You are on page 1of 356

‫‪1‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي‬


‫في المؤسسات الطبية‬

‫إعداد‬
‫د‪ /‬عادل عبدالعزيز الجمعان‬ ‫عبدالمجيــد طـاش نيــازي‬
‫فاديــة أحمـــد عنـــاني‬ ‫مريم صالح عبداهلل األشقر‬
‫ليلـــى طـــه ضــليمي‬ ‫مسفر يحيى القحطاني‬
‫زكيــة مـحـمـد الصـقعبي‬ ‫الصوماليوتدقيق‬
‫منال حسنمراجعة‬
‫منى إبراهيم بنقش‬ ‫كـمـالتركستاني‬
‫إسـكـنـدر‬ ‫أبو بكر‬ ‫خديجةأ‪/‬ترسن‬
‫إيـمـان‬

‫إشراف‬
‫أ‪.‬د‪ /‬مـحـمـد بـن مـسـفـر الـقـرنـي‬
‫عميد كلية العلوم االجتماعية‬

‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬


‫نحم د هللا ونش كره ونس تهدي ونص لى ونس لم على‬
‫سيد الخلق س يدنا محم د حبيبن ا و على ال ه وص حبه‬
‫أجمعين‪.‬‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪2‬‬

‫ف إن األعم ال الطموح ة تب دأ في أول المط اف بفك رة‬


‫صغيرة تراود أصحابها وتتحدى عقولهم وإمكانياتهم ومن‬
‫ثم تتح ول إلى تخطي ط وإص رار وعزيم ة على تحويله ا‬
‫إلى كيان ملموس ومستقل بذاته يتح دث عن انجازات ه‬
‫ونجاحاته وهكذا كانت قصة هذا الكت اب ب دأ بفك رة في‬
‫مجلة منتدى العلوم االجتماعية‪WWW.SWMSA.COM .‬‬
‫وتبناه ا س عادة األس تاذ ال دكتور‪ /‬محم د بن مس فر‬
‫الق رني عمي د كلي ة العل وم االجتماعي ة بجامع ة أم‬
‫الق رى‪ ،‬وارت أى أن يس جل الخ برات العلمي ة والعملي ة‬
‫لمم ارس الخدم ة االجتماعي ة الطبي ة في ش تى‬
‫المجاالت والتخصص ات ليهت دي به ا ويس تفيد مم ارس‬
‫الخدم ة االجتماعي ة الطبي ة وه ذه رس التنا نق دمها‬
‫لزمالئنا وزميالتنا ليكون منبرا من منابر العلم والمعرفة‪.‬‬
‫وفقنا هللا لما يحبه ويرضاه‪،،،‬‬
‫المشرف على مجلة العلوم االجتماعية‬
‫أ‪ /‬طالل بن محمد الناشري‬
‫الفهرسة‬

‫‪................................................................................................................‬‬ ‫مقدمة‬ ‫‪-‬‬


‫‪1....‬‬
‫دور األخصائي االجتماعي في العمل مع ذو‬ ‫‪-‬‬
‫اإلعاقة ‪2.........................................................‬‬
‫أمرض الدم‬ ‫‪-‬‬
‫الوراثية ‪76................................................................................................‬‬
‫‪3‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫دور الخدمة االجتماعية الطبية في التعامل مع مرضى الزهايمر‬ ‫‪-‬‬


‫‪106.............................‬‬
‫دور الخدمة االجتماعية مع مرضى الفشل‬ ‫‪-‬‬
‫الكلوي ‪171......................................................‬‬
‫دليل الخدمة االجتماعية في المجال‬ ‫‪-‬‬
‫‪228‬‬ ‫‪...............................................................‬‬ ‫النفسي‬
‫الخدمة االجتماعية في غرف‬ ‫‪-‬‬
‫الطوارئ ‪267..........................................................................‬‬
‫دور األخصائي االجتماعي في التعامل مع حاالت العنف واالعتداء في‬ ‫‪-‬‬
‫‪281‬‬ ‫‪................‬‬

‫المنشآت الصحية‪.‬‬
‫نظام التطوع للعمل االجتماعي وتجربة التمريض مع الخدمة االجتماعية‬ ‫‪-‬‬
‫الطبية‪298...‬‬
‫بالمراكز الصحية‪.‬‬
‫دور األخصائي االجتماعي مع مرضى‬ ‫‪-‬‬
‫اإليدز‪309..........................................................‬‬
‫الخدمة االجتماعية الطبية مع مرضى‬ ‫‪-‬‬
‫السمع‪323..........................................................‬‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪4‬‬

‫دور األخصائي االجتماعي في العمل مع ذوي اإلعاقة‬

‫إعــــداد‬

‫مريم صالح عبد اهلل األشقر‬

‫ناشطة في مجال حقوق اإلعاقة‬

‫الدوحــــة ‪ /‬قطـــــر‬

‫أبريل ‪ 2009‬م‬
‫‪5‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫المقدمـــة ‪:‬‬

‫س َعلَى اْأل ْع َمى َح َر ٌج َوالَ َعلَى ْ‬


‫اَألع َر ِج‬ ‫قال اهلل تعالى في كتابه الكريم ‪ {:‬لَ ْي َ‬
‫ات تَ ْج ِري ِمن‬
‫يض حرج ومن ي ِط ِع اللَّ َه ورسولَ ُه ي ْد ِخ ْل ُه ج َّن ٍ‬
‫َ‬ ‫ََ ُ ُ‬ ‫َح َر ٌج َوالَ َعلَى ا ْل َم ِر ِ َ َ ٌ َ َ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِّ‬ ‫ِ‬
‫يما }‬ ‫تَ ْحت َها اْألَ ْن َه ُار َو َمن َيتََو َّل ُي َعذ ْب ُه َع َذ ًابا َأل ً‬
‫يع َه ْل‬‫الس ِم ِ‬
‫ير َو َّ‬‫صِ‬ ‫اَألعمى واَألص ِّم وا ْلب ِ‬
‫وقوله تعالى أيضاً ‪َ } :‬مثَ ُل ا ْلفَ ِريقَ ْي ِن َك ْ َ َ َ َ َ‬
‫ان َمثَالً َأفَالَ تَ َذ َّك ُر َ‬
‫ون {‬ ‫ستَ ِو َي ِ‬
‫َي ْ‬
‫معاق‪ ..‬معوق!‪ ..‬كلمتان يستخدمها العامة في نعت اإلنسان الذي يفضل‬
‫التربويون واألكاديميون تسميته إنساناً ذي إعاقة‪.‬‬
‫قديماً‪ ..‬ولظروف اجتماعية واقتصادية وثقافية كان الطفل ذو اإلعاقة ال يجد‬
‫إال مصيراً واحداً‪ ..‬العزلة ‪ ،‬فال إمكانيات لتأهيله وتدريبه ومحاولة عالجه‪ ،‬وال‬
‫ثقافة تؤهله للتعامل الصحيح معه‪.‬‬
‫ومع مرور! األيام تغيرت الصورة نحو األحسن ‪ ،‬وربما كان تغيرها بطيئاً في‬
‫الوقت الذي يتزايد فيه أصحاب هذه االحتياجات بشكل كبير‪ ،‬فتتزايد أهمية العمل‬
‫على رعايتهم أوالً‪ ،‬ثم على بحث كيفية جعلهم جزءاً ال يتجزأ من المجتمع‪ ،‬على‬
‫مقاعد الدراسة والتعليم! صغاراً‪ ..‬وفي محافل العمل واإلنتاج كباراً‪.‬‬
‫ورغم أن التكافل والرعاية واجب ديني قبل كل شيء إال أننا يجب أن نعترف!‬
‫بتقصير المجتمع تجاه دعم ومساعدة الجهات الحكومية واألهلية التي نذرت نفسها‬
‫لهذه الفئات والتي تعمل الكثير وبالقليل من اإلمكانيات‪.‬‬
‫ويعتبر عام ‪ 1981‬م بمثابة بوابة نور أضاءت مجال االهتمام باإلعاقة ‪،‬‬
‫كيف ال وهو عام دولي لذوي اإلعاقة حيث لوحظ تطوير برامج دول العالم في‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪6‬‬

‫مجال اإلعاقة ‪ ،‬فأضحت كل الدول تنشط إلصدار! القوانين والتشريعات! مما حدا‬
‫بهيئة األمم المتحدة أن تعلن عقد الثمانينات عقداً دولياً للمعوقين ‪..‬‬
‫والمتتبع لقضية اإلعاقة والمعوقين يالحظ أن األشخاص ذوي اإلعاقة لم ينالوا‬
‫حقهم خالل الحقب التاريخية الممتدة فنجدهم يساقون إلى الموت عند القبائل‬
‫الهمجية في العصور القديمة العتقادهم الخاطئ أنهم غير نافعين للبشر‪ ،‬وفي‬
‫عصر الحضارة اإلغريقية بقي الحال على ما هو عليه ولم يطرأ أي تحسن في‬
‫معاملتهم حيث كانوا يلقبون بالمعتوهين‪ ،‬ألنهم كانوا يعتقدون أن بهم مس من‬
‫الشيطان‪ ،‬لذا فإنه على الجميع تركهم على حالهم حتى يموتوا‪ ،‬كما كانوا‬
‫يستخدمونهم للتسلية واإلضحاك والسخرية في بيوت األغنياء‪.‬‬
‫ثم تلت المرحلتين السابقتين وهما مرحلة اإلبادة ومرحلة اإلهمال لظاهرة‬
‫اإلعاقة‪ ،‬مرحلة الرعاية اإلنسانية والتي يمكننا القول إنها انبثقت من الديانات‬
‫السماوية والتي نصت جميعها على القيم والمبادئ اإلنسانية‪.‬‬
‫ففي العصر النصراني! طرأ على حالهم بعض التحسن فأصبح ُيعطف عليهم‬
‫ويقدم لهم المأوى والملبس والطعام‪ !،‬وعندما جاء دين الهداية‪ ،‬ديننا اإلسالمي‬
‫شهد كل األشخاص من ذوي اإلعاقة كل مظاهر العون والتقبل من البيئة المحيطة‬
‫بهم باإلضافة إلى ما تضمنته الشريعة اإلسالمية من خالل القرآن الكريم‬
‫واألحاديث النبوية الشريفة من حقوق لهم إال أن االعتقاد السائد عنهم أنهم‬
‫أشخاص غير قادرين على التعلم لم يتغير‪.‬‬
‫ثم جاءت مرحلة التربية والتأهيل التي بدأت مع بداية القرن التاسع عشر‬
‫حيث بداية مرحلة للمحاوالت األوروبية الجادة لتعليم وتأهيل ذوي اإلعاقة‪ ،‬والتي‬
‫استمرت في تطور حتى بلغت ذروتها في أيامنا هذه‪ ،‬حيث بدأت المحاوالت‬
‫األولى لالهتمام بذوي اإلعاقة وتزايد! االهتمام بهم وبحقوقهم عام تلو األخر حتى‬
‫‪7‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫وصل بالمهتمين إلى المناداة بالمدرسة للجميع والدمج االجتماعي الشامل لتمكين‬
‫ذوي اإلعاقة من العيش باستقاللية ‪..‬‬
‫وآخرها كان مشاركة ومتابعة (‪ )198‬دولة بالعالم في وضع ( اتفاقية دولية‬
‫لحقوق األشخاص ذوي اإلعاقة ) تقدمت بها دولة المكسيك لألمم المتحدة في‬
‫نيويورك! شاركت بها كل الدول الخليجية والعربية على مدار أربع سنوات من‬
‫بداية ‪2003‬م وحتى أغسطس ‪2006‬م‪ ،‬وتم فتح باب التوقيع! والتصديق! على هذه‬
‫االتفاقية والبرتوكول! االختياري اعتباراً من ‪ / 30‬مارس ‪2007 /‬م وقد كان لي‬
‫الشرف في الحضور والمشاركة في مناقشة مواد تلك االتفاقية من خالل الثالث‬
‫االجتماعات األخيرة من هذه االتفاقية‪.‬‬
‫إن اإلعاقة اليوم أصبحت من العلوم األساسية التي تدرس في كبرى جامعات‬
‫العالم نظراً ألهميتها في واقع حياتنا اليوم‪ ،‬وانطالقاً من أن الفرد من الممكن أن‬
‫يتعرض لإلعاقة في أي وقت ‪ ..‬ناهيك أن المجتمعات ال تخلو من العديد من ذوي‬
‫اإلعاقة‪ ،‬ويجب علينا أن نتعرف على كيفية التعامل مع هذه الفئات سواء من‬
‫األسرة أو المجتمع أو األخصائيين االجتماعيين والنفسيين‪.‬‬

‫تعريف اإلعاقة ‪:‬‬


‫يرتبط مفهوم اإلعاقة ‪ Handicap‬بالكثير من المفاهيم األخرى التي تتداخل‬
‫معه ومن أهم تلك المفاهيم مفهوم اإلصابة ‪ Impairment‬والعجز ‪Disability‬‬
‫وغيرها‪ ،‬وقد! تختلف اآلراء حول تلك المفاهيم واستخداماتها وطبيعة االهتمامات‬
‫التي توجه لذوي اإلعاقة أو العجزة أو المصابين‪ ،‬كما قد تتباين وجهات النظر‬
‫بين العامة والمتخصصين! حسب طبيعة تلك اإلعاقات والعجز واإلصابة‪ ،‬ففي‬
‫الواقع نجد الكثير من االختالفات حول نوعية الرعاية التي تقدم لذوي اإلعاقة‬
‫جسمياً عن ذوي اإلعاقة نفسياً كما نجد اختالفاً ملحوظاً عند تحديد سبل الرعاية‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪8‬‬

‫والتأهيل لكل من ذوي اإلعاقة والعجزة والمصابين وذلك حسب طبيعة الفئة‬
‫العمرية ‪ ،‬فذوي اإلعاقة الكبار ‪ Handicapped Adults‬يختلفون عن األطفال من‬
‫ذوي اإلعاقة ‪ Handicapped Children‬ومن ثم فتقديم أحد أنواع الرعاية مثل‬
‫الرعاية الصحية يمكن تحديدها حسب طبيعة العالج ‪ Treatment‬والتأهيل الطبي‬
‫‪ Rehabilitation‬ونوعية اإلعاقة أو العجز وطبيعة الفئات العمرية لها وهذا‬
‫ينطبق أيضاً بالنسبة ألنماط الرعاية النفسية واالجتماعية والمهنية األخرى ‪،‬‬
‫ويرى بعض المتخصصين! في مجال السياسة االجتماعية وعلم االجتماع الطبي‬
‫وعلم االجتماع النفسي االجتماعي إن تحديد المفاهيم يعتبر جزءاً هاماً عند‬
‫التعريف بمشكلة ذوي اإلعاقة ونوعية الفئات التي تحتاج إلى رعاية بصورة‬
‫أكثر‪ ،‬وربما! تعتبر محاولة ‪ Harris‬من المحاوالت التي سعت لتوضيح بعض هذه‬
‫المفاهيم حيث يشير إلى أن مفهوم اإلصابة يقصد بها عجز أو قصور في أحد‬
‫أعضاء الجسم يؤدي إلى خلل وظيفي لعضو معين في جسم الفرد‪ ،‬أما مفهوم‬
‫اإلعاقة فهو نوع من القيود أو القصور في القيام باألنشطة التي يسببها العجز كما‬
‫يشير مفهوم العجز باعتباره نقصاً أو خلالً في القدرة الوظيفية ‪Functional‬‬
‫‪. Ability‬‬
‫بينما يرى أحد المهتمين بمجال الخدمة االجتماعية هو ونج ‪ Wing‬بأن‬
‫اإلصابة نوع من القصور في أعضاء الجسم وعدم القيام بوظائف األعضاء‬
‫الداخلية أو الميكانزيمات األخرى للجسم‪ ،‬أما اإلعاقة هي نقص مميز في القدرات‬
‫الوظيفية للجسم‪ ،‬وعلى أي حال عند تحليل مفهوم العجز واإلعاقة البد من تفسيره‬
‫في ضوء ثالثة عناصر رئيسية وهي‪:‬‬
‫‪9‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫أوالً‪ :‬أن تفسير درجة العجز واإلعاقة ترجع لطبيعة كل من المجتمع أو الفرد‬
‫نفسه ونوعية القيم واالتجاهات التي ترتبط! بنوعية اإلعاقة وتحديدها‬
‫اجتماعياً أو حسب ما يتفق عليه في المجتمع‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬إن تفسير كل من القيم واالتجاهات تحدد في إطار البناء الثقافي‬
‫والحضاري! العام في المجتمع فالفرد يمكن أن يكون فرد من ذوي اإلعاقة‬
‫في مجتمع ما وال يمكن أن يعتبر كذلك في مجتمع آخر ‪..‬‬
‫ثالثاً‪ :‬كثيرًا ما تكون تلك القيم واالتجاهات المجتمعية ونظرتها وتفسيرها لإلعاقة‬
‫آثارًا سلبية وخاصة على كل من الفرد من ذوي اإلعاقة وأسرته‪.‬‬
‫ولقد عرف الكثير من العلماء اإلعاقة إال أننا نالحظ أن معظم المصادر!‬
‫والتعريفات تتفق على تعريف! اإلعاقة بأنها حالة تشير إلى عدم قدرة الفرد‬
‫المصاب بعجز ما على تحقيق تفاعل مثمر مع البيئة االجتماعية أو الطبيعية‬
‫المحيطة‪ ،‬أسوة بأفراد! المجتمع اآلخرين المتكافئين له في العمر والجنس‪،‬‬
‫واإلعاقة ليست مرضاً من الممكن عالجه والشفاء منه وإ نما هي حالة انحراف أو‬
‫تأخر ملحوظ في النمو الذي يعتبر عادياً من الناحية الجسمية‪ ،‬الحسية‪ ،‬العقلية‪،‬‬
‫السلوكية‪ ،‬اللغوية أو التعليمية‪ ،‬مما ينجم عنه صعوبات! وحاجات خاصة ال توجد‬
‫لدى األطفال اآلخرين ‪ ..‬وهذه الصعوبات! والحاجات تستدعي توفير! فرص‬
‫خاصة للنمو والتعلم‪ ،‬واستخدام أدوات وأساليب مكيفة يتم تنفيذها فردياً وباللغة‬
‫التربوية ‪.‬‬
‫وأحب أن أذكر هنا بأن من يعتبر معاقاً في مجتمع ما ال يعتبر معاقاً في‬
‫مجتمع آخر حيث أن الحواجز! واالتجاهات والنظرة السلبية التي قد تسود! مجتمع‬
‫معين تجاه ذوي اإلعاقة واإلعاقة والمعيقات المكانية تؤدي في الكثير من‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪10‬‬

‫الحد من قدرة الفرد على االستجابة لمتطلبات بيئته ولقد قال (‬


‫األحيان إلى ّ‬
‫‪ )Warms 1972‬بأنه ال يوجد فرد معوق بل هنالك بيئة مجتمعية معيقة‪.‬‬
‫وتعرف اإلعاقة بصفة عامة على أنها إصابة بدنية أو عقلية أو نفسية تسبب‬
‫ضررًا لنمو الطفل البدني أو العقلي أو كالهما‪ ،‬وقد تؤثر في حالته النفسية وفي‬
‫تطور تعليمه وتدريبه وبذلك يصبح الطفل من ذوي اإلعاقة وهو أقل من رفقائه في‬
‫نفس العمر سواء في الوظائف البدنية أو اإلدراك أو كالهما‪.‬‬
‫كما تع !!رف اإلعاقة بأنها تع !!ني قص !!وراً أو عيب !اً وظيفي !اً يص !!يب عض !!واً أو‬
‫وظيفة من وظائف! اإلنسان العضوية أو النفس!!ية بحيث ي!!ؤدي! إلى خلل أو تب!!دل في‬
‫عملية تكيف ه! ! ! !!ذه الوظيفة مع الوس! ! ! !!ط‪ ،‬واإلعاقة موج! ! ! !!ودة في تك! ! ! !!وين اإلنس! ! ! !!ان‬
‫وليست خارجة عنه ت ! !!ؤثر على عالقته مع الوسط! االجتم ! !!اعي بكل أبع ! !!اده‪ ،‬األمر‬
‫الذي يتطلب إجراءات تربوية تعليمية خاصة تنسجم مع الحاجات التي يتطلبها كل‬
‫نوع من أنواع اإلعاقة‪.‬‬
‫وهناك أس!!باب كث!!يرة لإلعاقة منها أس!باب وعوامل ح!!دثت قبل ال!والدة‪ ،‬ومنها‬
‫أس!!باب وعوامل مرافقه لعملية ال!!والدة وعوامل أخ!!رى ح!!دثت بعد ال!!والدة‪ ،‬إض!!افة‬
‫إلى العوامل الوراثية التي تؤدي إلى اإلعاقات الذهنية العقلية‪.‬‬
‫واإلعاقة قد تك !!ون عاهة واح !!دة أو ع !!دة عاه !!ات مختلفة في نفس الطفل وقد!‬
‫تسبب عجزاً كامالً أو جزئياً‪.‬‬
‫كما يمكن أن تكون اإلعاقة ثانوية بمعنى أن تصيب اإلنسان بعد اكتمال نمو‬
‫المخ والجسم كما هو معروف! في حوادث الطرق‪.‬‬
‫‪11‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫تعريف األشخاص ذوي اإلعاقة ‪:‬‬


‫تختلف التسميات التي تم إطالقها سابقاً على األطفال المعوقين تبعاً لمتغيرات‬
‫عديدة ‪ ،‬وبوجه عام ‪ ،‬لعل التسمية األخيرة والتي تم اعتمادها من خالل االتفاقية‬
‫الدولية لحقوق األشخاص ذوي اإلعاقة هو (( األشخاص ذوي اإلعاقة )) فمن‬
‫خالل مناقشات تلك االجتماعات وحضور العديد من األشخاص من ذوي اإلعاقة‬
‫تم طرح ثالث مسميات منها ‪:‬‬
‫‪ -1‬المعاق ‪ -‬المعوق ‪ -‬المعاقين‪.‬‬
‫‪ -2‬ذوي االحتياجات الخاصة‪.‬‬
‫‪ -3‬األشخاص ذوي اإلعاقة‪.‬‬
‫حيث تم اعتماد المسمى األخير وهو (( األشخاص ذوي اإلعاقة )) بناء على‬
‫رغبتهم والذي يعتبر أكثر قبوالً لديهم ‪ ،‬حيث أن كلمة معوق يعتبر مسمى مهين‬
‫لهم وكأنه يبرز مواطن الضعف لديهم ‪ ،‬ومسمى ذوي االحتياجات الخاصة‬
‫يشاركهم! فئات أخرى مثل المسنين واأليتام! والموهوبين والمرضى المزمنين‪. .‬‬
‫يمكن تعريف ذوي اإلعاقة "بأنهم! أولئك الذين ينحرفون عن المستوى! العادي‬
‫أو المتوسط! في جانب ما أو أكثر من جوانب الشخصية إلى الدرجة التي تحتم‬
‫احتياجاتهم إلى خدمات تعليمية وتربوية خاصة وتستلزم! ترتيبات وأوضاع!‬
‫وممارسات! تعليمية معينة إلشباع هذه االحتياجات"‪.‬‬
‫وهناك تعريف آخر وهو "هم األطفال الذين يعانون من حاالت ضعف معينة‬
‫وتحد من قدراتهم أو تمنعهم من القيام‬
‫ّ‬ ‫تزيد من مستوى االعتماد لديهم ‪،‬‬
‫بالوظائف! المتوقعة ممن هم في عمرهم بشكل مستغل‪.‬‬

‫وقد جاء تعريف! ذوي اإلعاقة في القانون القطري رقم (‪ )2‬لسنة ‪2004‬م‬
‫كالتالي ‪:‬‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪12‬‬

‫يحد من حواسه‬
‫"هو كل شخص مصاب بعجز كلي أو جزئي إلى المدى الذي ّ‬
‫يحد من إمكانياته للتعلم أو‬
‫أو قدراته الجسمية‪ ،‬العقلية‪ ،‬النفسية إلى المدى الذي ّ‬
‫أو بعضها بشكل‬ ‫التأهيل أو العمل بحيث ال يستطيع تلبية احتياجاته العادية‬
‫مستقل"‪.‬‬

‫تصنيفـ فئات اإلعاقة الرئيسيةـ ‪:‬‬

‫التعــريــــف‬ ‫فئة اإلعاقة‬ ‫م‬


‫انخفاض ملحوظ في مستوى القدرات العامة ( درجة الذكاء تقل عن‬
‫‪ ) %70‬وعجز في السلوك التكيفي وعدم القدرة على األداء المستقل أو‬ ‫اإلعاقة الذهنية‬ ‫‪1‬‬
‫تحمل المسئولية المتوقعة ممن هم في نفس العمر والمجموعة الثقافية‪.‬‬
‫فقدان سمعي! يؤثر بشكل! ملحوظ على قدرة الفرد الستخدام حاسة! السمع‬
‫اإلعاقة السمعية‬ ‫‪2‬‬
‫للتواصل مع اآلخرين وللتعلم من خالل األساليب! التربوية العادية‪!.‬‬
‫ضعف بصري شديد حتى بعد تصحيح الوضع جراحياً أو بالعدسات مما‬
‫يحد من قدرة الفرد على التعلم عبر حاسة البصر باألساليب التعليمية‬ ‫ّ‬ ‫‪3‬‬
‫اإلعاقة البصرية‬
‫االعتيادية‪.‬‬
‫اضطرابات شديدة عصبية أو عضلية أو عظمية أو أمراض مزمنة تفرض‬
‫اإلعاقة الجسمية‬ ‫‪4‬‬
‫قيوداً على إمكانية تعلم الطفل‪.‬‬
‫اضطراب في العمليات النفسية األساسية (االنتباه ‪ ,‬التذكر‪ ،‬التفكير‪ ،‬اإلدراك)‬
‫الالزمة الستخدام اللغة أو فهمها أو تعلم القراءة والكتابة والحساب أو التعلم‬ ‫صعوبات التعلم‬ ‫‪5‬‬
‫من خالل األساليب التربوية العادية‪.‬‬
‫اضطراب ملحوظ في النطق أو الصوت أو الطالقة أو التأخر اللغوي أو‬
‫اضطرابات‬
‫عدم تطور اللغة التعبيرية أو اللغة االستقبالية األمر الذي يجعل الطفل‬ ‫‪6‬‬
‫الكالم واللغة‬
‫بحاجة إلى برامج عالجية وتربوية خاصة‪.‬‬
‫انحراف السلوك! من حيث تكراره أو مدته أو شدته أو شكله! عما! يعتبر‬ ‫االضطرابات‬
‫‪7‬‬
‫سلوكاً! عادياً! مما! يجعل الطفل بحاجة! إلى أساليب تربوية خاصة‪!.‬‬ ‫السلوكية‬
‫كما أن هناك حاالت من تعدد اإلعاقة ( أي وجود! أكثر من إعاقة في الشخص‬
‫) وهذا راجع بدرجة كبيرة إلى ما يسمى "بزواج األقارب"‪.‬‬
‫أسباب حدوث اإلعاقة‪:‬‬
‫‪13‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫هناك أسباب عدة تؤدي! إلى إصابة الفرد باإلعاقة ولكن وعلى الرغم من‬
‫التقدم العلمي والطبي الهائل في النصف الثاني من هذا القرن ال تزال عملية‬
‫تحديد أسباب اإلعاقة بكافة أنواعها صعبة بالنسبة ألعداد غير قليلة من الحاالت‬
‫ويمكن تصنيف! األسباب المحتملة لحدوث اإلعاقة حيث يوجد سببان لإلعاقة‬
‫وهما ‪:‬‬
‫‪ )1‬أسباب وراثية‪:‬‬
‫وهي التي تنتقل من جيل إلى جيل آخر عن طريق! الجينات كما هو موجود! في‬
‫بعض األسر مثل اإلعاقة الذهنية‪ ،‬النقص الوراثي في إفراز! الغدة النخامية‪ ،‬ومن‬
‫أهم أسبابه زواج األقارب ‪.‬‬
‫‪ )2‬أسباب بيئية‪:‬‬
‫وهي التي تلعب دورها! من الحمل حتى الوفاة وهي مؤشرات! ما قبل الوالدة‬
‫وأثنائها وبعدها‪.‬‬
‫(‪)1‬أسباب ما قبل الوالدة ( أثناء الحمل )‪ :‬وهي تلك العوامل والمشكالت التي‬
‫يتعرض لها الجنين وأمه أثناء فترة الحمل ومن أمثلة ذلك‪:‬‬
‫‪ -1‬إصابة األم الحامل وخصوصاً في الثالث األشهر األولى لألمراض الخطيرة‬
‫والمعدية مثل الحصبة األلمانية أو إصابتها باالضطرابات الجلدية كاإلصابة‬
‫باألمراض الجنسية كمرض الزهري مما يؤدي! إلى احتمال تعرض الجنين‬
‫إلصابات العين والقلب والمخ والكلى والغدد والربو! الشديد‪.‬‬
‫‪ -2‬تسمم األم الحامل نتيجة تناولها! بعض األدوية والعقاقير! الطبية الضارة‬
‫بالجنين دون استشارة الطبيب‪.‬‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪14‬‬

‫‪ -3‬تعرض األم الحامل وخصوصاً أثناء الثالث أشهر األولى من الحمل لألشعة‬
‫السينية لذلك يجب على الطبيب التأكد ما إذا كانت المريضة حامل أم ال قبل‬
‫إجراء الفحوصات باألشعة السينية‪.‬‬
‫‪ -4‬التدخين وتعاطي! المسكرات والمخدرات (ضار بالجنين واألم معاً)‪.‬‬
‫‪ -5‬تسمم الحمل مثل (ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل – تورم! الجسم)‪.‬‬
‫‪ -6‬تعرض الحامل إلى الصدمات النفسية الحادة أثناء فترة الحمل‪.‬‬
‫‪ -7‬سوء التغذية لألم الحامل من ناحية النقص في األغذية وعدم تناول كميات‬
‫كافية من العناصر! الغذائية الالزمة للجسم فسوء التغذية الذي تتعرض له‬
‫يحد من النمو خاصة في‬
‫الحامل يؤدي! إلى آثار سلبية عند الجنين إذ أنه ّ‬
‫الجهاز العصبي للطفل‪.‬‬
‫‪ -8‬العوامل الوراثية وهي مجموعة من العوامل الجينية التي تؤثر على الجنين‬
‫لحظة اإلخصاب ومنها عدم توافق عامل رايزس في دم الزوجين نتيجة (زواج‬
‫األقارب)‪.‬‬
‫(ب) أسباب أثناء عملية الوالدة ‪ :‬وتتضمن الصعوبات! والمخاطر! التي قد تحدث‬
‫أثناء عملية الوالدة‪.‬‬
‫‪ -1‬حدوث الوالدة قبل موعدها المحدد وقد يؤدي هذا إلى نزيف أثناء الوالدة‪.‬‬
‫‪ -2‬تعرض المولود لالختناق أثناء الوالدة المتعسرة كالتفاف الحبل السري حول‬
‫عنق المولود مما يؤدي إلى نقص األكسجين الواصل لمخ الجنين بسبب‬
‫انفصال المشيمة قبل موعدها أو إصابة الطفل باألمراض الرئوية الحادة‪.‬‬
‫‪ -3‬الخداج‪ :‬والذي يعني والدة طفل قبل الموعد الطبيعي! أو انخفاض وزنه‬
‫لحظة الوالدة بشكل ملحوظ‪.‬‬
‫‪15‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫‪ -4‬عدم االهتمام بنظافة الجنين مباشرة بعد الوالدة مما يؤدي إلى اإلصابة‬
‫بالرمد الصديدي والذي يؤدي! إلى فقد البصر‪.‬‬
‫‪ -5‬الوالدة المتعسرة وصعوبتها واستخدام األدوات المساعدة للوالدة كما في‬
‫الوالدة المقعدية أو الوالدة بالملقط أو الشفط ‪ ..‬الخ وفي! مثل هذه الحاالت‬
‫من الممكن إصابة الجنين في الرأس وتعرض الجمجمة للضغط الزائد أو‬
‫الرضوض والكدمات مما قد يسبب تلفاً دماغياً‪.‬‬
‫‪ -6‬عدم العناية الكافية بالمولود! في الساعات األولى بعد الوالدة مثل تعرضه‬
‫للبرد أو الحر الشديد مما يؤثر! على التمثيل الغذائي في جسم الطفل وخاليا‬
‫المخ‪.‬‬
‫‪ -7‬قصور في الدورة الدموية للمولود! مما ينتج عنه نقص في أوكسجين الدماغ‬
‫وأنسجة الجسم المختلفة‪.‬‬
‫‪ -8‬إصابة المولود باليرقان الشديد‪.‬‬
‫(جـ) ما بعد الوالدة‪ :‬وتتضمن اإلصابات والحوادث! واألمراض التي قد يتعرض‬
‫لها الطفل‪.‬‬
‫الحمى الشوكية‪ ،‬شلل‬
‫‪ -1‬تعرض الطفل إلى اإلصابة باألمراض (كمرض ّ‬
‫األطفال‪ ،‬التهاب السحايا‪ ،‬التهاب األذن الوسطى)!‬
‫‪ -2‬االرتفاع الشديد في درجة الحرارة وعدم عالجها‪.‬‬
‫‪ -3‬اإلصابات المختلفة وبخاصة إصابات الرأس التي تنتج عن الحوادث‬
‫المختلفة كالسقوط من مكان مرتفع داخل المنزل وخارجه أو حوادث‬
‫السيارات‪.‬‬
‫‪ -4‬األمراض الخطيرة المزمنة مثل (السرطان)‪.‬‬
‫‪ -5‬إساءة استخدام! العقاقير الطبية‪.‬‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪16‬‬

‫‪ -6‬الظروف األسرية المضطربة والحرمان البيئي الشديد مثل سوء التغذية‬


‫الشديد والمزمن‪.‬‬
‫‪ -7‬حوادث التسمم مثل ابتالع بعض المواد السامة كالرصاص أو استنشاق غاز‬
‫أول أكسيد الكربون أو ابتالع أجسام قد تؤدي! به إلى االختناق (البالون –‬
‫أغطية) وغير ذلك‪.‬‬
‫كيفية الوقاية من اإلعاقة ‪:‬‬
‫كل ش!!يء بقض!!اء اهلل وقدرته ولكن هن!!اك بعض النق!!اط يجب أن ن!!ذكرها عن‬
‫كيفية الوقاية من اإلعاقة مثل ‪:‬‬
‫‪ .1‬فحص المقبلين على الزواج تفادياً لإلضطرابات الوراثية لدى الزوجين‪..‬‬
‫للحد من اإلعاقة‪.‬‬
‫ونأمل أن يكون تطبيقه إلزامياً في دولنا العربية وذلك ّ‬
‫‪ .2‬استشارة الطبيب المختص عند تناول األم الحامل للعقاقير الطبية‪.‬‬
‫الحد من زواج األقارب‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪.3‬‬
‫‪ .4‬الفحص ال!!دوري! والث!!ابت لألم الحامل ط!!وال ف!!ترة الحمل وتوف!!ير الرعاية‬
‫الصحية المناسبة لألم الحامل‪.‬‬
‫‪ .5‬باس ! ! !!تطاعة األم الوقاية من بعض التش ! ! !!وهات الخلقية في ال ! ! !!دماغ والحبل‬
‫الشوكي وذلك بالبدء بتناول فيتامين (ب) أثناء الحمل‪.‬‬
‫‪ .6‬تقديم اللقاحات الخاصة للوقاية من الحصبة األلمانية‪.‬‬
‫‪ .7‬إحالة األم الحامل إذا استدعت الحالة إلى اإلرشاد الجيني‪.‬‬
‫‪ .8‬تق!!ديم مس!!اعدات غذائية عينية لألمه!!ات الحوامل وص!!غار األطف!!ال وتق!!ديم‬
‫ال! !!برامج اإلرش! !!ادية عن التغذية الس! !!ليمة والمض! !!اعفات الناتجة عن س! !!وء‬
‫األغذية‪.‬‬
‫‪ .9‬تلقي الطفل للتطعيمات بصورة منتظمة‪.‬‬
‫‪17‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫‪ .10‬عدم تعرض األم الحامل لألشعة السينية‪.‬‬


‫‪ .11‬معرفة التاريخ المرضي! للعائلة‪.‬‬
‫‪ .12‬مراقبة الطفل بشكل مباشر! خاصة أثناء تعلمه المشي وإ بعاده قدر‬
‫اإلمكان عن األماكن الخطرة وقاية له من التعرض للحوادث وخاصة في‬
‫السنتين األولى من عمره‪.‬‬
‫‪ .13‬توفير الخدمات الصحية المناسبة لألطفال في مراكز األمومة والطفولة‪.‬‬
‫‪ .14‬إعالم الط!!بيب عن أي أم!!راض خط!!يرة تع!!اني منها األم الحامل وال!!تي قد‬
‫تجعلها في وضع خطر هي والج! ! ! ! !!نين ومن ه! ! ! ! !!ذه األم! ! ! ! !!راض الس! ! ! ! !!كري‬
‫والنوبات الصرعية وارتفاع ضغط الدم واضطرابات! الغدة الدرقية‪.‬‬
‫‪ .15‬إجراء فحوصات دورية لألطفال من خالل برنامج وقائي شامل لص!!حتهم‬
‫في السنوات الخمس األولى ‪.‬‬
‫‪ .16‬تق! ! !!ديم الت! ! !!دخل ال! ! !!تربوي واالجتم! ! !!اعي! المبكر لتع! ! !!ويض النقص ال! ! !!ذي قد‬
‫يتعرض له الطفل نتيجة الحرمان الثقافي وانخفاض مستوى الرعاية ال!!تي‬
‫يحصل عليها من أسرته بشكل عام ووالديه بشكل خاص‪.‬‬
‫‪ .17‬تش!جيع ال!!والدات في المستش!فيات نظ!!راً لت!!وفر اإلمكاني!!ات س!واء من حيث‬
‫الخبرة الطبية أو المعدات واألجهزة‪.‬‬

‫ما هي ردود فعل الوالدين النفسية نحو إعاقة طفلهما‪:‬‬


‫إن أغلى ما في الوج !!ود هم األبن !!اء "الم !!ال والبن !!ون زينة الحي !!اة ال !!دنيا" وإ ن‬
‫وج! ! !!ود! طفل في األس! ! !!رة يعت! ! !!بر ح! ! !!دث مهم تتم على أث! ! !!ره الكث! ! !!ير من التغ! ! !!يرات‬
‫واالس!!تعدادات‪ ..‬لكن عن !!دما يك !!ون ه !!ذا الح !!دث الس !!عيد طفل يع!!اني من ص !!عوبات‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪18‬‬

‫تتطلب الكث! !!ير من الرعاية الطبية واألس! !!رية والتعليمية فب! !!الطبع! ي! !!ترتب على مثل‬
‫هذا األمر الكثير من الصعوبات‪.‬‬
‫وتح!!دث اإلعاقة في الع!!ادة ردود! أفع!!ال متنوعة ومختلفة ل!!دى الوال!!دين األمر‬
‫ال ! ! !!ذي يح ! ! ! ّ!د من ق ! ! !!درتهما على تربية الطفل من ذوي اإلعاقة والعناية ب ! ! !!ه‪ ،‬وعلى‬
‫ال!!رغم من إن ردود الفعل تختلف بمراحل انفعالية ونفس!!ية متش!!ابهة وينبغي! التأكيد‬
‫على أن هذه االنفعاالت ليست مرضية بل هي طبيعية‪.‬‬

‫اإلجراء المطلوب من األخصائيين‬ ‫ردة الفعــــل‬ ‫م‬

‫" الصدمة "‪ :‬عدم تصديق حقيقة أن الطفل‬


‫ضرورة دعم الوالدين وإ رشادهم‬ ‫‪1‬‬
‫غير عادي وتعتبر الصدمة أول ردة فعل‬
‫وتشجيعهم على تقبل اإلعاقة والرضا‬
‫تنجم من جراء والدة طفل من ذوي اإلعاقة‬
‫بقضاء اهلل وقدره‪.‬‬
‫لألسرة حيث يعاني األهل من اإلرباك ‪،‬‬
‫وأنهم واقعون في مشكلة ‪ ،‬ويبدأون بطرح‬
‫األسئلة التي تعبر عن الصدمة مثل ‪ :‬أنا ال‬
‫أصدق ذلك ‪ ,‬ماذا أفعل ‪ ،‬أنا أعرف بأن أبني‬
‫يعاني من مشكلة لكن ليست بهذه الجدية‪.‬‬

‫ال تواجه الوالدين بالحقائق بشكل مباشر‬ ‫" النكران "‪ :‬عدم االعتراف بأن الطفل‬
‫‪2‬‬
‫بل أتح لهما الفرصة ليقارنا أداء طفلهم‬ ‫يعاني من إعاقة‪.‬‬
‫بأداء األطفال اآلخرين من نفس العمر ‪،‬‬
‫ساعدهم على تقييم الوضع بموضوعية‬
‫حتى ال يحرم الطفل من الحصول على‬
‫الخدمات الطبية الالزمة له‪.‬‬
‫‪19‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫" الحداد "‪ :‬تعيش األسرة فترة حداد أو عزاء قدم المساعدة العملية للوالدين ‪ ،‬وعبر‬
‫‪3‬‬
‫عن تعاطفك معهم ‪ ،‬وقدر شعورهما‬ ‫على الحلم الجميل الذي لم يتحقق (الطفل‬
‫باأللم وخيبة األمل ‪ ،‬وأدعهم لالنخراط‬ ‫العادي)‪.‬‬
‫بالمجتمع والتكيف مع اإلعاقة‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫كن بجانب الوالدين الذين يعبرون عن‬
‫" الخجل والخوف "‪ :‬تخوف األسرة من عدم‬
‫خجلهم وخوفهم ‪ ،‬وزودهم بالمعلومات‬
‫مقدرتها على التعايش مع حالة اإلعاقة‪.‬‬
‫الحقيقية عن اإلعاقة ‪ ،‬وقد تكون‬
‫مجموعات ذات فائدة كبيرة‪.‬‬

‫شجع الوالدين على حضور الندوات‬ ‫" اليأس واالكتئاب "‪ :‬لجوء الوالدين إلى‬
‫‪5‬‬
‫والبرامج واألنشطة المتعلقة بذوي‬ ‫االنطواء على الذات واالمتناع عن مخالطة‬
‫اإلعاقة ‪ ،‬وتقبل انفعاالتهما دون أن‬ ‫الناس لفقدان األمل والثقة باألطباء وعدم‬
‫تطلق األحكام عليهم‪.‬‬ ‫قدرتهما على التحمل‪.‬‬
‫" الغضب والشعور بالذنب "‪ :‬وهي ظاهرة‬
‫طبيعية لخيبة األمل واإلحباط ‪ ،‬ويظهر‬
‫‪6‬‬
‫الغضب والشعور بالذنب عند األهل‪ ،‬فقد‬
‫تقبل تعبير الوالدين عن الغضب ِ‬
‫ووجه‬ ‫يوجه الغضب إلى الخارج مثل ‪:‬‬
‫غضبهما بطريقة صحيحة ودعهما‬
‫يعبران عما في داخلهما ‪ ،‬تفهم شعورهم‬ ‫‪ ‬انتقاد تجهيزات المستشفى ‪ :‬بحيث لم‬
‫باإلحباط‪.‬‬ ‫تكن كافية وبمستوى مناسب وقت‬
‫الوالدة‪.‬‬
‫‪ ‬األطباء ‪ :‬بأنهم حديثو العهد في مجال‬
‫الطب ومهاراتهم ليست عالية‪.‬‬

‫‪ ‬انتقاد المعلمين ‪ :‬وخبراتهم ومؤهالتهم‬


‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪20‬‬

‫واتجاهاتهم وأنهم لم يقدموا التدريب‬


‫والتعليم المناسب ألبنهم‪.‬‬

‫‪ ‬النقد نحو الذات ‪ :‬بحيث يلوم األب‬


‫نفسه أو زوجته ‪ ،‬وقد تلقي الزوجة‬
‫باللوم على نفسها أو على زوجها ‪،‬‬
‫وأنهم لم يتخذوا اإلجراءات المناسبة‬
‫أثناء الحمل‪.‬‬

‫إن الوالدين في هذه المرحلة بحاجة إلى‬ ‫" التمني واآلمال غير الواقعية "‪ :‬انهماك‬ ‫‪7‬‬
‫الحماية والدعم ولكن دون تشجيعهما‬ ‫الوالدين بالبحث عن كل الطرق العلمية‬
‫على تبني اآلمال الكاذبة والتوقعات‬ ‫وغير العلمية لمساعدة طفلهما‪.‬‬
‫غير المنطقية‪.‬‬
‫" الرفض أو الحماية الزائدة "‪ :‬تكون‬
‫وجه الوالدين وقدم لهما االستشارات‬ ‫مشاعر سلبية نحو الطفل أو المغاالة في‬
‫‪8‬‬
‫المناسبة ‪ ،‬ولعل أفضل الطرق هو أن‬ ‫يحد من استغاللية الطفل‬
‫العناية به ‪ ،‬مما ّ‬
‫تتعامل مع الطفل إيجابياً وتركز على‬ ‫ونموه وتكون نتائجه النفسية على المدى‬
‫التحسن في أدائه‪.‬‬ ‫البعيد مدمرة وتزرع فيه روح اإلتكالية‬
‫وهناك نوعان للرفض ‪:‬‬

‫‪ ‬الرفض العلني ‪ :‬يظهر عند اآلباء بعدة‬


‫أنماط سلوكية منها االمتعاض من‬
‫الطفل واالستياء منه ونقده وتجريحه‬
‫وإ يذائه وحرمانه من إشباع رغباته‬
‫وعزله عن اآلخرين وتهديده وإ هماله‬
‫وهذه األنماط تؤدي إلى حدوث نوع من‬
‫الهوة في العالقة بين األسرة والفرد من‬
‫‪21‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫ذوي اإلعاقة‬

‫‪ ‬الرفض الضمني ‪ :‬ويتمثل بالحماية‬


‫الزائدة والقلق الزائد والعناية والرعاية‬
‫المفرطة والدالل الزائد بحيث يحصل‬
‫الطفل على أشياء ال يستطيع أن يحصل‬
‫عليه أخوته ويمكن أن يستحوذ الطفل‬
‫على اهتمام الوالدين فنجدهما يعمالن‬
‫كل ما بوسعهما للطفل حتى لو كان‬
‫قادراً على ذلك ‪ ،‬ويهمل األهل بقية‬
‫األخوة مما يؤثر على شخصيته وعلى‬
‫تكيف أخوته وشخصياتهم ومدى‬
‫تقبلهم‪.‬‬

‫دع الوالدين يشاركان في تقديم الخدمات‬ ‫" التكيف والتقبل "‪ :‬يتمثل تكيف وتقبل‬
‫‪9‬‬
‫لطفلهما وزودهما بالمعلومات التي‬ ‫الوالدان في القدرة على التحمل وتفهم‬
‫يحتاجان إليها للتعامل مع طفلهما‬ ‫الحاجات الخاصة للطفل ومحاولة البحث‬
‫بطريقة مناسبة‪.‬‬ ‫عن الخدمات المتوفرة في المجتمع والتي‬
‫من شأنها تلبية تلك الحاجات‪.‬‬

‫مساعدة الوالدين على تقبل حقيقة إعاقة‬ ‫" التسوق الطبي واالجتماعي "‪ :‬مراجعة‬
‫‪10‬‬
‫ابنهم والتكيف لها والتعايش معها‪.‬‬ ‫العديد! من األطباء والمراكز االجتماعية لكي‬
‫يسمع الوالدين أن طفلهم ليس من ذوي‬
‫اإلعاقة‪.‬‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪22‬‬

‫مفهوم الدمج ‪:‬‬


‫مفهوم الدمج في جوهره مفهوم اجتماعي أخالقي نابع من حركة حقوق‬
‫اإلنسان ضد التصنيف! والعزل ألي فرد بسبب إعاقته إلى جانب تزايد االتجاهات‬
‫المجتمعية نحو رفض الوصمة االجتماعية لألشخاص من ذوي اإلعاقة‪ ،‬فسياسة‬
‫الدمج هي التطبيق! التربوي للمبدأ العام الذي يوجه خدمات التربية الخاصة وهو‬
‫التطبيع نحو العادية في أقل البيئات قيوداً! ‪..‬‬
‫يعتبر دمج ذوي اإلعاقة في المجتمع أحد الخطوات المتقدمة التي أصبحت‬
‫برامج التأهيل المختلفة تنظر إليها كهدف أساسي لتأهيل ذوي اإلعاقة حديثًا ‪.‬‬
‫ودول الخليج هي إحدى الدول التي زاد االهتمام فيها في اآلونة األخيرة‬
‫بذوي اإلعاقة وخدماتهم وأصبح هناك تغيير في النظرة إلى ذو اإلعاقة سواء‬
‫على مستوى صناع القرار أو على المستوى! الشعبي‪.‬‬
‫والمقصود بأسلوب الدمج هو تقديم كافة الخدمات والرعاية لذوي اإلعاقة في‬
‫بيئة بعيدة عن العزل وهي بيئة الفصل الدراسي العادي بالمدرسة العادية ‪ ،‬أو في‬
‫فصل دراسي خاص بالمدرسة العادية أو فيما يسمى بغرف المصادر! والتي تقدم‬
‫خدماتها لذوي اإلعاقة لبعض الوقت ‪ ..‬وهذا يعني عدم عزل هؤالء األفراد في‬
‫مؤسسات خاصة من أقرانهم العاديين ويمكن للدمج أن يحقق األهداف التالية ‪:‬‬
‫إتاحة الفرصة لجميع األطفال ذوي اإلعاقة للتعليم المتكافئ والمتساوي‬ ‫‪‬‬

‫مع غيرهم من أطفال المجتمع ‪.‬‬


‫إتاحة الفرصة لألطفال ذوي اإلعاقة لالنخراط! في الحياة العادية ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫إتاحة الفرصة لألطفال العاديين للتعرف على األطفال ذوي اإلعاقة عن‬ ‫‪‬‬

‫قرب وتقدير مشكالتهم! ومساعدتهم على مواجهة متطلبات الحياة‬


‫‪23‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫خدمة األطفال ذوي اإلعاقة في بيئاتهم! المحلية والتخفيف من صعوبة‬ ‫‪‬‬

‫انتقالهم إلى مؤسسات! ومراكز بعيدة عن بيئتهم خارج أسرهم‪ ،‬وينطبق‬


‫هذا بشكل خاص على األطفال من المناطق! الريفية والبعيدة عن خدمات‬
‫مؤسسات التربية الخاصة‪.‬‬
‫استيعاب أكبر نسبة ممكنة من األطفال ذوي اإلعاقة الذين قد ال تتوافر‬ ‫‪‬‬

‫لديهم فرص التعليم‪.‬‬


‫يساعد الدمج أسر األطفال من ذوي اإلعاقة على اإلحساس بالعادية‬ ‫‪‬‬

‫وتخليصهم! من المشاعر واالتجاهات السلبية‪.‬‬


‫يهدف الدمج إلى تعديل اتجاهات أفراد المجتمع وبالذات العاملين في‬ ‫‪‬‬

‫المدارس العامة من مديرين ومدرسين وطلبة وأولياء أمور وذلك من‬


‫خالل اكتشاف قدرات وإ مكانيات! األطفال ذوي اإلعاقة التي لم تتاح لهم‬
‫الظروف! المناسبة للظهور‪.‬‬
‫التقليل من الكلفة العالية لمراكز ومؤسسات التربية الخاصة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫وينبغي أال يغيب عن بالنا بأن للدمج قواعد وشروط علمية وتربوية البد‬
‫أن تتوافر قبل وأثناء وبعد تطبيقه ‪ ،‬كما وأن رغم وجود! المعارضين فإن مبدأ‬
‫الدمج أصبح قضية تربوية ملحة في مجال التربية الخاصة‪ ،‬ولعل أكثر ما‬
‫يخشاه المعارضون لمبدأ الدمج هو حرمان الطالب ذوي اإلعاقة من‬
‫التسهيالت والخدمات والرعاية الخاصة سواء التربوية أو النفسية أو‬
‫االجتماعية أو مساعدات أخرى‪.‬‬
‫ولكن حتى يضمن مقدمي الخدمة لذوي اإلعاقة نجاح الدمج وتقبله على‬
‫المستوى الشعبي أو على مستوى صناع القرار‪ ،‬فال بد للنظر إلى العوائق‬
‫واالحتياجات‪ ،‬ثم البد من التخطيط الدقيق لمجموعة من البرامج التي تهيئ‬
‫عملية الدمج ‪ ،‬ونستطيع أن نطلق عليها " برامج ما قبل الدمج"‪.‬‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪24‬‬

‫تعريف الدمج‬
‫الدمج هو "التكامل االجتماعي والتعليمي! لألطفال من ذوي اإلعاقة واألطفال‬
‫العاديين في الفصول العادية ولجزء من اليوم الدراسي! على األقل"‪ ،‬وارتبط! هذا‬
‫التعريف بشرطين البد من توافرهما! لكي يتحقق الدمج وهما ‪:‬‬
‫‪ )1‬وجود! الطفل في الصف العادي لجزء من اليوم الدراسي! ‪.‬‬
‫‪ )2‬االختالط االجتماعي المتكامل وهو ما يطلق عليه (الدمج المجتمعي) بين ذوي‬
‫اإلعاقة واألفراد العاديين من خالل السكن والعمل والترفيه وغيره‬
‫وهذا يتطلب أن يكون هناك تكامل وتخطيط تربوي! مستمر‪.‬‬
‫أهداف الدمج وأهميتهـ‪:‬‬
‫لتطبيق عملية الدمج هناك أهداف ممكن تحقيقها كما في النقاط التالية‪:‬‬
‫‪1‬ـ التقليل من الفوارق االجتماعية والنفسية بين األطفال أنفسهم‪.‬‬
‫‪2‬ـ تخليص الطفل وأسرته من الوصمة التي يمكن أن يخلقها وجوده في المدارس‬
‫الخاصة‪.‬‬
‫‪3‬ـ إعطاء الطفل من ذوي اإلعاقة فرصة أفضل ومناخ أكثر تناسباً لينمو نمواً‬
‫أكاديمياً واجتماعياً ونفسياً سليماً‪.‬‬
‫‪4‬ـ تحقيق الذات عند الطفل من ذوي اإلعاقة وزيادة دافعيته نحو التعليم ونحو‬
‫تكوين عالقات اجتماعية سليمة مع الغير‪.‬‬
‫‪5‬ـ تعديل اتجاهات الناس وتوقعاتهم نحو الطفل من ذوي اإلعاقة من كونها‬
‫اتجاهات سلبية إلى اتجاهات أكثر إيجابية‪.‬‬
‫‪6‬ـ تعديل اتجاهات األسر وأفراد! المجتمع وكذلك المعلمين وتوقعاتهم نحو الطفل‬
‫من ذوي اإلعاقة من كونها اتجاهات تميل إلى السلبية إلى األخرى األكثر‬
‫إيجابية‪.‬‬
‫‪25‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫‪7‬ـ من الناحية االقتصادية فإن دمج األطفال من ذوي اإلعاقة في المدارس العامة‬
‫يكون أقل تكلفة مما لو وضعوا! في مدارس خاصة لما تحتاجه تلك المدارس‬
‫من أبنية ذات مواصفات خاصة وجهاز! متخصص من العاملين باإلضافة‬
‫إلى الخدمات األخرى‪.‬‬
‫‪8‬ـ دمج الطفل من ذوي اإلعاقة مع األطفال العاديين يساعد هؤالء في التعرف‬
‫على هذه الفئة من األطفال عن قرب وكذلك تقدير احتياجاتهم الخاصة‬
‫وبالتالي تعديل اتجاهاتهم‪.‬‬
‫‪9‬ـ إن الدمج يزود األطفال من ذوي اإلعاقة بالفرص المناسبة لتحسين كل من‬
‫مفهوم الذات والسلوكيات االجتماعية التي وجد بأنهما مرتبطان ببعضهما‬
‫بشكل كبير‪.‬‬
‫‪ -10‬التركيز بشكل أعمق على المهارات اللغوية للطفل من ذوي اإلعاقة في‬
‫المدارس العادية فنجد أن تعلم اللغة ال يتم بالصدفة وإ نما يعتمد بشكل كبير‬
‫على العوامل البيئية‪ ،‬ويعتبر النمو اللغوي مهماً جداً لألطفال المدمجين حيث‬
‫يسهل نجاحهم من خالل التفاعالت اليومية مع اآلخرين‪ ..‬لذا فإن عملية‬
‫تكييف الجوانب المرتبطة باللغة كالقراءة‪ ،‬والكتابة‪ ،‬والتهجئة‪ ،‬والكالم‪،‬‬
‫واالستماع تعد مطالب ضرورية لنجاح دمجهم‪ ..‬وقد أشارت العديد من‬
‫الدراسات إلى أن األطفال من ذوي اإلعاقة في فصول! الدمج الذين تقدم لهم‬
‫مناهج معدلة وبرامج تربوية فردية في المهارات اللغوية يظهرون! مقدرة‬
‫أفضل للتعبير عن أنفسهم‪.‬‬
‫‪ -11‬األطفال من ذوي اإلعاقة لديهم الحق في تلقي التعليم في المدارس العادية‬
‫كبقية األطفال العاديين‪.‬‬
‫‪ -12‬يعتبر الدمج جزءًا من التغيرات السياسية االجتماعية التي حدثت عبر العالم‪.‬‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪26‬‬

‫‪ -13‬إن التربية الخاصة في المدارس العادية تساعد على تجنب عزل الطفل عن‬
‫أسرته والذين قد يكونوا مقيمين في مناطق! نائية‪.‬‬
‫‪ -14‬أن الفصول الخاصة في المؤسسات! الخاصة تضم أطفاالً ذوي مشكالت‬
‫وسمات مشاغبة أكثر من األطفال ذوي اإلعاقات‪ ،‬خاصة في مؤسسات‬
‫اإلعاقة العقلية‪.‬‬
‫‪ -15‬تقليل آثار الوهم السلبية من قبل األطفال اآلخرين‪ ،‬والمدرسة من أفراد‬
‫العائالت األخرى من غير ذوي اإلعاقة‪.‬‬
‫‪ -16‬وضع األطفال من ذوي اإلعاقة في ظروف ومناخ تعليمي أكثر إدماجاً‪.‬‬
‫‪ 17‬ـ أقل تكلفة وتوفر تعليماً فردياً ‪.‬‬
‫ولكن يجب اال يغيب عن أذهاننا بأن الدمج قد ال يكون الحل األمثل لكل‬
‫األطفال من ذوي اإلعاقة‪ ،‬بل إن معظم األطفال من ذوي اإلعاقة قد ال يتمكنوا‬
‫من النجاح في أوضاع! الدمج المختلفة لتباين حاجاتهم! وعدم فعالية الخدمات التي‬
‫قد تقدم لهم في تلك األوضاع! الدراسية‪..‬‬
‫ففي حين أن الدمج قد يكون حلماً وأمالً يتمناه الكثير من األفراد! من ذوي‬
‫اإلعاقة إال أنه قد يكون كارثة للبعض اآلخر لما قد يطرأ عليه من سلبيات في‬
‫عملية التطبيق! إذا لم يتم احتواؤها! مسبقاً أو االستعداد لها‪.‬‬
‫أنواع الدمج وأشكاله ‪:‬‬
‫‪ .1‬الصفوف الخاصة الملحقة بالمدرسة العادية ‪:‬‬
‫تعتبر الصفوف الخاصة الملحقة بالمدارس العادية شكالً من أشكال الدمج‬
‫األكاديمي ويطلق! عليه اسم الدمج المكاني حيث يلتحق الطلبة غير العاديين مع‬
‫الطلبة العاديين في نفس البناء المدرسي ولكن في صفوف خاصة بهم‪.‬‬
‫‪ .2‬الدمج األكاديمي‪:‬‬
‫يقصد بالدمج األكاديمي التحاق الطلبة غير العاديين مع الطلبة العاديين في‬
‫الصفوف العادية طوال الوقت حيث يتلقى هؤالء الطلبة برامج تعليمية مشتركة‬
‫‪27‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫ويشترط! في مثل هذا النوع من الدمج توفر الظروف والعوامل! التي تساعد على‬
‫إنجاح هذا النوع من الدمج‪.‬‬
‫‪ .3‬الدمج االجتماعي‪:‬‬
‫يقصد بالدمج االجتماعي دمج األفراد العاديين مع غير العاديين في مجال السكن‬
‫والعمل والنشاطات الترفيهية والرياضية ويطلق على هذا النوع من الدمج بالدمج‬
‫الوظيفي‪.‬‬
‫دور األخصائي االجتماعي في عملية الدمج ‪:‬‬
‫إن األخصائي! االجتماعي يهدف إلى إعادة التوازن وإ حداث التغيير في البيئة‬
‫وتحقيق العدالة االجتماعية‪ ،‬وينطلق في عمله من خالل ثالثة محاور أساسية‬
‫هي‪:‬‬
‫‪ .1‬التدخل االجتماعي مع الفرد واألسرة ‪.‬‬
‫‪ .2‬التدخل االجتماعي مع الجماعة ‪.‬‬
‫‪ .3‬التدخل االجتماعي مع المجتمع المحلي ‪.‬‬
‫ويستخدم! األخصائي االجتماعي في مجال رعاية ذوي اإلعاقة كافة أساليب‬
‫التدخل االجتماعي مع الفرد واألسرة والجماعة والمجتمع المحلي‪ ،‬وهو عبارة‬
‫عن تقنيات علمية مثل دراسة الحالة ‪ ،‬دراسة التاريخ االجتماعي أو التطوري!‬
‫للفرد واألسرة‪ ،‬المقابلة‪ ،‬للوصول! إلى حل المشاكل التي تواجه الفرد من ذوي‬
‫اإلعاقة على الصعيد الشخصي واألسري والمجتمعي! ‪.‬‬

‫و يمكننا حصر دور األخصائي االجتماعي في عملية الدمج فيما يلي‪:‬‬


‫‪ -1‬دوره مع اإلدارة المدرسيةـ ‪:‬‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪28‬‬

‫إن لإلدارة في المدرسة دور كبير لتقبل فكرة استقبال طفل ذي إعاقة واقتناعهما‬
‫بمفهوم الدمج‪ ،‬خاصة أن هذه العملية تحتاج إلى متطلبات وإ مكانيات خاصة لتوفير‬
‫عناصر نجاحها مثل غرفة مصادر‪ ،‬وسائل إيضاحية تتعلق بحالة ذوي اإلعاقة‬
‫وتجهيزات هندسية محددة للمبنى المدرسي‪.‬‬
‫كما أن لإلدارة دور في تحضير! المعلمين للتعامل مع الطفل من ذوي اإلعاقة‬
‫داخل الصف لذلك يقوم األخصائي االجتماعي بالتعرف! على إمكانيات اإلدارة‪،‬‬
‫على مدى استعدادها لمتابعة هذه العملية ومدى توفيرها لفرص إنجاحها‪ ،‬مما‬
‫يحتّم عليه أن يبني معها عالقة ثقة وتعاون لمواجهة الصعوبات التي ستتعرض‬
‫بناء على ذلك يتوجب عليه أن ‪:‬‬
‫لها في عملية دمج الطفل من ذوي اإلعاقة ً‬
‫يعرفها! على متطلبات الدمج‪ ،‬عبر‬
‫‪ -1‬يساعد األخصائي االجتماعي اإلدارة و ّ‬
‫التعاون والتنسيق مع الجهات المعنية من مؤسسات اجتماعية تأهيلية‪ ،‬مؤسسات!‬
‫تمويلية‪ ،‬وزارتي الصحة والشؤون االجتماعية‪ ،‬وغير ذلك‪.‬‬
‫أن يتعرف! األخصائي االجتماعي على الطفل من ذوي اإلعاقة لتحديد‬ ‫‪-2‬‬
‫احتياجاته واالضطرابات التي يعاني منها ‪ ،‬تبعاً لحالته ( خفيفة أو‬
‫متوسطة ) بالتعاون مع طبيبه المختص‪ ،‬أهل الطفل والفريق! الطبي الذي‬
‫يقوم بمعالجته ( إذا دعت الحاجة ) وذلك كله لمناقشة حالته مع اإلدارة و‬
‫الهيئة التعليمية لوضع برنامج مالئم لتطوير قدراته والتمكن من تعليمه ‪.‬‬

‫‪ -2‬دوره مع الهيئة التعليميةـ ‪:‬‬


‫يقع على الهيئة التعليمية عبء كبير في العملية التعليمية‪ ،‬لذلك على األخصائي‬
‫يقدم لها الدعم‪ ،‬لذلك يتوجب عليه أن‪:‬‬
‫االجتماعي أن ّ‬
‫‪29‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫‪ -1‬يتعرف! على الهيئة التعليمية وعلى قدرتها ومدى! قبولها للطفل من ذوي‬
‫اإلعاقة داخل الصف ‪ ،‬ويحدد! مدى معلوماتها عن موضوع الدمج من‬
‫خالل المقابلة الجماعية والمناقشات ‪.‬‬
‫يعد األخصائي االجتماعي دورة تحضيرية لتزويد المعلمين‪ ،‬بمعلومات‬
‫‪ّ -2‬‬
‫حول اإلعاقة وأنواعها‪ ،‬والصعوبات التي يعاني منها الطفل‪ ،‬التدريبات‬
‫والتكيف! مع نفسه‬
‫ّ‬ ‫الالزمة لوصوله إلى االستقاللية في المدرسة‪،‬‬
‫ورفاقه‪ ،‬أي الدمج وأهميته وفوائده وانعكاسه على حياة الطفل النفسية‬
‫واالجتماعية ‪.‬‬
‫‪ -3‬يركز األخصائي! االجتماعي على دور الهيئة التعليمية في عملية متابعة‬
‫حالة الطفل ذوي اإلعاقة ومنحه الوقت الكافي أو ضرورة اللجوء إلى‬
‫استشارته لحل المشاكل الطارئة بالتعاون مع أهل الطفل ذوي اإلعاقة‬
‫واإلدارة و الفريق الطبي‪.‬‬
‫‪ -4‬يوجه األخصائي االجتماعي عبر إرشاداته ونصائحه الهيئة التعليمية‬
‫حول كيفية التعامل مع الطفل ذوي اإلعاقة في المدرسة‪ ،‬باعتباره فرداً‬
‫بحاجة إلى دعم مثل األطفال اآلخرين‪ ،‬فالهدف هو التركيز على ما‬
‫يستطيع! الطفل ذوي اإلعاقة القيام به‪ ،‬أكثر من التركيز على اإلعاقة‬
‫نفسها‪.‬‬
‫‪ -5‬يتابع األخصائي االجتماعي الهيئة التعليمية ويبني عالقة ثقة وتعاون‬
‫واحترام! معهم‪ ،‬كونه أحد أفراد الفريق التعليمي ليتمكن من القيام بدوره‬
‫و لتدعيم مواقفهم! واتجاهاتهم! تجاه الطفل ذوي اإلعاقة ‪.‬‬
‫‪3‬ـ دوره مع األطفال العاديين‪:‬‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪30‬‬

‫‪1‬ـ يستخدم! األخصائي االجتماعي بالتعاون مع الهيئة التعليمية‪ ،‬مختلف‬


‫الوسائل اإليضاحية لتحضير األطفال العاديين الستقبال الطفل من ذوي‬
‫اإلعاقة داخل الصف‪ ،‬مثال على ذلك ‪ ،‬مشاهدة فيلم عن حياة طفل ذي‬
‫اإلعاقة ‪ ،‬توزيع! كتب رسم وتلوين عن موضوع! اإلعاقة‪ ،‬ورواية‬
‫مصورة‪ ،‬واعتماد الحوار والمناقشة والتعبير! الخطي من قبل‬
‫ّ‬ ‫قصص‬
‫األطفال لمعرفة نظرتهم! تجاه الطفل ذوي اإلعاقة ‪.‬‬
‫‪2‬ـ يشجع األخصائي االجتماعي األطفال العاديين على دعم الطفل ذوي‬
‫واجتماعيا من خالل التحدث معه ومساعدته لتخطي‬
‫ً‬ ‫اإلعاقة نفسياً‬
‫الصعوبات التعليمية واللعب معه وزيارته في المنزل وبناء عالقة‬
‫طبيعية سليمة معه‪.‬‬
‫‪3‬ـ يضع األخصائي االجتماعي برنامج زيارات إلى المؤسسات! االجتماعية‬
‫الصطحاب تالميذ المدرسة إليها بهدف تقبل وجود! طفل ذوي اإلعاقة‬
‫في المدرسة‪ ،‬وللتعرف! على نمط حياة الطفل ذوي اإلعاقة والصعوبات!‬
‫التي يعاني منها‪ ،‬وأهمية احترامه‪ ،‬وتقديم يد العون له‪.‬‬

‫‪4‬ـ دوره مع أهل األطفال العاديين ‪:‬‬


‫‪ -1‬يقوم األخصائي االجتماعي بالتنسيق! مع اإلدارة حول سلسلة من‬
‫اللقاءات الموجهة لكافة أهالي طالب المدرسة حول موضوع دمج الطفل‬
‫من ذوي اإلعاقة ‪.‬‬
‫‪ -2‬يشكل األخصائي! االجتماعي لجنة دعم من أهالي األطفال العاديين‬
‫وإ براز دورهم! في مساندة وجود! طفل من ذوي اإلعاقة في المدرسة‪.‬‬
‫‪31‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫‪5‬ـ دوره مع العاملين في المدرسة ‪:‬‬


‫‪1‬ـ ُيعلم األخصائي االجتماعي كل الموظفين والعاملين في المدرسة بالتعاون‬
‫مع اإلدارة باستقبال طفل من ذوي اإلعاقة في المدرسة‪ ،‬وبضرورة‬
‫حسن معاملته ومساعدته وفق إمكانياتهم‪ !،‬وتقديم مالحظاتهم أو‬
‫اقتراحاتهم! للعامل الصحي واالجتماعي‪.‬‬
‫يزود! األخصائي? االجتماعي العاملين في المدرسة بالمعلومات حول‬
‫‪2‬ـ ّ‬
‫اإلعاقة والدمج وفق الحاجة‪.‬‬
‫التوعية االجتماعية في الوقاية من اإلعاقة ‪:‬‬
‫تمثل إعاقة األطفال مجموعة من التحديات لألسرة والمجتمع ‪ ،‬حيث‬
‫يعمل المتخصصون في مجال اإلعاقة والتأهيل على مواجهة هذه التحديات‬
‫وتذليل العقبات حتى ال تتسبب اإلعاقة في عزل الطفل عن مجتمعه ‪ ،‬لذلك‬
‫اتجهت مؤسسات! ومراكز وجمعيات ذوي اإلعاقة في سياساتها! الجديدة نحو مبدأ‬
‫الوقاية من اإلعاقة لما في ذلك من أثر في التقليل من حدة هذه الظاهرة ومنع أي‬
‫تدهور في قدرات الطفل من ذوي اإلعاقة ‪ ،‬واستثمار! قدراته الموجودة منذ‬
‫الوالدة ‪.‬‬
‫وقد تبنت جهات عديدة ومنها منظمة الصحة العالمية (‪ )1976‬تعريفاً‬
‫للوقاية باإلشارة إلى‪  ‬مجموعة من اإلجراءات والخدمات المقصودة والمنظمة‪،‬‬
‫التي تهدف إلى الحيلولة دون أو اإلقالل من حدوث الخلل أو القصور المؤدي! إلى‬
‫عجز في الوظائف الفسيولوجية أو السيكولوجية‪ ،‬والحدّ من اآلثار السلبية‬
‫المترتبة على حاالت العجز‪ ،‬بهدف إتاحة الفرصة للفرد كي يحقق أقصى درجة‬
‫ممكنة من التفاعل المستمر! مع بيئته‪ ،‬وتوفير الفرصة ألن يحقق حياة أقرب إلى‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪32‬‬

‫حياة العاديين‪ ،‬وقد تكون تلك اإلجراءات والخدمات ذات طابع طبي أو اجتماعي‬
‫أو تأهيلي أو تربوي ‪.‬‬
‫لماذا الوقاية ؟‬
‫تنشد كل المجتمعات اإلنسانية الصحة والنمو! الطبيعي لألجيال القادمة‪،‬‬
‫وتدعم االتجاه الوقائي واألنماط الحياتية الصحية‪ ،‬ومن المعروف حالياً أنه أصبح‬
‫بالإمكان تشخيص بعض حاالت اإلعاقة أثناء فترة الحمل‪.‬‬

‫وتشير خبرات ودراسات الدول المتقدمة أن الوقاية بمستوياتها المختلفة ذات‬


‫جدوى اقتصادية وأن الوقاية األولية على وجه التحديد هي األكثر جدوى! ال على‬
‫المستوى االقتصادي فقط وإنما على المستوى اإلنساني أيضاً ‪.‬‬
‫وإ ن الجهود المبذولة للوقاية من اإلعاقة يجب أال تقتصر على مرحلة دون‬
‫أخرى أو على شريحة اجتماعية دون غيرها‪ ،‬وإ نما على مراحل الحمل والوالدة‬
‫والطفولة المبكرة وكذلك الفئات األقل حظاً في المجتمع والتي تستحق! أن تحظى‬
‫باهتمام أكبر‪.‬‬
‫وتشمل الوقاية من العوامل العضوية المسببة لإلعاقة إجراءات مثل التخطيط‬
‫لمرحلة ما قبل الحمل ورعاية األمهات الحوامل والرعاية أثناء الوالدة ورعاية‬
‫حديثي الوالدة‪ ،‬واللقاحات‪ ،‬تشمل الوقاية من العوامل البيئية االجتماعية إجراءات‬
‫الحد من اإلصابات‪ ،‬وتطوير مهارات األمومة واألبوة الفعالة‪ ،‬ومكافحة‬
‫مثل ّ‬
‫الفقر وسوء التغذية ‪ ،‬وتعديل أنماط الحياة وتشجيع تبني السلوك الصحي ‪.‬‬
‫مستويات الوقاية‪:‬‬
‫تصنف برامج الوقاية من الإعاقة إلى ثالثة مستويات! هي‪ :‬الوقاية األولية‬
‫التي تهدف منع حدوث األمراض أو اإلصابات أو عوامل الخطر التي قد تسبب‬
‫الإعاقة‪ ،‬أما في حال ظهور! اعتالل ما فالوقاية من المستوى الثاني تصبح‬
‫‪33‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫ضرورية حيث أن الهدف المنشود يصبح منع حالة االعتالل من التفاقم والتحول!‬
‫إلى عجز‪ ،‬وتشمل الوقاية من المستوى الثالث التخفيف من تأثيرات حالة العجز‬
‫أو اإلعاقة على الفرد وعلى األشخاص المهمين من حوله‪ ،‬لكن هذا المستوى! من‬
‫الوقاية يتم تنفيذه بعد حدوث الإعاقة وتطورها‪!.‬‬

