You are on page 1of 12

‫المبحث االول‪ :‬ماهية البنوك المركزية‬

‫المطلب االول‪ : ‬تعريف البنك المركزي‬


‫ﻫﻮ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻧﻘﺪﻳﺔ مملوكة ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ تتولى ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﻨﻘﺪﻳﺔ ﺍﻟﺘﻤﻮﻳﻠﻴﺔ الهامة ‪ ،‬ﻭﻣﻦ‬
‫ﺧﻼﻝ ﺇﺩﺍﺭﺗﻪ لهده ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺑﻮﺳﺎﺋﻞ ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ﻭﻣﺘﻌﺪﺩﺓ ﻳﺆﺛﺮ ﺍﻟﺒﻨﻚ المرﻛﺰﻱ في المؤسسات‬
‫ﺍﻟﻨﻘﺪﻳﺔ بهدف ﺩﻋﻢ ﻭﻣﺴﺎﻧﺪﺓ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﻳﺘﻮﱃ ﺇﺩﺍﺭﺓ الجهاز المصرفي‬
‫ﻭﺍﻟﻨﻘﺪﻱ‪ .‬ﻭﻗﺪ ﻭﺻﻒ ﺑﺄﻧﻪ " ﻣﺮﻛﺰﻱ" ﻷﻧﻪ ﻳﺸﻐﻞ ﻣﺮﻛﺰﹰﺍ محوريا في ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﳌﺼﺮﰲ‬
‫ﻭﺍﻟﻨﻘﺪﻱ ﰲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ‪ ،‬ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻌﻤﻞ ﻗﺎﺋﺪﺍ ﻟﺴﻮﻕ ﺍﻟﻨﻘﺪ ﻭﻣﺸﺮﻓﺎ ﻭﺭﻗﻴﺒﺎ ﻭﻣﻨﻈﻤﺎ ﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﺒﻨﻮﻙ‬
‫ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻳﺔ‪ ،‬ﻭﻟﺬﻟﻚ يعتبر ﻗﻤﺔ ﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﻨﻘﺪﻳﺔ ﻭﺃﻋﻠﻰ ﺳﻠﻄﺔ ﻧﻘﺪﻳﺔ ﰲ ﺍﻟﺒﻼﺩ‪ ،‬و بما ﺃﻥ ﺍﻟﺒﻨﻚ‬
‫ﺍﳌﺮﻛﺰﻱ ﻗﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﺍالتاثير فيﺍﻷﻭﺿﺎﻉ ﻭﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﻨﻘﺪﻳﺔ ﻭﺍﻻﺋﺘﻤﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻄﻮﺭ المالي في‬
‫ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻓﻘﺪ ﺃﻟﻘﻴﺖ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﻪ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺭﺳﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﻨﻘﺪﻳﺔ ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ : ‬خصائص البنك المركزي‬


‫هناك خصائص عديدة تميز البنوك المركزية على انها مؤسسة نقدية عن غيرها‬
‫ومن هذه الخصائص مايلي ‪:‬‬
‫‪.1‬أن البنوك المركزية مؤسسات نقدية مملوكة للدولة ‪ ،‬والدولة هي التي تتولى‬
‫رسم السياسة النقدية وتنفيذها عن طريق التدخل والتوجيه والمراقبة من خالل‬
‫قوانينها‪.‬‬
‫‪.2‬أن البنوك المركزية تحتل مركز الصدارة وقمة الجهاز المصرفي فهي سلطة‬
‫قانونية قادرة على خلق النقود القانونية من دون غيرها بحيث تستجيب للسياسة‬
‫النقدية عند تنفيذها‪.‬‬
‫‪.3‬ان البنك المركزي هو البنك الوحيد الذي يحتكر اصدار النقد فحق المصارف‬
‫التجارية في أصدار النقد لم يعد قائمأ في دول العالم ‪.‬‬
‫ان البنك المركزي هو مؤسسة ال تستهدف الربح بح وانما وجد لتحقيق الصالح‪4.‬‬
‫العام للدولة وان حصل الربح فيكون من قبيل االعمال العارضة وليس االساسية‬
‫‪ .‬الن هذه البنوك مملوكة للدولة‬
‫‪.5‬تتمتع البنوك المركزية بالقدرة على تحويل االصول الحقيقية الى اصول نقدية‬
‫ولها القدرة للهيمنة على أصدار النقد وعملية االئتمان في االقتصاد الوطني ‪.‬‬
‫‪.6‬اليجوز لالفراد العاديين فتح حساب مالي خاص بهم داخل البنك المركزي ‪.‬‬
‫‪.7‬يعد سلطة الرقابة على كافة المؤسسات المالية من مصارف وصرافيين وغيرهم‬
‫‪ .8‬يوجد في اعلى هرم المؤسسات المصرفية ‪.‬‬

‫المطلب‪ b‬الث‪b‬الث‪ b: b‬وظ‪b‬ائف البنك المرك‪b‬زي‬

