‬‬ ‫ل‬ ‫ا‬‫ب‬ ‫ت‬
‫َش َ ُ َ َ َ‬
‫َ‬ ‫ا‬ ‫‪:‬‬ ‫ب‬‫ٍ‬ ‫هل‬
‫َ‬ ‫و‬ ‫أب‬ ‫قال‬
‫َ‬ ‫ف‬ ‫‪،‬‬‫يد‬ ‫ِ‬
‫د‬
‫ت‪:‬‬ ‫ل‬
‫َ‬‫َ‬ ‫ن‬ ‫ف‬ ‫!‬ ‫نا‬‫ت‬‫ع‬ ‫َج‬ ‫ذا‬ ‫ِ‬
‫أهل‬
‫َ ََ ْ َ َ َ َ ْ‬
‫ين ِأب ََّّنُ ْم ال‬ ‫َوا عن َد ْعوتِِه‪ُ ،‬م ْعتَ ِذ ِ‬
‫ر‬ ‫ُ‬ ‫ر‬ ‫أع‬
‫ْ‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫أ‬ ‫ش‬ ‫ي‬
‫ْ‬‫ر‬ ‫ق‬
‫ُ‬ ‫ف‬‫ُ‬
‫ِ‬
‫ق‬‫و‬‫ْ‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫كا‬‫و‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َوا لَ ُه‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يَ ْستَ ُ َ ْ َْ ُُ َ ْ َ َُ ُ َ َ َ ُ َ َْ ََ ََّ ُ‬
‫ر‬ ‫ع‬ ‫ت‬ ‫ي‬ ‫َل‬
‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫ش‬ ‫و‬ ‫وُ‬ ‫ك‬‫ر‬ ‫ت‬ ‫مث‬
‫َّ‬‫ُ‬ ‫‪،‬‬‫م‬ ‫ه‬ ‫آابِ‬ ‫ين‬ ‫د‬ ‫ا‬
‫و‬ ‫ك‬‫َّت‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫و‬ ‫يع‬ ‫ط‬
‫َولِ َد ْع َوتِِه ِِف بِ َدايَِة األ َْم ِر‪.‬‬

‫األص ِ‬
‫نام‪َ ،‬س َّف َه‬ ‫ولَ َّما رأى النَِّب صلى هللا عليه وسلم ََتَ ِس َكهم بِعِباد ِ‬
‫ة‬
‫ُْ َ ْ‬ ‫ ِ‬ ‫َ َ‬
‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫َاار‬ ‫م‬ ‫هل‬
‫َْ ُ َُْ َ‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫َت‬ ‫ال‬ ‫ا‬‫أَّن‬ ‫عُ ُقوهل ْ َ َ ْ َ ُ ْ َ ْ َ َ َ َ َ َ ََّ َ‬
‫ْي‬ ‫ب‬‫و‬ ‫ها‪،‬‬‫ت‬ ‫ق‬ ‫ي‬‫ق‬ ‫ح‬ ‫ر‬‫ه‬‫ظ‬ ‫و‬
‫أ‬ ‫‪،‬‬‫م‬ ‫ه‬‫نام‬ ‫أص‬ ‫عاب‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬‫م‬
‫قاوَم ِة َهذا ال يِدي ِن‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ت‬ ‫م‬ ‫َ‬ ‫ع‬‫ش‪،‬و‬ ‫ي‬
‫ر‬ ‫ق‬ ‫ت‬ ‫ب‬ ‫ِ‬
‫َوال نَ ْفعاً‪َ ُ ََ ْ َ ََ َ ْ َُ ْ َ َ َ ْ ،‬‬
‫م‬ ‫ى‬ ‫ض‬ ‫غ‬ ‫ها‬‫د‬ ‫ن‬ ‫ِ‬
‫ع‬
‫اجلَ ِديد‪.‬‬
‫ك‪:‬‬‫ِّ‬
‫اد ْ َ‬
‫ل‬ ‫ذ‬ ‫ن‬ ‫ِّ‬
‫م‬
‫َ‬ ‫يُ ْستَ َف ُ‬
‫الم إََّنَا هو الت ْقلِيد األَعمى لِ ِ‬
‫آلابء‬ ‫ِ‬ ‫اإلس‬
‫و‬ ‫ٍ‬
‫ش‬ ‫ي‬‫ر‬ ‫ق‬
‫ُ‬ ‫ْي‬ ‫ب‬ ‫ال‬
‫َ‬ ‫ح‬ ‫ي‬‫ذ‬‫ِ‬
‫ي‬ ‫ال‬ ‫َّ‬
‫إن‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫َ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ك‪َ ،‬وِِف‬ ‫واألَِد ِاد‪ ،‬ولِ َذلِك عاب النَِّب صلى هللا عليه وسلم علَي ِهم َذلِ‬
‫َ‬ ‫َْ‬ ‫َ ْ َ َ َ َ َ ِ‬
‫ض َم َع‬ ‫ار‬ ‫ع‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫ِ‬
‫الِت‬ ‫ِ‬
‫يد‬‫ِ‬
‫ال‬‫ق‬ ‫الت‬
‫َّ‬ ‫ى‬‫ل‬‫ع‬ ‫اب‬
‫ر‬ ‫ح‬ ‫اء‬‫ِ‬ ‫الم‬‫اإلس‬ ‫َّ‬
‫أن‬ ‫ى‬ ‫ِ‬
‫َهذا َدل ٌ ََ‬
‫ل‬‫ع‬ ‫يل‬
‫ْ َ َ َ َ ْ ًَ ََ َ ي ََ َ َ ُ‬
‫َجيع ما ِاء بِِه اإلسالم ِمن نُظٍُم وتَ ْش ِر ٍ‬
‫يعات َّإَنَا‬ ‫َن َِ‬
‫َّ‬ ‫أ‬
‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ق‬ ‫الَع ْق ِل واملْن ِ‬
‫ط‬
‫َ‬ ‫ْ ُ ْ‬ ‫ََ ََ‬ ‫َ ََ َ‬
‫ص ُح أَ ْن يُطْلَ َق‬ ‫لك فَال ي ِ‬ ‫ذ‬ ‫ل‬
‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ري‬ ‫ِ‬
‫ك‬ ‫ف‬ ‫الت‬ ‫ى‬‫ل‬ ‫ع‬ ‫وم‬ ‫ق‬ ‫ت‬ ‫أ‬ ‫َّ‬
‫َّن‬ ‫أل‬
‫َ‬ ‫‪،‬‬‫ئ‬ ‫ِ‬
‫اد‬ ‫ب‬ ‫م‬ ‫ي‬ ‫ِ‬
‫ه‬
‫ََ َ َ‬ ‫َ ُ ُ ََ َ ْ‬ ‫َ ََ ُ‬
‫الم َوتَ ْش ِر َيعاتِِه‪.‬‬
‫اإلس ِ‬ ‫ام‬‫ِ‬ ‫ك‬ ‫ح‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫ى‬ ‫ل‬‫ع‬ ‫ة‬ ‫ي‬ ‫ِ‬
‫الم‬ ‫اإلس‬ ‫يد‬ ‫ِ‬
‫صطَلَ ُح التَّ َقال ُ ْ َّ ُ ََ ْ َ‬
‫ْ‬ ‫ُم ْ‬
‫‪ (3‬تعذيب قريش للمسلني ‪:‬‬

‫ومضى رسول هللا‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪-‬يدعو اىل هللا‪ ،‬ويئست قريش‬
‫منه ومن أِب طالب‪ ،‬ونَل غضبهم على من كان أسلم من أبناء قباِلهم‪،‬‬
‫وليس هلم من مينعهم‪.‬‬

‫فوثبت كل قبيلة على من فيهم من املسلمْي‪ ،‬فِجعلوا ُيبسوَّنم‬


‫ويعذبوَّنم ابلضرب‪ ،‬واجلوع‪ ،‬والعطش‪ ،‬وبرمضاء مكة اذا اشتد احلر‪.‬‬
‫منهم بالل وعمار ومصعب‪.‬‬
‫حماربة قريش لرسول هللا‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪-‬‬
‫وتفننهم ىف االيذاء ‪:‬‬

‫فلما َل تلق قريش ُاحا ىف صرف هؤالء الفتيان الذين أسلموا‪،‬‬


‫عن دينهم‪َ ،‬ل يلن رسول هللا‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ -‬وَل ُياهبم‪،‬‬
‫اشتد عليهم ذلك‪ ،‬فأغروا برسول هللا‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪-‬‬
‫سفهاءهم‪ ،‬فكذبوُ وآذوُ‪ ،‬ورموُ ابلسحر والشعر‪ ،‬والكهانة واجلنون‪،‬‬
‫وتفننوا ىف ايذاء رسول هللا‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪-‬وذهبوا فيه كل‬
‫مذهب‪.‬‬
‫وكات أشرافهم َمتمعْي يوما ىف احلِجر‪ ،‬اذ طلع عليهم رسول هللا‪-‬‬
‫صلى هللا عليه وسلم‪ -‬ومرهبم طاِفا ابلبيت‪ ،‬فغمَوُ ببعض القول‪،‬‬
‫وعادوا بذلك ثالث مرات‪ ،‬فوقف مث قال‪ :‬أتسمعون اي معشر‬
‫قريش؟ أما والذى نفسى بيدُ‪ ،‬لقد ِئتكم ابلذبح‪ ،‬فأسكت القوم‪،‬‬
‫فال حراك هبم‪ ،‬وصاروا يالطفونه ابلقول‬
‫فلما كان من الغد‪ ،‬وهم ىف مقامهم‪ ،‬طلع عليهم رسول هللا‪-‬صلى هللا‬
‫عليه وسلم‪ -‬فوثبوا اليه وثبة رِل واحد‪ ،‬وأحاطوابه‪ ،‬وأخذ رِل منهم‬
‫ِبِجمع رداِه‪ ،‬فقام أبو بكر‪-‬رَى هللا عنه‪ -‬دونه‪ ،‬وهو يبكى ويقول ‪:‬‬
‫أتقتلون رِاال أن يقول‪ :‬رِب هللا؟!‪ ،‬فانصرفوا عنه‪ ،‬ورِع أبو بكر يومئذ‬
‫وقد صدعوا فرم رأسه‪ ،‬وقد ِروُ بلحيته‪.‬‬

‫وخرج رسول هللا‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ -‬يوما فلم يلقه أحد من‬
‫الناس‪ ،‬اال كذبه وآذاُ‪ ،‬ال حر وال عبد‪ ،‬فرِع رسول هللا‪-‬صلى هللا عليه‬
‫وسلم‪ -‬اىل منَله‪ ،‬فتدثر من شدة ما أصابه‪ ،‬فأنَل هللا تعاىل عليه‪:‬‬
‫(( اي أيها املدثر))‪.‬‬
‫قسوة قريش ىف ايذاء رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ومبالغتهم‬
‫ىف ذلك ‪:‬‬

‫وتفنن قريش‪ ،‬وقسوا ىف ايذاء رسول هللا‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ -‬فلم‬
‫يرعوا فيه قرابة‪ ،‬وُتطوا حدود االنسانية‪.‬‬
‫فبينا النىب‪ -‬صلى هللا عليه وسلم‪ -‬ساِد‪-‬ذات يوم‪-‬ىف املسِجد‪،‬‬
‫وحوله انس من قريش‪ ،‬اذ ِاء عقبه بن أِب معيط بسالَِور‪،‬‬
‫فقذفه على ظهر النىب‪ -‬صلى هللا عليه وسلم‪-‬فلم يرفع رأسه‪،‬‬
‫فِجاءت ابنته ((فاطمة))‪-‬عليها السالم‪-‬فأخذته من ظهرُ‪ ،‬ودعت‬
‫على من صنع هذا‪ ،‬ودعا عليهم النىب‪ -‬صلى هللا عليه وسلم‪.-‬‬
‫ش ِّة‬ ‫ب‬
‫ََ َ‬‫احل‬ ‫ِىل‬
‫َ‬ ‫ة‬‫ر‬ ‫ج‬ ‫ِّ‬
‫‪ )4‬اهل ْ َ ُ‬
‫أصحابَهُ ِم َن‬ ‫ُ ُ ْ‬ ‫ب‬ ‫ي‬‫ص‬‫ٱلل عليه وسلم ما ي ِ‬
‫ولَ َّما َرأى رسول هللا صلى ٰي‬
‫اب َعْن ُهم‪ ،‬قَ َال َهلُم‪ :‬لَ ْو‬ ‫ِ‬
‫البَالء‪َ ،‬وُه َو ال يَ ْق ُ ْ َ ْ َ َ َ َ َ‬
‫ذ‬ ‫الع‬ ‫ع‬ ‫ف‬ ‫د‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫ر‬‫د‬
‫أح ٌد‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫د‬ ‫ن‬ ‫ِ‬
‫ع‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫ظ‬
‫ْ‬ ‫ي‬ ‫ال‬ ‫ا‬ ‫ك‬ ‫ِ‬
‫ل‬ ‫م‬ ‫ا‬ ‫ِ‬
‫هب‬ ‫َّ‬
‫إن‬ ‫ِ‬
‫َخَر ِْتُ ْم َإىل ْأرض احلَبَ َش َ‬
‫ف‬ ‫‪،‬‬‫ة‬
‫َ ً ُ َُ ْ َ ُ َ‬
‫ض ِص ْد ٍم‪َ ،‬ح ََّّت َْجي َع َل هللا لَ ُك ْم فَ َر ًِا ِِمَّا أنْتُم فِ ِيه‪ ،‬فَ َخَر َج‬ ‫أر‬
‫َ َ ْ ُ‬ ‫ي‬ ‫وِ‬
‫ه‬
‫ض احلَبَ َش ِة‪ ،‬فِراراً إىل هللا بِ ِدينِ ِهم‪ِ ،‬م ُنهم َم ْن َخَر َج‬ ‫امل ْسلِ ُمو َن إىل ْأر ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫اإلس ِ‬
‫الم‬ ‫ِف‬‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫ة‬‫ر‬ ‫ِج‬ ‫ه‬‫بِن ْف ِس ِه‪ ،‬وِمْن هم من خرج ِأبهلِ ِه‪ ،‬فَكانَت َّأو ُل ِ‬
‫ْ‬ ‫َْ‬ ‫ْ‬ ‫َ ُ َ ْ ََ َ ْ‬ ‫َ‬
‫ك‪:‬‬ ‫ِّ‬
‫اد ْ َ َ‬
‫ل‬ ‫ذ‬ ‫ن‬ ‫ِّ‬
‫م‬ ‫يُ ْستَ َف ُ‬

‫باع ِه ْأو‬ ‫َّاعي ِة إِذا وِ َد خطَراً علَى ح ِ‬


‫ياة أتْ ِ‬ ‫أنَّه َِجيب علَى الد ِ‬
‫َ ََ َ َ َ‬ ‫ُ ُ َ‬
‫أعداِِ ِهم‪،‬‬ ‫ن‬ ‫ِ‬
‫م‬ ‫ِ‬
‫يه‬‫معت َقداهتِِم‪ ،‬أ ْن ي هيِئ َهلم مكاانً َيمنو َن فِ‬
‫ْ ْ‬ ‫ُ َي َ ُ َ َ َُ‬ ‫ُ َْ‬
‫اع‬‫ط‬‫ت‬ ‫اس‬ ‫ة‬‫َّ‬
‫ل‬ ‫ِ‬
‫ق‬ ‫ا‬
‫و‬ ‫ن‬ ‫كا‬ ‫إذا‬ ‫م‬ ‫َّ‬
‫َّن‬ ‫إ‬ ‫ف‬ ‫ها‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ر‬ ‫تشا‬ ‫ن‬ ‫ا‬
‫و‬ ‫ِ‬
‫ة‬‫و‬ ‫َّع‬ ‫الد‬ ‫ِ‬
‫ر‬ ‫ا‬
‫ر‬ ‫م‬ ‫ِ‬
‫ت‬ ‫اس‬ ‫ِ‬
‫مان‬ ‫ض‬ ‫ِ‬
‫ُ ً َْ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َْ ْ‬ ‫ْْ‬ ‫لَ‬
‫ضوا َعلَْي ِهم َو َعلَى َد ْع َوهتِِم‬‫األ ْشر ُار أ ْن يَ ْق ُ‬
‫• ‪ .5‬الدعوة ىف الطائف واإلسراء واملعراج‬
‫ٱّلل عليه وسلم َِىل الطَائِّ ِّ‬
‫ف‬ ‫َّب صلى ه‬
‫وج النِّ ِّ‬‫ر‬‫خ‬
‫ُُ ُ‬