‫وهذا يعني أن الكشف والتدخل المبكر هو نمط من أنماط الوقاية‪ ،‬وكذلك‬


‫األمر بالنسبة للتربية الخاصة والتأهيل واإلرشاد‪ ،‬والخدمات الداعمة على‬
‫اختالف أشكالها وهكذا‪ ،‬فان اإلستراتيجية الوقائية الشاملة ال يمكن تنفيذها في‬
‫وضع واحد أو من قبل مؤسسة واحدة‪ ،‬بل هي مسؤولية جماعية تتطلب مشاركة‬
‫مؤسسات متعددة كاألسرة والمدرسة والمؤسسات! الصحية‪ ،‬ومراكز تنمية‬
‫المجتمع‪.‬‬
‫لذلك يجب أن ال ينصب اهتمامنا على الوقاية من المستوى! الثالث‪ ،‬كما هو‬
‫الحال لدى الكثير من المجتمعات النامية التي غالباً ما تنشد المساعدة بعد حدوث‬
‫المشكلة وتفاقمها رغم أن الجهود التصحيحية أو التعويضية تصبح أقل فاعلية‬
‫وجدوى‪.‬‬
‫نشر الوعي الاجتماعي ‪:‬‬
‫يمثل نشر الوعي االجتماعي إحدى أهم أدوات الوقاية من اإلعاقة في‬
‫المجتمع وبخاصة على مستوى! الوقاية األولية‪ ،‬فعشرات! اآلالف من حاالت‬
‫اإلعاقة التي كان بمقدورنا! أن نمنع حدوثها ال تزال تحدث سنوياً! في الدول‬
‫العربية وذلك نتيجة أن الناس في مجتمعاتنا! ال يعرفون عن اإلعاقة وعن سبل‬
‫الوقاية منها‪ ،‬أو أن معرفتهم ال تترجم! إلى خطوات عملية‪ ،‬وفي! كلتا الحالتين‬
‫يمكن للبرامج التثقيفية والتوعوية أن تترك أثرا مهماً على قطاع! بالغ األهمية في‬
‫مجتمعاتنا‪.‬‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪34‬‬

‫وتعتبر المدرسة هي أفضل موقع لنشر الوعي حول سبل الوقاية من اإلعاقة‬
‫بين األجيال الحالية واألجيال المستقبلية أيضاً‪ ،‬إضافة إلى دور الحضانات‬
‫ورياض األطفال ومراكز! رعاية األمومة والطفولة أيضاً‪ ،‬فهي تخدم أطفاالً في‬
‫مرحلة عمرية بالغة األهمية‪ ،‬وهي تستطيع اإلسهام في جهود الوقاية بشكل فعّال‬
‫عن طريق الكشف المبكر عن أية مشكالت لديهم وتطوير جوانب نموهم كافة‪،‬‬
‫وتزويدهم بالخبرات التعليمية المؤثرة ومراعاة سالمتهم‪.‬‬
‫أساليب نشر الوعي‪:‬‬
‫من أجل الوصول إلى المجتمع بمختلف شرائحه وفئاته وبأساليب وأشكال‬
‫مختلفة يمكن اللجوء إلى وسائل الإعالم المسموعة والمرئية والمنطوقة‪،‬‬
‫والملصقات في المدارس والجامعات وعيادات طب األطفال والمستشفيات‬
‫وأماكن التسوق!‪ ،‬وتنظيم المحاضرات! والندوات‪ ،‬وعن طريق! أشرطة الفيديو‬
‫التعليمية وتقديم االستشارات! عبر الهاتف والبريد اإللكتروني‪ ،‬وبث الوعي في‬
‫النشئ منذ الصغر عن طريق! المناهج الدراسية‪.‬‬
‫ويمثل نشر الوعي االجتماعي أيضاً أحد األساليب المهمة لتحقيق األهداف‬
‫المنشودة من الوقاية الثانوية والثالثية‪ ،‬ولعل أكبر التحديات التي يواجهها! الفرد‬
‫من ذوي اإلعاقة وأسرته هي تلك المرتبطة باتجاهات المجتمع السلبية وغير‬
‫الواقعية‪ ،‬ونشر! الوعي االجتماعي يشكل أهم أداة لتعديل هذه االتجاهات علماً أن‬
‫التوعية ضرورية لشرائح المجتمع كافة‪ ،‬ولكن ثمة طرائق و أدوار مختلفة لكل‬
‫شريحة‪.‬‬
‫وبوجه عام‪ ،‬ينبغي التأكيد على أن تربية األشخاص ذوي اإلعاقة وتأهيلهم!‬
‫مرآة تعكس احترام حقوق اإلنسان وتساوي! الفرص والعدالة االجتماعية‬
‫‪35‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫والمشاركة واالندماج! في الحياة المجتمعية‪ ،‬وثمة حاجة أيضاً إلى التركيز! على‬
‫دحض المعتقدات المستندة إلى الخرافة والجهل وتشجيع قبول الناس للتنوع‬
‫واالختالف‪ ،‬وإزالة الحواجز! المادية والنفسية‪ ،‬ومناهضة أشكال التحيز ضد‬
‫األفراد المعوقين‪.‬‬
‫الخدمة االجتماعية مع ذوي اإلعاقة‪:‬‬
‫إن العوامل االجتماعية ترتبط! ارتباطاً وثيقاً باإلعاقة وقد تكون سبباً لها ولهذا‬
‫يجب أن يسير العالج االجتماعي والنفسي والطبي! جنباً إلى جنب‪ ،‬فالعالج الطبي‬
‫قد يكون أحد العوامل المؤدية للشفاء ولكنه ليس كافياً في حد ذاته ومن ناحية‬
‫أخرى فإن عدم االهتمام بالعالج االجتماعي والنفسي قد يكون سبباً في طول فترة‬
‫المرض أو انتكاسه أو فشل العالج الطبي ولكي يكون للعملية العالجية فعاليتها!‬
‫فأنه البد من تكامل مجموعة الخدمات بتعاون مختلف جهود المتخصصين‬
‫المشتركين فيها وأن تسود بينهم روح الفريق الواحد وعلى ذلك يتضح جلياً أهمية‬
‫إدراك األخصائي االجتماعي ويقظته لما عليه من التزامات أساسية نحو الفرد‬
‫من ذوي اإلعاقة وأسرته وتجاه فريق! العالج من المتخصصين‪ ،‬وتعتمد فاعلية‬
‫دور الخدمة االجتماعية في قدرة األخصائي! االجتماعي على تحقيق االتصال‬
‫السليم المثمر مع اآلخرين من أعضاء الفريق وكذلك على قدرته في الوصول!‬
‫إلى تقديرات سليمة للحالة وظروفها من منظور! الخدمة االجتماعية‪.‬‬
‫أن التقدم الحضاري والتكنولوجي! الذي يشهده العالم اليوم قد ساعد على رفع‬
‫معدل اإلصابة باألمراض والعاهات وزادت نسبة اإلعاقة بسبب الحوادث‪ ،‬مما‬
‫أعطى للخدمة االجتماعية الطبية أهمية واضحة بين الميادين األخرى بحيث‬
‫أصبحت األمراض نتيجة للضغوط البيئية واالجتماعية بطريق مباشر! أو أن لها‬
‫عالقة غير مباشرة تتسبب في فشل المريض على أدائه االجتماعي وفي! إعاقة‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪36‬‬

‫أحد أدواره االجتماعية‪ ،‬وبهذا يمكن تحديد ماهية الخدمة االجتماعية من مجرد‬
‫خدمة تؤدى في مؤسسة اجتماعية إلى نسق اجتماعي له ضرورة الزمة في‬
‫المجتمع‪.‬‬
‫ويحول تركيز! الخدمة االجتماعية من التفاعل بين الفرد من ذوي اإلعاقة‬
‫والمجتمع وتدخلها في تكيف الفرد من ذوي اإلعاقة للظروف! الموجودة ليصبح‬
‫تركيزها على رفع األداء االجتماعي وقد! عرض الدكتور(ريتشارد! كابوت‬
‫‪ ) Richard Cabot‬وهو من األطباء المهتمين في تطور وقيادة الخدمة‬
‫االجتماعية لذوي اإلعاقة حيث أشار إلى أن الخدمة االجتماعية تساعد الطبيب‬
‫في التشخيص والعالج طوال فترة دراسة حالة الفرد من ذوي اإلعاقة في‬
‫الموقف االجتماعي الذي يحيط به والظروف! االجتماعية التي يعيش فيها‪ ،‬وهذا‬
‫يؤكد دور الخدمة االجتماعية لذوي اإلعاقة ويحدد وظيفة األخصائي االجتماعي‬
‫ومهمته في هذا الميدان في ضوء اإلمكانيات المتاحة وهذا يتطلب تحديد المقصود‬
‫بالفرد من ذوي اإلعاقة والمريض وضرورة النظر إليه كإنسان ذو شخصية‬
‫منفردة مستقلة حيث أن التعريض لمفهوم الفرد من ذوي اإلعاقة كإنسان ضرورة‬
‫ملحة فاألخصائي! االجتماعي يرى معاملة اإلنسان الفرد من ذوي اإلعاقة أساساً‬
‫في تصوره بأن الكائن البشري المحتاج للمساعدة هو إنسان قبل كل شيء‪ ،‬له‬
‫أحاسيسه وسماته التي تميز شخصيته عن كل شخصية إنسانية أخرى ومثل أن‬
‫يكون معاقاً بمعنى وجود! األخصائي االجتماعي بجانب الفرد من ذوي اإلعاقة‬
‫ضروري! وحتمي ألنه الوحيد الذي يستطيع إضافة اللمسة اإلنسانية في عالجه‬
‫ومعاملته نفسياً واجتماعياً‪.‬‬
‫إن لإلعاقة معان متعددة تختلف باختالف األفراد وتؤثر اإلعاقة على الناس‬
‫بطرق مختلفة ولها نتائج خاصة على األفراد! والمجتمعات والخدمة االجتماعية‬
‫‪37‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫لذوي اإلعاقة يهمها الوصول للمعنى الذي يكونه الفرد ذوي اإلعاقة لنفسه عن‬
‫إعاقته‪ ،‬وهنا يلعب األخصائي! االجتماعي دوراً رئيسياً في ترجمة ماذا تعني‬
‫اإلعاقة لمن يتعامل معهم من ذوي اإلعاقة لكي يساعدهم على استخدام! إمكانياتهم‬
‫الشخصية واالجتماعية للتغلب على اإلعاقة واستعادة نشاطهم مرة أخرى لكي‬
‫يندمجوا مع المجتمع ويصبحوا! قوة فعالة فيه وفي الحقيقة أنه ال يوجد شخصان‬
‫يستجيبان بنفس االستجابة حتى ولو كانا يعانيان من نفس اإلعاقة حيث أن كل‬
‫فرد من ذوي اإلعاقة له شخصيته التي تتميز بفروق خاصة وبالرغم من ذلك فهو‬
‫جزء من وحدة أكبر هي بيئته االجتماعية التي تحيط به‪ ،‬وهو جزء من المجموع‬
‫الكلي للعالقات االجتماعية التي تحيط به‪.‬‬
‫لقد عملت الخدمة االجتماعية مع ذوي اإلعاقة الذين أصيبوا! بأمراض‬
‫وعاهات مزمنة نتج عنها عاهة أو إعاقة مستديمة أو عجز‪ ،‬وقد! أصبح هذا‬
‫الميدان مكمالً لميدان الخدمة االجتماعية باعتبارها أسلوباً علمياً لتحقيق أكبر‬
‫وأفضل خدمة ممكنة لتلك الفئة من أبناء المجتمع التي أصابها القدر بعاهة وذلك‬
‫بأقل جهد ممكن وتأهيلهم! ومساعدتهم اجتماعياً ونفسياً ورياضياً! وطبياً من أجل‬
‫التكيف مع مقتضيات الحياة االجتماعية مع مقتضيات الحياة االجتماعية مع ما‬
‫تبقى لهم من قدرات وإ مكانيات ‪.‬‬
‫والتأهيل االجتماعي لذوي اإلعاقة يعني الجانب من عملية اإلعداد والتوجيه‬
‫والتدريب والتشغيل! والمتابعة المستمرة المترابطة التي تؤدي! إلى تقديم خدمات‬
‫مهنية مما يهيئ للفرد من ذوي اإلعاقة فرصة الحصول على عمل مناسب‬
‫واالستقرار! فيه‪.‬‬
‫إن الهدف من الخدمة االجتماعية لذوي اإلعاقة هو تأهيلهم واستغالل كافة ما‬
‫لدى الفرد من ذوي اإلعاقة من قدرات وإ مكانيات وإ عادة الفرد من ذوي اإلعاقة‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪38‬‬

‫إلى العمل الذي يناسب قدراته حتى تتوفر له فرص الكسب واالستقرار! وبالتالي‬
‫تزداد القوة اإلنتاجية في المجتمع‪ ،‬وعلى الرغم من ازدياد أعداد ذوي اإلعاقة في‬
‫المجتمعات العربية نتيجة للحرب العراقية اإليرانية وحرب الخليج وثورة‬
‫الحجارة في فلسطين والحروب! األهلية والكوارث والزالزل! فإن النظرة إليهم قد‬
‫تطورت وبهذا فقد أنشئت العديد من مكاتب التأهيل لتقديم الخدمة االجتماعية‬
‫لذوي العاهات واإلعاقات في جميع القطاعات وقد تغير هذا االتجاه نتيجة لعاملين‬
‫أساسين هما‪ :‬مركز ذوي اإلعاقة في المجتمع واألثر! النفسي لإلعاقة‪ ،‬لما تؤثره‬
‫من تأثيرات سيئة في اتجاهات الفرد من ذوي اإلعاقة وميوله وتؤدي! إلى زيادة‬
‫حساسيته وشعوره بالنقص عندما يقارن حالته الجسمية بحالة األفراد! اآلخرين‪،‬‬
‫وبهذا فإن الخدمات االجتماعية التي تقدم لذوي اإلعاقة وبمختلف أشكالها تعتبر‬
‫عامالً قوياً! من العوامل التي تقضي على الحاالت النفسية للفرد ذوي اإلعاقة‪،‬‬
‫وتتعدى الحاجز النفسي بين الفرد من ذوي اإلعاقة وبيئته االجتماعية وتسعى‬
‫لمنع االنكماش على نفسه نتيجة لشعوره باالختالف! عن اآلخرين‪ ،‬ومن األمور!‬
‫التي يعاني منها الفرد من ذوي اإلعاقة هو فقدانه مكانته االجتماعية في األسرة‬
‫أو في المجتمع الذي يعيش فيه نتيجة عجزه عن االستقالل واالعتماد على النفس‬
‫في قضاء حاجاته الضرورية وصعوبة حركته وقد تضيق! األسرة به وتشعر بأنه‬
‫عبء عليها وينعكس ذلك على معاملتها له وتكون النتيجة انسحاب الفرد من ذوي‬
‫اإلعاقة من مجتمع األسرة وعدم الشعور! باالنتماء له أو ينقلب عليه وعلى‬
‫المجتمع بالسخط! والعدوان‪ ،‬وهنا فإن برامج وأنشطة التربية الرياضية والخدمات‬
‫التأهيلية التي تقدم للفرد من ذوي اإلعاقة ستساعده كثيراً على التغلب على هذه‬
‫االنفعاالت النفسية التي تعتريه من المجتمع من خالل االندماج االجتماعي‬
‫والرياضي! وتجعلهم قادرين على القيام بأدوارهم! االجتماعية على الوجه األكمل‬
‫‪39‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫مثل األشخاص العاديين‪ ،‬حيث أن هذه الفئة لها متطلبات تربوية ونفسية وجسمية‬
‫واجتماعية تختلف عن المتطلبات األخرى لألشخاص العاديين وتختلف! أيضاً تبعاً‬
‫لنوع اإلعاقة وما يترتب عليها من مؤثرات فلو تركت هذه الفئة دون اهتمام‬
‫بمشاكلهم وتذليل الصعاب التي تواجههم! قد يتحول البعض منهم إلى فئات‬
‫إنحرافية قد تعوق تقدم وازدهار! المجتمع‪ ،‬فاالستفادة من جهود هذه الفئة في‬
‫اإلنتاج هو في حد ذاته توفير لطاقات إنتاجية في المجتمع‪.‬‬
‫إن ممارسة الخدمة االجتماعية تتفق مع وجهة النظر النفسية االجتماعية‬
‫وتؤكد على إن الدور هو السلوك المنظم الذي يؤديه الفرد في الموقف االجتماعي‬
‫المالئم لمركز اجتماعي مناسب ونتيجة لتأثير اإلعاقة في قدرة الفرد على أدواره‬
‫االجتماعية بسبب المشاعر السلبية التي تنتاب الفرد من ذوي اإلعاقة بعد إصابته‬
‫باإلعاقة مما يجعلها تنعكس على سلوكه‪.‬‬
‫إن العالقات االجتماعية هي أنواع التفاعل المتبادل بين األفراد! حيث يكون‬
‫للفرد حرية ودرجة ما من درجات الضبط وهو كيفية إقامة العالقة وضبطها‪،‬‬
‫فاإلنسان يولد في المجتمع والحاجة إلى المجتمع تولد فيه‪ ،‬وللمجتمع تأثير كبير‬
‫على سلوك األفراد فالفرد يأتي إلى المجتمع مزوداً! بقدرات واستعدادات فطرية‬
‫تدفعه إلى النمو والسلوك والمجتمع هو الذي يصبغ هذا السلوك بالصبغة‬
‫االجتماعية ‪.‬‬
‫إن اإلعاقة مهما كانت جسمية أو حسية أو عقلية ذات تأثير واضح على‬
‫سلوك الفرد وتصرفاته‪ ،‬فالشعور! بالنقص الناشئ عن القصور العضوي يصبح‬
‫عامالً مستمراً! وفعاالً! في النمو النفسي للفرد‪ ،‬وفي رأي حديث لعالم النفس‬
‫االجتماعي (روجر باركر ‪ ) Rojer Barker‬إن شعور! الفرد من ذوي اإلعاقة بأنه‬
‫عضو في جماعة لألقليات تخضع كغيرها من األقليات للضغوط االجتماعية‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪40‬‬

‫واالقتصادية هذا الشعور! ينمي فيه المظاهر االنفعالية التي تصارع! فيها األقليات‬
‫في سبيل االحتفاظ بكيانها‪.‬‬
‫إن األخصائي! االجتماعي يتعامل مع أشخاص يلمسون مشاكلهم! التي كثيراً ما‬
‫تكون حقيقة مما تخلف في نفسية الفرد من ذوي اإلعاقة صراعاً يعبر عنه بأنواع‬
‫من السلوك ال يفهمها وال يدفع دوافعها! أحياناً‪ ،‬حيث أن الخدمة االجتماعية تهتم‬
‫بالتفاعل الذي يحدث بين ذوي اإلعاقة وبيئاتهم! االجتماعية بهدف مساعدتهم على‬
‫القيام بواجباتهم الحياتية وتحقيق آمالهم بأقل قدر من الضيق والتوتر‪ ،‬بهذا فإن‬
‫الخدمة االجتماعية في مجال ذوي اإلعاقة تهدف إلى مساعدة األفراد ذوي‬
‫اإلعاقة على اكتساب مقدرة متزايدة لحل ما يقابلهم من مشاكل ويربطهم باألنظمة‬
‫االجتماعية التي تمدهم بالخدمات والفرص التي يحتاجون إليها مع تقوية وتدعيم‬
‫تلك األنظمة حتى تتمكن من تأدية وظائفها! بفعالية متزايدة ‪.‬‬
‫أهداف الرعاية االجتماعية لذوي اإلعاقة ‪:‬‬
‫إن الشخص من ذوي اإلعاقة هو إنسان كغيره‪ ،‬ولذا فأهداف رعايته قد ال‬
‫تختلف أساساً عن غيره في اإلنسانية‪ ،‬غير أنه يمكن أن نميز أهداف الرعاية‬
‫االجتماعية لهذه الفئات على النحو التالي ‪:‬‬
‫‪1‬ـ إيقاف تيار العجز باالكتشاف! المبكر لحاالت اإلعاقة ومساعدتها! حتى تصل‬
‫إلى أقصى! ما تسمح به قدراتها! وإ مكانياتها! ‪.‬‬
‫‪2‬ـ االعتراف الواعي بهم كطوائف! إنسانية لهم حقوق وكرامة ‪ ،‬وعليهم واجبات‬
‫سياسية واجتماعية ‪.‬‬
‫‪3‬ـ توفير فرص التعليم سواء في فصول! خاصة أو في مدارس خاصة ‪.‬‬
‫‪4‬ـ توفير فرص العالج الطبي والنفسي وتوفير أسباب الوقاية الصحية والعقلية ‪.‬‬
‫‪5‬ـ توجيه فرص التوجيه والتأهيل المهني المناسب لقدراتهم واستعداداتهم الخاصة ‪.‬‬
‫‪41‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫‪6‬ـ توفير فرص الخدمات االجتماعية التي يحتاجونها! بحيث تمتد إلى ذويهم إذا‬
‫تطلب األمر ذلك ‪.‬‬
‫‪7‬ـ توفير فرص التشغيل المناسبة لهم وفق اإلمكانيات المتاحة بالمصالح‬
‫والمؤسسات! الحكومية واألهلية‪ ،‬أو في نطاق التشريع بحيث يعتبر استكماالً‬
‫للجهود التأهيلية التي بذلت لهم ‪.‬‬
‫‪8‬ـ تنوير! الرأي العام بمشكلتهم! وحثهم على بذل الجهود لتقبلهم ومساعدتهم! ‪.‬‬
‫‪9‬ـ تشجيع البحوث العلمية لمشكالت ذوي اإلعاقة لتطوير! أسس الرعاية وأساليبها!‬
‫القائمة الحالية ‪.‬‬
‫‪10‬ـ توفير فرص الترويح الهادف لهم وما يتبعه من توفير اإلمكانيات المناسبة ‪.‬‬
‫‪11‬ـ تهيئة المدارس والمؤسسات والطرق والممرات والمصاعد والمواصالت‬
‫وغيرها لتقديم أفضل الوسائل ليمارس ذوي اإلعاقة حقوقهم في التمتع بها أو‬
‫استعمالها‪ ،‬بما يضمن سالمتهم وعدم تعرضهم للخطر‪.‬‬
‫‪12‬ـ تهيئة أفضل الظروف! لتنشئة ذوي اإلعاقة تنشئة اجتماعية صالحة‪.‬‬
‫متى نشأت الخدمة االجتماعية في مجال ذوي اإلعاقة‪:‬‬
‫ل!و! أ!ر!د!ن!ا! أ!ن! ن!ت!ح!د!ث! ع!ن ا!ل!خ!د!م!ة! ا!ال!ج!ت!م!ا!ع!ي!ة! ف!ي! م!ج!ا!ل! ذ!و!ي! ا!إل!ع!ا!ق!ة!‪ ،‬ال!ب!د! أن!‬
‫ي!ك!و!ن! ل!د!ي!ن!ا! ف!ك!ر!ة! عن! ت!ا!ر!ي!خ! ا!ل!خ!د!م!ة! ف!ي! ه!ذ!ا! ا!ل!م!ج!ا!ل! ا!ل!إ!ن!س!ا!ن!ي! و!ه!و! م!ج!ا!ل! ذ!و!ي!‬
‫ا!إل!ع!ا!ق!ة!‪.‬‬
‫نشأت الخدمة االجتماعية منذ بداية البشرية ومع ظهور األديان السماوية ظهرت‬
‫ألول مرة تشريعات قدسية محددة تقرر حقوقاً لذوي اإلعاقة الضعفاء ففي ‪:‬‬
‫الديانة اليهودية ظهرت الوصايا! العشر كتعبير عن حق ذوي اإلعاقة في العيش‬
‫والحماية ‪.‬‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪42‬‬

‫الديانة المسيحية نادت بالحب والمعاملة بروح اإلخوة وأقامت المسيحية الدور‬
‫والمالجئ لرعاية أصحاب العاهات‪...‬‬
‫أما اإلسالم فقد جاء ليقدم رسالة جديدة سمت باإلنسانية واالرتقاء بكرامة الفرد‬
‫والمجتمع إلى المكان الالئق وكلفت الشريعة اإلسالمية بتحقيق العدالة االجتماعية‬
‫وأنه ألفضل ألحد على الآخر إال بالتقوى‪ ،‬وقد حث عمر بن عبد العزيز على‬
‫إحصاء ذوي اإلعاقة وخصص مرافقاً لكل كفيف وخادماً لكل مقعد ‪.‬‬
‫وجاء عصر النهضة وظهرت! التيارات اإلصالحية تنادي بحقوق اإلنسان والتي‬
‫ترفض مسئولية الفرد عن عجزه ونهضت الجمعيات والمؤسسات التطوعية‬
‫لرعاية ذوي اإلعاقة وخاصة في انجلترا والنمسا وفرنسا ‪.‬‬
‫جاء القرن العشرين بانتصارات حققها الطب النفسي وعلم الوراثة والعلوم اإلنسانية‬
‫لتبدأ جهود منظمة علمية للعناية بذوي اإلعاقة بل وانتشرت حركة البحوث العلمية‬
‫وخاصة للمكفوفين والمقعدين والصم والبكم ومبتوري الأطراف‬
‫ومع بزوغ! القرن الحادي والعشرين نشهد اهتمام بالغ بالوعي والتأمين الصحي‬
‫واالهتمام برعاية وتأهيل ذوي اإلعاقة ‪.‬‬
‫ولقد ارتبطت البدايات األولى لنشأة مهنة الخدمة االجتماعية في مجال رعاية‬
‫الفئات الخاصة بظهور! مفهوم التأهيل المهني ألصحاب العاهات ومفهوم االختيار!‬
‫المهني للعمالة المعوقة وبانتقال المفهوم إلى أمريكا وبريطانيا! وألمانيا وغيرهم‬
‫ظهرت الحاجة إلى نمط من الخدمات االجتماعية المناسبة لمؤسسات! التأهيل‬
‫المهني‪.‬‬
‫واتفق علماء الخدمة االجتماعية على ‪:‬‬
‫أن بداية نشوء مجال متخصص للخدمة االجتماعية لذوي اإلعاقة كفئات خاصة‬
‫كان في عام ‪1955‬م حين اعتمدت الهيئة القومية لألخصائيين االجتماعيين لجنه‬
‫‪43‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫خاصة للمعاقين يشتمل دورها! في تأهيل ذوي اإلعاقة ودورها في الحماية من‬
‫اإلعاقة كعمليات وقائية ‪.‬‬
‫وارتبطت ممارسة الخدمة االجتماعية في الدول العربية بمؤسسات! تأهيل األفراد!‬
‫من ذوي اإلعاقة وعمل األخصائيين كأعضاء ضمن فريق عمل تأهيل ذوي‬
‫اإلعاقة وأصبح مجاالً من مجاالت التخصص على مستوى! الجامعات والدراسات!‬
‫العليا‪.‬‬
‫وظائف الخدمة االجتماعية لذوي اإلعاقة‪:‬‬
‫‪1‬ـ إقامة الصالت والعالقات! االجتماعية بين ذوي اإلعاقة والتي تقدم لهم‬
‫الخدمات والمساعدات الحياتية‪.‬‬
‫‪2‬ـ المساهمة في وضع سياسة اجتماعية لرعاية ذوي اإلعاقة‪.‬‬
‫‪3‬ـ مساعدة مؤسسات! رعاية تأهيل ذوي اإلعاقة على تنظيم! نفسها داخلياً‪.‬‬
‫‪4‬ـ مساعدة الفرد من ذوي اإلعاقة على اكتساب مهارات سلوكية تجعلهم أكثر‬
‫اعتماداً على أنفسهم في حل ما يواجههم! من مشاكل‪.‬‬
‫إن أكثر ما ينجم عن اإلعاقة هو حساسية الفرد من ذوي اإلعاقة ألنواع من‬
‫السلوك لم يكن ينتبه إليها مثل اإلصابة وثورته على تصرفات ال يلتفت إليه الفرد‬
‫العادي ‪ ،‬وتألمه من أي مساعدة تقدم له وال تقدم للفرد العادي والخدمة‬
‫االجتماعية تنظر إلى الفرد من ذوي اإلعاقة كإنسان لديه العديد من القدرات‬
‫واإلمكانيات واالستعدادات التي يمكن االستفادة منها عن طريق! التدريب حتى‬
‫يستطيع أن يكون شخصاً منتجاً في المجتمع‪ ،‬فالتنمية ال تعترف! بالعجز والكسل‬
‫ولكنها تحتاج من كل فرد الجهد والعمل حتى نستطيع! أن نصل إلى أهداف الخدمة‬
‫االجتماعية وهو تحقيق الرفاهية للمجتمع‪ ،‬فاإلنسان من ذوي اإلعاقة يمكن تنمية‬
‫قدراته المتبقية لديه لكي يستطيع! أن يتحول األفراد! من ذوي اإلعاقة إلى منتجين‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪44‬‬

‫وليسوا معوقين لعملية التنمية‪ ،‬وإ ن إتاحة الفرصة أمام ذوي اإلعاقة إلشباع‬
‫هواياتهم وممارستها! من خالل الجماعات الصغيرة ُيعد من المطالب الضرورية ‪،‬‬
‫فالترويح واللعب قد يكون أسلوباً عالجياً للتغلب على مشكالت شعورهم! بالنقص‬
‫وعدم التكافؤ! مع اآلخرين‪ ،‬وخدمة الجماعة تهتم بزيادة األداء االجتماعي للفرد‬
‫من ذوي اإلعاقة‪ ،‬ويتجسد! ذلك في استعادة الفرد من ذوي اإلعاقة لقدرته على‬
‫األداء االجتماعي المطلوب ووقايته من معوقات! األداء االجتماعي إضافة إلى‬
‫مساعدته على تنمية قدراته ليعمل على رفع مستوى! أدائه االجتماعي ‪.‬‬
‫إن األخصائي االجتماعي يساعد الفرد من ذوي اإلعاقة من أجل أن يغير من‬
‫سلوكه غير المقبول اجتماعياً ويعمل على تنمية سلوكه االيجابي وبهذا فإن‬
‫األنشطة الترويحية والممارسة الرياضية قد تكون مفيدة بالنسبة لبعض ذوي‬
‫اإلعاقة وعلى كل حال فإن الخدمة االجتماعية لذوي اإلعاقة هي نطاق عمل يمتد‬
‫إلى وجود اإلنسان في البيئات المختلفة التي يعيش فيها وإ ن برامج الخدمة‬
‫االجتماعية هي برامج مهنية منظمة ومخططة يقوم بها األفراد والحكومات وتقدم‬
‫فيها خدمات اجتماعية ونفسية وتعليمية ورياضية وطبية ومهنية وغيرها سواء‬
‫للفرد من ذوي اإلعاقة كفرد أو كجماعات األشخاص ذوي اإلعاقة وهذه ال تنجح‬
‫إال عن طريق تنظيمها وتنفيذها على أساس علمي بحت‪.‬‬
‫الخدمة االجتماعية تهتم بزيادة األداء االجتماعي لذوي اإلعاقة وتتجسد‬
‫فيما يلي ‪:‬‬
‫‪1‬ـ استعداد الفرد من ذوي اإلعاقة لقدراته على األداء االجتماعي‪.‬‬
‫‪2‬ـ وقايته من مقومات األداء االجتماعي‪.‬‬
‫‪3‬ـ مساعدته على تنمية قدراته ليعمل على رفع مستوى أدائه االجتماعي‪.‬‬
‫‪45‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫إن الخدمة االجتماعية لذوي اإلعاقة يجب أن تتركز حول مساعدة ذوي‬
‫اإلعاقة ليساعدوا بعضهم البعض على التغيير أو يتعلموا أدواراً اجتماعية تتصل‬
‫بوظائفهم االجتماعية والتي يجب أن يقوموا بها في البيئة االجتماعية‪ ،‬وبالتالي!‬
‫فهي تساعد ذوي اإلعاقة لكي يستخدموا! ما تبقى لديهم من قدرات في زيادة أدائهم‬
‫االجتماعي من خالل الخبرات الجماعية التي تدور حول االهتمامات المشتركة‬
‫لهم‪ ،‬فالخدمة االجتماعية لذوي اإلعاقة هي أنشطة منظمة أو تكتيكات للتدخل‬
‫لمساعدة األفراد والجماعات الذين أصيبوا بإعاقات على مواجهة احتياجاتهم!‬
‫وحل مشاكلهم! وتأهيلهم وتحسين ظروفهم! البيئية من أجل الوصول إلى مستوى‬
‫أفضل من األداء االجتماعي ومن التوافق! والتكيف االجتماعي والتأمين‬
‫االجتماعي الذي أعتبر مطلباً إنسانياً يجب تحقيقه لذوي اإلعاقة كافة والذي‬
‫أصبح حقاً من حقوق اإلنسان الذي يجب االعتراف به وحمايته وقد كان لإلعالن‬
‫العالمي لحقوق اإلنسان والذي وافقت عليه الجمعية العمومية لألمم المتحدة عام‬
‫‪1948‬م أهمية خاصة في هذا المجال حيث يعتبر التأمين االجتماعي حقاً لإلنسان‬
‫ذوي اإلعاقة تلتزم كل دولة بتوفيره لمواطنيها! وخاصة ذوي اإلعاقة منهم في‬
‫حدود إمكانياتهم‪ ،‬والذي ينص في مادته الـ (‪ )25‬على أن "لكل شخص الحق في‬
‫مستوى معيشي كاف لتأمين صحته وخاصة المادية وحاجات أسرته وخاصة تلك‬
‫المتعلقة بالمأكل والمسكن والخدمات الصحية والخدمات االجتماعية الضرورية‪،‬‬
‫وله الحق في األمان في حالة البطالة والمرض والعجز‪ ،‬واإلعاقة والترمل أو في‬
‫الحاالت األخرى التي يفقد فيها وسائل العيش نتيجة لظروف خارجه عن إرادته‪،‬‬
‫من ناحية أخرى أن شخصية الفرد من ذوي اإلعاقة عبارة عن وحدة من العوامل‬
‫الجسمية والعقلية تتفاعل مع بعضها البعض وال يمكن فصل أي من هذه العوامل‬
‫عن األخرى فالعالقة بين العقل والجسم عالقة معقدة حيث أن كال منهما يؤثر‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪46‬‬

‫ويتأثر باآلخر بطرق! خاصة وتحت ظروف! مختلفة وكقاعدة عامة تنصب جهود‬
‫الطبيب نحو جسم الفرد من ذوي اإلعاقة في حين تتجه جهود األخصائي‬
‫االجتماعي نحو عقل هذا المريض أما الجانب الرياضي! والترفيهي فيجب أن‬
‫يقوم به األخصائي! الرياضي من آن آلخر وذلك من أجل الترويح عن ذوي‬
‫اإلعاقة والستثمار! أوقات فراغهم واستغالل البيئة المحيطة بهم لصالح ذوي‬
‫اإلعاقة من أجل تخفيف اآلالم عنهم وسعادتهم ‪ ،‬وقد تغيرت النظرة لذوي اإلعاقة‬
‫فبعد أن كانت رعايتهم سابقاً حافلة بكثير من المواقف الممتلئة بالمآسي! والدهشة‬
‫فقد أصبحت العناية اآلن مبنية على أسس علمية سليمة وهنا تعمل األندية‬
‫الرياضية واالجتماعية دوراً أساسياً من خالل االندماج الرياضي! للتوجيه‬
‫االجتماعي الذي يقوم به األخصائي االجتماعي والنفسي والمدرب الرياضي!‬
‫فعال ال يمكن لغيره أن يتمه بنفس اإلتقان ويقوم! النادي الرياضي‬
‫بدور إيجابي ّ‬
‫بتنظيم النشاط الجماعي الرياضي والفني والذي يقوم تحت ظروف توجيهية‬
‫لذوي اإلعاقة بأنها خدمات يقدمها المجتمع ألفراده من ذوي اإلعاقة والمرضى‬
‫والعجزة باعتبارها حقاً من حقوقهم المشروعة بحكم انتمائهم لذلك المجتمع وهي‬
‫كل ما يتعلق برفاهية الفرد من ذوي اإلعاقة‪ ،‬فالخدمات! االجتماعية تعني أساساً‬
‫وبشكل مباشر برفاهية المواطنين بصورة عامة ورفاهية األفراد! ذوي اإلعاقة‬
‫بصورة خاصة وعلى هذا األساس يمكن اعتبار الخدمات الموجهة للفقراء‬
‫والمساكين وذوي اإلعاقة والمرضى واألرامل بأنها خدمات تستهدف إشباع‬
‫الحاجات المباشرة لألفراد! والجماعات وعلى هذا األساس يمكن أن نبين الخاصية‬
‫المميزة للخدمات االجتماعية لذوي اإلعاقة في اآلتي‪:‬‬
‫‪1‬ـ الخدمات االجتماعية في مجال الضمان االجتماعي‪.‬‬
‫‪47‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫‪2‬ـ الخدمات االجتماعية في مجال رعاية األحداث وذوي اإلعاقة‬


‫والمنحرفين‪.‬‬
‫‪3‬ـ الخدمات االجتماعية في مجال التأهيل لذوي اإلعاقة‪.‬‬
‫‪4‬ـ الخدمات االجتماعية في المجال الصحي لذوي اإلعاقة ‪.‬‬
‫‪5‬ـ الخدمات االجتماعية في المجاالت الرياضية والفنية والنفسية ‪.‬‬
‫‪6‬ـ الخدمات االجتماعية في مجال رعاية المسنين‪ ،‬ذوي اإلعاقة‪ ،‬الطفولة‬
‫والمرأة‪.‬‬
‫‪7‬ـ الخدمات االجتماعية في المجال التربوي! والثقافي لذوي اإلعاقة ‪.‬‬
‫الخدمة االجتماعية ومبادئها في العمل مع ذوي اإلعاقة‪:‬‬
‫إن اإلنسان ك ٌل متكامل تتفاعل عناصر شخصيته العقلية والبيولوجية والنفسية‬
‫واالجتماعية دائماً وأي اضطراب يصيب أحد هذه العناصر فإنه يرتد إلى‬
‫العناصر األخرى‪ ،‬ويؤثر فيها في نفس الوقت وبهذا تعتبر الخدمة االجتماعية مع‬
‫ذوي اإلعاقة ميداناً له أهميته‪ ،‬حيث تعني بالفرد من ذوي اإلعاقة كإنسان له‬
‫احتياجاته ومشكالته المتنوعة والمختلفة‪ ،‬حيث أنه يمكن النظر إلى الخدمة‬
‫االجتماعية باعتبارها منهجاً اجتماعياً مؤسسياً منظماً يقوم من أجل وقاية الناس‬
‫من المشكالت االجتماعية ومساعدتهم! على حل ما يعترضهم من مشكالت‪ ،‬وهي‬
‫بذلك تصبح منهجاً يقوم أساساً من أجل دعم إمكانيات الناس ألدائهم االجتماعي‬
‫وتنمية قدراتهم وتعمل على مساعدة النظم األخرى في المجتمع لتحسين قيامها!‬
‫بدورها‪.‬‬
‫الصفات األخالقية لمهنة الخدمة االجتماعية ‪:‬‬
‫من المهم أن تعتمد الخدمة االجتماعية في عملها في هذا الميدان على مجموعة‬
‫من القيم والمبادئ! والصفات والمحددات ـ يمكن عرضها كما يلي‪:‬‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪48‬‬

‫حسن التعامل مع الناس فن وموهبة وأخالق‪ ،‬ومن خالل هذه الموهبة يستطيع‬
‫األخصائي االجتماعي أن يكون عالقات طيبة وقوية مع اآلخرين ليكسب ودهم‬
‫واحترامهم‪ ،‬فتمنحه هذه الصفة القدرة على توصيل أفكاره وآرائه إلى الناس في‬
‫صورة تؤثر في مسارات حياتهم وتحقق لهم التغير إلى األفضل ومن ثم الراحة‬
‫والسعادة‪ ،‬فلنا في رسولنا! الكريم صلى اهلل عليه وسلم القدوة والمثل األعلى بحسن‬
‫ق َع ِظ ٍيم‬
‫الخلق فقد وصفه اهلل تعالى في كتابه العزيز بقوله تعالى " َوِإ َّن َك لَ َعلَى ُخلُ ٍ‬
‫"‪.‬‬
‫ونظراً الرتباط األخصائي! االجتماعي في التعامل مع األفراد! بصفة خاصة‬
‫والبيئة المحيطة به وبقية أفراد المجتمع عامة‪ ،‬فمن الضروري أن يكون لديه‬
‫الشخصية المتميزة الجذابة الملمة بمهارة التعامل واالتصال‪ ،‬وأصول الحوار‬
‫والنقاش المثمر الهادف‪ ،‬وذلك من أجل إيصال رسالته اإلنسانية النبيلة للجميع‬
‫وبما أن إدخال السرور على قلب المسلم هو من أعظم القربات إلى اهلل تعالى كما‬
‫جاء في الحديث الشر " أعظم الصدقة سرور! تدخله على قلب مسلم"‪ ،‬ومن وسائل‬
‫إدخال السرور! يكون تفهم مشكلة الفرد من ذوي اإلعاقة ومساعدته ‪ ،‬فهي أيضاً‬
‫مهمة جليلة ولكن البد أن تحاط بالسرية واألمانة التامة كما جاء في الحديث "‬
‫المستشار مؤتمن " وما أعظم األمانة إذا كانت خاصة بأسرار! الحالة وحياتها كلها‬
‫‪.‬‬
‫‪1‬ـ إخالص النية هلل تعالى في العمل ‪ ،‬فإخالص النية تطرح البركة وهي المحرك‬
‫الرئيسي وسر! النجاح في العمل ‪.‬‬
‫‪2‬ـ االستشعار بعظم المهمة التي أنيط بها ‪.‬‬
‫‪3‬ـ االستعداد! النفسي لممارسة المهنة فحب العمل يؤدي! إلى إتقانه وكما يقولون "‬
‫إنجاز المهمة ال إبراء ذمة " ‪.‬‬
‫‪49‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫‪4‬ـ االتزان وضبط النفس وعدم الغضب والمرونة بالعمل ‪.‬‬


‫‪5‬ـ الصبر على تقبل مشقة العمل وتحمله وعدم إسقاط ذلك على الحالة ‪.‬‬
‫‪6‬ـ االتزان االنفعالي والقدرة على ضبط النفس وعدم الغضب السريع برد اإلساءة ‪.‬‬
‫‪7‬ـ التواضع واالعتدال بالملبس والمظهر! العام‪.‬‬
‫‪8‬ـ الحفاظ على السرية التامة والخاصة بالمعلومات! وعدم البوح بها إال عند‬
‫الضرورة الملحة وبالقدر! المطلوب‪.‬‬
‫‪9‬ـ الموضوعية والجرأة في طرح ما تراه مناسباً للحاالت ‪.‬‬
‫‪10‬ـ التفاؤل وعدم نقل اإلحباطات للحاالت ‪.‬‬
‫‪11‬ـ احترام الوقت خاصة مواعيد المقابالت ‪ ،‬والتفرغ التام للحالة خاصة خالل‬
‫الجلسة اإلرشادية ‪.‬‬
‫‪12‬ـ عدم قبول الهدايا الشخصية المقدمة من الحالة ‪.‬‬
‫‪13‬ـ التعامل مع الناس ومخاطبتهم على ما هم عليه ال كما نريدهم! نحن " بمعنى‬
‫التقبل "‬
‫‪14‬ـ توسيع المدارك وزيادة الثقافة والتطوير! الوظيفي بالمطالعة ومخالطة اآلخرين‬
‫وحضور! الندوات والدورات والمؤتمرات وتبادل الخبرات ‪.‬‬
‫‪15‬ـ خلق جو مهني وعالقات اجتماعية سليمة مع جميع العاملين بالمؤسسة‬
‫وخارجها! ‪.‬‬
‫‪16‬ـ التعاون مع الزمالء من نفس التخصص والوظيفة وخلق جو اجتماعي‬
‫وعالقات سليمة " ألن فاقد الشيء ال يعطيه "‬
‫‪17‬ـ القيام بدور! األخ الناصح في التعامل مع الحالة من حيث النقاش والحوار البناء‬
‫واحتواء الحالة ‪.‬‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪50‬‬

‫‪18‬ـ عدم المغاالة في تقديم الوعود التي تفوق نتائجها التوقعات المعقولة واالعتراف!‬
‫بالقصور عند عدم الدراية‪.‬‬
‫قيم ومبادئ العمل مع ذوي اإلعاقة ‪:‬‬
‫‪1‬ـ كل فرد يحتاج إلى االحترام! ووجود! اإلعاقة ال يعد مسألة بسيطة‪،‬لكنه ال يغير‬
‫من صحة هذا المبدأ‪.‬‬
‫‪2‬ـ لكل شخص خصائص فريدة ‪ ،‬ولكل حالة صفة مميزة‪ ،‬هذا يتطلب التخطيط‬
‫للتأهيل‪.‬‬
‫‪3‬ـ يراعى معنى اإلصابة باإلعاقة بمراعاة مشاعر الفرد عن نفسه وحالته‪.‬‬
‫‪4‬ـ المساعدة الذاتية المنظمة لها عالقة مؤثرة بمحاولة التأهيل‪.‬‬
‫‪5‬ـ عجز اإلنسان عجز نسبي أصاب وظيفة أو أكثر من وظائفه االجتماعية وال‬
‫يعني ذلك بالضرورة عجزاً كلياً أو شامالً‪.‬‬
‫‪6‬ـ الفرد من ذوي اإلعاقة هو في نفس الوقت قادر! تحت شروط معينة ووفق‬
‫تدريبات خاصة‪.‬‬
‫‪7‬ـ أسباب هذا العجز غالباً ما تنجم عن التفاعل الدائم بين الفرد وبيئته‪.‬‬
‫‪8‬ـ شخصية الفرد من ذوي اإلعاقة وحدة متكاملة متعددة األبعاد وأي اضطراب‬
‫مكون منها أو في العالقة بينها يؤدي إلى االضطراب في البناء العام‬
‫واألداء الوظيفي للشخصية‪.‬‬
‫‪9‬ـ الميول ال تدل على القدرات ومن الخطأ اعتبار الميول أساساً لصالحية الفرد‬
‫من ذوي اإلعاقة لعمل أو دراسة ما‪.‬‬
‫‪10‬ـ اإليمان بالقدرات وليس اإلعاقات حيث أن ذوي اإلعاقة مهما تعددت صور!‬
‫إعاقتهم! لديهم قابلية وقدرات! وحوافز! للتعلم والنمو! واالندماج في الحياة‬
‫العادية‪.‬‬
‫‪51‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫‪11‬ـ الشمول والمشاركة حيث يشكل العمل مع ذوي اإلعاقة سلسلة من الجهود‬
‫والبرامج الهادفة إلى الرعاية والتعليم والتأهيل واالندماج! االجتماعي‬
‫والتشغيل وهي صفات متوسطة مترابطة متكاملة‪.‬‬
‫وفي ضوء تلك القيم والمبادئ‪ !،‬يجب تجنب النظر إلى الفرد من ذوي‬
‫اإلعاقة من زاوية واحدة هي إعاقته وأنه متلق فقط للشفقة والخدمة‬
‫واإليمان بأنه قادر أيضاً على العطاء في جوانب أخرى ومن ثم فهو‬
‫يحتاج إلى التقبل واالحترام! والتشجيع ‪.‬‬
‫أهداف الخدمة االجتماعية في مجال رعاية ذوي اإلعاقة ‪:‬‬
‫اعترافاً! بحقوق الطفل ذي اإلعاقة وإ يماناً بطاقاته وقدراته المحددة‪ ،‬كان‬
‫للخدمة االجتماعية الدور البارز في هذا المجال لتكريسها النظريات والمبادئ!‬
‫التكيف واالندماج! مع البيئة‬
‫التي تعترف! بحق الطفل ذوي اإلعاقة وتساعده على ّ‬
‫المحيطة به ليصبح على قدم المساواة مع األطفال اآلخرين‪ ..‬وهنا تبرز أهمية‬
‫تدخل الخدمة االجتماعية عن طريق! جهود األخصائي االجتماعي الذي يعمل‬
‫على نشر الوعي الوقائي! بين أهالي المجتمع بصفة عامة وبين فئات األهالي التي‬
‫تصطبغ طبيعة عملهم بالخطورة خاصة ‪ ..‬وللخدمة االجتماعية في مجال رعاية‬
‫ذوي اإلعاقة األهداف التالية ‪:‬‬
‫‪ -1‬الهدف العالجي‪:‬‬
‫مساعدة األفراد والجماعات على تحديد مشاكلهم وحلها أو على األقل‬
‫التخفيف من حدتها ‪ ،‬تلك المشاكل التي تنجم عن خلل في التوازن بينهم وبين‬
‫المحيط االجتماعي مثالً‪ ،‬تهيئة المؤسسات من خالل توفير الفرص التعليمية‬
‫والمهنية والبرامج التأهيلية‪ ،‬إضافة إلى تأهيل الطرق والمواصالت‪ ،‬بما يناسب‬
‫احتياجات ذوي اإلعاقة لتقدم لهم أفضل الخدمات‪ ،‬ومساعدتهم على االستفادة من‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪52‬‬

‫قدراتهم! وإ مكاناتهم! ‪ ،‬ومواهبهم بما يخدم الخطة العالجية لهم ولفتح قنوات‬
‫االتصال والتواصل مع بيئتهم إلعادة التوازن ولتحقيق القبول االجتماعي لهم‬
‫بالدرجة األولى ‪.‬‬

‫‪ -2‬الهدف الوقائي‪:‬‬
‫تحديد المكان الذي قد ينجم عنه خلل في التوازن بين األفراد! والجماعات من‬
‫جهة ومحيطهم! االجتماعي من جهة أخرى‪ ،‬محاولة لمنع حصول هذا الخلل في‬
‫التوازن مثالً‪ ،‬اكتشاف! العجز المبكر لحاالت اإلعاقة والتدخل المبكر لها‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ الهدف اإلنمائي‪:‬‬
‫هو البحث عن الطاقات القصوى عند األفراد! والجماعات والمجتمعات‪،‬‬
‫بهدف تنشيط هذه الطاقات وتعزيزها مثالً‪ ،‬االستفادة من قدرات ذوي اإلعاقة‬
‫وتوظيفها! في مكانها المناسب وتوفير! فرص العمل لهم بهدف إشراكهم! في عملية‬
‫التنمية االقتصادية في وطنهم‪!.‬‬
‫استناداً إلى هذه األهداف‪ ،‬و لكي يتمكن األخصائي! االجتماعي من تحقيق‬
‫بد من أن تتكامل‬
‫أهداف الخدمة االجتماعية في مجال رعاية ذوي اإلعاقة ال ّ‬
‫االختصاصات المتنوعة ضمن فريق عمل مختص‪ ،‬ويتكون هذا الفريق من‪:‬‬
‫معالج فيزيائي‪ ،‬معالج نطق‪ ،‬والطبيب المختص‪.‬‬
‫إن لألخصائي! االجتماعي أدوار متعددة في ميدان رعاية ذوي اإلعاقة‪ ،‬ومنها‬
‫دوره في عملية دمج الطفل ذي اإلعاقة في المدرسة العادية‪.‬‬
‫وتسعى مهنة الخدمة االجتماعية في مجال ذوي اإلعاقة لمساعدة الفرد من‬
‫ذوي اإلعاقة على استعادة التفاعل والتكيف واإلنتاج ومن أهدافها في مجال ذوي‬
‫اإلعاقة‪:‬‬
‫‪53‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫أوالً‪ :‬المساهمة في تعديل اتجاهات أفراد المجتمع لالعتراف بذوي اإلعاقة فئة‬
‫إنسانية لها الحق في الحياة الكريمة والتعامل معهم كأشخاص عاديين وأن‬
‫يكون لهم حقوق وعليهم واجبات والتعامل معهم على أساس القدرة وليس‬
‫العجز لاستعادة ثقتهم بأنفسهم ‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬تنوير الرأي العام عبر مختلف الوسائل اإلعالمية بمشكالتهم! وحثهم على‬
‫بذل الجهود لتقبلهم ومساعدتهم وتوفير! معاملة إنسانية لهم لتخطي العقبات‬
‫التي تواجههم! وإ قامة عالقات ايجابية بناءة في المجتمع ‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬المساهمة مع المهن األخرى في إيقاف تيار العجز باالكتشاف المبكر‬
‫لحاالت اإلعاقة وتوفير! أساليب الوقاية لهم نفسياً واجتماعياً وصحياً! ‪.‬‬
‫رابعاً‪ :‬توفير فرص وخدمات التأهيل المهني والتوجيه بما يناسب قدرات ذوي‬
‫اإلعاقة وتوفير فرص التعليم المناسبة حسب قدراتهم! وظروفهم! المميزة‬
‫لمواجهة الشدائد والصعاب ‪.‬‬
‫خامساً‪ :‬المساهمة في فرص التشغيل المناسبة لذوي اإلعاقة وما يلزم ذلك من‬
‫توفير اإلمكانيات لإستكمال الجهود التأهيلية التي تبذل حتى تحقق‬
‫أهدافها ومساعدتهم! على االستفادة من كافة القوانين والتشريعات! التي‬
‫تضمن لهم الحياة العامة والعمل ‪.‬‬
‫سادساً‪ :‬توفير! فرص الخدمات االجتماعية التي يحتاجها الفرد من ذوي اإلعاقة‬
‫بمعرفة األخصائيين االجتماعيين كأعضاء في فريق! العمل في المؤسسات!‬
‫والرعاية والتأهيل بحيث تمتد الخدمات إلى أسرهم أيضاً بتعليمهم! كيفية‬
‫التعامل مع األفرد من ذوي اإلعاقة ورعايتهم ‪.‬‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪54‬‬

‫سابعاً‪ :‬توفير فرص الترويح الهادف وتوفير اإلمكانيات في مؤسسات! تأهيل ذوي‬
‫اإلعاقة‪.‬‬
‫ثامناً‪ :‬تنشئة الفرد من ذوي اإلعاقة تنشئة اجتماعية صالحة تتمثل في قدرته على‬
‫التفكير وقدرته على تحمل المسؤولية وقدرته على التعاون واألخذ‬
‫والعطاء كل هذا يساعده على التكيف والتوافق! مع مجتمعه ‪.‬‬
‫تاسعاً‪ :‬التشجيع على إجراء الدراسات والبحوث العلمية التي تتناول مشكالت‬
‫ذوي اإلعاقة وعقد المؤتمرات! العلمية التي تناقش احتياجاتهم!‬
‫ومشكالتهم بهدف تطوير! أساليب الرعاية المتكاملة‪.‬‬
‫عاشراً‪ :‬تهيئة المؤسسات والطرق والمواصالت والمرافق! العامة لتقديم أفضل‬
‫الوسائل ليمارس الفرد من ذوي اإلعاقة حقه في المجتمع دون‬
‫التعرض للخطر‪.‬‬
‫‪55‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫الخدمة االجتماعية مع ذوي اإلعاقة والخدمات التي تقدمها للبيئة واألسرة ‪:‬‬

‫كان للتقدم في العلوم اإلنسانية وخاصة علوم النفس واالجتماع! والطب‬


‫والخدمة االجتماعية وغيرها من العلوم والمهن التي تعني بحل المشكالت‬
‫ومساعدة المجتمع في حركته نحو التقدم‪ ،‬حيث أثبتت البحوث العديدة إن اإلعاقة‬
‫ال تصيب كل قدرات الفرد وإ مكانياته‪ ،‬بل إنه ككائن بشري لديه العديد من‬
‫القدرات‪ ،‬وبالكشف! عما تبقى لديه من قدرات واستخدامها في رعايته وتأهيله‬
‫يمكن المحافظة عليه كقيمة إنسانية له الحق في الحياة الطبيعية فضالً عن قدرته‬
‫على المساهمة في العطاء واألداء في المجتمع بعمل يناسب هذه القدرات بما‬
‫يفوق في كثير من األحيان أقرانه من غير ذوي اإلعاقة‪ ،‬وإ ن العائد االجتماعي‬
‫لما ينفق على رعاية وتأهيل ذوي اإلعاقة يفوق بكثير نفقات هذا التأهيل فضالً‬
‫عما يحققه التأهيل من إيجابيات للفرد من ذوي اإلعاقة وأسرته والمجتمع ‪.‬‬
‫ولكي ينجح األخصائي االجتماعي في عمله يجب إتباع عدد من القواعد األساسية‬
‫‪:‬‬
‫القواعد األساسية لعمل األخصائي االجتماعي مع الفرد من ذوي اإلعاقة إلعادة‬
‫تأهيله ‪:‬‬
‫األخصائي االجتماعي الذي يعمل في مجال ذوي اإلعاقة عليه أن يلتزم‬
‫بمجموعة من القواعد األساسية التي تساعده في أداء رسالته وتحقق أهداف عملية‬
‫التأهيل وهذه القواعد هي‪:‬‬
‫‪1‬ـ يجب على األخصائي! االجتماعي أن يثق في قدرة الفرد من ذوي اإلعاقة على‬
‫االنجاز الجيد الذي يعاد تأهيله للقيام به‪ ،‬فإذا فقد األخصائي! االجتماعي الثقة‬
‫فيه وفي قدرته األدائية بعد إعادة تأهيله فإنه سيفقد القدرة على مساعدته في‬
‫إعادة تأهيله بصورة إيجابية بما يكفل له حق األداء السليم فيما يكلف به من‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪56‬‬

‫أعمال‪ ،‬ومن ثم حتى يكون األخصائي! االجتماعي كفؤاً في عمله يجب عليه‬
‫أن يطرح جانباً كل شكوكه وظنونه حول عمالئه وبالتالي يتمكن من تقديم‬
‫المساعدة المطلوبة في تعديل سلوكهم! نحو األفضل ‪.‬‬
‫‪2‬ـ يجب على األخصائي! االجتماعي أن يكون على علم باالتجاهات المختلفة التي‬
‫سوف يوجه عليها عمالءه أثناء وبعد تأهيلهم ويتضمن ذلك أن يكون ملماً‬
‫بكل موارد! المجتمع المتاحة ويوفر الجو االجتماعي والنفسي المناسب التي‬
‫تساعد الفرد في إعادة تأهيله‪.‬‬
‫‪3‬ـ يجب على األخصائي! االجتماعي أن يتابع عمالءه بعد تأهيلهم وبعد تسكينهم!‬
‫مهنياً في الوظائف! المالئمة للتأكد من سالمة سيرهم في وضعهم! الجديد فال‬
‫يكتفي بأن يرى خطواتهم األولى في بداية الطريق! بل يجب عليه أن يتأكد‬
‫بأن هذه الخطوات في طريقها إلى نهايته نحو تحقيق الهدف الكلي من إعادة‬
‫تأهيلهم‪.‬‬
‫‪4‬ـ يقوم األخصائي! االجتماعي بمساعدة األفراد على وضع أنفسهم في األماكن‬
‫المالئمة لقدراتهم واستعدادهم! واهتمامهم وذلك نتيجة لما يستثمرون من‬
‫معلومات حول تلك األماكن والتي تمكنهم من التعرف على المتاح من‬
‫الفرص التربوية والمهنية في المجتمع ‪ ،‬بما يكفل لهم شغلها وفق! إرادتهم‬
‫واختيارهم! السليم لها‪.‬‬
‫‪5‬ـ مساعدة األفراد! من ذوي اإلعاقة على أن يصبحوا! أكثر قدرة على أداء‬
‫وظائفهم ‪ ،‬وعلى القيام بأدوارهم! المختلفة في المجتمع عندما يتعرفون عليها‬
‫‪ ،‬يستخدمون المعلومات الالزمة لتنمية شخصياتهم! وتطويرها بما يمكنهم من‬
‫اتخاذ قراراتهم! بأنفسهم على أسس مدروسة ‪.‬‬
‫‪57‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫‪6‬ـ مساعدة األفراد! على أن يسلكوا السلوك السليم الذي يتميز بالنضج في التفكير‬
‫والتخطيط! والتنفيذ ألي خطوة من خطواتهم! بناءاً على ما اكتسبوه من معرفة‬
‫رشيدة مبنية على المعلومات الصحيحة المتاحة لهم‪ ،‬هذا ومن ناحية أخرى‬
‫يتوقف! اختيار األخصائي االجتماعي إلستراتيجية التدخل في مجال التأهيل‬
‫على عدة اعتبارات هامة منها ‪:‬‬

‫‪ -1‬الخلفية التأهيلية لألخصائي! االجتماعي وما تتضمنه من نظريات‬


‫وفلسفات واتجاهات ومهارات وأساليب يتبعها ويمارس! عمله على‬
‫أساسها مع ذوي اإلعاقة‪.‬‬
‫‪ -2‬الحاجات الخاصة للشخص من ذوي اإلعاقة التي تزيد إشباعها من خالل‬
‫وجوده في الجماعة‪.‬‬
‫ج‪ -‬نوعية ومستوى! اإلعاقة ودرجة حدتها ‪.‬‬
‫أصل وطبيعة اإلعاقة التي يعاني منها الشخص ذوي اإلعاقة ‪.‬‬ ‫‪-8‬‬
‫هـ‪ -‬التسهيالت المادية والبشرية التي يوفرها! المجتمع لمؤسساته العالجية‬
‫واالجتماعية من أجل تدعيم الرعاية لألفراد من ذوي اإلعاقة‪.‬‬
‫ويقوم األخصائي! االجتماعي بذلك لتحقيق األهداف التربوية وإ عداد الفرد من‬
‫ذوي اإلعاقة إعداداً علمياً ومهنياً لممارسة عمل معين والتدريب! عليه بما يتالئم‬
‫مع قدراته وإ مكانياته بما يحقق له تأكيده لذاته ـ ولن يتمكن الفرد من ذوي اإلعاقة‬
‫من القيام بأي عمل يسند إليه كوظيفة تكفل له الحياة الكريمة إال بعد أن يكون قد‬
‫استكمل إعداده العلمي وتأهيله المهني‪ ،‬وبناء عليه يضع األخصائي االجتماعي‬
‫خطة للتدخل لمساعدة ذوي اإلعاقة ‪.‬‬
‫ومما الشك فيه أن األخصائي االجتماعي يقوم بدور! كبير في تهيئة الجو‬
‫النفسي واالجتماعي! المالئم للفرد من ذوي اإلعاقة الذي يوفر له الشعور باألمن‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪58‬‬

‫واالستقرار! واحترام الذات‪ ،‬مما يجعله قادراً على مواجهة تحديات إعاقته‪،‬‬
‫وقادراً! على حل مشكالته المتعلقة بتوافقه السلوكي! الناتجة عنها‪ ،‬وحتى يتسنى‬
‫لألخصائي االجتماعي تحقيق ذلك‪ ،‬عليه أوالً ‪ :‬أن يجيب على عدة تساؤالت‬
‫واستفسارات تطرح نفسها على واقعه المهني قبل البدء في أي إستراتيجية للتدخل‬
‫يعتمد عليها في ممارسته المهنية مع ذوي اإلعاقة لذلك‪ ،‬فهو مطالب أوالً بوضع‬
‫إجابات مناسبة عن االستفسارات التي تالحقه حول ما يجب عمله تجاه الفرد من‬
‫ذوي اإلعاقة لمساعدته على تخطي تكيفه مع البيئة التي يعيش فيها ‪ ،‬حول‬
‫أسلوب التعامل معه وكيفية التصرف! حياله‪ ،‬حول ما يمكن أن يقوله وما يمكن أن‬
‫يفعله من أجله ‪ ،‬حول إمكانية التعبير عن اتجاهاته الصادقة نحوه‪ ،‬وحول إمكانية‬
‫تقبله على الرغم من علته‪.‬‬
‫ومن ثم يجب على األخصائي االجتماعي أن يمارس مهنته ومهامه من‬
‫منطلق إحساسه العميق بمسؤولياته الكاملة عن مساعدته في التغلب على مشكالته‬
‫الشخصية المتعلقة بسوء تكيفه مع المخالطين له‪ ،‬والتي تعتبر الجوهر األساسي‬
‫لعمله المهني‪ ،‬وليس من منطلق الدور التقليدي الذي يلعبه خالل ممارسته المهنية‬
‫‪ ،‬يستخدم! كل األساليب الفنية المباشرة وغير المباشرة للتعرف على‬
‫االضطرابات في التفاعالت الشخصية للفرد من ذوي اإلعاقة والتعرف على‬
‫االتجاهات المختلفة التي كونتها األسرة نحو طفلها من ذوي اإلعاقة وذلك حتى‬
‫يمكنهم مساعدته على تصحيحها إذا كانت سليمة ومتسمة بااليجابية ‪ ،‬وحتى‬
‫يتحقق لهم االتزان واالستقرار النفسي‪.‬‬

‫صفات األخصائي االجتماعي الذي يعمل في مجال ذوي اإلعاقة والتأهيل ‪:‬‬
‫األخصائي االجتماعي الذي يعمل في مجال التأهيل يجب أن يتميز بعدد من‬
‫الصفات أو السمات منها أن ‪:‬‬
‫‪59‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫‪ -1‬أن يكون لديه قدر من األمن ‪.‬‬


‫‪ -2‬أن يتمتع بثقته في نفسه ‪.‬‬
‫‪ -3‬أن يكون ناضجاً انفعالياً ‪.‬‬
‫‪ -4‬أن تكون شخصيته متكاملة األبعاد ‪.‬‬
‫‪ -5‬أن تكون المؤسسة مكاناً يحب العمل فيه ‪.‬‬
‫‪ -6‬أن تكون لديه القدرة والقوة على التعلم ويقوم بتنفيذ مسؤوليات!ه بنجاح‪.‬‬
‫‪ -7‬أن تكون لديه القدرة على اختبار وتقويم ذاته والتحكم! في مشاعره‬
‫السليمة من خالل خبراته ومسؤولياته حتى يستطيع أن يتخذ قرارات‬
‫العمل في هذا المجال ‪ ،‬ويستطيع! أن يواجه االضطرابات التي تواجهه‬
‫في مجال عمله ‪ ،‬وأن ينمي قدراته االستقاللية ‪ ،‬وبهذا تتوفر! لديه‬
‫الخصائص الشخصية التي تؤهله للعمل في مجال التأهيل ويستطيع‬
‫االستجابة لما يحتاجه عمالئه من مطالب وإ شباعات ‪.‬‬
‫دور األخصائي االجتماعي مع أسرة ذوي اإلعاقة ‪:‬‬

‫منذ اللحظة التي تدرك فيها األسرة أن طفلها يعاني من اضطراب خطر‬
‫( جسمي أو وظيفي ) تواجه األسرة العديد من المشاكل مثل كيفية مواجهة‬
‫األشكال المستخدمة من سلوك االبن ‪ ،‬واستجابة األشخاص اآلخرين تجاه‬
‫األسرة‪ ،‬ودوره في مواجهة اإلحباطات التي تمر بها األسرة في مجاالت‬
‫الحصول على الخدمات والمساعدات‪ ،‬والواقع أن عدداً محدوداً من األسر تقوم‬
‫بالدور االيجابي نحو هذه المشكالت بل قد تكون تصرفاتها! ذات طبيعة عكسية‬
‫أحياناً وعليه من الضروري أن يكون لألخصائي! دور واضح وملموس! مع‬
‫األسرة ويمكن تحديد أبعاده كما يلي ‪:‬‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪60‬‬

‫‪ -1‬يتعرف األخصائي! االجتماعي على األهل ويبني عالقة متينة معهم تقوم‬
‫على أساس المشاركة واالحترام والثقة المتبادلة‪ ،‬وذلك عن طريق! االتصال‬
‫الدائم بهم وزيارتهم! كلما دعت الحاجة‪.‬‬
‫‪ -2‬إقامة اجتماعات دورية شهرية‪ ،‬وحسب احتياجات الفرد من ذوي اإلعاقة‬
‫والقدرات‪ ،‬تضم األهل والمعلمات أو مشرفين التأهيل لتقييم وضع الطفل من‬
‫ذوي اإلعاقة القتراح بعض التعديالت في التعامل معه‪.‬‬
‫عد األخصائي االجتماعي أمهات األطفال من ذوي اإلعاقة لدورات تدريبية‬
‫‪ُ -3‬ي ّ‬
‫عرفهن من خاللها على اإلعاقة‪ ،‬أنواعها‪ ،‬أسبابها‪ ،‬وإ لى متطلبات عملية دمج‬
‫ُي ّ‬
‫طفلهم ذوي اإلعاقة إذا كانت إصابته خفيفة أو متوسطة وتحديد قدراته العقلية‬
‫التي تُم ّكنه من متابعة تحصيله الدراسي‪.‬‬
‫عرف األخصائي االجتماعي األهل على أهمية دورهم! في رعاية الطفل‬
‫‪ُ -4‬ي ّ‬
‫من ذوي اإلعاقة ومساعدته على التكيف كتعليم طفلهم ذي اإلعاقة منذ‬
‫الصغر‪ ،‬كيفية العناية بنفسه ومساعدته على االستقاللية من خالل تدريبه‬
‫على األكل وارتداء المالبس واكتساب مهارة النظافة والعناية الذاتية‪.‬‬
‫‪ -5‬يعتمد األخصائي االجتماعي على تقنية دينامية الجماعة وذلك لينقل األهل‬
‫تجربتهم مع طفلهم ذي اإلعاقة إلى أهالي األطفال اآلخرين‪ ،‬مما يخفف من‬
‫شعورهم! بالذنب ومن الشكوك التي تحيطهم! ‪ ،‬وبالتالي! التخفيف من‬
‫شعورهم! بأنهم سبب اإلعاقة ‪.‬‬
‫‪ -6‬يتابع األخصائي االجتماعي الطفل ذوي اإلعاقة داخل األسرة ويحفز األهل‬
‫على بناء عالقة ثقة مع طفلهم من ذوي اإلعاقة‪ ،‬وذلك ألهمية شعوره‬
‫باالنتماء إلى أسرة تحبه وتعطف عليه دون إسراف‪ ،‬وتتعاون معه ككل ال‬
‫يتجزأ ألن المطلوب هو الوصول إلى إنماء كامل الشخصية‪.‬‬
‫‪61‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫‪ُ -7‬يعرف األخصائي االجتماعي األهل على المساعدات التي يستطيعون‬


‫الحصول عليها من خالل وزارة الشؤون االجتماعية أو من خالل جمعيات‬
‫ذوي اإلعاقة (بطاقة الفرد ذوي اإلعاقة التي تؤمن له خدمات مجانية‬
‫صحية واجتماعية)‪ ،‬ومن خالل المؤسسات االجتماعية التأهيلية والتربوية‬
‫والصحية‪.‬‬
‫‪ -8‬يقوم األخصائي االجتماعي بتوعية األهل حول اإلعاقة والصعوبة التي‬
‫يتعرض لها الطفل من ذوي اإلعاقة وبضرورة القيام بالتحاليل والتدابير!‬
‫الالزمة لتجنب اإلعاقة وتكرارها‪ ،‬كما يظهر أهمية اللجوء إلى العالج‬
‫والتشخيص المبكر لإلعاقة للحدّ من تطورها! السلبي‪.‬‬
‫‪ -9‬يبرز األخصائي االجتماعي لألهل أهمية متابعة طفلهم بالتعاون مع‬
‫المعلمات داخل المدرسة ومع الفريق الطبي المؤلف من معالج فيزيائي‪،‬‬
‫ومعالج النطق‪ ،‬والمعالج االنشغالي! خارج المؤسسة‪ ،‬ويش ّكل العامل‬
‫المعوقات!‬
‫ّ‬ ‫االجتماعي الوسيط بينهم لتحقيق التكامل في األدوار! وإلزالة‬
‫التي تواجه عملية دمج الطفل ذوي اإلعاقة في المدرسة‪.‬‬
‫‪ُ -10‬يشجع األخصائي! االجتماعي األهل حول مشاركة طفلهم ذوي اإلعاقة‬
‫بالنشاطات الترفيهية والزيارات! المنزلية والرحالت والنزهات والتسوق‬
‫مثله مثل األطفال اآلخرين‪ ،‬ألنه يحتاج إلى تعزيز ثقته بنفسه بأن يكتسب‬
‫نفس خبرات األطفال اآلخرين‪ ،‬وان يستطيع التكيف مع التغيرات التي‬
‫تحيط به‪.‬‬
‫‪ -11‬تعديل مفهوم األسرة نحو اإلعاقة التي قد ترتبط! في ذهن الكثيرين‬
‫بالمرض والعدوى والعجز! وبالمشكالت ودونية األسرة عن غيرها من‬
‫األسر ‪.‬‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪62‬‬