‫أن البنك المركزي يقوم بوظيفة بنك الحكومة فهو وكيل الحكومة ومستشارها في‬
‫الشؤون النقدية والمالية بل واالقتصادية عموما ً من خالل ادائه لوظيفته االولى‬
‫وهي وظيفة االصدار ‪ .‬كما يقوم أيضأ بالمهام االتية للحكومة بوصفة بنكا ً لها‪.‬‬
‫‪.1‬مسك حسابات الخزينة واالدوات العامة اي حفظ حسابات الدوائر الحكومية‬
‫والمؤسسات والمصالح التابعة لها واالحتفاظ بالودائع الحكومية والصكوك‬
‫والحواالت‬
‫‪ .2‬يقدم القروض المباشرة للحكومة لمواجهة عجز الميزانية في اوقات الحروب‬
‫واالزمات االقتصادية كالكساد االقتصادي‪.‬‬
‫‪.3‬اداء المدفوعات الخارجية للدولة كتمويل رواتب الموظفين والطلبة والعاملين في‬
‫السلك الدبلوماسي الخارجي ‪.‬‬
‫‪ .4‬نقل المبالغ من حساب الى اخر داخل القطر لمصلحة الحكومة ‪.‬‬
‫‪ .5‬دفع الشيكات المسحوبة على الخزينة واجراء التحويالت النقدية من حساب الى‬
‫اخر من العمالت االجنبية ‪.‬‬
‫‪ .6‬امداد الحكومة باالموال الالزمة لمساعدتها على تيسير عملها ومواجهة‬
‫التزاماتها ‪.‬‬
‫تجهيز الحكومة باالوراق النقدية والمسكوكات المساعدة من حسابها الجاري لديه‬
‫لدفع االجور والرواتب وتسديد المصروفات االدارية واالستثمارية ‪.‬‬
‫‪.‬دفع الفوائد المترتبة على الديون الوطنية‬
‫‪.2‬مسؤول عن ادارة الدين العام ‪.‬‬
‫‪ .3‬القيام بعقد قروض جديدة واصدار اذونات الخزانة بالنيابة عن الحكومة ‪.‬‬
‫‪.4‬ضمان اصدار السندات الحكومية الحكومية التي لم يتم بيعها‪.‬‬
‫‪ .5‬يعد مسؤوال عن تحقيق سعر الصرف واستقراره‪.‬‬
‫‪ .6‬ممثل الحكومة في المسائل المالية والدولية ‪.‬‬
‫‪ .7‬مسؤول عن توفير أحتياطي الدولة من العمالت االجنبية وعن تحقيق أستقرار‬
‫سعر الصرف ‪.‬‬
‫أما البنك المركزي كمستشاري مالي للحكومة فأنه يقوم ‪:‬‬
‫‪.1‬ادارة العالقات مع المءسسات المالية والنقدية الدولية وممثل الحكومة فيها‪.‬‬
‫‪.2‬القيام بوظيفة المستشار المالي للحكومة فيقدم لها النصيحة والمشورة التي تتعلق‬
‫باالنفاق والميزانية في االمور الهامة المتعلقة بالسياسة االقتصادية ‪.‬‬
‫‪ .3‬الوكيل المالية للحكومة فهو الذي يتسلم حصيلة الضرائب والمدفوعات االخرى‬
‫لحساب الحكومة ‪.‬‬
‫هذا وبطبيعة الحال فأن البنك المركزي يؤدي معظم مسؤوليته كونه وكيالً أو‬
‫مستشاراً للحكومة وعليه يمكن جعل البنك المركزي بمثابة الصديق والمرشد‬
‫للدولة ‪.‬‬
‫وظيفة بنك البنوك ‪:‬يتولى البنك المركزي في اطار هذه المهمة وظائف عديدة‬
‫بكونه بنك البنوك اذ يتسم بسمة مبدأ االزدواج في النظام المصرفي ضمن العالقة‬
‫بين البنك المركزي والمصارف التجارية أذ يعمل قائداً ومديراً للنظام المصرفي‬
‫في الدول ‪ .‬حيث تتمثل وظيفته كبنك للبنوك بما يأتي‬
‫أ‪.‬االحتفاظ باالحتياطي النقدي للبنوك التجارية ‪ :‬ويقوم البنك المركزي هنا بدور‬
‫الحارس أو االمين لهذا االحتاطي النقدي ويشغل موقعا ً محوريا ً في خلق االئتمان‬
‫للمصارف التجارية ‪ .‬وعليه ففي كل دول العالم تحتفظ المصارف التجارية بنسبة‬
‫معينة من احتياطها النقدي لدى البنك المركزي وذلك بحكم العادة أو تنفيذاً للقانون‪.‬‬
‫ب ‪ .‬القيام بمسؤولية الملجأ االخير لالقراض‪ :‬تعد هذه الوظيفة من اهم وظائف‬
‫البنك المركزي ‪ ،‬فأحتكار ألصدار االوراق النقدية وتمركز االحتياطي النقدي لديه‬
‫خلق حالة من التفاعل والتكامل بين وظائفه مما ادى الى زيادة مقدرته على منح‬