‫ول هللا صلى يٰ‬


‫ٱلل‬ ‫ش لِرس ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ي‬‫ر‬ ‫ق‬
‫ُ‬ ‫ى‬ ‫ذ‬
‫َ‬ ‫أ‬ ‫د‬‫َّ‬ ‫ت‬
‫َ‬ ‫ش‬
‫ْ‬ ‫ا‬ ‫ب‬‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫طال‬ ‫أِب‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فاة‬ ‫و‬ ‫د‬
‫َ‬ ‫ع‬ ‫ب‬
‫َ َُ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ‬
‫يد يَ ْدعُو فِ ِيه َإىل‬ ‫كان ِ ِد ٍ‬
‫َ‬
‫ث عن م ٍ‬
‫َْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ح‬‫َ َ‬ ‫ب‬
‫ْ‬ ‫ي‬ ‫ذ‬
‫َ‬ ‫أخ‬
‫َ‬ ‫َ‬‫ف‬ ‫وسلم‬ ‫عليه‬
‫ف‪َ ،‬وَم َعهُ َم ْوالُُ َزيْ ُد ابن حا ِرثَةَ‪،‬‬ ‫الم فَتَ و َِّهَ َإىل الطَّاِِ ِ‬ ‫اإلس ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫إخ َوٍة‪َ :‬عْب ُد‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ة‬
‫َُْ ُ ْ‬‫ث‬
‫َ‬ ‫ال‬‫َ‬‫ث‬ ‫م‬ ‫ه‬‫و‬ ‫م‪،‬‬ ‫ه‬ ‫اف‬‫ر‬ ‫ش‬
‫َ ْ‬‫أ‬‫و‬ ‫يف‬ ‫ق‬ ‫ث‬
‫َ‬ ‫ة‬ ‫َوتَ َو َِّهَ َإىل َ‬
‫ساد‬
‫حبيب أبْناءُ َع ْمرو بن عُ َم ِْري بن َع ْوف‪،‬‬ ‫َ ٌ‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫عود‬
‫ٌ‬ ‫س‬ ‫م‬
‫ََ ْ‬‫و‬ ‫يل‪،‬‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫اي‬
‫ص ُروُُ‪،‬‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫ي‬ ‫ن‬‫ْ‬ ‫أ‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫م‬ ‫ب‬ ‫ل‬
‫َ‬‫َ‬‫ط‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ِ‬
‫الم‬ ‫اإلس‬ ‫إىل‬
‫َ‬ ‫م‬‫عاه‬
‫ُ‬ ‫د‬
‫َ‬ ‫ف‬
‫َ‬
‫َ َ َُ َ ُ‬ ‫ْ‬
‫ك‪،‬‬‫ثياب ال َك ْعبَ ْ َ ْ َ َ َ‬
‫ل‬ ‫س‬ ‫أر‬ ‫هللا‬ ‫ن‬ ‫كا‬ ‫ن‬ ‫إ‬ ‫ِ‬
‫ة‬ ‫ط‬
‫ُ‬ ‫ر‬ ‫مي‬
‫َْ‬ ‫ه‬ ‫َّ‬
‫ن‬ ‫أ‬ ‫‪:‬‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫د‬‫ُ‬ ‫أح‬ ‫ال‬
‫َ‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫ف‬
‫َ‬
‫َ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ث‪:‬‬ ‫قال الثَّالِ‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬‫ك‬ ‫ري‬ ‫غ‬ ‫ه‬ ‫ل‬ ‫ِ‬
‫اآلخُر‪:‬أما َو َِ َد هللا أحداً يُْر َ ُ َ ْ َُ َ َ‬
‫س‬ ‫قال‬
‫َ‬ ‫و‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫قول‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت َر ُسوالً م َن هللا َكما تَ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك أبَداً‪ ،‬لَئ ْن ُكْن َ‬ ‫َوهللا ال أ َكلي ُم َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت ْ‬
‫ت‬ ‫ن‬ ‫ك‬ ‫ن‬
‫َ ََ ْ ُ ْ َ‬ ‫ئ‬ ‫ل‬‫و‬ ‫‪،‬‬‫الم‬ ‫ك‬
‫َ‬ ‫ال‬ ‫ك‬‫أعظَ ُم َخطَراً ْ ْ ُ ََْ َ‬
‫ي‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫د‬
‫َّ‬‫أر‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ألنْ َ‬
‫ضوا‬ ‫ف‬
‫ر‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ل‬‫و‬ ‫‪،‬‬‫ك‬ ‫م‬ ‫ِ‬
‫ل‬ ‫ك‬ ‫ُ‬
‫أ‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫ِل‬ ‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ِ‬
‫غ‬ ‫ب‬ ‫ن‬ ‫ي‬ ‫ما‬ ‫ِ‬
‫هللا‬ ‫ى‬ ‫ِ‬
‫تَ ْك ُ ََ‬
‫ل‬ ‫ع‬ ‫ب‬ ‫ذ‬
‫ْ َ ي َ َ َ َ َّ ََ ُ‬ ‫َ َْ‬
‫ٱلل عليه وسلم أ ْن‬ ‫هللا صلى يٰ‬ ‫ول ِ‬ ‫س‬ ‫ر‬
‫ب ُْ َُ ُ‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫م‬‫ِ‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫ط‬
‫َ‬ ‫الم‬ ‫اإلس‬
‫ْ َ َ‬
‫ٱلل عليه وسلم أ ْن ي ِ‬
‫ص َل‬ ‫ٰ‬ ‫لى‬ ‫ص‬ ‫ول ِ‬
‫هللا‬ ‫ُ‬ ‫س‬ ‫ر‬ ‫ُ‬ ‫ر‬ ‫ك‬‫َ‬‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ه‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫ع‬ ‫ا‬
‫و‬ ‫م‬ ‫ت‬ ‫ك‬
‫ْ‬ ‫ي‬
‫َ‬ ‫ي‬ ‫َ ُ ُ َ ََ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ك‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ذل‬ ‫ِ‬
‫ل‬ ‫ا‬‫و‬ ‫ح‬ ‫ر‬ ‫ف‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ِ‬
‫ه‬ ‫ِ‬
‫م‬
‫َ‬ ‫اخلَََبُ َإىل قَ ْو ََ ْ َ ُ‬
‫ول هللا صلى‬ ‫ِ‬ ‫ب ِمْن ُهم َر ُس ُ‬ ‫ل‬
‫َ‬‫َ‬‫ط‬ ‫ا‬‫م‬ ‫ف‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اِ‬ ‫َّ‬
‫ط‬ ‫ال‬ ‫ة‬
‫ُ‬ ‫اد‬ ‫س‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ف‬
‫ْ‬ ‫ي‬ ‫َل‬
‫َ‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫يد ُهم يَ ُسب ِونَ ُه‬ ‫ِ‬
‫ٱلل عليه وسلم‪ ،‬بَ ْل َأمُروا ُس َفهاءَ ُهم َو َعب َ‬ ‫يٰ‬
‫َّم ِمْنهُ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫الد‬ ‫سال‬
‫َ‬ ‫َّت‬
‫َّ‬ ‫ح‬‫ََ َ‬‫‪،‬‬‫ة‬‫ِ‬‫ار‬ ‫ِج‬ ‫ِ‬
‫حل‬ ‫ِ‬
‫اب‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫َ‬‫ن‬‫و‬ ‫م‬ ‫ر‬ ‫ي‬‫و‬
‫َ َْ ُ‬
‫ِ‬
‫ه‬ ‫ِ‬
‫ب‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫و‬ ‫يح‬
‫ََ ُ‬‫ص‬‫ِ‬ ‫ي‬‫و‬
‫اء‬ ‫ه‬ ‫ف‬‫َ‬ ‫س‬ ‫ه‬ ‫ك‬
‫َ‬‫َّت‬‫َ‬‫ف‬ ‫‪،‬‬ ‫ة‬
‫َ‬ ‫يع‬ ‫ِ‬
‫ب‬‫ر‬ ‫ين‬ ‫اب‬ ‫ة‬
‫َ‬ ‫ب‬ ‫ي‬ ‫ش‬ ‫و‬ ‫ة‬
‫َ‬ ‫ب‬ ‫ت‬
‫ْ‬ ‫ع‬ ‫ِ‬
‫ل‬ ‫ٍ‬
‫تان‬ ‫س‬ ‫ب‬ ‫إىل‬
‫َ‬ ‫أ‬ ‫جل‬
‫َ‬ ‫و‬
‫َ‬
‫َ َ ُ ْ ُ َ َ ْ َ ْ َْ َ َ َ ُ ُ َ ُ‬ ‫َ‬
‫ٱلل عليه وسلم ِف ِظ ِيل‬ ‫هللا صلى يٰ‬ ‫ول ِ‬ ‫س‬ ‫ر‬
‫َ ََ َ َ ُ ُ‬ ‫س‬ ‫ل‬ ‫ِ‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫يف‬ ‫ق‬‫ِ‬ ‫ثَ‬
‫ِ‬
‫ب‪ ،‬وابْنا َربِ َيعةَ يَْنظُر ِان إلَْي ِه‪َ ،‬وقَ ْد َرأاي ما لَق َي‬ ‫َش َِجرِة ِعنَ ٍ‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫ول هللا صلى‬ ‫ِ‬ ‫س‬ ‫ر‬ ‫َّ‬
‫أن‬ ‫م‬
‫َ َ َّ ْ َ َ ُ ُ‬ ‫ط‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫ف‬ ‫‪،‬‬ ‫ف‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اِ‬ ‫َّ‬
‫ط‬ ‫ال‬ ‫ل‬ ‫ِ‬ ‫أه‬ ‫هاء‬ ‫ف‬ ‫س‬ ‫ن‬ ‫م‬‫ِ‬
‫ْ َُ ْ‬
‫ول‪:‬‬ ‫ق‬ ‫ي‬ ‫و‬ ‫ِ‬
‫أخ َذ يَ ْش ُكو إىل َربِي َ َ ُ ُ‬
‫ه‬ ‫وسلم‬ ‫عليه‬ ‫ٰ‬
‫ٱلل‬
‫َ‬ ‫ي‬
‫ف قُ َّوِِت‪َ ،‬وقِلَّةَ ِحيلَِِت‪َ ،‬وَه َوِاِ‬ ‫<<الل ُ َّ ْ َ ْ َ ْ َ‬
‫ع‬ ‫َ‬ ‫و‬ ‫ك‬‫ُ‬ ‫ش‬ ‫أ‬ ‫ك‬ ‫ي‬‫َ‬‫ل‬‫إ‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫َّ‬
‫ْي‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ف‬ ‫ع‬ ‫ض‬ ‫ت‬ ‫س‬ ‫امل‬ ‫ب‬‫ ِ‬ ‫ر‬ ‫ت‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫أ‬ ‫‪،‬‬ ‫ْي‬ ‫ِ‬
‫اْح‬‫ِ‬ ‫الر‬ ‫م‬ ‫ح‬ ‫أر‬ ‫اي‬ ‫‪،‬‬ ‫ِ‬
‫َّاس‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫ى‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫ع‬
‫ْ‬
‫َ َ َ ُْ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ََْ‬ ‫َ‬
‫يد يَتَ َِج َّه ُم ِين‪ْ ،‬أم َإىل‬ ‫وأنْت رِِب‪َ ،‬إىل من تَ ِكلُِين‪ ،‬إىل بعِ ٍ‬
‫َ‬ ‫َْ‬ ‫َ َ َي‬
‫ب فَال أُابِِل‪،‬‬ ‫ض‬
‫َ‬ ‫غ‬
‫َ‬ ‫ي‬
‫َّ‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫ك‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫ب‬ ‫ن‬ ‫ك‬
‫ُ‬ ‫ي‬ ‫َل‬
‫َ‬ ‫ن‬‫ْ‬ ‫إ‬ ‫ي‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ر‬ ‫أم‬ ‫ه‬ ‫ت‬
‫َ‬
‫َ ي َ ُ ْ‬‫ك‬‫ْ‬ ‫َّ‬
‫ل‬ ‫م‬ ‫ٍ‬
‫و‬ ‫د‬‫ُ‬ ‫ع‬
‫ٌ‬ ‫َْ ْ‬
‫ِ‬
‫ك الذي‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫ه‬ ‫ِ‬ ‫و‬ ‫ِ‬
‫ر‬ ‫و‬ ‫ن‬ ‫ِ‬
‫ب‬ ‫ذ‬ ‫و‬ ‫أع‬ ‫‪،‬‬ ‫ِل‬ ‫ِ‬ ‫ع‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ ُ ُ َْ َ‬ ‫َولَ ْ َ َ َ َ ْ َ ُ‬
‫س‬ ‫ٍ‬
‫أو‬ ‫ي‬ ‫ه‬ ‫ك‬ ‫ت‬ ‫ي‬ ‫عاف‬ ‫ن‬ ‫ك‬
‫اآلخَرِة ِم ْن‬
‫الدنْيا و ِ‬ ‫صلُ َح َعلَْي ِه ْأم ُر ِ‬ ‫ت لَهُ الظ ُ َ َ‬
‫و‬ ‫‪،‬‬‫مات‬ ‫ل‬
‫ُ‬‫ ِ‬ ‫أ ْشَرقَ ْ‬
‫ك العُْت َىب‬ ‫ك‪ ،‬أو َّ َّ ََ َّ َ َ ُ َ َ َ‬
‫ل‬ ‫‪،‬‬ ‫ك‬ ‫ط‬ ‫خ‬ ‫س‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ل‬ ‫ِ‬
‫ُي‬ ‫ضبَ َ‬ ‫غ‬
‫َ‬ ‫ِب‬ ‫ِ‬ ‫ل‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫أ ْن تُن‬
‫َ‬
‫ك>>‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫ب‬ ‫َّ‬
‫إال‬ ‫َى‪َ ،‬وال َح ْوَل َوال قُ َّوَة‬ ‫َح ََّّت تَ ْر َ‬
‫من‬ ‫قام‬ ‫ف‬‫ٱلل عليه وسلم ِمن الطَّاِِ ِ‬ ‫ٰ‬
‫ي‬ ‫صلى‬ ‫وع ِ‬
‫ه‬ ‫وأثْناء رِ ِ‬
‫َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ُُ‬
‫ب َخنْلَ ِة‪ ،‬فَ َمَّر بِِه نَ َفٌر ِم َن‬‫صلِيي إىل ِانِ ِ‬ ‫ي‬ ‫ل‬‫ِ‬ ‫ي‬
‫َِ ْو َْ ُ َ‬‫ل‬ ‫ال‬ ‫ف‬‫ِ‬
‫صالتِِه َر َِعُوا َإىل‬ ‫َ ْ َ‬ ‫ن‬ ‫غِ‬
‫م‬ ‫َ‬ ‫ر‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫ا‬‫م‬‫َّ‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫‪،‬‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫ا‬
‫و‬ ‫ع‬
‫َُ‬‫م‬ ‫ت‬
‫َ‬ ‫فاس‬
‫ْ‬ ‫‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ن‬
‫ي‬
‫ِ‬
‫اجل‬
‫عاىل ِِف كِتابِِه‬ ‫ت‬‫و‬ ‫ك‬ ‫بار‬ ‫ت‬ ‫هللا‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ر‬ ‫ك‬ ‫ذ‬ ‫د‬‫ق‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ين‬ ‫ِ‬
‫ر‬ ‫ِ‬
‫ذ‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫ِ‬
‫ه‬ ‫م‬‫ِ‬
‫َ َ َ ََ َ‬ ‫قَ ْو ُ ْ َ َ َ ْ َ َ َ ُ‬
‫قال‪:‬‬
‫فَ َ‬
‫ث َإىل‬ ‫ع‬
‫ْ َ ََ َ‬ ‫ب‬ ‫ة‬
‫َ‬ ‫َّ‬
‫ك‬ ‫م‬ ‫من‬ ‫وسلم‬ ‫عليه‬ ‫ٰ‬
‫ٱلل‬
‫َولَ َّما َدان صلى ي‬
‫يف‬ ‫س ب ِن شري ٍق لِي ِِجريُ‪ ،‬فَقا َل‪ :‬أان حلِيف‪ ،‬واحللِ‬ ‫ِ‬ ‫ن‬ ‫األخ‬
‫َ ُ َ َ ُ‬ ‫َ ْ ُ َُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫عام ٍر‬ ‫ين‬ ‫ِ‬ ‫ب‬ ‫َّ‬
‫إن‬ ‫‪:‬‬ ‫قال‬
‫َ‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫رو‪،‬‬ ‫م‬ ‫ع‬ ‫ِ‬
‫ن‬ ‫ب‬ ‫ل‬‫ٍ‬ ‫ي‬ ‫ه‬ ‫س‬ ‫إىل‬
‫َ‬ ‫ث‬‫ال ُ ُ َ َ َ‬
‫ع‬ ‫ب‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫‪،‬‬ ‫ري‬ ‫ِ‬
‫جي‬
‫َ َ‬ ‫َْ‬ ‫ُ َْ‬
‫ث َإىل املطْعِِم ب ِن َع ِد يٍ‬
‫ي‬ ‫ع‬ ‫ب‬ ‫ف‬ ‫ب‬ ‫ٍ‬
‫ال ُ ُ ََ َ َ ْ ََ َ َ‬
‫ع‬ ‫ك‬ ‫ين‬‫ِ‬ ‫ب‬ ‫ى‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ري‬ ‫ِ‬
‫َت‬
‫ُ‬
‫ك‪ُ ،‬مثَّ تَ َسلَّ َح املطْعِ ُم َو ْأه ُل بَْيته‪َ ،‬و َخَرِوا‬ ‫فَأِابه َإىل َذلِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ث َإىل َر ُسول هللا صلى يٰ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬
‫ٱلل عليه‬ ‫َح ََّّت أتُوا امل ْس َ َُّ َ َ َ‬
‫ع‬ ‫ب‬ ‫مث‬ ‫‪،‬‬ ‫د‬ ‫ِج‬
‫ٱلل عليه وسلم‬ ‫ول هللا صلى يٰ‬ ‫َ‬
‫وسلم أ ْن أ ُْد ُخ َل‪ ،‬فَ َد َخ َل َر ُس ُ‬
‫ف َإىل مْن َِلِه‪ِ.‬‬ ‫ر‬ ‫ص‬ ‫ن‬ ‫ا‬ ‫مث‬ ‫ى‪،‬‬ ‫َّ‬
‫ل‬ ‫ص‬ ‫و‬ ‫ت‬ ‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ِ‬
‫ََ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬‫ُ‬ ‫طاف َ ْ َ َ‬ ‫لب‬ ‫اب‬ ‫فَ َ‬
‫ك‪:‬‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫اد م ْن َذل َ‬
‫يُ ْستَ َف ُ‬