‫‪ -12‬توسيع دائرة االتصال بين الهيئات المعنية بتقييم خدمات وبرامج ذوي‬
‫اإلعاقة وبين أسرهم ألن ذلك من شأنه زيادة االهتمام بهذه الفئات والتعرف!‬
‫على االحتياجات والمشكالت الحقيقية ‪.‬‬
‫‪ -13‬دعم أسرة الفرد من ذوي اإلعاقة حتى تتمكن من تحمل مسؤولية تنشئة‬
‫إبنها اجتماعياً وتربوياً! وصحياً ونفسياً ‪.‬‬
‫‪ -14‬مساعدة أفراد األسرة على تقبل الفرد من ذوي اإلعاقة واحترامه وعلى‬
‫إكسابه الثقة في نفسه وغرس مشاعر االنتماء نحو أسرته بدالً من مشاعر‬
‫النقص والدونية والنبذ ‪.‬‬
‫‪ -15‬مساعدة األسرة على تقييم وتفهم طبيعة وتأثير! هذه اإلعاقة ومساعدتهم‬
‫أيضاً على تطوير! استراتيجيات أكثر فعالية في معالجة آثار اإلعاقة ‪.‬‬
‫‪ -16‬يوضح للوالدين طبيعة المشكلة التي يعاني منها طفلهم بأسرع وقت‬
‫ممكن ولكن بطريقة موضوعية تخلو من األحكام الغير مبررة ‪.‬‬
‫‪ -17‬يحاول االجتماع بكال الوالدين إن كان ذلك ممكناً فذلك يساعد على فتح‬
‫قنوات التواصل بينهما ويعدهما للتعامل مع الوضع بطريقة أفضل ‪.‬‬
‫‪ -18‬استخدام اللغة التي يستطيع! الوالدين فهمها وضرورة تجنب المصطلحات‬
‫العلمية المتخصصة وإ ن استدعت الضرورة لذكرها فليحرص على‬
‫توضيح معناها للوالدين ‪.‬‬
‫‪ -19‬يساعد الوالدين على التعامل مع مشكلة طفلهما على أنها مشكلة تهمهما‬
‫وأن عليهما اتخاذ القرارات المناسبة فيما يتصل بالخدمات األفضل لأبنهما‬
‫‪.‬‬
‫‪63‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫‪ -20‬يساعد الوالدين على فهم مشكلة طفلهما فال يتوقع إن األمر واضح لهما‬
‫ولذلك يزودهما بالقراءات المناسبة والعمل على إتاحة الفرصة لهم لمناقشة‬
‫المشكلة‪.‬‬
‫‪ -21‬يتعامل مع الوالدين بطريقة إيجابية فال يوجه لهما الإنتقادات أو الإتهامات‬
‫فهما بحاجة إلى دعمك وخبرتك! ومهارتك! ‪.‬‬
‫‪ -22‬يتذكر أن والدي الطفل من ذوي اإلعاقة لديهما آمال وطموحات‬
‫ومشكالت وصعوبات! فال تعاملهما على أنهما والدين طفل من ذوي اإلعاقة‬
‫فحسب ‪.‬‬
‫‪ -23‬يتذكر أن! ! !ه مهني متخصص وأنهما والدان يستجيبان لوضع الطفل‬
‫بطريقة عاطفية فاحرص أن توضح لهما سبل مساعدة الطفل‪.‬‬
‫‪ -24‬تذكر أهمية دورك وطبيعة األثر الذي تنطوي عليه اتجاهاتك نحو الطفل‬
‫ووالديه ‪.‬‬
‫دور األخصائي االجتماعي مع األشخاص ذوي اإلعاقة ‪:‬‬
‫‪ -1‬يتعرف األخصائي! االجتماعي على الوضع الصحي للطفل ذوي اإلعاقة‬
‫وال سيما األسباب التي أدت إلى اإلعاقة‪ ،‬عوارضها! وآثارها‪ ،‬كما‬
‫يتعرف على مدى إمكانية التأهيل عند الطفل وقدرته على الدمج في‬
‫المدرسة العادية بالتعاون مع األهل‪ ،‬والطبيب المختص وفريق العمل‬
‫المؤلف من معالج فيزيائي‪ ،‬وتأهيل نطق‪ ،‬ومعالج انشغالي‪.‬‬
‫‪ -2‬يتعرف األخصائي! االجتماعي على وضع الطفل ذوي اإلعاقة في‬
‫األسرة‪ ،‬وضعه النفسي االجتماعي‪ ،‬أحوال األسرة االقتصادية‪ ،‬كل ذلك‬
‫ألخذه بعين االعتبار في عملية الدمج‪.‬‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪64‬‬

‫يحضر األخصائي! االجتماعي الطفل ذوي اإلعاقة للدخول إلى المدرسة‪،‬‬


‫ّ‬ ‫‪-3‬‬
‫مثالً‪ :‬من خالل مشاهدة فيلم يروي قصة فرد من ذوي اإلعاقة دخل إلى‬
‫ويعرف! الفيلم عن شكل‬
‫المدرسة وتابع دراسته بنجاح مع أطفال عاديين‪ّ ،‬‬
‫المدرسة وكيفية التنقل فيها‪.‬‬
‫‪ -4‬يقوم األخصائي االجتماعي بدعوة األهل في بداية العام الدراسي‬
‫باصطحاب طفلهم ذوي اإلعاقة لزيارة المدرسة بهدف التعرف على‬
‫الصف والمعلمات واالختالط مع األطفال العاديين في الملعب لتكوين‬
‫تصور إيجابي عن وضعه حين سيدخل فيها إلى المدرسة‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪ -5‬يعطي األخصائي االجتماعي الطفل ذوي اإلعاقة معلومات عن‬
‫الصعوبات التي ستواجهه خالل العام الدراسي‪ ،‬مثالً‪ ،‬عدم قدرته على‬
‫الحركة والتنقل بالشكل الطبيعي‪ ،‬وبأنه مختلف عن األطفال العاديين‪،‬‬
‫وأنه بحاجة إلى رعاية خاصة ومتابعة خارج المدرسة والتأكيد على‬
‫إمكانية تقدمه واستمراره إذا أراد ذلك‪.‬‬
‫‪ -6‬يتابع األخصائي! االجتماعي الطفل ذوي اإلعاقة ويساعده في تخطي‬
‫الصعوبات‪ ،‬وإ شراكه في حل المشكلة‪.‬‬
‫‪ -7‬يدرب األخصائي! االجتماعي ذوي اإلعاقة على السلوك االجتماعي‬
‫الالئق والمقبول بالتنسيق! مع المعلمة ومع األهل لمساعدته على التكيف‬
‫في المدرسة وفي! الحياة االجتماعية‪.‬‬
‫‪ -8‬يعتمد األخصائي االجتماعي أسلوب المناقشة والجلسات الجماعية‪،‬‬
‫والنشاطات الهادفة مع الطفل ذوي اإلعاقة وذلك لدعمه ولتعزيز ثقته‬
‫بنفسه ولتغيير اتجاهاته السلبية وتوظيفها! إيجابياً‪ ،‬والتي تساعده على‬
‫والتكيف‪.‬‬
‫ّ‬ ‫تغيير موقفه من اإلعاقة وصوالً! به إلى مبدأ التقبل‬
‫‪65‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫دور األخصائي االجتماعي في مؤسسات رعاية ذوي اإلعاقة ‪:‬‬


‫يحتاج كل أخصائي! اجتماعي في مجال عمله لمعرفه دوره‪ ،‬ويتسأل أحياناً ما‬
‫هي الواجبات التي البد القيام بها لتقديم أفضل خدمة للعميل ‪.‬‬
‫في هذه النقاط نوضح دور األخصائي! االجتماعي في مؤسسات ومراكز!‬
‫رعاية ذوي اإلعاقة عسى أن يكون بها فائدة لمن هم في هذا المجال ‪:‬‬
‫‪1‬ـ دراسة الحالة االجتماعية للمتقدمين الراغبون في االلتحاق بالمركز أو‬
‫الراغبين بإعانة مادية‪.‬‬
‫‪2‬ـ استقبال الحاالت التي يتم ترشيحها! لاللتحاق باألقسام! الداخلية وما يتطلبه من‬
‫إجراءات‪.‬‬
‫‪3‬ـ التعاون مع الجهاز الفني للمركز لتوفير الرعاية المتكاملة للمقيمين‪.‬‬
‫‪4‬ـ االشتراك! في أعمال اللجان الفنية وتسجيل! اجتماعاتها ومتابعة قراراتها! ‪.‬‬
‫‪5‬ـ إعداد برامج األنشطة االجتماعية والتي تناسب طبيعة المقيمين كالحفالت‬
‫والرحالت ‪.‬‬
‫‪6‬ـ تلقي مالحظات المراقبين خالل ممارستهم! النشاط اليومي ومالحظة سلوكهم ‪.‬‬
‫‪7‬ـ اكتشاف! ميول ومهارات ذوي اإلعاقة وتوجيهها التوجيه المناسب لالستفادة‬
‫من البرامج المختلفة ‪.‬‬
‫‪8‬ـ اإلشراف على مرافق المركز والتأكد من نظافتها واإلشراف على التغذية‪.‬‬
‫‪9‬ـ العمل على تدعيم صلة المقيمين بأسرهم! مع توعية األسرة التوعية االجتماعية‬
‫لتقبل الفرد من ذوي اإلعاقة‪.‬‬
‫‪10‬ـ استالم اإلعاشة اليومية مع باقي أعضاء الفريق وذلك حسب المواصفات‬
‫التي تم تحديدها ‪.‬‬
‫‪11‬ـ التعاون مع جهاز المركز في إجراء البحوث والدراسات لتطوير سير العمل‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪66‬‬

‫‪12‬ـ إعداد التقارير الشهرية والدورية والسنوية عن خدمات المركز وأنشطته‬


‫‪13‬ـ المرور اليومي والدوري على المقيمين والتأكد! من سالمتهم ونظافتهم!‬
‫وتحصينهم! من الأمراض المعدية ‪.‬‬
‫‪14‬ـ االكتشاف المبكر لحاالت اإلعاقة ومساعدة هذه الحاالت على االستفادة من‬
‫خدمات المركز أو المؤسسة ‪.‬‬
‫‪15‬ـ توفير! فرص التشغيل المناسب والتوجيه المهني بما يتناسب مع قدراتهم‬
‫‪16‬ـ مساعدة ذوي اإلعاقة على االستفادة من التشريعات! والقوانين سواء في‬
‫مجال العمل أو الحياة ‪.‬‬
‫‪17‬ـ تنوير الرأي العام بالوسائل اإلعالمية بمشكالت ذوي اإلعاقة وتعديل‬
‫االتجاهات الخاطئة التي تعتبرهم! عجزة‪.‬‬
‫دور األخصائي االجتماعي في تقديم الخدمات االجتماعية لذوي اإلعاقة‪:‬‬
‫‪1‬ـ تبدأ الخدمات االجتماعية بدراسة األخصائي االجتماعي لحالة الفرد من ذوي‬
‫اإلعاقة‪ ،‬وكل ما يحيط بظروفه البيئية وكيفية اإلصابة بالعائق مستخدماً! في‬
‫ذلك مجموعة من األساليب المهنية وحيث أن الفرد من ذوي اإلعاقة هو‬
‫عضو في جماعة لها تأثيرها! القوي على شخصيته ـ فإن األخصائي‬
‫االجتماعي يستخدم األساليب المهنية للخدمة االجتماعية لكي يساعد الفرد‬
‫من ذوي اإلعاقة في التكيف مع ظروف! المؤسسة التي ترعاه ‪ ،‬تزويده‬
‫بالعادات االجتماعية الخلقية السليمة ـ فالفرد من ذوي اإلعاقة يجب أال‬
‫تحرمه إعاقته من االستمتاع! ببرامج المؤسسة‪ ،‬فمن خالل المؤسسة‬
‫وبرامجها! يكتسب الفرد من ذوي اإلعاقة كثيراً من مظاهر السلوك‬
‫االجتماعي السليم كالتدريب على العمل الجماعي‪ ،‬والقيادة والتبعية وتحمل‬
‫المسئولية والتعاون وتكوين العالقات مع الزمالء في الجماعة ‪.‬‬
‫‪67‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫‪2‬ـ تحديد الوسائل التي تساعد الفرد من ذوي اإلعاقة في االستفادة من الخدمات‬
‫االجتماعية‪.‬‬
‫‪3‬ـ التقليل من الصعوبات! التي تواجه الفرد من ذوي اإلعاقة في االستفادة من‬
‫الخدمات االجتماعية‪.‬‬
‫‪4‬ـ العمل على مستوى البيئة التي ينتمي إليها الفرد من ذوي اإلعاقة لمساعدته في‬
‫حل بعض المشكالت‪.‬‬

‫التوصيات ‪:‬‬
‫‪1‬ـ اإليمان بحقوق اإلنسان والحريات! األساسية وكرامة الفرد والعدل االجتماعي‬
‫المعلنة في الدساتير العربية والمنبثقة من ثقافتنا وتراثنا! ومبادئ اإلعالن‬
‫العالمي لحقوق اإلنسان واإلعالن المتعلق بحقوق المعوقين الصادر! عن‬
‫الجمعية العامة باألمم المتحدة وقرارها رقم! ‪ 31‬ـ ‪ 123‬ـ المؤرخ في‬
‫ديسمبر ‪1976‬م بإعالن عام ‪1981‬م عاماً دولياً للمعوقين ‪ ،‬وكذلك‬
‫االتفاقية الدولية لحقوق األشخاص ذوي اإلعاقة والبرتوكول! االختياري‬
‫والتي فتح باب التوقيع! والتصديق! عليهما اعتباراً منذ ‪ / 30‬مارس ‪/‬‬
‫‪2007‬م‪.‬‬
‫‪2‬ـ البد من العلم بأن الهدف من العام الدولي للمعوقين هو النهوض برعاية ذوي‬
‫اإلعاقة وتأهيلهم واتخاذ! التدابير الالزمة للوقاية من العجز‪.‬‬
‫‪3‬ـ اإليمان بأن برامج تأهيل ذوي اإلعاقة ضرورة اقتصادية وإ نسانية حتى‬
‫يتحولوا إلى طاقات إنتاجية كما يحفظ لهم حقهم في الحياة الطبيعية لينالوا‬
‫حظهم في التنمية والثقافة والعمل واإلبداع! والحب‪.‬‬
‫‪4‬ـ ضرورة تطبيق األساليب الوقائية لتالفي نسبة كبيرة من التعويق‪.‬‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪68‬‬

‫‪5‬ـ ضرورة توعية الجماهير إعالمياً بدورهم األساسي! في المعونة على اندماج‬
‫ذوي اإلعاقة في المجتمع‪.‬‬
‫‪6‬ـ نشر الثقافة النفسية واالجتماعية في مختلف المؤسسات االجتماعية سواء في‬
‫المدارس أو وسائل اإلعالم أو المراكز الخاصة بذوي! اإلعاقة بكافة‬
‫القطاعات المتعاملة مع النشئ‪ ،‬وتوضيح دور كل من األخصائي!‬
‫االجتماعي والنفسي ومدى أهميتهما‪.‬‬
‫‪7‬ـ التأكيد! على أهمية وجود! األخصائي! االجتماعي! والنفسي! كمدرب!ين في!‬
‫مختلف! القطاعات التي تتعامل! مع النشئ! والشباب! من العاديين! وذوى!‬
‫اإلعاقة‪.‬‬
‫‪8‬ـ عمل كشف دوري من خالل الوحدات الصحية (على نمط التطعيمات) تكون‬
‫مهمتها االكتشاف المبكر لإلعاقات‪ ،‬ويتطلب ذلك بالطبع تدريب جيل من‬
‫األطباء قادر! على التشخيص المبكر ألنواع اإلعاقات المختلفة‪.‬‬
‫‪9‬ـ تفعيل دور األخصائي! االجتماعي والنفسي في مجال استقبال الحاالت من‬
‫ذوي اإلعاقة وتدريبهم! على عمل البرامج الالزمة لتنمية واستثمار!‬
‫الطاقات الكامنة لدى هؤالء األطفال في ضوء احتياجاتهم! الفردية‪.‬‬
‫‪10‬ـ أهمية تدريب األخصائيين االجتماعين على استخدام الحاسب اآللي في تنمية‬
‫الجوانب المختلفة لدى الطفل من ذوي اإلعاقة‪.‬‬
‫كل حسب نوعية إعاقته مع التأكيد‬
‫‪11‬ـ إعداد المجتمع للتعامل مع ذوي اإلعاقة ٌ‬
‫على أن التشخيص المتخصص يساعد في تحديد مستقبل هذه الحاالت‪،‬‬
‫وأن الهيئات المتخصصة هي التي يمكنها استثمار! قدرات وطاقات ذوي‬
‫اإلعاقة‪ ،‬كما أن حسن وترشيد التربية المبكرة سيساعد األطفال ذوي‬
‫‪69‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫اإلعاقة على النمو المتكامل والذي سيبقى وينعكس أثره عندما يصبح‬
‫هؤالء األطفال شباب‪ ،‬بل وآباء وأمهات ألطفال ربما يكونوا أسوياء‪.‬‬
‫‪12‬ـ ضرورة التوسع في األماكن المخصصة إلقامة ذوي اإلعاقة حتى تتمشى مع‬
‫الزيادة المضطردة في نسبة ذوي اإلعاقة المتقدمين للمؤسسة‪.‬‬
‫‪13‬ـ زيادة عدد األخصائيين االجتماعيين في المؤسسة لتوفير! وسائل الرعاية‬
‫االجتماعية لذوي اإلعاقة بحيث يكون لكل أسرة أو جماعة بالمؤسسة‬
‫أخصائي اجتماعي خاص بها‪.‬‬
‫‪14‬ـ التعرف على المشكالت األسرية التي ظهرت نتيجة إصابة الفرد من ذوي‬
‫اإلعاقة باإلعاقة والعمل على حلها‪.‬‬
‫‪15‬ـ تدعيم الورش القائمة لتدريب ذوي اإلعاقة والتوسع! في إنشاء ورش جديدة ‪.‬‬
‫‪16‬ـ زيادة البرامج الترويحية المنظمة كالرحالت والحفالت والمخيمات ‪.‬‬
‫‪17‬ـ وضع برامج للنشاط تتماشى مع نوع اإلعاقة وعمر الفرد من ذوي اإلعاقة‬
‫حتى يمكن توفير التجانس واالنسجام ودعم العالقات الطيبة بينهم‪.‬‬
‫‪18‬ـ ضرورة االهتمام باألنشطة والبرامج التي تساعد على دعم وتطوير السلوك‬
‫االيجابي لذوي اإلعاقة‪.‬‬
‫الحد األدنى من عجز الفرد من‬
‫‪19‬ـ ضرورة استخدام! األسلوب العلمي لتقدير ّ‬
‫ذوي اإلعاقة ودرجات تعويقه‪.‬‬
‫‪20‬ـ أن تتولى وزارة الشؤون االجتماعية استصدار! تشريع جديد للتأهيل‬
‫االجتماعي لذوي اإلعاقة مما يساير! االتجاهات الحديثة في هذا المجال‬
‫ويكفل تكامل االحتياجات لذوي اإلعاقة وعلى األخص فيما يتصل بالتأهيل‬
‫والتدريب والتشغيل! ومنح ذوي اإلعاقة المزايا االجتماعية التي تكفل لهم‬
‫الحياة الطبيعية‪.‬‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪70‬‬

‫‪21‬ـ أن تتبنى الجامعات والمعاهد العليا وضع سياسة إعداد الكوادر الفنية‬
‫المتخصصة للعمل في مجال تأهيل ذوي اإلعاقة وإ دخال مادة تأهيل ذوي‬
‫اإلعاقة في برامج الكليات والمعاهد العليا للخدمة االجتماعية وأقسام‬
‫االجتماع بكليات اآلداب وكليات التربية الرياضية كمادة أساسية‪.‬‬
‫‪22‬ـ تشجيع التأليف والترجمة في موضوعات تأهيل ذوي اإلعاقة في النواحي‬
‫الطبية واالجتماعية والنفسية والمهنية لتكون أمام الدارسين وهيئات‬
‫التدريس‪.‬‬
‫‪23‬ـ االهتمام بإعداد المعلم والمدرب المهني في مجال تأهيل ذوي اإلعاقة‪.‬‬
‫‪24‬ـ عقد المؤتمرات! المحلية والدولية والحلقات الدراسية لمناقشة مشاكل ذوي‬
‫اإلعاقة وتبادل الرأي في كل ما هو جديد في هذا المجال‪.‬‬

‫وختامـــــاً‪...‬‬
‫إن الدفاع عن حقوق ذوي اإلعاقة والعمل على تحقيق مطالبهم بتحسين واقع‬
‫الخدمات المقدمة لهم وتعريف! المجتمع بأهمية الفرد من ذوي اإلعاقة كعنصر‬
‫بشري قادر! على اإلنتاج وشعوره بترابط! أسري حميم بينه وبين أعضاء أسرته‬
‫ومجتمعه له تأثيرات إيجابية وعالقات تبادلية تسودها المحبة والمودة‪ ،‬فدور‬
‫المجتمع الدولي والمنظمات! العالمية والحكومات والمؤسسات المحلية العمل على‬
‫تنشيط حياته االجتماعية ومساعدته على اكتساب أنماط سلوكية متعددة ‪،‬‬
‫ومعارف! متجددة ‪ ،‬لتزيد من انتمائه لمجتمعه فهو جزء من النظام االجتماعي‬
‫الذي ينتمي إليه وله حقوق وواجبات في ممارسة دوره على أكمل وجه بشكل‬
‫فعّال‪.‬‬
‫‪71‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫ولألسف الشديد ال تزال بعض المجتمعات متغيبة عن ذلك الشطر الحضاري‬


‫الذي يوفر! لهذه الشريحة من أبناءنا فرص العالج والتدريب! والتأهيل الكافية‪،‬‬
‫حتى تمكنهم التعايش مع أقرانهم األطفال قدر اإلمكان بأسلوب حضاري! وإ نساني‬
‫مهذب وراقي ‪..‬‬
‫ولعل من المهم أن نقول إن والدي الطفل ذوي االحتياج الخاص أيضاً لهما‬
‫الحق في المساندة والمساعدة المادية وأهم من ذلك المعنوية‪ ..‬فكثير من األسر‬
‫ينتابهم شعور! عميق باإلحساس بالذنب والخجل إلنجابهم طفل من ذوي اإلعاقة‪..‬‬
‫حد إخفائه عن المجتمع بأي وسيلة ومحاولة تناسي وجوده‬
‫ويكاد األمر يصل بهم َ‬
‫وهذا ما يطلق عليه لألسف (الخجل االجتماعي)‪ ..‬وقبول المجتمع للطفل من‬
‫ذوي اإلعاقة بكل مؤسساته وهيئاته ومن األسرة أوالً‪ ،‬دون تعال أو شفقة زائدة‬
‫عليه‪ ،‬هو الخطوة األولى في المساعدة والمساندة الحقيقية لهذا الطفل وال بد أن‬
‫نعمل معاً وبيد متكاتفة نحو تحقيق الهدف األسمى وهو النظر إلى هؤالء نظرة‬
‫عالية جداً ودون خجل وال نفرق بينهم وبين األفراد اآلخرين من األسوياء ‪..‬‬
‫ونسعى معاً لتحقيق ( مبدأ الدمج ) بكل أشكاله وأنواعه تحقيقاً لمبدأ المساواة التي‬
‫نادى بها اهلل سبحانه وتعالى! ‪..‬‬
‫لذلك تقع مسؤولياتنا! على مساعدتهم واالرتقاء بهم في مجتمعاتهم! من خالل‬
‫تطوير شعورهم باالعتماد على الذات وذلك باإليعاز! إليهم والعناية بأدواتهم!‬
‫الخاصة وأن نقوم بدور! المرشد والدليل وتشجيعهم! على التفاعل معنا ومع أقرانهم!‬
‫لنكون‪  ‬قد ساهمنا في تنميتهم وتنمية مجتمعاتنا مسطرين رسالة إنسانية هدفها‬
‫جميل ونبيل‪.‬‬
‫فنحن نتشارك! جميعاً في نفس الميدان ونتقاسم! نفس الهموم‪ ..‬ونعمل لتحقيق‬
‫ٍ‬
‫غد مشرق وأفضل! لذوي اإلعاقة وندافع عن حقهم في التعليم بما يتناسب‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪72‬‬

‫وقدراتهم والعيش مع أقرانهم! اآلخرين وتنمية تلك القدرات ألقصى درجة ممكنة‪،‬‬
‫وتأمين مستقبلهم ليصبحوا أعضاء فعالين في المجتمع وليسوا! عالة عليه‪.‬‬
‫نحن بحاجة إلى عدد أكبر من الكوادر! الوطنية المؤهلة في هذا المجال‪ ،‬نحن‬
‫بحاجة إلى إعطاء دورات عملية تدريبية أكثر للمعلمين‪ ،‬وكذلك تأهيل الطالب‬
‫بشكل أكبر للحياة العملية‪ ،‬وأخيراً إن الوضع الحالي للتربية الخاصة بتدريس ذوي‬
‫اإلعاقة يشير إلى أن المستقبل لن يتطور لألفضل فحسب بل سيصل إلى القمة بإذن‬
‫اهلل ‪ ،‬وذلك بالتأكيد بفضل الدعم المتواصل والواضح من الحكومات الرشيدة ‪..‬‬
‫ويتوجب علينا أن نرفع صيحة ‪ :‬أعيدوا للمهنة رونقها وهيبتها‪ ،‬كي يستشعر!‬
‫األخصائي االجتماعي بأهميته فيتحقق له الرضا الوظيفي‪ ،‬واستقامة المقصد‪،‬‬
‫واستشراف! المستقبل‪ ،‬واإلخالص في األداء‪ ،‬واألخذ بالمبادرة التي تحقق األمل‬
‫وتدفع إلى المشاركة الفعالة في بناء صرح النهضة المأمولة‪.‬‬
‫‪73‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫قائمــة المراجــع‬

‫أوالً‪ :‬المراجع العربية‪:‬‬

‫‪1‬ـ القرآن الكريم‪.‬‬


‫‪2‬ـ مريم صالح األشقر ‪ /‬مفهوم اإلعاقة ‪ /‬إصدار المركز الثقافي االجتماعي ـ الجمعية القطرية‬
‫لتأهيل ذوي االحتياجات الخاصة ‪ /‬قطر‪ /‬سبتمبر ‪ 2003‬م‪.‬‬
‫‪3‬ـ الدكتور مروان عبد المجيد إبراهيم‪ /‬الرعاية االجتماعية للفئات الخاصة ( تربوياً‪ -‬نفسياً‬
‫رياضياً ـ تأهيل ) مؤسسة الوراق للنشر والتوزيع ‪ /‬األردن ‪ /‬الطبعة األولى ‪ 2002‬م‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ الخدمة االجتماعية المعاصرة ‪ /‬الدكتورة نظمية احمد سرحان‬
‫‪ 5‬ـ الخدمة االجتماعية في مجال الفئات الخاصة ‪ /‬الدكتور ماهر أبو المعاطي ‪.‬‬
‫‪6‬ـ التوعية االجتماعية في الوقاية من اإلعاقة ‪ /‬روحي عبيدات ‪ /‬أخصائي نفسي تربوي‬
‫الشارقة ‪.‬‬
‫‪7‬ـ دليل األخصائي االجتماعي في المجال المدرسي بمدارس دولة قطر ‪ /‬من إع ــداد موجهين‬
‫وموجهات التربية االجتماعية ( عبداهلل النعمة ‪ ،‬عبدربه القحطاني‪ ،‬مريم األشقر ‪ ،‬حنان‬
‫زيدان ) إصدار وزارة التربية والتعليم ـ إدارة التربية االجتماعية ‪ 2003‬م‬
‫‪8‬ـ مريم صالح األشقر ‪ /‬دمج ذوي االحتياجات الخاصة بالمجتمع ‪ /‬إصدار المركز الثقافي‬
‫االجتماعي ـ الجمعية القطرية لتأهيل ذوي االحتياجات الخاصة ‪ /‬قطر‪ /‬يناير‪ 2003‬م‬
‫‪9‬ـ الدكتور فاروق الروسان ‪ /‬قضايا ومشكالت في التربية الخاصة ‪ /‬الطبعة األولى ‪ 1998‬م‪/‬‬
‫دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع ‪ /‬األردن‪.‬‬
‫‪10‬ـ مريم صالح األشقر‪ /‬اإلرشاد األسري في مجال ذوي االحتياجات الخاصة ‪ /‬إصدار‬
‫المجلس األعلى لشؤون األسرة ‪ /‬قطر ‪ /‬أبريل ‪ 2007‬م‪.‬‬
‫‪11‬ـ الدكتورة مريم إبراهيم حنا وآخرون ‪ /‬الخدمة االجتماعية مع الفئات الخاصة ‪ /‬كلية‬
‫الخدمة االجتماعية ‪ /‬جامعة حلوان ‪ 1995 /‬م‪.‬‬

‫‪12‬ـ إسماعيل شرف ‪ /‬تأهيل المعوقين ‪ /‬القاهرة ‪ /‬دار المعارف ‪ 1982 /‬م ‪.‬‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪74‬‬

‫‪13‬ـ محمد عبد المؤمن حسن ‪ /‬سيكولوجية غير العاديين وتربيتهم ‪ /‬اإلسكندرية ‪ /‬دار الفكر‬
‫الجامعي ‪ 1986 /‬م‪.‬‬
‫‪14‬ـ أحمد السيد يونس ـ نصري حنورة ‪ /‬الطفل المعوق رعايته طبياً ونفسياً واجتماعياً القاهرة‬
‫‪ /‬دار الفكر الجامعي ‪ 1982 /‬م ‪.‬‬
‫‪15‬ـ محمد عبد المنعم نور ‪ /‬الخدمة االجتماعية الطبية والتأهيل ‪ /‬القاهرة ‪ /‬مكتبة القاهرة‬
‫الحديثة ‪ 1973 /‬م‪.‬‬
‫‪16‬ـ الدكتور السيد رمضان ‪ /‬إسهامات الخدمة االجتماعية في مجال رعاية الفئات الخاصة ‪/‬‬
‫المكتب الجامعي الحديث ‪ /‬اإلسكندرية ‪ 1990 /‬م ‪.‬‬
‫‪17‬ـ قانون رقم (‪ )2‬لسنة ‪ 2004‬بشأن ذوي االحتياجات الخاصة في دولة قطر صدر في‬
‫‪ 2004 ، 2 ، 15‬م‬
‫‪18‬ـ الدكتور بدر الدين كمال عبده ‪ /‬اإلعاقة في محيط الخدمة االجتماعية ( دراسة تدعيم‬
‫النسق ألقيمي لجماعات المعوقين ) المكتب العلمي للكمبيوتر والنشر والتوزيع‬
‫اإلسكندرية ‪ 1995 /‬م‪.‬‬
‫‪19‬ـ زينب حسن أبو العال ‪ /‬الخدمة االجتماعية في محيط الفئات الخاصة ‪ /‬كلية الخدمة‬
‫االجتماعية ‪ 1986 /‬م‬
‫‪20‬ـ محمد نجيب توفيق ‪ /‬الخدمة االجتماعية مع الفئات الخاصة ‪ /‬كلية الخدمة االجتماعية ‪/‬‬
‫‪ 1990‬م‬
‫‪21‬ـ الدكتور إبراهيم عبد الهادي محمد المليجي ‪ /‬الرعاية الطبية والتأهيلية من منظور الخدمة‬
‫االجتماعية ‪ /‬الناشر ‪ :‬المكتب الجامعي الحديث ‪ /‬اإلسكندرية ‪ 2002 /‬م‬
‫‪22‬ـ عطيات عبد الحميد ناشد وآخرون ‪ /‬الرعاية االجتماعية للمعوقين ‪ /‬مكتبة األنجلو‬
‫المصرية ‪ /‬القاهرة ‪ 1969 /‬م ‪.‬‬
‫‪23‬ـ فتحي السيد عبد الرحيم ‪ /‬قضايا ومشكالت في سيكولوجية اإلعاقة والمعوقين (النظرية‬
‫والتطبيق) دار القلم ‪ /‬الكويت ‪ 1983 /‬م‪.‬‬
‫‪24‬ـ الدكتورة سحر أحمد الخشرمي ‪ /‬المدرسة للجميع " دمج ذوي االحتياجات الخاصة في‬
‫المدارس العادية " مكتبة الصفحات الذهبية ‪ 2000 /‬م ‪ /‬الرياض‪.‬‬
‫‪75‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫‪25‬ـ الدكتور عبد العزيز السرطاوي ـ الدكتورعبد العزيز حسن أيوب ‪ /‬اإلعاقة العقلية الطبعة‬
‫األولى ‪ 2000‬م ‪ /‬مكتبة الفالح للنشر والتوزيع ‪ /‬دولة الكويت ‪ ،‬اإلمارات العربية‬
‫المتحدة‪.‬‬
‫‪26‬ـ عمل االختصاصية االجتماعية في المجال المدرسي ‪ /‬ورشة تدريبية ‪ /‬الموجهتين مريم‬
‫األشقر ـ حنان زيدان ‪ /‬مارس ‪ 2000‬م‬
‫‪27‬ـ الدكتور عبد الحميد عطية ـ الدكتورة سلمى محمود جمعه ‪ /‬الخدمة االجتماعية وذوي‬
‫االحتياجات الخاصة ( المواجهة والتحدي ) المكتب الجامعي الحديث‪ 2001 /‬م‬
‫‪28‬ـ مقدمة في الخدمة االجتماعية ‪ :‬الدكتور ماهر ابو المعاطي ‪.‬‬
‫‪ 29‬ـ الرعاية الطبية والصحية وراعاية المعوقين ‪ :‬الدكتورة اقبال مخلوف ‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬أوراق العمل والبحوث ‪:‬‬
‫‪1‬ـ مريم صالح األشقر ‪ /‬بحث عن ( دمج المكفوفين بالمجتمع ) ‪ /‬مقدم للمسابقة الثقافية لمركز‬
‫قطر الثقافي االجتماعي للمكفوفين ‪ /‬حائز على المركز األول خليجياً ‪ /‬أكتوبر ‪ 2007‬م‬
‫‪.‬‬
‫‪2‬ـ مريم صالح األشقر ‪ /‬محاضرة عن ( فن التعامل مع ذوي اإلعاقة ) قدمت للمدارس‬
‫المستقلة التي بها فصول للدمج ‪ /‬نوفمبر ‪ 2007‬م‪.‬‬
‫‪3‬ـ فاروق محمد صادق ‪ /‬االتجاه نحو اإلعاقة ‪ /‬ندوة الطفولة المعوقة ‪ /‬اإلتحاد اإلقليمي‬
‫للجمعيات والمؤسسات الخاصة ‪ 1990 /‬م ‪.‬‬
‫‪4‬ـ شيخه الحسيني ‪ /‬أسلوب الدمج واألشكال المتعددة لممارسته ‪ /‬ورقة عمل مقدمة لندوة‬
‫تجارب دمج األشخاص ذوي االحتياجات الخاصة في دول مجلس التعاون الخليجي "‬
‫التطلعات والتحديات " نظمتها ‪ :‬جامعة الخليج العربي ضمن برنامج مؤسسة سلطان بن‬
‫عبد العزيز آل سعود للتربية الخاصة ‪ /‬البحرين ‪ /‬من ‪ 2‬ـ ‪ / 4‬مارس ‪ 1998 /‬م‬
‫‪5‬ـ الدكتور حسن عبد الحسين محمد صفر ‪ /‬دمج الطلبة ذوي االحتياجات الخاصة في التعليم‬
‫العام ‪ /‬ورقة عمل مقدمة إلى المؤتمر األول إلدارة مدارس التربية الخاصة في الفترة من‬
‫‪ 4‬ـ ‪ / 8‬مايو ‪ 2002 /‬م ‪ /‬الكويت‪.‬‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪76‬‬

‫‪6‬ـ وائل مسعود ‪ /‬أهمية الدمج لألطفال المعوقين في المدارس العامة في األردن ‪ /‬ورقة عمل‬
‫مقدمة إلى الحلقة الدراسية لواقع ومستقبل ومؤسسات رعاية المعوقين في األردن من ‪ 2‬ـ‬
‫‪ 1984 / 5‬م‪.‬‬
‫‪7‬ـ بتول محسن عبد اهلل اللواتي ‪ /‬االنجازات والخطط المستقبلية في مجال الدمج بسلطنة عمان‬
‫‪ /‬ورقة عمل مقدمة إلى المؤتمر األول إلدارة مدارس التربية الخاصة ‪ /‬في الفترة من ‪4‬‬
‫ـ ‪ / 8‬مايو ‪ 2002 /‬م ‪ /‬الكويت‪.‬‬
‫‪8‬ـ آمنة راشد سلطان ‪ ( /‬اإلعاقة وسبل الوقاية منها ) مدينة! الشارقة للخدمات اإلنسانية مركز‬
‫التدخل المبكر‪ /‬ورقة عمل مقدمة إلى للملتقى األسري الرابع ( ذوي االحتياجات‬
‫الخاصة‪ ..‬الواقع والمأمول ) من ‪ 19‬أبريل ـ ‪ 9‬مايو ‪ 2004 /‬م ‪ /‬مراكز التنمية‬
‫األسرية بالمجلس األعلى لشؤون األسرة ‪ /‬الشارقة‪.‬‬
‫‪9‬ـ عائشة عبد اهلل السويدي ‪ /‬االنجازات والخطط المستقبلية في مجال الدمج بدولة اإلمارات‬
‫العربية المتحدة ‪ /‬ورقة عمل مقدمة إلى المؤتمر األول إلدارة مدارس التربية الخاصة ‪/‬‬
‫في الفترة من ‪ 4‬ـ ‪ / 8‬مايو ‪ 2002 /‬م ‪ /‬الكويت ‪.‬‬
‫‪10‬ـ أ‪ .‬طالب حمزة عباس ـ أ‪ .‬كفاية راشد العليان ‪ /‬قياس مفهوم الدمج وأهميته من منظور‬
‫ذوي العالقة بالطالب المعاق( قياديون ـ تربويون ـ فنيون ـ أولياء أمور الطالب ) ‪ /‬دراسة‬
‫استطالعية ‪ /‬ورقة عمل مقدمة للمؤتمر األول إلدارة مدارس التربية الخاصة ‪ /‬في‬
‫الفترة من ‪ 4‬ـ ‪ / 8‬مايو ‪ 2002 /‬م ‪ /‬الكويت ‪.‬‬
‫‪11‬ـ الدكتور شاهر بن ظافر الشهري ‪ /‬ورقة عمل مقدمة من الجمعية الخيرية لرعاية وتأهيل‬
‫المعاقين بالسعودية ‪ /‬لندوة تجارب دمج األشخاص ذوي االحتياجات الخاصة في دول‬
‫مجلس التعاون الخليجي " التطلعات والتحديات " نظمتها ‪ :‬جامعة الخليج العربي ضمن‬
‫برنامج مؤسسة سلطان بن عبد العزيز آل سعود للتربية الخاصة البحرين ‪ /‬من ‪ 2‬ـ ‪/ 4‬‬
‫مارس ‪ 1998 /‬م‪.‬‬
‫‪77‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫ثالثاً‪ :‬المجالت والدوريات‪:‬‬


‫‪1‬ـ عثمان لبيب فراج ‪ /‬االتجاهات والسلوك نحو الطفل المعاق ‪ /‬مجلة النيل ‪ /‬العدد! ‪ 44‬الهيئة‬
‫المصرية العامة لالستعالمات ‪ /‬القاهرة ‪ /‬يناير ‪ 1991‬م ‪.‬‬
‫‪2‬ـ عثمان لبيب فراج ‪ /‬فلسفة ووسائل دمج المعوقين في المجتمع ‪ /‬النشرة الدورية إلتحاد‬
‫هيئات رعاية الفئات الخاصة ‪ ،‬العدد! (‪ )8‬ديسمبر ‪ 1986‬م ‪.‬‬

‫رابعاً‪ :‬منتديات االنترنت‪:‬ـ‬


‫موقع مساواة ‪1- http://www.musawa.org/new2/lqatar.doc /‬‬
‫?‪2- http://www.gulfkids.com/ar/index.php‬‬
‫‪action=show_art&ArtCat=21&id=558-‬‬
‫منتديات ‪3- http://www.swmsa.com/forum/showthread.php?t=781 /‬‬
‫العلوم االجتماعية ‪ ،‬مريم األشقر‬
‫?‪4- http://www.gulfkids.com/ar/index.php‬‬
‫موقع أطفال الخليج للدكتور عبد ‪action=show_art&ArtCat=21&id=558‬‬
‫اهلل الصبي‬
‫موقع الملتقى ‪5- http://www.aljobran.net/showthread.php?p=7482/‬‬
‫‪.‬العربي لذوي االحتياجات الخاصة‬
‫موقع اجتماعي ‪6- http://ejtemay.net/showthread.php?t=1645 /‬‬
‫‪7- http://www.social-team.com/forum/showthread.php?t=578 /‬‬
‫منتدى الفريق االجتماعي‬
‫‪8- http://www.social-team.com/forum/showthread.php?t=1046 /‬‬
‫منتدى الفريق االجتماعي‬
‫‪9- http://www.social-team.com/forum/showthread.php?t=427 /‬‬
‫منتدى الفريق االجتماعي‬
‫‪10- http://www.tanmia.ma/article.php3?id_article=15775‬‬
‫‪11- http://www.hayatnafs.com/kadaya_nafsia_ijtema3ia/‬‬
‫‪preventionofdisabilities.htm‬‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪78‬‬

‫‪ ‬‬

‫أمراض الدم الوراثية‬


‫[ أنيميا منجليه – ثالسيميا – أنيميا الفول "نقص الخميرة" ]‬

‫واألدوار المهنية لألخصائي االجتماعي‬


‫في مجال أمراض الدم الوراثية‬
‫وكيفية التعامل مع المريض وأسرته‬

‫إعــــداد‬

‫خديجة ترسن أبوبكر تركستانيـ‬

‫أخصائية اجتماعية‬
‫‪ ‬بمستشفىـ جامعة الملك عبدالعزيز (سابقا)‬
‫‪ ‬‬
‫‪79‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫مقدمـة‬
‫‪       ‬يحظى األخصائي االجتماعي في المجال الطبي بالعمليات المهنية والجهود‬
‫العلمية التي يقوم بها من خالل فريق عمل يسعى إلى توفير خدمة طبية متكاملة‬
‫للمرضى وأسرهم سواء من الناحية الطبياً والنفسياً واالجتماعية‪ ،‬والذي يسعى بدوره‬
‫لجعلهم أكثر قدرة للتعامل مع احتياجاتهم ومشكالتهم االجتماعية والتكيف مع البيئة التي‬
‫يعيشون فيها‪.‬‬
‫‪       ‬وتعتبر أمراض الدم الوراثية من أكثر األمراض الوراثية انتشاراً في العالم‬
‫بشكل عام وسوف نقوم في هذا الجزء بشرح مبسط عن هذه األمراض وطرق عالجها‬
‫والوقاية منها‪.‬‬
‫‪       ‬وسنتناول في الجزء األول مرض األنيميا المنجلية‪ ،‬ويعتبر فقر الدم المنجلي من‬
‫أشهر أمراض الدم الوراثية والتي تؤدي إلى تكوين تجلطات في الشرايين الدقيقة وهي‬
‫من األمراض األكثر انتشاراً في العالم‪.‬‬
‫‪       ‬وسنتناول في الجزء الثاني مرض الثالسيميا‪ ،‬وتعتبر من أهم أمراض الدم‬
‫الوراثية واألكثر انتشاراً في العالم بشكل عام وفي منطقة البحر األبيض المتوسط بشكل‬
‫خاص ولقد تم تشخيصه على يد الطبيب‪ /‬كولي عام ‪1925‬م‪ ،‬وهي نوعان (األلفا‬
‫ثالسيميا‪ ،‬والبيتا ثالسيميا)‪.‬‬
‫‪       ‬وسنتناول في الجزء الثالث مرض نقص الخميرة ( ‪ )G6PD‬أو نقص اإلنزيم‬
‫جلوكوز‪ 6-‬والذي يسمى بأنيميا الفول وهو من أكثر وأشهر أنواع نقص األنزيمات‬
‫ويصيب ما يقارب أربعمائة مليون شخص في مختلف أنحاء العالم‪.‬‬
‫‪       ‬وسنستعرض في الجزء الرابع األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي الطبي في‬
‫مجال أمراض الدم الوراثية للمريض وأسرته والبيئة المحيطة به‪.‬‬
‫‪       ‬وإ ذ أضع هذا الجزء من أمراض الدم الوراثية بين أيدي المهتمين والمعنيين‬
‫ليكون الهدف دائماً أن تعم الفائدة والمساهمة في التثقيف والتوعية الصحية من أجل‬
‫حياة أفضل‪.‬‬
‫نسأل اهلل أن يوفقنا إلى الخير‪.‬‬
‫الباحثة‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪80‬‬

‫أمراض الدم الوراثية‬


‫‪       ‬هي مجموعة من األمراض الوراثية تنتقل بالوراثة من الوالدين إلى األبناء‬
‫وتحدث نتيجة وجود خلل وراثي! في بعض مكونات كرات الدم الحمراء‪ ،‬وهذه‬
‫األمراض تتميز بخطورتها وطول! أمدها وحاجتها! إلى المتابعة الطبية لفترات‬
‫طويلة تمتد إلى طول العمر إضافة إلى تبعاتها النفسية واالجتماعية والمادية التي‬
‫تثقل كاهل المريض وأسرته وتعرضهم لضغوط! اجتماعية تحرمهم من متابعة‬
‫العيش في ظل ظروف! طبيعية مستقرة خاصة أن الطب لم يستطع حتى اآلن‬
‫إيجاد العالج الناجع الشافي! لهذه األمراض وبشكل مضمون إنما توقف عند‬
‫رعاية المريض طبياً ومحاولة تخفيف آالمه‪ ،‬وإ يقاف استفحال المرض ما أمكن‪.‬‬
‫‪       ‬ومن أهم أمراض الدم الوراثية وأكثرها شيوعاً في العالم (األنيميا المنجلية‬
‫– الثالسيميا [انيميا البحر األبيض المتوسط] – أنيميا الفول [نقص الخميرة‬
‫‪.) ]G6PD‬‬
‫كيف تنتقل هذه األمراض‪:‬‬
‫‪       ‬تنتقل هذه األمراض عن طريق الوراثة فقط حيث يرث المريض جينات‬
‫المرض عن طريق الوالدين (األب واألم) فإذا كان الوالدين من حاملي المرض‬
‫ففي كل حمل هناك احتمال ‪ %25‬أن يولد طفل مصاب بالمرض‪ ،‬ونسبة ‪%50‬‬
‫أن يولد طفل حامل للمرض‪ ،‬ونسبة ‪ %25‬أن يكون الطفل سليم‪.‬‬
‫‪                ‬الزواج الخطر‪                       ‬الزواج اآلمن‬
‫واألمراض الوراثية تسبب أنواع مختلفة من اإلعاقات‪:‬‬
‫‪ -1‬اإلعاقة الجسدية‪.‬‬
‫‪ -2‬اإلعاقة العقلية‪.‬‬
‫‪ -3‬اإلعاقة االجتماعية والنفسية‪.‬‬
‫طرق عالج أمراض الدم الوراثية‪:‬‬
‫‪81‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫‪       ‬ال يوجد عالج شافي من هذه األمراض ولكن يتم التخفيف من حدة المرض‬
‫ومنع النوبات الحادة وتأخير المضاعفات حسب نوع المرض ويشمل العالج‪:‬‬
‫‪ -1‬معالجة الجفاف المبكر وااللتهابات! والحماية من البرد الشديد‪.‬‬
‫‪ -2‬استخدام المضادات الحيوية وأخذ التطعيمات الالزمة‪.‬‬
‫‪ -3‬نقل الدم المتكرر! لمريض الثالسيميا! طيلة الحياة‪.‬‬
‫‪ -4‬استخدام عقار الفيسفرال لتقليل نسبة الحديد في الدم‪.‬‬
‫‪ -5‬استئصال الطحال في بعض الحاالت التي يتضخم فيها‪.‬‬
‫‪ -6‬زراعة نخاع العظم (مكلفة مادياً)‪.‬‬
‫طرق الوقاية من أمراض الدم الوراثية‪:‬‬
‫‪       ‬وتشمل التالي‪:‬‬
‫‪ -1‬االستشارة الوراثية للمقبلين على الزواج‪.‬‬
‫‪ -2‬االبتعاد عن زواج األقارب خاصة بين األسر التي ينتشر بهم المرض‪.‬‬
‫‪ -3‬تجنب الزواج بين حاملي العامل الوراثي المسبب للمرض‪.‬‬
‫‪ -4‬الفحص للمقبلين على الزواج‪.‬‬
‫‪ -5‬الفحص المبكر لألطفال حديثي الوالدة في المناطق! التي ينتشر! فيها‬
‫المرض وذلك للعالج المبكر وتفادي المضاعفات المصاحبة للمرض‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪82‬‬

‫األنيميا المنجلية‬
‫‪Sickle Cell Anaemia‬‬
‫األنيميا المنجلية‪ ..‬أو فقر الدم المنجلي‪:‬‬
‫‪       ‬هو مرض وراثي يحدث بسبب وجود! خلل وراثي في تركيبة صبغة‬
‫الهيموجلوبين في كريات الدم الحمراء وهو المسؤول! عن نقل األوكسجين إلى‬
‫جميع أجزاء الجسم ويسبب انسداد الشعيرات الدموية الصغيرة وأيضاً! يحدث‬
‫تحلل مبكر للخلية المنجلية وبسبب ذلك تحدث أعراض المرض‪.‬‬
‫‪       ‬ولقد سمي هذا المرض بالمنجلية وذلك ألن كريات الدم الحمراء تحت‬
‫المجهر تأخذ شكل مقوس كالمنجل والجدول التالي يوضح الفرق بين خاليا الدم‬
‫السليمة وبين خاليا الدم المنجلية‪.‬‬
‫الجدول التالي يوضح لكم الفرق بين خاليا الدم السليمة وبين خاليا الدم المنجلية‪:‬‬
‫تكون منجلية وهاللية الشكل‬ ‫تكون على شكل أقراص‬
‫صلبة وذات قابلية لإللتصاق والتكسر‬ ‫لينة ومرنة‬
‫عادة ما تلتصق في جدار األوعية‬
‫تتدفق وتمر بسهولة عبر األوعية الدموية‬
‫الدموية وتوقف مرور الدم‬
‫تعيش متوسطا لمدة ‪ 20‬يوماً‬ ‫تعيش لمدة ‪ 120‬يوماً‬

‫المناطق التي تظهر فيها األنيميا المنجلية‪:‬‬


‫‪       ‬يظهر هذا المرض في مناطق مختلفة من العالم وينتشر بشكل أوسع في‪:‬‬
‫‪ ‬أفريقيا بشكل عام‪.‬‬
‫‪ ‬منطقة الخليج العربي ‪ /‬اليمن ‪ /‬وجنوب شرق السعودية‪.‬‬
‫‪ ‬منطقة الشرق األوسط‪.‬‬
‫‪ ‬شبه القارة الهندية – جنوب شرق آسيا‪.‬‬
‫‪ ‬المنطقة الكاريبية في أمريكا الوسطى‪.‬‬
‫‪83‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫أما انتشارها! في المملكة العربية السعودية فتتفاوت نسبة حاملي مرضى!‬


‫األنيميا المنجلية من ‪ %30 - %2‬ففي المنطقة الشرقية (اإلحساء) ‪،%30‬‬
‫والمنطقة الجنوبية (جيزان) ‪ ،%20‬المدينة المنورة ‪ ،%14‬محافظة جدة ‪،%4‬‬
‫مدينة الرياض ‪.%2‬‬
‫خريطة توضح انتشار! مرض اإلنيميا المنجلية في العديد من مناطق! العالم‬

‫أعراض المرض حسب عمر المريض‪:‬‬


‫‪       ‬تظهر األعراض بعد الشهر السادس من عمر المصاب وخالل السنتين‬
‫األوليتين من العمر وتسبب‪:‬‬
‫‪ -1‬انسداد الشعيرات الدموية بكريات الدم المنجلي‪.‬‬
‫‪ -2‬انتفاخ اليدين والقدمين والذي يكون مصحوبًا بآالم شديدة وبكاء متكرر‪.‬‬
‫‪ -3‬تكرار اإلصابة بااللتهابات الفيروسية والبتكتيرية في الدم‪.‬‬
‫بعد سنتين إلى العاشرة من العمر‪:‬‬
‫‪ -1‬زيادة القابلية لإلصابة بااللتهابات وخاصة في الجهاز التنفسي‪.‬‬
‫‪ -2‬التهابات العظام‪.‬‬
‫‪ -3‬شحوب البشرة والعينين‪.‬‬
‫‪ -4‬التعب واإلرهاق عند القيام بأعمال فيها جهد عالي‪.‬‬
‫‪ -5‬تضخم الطحال والكبد نتيجة عجز نخاع العظام عن انتاج كريات الدم‬
‫الحمراء‪.‬‬
‫‪ -6‬فقدان الشهية‪.‬‬
‫‪ -7‬حدوث جلطة دماغية نتيجة انسداد العروق الدماغية‪.‬‬

‫المشاكل الصحية التي تحدث للمصاب‪:‬‬


‫‪ -1‬اإلعاقة الجسدية والعقلية بسبب جلطة الدماغ‪.‬‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪84‬‬

‫‪ -2‬ظهور حصوات المرارة‪.‬‬


‫‪ -3‬قصور! وظائف الكلى‪.‬‬
‫‪ -4‬قصور في وظائف القلب نتيجة تكرر نقل الدم وترسب الحديد بالقلب‪.‬‬
‫‪ -5‬قصر القامة‪.‬‬
‫‪ -6‬انفصال شبكية العين (نادر الحدوث وفي! سن متقدم)‪.‬‬
‫‪ -7‬تقرح الجلد المزمن (وعادة ما يحدث ذلك في الساقين)‪.‬‬

‫طرق عالج أعراض المرض ومضاعفاته‪:‬‬


‫‪ -1‬تجنب األعمال المجهدة والرياضة العنيفة‪.‬‬
‫‪ -2‬تجنب الجفاف والتعرض الطويل للشمس‪.‬‬
‫‪ -3‬تجنب التعرض للبرد وأخذ االحتياطات تجاه تقلبات المناخ‪.‬‬
‫‪ -4‬اإلكثار من شرب السوائل‪.‬‬
‫‪ -5‬تجنب التعرض لاللتهابات الجرثومية قدر المستطاع وعالجها في أسرع‬
‫وقت عند حدوثها‪.‬‬
‫‪ -6‬المتابعة الطبية المستمرة‪.‬‬

‫عالج نوبات األلم‪:‬‬


‫‪ -1‬الراحة التامة – إعطاء مسكنات‪.‬‬
‫‪ -2‬تناول كثير من السوائل عن طريق الفم أو بالوريد‪ .‬‬
‫‪ -3‬عمل كمادات ساخنة على موضع األلم‪.‬‬
‫‪ -4‬عالج اإللتهابات الجرثومية بالمضادات! الحيوية‪.‬‬

‫نقل الدم‪:‬‬
‫‪       ‬ال يستخدم إال في حاالت نادرة جداً ألنه يزيد في لزوجة الدم مما ينتج عنه‬
‫فرصة أكبر لحدوث انسداد باألوعية الدموية ولكن تبديل الدم هو األفضل فيعطى‬
‫‪85‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫المريض من الدم السليم بمقدار ما يسحب من دمه ويلجأ إلى تبديل الدم في حاالت‬
‫خاصة مثل جلطة الدماغ أو الرئة عند حدوث فقر دم شديد وعند التحضير‬
‫للعمليات الجراحية الكبيرة‪.‬‬

‫الحاالت التي تستدعي المراجعة الفورية للمستشفى‪:‬‬


‫‪ -1‬االرتفاع الشديد لدرجة الحرارة‪.‬‬
‫‪ -2‬اآلالم الحادة الشديدة التي ال تستجيب للمسكنات البسيطة‪.‬‬
‫‪ -3‬ازدياد شحوب لون الجلد‪.‬‬
‫‪ -4‬انتفاخ البطن مع االزدياد المفاجيء لحجم الطحال‪.‬‬
‫‪ -5‬الصداع الشديد – التشنجات‪.‬‬
‫‪ -6‬عدم القدرة على حركة أحد األطراف‪.‬‬

‫طرق أخرى للعالج‪:‬‬


‫‪       ‬إجراء عملية استبدال نخاع العظام وهي باهظة التكاليف بوجود متبرع‬
‫يكون متطابق! في خاليا الأنسجة مع المريض ‪.%100‬‬

‫الوقاية من هذا المرض‪:‬‬


‫‪       ‬الوقاية الوحيدة هو الفحص الطبي قبل الزواج للتأكد من خلو الطرفين من‬
‫صفة المرض فسالمة أحد الطرفين تكفي إلنجاب أطفال أصحاء‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪86‬‬

‫الثالسيميا‬
‫انيميا البحر األبيض المتوسط‬
‫‪Thalassemia‬‬

‫الثالسيميا (‪)Thalassemia‬‬
‫أنيميا البحر األبيض المتوسط‬
‫الثالسيميا‪:‬‬
‫‪       ‬هي في األصل كلمة يونانية مركبة من ثالس = بحر ‪ ،‬وميا = دم‪ ،‬أي فقر‬
‫دم حوض البحر األبيض المتوسط‪ ..‬وهي من أحد أمراض الدم الوراثية األكثر‬
‫انتشاراً في العالم‪ ،‬ولقد تم تشخيصه على يد الطبيب كولي عام ‪1925‬م‪.‬‬
‫كيفية حدوث المرض‪:‬‬
‫‪       ‬تكمن مشكلة المرض في عدم قدرة الجسم على تكوين كريات الدم‬
‫الحمراء التي تنقل الغذاء واألوكسجين إلى مختلف أعضاء الجسم‪ ،‬ويؤدي هذا‬
‫الخلل أيضاً إلى نقص في نضوج خاليا الدم الحمراء والذي يؤدي إلى تحلل‬
‫وتكسر الخاليا مبكراً بعد فترة قصيرة من انتاجها في نخاع العظم‪ ،‬وللعلم فإن‬
‫عمر خاليا الدم الحمراء هو (‪ )120‬يوماً‪.‬‬
‫‪       ‬أما في حالة مرض الثالسيميا فإن الكرية الحمراء تموت قبل المائة‬
‫والعشرين يوماً ولذلك يحتاج المريض إلى نقل دم دوري! كل ‪ 4 – 3‬أسابيع‬
‫ويعتمد على حسب عمر المريض ودرجة النقص في مستوى الهيموجلوبين‪.‬‬
‫انتشار المرض‪:‬‬
‫‪       ‬وينتشر! هذا المرض في العديد من مناطق العالم ولكن يالحظ زيادة نسبة‬
‫اإلصابة في معظم المناطق! التالية‪:‬‬
‫‪ ‬دول حوض البحث األبيض المتوسط! مثل‪ :‬إيطاليا ‪ /‬تركيا ‪ /‬اليونان‪/‬‬
‫مالطا‪.‬‬
‫‪87‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫‪ ‬منطقة الشرق األوسط ومنها‪ :‬إيران ‪ /‬العراق ‪ /‬سوريا ‪ /‬األردن ‪/‬‬


‫فلسطين‪.‬‬
‫‪ ‬دول شمال أفريقيا‪ :‬وتضم! مصر ‪ /‬تونس ‪ /‬الجزائر ‪ /‬المغرب وبعض‬
‫الدول األفريقية‪.‬‬
‫‪ ‬جنوب شرق آسيا وشبه القارة الهندية والباكستان‪.‬‬
‫‪ ‬منطقة الخليج العربي بشكل عام‪.‬‬
‫خريطة توضح انتشار! المرض في العديد من مناطق! العالم‬
‫أنواع مرض الثالسيميا‪:‬‬
‫‪       ‬ينقسم المرض إلى نوعين‪:‬‬
‫‪ -1‬ألفا ثالسيميا [ إذا حدث الخلل أو العطب (طفرة) في إحدى مورثات‬
‫األلفا جلوبين ]‪.‬‬
‫‪ -2‬بيتا ثالسيميا! [ على حسب عدد الموروثات! المصابة بالخلل البيتا جلوبين‬
‫]‪.‬‬
‫وتنقسم األلفا ثالسيميا! بدورها إلى أربعة أقسام‪:‬‬
‫(موروث واحد معطوب)‬ ‫‪Silent Thalassemia‬‬ ‫األلفا ثالسيميا الساكتة‬ ‫‪‬‬
‫ويكون الحامل لهذا النوع سليماً من أي أعراض أو تغيرات في الدم‪.‬‬
‫(عطب في مورثين)‬ ‫‪Alpha Thalassemia Trait‬‬ ‫حامل لصفة األلفا ثالسيميا!‬ ‫‪‬‬
‫وقد يظهر على المصاب فقر دم بسيط‪.‬‬
‫مرض الهيموجلوبين اتش (‪( )Hemoglobin H‬ثالث مورثات معطوبة)‬ ‫‪‬‬
‫وقد يظهر على المصاب بهذا النوع أعراض المرض المختلفة‪.‬‬
‫االستسقاء الجيني الشديد ‪(  hyduops‬أربع مورثات! معطوبة) وهو أشد‬ ‫‪‬‬
‫أنواع ألفا ثالسيميا وعادة يولد المصاب بهذا النوع ميت‪.‬‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪88‬‬

‫أما البيتا ثالسيميا فتنقسم! إلى ثالثة أقسام‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫الثالسيميا الصغرى! (‪( )Thalassemia Minor‬موروث البيتا جلوبين سليم‬ ‫‪‬‬
‫واآلخر معطوب ويظهر! على المصاب فقر دم بسيط وقد! يزداد أثناء فترة‬
‫الحمل‪.‬‬
‫الثالسيميا الوسطى (‪( )Thalassemia Intermedia‬يتواجد عند الشخص‬ ‫‪‬‬
‫المصاب عطب في كل من المورثين للبيتا جلوبين ويظهر على المصاب‬
‫أعراض المرض المختلفة وال يحتاج إلى نقل دم بصفة دورية‪.‬‬
‫الثالسيميا الكبرى (‪ )Thalassemia Major‬أكثر أنواع الثالسيميا بيتا شدة‬ ‫‪‬‬
‫وتأثيراً على المصاب وفي هذه الحالة يتواجد! عند الشخص المصاب‬
‫(عطب في البيتا جلوبين) والنقص الذي ينتج عن ذلك يكون أكثر شدة‬
‫ويؤدي! إلى نقص شديد في مستوى الهيموجلوبين‪ ،‬وفي هذه الحالة‬
‫يحتاج‪  ‬المصاب إلى نقل دم دوري! كل ‪ 4 – 3‬أسابيع للمحافظة على‬
‫نسبة عالية من الهيموجلوبين في الدم‪.‬‬
‫أعراض المرض‪:‬‬
‫تظهر أعراض اإلصابة بالثالسيميا! الكبرى خالل السنة األولى من العمر‬
‫وفيما يلي بعض األمراض التي تحدث للمصابين‪:‬‬
‫‪ -1‬شحوب وإ صفرار البشرة والشفتين‪.‬‬
‫‪ -2‬الخمول والشعور! بالتعب واإلرهاق! ألقل جهد‪.‬‬
‫‪ -3‬فقدان الشهية‪.‬‬
‫‪ -4‬تكرار اإلصابة بااللتهابات‪.‬‬
‫‪ -5‬تضخم الكبد والطحال‪.‬‬
‫ومع تقدم العمر تظهر أعراض أخرى مثل‪:‬‬
‫‪ -1‬التأخر في النمو الجسماني كالطول والوزن‪.‬‬
‫‪89‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫‪ -2‬تغيرات في عظام الجسم ومنها الوجنتين‪   .‬‬


‫‪ -3‬بروز في شكل األسنان‪.‬‬
‫‪ -4‬سرعة ضربات القلب وتضخمه‪.‬‬
‫‪ -5‬تشحم الكبد‪ ،‬انسداد لون الجسم‪ ،‬خلل هرموني نتيجة تراكم الحديد في‬
‫أعضاء مختلفة في الجسم‪.‬‬
‫‪ -6‬احتمال اإلصابة بكثير من األمراض المعدية نتيجة نقل الدم المتكرر‪.‬‬
‫أما حامل المرض فال تظهر عليه أي أعراض ويعيش حياة طبيعية‪.‬‬

‫طرق العالج المساعد على منع المضاعفات الجسدية‪:‬‬


‫‪ -1‬نقل الدم بشكل دوري كل ‪ 4 – 3‬أسابيع‪.‬‬
‫‪ -2‬استخدام الديسفرال من أجل طرد الحديد عن طريق! البول‪.‬‬
‫وهنا يأتي أهمية استخدام الديسفرال الذي يحقن بواسطة مضخة خاصة تدفع‬
‫الدواء ببطء تحت الجلد لفترة ما بين ‪ 10 – 8‬ساعات‪.‬‬
‫‪ -3‬استئصال! الطحال عند ازدياد! الحاجة للدم‪.‬‬
‫‪ -4‬زرع نخاع العظم‪ ..‬يعتمد على وجود! متبرع متطابق تماماً حسب‬
‫األنسجة ويفضل من أشقاء أو شقيقات المصاب‪.‬‬

‫طرق الوقاية‪:‬‬
‫‪ -1‬فحوصات ما قبل الوالدة ويتم الفحص بأخذ عينة من المشيمة وتحليلها!‬
‫بواسطة الـ (‪. )DNA‬‬
‫‪ -2‬فحوصات ما قبل الزواج‪.‬‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪90‬‬

‫مضاعفات المرض‪:‬‬
‫‪ -1‬ترسب الحديد يؤدي إلى تعطيل وظائف الخاليا فيسبب قصور! وظائف‬
‫القلب والغدد الصماء وتليف الكبد وتأخر البلوغ‪.‬‬
‫‪ -2‬تكون الحصوات المرارية‪.‬‬
‫‪ -3‬خطر العدوى عن طريق! الدم المنقول‪.‬‬
‫‪ -4‬التحسس من الديسفرال‪.‬‬
‫‪ -5‬اآلثار النفسية واالجتماعية‪.‬‬

‫الواجب اتباعه للحد من تلك المشاعر ولمساعدة الطفل على العيش بصورة‬
‫طبيعية‪:‬‬
‫‪ -1‬غرس في نفوس الوالدين اإليمان بقضاء اهلل وقدره‪.‬‬
‫‪ -2‬عدم إغداق العطف والحنان الزائدين على الطفل المصاب‪.‬‬
‫‪ -3‬تماسك األسرة وعدم إظهار االرتباك عند أخذ الطفل للعالج المتكرر‪.‬‬
‫‪ -4‬التعرف من قبل الوالدين عن المرض وأعراضه ومضاعفاته وكيفية‬
‫عالجه والتواصل المستمر بالطبيب المعالج لتزويدهما باإلرشادات!‬
‫الصحية‪.‬‬

‫اآلثار السلبية على والدي المريض وأسرته‪:‬‬


‫‪ -1‬اإلصابة بالصدمة عند معرفة إصابة الطفل بهذا المرض المزمن‪.‬‬
‫‪ -2‬اإلحساس بالذنب واإلحباط! بسبب إنجابهما طفل مصاب‪.‬‬
‫‪91‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫اآلثار النفسية واالجتماعية الناتجة عن المرض‪:‬‬


‫‪       ‬يعاني مرضى الثالسيميا! من مشاكل نفسية واجتماعية شأنهم شأن‬
‫المرضى اآلخرين خاصة في الفترة األولى الكتشاف! المرض‪ ،‬ويمكننا تقسيم هذه‬
‫اآلثار إلى قسمين‪:‬‬

‫األول – اآلثار السلبية التي تظهر على الطفل المصاب‪:‬‬


‫‪ -1‬شعور الطفل بأنه معرض لأللم المستمر! بواسطة العالجات المتبعة‪.‬‬
‫‪ -2‬االعتماد المفرط على الوالدين نتيجة العطف والحنان الزائدين‪.‬‬
‫‪ -3‬االنطوائية بسبب التأخر في النمو‪ ،‬وما يتبعه من عدم القدرة على‬
‫ممارسة النشاطات المختلفة التي يقوم بها األصحاء من أقرانه‪.‬‬

‫الثاني – فترة المراهقة‪:‬‬


‫‪ -1‬قد يصاب المريض في سن المراهقة بردة فعل ويتخلى عن متابعة‬
‫العالج ليثبت لآلخرين أنه شخص ال يحتاج ألي عالج مما يؤدي إلى‬
‫حدوث مضاعفات وأعراض المرض‪.‬‬
‫‪ -2‬التأخر في التحصيل الدراسي وما يصاحبه من مشاكل‪.‬‬
‫‪ -3‬صعوبة الحصول على وظائف مناسبة وتكوين عائلة‪.‬‬
‫‪ -4‬قد يشعر المصاب بأن حياته محفوفة بالمخاطر وهو في سن مبكر بسبب‬
‫المرض‪.‬‬
‫ويمكن التغلب على معظم اآلثار السلبية في حياة المصاب وأن ينعم بحياة طبيعية‬
‫كاآلخرين من األصحاء باإللمام وتفهم طبيعة المرض باستخدام العالج بانتظام‪!.‬‬
‫التكلفة االقتصادية لمرض الثالسيميا واألنيميا المنجلية‪:‬‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪92‬‬

‫‪       ‬تتراوح تكاليف رعاية المصابين بفقر الدم المنجلي والثالسيميا ما بين‬


‫‪ 30.000 – 13.000‬ألف لاير سنوياً! لمرض الثالسيميا‪ ،‬أما لألنيميا المنجلية‬
‫فتترواح ما بين ‪ 35.000 – 17.000‬ألف لاير وقد! تصل أحياناً إلى ‪100.000‬‬
‫ألف لاير وهي تكاليف باهظة يتحملها القطاع الصحي باَإلضافة إلى المعاناة‬
‫الصحية والنفسية واالجتماعية للمريض وأسرته‪.‬‬
‫‪       ‬والعالج الشافي! الوحيد المتوفر! حالياً لهذه األمراض هو زراعة نخاع‬
‫العظم‪ ،‬وهي عملية معقدة ومكلفة جداً (التكلفة حوالي نصف مليون لاير) باإلضافة‬
‫إلى الصعوبة في إيجاد متبرع مناسب وأن نسبة نجاح هذه العمليات ال تتعدى‬
‫‪.%50‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪93‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫نقص الخميرة – أنيميا الفول‬


‫‪G6Pd deficiency‬‬
‫‪ ‬‬
‫نقص الخميرة‪:‬‬
‫‪       ‬هو نقص األنزيم جلوكوز – ‪( 6‬الخمائر الضرورية لعملية التمثيل داخل‬
‫كريات الدم الحمراء)‪ ،‬وهذا المرض يؤدي إلى اإلصابة بأنيميا حادة إذا حدث‬
‫وتناول الشخص المصاب أنواع معينة من البقوليات خاصة الفول والعدس‬
‫والبازالء والفاصوليا! وأنواع معينة من األدوية‪.‬‬
‫انتشار المرض‪:‬‬
‫‪       ‬ينتشر في المناطق! الموبؤة بمرض المالريا وهي من األمراض الفتاكة‬
‫التي يسببها طفيل المالريا‪ ،‬وهو أكثر وأشهر! أنواع نقص األنزيمات ويصيب ما‬
‫يقارب أربعمائة مليون شخص في مختلف أنحاء العالم‪.‬‬
‫توارث المرض‪:‬‬
‫‪       ‬يعتبر هذا المرض وراثي نتيجة لطفرة موجودة على كروموسوم (‪)X‬‬
‫ولذلك يعتبر من األمراض الوراثية الذي تنتقل بالوراثة المرتبطة بالجنس‬
‫ويصيب الذكور وينتقل من أمهاتهم‪ ،‬وفي بعض األحيان يظهر على اإلناث كما‬
‫أن الذكور! المصابون بالمرض ينقلون المرض إلى بناتهم وال ينقلونه إلى ابنائهم‬
‫مطلقاً‪.‬‬
‫أعراض المرض‪:‬‬
‫‪       ‬إذا حدث وتناول الشخص أنواع من البقوليات أو أحد العقاقير (األدوية)‬
‫التي تؤثر! على كريات الدم الحمراء‪.‬‬
‫‪ -1‬شحوب في لون الجلد‪.‬‬
‫‪ -2‬خمول وفقدان في الشهية‪.‬‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪94‬‬

‫‪ -3‬تغير لون البول (أحمر تقريباً)‪.‬‬


‫‪ -4‬إضطرابات في التنفس واإلصابة بدوار‪.‬‬
‫‪ -5‬إصفرار في العين (يرقان)‪.‬‬
‫‪ -6‬وقد يصاب باألسهال‪.‬‬
‫وربما يصاب الشخص ببعض هذه األعراض وليس كلها‪.‬‬

‫أسبابه‪:‬‬
‫‪       ‬في بعض األحيان يحدث التكسر ألسباب مجهولة ولكن بشكل عام إن‬
‫تعرض الجسم ألي مادة مؤكسدة يمكن أن تكسر الدم ومن أهم المواد المكسرة‬
‫للدم والتي ينصح بتجنبها هي‪:‬‬
‫‪ -1‬تناول بعض األطعمة مثل‪[ :‬البقوليات بجميع أنواعها خاصة الفول‬
‫والعدس والبازالء والفاصوليا]‪.‬‬
‫‪ -2‬التعرض لاللتهابات الفيروسية أو البكتيرية‪.‬‬
‫‪ -3‬تناول بعض األدوية ومنها‪:‬‬
‫‪  -‬كل أنواع السلفا‪.‬‬
‫‪  -‬مضادات المالريا مثل الكينيا‪.‬‬
‫كما أن كرات النفثالين التي تستعمل في الحفاظ على الثياب الصوفية‬
‫أثناء التخزين تؤثر على المصاب وتسبب له تكسر كريات الدم‪.‬‬

‫العالج‪:‬‬
‫إذا حدث وأصيب الطفل بحالة التكسر الشديد في كريات الدم وانحالل‬ ‫‪  ‬‬
‫الدم فالعالج هو عملية نقل دم سريع‪.‬‬
‫‪95‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫الوقاية‪:‬‬
‫كما ذكرنا سابقًا أن هناك العديد من المواد التي تؤدي إلى تكسر وتحلل‬ ‫‪  ‬‬
‫خاليا الدم الحمراء ولذلك يجب على المصاب بهذا المرض اتباع اآلتي‪:‬‬
‫‪ -1‬االمتناع عن تناول جميع هذه المواد‪.‬‬
‫‪ -2‬تجنب بعض األدوية‪.‬‬
‫‪ -3‬تجنب التعرض لاللتهابات بشكل عام‪.‬‬
‫‪ -4‬عند إصابة أحد أفراد العائلة يجب إجراء بعض الفحوصات لجميع أفراد‬
‫العائلة لمعرفة احتمالية إصابتهم! بهذا المرض‪.‬‬
‫في حالة التحلل المزمن يحتاج المريض إلى تناول حمض الفوليك لتكوين خاليا‬
‫دم جديدة‪.‬‬

‫المواد التي يجب تجنبها واالمتناع عنها‪:‬‬


‫‪ -1‬البقوليات‪ :‬بجميع أنواعها خاصة الفول والعدس والبازالء والفاصوليا‪.‬‬
‫‪ -2‬األدوية‪ :‬يجب التأكد من إمكانية تأثير الدواء قبل تناوله عن طريق‬
‫النشرة الخاصة المرفقة مع الدواء‪.‬‬
‫ال! ي!و!ج!د! عال!ج! ش!ا!ف!ي! م!ن! ه!ذ!ا! ا!ل!م!ر!ض! و!ال! ي!م!ك!ن! ا!ل!ت!خ!ل!ص! م!ن!ه! و!م!ن!ع!ه!‬
‫م!ن! ا!ال!ن!ت!ق!ا!ل! م!ن! ج!ي!ل! آل!خ!ر!‪ !،‬و!ل!ك!ن!ه! و!ر!ا!ث!ي! و!ي!ح!م!ل! ا!ل!ج!ي!ن!ا!ت! ا!ل!و!ر!ا!ث!ي!ة! و!ل!ي!س!‬
‫م!ع!د!ي!‪!.‬‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪96‬‬

‫الفحص قبل الزواج‬


‫‪ ‬‬
‫تعريف الفحص الطبي قبل الزواج‪:‬‬
‫‪       ‬هو إجراء الفحص للشريكين المقدمين على الزواج (تحليل عينة دم فقط)‬
‫لمعرفة وجود اإلصابة أو الحمل لصفة بعض األمراض الوراثية وإ عطاء‬
‫المشورة حول إمكانية نقل األمراض الوراثية (التي يتم الفحص عنها) إلى االبناء‬
‫وإ عطاء الخيارات والبدائل أمام الشريكين من أجل التخطيط لبناء أسرة سليمة‬
‫صحيحة‪.‬‬
‫‪       ‬والفحص الطبي قبل الزواج يؤكد صحة األفراد! ووسيلة فعالة لتقليص‬
‫معدالت األمراض الوراثية كما أن الفحص يحمل جدوى اقتصادية إيجابية إذ أن‬
‫تكاليف الطرق المتبعة في منع المرض الوراثي! ال يتعدى ‪ %5‬من تكاليف‬
‫العالج‪.‬‬