‫القروض وأعادة الخصم بغية تحقيق النشاط االقتصادي الي بلد عبر دوره النه‬
‫ملجأ أخير لألقراض‪.‬‬
‫رابعاً‪ :‬ادارة االحتياطيات النقدية االجنبية للقطر‪ :‬يقوم البنك المركزي في أطار‬
‫هذه المهمة بالتاثير في االئتمان من خالل ضبط حركة تدفق راس المال الداخل‬
‫والخارج‪ b‬وتوفير النقد االجنبي بما يخدم متطلبات االستقرار النقدي والتنمية‬
‫االقتصادية وتتألف االحتياطات االجنبية مما يأتي‪:‬‬
‫‪ -‬اوراق النقد االجنبي‪ :‬وتتمثل في الودائع الجارية والثابتة بالعمالت الدولية‬
‫الرئيسه والسندات الحكومية التي بحوزة البلد المقيمة بالعمالت االجنبية لصالح‬
‫البلد على بلدان اخرى ‪.‬‬
‫‪ -‬الذهب ‪ :‬وهو احتياطي الدولة على شكل سبائك او مسكوكات في خزائن صندوق‬
‫النقد الدولي ‪.‬‬
‫‪ -‬حقوق السحبة الخاصة ‪ :‬وهو االحتياطي الجديد ويستخدم لمواجهة العجز في‬
‫االحتياطات التقليدية للدولة ( وعبارة حقوق السحبة يتم منحها لكل من الدول‬
‫االعضاء في صندوق النقد الدولي ‪ ،‬بحيث يتناسب نصيب الدولة مع حجم تلك‬
‫الدولة في الصندوق وتستعمل هذه الحقوق في تسوية المدفوعات بين الدول‬
‫االعضاء في صندوق النقد الدولي)‪.‬‬
‫خامساً‪ :‬مراقبة االئتمان ‪ :‬اولى البنك المركزي موضوع الرقابة واالشراف على‬
‫الجهاز المصرفي عناية كبيرة حرصا ً على سالمة واستقرار هذا الجهاز واستقراره‬
‫بما يكفل الحفاظ على اموال المودعين والمساهمين وذلك من خالل تعزيز رؤوس‬
‫اموالها المدفوعة وتحسين نسبة كفاية راس المال لديها والتوسع في تطبيق المعايير‬
‫الرقابية والمحاسبية الدولية المتعلقة بتنظيم البنوك من حيث مالءمة راسمالها‬
‫وموجوداتها وربحها وادارتها وسيولتها والتأكد على اهمية التأهيل والتدريب‬
‫المستمرين للعاملين في مؤسسات الجهاز المصرفي لتمكينهم من مواكبة التطورات‬
‫المستجدة في السوق النقدي ‪ .‬ويقوم البنك المركزي بارقابة والتفتيش الميداني على‬
‫المصارف التجارية للتأكد من سالمة اوضاعها المالية للتأثير في مستوى وحجم‬
‫النشاط االقتصادي من خالل قدرته على التحكم ومراقبة وسائل الدفع ‪.‬‬

‫ا‪8‬ل‪8‬م‪8‬ب‪8‬ح‪8‬ث‪ 8‬ا‪8‬ل‪8‬ث‪8‬ا‪8‬ن‪8‬ي‪ 8: 8‬م‪8‬ع‪8‬ا‪8‬ي‪8‬ي‪8‬ر‪ 8‬و‪ 8‬م‪8‬ؤ‪8‬ش‪8‬ر‪8‬ا‪8‬ت‪ 8‬ا‪8‬س‪8‬ت‪8‬ق‪8‬ال‪8‬ل‪8‬ي‪8‬ة‪ 8‬ا‪8‬ل‪8‬ب‪8‬ن‪8‬و‪8‬ك‪8‬‬


‫ا‪8‬ل‪8‬م‪8‬ر‪8‬ك‪8‬ز‪8‬ي‪8‬ة‪8‬‬
‫المطلب االول‪ : ‬مفهوم استقاللية البنك المركزي‬
‫ﻳﻮﺟﺪ اﻋﺘﻘﺎد ﺑﺄن اﻻﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ ﺗﻌﲏ اﻻﻧﻔﺼﺎل اﻟﺘﺎم ﺑﲔ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ ) اﻟﺒﻨﻚ‬
‫اﳌﺮﻛﺰي ( واﻟﺴﻠﻄﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ) اﳊﻜﻮﻣﺔ ( ﰲ ﻛﻞ ﺷﻲء ﺳﻮاء ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ رﺳﻢ‬
‫وﺗﺼﻤﻴﻢ وإدارة اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ واﻻﺋﺘﻤﺎﻧﻴﺔ ﲟﻌﺰل ﻋﻦ اﻷوﺿﺎع اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ‬
‫اﶈﻴﻄﺔ‪ ،‬أو ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ اﳍﻴﻜﻞ اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ وﻣﺎ إﱃ ذﻟﻚ‪ .‬وﻟﻜﻦ اﻟﺒﻨﻚ اﳌﺮﻛﺰي ﻳﻌﺪ‬
‫إﺣﺪى اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﱵ ﺗﻌﻤﻞ ﰲ اﻹﻃﺎر اﳌﺆﺳﺴﻲ ﻟﻠﺪوﻟﺔ وﺗﻌﺪ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ‬