‫دع َوتِِه‪َ ،‬وأألَّ •‬


‫ْ‬ ‫ِف‬‫ِ‬ ‫ر‬ ‫ِ‬
‫م‬ ‫ت‬ ‫س‬ ‫ي‬ ‫ن‬
‫َ َ ْ َ ْ َ َّ‬‫أ‬ ‫ة‬‫ي‬ ‫ِ‬
‫َّاع‬‫الد‬ ‫ى‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫ع‬ ‫ب‬ ‫ِ‬
‫‪.1‬أنَّهُ َ ُ َ‬
‫جي‬
‫َّاس َعْنهُ‪ ،‬فَإذا‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫ض‬ ‫ر‬ ‫أع‬
‫ْ‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫م‬ ‫ِ‬
‫ه‬ ‫س‬‫ِ‬ ‫ف‬‫ْ‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫إىل‬
‫َ‬ ‫س‬ ‫ْ‬
‫أ‬ ‫الي‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫ر‬
‫َّ‬‫َ‬‫ط‬ ‫ت‬
‫َ‬ ‫ي‬
‫َْ َ َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ث عن م ٍ‬ ‫ِب‬ ‫ٍ‬
‫كان‬ ‫م‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ن‬ ‫ِ‬
‫م‬
‫كان‬ ‫َ ََ َ َ ْ َ‬ ‫ِف‬ ‫ر‬ ‫ا‬
‫ر‬ ‫م‬‫َو َِ َد ما ميَْنَ عُهُ ْ ْ ْ‬
‫ت‬ ‫االس‬
‫آخر‪.‬‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫إن ِِف إ ْغراء ثَقيف صْبياَّنا َو ُس َفهاِها اب َّلرسول صلى‬‫ِ‬ ‫‪َّ .2‬‬
‫َّر و ِ‬
‫اح َدةُ أيْنَما‬ ‫ِ‬ ‫الش‬ ‫ة‬
‫َ‬ ‫يع‬‫ِ‬‫ب‬‫َ‬‫ط‬ ‫َّ‬
‫أن‬ ‫ى‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫ع‬ ‫ال‬
‫ً‬ ‫ي‬‫ِ‬‫ل‬‫د‬ ‫وسلم‬ ‫عليه‬ ‫ٰ‬
‫ٱلل‬
‫َ يَ‬ ‫َ َ‬ ‫ي‬
‫إيذاء د ِ‬
‫عاة‬ ‫هاء ِِف ِ‬ ‫الس َف ِ‬
‫ت‪َ ،‬و َ ْ ُ ََ ِ‬
‫ى‬‫ل‬ ‫ع‬ ‫ماد‬ ‫ِ‬
‫ت‬ ‫االع‬ ‫ي‬ ‫ِ‬
‫ه‬
‫ُ‬ ‫َكانَ ْ‬
‫اخلَ ِري حْي ي عِجَو َن عن مقاومتِ ِهم ِاب ُحل َِّج ِة والَب ِ‬
‫هان‪.‬‬ ‫َ ُْ‬ ‫ْ َ َْ َُ َ ْ ُ ََ ْ‬
‫هللا •‬‫َّاعي ِة أ ْن ي تح َّمل ِِف سبِ ِيل ِ‬
‫ِ‬ ‫الد‬ ‫ى‬‫ل‬
‫َ‬ ‫ع‬ ‫َّ‬
‫أن‬ ‫‪.‬‬ ‫‪3‬‬
‫َ َ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َّب‬‫ِ‬‫ن‬ ‫فال‬ ‫‪،‬‬ ‫اَ ِط ٍ‬
‫هاد‬ ‫و‬ ‫أذ‬ ‫ن‬ ‫ِ‬
‫م‬ ‫ه‬‫يب‬ ‫ِ‬
‫ص‬
‫تَ َع َاىل ُك َّل َما يُ ُ ُ ْ ً َ ْ‬
‫ى‬
‫ ِ‬
‫ٱلل عليه وسلم وهو أ ْكرم اخل ْل ِق علَى هللاِ‬ ‫ٰ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َ َُ‬ ‫صلى ي‬
‫َّيءَ ال َكثِ َري‪.‬‬
‫الش‬ ‫تَع َاىل لَِقي ِمن الع ِ‬
‫ذاب‬
‫ْ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ‬
‫َّاعيَ ِة ال ِل ُِجوءُ َإىل هللا تَ َع َاىل ِِف‬
‫‪ .4‬أنَّه َِجيب علَى الد ِ‬
‫ُ ُ َ‬
‫ٱلل عليه وسلم ِِف‬ ‫َّب صلى يٰ‬ ‫عاء الن ِِ‬ ‫َّة‪ ،‬فَِفي د ِ‬ ‫ُك ِل ِشد ٍ‬
‫ي‬ ‫ُ‬ ‫ي‬
‫تان استِمداد ال ُق َّوِة ِمن هللا‪ِ ،‬ابلُلِج ِ‬
‫وء إلَيه‪ِ،‬‬ ‫البس ِ‬
‫ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫ْْ ُ‬ ‫ُْ‬
‫ت بَِه‬ ‫ق‬
‫َ َ َْ‬‫َا‬ ‫و‬ ‫ى‪،‬‬ ‫ذ‬ ‫األ‬ ‫ِ‬
‫ه‬ ‫ِ‬
‫ب‬ ‫َّ‬
‫د‬ ‫ت‬ ‫ش‬ ‫ا‬
‫ْ َ َْ‬ ‫ما‬ ‫د‬ ‫ن‬ ‫ِ‬
‫ع‬ ‫ِ‬
‫به‬ ‫ِ‬
‫ة‬ ‫ِ‬
‫االست َ‬
‫ن‬ ‫عا‬ ‫و ْ‬
‫َّاعي ِة هو ِمن سخ ِط ِ‬
‫هللا َعلَْي ِه‬ ‫ف الد ِ‬ ‫و‬ ‫خ‬ ‫َّ‬
‫َ َُ ْ َ َ‬ ‫َ‬ ‫السبُ ُل‪َ ،‬و َْ‬
‫أن‬ ‫ ِ‬
‫أي َش ْي ٍء ِسواُُ‪َ ،‬وأَنَّهُ ال يَ ُه ِم ُه‬ ‫ضبِ ِه‪ ،‬ال ِم ْن َس َخ ِط يِ‬ ‫َو َغ َ‬
‫َّإال ِرَى ِ‬
‫هللا تَ َع َاىل َو ْح َدُُ‪.‬‬ ‫َ‬
‫اج •‬
‫ر‬ ‫ع‬‫اإلسراء واملِّ‬
‫َْ ُ ْ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫الر ْحلَةُ الِت أ ْكَرَم هللا هبا نَبيَّهُ م َن •‬ ‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ِ‬
‫ه‬ ‫اء‬‫ر‬ ‫اإلس‬
‫َْ ُ َ ي‬
‫صى ِابل ُق ْد ِس‪،‬‬ ‫ق‬ ‫األ‬ ‫ِ‬
‫د‬ ‫ِج‬‫ِ‬ ‫س‬ ‫امل‬ ‫إىل‬
‫َ‬ ‫ة‬ ‫َّ‬
‫ك‬ ‫ِ‬
‫ِب‬ ‫ِ‬
‫ام‬ ‫ر‬‫احل‬ ‫د‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ِج‬ ‫س‬ ‫امل‬
‫َْ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫وج به إىل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك م َن العُُر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب ذل َ‬ ‫َ‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫أع‬
‫ْ‬ ‫ما‬ ‫و‬ ‫ه‬
‫ُ َُ‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫اج‬ ‫ر‬ ‫ع‬‫ْ‬ ‫امل‬ ‫ا‬ ‫ام‬
‫َّ‬ ‫و‬‫َ‬
‫ت‬ ‫ع‬ ‫ط‬ ‫ق‬ ‫ان‬ ‫ٍ‬
‫كان‬ ‫م‬ ‫إىل‬ ‫ِ‬
‫ه‬ ‫ِ‬
‫ب‬ ‫ول‬
‫ُ‬ ‫ص‬ ‫الو‬ ‫مث‬
‫َّ‬‫ُ‬ ‫ال‪،‬‬ ‫الع‬ ‫ِ‬
‫ات‬ ‫و‬ ‫ما‬ ‫الس‬
‫ْ َ ََ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫وإنس َوِِ يِن‪ُ ،‬ك ِل‬‫وم اخلَالِِ ِق ِم ْن َمالِ َك ٍة ٍ‬ ‫ل‬
‫ُ‬ ‫ع‬
‫َُْ ُ ُ‬ ‫ُ‬ ‫د‬ ‫ن‬ ‫ِ‬
‫ع‬
‫اح َدة‪ٍ.‬‬ ‫ك ِِف لَي لَ ٍة و ِ‬ ‫ذلِ‬
‫َ ْ َ‬
‫ٱلل •‬‫العاش ِر ِم ْن بِ ْعثَتِ ِه صلى يٰ‬‫العام ِ‬ ‫ك ِِف ِ‬ ‫وكا َن ذلِ‬
‫َ‬
‫عليه وسلم وقِيل ‪ :‬ب ع َد ذلِك‪ ،‬وكانَت ِ‬
‫هذ ُِ يِ‬
‫الر ْحلَ ُة‬ ‫َ َ َْ َ َ ْ‬
‫وح معاً‪ ،‬ولِذلِك فَ ِهي ِمن مع ِِجَاتِِه الب ِ‬
‫اهَرِة‬ ‫ِ‬ ‫الر‬ ‫و‬ ‫م‬‫ِ‬ ‫س‬ ‫ِ‬‫جل‬ ‫ِ‬
‫اب‬
‫ْ َ ِ َ َ َ َ ْ ُ ْ‬
‫الَِِّت أ ْكَرَمهُ هللاُ تَ َع َاىل ِهبا‪.‬‬
‫َّث •‬ ‫د‬ ‫ح‬ ‫ِ‬
‫َّاِل‬ ‫ت‬ ‫ال‬ ‫ولَ َّما َكانت صبِيحة الي ِ‬
‫وم‬
‫َ َ‬ ‫َ ْ َ َُ َ‬ ‫َ‬
‫صار‬ ‫و‬ ‫أى‪،‬‬ ‫ر‬ ‫ا‬ ‫ِب‬
‫َ‬ ‫اس‬‫َّ‬
‫ن‬ ‫ال‬ ‫وسلم‬ ‫عليه‬ ‫ٰ‬
‫ٱلل‬ ‫صلى‬ ‫ِ‬
‫هللا‬ ‫ول‬
‫ُ‬ ‫س‬ ‫ر‬
‫َ َ َ َ‬ ‫ي‬ ‫َُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ض ُهم بَ ْعضاً هبذا اخلَََب الطريف‪،‬‬ ‫ع‬ ‫ب‬ ‫ث‬ ‫ِ‬
‫د‬ ‫ُي‬
‫ُ‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫و‬ ‫ك‬
‫ر‬
‫ُ‬‫ِ‬ ‫امل ْش‬
‫َي ُ َْ ُ‬
‫ُ‬
‫ت•‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ض َح ُكوا ُ َ َ ُ َ ُ ُ َ َ َُ َْ َ‬
‫ي‬ ‫ب‬ ‫م‬ ‫هل‬ ‫ف‬ ‫ص‬ ‫ي‬ ‫أن‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫عض‬ ‫ب‬ ‫َّاُ‬
‫د‬ ‫ُت‬
‫َ‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫نه‬ ‫م‬ ‫َويَ ْ‬
‫صلَّى فِ ِيه‪،‬‬ ‫و‬
‫َ ُ َ َ ْ ََ‬
‫ال َم ْق ِد ِس ما دام أنَّه قَ ْد َذهب إلَي ِ‬
‫ه‬
‫ول ِحينَما ز َارُُ ََلْ ََيْطُْر ِِف ابلِِه أ ْن يَْنظَُر ِِف‬ ‫الر ُس ُ‬ ‫و َّ‬
‫ت‬ ‫ي‬ ‫ب‬ ‫ظ أ ْشكالَه‪ ،‬فَأظْهر هللا تَع َاىل لِنَبِيِ ِ‬
‫ه‬ ‫َ‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫ُي‬‫َ‬‫و‬ ‫‪،‬‬‫ه‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اف‬ ‫ر‬ ‫ْ‬‫ط‬ ‫ا‬
‫ي َْ َ‬ ‫ُ ََ ُ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫صفاً َدقِيقاً َكما‬ ‫و‬ ‫ه‬ ‫ف‬ ‫ص‬
‫َ َْ َ َ َ َ ُ ُ َ ْ‬
‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ذ‬
‫َ‬ ‫أخ‬ ‫ف‬ ‫‪،‬‬ ‫ِ‬
‫يه‬ ‫ن‬ ‫ي‬ ‫ع‬ ‫أمام‬ ‫س‬ ‫ِ‬ ‫د‬
‫ِ‬ ‫ق‬‫ْ‬ ‫ال َم‬
‫ول ِ‬ ‫ي ومسلِم َعن رس ِ‬ ‫ِ‬
‫هللا صلى‬ ‫يَ ْسألُون‪َ ،‬رَوى البُ َخا َ ُ ْ ُ ْ َ ُ‬
‫َّ‬ ‫ر‬
‫ت‬ ‫م‬ ‫ق‬
‫ُ‬ ‫ش‬
‫َ َْ ٌ ْ ُ‬ ‫ي‬‫ر‬ ‫ُ‬‫ق‬ ‫ِ‬
‫ين‬ ‫ت‬
‫ْ‬ ‫ب‬ ‫ذ‬ ‫َّ‬ ‫ك‬
‫َ‬ ‫ا‬ ‫م‬
‫َّ‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫<<‬ ‫‪:‬‬ ‫ال‬
‫َ‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫َّ‬
‫ن‬ ‫أ‬ ‫وسلم‬ ‫عليه‬ ‫ٰ‬
‫ٱلل‬
‫ي‬
‫ت‬ ‫ق‬
‫ْ‬ ‫ِ‬
‫ف‬ ‫َ‬‫ط‬ ‫َ‬‫ف‬ ‫‪،‬‬ ‫س‬ ‫ِ‬ ‫د‬‫ِ‬ ‫ْ‬
‫ق‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫ل‬‫ا‬ ‫يت‬ ‫ب‬ ‫ِل‬‫ِ‬ ‫هللا‬ ‫ى‬ ‫َّ‬
‫ل‬ ‫ِج‬‫َ‬‫ف‬ ‫‪،‬‬ ‫ر‬ ‫ِج‬ ‫حل‬
‫َ‬ ‫ا‬ ‫ِف‬‫ِ‬
‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ََ َ‬
‫ُخَِبُُه ْم َع ْن آايتِِه َوأان أنْظُُر إلَْي ِه>>‪.‬‬ ‫أْ‬
‫ض ال ُم ْش ِر ِكين َإىل ِأِب بَ ْك ٍر َُيَِْبُونَهُ َويَظُن ِو َن َّأال •‬ ‫وِاءَ بَ ْع ُ‬
‫ص َد َم‪ ،‬يِ‬
‫إِ‬ ‫د‬
‫ْ‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫ك‬ ‫ِ‬
‫ذل‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫ا‬
‫َ‬ ‫ق‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫كا‬ ‫ن‬‫ْ‬ ‫إ‬ ‫‪:‬‬ ‫قال‬
‫َ‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫‪،‬‬ ‫ه‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫د‬
‫ي‬ ‫ص‬ ‫ي‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َُ‬
‫ٱلل‬ ‫ول صلى يٰ‬ ‫‪،‬‬ ‫ك‬ ‫ِ‬
‫ألص ي ُ ُ َ َ ْ َ ْ َ َ َ َّ ُ َّ ُ ُ‬
‫س‬ ‫الر‬ ‫اُ‬ ‫م‬ ‫س‬ ‫ف‬ ‫ذل‬ ‫ن‬ ‫ِ‬
‫م‬ ‫د‬‫ِ‬ ‫ع‬ ‫أب‬ ‫ى‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ه‬ ‫ق‬ ‫ِ‬
‫د‬ ‫َ‬
‫يق‪.‬‬ ‫الص يِ‬
‫د‬ ‫عليه وسلم ِ‬
‫ي َ‬
‫ك‪• :‬‬ ‫ِّ‬
‫اد ْ َ َ‬
‫ل‬ ‫ذ‬ ‫ن‬ ‫ِّ‬
‫م‬ ‫يُ ْستَ َف ُ‬