‫تشريع إلزامية الفحص قبل الزواج‪:‬‬


‫‪       ‬فقد صدر قرار! مجلس الوزراء الموقر! رقم ‪/4‬ب‪ 45404/‬وتاريخ‬
‫‪15/11/1424‬هـ الخاص بتطبيق الفحص الطبي قبل الزواج على جميع‬
‫السعوديين الذي ينص على إلزام طرفي! عقد النكاح بإحضار شهادة الفحص‬
‫الطبي لألمراض المعدية والوراثية التي تحددها وزارة الصحة قبل إجراء العقد‬
‫وأن يكون هذا اإلجراء أحد متطلبات تدوين العقد مع ترك حرية إتمام الزواج‬
‫لصاحب العقد بصرف! النظر عن نتيجة الفحص الطبي سلباً كانت أم إيجاباً‪.‬‬
‫‪97‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫‪       ‬كما أنه وسيلة نحو االستقرار! النفسي لكل من الزوجين حيث يطمئن كل‬
‫فرد إلى سالمته وسالمة نسله كما جاء في الحديث الشريف! (تخيروا لنطفكم فإن‬
‫العرق دساس)‪.‬‬

‫دور الفحص الطبي قبل الزواج‪:‬‬


‫‪       ‬مما سبق ذكره هل ننصح بعدم زواج األقارب؟؟ ومتى ننصح بعدم زواج‬
‫األقارب لتفادي حدوث هذه األمراض الوراثية؟؟‬
‫‪       ‬من غير الممكن أن نمنع زواج األقارب ولكنه من األفضل إذا كانت إحدى‬
‫العائالت تعرف أن لدى بعض أفرادها! أحد األمراض الوراثية التي تنتقل بواسطة‬
‫الجينات المتنحية فيلزم لهذه العائلة االستفادة من االستشارة الوراثية قبل الزواج‬
‫ألحد أفرادها‪.‬‬
‫‪       ‬فمثالً إذا عرفت عائلة ما أن لدى كثير من أطفالها التخلف العقلي بسبب‬
‫تواجد الجينات المرضي!ة في العائلة وأن احتمال تكرار حدوث المرض مرتفع‬
‫للغاية أي أكثر من ‪ %10‬فإن على هذه األسرة بعد معرفة الحقائق العلمية أن‬
‫تقرر ماذا تفعل لما فيه مصلحتها ومصلحة المجتمع أيضاً‪.‬‬
‫‪       ‬وليس هناك مبرر للتخوف من زواج األقارب عند بعض العائالت السليمة‬
‫صحياً إذ ليس كل زيجات األقارب خطر وراثياً على صحة األبناء وخاصة عند‬
‫عدم وجود جينات مرضية مشتركة معروفة وتحديد! ذلك ال يمكن تحقيقه وإ يصاله‬
‫إلى الخاطبين وذويهم! إال بفحوصات مستهدفة كإجراء الفحص قبل الزواج‪.‬‬
‫األهداف المرجوة من تطبيق الفحص الطبي قبل الزواج‪:‬‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪98‬‬

‫‪ -1‬الحد من انتشار! األمراض الوراثية وعلى األخص مرض الثالسيميا‪.‬‬


‫‪ -2‬تجنب المشاكل االجتماعية والنفسية لألسر التي يعاني أطفالها من‬
‫أمراض الدم الوراثية‪.‬‬
‫‪ -3‬التقليل من األعباء المالية الناتجة عن عالج المصابين باألمراض‬
‫الوراثية‪.‬‬
‫‪ -4‬تقليل الضغط على المستشفيات عامة وبنوك! الدم خاصة وكذلك تقليل‬
‫الضغط على بنوك الدم‪.‬‬
‫‪ -5‬نشر الوعي بمفهوم الزواج الصحي الشامل‪.‬‬

‫من أخالقيات الفحص الطبي‪:‬‬


‫‪ -1‬الخصوصية والسرية التامة‪.‬‬
‫‪ -2‬احترام التقاليد والمعتقدات‪.‬‬
‫‪ -3‬الدقة والمصداقية والشفافية‪.‬‬
‫‪ -4‬حرية اختيار اتمام الزواج‪.‬‬
‫‪ -5‬عدم انتقاد الناس وتوجيه اللوم لهم‪.‬‬
‫‪ -6‬حسن اختيار الفريق الصحي الذي يتعامل مع المقبلين على الفحص‬
‫الطبي قبل الزواج بحيث يكون متميزاً بالنزاهة وحسن التعامل مع‬
‫المقبلين على الفحص‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪99‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫األدوار المهنية المختلفة‬


‫لألخصائي االجتماعي‬
‫للتعامل مع المريض وأسرته‬
‫في مجال أمراض الدم الوراثية‬

‫‪       ‬يعاني مرضى أمراض الدم الوراثية من مشاكل نفسية واجتماعية شأنهم‬


‫شأن المرضى اآلخرين خاصة في الفترة التي يتم فيها اكتشاف! المرض حيث‬
‫يكون المرض في مرحلة الغموض‪ ،‬وتظهر كثير من التساؤالت عن كيفية‬
‫التعايش مع هذا المرض المزمن والتي تترك آثار سلبية واضطرابات نفسية تؤثر!‬
‫على المريض وأسرته وعلى عالقاته االجتماعية‪.‬‬
‫‪       ‬وهنا يأتي دور األخصائي االجتماعي بالتدخل بتقديم المساعدات للمريض‬
‫وأسرته بالتعاون مع الفريق العالجي في رسم خطة العالج وتنفيذها سواء من‬
‫الناحية الطبية أو النفسية أو االجتماعية‪.‬‬
‫‪       ‬ومن تلك األدوار التي يقوم بها في هذا المجال ما يلي‪:‬‬

‫‪  )1‬كمنسق‪:‬‬
‫‪ -1‬تنسيق الموارد! واإلمكانيات المتاحة في المستشفى والمجتمع وحسن‬
‫استخدامها لمصلحة المريض التي تساعدهم على التكيف مع الوضع‬
‫الجديد‪.‬‬
‫‪ -2‬توفير! الرعاية والدعم النفسي للمريض وتقديم المشورة والتنسيق بين‬
‫أفراد الفريق العالجي ‪.‬‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪100‬‬

‫‪  )2‬كمناقش‪:‬‬
‫مشاركة الفريق العالجي في االجتماعات لمناقشة حاالت المرضى‬
‫والجوانب المرتبطة بالمرض ووضع! الخطة العالجية لكل مريض حسب حالته‬
‫المرضية واالجتماعية‪.‬‬
‫‪  )3‬كمساعد‪:‬‬
‫‪ -1‬عمل دراسة اجتماعية شاملة للمريض وأسرته والتركيز على إيجاد‬
‫الحلول للمشكالت االجتماعية التي تعاني منها أسر المرضى‪.‬‬
‫‪ -2‬توعية األسرة بالمرض وآثاره وكيفية التعامل مع المريض واتباع‬
‫القواعد الصحيحة لتفادي حدوث المضاعفات للمريض‪.‬‬
‫‪ -3‬مساعدة المرضى وأسرهم! للتعبير عن مشاعرهم ومساعدتهم للتعامل مع‬
‫المشاعر المؤلمة بشأن المرض وسير العالج‪.‬‬
‫‪ -4‬مساعدة األبوين للتعامل مع مشكلة إفراط الحماية أو الرعاية الزائدة‬
‫للطفل‪.‬‬
‫هـ‪ -‬توفير! الدعم والتشجيع بمشاركة الفريق العالجي واألسرة للمريض‬
‫العتماده على نفسه والتأكد من قدراته وزرع! الثقة بنفسه‪.‬‬
‫‪  )4‬كمخطط‪:‬‬
‫المشاركة في التخطيط للبرامج التوعوية الشاملة على سبيل المثال‪:‬‬
‫‪ -1‬توفير! األلعاب المسلية التي تتناسب مع المريض لكسر الشعور! بالمملل‬
‫وإ ضافة الجو األسري! لهم‪.‬‬
‫‪ -2‬المساهمة مع الفريق العالجي بوضع برامج توعوية وتثقيفية للمرضى!‬
‫تتالئم مع قدراتهم! واستعداداتهم النفسية والعالجية‪.‬‬
‫‪101‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫‪ -3‬الحفالت االجتماعية بمشاركة أهالي المرضى! والفريق العالجي لرفع‬


‫الروح المعنوية للمريض وأسرته وإ ضفاء روح السعادة والمرح بين‬
‫المرضى وإ شراك! األسرة في الحوار وتبادل الخبرات فيما بينهم‪.‬‬
‫‪ -4‬الندوات العلمية‪:‬‬
‫المساهمة في إقامة المؤتمرات والندوات! العلمية التي تسلط الضوء‬ ‫‪‬‬
‫على هذه الفئة من المجتمع والمشاركة في مختلف المحاور! ذات‬
‫العالقة‪.‬‬
‫تثقيف المرضى! وذويهم! لكي يدركوا! أبعاد المرض وكيفية التعامل‬ ‫‪‬‬
‫معه بطريقة صحيحة تكفل للمريض الرعاية الصحية والنفسية‬
‫واالجتماعية حتى يصبح عضو فعال في المجتمع‪.‬‬
‫تنظيم الندوات العلمية بإلقاء المحاضرات! والندوات بنشر التوعية‬ ‫‪‬‬
‫والتثقيف الصحي حول المرض وكيفية الوقاية منه (في المدارس‬
‫والجامعات)‪.‬‬
‫هـ‪ -‬إعداد الرحالت والجوالت الترفيهية بمشاركة الفريق المعالج وإ ضفاء‬
‫روح المرح للمرضى! لما له أثر إيجابي في نفوسهم! ورفع الروح‬
‫المعنوية لهم‪.‬‬
‫‪  )5‬كمالحظ‪:‬‬
‫‪ -1‬مالحظة درجة استجابة المريض لمرضه حيث هناك اختالف في درجة‬
‫االستجابة للمرض حتى لو كان المرض واحد‪.‬‬
‫‪ -2‬مالحظة التغيرات النفسية واالجتماعية التي تطرأ على المرضى!‬
‫ومحاولة دراستها ووضع! برامج مع تلك المتغيرات (مشاعر القلق ‪/‬‬
‫الكآبة ‪ /‬مستوى األداء العقلي والجسمي)‪.‬‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪102‬‬

‫‪  )6‬كباحث‪:‬‬
‫المشاركة في البحوث والدراسات! وذلك من خالل دراسة العوامل االجتماعية‬
‫والنفسية المرتبطة بتطور! المرض في العالج الطبي والوقائي‪.‬‬
‫‪  )7‬كإعالمي‪:‬‬
‫‪ -1‬اإلسهام في البرامج اإلرشادية واإلعالمية للمجتمع بالتعريف عن‬
‫المرض وخطورته والحد من انتشاره‪.‬‬
‫‪ -2‬نشر الوعي والتثقيف الصحي حول مفهوم المرض وما قد يترتب عليه‬
‫من آثار سلبية وأضرار نفسية واجتماعية ال تؤثر على المريض فقط بل‬
‫تمتد آثارها لتصل لألسرة والمجتمع ككل‪.‬‬
‫‪ -3‬تكثيف التثقيف الصحي وذلك باستخدام جميع الوسائل المتاحة (كتيبات‪/‬‬
‫نشرات‪ /‬مقاالت‪ /‬ندوات إلخ‪ )..‬في توعية المرضى وأسرهم وارشادهم‬
‫عن طريق تعريفهم بالمرض وطرق العالج المتوفرة‪.‬‬
‫‪ -4‬نشر الوعي من خالل البرامج التوعوية والتثقيفية القائمة على العالج‬
‫الجماعي ومناقشة أوضاعهم واكتساب الخبرات فيما بينهم وللتخفيف من‬
‫شعورهم! بالوحدة واأللم‪.‬‬
‫‪  )8‬كمعلم‪:‬‬
‫‪ -1‬زرع الثقة بالنفس والتكيف مع الوضع الجديد ومحاولة دمجه في‬
‫المجتمع‪.‬‬
‫‪ -2‬تفسير طبيعة المرض للمريض وأسرته ومساعدته على كيفية فهم‬
‫المرض وتوضيح خطة العالج بطريقة فعالة‪.‬‬
‫‪ -3‬إكساب المريض بعض القيم الجديدة التي تحقق له أكبر قدر من التكيف‬
‫الشخصي مع الظروف‪.‬‬
‫‪103‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫‪  )9‬كناقد‪:‬‬
‫المشاركة في التحليل والنقد البناء للقضايا الصحية واالجتماعية المعاصرة للحد‬
‫من تفاقم المشكلة وتقليصها في المجتمع مما يعكس إيجابياً فهم المجتمع‬
‫للمشكالت المصاحبة لها‪.‬‬
‫‪  )10‬كمدرب‪:‬‬
‫‪ -1‬تدريب األسرة والمريض على كيفية استعمال المضخة إلزالة الحديد‬
‫وأخذ العالج والمداومة عليه‪.‬‬
‫‪ -2‬المساهمة في تأهيل المرضى لسوق! العمل وتدريبهم على الحصول على‬
‫مهن تتناسب مع قدراتهم! وتمكنهم من العيش باستقاللية‪.‬‬
‫‪  )11‬كمبادر‪:‬‬
‫مساعدة المرضى الذين لهم الحق في الحصول على بعض الخدمات أو‬
‫المساعدات ولكنهم! ال يعلمون عنها لعدم معرفتهم بوجودها فيبادر! بتعريفهم بتلك‬
‫الخدمات للحصول عليها (اإلعانة السنوية للمصابين بأمراض الدم الوراثية) عن‬
‫طريق التأهيل االجتماعي بوزارة العمل والشؤون االجتماعية‪.‬‬

‫‪  )12‬كوسيط‪!:‬‬
‫‪ -1‬التأثير على الفريق المعالج لتزويد المريض وأسرته بجميع المعلومات‬
‫المتصلة بالمرض ونتائجه وطرق! التعامل معه والتعبير! عن مشاعرهم‬
‫بشأن المرض‪.‬‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪104‬‬

‫‪ -2‬القيام بدور! الوسيط بين الفريق العالجي والمريض وأسرته وذلك من‬
‫خالل توضيح مخاوف ومشاعر المريض وأسرته وتزويدهم بتعليمات‬
‫الفريق المعالج‪.‬‬
‫‪ -3‬العمل على تحويل المرضى! إلى الجهات الحكومية والمؤسسات الخيرية‬
‫المختلفة ومتابعة مدى استفادتهم من تلك الخدمات وحل مشاكلهم من‬
‫خاللها‪.‬‬
‫‪ -4‬المساهمة في حل مشكالت المدرسة والعمل للمرضى! وإ بالغهم بالحالة‬
‫المرضية برفقة تقرير طبي عن الحالة وما يتطلبه في ضوء حالتهم‬
‫المرضية‪.‬‬

‫‪  )13‬كمدافع‪:‬‬
‫تبين مشكالت المرضى! والدفاع عن حقوقهم! إذا تعذر الحصول عليها والمساهمة‬
‫في حل المشكالت االجتماعية للمرضى! وأسرهم وذلك بمقابلة الجهات المعنية‬
‫إلقناعهم بمساعدة هؤالء المرضى! المزمنين‪.‬‬

‫‪  )14‬مشارك! ومتعاون‪:‬‬
‫‪ -1‬المشاركة في برنامج الفحص الطبي قبل الزواج وذلك بتعريف! المجتمع‬
‫بخطورة المرض والحد من انتشاره لدى األجيال القادمة ‪.‬‬
‫‪105‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫‪ -2‬المشاركة بتقديم المشورة الوراثية لحاالت الفحص ما قبل الزواج‬


‫لألشخاص الغير متوافقين وذلك بحضور الطبيب االستشاري! المختص‬
‫للمشورة‪.‬‬
‫‪ -3‬التعاون مع المنظمات والمؤسسات المحلية في مجال مكافحة أمراض‬
‫الدم الوراثية عالجاً ووقاية‪.‬‬
‫‪  )15‬كموجه‪:‬‬
‫‪ -1‬حث كافة أفراد المجتمع بالتبرع بالدم للمرضى! إلنقاذ حياتهم تحقيقاً لمبدأ‬
‫التكافل بين أفراد المجتمع اإلسالمي‪.‬‬
‫‪ -2‬تحفيز أفراد المجتمع على المشاركة بالتبرع المادي والمعنوي في دعم‬
‫أمراض الدم وتقديم الخدمات المتنوعة لهم‪.‬‬
‫‪ -3‬حث الجهات الحكومية والمؤسسات! األهلية على التبرعات المادية‬
‫والمعنوية لمرضى أمراض الدم الوراثية‪.‬‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪106‬‬

‫المراجع‬
‫كتيب أمراض الدم الوراثية – مركز أمراض الدم الوراثية –‬ ‫‪)1‬‬
‫مستشفى النساء والوالدة بالمدينة المنورة‪.‬‬
‫االتحاد العالمي للثالسيميا (ما هي الثالسيميا؟)‪.‬‬ ‫‪)2‬‬
‫البرنامج الوطني! للتثقيف الصحي بمستشفى! الملك فيصل‬ ‫‪)3‬‬
‫التخصصي بالرياض (‪1425‬هـ ‪2004 -‬م)‪.‬‬
‫موقع صناع الحياة في الطب – أمراض الدم الوراثية – مترجم‪.‬‬ ‫‪)4‬‬
‫كتيب عن فقر الدم المنجلي – إعداد الدكتور‪ /‬زكريا هوساوي –‬ ‫‪)5‬‬
‫مركز أمراض الدم الوراثية بمستشفى المدينة للنساء والوالدة‬
‫واألطفال‪.‬‬
‫موقع إليكتروني! – أطفال الخليج – ذوي االحتياجات الخاصة‪.‬‬ ‫‪)6‬‬
‫أمراض الثالسيميا! – د‪ .‬إبراهيم الدبوس – د‪ .‬علي حسن آل جامع‪.‬‬ ‫‪)7‬‬
‫اآلثار النفسية لمرضى الثالسيميا! وكيفية التعامل معها – د‪ .‬محمد‬ ‫‪)8‬‬
‫عثمان المرازقي‪.‬‬
‫برنامج الفحص قبل الزواج‪ -  ‬وزارة الصحة – الوكالة لمساعدة‬ ‫‪)9‬‬
‫الطب الوقائي‪!.‬‬
‫الفحص الطبي قبل الزواج – مؤسسة صندوق! الزواج – الطبعة‬ ‫‪)10‬‬
‫األولى – د‪ .‬سمير غويبه‪.‬‬
‫مرض نقص الخميرة – د‪ .‬شيخه العريض – دولة البحرين –‬ ‫‪)11‬‬
‫الطبعة األولى‪.‬‬
‫مقالة لألستاذ الدكتور‪ /‬محسن الحازمي! (رئيس المرجعية‬ ‫‪)12‬‬
‫االستشارية في األمراض الوراثية بجامعة الملك سعود بالرياض) –‬
‫‪107‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫جريدة عكاظ – العدد ‪ 12123‬في ‪27/7/1420‬هـ الموافق!‬


‫‪5/11/1999‬م‪.‬‬
‫مقالة لألستاذ الدكتور‪ /‬محسن الحازمي! – الجريدة االقتصادية ‪-‬‬ ‫‪)13‬‬
‫‪28/12/1423‬هـ ‪.‬‬
‫حاجات األطفال ذوي األمراض المزمنة (نظرة شمولية) – إعداد‬ ‫‪)14‬‬
‫أسماء ملكاوي‪.‬‬
‫محاضرة (عمليات الخدمة االجتماعية في مجال الرعاية الصحية‪-‬‬ ‫‪)15‬‬
‫مراحل التدخل) – إعداد الدكتور‪ /‬عبدالمجيد طاش محمد – جامعة‬
‫اإلمام محمد بن سعود اإلسالمية بالرياض‪.‬‬
‫الممارسة المهنية للخدمة االجتماعية في المجال الطبي – د‪.‬غادة‬ ‫‪)16‬‬
‫بنت عبدالرحمن الطريف! – إصدار ‪2007‬م – جامعة أم القرى‪.‬‬
‫مجلة العلوم االجتماعية – اِإل شراف العام الدكتور‪ /‬محمد بن مسفر‬ ‫‪)17‬‬
‫القرني ‪.‬‬
‫دور اللجنة االجتماعية – الجمعية السعودية الخيرة ألصدقاء!‬ ‫‪)18‬‬
‫مرضى الثالسيميا! واإلنيميا المنجلية‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪108‬‬

‫دور الخدمة االجتماعية الطبية في التعامل مع مرضى الزهايمر‬


‫(عته الشيخوخة)‬

‫إعــــداد‬

‫الدكتور‪ /‬عادل الجمعان‬

‫رئيس قسم الخدمة االجتماعية – مستشفىـ حراء العام‬


‫مكة المكرمة‬

‫مقدمـة‬
‫‪109‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫منا لم يتخيل في يوم من األيام نفسه وهو في وضع‬


‫من المؤكد أن أياً ّ‬
‫تعود عليه وأقصد بذلك من الناحية الصحية ‪ ،‬ألننا‬
‫يختلف عن وضعه الذي ّ‬
‫ولألسف الشديد أصبحنا نعيش عالماً مادياً متسارعاً ال يعطينا! حتى الفرصة‬
‫للتخيل أو التدبر أو التأمل فيما يجري حولنا ‪.‬‬
‫ّ‬
‫وعلى الرغم من أن اإلنسان الطبيعي يحيا حياته متنقالً بين مراحلها‬
‫المختلفة وهو يعي تماماً كيف بدأ وإ لى ماذا سينتهي ‪ ،‬إال أنه ُيفاجأ بأن المرحلة‬
‫األخيرة من عمره قد تأتي وتداهمه دون مقدمات بين ليلة وضحاها ونقصد بذلك‬
‫الشيخوخة التي ُيصاب بها اإلنسان ال شعورياً! ‪.‬‬
‫معين‬
‫وما يزيد األمر تعقيداً أن تلك المرحلة المخيفة لم تعد ترتبط! بعمر ّ‬
‫بقدر ارتباطها! بالمرحلة ذاتها‪ ،‬فكم رأينا أشخاصاً في عمر التسعين وصحتهم ال‬
‫زالت جيدة وفي! المقابل وجدنا أن هناك أشخاصاً! في الستين يبدون أكبر بكثير من‬
‫عمرهم الزمني الحقيقي ‪ ،‬وذلك ُي َعد أمراً معقداً قد يرتبط بالعديد من األمور! مثل‬
‫األمراض المختلفة (القلب‪ ،‬ضغط الدم‪ ،‬السكر‪ ،‬تدهور! عالقة اإلنسان مع ذاته أو‬
‫مع جماعته التي ينتمي إليها)‪.‬‬
‫وال ننسى أن اإلنسان كائن اجتماعي بطبعه ال بد وأن يعيش في وسط!‬
‫اجتماعي ليحيا حياته في مختلف الجماعات التي ينتمي إليها بِصالت القرابة‬
‫والدم أو بعالقات الصداقة والجوار! أو بروابط! الزمالة والعمل‪ ،‬هذه الصالت‬
‫والعالقات والروابط تتشابك فيما بينها لتؤدي! في النهاية إلى تشكيل نمط الحياة‬
‫التي يعيشها الفرد في المجتمع‪.‬‬

‫تطور الحياة في المجتمع الفردي يؤدي إلى‬


‫كما ال ينبغي لنا أن ننسى أن ّ‬
‫وتنوعها وتعقّدها‪ ،‬فكلما زادت حجم الحاجات‬
‫وتشعبها! ّ‬
‫ّ‬ ‫زيادة حاجات اإلنسان‬
‫طردت عالقات اإلنسان‬
‫وتنوعت شكالً وتعقّدت مضموناً! كلما ا ّ‬
‫اإلنسانية ّ‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪110‬‬

‫بالجماعة وزاد اعتماده عليها وارتبطت حياته بها وارتبطت حياتها به‪ ،‬األمر‬
‫الذي يعني أن حدوث أي خلل في حياة هذا اإلنسان يؤدي! إلى خلل مباشر! في‬
‫حياة الجماعة والعكس صحيح‪.‬‬
‫والتسول والبطالة‬
‫ّ‬ ‫فمشكالت الفقر والمرض والبؤس والضعف والعجز!‬
‫والعتَه والجنون واألمراض‬
‫والتشرد واالنحرافات والجريمة والفراغ والطالق! َ‬
‫ّ‬
‫النفسية والعقلية وغير ذلك من ألوان العجز أو من ضروب! األزمات والكوارث‬
‫البشرية ‪ ،‬كلها مشكالت صادفت المجتمع اإلنساني وما زالت عبر تاريخه‬
‫الطويل وهي قد تختلف في طبيعتها أو في شكلها ومضمونها أو في حجم تهديدها‬
‫لحياة الفرد والمجتمع وقد! تختلف من مجتمع إلى آخر ومن عصر إلى عصر‪،‬‬
‫ولكن حيثما وجد األفراد! وأينما عاشوا ظهرت المشكالت التي تضطرب! بها‬
‫وتغير من مسارها! أحياناً كثيرة إلى األسوأ والغير! متوقع حدوثه‪.‬‬
‫حياتهم ّ‬
‫وال َيخفى علينا أننا اآلن أصبحنا نعاني كثيراً من ظهور العديد من‬
‫والمرضية والنفسية المختلفة على مستوى! األفراد‬
‫المشكالت االجتماعية َ‬
‫تغيراً جذرياً في حياة الفرد‬
‫والجماعات‪ ،‬هذه المشكالت التي من شأنها أن تُحدث ّ‬
‫وعالقته مع ذاته ومع أسرته ومع مجتمعه بل أن من شأنها أن تقود الفرد إلى بئر‬
‫سحيق قد ال ينقذه منه إال اهلل تعالى‪.‬‬

‫ويأتي على رأس هذه المشكالت مشكلة خطيرة باتت تؤرق! الباحثين‬
‫والمختصين خاصة فيما يتعلق بتأثيراتها! الجانبية وفي! كيفية البحث عن عالج‬
‫مناسب لها سواء كان ذلك العالج طبياً أو نفسياً أو اجتماعياً‪ ،‬بل أن من‬
‫المختصين من وصل بهم األمر في كثير من األحيان إلى درجة اإلحباط وعدم‬
‫الثقة بالنفس نتيجة ليأسه في الحصول على عالج ناجح لهذه المشكلة‪ ،‬وما يزيد‬
‫‪111‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫األمر تعقيداً أن خطورة هذه المشكلة ال تقتصر على الفرد وحده بل تمتد إلى‬
‫األسرة بشكل ظاهر وسيء ومحبط ومنها إلى المجتمع‪.‬‬
‫العتَه) الذي يصيب اإلنسان في‬
‫إنه داء الزهايمر! (الخرف‪ ،‬الشيخوخة‪َ ،‬‬
‫مراحل متأخرة من العمر ويتركه نهباً للعديد من األمراض األخرى ويؤثر! على‬
‫عالقاته مع ذاته ومع اآلخرين من أفراد أسرته‪ ،‬بل أنه يؤدي! إلى انقطاعه عن‬
‫مجتمعه تماماً وابتعاده عن ممارسة الحياة الطبيعية التي كان يعيشها من قبل كفرد‬
‫منتج ونافع ألسرته ولمجتمعه‪.‬‬
‫ونظراً لصعوبة هذا الداء وتأثيره القوي على الفرد واألسرة والمجتمع‪،‬‬
‫فقد أصبح يشكل تحدياً كبيراً لجميع المختصين في المجتمع اإلنساني! الذين لم‬
‫يقفوا مكتوفي! األيدي أمام هذا النوع من المشكالت التي تهدد حياة اإلنسان‪،‬‬
‫فالمجتمع اإلنساني! كان وما زال في محاوالت مستمرة إلشباع احتياجات اإلنسان‬
‫وتلمس الحلول لما قد يصادفونه من مشكالت وأزمات فتلك‬
‫فرداً كان أو جماعة‪ّ ،‬‬
‫وظيفة أساسية من وظائف المجتمع بكل علومه المختلفة‪ ،‬ويأتي على رأس تلك‬
‫العلوم (الخدمة االجتماعية) التي ْأولت اهتمامها لألفراد على اختالف‬
‫احتياجاتهم‪ ،‬حيث اعتبر وجودها استجابة طبيعية لمشاكل اجتماعية واحتياجات!‬
‫إنسانية قديمة قدم المجتمع اإلنساني! مثل مشاكل الفقر والمرض والشيخوخة‬
‫التكيف واالنحرافات! السلوكية‬
‫والترمل والتيتّم والخالفات! الزوجية والعجز وعدم ّ‬
‫ّ‬
‫والجريمة‪ ،‬وغيرها من مشكالت مختلفة صاحبت المجتمع اإلنساني! منذ فجر‬
‫التاريخ‪ ،‬فلم يقف المجتمع حيالها جامداً بل استخدم! كثيراً من األساليب والمناهج‬
‫لمقابلتها ومقاومتها! وعالج ما يترتب عليها من آثار سلبية‪.‬‬
‫غير أن الخدمة االجتماعية تختلف كلياً عن تلك المناهج واألساليب التي‬
‫استخدمت قديماً فأصبحت تقوم على أساس علمي في تقديم المساعدات لذوي‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪112‬‬

‫الحاجة من األفراد والجماعات بدالً من قيامها! فقط على دوافع! اإلحسان وحب‬
‫الخير وهي الصورة التقليدية‪.‬‬
‫كما نشأت فئة جديدة من المتخصصين! الذين يتلقون من الدراسات‬
‫النظرية والتدريبات العملية ما يؤهلهم للقيام بمتطلبات النشاط المهني في الخدمة‬
‫تدربوا! على مساعدة األفراد‬
‫االجتماعية ‪ُ ،‬عرفوا باألخصائيين االجتماعيين ّ‬
‫والجماعات والمجتمعات! في تحقيق أكبر قدر ممكن من الرفاهية الجسمية‬
‫والعقلية والمادية واالجتماعية لهم‪ ،‬مؤكدين بذلك األغراض الحقيقية للخدمة‬
‫االجتماعية التي صدرت في مؤتمر! باريس الدولي عام ‪1928‬هـ‪.‬‬
‫والذي تم تعريف الخدمة االجتماعية من خالله بأنها تلك الجهود المقصودة‬
‫التي تهدف إلى تحقيق األغراض التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬تخفيف اآلالم الناتجة عن الكوارث والنكبات وحاالت البؤس التي يتعرض‬
‫لها المجتمع وتلك هي اإلغاثة أو المساعدة المؤقتة‪.‬‬
‫‪ -2‬نقل األفراد! واُألسر من حالة البؤس التي قد تصيبهم! ألي سبب كان إلى حالة‬
‫وظروف! معيشية مالئمة وتلك هي المساعدة العالجية (خدمة اجتماعية‬
‫طبية)‪.‬‬

‫‪ -3‬اتخاذ االحتياطات! الالزمة لمنع وقوع! األمراض االجتماعية في المستقبل أو‬


‫التخفيف منها بقدر اإلمكان وتلك هي المساعدة الوقائية (خدمة اجتماعية‬
‫طبية)‪.‬‬
‫‪ -4‬العمل على رفع مستوى المعيشة وتحسين األحوال االجتماعية عامة في‬
‫البناءة‪.‬‬
‫سبيل تحقيق الرفاهية االجتماعية وتلك هي المساعدة الخالّقة أو ّ‬
‫‪113‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫لذلك وانطالقاً! من تلك األهداف وتحقيقاً للركائز! أو المبادئ األساسية السبعة‬


‫التي تقوم عليها الخدمة االجتماعية وعلى رأسها مبدًأ هاماً هو المساعدة الذاتية‪،‬‬
‫وهو الذي يعني العمل مع العميل ومساعدته في حل ما يعترضه من مشكالت‬
‫مختلفة وهو مبدأ منبثق من الفلسفة الدينية‪.‬‬
‫وتأكيداً! أيضاً على أن من أهم فروع الخدمة االجتماعية وأعمال األخصائي‬
‫التكيف مع‬
‫االجتماعي هي خدمة الفرد بدراسة حالته وإ رشاده وتعليمه كيفية ّ‬
‫ظروفه الجديدة وتهيئة الحياة الكريمة له ‪.‬‬
‫لذا ومن خالل هذا البحث سنلقي الضوء ونعطي! لمحة عن أهمية دور‬
‫األخصائي االجتماعي الطبي الممارس تجاه مريض الزهايمر وكيفية تقديم‬
‫المساعدة له انطالقاً! من الخبرات العلمية والعملية السابقة‪.‬‬
‫راجين أن نستطيع! أن نقدم ما يمكن أن يصبح فيما بعد طريقاً ممهّداً لكل‬
‫أخصائي اجتماعي يرغب رغبة صادقة في مد يد العون لمن يحتاجها ليس فقط‬
‫كأخصائي اجتماعي وإ نما أيضاً كإنسان‪.‬‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪114‬‬

‫داء الزهايمــر‪:‬‬
‫نبذة عامة‪:‬‬
‫قال اهلل تعالى‪( :‬ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكي ال يعلم من بعد علم‬
‫شيئاً) صدق اهلل العظيم‪.‬‬
‫تعتبر هذه اآلية الكريمة مؤشراً! قوياً! لما سوف يحدث لإلنسان في المرحلة القادمة‬
‫من عمره‪ ،‬وهي مرحلة الشيخوخة تلك المرحلة التي باتت أمراً مرعباً ومخيفاً‬
‫مع ظهور مشكالت مرضية مصاحبة لها‪ ،‬يأتي على رأسها هذا الداء الذي يعرف‬
‫بـ (الزهايمر)‪.‬‬
‫ولقد أ ّكدت لنا اآلية الكريمة أن اإلنسان عندما يصل إلى مرحلة متأخرة‬
‫من العمر قد يصاب بهذا الداء وقد ال يصاب به‪ ،‬في قوله تعالى‪( :‬ومنكم) أي‬
‫بعضكم وقد! يكون ذلك األمر هو المفسِّر لمسألة تفاوت مشكلة الزهايمر! والخرف‬
‫في مرحلة الشيخوخة بين األفراد! ‪ ،‬فمنهم! من يصاب به في سن مبكرة (الستين‬
‫مثالً) ومنهم! من قد يصل إلى (التسعين) وهو ال يزال بكامل قواه العقلية وهذا ما‬
‫يؤكد قوله تعالى في اآلية السابقة الذكر‪.‬‬
‫إن النسيان الذي يرافق! أحياناً التقدم في العمر يشير عادة إلى تباطؤ‬
‫وظائف دماغك‪ ،‬فأنت تحتاج ببساطة إلى المزيد من الوقت لتتذكر اسماً أو المهمة‬
‫التي ُألقيت على عاتقك‪ ،‬لكن هذا ال يمنعك من عيش حياة كاملة ومنتجة فأنت‬
‫مدرك لنسيانك وقد تعترف! به أمام اآلخرين في شكل مزحة أو ال مباالة‪.‬‬
‫أما المصابون بفقدان الذاكرة نتيجة شيء آخر غير الشيخوخة الطبيعية‬
‫مثل داء الزهايمر! فقد يواجهون تجربة مختلفة جداً‪ ،‬فهم يشعرون في العديد من‬
‫الحاالت أن هناك شيئاً ليس على ما يرام لكنهم يعجزون عن تحديد ما الذي‬
‫‪115‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫يزعجهم‪ ،‬وبدل لفت االنتباه إلى هفوة في الذاكرة قد يتصرفون كما لو أن كل‬
‫شيء على ما يرام‪.‬‬
‫وقد تشعر أحياناً أخرى باإلحراج إذا كنت تنسى دوماً أسماء األشخاص‬
‫الذين تعرفهم! والمواعيد التي يجدر بك التقيد بها‪ ،‬وقد! تتساءل عن سبب شعورك‬
‫بالقلق أو اإلحباط الشديد عند حصول أدنى تغيير في روتينك اليومي‪ ،‬وقد! تظن‬
‫أن هذه العوارض تُعزى إلى اإلجهاد أو التعب أو التقدم في العمر أو تظن أنها‬
‫نتيجة مرض أو نوع من اإلخفاق الشخصي‪ ،‬لذلك تعتبر الخطوة األولى أو اتخاذ‬
‫القرار باللجوء إلى الطبيب كنتيجة لذلك شيء مستحيل لدى كثير من الناس‪ ،‬ألن‬
‫أخذ موعد من الطبيب يعني االعتراف بوجود! مشكلة في جزء منك لطالما‬
‫اعتمدت عليه‪ ،‬فأنت تعتمد على ذاكرتك ‪ -‬أي قدرتك على التذكر ‪ -‬إلنجاز‬
‫العديد من المهام وإ عطاء مفهوم لتجارب حياتك‪ ،‬لكن القيام بهذه الخطوة ليس‬
‫سهالً على اإلنسان‪.‬‬
‫أهمية التشخيص المبكر ‪:‬‬
‫عند حدوث فقدان للذاكرة أو تقلبات في المزاج‪ ،‬قد يعتبر الطبيب داء‬
‫الزهايمر بمثابة سبب محتمل من األسباب التي أدت إلى ذلك‪ ،‬حيث يقوم الطبيب‬
‫المعالج بحذف جميع األسباب المحتملة واحداً تلو األخر إلى أن يستقر في نهاية‬
‫األمر على سبب واحد يظهر أخيراً هو الزهايمر‪.‬‬
‫ويعود السبب في إجراء الكشف على الحاالت المشكوك بها على أنها‬
‫زهايمر بهذه الطريقة‪ ،‬إلى أن الباحثين والمختصين لم يتمكنوا حتى اآلن من‬
‫التوصل إلى اختبار حاسم يظهر أن الشخص يعاني من المرض‪ ،‬ولم يعثر‬
‫الباحثون أيضاً على تغيرات بيولوجية أو فيزيولوجية تؤكد نشوء داء الزهايمر‪،‬‬
‫وبإتباع هذه الطريقة يستطيع األطباء إجراء تشخيص دقيق في ‪ %90‬من‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪116‬‬

‫الحاالت وال يمكن التوصل إلى تشخيص أكيد بنسبة ‪ %100‬إال بإجراء تشريح‬
‫للدماغ‪ ،‬بحيث يمكن فحص نسيج الدماغ مباشرة تحت المجهر‪.‬‬
‫وقد يقول البعض لماذا إذاً أعرض نفسي أو من أحبهم لتلك الفحوصات‬
‫الغير مؤكدة ؟ لماذا ال يكون ما ِ‬
‫ُأصبت به أو ُأصيب به والدي مثالً عارضاً‬
‫صحياً ويزول؟! واإلجابة على ذلك تعود إلى مدى أهمية إجراء الفحوصات‬
‫والتشخيص المبكر بالطريقة المشار إليها أيضاً‪ ،‬الحتمالية اكتشاف أمراض‬
‫أخرى أو أسباب أخرى وراء ما يحدث للمريض ‪ ،‬حيث يعتقد أن نسبة ‪ %5‬إلى‬
‫‪ %10‬من األشخاص الذين يعانون من فقدان الذاكرة واالرتباك! والعالمات‬
‫العتَه يعانون أيضاً من مرض آخر قابل للمعالجة مثل مشاكل األيض‬
‫األخرى من َ‬
‫أو االكتئاب أو التسمم بالعقاقير! أو مشاكل الغدة الدرقية أو نقص الفيتامينات‪،‬‬
‫وكلما جرى التشخيص في وقت مبكر كلما كان من األسهل معالجة هذه‬
‫األمراض‪.‬‬
‫كما أن هناك العديد من األسباب الجوهرية األخرى التي تؤكد على‬
‫أهمية الفحص المبكر‪ ،‬ويأتي على رأسها‪:‬‬
‫‪ -1‬عدم وجود! عقار قادر على وقف! داء الزهايمر أو إبطاءه حتى اآلن‪ ،‬حيث‬
‫توجد عقاقير قادرة على معالجة عوارض المرحلة األولى من هذا الداء‬
‫وتحسين نوعية حياة الشخص في حال وصفها في مرحلة مبكرة‪ ،‬وال يزال‬
‫يدرس حتى اآلن ما إذا كانت هذه العقاقير قادرة على إبطاء تفاقم المرض أم‬
‫ال‪.‬‬
‫‪ -2‬إن معالجة أي مشكلة متزامنة مع المرض أو تسهم في ظهوره مثل االكتئاب‬
‫أو القلق أو أي واحد من اضطرابات النوم العديدة ‪ ،‬تفضي غالباَ إلى تحسن‬
‫الصحة اإلجمالية وتحسن اإلدراك فيما بعد‪.‬‬
‫‪117‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫‪ -3‬هناك العديد من القرارات المالية والقانونية المهمة الواجب اتخاذها مبكراً‬


‫فضالً عن قرارات مرتبطة بالرعاية الطبية تطال المريض وعائلته‪ ،‬لذلك‬
‫يمكن للتشخيص المبكر أن يسمح لهذا الشخص بمشاركة عائلته بفاعلية في‬
‫اتخاذ هذه القرارات‪.‬‬
‫‪ -4‬إن التشخيص المبكر يمنح الشخص المصاب الوقت الكافي لالستعداد! عقلياً‬
‫وعاطفياً للتغيرات الجديدة المرتقبة‪ ،‬كما يسمح له أيضاً بمعرفة المزيد عن‬
‫المرض مما قد يقلل من بعض المخاوف! إلى جانب إعطاء الفرص من خالل‬
‫الفحص المبكر لعائلة المريض بالتخطيط! كما يجب لترتيبات العيش‬
‫والرعاية اليومية الالحقة‪.‬‬
‫وال يخفى على أي شخص أن تشخيص داء الزهايمر! يعتبر أمراً صعباً‬
‫ومخيفاً ‪ ،‬فإذا تلقّى أياً منا نبًأ بذلك تنتابه العديد من المشاكل المتناقضة ‪ -‬من عدم‬
‫التصديق واإلنكار! والغضب والحزن وحتى الرضوخ! ‪ -‬لذلك ينبغي ألياً منا أثناء‬
‫هذه الفترة أن ال يتردد! في طلب المساعدة من اآلخرين (األصدقاء‪ ،‬المختصين‬
‫الذين يقدمون المساعدة بكافة أشكالها بدءاً من تطوير إستراتيجية لتقبل المرض‬
‫أثناء تفاقمه أو تحديد الوقت الصحيح والطريقة التي تخبر فيها اآلخرين‬
‫بالمرض)‪.‬‬
‫قصة واقعية تؤكد أهمية الفحص المبكر الكتشاف المرض حال الشك في وضع‬
‫المريض‪:‬‬
‫منا أن يعرف مقدار األلم الذي قد يشعر به مريض‬
‫ال يستطيع أحداً ّ‬
‫تخيلنا حدوث ذلك لنا‬
‫الزهايمر أو المحيطين به‪ ،‬ألننا وبكل بساطة لم يحدث أن ّ‬
‫أو ألي عزيز على قلوبنا‪ ،‬وما قد يزيد األمر ألماً أنك قد تقف موقف! المتفرج‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪118‬‬

‫الذي ال يملك من أمره شيئاً فليس هناك حلوالً تم ّكنه من تقديم المساعدة للمريض‬
‫حتى وإ ن كان أقرب المقربين لك‪.‬‬
‫ولم أكن أتوقع في يوم من األيام أن أكون أحد األشخاص الذين قد يعانون‬
‫من صدمة األلم لمريض زهايمر! ولشخص غير عادي بالنسبة لي (والدي)‪ ،‬نعم‬
‫فقد كانت المسألة بالنسبة لنا ال تتعدى كونها عارضاً طارئاً! ويزول! وحدث ما‬
‫حدث ولم نقم بعرضه على المختص في وقت مبكر إلجراء الالزم والتأكد‬
‫منا بقدر ما هو جهل لطبيعة بدايات‬
‫بالفحص من طبيعة المشكلة‪ ،‬ليس إلهمال ّ‬
‫المرض أو عدم أهمية الفحوصات‪ ،‬فكان أن تطور! األمر بشكل مؤلم للدرجة التي‬
‫أصبحنا اآلن نعاني منها وفي! صمت شديد‪.‬‬
‫وقد بدأت المشكلة قبل ما يقارب من العشر سنوات من اآلن‪ ،‬حيث خرج‬
‫والدي من المنزل وهو يقود سيارة أحد إخوتي وكانت هذه السيارة جديدة ‪،‬‬
‫ونظراً إلى أننا تعودنا على كبار السن عدم الغياب عن المنزل لفترة طويلة كان‬
‫مساء ولم‬
‫ً‬ ‫األمر غريباً بالنسبة لألسرة بأسرها‪ ،‬حيث تجاوزت الساعة العاشرة‬
‫يعد والدي للمنزل‪ ،‬وما زاد األمر سوءاً أنه لم يكن يعرف كيفية استخدام الهاتف‬
‫أو حتى االتصال باألسرة!؟‬
‫وعندما وصلت الساعة إلى الواحدة ليالً أردنا تبليغ الشرطة‪ ،‬إال أننا‬
‫فوجئنا باتصال هاتفي من أحد األشخاص الذي أشار إلى أن والدنا موجوداً! عنده‬
‫في إحدى القرى التي تبعد عن مدينة جدة ما يقارب ‪150‬كم‪ ،‬وهو ال يعرف كيف‬
‫توصل إلى رقم الهاتف من خالل البطاقة التي نضعها في جيب والدنا‬
‫يعود ولقد ّ‬
‫دائماً‪.‬‬
‫وع ْدت أنا بسيارتي! الخاصة بينما قاد‬
‫ففرحنا كثيراً وأسرعنا بالذهاب إليه ُ‬
‫شقيقي السيارة األخرى مع والدي وكانت المفاجأة عند عودتنا للمنزل! حيث‬
‫‪119‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫أفادني شقيقي بأن سيارته الجديدة وصلت مؤشرات! الكيلومترات فيها إلى ما يزيد‬
‫عن األلف كيلو متر ؟! األمر الذي يعني أن والدنا قاد سيارته دون هدى طوال‬
‫هذه المسافة؟!‬
‫ونظراً لعدم معرفتنا! آنذاك بأهمية التشخيص المبكر لمعرفة السبب وراء‬
‫ذلك‪ ،‬تركنا األمر وأقنعنا أنفسنا بأنه أمراً عارضاً وسوف! يزول سريعاً وهذا ما‬
‫حدث فعالً‪ ،‬حيث عاش والدي ما يقارب من خمس سنوات تلَت تلك الحادثة وهو‬
‫في وضع صحي سليم وبدون أي أعراض جانبية إلى أن حدث االنهيار! المفاجئ‪.‬‬
‫واآلن يعاني والدي من مرض الزهايمر في السنوات الثالثة الماضية‪،‬‬
‫ولم نستطع بأي حال من األحوال إنقاذه أو التدخل في إيجاد حلول لهذه المشكلة‪،‬‬
‫خاصة وأنها أثّرت على جميع أفراد األسرة وعلى حالتهم النفسية العامة‪ ،‬أسأل‬
‫اهلل تعالى أن يعيننا على ما أعطانا وأن يجعل ذلك تخفيف من سيئات حياته إنه‬
‫على ذلك قدير‪.‬‬
‫ما بعد التشخيص المبكر للمرض‪:‬‬
‫بعد أن أوضحنا أهمية الفحص المبكر للمرض في التأثير على ما سوف‬
‫ُيتخذ من قرارات تالية‪ ،‬نأتي إلى أهمية التعرف على ما بعد مرحلة التشخيص‬
‫المبكر‪ ،‬وهي المرحلة التي يستخدم فيها المعالج االختبارات والتقديرات وهي تلك‬
‫المستخدمة من قبل الجمعية األمريكية للطب النفسي‪.‬‬
‫والتي البد ألي معالج أن يتعامل من خالل معاييرها العلمية التي تتلخص في‬
‫اآلتي‪:‬‬
‫‪ -1‬اكتشاف! العديد من المشكالت لدى المريض ‪ -‬اثنين على األقل ‪ -‬في‬
‫اإلدراك‪ ،‬وال بد أن يكون فقدان الذاكرة إحداها على أن يتمثل في اإلخفاق‬
‫إلى التعرف أو تذكر أسماء األشياء على رغم استمرار القدرة على مشاهدتها!‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪120‬‬

‫أو سماعها أو لمسها‪ ،‬باإلضافة إلى مشاكل الذاكرة التي تضم واحداً أو أكثر‬
‫من الخيارات التالية‪:‬‬
‫صعوبة في النطق أو متابعة الحديث‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫عدم القدرة على إنجاز حركات جسدية معقدة متناسقة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫صعوبة في المهام البصرية الميكانيكية مثل‪ :‬الحفاظ على االتجاه أثناء‬ ‫‪‬‬
‫التحرك في المنزل أو رسم المخططات الهندسية‪.‬‬
‫مشاكل في التخطيط! والتنظيم! والتتابع والتفكير المجرد‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ -2‬تسبب كل واحدة من المشاكل اإلدراكية التي يعانيها المريض إعاقة مهمة في‬
‫الحياة العملية والحياة االجتماعية وتمثّل تقهقراً في قدراته السابقة‪.‬‬
‫‪ -3‬تظهر العالمات والعوارض على نحو تدريجي! وتتفاقم بشكل مطّرد‪.‬‬
‫‪ -4‬تأكيد التقديرات الطبية بأن المشاكل اإلدراكية ال تعزى إلى أمراض أخرى‬
‫مثل‪ :‬ورم في الدماغ أو سكتة أو التهاب‪.‬‬
‫‪ -5‬ال تحدث المشاكل اإلدراكية فقط أثناء فترة الهذيان بل بشكل مستمر‪.‬‬
‫تعلل العالمات والعوارض! بمرض آخر مثل‪ :‬االكتئاب أو اضطرابات!‬
‫‪ -6‬ال ّ‬
‫أخرى تؤثر! في التوازن العاطفي‪.‬‬

‫كيف يجري التقييم الطبي للحالة ؟‬


‫على الرغم من أن الطبيب هو المرجع األول في تقييم المريض‪ ،‬إال أنه‬
‫من الضروري! أن يشاركه في ذلك عدد من االختصاصيين الفنيين والطبيين مثل‪:‬‬
‫الممرضات واألخصائيين االجتماعيين وربما! بعض االختصاصيين مثل‪ :‬الطبيب‬
‫النفسي أو طبيب األعصاب‪ ،‬وقد! ينطوي التقييم على تاريخ طبي وفحص جسدي‬
‫وعصبي وتقييم للحالة العقلية وتقييمات نفسية وعصبية نفسية ‪ ،‬ويتم استعمال‬
‫‪121‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫العتَه أو‬
‫بعض هذه االختبارات للتعرف إلى أمراض أخرى أو أشكال أخرى من َ‬
‫حذفها‪ ،‬كما تستخدم! اختبارات أخرى لتقييم مستوى! الشخص في الوظائف!‬
‫اإلدراكية‪.‬‬
‫* التاريخ الطبي‪:‬‬
‫إلعداد التاريخ الطبي يجري الطبيب على األرجح مقابلة مع الشخص‬
‫المصاب ومع آخر يعيش معه أو على اتصال دائم به‪ ،‬والهدف من هذه المقابلة‬
‫هو التعرف إلى العالمات والعوارض! وإ نشاء تسلسل زمني لألحداث‪ ،‬فالطبيب‬
‫يرغب في تقييم كل التغيرات الحاصلة في طريقة إنجاز الشخص للمهام مقارنة‬
‫مع مستوى األداء السابق‪ ،‬بما في ذلك إنجاز النشاطات المنزلية وتولي األمور!‬
‫المالية والتفاعل اجتماعياً‪ ،‬وقد! يسجل الطبيب أيضاً كل التغيرات الحاصلة في‬
‫الشخصية‪.‬‬
‫وبما أنه يصعب التحلي بالموضوعية أو تذكر كل التفاصيل‪ ،‬فال بد من‬
‫مشاركة أشخاص آخرين في عملية التقييم حيث يعطي ذلك فرصة للطبيب بسماع‬
‫رأي آخر‪ ،‬لذا فليس من المستغرب أن يقوم الطبيب بطرح عدداً من األسئلة على‬
‫المريض أو زوجته أو أحد أفراد العائلة أو صديق! المريض‪ ،‬تدور حول هذه‬
‫األمور‪:‬‬
‫‪ -‬ما هو الروتين اليومي؟‬
‫‪ -‬متى لوحظت أولى العوارض؟‬
‫‪ -‬هل أصبحت العوارض أكثر سوءاً مع الوقت أو بقيت مستمرة؟‬
‫‪ -‬هل تعيق العوارض النشاطات اليومية؟‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪122‬‬

‫قد يطرح الطبيب أيضاً أسئلة حول كل المشاكل الطبية الماضية أو الحالية‬
‫للعتَه واألمراض األخرى والخلفية االجتماعية والثقافية للعائلة‬
‫والتاريخ العائلي َ‬
‫وكل األدوية الشائعة التي يستخدمها الشخص المريض‪.‬‬
‫* الفحص الجسدي والعصبي‪:‬‬
‫يعتبر تقييم الصحة الحالية للشخص خطوة أساسية في عملية التقييم‪،‬‬
‫والواقع أن أي عدد من العوامل الجسدية قد يؤثر في الوظائف! اإلدراكية‪.‬‬
‫يمكن أن ينطوي هذا الفحص على اآلتي‪:‬‬
‫فحص جسدي للتعرف على األمراض الطبية التي قد تسهم في اإلعاقة‬ ‫‪-‬‬
‫اإلدراكية‪ ،‬مثل‪ :‬قصور القلب االحتقاني أو قصور عمل الغدة الدرقية‪.‬‬
‫فحص عصبي للتعرف على عوارض داء باركنسون والسكتات واألورام‬ ‫‪-‬‬
‫وجميع المشكالت الطبية األخرى التي قد تعيق الذاكرة والتفكير والوظائف‬
‫الجسدية‪.‬‬
‫تصوير الدماغ ‪ -‬سواء بالتصوير! الطبقي عبر الكمبيوتر أو بالتصوير!‬ ‫‪-‬‬
‫بالرنين المغناطيسي! ‪ -‬لكشف السكتات واألورام واستسقاء الدماغ‬
‫واألمراض البنيوية األخرى‪ ،‬ففي داء الزهايمر! قد يحصل تقلص (ضمور)‬
‫في بنيات الدماغ المرتبطة بالذاكرة مثل ‪ :‬قرن آمون‪.‬‬
‫تحاليل للدم والبول للكشف عن مشاكل الغدة الدرقية وفقر الدم ومستويات!‬ ‫‪-‬‬
‫األدوية وااللتهابات وعوامل أخرى‪.‬‬
‫تخطيط! كهربائي للقلب ‪ -‬أي تسجيل النبضات الكهربائية أثناء ضخ القلب‬ ‫‪-‬‬
‫للدم ‪ -‬وربما صورة للصدر بواسطة األشعة السينية لقياس صحة األوعية‬
‫العتَه الوعائي‪.‬‬
‫القلبية والتحقق من العوامل التي قد تؤثر! في َ‬
‫‪123‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫تقييم للوضع الغذائي للشخص ومؤشر وزن الجسم لديه‪ ،‬والواقع! أن مؤشر!‬ ‫‪-‬‬
‫وزن الجسم هو صيغة ناجمة عن الطول والوزن في آن واحد‪ ،‬وهي تقييّم‬
‫لحجم الدهون في الجسم والمخاطر الصحية أفضل مما يفعل الرقم! الظاهر‬
‫في ميزان الوزن‪.‬‬
‫* تقييم الصحة العقلية‪:‬‬
‫لتقييم الوظائف! اإلدراكية المتأثرة ومدى وخامة ذلك التأثير‪ ،‬يقوم الطبيب‬
‫بتقييم الحالة العقلية للشخص‪.‬‬
‫ويمكن أن ينطوي! هذا التقييم على مقابالت واختبارات مكتوبة لتقييم‪:‬‬
‫حس الزمان والمكان‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪-‬‬
‫القدرة على الفهم والنطق والتذكر‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫القدرة على إنجاز النشاطات اليومية‪ ،‬مثل دفع الفواتير وتشغيل األجهزة‬ ‫‪-‬‬
‫المنزلية‪.‬‬
‫ويمكن أن تنطوي! الفحوصات اإلضافية للصحة العقلية على إنجاز حسابات‬
‫بسيطة وتهجئة كلمة بالمقلوب ورسم! تصميم بسيط‪.‬‬
‫* التقييمات النفسية ‪ +‬العصبية النفسية‪:‬‬
‫يمكن أن يساعد التقييم النفسي على تحديد ما إذا كان الشخص مكتئباً أو‬
‫العتَه أو ترافق! داء الزهايمر‪ ،‬ويمكن أن يساعد هذا التقييم‬
‫يعاني من حالة تشبه َ‬
‫أيضاً على تحديد أنماط في الوظائف! اإلدراكية تعتبر بمثابة تلميحات للمشكلة‬
‫الكامنة‪.‬‬
‫أما االختبارات العصبية ‪ -‬النفسية فهي مصممة لتقييم الذاكرة والقدرة‬
‫على التفكير المنطقي والقدرة على حل المشكالت والكفاءة اللغوية والتنسيق! بين‬
‫النظر وحركة العضالت‪ ،‬وقد! تكون هذه االختبارات أساسية للتمييز بين االكتئاب‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪124‬‬

‫سيما في المراحل األولى من داء الزهايمر! كما تساعد هذه االختبارات‬


‫والعتَه‪ ،‬ال ّ‬
‫َ‬
‫والعتَه الجبهي‬
‫على تمييز داء الزهايمر من أمراض أخرى مثل َعتَه لوي َ‬
‫الصدغي‪.‬‬
‫فهم نتائج التقييم ‪:‬‬
‫في نهاية التقييم قد يحدد الطبيب حالة المريض بأنها أحد الخيارات‬
‫التالية‪:‬‬
‫‪ ‬داء الزهايمر! محتمل‪ :‬يعتقد الطبيب أن داء الزهايمر هو المسئول الرئيسي‬
‫عن العوارض والعالمات‪ ،‬لكنه يظن أن مرضاً! آخر يؤثر في تفاقمه‬
‫ويحجب ظهور! المرض‪.‬‬
‫‪ ‬داء الزهايمر! مرجح‪ :‬حذف الطبيب كل احتماالت األمراض األخرى‬
‫واستنتج أن العالمات والعوارض! ناجمة على األرجح من داء الزهايمر‪.‬‬
‫العتَه الوعائي أو‬
‫العتَه‪ :‬يعتقد الطبيب أن اضطراباً آخر مثل ‪َ :‬‬
‫‪ ‬شكل آخر من َ‬
‫العتَه الجبهي الصدغي أو َعتَه لوي وليس داء الزهايمر! مسئول عن‬
‫َ‬
‫العالمات والعوارض‪.‬‬
‫كيف يؤثر داء الزهايمر في الدماغ ؟‬
‫للعتَه وهو يصيب أساساً الراشدين‬
‫داء الزهايمر هو السبب األكثر شيوعاً َ‬
‫في عمر الستين أو أكثر‪ ،‬ومن المؤسف أنه ال يمكن حتى اآلن إبطاء تطور‬
‫المرض‪ ،‬حيث يسلب داء الزهايمر! الشخص تفكيره وذاكرته وقدرته على التفكير‬
‫يغير المرض شخصية الفرد ويعيق تفكيره وفي!‬
‫المنطقي والتعلم واالتصال‪ ،‬كما ّ‬
‫النهاية يدمر قدرة الفرد على إنجاز المهام الروتينية البسيطة أو حتى االعتناء‬
‫بنفسه‪.‬‬
‫‪125‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫وقد يستمر! داء الزهايمر من سنتين إلى ‪ 20‬سنة بعد ظهور! أولى‬
‫العوارض‪ ،‬رغم أن الموت يحدث عموماً خالل ثمانية إلى عشرة أعوام‪ ،‬والبد‬
‫من اإلشارة إلى أن تطور! المرض يختلف كثيراً بين شخص وآخر بحسب‬
‫الظروف! الصحية المصاحبة للمرض والبيئة االجتماعية المحيطة بالمريض‬
‫وطبيعة ونوعية العالج‪.‬‬
‫أما بالنسبة للتأثير المباشر لداء الزهايمر! على الدماغ فيحدث من خالل‬
‫تدمير المكون األساسي! للدماغ‪ ،‬أي الخلية العصبية فتحدث خسارة الخاليا‬
‫العصبية أوالً في قرن آمون أي لوحة التحكم المركزية في نظام الذاكرة ‪ ،‬لهذا‬
‫السبب يرتبط! فقدان الذاكرة غالباً بالمراحل األولى من داء الزهايمر‪ ،‬وقد! يظهر‬
‫أيضاً فقدان كامل ِل ِح ّس المكان إلى الذاكرة المكانية – أي إدراك موقع األشياء أو‬
‫األماكن نسبة إلى بعضها – مثل موقع دورة المياه نسبة إلى غرفة النوم أو‬
‫المطبخ‪.‬‬
‫وانطالقا! من قرن آمون ينتشر! داء الزهايمر إلى الفصوص الجبهية‬
‫والجدارية والصدغية في القشرة الدماغية‪ ،‬وباإلضافة إلى قرن آمون يهاجم‬
‫المرض أيضاً أجزاء أخرى من الجهاز الحوفي! بما في ذلك اللوزة‪ ،‬ومع تضرر!‬
‫الخاليا العصبية وتلفها في هذه المساحات يحصل ضرر في الوظائف! اإلدراكية‬
‫األخرى مثل مهارات اللغة والقدرة على التصميم! وإ صدار األحكام وإ نجاز! المهام‬
‫البسيطة‪ ،‬وبما أن الجهاز الحوفي هو جزء الدماغ الذي يؤثر في الغرائز والدوافع‬
‫والعواطف! يمكن لفقدان الخاليا العصبية في هذه المساحة أن يبرر السلوك‬
‫العدائي وجنون االرتياب المالحظين غالباً عند المصابين بداء الزهايمر‪.‬‬
‫باإلضافة إلى ذلك يسبب داء الزهايمر! خسارة للخاليا العصبية ضمن‬
‫الدماغ في موقع يعرف بنواة ماينرت القاعدية‪ ،‬وهذه المساحة غنية بناقل عصبي‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪126‬‬

‫اسمه االستيل كولين وهو مهم لتكوين الذكريات واستردادها‪ ،‬ولذلك فإن الضرر‬
‫الحاصل في النواة القاعدية يسبب انخفاضاً قوياً! في مستويات! االستيل كولين‪،‬‬
‫وباإلضافة إلى إنقاص االستيل كولين يؤثر! داء الزهايمر أيضاً في مستويات‬
‫ناقالت عصبية أخرى مهمة في الدماغ‪( .‬شكل رقم ‪( )1‬شكل رقم ‪.)2‬‬
‫شكل رقم ( ‪) 1‬‬
‫أجزاء الدماغ المتأثرة في المرحلة األولى من داء الزهايمر‬
‫‪127‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫شكل رقم ( ‪) 2‬‬

‫فقدان الناقل العصبي المرتبط بداء الزهايمر‬

‫الوظيفة األساسية‬ ‫الناقل العصبي‬


‫االنتباه والتعلم والذاكرة‬ ‫االستيل كولين‬
‫الحركة الجسدية‬ ‫الدوبامين‬
‫التعلم والذاكرة الطويلة األمد‬ ‫الغلوتامات‬
‫االستجابة العاطفية‬ ‫النوربينفرين‬
‫المزاج والقلق‬ ‫السيروتونين‬

‫وفي النهاية ي! ! !!ؤثر داء الزه! ! !!ايمر في أنح! ! !!اء ع! ! !!دة من ال! ! !!دماغ‪ ،‬ومع تلف‬
‫المزيد من الخاليا العص !!بية تتلف المزيد من نق !!اط االش !!تباك – أي نق !!اط االتص !!ال‬
‫بين الخاليا – وعند فق! ! !!دان الخاليا العص! ! !!بية تتقلص الكتلة الدماغي! ! !!ة‪ ،‬هك! ! !!ذا يب! ! !!دأ‬
‫الش!!!خص المص!!!اب ب!!!داء الزه!!!ايمر بفق!!!دان بعض وظائفه بما في ذلك الق !!درة على‬
‫االتص!!ال والتع!!رف إلى الوج!!وه المألوفة واألش!!ياء والتحكم! في الس!!لوك والحاج!!ات‬
‫الجسدية األساسية‪ ،‬مثل الحاجة إلى األكل أو التبول‪.‬‬
‫وفي المراحل األخ!!يرة من داء الزه!!ايمر! يص!!بح معظم األش!!خاص أس!!يري!‬
‫الفراش ويعتمدون كلياً على اآلخرين‪( .‬شكل رقم ‪)3‬‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪128‬‬

‫شكل رقم ( ‪) 3‬‬


‫االستيل كولين في الدماغ‬

‫تطور المرض‪:‬‬
‫من المالحظ أن تط !!ور م !!رض الزه !!ايمر يعت !!بر تط !!وراً! س !!ريعاً وال يمكن‬
‫اس !!تدراكه‪ ،‬حيث ينتقل الم !!ريض خالل مراحله الثالثة دون أن ي !!درك ب !!ذلك أحيان !اً‬
‫بل أن من يشعر به هم المحيطين به من أفراد األسرة‪ ،‬وقد يحدث أحياناً من خالل‬
‫مرحل ! !!تين مرتبط ! !!تين! مبك ! !!رة ومت ! !!أخرة بحسب حالة الم ! !!ريض ‪ ،‬ل ! !!ذلك فقد ح ! !!اول‬
‫الب ! ! !!احثون توض ! ! !!يح الح ! ! !!دود الفاص ! ! !!لة بين المراحل الثالثة وكيفية بداية الم ! ! !!رض‬
‫ونهايته من ناحية الوظائف اإلدراكية والحسية وذلك على النحو التالي‪:‬‬
‫* المرحلة األولى ‪ :‬العجز اإلدراكي الخفيف (زهايمر مبكر)‪:‬‬
‫يك!!ون التفك!!ير ومه!!ارات! التحليل المنطقي أثن!!اء ه!!ذه المرحلة ح!!ادة وتك!!ون‬
‫نش! ! !!اطاتهم في الحي! ! !!اة العملية طبيعي! ! !!ة‪ ،‬لكن عجز ال! ! !!ذاكرة وال س! ! !!يما لمعلوم! ! !!ات‬
‫مكتسبة ح!!ديثاً – أك!!بر مما يمكن أن يتص!وره الش!خص في س!نه‪ -‬ومع ال!وقت يب!!دو‬
‫أن القدرات العقلية والوظيفية للمص!!ابين ب!!العجز اإلدراكي! الخفيف تت!!دهور بوت!!يرة‬
‫أسرع‪.‬‬
‫‪129‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫وت!!وحي! نت!!ائج العديد من الدراس!!ات ب!!أن العجز اإلدراكي الخفيف لإلنس!!ان‬


‫هو البداية الحقيقية لم! ! ! !!رض الزه! ! ! !!ايمر‪ ،‬فالمص! ! ! !!ابون ب! ! ! !!العجز اإلدراكي! الخفيف‬
‫معرضون بنسبة ‪ %50‬لداء الزهايمر! خالل ‪ 4‬سنوات من التشخيص األساسي‪.‬‬
‫ومن أهم األع! !!راض ال! !!تي يتم مالحظتها على الم! !!ريض في ه! !!ذه المرحلة‬
‫التي تعتبر البدايات األولى لظهور المشكلة ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬طرح األسئلة نفسها على نحو متكرر‪.‬‬
‫التوه في المحادثات ومواجهة مشاكل في العثور! على الكلمات الصحيحة‪.‬‬
‫‪ْ -2‬‬
‫التقيد بوصفة‪.‬‬
‫‪ -3‬عدم القدرة على إنجاز مهام اعتيادية مثل‪ّ :‬‬
‫‪ -4‬مواجهة مشاكل في التفكير وتذكر! األشياء البسيطة‪.‬‬
‫‪ -5‬عدم تذكر األحداث األخيرة‪.‬‬
‫‪ -6‬وضع األشياء في مواقعها غير الصحيحة مثل‪ :‬وضع المحفظة في البراد‪.‬‬
‫‪ -7‬المعاناة من تغيرات مفاجئة في المزاج أو السلوك بدون سبب ظاهري‪.‬‬
‫‪ -8‬عدم القدرة على التركيز! أو أخذ المبادرة‪.‬‬
‫‪ -9‬فقدان االهتمام في المحيط‪.‬‬
‫إظهار المباالة تجاه المظهر الشخصي أو المجاملة الطبيعية لآلخرين‪.‬‬ ‫‪-10‬‬
‫‪ -11‬الشعور بالضياع! من حيث الوقت والمكان‪.‬‬
‫‪ -12‬التَ ْوه أثناء القيادة في الشوارع! المألوفة‪.‬‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪130‬‬

‫* المرحلة الثانية ‪ :‬المتوسطة‪:‬‬


‫في ه!!ذه المرحلة تص!!بح العالم!!ات المن!!ذرة ب!!داء الزه!!ايمر أك!!ثر وض!!وحاً‪،‬‬
‫وقد تن!!ذر ه!!ذه التغ!!يرات أف!!راد العائلة أو األص!!دقاء بوج!!ود! خطب م!!ا‪ ،‬فالش!!خص ال‬
‫يع ! !!اني فقط من فق ! !!دان ال ! !!ذاكرة وإ نما يواجه ص ! !!عوبة أيض! ! !اً في التفك ! !!ير بوض ! !!وح‬
‫واتخ!!اذ الق!!رارات الجي!!دة‪ ،‬وفي ح!!ال ك!!ان هن!!اك أي تق!!اعس في مراجعة الط!!بيب‪.‬‬
‫يفترض بهذه الع!وارض أن ت!دفع إلى زي!ارة الط!بيب ف!وراً‪ ،‬وغالب!اً ما يتم تش!خيص‬
‫داء الزهايمر في هذه المرحلة‪.‬‬
‫وتشمل بعض عالمات وعوارض المرحلة المتوسطة‪:‬‬
‫‪ -1‬نسيان إطفاء التجهيزات المنزلية مثل‪ :‬المكواة أو الفرن‪.‬‬
‫‪ -2‬نسيان تناول األدوية باستمرار‪.‬‬
‫‪ -3‬مواجهة صعوبة في المهام المس!!تلزمة للحس!!اب والتخطيط مث!!ل‪ :‬موازنة دف!!تر!‬
‫الشيكات ودفع الفواتير والتسوق من المتاجر وتحضير العشاء‪.‬‬
‫‪ -4‬مواجهة ص ! !!عوبة في المه ! !!ام ال ! !!تي تس ! !!تلزم! حرك ! !!ات ذات مه ! !!ارة مث ! !!ل‪ :‬ربط‬
‫شريط! الحذاء أو استعمال األدوات‪.‬‬
‫‪ -5‬فقدان القدرة على االتصال بما في ذلك القراءة والكتابة‪.‬‬
‫‪ -6‬الكشف عن أنماط سلوك مثل‪ :‬العدائية ونوبات الغضب واالنعزال‪.‬‬
‫‪ -7‬التصرف! على نحو غير الئق أمام الغير‪.‬‬
‫‪ -8‬الشعور! أكثر فأكثر باالضطراب واألرق خصوصاً في الليل‪.‬‬
‫‪ -9‬الن !!وم لف !!ترات طويلة على نحو مف !!رط أو مواجهة ص !!عوبة في الن !!وم (قد ين !!ام‬
‫بعض األش !!خاص ‪10‬س !!اعات إلى ‪ 12‬س !!اعة في الليل وين !!امون! أيض! !اً خالل‬
‫النهار‪ ،‬فيما ينام آخرون ساعتين إلى أربع ساعات فقط في الليل)‪.‬‬
‫‪ -10‬المعاناة من الهلوسة أو األوهام والخياالت السمعية والبصرية‪.‬‬
‫‪131‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫* المرحلة األخيرة‪( :‬زهايمر متأخر)‪:‬‬


‫في المرحلة األخيرة من داء الزهايمر تتفاقم العالمات والعوارض لدرجة‬
‫يص !!بح فيها الش !!خص ع !!اجزاً عن التفك !!ير بمنطق! وتص !!بح مه !!ام العيش األساس !!ية‬
‫مث ! !!ل‪ :‬األكل أو ال ! !!ذهاب إلى دورة المي ! !!اه مس ! !!تلزمه للمس ! !!اعدة‪ ،‬ويمكن أن تتغ ! !!ير‬
‫شخصية الفرد كلياً‪.‬‬
‫ومن عالمات وعوارض هذه المرحلة الوخيمة نذكر‪:‬‬
‫‪ -1‬القليل من الذاكرة أو ال شيء منها على اإلطالق‪.‬‬
‫‪ -2‬مواجهة صعوبة في التكلم أو فهم الكلمات‪.‬‬
‫‪ -3‬التعبير عن القليل من العواطف! أو ال شيء على اإلطالق‪.‬‬
‫‪ -4‬اإلمساك باألشياء أو األشخاص وعدم إفالتهم (بمقبض اليد)‪.‬‬
‫‪ -5‬مواجهة ص! !!عوبة في التع! !!رف إلى اآلخ! !!رين‪ ،‬وربما! ع! !!دم التع! !!رف ح! !!تى إلى‬
‫الذات عند النظر في المرآة‪.‬‬
‫‪ -6‬الحاجة إلى المس! ! ! ! ! !!اعدة في كل الرعاية الشخص! ! ! ! ! !!ية‪ ،‬بما في ذلك اس! ! ! ! ! !!تعمال‬
‫المرحاض واالستحمام! وارتداء الثياب واألكل والتحرك‪.‬‬
‫‪ -7‬المعاناة من سلس متكرر! في البول‪.‬‬
‫‪ -8‬الشعور! بالضعف أكثر فأكثر! والتعرض لاللتهابات‪.‬‬
‫‪ -9‬مواجهة صعوبة في المضغ والبلع وبالتالي فقدان الوزن‪.‬‬
‫‪ -10‬موجة اكتئاب حادة وملل من كل شيء محيط به‪.‬‬
‫تج !!در اإلش !!ارة إلى أن الم !!ريض في ه !!ذه المرحلة من داء الزه !!ايمر قد يص !!بح‬
‫أس !!!يرًا للف !!!راش‪ ،‬ويص! !!بح جس !!!مه ض! !!عيفًا ج! !!دًا مما يزيد غالب! ! !ًا من خطر التع! !!رض‬
‫لمش ! !!اكل ص ! !!حية أخ ! !!رى (القلب‪ ،‬الكلى‪ ،‬الس ! !!كر‪ ،‬الض ! !!غط)‪ ،‬والواقع أن ت ! !!أثير ه ! !!ذه‬
‫المشاكل الصحية اإلضافية يكون غالبًا أكثر وخامة عند المصاب ب!داء الزه!ايمر مما‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪132‬‬