‫اﻟﱵ ﻳﺪﻳﺮﻫﺎ اﻟﺒﻨﻚ اﳌﺮﻛﺰي إﺣﺪى اﻟﺴﻴﺎﺳﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻟﻠﺪوﻟﺔ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﳚﺐ أن‬
‫ﺗﻜﻮن أﻫﺪاف اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ ﻣﺘﺴﻘﺔ إﱃ ﺣﺪ ﻛﺒﲑ ﻣﻊ أﻫﺪاف اﻟﺴﻴﺎﺳﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ‬
‫اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺪوﻟﺔ‪ .‬وﰲ ﻧﻔﺲ اﻟﻮﻗﺖ ﺗﻜﻮن ﺗﻠﻚ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﰲ رﺳﻢ اﻷﻫﺪاف وﺗﺼﻤﻴﻢ‬
‫اﻟﺴﻴﺎﺳﺎت اﳌﻨﺎﺳﺒﺔ وذﻟﻚ ﺑﻮاﺳﻄﺔ ﻣﺴﺆوﻟﲔ ﻣﺴﺘﻘﻠﲔ ﺑﺎﻟﺒﻨﻚ اﳌﺮﻛﺰي‪)01(.‬‬
‫وﺑﺬﻟﻚ ﻓﺎن اﻻﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ ﺗﻌﲏ أن ﻳﻜﻮن ﻟﻠﺒﻨﻚ اﳌﺮﻛﺰي اﻟﺴﻠﻄﺎت واﻟﺼﻼﺣﻴﺎت اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ‬
‫ﻟﻠﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﲢﻘﻴﻖ أﻫﺪاف اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬اﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ اﻟﺒﻨﻚ اﳌﺮﻛﺰي ﺗﻌﲏ ﺗﺮك اﳊﺮﻳﺔ ﻟﻠﺴﻠﻄﺎت اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ ﰲ ﺻﻴﺎﻏﺔ وإدارة‬
‫اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ) ﺣﺮﻳﺔ اﺧﺘﻴﺎ ر اﻷﻫﺪاف اﻟﻮﺳﻄﻴﺔ واﻷدوات( دون أي ﺗﺪﺧﻞ ﺳﻴﺎﺳﻲ‬
‫ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﳌﺨﻄﻄﺎت اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ واﻟﺘﺸﻐﻴﻠﻴﺔ‪.‬‬
‫ومن اسباب االتجاه نحو استقاللية البنوك المركزية‬
‫‪ -‬ﺳﻌﻲ اﳊﻜﻮﻣﺔ ﻟﻠﺴﻴﻄﺮة ﻋﻠﻰ اﻟﺒﻨﻮك اﳌﺮﻛﺰﻳﺔ ﻟﺘﻮﺟﻴﻪ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ ﲟﺎ ﳜﺪم‬
‫ﺳﻴﺎﺳﺘﻬﺎ اﳌﺎﻟﻴﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﺑﺼﻔﺔ‬
‫ﻋﺎﻣﺔ‪ ،‬وﻗﺪ وﺻﻞ اﻷﻣﺮ إﱃ ﺣﺪ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺑﻌﺾ اﻟﺴﻴﺎﺳﺎت اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ اﻟﱵ ﺗﺴﺎﻫﻢ ﰲ‬
‫اﻟﺘﻀﺨﻢ وﲣﺪم اﳌﻮازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ (ﻛﺎﻹﺻﺪار اﻟﻨﻘﺪي ﺑﺪون ﻣﻘﺎﺑﻞ ﻟﻠﻌﻤﻠﺔ‪(.‬‬
‫‪ -‬انهيار ﻧﻈﺎم ﺑﺮوتين وودز وﻇﻬﻮر ﻇﺎﻫﺮة اﻟﺘﻀﺨﻢ ﰲ ﻛﻞ ﻣﻦ اﻟﺪول الراسمالية‬
‫اﳌﺘﻘﺪﻣﺔ وﻛﺬا اﻟﺪول اﻟﻨﺎﻣﻴﺔ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﻛﺎن ﻳﻨﻈﺮ إﱃ ﻇﺎﻫﺮة اﻟﺘﻀﺨﻢ ﻛﻨﺘﺎج ﻟﻠﺴﻴﺎﺳﺔ‬
‫اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ اﳌﻄﺒﻘﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﺒﻨﻮك اﳌﺮﻛﺰﻳﺔ ﲢﺖ ﺿﻐﻂ اﻟﺴﻠﻄﺎت اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ وﻛﻞ ﻫﺬا‬
‫أدى إﱃ إﻋﺎدة اﻟﻨﻈﺮ ﰲ ﺗﺮﺗﻴﺐ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ ﻟﻠﺒﻨﻮك ﲟﺎ ﻳﺆدي اﱃ ﲣﻔﻴﺾ ﻣﻌﺪﻻت‬
‫اﻟﺘﻀﺨﻢ‪ b،‬وﻫﺬا ﻳﻌﲏ اﻻﺳﺘﻘﻼل ﻋﻦ اﻟﺴﻠﻄﺎت اﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ‪.‬‬
‫‪ 3-‬اﻻﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﺘﺄﻳﻴﺪ واﻟﻤﻌﺎرﺿﺔ‪:‬‬
‫ﻳﺮى ﺑﻌﺾ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﲔ أﻧﻪ ﲦﺔ ﻣﺰاﻳﺎ ﻟﻮﺟﻮد ﺳﻠﻄﺔ ﻧﻘﺪﻳﺔ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﳝﻜﻦ أن ﻳﻘﺎل‬
‫ﻋﻨﻬﺎ أﺟﺪر ﺑﺎﻟﺜﻘﺔ ﰲ ﳑﺎرﺳﺔ ﺣﺮﻳﺔ اﻟﺘﻘﺪﻳﺮ ﰲ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ‪ ،‬وﻟﻜﻦ ﻫﺬا اﻟﺮأي ﻻ‬
‫ﳛﻀﻰ ﲟﻮاﻓﻘﺔ ﻋﺎﻣﺔ إذ ﻫﻨﺎك آراء ﻣﻌﺎرﺿﺔ ﳍﺬﻩ اﻻﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ‪.‬‬
‫‪ 1-3‬اﻵراء اﻟﻤﺆﻳﺪة‪:‬‬
