‫احملضارة اارةاعة ‪:‬امبضادئاقضانوناارنقداوارقةض ا‬

‫أوال‪:‬امبدأاارفصلاعنيااردائة اارنقدي اواردائة ااحلقيقي ا‬

‫يف النظام السابق الذي كان قائما على التخطيط املركزي لالقتصاد‪ ،‬كانت القرارات النقدية تتخذ تبعا للقرارات‬
‫احلقيقية‪ ،‬أي أن تلك القرارات اليت تتخذ على أساس كمي حقيقي يف هيئة التخطيط‪ ،‬وتبعا لذلك مل تكن هناك‬
‫أهداف نقدية حبتة‪ ،‬بل إن اهلدف األساسي هو تعبئة املوارد الالزمة لتمويل الربامج املخططة‪.‬‬
‫وقد تبىن قانون النقد والقرض مبدأ الفصل بني الدائرتني احلقيقية والنقدية‪ ،‬ويعين ذلك أن القرارات النقدية مل تعد‬
‫تتخذ تبعا للقرارات املتخذة على أساس كمي من طرف هيئة التخطيط‪ ،‬ولكن مثل هذه القرارات النقدية‬
‫وبناء على الوضع النقدي السائد والذي‬
‫أصبحت تتخذ على أساس األهداف النقدية اليت تتخذها السلطة النقدية ً‬
‫يتم تقدي ره من طرف هذه السلطة ذاهتا‪.‬‬
‫ثضانيضا‪ :‬ا مبدأاارفصلاعنيااردائة اارنقدي اودائة اميزاني ااردور ا‬
‫كانت اخلزينة العمومية يف الفرتة السابقة تشكل أهم مؤسسة بنكية لتجميع املوارد وتوزيع القروض وخاصة يف‬
‫متويل االستثمارات العمومية الطويلة األجل‪ ،‬كما مسحت هلا فيزيولوجية النظام السابق باللجوء إىل هذه املوارد‬
‫لتمويل عجزها بسهولة مطلقة‪ ،‬وقد خلق هذا األمر تداخال بني صالحيات اخلزينة العمومية وصالحيات السلطة‬
‫النقدية‪ ،‬وخلق تداخال بني أهدافهما اليت ال تكون دوما متجانسة‪.‬‬
‫حرة‬
‫وبذلك فقد اعتمد قانون النقد والقرض مبدأ الفصل بني الدائرة النقدية ودائرة ميزانية الدولة‪ ،‬فاخلزينة مل تعد ّ‬
‫يف اللجوء إىل عملة القرض‪ ،‬ومتويل عجزها عن طريق اللجوء إىل البنك املركزي وطلب القروض مل يعد يتميز بتلك‬
‫التلقائية‪ ،‬ومل يعد أيضا يتم بال حدود‪ ،‬بل أصبح خيضع إىل عدة قواعد وضوابط‪.‬‬
‫ثضارثضا‪:‬امبدأاارفصلاعنيادائة اميزاني ااردور اودائة اارقةض ا‬
‫كما ذكرنا سابقا فقد كانت اخلزينة العمومية تلعب دورا أساسيا يف متويل االستثمارات واملؤسسات االقتصادية‬
‫العمومية‪ ،‬وباقي النظام البنكي كان مهمشا إذ يقتصر دوره على تسجيل عبور األموال بني الطرفني‪ ،‬أي مبعىن ال‬
‫يتعدى دوره دور احملاسب لألموال املخططة واملخصصة مسبقا من طرف السلطات النقدية‪ ،‬وقد خلق هذا األمر‬
‫غموضا كبريا على مستوى نظام التمويل‪.‬‬
‫وبصدور قانون النقد والقرض ‪ 10- 90‬مت اعتماد مبدأ الفصل بني دائرة ميزانية الدولة ودائرة القرض‪ ،‬وذلك‬
‫لوضع حد هنائي للدور الذي كانت تلعبه اخلزينة العمومية يف متويل استثمارات املؤسسات العمومية يف ظل النظام‬
‫املوجه من جهة‪ ،‬واحلد من التهميش الذي كان يعاين منه القطاع البنكي يف جمال الوساطة املالية من جهة أخرى‪،‬‬
‫وبذلك فقد أبعدت اخلزينة العمومية عن منح القروض لالقتصاد ليبقى دورها يقتصر على متويل االستثمارات‬