‫صى وامل ْس ِِج َد احلَرِام‪• ،‬‬ ‫َ‬ ‫ْي امل ْس َ ْ‬


‫ق‬ ‫األ‬ ‫د‬ ‫ِ‬
‫ِج‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ط َب‬ ‫الربْ ُ‬
‫‪َّ .1‬‬
‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫امل‬ ‫ِ‬
‫َّسات‬ ‫د‬‫َ‬ ‫ق‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فاع َعْن ُهما‬
‫ي َ‬ ‫د‬ ‫ال‬ ‫أن‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ْي‬
‫ُ َ‬ ‫م‬ ‫سل‬ ‫فَ ُ ْ ُ َ‬
‫م‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ا‬ ‫المه‬ ‫ك‬
‫وم بِه َك ِل ُم ْسلٍِم‬ ‫ق‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫ب‬
‫ٌ َ ْ ْ َْ َ ُ ْ َُ َ‬
‫ِ‬
‫جي‬ ‫‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ه‬ ‫س‬‫ِ‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫ِ‬
‫الم‬ ‫اإلس‬ ‫ن‬ ‫ع‬ ‫فاع‬ ‫د‬‫ِ‬
‫ِ‬
‫ط فيهما‬‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬‫يع‬
‫َ ْ َط ُ َالتَّ ْفري ُ‬ ‫ِ‬ ‫ت‬ ‫س‬ ‫ي‬ ‫ا‬ ‫ِ‬
‫ِب‬ ‫ض‬‫ِ‬ ‫األر‬ ‫ِ‬
‫اء‬ ‫أْن‬
‫ْ‬ ‫َّت‬
‫َّ‬ ‫ش‬ ‫ِف‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫عاىل‬ ‫ت‬
‫َ‬ ‫هللا‬ ‫ب‬ ‫ِ‬‫عاق‬ ‫ي‬ ‫ة‬
‫ٌ‬ ‫مي‬
‫ر‬‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ه‬ ‫س‬‫ِ‬ ‫ف‬
‫ْ‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫الم‬ ‫اإلس‬ ‫ِف‬ ‫ِ‬ ‫ط‬
‫ٌ‬ ‫ي‬
‫ر‬‫ِ‬ ‫ف‬‫ْ‬ ‫ت‬
‫َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ؤم ٍن‪.‬‬
‫َُ‬ ‫م‬ ‫ل‬‫َّ‬ ‫ك‬
‫ُ‬ ‫ها‬ ‫ي‬
‫ْ‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫ع‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اإلسراء َوامل ْعر ِاج‬ ‫ة‬‫ل‬
‫َ‬ ‫ي‬‫َ‬‫ل‬ ‫ِ‬
‫الة‬ ‫الص‬
‫َّ‬ ‫ض‬ ‫ِ‬ ‫ر‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫ِف‬‫ِ‬‫و‬ ‫‪.‬‬ ‫‪2‬‬ ‫•‬
‫َْ ْ‬ ‫َ ْ‬
‫أمهَّيتِها‪ ،‬فَكانَت أمراً ِمن ِ‬
‫هللا تَ َع َاىل‬ ‫َ‬ ‫إىل‬
‫َ‬ ‫ة‬
‫ٌ‬‫إشار‬
‫ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫س َع ْن‬ ‫ي‬‫َ‬‫ل‬‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ة‬
‫ً‬‫ر‬‫باش‬ ‫م‬ ‫وسلم‬ ‫عليه‬ ‫ٰ‬
‫ٱلل‬ ‫صلى‬ ‫ه‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ي‬‫ِ‬‫ب‬ ‫ن‬‫ِ‬‫ل‬
‫ْ‬
‫ُ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫َ‬
‫احلال ِِف ساِِِر العِباد ِ‬
‫ات‪.‬‬ ‫طَ ِر ِيق ْ َ ُ َ ُ‬
‫و‬ ‫ه‬ ‫ما‬ ‫ك‬ ‫ٍ‬
‫يل‬ ‫ِ‬
‫َب‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ٱّلل عليه وسلم نَ ْف َس ُه‬ ‫َّب صلى ه‬ ‫ض النِّ ُّ‬ ‫• ‪َ )6‬ع ْر ُ‬
‫َعلى ال َقبَائِّ ِّل‬
‫ف َوقَ ْد •‬ ‫ٱلل عليه وسلم ِمن الطَّاِِ ِ‬ ‫ٰ‬
‫ي‬ ‫صلى‬ ‫هللا‬ ‫ول‬
‫ُ‬ ‫س‬ ‫ر‬ ‫ع‬ ‫ِ‬ ‫ر‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ٱلل عليه وسلم يَ ْدعُو‬ ‫أخ َذ صلى يٰ‬ ‫ِ‬
‫داوةُ قَ ْو ُ َ ُ َ َ‬
‫ف‬ ‫‪،‬‬ ‫ه‬ ‫ل‬ ‫ه‬ ‫م‬ ‫َّت َع َ‬ ‫ا ْشتَد ْ‬
‫إىل َم َّكةَ ِِف َم ْو ِس ِم احلَ َّج‪َ ،‬و ََيِِْت‬‫ََ َ‬
‫من ِاء ِمن قَباِِ ِل العر ِ‬
‫ب‬ ‫َْ َ ْ‬
‫ب ُم ْر َس ٌل‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ن‬ ‫ه‬ ‫َّ‬
‫ن‬ ‫أ‬
‫ْ َ ْ ُُ ُ َ ٌّ‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ِ‬
‫َب‬ ‫َي‬
‫ُ‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ِ‬
‫الم‬ ‫اإلس‬ ‫إىل‬ ‫م‬ ‫وه‬ ‫ع‬ ‫د‬
‫ً َْ ُ ُ‬ ‫ي‬ ‫ة‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫ي‬‫ِ‬‫ب‬‫َ‬‫ق‬ ‫م‬ ‫ه‬‫ِ‬ ‫إلَْي‬
‫اإلسالم‪َ ،‬وأبُو‬ ‫م‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ص ي ُ ُ َ َْ ُ ُ َ َّ َُ ي َ َُ‬
‫هل‬ ‫ْي‬ ‫ب‬ ‫ي‬ ‫َّت‬ ‫ح‬ ‫وُ‬ ‫م‬ ‫ُي‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫وُ‬ ‫ق‬ ‫د‬ ‫َويَ ْسأ ُهلُم أ ْن يُ ً‬
‫ب‪ ،‬فََريُ ِدو َن َعلَى‬ ‫ول‪ :‬ال تُ ِطيعوُ فَإنَّه صابِئ ِ‬
‫كاذ‬ ‫ُ‬ ‫ق‬
‫َهلَ َ َ ُ َ ُ‬
‫ي‬ ‫ُ‬ ‫اء‬ ‫ر‬ ‫و‬ ‫ب‬‫ٍ‬
‫ُُ ُ ٌ ٌ‬
‫هللا أقْ بَ َح َرِيد َويُ ْؤذُونَهُ‪.‬‬‫ول ِ‬ ‫رس ِ‬
‫َُ‬
‫القبائل اليت عرض عليها اإلسالم‪• :‬‬
‫قال الَهري‪ :‬وكان ِمن يسمى لنا من القباِل •‬
‫الذين أًتهم رسول هللا صلى يٰ‬
‫ٱلل عليه وسلم‪،‬‬
‫ودعاهم وعرض نفسه عليهم بنو عامر بن‬
‫صعصعة‪ ،‬وحمارب ابن خصفة‪ ،‬وفَارة‪ ،‬وغسان‪،‬‬
‫ومرة‪ ،‬وحنيفة‪ ،‬وسليم‪ ،‬وعبس‪ ،‬وبنو نصر‪ ،‬وبنو‬
‫البكاء‪ ،‬وكندة‪ ،‬وكلب‪ ،‬واحلارث بن كعب‪،‬‬
‫وعذرة‪ ،‬واحلضارمة‪ ،‬فلم يستِجب منهم أحد‪.‬‬
‫املؤمنون من غري ِهل مكة‪• :‬‬
‫وكما عرض رسول هللا صلى يٰ‬
‫ٱلل عليه وسلم •‬
‫اإلسالم على القباِل والوفود‪ ،‬عرض على‬
‫األفراد واألشخاص‪ ،‬وحصل من بعضهم على‬
‫ردود صاحلة‪ ،‬وآمن به عدة رِال بعد هذا‬
‫املوسم بقليل‪.‬‬
‫سابعا‪ :‬اهلجرة اىل املدينة‬
‫‪ .1‬مفهوم اهلِجرة‪ :‬لغة واصطالحا •‬
‫‪ .2‬تنتوتن سفاي هِجرة •‬
‫‪ .3‬وصول النىب (ص) ىف املدينة •‬
‫‪ .4‬بناء َمتمع ِديد •‬
‫‪ .5‬إقامة الدولة االسالمية •‬
‫‪ِ .6‬هاد ففراغن دان فنشريعاتنث •‬
‫‪ .7‬ففراغن يغداللؤي نىب (ص) •‬
‫‪ .8‬ترسيبارث اسالم دمسننِجوغ ًتنه عرب •‬
‫‪ .9‬وفاة نىب (ص) •‬
‫• ‪ )1‬اهلِجرة لغة هى اإلنتفال من مكان اىل مكان‬
‫آخر او تركه وأعرض عنه‪.‬‬

‫واملراد هنا هى إنتقال النىب (ص) وأصحابه من مكة •‬


‫اىل املدينة املنورة ألمر االسالم وألِله‪ ،‬او اإلنتقال‬
‫ْنو االسالم‪ ،‬او اإلنتقال بَّتك ما ال ُيب هللا‬
‫ورسوله اىل ما ُيبه ورسوله (ص)‪.‬‬
‫‪ (2‬تنتوتن سفاي هجرة •‬
‫ين ابيَعُوا َإىل •‬ ‫ب ع َد أ ْن ََتَّت ب ي عةُ الع َقب ِة الثَّانِي ِة ورِع املسلِمو َن ال يِ‬
‫ذ‬
‫َ‬ ‫ْ َْ َ َ َ َ َ َ َ َ ُ ْ ُ‬ ‫َْ‬
‫ٱلل عليه وسلم‪ ،‬فَ َق ْد َِ َع َل هللاُ لَهُ َم ْن‬ ‫هللا صلى يٰ‬ ‫ول ِ‬ ‫امل ِدينَ ِة‪ُ ،‬سَّر َر ُس ُ‬
‫ٍ‬
‫َُْيميه‪َ ،‬وُه ْم قَ ْوٌم ْأه ُل َح ْرب َوَُْ َدة‪َ ،‬و َِ َع َل البَالءَ يَ ْشتَ ِد َعلَى‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬
‫ٱلل عليه‬ ‫هللا صلى يٰ‬ ‫ول ِ‬ ‫ْي ِف م َّكةَ‪ ،‬فَ َشكا املسلِمو َن إىل رس ِ‬ ‫م‬‫املسلِ ِ‬
‫َُ‬ ‫ُْ ُ‬ ‫ُ َ َ‬
‫ت بِدا ِر ِه ِْجَرتِ ُكم َوِه َي‬ ‫ِ‬ ‫ق‬ ‫‪:‬‬ ‫قال‬
‫َ‬ ‫ف‬ ‫‪،‬‬ ‫ِ‬
‫استَأْ َذنُوُُ ِف اهل ْ َ َ َ ْ ْ ْ ُ‬
‫َب‬ ‫ُخ‬ ‫أ‬ ‫د‬ ‫ة‬ ‫ر‬ ‫ِج‬ ‫ِ‬
‫وسلم و ْ‬
‫روج فَ ْليَ ْخ ُر ْج إلَْيها‪ ،‬فَ َِج َع َل امل ْسلِ ُمو َن يَتَ َِج َّه َُو َن‬
‫َ‬ ‫يَثْ ُ َ ْ َ َ ُ‬
‫اخل‬ ‫اد‬‫أر‬ ‫ن‬ ‫م‬‫ف‬
‫َ‬ ‫‪،‬‬ ‫ب‬ ‫ِ‬
‫ر‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫دم املدينَة م ْن‬‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َويُ ُ َ ً َ ْ ً ْ َُ ْ َ َ َّ َ ْ َ‬
‫ق‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ل‬‫َ‬ ‫أو‬ ‫ن‬‫كا‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ش‬ ‫ي‬‫ر‬ ‫ق‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ا‬ ‫ف‬‫و‬ ‫خ‬ ‫ا‬
‫ر‬ ‫س‬ ‫ن‬‫و‬ ‫ر‬ ‫هاِ‬
‫أخ َذ‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫د‬‫ِ‬ ‫َ‬
‫األس‬ ‫ٱلل عليه وسلم أبو سلَمةَ بن عب ِ‬
‫د‬ ‫ٰ‬ ‫صلى‬ ‫ه‬‫أصحابِِ‬
‫َ َ ُ َْ َ َ َ‬ ‫ي‬ ‫ْ‬
‫ْي‪َ ،‬ويَْن َِلُوا‬ ‫هاِرو َن مت َف ِرقِ‬‫ٱلل عليه وسلم ي ِ‬ ‫ٰ‬ ‫صلى‬ ‫هللا‬ ‫ِ‬
‫ول‬ ‫حاب َر ُس‬
‫ُ ُ َُ ي َ‬ ‫ي‬ ‫أص ُ‬ ‫ْ‬
‫وت األنصا ِر‪.‬‬ ‫ِف ب ي ِ‬
‫ُُ‬
‫ٱلل عليه •‬ ‫ول هللا صلى يٰ‬ ‫هاِر أح ٌد ِمن أصحاب رس ِ‬ ‫وََل ي ِ‬
‫َُْ ْ َ ْ ْ ُ َُ‬
‫ي أنَّهُ لَ َّما َأر َاد‬ ‫ِ‬
‫و‬ ‫ر‬ ‫د‬ ‫ق‬ ‫ف‬ ‫ِ‬
‫اب‬ ‫َّ‬
‫ط‬ ‫خل‬
‫وسلم َعالنَ ً ُ َ َ َ َ‬
‫ا‬ ‫بن‬ ‫ر‬ ‫م‬ ‫ع‬ ‫َّ‬
‫ال‬ ‫إ‬ ‫ة‬‫ي‬ ‫ِ‬
‫ََ ْ ُ َ‬
‫طاف َسْبع ًا‬ ‫ف‬ ‫ة‪،‬‬ ‫ب‬ ‫ع‬ ‫ك‬
‫َ‬ ‫ال‬ ‫إىل‬ ‫اء‬ ‫ِ‬‫و‬ ‫ه‬‫س‬
‫اهل ْ ََ ََ َ َ ْ َ ُ َ َ ْ َ ُ َ َ َ َ ْ َ َ َ‬ ‫و‬ ‫ق‬‫و‬ ‫ه‬‫ف‬ ‫ي‬ ‫س‬ ‫ل‬ ‫ْح‬ ‫‪،‬‬‫ة‬‫ر‬ ‫ِج‬ ‫ِ‬
‫الو ُِوُُ‪َ ،‬م ْن َأر َاد‬ ‫ت‬ ‫قال‪" :‬شاه ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬‫ف‬ ‫‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ه‬ ‫ي‬‫َ‬‫ل‬‫إ‬ ‫ر‬ ‫ُ‬‫ظ‬ ‫ن‬‫ْ‬ ‫ت‬
‫َ‬ ‫ش‬ ‫ي‬‫ر‬ ‫ق‬
‫ُ‬ ‫و‬ ‫ى‬ ‫َّ‬
‫ل‬ ‫ص‬ ‫و‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫وِتَهُ فَ ْليَ ْل َق ِين َور َاء‬ ‫ز‬ ‫ل‬ ‫أ ْن تَثْ ُكلَه ِأمه‪ ،‬أو ي يتِيم ولَ َدُ‪ ،‬أو ي رِ‬
‫م‬
‫ُ ُ َُ َ َ ُ َُ ي َ َ َ‬
‫أح ٌد‪.‬‬ ‫ه‬ ‫ع‬‫ِ‬‫ب‬ ‫ت‬ ‫ما‬ ‫ف‬ ‫‪،‬‬‫"‬ ‫ى‬ ‫ِ‬
‫اد‬‫هذا الو‬
‫َ َ َُ َ‬

‫َوتَتَابَ َع امل ْسلِ ُمو َن ِِف اهلِ ِْجَرَة َإىل امل ِدينَ ِة َح ََّّت ََلْ يَْب َق ِِبَ َّكةَ ِمْنها •‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫ٰ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫ٱلل عليه وسلم‪َ ،‬وأبُو بَ ْكر‪َ ،‬و َعل ٌي‪ ،‬او‬ ‫ول هللا صلى ي‬ ‫إالَّ َر ُس ُ‬
‫يف َع ِن اخلُ ِ‬
‫روج‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫ُم َع ٌ ُْ ٌ َ ٌ َ ٌ‬
‫ع‬ ‫َ‬ ‫أو‬ ‫يض‬ ‫ر‬ ‫م‬ ‫أو‬ ‫‪،‬‬ ‫وس‬ ‫ب‬ ‫حم‬
‫َ‬ ‫ب‬ ‫ذ‬
‫ك ‪•:‬‬ ‫ِّ‬
‫اد ْ َ َ‬
‫ل‬ ‫ذ‬ ‫ن‬ ‫ِّ‬
‫م‬ ‫يُ ْستَ َف ُ‬