‫اﳊﺠﺔ اﻟﱵ ﺗﻄﺮح ﺑﺸﺄن اﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ اﻟﺒﻨﻮك اﳌﺮﻛﺰﻳﺔ ﻫﻲ ﻣﺼﺪاﻗﻴﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ‬
‫وﺑﺎﻟﺘﺎﱄ قدرتها ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺤﻘﻴﻖ واﻹﺑﻘﺎء ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺘﻘﺮار اﻟﻄﻮﻳﻞ ﻟﻸﺳﻌﺎر ﻣﻊ ﺣﺪ أدﱏ‬
‫ﻟﻠﺘﻜﺎﻟﻴﻒ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﳊﻘﻴﻘﻴﺔ‪ .‬وﻗﺪ وﺿﻊ اﻷﺳﺎس اﻟﻔﻜﺮي ﳍﺬا اﻟﺮأي ﰲ وﻗﺖ ﺣﺪﻳﺚ‬
‫ﻧﺴﺒﻴﺎ ﻣﺮﺗﺒﻂ ﲟﺴﺄﻟﺔ )ﻋﺪم اﻻﺳﺘﻘﺮار اﻟﺰﻣﲏ ( ﻟﻠﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ‪.‬‬
‫‪ 2-3‬اﻵراء اﻟﻤﻌﺎرﺿﺔ‪:‬‬
‫إن ﻓﻜﺮة ﻗﻴﺎم ﻣﺴﺆوﱄ اﻟﺒﻨﻮك اﳌﺮﻛﺰي ﻏﲑ المنتخبين ﺑﺘﺤﺪﻳﺪ ﻋﻨﺼﺮ أﺳﺎﺳﻲ ﰲ‬
‫اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻳﻨﻈﺮ إﻟﻴﻬﺎ أﺣﻴﺎﻧﺎ ﻋﻠﻰ انها ﺗﻨﺎﰲلمبادىء اﻟﺪﳝﻘﺮاﻃﻴﺔ وﻳﺘﺠﺎﻫﻞ‬
‫ﻫﺬا اﻟﺮأي ﺣﻘﻴﻘﺔ أن أي ﺑﻨﻚ ﻣﺮﻛﺰي ﻻ ﻳﻜﻮن ﻣﺴﺘﻘﻼ ﲤﺎﻣﺎ ﻋﻦ اﳊﻜﻮﻣﺔ‪ ،‬اذ ﻳﻮﺟﺪ‬
‫داﺋﻤﺎ ﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﻘﻨﻮات اﻟﺮﲰﻴﺔ وﻏﲑ اﻟﺮﲰﻴﺔ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ اﳊﻜﻮﻣﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﳍﺎ اﻟﺘﺄﺛﲑ‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ اﳊﻜﻮﻣﺎت داﺋﻤﺎ ﰲ اﳊﺎﻻت اﻟﻘﺼﻮى ﺗﻐﻴﲑ اﻟﻨﻈﻢ‬
‫اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﻮك اﳌﺮﻛﺰﻳﺔ‪ ،‬وﻣﻦ االعتراضات اﻷﺧﺮى اﻟﱵ ﺗﻄﺮح أﺣﻴﺎﻧﺎ اﻟﺘﻜﺎﻟﻴﻒ‬
‫المحتملة ﻟﻠﺨﻼﻓﺎت اﻟﱵ ﻗﺪ تحدث بين ﺳﻴﺎﺳﺔ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﻟﻠﻨﻘﺪ وﳎﺎﻻت اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ‬
‫اﻷﺧﺮى‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ : ‬معايير و اسباب استقاللية البنوك المركزية‬
‫تكاد تتفق معظم الدراسات التي أجريت في موضوع استقاللية البنوك المركزية‬
‫حول مجموعة من المعايير حول ‪:‬‬
‫‪ -‬مدى سلطة وحرية البنك المركزي في وضع وتنفيذ السياسة النقدية ومدى حدود‬
‫التدخل الحكومي في ذلك وهو صاحب القرار النهائي في حالة وجود خالف بين‬
‫البنك المركزي والحكومة بشأن هذه السياسة ‪.‬‬
‫‪ -‬مدى التزام البنك المركزي بنمو العجز في اإلنفاق الحكومي وكذلك مدى التزامه‬
‫بشراء أدوات دين حكومية بشكل مباشر ( سوق اإلصدار النقدي) ومدى التزامه‬
‫بمنح تسهيالت ائتمانية للحكومة وهيئاتها ‪.‬‬
‫‪ -‬مدى سلطة الحكومة في تعيين وعزل محافظي البنوك المركزية وأعضاء‬
‫إدارتها ‪.‬‬
‫‪ -‬المكانة الخاصة بهدف المحافظة على استقرار األسعار وقيمة العملة كهدف‬
‫للسياسة النقدية أي مكانة المحافظة على األسعار بالنسبة لألهداف األخرى ومدى‬
‫قدرة البنك المركزي على تنفيذ ذلك ‪.‬‬
‫‪ -‬مدى خضوع البنك المركزي للمحاسبة والمساءلة ‪.‬‬
‫وبالطبع تتفاوت تجارب الدول المختلفة في درجة االستقاللية التي تمنحها‪ -‬أو تريد‬
‫منحها – لبنوكها المركزية ‪.‬‬
‫و من أسباب الدعوة إلى استقاللية البنك المركزي‬
‫رغم أن استقاللية البنك المركزي أصبحت واقعا فعليا في العديد من الدول غال أن‬
‫الحوار ال يزال دائرا حول مبررات هذه االستقاللية خاصة في المملكة المتحدة‬
‫والتي يعد بنكها المركزي من أقدم وأعرق البنوك المركزية في العالم وتدور أهم‬
‫مبررات الدعوة لالستقاللية حول ما يلي ‪:‬‬
‫‪ -1‬حصيلة الدراسات النظرية التي أثبتت التحيز التضخمي للحرية المطلقة‬
‫للحكومات في صنع السياسة النقدية ‪.‬‬