‫هو عند شخص غير مريض‪ ،‬نتيجة لذلك نادرًا ما يك!ون س!بب الم!وت داء الزه!ايمر‬
‫نفسه وإ نما يكون بسبب أحد األمراض السابقة الذكر‪.‬‬
‫أسـباب المرض‪:‬‬
‫تعت !!!بر أس! !!باب داء الزه! !!ايمر لغ! !!زاً حقيقي! ! !اً‪ ،‬فمنذ أن كشف الع! !!الم أل! !!ويس‬
‫الزه !!ايمر اللويح !!ات والكتل الليفية العص !!بية المتش !!ابكة المم !!يزة للم !!رض في بداية‬
‫القرن العشرين‪ ،‬أجرى الباحثون والعلم!اء مئ!ات من المح!اوالت المختلفة لفهم ه!ذا‬
‫المرض ومحاربة طبيعته‪ ،‬والواقع أن استقصاء أسباب ه!!ذا الم!!رض تش!!به إلى حد‬
‫محير لم تكتمل أجزاءه حتى اآلن‪.‬‬
‫كبير جمع أجزاء لغز ّ‬
‫وقبل دراسة بعض العوامل المس !!ببة ل !!داء الزه !!ايمر من المهم التمي !!يز بين‬
‫مراحله المختلفة والتي سبق ذكرها ‪ ،‬حيث يصنف العمالء داء الزه!ايمر! إلى ن!وع‬
‫مبكر النش! ! ! !!وء وآخر مت! ! ! !!أخر النش! ! ! !!وء (إلى ج! ! ! !!انب المرحلة المتوس! ! ! !!طة الن! ! ! !!ادرة‬
‫الحدوث) مستعملين عمر ‪ 65‬عاماً بمثابة خط فاصل بينهم‪.‬‬
‫فاألش!!خاص! ال!!ذين لم يبلغ!!وا بعد ‪65‬عام!اً وأص!!يبوا! ب!!داء الزه!!ايمر يع!!انون‬
‫من الشكل المبكر‪ ،‬ورغم أن هذه المجموعة ص!!غيرة الع!دد نس!بياً فإنها تط!ال نطاق!اً!‬
‫واس!!عاً من األعم!!ار‪ ،‬فهن!!اك ح!!االت ن!!ادرة أص!!يب خاللها األش!!خاص ب!!المرض في‬
‫عمر الثالثين‪ ،‬أما األشخاص الذين يصابون ب!!داء الزه!!ايمر عند بل!!وغهم ‪ 65‬عام!اً‬
‫أو أكثر‪ ،‬فيعانون من الشكل المتأخر النشوء وهو الشكل األكثر شيوعاً‪.‬‬
‫والواقع أن ع!!وارض الش!!كلين هي نفس!!ها تقريب!اً ح!!تى لو ك!!ان الم!!ريض قد‬
‫مر بالمرحلة المتوس! ! ! !!طة‪ ،‬وذلك على ال! ! ! !!رغم من تس! ! ! !!ارع! وت! ! ! !!يرة التقهقر العقلي‬
‫والجس!!دي في بعض ح!!االت الش!!كل المبكر النش!!وء‪ ،‬لكن الف!!رق الكب!!ير الك!!امن بين‬
‫ش!!!كلَي الم!!!رض يتمثل في طريقة ت!!!أثير الش!!!كل المبكر النش !!وء في حي !!اة الش !!خص‬
‫المتوسط العمر – ال ! !!ذي ال ي ! !!زال يعمل ربما ولديه مس ! !!ؤوليات تج ! !!اه أوالده – أما‬
‫‪133‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫ت!!أثير الش!!كل المت!!أخر النش!!وء في الش!!خص األك!!بر س!!ناً فيف!!رض حاج!!ات وأولوي!!ات‬
‫مختلفة جداً‪.‬‬
‫وفي كال ن ! ! !!وعي داء الزه ! ! !!ايمر! ي ! ! !!درك العلم ! ! !!اء أن الم ! ! !!رض معقد ج ! ! !!داً‬
‫ويظن !!ون أنه ن !!اجم على األرجح من مجموعة من العوامل البيئية والوراثي !!ة‪ ،‬فنحو!‬
‫العتَه ما يش!!ير‬
‫‪ %30‬من المص!!ابين ب!!داء الزه!!ايمر! يكش!!فون عن ت!!اريخ ع!!ائلي من َ‬
‫إلى دور الجين !!ات في ه !!ذا الص !!دد‪ ،‬لكن عوامل الخطر الوراثية ليست القصة كلها‬
‫بالفع !!ل‪ ،‬حيث ي !!درس الب !!احثون أيض!!اً العوامل البيئية ال !!تي قد تس !!هم في نش !!وء داء‬
‫الزهايمر‪ ،‬ولم يتأكد العلماء بعد ما إذا كانت كل ه!!ذه األح!داث مترابطة أم ال أو ما‬
‫هي العوامل األخرى الواجب التعرف إليها وشرحها‪.‬‬
‫العوامل الوراثية المساهمة في داء الزهايمر‪:‬‬
‫إن معظم األبح!!!اث المتناولة ل !!داء الزه!!!ايمر رك !!زت وال ت !!زال ح !!تى اآلن‬
‫على العوامل الوراثية المحيطة ب!!المرض‪ ،‬وقد تم الحص!!ول على فهم أك!!ثر ش!!موالً‬
‫من ه! !!ذه األبح ! !!اث الوراثية نجح في إلق ! !!اء الض ! !!وء على التسلسل المعقد لألح ! !!داث‬
‫المؤلفة للمرض‪.‬‬
‫وقد ب ! !!ات من المعل! !!وم أن بعض التح! !!والت الجينية – أي التغ! !!يرات غ ! !!ير‬
‫المرتقبة في جينات مفردة أو في أقسام الكر وموسومات – تسبب ع!!دداً بس!!يطاً من‬
‫األش! !!كال المبك! !!رة النش! !!وء من داء الزه! !!ايمر‪ ،‬ويملك الب! !!احثون أدلة تش! !!ير إلى أن‬
‫الجينات والتحوالت! الجينية غير المكتشفة يمكن أن ت!!ؤثر في داء الزه!!ايمر‪ ،‬س!!واء‬
‫بطريقة مباشرة أو غير مباشرة‪.‬‬
‫والواقع أن كل الجين !!!ات والتح !!!والت! الوراثية ال! !!تي تس! !!بب داء الزه! !!ايمر‬
‫تتش! !!ارك في اإلنت! !!اج الش! !!اذ واالنحالل ل! !!بروتين بيتا النش! !!واني! الن! !!ذيري‪ ،‬فاإلنت! !!اج‬
‫الش!!اذ ي!!ؤدي عموم !اً إلى إنت!!اج مف!!رط لش!!ظايا بيتا نش!!وا ني !ة‪ ،‬وحين ال ت!!ذوب ه!!ذه‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪134‬‬

‫الشظايا تتك!!دس مع!اً لتك!!وين اللويح!!ات الكث!يرة الموج!ودة في أدمغة المص!!ابين ب!داء‬
‫الزه!!ايمر‪ ،‬باإلض!!افة إلى ذلك أص!!بح العلم!!اء مقتنعين ب!!أن ال!!تراكم المتزايد للبيتا –‬
‫النشواني في الدماغ هو خطوة أساسية وض!!رورية في العملية – إن لم يكن الس!!بب‬
‫ص ! !لة لكل جينة يمكن أن تس! !!اعد على ش! !!رح‬
‫للعتَ! !!ه‪ ،‬ل! !!ذا ف! !!إن الدراسة المف ّ‬
‫المباشر َ‬
‫كيفية إسهام البيتا النشواني! في داء الزهايمر‪.‬‬
‫* البروتين النشواني النذيري‪:‬‬
‫يرتبط ال ! !!بروتين النش ! !!واني الن ! !!ذيري بغش ! !!اء الخلية أي الغط ! !!اء الخ ! !!ارجي‬
‫الرقيق للخلية‪ ،‬والواقع أن الجينة التي تنتج ه!!ذا ال!!بروتين موج!ودة في الكروموس!!وم‬
‫‪ ،‬وعلى الرغم من عدم اتضاح الوظيفة األساسية للبروتين‬ ‫‪DNA‬‬ ‫‪ 21‬من حمض الـ‬
‫النشواني النذيري‪ ،‬إال أن الدراسات التي أجريت بهذا الص!دد تش!ير إلى تأديته دوراً‬
‫الت ال!بروتين النش!واني‬
‫هام!ًا في نمو الخاليا العص!بية وبقائها على قيد الحي!اة‪ ،‬فتح!و ّ‬
‫ال نادرًا من داء الزهايمر‪.‬‬
‫النذيري تسبب شك ً‬
‫ويطلق أحيان !اً على ال!!بروتين النش!!واني الن!!ذيري! اسم ب!!روتين الغش!!اء ألنه‬
‫ُ‬
‫موج!ود جزئي!اً داخل وخ!ارج غش!اء الخلي!ة‪ ،‬تمام!اً مثل ال!دبوس الغ!ارز في وس!ادة‪،‬‬
‫هك !!ذا يرتبط! ال !!بروتين النش !!واني الن !!ذيري! بالجهة الخارجية لغش !!اء الخلية بواس !!طة‬
‫ن!!وع من األن!!زيم اس!!مه البروتي!!اس! يس! ّ!رع التف!!اعالت‪ ،‬وقد! أدرك العلم!!اء منذ ف!!ترة‬
‫اش !!تراك ثالثة أن !!واع من البروتي !!اس! في ه !!ذه العملية ورغم أنهم ليس !!وا واثقين بعد‬
‫من الهوية الحقيقية لكل ه ! ! ! ! !!ذه األنزيم ! ! ! ! !!ات فقد أطلق ! ! ! ! !!وا عليها اسم مف ! ! ! ! !!رزات ألفا‬
‫ومفرزات بيتا ومفرزات جاما‪.‬‬

‫تعمل هذه األنزيمات الثالثة على ربط ال!!بروتين النش!!واني! الن!!ذيري بغش!!اء‬
‫الخلية‪ ،‬وحين تقطع مفرزات ألفا ومفرزات جاما البروتين النشواني! الن!!ذيري! يب!!دو‬
‫أن الش! ! !!ظية الناجمة ت! ! !!ذوب بس! ! !!هولة نس! ! !!بياً في ال! ! !!دماغ ‪ ،‬كما تقطع مف! ! !!رزات بيتا‬
‫‪135‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫ومف!!رزات جاما ال!!بروتين أيض !اً – وتنتج ش!!ظايا! أط!!ول – اس!!مها بيتا نش!!وانية ‪40‬‬
‫أو بيتا نش! ! ! ! ! ! !!وانية ‪( 42‬ألنها مؤلفة من ‪ 40‬أو ‪ 42‬حمض! ! ! ! ! ! !اً أميني! ! ! ! ! ! !اً)‪ ،‬لكن البيتا‬
‫النش!وانية ‪ 42‬ال ت!ذوب بس!!هولة وهي (دبق!ة) أك!!ثر من البيتا النش!!وانية ‪ ،40‬وهك!ذا‬
‫تتراكم البيتا النشوانية ‪ 42‬مع شظايا! أخرى لتكوين لويحات الزهايمر‪.‬‬
‫أما تح!!!والت جينة ال !!بروتين النش!!!واني الن!!!ذيري المرتبطة ب !!داء الزه !!ايمر!‬
‫فموج! !!ودة في ج! !!زء ال! !!بروتين الملتصق! خ! !!ارج غش! !!اء الخلية والق! !!ريب من مواقع‬
‫تكون المزيد من البيتا النش!!وانية‬
‫المفرزة‪ ،‬يوحي ذلك بأن هذه التحوالت تؤدي! إلى ّ‬
‫‪ 42‬بالتحديد‪ ،‬وفي! كال الحالتين تتكون المزيد من اللويحات‪.‬‬
‫* البروتين الصتوم ( أو بروتين الشيخوخة )‪:‬‬
‫ب !!ات معروف!!اً! أن تح !!والت بروتي !!نين ص !!تومين هما الن !!وع ‪ 1‬و ‪ 2‬يس !!ببان‬
‫داء الزه!!ايمر‪ ،‬والجينة المس!!ؤولة عن ال!!بروتين ‪ 1‬موج!!ودة في الكروموس!!وم! ‪،14‬‬
‫فيما الجينة المس! !!ؤولة عن ال! !!بروتين ‪ 2‬موج! !!ودة في الكروموس! !!وم! ‪ ،1‬والواقع أن‬
‫أكثر من ‪ 30‬تح!!والً مختلف!اً له!!ذين البروتي!!نين تس!!بب داء الزه!!ايمر المبكر النش!!وء‪،‬‬
‫كما أن الش!!خص ال!!ذي يكشف عن أي واحد من ه!!ذه التح! ّ!والت الص!!تومة يمكن أن‬
‫ينقله أيضاً إلى ولده‪ ،‬هك!!ذا يملك كل ولد فرصة بنس!!بة ‪ %50‬لوراثة الجينة الش!!اذة‬
‫والتعرض للمرض من ش!!أن ذلك ربط ال!!بروتين الص!!توم باألش!!كال العائلية من داء‬
‫الزهايمر‪.‬‬
‫كما تش !!ير الدراس !!ات إلى أن تح !!والت الن !!وعين ‪1‬و ‪ 2‬من ال !!بروتين تزيد‬
‫من مس!!توى البيتا النش!!واني ‪ 42‬في ال!!دماغ – أي الش!!كل ال!!دبق من البيتا النش!!واني!‬
‫ال ! ! !!ذي ينتج الل ! ! !!وائح النش ! ! !!وانية – وظن العلم ! ! !!اء لبعض ال ! ! !!وقت أن الن ! ! !!وع ‪1‬من‬
‫ال!!بروتين هو أن!!زيم مف!!رزة جاما المس!!ؤول! عن ربط ال!!بروتين النش!!واني الن!!ذيري‪.‬‬
‫شكل رقم! (‪)4‬‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪136‬‬

‫شكل رقم ( ‪) 4‬‬

‫الجينات المرتبطة بالزهايمر‬


‫الكروموزوم!‬ ‫الجين‬
‫بروتين أميلويد‬
‫‪21‬‬
‫( ‪) APP‬‬
‫بروتين الصتوم! ‪1‬‬
‫‪14‬‬
‫( ‪) PS1‬‬
‫بروتين الصتوم! ‪2‬‬
‫‪1‬‬
‫( ‪) PS2‬‬
‫صميم البروتين الشحمي‬
‫‪19‬‬
‫( ‪) APOE eA‬‬

‫* صميم البروتين الشحمي‪:‬‬


‫قبل ربطه ب ! !!داء الزه ! !!ايمر ك ! !!ان المجتمع الط ! !!بي يع ! !!رف أن جينة ص ! !!ميم‬
‫ال!!بروتين الش!!حمي ‪ E‬مس!!ؤولة عن نقل كولس!!ترول! ال!!دم في الجسم ‪ ،‬وهن!!اك ثالثة‬
‫أش! !!كال مختلفة من ص! !!ميم ال! !!بروتين الش! !!حمي اس! !!مها ‪ e2‬و‪ e3‬و‪ e4‬وعلى عكس‬
‫ال!!بروتين النش!!واني الن!!ذيري‪ ،‬ليس التح! ّ!ول في ص!!ميم ال!!بروتين الش!!حمي من ي!!ؤدي!‬
‫إلى داء الزهايمر! وإ نما أحد األشكال الطبيعية للجينة – وهو الشكل ‪ 4‬وفيما! يؤدي‬
‫ال! !!بروتين النش! !!واني الن! !!ذيري والش! !!كلين ‪1‬و‪ 2‬من ال! !!بروتين الص! !!توم! إلى الش! !!كل‬
‫المبكر النش! ! !!وء من داء الزه! ! !!ايمر‪ ،‬ف! ! !!إن وراثة واحد أو اث! ! !!نين من الش! ! !!كل ‪ 4‬من‬
‫صميم البروتين الش!حمي يزيد من فرصة تعرضك للش!كل المت!أخر النش!وء من داء‬
‫الزهايمر‪.‬‬
‫‪137‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫وقد يخفض ذلك السن ال ! !!ذي يب ! !!دأ فيه الم ! !!رض – ويك ! !!ون في الع ! !!ادة قبل‬
‫أعوام من أشكال الزهايمر غير المرتبطة بالنوع ‪ 4‬من صميم ال!!بروتين الش!!حمي‪،‬‬
‫وتكشف األبح!!اث أن الن!!وع ‪ 4‬من ص!!ميم ال!!بروتين الش!!حمي مرتبط بزي!!ادة مق!!دار‬
‫البيتا النش ! !!واني في ال ! !!دماغ ‪ ،‬لكن الج ! !!دل ما زال قائم! ! !اً ح ! !!ول كيفية حص ! !!ول ذلك‬
‫بالفع! ! !!ل‪ ،‬ويظن بعض الب! ! !!احثين أنه على رغم فاعلية الش! ! !!كلين ‪2‬و‪ 3‬من ص! ! !!ميم‬
‫فع!!االً‬
‫ال!!بروتين الش!!حمي في ت!!ذويب البيتا النش!!واني! في ال!!دماغ ف!!إن الش!!كل ‪ 4‬ليس ّ‬
‫بهذا القدر‪.‬‬
‫عوامل وراثية قيد الدراسة‪:‬‬
‫ي! !!درس العلم! !!اء الكروموس! !!وم ‪ -12‬وبالتحديد جينة ألفا ‪2‬م! !!اكروغلوبلين‬
‫الموج!!ودة في الكروموس!!وم! ‪ -12‬كمص!!در! محتمل لعامل خطر آخر مس!!بب لل!!داء‬
‫المت !!أخر النش!!!وء‪ ،‬كما تتم دراسة الكروموس!!!وم ‪ 10‬وفي اآلونة األخ !!يرة توص !!لت‬
‫ثالث مجموع ! ! !!ات من الب ! ! !!احثين على نحو منفصل وبط ! ! !!رق مختلفة إلى أن الجينة‬
‫المرتبطة ب!!داء الزه!!ايمر المت!!أخر النش!!وء موج!!ودة على ما يب!!دو في الكروموس!!وم!‬
‫‪ ،10‬ويعتقد أن هذه الجينة تؤثر أيضاً في إنتاج بروتين بيتا النشواني‪.‬‬
‫نظريات أسباب داء الزهايمر‪:‬‬
‫لقد أفضت الجه! !!ود الهادفة إلى الكشف عن الروابط الوراثية في داء الزه! !!ايمر!‬
‫إلى نتائج مشجعة كان أهمها‪:‬‬

‫(‪ )1‬البيتا النشوانية واللويحات‪:‬‬


‫تش! ! ! !!ير دراسة مختلف التح! ! ! !!والت الجينية إلى أن إنت ! ! ! !!اج البيتا النش! ! ! !!وانية‬
‫وتك ! ! ! ّ!ون اللويح ! ! !!ات يؤدي ! ! !!ان دوراً مهم! ! ! !اً في نش ! ! !!وء داء الزه ! ! !!ايمر‪ ،‬ويعتقد بعض‬
‫الباحثين أن هذه مراحل مهمة من داء الزهايمر‪.‬‬
‫أما العوامل الداعمة لهذه الفرضية فتشمل اآلتي‪:‬‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪138‬‬

‫‪ ‬كل األشكال العائلية المبكرة النشوء من داء الزهايمر مص!!حوبة بزي!!ادة كب!!يرة‬
‫في مستوى! بروتين البيتا النشواني! في الدماغ‪.‬‬
‫‪ ‬ح!دوث تك ّ!دس البيتا النش!واني! في اللويح!ات يك!ون غالب!اً في مرحلة مبك!رة من‬
‫المرض قبل ظهور! العوارض‪.‬‬
‫‪ ‬يزداد مع الوقت عدد اللويحات فيما ينتشر! المرض في الدماغ‪.‬‬
‫‪ ‬إن المص!!!ابين بتن! !!اذر داون وال!!!ذين ينقل!!!ون بط! !!بيعتهم! نس !!خة إض! !!افية عن كل‬
‫الكروموس !!ووم‪ 21‬أو ج !!زء منه ‪ ،‬ول !!ديهم! بالت !!الي ثالث جين !!ات من ال !!بروتين‬
‫النش!!واني الن!!ذيري ( ب!!دل‪ ) 2‬يص!!ابون غالب!اً ب!!داء الزه!!ايمر! في مرحلة الحقة‬
‫من الحياة‪.‬‬
‫تحول الجينة المنتجة للبروتين النشواني النذيري! تسبب داء الزهايمر‪.‬‬
‫‪ ‬إن ّ‬
‫(‪ )2‬التاو والكتل الليفية العصبية المتشابكة‪:‬‬
‫تنجم الكتل الليفية العص! ! ! !!بية المتش! ! ! !!ابكة عن بروتين! ! ! !!ات ت! ! ! !!او ملتفة داخل‬
‫الخاليا العصبية‪ ،‬ويساعد التاو عادة على دعم بنية الخلية العصبية لكن حين ينح ّل‬
‫ب ! !!روتين الت ! !!او تنه ! !!ار بنية الخلية ويمكن العث ! !!ور! على الكتل المتش ! !!ابكة في نس ! !!يج‬
‫العتَه‪.‬‬
‫الدماغ عند أشخاص ال يعانون من َ‬
‫وح ! !!تى وقت غ ! !!ير بعيد لم يكن يع ! !!رف الكث ! !!ير عن الكتل الليفية العص ! !!بية‬
‫المتش!!!ابكة س!!!وى أنها نتيجة اإلنت!!!اج الش!!!اذ ل!!!بروتين الت !!او‪ ،‬لكن في الع !!ام ‪1998‬م‬
‫توصل العلماء الذين كانوا يدرسون! العتَهَ الجبهي الص!دغي ‪ -‬وهو ش!كل م!وروث!‬
‫ّ‬
‫من م! ! ! ! ! !!رض عص! ! ! ! ! !!بي تن ّكسي – إلى تحديد تح! ! ! ! ! ! ّ!ول في جينة الت! ! ! ! ! !!او حاصل في‬
‫العتَه الجبهي الصدغي ش!!بيه بما‬
‫التحول في َ‬
‫الكروموسوم!‪ 17‬والواقع! أن تأثير هذا ّ‬
‫يحدث في داء الزهايمر! – إلتفاف خيوط! ب!!روتين الت!!او وت!!راكم! الكتل المتش!!ابكة في‬
‫الخلية ‪.-‬‬
‫‪139‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫باإلض! ! !!افة إلى ذلك يب! ! !!دو أن ت! ! !!راكم ه! ! !!ذه الكتل المتش! ! !!ابكة ي! ! !!ؤثر! بطريقة‬
‫مباش!!رة في الخاليا العص!!بية أك!!ثر من اللويح!!ات النش!!وانية‪ ،‬فالكتل المتش!!ابكة تعيق‬
‫نقل المواد المغذية في الخاليا ونقل النبضات الكهربائية بين الخاليا مما يؤدي! إلى‬
‫تعطّل وظائف! الخاليا األساسية‪.‬‬
‫ثمة احتم! ! !!ال أن يحفّز إنت! ! !!اج البيتا النش! ! !!واني تك! ! ! ّ!ون الكتل المتش! ! !!ابكة من‬
‫خالل إفس!!اد! مس!!تويات! الكالس!!يوم! في الخاليا ربم!!ا‪ ،‬لكن العالقة بين البيتا النش!!واني‬
‫وكتل التاو المتشابكة ال تزال غير واضحة‪.‬‬
‫(‪ )3‬االستجابات اإللتهابية‪:‬‬
‫كش ! !!فت دراس ! !!ات ع ! !!دة وج ! !!ود! إلته ! !!اب عميق في أدمغة المص ! !!ابين ب ! !!داء‬
‫الزه!!ايمر‪ ،‬واإللته!!اب هو اس!!تجابة جس!!مك إلص!!ابة أو خمج ويش!!كل ج!!زءاً طبيعي !اً‬
‫من عملية الشفاء‪.‬‬
‫وعلى رغم نش! ! !!وء لويح! ! !!ات البيتا النش! ! !!وانية في المس! ! !!احة الفاص! ! !!لة بين‬
‫الخاليا العص! ! !!بية‪ ،‬تعمل خاليا المناعة على التخلص من الخاليا الميتة واألوس! ! !!اخ!‬
‫األخ! !!رى في ال! !!دماغ‪ ،‬ويعتقد العلم! !!اء أن خاليا المناعة قد تعت! !!بر اللويح! !!ات بمثابة‬
‫م!!واد غريبة في الجسم وتح!!اول بالت!!الي ت!!دميرها! مما يس!!بب اإللته!!اب‪ ،‬أو أن خاليا‬
‫المناعة تحاول التخلص من الخاليا العصبية التالفة‪.‬‬
‫مكون!!ات أخ!!رى مس!!ببة لإللته!!اب ‪،‬‬
‫من جهة أخرى قد تن ّش!ط خاليا المناعة ّ‬
‫ومجموعة من البروتين! ! ! !!ات ته! ! ! !!اجم‬ ‫‪COX-2‬‬ ‫وأن! ! ! !!زيم‬ ‫‪interleukin-1‬‬ ‫ومنها ب! ! ! !!روتين‬
‫الخاليا ال! ! ! ! !!تي توصي خاليا المناعة بض! ! ! ! !!رورة مهاجمته! ! ! ! !!ا‪ ،‬وعلى رغم اعتق! ! ! ! !!اد‬
‫تكون اللويحات بالكامل‪ ،‬ال يزالون غ!!ير واثقين من‬
‫الباحثين بحدوث اإللتهاب قبل ّ‬
‫كيفية ارتب!!اط! ه!!ذا التك! ّ!ون بعملية الم!!رض‪ ،‬وثمة ج!!دل ق!!ائم أيض !اً ح!!ول ما إذا ك!!ان‬
‫اإللتهاب يتلف الخاليا العصبية أو أنه يساعد على التخلص من اللويحات‪.‬‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪140‬‬

‫(‪ )4‬اإلجهاد المؤكسد‪:‬‬


‫تش! ! ! !!ير األدلة إلى أن تكتل البيتا النش! ! ! !!واني واالس! ! ! !!تجابة اإللتهابي! ! ! !!ة‪ ،‬ربما‬
‫يؤدي !!ان إلى إتالف الحبيب !!ات الخيطية أي مص !!انع الطاقة للخلي !!ة‪ ،‬وتميل الحبيب !!ات‬
‫الخيطية التالفة إلى اإلف ! !!راط! في إنت ! !!اج جزيئ ! !!ات ش ! !!ديدة التفاعل تع ! !!رف بالج ! !!ذور!‬
‫الح!!رة‪ ،‬ت!!ؤدي الج!!ذور الح!!رة ع!!ادة مجموعة من المه!!ام المفي!!دة لكن وج!!ود! الكث!!ير‬
‫من الج !!ذور الح !!رة ي !!ؤدي! إلى ما يع !!رف باإلجه !!اد المؤكسد! بالفعل تطغى الج !!ذور‬
‫الحرة وتتلف الخاليا‪ ،‬مما يؤدي! إلى تلف النسيج وضرر في حمض الـ ‪.DNA‬‬
‫(‪ )5‬مستويات الكالسيوم‪!:‬‬
‫تش!!ير دراسة تكتالت البيتا النش!!واني! إلى أن ه!!ذه التكتالت قد تحفّز دخ!!ول‬
‫الكالس! !!يوم إلى الخاليا العص! !!بية بمق! !!ادير مفرط! !!ة‪ ،‬والواقع أن الكالس! !!يوم ال! !!ذي يتم‬
‫الحص!!ول عليه ع!!ادة من خالل الغ!!ذاء يس!!اعد في نقل رس!!ائل النبض بين الخالي!!ا‪،‬‬
‫لكن وجود الكثير من الكالسيوم! في الخلية قد يسبب موت الخلية‪.‬‬
‫عوامل خطر أخرى‪:‬‬
‫تش! !!ير دراسة األش! !!خاص ال! !!ذين أص! !!يبوا ب! !!داء الزه! !!ايمر! من دون وج! !!ود!‬
‫ت!!اريخ ع!!ائلي مس!!بق للعته إلى أن الجين!!ات ليست المص!!در! الوحيد للم!!رض‪ ،‬ويب!!دو‬
‫أن هن !!اك ع !!دداً من عوامل الخطر غ !!ير الوراثية المرتبطة ب !!داء الزه !!ايمر‪ ،‬وقد! تم‬
‫التع! !!رف جي! !!داً إلى بعض العوامل مث! !!ل‪ :‬العم! !!ر‪ ،‬فيما ال ت! !!زال عوامل أخ! !!رى قيد‬
‫الدراسة‪.‬‬
‫‪ -1‬العمر‪:‬‬
‫يرتفع الع! !!دد اإلجم! !!الي لح! !!االت داء الزه! !!ايمر (اإلنتش! !!ار) وع! !!دد الح! !!االت‬
‫الجدي!!دة من داء الزه!!ايمر بش!!كل كب!!ير مع العمر ويتض!!اعف م!!رة كل خمس س!!نوات‬
‫بعد عمر ‪65‬عام! ! ! ! ! !ًا ‪ ،‬ويعتقد بعض الب! ! ! ! ! !!احثين أن داء الزه! ! ! ! ! !!ايمر هو نتيجة محتمة‬
‫‪141‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫ال كفاية س!!وف تص!!اب حتم!ًا ب!!داء الزه!!ايمر‪،‬‬


‫للش!!يخوخة‪ ،‬بمع!!نى آخر إذا عشت ط!!وي ً‬
‫لكن كشف العديد من الكب! ! !!ار في السن ومنهم أش! ! !!خاص في عمر التس! ! !!عين أو المائة‬
‫عن ذاكرة قوية ومهارات إدراكية ممتازة يناقض هذه النظرية‪.‬‬
‫ويتح!!دث علم!!اء آخ!!رون عن ح!!دوث داء الزه!!ايمر ض!!من نط!!اق معين من‬
‫العم! !!ر‪ ،‬وأن الزي! !!ادة في ش! !!يوع مس! !!تويات داء الزه! !!ايمر تص! !!بح أفقية قرابة عمر‬
‫‪95‬عام ! ! ! !اً‪ ،‬وثمة إجم! ! ! !!اع متزايد على أن داء الزه! ! ! !!ايمر! ليس ج! ! ! !!زءاً طبيعي ! ! ! !اً من‬
‫الشيخوخة‪ ،‬لكن تأثيرات الشيخوخة يمكن أن تعزز نشوء داء الزهايمر‪.‬‬
‫‪ -2‬الجنس ‪:‬‬
‫تشير الدراسات المرتكزة على انتشار داء الزهايمر! إلى معاناة النساء من‬
‫العته أك !!ثر من الرج !!ال‪ ،‬يمكن تفس !!ير ذلك على األقل جزئي! !اً‪ ،‬بك !!ون النس !!اء يعشن‬
‫عموم! ! !اً أك ! !!ثر من الرج ! !!ال ويس ! !!تطعن الص ! !!مود لف ! !!ترة أط ! !!ول مع العت ! !!ه‪ ،‬وتظهر!‬
‫المعطي!!ات المس!!تمدة من ع!!دة دراس!!ات أوروبية ُأج! ِ!ريت بين ‪1988‬م و‪1996‬م أن‬
‫للعتَه والس!!يما ل!!داء الزه!!ايمر‪ ،‬ال يع!!رف العلم!!اء س!!بب‬
‫النس!!اء أك!!ثر عرضة أيض !اً َ‬
‫هذا الفرق لكن االحتماالت يمكن أن تشمل االختالفات البيولوجية‪ ،‬كما س!!ئلت ه!!ذه‬
‫التحيز في إج ! !!راء التش ! !!خيص أو التوزيع غ ! !!ير المتس! !!اوي! لعوامل‬
‫الدراس! !!ات عن ّ‬
‫الخطر بين الذكور واإلناث‪.‬‬
‫‪ -3‬التربية ‪:‬‬
‫ت !!!دعم نت !!!ائج المش !!!روع! المع !!!روف! بدراسة الراهب! !!ات الفك! !!رة القائل! !!ة‪ :‬إن‬
‫التربية قد تحمي الفرد من التعرض لداء الزهايمر‪.‬‬
‫فقد درس الب !!احثون الس !!ير الذاتية ال !!تي كتبتها مجموعة من الراهب !!ات عند‬
‫دخ ! ! !!ولهن إلى دير ميلك ! ! !!وي‪ ،‬وك ! ! !!ان متوسط العمر ل ! ! !!ديهم ‪22‬عام! ! ! !اً‪ ،‬ثم تم قي ! ! !!اس‬
‫المق!!االت المكتوبة من حيث كثافة األفك!!ار بعد ذلك – أي متوسط ع!!دد األفك!!ار! في‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪142‬‬

‫كل ‪ 10‬كلم !!ات – وتعقي !!دها اللغ !!وي‪ ،‬كما وهبت الراهب !!ات أدمغتهن للبحث به !!دف‬
‫تش!!ريحها بعد م!!وتهن ووجد! الب!!احثون أن ‪ %90‬من الراهب!!ات الل!!واتي كش!!فن عن‬
‫كثافة متدنية من األفك!!ار! في الس!!ير الذاتية أظه!!رن العديد من الكتل الليفية العص!!بية‬
‫المتشابكة المتراكمة في أدمغتهن‪ ،‬أما الراهبات اللواتي كش!!فن عن كثافة عالية من‬
‫األفكار في عمر ‪22‬عاماً فقد أظهرن القليل من الكتل المتشابكة عند موتهن‪.‬‬
‫وقد حظيت دراسة الراهب! ! !!ات ب! ! !!الكثير من االنتب! ! !!اه الش! ! !!عبي وتؤكد معظم‬
‫الدراس ! ! !!ات الالحقة على المفه ! ! !!وم القائ ! ! !!ل‪ :‬إن المس ! ! !!تويات المتدنية من التربية قد‬
‫تك!!ون عامل خطر أساسي ل!!داء الزه!!ايمر‪ ،‬لكن ه!!ذه الدراس!!ات مح!!دودة نوع !اً م!!ا‪،‬‬
‫فقي ! ! !!اس مس ! ! !!تويات! التربية قد يك ! ! !!ون غ ! ! !!ير دقيق وثمة عوامل أخ ! ! !!رى قد تربك أو‬
‫تحجب الت ! ! ! !!أثير الفعلي للتربي ! ! ! !!ة‪ ،‬والواقع أن كل ه ! ! ! !!ذه النظري ! ! ! !!ات تخمينية وتبقى‬
‫اآلليات الكامنة وراء المالحظ!!ات مجهول!!ة‪ ،‬وعلى رغم تأكيد العديد من الدراس!!ات‬
‫على الدور الواقي للتربية فإن النتائج ليست حاسمة‪.‬‬
‫‪ -4‬إصابات الرأس المختلفة‪:‬‬
‫للعتَه إلى التس! ! !!اؤل ما إذا ك! ! !!انت‬
‫أدى تع! ! !!رض بعض المالكمين الس! ! !!ابقين َ‬
‫اإلص !!ابة الخط !!يرة في ال !!رأس (مع فق !!دان طويل لل !!وعي مثالً) تش !!كل عامل خطر‬
‫ل !!داء الزه !!ايمر؟ وتش !!ير العديد من الدراس !!ات إلى وج !!ود رابط ق !!وي بين األم !!رين‬
‫وال س! !!يما عند الرج! !!ال‪ ،‬ووج! !!دت دراس! !!ات أخ! !!رى رابط ! !اً بس! !!يطاً! وغ! !!ير مهم بين‬
‫إصابة الرأس وداء الزهايمر‪ ،‬وال يزال الجدل ح!!ول ه!!ذا الموض!!وع! مس!!تمراً ح!!تى‬
‫اآلن‪ ،‬لكن ثمة نظرية تق !!ول إن إص !!ابة ال !!رأس قد تتفاعل مع الش !!كل‪ 4‬من ص !!مييم‬
‫البروتين الشحمي‪ ،‬ما يؤدي إلى تزايد خطر التعرض لداء الزه!!ايمر! مهما اختلفت‬
‫وتنوعت تلك الضربات (حوادث السيارات – ضرب بآلة حادة أو ما شابه)‪.‬‬
‫ّ‬
‫عوامل خطر قيد البحث‪:‬‬
‫‪143‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫يش! ! !!ير ع! ! !!دد من الدراس! ! !!ات إلى وج! ! !!ود! رابط إيج! ! !!ابي بين داء الزه! ! !!ايمر‬
‫!بين أن االكتئ !!اب يش !!كل عامل‬
‫وض !!غط ال !!دم المرتفع والكولس !!ترول! المرتف !!ع‪ ،‬كما ت ! ّ‬
‫خطر ل !!داء الزه !!ايمر‪ ،‬وال ت !!زال ه !!ذه الدراس !!ات في أولى مراحل البحث ويس !!تمر‬
‫العلماء في البحث عن أدلة حاسمة في هذه المجاالت‪.‬‬
‫واعت !!بر الب !!احثون أيض!!اً أن الت !!دخين والتع !!رض للمخ !!اطر! الوظيفية مث !!ل‪:‬‬
‫الصمغ ومبيدات الحشرات واألسمدة أو حتى الحقول الكهربائية المغناطيسية‪ ،‬هي‬
‫عوامل مس ! !!همة في داء الزه ! !!ايمر‪ ،‬س ! !!اد االعتق ! !!اد لف ! !!ترة أن الت ! !!دخين يقي من داء‬
‫الزه ! !!ايمر‪ ،‬لكن الدراس ! !!ات الالحقة أبطلت ه ! !!ذه النظري ! !!ة‪ ،‬كما أن نت ! !!ائج كل ه ! !!ذه‬
‫الدراس ! !!ات بقيت متض ! !!اربة وال يوجد ح ! !!تى اآلن أي دليل ق ! !!اطع يؤكد أن العوامل‬
‫البيئية أو أسلوب العيش يزيد من خطر التعرض لمرض الزهايمر‪.‬‬
‫أهم المضاعفات والمشكالت المصاحبة للمرض‪:‬‬
‫نظ! ! !!راً إلى أن م! ! !!رض الزه! ! !!ايمر! ال يقتصر ت! ! !!أثيره على الف! ! !!رد نفسه فقط‬
‫ويمتد إلى ب!!!اقي أعض!!!اء األس!!!رة ومنها إلى المجتمع المحيط بهم‪ ،‬ف !!إن مض !!اعفاته‬
‫كثيرة بل قد ال يدركها! الكثيرون‪ ،‬إال في حالة وجود! مريض زهايمر! في األسرة‪.‬‬
‫ل ! !!ذلك ف ! !!إن المض ! !!اعفات والمش ! !!كالت المص ! !!احبة له ! !!ذا الم ! !!رض تش ! ! ّ!عبت‬
‫وتن ! ! ّ!وعت بين مش ! !!كالت نفس ! !!ية وس ! !!لوكية وأس ! !!رية وص ! !!حية‪ ،‬نوردها على النحو‬
‫التالي‪:‬‬
‫أ ) المشكالت النفسية والسلوكية‪:‬‬
‫المش! ! !!اكل الس! ! !!لوكية والنفس! ! !!ية للمرضى! المص! ! !!ابين ب! ! !!داء الزه! ! !!ايمر! هي‬
‫أص !!عب اختب !!ار أو تحدي لألش !!خاص ال !!ذين يعتن !!ون بهم‪ ،‬فهنالك مظ !!اهر س !!لوكية‬
‫ش!!اذة للم!!ريض ت!!أتي على ش!!كل توجيه االتهام!!ات لآلخ!!رين وخاصة لل!!ذين يعتن!!ون‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪144‬‬

‫بهم أو أعم! ! ! ! ! !!ال عنف أو ح! ! ! ! ! !!تى عدوانية ثانوية يمكن أن تك! ! ! ! ! !!ون مؤذية ومحبطة‬
‫للمعنويات‪.‬‬
‫وال شك أننا جميعنا نحت!!اج إلى روتين ي!!ومي مح!!دد ومن ن!!وع م!!ا‪ ،‬وبعض‬
‫األش !!!خاص ينظم !!!ون حي! !!اتهم بينما نجد آخ! !!رين يملك! !!ون مرونة أك! !!بر في حي! !!اتهم‬
‫اليومي !!ة‪ ،‬ومن المهم ج !!داً أن نح !!اول إدخ !!ال ال !!روتين المنتظم في حي !!اة األش !!خاص‬
‫المص!!ابين ب!!داء الزه!!ايمر! مثل (تحديد أم!!اكن معينة لألش!!ياء في الم!!نزل‪ ،‬وت!!واقيت‬
‫مح !!ددة للنش !!اطات المنزلية المختلف !!ة) حيث أن م !!ريض الزه !!ايمر! يش !!عر بص !!عوبة‬
‫كبيرة في تعلم أو استيعاب أي معلومات جديدة‪.‬‬
‫ومن األم !!ور الهامة والض !!رورية مس !!اعدة م !!ريض الزه !!ايمر على العيش‬
‫في عالم واقعي وتذكيره دائماً بالمكان والزمان حتى وإ ن كان ال يدرك ذلك‪.‬‬
‫ومن أهم المشكالت السلوكية والنفسية ال!!تي يع!!اني منها الم!!ريض وأس!!رته‬
‫المحيطة به‪:‬‬
‫‪ -1‬صعوبة إقناعهم بتقبل األشياء والتغيير‪.‬‬
‫تقبل الواقع الجديد واتهام! اآلخرين بالكذب والعدوانية‪.‬‬
‫‪ -2‬صعوبة ّ‬
‫‪ -3‬ردود! الفعل الغير متوقعة والعدوانية أحياناً‪.‬‬
‫‪ -4‬الس! !!لوك المح! !!رج أم! !!ام اآلخ! !!رين والتص! !!رفات الغريبة والغ! !!ير! متوقعة مث! !!ل‪:‬‬
‫الضحك بدون سبب‪ ،‬أو التنقل من موضوع آلخر دون فهم للكلمات‪.‬‬
‫‪ -5‬س!لوك ش!اذ أثن!اء تن!اول الطع!ام أيض!اً مث!ل‪ :‬أكل ش!يء بالي!دين ب!دالً من الملعقة‬
‫أو العكس وبعثرة الطعام‪.‬‬
‫‪ -6‬ارتب! ! ! !!اط! الم! ! ! !!ريض ببعض األح! ! ! !!داث الماض! ! ! !!ية وع! ! ! !!دم ثقته فيمن حوله اآلن‬
‫والتصريح لهم بذلك‪.‬‬
‫‪145‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫التجول المستمر! بدون هدف خاصة أثن!!اء الليل ح!!تى وإ ن ك!!ان داخل الم!!نزل ‪،‬‬
‫ّ‬ ‫‪-7‬‬
‫فهو يحمل الكثير من الخطر على المريض مثل‪ :‬كسر األشياء أو التعثّر بها‪.‬‬
‫‪ -8‬من س!!لوكيات الم!!ريض أن التج! ّ!ول لديه يمثل ش!!يئاً هام!اً مث!!ل‪ :‬ارتباطه بموعد‬
‫!ربى في!ه‪ ،‬أو‬
‫معين مع شخص ما‪ ،‬أو محاولة العث!ور! على منزله الق!!ديم ال!!ذي ت! ّ‬
‫رغبته في العمل‪ ،‬وهو يصرح بذلك لمن حوله عند سؤالهم له لماذا التجول؟‬
‫‪ -9‬ع!!دم التحكم في س!!لوك اإلخ!!راج (الب!!ول وال!!براز) مما قد ي!!ؤدي! إلى مش!!كالت‬
‫أخرى صحية‪.‬‬
‫‪ -10‬القلق واالضطراب‪.‬‬
‫‪ -11‬الحديث المستمر دون معنى‪.‬‬
‫‪ -12‬النس! ! !!يان المس! ! !!تمر وفق! ! !!دان اإلحس! ! !!اس الزم ! !!اني! والمك ! !!اني‪ ،‬ويك! ! !!ون ذلك من‬
‫المشكالت السلوكية الص!!عبة ج!!داً المص!!احبة لم!!ريض الزه!!ايمر وهي مزعجة‬
‫لجميع المحيطين به‪.‬‬
‫‪ -13‬الشك والريبة المس!!تمر تج!!اه بعض المحيطين به مث!!ل‪ :‬اته!!ام االبن أو الزوجة‬
‫بأنهم أغراب عنه‪ ،‬أو أنهم يرغبون سرقته‪.‬‬
‫‪ -14‬التكرار المستمر! في األسئلة والحركات‪.‬‬
‫‪ -15‬الهلوسة (مش ! !!اهدة أش ! !!خاص أو أش ! !!ياء ليس لهم وج ! !!ود‪ ،‬أو س ! !!ماع أش ! !!خاص‬
‫وأصوات! تكلمه)‪.‬‬
‫‪ -16‬ع !!!دم التع! !!رف على نفسه أو على أبنائ! !!ه‪ ،‬ومن الممكن ع! !!دم تعرفه على نفسه‬
‫أيضاً حتى لو نظر للمرآة‪.‬‬
‫‪ -17‬االكتئ !!!اب نتيجة لمعرفته أحيان!!!اً وبش !!!كل متقطع بأنه غ! !!ير ذي نفع وغ! !!ير ذي‬
‫جدوى! لنفسه أو لعائلته‪.‬‬
‫‪ -18‬إضطراب النوم‪.‬‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪146‬‬

‫‪ -19‬عدم حب سماع األصوات المزعجة والعالية‪.‬‬


‫‪ -20‬عدم حب الزحام داخل المنزل (عكس ما كان يحدث سابقاً عن!!دما يك!!ون فرح!اً‬
‫بوجود! أبنائه وأحفاده من حوله)‪.‬‬
‫ب ) المشكالت الصحية المصاحبة للمريض‪:‬‬
‫أهم األعراض الصحية المصاحبة لمريض الزهايمر هي‪:‬‬
‫‪ -1‬أمراض القلب ‪.‬‬
‫‪ -2‬أمراض الكلى ‪.‬‬
‫‪ -3‬أمراض ضغط الدم ‪.‬‬
‫‪ -4‬هشاشة العظام ‪.‬‬
‫‪ -5‬ضعف اإلبصار! ‪.‬‬
‫‪ -6‬ضعف السمع ‪.‬‬
‫‪ -7‬ضعف وهزال الجسم ‪.‬‬
‫‪ -8‬ضعف األسنان‬
‫وتقرحات الفراش ‪.‬‬ ‫‪ -9‬أمراض ّ‬
‫‪ -10‬البواسير! ‪.‬‬
‫‪ -11‬األمراض واإللتهابات الجلدية المختلفة ‪.‬‬
‫‪ -12‬انخفاض الوزن وبشكل ملحوظ ‪.‬‬
‫ج ) المشكالت األسرية – االجتماعية ‪:‬‬
‫مما ال ش ! ! !!كل فيه أن أك! ! !!ثر من يع ! ! !!اني من وج! ! !!ود! م! ! !!ريض مثل م ! ! !!ريض‬
‫الزه! !!ايمر داخل الم! !!نزل هم األس! !!رة وأفرادها المحيطين به وعلى رأس! !!هم الزوجة‬
‫واألبن!!اء‪ ،‬ل!!ذلك ت!!برز العديد من المش!!كالت المص!!احبة وبص!!ور! مختلفة قد تختلف‬
‫ردود فعلها من أس!!رة إلى أخ!!رى بحسب حبهم للم!!ريض وإ دراكهم! لحالته ووض!!عه‬
‫المرضي‪.‬‬
‫ومن أهم تلك المشكالت المصاحبة للمريض المؤثرة على األسرة‪:‬‬
‫‪147‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫‪ -1‬اإلحساس الدائم بالحرج الشديد من تصرفات المريض خاصة أمام اآلخرين‪.‬‬


‫‪ -2‬اإلحس !!اس ال !!دائم بال !!ذنب لع !!دم إمكانية تق !!ديم المس !!اعدة الالزمة للم !!ريض مما‬
‫يشكل هاجساً نفسياً قاتالً للجميع‪.‬‬
‫‪ -3‬صعوبة التعامل مع المريض من النواحي المختلفة النفسية والصحية‪.‬‬
‫‪ -4‬ص!!عوبة تقبلهم لبعض س!!لوكياته المرض!!ية مثل ‪ :‬العدوانية أو ع!!دم تحكمه في‬
‫إخراج الفضالت‪.‬‬
‫‪ -5‬ع !!!دم تف !!!رغ األس !!!رة للم !!!ريض من حيث انش !!!غالهم بأعماله اليومية وأس! !!رهم‪،‬‬
‫خاصة إذا كان األبناء متزوجين أو مقيمين في منزل مختلف‪.‬‬
‫‪ -6‬الت! ! ! !!أثير النفسي المباشر! على الزوجة خاصة مع بقاءها في الم ! ! !!نزل لف ! ! !!ترات‬
‫طويلة مع المريض‪.‬‬
‫‪ -7‬التأثير الص!حي على الزوجة بح!دوث أم!راض محتملة مث!ل‪ :‬الس!كر أو ض!غط‬
‫الدم إما نتيجة لعدم تقبل الوضع الجديد للمريض أو للتفكير الدائم فيه والح!!زن‬
‫على ما وصل إليه‪.‬‬
‫‪ -8‬إمكانية ح !!دوث مش !!كالت اجتماعية بين األخ !!وة واألم خاصة في مس !!ألة تق !!ديم‬
‫الرعاية الالزمة‪.‬‬
‫‪ -9‬إمكانية ح!!دوث فج!!وة بين األبن!!اء نتيجة اختالفهم في ال!!رأي تج!!اه الم!!ريض في‬
‫حال كان المريض والدهم أو والدتهم‪.‬‬
‫‪ -10‬تحجيم األدوار االجتماعية ألف! !!راد! األس! !!رة خاصة الزوج! !!ة‪ ،‬من حيث قلة‬
‫الخ!!روج من الم!!نزل أو المش!!اركة في المناس!!بات االجتماعية المختلف!!ة‪ ،‬وذلك‬
‫لعدم وجود! شخص متفرغ يقدم الرعاية المناسبة للمريض‪.‬‬
‫‪ -11‬احتمالية إصابة أحد أفراد األسرة أو أكثر من شخص لمشكالت نفسية مختلفة‬
‫كردة فعل قاسية لعدم تقبل الوضع الجديد لرب األسرة مثالً‪.‬‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪148‬‬

‫‪ -12‬اإلصابة بالقلق أو االكتئاب من كثرة التفكير في األمر وإ مكانية إيج!!اد الحل!ول‬


‫المناسبة له‪.‬‬
‫‪ -13‬اختالف المع!!!ايير! األس!!!رية خاصة إذا ك!!!ان المص !!اب الوال !!د‪ ،‬من حيث افتق !!اد‬
‫األس!!رة لربها المنظّم لها واختالف النظ!!ام لع!!دم وج!!ود من يق!!وم بتطبيقه بش!!كل‬
‫سليم‪.‬‬
‫‪ -14‬اضطراب األدوار! العامة في األسرة ‪.‬‬
‫‪ -15‬تقلّص أدوار األسرة من حيث المشاركات! االجتماعية المختلفة ‪.‬‬
‫‪ -16‬اإلحساس باإلحباط! واليأس أحياناً لعدم وجود! عالج ناجح للمشكلة ‪.‬‬

‫طرق الوقاية والعالج ‪:‬‬


‫من الض!!!روري ج!!!داً في ه!!!ذه المرحلة ت!!!ذكر أهمية التش !!خيص المبكر في‬
‫الوقاية من تط! !!ور الم! !!رض أو تف! !!اقم الحال! !!ة‪ ،‬حيث تم اإلش! !!ارة إلى م! !!دى خط! !!ورة‬
‫إهمال تقديم العالج الالزم للمريض في المراحل األولية من المرض‪.‬‬
‫وعلى ال!!رغم من أن الب!!احثين يس!!عون دائم!اً لتط!!وير عالج!!ات توقف تف!!اقم‬
‫داء الزه! ! !!ايمر! أو تط! ! !!وره‪ ،‬إال أنه ال يت! ! !!وافر ح! ! !!تى اآلن مثل ه! ! !!ذا العالج‪ ،‬ويركز‬
‫العالج الح! ! !!الي على ض! ! !!بط الع! ! !!وارض اإلدراكية والس! ! !!لوكية للم! ! !!رض وبالت! ! !!الي!‬
‫تحس!!ين نوعية حي!!اة األش !!خاص المص !!ابين ب!!داء الزه !!ايمر‪ ،‬ويع!!ني! ذلك أن العالج‬
‫بالعتَه على البق!اء‬
‫يهدف مثالً إلى تحسين الذاكرة وتهدئة القلق ومساعدة المصابين َ‬
‫يقظين في ساعات النهار أو النوم جيداً خالل الليل‪.‬‬
‫ويت ! ! ! ! ! !!ألف العالج غالب! ! ! ! ! ! !اً من مجموعة من العق ! ! ! ! ! !!اقير وب ! ! ! ! ! !!رامج الرعاية‬
‫الشخصية‪ ،‬حيث تتركز! عالج!!ات العق!!اقير من األدوية المط! ّ!ورة خصيص!اً! لمعالجة‬
‫‪149‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫الع!!!وارض اإلدراكية ل!!!داء الزه! !!ايمر وص! !!والً إلى األدوية المس! !!تخدمة عموم! !اً في‬
‫مج !!ال الص !!حة العقلية مث !!ل‪ :‬مض !!ادات اإلكتئ!!!اب ومض !!ادات ال !!ذهان‪ ،‬أما الرعاية‬
‫الشخص! !!ية فتوصف في ع! !!دد من الط! !!رق! ومجموعة منوعة من الظ! !!روف خاصة‬
‫األسرية المحيطة بالمريض‪.‬‬
‫وينبغي لنا أن ن!!درك أن مس!!ألة التع!!ايش مع م!!ريض الزه!!ايمر أم!!راً ص!!عباً‬
‫والجلَد والص!!بر! والمرونة واإلب!!داع! والمه!!ارات التكيفية عند كل‬
‫يس!!تلزم الش!!جاعة َ‬
‫شخص من المحيطين بالمريض‪.‬‬
‫(‪ )1‬عالج األعراض اإلدراكية ‪:‬‬
‫تعتبر مادة االستيل كولين التي تم التعرض لشرحها من قب!!ل‪ ،‬إح!!دى أب!!رز‬
‫الناقالت العصبية المتأثرة بداء الزهايمر‪ ،‬وتتواجد! هذه المادة في الجه!!از العص!!بي‬
‫المرك! ! !!زي والخ! ! !!ارجي وتتحكم! في انقباض! ! !!ات العض! ! !!الت وإ ف! ! !!راز الهرمون! ! !!ات‪،‬‬
‫وت! !!ؤدي دوراً أساس! !!ياً في مه! !!ارات التفك! !!ير وال! !!ذاكرة‪ ،‬وقد! لوحظ من خالل العديد‬
‫من األبح! ! !!اث ال! ! !!تي أج! ! !!ريت في ه! ! !!ذا الص! ! !!دد أن مع! ! !!دالت ه! ! !!ذه الم! ! !!ادة تتع! ! !!رض‬
‫النخف!!اض مخيف ل!!دى مرضى! الزه!!ايمر‪ ،‬علم !اً ب!!أن ه!!ذا االنخف!!اض يعت!!بر ناجم !اً‬
‫جزئياً عن أنزيم اسمه االستيل كولينستيراز‪.‬‬
‫ل!!ذا فقد ك!!ان دور المختص!!ين مرك!!زاً في البحث على تط!!وير عق!!اقير ق!!ادرة‬
‫على منع تأثير مادة اآلستيل كولينستيراز! في األستيل ك!!ولين‪ ،‬ل!!ذا فمن المالحظ أن‬
‫العالج في الوقت الحاضر يستخدم! قامعات األستيل كولينس!!تيراز فقط في المراحل‬
‫األولى من الم!!رض أي بعد ‪ 6- 3‬س!!نوات من ب!!دء التش!!خيص‪ ،‬حيث ت!!ؤدي! ه!!ذه‬
‫القامع!ات دورها! اله!ام في الس!يطرة على تط!ور! الم!رض‪ ،‬فهي إلى ج!انب تحس!ينها‬
‫تحسن أيضاً الجوانب السلوكية للمريض‪.‬‬
‫للوظائف اإلدراكية ّ‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪150‬‬

‫وينبغي! لنا هنا اإلش! ! ! ! ! !!ارة إلى أن ه! ! ! ! ! !!ذه العق! ! ! ! ! !!اقير (قامع! ! ! ! ! !!ات األس! ! ! ! ! !!تيل‬
‫كولينس ! ! ! ! ! ! ! ! !!يراز) يتضح تأثيرها! فقط في المراحل األولية أو المتوس ! ! ! ! ! ! ! ! !!طة‪ ،‬إال أن‬
‫اس !!تخدامها! بعد تلك المرحل !!تين غ !!ير مج !!دي في وقف ت !!دهور الوظ !!ائف اإلداركية‬
‫للمريض‪.‬‬
‫أنواع قامعات األستيل كولينستيراز ‪:‬‬
‫من أهم قامع! !!ات االس! !!تيل كولينس! !!تيراز المت! !!وافرة حالي ! !اً هي‪ :‬ال! !!دونبزيل!‬
‫والريفاستيغمين! والغاالنتامين‪.‬‬
‫وعلى رغم تحمل الجسم لهذه األدوية عموم!اً‪ ،‬إال أنه قد ينتج من خالل اس!!تخدامها‬
‫بعض المش !!كالت المختلفة على المع !!دة واألمع !!اء مث !!ل‪ :‬الغثي !!ان واإلس !!هال وفق !!دان‬
‫الشهية والتقيؤ‪.‬‬
‫الدونبزيل ( ‪:) Aricept‬‬
‫ص ! ! !!ادقت! عليه دائ! ! ! !!رة األغذية والعق ! ! !!اقير! األميركية ع ! ! !!ام ‪1996‬م‪ ،‬وهو‬
‫الن!وع األك!!ثر ش!يوعاً بين قامع!ات االس!!تيل كولينس!تيراز! ويت!وافر! في ش!كل أق!راص‬
‫ويتم تناوله ع! ! !!بر الفم بمع! ! !!دل م! ! !!رة يومي ! ! !اً‪ ،‬وقد يصف الط! ! !!بيب في البداية جرعة‬
‫ق !!درها! ‪ 5‬ملغ ومن ثم يزيد الجرعة لتص !!بح ‪ 10‬ملغ إذا اس !!تطاع! الم !!ريض تحمل‬
‫!بين أن المص! !!ابين ب! !!داء الزه! !!ايمر عند‬
‫ال! !!دواء جي! !!داً‪ ،‬وفي التج! !!ارب الس! !!ريرية ت! ! ّ‬
‫تن!!اولهم! له!!ذا العق!!ار ش!!عروا! بتحس!!ين في ال!!ذاكرة والتفك!!ير المنطقي أفضل مما فعل‬
‫الذين تناولوا أدوية أخرى‪.‬‬
‫الريفاستيغمين ( ‪:) Exelon‬‬
‫إنه عقار شبيه بالدونبزيل! من حيث المفعول‪ ،‬لكن يتم تناول الرفاستيغمين‬
‫م ! !!رتين يومي! ! !اً ع ! !!بر الفم وهو مت ! !!وافر في ش ! !!كل كبس ! !!ولة أو س ! !!ائل‪ ،‬يمكن ت ! !!راوح‬
‫الجرع ! ! ! ! ! ! ! !!ات بين ‪6‬ملغ و‪12‬ملغ يومي! ! ! ! ! ! ! ! !اً‪ ،‬وت ! ! ! ! ! ! ! !!بين أن الجرع ! ! ! ! ! ! ! !!ات األعلى من‬
‫‪151‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫الريفاس! !!تيغمين! أك! !!ثر فاعلية من الجرع! !!ات الخفيفة ‪ ،‬لكنها تس! !!بب ت! !!أثيرات جانبية‬
‫أكثر وخام!!ة‪ ،‬ف!!إذا وصف الط!!بيب ه!!ذا العق!!ار قد يباشر الم!!ريض أوالً في جرع!!ات‬
‫منخفضة – للتخفيف من االنزعاج – ويزيد! من ثم الجرعة تدريجياً مع الوقت كما‬
‫أن تناول هذا الدواء مع الوجبات مفيد أيضاً‪.‬‬
‫الغاالنتامين ( ‪:) Reminyl‬‬
‫إنه أح! ! !!دث أن! ! !!واع قامع! ! !!ات االس! ! !!تيل كولينس! ! !!تيراز! المت! ! !!وافرة حالي ! ! !اً في‬
‫يحسن اإلدراك والس!!لوك! ولم يتم التع!!رف بعد إلى تأثيراته الجانبي!!ة‪،‬‬
‫األسواق‪ ،‬فهو ّ‬
‫تحمل ه!!!ذا العق!!!ار‪ ،‬وهو مت !!وفر في ش !!كل أق !!راص‬
‫لكن ت!!!بين أن الجسم ق!!!ادر! على ّ‬
‫تؤخذ م!!رتين يومي !اً ش!!ريطة أال تتع!!دى الجرعة ‪12‬مل!!غ‪ ،‬وتبقى الت!!أثيرات الجانبية‬
‫لهذا العقار خفيفة عموماً وشبيهة بتأثيرات عقار الدونبزيل‪.‬‬
‫ب ) عالج األعراض السلوكية‪:‬‬
‫مع تف!!اقم داء الزه!!ايمر تص!!بح التب!!دالت المزاجية والس!!لوكية ش!!ائعة ج!!داً‪،‬‬
‫طل االتص!ال بين الخاليا‬
‫وقد ينجم ذلك بس!بب تلف الخاليا والن!اقالت! العص!بية وتع ّ‬
‫الدماغي !!ة‪ ،‬كما قد ينجم ذلك عن تلف الجه !!از الح !!وفي! (الج !!زء من ال !!دماغ المرتبط‬
‫بالعواطف)‪.‬‬
‫ومن أهم أنم ! ! ! ! !!اط الس ! ! ! ! !!لوك العص ! ! ! ! !!بية المرتبطة ب ! ! ! ! !!داء الزه ! ! ! ! !!ايمر! هي‪:‬‬
‫االضطراب‪ ،‬الهلوسة‪ ،‬العدائية‪ ،‬األوهام‪ ،‬رفض المس!!اعدة‪ ،‬الش!!ك‪ ،‬التج!ول اله!!ائم‪،‬‬
‫اضطرابات النوم‪.‬‬
‫أهم العالجات المستخدمة في األعراض السلوكية‪:‬‬
‫في بعض األحي!ان ال تك!ون التف!اعالت والرعاية الشخص!ية كافية للتخفيف‬
‫من السلوك العدائي أو من عوارض االكتئاب والقلق‪ ،‬وفي هذه الحاالت قد يصف‬
‫الط!!بيب بعض العق!!اقير ال!!تي تس!!اعد على تحس!!ين الع!!وارض الس!!لوكية‪ ،‬ورغم أن‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪152‬‬

‫األدوية قد تك!!ون مفي!!دة فإنها تس!!تخدم غالب!اً بمثابة خط دف!!اع ث! ٍ‬


‫!ان في داء الزه!!ايمر‪،‬‬
‫ألن العق!!اقير قد تزيد من وخامة الخس!!ائر! اإلدراكية وتك!!ون تأثيراتها! الجانبية أك!!ثر‬
‫بروزاً عموماً بين الكبار في السن‪.‬‬
‫‪ -1‬مضادات الذهان‪:‬‬
‫ثمة أدوية تعرف بمضادات الذهان أو المهدئات العصبية تستخدم! لمعالجة‬
‫العدائية واألوه! ! ! !!ام والهلوس! ! ! !!ات‪ ،‬وتت! ! ! !!وزع مض! ! ! !!ادات ال! ! ! !!ذهان على مجموع! ! ! !!تين‬
‫رئيس!يتين‪ :‬التقليدية والقياس!ية‪ ،‬تعمل هات!ان المجموعت!ان على صد بعض الن!اقالت‬
‫العصبية المستقبلة وال سيما الدوبامين على أمل تنظيم العواطف‪.‬‬
‫كما تؤثر مضادات الذهان غير القياسية في السيروتونين‪ ،‬مما يبرر سبب‬
‫كشف ه!!ذه األدوية عموم!اً عن ت!!أثيرات جانبية اقل من مض!!ادات ال!!ذهان التقليدي!!ة‪،‬‬
‫وتنط! ! !!وي! الت! ! !!أثيرات الجانبية على تش! ! !!نجات في العض! ! !!الت وتص! ! !!لب وارتع! ! !!اش‬
‫واض!!طراب في المش!!ي‪ ،‬كما تعمل مض!!ادات ال!!ذهان على صد مس!!تقبالت االس!!تيل‬
‫ك!!ولين الموج!!ودة أص !الً بأع!!داد ض!!ئيلة عند المص!!ابين ب!!داء الزه!!ايمر‪ ،‬وتميل ه!!ذه‬
‫العملية إلى تسريع التقهقر اإلدراكي‪.‬‬
‫تجدر اإلشارة إلى أن مضادات الذهان الموصوفة عموماً تشمل‪:‬‬
‫‪ ‬أوالنزابين ( ‪:) Zyprexa‬‬
‫مض!!اد غ!!ير قياسي! لل!!ذهان يس!!تخدم لمعالجة األوه!!ام والهلوس!!ات! المترافقة مع‬
‫اضطراب وقلق! وأرق‪.‬‬
‫‪ ‬كويتيابين! ( ‪:) Seroquel‬‬
‫مض !!اد غ !!ير قياسي! لل !!ذهان يس !!تخدم لمعالجة ع !!وارض ال !!ذهان واالض !!طراب‬
‫والقلق‪ ،‬وهو أقل قوة من األوالنزابين ويكشف! عن تأثيرات جانبية‪.‬‬
‫‪ ‬هالوبريدول ( ‪:) Haldol‬‬
‫‪153‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫مض!!!اد تقلي!!!دي لل!!!ذهان يس!!!تخدم لمعالجة األوه !!ام والهلوس !!ات‪ ،‬لكن اس !!تعماله‬
‫يفضي لسوء الحظ إلى تزايد خطر تصلب العضالت واالرتعاش‪.‬‬
‫‪ ‬ريسبريدون ( ‪:) Risperdal‬‬
‫مض !!!اد غ !!!ير قياسي! لل !!!ذهان يكشف عن ت !!!أثيرات جانبية قليلة إذا اس! !!تخدم في‬
‫جرع !!ات أقل من ‪6‬ملغ يومي! !اً‪ ،‬لكن الجرع !!ات األك !!بر تس !!بب ت !!أثيرات جانبية‬
‫مثل التصلب واالرتعاش‪!.‬‬

‫‪ -2‬مضادات القلق‪:‬‬
‫يمكن التخفيف من ع! ! !!وارض القلق بواس! ! !!طة عوامل مض! ! !!ادة للقلق يطلق‬
‫عليها اسم البنزودي ! ! ! !!ازبين‪ ،‬تعمل ه ! ! ! !!ذه األدوية بفاعلية في الم ! ! ! !!دى القص ! ! ! !!ير لكن‬
‫فوائدها تتضاءل تدريجياً مع االستعمال الطويل األم!د‪ ،‬وهن!اك بعض األن!واع ال!تي‬
‫تحت! !!اج إلى بض! !!عة أس! !!ابيع ح! !!تى يب! !!دأ مفعولها ب! !!الظهور مما يحد من اس! !!تعمالها‪،‬‬
‫وتشمل التأثيرات الجانبية الشائعة‪ :‬األرق‪ ،‬تضاؤل! التعلم‪ ،‬الذاكرة‪ ،‬ال!!دوار‪ ،‬فق!!دان‬
‫التنسيق وربما! المزيد من االضطراب‪.‬‬
‫والواقع أن مضادات القلق الموصى بها تشمل‪:‬‬
‫لورازيبام ( ‪) Ativan‬‬ ‫‪‬‬
‫أوكسازيبام! ( ‪) Serax‬‬ ‫‪‬‬
‫بوسبيرون ( ‪) Buspar‬‬ ‫‪‬‬
‫زولبيدم ( ‪) Ambien‬‬ ‫‪‬‬
‫مضادات اإلكتئاب‪:‬‬ ‫‪-3‬‬
‫إذا ج! !!رى تش! !!خيص المص! !!اب ب! !!داء الزه! !!ايمر بمعاناته من اكتئ! !!اب وخيم‬
‫يوصى غالب ! !اً ب! !!العالج بالعق! !!اقير‪ ،‬والواقع! أن مض! !!ادات االكتئ! !!اب الثالثية ال! !!دورة‬
‫مث !!ل‪ :‬النورتريب !!تيلين ( ‪ )Pamelor‬والدس !!يبرامين (‪ ) Norpramin‬ك !!انت توصف‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪154‬‬

‫غالب !!اً‪ ،‬لكنها ب!!!اتت تس!!!تخدم! ن!!!ادراً في ال!!!وقت الحاضر! بس !!بب قمعها لنقل االس !!تيل‬
‫كولين‪ ،‬فضالً عن إحداثها لتأثيرات جانبية أخرى‪.‬‬
‫وثمة مجموعة من مض! ! !!ادات االكتئ! ! !!اب ج! ! !!رى تطويرها! ح! ! !!ديثاً وت! ! !!دعى‬
‫قامع!!ات إمتص!!اص الس!!يروتونين االنتقائية (‪ ،)SSRI‬حيث ت!!بين أن ه!!ذه المجموعة‬
‫فعالة للمص ! !!ابين ب! !!داء الزه ! !!ايمر وتفضي! إلى ت ! !!أثيرات جانبية قليل ! !!ة‪ ،‬وتعمل ه! !!ذه‬
‫القامعات أساساً من خالل قمع مستقبالت السيروتونين في الدماغ‪.‬‬
‫تج! !!در اإلش! !!ارة إلى أن الت! !!أثيرات الجانبية الش! !!ائعة لبعض ه! !!ذه القامع! !!ات‬
‫تش!!مل القلق واالض!!طراب‪ ،‬ل!!ذا يج!!در باألش!!خاص ال!!ذين يكش!!فون أص !الً عن ه!!ذه‬
‫الع!!وارض اس!!تخدام قامع!!ات ‪ SSRI‬بح!!ذر‪ ،‬كما تش!!مل الت!!أثيرات الجانبية األخ!!رى‪:‬‬
‫األرق واالرتع! ! !!اش! والغثي! ! !!ان واإلس ! ! !!هال والص ! ! !!داع وتض ! ! !!اؤل! الش! ! !!هية وال ! ! !!دوار‬
‫والتع ! ! !!رق وجف ! ! !!اف الفم‪ ،‬وقد! تختفي ه ! ! !!ذه الت ! ! !!أثيرات الجانبية لوح ! ! !!دها‪ ،‬كما يمكن‬
‫التخفيف من الت ! ! !!أثيرات الجانبية بالش ! ! !!روع! في اس ! ! !!تعمال ال ! ! !!دواء بنصف! الجرعة‬
‫الموصى بها ومن ثم زي! !!ادة الجرعة ت! !!دريجياً وص! !!والً! إلى المق! !!دار القياسي خالل‬
‫فترة أسبوع أو أسبوعين‪.‬‬
‫وتشمل مضادات االكتئاب الموصوفة عموماً‪:‬‬
‫‪ ‬فليوكستين ( ‪) Prozac‬‬
‫‪ ‬سيرترالين! ( ‪) Zoloft‬‬
‫‪ ‬باروكستين ( ‪) Paxil‬‬
‫‪ ‬سيتالوبرام! ( ‪) Celexa‬‬
‫أهم األدوار المهنية والفنية ال ــتي يق ــوم بها األخص ــائي االجتم ــاعي الط ــبي تج ــاه‬
‫مريض الزهايمر‪:‬‬
‫من المتع! ! ! !!ارف! عليه أن األمم والمجتمع! ! ! !!ات المتحض! ! ! !!رة يق! ! ! !!اس مق! ! ! !!دار‬
‫حضارتها! وتقدمها بمدى ما تقدمه من برامج الرعاية االجتماعية ألفراد مجتمعها‪،‬‬
‫‪155‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫متمثالً ذلك في تق! ! ! ! ! !!ديم العناية والرعاية لص! ! ! ! ! !!حة الف! ! ! ! ! !!رد ومحاولة منع ح! ! ! ! ! !!دوث‬
‫األم ! !!راض المختلفة له أو التخفيف من ح ! !!دتها‪ ،‬إلى ج ! !!انب ت ! !!وفر! الك ! !!وادر! الجي ! !!دة‬
‫المتخصصة التي تبذل كافة طاقاتها لخدمة المريض‪.‬‬
‫ولكي يتحقق ذلك ف! ! ! !!إن وزارات الص! ! ! !!حة في تخطيطها! ل! ! ! !!برامج الرعاية‬
‫الص!!حية تركز على الوقاية كه!!دف أساسي لإلرتق!!اء بص!!حة المرض!!ى‪ ،‬عن طريق‬
‫اكتش!!اف! الم!!رض في مراحله األولى والحد من تط!!وره إن إمكن وتق!!ديم المس!!اعدة‬
‫الالزمة للم! ! !!ريض‪ ،‬على أن تس! ! !!ير الوقاية جنب ! ! !اً إلى جنب على جميع المس! ! !!تويات‬
‫الخاصة بالخدمات الصحية‪.‬‬
‫ولما ك!!ان التخطيط! االس!!تراتيجي الص!!حي يه!!دف إلى التكامل بين الج!!انب‬
‫الوق !!ائي والعالجي‪ ،‬فهو أيض !اً يه !!دف إلى التكامل بين كافة األقس !!ام! األخ !!رى ال !!تي‬
‫تقوم بالعمل داخل هذه الوح!!دات به!!دف تق!!ديم الخدمة على أكمل وج!!ه‪ ،‬ل!!ذا فقد ك!!ان‬
‫من الض ! !!روري! أن يك ! !!ون هن ! !!اك تك ! !!امالً بين الرعاية الص ! !!حية المقدمة للم ! !!ريض‬
‫والرعاية االجتماعي!!ة‪ ،‬إيمان!اً من أن كث!!يراً من األم!!راض ال!!تي ُيص!!اب بها اإلنس!!ان‬
‫يصاحبها غالباً مشكالت اجتماعية ونفسية واقتصادية‪ ،‬وقد يك!!ون لها أث!!راً واض!!حاً!‬
‫تقبل العالج أو س! ! !!رعة الش! ! !!فاء‪ ،‬ويص! ! !!بح بالت! ! !!الي ال‬
‫على الم! ! !!ريض وقدرته على ّ‬
‫جدوى من العالج الطبي إذا أهمل العالج االجتماعي‪.‬‬
‫ل ! ! !!ذلك ف ! ! !!إن الخدمة االجتماعية الطبية تمتد إلى كل ما هو متعلق بص ! ! !!الح‬
‫األفراد‪ ،‬وتتدخل إلحداث التكامل بين الخدمات المتنوعة التي تقدم ألف!!راد! المجتمع‬
‫المحت! ! ! !!اجين للمس! ! ! !!اعدة‪ ،‬وذلك من خالل المختص! ! ! !!ين من أخص! ! ! !!ائيين اجتم! ! ! !!اعين‬
‫وأخص!!ائيات حيث يقوم!!ون ب!!أدوارهم! المختلفة تج!!اه الم!!ريض مهما ك!!انت مش!!كلته‬
‫ومهما بلغت صعوبتها‪.‬‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪156‬‬