‫اإلس ِ‬
‫الم‪• ،‬‬ ‫ىل‬ ‫إ‬ ‫ب‬‫ِ‬ ‫ر‬ ‫احل‬ ‫ِ‬
‫ر‬ ‫دا‬ ‫ن‬ ‫‪ .1‬وِوب اهلِِجرِة ِ‬
‫م‬
‫ْ‬ ‫َْ‬ ‫ُ ُ ُ َْ ْ‬
‫ي‬ ‫كان ال يست ِطيع املسلِم فِ ِيه أ ْن ي ِ‬
‫ؤد‬ ‫ٍ‬ ‫م‬ ‫ِ‬
‫ل‬ ‫ك‬
‫ُ‬ ‫ن‬ ‫م‬‫ِ‬‫و‬
‫ُ َ‬‫ي‬ ‫َ ْ ُ ُْ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ يَ‬
‫يام و ََجاع ٍة و ٍ‬
‫أذان‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫الة و ِ‬
‫ص‬ ‫الم ِمن ص ٍ‬ ‫ِ‬ ‫اإلس‬ ‫ر‬‫َشعاِِ‬
‫َ َ َ‬ ‫ْ َ َ‬ ‫َ ْ‬
‫الم الظَّ ِ‬
‫اهَرِة‪.‬‬ ‫اإلس ِ‬ ‫ِ‬
‫كام‬ ‫أح‬ ‫ن‬ ‫م‬‫كِ‬ ‫و َغ ِري ذلِ‬
‫ْ‬ ‫َ ْ َ ْ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ض ُه ْم لبَ ْعضهم‪• ،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صَر ْ َ َ ْ ُ‬
‫ع‬ ‫ب‬ ‫ْي‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫س‬ ‫امل‬ ‫ة‬ ‫ْ‬ ‫وب نُ‬‫ُ‬ ‫‪ُ .2‬و ُِ‬
‫دام ذلك‬ ‫ما‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫الد‬ ‫ِ‬
‫ب‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫ه‬ ‫ُ‬‫اير‬ ‫مهما اخت لَ َفت ِ‬
‫د‬
‫َ‬ ‫َ ْ َْ ْ ُُ ُ ُ‬
‫ ِصَرةُ بِ ُك ِيل ما يَ ْستَ ِطيعُهُ امل ْسلِ ُم‪،‬‬
‫ْ‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫ن‬ ‫ِمُْ ً َ َ ُ ُ‬
‫و‬ ‫ك‬ ‫ت‬‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ا‬‫ن‬ ‫ِ‬
‫ك‬
‫ين مع ال ُق ْدرِة علَى نُ ُصرِهتمِ‬ ‫َ‬ ‫م‬‫ِ‬ ‫ل‬
‫ِ‬ ‫س‬
‫ْ‬ ‫م‬ ‫ال‬ ‫ل‬‫َ‬ ‫ذ‬
‫ْ‬ ‫خ‬ ‫َّ‬
‫إن‬ ‫و‬
‫َْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ب َعلَْيها اإلنْسا ُن‪.‬‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫ا‬‫ع‬ ‫ي‬ ‫ة‬
‫ً‬ ‫ي‬ ‫ِ‬
‫ص‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫ ِ‬
‫د‬ ‫ع‬ ‫ي‬
‫َُ َ ْ َ َُ ُ‬
‫ِ‬
‫أن امل ْؤِم َن إِذا كان واثِقاً ِم ْن قُ َّوتِِه ال يَ ْستَ ْخفي •‬ ‫‪َّ .3‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫باِل أب ْعداء َد ْع َوته ما‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫ِف َع َملِ ِه‪ ،‬بَ ْل ُجياهُر فيه‪َ ،‬وال يُ ِ‬
‫ب َعلَْي ِهم‪.‬فَال ُق َّوةُ َو ْح َدها ِه َي الَِِّت‬ ‫دام واثِقاً ِمن التَّغَل ِ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ْي‪َ ،‬وال‬ ‫م‬‫ف أذاهم عن املسلِ ِ‬ ‫ك‬ ‫ت‬‫و‬ ‫هللا‪،‬‬ ‫داء‬ ‫أع‬ ‫ب‬ ‫ِ‬
‫ه‬
‫تُ ْر ُ ْ َ َ َ ُ َّ ُ َ ْ ُ ْ َ‬
‫الستَطاعُوا‪،‬‬ ‫َ ْ‬ ‫ٍ‬
‫ر‬ ‫م‬ ‫ع‬
‫ُ‬ ‫ل‬ ‫ِ‬ ‫ت‬
‫ْ‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫ى‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫ا‬
‫و‬ ‫ع‬ ‫م‬
‫ْ ْ َُ‬‫ت‬
‫َ‬ ‫اِ‬ ‫و‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫م‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫أَّن‬ ‫ك‬ ‫َّ‬ ‫ش‬
‫َ‬
‫س ُك يلِ‬ ‫ب ِِف نَ ْف ِ‬ ‫ع‬ ‫الر‬
‫ ِ‬ ‫ى‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫أل‬ ‫ي‬ ‫ِ‬
‫و‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫ال‬ ‫ٍ‬
‫ر‬ ‫م‬ ‫ع‬ ‫ف‬ ‫ِ‬
‫ق‬‫و‬ ‫م‬ ‫ن‬
‫َّ‬ ‫ِ‬
‫ك‬ ‫ل‬
‫َ‬‫و‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫الشيِر‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫َو ْ ُ َ َ ََ َ َ ْ ُ َ‬
‫ل‬ ‫أه‬‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ه‬ ‫يات‬ ‫ح‬ ‫ى‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫خاف‬ ‫ف‬ ‫م‪،‬‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫د‬ ‫اح‬
‫يصو َن َعلَى َحياهتِِم‪.‬‬ ‫َ ُ‬ ‫ِ‬
‫ر‬ ‫ح‬
‫َّىب (ص) ِىل قُبَ ٍاء‬ ‫ول النِّ ِّ‬
‫ص ُ‬‫• ُو ُ‬
‫ٱلل عليه وسلم َإىل قِ ٍ‬
‫باء‬ ‫ول هللا صلى يٰ‬ ‫ص َل َر ُس ُ‬ ‫و‬ ‫ا‬‫م‬‫َّ‬ ‫ل‬
‫َ‬‫و‬
‫َ ََ‬
‫است ْقب لَه من فِيها‪ ،‬وأقام فِيها بِضعة َّأايٍم ِف ب يت ُك ْلثومٍ‬
‫ُ‬ ‫َْ‬ ‫ْ ََ‬ ‫َ‬ ‫َْ َ ُ َ ْ‬
‫الوداِِ َع َإىل‬ ‫ه‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫ع‬ ‫ى‬ ‫أد‬
‫َّ‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫أ‬ ‫د‬
‫َ‬ ‫ع‬ ‫ب‬ ‫ي‬ ‫ِ‬
‫ل‬ ‫ع‬ ‫ه‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب‬ ‫ق‬ ‫ِ‬‫حل‬
‫َ‬ ‫و‬ ‫هدم‪،‬‬ ‫ن‬‫ِ‬ ‫ب‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ٌّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ناك َم ْس ِِجد‬
‫ُ َ‬‫ه‬ ‫وسلم‬ ‫عليه‬ ‫ٱلل‬
‫ي‬ ‫ٰ‬ ‫صلى‬ ‫ِ‬
‫َّب‬‫ن‬ ‫ال‬
‫َ َ َ ِ‬ ‫ىن‬ ‫ب‬‫و‬ ‫ا‪،‬‬ ‫ِ‬
‫حاهب‬ ‫أص‬
‫ْ‬
‫ص َفهُ هللاُ بَِقولِِه‬ ‫و‬ ‫ي‬ ‫ذ‬‫باء‪ ،‬وهو املس ِِج ُد ال يِ‬ ‫قِ ٍ‬
‫ََ‬ ‫ََُ َ ْ‬
‫َّىب (ص) ىف املدينة‬ ‫ول النِّ ِّ‬ ‫ص ُ‬ ‫•‪ُ )3‬و ُ‬
‫صلَّى‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ٍ‬ ‫اص َل َس ْ َريُُ فَ َمَّر َعلَى بَِين‬
‫و‬ ‫ا‬ ‫د‬ ‫ِج‬ ‫س‬
‫َ ْ ََ َ َ ْ ً َ َ‬ ‫م‬ ‫ىن‬ ‫ب‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫و‬ ‫ع‬ ‫ن‬ ‫ب‬ ‫ساَل‬ ‫ُمثَّ َو َ‬
‫سار َإىل املدينَ ِة فَ َد َخلَ َها ِِف‬ ‫مث‬
‫َّ‬‫ُ‬ ‫‪،‬‬ ‫اإلس ِ‬
‫الم‬ ‫ِف‬ ‫ِ‬ ‫فِي ِهم َّأوَل َُجْع ٍ‬
‫ة‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ْي‬ ‫ِ‬
‫ح‬ ‫ِ‬
‫ر‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫صار‬ ‫ْ‬‫ن‬ ‫األ‬ ‫ه‬ ‫ل‬
‫َ‬‫و‬ ‫ح‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫ت‬
‫َ‬ ‫اِ‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ل‬ ‫ِ‬ ‫األو‬
‫َّ‬ ‫ع‬
‫ٍ‬ ‫ي‬‫ِ‬‫ب‬
‫ر‬ ‫ن‬ ‫م‬‫ِ‬ ‫ر‬ ‫ش‬
‫َ‬ ‫ع‬ ‫ِ‬
‫َّاِ‬ ‫ث‬ ‫ال‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫مام انقَتِ ِه يَ ْر ُِو أ ْن‬ ‫ِ‬
‫ز‬ ‫ك‬ ‫ِ‬
‫س‬ ‫مي‬
‫ُْ‬ ‫ٍ‬
‫د‬ ‫اح‬‫ِ‬ ‫و‬ ‫ل‬‫ ِ‬ ‫ك‬
‫ُ‬ ‫و‬ ‫م‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ه‬ ‫ي‬‫َ‬‫ل‬ ‫إ‬ ‫ً‬‫ا‬ ‫م‬ ‫ِ‬
‫ال‬ ‫س‬ ‫ِ‬
‫ه‬ ‫ِ‬
‫وم‬ ‫د‬
‫ُ‬ ‫ق‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫ب‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ول َهلُم‪َ :‬دعوها‬ ‫َُ ُ‬‫ق‬ ‫ي‬ ‫وسلم‬ ‫عليه‬ ‫ٰ‬
‫ٱلل‬ ‫صلى‬ ‫ِ‬
‫هللا‬ ‫ول‬
‫ُ‬ ‫س‬ ‫ر‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫د‬‫َ‬ ‫ن‬‫ْ‬ ‫ِ‬
‫ع‬ ‫ل‬‫َ‬‫َ‬‫ِ‬ ‫يَْن‬
‫ي‬ ‫ُ ََ ُ‬
‫لت‬ ‫ص‬ ‫و‬ ‫َّت‬
‫َّ‬ ‫ح‬ ‫فَ َّإَّنا مأمورةٌ‪ ،‬فَلَم تََْل انقَتُه تَ ِسري ِف طُرِم املدينَ ِ‬
‫ة‬
‫َ ََ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫أمام َدا ِر ِأِب أيوبٍ‬ ‫ْي ِمن ب ِين النَِّجا ِر‪َ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫م‬ ‫ي‬ ‫ِ‬
‫ت‬ ‫ي‬ ‫ِ‬
‫ْي‬ ‫الم‬ ‫غ‬ ‫ِ‬
‫ل‬ ‫ض‬‫ِ‬ ‫َإىل ْأر‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ ََْ ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ههنا املْن َُِل‬‫ُ‬ ‫>>‬ ‫‪:‬‬ ‫وسلم‬ ‫ليه‬ ‫ع‬ ‫ي‬‫ٰ‬
‫ٱلل‬ ‫صلى‬ ‫َّب‬
‫ ِ‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫ال‬‫َ‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫ي‬
‫ي‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ر‬ ‫صا‬ ‫ْ‬‫ن‬ ‫األ‬
‫َ‬
‫ٱلل عليه‬ ‫ب صلى يٰ‬ ‫َّ‬
‫ن‬ ‫ال‬ ‫ل‬ ‫م‬ ‫ح‬ ‫ف‬ ‫وب‬‫ٍ‬
‫َ َ َ ِ‬ ‫َ‬ ‫إ ْن شاءَ هللاُ<<‪َ ،‬و َِاءَ أبو أي ِ‬
‫وسلم إىل ب يتِ ِه‪.‬‬
‫‪ )4‬بناء جمتمع جديد‬
‫ٱلل عليه وسلم َإىل ال َمدينَ ِة‬ ‫هللا صلى يٰ‬ ‫ول ِ‬ ‫ت ِهِجرةُ رس ِ‬ ‫ْ‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫كا‬ ‫•‬
‫َ َُ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫تَ ْع ِين ق َ َّ َ ْ َ ْ َّ َ َ َ ْ ْ َ َ َ ِ‬
‫َّب‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫أ‬ ‫د‬ ‫ب‬‫و‬ ‫ض‪،‬‬ ‫األر‬ ‫ه‬ ‫ِ‬ ‫و‬ ‫ى‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ة‬ ‫ي‬ ‫الم‬ ‫إس‬ ‫ة‬ ‫ل‬‫و‬ ‫د‬ ‫ل‬ ‫أو‬ ‫يام‬
‫هذ ُِ الد َّْولَِة‪َ ،‬وِم ْن َأه ِيم ما‬ ‫كان ِ‬ ‫ناء أر ِ‬ ‫السالم بِبِ ِ‬ ‫َّ‬ ‫و‬ ‫ُ‬‫ة‬ ‫ال‬ ‫الص‬
‫َّ‬ ‫ِ‬
‫ه‬ ‫ي‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫ع‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫صولِِه ال َمدينَ ِة ثَالثَ ُة‬ ‫َُ‬ ‫و‬ ‫د‬‫َ‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫ِ‬
‫ع‬ ‫م‬ ‫وسل‬ ‫عليه‬ ‫ي‬‫ٰ‬
‫ٱلل‬ ‫صلى‬ ‫َّب‬
‫ ِ‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫ِ‬
‫ه‬ ‫ِ‬
‫ب‬ ‫قام‬
‫َ‬
‫ْي ال ُم ْس ِل ِمي َن َع َّام ًة‬ ‫ب‬ ‫ة‬ ‫اخا‬ ‫ؤ‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫ا‬
‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ِ‬
‫د‬ ‫ِ‬
‫ِج‬ ‫س‬ ‫امل‬ ‫ناء‬ ‫ِ‬‫ب‬ ‫‪:‬‬ ‫ي‬ ‫ه‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫مال‬ ‫أع‬
‫ُ َْ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َْ‬ ‫ْ‬
‫ظام‬ ‫خاص ِة‪ ،‬وكِتابةُ وثِي َق ٍة حدَّدت نِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫ر‬ ‫صا‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫األ‬ ‫و‬ ‫ين‬ ‫ِ‬
‫ر‬ ‫ِ‬‫ِ‬ ‫ها‬ ‫م‬‫ُ‬ ‫ل‬ ‫ا‬
‫و‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫ت َعالقَتَ ُهم َم َع‬ ‫ح‬ ‫أوَ‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫ي‬ ‫ب‬ ‫يما‬ ‫ين فِ‬ ‫َ‬ ‫م‬‫ِ‬ ‫ل‬
‫ِ‬ ‫س‬
‫ْ‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫ال‬ ‫ِ‬
‫ياة‬ ‫َح‬
‫َْ َ ُ َ َ َ ْ‬
‫خاص ِة‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ٍ‬
‫ة‬‫ور‬ ‫ص‬ ‫ِ‬‫ب‬ ‫ِ‬
‫ود‬ ‫ه‬ ‫الي‬‫و‬ ‫ِ‬
‫ة‬ ‫عام‬
‫َّ‬ ‫ٍ‬
‫ة‬‫ور‬ ‫ص‬ ‫ِ‬
‫ب‬ ‫م‬ ‫ه‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ري‬ ‫غ‬
‫َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫بِّناءُ املَ ْس ِّج ِّد‬
‫ت ِِف َم ْو َِ ٍع‬ ‫ك‬
‫ََ ْ‬‫ر‬
‫َ‬ ‫ب‬ ‫وسلم‬ ‫عليه‬ ‫ٰ‬
‫ٱلل‬
‫ي‬ ‫صلى‬ ‫َّب‬
‫ ِ‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫ة‬
‫َ‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫ان‬ ‫َّ‬
‫أن‬ ‫ا‬
‫ً‬ ‫ق‬‫ِ‬‫• ذَ َك ْران َساب‬
‫بن ُزر َارٍة قَ ْد َّاُتَ َذ ُُ‬ ‫د‬ ‫ع‬ ‫أس‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫كا‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ر‬ ‫صا‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫األ‬ ‫ن‬ ‫م‬‫ِ‬ ‫ْي‬ ‫يم‬ ‫ِ‬
‫ت‬ ‫ي‬ ‫ِ‬
‫ْي‬ ‫الم‬ ‫غ‬ ‫ِ‬
‫ل‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫كا‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ٱلل عليه وسلم َإىل ال َمدينَ ِة‪،‬‬ ‫هللا صلى يٰ‬ ‫ول ِ‬ ‫مصلَّى قَبل ِهِجرِة رس ِ‬
‫ُ َ ْ َ َْ َ ُ‬
‫ٱلل عليه وسلم‬ ‫هللا صلى يٰ‬ ‫ول ِ‬ ‫س‬ ‫ر‬ ‫ر‬‫أم‬ ‫ف‬ ‫‪،‬‬‫ه‬‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ِ‬
‫ف‬ ‫ِ‬
‫حابه‬ ‫ص‬ ‫أب‬‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ِ‬
‫ْ َ ََ َ ُ ُ‬ ‫صلي ْ‬ ‫فَكا َن يُ َ‬
‫هللا صلى يٰ‬
‫ٱلل‬ ‫ول ِ‬ ‫أ ْن يُْبىن ِف ذلك ال َمو َِ ِع َم ْس ِِجداً‪َ ,‬وكا َن َر ُس ُ‬
‫كان‪ ،‬فَقاال‪ :‬بَ ْل‬ ‫م‬ ‫ال‬ ‫ك‬ ‫ِ‬
‫ب َ ُ َ ْ َْ َ ُ َ َ ِ‬
‫ل‬ ‫ذ‬
‫َ‬ ‫ه‬‫ع‬ ‫ي‬ ‫ب‬ ‫ِ‬
‫ْي‬ ‫الم‬ ‫الغ‬ ‫ن‬ ‫م‬‫ِ‬ ‫عليه وسلم قَ ْد طَلَ‬
‫ول ِ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫ٱلل عليه وسلم َح ََّّت‬ ‫هللا صلى يٰ‬ ‫أِب َر ُس ُ‬
‫ََ‬ ‫ف‬ ‫هللا‪،‬‬ ‫ول‬‫َ‬ ‫س‬‫ََّنَ ُ َ َ ُ‬
‫ر‬ ‫اي‬ ‫ك‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫ه‬‫ب‬
‫تاعهُ ِمْن ُهما بِ َع َشَرِة َداننِ ٍري‪.‬‬ ‫ابْ َ‬
‫ك‪:‬‬ ‫ِّ‬
‫اد ْ َ َ‬
‫ل‬ ‫ذ‬ ‫ن‬ ‫ِّ‬
‫م‬ ‫يُ ْستَ َف ُ‬