‫‪ -2‬حصيلة الدراسات التطبيقية بخصوص العالقة بين استقالل البنوك المركزية‬
‫وبين انخفاض معدالت التضخم ويدعم نتائج تلك الدراسات ذلك النجاح الكبير الذي‬
‫حققه االقتصاد األلماني والسويسري على مدى العقود األربعة الماضية باإلضافة‬
‫إلى النتائج اإليجابية للتجربة في نيوزيالندا بعد منح بنكها المركزي استقالله في‬
‫عام ‪. 1989‬‬
‫‪ -3‬االرتباط بين استقالل البنك المركزي وبين اعتبار استقرار األسعار بمثابة‬
‫الهدف األول والرئيسي للسياسة النقدية‬
‫‪ .‬المطلب الثالث‪ : ‬انواع استقاللية البنوك‬
‫ﳝﻜﻦ اﻟﺘﻤﻴﻴﺰ بين ﺗﺼﻨﻴﻔﺎت مختلفة ﻣﻦ اﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ اﻟﺒﻨﻚ اﳌﺮﻛﺰي وذﻟﻚ وﻓﻘﺎ‪ b‬لمعايير‬
‫مختلفة اﻋﺘﻤﺪ ﻋﻠﻴﻪ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﻮن ﰲ ﺑﻨﺎء مؤشراتهم ﻟﻘﻴﺎس اﻻﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ‬
‫نميز بين اﻷﻧﻮاع اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ اﻻﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ اﻟﺒﻨﻚ اﳌﺮﻛﺰي‪:‬‬
‫‪ 1‬اﻻﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻻﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ‪:‬‬
‫ﺗﻌﻜﺲ اﻻﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ‪ b‬اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‪ b‬ﻏﻴﺎب‪ b‬ﺗﺪﺧﻞ‪ b‬اﻟﺴﻠﻄﺔ‪ b‬اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‪ b‬ﰲ اﻟﻘﺮارات اﳌﺘﺨﺬة ﻣﻦ‬
‫ﻗﺒﻞ‪ b‬اﻟﺒﻨﻚ‪ b‬اﳌﺮﻛﺰي‪ ،‬ﻣﻊ ﻋﺪم وﺟﻮد ﺗﺄﺛﲑ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ‪ b‬اﳌﺆﺳﺴﻲ ﻟﻠﺒﻨﻚ‪ b‬اﳌﺮﻛﺰي‪،‬‬
‫ﺧﺎﺻﺔ‪ b‬ﻓﻴﻤﺎ‪ b‬ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺘﻌﻴﲔ وإﻗﺎﻟﺔ اﳌﺴﲑﻳﻦ‪ b،‬وأﻳﻀﺎ‪ b‬ﻣﺎ‪ b‬ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻘﻮاﻧﲔ اﻟﺒﻨﻚ اﳌﺮﻛﺰي‪،‬‬
‫ﻃﻮل ﻣﺪة ﻋﻬﺪة ﳏﺎﻓﻆ اﻟﺒﻨﻚ اﳌﺮﻛﺰي‪ b،‬ﻃﺒﻴﻌﺔ‪ b‬اﳌﺴﺆوﻟﻴﺎت اﳌﻮﻛﻠﺔ‪ b‬ﻟﻪ‪...‬اﱁ ‪،‬ﻛﻠﻬﺎ‬
‫ﻣﺆﺷﺮات ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ‪ b‬اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‪ b‬ﻟﻠﺒﻨﻚ‪ b‬اﳌﺮﻛﺰي‪ )05(.‬أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻼﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ‬
‫اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻓﻬﻲ ﺗﻌﻜﺲ ﺣﺮﻳﺔ اﺧﺘﻴﺎر اﻷﻫﺪاف واﻷدوات اﳌﺴﺘﺨﺪﻣﺔ ﻣﻦ ﻃﺮف‬
‫اﻟﺒﻨﻚ اﳌﺮﻛﺰي‪ b،‬وأﻳﻀﺎ‪ b‬اﺳﺘﺤﺎﻟﺔ‪ b‬ﲤﻮﻳﻞ‪ b‬ﻋﺠﺰ‪ b‬اﳌﻴﺰاﻧﻴﺔ‪ b‬اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ b‬ﻟﻠﺤﻜﻮﻣﺔ‪ b‬ﻣﻦ‪ b‬ﺧﻼل‬
‫ﺧﻠﻖ اﻟﻨﻘﻮد‪)06(.‬‬
‫‪ 2-1‬اﻻﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ واﻻﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ اﻟﻔﻌﻠﻴﺔ‪.‬‬
‫ﺗﺴﺘﻨﺪ اﻻﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ اﳌﺪرﺟﺔ ﰲ اﻟﺘﺸﺮﻳﻊ‪ ،‬ﻣﺜﻞ‪ :‬إﺟﺮاءات ﺗﻌﻴﲔ‬
‫ﳎﻠﺲ إدارة اﻟﺒﻨﻚ‪ b،‬وﰲ اﻟﻜﺜﲑ ﻣﻦ‪ b‬اﻷﺣﻴﺎن اﶈﺎﻓﻆ وﻣﺪة عهدته‪ b،‬اﻷﻫﺪاف اﻟﱵ ﳚﺐ‬
‫أن ﻳﺴﻌﻰ ﻟﺘﺤﻘﻴﻘﻬﺎ‪ b‬اﻟﺒﻨﻚ اﳌﺮﻛﺰي‪ ،‬اﳌﺴﺎءﻟﺔ إﱃ ﻫﻴﺌﺔ أﺧﺮى ) ﺗﺸﺮﻳﻌﻴﺔ أو ﺗﻨﻔﻴﺬﻳﺔ(‪،‬‬
‫وﺟﻮد أو ﻋﺪم وﺟﻮد ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺗﻨﻔﻴﺬﻳﺔ ﰲ ﳎﻠﺲ إدارة اﻟﺒﻨﻚ‪ b‬اﳌﺮﻛﺰي‪ b،‬اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ‪ b‬ﻋﻦ‬
‫اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ‪ ،‬إﺟﺮاءات ﺣﻞ اﻟﻨﺰاﻋﺎت اﳌﻤﻜﻨﺔ‪ b‬ﻣﻊ اﳊﻜﻮﻣﺔ‪ b،‬دور وزﻳﺮ‪ b‬اﳌﺎﻟﻴﺔ‪،‬‬