‫‪1‬‬
‫ابتداء من تلك اللحظة أصبح النظام البنكي هو املسؤول عن منح‬
‫اإلسرتاتيجية املخططة من طرف الدولة‪ ،‬و ً‬
‫القروض يف إطار مهامه التقليدية‪.‬‬
‫راعةضا‪:‬امبدأاإنشضاءاسلط انقدي اوحيد اومستقل ا‬
‫كانت السلطة النقدية سابقا مشتتة يف عدة مستويات‪ ،‬فوزارة املالية كانت تتحرك على أساس أهنا السلطة‬
‫النقدية‪ ،‬واخلزينة العمومية كانت تلجأ يف أي وقت إىل البنك املركزي لتمويل عجزها‪ ،‬وكانت تتصرف كما لو‬
‫كانت هي السلطة النقدية‪ ،‬والبنك املركزي كان ميثل بطبيعة احلال سلطة نقدية الحتكاره امتياز إصدار النقود‪.‬‬
‫وقد جاء قانون النقد والقرض من خالل مبدأ إنشاء سلطة نقدية وحيدة ومستقلة ليلغي التعدد والتشتت يف مراكز‬
‫السلطة النقدية‪ ،‬وكان ذلك بأن أنشأ سلطة نقدية وحيدة ومستقلة عن أي جهة كانت‪ ،‬وقد وضع هذه السلطة‬
‫يف الدائرة النقدية وبالضبط يف هيئة جديدة أمساها جملس النقد والقرض (‪ )CMC‬هدفها ضمان انسجام‬
‫وتناسق السياسة النقدية وتنفيذها‪.‬‬
‫خضامسضا‪:‬امبدأاورعانظضاماعنكياعلىامستويني ا‬
‫لقد عمل قانون النقد والقرض على تكريس مبدأ وضع نظام بنكي ذو مستويني‪ ،‬وهو مبدأ جاء به ألول مرة‬
‫قانون البنك والقرض الصادر يف أوت ‪ 1986‬والذي يعين ضرورة التمييز بني دور البنك املركزي كسلطة نقدية‬
‫باعتباره امللجأ األخري لإلقراض‪ ،‬وبني نشاط القرض الذي تقوم به البنوك األخرى‪.‬‬
‫ومبوجب هذا املبدأ أصبح البنك املركزي ميثل فعال بنكا للبنوك يراقب نشاطها ويتابع عملياهتا‪ ،‬كما أصبح بإمكانه‬
‫أن يوظف مركزه كملجأ أخري لإلقراض يف التأثري على السياسات اإلقراضية للبنوك وفقا ملا يقتضيه الوضع النقدي‬
‫السائد‪ ،‬ومبوجب ترأسه للنظام النقدي وتواجده فوق كل البنوك‪ ،‬بإمكانه أن حيدد القواعد العامة للنشاط البنكي‬
‫ومعايري تقييم هذا النشاط يف اجتاه خدمة أهدافه النقدية‪ ،‬وحتكمه يف السياسة النقدية‪.‬‬
‫مناإعداد‪ :‬ا‬
‫د‪.‬اأعوعكةاخوارد ا‬
‫أستضاذاحمضارةا –اأ ا‬
‫كلي اارةلومااالقتصضادي اوعلوماارتسيري ا‬
‫جضامة اعنضاع ا‬
‫‪Khoualed_aboubaker@yahoo.com‬‬

‫‪2‬‬