‫كان َّإال كا َن َّأوَل ما‬ ‫ٱلل عليه وسلم ما أقام ِِبَ ٍ‬ ‫ٰ‬
‫َ‬ ‫• أنَّهُ صلى ي‬
‫أقام َم ْس ِِج َد‬
‫َ‬ ‫د‬
‫ْ‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫ن‬‫َ‬ ‫نو‬ ‫ِ‬
‫م‬ ‫ؤ‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫ل‬‫ا‬ ‫ِ‬
‫يه‬ ‫ِ‬
‫ف‬ ‫ع‬‫ُ‬
‫ِ‬
‫م‬ ‫ت‬
‫َ‬ ‫جي‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬
‫د‬ ‫ِ‬
‫ِج‬ ‫س‬ ‫م‬ ‫ناء‬
‫َ َ َُْ‬
‫ِ‬‫ب‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫ل‬
‫ُ‬ ‫ع‬ ‫ف‬
‫ْ‬ ‫ي‬
‫أقام فِيها أربَ َعةَ َّأايٍم‪َ ،‬وبَ َىن َم ْس ِِج َدا ِف بَِىن‬ ‫ْي‬ ‫ح‬ ‫قِ ٍ‬
‫باء ِ‬
‫َ َ‬
‫أقام‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫و‬ ‫ٍ‬
‫باء‬ ‫ِ‬‫ق‬ ‫ْي‬ ‫ب‬ ‫يق‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ر‬ ‫َّ‬
‫ط‬ ‫ال‬ ‫ف‬‫ِ‬ ‫ص‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ِف‬ ‫ٍ‬
‫ر‬ ‫ِ‬
‫عام‬
‫َ َ‬ ‫ة‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ن‬‫دي‬ ‫م‬‫ال‬
‫َ َ‬ ‫َْ َ‬ ‫ُْ َ َ‬
‫ص َل َإىل ال َمدينَ ِة‪.‬‬ ‫و‬ ‫ْي‬ ‫ح‬ ‫مس ِِج َدا ِ‬
‫َََ‬ ‫َْ‬
‫أمهي ِة املس ِِج ِد‪ ،‬ودوِرُِ الع ِظي ِم ِف ح ِ‬
‫ياة •‬ ‫وهذا يدل ِنا علَى َِ‬
‫َ‬ ‫َ يْ َ‬ ‫َ َ ُ َ يَ َ ْ‬
‫وحيَّ ِة‪ ،‬فَِف ِيه يَ ْلتَ ِقى امل ْسلِ ُمو َن ُك َّل‬‫الر ِ‬ ‫و‬ ‫ة‬‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ِ‬
‫ماع‬ ‫ِ‬
‫امل ْسل َ ْ َّ َ ِ‬
‫ت‬‫االِ‬ ‫ْي‬‫م‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الة‪ ،‬وفِ ِيه ي تَ علَّمو َن ِدينَ هم‪ ،‬وفِيهِ‬ ‫الص ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫ألداء‬ ‫ٍ‬
‫ات‬ ‫ر‬
‫َّ‬ ‫م‬ ‫س‬ ‫مخ‬
‫َْ‬ ‫ٍ‬
‫م‬‫و‬ ‫ي‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫وس ُهم‪َ ،‬وُُتَ ِل َم َشاكِلُ ُهم‪َ ،‬وِم ُنه‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ب‬ ‫َّ‬
‫ص ُفوفُ ُهم‪َ ،‬وتَتَ َه ُ َ‬
‫ف‬ ‫ن‬ ‫ذ‬ ‫تَتَ َو َّح ُد ُ‬
‫ِ‬
‫اإلسالم‪.‬‬ ‫وش ُهم لِنَ ْش ِر‬ ‫ي‬
‫ُ ُُ ُ‬‫ِ‬ ‫ق‬ ‫تَ ْنطَلِ‬
‫اخاةُ‬
‫ال ُمؤ َ‬

‫أصحابِِه‬ ‫ْي‬ ‫ب‬ ‫ى‬ ‫آخ‬ ‫وسلم‬ ‫ه‬ ‫علي‬ ‫ٱلل‬‫ٰ‬ ‫صلى‬ ‫ول ِ‬
‫هللا‬ ‫الر ُس َ‬ ‫َّ‬
‫إن‬ ‫مث‬
‫َّ‬‫ُ‬ ‫•‬
‫َ َْ َ ِ ْ‬ ‫ي‬ ‫ِ‬ ‫َ‬
‫ب َوُمعا ُذ‬ ‫ِمن ال ُمهاِ ِرين واألنْصا ِر فَ َِج َعل َِ ْع ُفر بن ِأِب طال ٍ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫بن‬
‫َ‬ ‫د‬
‫َ‬ ‫ي‬
‫ْ‬‫ز‬‫َ‬‫و‬‫َ‬ ‫ب‬
‫ِ‬ ‫ل‬‫ِ‬ ‫َّ‬
‫ط‬ ‫م‬‫ُ‬ ‫ال‬ ‫د‬ ‫ب‬
‫ْ‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫بن‬
‫َ‬ ‫ة‬
‫َ‬‫َ‬‫َ‬ ‫ْح‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫ِ‬‫َ‬ ‫و‬‫َ‬ ‫‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ن‬ ‫ي‬
‫ْ‬‫و‬‫َ‬ ‫أخ‬
‫َ‬ ‫ٍ‬
‫ل‬ ‫ب‬
‫َ‬‫ِ‬‫َ‬ ‫بن‬
‫ُ‬
‫بن ُزَه ٍْري‬ ‫ة‬
‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ر‬ ‫خا‬ ‫و‬ ‫ٍ‬
‫يق‬ ‫ِ‬
‫د‬
‫ي‬ ‫ِ‬
‫الص‬ ‫ٍ‬
‫ر‬ ‫ك‬‫ْ‬ ‫ب‬ ‫أاب‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ِ‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ن‬ ‫ي‬‫و‬ ‫أخ‬ ‫ة‬‫ٍ‬ ‫ث‬
‫َ‬‫ِ‬
‫ر‬ ‫ا‬‫ح‬
‫َِ ٍ َ‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫َ‬‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫أخ َويْ ِن‪َ ،‬و َعْب َد‬ ‫َ‬ ‫ك‬ ‫مال‬ ‫بن‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫با‬ ‫ت‬
‫ْ‬ ‫ع‬ ‫و‬ ‫اب‬ ‫َّ‬
‫ط‬ ‫اخل‬
‫َ‬ ‫بن‬ ‫ر‬ ‫م‬ ‫ع‬
‫ُ‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ن‬ ‫ي‬‫و‬ ‫أخ‬
‫ِ َ‬ ‫َ‬ ‫ٍََ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ََ‬
‫أخ َوي ِن‪َ ..‬وه َكذا‪..‬‬ ‫َ‬ ‫ع‬‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ب‬
‫الر‬
‫َّ‬ ‫ابن‬ ‫د‬ ‫َ‬ ‫ع‬ ‫س‬
‫َ َْ‬ ‫و‬ ‫وف‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫بن‬ ‫ِ‬
‫الر ْْح َ‬
‫ن‬ ‫َّ‬
‫األمو َال فٍيما بَْي نَ ُهم‪• ،‬‬ ‫قامسُوا ْ‬ ‫ت ال ُمؤاخاةُ َعلَى أ ْن يَتَ َ‬ ‫َوكانَ ْ‬
‫أبخ ِيه ال ُمها ِِ ِر َإىل بَْيتِ ِه فَيَ ْقتَ ِس ُم‬
‫ي ي ْذهب ِ‬
‫َ‬
‫َ َ‬ ‫ ِ‬ ‫ِ‬
‫ر‬ ‫صا‬‫ْ‬‫ن‬‫األ‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫كا‬ ‫ف‬
‫َ‬
‫س‬ ‫ي‬‫ل‬
‫َ‬‫و‬ ‫ِ‬
‫ن‬ ‫ي‬‫و‬ ‫األخ‬ ‫ْي‬ ‫ب‬ ‫ُ‬
‫يراث‬ ‫لم‬
‫ِ‬ ‫ا‬ ‫ن‬‫َ‬ ‫كا‬
‫و‬ ‫‪،‬‬‫ء‬‫ٍ‬ ‫ي‬ ‫ش‬ ‫ل‬ ‫ك‬
‫ُ‬ ‫ه‬ ‫ع‬ ‫م‬
‫َْ َ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ََُ‬
‫ك َح ََّّت َموقِ َع ِة‬ ‫يراث علَى ذلِ‬
‫ُ‬ ‫ا‬ ‫ي‬ ‫ِ‬
‫ق‬ ‫وب‬ ‫ا‪،‬‬‫ب‬‫س‬ ‫َ‬‫ن‬ ‫ِ‬
‫ابء‬‫ِ‬
‫ر‬ ‫ق‬
‫ْ‬ ‫األ‬ ‫ْي‬ ‫ب‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫لم‬
‫ِ‬
‫ًَ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫بَ ْد ٍر‪.‬‬
‫ني َوغَ ِّْريِّهم‬ ‫م‬‫ِّ‬ ‫كِّتابةُ وثِّي َقةُ بني املُسلِّ‬
‫َ َ َ َْ َ ْ َ‬
‫ْي‬ ‫ب‬ ‫تااب‬ ‫ٱلل عليه وسلم كِ‬ ‫ٰ‬ ‫صلى‬ ‫ول ِ‬
‫هللا‬ ‫ب َر ُس ُ‬ ‫ت‬ ‫ك‬
‫َ‬ ‫مث‬
‫َّ‬‫ُ‬ ‫•‬
‫ً َْ َ‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫عاه َد ُهم‪َ ،‬وأقَ َّرُهم‬ ‫و‬ ‫ود‬ ‫ه‬ ‫لي‬ ‫ا‬ ‫ال ُمها ِِ ِرين واألنْصا ِر‪ ،‬سا ََل فِ ِ‬
‫يه‬
‫َ َ َُ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َعلَى ِدينِ ِهم َو ْأمواهلِِم‪َ ،‬و َشَر َط َهلُم َوا ْش َََّت َط َعلَْي ِهم َوِم َن‬
‫الوثِي َق ِة‪:‬‬ ‫ك‬ ‫ل‬
‫ْ‬‫ِ‬‫ت‬ ‫ها‬ ‫ت‬
‫ْ‬ ‫ن‬ ‫م‬
‫َّ‬ ‫ض‬ ‫ت‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫الِت‬ ‫ئ‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫د‬ ‫با‬ ‫م‬ ‫ال‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫َ‬
‫‪ِ (1‬و ْح َدةُ األ َُّم ِة اإلسالميَّ ِة ِم ْن ِغ ِْري تَ ْف ِر ٍيق بَْي نَها‪.‬‬
‫قوم َوال َكر َام ِة‪.‬‬ ‫َّاس ِف احل ِ‬
‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫ْي‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ب‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ة‬ ‫ساوا‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫ال‬ ‫‪(2‬‬
‫وغريِهم ِف َدفْ ِع الظ ِْلمِ‬ ‫ْي ِْ‬ ‫ناء املِجتَمع ِمن املسلِمِ‬ ‫‪(3‬تعاو ُن أب ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ ْ ُْ َ َ َ ُْ َ‬
‫ٍ‬
‫أي عُ ْدوان‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫د‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫ة‬ ‫ل‬‫َّو‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ي‬ ‫َ‬ ‫َوالعُ ْدو َ َ ْ َ َ َ ْ ْ‬
‫الد‬ ‫ن‬ ‫ع‬ ‫ر‬ ‫ط‬ ‫اخل‬ ‫ء‬ ‫ر‬ ‫د‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ان‬
‫أعداِِِه‪َ ،‬و َعلَي ِهم قَبُ ُ‬
‫ول‬ ‫ع‬‫م‬ ‫ِ‬
‫قة‬ ‫ال‬ ‫الع‬
‫ََْ َ َْ َ َ َ ْ‬ ‫ِ‬
‫ر‬ ‫ي‬
‫ر‬‫ِ‬ ‫ق‬ ‫ت‬ ‫ِف‬ ‫ع‬‫م‬‫ت‬ ‫ِج‬‫امل‬ ‫اك‬
‫ُ‬ ‫َّت‬‫ِ‬ ‫‪ (4‬ا ْش‬
‫ْي‪.‬‬ ‫الص ْل ِح إِ ُذا كا َن ِف مصلَح ِة املسلِ ِ‬
‫م‬ ‫ ِ‬
‫َ ْ َ ُْ َ‬

‫العام لِلدَّولَِة‪ ،‬ووِ ِ‬


‫وب االمتِن ِاع َع ْن‬ ‫ِ‬
‫ظام‬‫الن‬ ‫ن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ْ َُ ُ‬ ‫َّ‬ ‫ي‬ ‫‪ُِ (5‬حم َاربَِةُ اخلا ِِ ْ‬
‫ع‬
‫َ‬ ‫ْي‬
‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ر‬
‫صَرهتم‪.‬‬‫ُْ‬‫ن‬ ‫أو‬ ‫م‬‫ه‬‫ِ‬ ‫ْحايَت‬