‫ﻣﻨﻊ آو ﻋﺪم ﻣﻨﻊ ﲤﻮﻳﻞ‪ b‬ﻋﺠﺰ‪ b‬اﳌﻴﺰاﻧﻴﺔ‪ b‬اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ b‬أو ﻣﻨﺢ اﻟﻘﺮوض‪ b‬ﻟﻼﻗﺘﺼﺎد‪ b،‬ﺣﺮﻳﺔ‬
‫ﺗﻘﺮﻳﺮ اﳌﺼﲑ ﻷﺳﻌﺎر اﻟﻔﺎﺋﺪة‪ b،‬دور اﳊﻜﻮﻣﺔ‪ b‬ﰲ ﲢﺪﻳﺪ دﺧﻞ أﻋﻀﺎء‪ b‬اﻟﺒﻨﻚ اﳌﺮﻛﺰي‪،‬‬
‫وﳝﻜﻦ‪ b‬ﺗﻘﺴﻴﻢ‪ b‬ﻫﺬﻩ اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ‪ b‬إﱃ‪ :‬اﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ ﺷﺨﺼﻴﺔ) ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺗﻌﻴﲔ وﺗﻐﻴﲑ اﶈﺎﻓﻆ(‪،‬‬
‫اﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ ﻣﺎﻟﻴﺔ (ﲤﻮﻳﻞ‪ b‬ﻧﺸﺎط اﻟﺒﻨﻚ‪ b‬اﳌﺮﻛﺰي(‪ b،‬اﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ‪ b‬ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ)‪ b‬ﺻﻴﺎﻏﺔ‪ b‬اﻷﻫﺪاف‬
‫اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ(‬
‫اﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ اﻷﻫﺪاف واﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ اﻷدوات‬
‫ﻳﺘﻤﺘﻊ اﻟﺒﻨﻚ اﳌﺮﻛﺰي ﺑﺎﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ ﰲ ﲢﺪﻳﺪ أﻫﺪاﻓﻪ إذا ﲤﺘﻊ ﲝﺮﻳﺔ إدارة اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ‬
‫اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ دون ﲢﺪﻳﺪ دﻗﻴﻖ ﻟﻸﻫﺪاف‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﺗﻜﻮن أﻳﻀﺎ ﻟﻪ اﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ ﰲ ﲢﺪﻳﺪ اﻷﻫﺪاف إذا‬
‫ﺎ‪ø‬ﱂ ﺗﻜﻦ اﻷﻫﺪاف اﳋﺎﺻﺔ ﺑﺎﻷﺳﻌﺎر ﳏﺪدة رﻗﻤﻴﺎ‪ ،‬ﺑﻴﻨﻤﺎ اﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ ﲢﺪﻳﺪ اﻷدوات ﻓﺈ‬
‫ﺗﺘﺤﻘﻖ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻜﻮن ﻟﻠﺒﻨﻚ اﳌﺮﻛﺰي اﻟﺴﻠﻄﺔ واﳊﺮﻳﺔ ﰲ وﺿﻊ و ﺗﻨﻔﻴﺬ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ‬
‫اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ اﻟﱵ ﻳﺮاﻫﺎ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ أﻫﺪاﻓﻪ‪ ،‬وﻳﻜﻮن ﻏﲑ ﻣﺴﺘﻘﻞ ﰲ ﲢﺪﻳﺪ اﻷدوات ﻋﻨﺪﻣﺎ‬
‫ﻳﻠﺘﺰم ﺑﺘﻤﻮﻳﻞ ﻋﺠﺰ اﳌﻴﺰاﻧﻴﺔ‬
‫اﻻﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ اﻟﻌﻀﻮﻳﺔ واﻻﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ اﻟﻮﻇﻴﻔﻴﺔ‬
‫وﺗﺘﻌﻠﻖ اﻻﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ اﻟﻌﻀﻮﻳﺔ ﺑﺸﺮوط ﺗﻌﻴﲔ اﳌﺴﲑﻳﻦ ﰲ اﻟﺒﻨﻚ اﳌﺮﻛﺰي وﺷﺮوط‬
‫ﳑﺎرﺳﺘﻬﻢ ﻟﻮﻇﺎﺋﻔﻬﻢ‪ ،‬ﰲ ﺣﲔ ﺗﺘﻌﻠﻖ اﻻﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ اﻟﻮﻇﻴﻔﻴﺔ ﺑﺎﳌﻬﺎم واﻷﻫﺪاف ﻟﻠﺒﻨﻚ‬
‫‪ ..‬اﳌﺮﻛﺰي‪ ،‬ﻃﺒﻴﻌﺔ أو ﻗﻮة اﻟﺼﻼﺣﻴﺎت‪ b،‬ﻣﺪى إدارة أدوات السياسة النقدية‬

‫المبح‪b‬ث‪ b‬الث‪b‬الث‪ b: b‬است‪b‬قاللية بنك الج‪b‬زائر‬


‫المطلب االول‪ : ‬مهام بنك الجزائر‬
‫استعاد بنك الجزائر في إطار إصالح النظام النقدي مكانته كمركز لهذا النظام‬
‫ودوره في مراقبة عمل نظام التمويل‪ ،‬وعائدات الفترة السابقة حيث كانت الخزينة‬
‫هي المركز الفعلي (وليس الرسمي ) للنظام دور في صياغة وبلورة مفهوم جديد‬
‫لدور نظام التمويل ومستقبله ‪.‬‬
‫وإلى جانب الوظائف التقليدية التي يؤديها البنك المركزي كمعهد لإلصدار‬
‫الحتكاره حق إصدار النقود وكبنك للبنوك من خالل عالقته التقليدية مع البنوك‬
‫التجارية و كدالك الحكومة من خالل عالقته مع الخزينة حيث أصبح يلعب دورا‬