‫ل ! !!ذلك من خالل النق ! !!اط التالية س ! !!نقوم بتوض ! !!يح أهم األدوار! المهنية ال ! !!تي‬
‫ينبغي لألخص ! !!ائي! االجتم ! !!اعي القي! ! !!ام بها تج ! !!اه م! ! !!ريض الزه! ! !!ايمر مع ض! ! !!رورة‬
‫االلتفات إلى نقطتين هامتين في هذا السياق وهما‪:‬‬
‫‪ -1‬ع! !!دم وج! !!ود! مراكز تأهيل متخصصة لمرضى! الزه! !!ايمر في المملكة العربية‬
‫الس!!عودية‪ ،‬ل!!ذلك يتم الترك!يز! على تن!اول كيفية التعامل مع الم!ريض من خالل‬
‫تواجد ه ! ! !!ذه النوعية من المرضى في دور رعاية المس ! ! !!نين ومراكز! ت! ! !!أهيلهم‬
‫العضوية‪.‬‬
‫‪ -2‬من الجيد اإللتف! ! !!ات إلى أن األدوار! المهنية ال! ! !!تي ينبغي أن يق! ! !!وم األخص! ! !!ائي!‬
‫االجتماعي بها في المركز العالجي لمريض الزهايمر‪ ،‬يس!!تطيع! القي!!ام بها أي‬
‫ف ! !!رد من أف ! !!راد األس ! !!رة ال ! !!ذين ُوض ! !!عوا! في مواقف إجبارية جعلتهم يق ! !!دمون‬
‫الرعاية لمريض الزهايمر (بعد تلقيهم للتدريب الالزم)‪.‬‬
‫* وأهم األدوار واألعمــال المهنية والفنية الــتي يقــوم بها األخصــائي االجتمــاعي‬
‫تجاه مريض الزهايمر هي‪:‬‬
‫‪ -1‬استقبال الحاالت الجديدة التي يتم تحويلها للمركز على أنها حاالت زهايمر‪.‬‬
‫بناء على أمرين‪:‬‬
‫‪ -2‬إجراء البحث االجتماعي والنفسي الشامل للحالة‪ً ،‬‬
‫أ ) المرافق مع الحالة من األسرة‪.‬‬
‫ب) ملف المريض السابق إن ُوجد‪.‬‬
‫ويطلق على هذه االستمارة اسم‪:‬‬
‫نموذج التقييم النفس اجتماعي للمريض‬
‫‪Patient’s Psychosocial Assessment Form‬‬
‫‪ -3‬وضع الم ! ! ! !!ريض في مكانه المالئم ومن ثم الب ! ! ! !!دء في تس ! ! ! !!جيل المالحظ ! ! ! !!ات‬
‫السلوكية اليومية له في استمارة مخصصة لذلك‪ ،‬يطلق عليها اسم‪:‬‬
‫استمارة المالحظات اليومية على المريض‬
‫‪Patient Daily Observation Form‬‬
‫‪157‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫‪ -4‬ح!!!تى يق!!!وم األخص!!!ائي االجتم!!!اعي ب!!!دوره كما يجب ال بد وأن يفهم الم !!رض‬
‫وطبيعته وتطوره وتاريخ!ه‪ ،‬وأن يك!!ون قارئ!اً جي!داً ومتوقع!اً ممت!!ازاً لما س!!وف‬
‫يصل إليه المريض وما سوف يكون عليه مستقبالً‪.‬‬
‫‪ -5‬ال بد وأن ي!!ؤمن األخص!!ائي! االجتم!!اعي ب!!أن دوره تج!!اه الم!!ريض ال يكتمل به‬
‫وح! ! !!ده‪ ،‬بل ال بد من وج! ! !!ود فريق! عمل متكامل يعمل بخطة موح! ! !!دة من أجل‬
‫مصلحة المريض‪ ،‬وهو يعتبر جزءاً هاماً من هذا الفريق‪.‬‬
‫‪ -6‬تقبل المريض كما هو وليس كما يريده أن يكون‪.‬‬
‫‪ -7‬ال بد على األخص!ائي! االجتم!اعي أن يق!وم بإش!!راك العائلة معه والتفك!!ير دائم!اً‬
‫عال‪ ،‬ومحاولة إبقائهم مع المريض في الصورة قدر المس!!تطاع‬ ‫معهم بصوت ٍ‬
‫وشرح طبيعة المرض لهم حتى يتقبلوا ذلك‪.‬‬
‫‪ -8‬محاولة التواصل مع جميع المعاهد والمراكز! ال! !!تي تع! !!نى بمثل ه! !!ذه الح! !!االت‬
‫سعياً لمعرفة كل جديد في هذا المجال‪.‬‬
‫‪ -9‬عمل الدراس! ! ! ! ! ! !!ات والبح! ! ! ! ! ! !!وث الالزمة ال! ! ! ! ! ! !!تي تعتمد على مالحظاته اليومية‬
‫للمريض‪ ،‬ومن فوائدها الهامة المساعدة على حلول للمشكلة‪.‬‬
‫‪ -10‬باعتب ! !!ار أن األخص ! !!ائي االجتم ! !!اعي هو المس ! !!اعد األول‪ ،‬ال بد وأن يح ! !!رص‬
‫على تجنب إعط! ! ! !!اء األوامر! المباش! ! ! !!رة والقوية للم! ! ! !!ريض إلى ج! ! ! !!انب تجنب‬
‫الصوت العالي في الحديث مع المريض‪.‬‬
‫‪ -11‬مع تف! !!اقم داء الزه !!!ايمر! يص !!!بح من الص !!!عب على الم! !!ريض أن يق! !!وم ببعض‬
‫األدوار! الهامة اليومية وحده‪ ،‬ل!!ذا يحبذ على األخص!!ائي االجتم!!اعي أن يس!!اعد‬
‫الم!!ريض إما في عملها أو في ش!!رح ذلك للموظف المختص لكي يق!!وم بها مع‬
‫المريض بالطريقة الصحيحة مثل ‪ :‬لوازم! االستحمام‪ ،‬وضع الحمام من حيث‬
‫ض! !!رورة ت! !!وفر قض! !!بان حديدية للتمسك بها وقت الحاج! !!ة‪ ،‬التأكد من ح! !!رارة‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪158‬‬

‫الغرف! !!ة‪ ،‬ع! !!دم وج! !!ود! ما يص! !!رف انتب! !!اه الم! !!ريض عن محدثه مث! !!ل‪ :‬الم! !!رآة‪،‬‬
‫اإلنارة الكافية في المكان‪ ،‬نوعية المالبس‪ ،‬طريقة ترتيب المالبس‪.‬‬
‫‪ -12‬محاولة مس !!!اعدة الم !!!ريض بالح !!!ديث معه ولو لف! !!ترات قص! !!يرة‪ ،‬أو بين وقت‬
‫وآخر وعدم التأفف من تكراره للكالم أو الموضوعات‪.‬‬
‫‪ -13‬محاولة ت ! !!ذكير الم ! !!ريض أو الق ! !!ائمين على الطع ! !!ام بأوق ! !!ات الطع ! !!ام الخاصة‬
‫ب!!المريض‪ ،‬خاصة وأن الم!!ريض يفقد الق!!درة على االس!!تمتاع بالطع!!ام! كما أنه‬
‫ال يتذكر وقت الغداء أو العشاء وال يميز بينهما‪.‬‬
‫‪ -14‬محاولة اص ! ! ! ! !!طحاب الم ! ! ! ! !!ريض في نزهة س ! ! ! ! !!واء بالمشي أو عن طريق دفع‬
‫الكرسي! المتح!!رك له والح!!ديث معه في أم!!ور الحي!!اة المختلف!!ة‪ ،‬وذلك لل!!ترويح‬
‫عنه‪.‬‬
‫‪ -15‬متابعة العالج الخ!!اص ب!!المريض ومتابعة طريقة أخ!!ذه للعالج الالزم بانتظ!!ام!‬
‫وإ رشاده إلى ذلك دائماً‪.‬‬
‫‪ -16‬متابعة الئحة الطعام الخاصة بالمريض ومش!!اركة أخص!!ائي التغذية في وضع‬
‫األطعمة المناسبة والسهلة الهضم والتي ال تحتاج إلى مجه!!ود للمضغ أو البلع‬
‫لصعوبة ذلك عند م!ريض الزه!ايمر‪ ،‬إض!!افة إلى التأكد من أن ج!!دول الطع!ام‬
‫ص! ! ! !!حياً له بمتابعة ذلك مع الط! ! ! !!بيب الخ! ! ! !!اص ب! ! ! !!المريض خوف ! ! ! !اً! من وج! ! ! !!ود‬
‫مشكالت صحية للمريض مثل‪ :‬السكر‪ ،‬ضغط الدم‪ ،‬القلب ‪ ..‬وغيرها‪.‬‬
‫‪ -17‬التع !!رف على كافة األم !!راض العض !!وية والنفس !!ية ال !!تي يع !!اني منها الم !!ريض‬
‫وتدوينها‪ ،‬خاصة االكتئاب أو الهالوس‪.‬‬
‫‪ -18‬تحض! ! ! ! !!ير الئحة أو قائمة باألدوية ال! ! ! ! !!تي يتعاطاها! الم! ! ! ! !!ريض وال م! ! ! ! !!انع من‬
‫المتابعة في ذلك مع فريق! التمريض‪.‬‬
‫‪159‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫!واء ك!!ان نفس!!ياً أو غ!!ير ذل!!ك‪ ،‬والتع!!رف!‬


‫‪ -19‬أهمية التواصل مع الط!!بيب المع!!الج س! ً‬
‫على أسماء األدوية التي يتعاطاها المريض وجرعاتها وآثارها! الجانبية‪.‬‬
‫‪ -20‬يع!!!اني فريق التم!!!ريض ع!!!ادة من ص!!!عوبة بالغة في إعط !!اء األدوية لم !!ريض‬
‫الزه! !!ايمر‪ ،‬ل! !!ذلك يك! !!ون من ض! !!من أدوار األخص! !!ائي! االجتم! !!اعي الهامة هنا‬
‫التواج !!د‪ ،‬لتبس !!يط! األمر للم !!ريض ومحاولة إفهامه بط !!رق اجتماعية أو نفس !!ية‬
‫س! !!ليمة وهادئة وص! !!بر كب! !!ير م! !!دى أهمية العالج له مس! !!تخدماً عب! !!ارات هينة‬
‫ولينة مث! !!ل‪ :‬لو س! !!محت يا وال! !!دي خذ ه! !!ذا ال! !!دواء عش! !!ان قلبك يص! !!ير س! !!ليم‪،‬‬
‫عشان معدتك تصير طيبة‪ ،‬عشان أعطيك بعده شي إنت تحبه ‪ ...‬وهكذا‪.‬‬
‫‪ -21‬ض!!رورة التأكد من ع!!دم اس!!تخدام الم!!ريض لألدوات الح!!ادة وإ بعادها! عنه ق!!در‬
‫المستطاع! مثل‪ :‬األمواس والسكاكين‪.‬‬
‫‪ -22‬ض !!رورة التنبيه على عم !!ال النظافة أو فريق! التم !!ريض عند محاولة مس !!اعدة‬
‫الم!!ريض على االس!!تحمام‪ ،‬الح!!ذر عند اس!!تخدام المي!!اه الب!!اردة ج!!داً أو الس!!اخنة‬
‫جداً‪ ،‬وحبذا تواجد األخصائي! االجتماعي مع واحد فقط من فريق! النظافة عند‬
‫االس !!تحمام‪ ،‬وذلك ألن االس !!تحمام! بالنس !!بة لم !!ريض الزه !!ايمر يش !!كل معض !!لة‬
‫صعبة جداً ال يسهل التعامل مع المريض فيها‪.‬‬
‫‪ -23‬ض! !!رورة تك! !!ثيف زي! !!ارات األخص! !!ائي االجتم! !!اعي للم! !!ريض بالطريقة ال! !!تي‬
‫يستطيع! من خاللها فهم المريض من خالل تحركاته‪ ،‬حيث أن التج!!وال اله!!ائم‬
‫دون هدف تعد واحدة من أخطر األمور! السلوكية التي يعاني منها المريض‪.‬‬
‫فم!!تى ما تواجد األخص!!ائي االجتم!!اعي في ه!!ذا ال!!وقت يس!!تطيع التع!!رف على‬
‫طبيعة وغ!!رض التج!!وال ال!!ذي يق!!وم به الم!!ريض‪ ،‬وهو غالب!اً ال يتع!!دى إح!!دى ه!!ذه‬
‫األمور‪:‬‬
‫‪ ‬الجوع الشديد‪.‬‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪160‬‬

‫‪ ‬التعب من الجلوس‪.‬‬
‫‪ ‬الملل والضجر‪!.‬‬
‫‪ ‬الرغبة لدخول الحمام‪.‬‬
‫يوجه ه ! ! ! !!ذه التس ! ! ! !!اؤالت‬
‫ل ! ! ! !!ذا من المهم أن يتواجد األخص ! ! ! !!ائي االجتم ! ! ! !!اعي لكي ّ‬
‫للم ! !!ريض اله ! !!ائم‪ ،‬وتك ! !!ون التس! ! !!اؤالت س ! !!هلة ودون تعقيد مث ! !!ل‪ :‬تعب ! !!ان يا وال! ! !!د؟‬
‫طفشان؟ نروح الحمام عشان ترتاح؟ نفسك تأكل؟ ‪ ..‬وهكذا‪.‬‬
‫‪ -24‬ينبغي على األخص! ! !!ائي! االجتم! ! !!اعي متابعة وض! ! !!عية الغرفة ال! ! !!تي يعيش فيها‬
‫المريض من حيث التجهيزات‪ ،‬بحيث ال يكون بها أي ع!!ائق لحركة الم!!ريض‬
‫مث!!!ل‪ :‬الكراسي الكث!!!يرة‪ ،‬األس!!!الك المتن!!!اثرة‪ ،‬وذلك تحس !!باً لس !!قوط الم !!ريض‬
‫والتنسيق في ذلك مع فريق الصيانة والعمل‪.‬‬
‫‪ -25‬من األدوار! الهامة ال!تي ينبغي على األخص!ائي! االجتم!اعي القي!ام به!ا‪ ،‬تحاشي‬
‫االص!!طدام ب!!المريض حين يص!بح ع!دائياً‪ ،‬وتعلم كيفية تف!!ادي ذلك بإقن!اع! نفسه‬
‫تغير غ! ! ! ! !!ير متوقع في الس! ! ! ! !!لوك المرضي‬
‫ب! ! ! ! !!أن األمر ليس شخص! ! ! ! !!ياً‪ ،‬وإ نما ّ‬
‫للمريض‪.‬‬
‫‪ -26‬التعرف على طبيعة األشياء ال!!تي قد تق!!ود الم!!ريض إلى العدائية وإ بعادها! عنه‬
‫مث!!ل‪ :‬األص!!وات الص!!اخبة في الغرفة أو الغرفة المج!!اورة للم!!ريض‪ ،‬ال!!زوار!‬
‫الكثيرين دون داع‪.‬‬
‫‪ -27‬تجنب اإلكث! !!ار من األس! !!ئلة المباش! !!رة ألن الم! !!ريض لن يفهمه! !!ا‪ ،‬واجعل اللغة‬
‫بسيطة وسهلة‪.‬‬
‫‪ -28‬محاولة تنظيم رحالت خارجية وترفيهية أو جلس!!ات س!!مر تجمع الم!!ريض مع‬
‫مرضى! آخرين يعانون نفس المش!!كلة ومش!!اركتهم بعض األلع!!اب ال!!تي تتوافق‬
‫مع إدراكهم! وفهم طبيعة مرضهم‪.‬‬
‫‪161‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫‪ -29‬ق! ! ! !!راءة بعض القصص المفي! ! ! !!دة للم! ! ! !!ريض خاصة تلك القديمة ال! ! ! !!تي ت! ! ! !!وحي‬
‫للمريض بوجوده في عالمه الذي يحبه‪.‬‬
‫‪ -30‬محاولة مس !!اعدة الم !!ريض في التعب !!ير عن نفس !!ه‪ ،‬ح !!تى وإ ن ك !!ان كالمه غ !!ير‬
‫منسق أو غ! !!ير متراب! !!ط‪ ،‬فال بد على األخص! !!ائي االجتم! !!اعي إعطائه الفرصة‬
‫للحديث دون أن يقاطعه واالستماع له بل وإ بداء المتعة من حديثه‪.‬‬
‫وتقبله كما هو دون محاولة تغييره بالقوة‪.‬‬
‫‪ -31‬التعايش مع المريض في عالمه ّ‬
‫‪ -32‬من األدوار! الهامة ج ! !!داً لألخص ! !!ائي االجتم ! !!اعي ع ! !!دم اإليح ! !!اء للم ! !!ريض أو‬
‫ألسرته بعدم جدوى العالج وإ ظهار! التحسين وإ ظه!!ار الس!!عادة في التعامل مع‬
‫المريض ‪ ،‬وتجنب إبداء مشاعر اإلحباط واليأس خاصة أمامهم‪.‬‬
‫‪ -33‬من المتع! !!ارف! عليه أن العالج الجم! !!اعي ‪ Group Therapy‬غ! !!ير مج! !!دي مع‬
‫م ! ! !!ريض الزه ! ! !!ايمر‪ ،‬ل ! ! !!ذلك ال بد لألخص ! ! !!ائي االجتم ! ! !!اعي محاولة الح ! ! !!ديث‬
‫واس!!تدراج المش!!اعر واألحاس!!يس القديمة ل!!دى الم!!ريض‪ ،‬وتك!!ون ه!!ذه العملية‬
‫مجدية ومنعشة للمريض خاصة مع وجود ألبومات صور! قديمة للم!!ريض مع‬
‫عائلته أو شخصية له‪.‬‬
‫‪ -34‬الفصل بين العواطف! والعمل المهني المحترف مع المريض‪.‬‬
‫‪ -35‬تلبية طلبات المريض قدر اإلمكان وتجنب كلمة ال‪.‬‬
‫‪ -36‬ال بد لألخص!!ائي! االجتم!!اعي المتعامل بش!!كل مباشر! مع م!!ريض الزه!!ايمر! أن‬
‫يكون واضحاً مع نفسه‪ ،‬فبمجرد! شعوره ببعض األحاس!!يس مث!!ل‪ :‬التض!!جر أو‬
‫الملل أو اليأس أو فقدان الثقة بالنفس‪ ،‬أن يطلب المساعدة من ال!!زمالء إليمانه‬
‫بأهمية الدور الذي يلعبه في حياة اآلخرين‪.‬‬
‫‪ -37‬حماية الم !!ريض من نفسه ومن اآلخ !!رين ال !!ذي قد يس !!يئون اس !!تخدامه مالي !اً أو‬
‫عض! !!وياً‪ ،‬وهو من أهم األدوار ال! !!تي ينبغي أن يلعبها األخص! !!ائي! االجتم! !!اعي‬
‫تجاه المريض‪.‬‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪162‬‬

‫‪ -38‬التخفيف على الم! ! !!ريض ح! ! !!ال ش! ! !!عوره باإلنزع! ! !!اج الجس! ! !!دي‪ ،‬وال م! ! !!انع من‬
‫التق! !!رب من الم! !!ريض من خالل ف! !!رك يديه أو اإلمس! !!اك بها دائم ! !اً كن! !!وع من‬
‫الشعور! بالحميمية له وكسب ثقته‪.‬‬
‫‪ -39‬ينبغي على األخص! ! !!ائي االجتم! ! !!اعي تعريف الم! ! !!ريض بنفسه وبإس! ! !!مه دائم ! ! !اً‬
‫فيق! !!ول له دائم! ! !اً‪ :‬أنا فالن األخص! !!ائي‪ ،‬أنا فالن ص! !!ديقك ‪ ..‬وهك! !!ذا‪ ،‬على أن‬
‫يح!!دث ذلك يومي!اً ح!!تى يظل األخص!ائي! االجتم!اعي هو الش!خص المق!رب من‬
‫المريض‪.‬‬
‫‪ -40‬ض!!رورة فهم كيفية تج!!نيب الم!!ريض القي!!ام ببعض الس!!لوكيات الجنس!!ية الغ!!ير‬
‫الئقة خاصة أمام اآلخرين دون إحراجه وبطريقة فنية احترافية‪.‬‬
‫‪ -41‬من األدوار! الهامة ال! ! ! !!تي ينبغي أن يق! ! ! !!وم بها األخص! ! ! !!ائي! االجتم! ! ! !!اعي تج! ! ! !!اه‬
‫مريض الزهايمر أو أفراد األسرة مع المريض في حال زي!!ارتهم! ل!!ه‪ ،‬أن يق!!وم‬
‫بش!!رح نقطة هامة ج!!داً وهي ع!!دم ق!!ول عب!!ارة‪ :‬مع الس!!المة أو إلى اللق!!اء عند‬
‫مغ!!ادرة المك!!ان ال!!ذي يتواجد! فيه الم!!ريض‪ ،‬بل مغادرته به!!دوء دون أن يش!!عر‬
‫المريض خوفاً من تمسكه وتعلقه بالمغادرين‪.‬‬
‫‪ -42‬ض !!رورة التنبيه على فريق! التغذية بع !!دم إعط !!اء الم !!ريض م !!واد منبهة بك !!ثرة‬
‫مث!!ل‪ :‬الش!!اي والقه!!وة‪ ،‬لوج!!ود م!!ادة الك!!افيين ال!!تي قد تزيد من مش!!كلة التج!!وال‬
‫الهائم لدى المريض أو ال تساعده على النوم‪.‬‬
‫‪ -43‬المرونة في التعامل مع الم! ! ! ! ! !!ريض في ح! ! ! ! ! !!ال رفضه لعمل أمر ما وال ينبغي‬
‫اإلصرار! على ذلك‪ ،‬بل تغيير األمر لشيء ثاني يصرف! انتباه المريض فعلى‬
‫س! ! ! ! !!بيل المث! ! ! ! !!ال‪ :‬تقليم األظ! ! ! ! !!افر‪ !،‬إذا رفض الم! ! ! ! !!ريض االس! ! ! ! !!تجابة ال ينبغي‬
‫اإلص ! ! ! ! ! ! ! ! !!رار عليه بل تغي ! ! ! ! ! ! ! ! !!ير األمر إلى األكل مثالً أو إلى أمر آخر محبب‬
‫للمريض‪.‬‬
‫‪163‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫‪ -44‬ع!!دم ط!!رح األس!!ئلة المغلقة ال!!تي ال تحت!!اج إال إلجابة واح!!دة مث!!ل‪ :‬نعم أو ال‪،‬‬
‫فب ! ! ! !!دالً من عب! ! ! !!ارة‪ :‬هل ت ! ! ! !!رغب في االس! ! ! !!تحمام؟! قل ببس ! ! ! !!اطة‪ :‬ح! ! ! !!ان وقت‬
‫االس! ! !!تحمام! ‪ ..‬وهك! ! !!ذا‪ ،‬ل! ! !!ذا ينبغي على األخص! ! !!ائي االجتم! ! !!اعي التنبيه على‬
‫األسرة وعلى من يتعامل مع المرض بضرورة تجنب استخدام ه!!ذه العب!!ارات‬
‫المغلقة‪.‬‬
‫‪ -45‬ض ! !!رورة مراقبة الم ! !!راجعين أو الم ! !!رافقين وتص ! !!رفاتهم على الم ! !!ريض عند‬
‫زيارت!!ه‪ ،‬وإ ذا ك!!ان الم!!ريض في الم!!نزل مع أس!!رته ض!!رورة تفقد الم!!نزل جي!!داً‬
‫للتع! ! !!رف على جميع األم! ! !!ور المالئمة أو غ! ! !!ير المالئمة للم! ! !!ريض ‪ ،‬وتوجيه‬
‫األسرة بما فيه مصلحة المريض‪.‬‬
‫‪ -46‬تهيئة أفراد األسرة المقربين من المريض لما س!!وف! ي!!ؤول إليه األمر مس!!تقبالً‬
‫يعت ! !!بر أم ! !!راً هام! ! !اً ينبغي لألخص ! !!ائي االجتم ! !!اعي القي ! !!ام به وذلك كن ! !!وع من‬
‫التخفيف على األسرة‪.‬‬
‫‪ -47‬إذا ك!!!ان الم!!!ريض مقيم!!اً في ال!!!دار ينبغي على األخص !!ائي االجتم !!اعي أيض!!اً‬
‫القي ! ! !!ام مع فريق العمل بزي ! ! !!ارات متع ! ! !!ددة ألس ! ! !!رة الم ! ! !!ريض لتهيئة األس ! ! !!رة‬
‫إلمكانية اس! !!تقبال الم! !!ريض مج! !!دداً‪ ،‬وتثقيفهم عن كيفية التعامل مع الم! !!ريض‬
‫وطبيعة المرض‪.‬‬
‫توجيه!!ات وإ رش!!ادات هامة لألس!!رة عامة ولم!!وفر الرعاية خاصة (الش!!خص ال!!ذي‬
‫يعتني بالمريض بشكل مباشر)‪:‬‬
‫‪ -1‬التع! !!رف أك! !!ثر على داء الزه! !!ايمر من خالل جمع المعلوم! !!ات للتمكن من فهم‬
‫الم! !!رض بص! !!ورة أفض! !!ل‪ ،‬وبالت! !!الي! تق! !!ديم المس! !!اعدة الالزمة في حينه! !!ا‪ ،‬كما‬
‫تس ! !!اعد ه ! !!ذه المعلوم! !!ات على توقّع ما س! !!وف! يح! !!دث للم! !!ريض مس! !!تقبالً من‬
‫تغيرات سلوكية وعضوية‪.‬‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪164‬‬

‫‪ -2‬أهمية التع!!رف على المراكز المتخصصة والجمعي!!ات ال!!تي تع!!نى به!!ذا الن!!وع‬
‫من المرضى! والتواصل معهم‪ ،‬به!!!دف التع!!!رف على جميع المس !!تجدات ال !!تي‬
‫تصب في مص ! ! ! ! !!لحة الم ! ! ! ! !!ريض‪ ،‬مث! ! ! ! ! !!ل‪ :‬جمعية داء الزه! ! ! ! ! !!ايمر وم! ! ! ! ! !!وقعهم‬
‫اإللكتروني‪www. Alz. Org :‬‬
‫‪ -3‬التحض!!ير! لكيفية اتخ!!اذ الق!!رارات الالزمة لمص!!لحة الم!!ريض مث!!ل‪ :‬عالجه أو‬
‫االهتمام به ‪.‬‬
‫‪ -4‬تحض !!ير جميع األوراق والمس !!تندات القانونية الخاصة ب !!المريض تحس !!باً ألي‬
‫مشكلة‪.‬‬
‫‪ -5‬إبالغ جميع أفراد األس!!رة والمق!!ربين من العائلة بطبيعة الم!!رض ال!!ذي أص!!يب‬
‫به المريض‪ ،‬بحيث ال يشكل األمر تساؤالت للبعض منهم‪.‬‬
‫‪ -6‬تك!!ييف نفسك بالبق!!اء ق!!رب الم!!ريض لف!!ترات طويل!!ة‪ ،‬وأن ذلك س!!وف! يحرمك‬
‫من ممارسة العديد من مناشط! الحي! ! ! ! !!اة االجتماعية األخ! ! ! ! !!رى‪ ،‬بل قد يتط! ! ! ! !!ور‬
‫األمر إلى أك! ! ! ! !!ثر من ذلك مثل احتمالية إص! ! ! ! !!ابتك باالكتئ! ! ! ! !!اب أو الح! ! ! ! !!زن أو‬
‫اإلحباط أو اليأس‪.‬‬
‫‪ -7‬أهمية التخفيف ال ! ! !!دائم من الش ! ! !!عور بال ! ! !!ذنب تج ! ! !!اه الم ! ! !!ريض من حيث ع ! ! !!دم‬
‫استطاعتك مساعدته وعالجه‪ ،‬واإليمان بأن ذلك مصاب من عند اهلل تعالى‪.‬‬
‫‪ -8‬أهمية عقد اجتماع!!ات دورية لألس!!رة تتض!!من حض!!ور! جميع أفرادها! بما فيهم‬
‫الم! ! !!راهقين واألطف! ! !!ال‪ ،‬إلفه! ! !!امهم طبيعة الم! ! !!رض وما وصل إليه الم! ! !!ريض‬
‫بصورة سهلة ومبسطة‪.‬‬
‫‪ -9‬ال يوجد هن! ! !!اك أي مش ! !!كلة في اتخ! ! !!اذ الق ! !!رار‪ ،‬ب ! !!اللجوء ل! ! !!ذوي االختص ! !!اص‬
‫للمساعدة من أخصائيين نفسيين أو اجتماعيين إذا لزم األمر‪.‬‬
‫‪165‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫‪ -10‬إذا ك! ! ! ! ! !!ان م! ! ! ! ! !!وفر الرعاية األساسي! هو الزوجة (األم) ينبغي أن تك! ! ! ! ! !!ون هي‬
‫ص !!احبة اتخ !!اذ الق !!رار بنس !!بة ‪ ، !%90‬ألنها أك !!ثر أعض !!اء األس !!رة قرب! !اً من‬
‫المريض وتفهماً لحالته‪.‬‬
‫‪ -11‬ض!!رورة االع!!تراف ب!!المرض وع!!دم إنك!!اره‪ ،‬ألن اإلنك!!ار لن يغ!!ير من األمر‬
‫شيئاً بل سيزيد المشكلة تعقيداً ويؤدي غالباً إلى اتخاذ قرارات غير سليمة‪.‬‬
‫‪ -12‬احتساب األمر عند اهلل واعتبار أن جميع ما تقوم به من مجهود تج!!اه الم!!ريض‬
‫هو من األمور التي خصك بها اهلل تعالى دون غيرك من البشر‪.‬‬
‫متى يحتاج موفر الرعاية للمساعدة ؟‬
‫فيما تخصص ال! ! ! ! !!وقت لرعاية الش! ! ! ! !!خص الم! ! ! ! !!ريض قد تهمل احتياجاتك!‬
‫الخاص ! ! !!ة‪ ،‬فم! ! !!وفرين الرعاية ش ! ! !!ديدين العرضة لالكتئ ! ! !!اب والم ! ! !!رض الجس! ! !!دي‬
‫والتعب‪ .‬انتبه إلى هذه العالمات المنذرة بحاجتك إلى المساعدة!‬
‫هل ‪:‬‬
‫‪ ‬تفقد صبرك! بسهولة مع الشخص المريض؟‬
‫‪ ‬ال تجد أي متعة في أي جانب من الحياة؟‬
‫‪ ‬تغضب على الشخص المريض؟‬
‫‪ ‬تعاني من قلة النوم؟‬
‫‪ ‬تعتني بالشخص المريض ‪24‬ساعة في اليوم ؟ ‪ 7‬أيام في األسبوع؟!‬
‫‪ ‬تشعر باليأس أو الحزن أو االكتئاب؟‬
‫‪ ‬تعاني من تغيرات في الشهية أو مستويات الطاقة؟‬
‫‪ ‬تعاني من نوبات بكاء متكررة؟‬
‫‪ ‬تفكر في االنتحار؟‬
‫اطلب المساعدة من اختصاصي! إذا واجهت أياً من هذه التحديات‪.‬‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪166‬‬

‫كيف يعتني موفر الرعاية بنفسه؟‬


‫إن اعتن! ! !!اء م! ! !!وفر! الرعاية بنفسه له أهمية كب! ! !!يرة ح! ! !!تى يس! ! !!تطيع إكم! ! !!ال‬
‫مشوار العناية بالمريض‪ ،‬لذلك ينبغي له إتباع اإلرشادات التالية‪:‬‬
‫‪ ‬راجع الطبيب إلجراء فحوصات منتظمة‪.‬‬
‫غذاء متوازناً! ومارس التمارين بانتظام‪.‬‬
‫‪ ‬استرح وتناول! ً‬
‫‪ ‬اع! !!ثر على طريقة لالس! !!تراحة لم! !!دة س! !!اعتين م! !!رتين على األقل كل أس! !!بوع‪،‬‬
‫خصص جزءاً من هذا الوقت لممارسة نشاط غير متصل بداء الزهايمر‪.‬‬
‫‪ ‬شارك تجاربك! مع مجموعة الدعم أو األصدقاء! أو العائلة‪.‬‬
‫‪ ‬راقب استعمالك لألدوية‪.‬‬
‫‪ ‬انتبه إلى عالمات اإلكتئاب واطلب المساعدة إذا احتجت إليها‪.‬‬
‫حس الدعابة واس!!تمر! في ممارسة األش!!ياء ال!!تي تحبها مع‬
‫‪ ‬ح!!اول الحف!!اظ على ّ‬
‫اآلخرين‪.‬‬
‫وعند الحص!!ول على ال!!دعم الجيد وف!!ترات! الراحة واالعتن!!اء بال!!ذات‪ ،‬تص!!بح مهمة‬
‫توفير! الرعاية أسهل‪.‬‬
‫ماذا يحدث إذا أصبحت عاجزاً عن توفير الرعاية‪:‬‬
‫يقلق م! ! !!وفرين الرعاية غالب ! ! !اً بش! ! !!أن ما س! ! !!يحدث للش! ! !!خص الم! ! !!ريض إذا‬
‫أصبحوا عاجزين عن توفير الرعاية بسبب مرض أو إصابة أو موت‪.‬‬
‫ثمة أمر مفيد وهو استكشاف الخيارات باكراً‪:‬‬
‫‪ ‬تحدث مع عائلتك لمساعدتك على إعداد خطة‪.‬‬
‫‪ ‬ح !!اول تحديد موقع مرافق! الرعاية المحلية لمعرفة ما إذا ك !!ان يج !!در بك ملء‬
‫استمارة وأوراق أخرى للقبول السريع‪.‬‬
‫‪167‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫‪ ‬اس ! ! ! !!أل ما إذا ك ! ! ! !!انت مرافق! الرعاية المحلية ت ! ! ! !!وفر رعاية قص ! ! ! !!يرة األمد إذا‬
‫أصبحت مريضاً أو احتجت إلى عملية جراحية‪.‬‬
‫‪ ‬احتفظ بنسخة عن مفتاح المنزل مع شخص تثق به وال يعيش في منزلك‪.‬‬
‫‪ ‬اس ! ! !!أل عن ال ! ! !!برامج ال ! ! !!تي تعطيك س ! ! !!واراً مش ! ! !!تمالً على زر ن ! ! !!داء في ح ! ! !!ال‬
‫تعرضت لطارئ! طبي ‪.‬‬
‫‪ ‬ح!!اول العث!!ور! على مركز رئيسي يق!!دم برنامج !اً يس!!تدعيك م!!رة كل ي!!وم للتأكد‬
‫من أنك على ما يرام‪ ،‬أو حاول اللقاء بصديق معين في الوقت نفسه كل يوم‪.‬‬
‫‪ ‬ح ِّ‬
‫ض! ! !ر الئحة مش! !!تملة على معلوم! !!ات مهمة يج ! !!در بم! !!وفر رعاية الط ! !!وارئ‬
‫معرفتها‪.‬‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪168‬‬

‫الخاتمـة‪:‬‬

‫م !!ريض الزه !!ايمر! يمكن له أن يعيش لـ ‪ 20‬عام! !اً وهو مص !!اب‪ ،‬رغم أن‬

‫متوسط العيش (بعد إذن اهلل تع! ! !!الى) ي! ! !!تراوح بين ‪ 12 ! ! ! – 8‬س! ! !!نة‪ ،‬ل! ! !!ذلك ينبغي‬

‫لألسرة أن تتهيأ لذلك في أي وقت محتسبين في ذلك األجر عند اهلل تعالى‪.‬‬

‫أما بالنسبة للمختصين فأتمنى أن يحاولوا جاه!!دين البحث عن عالج ن!!اجع‬

‫له! !!ذا الم! !!رض إيمان ! !اً من قوله تع! !!الى‪( :‬وقل اعمل! !!وا فس! !!يرى! اهلل عملكم ورس! !!وله‬

‫والمؤمنون) صدق! اهلل العظيم‪.‬‬

‫وقوله صلى اهلل عليه وسلم‪" :‬كل داء وله دواء إال السام"‪.‬‬
‫‪169‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫المراجــع‬

‫الفاروق! زكي يونس ‪ -‬الخدمة االجتماعية والتغ!ير! االجتم!اعي – ع!!الم الكتب‬ ‫‪-‬‬

‫– القاهرة – ‪1970‬م‪.‬‬

‫عادل عبدالعزيز الجمعان – مذكراتي عن مرض والدي –‪1429‬هـ‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫رونالد! بيترسن – ح ! !!ول داء الزه ! !!ايمر! – ال ! !!دار العربية للعل ! !!وم – ب ! !!يروت –‬ ‫‪-‬‬

‫‪1423‬هـ‪.‬‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪170‬‬

‫دور الخدمة االجتماعية في التعامل مع مرضى الفشل الكلوي‬

‫إعــــداد‬

‫األستاذة ‪ /‬منى إبراهيم بنقش‬

‫األخصائيةـ االجتماعية بمستشفى الملك فهد‬


‫بمحافظة جدة‬
‫‪171‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫مقدمة‬
‫الحمد هلل رب العالمين والصالة والسالم! على اشرف األنبياء والمرسلين‬
‫وعلى اله وصحبه أجمعين‪.‬‬
‫يعتبر الفشل الكلوي من الموضوعات التي اهتم بها الدارسين لما يسببه من‬
‫اضطراب في جوانب الشخصية اإلنسانية وهو من األمراض المزمنة التي‬
‫تحتاج إلى عالج طويل األمد وعلى مر السنوات وغالبا ما يؤدي إلى عجز‬
‫جزئي أو كلي للشخص المصاب‪.‬‬
‫وقد انتشر الفشل الكلوي بشكل ملحوظ في السنوات األخيرة وأصبح‬
‫ظاهره تحتاج إلى دراسة‪.‬‬
‫فاإلنسان يعتبر كل متكامل لو أصيب به عضو تأثرت له سائر أعضاء‬
‫الجسد‬
‫وبما أن مرض الفشل الكلوي من األمراض المزمنة فعليه يترتب تغيرات‬
‫ملحوظة في حياة الشخص المصاب من عدة نواحي " كالمشاكل االقتصادية‬
‫والنفسية واالجتماعية‪.‬‬
‫حيث تبدأ حياة الفرد بمواجهة المتغيرات التي تعترضه وتعترض من حوله‬
‫من اإلفراد المقربين‪ ،‬وغالبا ما تكون هذه المتغيرات سلبية االتجاه تؤثر‬
‫عليه اجتماعيا ونفسيا‪.‬‬
‫لذا سنتطرق في هذا الفصل إلى تعريف! للفشل الكلوي وأسبابه وأعراضه‬
‫وطرق! الوقاية منه وطرق! العالج‪ .‬ومن ثم سيكون هناك فصل كامل عن‬
‫الخدمة االجتماعية الطبية وخصائصها! وشرح لدور األخصائي االجتماعي‬
‫مع مرضى الفشل الكلوي والزراعة‪.‬‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪172‬‬

‫المقدمة‬
‫يجمع األطباء على أن الكلى من أهم أجهزة الجسم الحيوية لبقاء اإلنسان‬
‫على قيد الحياة‪ ،‬غباري (‪ )2003‬إن الكلى تصاب بأمراض مختلفة تؤثر‬
‫سلبيا على وظائفها‪ ،‬ولعل من أهم هذه األمراض الفشل الكلوي المزمن‬
‫والذي يراه األطباء من أهم التجديدات المعاصرة أمام علم الطب لعالجه أو‬
‫لتحجيم خطورته‪.‬‬
‫والمرض المزمن رشاد (‪ )2008‬يصيب اإلنسان بصورة تدريجية ودون‬
‫الشعور باأللم أو عدم االرتياح في مراحلها األولى لذا نجد أن أصحابها!‬
‫يتأخرون في البحث عن المعونة الطبية وطلب الرعاية الالزمة لحماية‬
‫أنفسهم مما يؤدي! إلى التأثير على صحتهم! وهذا يجعل المتخصصين! في‬
‫العلوم الطبية يصفونها! بأنها أمراض اجتماعية‪.‬‬
‫حيث ينتج عنها آثار اجتماعية ونفسية تؤثر على حياة الفرد وأسرته وتغير‬
‫في مجرى حياته‪.‬‬
‫مفهوم المرض‪:‬‬
‫لقد تعددت المفاهيم للمرض ويمكن أن نعرفه أبو المعا طي "‪ " 2005‬بأنه‬
‫قصور! عضو أو أكثر من أعضاء الجسم عن القيام بوظيفته على خير وجه‬
‫أو اختالل وانعدام التوافق! بين عضوين أو أكثر من أعضاء الجسم في أداء‬
‫وظائفها‪.‬‬
‫و أخر "بأنه حالة يكون فيها اإلنسان معتل الصحة وتتعدد معانيه باختالف‬
‫األفراد فيشتمل! على نواحي طبية واجتماعية واقتصادية كما يؤثر! على‬
‫األفراد بطرق! مختلفة مباشرة أو غير مباشرة‪.‬‬
‫‪173‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫ويحدث المرض من قصور عضو أو أكثر من أعضاء الجسم عن القيام‬


‫بوظيفته خير قيام‪.‬‬
‫والمرض عبارة عن إقالل من قدرة الفرد الطبيعية على الوفاء بالتزاماته‬
‫تجاه أسرته ومجتمعه رشوان "‪ " 2007‬وزيادة متاعبه النفسية كالتوتر!‬
‫والقلق والخوف! ‪.‬‬

‫مفهوم المرض المزمن ‪Chronic Diseases :‬‬


‫تعني األمراض المزمنة رشاد (‪ )2008‬تلك األمراض المالزمة لإلنسان‬
‫فترة طويلة من حياته ‪ ،‬والتي تحدث تأثيرات مباشرة وسيئة على صحته‬
‫العامة ‪.‬وتسبب له مشاكل صحية واجتماعية واقتصادية‪ ،‬وذلك ألن المصاب‬
‫بها ال يستطيع! القيام بأعماله المعتادة كما ينبغي‪.‬‬
‫وعلى هذا ينظر إلى المصاب بالمرض المزمن على انه ليس مريضا!‬
‫بالمفهوم العادي ولكنه مريض يعيش مشكلة‪ .‬ومع مرور الوقت تتحول‬
‫األضرار إلى جسمية نفسية واجتماعية‪.‬‬
‫إضافة إلى أن المرض المزمن يؤدي! إلى ضعف ووهن لدى المريض واهم‬
‫ما يعانيه هو فقدان الذات واهتزاز! صورته التي كونها أمام اآلخرين‬
‫واعتماده في معظم األوقات على من يقدم له المساعدة ولهذا تؤدي! اإلصابة‬
‫بهذه األمراض إلى‪:‬‬
‫‪ -‬فرض قيود! على نمط الحياة العادي للمرضى‪.‬‬
‫‪ -‬العزلة االجتماعية‪.‬‬
‫‪ -‬ضعف الثقة بالنفس‪.‬‬
‫‪ -‬إحداث إجهاد ومشقة للمحيطين بهم‪.‬‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪174‬‬

‫مفهوم العجز ‪:‬‬


‫ماهر (‪ )2005‬حالة من الضرر البدني والعقلي ذات صورة موضوعية‬
‫يمكن عادة وصفها وتشخيصها بمعرفة طبيب وهي بالضرورة شيء طبي‪.‬‬
‫والعاجز هو كل شخص ليس أمامه للحصول على عمل مناسب واالحتفاظ!‬
‫به سوى فرص محدودة نتيجة لنقص قدراته الجسمية والعقلية‪.‬‬
‫وينتج عن حالة العجز لدى أي شخص مشكالت اقتصادية ونفسية‬
‫واجتماعية حيث تؤثر! نسبة العجز وطبيعته على أداء الشخص بعمله أو‬
‫عالقته باآلخرين أي توافقه مع نفسه وتكيفه مع البيئة التي يعيش فيها‪.‬‬
‫تعريف الكلية ‪:‬‬
‫أفاد غباري (‪ )2003‬أن الكلية هي احد أعضاء الجهاز البولي في جسم‬
‫اإلنسان حيث يحتوي! الجهاز البولي على كليتين وحالبين ومجرى البول‪.‬‬
‫وهي غدة مزدوجة بشكل حبة الفاصوليا مقعرة في الجانب الداخلي يبلغ‬
‫طولها ‪ 11‬سم‪ ,‬ووزنها! عند الذكر ‪ 170-125‬جرام وفي اإلناث ‪-115‬‬
‫‪ 155‬جرام‪ ،‬أي ان حجمها يبلغ حوالي ‪ % 0.4‬من وزن جسم اإلنسان‪ ،‬إال‬
‫أن ‪ %25‬من كمية الدم التي يضخها القلب تصل إلى الكليتين‪.‬‬
‫وتحتوي! كل كليه على حوالي مليون من الوحدات الكلوية وهذه الوحدات‬
‫البالغة الدقة تتكون من أجزاء تقوم بوظائف مختلفة‪ .‬وأي خلل فيها يؤدي‬
‫إلى إصابة اإلنسان بالمرض وربما يفقد حياته أن لم يسارع! بالعالج‪.‬‬
‫وظائف الكلى‪:‬‬
‫‪ -1‬التخلص من المواد التي يؤدي! تركها الى تسمم الجسم كالبولينا‪.‬‬
‫‪ -2‬تنظيم كمية الدم والماء والملح‪.‬‬
‫‪ -3‬المحافظة على كون الدم متعادال‪.‬‬
‫‪175‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫‪ -4‬إفراز الهرمونات! التي تقوم بأدوار! حيوية للجسم‪.‬‬


‫عمل الكلى‪:‬‬
‫تعمل الكلى على تنقية الجسم من التراكمات والفضالت وتخليص الدم من‬
‫الترسبات الضارة وخاصة تلك التي تنتج عن تحوالت النيتروجين وأفاد‬
‫غباري (‪ )2003‬إنها تعمل على إيجاد وسط! طبيعي وسليم! ألكثر خاليا‬
‫الجسم ‪.‬كما تعمل على إفراغ البول‪.‬‬
‫إذاً تشكل الكلى أساس الجسم السليم‪ ،‬وتتخلص من كل ماهو فاسد! ومضر‬
‫للجسم بما يحافظ! على التوازن الطبيعي! والسليم للجسم‪ ،‬وكل خلل في عمل‬
‫الكلى ينتج عنه تراكم للمواد السامة في أكثر الخاليا الجسمية مما يعرضها!‬
‫للمرض واالعتالل‪ ،‬وتعرض الجسم لالختالل‪.‬‬
‫أسباب أمراض الكلى ‪:‬‬
‫األمراض الوراثية‪ :‬وهي تؤدي إلى الفشل الكلوي المبكر ومنها ما يؤدي!‬ ‫‪-1‬‬
‫إلى فشل كلوي في سن العاشرة‪.‬‬
‫أمراض منذ الوالدة‪ :‬وهي األمراض التي تحدث للجنين ومنها ضمور‬ ‫‪-2‬‬
‫الكليتين أو تكيس الكليتين‪.‬‬
‫أمراض مكتسبة منها‪ :‬أورام سرطانية‪ ،‬أمراض المناعة‪ ،‬التسمم‪،‬‬ ‫‪-3‬‬
‫االلتهابات‪ ،‬أمراض األوعية الدموية‪ ،‬خلل في بروتين الدم‪ ،‬أمراض أخرى‪.‬‬

‫الفشل الكلوي نوعان‪:‬‬


‫الفشل الكلوي الحاد‪ :‬يظهر! بسرعة نتيجة أسباب قد ال تكون للكلى بها أي‬
‫عالقة‪ ،‬واألمل باستعادة الكلية لوظائفها! كبير‪.‬‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪176‬‬

‫الفشل الكلوي المزمن‪ :‬هو توقف كامل لعمل الكليتين عند اإلنسان‪ ،‬وينتج‬
‫عن أسباب مرضيه مزمنة أصابت الكلى‪ ،‬وبالتالي! فإن استعادة الكلى‬
‫لوظيفتها أمر بعيد االحتمال‪.‬‬
‫أسباب الفشل الكلوي الحاد‪:‬‬
‫‪ -1‬أسباب ما قبل الكلى‪Prerenal :‬‬
‫وبهذه الحالة تكون الكلى في األصل سليمة‪ ،‬ولكن تقل التروية الدموية‬
‫للكليتين بدرجة شديدة بسبب نقص كمية الدم أو بسبب انخفاض ضغط الدم‬
‫أو هبوط القلب‪.‬‬
‫وتعتبر حوادث السير من أهم أسباب الفشل الكلوي الحاد‪ ،‬حيث تسبب نزف‬
‫شديد داخلي أو خارجي! ‪..‬‬
‫‪ -2‬أسباب متعلقة بإصابة الكلى ذاتها ‪:‬‬
‫هناك عدة أسباب تؤدي! إلى التهابات شديدة بالكلى ومن ثم تسبب القصور‬
‫الحاد في وظائف! الكلى واهم هذه األمراض المؤدية إلى الفشل الكلوي الحاد‬
‫حوادث السيارات واستخدام! بعض العقاقير والتهاب الكبيبات الحاد لدرجة‬
‫القصور الكلوي الحاد ونضيف تجلط في الشريان الكلوي وهو أمر نادر‬
‫الحدوث ويؤدي! هذا لفشل كلوي حاد أيضا ‪.‬‬
‫‪ -3‬أســباب ما بعد الكلى‪ :‬في ه !!ذه الحالة تك !!ون الكلى س !!ليمة في األس !!اس ولكن‬
‫اإلص!!ابة تنتج عن انس!!داد مج!!رى الب!!ول أو في المثانة أو الح!!البين أو انس!!داد‬
‫حالب واحد وقد يكون االنسداد بسبب حصاة او تضخم البروستاتا وغيره ‪.‬‬
‫كل هذه األسباب وغيرها ممكن أن تؤدي إلى وجود قصور حاد في وظائف‬
‫الكلى وان كان األكثر شيوعا هو إصابة مزمنة للكلى‪.‬‬
‫الأعراض‪:‬‬
‫‪177‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫‪ -1‬قلة إفراز البول أو توقفه‪ ،‬وينبغي! التفريق بين عدم إفراز البول أو قلته من‬
‫الكلى وبين انسداد مجرى البول ‪.‬‬
‫‪ -2‬البولينا العالية ( ‪) Uremia‬أي تجمع المواد السامة في الدم والتي تفرزها‬
‫الكلى وتأثير! هذه المواد في الجسم‪.‬‬
‫‪ -3‬تغير لون البول ‪.‬‬
‫‪ -4‬ارتفاع ضغط الدم ‪.‬‬
‫‪ -5‬الشعور بالتعب واإلرهاق ‪.‬‬
‫‪ -6‬قلة الشهية للطعام مع غثيان وفي! بعض األحيان قئ متكرر! ‪.‬‬
‫‪ -7‬صعوبة التنفس وخاصة عند القيام بأي مجهود ‪.‬‬
‫‪ -8‬كثرة البول وخاصة أثناء الليل ‪.‬‬
‫‪ -9‬الضعف الجنسي بسبب اضطرابات! الغدد الجنسية ‪.‬‬
‫‪ -10‬الحكة نتيجة ترسب المواد السامة تحت الجلد ‪.‬‬
‫‪ -11‬الخزبة وهي احتب! ! ! !!اس الم! ! ! !!اء في الجسم وانتف! ! ! !!اخ الوجه وتحت الجف! ! ! !!ون‬
‫وانتفاخ األقدام!‬
‫‪ -12‬فقر الدم ‪.‬‬
‫‪ -13‬ارتفاع ضغط الدم عند بعض المرضى نتيجة زيادة الماء والملح ‪.‬‬
‫‪ -14‬مض!!!اعفات الجه! !!از العص!!!بي حيث يح! !!دث الته! !!اب في األعص! !!اب فيحس‬
‫المريض بخدر األطراف! أو آالم فيها‪.‬‬
‫‪ -15‬تصاب العظام بإصابات متعددة نتيجة الفشل الكلوي‪.‬‬
‫‪ -16‬في نهاية المرض تصاب الرئتان إصابة شديدة‪.‬‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪178‬‬

‫ورغم كل ه ! ! !!ذا ف ! ! !!ان م ! ! !!ريض الفشل الكل ! ! !!وي قد ال يش ! ! !!كو في البداية من أي‬
‫أع !!راض س !!وى اإلره !!اق والش !!عور! باإلعي !!اء عند القي !!ام ب !!أي مجه !!ود وربما!‬
‫زيادة التبول الليلي مما يقلق راحته في النوم‪.‬‬
‫الوقاية ‪:‬‬
‫أفاد غباري ‪ 2003 ،‬أن هناك أمور يجب الوقاية منها مثل ‪:‬‬
‫‪ -1‬الحد من زواج األقارب ‪.‬‬
‫‪ -2‬عدم اإلكثار من تعاطي المسكنات ‪.‬‬
‫‪ -3‬المحافظة على عالج السكري! ‪.‬‬
‫‪ -4‬المحافظه على عالج أمراض ضغط الدم ‪.‬‬
‫‪ -5‬الفحص الدوري! عند حدوث أي إصابة ‪.‬‬
‫‪ -6‬عدم التعرض للجفاف ‪.‬‬
‫‪ -7‬عدم اإلهمال في تلقي إرشادات الطبيب ‪.‬‬

‫أساليب الوقاية من الفشل الكلوي‪:‬‬


‫اذا كانت أسباب مرض الفشل الكلوي والعوامل المؤدية للفشل مرتبطة بحقائق‬
‫طبية اال أن التحليل االجتماعي يكشف أن هناك جوانب سلوكيه وثقافية‬
‫واجتماعية تتدخل في إحداثها ‪.‬‬
‫أيضا هناك تأثير للعوامل المناخية والغذائية وبعض السلوكيات الحياتية‬
‫والمعتقدات العالجية الشعبية الخاطئة‪.‬إضافة الى الجوانب الثقافية المرتبطة‬
‫بعادات الزواج جميعها ترتبط! ارتباط وثيق! بالمرض‪.‬‬
‫وأفاد غباري (‪ )2003‬بان هناك أساليب وقائية من الفشل الكلوي وقد وضحها!‬
‫باالتي ‪:‬‬
‫‪ -1‬ضرورة عالج االلتهابات التي تصيب الكلى والمثانة ‪.‬‬
‫‪179‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫‪ -2‬عالج حاالت ضغط الدم والسكري في مراحلها المبكرة لتجنب المضاعفات‬


‫التي تؤدي! إلى الفشل الكلوي ‪.‬‬
‫‪ -3‬عدم إهمال أعراض انسداد المسالك البولية وسرعة عالجها حتى ال تؤدي‬
‫إلى انحباس البول مما يؤدي إلى الفشل الكلوي ‪.‬‬
‫‪ -4‬تجنب اإلصابة باألمراض الجرثومية ألن تكرارها يؤدي! إلى الفشل الكلوي‪.‬‬
‫‪ -5‬عدم حبس البول في المثانة عند اإلحساس في الرغبة في التبول ‪.‬‬
‫‪ -6‬االحتراس من اإلصابة بالبلهارسيا لمضاعفاتها ‪.‬‬
‫‪ -7‬االهتمام بالفحص الدوري لجميع أجزاء الجسم وخاصة الكليتين ‪.‬‬
‫‪ -8‬االهتمام بعالج اللوز عند األطفال ‪.‬‬
‫‪ -9‬االبتعاد عن تناول المهدئات والمنشطات والمسكنات! او اخذ أي عالج بدون‬
‫استشارة الطبيب ‪.‬‬
‫‪-10‬االبتعاد عن االنفعاالت النفسية الشديدة ‪.‬‬
‫‪-11‬اإلكثار من شرب السوائل النقية لما في ذلك من فائدة اإلبقاء على الكلية‬
‫سليمة ‪.‬‬
‫‪-12‬تجنب المشي وبذل المجهود الشاق في الجو الحار وعدم التعرض ألشعة‬
‫الشمس المباشرة ‪.‬‬
‫العــــــالج ‪:‬‬
‫ينبغي إعطاء المحاليل عن طريق! الوريد ويعتمد! نوع المحلول على الحالة فإذا‬
‫كان سبب االنخفاض في ضغط الدم هو فقدان الدم توجب نقل الدم للمصاب ‪.‬وإ ذا‬
‫كان سبب االنخفاض حالة الصدمة توجب إعطاء محلول ملح عادي مع العقاقير‬
‫التي ترفع ضغط الدم ‪.‬وإ ذا كان السبب فقدان البالزما كما يحدث في الحروق‬
‫وجب التعويض بالبالزما! أو مشتقات الدم ‪.‬‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪180‬‬

‫ويمنع تناول البوتاسيوم في الطعام كما ان ارتفاع البوتاسيوم يعالج بإعطاء‬


‫المريض جلوكوز وأنسولين! وبكربونات الصوديوم وذلك من اجل إبعاد‬
‫البوتاسيوم من الدم إلى الخاليا واألنسجة ‪.‬‬

‫دواعي اللجوء إلى الديلزة في حاالت القصور الكلوي الحاد هي‪Dialaysis :‬‬
‫‪ -‬ارتفاع نسبة البولينا في الدم ‪.‬‬
‫‪ -‬ارتفاع نسبة البوتاسيوم! في الدم ‪.‬‬
‫‪ -‬ازدياد حموضة الدم وارتفاع نسبة الهيدروجين إلى مستوى ينذر بالخطر‪.‬‬
‫‪ -‬حدوث فقدان للوعي أو نوبات تشنج بسبب القصور الكلوي ‪.‬‬
‫أسباب الفشل الكلوي المزمن ‪:‬‬
‫أفاد (البار ‪ )1992‬إذا كان الفشل الكلوي الحاد ناتجا عن أمراض ال عالقة‬
‫لها بالكلى في األساس ‪ ،‬فإن الفشل الكلوي المزمن ال يقع إال بعد إصابة‬
‫الكلى لفترة طويلة من الزمن في معظم الحاالت ‪.‬‬

‫أهم أسباب الفشل الكلوي ‪:‬‬


‫‪-1‬التهاب الكلية الكبيبي او التهاب الكلى ‪Glomerulonephritis‬‬
‫‪-2‬التهاب حوض الكلية المزمن ‪Chronic pyelonephritis‬‬
‫‪ -3‬أمراض تصيب الشرايين وأهمها ارتفاع الضغط ‪Hypertension‬‬
‫‪ -4‬انسداد المجاري! البوليه ‪ Urinary tract obstruction‬وأهمها وجود‬
‫الحصى في الحالب او االحليل ‪ Urethera‬وتضخم البروستاتا‬
‫‪ -5‬مرض البول السكري! ‪Diabetis Mellitus‬‬
‫األمراض الغرويه والمناعية ‪ : Collagen Diseases‬مثل‪:‬ـ‬ ‫‪-6‬‬
‫الذئبة الحمراء ‪Disseminated lupus eryhematosus‬‬
‫‪181‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫التهاب الشرايين المتعدد ‪Polyarteritis Nodosa‬‬ ‫‪-7‬‬


‫أمراض وراثية وأهمها التكيس الكلوي ‪Polycystic Kidney‬‬ ‫‪-8‬‬
‫داء النقرس ‪Gout‬‬ ‫‪-9‬‬
‫تض! ! ! ! ! !!خم الكلي! ! ! ! ! !!تين وس! ! ! ! ! !!ببه في الغ! ! ! ! ! !!الب انس! ! ! ! ! !!داد المج! ! ! ! ! !!اري البولية‬ ‫‪-10‬‬
‫‪.Hydronephrosis‬‬
‫اإلفراط في استخدام! المسكنات وبعض العقاقير ‪.‬‬ ‫‪-11‬‬

‫عالج الفشل الكلوي المزمن ‪:‬‬


‫أفاد البار(‪ )1992‬أن عالج الفشل الكلوي المزمن على ثالث مراحل وهي‬
‫العالج الغذائي ‪:‬‬
‫وتكمن أهميته في يس! ! ! !!ره وس! ! ! !!هولته وع ! ! !!دم حاجته آلالت ويعتمد على خفض‬
‫كمية ال!!بروتين ال!!تي يتناولها الم!!ريض ويس!!مح للم!!ريض بتن!!اول كمي!!ات كب!!يره‬
‫من النش !!ويات والس !!كريات وال !!دهون وخاصة الزي !!وت النباتية وذلك كمص !!در‬
‫للطاق ! ! ! !!ة‪ ،‬ك ! ! ! !!ذلك ينبغي أن تحسب نس ! ! ! !!بة الص ! ! ! !!وديوم (ملح الطع ! ! ! !!ام) وكمية‬
‫البوتاسيوم‪ ،‬وينبغي أن يتوقف المريض عن الت!دخين ويتجنب ش!رب الخم!ور‪،‬‬
‫وعليه أن يحافظ على كمية السوائل التي يشربها‪.‬‬
‫ممكن أن يحافظ! ه! ! !!ذا العالج على ما بقي من وظ! ! !!ائف! الكلى لبضع س! ! !!نوات‬
‫ولكن على المريض أن يبقى تحت المالحظة بحيث يتم تحويله لعملية الديلزة‬
‫في الوقت المناسب ‪.‬‬

‫‪ -2‬عملية الديلزة ‪ :‬غسيل الكلى ‪Haemodialysis‬‬


‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪182‬‬

‫تتم من خاللها تنقية ال ! !!دم من الس ! !!موم بإخراجه من جسم الم! ! !!ريض وتمري! ! !!ره‬
‫على أجه !!زة خاصة وس !!ائل خ !!اص‪ ،‬وتس !!تمر ه !!ذه العملية من ثالث الى أربع‬
‫ساعات بمعدل مرتان او ثالث في األسبوع وعلى مدى الحياة‪.‬‬
‫‪-‬الغسيل البريتوني ‪Peritoneal Dialysis‬‬

‫حيث يستخدم فيه الغشاء البريتوني بتجويف البطن فاصال بين الدم وسائل‬
‫اإلنفاذ ‪.‬وله طريقتان ‪:‬‬
‫اإلنف!!اذ ال!!بريتوني المتقطع ‪ :‬وه!!ذه تحت!!اج إلى جه!!از بس!!يط وع!!ادة ما تتم في‬
‫المستشفى ‪.‬‬
‫واألخرى ‪ :‬اإلنفاذ البريتوني! المتنقل أي المريض يتنقل بحرية من مكان الى‬
‫اخر وتسمح له بالقيام ببعض األعمال ‪.‬‬
‫مقارنه بين الديلزه البريتونية والدموية ‪:‬‬
‫الديلزة البريتونية‬ ‫الديلزة الدموية‬
‫اقل كفاءة‬ ‫اك! ! !!ثر كف! ! !!اءة في التخلص من الس! ! !!موم‬
‫المتراكمه في الجسم‬
‫ال تحت ! ! ! ! !!اج الى جه ! ! ! ! !!از وال هيئة‬ ‫تحت ! !!اج الى جه ! !!از خ ! !!اص باهظ الثمن‬
‫تمريض بعد التدريب ‪.‬‬ ‫وتمريض‪.‬‬
‫يتم العالج في الم! ! !!نزل يعد ف! ! !!ترة‬ ‫يتم العالج في المستشفى ‪.‬‬
‫التدريب ‪.‬‬ ‫وال يس! ! ! ! ! ! ! ! ! !!تطيع الم! ! ! ! ! ! ! ! ! !!ريض الحركة‬
‫إلرتباطه بالجهاز ‪.‬‬
‫‪183‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫‪ -1‬زراعة الكلى ‪:‬‬


‫وهي العالج األفضل للم! ! ! ! ! !!ريض إذا ك! ! ! ! ! !!ان مناسب ص! ! ! ! ! !!حيا لعملية الزراعة‬
‫ومط !!ابق! في تحاليله للمت !!برع ‪ ..‬ويحت !!اج الم !!ريض بعد الزراعة إلى متابعة‬
‫مستمرة لالطمئنان على الكلية المزروعة مع الحف!!اظ على العالج وتعليم!!ات‬
‫الطبيب ‪.‬‬
‫وهناك أنواع من التبرع ‪ :‬تبرع من قريب حي ‪.‬‬
‫تبرع من متوفى دماغيا ‪.‬‬
‫تبرع من إنسان حي غير قريب ‪.‬‬
‫وجميع ه!!ذه الح!!االت تتم وفق ض!!وابط ونظم! مح!!ددة تض!!من الس!!المة واألم!!ان‬
‫للمريض والمتبرع! ‪.‬‬
‫الخالصة ‪ :‬تعت!بر الكلية من أهم األعض!اء ال!تي خلقها اهلل س!بحانه وتع!الى لما‬
‫تق! ! ! ! !!وم به من دور فع! ! ! ! !!ال في تخليص الجسم من الفض! ! ! ! !!الت ‪ ،‬وتوقف عمل‬
‫الكلي!تين ي!ؤدي! إلى الفشل الكل!!وي وهو من األم!راض المزمنة وال!!تي تحت!اج‬
‫لعالج طويل األمد وهن! !!اك ط !!!رق! ع !!!دة للوقاية من اإلص! !!ابة بالفشل على كل‬
‫فرد أن يهتم بها ‪.‬‬
‫والفشل الكل !!وي نوع!!!ان ‪،‬الح!!!اد وال !!ذي يمكن معالجته ويع !!ود! الم !!ريض إلى‬
‫وض ! ! !!عه الط ! ! !!بيعي! وينتج عن أس ! ! !!باب مختلف ! ! !!ة‪ ،‬والم ! ! !!زمن وال ! ! !!ذي ينتج عن‬
‫أمراض معينه والمريض هنا يحت!!اج لعالج إما بال!!ديلزة الدموية او البريتونية‬
‫او زراعة الكلى‪.‬‬

‫الخدمة االجتماعية الطبية‬


‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪184‬‬

‫ك ! !!ان لظه ! !!ور الخدمة االجتماعية المهنية بداية مرحلة جدي ! !!دة ألس ! !!لوب مس ! !!اعدة‬
‫اإلنس!!ان في العصر الح!!ديث إقب!!ال (‪ )2000‬وك!!انت مهنة فري!!دة جعلت من فعل‬
‫علميا ومن المش!!كلة االجتماعية مج!!االً لتط!!بيق‬
‫ً‬ ‫علما ومن اإلحس!!اس منهجاً‬
‫الخ!!ير ً‬
‫حصيلة الفكر الوضعي‬
‫وقد مكنها الط ! !!ابع اإلنس ! !!اني! من أن تتح ! !!رك في حرية وتنطلق بال ح ! !!دود تمتص‬
‫من العل!!!وم األخ!!!رى نهايتها وقوانينها لتس!!!خرها لخدمة اإلنس !!ان أينما ك !!ان وأينما‬
‫يعيش دون التقيد بمك! ! !!ان أو زم! ! !!ان معين وه! ! !!دفها رفاهية اإلنس! ! !!ان ومعاونته في‬
‫شدته‪.‬‬
‫والخدمة االجتماعية الطبية ت!!!ؤمن بفردية اإلنس! !!ان ف! !!رغم اش !!تراكه مع غ !!يره في‬
‫إص!!!ابة معينه أو م!!!رض معين إال انه يختلف عن اآلخ !!رين فهو يحت !!اج إلى ن !!وع‬
‫معين من المعاملة وأنواع معينة من الخدمات‬
‫كما تعترف! بكرامة اإلنسان واإليمان بتفوقه وقيمته ‪ ،‬وعلى هذا فان وجود!‬
‫الخدمة االجتماعية الطبية في المستشفيات معناه إننا نعني بالمريض ليس من‬
‫الناحية المجردة فقط ولكن كانسان له احتياجاته النفسية واالجتماعية التي يحتاج‬
‫إلشباعها حتى يستفيد من العالج الطبي ‪.‬‬
‫‪ :‬ماهية الخدمة االجتماعية الطبية‬
‫الخدمة االجتماعية الطبية هي مجال من مجاالت الخدمة االجتماعية وهي جهــود‬
‫مهنية يمارسها األخصائي االجتماعي الطبي مع المرضى وبيئاتهم بهدف مساعدتهم‬
‫اقتصاديــا واجتماعيــا ونفسيا‪ ،‬وتذليــل الصعوبات التي تعوق العــالج الطـبي‬
‫واالجتماعي والنفسي غباري ( ‪ )2003‬كما تساعد المرضى على تحقيق االتصال‬
‫السليم مع اآلخرين لتدعيم عالقاتهم المختلفة‪.‬‬
‫‪185‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫والخدمة االجتماعية الطبية أساسها العمل المشترك! بين األخصائي االجتماعي‬


‫والفريق المعالج‪ ،‬حيث يساعد األخصائي االجتماعي الطبي الطبيب وبقية‬
‫الفريق المعالج للنجاح في تحقيق أهدافه العالجية الطبية‪ ،‬حتى يتم العالج‬
‫ويصبح المريض قادراً! على أداء دوره االجتماعي بالصورة المناسبة وتمارس!‬
‫الخدمة الطبية مع المريض وبيئته الداخلية والخارجية‪.‬‬

‫‪ :‬تعريف الخدمة االجتماعية الطبية‬


‫تعريف احمد الشبكشي ‪ :‬هي احد فروع! الخدمة االجتماعية بصفة عامة‪ ،‬مجال‬
‫تخصصها العمل في المؤسسات الطبية‪ ،‬وأساسها! العمل المشترك! بين الطبيب‬
‫وهيئة التمريض واألخصائي! االجتماعي وتهدف إلى الوصول بالمريض إلى‬
‫االستفادة الكاملة من العالج الطبي والتكيف! مع البيئة االجتماعية ‪.‬‬
‫تعريف إبراهيم عبدا لهادي المليجي ‪:‬‬
‫الخدمة االجتماعية الطبية هي تلك الجهود المهنية التي يبذلها األخصائي‬
‫االجتماعي في المؤسسة الطبية ومع الهيئات الطبية المختلفة بهدف إفادته‬
‫القصوى من الفريق الطبي كي يتماثل للشفاء ويحقق أقصى! أداء اجتماعي له في‬
‫أسرع وقت ممكن ‪.‬‬
‫‪ :‬األخصائي االجتماعي الطبي‬
‫هو الدعامة الرئيسية للخدمة االجتماعية الطبية داخل المؤسسات العالجية غباري‬
‫(‪ )2003‬سواء كانت مستشفيات عامة أو مكاتب صحية أو عيادات أو مستشفيات‬
‫متخصصة أو مستوصفات! أو مراكز رعاية وله أدواره المهنية المتعددة سواءاً‬
‫كانت ادوار وقائية أو عالجية أو إنشائية ‪.‬‬
‫ويقصد باألخصائي! االجتماعي المهني في المجال الطبي ماهر (‪ )2005‬هو‬
‫المتخصص الحاصل على مؤهل عال من احد الكليات أو المعاهد العليا‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪186‬‬

‫المتخصصة في الخدمة االجتماعية والذي اعد لهذا العمل نظريا والمدرب تدريبا!‬
‫عمليا على أساليب الممارسة العامة للخدمة االجتماعية في المؤسسات! الطبية‬
‫بحيث يصبح قادراً على ممارسة عمله ضمن الفريق الصحي بهذه المؤسسات!‬
‫سواء عالجية أو وقائية‪.‬‬
‫التدخل المهني لألخصائي االجتماعي مع المصابين بمرض مزمن ‪.‬‬
‫أفاد رشاد (‪ )2008‬أن الهدف األساسي! من وجود الخدمة االجتماعية الطبية‬
‫داخل المستشفيات هو إنها تهيئ انسب الظروف! الممكنة للخدمات الطبية من‬
‫خالل الدراسة االجتماعية للمريض للتعرف على األوضاع االجتماعية المحيطة‬
‫به حتى يتمكن من االستفادة من الخطة العالجية‪ ،‬والتخفيف من األعباء على‬
‫األطباء والجهاز! الطبي للقيام بالمهام المطلوبة‪.‬‬
‫والبد من أن يكون البرنامج العالجي متكامل ليتم تحقيق الهدف على أساس جيد‬
‫وهنا علينا أن نقوم بتحديد واضح لدور المريض‪ ،‬واألسرة‪ ،‬واألخصائي‬
‫االجتماعي في خطة العالج مع االلتزام بالعمليات المهنية لمدخل حل المشكلة‬
‫والقائم على الدراسة‪ ،‬التخطيط‪ ،‬التنفيذ‪ ،‬والتقويم‪ ،‬ومع استخدام! المقاييس العلمية‬
‫ما أمكن للتعرف على حجم اإلنجازات التي تم تحقيقها ‪.‬‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي الطبي مع مرضى الفشل الكلوي‪:‬‬
‫يقوم األخصائي االجتماعي الطبي بتثقيف المرضى وأسرهم! عن الصحة‪:‬‬
‫‪ -‬كضرورة االلتزام بمواعيد الغسيل واأليام المحددة حسب إرشادات الطبيب‬
‫المعالج وعدم التهاون بذلك‪.‬‬
‫‪ -‬التثقيف بموضوع السوائل وكمياتها! ونوعية الطعام المسموح والممنوع! ‪.‬‬
‫‪ -‬توضيح أهمية ألمحافظه على الوزن وعدم تخطي الحد المفروض كي ال‬
‫يتسبب ذلك في تدهور صحة المريض ‪.‬‬
‫‪187‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫‪ -‬تثقيف المرضى! وأسرهم باالهتمام! بالغذاء والمسكن والرياضة والترفيه‬