‫ناع‬ ‫‪ِْ (6‬حايةُ من أراد العيش مع املسلِ ِمْي مسالِما متَعا ِو ًان‪ ،‬واالمتِ‬
‫َ ْ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫َ َ ْ َ َ َْ َ َ َ ُ ْ َ‬
‫صَرةُ َم ْن يُظْلَ ُم ِمْن ُهم‪.‬‬ ‫ن‬
‫ْ ُْ‬
‫ِ‬
‫ة‬ ‫ل‬
‫َ‬‫َّو‬
‫لد‬ ‫ا‬ ‫على‬‫و‬‫َ‬ ‫م‪،‬‬‫ه‬‫ِ‬ ‫ي‬‫َ‬‫ل‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫ي‬ ‫غ‬
‫ْ‬
‫َ ُ‬ ‫الب‬
‫َ‬ ‫و‬ ‫م‬‫ه‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫م‬ ‫ل‬
‫ْ‬‫ُ‬‫ظ‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫ع‬
‫َ‬
‫‪ (7‬لِغَ ِْري ال ُم ْس ِل ِمي َن ِدينُ ُهم و ْأموا ُهلُم‪ ،‬ال ُْجي ََبُو َن َعلَى‬
‫ِ‬
‫ؤخ ُذ مْن ُهم ْأموا ُهلُم‪.‬‬ ‫ت‬ ‫ال‬‫و‬ ‫ِ‬
‫الم‬ ‫اإلس‬ ‫ن‬ ‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ِ‬
‫د‬ ‫ِ‬
‫ول‬ ‫ُد ُخ‬
‫ْ َ ُ َ‬
‫‪ (8‬على َغ ِري ال ُم ْس ِل ِم َين أ ْن يس ِهموا ِف نَ َف ِ‬
‫قات الد َّْولَِة َكما‬ ‫ُْ ُ‬
‫ون‪.‬‬‫س ِه ُم ال ُم ْس ِل ُم َ‬ ‫ُْ‬ ‫ي‬
‫ِ‬
‫داخ ِل الدَّولَِة َوخا ِرِها‪.‬‬‫‪ (9‬ح ِريةُ التَّنَ ِق ِل ِ‬
‫ُ يَ‬
‫وم ال ُم ْجت َ َم ُُع َعلَى أساس التَّعاو ِن َعلَى ِ يِ‬
‫الَب‬ ‫ُ‬ ‫ق‬
‫ُ‬ ‫َ‬‫ي‬ ‫‪(10‬‬
‫ُِ‬
‫والتَّ ْقوى‪ ،‬ال َعلَى ِْ‬
‫اإلمث َوالعُ ْدوان‪.‬‬ ‫َ َ‬
‫ك‪:‬‬ ‫اد ْ َ‬‫ِّ‬
‫ل‬ ‫ذ‬ ‫ن‬ ‫ِّ‬
‫م‬
‫َ‬ ‫• َويُ ْستَ َف ُ‬
‫ماعيَّ ِة‪َ ،‬و َّ‬
‫أن •‬ ‫الميَّ ِة قاِِم علَى الع َدالَة االِتِ ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫الدولَِة اإلس ِ‬
‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫أساس‬
‫َ‬ ‫َّ‬
‫أن‬
‫أن َمْب َدأ‬‫الس ْل ُم‪َ ،‬و َّ‬ ‫ين و َغ ِريِهم هو ِ‬ ‫َ‬ ‫م‬‫ِ‬ ‫ل‬
‫ِ‬ ‫س‬
‫ْ‬ ‫م‬ ‫ال‬ ‫ْي‬ ‫ب‬ ‫ِ‬
‫ة‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫ال‬ ‫الع‬ ‫أساس‬
‫َ ي‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫الع َم ِل ِخلَِْري الن ِ‬
‫َّاس‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫احل ي َ َ ْ َ ُ َ َ ي َ ْ َ َ‬
‫و‬ ‫وى‬ ‫ق‬ ‫الت‬ ‫و‬ ‫الَب‬ ‫ى‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ِ‬
‫ن‬ ‫َّعاو‬ ‫ت‬ ‫ال‬‫و‬ ‫ل‬‫ِ‬ ‫د‬ ‫الع‬ ‫و‬ ‫ق‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ات يِ‬
‫الَّت‬ ‫الشعار ِ‬ ‫ودفْ ِع أ َذى األ ْشرا ِر عن ال ُم ْجت َ َم َع هو أب رز يِ‬
‫ُ َ َْ ُ‬ ‫َْ‬ ‫ََ‬
‫ك تَكو ُن الدَّولَةُ اإلس ِ‬
‫الميَّةُ أيْنَما‬ ‫الم‪ ،‬وبِذلِ‬ ‫ِ‬ ‫اإلس‬ ‫ة‬ ‫ل‬‫و‬ ‫د‬ ‫ا‬ ‫ِ‬
‫هب‬ ‫ي‬ ‫ِ‬
‫ناد‬ ‫تُ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ َُْ ْ َ َ‬
‫أي عص ٍر نَشأت قاِِمةً علَى أفْض ِل امل ِ‬
‫باد ِئ‬ ‫ِ‬ ‫ت‪َ ،‬وِف‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫قام ْ‬
‫َ‬
‫اع ِد َاإلسالمِ‬ ‫ان العمل ِف عص ِران هذا لِتَطْبِ ِيق قَو ِ‬
‫َ َْ َ ََ َ َ ْ‬ ‫َّ‬ ‫و‬ ‫ا‪،‬‬ ‫وأعد ِ‬
‫هل‬
‫ْ‬
‫ساِي‪َ ،‬وُُيَ ِيق ُق‬‫الف ْك ِر اإلنِ ِ‬ ‫بادِِِه عمل ي ت َِّفق مع تَطَ ِوِر ِ‬
‫ََ ٌ َ ُ َ َ‬
‫وم ِ‬
‫ََ‬
‫ت َوأ ْك َملِها‬ ‫َمتَ َم ٍع ِم ْن أقْ َوى ال ُم ْجت َ َمعا ِ‬ ‫ناء‬ ‫ِ‬
‫ل ْ ُ ْ َ َ ُْ‬
‫ب‬ ‫ْي‬ ‫م‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ل‬ ‫س‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫ِ‬
‫أس َع ِدها‪.‬‬ ‫َو ْ‬
‫‪ِ )5‬قامة الدولة االسالمية‬
‫ٱّلل عليه وسلم يف املدينة‬ ‫للرسول صلى ه‬ ‫َّ‬ ‫ة‬ ‫ي‬
‫َّ‬ ‫ياس‬ ‫ِّ‬
‫الس‬ ‫السلطة‬
‫نشأة ُّ‬
‫تعَب عن •‬ ‫مكة واملدينة سلطةً سياسييةً واَحةَ املعاَل يِ‬ ‫كل من َّ‬‫َل تشهد ِ‬
‫َّاس وتدير مصاحلهم‪ ،‬وعلى الَّرغم من َّ‬
‫أن‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫م‬ ‫ك‬
‫ُ‬ ‫ُت‬ ‫ٍ‬
‫حكومة‬ ‫أو‬ ‫نظام لدو ٍ‬
‫لة‬
‫ُ َ‬
‫أن هذُ‬ ‫مكة شهدت وِود ما ميكن تسميته (حكومة امللأل)‪ ،‬إالَّ َّ‬ ‫َّ‬
‫نظام يوِهها‪ ،‬فهي ال تعدو أن تكون شكالً‬ ‫َّ‬
‫احلكومة َل يكن هلا مث ٌ‬
‫ة‬
‫من أشكال اإلدارة العشاِريَّة القاِمة على العرف‪َّ .‬أما املدينة فلم تشهد‬
‫حَّت هذا النِيظام البسيط من اإلدارة واحلكم بسبب انقسام أهل املدينة‬ ‫َّ‬
‫َّت فيه املنافسة بينها‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫احتد‬ ‫ٍ‬
‫وقت‬ ‫إىل مخس َماميع قبليَّة ويهوديَّة‪ ،‬ىف‬
‫تسفر عن مصادمات وحروب‪ ،‬أريقت فيها دماءٌ كثرية‪ ،‬كان آخرها‬
‫ياسي‪َ ،‬تد اجلانب‬ ‫حرب بعاث‪ .‬وسبب هذُ اهلالميَّة ىف التكوين ِ‬
‫الس يِ‬
‫ي‬ ‫ُ‬
‫يتضمن أية مالمح حمددة ملفاهيم سياسيَّة‪.‬‬ ‫الثقاِف اآلخر َل َّ‬ ‫الفكرى و َّ‬
‫َّ‬
‫ٱلل عليه وسلم إىل املدينة‪ ،‬أخذت األوَاع •‬ ‫الرسول هللا صلى ٰي‬ ‫فلما انتقل َّ‬ ‫َّ‬
‫أي تناسب بْي ما كان‪،‬‬ ‫ ِ‬ ‫معه‬ ‫َتد‬ ‫تكاد‬ ‫ال‬ ‫‪،‬‬‫ال‬ ‫هاِ‬
‫ ِ ً ً‬ ‫ال‬
‫ُتو‬ ‫تشهد‬ ‫فيها‬ ‫ة‬‫ي‬
‫َّ‬ ‫ياس‬ ‫ِ‬
‫الس‬
‫ي‬
‫كأن حركة‬ ‫وبْي ما أصبحت عليه احلال‪ ،‬لقد كانت النقلة النوعيَّةُ عظيمةً‪ ،‬و َّ‬
‫ات قليلة ِ يدًا‬ ‫حادة‪ ،‬ففي غضون سنو ٍ‬ ‫التَّاريخ استدارت عن مسارها بَاوية َّ‬
‫سياسي‪ ،‬حمدَّد املعاَل واملالمح‪ ،‬حمدَّد النِيظام‬
‫يِ‬ ‫ظهرت مالمح لدو ٍلة وكيان‬
‫كل ذلك أحذ ينبثق من تلك األرض‪ ،‬وتلك‬ ‫واملفاصل‪ ،‬وآليات العمل‪ِ ،‬‬
‫اجلماعة اخلام‪ ،‬وأخذت ِبثر ذلك تظهر املفاهيم السياسية ِف حياة الناس‪:‬‬
‫حكومة‪ ،‬قضاء‪ ،‬أمري‪ ،‬وزير‪ ،‬بيت املال‪ِ ،‬يوش‪ ،‬وسرااي‪ ،‬وكتاِب‪،‬‬
‫ومعاهدات سياسية وأحالف‪ ،‬فما حصل ميثِيل من النَّاحية الواقعية انقال ًاب‬
‫اِتماعي‬
‫يٍ‬ ‫كل هذا كان ابلتَّوافُق مع نظام‬ ‫سياسياا حقيقي ا‪ ،‬وهو ما َتَّ بيانه‪ .‬و ِ‬
‫كبرية‪ ،‬وعلى هذا البقعة‬‫بسرعة ٍ‬‫ٍ‬ ‫وثقاِف كان هو اآلخر يتبلور‬‫يٍ‬ ‫يٍ‬
‫اقتصادي‬ ‫و‬
‫الصغرية الَِّت ابت امسها (مدينة رسول هللا) وعرفت اختصاراً ابملدينة‪.‬‬
‫مدارها املناسب‪ ،‬اقتضى األمر‬ ‫َ‬ ‫هللا‬ ‫ة‬
‫ُ‬ ‫سلط‬ ‫أتخذ‬ ‫وحَّت‬
‫َّ‬ ‫•‬
‫ٱلل عليه وسلم فيما ينقله ربِيه‪،‬‬‫الرسول صلى يٰ‬ ‫أن يطاع َّ‬
‫اعة‪،‬‬‫َّ‬
‫ط‬ ‫ال‬ ‫هذُ‬ ‫وِوب‬ ‫د‬‫وهكذا تعاقبت اآلايت لتؤيكِ‬
‫َ‬
‫فقال تعاىل‪:‬‬

‫ون َحت َّ ٰى يُ َح ِك ُم َ‬
‫وك ِفي َما‬ ‫• فَ ََل َو َر ِب َك َال يُ ۡؤ ِمنُ َ‬
‫ش َج َر بَ ۡينَ ُه ۡم ث ُ َّم َال يَ ِجدُواْ فِ ٓي أَنفُ ِس ِه ۡم َح َر ٗجا ِم َّما‬
‫َ‬
‫س ِل ُمواْ ت َ ۡس ِل ٗيما ‪٦٥‬‬‫ت َويُ َ‬ ‫قَ َ‬
‫ض ۡي َ‬
‫ٱلل عليه وسلم راسخة‬ ‫الرسول صلى ٰي‬ ‫أصبحت سلطات َّ‬‫ْ‬ ‫فلما‬
‫• َّ‬
‫بْي مسلمي املدينة من املهاِرين واألنصار‪ ،‬أخذت َت َّ‬
‫تد‬
‫تدرجييَّا‪ ،‬بسبب طبيعة التَّحالفات بْي األوس واخلَرج‬
‫واليهود‪ ،‬فشملت غري املسلمْي‪ ،‬لينضوي سكان املدينة كافَّة‬
‫الِت كانت تَداد رسوخاً‪ ،‬كلَما ازداد‬ ‫السلطة‪ِ ،‬ي‬ ‫ُتت لواء هذُ ِ‬
‫صاحب السلطة العليا‬‫َ‬ ‫أصبح‬ ‫حَّت‬
‫َّ‬ ‫املدينة‪،‬‬ ‫ِف‬ ‫املسامْي‬ ‫عدد‬
‫ِ‬
‫هيمنته‬ ‫سياسي مؤثِير بدأ يفرض‬ ‫ِف املدينة‪ ،‬فإذا ابملدينة كيان‬
‫ٌّ‬
‫على اجلَيرة العربيَّة بشكل متتابع‪.‬‬
‫• الدالالت واملعطيات‪:‬‬
‫إن من أبرز ما يَّتتَّب على هذا اجلانب من سرية يِ‬
‫النب صلى‬ ‫• أوالا‪َّ :‬‬
‫ٱلل عليه وسلم‪ :‬أنَّه َل يكن نبيياً ورسوالً فحسب‪ ،‬لقد أصبح بعد‬ ‫ٰي‬
‫كل ما ِف هذا املوقع من‬ ‫َّ‬ ‫مارس‬ ‫لة‪،‬‬ ‫و‬ ‫د‬ ‫ِيس‬ ‫ر‬‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫َجاعة‬ ‫قاِد‬
‫اهلِجرة َ‬
‫ب عليه تفهم حقيقة أن‬ ‫َّ‬
‫ت‬‫َّت‬ ‫ي‬ ‫ذي‬ ‫صالحييات والتَامات‪ ،‬األمر الَّ‬
‫ُ‬
‫الدين اجلديد ال ينطوي على‬ ‫اإلسالم َّإَنا هو دين ودولة‪ ،‬فهذا ِّ‬
‫العبادات وحدها‪ ،‬بل هو احلياة يف أبعادها وحماورها كافَّةا‪،‬‬
‫الدين واحلياة‪،‬‬‫فإن العلمانية القائمة على الفصل بني ِّ‬ ‫وابلتَّايل َّ‬
‫ليست من اإلسالم يف شيء‪ ،‬فإذا ما قامت دعوةٌ على هذا‬
‫األساس‪ ،‬فإَنا هي حماولة لإلِهاز على اإلسالم حقيقة‪ .‬ومثل هذُ‬
‫تستحق التَّص يِدي هلا‪ ،‬والعمل على دحرها‪.‬‬
‫ ِ‬ ‫الدعوة‬
‫الدولة اإلسالمية هلل تعاىل وحدُ‪ ،‬ال •‬ ‫إن احلاكميَّةَ و ِ‬
‫السيادة ِف َّ‬ ‫َّ‬ ‫اثنيا‪:‬‬
‫ي‬
‫انبع من حقيقة َّ‬
‫أن‬ ‫يشاركه ِف ذلك أحد‪ ،‬أفراداً أو َجاعات‪ ،‬وذلك ٌ‬
‫هللا تعاىل هو القاِم على أمر الكون واحلياة‪ ،‬فِجعل لساِر املخلوقات‪،‬‬
‫اجلامدة منها واحليَّة سوى اإلنسان‪ ،‬سنناً ونواميس اثبتة‪ُ ،‬تكم حركتها‬
‫فإن له شأانً آخر‪ ،‬فطر على أشياء‪،‬‬ ‫وفاعليتها‪َّ ،‬أما ابلنسبة لإلنسان َّ‬
‫الشراِع الَِّت يِ‬
‫تبْي له‬ ‫وأودع فيه أشياء أخرى مع أَدادها‪ ،‬مثَّ شرع له َّ‬
‫الصراط املستقيم‪ ،‬وِعل هذا التَّشريع حمصوراً به ال‬ ‫لوك القومي و ِ‬ ‫الس َ‬
‫ ِ‬
‫َ ي‬
‫ِ‬
‫ِبسارب هذا‬ ‫جيوز لغريُ‪َّ ،‬‬
‫فإن هللا تعاىل يريد اخلري لإلنسان‪ ،‬وهو األع ُ‬
‫لم‬ ‫ُ‬
‫ُيب‪ ،‬ويهوى ال ما‬ ‫يد ما ِ‬ ‫اخلري وطراِقه‪َّ ،‬أما اإلنسان فإنَّه غالباً ير ُ‬
‫يُصلح أمرُ الد ِنيا واآلخرة‪ ،‬فهما قد يتوافقان وقد َيتلفان‪ ،‬بيد َّ‬
‫أن‬
‫فإن مصلحةَ اإلنسان تقتضي أن‬ ‫اإلنسان غالباً ما مييل إىل هواُ‪ ،‬هلذا َّ‬
‫يصح إميانُه‪.‬‬
‫يكون هواُ تبعاً لشرع هللا‪ ،‬وبذلك ِ‬
‫الشرعي‬
‫يِ‬ ‫الدو ِلة أو (مقاصد اإلمامة) ِف اإلطار‬ ‫إن واِبات َّ‬ ‫• اثلثاً‪َّ :‬‬
‫اإلسالمي تتمثَّل ِف ِانبْي رِيسْي‪ ،‬حفظ الدين‪ ،‬وسياسة الدنيابه‪ .‬ميثِيل‬ ‫يِ‬
‫األمة أن تراعي شؤوَّنا‬‫حق َّ‬ ‫حق هللا سبحانه‪ ،‬وميثَّل الثَّاِ منهما َّ‬ ‫األول َّ‬‫َّ‬
‫عوة ِليه مبا‬‫والد ِّ‬
‫الدين َّ‬ ‫الدولةُ نَ ْشر ِّ‬
‫تتوىل َّ‬
‫األول َّ‬
‫على وفق ِف املقصد َّ‬
‫َ‬
‫كل عصر‪ ،‬مثَّ‬ ‫تتطور حبسب معطيات ِّ‬ ‫يتاح هلا من وسائل وأدوات َّ‬
‫كل نظمها وفعالياهتا‪َّ ،‬أما املقصد الثَّاِ‬ ‫الدولة إبنفاذ شرع هللا يف ِّ‬ ‫تقوم َّ‬
‫جيسد‬ ‫لإلمامة‪ :‬فهو سياسة الد ِنيا على وفق ما َّقرُ الشرع‪ ،‬وهذا اجلانب ِ‬
‫ي‬ ‫ُ‬
‫األم ِة وحقوقَها‪ ،‬وهذُ َجيعاً مقدَّرة شرعاً‪ ،‬وهو ما يعين َّ‬
‫أن‬ ‫مصاحلَ َّ‬
‫املصاحلَ تدور مع الشَّرع‪ ،‬وليس العكس‪،‬‬
‫األمة َتاُ إمامها‪ ،‬أو حقوم اإلمام على أِمته تتمثَّل‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫اِبات‬ ‫إن و‬‫• رابعاً‪َّ :‬‬
‫وحق املناصحة‪.‬‬ ‫وحق الطَّاعة‪ِ ،‬ي‬‫حق النصرة ِي‬ ‫ِف اجلوانب الرِيسية اآلتية‪ِ :‬ي‬
‫‪ )6‬اإلذن ابلقتال‪:‬‬
‫• ِف هذُ الظروف اخلطرية الِت كانت هتدد كيان املسلمْي‬
‫ابملدينة‪ ،‬والِت كانت تنبئ عن قريش أَّنم ال يفيقون عن‬
‫غيهم‪ ،‬وال ميتنعون عن َتردهم ِبال‪ ،‬أنَل هللا تعاىل اإلذن‬
‫ابلقتال للمسلمْي‪ ،‬وَل يفرَه عليهم قال تعاىل‪:‬‬