‫أساسيا للدفاع عن القدرة الشرائية للعملة الوطنية داخليا وخارجيا وذلك بالعمل‬
‫على استقرار األسعار الداخلية واستقرار في سعر الصرف خارجيا وفي هذا‬
‫اإلطار بالذات يتحدد مفهوم جديد للمهام التي يجب أن يقوم بها بنك الجزائر ‪.‬‬
‫‪ -‬إصدار النقود‪ :‬يعود امتياز إصدار النقود في كامل التراب الوطني إلى الدولة‬
‫التي فوضت على لبنك المركزي ويشمل مفهوم النقود هنا األوراق النقدية والقطع‬
‫المعدنية كما يقوم البنك المركزي وذلك عن طريق تنظيم بتعريف األشكال التي‬
‫تأخذها الوحدات النقدية خاصة ما يرتبط بحجمها وقيمتها ويتم حجم اإلصدار‬
‫النقدي وفق النظرة التقديرية للبنك المركزي حول الوضع العام االقتصادي‬
‫والنقدي كما يأخذ بعي االعتبار في هذا المجال كل العناصر التي يمكن ن تؤثر‬
‫على وضع السيولة العامة مثل سرعة التداول النقدي وقدرة البنوك التجارية على‬
‫توسيع هذه السيولة من خالل إصدارها للنقود الكتابية ‪.‬‬
‫‪ -2‬عالقة البنك المركزي بالبنوك‪ :‬تتحدد العالقة بين البنك المركزي والبنوك في‬
‫ظل قواعد أفريل ‪ 1990‬من خالل مبدأين تقليديين ‪:‬‬
‫‪ -‬البنك المركزي هو بنك البنوك والملجأ األخير لإلقراض وإذا كانت الخاصية‬
‫األولى يستمدها من خالل تحكمه في تطورات السيولة فهو يستمد الخاصية الثانية‬
‫من كونه معهد لإلصدار أي انه يعتبر المصدر األصلي للسيولة حيث يتحكم في‬
‫إعادة تمويل البنوك ‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ : ‬االستقالل العضوي لبنك الجزائر‬
‫یتولى إدارة بنك الجزائر محافظ یساعده ثالث نواب یعینون جمیعهم بموجب‬
‫مرسوم ‪ ،‬رئاسي إعماال لنص المادة ‪ 92‬من التعدیل الدستوري لسنة ‪ . 2016‬وال‬
‫یمكن عزل المحافظ ونوابه إال في حالة ارتكابهم خطأ جسیما كما یعزلون في حالة‬
‫العجز الصحي الذي یستحیل معه ممارسة مهامهم بصفة عادیة وال یمكن عزلهم‬
‫خارج هاتین الحالتین ضافة إلى ذلك یتشكل بنك الجزائر من مجلس إدارة وهو‬
‫ثاني هیئة مكونة له‪ ،‬خصه المشرع بنظام قانوني خاص من حیث التشكیلة‬
‫والسلطات المخولة له‪ .‬یتكون هذا المجلس من‪ :‬المحافظ رئیسا‪ ،‬نواب المحافظ‪،‬‬
‫وثالثة موظفین ذوي أعلى درجة معینین بموجب مرسوم رئاسي من طرف رئیس‬
‫الجمهوریة بحكم كفاءتهم في المجالین االقتصادي والمالي‪ ،‬یستخلفون بثالثة‬
‫أعضاء اخرين يحلون محلهم في حالة غيابهم او شغور وضاىفهم‬
‫كما یتشكل بنك الجزائر من هیئة نقدیة تسمى مجلس النقد والقرض تتكون من‬
‫أعضاء مجلس إدارة بنك الجزائر‪ (،‬شخصیتان تعینان بموجب مرسوم رئاسي‬
‫تختاران بحكم ‪(.‬‬
‫كفاءتهما في المسائل االقتصادیة والنقدیة وباستقراء معاییر االستقاللیة في البنك‬
‫المركزي الجزائري نجد أن للحكومة دور رئیسي في تعیین أعضائه‪ ،‬فالمحافظ‬
‫ونوابه وأعضاء مجلس اإلدارة ومجلس النقد والقرض كلهم یعینون بموجب‬
‫مرسوم رئاسي واألكید أن عزلهم سیكون بذات الطریقة طبقا لقاعدة توازي‬
‫األشكال‪ .‬فعنصر االستقاللیة من حیث األشخاص القائمین على صیاغة السیاسة‬
‫النقدیة ( استقاللیة شخصیة ) ینعدم نظرا لنسبة عدد األعضاء المشكلین لهیئات‬
‫البنك والذین یحتمل انحیازهم للحكومة بحكم تعینهم من قبل رئیس الجمهوریة في‬
‫وظائفهم و امكانیة عزلهم منها من قبله‬
‫‪ .‬المطلب الثالث‪ ‬‬
‫اﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ ﺑﻨﻚ اﻟﺠﺰاﺋﺮ وأﺛﺮﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ‬

You might also like