‫والعالقات اإلنسانية‪.‬‬
‫‪ -‬تثقيف المرضى! وأسرهم بالعوامل الصحية والطبية التي تؤثر! في حالة‬
‫المريض‪.‬‬
‫‪ -‬تثقيف أسرة المريض بمساعدتهم! على تقبل العميل وتهيئة الجو العائلي‬
‫المناسب وأهمية تدعيم العالقات االجتماعية بين المريض وأسرته مما يؤثر!‬
‫في عملية تقبله للمرض والحياة الجديدة‪.‬‬
‫‪ -‬ومن األدوار! التثقيفية مشاركة األخصائي! االجتماعي في حمالت الرعاية‬
‫الصحية وإ ثارة اهتمام الرأي العام بموضوع! التبرع باألعضاء‪ ،‬والمشاركة‬
‫في المناسبات العالمية لتوجيه انتباه المجتمع لواجباتهم ومسئولياتهم! تجاه‬
‫المرضى ‪.‬‬
‫‪ -‬تثقيف المرضى! من خالل الندوات وإ قامة المحاضرات ومشاركة وسائل‬
‫اإلعالم لتحقيق التوعية المطلوبة ‪.‬‬
‫األدوار التنموية لألخصائي االجتماعي الطبي مع مرضى الفشل الكلوي ‪:‬‬
‫تجاوز دور األخصائي! االجتماعي الطبي حدود المساعدات المادية للمحتاجين‬
‫من المرضى وبرزت! أدواره التنموية التي تؤكد أن المريض بمرض مزمن‬
‫والذي تسبب المرض في فقد بعض من قدراته مما اثر على عدم القدرة على‬
‫مواجهة الحياة الجديدة‪...‬‬
‫هؤالء المرضى! يحتاجون إلى خدمات اجتماعية خاصة لتنمية قدراتهم على‬
‫أداء أدوارهم اإلنتاجية لتحقيق مستوى! معيشي جيد وذلك عن طريق! برامج‬
‫التأهيل والتدريب! التي تهدف لتحسين وضعهم االقتصادي لتؤمن لهم‬
‫ضروريات! الحياة والعمل على‪:‬‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪188‬‬

‫‪ -‬تنمية ذات العميل بحيث يصبح عضوا مشاركا في التحسين المستمر‬


‫للظروف! االجتماعية واإلنسانية له ولغيره‪.‬‬
‫‪ -‬تنمية قنوات االتصال بين المرضى المحتاجين إلى الخدمات االجتماعية‬
‫والصحية وبين المؤسسات! الطبيبة والمؤسسات االجتماعية‪ ،‬فمريض الفشل‬
‫الكلوي بحاجة إلى تواصل مع المؤسسات! الطبية في عملية الغسيل الكلوي‬
‫والعالج وعملية زراعة الكلى‪ ،‬إضافة إلى دعمه ماديا عن طريق المؤسسات!‬
‫الحكومية والجمعيات الخيرية ‪.‬‬
‫‪ -‬تنمية المبادئ الدينية ألنها تنمي شخصيته وتقويها وتساعده على تقبل ما قدر‬
‫له من مرض طويل األمد‪ ،‬كما تساعده على التوافق مع اآلخرين والمجتمع‪.‬‬
‫‪ -‬تنمية موارد وإ مكانيات! المريض وأسرته حتى يقيه من المشكالت المادية عن‬
‫طريق تنمية مهاراته العملية إن كان للمرض تأثير على عمله كي يستثمر‬
‫قدراته المتبقية ‪.‬غباري" ‪."2003‬‬
‫‪ -‬تنمية وتدعيم ذات المريض ليصبح قادرا على مواجهة المرض والمشكالت‬
‫االجتماعية المؤثرة في المرض وتخفيف المشاعر السلبية المرتبطة بالعالج‬
‫‪.‬‬
‫‪ -‬تنمية معارف األسرة بالمرض ومعنى! الفشل الكلوي والغسيل وأهمية االلتزام‬
‫به‪ ،‬وضرورة الزراعة والتبرع! وتأثيرها! على مستقبله ومستقبل حالته‪.‬‬
‫‪ -‬تنمية أسلوب تعامل األسرة الجيد مع المريض خاصة وان األسرة تشعر‬
‫بعدم االستقرار واألمن الستمرارية المرض ‪.‬‬
‫‪ -‬تنمية قدرات المريض المهنية إضافة إلى تنمية مهارات جديدة لديه بحيث‬
‫تتناسب مع حالته الصحية ليصبح قادر على العمل واإلنتاج في عمل مناسب‬
‫‪189‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫يعيد إليه اإلحساس بالرضا! ويحقق له االكتفاء المادي والتوافق مع نفسه‬


‫والمجتمع ‪.‬‬
‫‪ -‬ومن أهم ادوار التنمية مع مرضى الفشل الكلوي هو تعديل العادات واألفكار!‬
‫المرتبطة بالمعتقدات الخاطئة وتخليصهم! منها كاللجوء إلى الوصفات‬
‫الشعبية في العالج وترك! الغسيل الكلوي أو اللجوء إلى السحر والدجالين ‪.‬‬
‫األدوار الوقائية ‪:‬‬
‫‪ -1‬محاولة األخصائي! االجتماعي الطبي العمل على عدم ظهور! مشكالت‬
‫شخصية أو أسريه أو مجتمعية لمريض الفشل الكلوي ومحاولة تفادي‬
‫األسباب وبذل الجهد للحد من امتداد أي مشكلة تواجه المريض سواء في‬
‫داخل أسرته أو في مجال عمله وباستخدام األساليب المناسبة ‪-.‬‬
‫مساعده األفراد بزيادة قدراتهم! للتعامل مع األزمات واتخاذ! خطوات‬
‫لتحسين أوضاعهم! المعيشية للتمتع بصحة جيده ‪.‬‬
‫‪ -2‬نشر الوعي الصحي للوقاية من األمراض التي تسبب الفشل الكلوي‬
‫كالضغط والسكر! وااللتهابات وغيرها من األمراض ‪.‬‬
‫‪ -3‬مساعدة المرضى على التخلص من العادات السيئة كالتدخين للمحافظة‬
‫على الصحة وتحسينها! ‪.‬‬
‫‪ -4‬توعية األفراد والمرضى وأسرهم! بضرورة إجراء الفحوصات الدورية‬
‫واستشارة الطبيب عند ظهور أي عارض صحي لتفادي المرض ‪.‬‬
‫‪ -5‬وقاية المرضى بتقديم النصح والتوعية من األمراض الوراثية المسببة‬
‫للفشل الكلوي ‪.‬‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪190‬‬

‫‪ -6‬يقف األخصائي! االجتماعي بجانب المرضى! الذين يبتعد عنهم الناس‬


‫خوفا من العدوى! فيشجعهم! ويدعم شخصياتهم! ويقوي عالقاتهم بأسرهم!‬
‫وأقاربهم كي يقيهم من األزمات النفسية والشعور بالنقص ‪.‬‬
‫‪ -7‬يقف بجانب المرضى الذين طالت مدة مرضهم ويشجعهم ويقدم لهم‬
‫المساعدات الالزمة قبل أن يصابوا! باليأس أو االكتئاب خاصة وان الفشل‬
‫الكلوي سيستمر مدى الحياة إذا لم يتوفر للمريض متبرع من أهله أو كليه‬
‫من متوفى ‪.‬‬
‫‪ -8‬يقف بجانب المرضى الذين تسبب المرض في تغيير مجرى حياتهم‬
‫كالطالق وانهيار! االسره أو الفصل من العمل أو التقاعد المبكر‪ ،‬ويحاول!‬
‫بكل ما لديه من جهد لتقبل الوضع الحالي والتحلي بالصبر وإ يجاد! الحل‬
‫البديل المناسب له ‪.‬‬
‫األدوار العالجية‪:‬‬
‫‪ -1‬مساعدة األخصائي االجتماعي مرضى! الفشل الكلوي على حل مشكالتهم‬
‫والتكيف مع بيئاتهم‪.‬‬
‫‪ -2‬توفير! المعلومات الالزمة للمرضى لالستفادة من المصادر والخدمات‬
‫الداخلية والخارجية ‪.‬‬
‫‪ -3‬تكوين عالقة مهنية جيده مع العميل لمساندته و ليشعر بالثقة في نفسه‬
‫والثقة بقدرات األخصائي! االجتماعي وذلك باالستماع واإلنصات! إليه‬
‫ومشاركته بالمشاعر واحترامه وتقديره وتقبله وتشجيعه ‪.....‬‬
‫‪ -4‬مساعدة المريض على تخفيف مشاعر الغضب والشعور! بالذنب والتوتر‬
‫وتوفير المعونة النفسية المناسبة له ‪.‬‬
‫‪191‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫‪ -5‬تقديم خدمات بيئية للمريض لالستفادة من موارد وإ مكانيات! المؤسسة‬


‫والمجتمع المحيط‪.‬‬
‫وهذه األدوار! العالجية جميعها تساعد المرضى! على أن يصبحوا! أعضاء‬
‫منتجين في المجتمع وتحررهم! من الشعور بالنقص أو العجز وبذلك يشعرون‬
‫بقيمتهم وقدرتهم على العودة إلى الحياة الطبيعية بفعالية ونشاط وإ نتاج ‪.‬‬
‫ممارسة طرق الخدمة االجتماعية الطبية في المجال الطبي ‪:‬‬
‫ظهرت أهمية الخدمة االجتماعية مع المرضى لكي تساعدهم على استعادة‬
‫توازنهم! االنفعالي واالجتماعي والعقلي والجسمي! ولكي تعيدهم الى ممارسة‬
‫أدوارهم الطبيعية مع أسرهم ومجتمعهم! ‪ .‬غباري "‪."2003‬‬
‫والخدمة االجتماعية كمهنة إنسانية تستخدم األساليب العلمية بممارسة‬
‫أساليبها الفنية لتحقيق الهدف العام للخدمة االجتماعية وهو يحقق سعادة اإلنسان‬
‫ورفاهية المجتمع باإلضافة إلى هدفها الثاني وهو مساعدة المؤسسة الطبية‬
‫لتحقيق أهدافها العالجية الطبية ‪.‬‬

‫‪ :‬أوال‪ :‬ممارسة طريقة خدمة الفرد‬


‫تعتبر طريقة خدمة الفرد غباري "‪ " 2003‬أول طريقة تمارس بطريقة‬
‫علمية‪ ،‬وكان هدف خدمة الفرد في البداية هو عالج المشكالت الفردية فقط‬
‫وتطورت! وأضافت األدوار! الوقائية واألدوار! اإلنمائية كما ذكرنا مسبقا ‪ ،‬وقد‬
‫تدخلت خدمة الفرد لمساعدة المرضى إلعادة تكيفهم مع المجتمع وتنمية قدراتهم!‬
‫المتبقية بما يساعدهم على مواجهة ما يعترضهم من مشكالت ‪.‬‬
‫ولخدمة الفرد مبادئها المعروفة التي يلتزم األخصائي! االجتماعي الطبي‬
‫تطبيقها عندما يمارسها! مع المرضى ومنها‪:‬‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪192‬‬

‫مبدأ السرية‪ ،‬مبدأ التقبل‪ ،‬مبدأ حق تقرير المصير‪ ،‬والعالقة المهنية لما لها‬
‫من أهمية كبيرة في التعامل مع المرضى ‪.‬خاصة وان العالقة المهنية بمبادئها‬
‫المختلفة أساس نجاح عمليات خدمة الفرد‪.‬‬
‫‪ :‬وعمليات خدمة الفرد ليست منفصلة بل متداخلة‬
‫‪-1‬عملية الدراسة االجتماعية النفسية ‪Case Study‬‬
‫فمنذ بداية الم ! !!ريض المص ! !!اب بالفشل الكل ! !!وي إلى المركز يق ! !!وم األخص ! !!ائي‬
‫االجتم! ! ! !!اعي بعملية جمع المعلوم! ! ! !!ات والحق! ! ! !!ائق بأس! ! ! !!اليب علمية عن الم! ! ! !!ريض‬
‫وظروفه البيئية وفهم شخص!!يته وتحديد مش!!كلته تمهي!!دا للتش!!خيص "التق!!ييم" والعالج‬
‫وهي دراسة نفس! ! ! ! ! ! ! ! !!ية اجتماعية تهتم بدراسة العميل وظروفه االجتماعية وعالقاته‬
‫وتفاعالته مع بيئته الداخلية والخارجي ! ! ! ! !!ة‪ ،‬وجمع الحق! ! ! ! ! !!ائق والمعلوم! ! ! ! ! !!ات الالزمة‬
‫وعملية الدراسة ليست بالعملية الس! ! ! ! ! ! ! !!هلة ولكنها تتطلب جهد ومه! ! ! ! ! ! ! !!ارة مهنية تلك‬
‫المه !!ارة ال !!تي تس !!اعد األخص !!ائي االجتم !!اعي على اكتس !!اب ثقة الم !!ريض وتك !!وين‬
‫العالقة المهنية ال!!تي تجعله يطمئن ويحكي له كل الحق!!ائق المتص!!لة ب!!الموقف وال!!تي‬
‫تصل أحيانا إلى أدق التفاص ! !!يل الشخص ! !!ية واألس ! !!رية ال ! !!تي يح ! !!رص على كتمانها‬
‫حتى على اقرب الناس إليه‪ ،‬ليتم متابعته الحقا وفي إثناء المرور األسبوعي لتف!!ادي‬
‫حدوث أي تغيرات سلبيه في حياته‪.‬‬

‫وتحتوي الدراسة ‪:‬‬


‫‪ ‬بيانات أولية عن المريض مثل اسمه وسنه وحالته االجتماعية وعنوان‬
‫مسكنه‪.‬‬
‫‪193‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫‪ ‬بيانات عن مشكلته ونوعها وتاريخ بداية ظهورها ودرجة شعوره‬


‫بالمشكلة ونوع! السلوك المصاحب للمشكلة والمحاوالت التي بذلت‬
‫لعالجها‪.‬‬
‫‪ ‬معلومات عن المشكلة من وجهة نظر العميل كيف بدأ وما هي العوامل‬
‫التي أظهرتها! وتأثير المشكلة او المرض على العميل وأسرته‪.‬‬
‫‪ ‬الحالة االجتماعية العامة بالنسبة للمريض وأسرته مثل مستوى! األسرة‬
‫االجتماعي والثقافي واالقتصادي! ومستوى! السكن والجيرة والحي‪.‬‬
‫‪ ‬التكوين األسري! للمريض ودخله وميزانية األسرة ومدى! كفاية الدخل‬
‫والمستوى! الخلقي والديني! لألسرة ودرجة تماسكها! وحالة أفرادها!‬
‫الصحية‪.‬‬
‫‪ ‬عالقة المريض بإفراد األسرة وعالقة المريض بالوالدين واألبناء‬
‫والزوجة‪.‬‬
‫‪ ‬الحالة الصحية للمريض وما ظهر عليه من أمراض وأوجه الرعاية‬
‫الصحية التي يحتاجها‪.‬‬
‫‪ ‬احتياجات المريض المالية واالجتماعية والنفسية ومدى! إشباعها‪.‬‬
‫‪ ‬المشكالت التي نتجت بعد تدهور الوضع المرضي! سواء كانت مادية أو‬
‫نفسية أو اجتماعية أو مشكالت العمل أو مشكالت صحية أو مع الفريق‬
‫الطبي ومدى استعداد المريض للتعاون في مواجهة هذه المشكالت‪.‬‬
‫‪ ‬معلومات عن المؤسسة العالجية ومدى كفاية خدماتها! ومدى إشباعها‬
‫لحاجات العميل‪.‬‬
‫‪ ‬رأي األخصائي االجتماعي بالعميل " مدرك‪ ،‬مثقف ‘ متعلم‪ ،‬سليم‬
‫جسميا‪ ،‬يعاني من إعاقة ما ‪".....‬‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪194‬‬

‫‪ -2‬عملية التشخيص االجتماعي ‪Diagnosis :‬‬


‫يعتبر التشخيص هو الرأي المهني الموجه لعملية العالج ويشتمل! على عدة‬
‫نواحي هامة هي‬
‫‪ -1‬طبيعة المشكلة واألهداف! التي يسعى إليها العميل ‪.‬‬
‫‪ -2‬طبيعة شخصية العميل والقوى المؤثرة في شخصيته‪.‬‬
‫‪ -3‬طبيعة وظروف! وخدمات المؤسسة ونوع المساعدات التي يمكن أن‬
‫نقدمها للعميل ونوع الخدمات الموجودة في الموارد األسرية والبيئية التي‬
‫يمكن أن تستغل لتحسين موقف العميل إلى أقصى! درجة ممكنه‪.‬‬
‫واألخص! !!ائي االجتم! !!اعي الط! !!بي عن! !!دما يم! !!ارس عملية التش! !!خيص البد وان‬
‫يح!!دد العوامل الم!!ؤثرة في الموقف س!!واء ك!!انت عوامل بيئية قد تك!!ون أس!!رية‬
‫أو تتعلق بالعمل أو س!!وء الحالة المادية أو الص !!حية الخ وه !!ذه العوامل البيئية‬
‫كلها أو بعضها لها صلة مباشرة أو غ!ير مباش!رة ب!المريض وقد تك!ون مس!ببة‬
‫لمرضه أو قد يكون بعضها معوقا! للعالج ‪.‬‬

‫وعن ! !!دما يضع األخص ! !!ائي! االجتم ! !!اعي ي ! !!ده عليها ويس ! !!تطيع! تحدي ! !!دها عندئذ‬
‫يتمكن من مواجهتها! وعالجها لص! ! ! ! ! ! ! ! !!الح العميل وص! ! ! ! ! ! ! ! !!الح الخطة العالجية‬
‫ولصالح أسرته والمجتمع ‪.‬‬
‫أما بالنس! ! ! !!بة للعوامل التشخيص! ! ! !!ية الذاتية ‪ :‬فتش! ! ! !!تمل! على عوامل متص! ! ! !!لة‬
‫بالج! ! !!انب الجسـ ــمي للم! ! !!ريض مثل عاه! ! !!ات أو أم! ! !!راض معدية أو مزمنة أو‬
‫مظهر غ!!ير مناسب ك!!الملبس والنظافة أو ض!!عف حاسة أو أك!!ثر من الح!!واس‬
‫وقد تكون تشوهات أو قبح منظر أو فقدان النطق الخ من العوامل الجسمية ‪.‬‬
‫‪195‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫ومن العوامل الذاتية أيضا العوامل المتص! ! ! ! !!لة بالج! ! ! ! !!انب العقلي كانخف! ! ! ! !!اض‬
‫مس! ! !!توى ال! ! !!ذكاء أو ارتفاعه أو الت! ! !!أخر العقلي أو خلل في توظيف! العملي! ! !!ات‬
‫العقلية المختلفة ‪ ..‬الخ‬
‫أما العوامل المتص! ! !!لة بالج! ! !!انب النفسي فقد تك! ! !!ون مترس! ! !!بة من الطفولة أو‬
‫مش! !!اعر س! !!لبية أو مش! !!اعر ب! !!النقص أو أي خلل في ج! !!وانب الوظيفة الحس! !!ية‬
‫‪...‬الخ‬
‫وهن ! !!اك العوامل المتص ! !!لة بالج ! !!انب االجتم ــاعي في الشخص ! !!ية مثل اآلث ! !!ار‬
‫المترتبة على س!وء العالق!!ات واآلث!!ار! المترتبة على تفكك األس!!رة أو انهيارها‬
‫أو سوء الحالة االقتصادية والصحية والبيئة الخارجية‪.‬‬

‫‪ -4‬عملية العالج االجتماعي ‪Social Treatment :‬‬


‫العالج هو العملية الثالثة من عمليات خدمة الفرد وتتكون من مجموعة‬
‫أساليب عالجية تهدف إلى تعديل مناسب لذات العميل وبيئته لتحقيق أفضل‬
‫أداء ممكن لوظيفته االجتماعية أو إلعادة التوازن واالستقرار! النفسي‬
‫واالجتماعي للمريض بما يساعده على الشفاء ويحقق له العيش في امن‬
‫وسعادة وسالم ‪.‬‬
‫ويعتمد! نج! ! ! ! ! !!اح الخطة العالجية على اش! ! ! ! ! !!تراك العميل مع األخص! ! ! ! ! !!ائي!‬
‫االجتم! ! ! !!اعي في وضع الخطة العالجية وع! ! ! !!دم فرض! ! ! !!ها! من األخص! ! ! !!ائي! أو‬
‫المؤسسة على العميل انطالقا! من مب ! ! ! ! !!دأ تحقيق المص ! ! ! ! !!ير كما يعتمد نجاحها‬
‫على مه! ! !!ارة األخص! ! !!ائي! االجتم! ! !!اعي في تك! ! !!وين العالقة المهنية ال! ! !!تي يعتمد‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪196‬‬

‫عليها بالدرجة األولى في عملي! ! ! ! ! ! ! ! !!ات خدمة الف! ! ! ! ! ! ! ! !!رد الثالث ‪ :‬الدراس! ! ! ! ! ! ! ! !!ة‪،‬‬
‫التشخيص‪ ،‬العالج ‪.‬‬
‫أساليب العالج االجتماعي النفسي ‪:‬‬
‫تنقسم أس!!اليب العالج في خدمة الف!!رد إلى قس!!مين رئيس!!ين هي العالج ال!!ذاتي‬
‫والعالج البي!!ئي حيث أن المش!!كلة ال!!تي يع!!اني منها العميل تتبع الج!!انب ال!!ذاتي‬
‫المرتبط بج ! !!وانب شخص ! !!ية العميل الجس ! !!مية والنفس ! !!ية والعقلية واالجتماعية‬
‫باإلض! !!افة إلى الج! !!انب البي! !!ئي المرتبط! بالبيئة ال! !!تي يعيش فيها العميل س! !!واء‬
‫كانت داخلية كاألسرة أو خارجية ككل ما يحيط باألسرة‪.‬‬
‫أوال‪ :‬العالج البيئي ‪ :‬هو الجهود التي يب!ذلها األخص!ائي الط!بي مع الم!ريض‬
‫للت!!أثير في الظ!!روف! البيئية ال!!تي ت!!ؤثر! على الموقف للتخفيف منها أو إزالتها‬
‫وتنقسم إلى قس!!مين ‪ :‬خ!!دمات مباش!!رة وهي ال!!تي تق!!دم للم!!ريض مباش!!رة عن‬
‫طريق اس!!تغالل م!!وارد البيئة والمستش!!فى! وإ مكانية الحص!!ول على مس!!اعدات‬
‫في تحسين سير العالج الطبي ‪.‬‬
‫أما الخ! !!دمات الغ! !!ير مباش! !!رة ال! !!تي يق! !!دمها العالج البي! !!ئي للم! !!ريض فهي تلك‬
‫الجهود التي تس!تهدف! تع!ديل اتجاه!ات األف!راد المحيطين به كاألس!رة وفريق‬
‫العالج والع! ! !!املين ورؤس! ! !!اء العمل وغالبا ما تم! ! !!ارس معهم أس! ! !!اليب العالج‬
‫الذاتي ‪.‬‬
‫العالج الــذاتي ‪ :‬وهو الجه!!!ود الموجهة نحو ذات الم !!ريض لتقوية ذاته ح !!تى‬
‫يستطيع النهوض بمطالب الحياة بعد تمام شفائه ‪.‬‬
‫ويه! ! !!دف العالج ال! ! !!ذاتي إلى مس! ! !!اعدة الم! ! !!ريض على التعب! ! !!ير عن انفعاالته‬
‫الحس ! ! !!ية ومش! ! ! !!اعره الس! ! ! !!لبية ال ! ! !!تي غالبا ما تعطل نج ! ! !!اح الخطة العالجية ‪.‬‬
‫والهدف الثاني للعالج الذاتي هو تغيير اتجاه!ات الم!ريض المض!طربة وال!تي‬
‫‪197‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫قد تك! !!ون لها أث! !!ار س! !!لبية على الم! !!ريض ‪ .‬واله! !!دف الث! !!الث تحس! !!ين وت! !!دعيم‬
‫العالق! !!ات االجتماعية بين الم! !!ريض وأس! !!رته وبينه وبين الع! !!املين بالمؤسسة‬
‫الطبية وال ! ! !!ذين لهم دور كب ! ! !!ير في نج ! ! !!اح العملية العالجية ‪.‬واله ! ! !!دف الرابع‬
‫للعالج االجتم!!اعي ال!!ذاتي للم!!ريض هو تع!!ديل أرائه وأفك!!اره ووجهة نظ!!ره‬
‫الذاتية ومعتقداته الخاطئة وبعض عاداته السلبية ‪.‬‬
‫ل! ! !!ذا تس! ! !!تخدم! مع الم! ! !!ريض المعونة النفس! ! !!ية والتوض! ! !!يح وتبص! ! !!يره وإ قناعه‬
‫بالموقف! العالجي ‪.‬‬
‫‪ -2‬العمل مع أسرة المريض ‪:‬‬
‫ال شك أن العمل مع أس ! ! !!رة الم ! ! !!ريض مكمل للعمل مع الم ! ! !!ريض رش ! ! !!وان "‬
‫‪ " 2007‬وذلك ألن المريض ال يعيش بمع!!زل عنها ولل!!دور! اله!!ام ال!!ذي يمكن‬
‫أن تق!!وم به األس!!رة في معاونة الم!!ريض للتق!!دم في العالج ومواجهة الم!!رض‬
‫‪ ،‬له! !!ذا يجب على األخص! !!ائي في ممارس! !!ته لطريقة خدمة الف! !!رد في المج! !!ال‬
‫الطبي أن يتعامل مع األسرة ويقوم بعدة ادوار منها‪:‬‬
‫‪ -1‬إقناع أسرة المريض بضرورة عالج المريض تحت إشراف طبي ‪.‬‬
‫‪ -2‬شرح إجراءات ووظيفة المستشفى وبيان خدماتها ‪.‬‬
‫‪ -3‬مس!!اعدة األس!!رة في حل مش!!كالتها! المترتبة عن الم!!رض اقتص!!ادية ك!!انت أو‬
‫اجتماعية أو نفسية ‪.‬‬
‫‪ -4‬معاونة األسرة في االستفادة من خدمات المؤسسة ‪.‬‬
‫‪ -5‬العمل على تك! ! !!وين عالقة مهنية تس! ! !!مح باالحتف! ! !!اظ باتج! ! !!اه قب! ! !!ول الم! ! !!ريض‬
‫ومشاعره من جانب األسرة ‪.‬‬
‫‪ -6‬تع!ديل اتجاه!ات األس!رة نحو الم!ريض وت!وعيتهم بوضع الم!ريض وما يعانيه‬
‫من مشكالت وإ شراكهم في الخطة العالجية ‪.‬‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪198‬‬

‫‪ -7‬مس!!اعدة أس!!رة الم!!ريض على التخلص والمواجهة ألس!!باب ومش!!اعر الخ!!وف‬


‫والقلق على المريض والتوتر! نتيجة لمرضه ‪.‬‬
‫‪ -8‬إعطاء الفرصة ألسرة المريض في التعبير عن أفكارها ومشاعرها! ‪.‬‬
‫‪ -9‬االتف ! !!اق مع األس ! !!رة على أس ! !!اليب التعامل الص ! !!حيح مع الم ! !!ريض و تجنب‬
‫التوتر نتيجة لمرضه ‪.‬‬
‫‪ -10‬تش ! ! !!جيع األس ! ! !!رة بعد االتص ! ! !!ال بها لمداومة زي ! ! !!ارة الم ! ! !!ريض لما تحققه من‬
‫سرعة استجابة المريض للعالج ‪.‬‬
‫‪ -11‬عمل مق!!ابالت أس!!ريه جماعية بأسر المرضى لت!!وعيتهم واالتف!!اق على انسب‬
‫أساليب التعاون لمساعدة المرضى ‪.‬‬
‫‪ -12‬العمل على مس !!!اعدة أس !!!رة الم !!!ريض لحل مش! !!كالتها! لتهيئة المن! !!اخ الص! !!الح‬
‫للمريض بعد شفائه ‪.‬‬
‫‪ -13‬تقديم المشورة الالزمة ألسر المرضى! ‪.‬‬
‫‪ -14‬العمل على م! !!ؤازرة األس! !!رة لتخطي الحالة ال! !!تي نتجت عن تن! !!ويم الم! !!ريض‬
‫بالمستش!!!فى! وعمل االتص!!!االت واإلج! !!راءات الالزمة كاإلج !!ازات المرض! !!ية‬
‫وغيرها ‪.‬‬
‫‪ -15‬محاولة إزالة الض! !!غوط! النفس! !!ية ألسر المرضى وش! !!رح طبيعة الم! !!رض لهم‬
‫وأهمية استقرار األسرة الالزم لرفع الروح المعنوية للمريض ‪.‬‬
‫‪ -16‬ال ! !!رد على استفس ! !!اراتهم ح ! !!ول الم ! !!ريض أو حالته أو إج ! !!راءات المستش ! !!فى‬
‫الستمرار أو خروج المريض من المستشفى ‪.‬‬
‫‪ :‬خصائص الممارسة المهنية للخدمة االجتماعية في المجال الطبي‬
‫للممارسة المهنية في المجال الطبي عدة خصائص ذكرها رشوان "‪" 2007‬‬
‫منها ‪:‬‬
‫‪199‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫‪- 1‬تسعى إلى تحقيق أهداف كل من العالج الطبي والعالج االجتماعي والنفسي‬
‫‪.‬‬
‫‪ -2‬تعتبر أداة لتحقيق األهداف الوقائية في السياسة الصحية ألي مجتمع ‪.‬‬
‫‪ -3‬خدمة مؤسسية أي تقدم من خالل المؤسسات! الصحية ولها هياكلها التنظيمية‬
‫‪.‬‬
‫‪ -4‬تتطلب مهارات خاصة لمن يمارسها! من األخصائيين االجتماعيين يتم‬
‫تدريبهم للتعامل مع المرضى وعالجهم بطرق! فنية تراعى االعتبارات‬
‫الخاصة لكل مريض ‪.‬‬
‫‪-5‬لها البناء العلمي والمعرفي الذي يميزها ولها أساليب عالجية وبرامج تدخل‬
‫مهني وفق كل حالة من حاالت المرضى ‪.‬‬
‫‪-6‬تعتمد على المقاييس العلمية التي صممت خصيصا! للتعامل مع اإلمراض‪.‬‬
‫‪-7‬تعتمد على استخدام األساليب و المعطيات التكنولوجية في أساليب تسجيلها‪.‬‬
‫‪-8‬تعتمد على أسس علمية هامة منها ‪:‬‬
‫‪ -1‬العالقة المهنية المناسبة لكل مريض‪ ،‬حيث يختلف مريض الكلى‬
‫بطبيعة مرضه المزمن عن أي مريض آخر فالبد من تكوين عالقة‬
‫أساسها االحترام وتبادل الثقة ‪..‬‬
‫‪ -2‬المقابالت المهنية تتم وفق! شروط وإ جراءات علمية ‪.‬‬
‫‪ -3‬تتسم بالمرونة حسب المواقف! التي يتعامل معها األخصائي مع‬
‫المرضى بأنواعهم ‪.‬‬
‫‪ -4‬خدمات تقدم وال تخضع لحرفية قوالب روتينية ‪.‬‬
‫‪-9‬لها قيم عامة وأداء مهني يميزها وأهمها ‪:‬‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪200‬‬

‫‪ -1‬المريض ليس عاجزا ولكنه قادرا! بشكل واضح وله مجموعة من‬
‫القدرات الخاصة في جوانب شخصيته ‪.‬‬
‫‪ -2‬إنسانية المرضى! كأفراد لهم كل مقومات اإلنسان الطبيعي ‪.‬‬
‫‪ -3‬اإلصابة بالمرض ليس سببا الستدرار! العطف ‪.‬‬
‫‪ -4‬رعاية المرضى ليست منحة ولكنها حق أساسي له ‪.‬‬
‫‪-10‬أنش ! !!طة الخدمة االجتماعية الطبية هي غالبا ض ! !!من فريق! العمل ال ! !!ذي يجمع‬
‫األطباء والهيئات المساعدة في المؤسسة الصحية ‪.‬‬
‫‪ -11‬أنشطتها متنوعة وتصاغ! لتناسب نوعية المرضى! ‪.‬‬
‫تق! ! !!وم الخدمة االجتماعية الطبية بمس! ! !!اعدة الم! ! !!ريض على اكتس! ! !!اب مه! ! !!ارات‬ ‫‪-12‬‬
‫سلوكية تجعله أكثر اعتمادا على نفسه ‪.‬‬
‫‪-13‬تساعد على تنمية إدراك المريض لمشكالته ‪.‬‬
‫‪-14‬تس !!هم في التخفيف من الش !!عور ب !!االبتالء واالختالف عن طريق! اقتناعه ب !!ان‬
‫هناك كثيرون مثله ‪.‬‬
‫‪-15‬ت! !!دعم التش! !!جيع االفص!!!احي للم! !!ريض فال يش!!!عر ب! !!الحرج عن اإلفص !!اح عما‬
‫بداخله من مشاعر وأحاسيس! سلبية ‪.‬‬
‫‪-16‬تس! ! ! !!اعد الم! ! ! !!ريض على المقاومة االنفعالية وتع! ! ! !!الج س! ! ! !!لبيته وتش! ! ! !!جعه على‬
‫االيجابية من خالل أساليب العالج الفردي ‪.‬‬
‫‪-17‬تسهم في التفريغ الجمعي وبناء العالقات مع اآلخرين ‪.‬‬
‫‪-18‬ته!!دف إلى التكيف االجتم!!اعي وذلك بمس!!اعدة الم!!ريض على اكتس!!اب ادوار‬
‫وقيم جديدة والتنازل في سماحة ويسر عن بعض األدوار! والقيم ‪.‬‬
‫‪--19‬تسعى إلى إيجاد االستقرار! الجديد للمريض بعد الشفاء‪.‬‬
‫‪201‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪202‬‬

‫المشكالت الناتجة عن الفشل الكلوي‪:‬‬


‫يمكن تحديد المشكالت الناتجة عن الفشل الكلوي بالنسبة للفرد واألسرة‬
‫والمجتمع "ابو المعاطي "‪. " 2005‬‬
‫‪-1‬يعتبر الفشل الكلوي من أكثر األمراض تكلفة في العالج مدى الحياة‪ ،‬مما‬
‫يسبب ضغوطا اجتماعية ونفسية شديدة على المريض وأسرته ‪ ،‬ويمثل عبئا‬
‫ثقيال على المجتمع الذي يعيش به المريض ‪.‬‬
‫‪-2‬كما ينعكس المرض على أداء األفراد! ألدوارهم في المجتمع ويؤثر! سلبا على‬
‫القدرة اإلنتاجية مقارنة بالفرد السليم ‪.‬‬
‫‪-3‬ينتاب المريض الخوف والقلق على أسرته وعمله ألنه غالبا ما يكون غير‬
‫قادر على االستمرار! في نفس نوع العمل ‪.‬‬
‫‪-4‬إن لهذا المرض تأثيره السلبي على أسرة المريض ‪ ،‬حيث يعتبر وجود!‬
‫مريض فشل كلوي داخل األسرة حقيقة مؤلمة ‪.‬‬
‫‪-5‬يحتاج المريض إلى غسيل كليتيه أسبوعيا كي يواصل الحياة وهذا يترتب‬
‫عليه مشكالت اقتصادية خطيرة من شأنها أن تغير مجرى حياة أي أسرة ‪.‬‬
‫‪-6‬يحتاج المريض إلى رعاية األسرة والدعم المادي والنفسي واالجتماعي!‬
‫حيث يزداد اتكال معظم المرضى! واعتمادهم على اآلخرين مما يزيد‬
‫مخاوف المريض المرتبطة بعالقته مع أسرته ومدى استجابتهم! لمشاعره‬
‫بايجابية ‪.‬‬
‫‪ -7‬أن للمرض أثاره من الناحية النفسية حيث يصبح المريض في حالة من‬
‫فقدان القدرة على التخطيط للحياة اليومية وعدم التوافق! النفسي واالجتماعي!‬
‫مع المرض ومع الظروف! االجتماعية المحيطة به ‪.‬‬
‫‪203‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫‪ -8‬إن نوعية الحياة التعويضية للمريض تسبب له أمراضا! نفسية ومشكالت‬


‫اجتماعية تؤثر على تكيفه مع نفسه وأسرته ومع مجتمعه وتنعكس سلبياً‬
‫على سلوكياته مع اآلخرين ‪.‬‬
‫‪ -9‬معاناة مرضى الفشل الكلوي من عدم التوافق! الشخصي مع المرض ومع‬
‫النفس وعدم التوافق! االجتماعي مع األسرة واألصدقاء والعمل ‪.‬‬
‫في هذه الحاالت يؤكد أبو المعاطي " ‪ " 2005‬أن تكون اإلناث اقل توافقا‬
‫من الذكور مع المرض والظروف البيئية ‪ ،‬كما ان غير المتعلمين اقل‬
‫توافقا من المتعلمين ‪ ،‬مع وجود ارتباط! موجب منخفض بين سرعة النمو‬
‫الجسمي والتكيف السلوكي! لدى الطفل المريض بالفشل الكلوي ‪.‬‬
‫وقد اتضح لنا من خالل العمل مع مرضى الفشل الكلوي المزمن ان له‬
‫تأثيرات على الرجال والنساء واألطفال نستعرض منها ‪:‬‬
‫بالنسبة للرجال ‪ :‬تبدأ المشاكل مع العمل حيث ال يتقبل المسئولين غياب‬
‫المريض ثالث مرات أسبوعيا مما يتسبب مستقبال بفصله عن عمله او‬
‫تقاعده المبكر ‪ ،‬وبالتالي يقل دخله او ينعدم مما يؤثر! على تلبيته الحتياجات‬
‫األسرة ومتطلبات! الحياة ‪ ،‬وقد! يمتد األمر إلى الزوجة ورغبتها باالنفصال‬
‫و إهمال األوالد له حيث يعتبرون المريض غير نافع وهو عاله على أسرته‬
‫‪.‬‬
‫هنا يتدهور! وضع المريض النفسي لشعوره بالعجز وعدم القدرة على القيام‬
‫بواجباته كرب أسرة مسئول وتزيد هذه األمور! من مشاكل المريض الحياتية‬
‫والنفسية وتدهور وضعه الصحي ‪.‬‬

‫بالنسبة للسيدات ‪ :‬فعندما! تصاب الفتاة أو السيدة بالفشل الكلوي ال شك أن‬


‫قدرتها على القيام بواجباتها ومسئولياتها! تتأثر سواء في منزلها وبواجباتها‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪204‬‬

‫تجاه زوجها وأوالدها! ‪ ،‬فقد يتحمل الزوج لفترة ولكن من الواضح ومن‬
‫خالل مقابلة المريضات وجدنا! أن المشاكل األسرية وتعدد الزوجات‬
‫واإلهمال والهجر من األمور! التي تواجهها! السيدات المصابات بالفشل ‪،‬‬
‫وبالتالي ينتج عن هذه المشاكل إهمال المريضة وتدهور! الوضع‬
‫االقتصادي! وازدياد! مشاكلها المادية سواء داخل المنزل من مسئوليات‬
‫األبناء واإليجار! وغيره ‪ ،‬أو في توفير! احتياجاتها الطبية وقد يصل األمر‬
‫إلى عدم قدرة المريضة لاللتزام بدوام الغسيل لعدم توفر أجرة المواصالت‬
‫او عدم القدرة على توفير ثمن العالج ‪.‬‬
‫بالنسبة لألطفال ‪ :‬من المعروف! أن من وظائف! الكليتين إنتاج هرمونات‬
‫النمو و أن اإلصابة بالفشل الكلوي قبل سن البلوغ يؤدي! إلى توقف! نمو‬
‫الفرد إذا لم تتوفر له كليه بالوقت المناسب ‪ ،‬بالتالي عندما يكبر الفتى أو‬
‫الفتاه ويجدوا! أنفسهم مختلفين عن إقرانهم في المدارس او الجامعات او‬
‫المجتمع فان هذا سيؤثر! على حياتهم ومستقبلهم ومسيرتهم! العلمية والحياتية‬
‫وعالقاتهم المجتمعية ‪.‬‬
‫هذه األمور جميعها تؤثر سلبا على حياة مرضى الفشل الكلوي المزمن‪،‬‬
‫والبد عند ظهور أي من هذه المشاكل االجتماعية ان يكون لألخصائي‬
‫االجتماعي تدخل مهني وسرعه في إيجاد الحل المناسب للمريض كي ال‬
‫يؤثر ذلك سلبا على وضعه الصحي ‪.‬‬

‫ومن اآلثار االجتماعية التالية التي ذكرها غباري ‪ " 2003" ،‬تؤكد ما‬
‫سبق أن ذكرناه في تجربة شخصية مع مرضى الفشل الكلوي بمركز! الكلى‬
‫‪:‬‬
‫‪ -1‬فشل المريض في أداء أدواره ووظائفه االجتماعية‪.‬‬
‫‪205‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫‪ -2‬ضعف أو تمزق شبكة العالقات االجتماعية‪.‬‬


‫‪ -3‬توتر العالقات األسرية وانهيارها عندما تتهرب األسرة من التبرع‬
‫بالكلى‪.‬‬
‫‪ -4‬كثرة التغيب عن العمل او فقده وما يترتب من عجز مادي وعجز‬
‫األداء االجتماعي ‪.‬‬
‫‪ -5‬عدم القدرة الجسمية وانعكاسها على البيت والمدرسة والعمل ‪.‬‬
‫‪ -6‬التفكك واالضطراب األسري! وضعف تماسكها! واتزانها بسبب عدم‬
‫قدرة المريض على أداء واجباته الأسرية ‪.‬‬
‫‪ -7‬عجز األم المريضة واألب المريض عن رعاية األبناء وتنشئتهم!‬
‫التنشئة االجتماعية السليمة ‪.‬‬
‫‪ -8‬إهمال األبناء وعدم القدرة على توجيههم! قد يدفعهم إلى البحث عن‬
‫مصادر ينالون منها االهتمام وغالبا ما تكون منحرفة ‪.‬‬
‫‪ -9‬عدم القدرة على إشباع حاجات األسرة ‪.‬‬
‫إهمال المريض النظام الغذائي كرد فعل عاطفي بظروف!‬ ‫‪-10‬‬
‫المرض والعالج أحياناً‪.‬‬
‫انهيار الأسرة إذا طال المرض أو طالت مدة العالج أحياناً‪،‬‬ ‫‪-11‬‬
‫عندما يطلب احد الزوجين الطالق ‪.‬‬
‫شعور المريض بالوحدة والفراغ والملل وقد! يصل إلى الشعور‬ ‫‪-12‬‬
‫باليأس من الحياة أحياناً‪.‬‬
‫أما اآلثار النفسية للمرض كما وضحها " غباري ‪." 2003‬‬
‫‪ -1‬مشاعر الخوف من المرض ومن فقدان الصحة ومن فقد األقارب واألصدقاء‬
‫‪.‬‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪206‬‬

‫‪ -2‬مشاعر التوتر! والقلق واألرق! لكثرة مخاوفه وتوقعه للخطر ‪.‬‬


‫‪ -3‬مشاعر األسى والغثيان والشعور بالدوخة ‪.‬‬
‫‪ -4‬مشاعر عدم االنتماء بعد ضعف العالقات أو تفكك األسرة‪.‬‬
‫‪ -5‬مشاعر الكآبة أو االكتئاب كرد فعل عكسي من فقدان المرض لنشاطه‬
‫واستقالله ‪.‬‬
‫‪ -6‬الشعور بالقيء والحزن الشديد وفقد الرغبة الجنسية ‪.‬‬
‫‪ -7‬سهولة اإلثارة وسرعة الغضب واالنفعال‪.‬‬
‫‪ -8‬ضعف الثقة بالنفس وافتقاد االستقاللية ‪.‬‬
‫‪ -9‬الشعور العدواني! نحو الذات والشعور! باليأس من الشفاء ومن الحياة‪.‬‬
‫‪-10‬الشعور بالسخط! والغضب والعدوان وقد يوجه للفريق المعالج‪.‬‬
‫‪ -11‬عدم القدرة على التكيف النفسي واالجتماعي! ‪.‬‬
‫دور الخدمة االجتماعية مع مرضى الفشل الكلوي ‪:‬‬
‫تهدف الخدمة االجتماعية الطبية إلى رعاية المرضى ومساعدتهم! لالستفادة‬
‫من الخدمات العالجية الطبية لذا تعمل على محاولة إزالة العقبات‬
‫والمعوقات! والصعوبات! التي قد تعوق! رعايته صحيا وعالجيا ووقائيا ‪،‬‬
‫وتحرص الخدمة االجتماعية على أن تكون خدماتها على درجة من الكفاءة‬
‫والتكامل باستخدامها! طرق الخدمة مع الفرد والجماعة والمجتمع ومحاولة‬
‫تهيئة الظروف! االجتماعية الصالحة للمريض حتى يستطيع! استعادة تكيفه‬
‫االجتماعي والنفسي وبذلك نساعدهم على تحقيق أفضل أداء اجتماعي ممكن‬
‫‪.‬‬
‫‪207‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫هنا يلزم األخصائي! االجتماعي إقبال " ‪ " 2000‬للعمل مع الحاالت التي‬
‫تتطلب عملية التنقية الدموية للكليتين ومع برامج زراعة الكلى أن يأخذ‬
‫باالعتبار‪:‬‬
‫‪ -‬قضايا نفقات هذا العالج الذي قد يتحملها العميل وأسرته وتأثير! ذلك من‬
‫الناحية العاطفية والمالية‪.‬‬
‫‪-‬التغير في نمط حياة األسرة وتغير األدوار! المعتادة فقد يفقد العميل عمله أو‬
‫تتغير مكانته الوظيفية‪.‬‬
‫‪ -‬على األخصائي االجتماعي العمل مع العميل وأسرته ‪ ،‬و مساعدة المريض‬
‫وأسرته على الحياة بشكل مريح وبصورة منتجة بقدر اإلمكان وان يوفر!‬
‫حاجاتهم وان يعمل لمساعدتهم على إعادة تحديد أدوارهم! ‪.‬‬
‫‪ -‬مساعدة المريض في التعبير عن حزنه وغضبه من المرض‪.‬‬
‫‪ -‬مساعدة المريض في تقبل مرضه والعمل على تكيفه مع الوضع الصحي‬
‫الجديد‪.‬‬
‫‪ -‬تبصير المريض بالمرض وأهمية االلتزام بعملية التنقية الدموية للحفاظ على‬
‫وضعه الصحي ‪.‬‬
‫‪ -‬تبصير المريض المصاب حديثا بالفشل الكلوي بطرق العالج " البروتنية‬
‫والدموية والزراعة " وشرح ايجابيات وسلبيات كل طريقه وتقديم النصح‬
‫بأيهم أفضل لوضعه الصحي والعمري! واخذ رأي الطبيب بذلك ‪.‬‬
‫‪ -‬توعية المريض بنوعية الغذاء المسموح والممنوع! منها والسوائل! والكميات‬
‫الالزم التقيد بها والمحافظة على الوزن ‪.‬‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪208‬‬

‫‪ -‬دور األخصائي االجتماعي مع الفريق العالجي حيث يعمل على توضيح مدى‬
‫قبول العميل وأسرته للمرض وتفسير سلوكهم! الغير متعاون والذي يكون في‬
‫الحقيقة تعبيرا عن االكتئاب ‪.‬‬
‫‪ -‬مساعدة المريض في توفير مكان للتنقية الدموية " خيري! " اذا لم يتوفر له ذلك‬
‫بالمجان ‪.‬‬
‫‪ -‬مساعدة المريض في حل مشاكله التي تؤثر! على حياته االجتماعية والعملية ‪.‬‬
‫‪ -‬توفير! احتياجات المريض الضرورية قدر المستطاع من المؤسسات! الخيرية ‪.‬‬
‫‪ -‬توجيه المريض إلى المؤسسات! الحكومية لالستفادة من الخدمات التي تقدمها‬
‫لمرضى الفشل الكلوي ‪.‬‬
‫‪ -‬المساعدة في إصدار بطاقات تعريفيه لجميع مرضى! الكلى السعودية والغير!‬
‫سعوديين من المركز السعودي لزراعة األعضاء‪.‬‬
‫‪ -‬توفير! األدوية واألجهزة الطبية الغير متوفرة بالمؤسسة الحكومية من أهل‬
‫الخير والجمعيات الخيرية‪.‬‬
‫أما بالنسبة لدوره في الزراعة فعلى األخصائي االجتماعي‪:‬‬
‫‪ -‬العمل على إيجاد من سيتبرع! وسيهب الكلى لمريض الفشل الكلوي وعليه أن‬
‫يسأل أفراد األسرة إذا كانوا على استعداد للتبرع ‪.‬‬
‫‪ -‬أن يوضح للمريض أهمية زرع الكلية له وما يتوجب عليه تجاه ذلك من اهتمام‬
‫بالعالج ومتابعة إرشادات الطبيب ‪.‬‬
‫‪ -‬أن يوضح للمتبرع من األهل أهمية التبرع وانه عمل أنساني نبيل وله األجر‬
‫من عند اهلل‬
‫‪ -‬يشرح اإلجراءات الطبية المطلوبة لسالمته وما يتوجب عليه بعد التبرع من‬
‫اهتمام بصحته وإ جراء ما يلزم من تحاليل دورية لالطمئنان على صحته ‪.‬‬
‫‪209‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫‪ -‬على األخصائي االجتماعي أن يتأكد من سن المتبرع بأنه فوق السن القانوني‬


‫وانه موافق بقناعة وراضي! و بإرادته بعيد عن أي ضغوط! خارجية‪ ،‬وانه‬
‫مدرك لمعنى التبرع وقادر! عقليا على اتخاذ القرار ‪.‬‬
‫‪ -‬التأكد من القرابة بأوراق رسمية لتفادي حدوث عملية بيع اعضاء‪.‬‬
‫‪ -‬التأكد من وعي وإ دراك! المريض وانه على مقدرة تامة للمحافظة على‬
‫العضو المزروع ومتابعة الطبيب بشكل مستمر! وااللتزام بالعالج المقرر له‬
‫وأهمية التأكد من إمكانية توفير! العالج ‪.‬‬
‫‪ -‬أخيرا يقوم األخصائي االجتماعي والفريق! الطبي سويا بتوضيح إجراءات‬
‫الجراحة واحتماالت الفشل أو النجاح ومساعدتهم! على التوافق مع مرحلة‬
‫إجراء الجراحة ومع مأساتهما! العاطفية كيفما كانت نتيجة الجراحة وان كل‬
‫عمل بإذن اهلل ومشيئته ‪.‬‬
‫‪ -‬االهم في عملية التبرع أن يقوم األخصائي! االجتماعي بعد استالم التحويل‬
‫من الطبيب لدراسة الحالة بمقابلة المريض على حده ومن ثم المتبرع لتكون‬
‫لديه حرية في إلقاء األسئلة ودقة في المالحظة ومصداقية في إجابة المتبرع‬
‫وعدم إحراجه أمام احد أقربائه مما يؤدي! إلى إجابات قد لا تكون صحيحة‬
‫وفي النهاية تكون المسئولية على األخصائي االجتماعي ‪.‬‬
‫وقد وضح أبو المعاطي! " ‪ " 2005‬دور الخدمة االجتماعية مع مرضى!‬
‫الفشل الكلوي بأنها تتضمن الدور الهام لمساعدة العميل على التوافق!‬
‫الشخصي واالجتماعي! مع نفسه والبيئة‪.‬‬
‫وركز على استخدام! احد االتجاهات الحديثة للممارسة المهنية للخدمة‬
‫االجتماعية وهو نظرية او مدخل األزمة ويتضمن ‪:‬‬
‫‪-1‬التقدير‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪210‬‬

‫‪-2‬التدخل العالجي ‪.‬‬


‫العملية األولى ‪ :‬عملية التقدير‬
‫يهدف التقدير في مدخل األزمة إلى التعرف على األدلة التي توضح قدرة‬
‫الشخص الذي يمر بموقف! األزمة على أداء وظائفه العادية في الحياة ‪.‬‬
‫لذا يهتم التقدير بالتعرف! على األحداث التي قادت إلى الموقف! ( الفشل‬
‫الكلوي ) وردود! فعله من اجل تقدير موقف األزمة ووضع خطة التدخل‬
‫العالجي المناسبة‪.‬‬
‫والتقدير هي بديل لعمليتي الدراسة والتشخيص في االتجاه التقليدي ‪.‬‬
‫وتتضمن عملية التقدير الخطوات التالية ‪:‬‬
‫الخطوة األولى ‪ :‬التعرف! على المظاهر الفردية لألزمة عند المريض ‪:‬‬
‫أي من الضروري فهم استجاباته العاطفية والجسدية والمعرفية والسلوكية‬
‫لألحداث الضاغطة وما يواجهه من توتر وقلق! وضياع ووجود تهديد فعلي‬
‫للذات والعالقات االجتماعية والفشل في مواجهة تحديات الحياة باإلضافة‬
‫إلى مشاعر الخوف والغضب والحرج والخجل والقلق وتأثير! ذلك على‬
‫اإلدراك والتفكير حيث يجد العميل صعوبة في التحكم في األمور وعدم‬
‫القدرة على اتخاذ القرارات وحل المشكالت كما يظهر للمريض سلوكيات‬
‫غير مألوفة وسلبيه‪.‬‬
‫الخطوة الثانية ‪ :‬تحديد مرحلة األزمة وحدتها ‪:‬‬
‫حدد كابالن ‪ G. Caplan‬المراحل التي تمر بها األزمة في أربعة مراحل‪:‬‬
‫‪ -1‬يقع حادث صادم بسبب ارتفاع أولي في مستوى! القلق ‪.‬‬
‫‪ -2‬إذا فشلت قدرات المريض العادية في حل المشكلة فان إمكانية حدوث األزمة‬
‫تزداد ‪.‬‬
‫‪211‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫‪ -3‬يزداد ارتفاع مستوى القلق وإ ذا فشل في مواجهته ينتقل إلى المرحلة الرابعة‪.‬‬
‫‪ -4‬حالة األزمة النشطة ‪.‬‬
‫الخطوة الثالثة ‪ :‬تحديد األصول التي تنبع منها األزمة وتطورها! وتتدرج‬
‫األصول التي تنبع منها األزمة في ثالث هي ‪:‬‬
‫‪-1‬أصول موقفية أو غير متوقعة سواء كانت مادية او شخصية او اجتماعية‪.‬‬
‫‪ -2‬أصول تقود إلى المراحل االنتقالية أو المتوقعة ‪.‬‬
‫الخطوة الرابعة ‪ :‬تقدير فعالية جهود المريض للتصدي! لألزمة ‪.‬‬
‫من الضروري! التعرف على الجهود التي بذلها المريض للتصدي لألزمة‬
‫وما أسفرت عنه هذه الجهود حتى يمكن مساعدة العميل ( مريض الفشل‬
‫الكلوي ) للعودة الى حالته السابقة لحدوث األزمة ‪.‬‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪212‬‬

‫الخطوة الخامسة ‪ :‬التعرف! على كيفية استجابة المريض لألحداث الضاغطة‬


‫من الضروري! التعرف على العوامل الموقفية واإلنمائية والثقافية‬
‫واالجتماعية التي أدت لألزمة وماهي الدرجة التي وصلت إليها واألخطار‬
‫التي يتعرض لها العميل من ذلك الحدث الضاغط ومدى! قدرته على التكيف‬
‫‪.‬‬
‫الخطوة السادسة ‪ :‬مساعدة المريض على كيفية اتخاذ القرار المناسب‬
‫تعتبر هذه الخطوة من الخطوات الجوهرية في عملية التقدير ألنها ستساعد‬
‫المريض على التحكم في سلوكه المضطرب وأفكاره ومشاعره المشوشة ‪،‬‬
‫ويتم مساعدة المريض على اتخاذ القرار المناسب من خالل ‪:‬‬
‫‪-‬تحديد او تعريف المشكلة ‪.‬‬
‫‪-‬تقدير معنى المشكلة او كيفية السيطرة عليها ‪.‬‬
‫‪-‬اتخاذ قرار! حول الخطط البديلة لمواجهة المشكلة ‪.‬‬
‫‪-‬وضع الحلول في خطة واضحة المعالم ‪.‬‬
‫الخطوة السابعة‪ :‬تحديد المهام المطلوبة لتحقيق حل ايجابي لألزمة ‪:‬‬
‫ويتطلب ذلك قيام المعالج بالحصول! على المعارف التي تمكنه من مساعدة‬
‫المريض على تحقيق النمو وتجنب النتائج السلبية لألزمة او التعرف على‬
‫المهام المطلوبة لتحقيق مواجهة ايجابية لألزمة ‪.‬‬
‫‪213‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫العملية الثانية ‪ :‬عملية التدخل العالجي‬


‫يعتمد نموذج التدخل في األزمات مع مرضى! الفشل الكلوي ماهر "‪"2005‬‬
‫على بعض األساليب العالجية التي أشار إليها " كيرن هوجن " ‪" 1994‬‬
‫المجموعة األولى ‪ :‬أساليب التخفيف من حدة الضغوط االنفعالية‬
‫تستهدف الضغوط! الواقعة على المريض كالقلق والخوف! والتي تعوقه عن‬
‫التفكير واإلدراك! السليم واتخاذ القرارات السليمة ومنها ‪:‬‬
‫أ‪-‬اإلفراغ! االنفعالي‪ :‬لخفض حدة اإلحساس بالقلق والذنب والخوف والتي‬
‫يخشى التعبير عنها ‪.‬‬
‫ب‪ -‬االتصال الفعال ‪:‬الذي يساعد على اإلحساس بأهميته وأحقيته في‬
‫المساعدة‬
‫ج‪-‬االسترخاء ‪ :‬بغرض تحويل الطاقة النابعة من األزمة إلى نشاط بناء‬
‫مثل األنشطة الرياضية ‪....‬الخ ‪.‬‬
‫د‪-‬كبح القلق ‪ :‬عن طريق! استثمار النجاح في احد الجوانب وإ برازه‬
‫للمريض بغرض تخفيف حدة القلق ومشاعر اليأس ‪.‬‬
‫هـ‪-‬التأكيد ‪ :‬بإعطاء األمل للمريض دون إنكار خطورة الموقف! او الجهد‬
‫المطلوب في مواجهة األزمة ‪.‬‬
‫المجموعة الثانية ‪ :‬أساليب تدعيم الذات في مواجهة األزمة ‪.‬‬
‫وهي أساليب تتعامل مع إدراك ومعارف المريض وتدعيم ذاته في مواجهة‬
‫أزماته ومن أهم هذه األساليب ما يلي ‪:‬‬
‫أ‪-‬فهم األزمة بأبعادها المختلفة مبرزا دور شخصية المريض في إحداث‬
‫األزمة ‪.‬‬
‫ب‪ -‬تقبل الواقع وعدم إلقاء تبعة األزمة على اآلخرين ‪.‬‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪214‬‬

‫ج‪-‬التوجيه للتوقعات المستقبلية ‪.‬‬


‫د‪-‬اختيار الحل المناسب ‪.‬‬
‫و‪-‬أساليب التأثير المباشر! كاإليحاء والنصح والضغط ‪.‬‬
‫ز‪-‬االنفتاح على المحيط االجتماعي ‪.‬‬
‫المجموعة الثالثة ‪ :‬أساليب استثمار إمكانيات البيئة ‪:‬‬
‫تتطلب مواجهة األزمة استثمار! اإلمكانيات البيئية المتاحة في األسر‬
‫واألصدقاء! والمتطوعين وإ مكانيات المؤسسات! لما يمر به مريض الفشل‬
‫الكلوي من أزمة تحتاج إلى عدة أساليب وجهود لمواجهتها! ‪ ،‬حيث يحتاج‬
‫المريض في هذه االزمة إلى أساليب تخفف الضغوط! االنفعالية الواقعة عليه‬
‫وتدعم ذاته ‪ ،‬وتستثمر إمكانيات البيئة وطرق! كل األبواب التي من شأنها‬
‫المساهمة في مواجهة األزمة ‪.‬‬
‫وهدف العمل مع مرضى! الفشل الكلوي يتضمن ‪:‬‬
‫مواجهة العوامل االجتماعية المؤثرة في المرضى! او المعطلة للعالج والتي‬
‫تحدث انتكاسة ‪.‬‬
‫ودور الخدمة االجتماعية رئيسيا! مع مرضى الفشل الكلوي من خالل فهم‬
‫ودراسة شخصية المريض وأسرته وعمله وذلك للعمل مع المرضى!‬
‫ومساعدتهم على التوافق! مع الحالة المرضية ‪..‬‬
‫‪ -‬يهتم األخصائي االجتماعي بعمله أوال مع المريض لمساعدته في التغلب‬
‫على المشاعر السلبية واإلعداد لتحول اإلنسان من شخص سليم إلى كونه‬
‫مريضا ‪.‬‬
‫‪215‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫وإ ذا لم يتمكن األخصائي االجتماعي من تحقيق هذا اإلعداد قبل البدء في‬
‫برنامج الغسيل الكلوي فان المريض تزيد مخاوفه وقد يرفض العالج في‬
‫بعض األحيان ‪.‬‬
‫‪ -‬على األخصائي االجتماعي أن يهتم بتهيئة أسرة المريض للتعامل مع‬
‫المريض من ناحية ومرضه من ناحية أخرى وذلك بمساعدتها على‬
‫معرفة وضع المريض ومستقبل حالته والمشكالت المترتبة على وجود‬
‫المرض‪ .‬خاصة وان أسرة المريض تعاني من عدم االستقرار واألمن‪.‬‬
‫‪ -‬أن يهتم األخصائي! االجتماعي بالعمل مع فريق! العالج بالمستشفى الذي‬
‫يقدم خدماته لمريض الفشل الكلوي ليتكامل دوره المهني لتحقيق الرعاية‬
‫المتكاملة ‪.‬‬
‫سمات األخصائي االجتماعي الطبي مع المرضى المزمنين ‪:‬‬
‫رغم تشابه ادوار األخصائيين االجتماعيين الطبيين إال أن العمل مع‬
‫المرضى بأمراض مزمنة يكون مختلف بعض الشيء من ناحية المهارات‬
‫و العالقة المهنية التي تستمر! على مدى سنوات طويلة عكس بقية األقسام لذا‬
‫كان هناك ضرورة ألن تبنى هذه العالقة على أسس سليمة ومهارات‬
‫لضمان نجاح عمل األخصائي! ‪.‬‬
‫فمن المهارات الضرورية" ‪ " 2003‬التي يجب توافرها في األخصائي!‬
‫االجتماعي الطبي ما يلي ‪:‬‬
‫‪ ‬مهارة فهم شخصيات المرضى! وطريقه التعامل معهم ‪.‬‬
‫‪ ‬مهارة في حب المرضى! وتقبلهم ‪ ،‬وحب العمل على مساعدتهم ‪.‬‬
‫‪ ‬مهارة في المالحظة ‪.‬‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪216‬‬

‫‪ ‬مهارة الصبر والتحكم! في المشاعر ومهارة تقدير مشاعر المرضى‬


‫وأسرهم‬
‫‪ ‬مهارة في تكوين العالقة المهنية التي تعتبر أساس العمل مع المرضى‬
‫بأمراض مزمنة وتطبيق! األساليب المهنية ‪.‬‬
‫‪ ‬مهارة في عمليات دراسة الحالة والتشخيص( التقدير ) والعالج األمثل‬
‫‪.‬‬
‫‪ ‬جميع هذه المهارات يجب توافرها في األخصائي! االجتماعي الطبي أو‬
‫على األقل معظمها! ‪ ،‬فمهنة األخصائي االجتماعي الطبي ليست سهله‬
‫ولكنها من اشق المهن وأصعبها ولكن معظم هذه المهارات ممكن‬
‫اكتسابها والتدريب! عليها وبعدها تصبح المهنة سهلة ميسره ‪.‬‬
‫وهناك صفات ضرورية لألخصائي االجتماعي الطبي مع مرضى! الفشل‬
‫الكلوي تتفق في التشابه مع األخصائيين االجتماعيين‪:‬‬
‫كصفات المظهر والشخصية والبشاشة والتعقل والنضج واالتزان والخوف‬
‫من اهلل في كل تصرفاته ملتزما بمبادئ دينه وقيمه وان تكون الحالة الصحية‬
‫جيده ويتصف! بكريم الخلق والسمعة الطبية ‪.‬‬
‫الصفات العقلية ‪:‬‬
‫لماحا ذكياً ‪.‬‬
‫ً‬ ‫‪ ‬أن يكون األخصائي االجتماعي‬
‫‪ ‬أن يكون قادراً على التعبير السليم والقدرة على اإلقناع ‪.‬‬
‫‪ ‬أن يكون سريع البديهة قوي! المالحظة ‪.‬‬
‫‪ ‬لديه إدراك عقلي وتفكير سليم وتجاوب! مع العمالء ‪.‬‬
‫واثقا من نفسه واسع االطالع ‪.‬‬
‫‪ ‬أن يكون يقظاً ً‬

‫الصفات النفسية ‪:‬‬


‫‪217‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫‪ ‬أن يكون متزناً ال يتسرع في انفعاالته وإ صدار! األحكام ‪.‬‬


‫‪ ‬أن يكون محباً للناس ولديه رغبه صادقة في مساعدتهم ‪.‬‬
‫‪ ‬أن يتصف! بالتضحية والعطاء وإ نكار الذات ‪.‬‬
‫‪ ‬أن يكون خالياً من العقد النفسية واالضطرابات ‪.‬‬
‫‪ ‬أن يكون خالياً من األحقاد والصراعات الهدامة ومحبا لعمله ووطنه ‪.‬‬
‫الصفات االجتماعية ‪:‬‬
‫‪ ‬أن يكون قادراً! على تكوين عالقات قوية قائمة على الثقة واالحترام‪.‬‬
‫‪ ‬أن يكون متعاوناً مع اآلخرين ‪ ،‬صادقاً! بتقديم خدمات العمالء ‪.‬‬
‫‪ ‬أن يكون مسايراً لالتجاهات البناءة وفاهماً ما حوله من تطورات‬
‫وتغيرات اجتماعية‬
‫‪ ‬أن يكون متفهماً لمشاكل وتقاليد وعادات مجتمعه ‪.‬‬
‫‪ ‬أن يكون محباً لعمله ودينه ووطنه متمسكاً لتعاليمه ‪.‬‬
‫‪ ‬أن يكون صاحب شخصية اجتماعية وعالقات جيدة سواء داخل‬
‫المؤسسة أو خارجها! ‪.‬‬
‫‪ ‬أن يكون مرناً في التعامل مع اآلخرين ليكسب تقبل الطرف! اآلخر ‪.‬‬
‫الصفات المهنية ‪:‬‬
‫إعدادا مهنياً ونظرياً وتطبيقياً! بطريقة علمية ‪.‬‬
‫ً‬ ‫‪ ‬أن يكون معداً‬
‫‪ ‬أن يكون محباً ومتحمساً! للعمل مع المرضى! متقبال لهم ‪.‬‬
‫‪ ‬أن يكون مؤمنا بالفروق الفردية ويعمل بمرونة حسب الفروق الفردية‪.‬‬
‫‪ ‬أن يكون قادراً على تقدير المشاعر والظروف والمواقف ‪.‬‬
‫‪ ‬أن يكون ملماً بمصادر! الخدمات في المجتمع لصالح المرضى! ‪.‬‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪218‬‬

‫‪ ‬أن يكون مؤمناً بان المسئولية في العمل مشتركة بينه وبين الفريق‬
‫المعالج في المؤسسة الطبية وجميع المرضى‪.‬‬
‫‪ ‬أن يكون مؤمناً بان خدماته ومساعداته تقدم لكافة المرضى دون تفرقة‬
‫‪ ‬أن يكون لديه الخبرة العملية في التعامل مع مختلف المستويات ‪.‬‬
‫‪ ‬أن يكون مبدعاً ومفكراً في عمله بطريقه تضمن له جودة الخدمة ‪.‬‬

‫حقوق مرضى الفشل الكلوي والزارعين‬


‫الموافقة السامية الكريمة رقم!‪ ) 1489 /‬بتاريخ‪1410/ 5/7‬هـ الخاصة‬
‫بمنح وسام الملك عبدا لعزيز من الدرجة الثالثة للمتبرعين باألعضاء‬
‫‪219‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫الرئيسية وهي (القلب‪ ،‬الكبد‪ ،‬الكليتان‪ ،‬النخاع العظمي) وإ ذا كان المتبرع‬


‫متوفي دماغياً فيسجل باسمه على أن يكون منح الوسام بعد نقل العضو من‬
‫المتبرع‪.‬‬
‫الموافقة على منح المرضى! الذين زرعت لهم أعضاء تخفيض على تذاكر‬
‫الطيران بمقدار ‪ ٪25‬على القطاعات الداخلية بواقع ثالث تذاكر سنوية لمدة‬
‫عامين قابلة للتجديد لعام ثالث فقط‪.‬‬
‫ومنح تخفيض خاص لمتبرعي الكلى على الخطوط السعودية الداخلية‬
‫والخارجية بواقع ‪ ٪50‬بواقع ثالث تذاكر سنوياً!‪.‬‬
‫أن يكون المتبرع سعودي الجنسية وقد تبرع فعالً بكليته لشخص آخر سواء‬
‫داخل أو خارج المملكة‪.‬‬
‫الموافقة السامية الكريمة رقم! (‪/7/3158‬ر) وتاريخ ‪30/3/1416‬هـ‬
‫الخاصة بالموافقة على اقتراح مجلس الخدمة المدنية بمنح الموظف! المصاب‬
‫بالفشل الكلوي إجازة براتب كامل عن األيام التي يتم إجراء الغسيل له‬
‫للتنقية الدموية بموجب تقرير من الجهة الطبية التي تتولى عالجه‪.‬‬
‫الموافقة السامية الكريمة رقم! (‪ )195‬وتاريخ ‪1/8/1422‬هـ بشأن‬
‫التوصيات التي انتهت إليها اللجنة المشكلة بوزارة الصحة لدراسة حاالت‬
‫مرضى الفشل الكلوي وطول! قوائم االنتظار لزراعة الكلى داخل المملكة‬
‫حيث تضمنت ما يلي‪:‬‬
‫٭ زيادة المكافأة التي تعطى لذوي المتوفين دماغياً المتبرع بأعضائهم! لمرضى‬
‫الفشل العضوي الموافق! عليها بموجب قرار مجلس الوزراء رقم‬
‫(‪ )61‬وتاريخ ‪9/6/1414‬هـ لتصبح (‪ )50,000‬خمسون ألف لاير‪.‬‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪220‬‬

‫٭ موافقة وزارة العمل والشؤون االجتماعية على بنود مقررات محضر االجتماع‬
‫الذي عقد بالمركز في يوم السبت بتاريخ ‪3/12/1408‬هـ والذي كان منها‬
‫صرف إعانة مادية سنوية لمرضى الفشل الكلوي الفقراء وخاصة المحتاجين‬
‫منهم مبلغ أربعة آالف لاير ثم خفضت إلى ثالثة آالف لاير من قبل وزارة العمل‬
‫والشؤون االجتماعية‪.‬‬
‫٭ موافقة الخطوط! العربية السعودية رقم! ع‪.‬د‪ 6/128/‬وتاريخ ‪14/11/1411‬هـ‬
‫بمنح مريض الفشل الكلوي ‪ 240‬كيلو غراماً مجاناً )أدوية ومحاليل( وذلك‬
‫على الرحالت الداخلية والدولية التي تبدأ من المملكة فقط‪.‬‬

‫(مركز التأهيل الشامل)‬


‫لقد تمت زيادة اإلعانة السنوية للمرضى! إلى مبلغ خمسة آالف لاير سنوياً‪ ،‬ومع‬
‫بداية العام القادم ‪1430‬هـ ستزيد اإلعانة لتصل إلى مبلغ عشرة آالف لاير سنوياً‬
‫بناء على التوجيهات السامية ‪.‬‬
‫وذلك ً‬
‫ومن شروطهم ‪:‬‬
‫‪ - 1‬أن يكون سعودي! الجنسية ‪.‬‬
‫‪221‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫‪ -2‬أن ال يزيد دخله عن ‪ 3600‬إن كان متزوجاً! و ‪ 2500‬إن كان‬


‫أعزب‪ ،‬كما يتم صرف! بطاقة تخفيض إركاب له ‪.‬‬
‫الضمان االجتماعي‬
‫يستحق مريض الفشل الكلوي معونة شهرية قدرها ‪ 783‬إن كان ال يعمل أو‬
‫دخله الشهري أقل من ‪ ، 1175‬وتختلف! اإلعانة حسب وضع الحالة‬
‫األسري والمادي! بشرط أن ال تقل أعمارهم عن ‪ 18‬عاماً ‪.‬‬
‫جمعية األمير فهد بن سلمان الخيرية لمرضى الكلى‪:‬‬
‫‪ ‬التعاون الذي تم بين جمعية األمير فهد بن سلمان والكلية التقنية‬
‫بخصوص تسجيل المرضى ممن لم يتجاوز! عمر الثالثين ولم تقل‬
‫أعمارهم عن ‪ 18‬في الكلية التقنية دون النظر إلى معدل الشهادة‬
‫الثانوية‪ ،‬مع إمكانية تسجيل أحد أبناء مرضى! الفشل الكلوي كذلك‬
‫بالكلي‪ .‬التسجيل في المعهد المهني لمن يحمل الشهادة المتوسطة سواء‬
‫للمريض أو أحد أبنائه بنفس المواصفات السابقة ‪.‬‬
‫‪ ‬كما تم تطبيق النظام الجديد بتسجيل مرضى! الفشل الكلوي وذويهم! من‬
‫الدرجة األولى بالجامعات السعودية ‪.‬‬
‫‪ ‬احتساب يوم الغسيل يوم إجازة مدفوع الراتب يعوض به صاحب العمل‬
‫من خالل صندوق! الموارد البشرية لموظفي القطاع الخاص ‪.‬‬
‫‪ ‬التعاون الذي تم بين جمعية األمير فهد بن سلمان الخيرية لمرضى! الفشل‬
‫الكلوي وبنك الجزيرة والذي يساعد المرضى وذويهم من الدرجة األولى‬
‫على التدريب المنتهي بالتوظيف‪.‬‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪222‬‬