‫َ‬
‫عل ٰى‬ ‫ٱَّلل‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫ن‬ ‫إ‬ ‫و‬ ‫ْ‬ ‫ْۚ‬
‫ا‬ ‫و‬ ‫م‬ ‫ل‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫ظ‬ ‫م‬
‫ۡ‬ ‫ه‬‫َّ‬ ‫ن‬‫َ‬ ‫أ‬ ‫ب‬ ‫ون‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ل‬‫َ‬ ‫ت‬ ‫َ‬ ‫ٰ‬
‫ق‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫ين‬
‫َ‬ ‫ذ‬‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ل‬ ‫ل‬
‫ِ‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫ذ‬
‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫•أ‬
‫َ َ‬ ‫ُ َِ‬ ‫ِ ُ‬
‫ير ‪٣٩‬‬ ‫َص ِر ِه ۡم لَقَ ِد ٌ‬ ‫ن ۡ‬
‫• والصحيح الذي ال مندوحة عنه أن هذا اإلذن إَنا نَل‬
‫ابملدينة بعد اهلِجرة‪ ،‬ال ِبكة‪ ،‬ولكن ال ميكن لنا القطع‬
‫بتحديد ميعاد النَول‪.‬‬

‫• نَل اإلذن ابلقتال‪ ،‬ولكن كان من احلكمة إزاء هذُ‬


‫الظروف‪-‬الِت مبعثها الوحيد هو قوة قريش وَتردها‪-‬أن‬
‫يبسط املسلمون سيطرهتم على طريق قريش التِجارية‬
‫املؤدية من مكة إىل الشام‪ ،‬واختار رسول هللا صلى يٰ‬
‫ٱلل‬
‫عليه وسلم لبسط هذُ السيطرة خطتْي‪:‬‬
‫• األوىل‪ :‬عقد معاهدات احللف أو عدم االعتداء مع‬
‫القباِل الِت كانت َماورة هلذا الطريق‪ ،‬أو كانت تقطن ما‬
‫بْي هذا الطريق وما بْي املدينة‪ ،‬وقد عقد صلى يٰ‬
‫ٱلل عليه‬
‫وسلم معاهدة مع ِهينة قبل األخذ ِف النشاط‬
‫العسكري‪ ،‬وكانت مساكنهم على ثالثة مراحل من‬
‫املدينة‪ ،‬وقد عقد معاهدات أخرى أثناء دورايته العسكرية‬
‫وسيأِت ذكرها‪.‬‬
‫• الثانية‪ :‬إرسال البعوث واحداً تلو اآلخر إىل هذا الطريق‪.‬‬
‫‪ )7‬ىف معارك الرسول احلربية‬
‫• الوقائع التارخيية‬
‫• ما كاد يستقر النب صلى يٰ‬
‫ٱلل عليه وسلم ِف املدينة حَّت بدأت‬
‫املعارك احلربية بينه وبْي قريش ومن واالها من قباِل العرب‪،‬‬
‫• ‪-1‬غزوة بدر الكربى‪:‬‬
‫• وكانت ِف اليوم السابع عشر من رمضان للسنة الثانية من‬
‫اهلِجرة‪،‬‬
‫• ‪-2‬غزوة أحد‪:‬‬
‫• وكانت يوم السبت خلمس عشرة خلت من شوال ِف العام‬
‫الثالث للهِجرة‪،‬‬
‫• ‪-3‬غزوة بين النضري‬

‫• ‪-4‬غزوة األحزاب‬
‫• وتسمى غَوة (اخلندم)‪ ،‬وقد وقعت ِف شوال من‬
‫السنة اخلامسة للهِجرة‪،‬‬

‫• ‪-5‬غزوة بين قريظة‪:‬‬


‫• وقد وقعت ِف السنة اخلامسة للهِجرة عقب غَوة‬
‫األحَاب‬
‫• ‪-6‬غزوة احلديبية‬
‫• وقعت ِف ذي القعدة من السنة السادسة للهِجَة‪ ،‬وكان من‬
‫ٱلل عليه وسلم رأى ِف منامه أنه‬‫أمرها أن رسول هللا صلى ٰي‬
‫دخل البيت هو وصحابته آمنْي حملِيقْي رؤوسهم ِ‬
‫ومقصرين ال‬
‫ي‬
‫َيافون شيئاً‪ ،‬فأمر الناس أن يتِجهَوا للخروج إىل مكة‬
‫معتمرين‪ ،‬ال يريد حرابً لقريش وال قتاالً‪ ،‬فخرج معه‬
‫املهاِرون واألنصار ُيدوهم الشوم إىل رؤية بيت هللا احلرام‬
‫بعد أن حرموا من ذلك ست سنوات‪ ،‬وخرج معهم من شاء‬
‫من األعراب‪،‬‬
‫• فلما وصل إىل احلديبية‬
‫ٱلل عليه وسلم عثمان بن عفان إىل أهل مكة ليؤكد‬ ‫• بعث الرسول صلى ٰي‬
‫ٱلل عليه وسلم وصحابته‪ ،‬وأبطأ‬‫هلم الغرض من َميء الرسول صلى ٰي‬
‫عثمان‪ ،‬فأشيع بْي املسلمْي أنه قد قتل‪ ،‬فقال رسول هللا صلى ٰي‬
‫ٱلل عليه‬
‫وسلم‬
‫• ال نَبح حَّت نناَِ القوم (نقاتلهم) ودعا املسلمْي إىل البيعة على اجلهاد‪،‬‬
‫والشهادة ِف سبيل هللا‪ ،‬فبايعوُ ُتت شِجرة هناك من أشِجار الطلح على‬
‫عدم الفرار‪ ،‬وأنه إما الصلح‪ ،‬وإما الشهادة‪.‬‬
‫• وملا علمت قريش أبمر البيعة‪ ،‬خافوا ورأوا الصلح معه على أن يرِع ِف‬
‫هذا العام ويعود من قابل فيقيم ثالاثً معه سالح الراكب‪ :‬الرماح والسيوف‬
‫ِف أغمادها‪ ،‬وأرسلت قريش لذلك سهيل بن عمرو ليتم هذا الصلح‪،‬‬
‫وأخرياً َت الصلح‪،‬‬
‫• ‪ -7‬غزوة خيرب‪:‬‬
‫• وكانت ِف أواخر احملرم للسنة السابعة من اهلِجرة‪.‬‬
‫• و ((خيَب)) واحة كبرية يسكنها اليهود على مسافة ماِة ميل‬
‫من َشال املدينة ِهة الشام‪.‬‬

‫• ‪-8‬غزوة مؤتة‪:‬‬
‫• كانت ِف َجادى األوىل للسنة الثامنة من اهلِجرة‪ ،‬و‬
‫((مؤتة)) قرية على مشارف الشام‪ ،‬تسمى اآلن ((ابلكرك))‬
‫ِنوب شرم البحر امليت‪،‬‬
‫• ‪-9‬غزوة الفتح‪:‬‬
‫• وهي فتح مكة‪ ،‬وكانت ِف رمضان للسنة الثامنة من اهلِجرة‪،‬‬

‫• ‪ -10‬غزوة حنني‪:‬‬
‫• وكانت ِف العاشر من شوال للسنة الثامنة من اهلِجرة بعد فتح‬
‫مكة بعام‪،‬‬

‫• ‪-11‬غزوة تبوك‪:‬‬
‫• وتسمى غَوة العسرة‪ ،‬وكانت ِف رِب سنة تسع من اهلِجرة‪.‬‬
‫‪ )8‬جناح الدعوة وأثرها •‬

‫وهكذا عاش ِف املعركة الداِبة املستمرة أكثر من عشرين عاماً‪ ،‬ال •‬


‫يلهيه شأن عن شأن ِف خالل هذا األمد‪ ،‬حَّت ُحت الدعوة‬
‫األسالمية على نطام واسع تتحري له العقول‪ ،‬فقد دانت هلا اجلَيرة‬
‫وصحت العقول العليلة‪ ،‬حَّت‬
‫العربية‪ ،‬وزالت غَبة اجلاهلية عن ﺁفاقها‪ ،‬ي‬
‫تركت األصنام‪ ،‬بل كسرت‪ ،‬أخذ اجلو يرتج أبصوات التوحيد‪ ،‬ومسع‬
‫األذان للصلوات يشق أِواء الفضاء خالل الصحراء الِت أحياها‬
‫األميان اجلديد‪ ،‬وانطلق القراء َشاالً وِنوابً‪ ،‬يتلون آايت الكتاب‪،‬‬
‫ويقيمون أحكام هللا‪.‬‬
‫• وتوحدت الشعوب والقباِل املتناثرة‪ ،‬وخرج اإلنسان من عبادة العباد إىل‬
‫عبادة هللا‪ ،‬فليس هناك قاهر ومقهور‪ ،‬وسادات وعبيد‪ ،‬وحكام‬
‫وحمكومون‪ ،‬وظاَل و مظلوم‪ ،‬و إَنا الناس كلهم عباد هللا‪ ،‬إخوان‬
‫متحابون‪ ،‬متمثلون ألحكامه‪ :‬أذهب هللا عنهم عُبيية اجلاهلية وخنوهتا‬
‫وتعاطمها ابآلابء‪ ،‬وَل يبق هناك فضل لعرِب على عِجمي‪ ،‬وال لعِجمي‬
‫على عرِب‪ ،‬وال ألْحر على أسود إال ابلتقوى‪ ،‬الناس كلهم بنو آدم‪ ،‬و‬
‫آدم من تراب‪.‬‬

‫• وهكذا ُتققت _ بفضل هذا الدعوة _ الوحدة العربية‪ ،‬والوحدة‬


‫اإلنسانية والعدالة االِتماعية‪ ،‬والسعادة البشرية ِف قضاايها ومشاكلها‬
‫الدنيوية‪ ،‬وِف مساِلها األخروية‪ ،‬فتقلب َمرى األايم‪ ،‬وتغري وِه‬
‫األرض‪ ،‬وانعدل خط التاريخ‪ ،‬وتبدلت العقلية‪.‬‬
‫فلما قامت هذُ الدعوة بدورها ِف حياة البشرية‪ ،‬خلصت روح البشر‬
‫من الوهم واخلرافة‪ ،‬ومن العبودية والرم‪ ،‬ومن الفساد والتعفن‪ ،‬ومن القذارة‬
‫واالنالل‪ ،‬وخلصت اجملتمع اإلنساِ من الظلم والطغيان‪ ،‬ومن التفكك‬
‫واالَّنيار‪ ،‬ومن فوارم الطبقات‪ ،‬واستبداد احلكام‪ ،‬واستذالل الكهان‪،‬‬
‫وقامت ببناء العاَل على أسس من العفة والنظافة‪ ،‬واإلجيابية والبناء‪ ،‬واحلرية‬
‫والتِجدد‪ ،‬ومن املعرفة واليقْي‪ ،‬والثقة واإلميان والعدالة والكرامة‪ ،‬ومن‬
‫العمل الداِب‪ ،‬لتنمية احلياة‪ ،‬وترقية احلياة‪ ،‬وإعطاء كل ذي حق حقه ِف‬
‫احلياة‪.‬‬
‫وبفضل هذُ التطورات شاهدت اجلَيرة العربية َّنضة مباركة َل تشاهد •‬
‫مثلها منذنشأ فوقها العمران‪ ،‬وَل يتألق ًترَيها أتلقة ِف هذُ األايم‬
‫الفريدة من عمرها‪.‬‬
‫‪ )9‬وفاة النب صلى هللا عليه وسلم‬
‫• بداية املرض‪:‬‬
‫• وِف اليوم الثامن أو التاسع والعشرين من شهر صفر سنة ‪۱۱‬‬
‫ه – وكان يوم األثنْي‪ -‬شهد رسول هللا صلى يٰ‬
‫ٱلل عليه‬
‫وسلم ِنازة ِف البقيع‪ ،‬فلما رِع – وهو ِف الطريق – أخذُ‬
‫صداع ِف رأسه‪ ،‬واتقدت احلرارة‪ ،‬حَّت إَّنم كانوا جيدون‬
‫سورهتا فوم العصابة الِت تعصب هبا رأسه‪.‬‬
‫ٱلل عليه وسلم ابلناس وهو مريض ‪۱۱‬‬ ‫• وقد صلى النب صلى ٰي‬
‫يوماً‪ ،‬وَجيع أايم املرض كانت ‪ ۱۳‬أو ‪ ۱٤‬يوماً‪.‬‬
‫• قبل يوم أو يومني‪:‬‬

‫• ويوم السبت أو األحد وِد النب صلى يٰ‬


‫ٱلل عليه وسلم ِف‬
‫نفسه خفة‪ ،‬فخرج بْي رِلْي لصالة الظهر‪ ،‬وأبو بكر‬
‫يصلى ابلناس‪ ،‬فلما رآُ أبو بكر ذهب ليتأخر‪ ،‬فأومأ إليه‬
‫أبن ال يتأخر‪ ،‬قال‪ :‬أِلساِ إىل ِنبه‪ ،‬فأِلساُ إىل يسار‬
‫أِب بكر‪ ،‬فكان أبو بكر يقتدي بصالة رسول هللا صلى يٰ‬
‫ٱلل‬
‫عليه وسلم ‪ ،‬ويسمع الناس التكبري‪.‬‬
‫• قبل يوم‪:‬‬

‫ٱلل‬‫• وقبل يوم من الوفاة _ يوم األحد _ أعتق النب صلى يٰ‬
‫عليه وسلم غلمانه وتصدم بستة أو بسبعة داننري كانت‬
‫عندُ‪ ،‬ووهب للمسلمْي أسلحته‪ ،‬وكانت درعه صلى يٰ‬
‫ٱلل‬
‫عليه وسلم مرهونة عند يهودي بثالثْي صاعاً من العشري‪.‬‬
‫• آخر يوم من احلياة‪:‬‬

‫• روى أنس بن مالك‪ :‬أن املسلمْي بينا هم ِف صالة الفِجر يوم االثنْي‬
‫ٱلل عليه‬‫_ وأبو بكر يصلىي هبم _ َل يفِجأهم إال رسول هللا صلى ٰي‬
‫وسلم كشف سَّت حِجرة عاِشة فنظر إليهم‪ ،‬وهم ِف صفوف الصالة‪،‬‬
‫مث تبسم يضحك‪ ،‬فنكص أبو بكر على عقيبة‪ ،‬ليصل الصف‪ ،‬وظن أن‬
‫ٱلل عليه وسلم يريد أن َيرج إىل الصالة‪ ،‬فقال أنس‪:‬‬ ‫رسول هللا صلى ٰي‬
‫وهم املسلمون أن يفتتنوا ِف صالهتم‪ ،‬فرحاً برسول هللا صلى يٰ‬
‫ٱلل عليه‬
‫وسلم ‪ ،‬فأشار إليهم بيدُ رسول هللا صلى ٰي‬
‫ٱلل عليه وسلم أن أَتوا‬
‫صالتكم‪ ،‬مث دخل احلِجرة وأرخى السَّت‪.‬‬
‫االحتضار‪• :‬‬
‫وبدأ االحتضار فأسندته عاِشة إليها‪ ،‬وكانت تقول‪ :‬إن من نعم هللا‬
‫ٱلل عليه وسلم توِف ِف بيِت وِف يومي وبْي‬ ‫علي أن رسول هللا صلى يٰ‬
‫ي‬
‫سحري وْنري‪ ،‬أن هللا َجع بْي ريقي وريقه عند موته‪ .‬دخل‬
‫عبدالرْحن _ ابن أِب بكر _ وبيدُ السواك‪ ،‬وأان مسندة رسول هللا‬
‫ٱلل عليه وسلم ‪ ،‬فرأيته ينظر إليه‪ ،‬وعرفت أنه ُيب السلوك‪،‬‬ ‫صلى ٰي‬
‫فقلت‪ :‬آخذُ لك؟ فأشار برأسه أن نعم‪ ،‬فتناولته‪ ،‬فاشتد عليه‪،‬‬
‫وقلت‪ :‬ألينه لك؟ فأشار برأسه أن نعم‪ ،‬فلينته‪ .‬فأمرُ _ وِف رواية‬
‫أنه اسنت هبا كأحسن ما كان مستن ا _ وبْي يديه ركوة فيها ماء‪،‬‬
‫فِجعل يدخل يديه ِف املاء فيمسح هبا وِهه‪ ،‬يقول‪ (( :‬ال إله إال‬
‫هللا‪ ،‬إن للموت سكرات)) – احلديث‪.‬‬
‫• وما عدا أن فرغ من السواك حَّت رفع يدُ أو إصبعة‪ ،‬وشخص بصرُ‬
‫ْنو السقف‪ ،‬وُتركت شفتاُ‪ ،‬فأصغت إليه عاِشة وهو يقول‪:‬‬
‫• (( مع الذين أنعمت عليهم من النبيْي والصديقْي والشهداء‬
‫والصاحلْي‪ ،‬اللهم! اغفر ِل وارْحين‪ ،‬وأحلقين ابلرفيق األعلى‪ ،‬اللهم!‬
‫الرفيق األعلى))‪.‬‬
‫• كرر الكلمة األخرية ثالاثً‪ ،‬ومالت يدُ وحلق ابلرفيق األعلى‪ .‬إان هلل‬
‫وإان إليه راِعون‪.‬‬
‫• وقع هذا احلادث حْي اشتدت الضحى من يوم االثنْي ‪ ۱۲‬ربيع‬
‫ٱلل عليه وسلم ثالث وستون‬ ‫األول سنة ‪ ۱۱‬ه‪ .‬وقد َت له صلى ٰي‬
‫سنة وزادت أربعة أايم‪.‬‬

You might also like