‫المراجع‬
‫الشهراني‪ ،‬عائض بن سعد نخاع‪ .)2008( .‬الخدمة االجتماعية شمولية التطبيق‬ ‫‪)1‬‬
‫ومهنية الممارسة‪ .‬جده ‪ 1428‬هـ فهرسة الملك فهد‪ .‬مكتبة الملك فهد‪.‬‬
‫رشوان‪ ،‬عبدالمنصف حسن علي‪ .)2007( .‬الممارسة المهنية! للخدمة االجتماعية‬ ‫‪)2‬‬
‫في المجال الطبي‪ .‬اإلسكندرية المكتب الجامعي الحديث‪.‬‬
‫سرحان‪ ،‬نظمية احمد محمود‪ .)2006( .‬الخدمة االجتماعية المعاصرة‪ .‬مجموعة‬ ‫‪)3‬‬
‫النيل العربية ‪.‬القاهرة‪.‬‬
‫الخدمة االجتماعية ومجاالت الممارسة‪ .‬دار المعرفة الجامعية‪.2004 .‬‬ ‫‪)4‬‬
‫عبداللطيف‪ ،‬رشاد أجمد‪ .)2008( .‬مهارات الممارسة العامة للخدمة االجتماعية‪.‬‬ ‫‪)5‬‬
‫االسكندرية‪ :‬دار الوفاء لدنيا الطباعة‪.‬‬
‫عبدالهادي‪ ،‬محمد‪ .)2004( .‬الخدمة االجتماعية‪ .‬دار العلوم العربية للطباعه‬ ‫‪)6‬‬
‫والنشر‪.‬‬
‫علي‪ ،‬ماهر ابو المعاطي‪ .)2000( .‬مهارات ممارسة المهنية! للخدمة االجتماعية‪.‬‬ ‫‪)7‬‬
‫نشر وتوزيع الكتاب الجامعي جامعة حلوان‪.‬‬
‫‪223‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫علي‪ ،‬ماهر ابو المعاطي‪ .)2003( .‬الخدمة االجتماعية في مجاالت الممارسة‬ ‫‪)8‬‬
‫المهنية‪ !.‬مكتبة زهراء الشرق ‪.‬القاهرة‪.‬‬
‫علي‪ ،‬ماهر ابو المعاطي‪ .)2001( .‬دليل التدريب الميداني لطالب الخدمة‬ ‫‪)9‬‬
‫االجتماعية‪ .‬القاهرة ‪.‬‬
‫‪ )10‬علي‪ ،‬ماهر بو المعاطي‪ .)2003( .‬الممارسة العامة في الخدمة االجتماعية‪ .‬مكتبة‬
‫الزهراء‪.‬‬
‫‪ )11‬محمد‪ ،‬علي الدين السيد‪ .)1998( .‬الخدمة االجتماعية في المجتمعات الناميه‪.‬‬
‫القاهره‪ .‬منتدى وزارة الصحة ‪ ،‬محور مرضى الكلى‪.‬‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪224‬‬

‫دليل الخدمة االجتماعية الطبية في المجال النفسي‬

‫إعــــداد‬

‫أ‪ .‬مسفر يحيى القطاني‬

‫ماجستير إرشاد نفسي‬


‫أخصائي اجــــتماعي نفسي‬
‫مستشفـى الصحة النفسية بالطائف‬

‫تقديم‬
‫الحمد هلل‪ ,‬نستعين به‪ ,‬ونستغفره‪ ,‬ونتوب إليه‪ ,‬ونتوكل! عليه‪ ,‬ونعوذ باهلل من‬
‫شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا‪ ,‬ونشهد! أن ال إله إال اهلل وحده ال شريك له‪,‬‬
‫ونشهد أن محمداً عبد اهلل ورسوله‪ ,‬وبعد! ال شك أن الخدمة االجتماعية كعلم ُيدرس‬
‫‪225‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫ومهنة تمارس ال تقل أهمية عن بقية العلوم والمهن األخرى‪ .‬ورغم أنها قد خطت‬
‫خطوات سريعة على الصعيدين‪ .‬إال أنه مازال ينتظر! من المختصين في هذا‬
‫المجال المزيد من الجهد والعطاء‪ .‬أياً كانت مواقعهم األكاديمية والمهنية‪ ,‬وبغض‬
‫النظر عن حجم ما يناط إليهم من مسؤوليات ومهام‪.‬‬
‫وفي الصفحات القادمة نبذة مختصرة عن الخدمة االجتماعية من حيث‬
‫التعريف بها والمبادئ القائمة عليها‪ ,‬إلى جانب تسليط الضوء على أنظمتها‪,‬‬
‫والتطرق! وبإسهاب عن الخدمة االجتماعية في مجالها الطبي وتحديداً! المجال‬
‫النفسي والدور! الذي يقوم به األخصائي االجتماعي في المستشفى األم ‪ ..‬والذي‬
‫أتصور أنه ال يختلف كثيراً عن ما يمارسه زميله األخصائي! االجتماعي في باقي‬
‫المصحات النفسية في بالدنا الغالية‪.‬‬
‫وما أرجوه أن أكون قد وفقت فيما أصبوا إليه في وضع أساس لدليل الخدمة‬
‫االجتماعية الطبية (المجال النفسي) على أن يكون حافزاً لغيري في تطويره‬
‫والتوسع في طرح المزيد من الجوانب الهامة والحيوية حتى يواكب كل ما هو جديد‬
‫ومفيد‪.‬‬
‫واهلل هـو المرتجى! وحده‪ .‬وولي التوفيـق‪,,‬‬

‫مسفر القحطاني‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪226‬‬

‫الخدمة االجتماعية‬
‫نبذة تاريخية‪-:‬‬

‫نشأت الخدمة االجتماعية مع نشأة وتطور المجتمعات اإلنسانية فكانت مجرد‬


‫أنشطة إحسانية يقوم بها من عرف عنهم حب عمل الخير فعرفت قديماً! باإلحسان‪,‬‬
‫أو مساعدة الميسور! للمحتاج لذلك فهي قديمة كل القدم‪.‬‬

‫وحديثاً‪ ,‬وكما أشـار الصادي (‪11/10/1999‬م) أن الخـدمة االج ــتماعية‬


‫"تعبر بمفهومها الحديث عن محاولة تغيير نظام اإلحسان غير أنها سرعان ما‬
‫أصبحت نظاماً خاصاً له وظيفته‪ .‬فهي لم تكن تهدف في بداية تطورها! في الدول‬
‫الغربية على أن تصبح مصدراً! جديداً لإلحسان‪ ,‬بل كانت تهدف إلى تحسين‬
‫استفادة الفقراء من مصادر! اإلحسان‪ .‬بدون إهدار كرامتهم! اإلنسانية‪ .‬ولقد‬
‫تطورت الخدمة االجتماعية رغم حداثتها تطوراً كبيراً حتى أصبح ميدان المعونة‬
‫االقتصادية هو أضعف الميادين فيها‪ .‬وكانت تواجه المشكالت االجتماعية‬
‫المصاحبة للتطور! االقتصادي! واالجتماعي محاولةً أن تجد لها الحلول العلمية‬
‫المناسبة‪ ,‬ولم يعد عمالء الخدمة االجتماعية هم الفقراء فقط بل أصبحوا! ذوي‬
‫المشكالت من جميع الفئات بل واألسوياء أيضا"‪.‬‬
‫والخدمة االجتماعية ال زالت حديثة العهد مقارنةً ببقية العلوم األخرى‪ ,‬إال أنها‬
‫تتطور وبشكل سريع فكما ُيذكر لم يستخدم مصطلح (الخدمة االجتماعية) ‪Social‬‬
‫‪ Work‬إال إعتباراً من القرن العشرين‪ ,‬وقد! أستخدم ليطلق على تلك المهنة الحديثة‬
‫التي تطورت! عن تلك الجهود التي عرفتها البشرية منذ أقدم عصورها‪ ,‬والتي‬
‫كانت تعتبر إحساناً أو حباً لعمل الخير أو مساعدة الفقراء أو اإلصالح االجتماعي‪.‬‬
‫‪227‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫وقد تطورت! المهنة حديثاً عن تلك الجهود العريقة أيضا‪ ..‬ومازالت تتطور!‬
‫وبمعدالت سريعة‪.‬‬
‫تعريف الخدمة االجتماعية‪-:‬‬
‫ليس هناك من جملة التعاريف ما يمكن اعتباره تعريفًا دقيقًا‪ ,‬وعلى ذلك فإن عدم‬
‫وجود تعريف دقيق للخدمة االجتماعية ال يدل في حقيقة األمر على قصورها بقدر ما‬
‫يدل على صعوبة وضع ذلك التعريف لمهنة متغيرة متجددة باستمرار‪.‬‬
‫ولقد عرفها بسنو (‪ )17/1998‬بأنها هي " توفير! الخدمات المتخصصة‬
‫لمساعدة األفراد كأفراد! أو جماعات على مواجهة الصعاب النفسية واالجتماعية‪,‬‬
‫الحالية‪ ,‬أو المستقبلية‪ ,‬والتي تعرقل أو يحتمل أن تعرقل إسهامهم! الكامل‪ ،‬أو‬
‫الفعال في المجتمع "‪.‬‬
‫ومن التعريف! يتضح أنه قد أعطى للخدمة االجتماعية هدفاً عالجياً وفي‬
‫الوقت نفسه هدفاً وقائياً‪ !,‬فدور الخدمة االجتماعية كما جاء في التعريف هو‬
‫مساعدة األفراد على مواجهة مشكالتهم االجتماعية والنفسية الحالية والمستقبلية‪.‬‬
‫طبيعة الخدمة االجتماعية‪-:‬‬
‫علماء الخدمة االجتماعية اختلفوا كثيراً حول تحديد طبيعة الخدمة‬
‫االجتمـ ـ ــاعية‪:‬‬
‫هل هي عـلم؟‬
‫أم هي فـ ـ ـ ـ ــن؟‬
‫أم أنها علم وفن؟‬
‫فهناك من وص ــفها بأنها عــلم وفـريق! أخر وصفها بأنها فــن وفريق ثالث وصفها‬
‫بأنها مهنة‪ ,‬أما الفريق الرابع فيضعها! في عداد النظم االجتماعية‪ .‬بينما يرى‬
‫آخرون أن الخدمة االجتماعية علم وفن والقضية إلى حداً ما يصعب حسمها!‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪228‬‬

‫ولكن ما هو متفق عليه لدى معظم العلماء ممن اهتموا بوضع تعريف! للخدمة‬
‫االجتماعية أنها مهنة تمارس على أسس علمية وتستخدم مهارات فنية في‬
‫مجاالت متعددة‪.‬‬
‫مبادئ الخدمة االجتماعية‪-:‬‬
‫هناك مجموعة من المبادئ للخدمة االجتماعية‪ .‬أهمها اآلتي‪:‬‬
‫‪ -1‬مبدأ القبول‪ :‬بمعنى أنه يجب على األخصائي االجتماعي أن يتقبل العميل‬
‫(المريض) كما هو ال كما يجب أن يكون عليه‪ .‬فمبدأ القبول شرط أساسي‬
‫لنشوء الثقة بين األخصائي! االجتماعي والعميل ومن ثم النجاح في مساعدته‪.‬‬
‫‪ -2‬مبدأ العالقة المهنية‪ :‬والعالقة المهنية هي تفاعل سيكولوجي بين مهني‬
‫وعميل يرتكز! على مبادئ وأسس المهنة ويتسم بالثقة والموضوعية والتي‬
‫يبتعد فيها األخصائي االجتماعي عن التحيز ضد العميل أو حتى معه‪..‬‬
‫وللعالقة المهنية عدة اعتبارات أخالقية‪ .‬أهمها‪ :‬احترام العميل وتقدير!‬
‫كرامته‪.‬‬
‫ولكون تلك العالقة محدودة بالفترة التي يبدأ فيها بمساعدة العميل وتنتهي!‬
‫بانتهاء تقديم تلك المساعدة‪ .‬فإن على األخصائي! االجتماعي أن ُيشعر عميله‬
‫(المريض) بقرب نهاية العالقة وما تتضمنه من مقابالت اجتماعية حتى ال يفاجأ‬
‫بانتهائها فيحدث منه ردة فعل غير إيجابية تؤثر! على استفادته الكاملة من‬
‫المساعدة‪ .‬والهدف األخر هو تجنب حدوث ما يعرف بالتعلق النفسي من ِقبل‬
‫العميل باألخصائي االجتماعي واالعتماد عليه باستمرار‪..‬‬

‫وال يعني ذلك أن يتجاهله األخصائي االجتماعي إذا زار المؤســــسة أو‬
‫صــــادفه ذات مـرة في الطـــريقـ فربما قــد يحتاجه بالفعل مـرة أخــرى ولكن‬
‫هنا تبرز مهارة األخـــصائي االجتمــــاعي في تحـــديد مـــا إذا كان فيـما‬
‫ذكـــــره لــه العميل ما يستوجب? مساعدته أو أن ذلك تعلقا ً نفسيا ً بالفعل جعل منه‬
‫‪229‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫شخصية اعتمادية ‪ ..‬ألن ذلك سيولد لديه شعور بعدم رغبة األخصائي االجتماعي‬
‫في مساعدته مجدداً أو أنه قد مل منه األمر الذي يجعله يحجم عن طلب المساعدة‬
‫من المؤسسة‪.‬‬
‫‪ -3‬مبدأ حق العميل في تقرير مصيره فهو بنفسه يقرر ويختار ما يناسبه مما‬
‫يقدم له من حلول " فالعميل هو المسئول أوالً وأخيراً! عن حياته وعن سلوكه‬
‫بوجه عام‪ .‬لذا فإن اقتراح الحلول المختلفة لمشكلته‪ ,‬واتخاذ القرار النهائي‬
‫بشأنها هو من مسؤوليته "‪( .‬جمل الليل‪2002,‬م‪)196:‬‬
‫فمهمة األخصائي! االجتماعي في نهاية المطاف تنحصر في تقديم المساعدة‬
‫وعلى التمييز بين الحلول المطروحة‪ .‬لهذا ينصح األخصائي االجتماعي بأن‬
‫ال تأخذه الحماسة‪ ,‬في تقديم الحل الذي يراه هو أنه المناسب من وجهة نظره‪.‬‬
‫‪ -4‬مبدأ السرية " يتضمن هذا المبدأ أن يلتزم األخصائي! االجتماعي بالمحافظة‬
‫على أسرار العمالء الذين يعمل معهم‪ ,‬وأن يكون أميناً على المعلومات‬
‫والبيانات المتعلقة بأسرار حياتهم‪ ,‬وأن يكون واعياً لهذه المعلومات‪ .‬فال‬
‫يسمح ألحد باإلطالع عليها‪ ,‬وال يسمح لنفسه بإذاعتها للغير‪ ,‬وال يبوح بها‬
‫إال لمصلحة العميل وبإذن منه إذا كان الموقف يتطلب ذلك وفي! أضيق‬
‫الحدود" (الصادي‪ !,‬أحمد‪ ,‬عجوبة‪ ,‬مختار‪1981,‬م‪ 47:‬ـ ‪) 48‬‬
‫طرق الخدمة االجتماعية المهنية‪-:‬‬
‫وهي ثالثة طرق رئيســة‪-:‬‬
‫‪1‬ـ خـدمـة الفرد‪Case Work .‬‬
‫‪2‬ـ خدمة الجماعة‪Group Work .‬‬
‫‪3‬ـ تنظيم! المجتمع‪Community Organization.‬‬
‫وما يهمنا هنا النــوع األول وهو خـدمة الفــــرد فمـــا يمارســــه‬
‫األخصــــائيون االجتماعيون بالمؤسسات العالجية المختلفة (المستشفيات العامة‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪230‬‬

‫والتخصصية) مع الحاالت المرضية (العمالء) المنومة باألقسام الداخلية أو‬


‫مراجعي العيادات هو في الغالب هذا النوع من الخدمة‪.‬‬
‫ففي كل مستشفى ‪ -‬كما هو معروف! – يوجد قسم ُيعرف بقسم الخدمة‬
‫االجتماعية الطبية والذي يضم بطبيعة الحال أعداد من األخصائيين االجتماعيين‬
‫واألخصائيات! االجتماعيات‪ .‬خريجي! أقسام الخدمة االجتماعية وعلم االجتماع‬
‫العام‪.‬‬
‫‪231‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫الخدمة االجتماعية الطبية‬


‫تعريف الخدمة االجتماعية الطـبية‪-:‬‬
‫عرفتها إقـبال بشير (‪1980‬م‪ )124 :‬بأنها‪ " :‬تلك العمليات المهنية التي يقوم‬
‫بها األخصائي! االجتماعي لدراسة استجابات المريض إزاء مشكالته المرضية‪.‬‬
‫وذلك في المستشفيات والعيادات وغيرها من المؤسسات الطبية لتوفير! الفرص‬
‫المالئمة والتي تسمح للمريض لالنتفاع بالخدمات الطبية بطريقة فعالة كما تهتم‬
‫بتقديم المساعدات في حل المشكالت االجتماعية واالنفعالية التي تؤثر في تطور!‬
‫المرض وسير! العالج‪ ,‬كما تهدف إلى مساعدة المريض على االستفادة الكاملة‬
‫من العالج ثم مساعدته على التكيف في بيئته االجتماعية "‪.‬‬
‫الخدمة االجتماعية الطبي ُة في المملكة العربية السعودية‪-:‬‬

‫لم تبدأ الخ ـ ــدمة االجتماعية الطبية بالمملكة في شكلها الرسـ ــمي داخل‬
‫المرافق الصحية إال متأخرةً جداً مقارنة بغيرها من البلدان ويكفي للتأكــيد على‬
‫هذا معرفة أن تاريخ (‪1/12/1393‬هـ) شهد أول قرار وزاري! بإنشاء قسم‬
‫الخدمة االجتماعية بوزارة الصحة ويتبع المديرية العامة للطب الوقائي‪.‬‬
‫وما تزال األقسام! العلمية المتخصصة في فروع الخدمة االجتماعية وأقسام‬
‫علم االجتماع العام في الجامعات السعودية تخرج سنوياً! أعداداً من الخريجين‬
‫المؤهلين لالنخراط! في المؤسسات االجتماعية‪ . .‬وما نلمسه من ازدياد! ملحوظ‬
‫في أعداد األخصائيين االجتماعيين واألخصائيات االجتماعيات العاملين في‬
‫المستشفيات العامة والتخصصية يؤكد األهمية والحاجة المستمرة لتأهيل المزيد‬
‫من الكوادر البشرية وتدريبها! للعمل في هذا المجال حيث تعتبر وزارة الصحة‬
‫في قائمة الجهات الرسمية األكثر طلباً واحتياجاً لهذه الخدمة المهنية المتخصصة‪.‬‬
‫األخصائي االجتماعي‪-:‬‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪232‬‬

‫تعريف األخصائي! االجتماعي ‪" Social Worker‬هو شخص مدرب تدريباً!‬


‫مهنياً اهتمامه األساسي! مساعدة الفرد أو األسرة في التوافق! مع البيئة المحلية‬
‫االجتماعية " (روز‪1996,‬م‪.)124:‬‬
‫بينما األخصائي االجتماعي الذي يعمل في أحدى المصحات أو العيادة‬
‫النفسية يطلق عليه (أخصائي اجتماعي الط ــب النفسي) ‪psychiatric- Social‬‬
‫‪Worker‬‬
‫دور األخصائي االجتماعي الطبي‪-:‬‬
‫يقال دور أو مهام أو واجبات األخصائي االجتماعي وجميعها تعبر عن ما يراد‬
‫إيصاله لألذهان حول طبيعة ومسؤوليات العمل االجتماعي الرسمي‪ ..‬وهنا‬
‫سيقتصر الحديث عن دور األخصــائي االجتماعي في المج ــال الطــبي وبالتحديد‬
‫مجـال الخدمة االجتـماعية النفـسية في المصحات النفسية‪.‬‬
‫وأن وجد هناك اختالف فيما يقدم من خدمات اجتماعية في مستشفى عنه عن‬
‫األخر من مستشفيات الصحة النفسية بالمملكة العربية السعودية‪ ,‬فأنه من المؤكد‬
‫أنها ال تختلف كثيراً وخصوصاً في أهم األدوار! والمهام األساسية‪.‬‬
‫ويعتـبر مستشفى الصحة النفسية بمحافظة الطائف أقـدم مستشفى على مستوى!‬
‫ويعد‬
‫المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي‪ ,‬حيث تأسست عام ‪1382‬هـ ُ‬
‫قسم الخدمة االجتماعية الطبية فيها من أقدم األقسام! المساعدة‪ .‬لذلك سنورد! فيما‬
‫يلي تلك األدوار والمهام! التي يقوم بها األخصائي االجتماعي والذي يمثل هذا‬
‫القسم‪ .‬واألدوار! ه ـ ــي‪:‬‬
‫أوالً‪:‬ـ إعداد البحوث االجتماعية بأنواعها الثالثة الرئيسة‪:‬‬
‫‪1‬ـ البحث االجتماعي الشـامل‪.‬‬
‫‪2‬ـ البحث االجتماعي التتبعي‪.‬‬
‫‪233‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫هذه البحوث البد وأن تشتمل على مجموعة من العناصر الضرورية فالبحث‬
‫االجتماعي الشامل يجب أن يتناول حياة المريض بشكل عام إضافة إلى ما يتعلق‬
‫منها بطبيعة الشكوى المرضية (أنظر المالحق ص‪24‬ـ ‪ )30‬أما البحث التتبعي‬
‫فيتضمن حالة المريض داخل جناح التنويم! (أنظر المالحق ص‪31‬ـ ‪)32‬‬
‫والبحوث االجتماعية الشاملة تكتب في (استمارة ) خاصة (أنظر المالحق ص‬
‫‪34‬ـ ‪ )38‬ولقد تم استبدالها في عام ‪1418‬هـ بما يعرف باسم (استمارة إلجراء‬
‫البحث االجتماعي) الموجودة ضمن صفحات الملف الطبي‪( .‬أنظر المالحق ص‬
‫‪)39‬‬
‫‪3‬ـ البحث الخاص‪ :‬وهو بحث ُيعـد لتلك الحاالت الخاصة التي تستدعي خدمتها‬
‫مشاركة جهات أخرى كوزارة الشئون االجتماعية مثالً وهو بحث يشبه في معظم‬
‫عناصره عناصر دراسة الحالة ‪Case Study‬‬
‫ثانياً‪:‬ـ حضور! االجتماعات اإلكلينيكية التي تقام داخل األقسام! الداخلية‪:‬‬
‫ودور األخصائي! االجتماعي في هذه اللقاءات واالجتماعات هو القيام بدور!‬
‫العرض االجتماعي الــذي من خالله يقدم فكرة كـ ــاملة عن أه ـ ــم المشكالت التي‬
‫يعاني منها المريض سـواء داخل جـناح التنويم! أو في ع ــالقاته مع أســرته‬
‫ومجتمعه خارج المستشفى بمعنى أخر تقديم خلفية اجتماعية وافية للفريق‬
‫المعالج عن حالة المريض ومـآله االجتماعي‪ ,‬والرد على أي استفسار قد يرد من‬
‫أي عضو من أعضاء الفريق عن وضعه االجتماعي يساعد على وضع‬
‫التشخيص النهائي للحالة (خدمة تشخيصية)‪.‬‬
‫ثالثاً‪:‬ـ عقد جلسات خاصة بالنزالء في األقسام الداخلية (التثقيف الصحـي)‪:‬‬
‫الهدف من تلك الجلسات إتاحة الفرصة أمام المرضى! النزالء للتحدث بحرية‬
‫عما يجول في خواطرهم‪ !,‬وتعديل ما قد يعتقدون أنه صحيحاً بأسلوب مناسب‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪234‬‬

‫ويشجع األخصائي االجتماعي المرضى! على تعديل أفكارهم! وسلوكياتهم غير‬


‫المقبولة وبالشكل المقبول اجتماعياً وتحقيق ولو القدر البسيط من عدم فقدانهم‬
‫لمهاراتهم االجتماعية ومحاولة إعادة ما فقدوه‪ .‬وتنمية قـدراتهم! على التحدث‬
‫والتعبير واإلصغاء! وأبدأ الرأي والمشاركة والتفاعل االجتماعي‪ .‬ك ــنوع من ما‬
‫يعـرف باسـم الع ـ ــالج الجمـ ـ ــاعـي ‪ Group Therapy‬إضافة إلى تقديم التوجيهات‬
‫واإلرشادات الصحية العامة على سبيل تثقيفهم صحياً ومن المواضيع التي‬
‫تطرح بشكل ُمبسط وفي! المستوى العام للمرضى مواضيع! عن النظافة العامة‬
‫وأضرار! التدخين والحث على االستجابة لتوجيهات األطباء وتعليمات الهيئة‬
‫التمريضية‪.‬‬
‫رابعاً‪:‬ـ مالحظة سلوكيات المرضى وتسجيلها! في الملف الطبي لكل مريض‪:‬‬
‫حيث يقوم األخصائي االجتماعي بتسجيل مالحظاته عن المرضى في الملف‬
‫الطبي وفي الصفحات المخصصة للبحوث االجتماعية‪ .‬مثال تلك المالحظات‪:‬‬
‫(مريض لديه محاوالت انتحارية أو محاولة هروب أو يحدث مشكالت جانبية مع‬
‫بقية النزالء أو العاملين أو أنه يحدث نفسه) والهدف منها تمكين بقية أعضاء‬
‫الفريق المعالج من االطالع عليها لإلسهام في تقييم مدى تحسن حالته وتأهـله‬
‫للخروج أو تمديد مدة بقاءه أو تغيير الخطة العالجية أو تعديلها‪.‬‬
‫كما أن األخصائي االجتماعي يطلع على تقارير التمريض اليومية خالل‬
‫مالحظاتهم للمرضى! في الفترات المسائية والتي ال يكون األخصائي االجتماعي‬
‫موجوداً فيها وأحيانا! االستفسار شخصياً! من الممرضين عن أحوال المرضى في‬
‫تلك الفترات‪.‬‬
‫خامساً‪:‬ـ المشاركة في إعداد وتنفيذ البرامج واألنشطة االجتماعية‪:‬‬
‫‪235‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫تهدف تلك البرامج واألنشطة االجتماعية إلى إخراج المرضى من عزلتهم‬


‫المرضية‪ .‬وإ دخال البهجة والسرور! على أنفسهم وتنشيطهم إضافة إلى ما تحققه‬
‫مثل تلك البرامج واألنشطة من أهداف تأتي ضمن الخطط العالجية التي تهدف إلى‬
‫إعادة تأهيلهم وعودتهم! إلى مجتمعاتهم! من جديد‪.‬‬
‫هذه البرامج واألنشطة هي‪-:‬‬
‫الرحالت االجتماعية‪:‬ـ كالخروج! الحــر (النزهة الحرة) وخروج اليوم‬ ‫‪-1‬‬
‫الكامل في ضواحي! مدينة الطائف ومنتزهاتها العامة‪.‬‬
‫حيث يتم اختيار المرضى المستقرين وتسجيلهم! ضمن نموذج أعد لهذا‬
‫الغرض‪( .‬أنظر المالحق ص ‪)41‬‬
‫األلعاب والمسابقات الرياضية‪:‬ـ ويتم ذلك باختيار! المرضى المستقرين‬ ‫‪-2‬‬
‫والذين يمكنهم الحركة‪ .‬وليس لديهم موانع طبية تمنعهم من الحركة أو أن‬
‫يكون أحدهم ممن لديه ميول للهرب من المصحة‪ .‬وتقدم هذه البرامج‬
‫الرياضية بشكل ُمبسط يراعى فيه قدراتهم! الجسدية وحاالتهم! المرضية‪.‬‬
‫المسابقات الثقافية‪:‬ـ ويتم إشراك المرضى! المستقرين في هذه المسابقات‬ ‫‪-3‬‬
‫ويراعى عند إعدادها األخذ في االعتبار مستوياتهم التعليمية والثقافية‪,‬‬
‫ويقع على عاتق األخصائي االجتماعي مسؤولية متابعة وتنفيذ تلك‬
‫المسابقات وتقديم الحوافز! المع ــنوية والجــوائز التشجيعية المقررة للفائزين‪.‬‬
‫سادساً‪:‬ـ مراجعة ومخاطبة الجهات الرسمية ذات العالقة‪:‬‬
‫إلنهاء المعامالت اإلدارية الخاصة ببعض النزالء أو عند الحاجة إلى مخاطبة‬
‫ذوي المرضى‪ ,‬ويتم هذا عن طريق! قسم الخدمة االجتماعية الطبية بالمستشفى!‬
‫وبتنسيق! ومتابعة األخصائي االجتماعي المسئول عن المريض صاحب المعاملة‪.‬‬
‫ومن أهم هذه الجهات‪-:‬‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪236‬‬

‫‪1‬ـ المحـافظـة‪.‬‬
‫‪2‬ـ األمن العــام‪.‬‬
‫‪3‬ـ مديرية الشئون الصحية بمحافظة الطائف‪.‬‬
‫‪4‬ـ مستشفيات الصحة النفسية‪.‬‬
‫‪5‬ـ مستشفيات األم ــل‪.‬‬
‫‪6‬ـ مراكز التأهيل الشامل‪.‬‬
‫‪7‬ـ دار الرعاية االجتماعية للمسـنين‪.‬‬
‫‪8‬ـ مكتـب الضمــان االجتــماعـي‪.‬‬
‫‪9‬ـ مراكز الدعوة واإلرش ــاد‪.‬‬
‫‪10‬ـ جمعيات البـر الخيرية‪.‬‬
‫‪11‬ـ جمعية أصدقاء المرضى‪.‬‬
‫‪12‬ـ جمعية الثقافة والفنون‪.‬‬
‫وغيرها من الجهات ذات العالقة‪ .‬وبعد االنتهاء من إنهاء المعاملة ‪ ,‬يقوم‬
‫األخصائي االجتماعي بتعبئة نموذج خاص بهذا النوع من النشاط‪( .‬أنظر‬
‫المالحق ص ‪)42‬‬
‫سابعاً‪:‬ـ استطالع رغبات المرضى! والتعرف على أرائهم حول نوع الخدمات التي‬
‫تقدم لهم‪:‬‬
‫أه ـ ــم هذه الخدمات هي‪ :‬خ ــدمات التغذية (اإلعـ ــاشة) ويتم ذلك من خالل‬
‫استمارات استطالع توزع على كافة أقسام التنويم! (انظر المالحق ص‪ 43‬ـ‪)44‬‬
‫ومن ثم جمعها والقيام بتفريغها ضمن جداول إحصائية ودراستها! ومناقشة ما‬
‫احتوته من مالحظات مع األقسام! المعنية‪.‬‬
‫ثامناً‪:‬ـ المشاركة في برامج العالج بالعمل‪:‬‬
‫‪237‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫لقد أصبح العالج بالعمل ‪ Occupational Therapy‬كما ذكر زهران (‬


‫‪1997‬م‪ " )313:‬من أهم الطرق! والوسائل العالجية في األمراض النفسية‪ ,‬وهو‬
‫عالج ضروري يكمل العالج الجسمي والعالج النفسي بكافة أنواعه "‪.‬‬
‫لذلك يوجد مركز خاص يعرف باسم (مركز العالج بالعمل) داخل المستشفى‬
‫يهدف إلى توجيه المريض إلى ممارسة ما يناسبه من أنشطة مهنية يحقق من‬
‫خاللها التعبير عن المشاعر السلبية التي تولدت عن انخفاض تقديره لذاته كذلك‬
‫التخلص من الصراعات النفسية والتركيز على معاناته المرضية والعزلة‬
‫االجتماعية‪ ..‬ويتولى األخصائي! االجتماعي مع بقية األعضاء الفريق المعالج‬
‫بجناح التنويم! مهمة اختيار المرضى الذين يمكنهم االستفادة من المركز والذين ال‬
‫يخشى عليهم من استخدام! األدوات واألجهزة الكهربائية‪ ..‬فال ُيلحق بالمركز! إال‬
‫المرضى المستقرين‪ ,‬وعلى األخصائي االجتماعي ضرورة اإلشراف عليهم في‬
‫مواقع تدريبهم ومالحظة استجاباتهم لما يتلقونه من تدريب حيث سيتم تسجيل تلك‬
‫المالحظات والمشاهدات الحية ضمن البحث االجتماعي التتبعي ألنها تساعد‬
‫الطبيب النفسي وبقية أعضاء الفريق المعالج على تكوين انطباع تشخيصي! يفيد‬
‫بدرجة كبيرة في تحديد مسار الخطة العالجية مثال‪ :‬قسم التربية الفنية بمركز!‬
‫العالج بالعمل يوجد به الكثير من األعمال الفنية من رسم وخـط وخالفه والتي‬
‫وأن قد تبدو للبعض أنها غير ذات معنى أو أدنى قيمة إال أنها في حقيقتها تعكس‬
‫ما بداخل أولئك المرضى من مشاعر وأفكار! يقومون بإسقاطها على الورق‪.‬‬
‫تاسعًا‪:‬ـ توجيه الخطابات لذوي المرضى وإ جراء االتصاالت الهاتفية معهم‪:‬‬
‫لحـث ذوي النزالء على زي ــارة مرضاهم ويحـرص األخصــائي! االجتماعي‬
‫على مقابلتهم إلقناعهم باستالم مرضاهم! (المتحسنين) وتوضيح خطورة إبقائهم‬
‫بالمستشفى دون حاجة وكيف أن ذلك سيؤدي! إلى انتكاسة حالتهم المرضية‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪238‬‬

‫وتدهور! حالتهم الصحية فضالً عن فقدانهم لفرصة استعادة مهاراتهم االجتماعية‬


‫والتي فقدوا بعضها أن لم يكن معظمها بسبب بقائهم لسنوات عدة داخل أقسام‬
‫التنويم كحاالت مرفوضة اجتماعياً‪.‬‬
‫كما يتصل األخصائي! االجتماعي (كتابيا ـ هاتفياً) بذوي! النزالء عند حاجة‬
‫الفريق المعالج لبعض المعلومات عن حالة المريض قبل دخوله المستشفى‪...‬‬
‫ومعرفة منذ متى بدأ معه المرض؟ وما هي المحاوالت العالجية ؟ والتعرف على‬
‫تصرفاته داخل المنزل؟ وخارجه؟ وغيرها من المعلومات الضرورية التي‬
‫تساعد على وضع أو تأكيد التشخيص النهائي للبدء في الخطة العالجية‪ .‬والتي‬
‫لألخصائي االجتماعي نصيب األسد في تنفيذ معظمها‪.‬‬
‫ولمتابعة تلك االتصاالت وإ عادة إجرائها عند الحاجة وألهمية تسجيل‬
‫استجابات ذوي المرضى وقياس! مدى تعاونهم مع الفريق المعالج فلقد تم إعداد‬
‫استمارة خاصة لهذا الغرض‪( .‬انظر المالحق ص‪)45‬‬
‫عاشراً‪:‬ـ عقـد الجلسات الدينية‪:‬‬
‫لقد بات من الضروري! جداً التركيز وبحرص على الجانب الديـني في‬
‫عالج العديد من الحاالت النفسية كحاالت القلق النفسي واضطرابات! الشخصية‬
‫وحاالت المخاوف ذلك ألن العالج الديني يعــد على جانب كبير‬
‫من األهمية ال يقل في ذلك شأناً عن بقية العالجات النفسية األخرى كالعالج‬
‫الدوائي (العقاقيري) وغيره‪ .‬وفي مجال الطب النفسي فان الغاية من أقامته هو‬
‫العودة بالمريض النفسي إلى مجتمعه من جـديد ليتفاعل معـه وبالصورة العادية‬
‫التي ال يشوبها! أي خلل أو اضطراب بعد أن أعيد له توازنه النفسي واالجتماعي‪.‬‬
‫‪239‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫وإ ذا كان هذا هو الهدف الذي يسعى إليه الطب النفسي فان هذا ما يحققه الدين‬
‫اإلسالمي كركيزة أساسية من أعظم الركائز والدعائم التي يرتكز عليها الكيان‬
‫النفسي ألي مسلم‪.‬‬

‫ومن هذا المنطلق فإنه يوجد بالمستشفى مكتب يتولى هذا الجانب العالجي‬
‫ويعرف بمكتب التوعية الدينية (‪ )3‬وهو يقدم ما يمكن أن نسميه (عالج ديني)‬
‫والى حداً ما حيث أن األسلوب المتبع هو اإلرشاد الديني‪ ،‬وتخفف أيضا من‬
‫وطأت األزمات والمتـ ــاعب النفسية والصـعاب االجتـماعية خصوصاً مع ح ـ ــاالت‬
‫اضـ ــطراب الشـ ـ ــخصية بأنواعها وبطريقة جماعية‪ .‬ودور! األخصائي االجتماعي‬
‫في هذا الجانب هو اإلسهام في اختيار الموضوعات! الدينية المناسبة ومناقشتها‬
‫مع مشـرف العالج الديني ويراعى عند اختيار تلك الموضوعات أن تتناسب مع‬
‫مستويات المرضى! العلمية والثقافية والتي تمكنهم قدراتهم! الذهنية من االستيعاب‬
‫والفهم‪ .‬وأن تحمل في مضامينها! سبل الهداية وبيان أضرار المخدرات‬
‫والمسكرات وتجنب سـ ـ ــوء األخالق‪ ,‬انطالقاً من أهمية تقوية صـلة العبد بخالقه‬
‫جل وعال ولكونها وبطبيعة الحال تحقق الطمأنينة النفسية‪ ,‬يقول الخالق سبحانه‬
‫وتعالى‪:‬‬
‫ـــــــــــــــــــ‬
‫البروفسور العالمي‪ /‬الوفي أبو شته (مغربي)‪ ,‬أستاذ الطب النفسي ورائد العالج الديني‬ ‫(‪)3‬‬
‫في الوطن العربي وواضع التكنيكات العالجية التي تقوم على اإلقناع واستمالة مشاعر‬
‫المضطرب نفسياً‪ ..‬عمل بالمستشفى الفترة (‪1993‬ـ‪1996‬م) إال أن قصر مدة بقاءه‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪240‬‬

‫بشكل ٍ‬
‫كاف‪ .‬وتدريب من يمكن أن يقومون‬ ‫ٍ‬ ‫بالمستشفى لم تمكنه من تقديم اتجاهه العالجي‬
‫بهذا النوع من العالجات وكان ذلك قبل صدور قرار وزارة الصحة (‪2000‬م) بإنشاء‬
‫مكاتب التوعية الدينية في مرافق ووحدات الوزارة المختلفة ليكون هذا الدور من ضمن ما‬
‫تقوم به هذه المكاتب من أدوار مع الفرق في الكيفية‪.‬‬
‫‪241‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫((الذين أمنوا وتطمئن قلوبهم! بذكر اهلل أال بذكر اهلل تطمئن القلوب))‬
‫"الرعد ‪ "28‬وحاالت اإلدمان والوسواس! القهري‪ ,‬وغيرها من الحاالت الذهانية‬
‫والتي يمكنها االستفادة من هذه الجلسات الدينية التوعوية‪.‬‬
‫مكان هـذه الجلسات الدين ــية مكتب التوعية الدينية أو في أقسـام! التنويم الداخلية‬
‫أو في أغلب األحيان مسجد المستشفى‪.‬‬
‫أحد عشر‪:‬ـ القيام بالزيارات الميدانية للمرضى بعد خروجهم! من المستشفى‪:‬‬
‫حيث يقوم األخصائي االجتماعي المسئول عن المريض الذي تقرر زيارته‬
‫من ِقبـل الفريق المعالج بزيارته في منزله يسبق ذلك التنسيق! مع ذويه وأخذ‬
‫موافقتهم على الزيارة‪)1( .‬‬
‫والهدف منها االطمئنان على استقرار حالة المريض والتأكد! من انتظامه على‬
‫تناول العالج وفي مواعيده المحددة من ِقبل الطبيب النفسي‪ .‬والتعرف على مدى‬
‫تقبله وتكيفه مع بيئته االجتماعية داخل أسرته ومجتمعه‪ .‬ومن خالل الزيارة‬
‫يناقش مع ذوي المريض مستقبل المريض الزواجي! والمهني ومجاالت قضاء‬
‫وقت الفراغ‪ ,‬ونوعية العالقات االجتماعية‪ ,‬والمسؤوليات التي يوكلها األهل‬
‫للمريض‪ .‬ويوجه األخصائي! االجتماعي األسرة إلى الطريقة السليمة والصحية‬
‫في التعامل مع المريض النفسي لتجنب االنتكاسات المرضية‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــ‬
‫(‪ )1‬هذا الدور يعيقه العديد من الصعاب بسبب قصور الثقافة الصحية النفسية لدى معظم‬
‫األهالي وجهلهم بدور األخصائي االجتماعي‪.‬‬
‫وكيف أنه البد من عدم وصمه بالمرض النفسي والحرص على تجنب ترديد!‬
‫العبارات السالبة المحطمة للذات‪ .‬وحثه على تخفيف نبرة االنتقاد وتعزيز جانب‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪242‬‬

‫المبادرة لدى المريض في اتخاذ قراراته المصيرية بنفسه وبمتابعة أسرية واعية‬
‫ومتوازنة ال تسلط فيها وال إهمال‪.‬‬
‫أثنى عشر‪:‬ـ التعاون مع قسم التدريب والتعليم المستمر‪:‬‬
‫ويتم ذلك عن طريق! القيام بالمهام التالية‪-:‬‬
‫‪ -1‬إعداد وتقديم المحاضـرات! التخصصية ذات العالقة بطبيعة العمــل‬
‫االجتماعي‪.‬‬
‫‪ -2‬المشـاركة في عرض الحاالت السـريرية (الجانب االجتماعي للحــالة)‪.‬‬
‫‪ -3‬تقديم المس ــاعدات والتســهيالت! التدريبــية لطـالب وطالبات! الجامعات‬
‫والكليات والمعاهد الصحية بنين وبنات‪.‬‬
‫وما الدليل الحالي ـ المتواضع ـ إال نموذجاً! لهذا التعاون‪.‬‬
‫ثالث عشر‪:‬ـ القيام بدور! العالقات العامة بالمستشفى‪:‬‬
‫ويتم هذا من خالل استقبال زوار المستشفى من عاملين في حقل الصحة‬
‫النفسية على مختلف فئاتهم الصحية‪ .‬وطالب وزارة التربية والتعليم! على مختلف‬
‫مراحلهم التعليمية وطالب وأعضاء هيئة التدريس من مختلف الجامعات المحلية‬
‫والعالمية كنوع من محاولة ربط المجتمع بالمستشفى! كمؤسسة لها دورها! في‬
‫المجتمع والتعريف بما تقدمه هذه المؤسسة من خدمات عالجية وتأهيلية‬
‫وتوعوية‪ .‬ومن األنشطة اإلعالمية التي يشارك فيها األخصائي! االجتماعي مع‬
‫قسم العالقات العامة واإلعالم بالمستشفى! المشاركات الصحفية‪(.‬أنظر المالحق‬
‫ص ‪ 48‬ـ‪)53‬‬

‫وهــي على النحو اآلتي‪:‬‬


‫‪243‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫‪ -1‬الـرد على تساؤالت واستفسارات المواط ــنين والصحفيين عن ك ــل ما يتعلق‬


‫بالمستشــفى‪ .‬ولكن في نط ــاق ما يس ــمح به النظـ ـ ــام والذي يؤك ــد على ع ـ ــدم‬
‫المساس بكرامة نزالء المستشفى وخصوصيتهم‪.‬‬
‫‪ -2‬اإلدالء بالرأي االجتـماعي المتخـصص فيما يطرحه الصح ــفيون من تحقيقات‬
‫وقضـايا! ومشكالت اجتماعية تشـغل المجتمع ويطلبون المشــاركة في‬
‫تشخيصها وطرح الحلول المناسبة لها‪.‬‬
‫‪ -3‬تقديم االستشارات النفسية واالجتماعية (أنظر الملحق الرابع ص ‪45‬ـ‪)50‬‬
‫هدف أخر؛ وهو اإلسهام توعوياً وعبر مختلف الوسائل اإلعالمية المتاحة‬
‫في تصحيح االتجاهات السالبة والمعتقدات الخاطئة والتي خلفتها الموروثات!‬
‫الشعبية البالية وضعف! الوعي الصحي النفسي لدى البعض من أفراد المجتمع‬
‫نحو حقيقة‪:‬‬
‫‪ ‬المرض النف ـ ــسي‪.‬‬
‫‪ ‬المريــض النفسي‪.‬‬
‫‪ ‬الطبيب النفسي‪.‬‬
‫‪ ‬العـ ـ ــالج النفسي‪.‬‬
‫‪ ‬المصحة النفسية‪.‬‬
‫‪ ‬العيــادة النفسية‪.‬‬
‫في محاولة جادة للتخفيف من حدة وطــأة وصمة عار ‪Stigma‬المرض التي‬
‫يعاني منها المريض النفسي المقيم في المصحة النفسية أو من يعيش خارجها!‬
‫والتي من أثارها السلبية أيضا إحجام من يحتاج للعالج النفسي عن مراجعة‬
‫العيادة النفسية لخشيته من نظرة المجتمع الجائرة والتي قد تدفعه إلى اللجوء‬
‫لمدعي العالج الشعبي من السحرة والمشعوذين طلباً للعالج‪.‬‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪244‬‬

‫أربع عشر‪:‬ـ العمل بالعي ــادة الخارج ــية‪)1( :‬‬


‫حيث يحدد لكل أخصائي اجتماعي يومين أو ثالثة أيام من كل شهر ضمن‬
‫الجدول الشهري (أنظر المالحق ص‪ )46‬لمقابلة الحاالت الجديدة بالعيادة‬
‫الخارجية وإ عداد البحوث االجتماعية الشاملة لها ‪ .‬إلى جانب التدخل المهني لحل‬
‫ما قد يحدث من مشكالت داخل العيادة‪ ,‬مثال‪ :‬مريض يرفض االستجابة‬
‫لتعليمات الهيئة التمريضية بالعيادة‪ .‬أو يرفض (التنويم) حين ُيقرر له‪ ..‬وهنا‬
‫تبرز مهنية األخصائي االجتماعي في إقناع المريض وتبصيره بأهمية قبول ما‬
‫قُرر له من إجراء هو في صالحه ال ريب‪.‬‬
‫وقد يقفز إلى األذهان سؤال وهو إذا كان هذا هو ما يقوم به األخصائي!‬
‫االجتماعي من أدوار ومهام في ميدان الخدمة االجتماعية الطبية (المجال النفسي)‬
‫فمــا هـي إذاً أدوار ومهـ ــام! األخصــائية االجتمـاعية في المج ــال نفسـه؟‬
‫واإلجابة هي‪ :‬يقع على عاتق األخصائية االجتماعية وفي! حدود قدراتها‬
‫وخصوصيتها! كمواطنة سعودية معظم هذه األدوار والمسؤوليات نحو المريضات!‬
‫بأقسام التنويم! الداخلية وعيادة النساء وزائرات! المستشفى‪.‬‬
‫ـــــــــــــــــــ‬
‫(‪ )1‬وضع دور األخصائي االجتماعي في العيادة الخارجية كأخر دور ليس ألنه أقل األدوار‬
‫ممارس ـةً ـ كما قد يعتقد ـ ولكن الرتباط األدوار السابقة ببعضها البعض‪ .‬وألنه يمارس معظمها‬
‫بأقسام التنويم‪.‬‬

‫المراجع‬

‫‪ -1‬إقبال‪ ,‬بشير (‪1980‬م) الخدمة االجتماعية الطبية‪ ,‬القاهرة‪ :‬وزارة الشئون‬


‫االجتماعية‪.‬‬
‫‪245‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫‪ -2‬الصادي‪ ,‬أحمد فوزي ‪ ,‬عجوبة‪ ,‬مختار إبراهيم (‪1999‬م) الخدمة‬


‫االجتماعية وقضايا! التنمية في الدول النامية‪ ,‬الرياض‪ :‬دار اللواء‪.‬‬
‫‪ -3‬جمــل الليـ ـ ـ ــل‪ ,‬محمد جعفـ ـ ـ ــر (‪2002‬م) المس ـ ــاعدة اإلرشـ ـ ـ ــادية النفسـ ــية ‪ ,‬ط‬
‫‪ ,2‬جدة‪ :‬الدار السعودية للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫‪ -4‬زهران‪ ,‬حامد عبـدالسالم (‪1997‬م) الصحة النفسية والعـ ـ ــالج النفسي‪ ،‬ط‪,3‬‬
‫القاهرة‪ :‬عالم الكتاب‪.‬‬
‫‪Bisno ,H, Philosophy Of Social Work, Public Affairs Press. -5‬‬
‫‪.1953,P.I‬‬
‫‪Ross.M. Community Organization: Theory and Principles, Harper-6‬‬
‫‪and Brothers,1955 MP 36‬‬

‫المالحـق‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪246‬‬
‫‪247‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫عناصر البحث االجتماعي الشامل‬

‫(يسجل اليـ ــوم‬


‫الي ــوم‪ُ -:‬‬
‫(يسجل التاريخ)‬
‫التاريخ‪:‬ـ ُ‬
‫أوالً‪:‬ـ البيانات األولية‪:‬‬
‫أ‪ -‬االســم ‪ /‬يسجل االسم رباعياً في الصفحات المخصصة للبحث االجتماعي‬
‫الشامل داخل الملف الطبي (‪)1‬‬
‫ب ‪ -‬العمـ ــر ‪ /‬يسجل العمر ألسباب عدة منها ارتباط! بعض األمراض النفسية‬
‫بمرحلة عمرية معينة‪.‬‬
‫ج ‪ -‬العنوان‪ُ /‬يسجل العنوان بالتفصيل‪ ,‬وأرقام الهواتف! الثابتة وأرقام!‬
‫(الجواالت) الخاصة بذوي المرضى! ألهمية ذلك في التواصل معهم عند‬
‫الحاجة الستكمال البحث االجتماعي الشامل‪ ,‬أو عند الحاجة لطلب موافقتهم‬
‫على إجراء تدخل جراحي‪ ,‬أو عمل جلسات العالج بالكهرباء (‬
‫‪ )Electroconvulsive Therapy‬أوحين تظهر الحاجة الستدعائهم! الستالم‬
‫مرضاهم عند تحسن حاالتهم وتأهلهم للخروج من المصحة‪ ,‬أو عند أي‬
‫طـارئ كالوفاة مثالً‪.‬‬

‫ثانياً‪:‬ـ الشـكوى‪:‬‬
‫ولها مصدرين‪ /‬المصدر األول‪ :‬وهو المريض نفسه حيث يتاح له المجال‬
‫للحديث عن معاناته المرضية‪ .‬وهنا يجب االلتزام بتطبيق! كامل شروط! المقابلة‬
‫المهنية ومنها‪ :‬االستماع واإلصغاء! إلى ما يذكره له المريض والبد من تسجيل‬
‫اسم المريض رباعياً الهدف منه تجنب حدوث الخطأ‪ .‬ولكي يسهل التعرف على‬
‫ملفه الطبي عند الحاجة سواء في جناح التنويم! أو في العيادة الخارجية ألن تشابه‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪248‬‬

‫بعض األسماء في االسم الثاني والثالث وأحياناً عدم وضوح الرقم! الطبي على‬
‫الغالف الخارجي! للملف يؤدي! إلى ضياع الوقت في التحقق من صحته‪.‬‬
‫وخصوصاً حين ُيجرى البحث للمريض في العيادة فقد يتضجر! المريض من‬
‫االنتظار وربما! يغادر العيادة دون أن يحصل على الخدمة‪.‬‬
‫تسجيل حديثه بنفس المفردات التي نطقها تماماً‪.‬‬
‫المصدر الثاني‪ :‬المرافقين للمريض كأحد الوالدين أو أحد األخوان أو أحدى‬
‫األخوات أو أحد األقارب حتى يتم وضع تصور! نهائي عن طبيعة الشكوى!‬
‫المرضية الحالية‪ .‬واثبات أو نفي ما ذكره المريض عن نفسه‪.‬‬
‫ثالثاً‪:‬ـ التاريخ المرضي‪:‬‬
‫ويشمل على اآلتي‪:‬‬
‫أ‪ -‬التاريخ المرضي! السابق‪ :‬وذلك لمعرفة في أي سن بدأ المرض؟ ومعرفة ما‬
‫إذا كان المرض مزمن أو حاد؟ وما هي المحاوالت العالجية التي أجريت؟‬
‫وما هو التشخيص النهائي الذي وضع للمريض حينها؟‬
‫ب ‪ -‬التاريخ المرضي! في األسرة‪ :‬لتأكد من تأثير العامل الوراثي على حالة‬
‫المريض من عدمه‪.‬‬
‫رابعاً‪:‬ـ التكوين األسري‪:‬‬
‫حيث يتم تسجيل أسماء أفراد األسرة كاملة والبد من الحرص قدر اإلمكان على‬
‫استيفاء كافة البيانات الخاصة بكل فرد من األسرة‪ .‬من حيث االسم‪ ،‬درجة‬
‫القرابة‪ ,‬السن‪ ,‬المستوى! التعليمي‪ ,‬العمل‪ ,‬الدخل‪ .‬وإن كان عدد األخوة األشقاء‬
‫أكثر من سبعة أشخاص فيكتفى بذكر هم فقط ويشار! للبقية بالعدد على هذا النحو‪:‬‬
‫األخوة األشقاء (يسجل العدد) ‪ ,‬األخوات الشقيقات (يسجل العدد)‪ ،‬األخوة غير‬
‫‪249‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫األشقاء (يسجل العدد) ‪ ,‬األخـ ــوات غير الشقيقات (يسجل العدد) من جانب‬
‫األب‪ ,‬أو من جانب األم‪.‬‬
‫خامساً‪:‬ـ السمات الشخصية للوالدين‪)1( :‬‬
‫حيث ُيسأل عن سمات األب الشخصية ‪ :‬هل هو عصبي؟ ‪ ,‬أم هادئ؟ ‪ ,‬معتدل‬
‫المزاج؟ ‪ ,‬أم متقلب؟ ‪ ,‬هل هو صعب في التعامل؟ ‪ ,‬أم متسامح ؟ ‪ ,‬والحال نفسه‬
‫ينطبق على األم في تعاملها المستمر مع أبنائها‪.‬‬
‫سادساً‪:‬ـ البيئة والسكن‪:‬‬
‫بحيث تحدد مكان اإلقامة هل يقيم في مدينة؟ ‪ ,‬أم قرية؟ ‪ ,‬أم هجرة؟ كذلك‬
‫التطرق لطبيعة المسكن هل هو بناء مسلح؟ ‪ ,‬أم بناء شعبي؟ (‪)2‬‬
‫سابعاً‪:‬ـ الدخـ ــل المــادي ‪:‬‬
‫ويقصد به مقدار الدخل؟ ‪ ,‬وكيفية إنفاقه؟ ‪ ,‬وما هو مصدره (راتب حكومي‪,‬‬
‫معاش تقاعدي‪ ,‬جمعية خيرية‪ ,‬أهل الخير)؟ ‪ ,‬وهل هو مطالب بديون يصعب‬
‫عليه سدادها؟ (‪)3‬‬
‫______________________________________________‬
‫(‪ )1‬السمات الشخصية الوالدية تنعكس على طريقة التعامل مع األبناء‪ .‬وتؤثر بالتالي على‬
‫مستوى صحتهم النفسية‪ .‬فالمعاملة السيئة تزيد من احتماالت اإلصابة باالضطرابات‬
‫النفسية‪.‬‬
‫(‪ )2‬التعرف على نمط المأوى والمعيشة يسهم في تحديد ما إذا كان للحالة المادية أثر في‬
‫معاناة المريض؟ أم ال؟‬
‫االستــقرار المادي لــه دوره الهام في مستوى التمتع بالصحة النفسية واالس ـ ــتقرار‬ ‫(‪)3‬‬
‫االجــتماعي‪.‬‬

‫ثامناً‪:‬ـ التاريخ التطوري! للحالة ‪:‬‬


‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪250‬‬

‫هل الحمل كان مرغوباً فيه؟ ألن هذا يوضح مدى تقبل أفراد األسرة للمريض منذ‬
‫أن كان جنيناً‪.‬‬
‫كذلك حالة األم أثناء الحمل؟ وما هي األمراض التي تعرضت لها أثناء الحمل‬
‫به؟ وإ ن أمكن التعرف على العالجات التي تناولتها! حينها‪ ,‬حيث أن الجنين ـ وكما‬
‫هو معروف! ـ يتأثر بما تعانيه أمه من مضاعفات العالج وتأثيراته الجانبية‪ .‬وحالة‬
‫الوالدة هل هي طبيعية أم قيصرية؟ ‪ ,‬كما يتم التطرق! إلى طفولة المريض من‬
‫حيث األتي‪ :‬التسنين‪ ..‬الحبو‪ ..‬المشي‪ ..‬الكالم‪ ..‬عملية ضبط اإلخراج‪ .‬وما هي‬
‫األعراض العصابية التي ظهرت عليه أثناء طفولته (مثل‪ :‬مص األصبع‪ ,‬قضم‬
‫األظافر‪ ,‬التجوال الليلي‪ ,‬التبول الالإرادي)؟ هل تعرض في حياته ألي من‬
‫األمراض؟ (تذكر أن وجدت)‪.‬‬
‫هل تعرض ألي حــادث من أي نوع كحادث سيارة مثالً تعـرض بسببه إلعـ ــاقة أو‬
‫فقد على أثره الوعي‪ ,‬كما يجب تحديد في أي سن حدث فقدان الوعي؟ وتحديد!‬
‫مدة اإلغماء ـ إن أمكن ـ ولو بشكل تقريبي‪ .‬وفي الغالب فإن المصدر األساسي!‬
‫لهذه المعلومات هو األم ثم األب‪)1( .‬‬

‫ـــــــــــــــــــ‬
‫(‪( )1‬فقدان الوعي) من المعلومات الهامة التي يحرص الطبيب النفسي على معرفتها عند‬
‫تشخيصه للحالة‪.‬‬
‫‪251‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫تاسعاً‪:‬ـ العالقات االجتماعية‪)1( :‬‬


‫وهنا يتم التعرف على اتجاه المريض الشخصي نحو مفهوم العالقات االجتماعية؟‬
‫ع ـ ــدد األص ـ ـ ــدقاء؟‬
‫وما هي طبيعة تلك الصداقات؟ وما هي مستوياتها؟!‬
‫عاشراً‪:‬ـ العـ ــادات والهـ ــوايات‪)2( :‬‬
‫وهنا يتم التركيز! في جانب العادات على السيئة منها بشكل أكبر كتدخين السجائر!‬
‫والسهر‪ .‬والتعرف! أيضا على الهوايات (االهتمامات الخاصة) والنشاطات التي‬
‫يحرص المريض على ممارستها‪ !,‬ويفضل سؤال المريض الذي يهوى القراءة‬
‫عن نوعية القراءات التي يحرص على قراءتها لتحديد اتجاهاته الفكرية‪,‬‬
‫واهتماماته المعرفية‪ ,‬وعـ ــالقتها بالمرض إن وجدت‪)3( .‬‬

‫ـــــــــــــــــــ‬
‫(‪ )2( )1‬من مظاهر الصحة النفسية السليمة القدرة على عقد صداقات مع أفراد أسوياء‬
‫وصالحين‪ .‬ألن العزلة واالنطواء من مؤشرات عدم التوافق النفسي واالجتماعي‪.‬‬
‫ومن مظاهرها أيضا االبتعاد عن ممارسة العادات السيئة‪ .‬والميل نحو ممارسة الهوايات‬
‫واألنشطة النافعة التي تعيد للنفس نشاطها وحيويتها‪ .‬وتجعلها أكثر إقباالً على الحياة والتمتع‬
‫بمباهجها‪.‬‬
‫(‪ )3‬هناك بعض الضالالت المرضية لدى بعض مرضى الفصام كضالالت العظمة‬
‫‪ Grandiose‬ترتبط باعتقاد ينشأ عن فهم خاطئ لدى المريض لفكرة ما قرأها في ٍ‬
‫كتاب أو‬
‫مطبوعةً ما األمر الذي يجعله يؤمن بها مرضياً ويطبقها (أو ينسبها) إلى نفسه‪ .‬مثال‪ :‬مريض‬
‫أو أنه زعـيم!!‬ ‫يعتقد أنه رسول!!‬
‫الحادي عشر‪:‬ـ االتجاهات السلوكية‪:‬‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪252‬‬

‫وهنا يتم التركيز! تحديداً على الخبرات الجنسية التي مر بها المريض الحتمال‬
‫تأثيرها على حالته المرضية‪ ,‬لهذا ُيســأل المريض عنها بأسلوب مهني مناسب‬
‫يشجع المريض على البوح عن انحرافه الجنسي أن كان منحرفاً جنسياً بالفعل‬
‫فيفصح عنه بال خوف وال حرج‪ .‬ومن هذه االنحرافات ممارسة الجنسية المثلية‬
‫‪ Homosexual‬أو إقامة عالقات جنسية غير شرعية‪ ,‬ومن االتجاهات السلوكية‬
‫األخرى االتجاه السلوكي العــدواني‪.‬‬
‫الثاني عشر‪:‬ـ إدمان المخ ــدرات‪)1( :‬‬
‫وهنا ُيسأل المريض عن ما أذا كان يتعاطى أي نوع من المخدرات أو المسكرات‬
‫أو أنه قد سبق له وأن تعاطى! نوعاً منها ثم امتنع عن التعاطي‪ !,‬وحين يصرح‬
‫بتعاطيه ألياً منها يطلب منه حينها أن يحدد أنواع وكميات المواد‪ ,‬ومدة ومرات‬
‫التعاطي‪ .‬التي كان أو مازال يتعاطاها‪.‬‬
‫الثالث عشر‪:‬ـ الحياة الزواجية‪:‬‬
‫وهنا ُيسأل المريض عن اآلتي‪:‬‬
‫ـ هل تم الزواج برغبته؟ أم برغبة أحد من والديه؟ أو غيرهما؟‬
‫ـ ما هو الس ــن الـذي ب ــدأ فيه حي ــاته الزوجــية؟‬
‫ـ هل كانت الزوجة أكبر منه سناً أم أصغر منه؟‬
‫______________________________________________‬
‫(‪ )1‬غالباً ما ينكر المريض أنه قد تعاطى أي نوع من المخدرات أو المسكرات‪ .‬ولكن يستطيع‬
‫األخصائي االجتماعي الحاذق تشجيع المريض على البوح حين يكون قد نجح معه في إقامة‬
‫عالقة مهنية تقوم على مبدأ الثقة والسرية التامة‪.‬‬
‫‪253‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫ـ هل يعاني أياً من أفراد األسرة من مرض مزمن أو إعاقة يتطلب رعاية وخدمة‬
‫خاصة (ظروف! صحية تشكل عبء إضافي على الزوج المريض أو الزوجة‬
‫المريضة أو االبن المريض أو االبنة المريضة)؟‬
‫ـ هل هناك خالفات زوجية (غير الخالفات البسيطة المعتادة)؟‬
‫ـ كم عدد مرات الزواج؟ وعدد مرات الطالق؟ وعدد الزوجات الالتي مازلن في‬
‫ذمته؟ وعدد األطفال األشقاء؟ (وفي حالة زواجه بأكثر من زوجة فيسأل عن عدد‬
‫األطفال من ك ــل زوجة)؟ وما هو سبب أو أسباب االنفصال‬
‫( إن وجدت)؟‬
‫الرابع عشر‪:‬ـ التاريخ الدراسي‪:‬‬
‫وهنا يسأل المريض عن اآلتي‪:‬‬
‫ـ مستواه الدراسي! الحالي (أخر مؤهل علمي يحمله)؟‬
‫ـ مستوى تحصيله الدراســي بصفة عـامة؟‬
‫ـ المشـ ــكالت الدراس ــية التــي قابلـ ـ ــته ؟‬
‫ـ طبيــعة عــالقاته مع زمــالئه الطــالب؟ ومع المعل ــمين؟ ومع إدارة المدرسـة ( أو‬
‫المعهد أو الكلية)؟‬
‫الخامس عشر‪:‬ـ التاريخ المهني‪:‬‬
‫وهنا ُيسـ ـ ــأل المريض عــن اآلت ـ ــي‪:‬‬
‫ـ السن الذي بدأ يمارس فيه العمل‪.‬‬
‫ـ ما هو عـمله السـ ــابق؟ وما هو عم ــله الحالي (إذا حصـ ــل تغيير للمه ــنة)؟‬
‫ـ ما هي سبب أو أسباب الفصل من العمل السابق (إن وجد فصل وظيفي)؟‬
‫ـ مستوى رضاه الوظيفي؟‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪254‬‬

‫ـ هل مازال يعمل؟ أم أنه اآلن بال عمل؟‬


‫السادس عشر‪:‬ـ مرئيات األخصائي االجتماعي‪:‬‬
‫‪ o‬وصف حالة المريض أثناء المقابلة (التعبيرات غير اللفظية) من حيث‬
‫النواحي التالية‪:‬‬
‫ـ مدى رغبته في إجراء المقابلة االجتماعية‪.‬‬
‫ـ طريقة جلوسه (متكلف‪ ,‬كثير الحركة‪ ,‬عـادي)‪.‬‬
‫ـ طبيعة حـديثه (منطــقي‪ ,‬متراب ــط‪ ,‬مضــطرب)‪.‬‬
‫ـ تعب ــيرات وج ــهه‪.‬‬
‫ـ مظهره الخارجي‪.‬‬
‫‪ o‬وصـف الحـالة العقـلية )‪ Mental Stat (1‬من حيث النواحي التالية‪:‬‬
‫ـ الحالة المزاج ــية ‪ Mood‬بش ــكل عـ ـ ــام‪.‬‬
‫ـ مدى اســتبصاره ‪ Insight‬بح ــالته المرضـ ــية‪.‬‬

‫______________________________________________‬
‫(‪ )1‬وصف الحالة العقلية للمريض هي من اختصاص الطبيب النفسي‪ .‬ولكن ال غضاضة من‬
‫أن يسأل األخصائي االجتماعي (حسب قدرته العلمية في هذا الجانب) بعض األسئلة التي‬
‫تتعلق بجزء يسير من تقييم الحالة العقلية حتى يكون لديه تصور عام عن حالة المريض‪.‬‬
‫‪255‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫ـ إدراكه‪ Orientation‬للزمان والمكان واألشخاص‪.‬‬


‫ـ مستـوى الذاكـرة ‪ :Memory‬حيـث توجـه له أسـئلة للتـأكد من مستوى‬
‫البعيدة‪.) Remote‬‬ ‫ذاكرته (الحــالية ‪ ,Immediate‬الق ــريبة ‪,Recent‬‬
‫ـ الهالوس ‪( Hallucinates‬سمعية ‪ -‬مرئية ‪ -‬حسية ‪ -‬شمية ‪ -‬ذوقية)‪.‬‬
‫ـ حكمه ‪Judgement‬العام على األشياء‪.‬‬
‫‪ o‬التعلي ـ ــق على اتجاهاته الخاصة‪.‬‬
‫‪ o‬تقييـم عام (تشخيص اجتماعي)‪.‬‬
‫‪ o‬نظ ــرته للمس ـتــقبل (طم ــوحاته)‪.‬‬
‫إس ــم الباحث‬ ‫االس ــم‪:‬‬

‫توقيــع‬ ‫التوقيـع‪:‬‬
‫الباح ــث‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪256‬‬

‫عناصر البحث االجتماعي التتبعي‬

‫التاريخ‪-:‬‬
‫ُ يسجل التاريخ‪.‬‬

‫‪1‬ـ حالة المريض الراهنة‪:‬ـ من حيث مدى إدراكه للزمان والمكان واألشخاص‬
‫ومدى صلته بالواقع! من حيث قوة تلك الصلة أو ضعفها أو انعدامها‪.‬‬
‫كذلك مدى استبصاره بحالته المرضية بمعنى أنه ال ينفي وجود المرض وأنه‬
‫بالفعل يحتاج للعالج بل ويطلبه‪ .‬كذلك التركيز على األعراض المرضية‬
‫المتبقية‪ .‬والكشف عن مدى حرصه على تناول العالج‪.‬‬
‫‪2‬ـ أثناء المقابلة‪:‬ـ تسجيل ما مدى تقبله للجلوس أمام األخصائي! االجتماعي؟ وما‬
‫مدى قدرته على التحدث والحوار؟! هل هو صريح في إجاباته على األسئلة‬
‫التي يطرحها! عليه األخصائي! االجتماعي؟ أم أنه مراوغ؟ كذلك الكشف عن‬
‫طبيعة الكالم‪ :‬هل هو كالم واضح ؟ أم أنه كالم غامض؟ وهل هو كالم‬
‫منطقي؟ أم أنه غير منطقي؟ وهل حديثه مترابط؟ أم أنه غير مترابط؟! وهل‬
‫يمكن الدخول معه في حديث مجدي؟ أم أنه يخلط في الكالم؟ فيقفز من‬
‫فكرة إلى أخرى بطريقة غير منطقية؟ وهل محتوى الحديث يتضمن أي‬
‫نوع من االعتقادات الضاللية‪ Delusions‬أم أن حديثه أصبح طبيعياً! وبدأ‬
‫ينم عن تحسن حالته‪.‬‬

‫‪3‬ـ سلوكياته ومشاركاته‪:‬ـ‬


‫‪ ‬داخل الجناح‬
‫‪257‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫ويسجل األخصائي االجتماعي سلوكيات المريض من حيث هل هو‬


‫اجتماعي؟ أم أنه انطوائي؟!‬
‫وهل يثير مشكالت مع المرضى؟ أو العاملين؟ أم أنه هادئ؟‬
‫وهل يستجيب لتعليمات األطباء وتوجيهات الهــيئة التمريضيــة؟‬
‫أم أنـ ــه أنه ال يستجيب‪..‬؟‬
‫‪ ‬خارج الجناح‬
‫ويسجل األخصائي االجتماعي مدى رغبة المريض في المشاركة فيما هو‬
‫ُ‬
‫متاح من أنشطة خارجية كالخروج! الحر (النزهة الحرة) وخروج اليوم‬
‫الكامل‪ ,‬وكذلك رغبة في الحضور! والمشاركة في الحفالت الترفيهية‬
‫المقامة أسبوعياً بالمركز! الترفيهي! بالمستشفى‪.‬‬
‫‪4‬ـ خدماته الخاصة‪:‬ـ حيث ُيسجل األخصائي! االجتماعي مالحظاته على المظهر‬
‫الخارجي للمريض‪ .‬ويوضح في البحث مستوى! اهتمامه بنظافته الشخصية؟‬
‫و هل يعتمد في تلبية احتياجاته الخاصة على نفسه؟ أم على الهيئة‬
‫التمريضية؟‬
‫‪5‬ـ الزيارات وموقف األسرة‪:‬ـ يقوم األخصائي! االجتماعي بتسجيل الزيارات‬
‫واالتصاالت الهاتفية الشخصية التي يتلقاها المريض‪ ,‬وتحديد األشخاص‬
‫الذين زاروه أو اتصلوا به هاتفياً‪ ,‬ودرجة قرابتهم له‪ .‬وتسجيل أثر هذا‬
‫التواصل االجتماعي على حالته النفسية‪.‬‬
‫والبد أن يكون األخصائي االجتماعي على دراية وافية عن تلك الموانع (‪)1‬‬
‫الطبية أو اإلدارية والتي تحول دون خروج المريض من المصحة نهائياً أو حتى‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪258‬‬

‫في إجازة قصيرة‪ .‬وال يفوت األخصائي االجتماعي تسجيل رأيه االجتماعي عن‬
‫مدى إمكانية المريض في العيش واالندماج! مع المجتمع الخارجي‪.‬‬

‫التوقيع‪:‬‬ ‫االس ـ ـ ــم‪ :‬إسم الباحث‬


‫توقيـع الباحث‬

‫______________________________________________‬
‫(‪ )1‬الموانع الطبية يقصد بها المبررات الطبية الهامة التي تجعل من بقاء المريض بالمصحة‬
‫أمراً ضرورياً‪ ,‬أما الموانع اإلدارية فهي التوصيات أو التوجيهات الرسمية التي ترد من مقام‬
‫الوزارة أو جهات أخرى حكومية والتي تطلب بقاء المريض مدة معينة كونه مثالً على ذمة‬
‫قضية ما‪ ,‬أو كاستجابة لطلب األهل ببقاء مريضهم بالمصحة لفترة ما حتى يتسنى لهم تهيئة!‬
‫ظروف مناسبة لعودته للعيش معهم من جديد‪.‬‬

‫البحث االجتماعي النفسي الشامل‬

‫تاريخ البحث ‪ 14 / /‬هـ‬ ‫أوالً‪ :‬بي ــانات الهوية‪:‬‬


‫االسم رباعي‪:----:‬ـ ‪---‬العمر‪:‬ـ ‪--‬‬
‫الجنسية‪:‬ـ ‪---------‬المهنة‪:‬ـ‪-------‬‬
‫‪259‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫الحالة االجتماعية‪:‬ـ‪-------------------‬‬
‫العنوان بالتفصيل‪:‬ـ المنطقة‪:‬ـ‪----‬المدينة‪:‬ـ‪---‬القرية‪:‬ـ‪---‬‬
‫الشارع‪/‬الحي‪:‬ـ‪-------‬بواسطة‪:‬ـ‪--------‬‬
‫تلفون‪:‬ـ‪----------‬رقم! أخر‪:‬ـ‪-------‬‬
‫مصدر المعلومات‪:‬ـ‪-----------------‬‬
‫اسم وعنوان أقرب شخص يمكن الرجوع! إليه‪:‬ـ‪-----------------‬‬
‫جهة التحويل‪:‬ـ‪-----------------‬‬
‫السبب‪:‬ـ ‪----------------------------------------‬‬
‫نوع الحالة‪:‬ـ‪1---‬ـ جديد‪2 ---‬ـ متردد‪3 ---‬ـ عيادة خارجية‪ ----‬تنويم‬
‫باألقسام! الداخلية‪:‬ـ‪--------‬‬
‫هل هناك مشكالت اجتماعية‪:‬ـ‬
‫لـهـا عـالقة بالمريض (تذكر بالتفصيل)‬ ‫هل هناك مشكالت مه ـ ـ ــنية‪:‬ـ‬
‫هل هناك مشكالت مـ ـ ـ ــادية‪:‬ـ‬
‫‪---------------------------------------------‬‬

‫التكوين األسري‬

‫الدخل‬ ‫العمل‬ ‫مستوى! التعليم‬ ‫درجة القرابة‬ ‫السن‬ ‫االسم‬


‫‪-----------------------------------------------‬‬
‫‪-----------------------------------------------‬‬
‫‪-----------------------------------------------‬‬
‫‪-----------------------------------------------‬‬
‫‪-----------------------------------------------‬‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪260‬‬

‫‪-----------------------------------------------‬‬
‫‪-----------------------------------------------‬‬
‫‪-----------------------------------------------‬‬
‫‪-----------------------------------------------‬‬
‫‪-------------------------------------‬‬
‫عالقاته مع أفراد أسرته‪:‬ـ‪------------------------------‬‬
‫ترتيبه بين أخوته‪:‬ـ‪----------------‬‬
‫السمات الشخصية للوالدين‪:‬ـ‪-------------‬‬
‫األب‪:‬ـ‪--------------------‬‬
‫األم‪:‬ـ‪----------------------‬‬
‫درجة القرابة‪:‬ـ‪-------------------‬‬
‫التاريخ المرضي! في األسرة (أمراض نفسية‪/‬إدمان)‪---------------‬‬
‫‪261‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫ال ( )‬ ‫نعم ( )‬ ‫األسرة من النوع العاطفي الناقد المتدخل‪.‬‬

‫ال ( )‬ ‫نعم ( )‬ ‫األسرة من النوع المتسلط‪.‬‬

‫ال ( )‬ ‫نعم ( )‬ ‫األسرة من النوع الذي ال يتحمل المسؤوليات بالشكل‬


‫المطلوب‬
‫ال ( )‬ ‫نعم ( )‬ ‫األسرة من النوع المبالغ في الحب والحماية‪.‬‬

‫األسرة من النوع المتفهم الواعي الذي يشجع‬

‫ال ( )‬ ‫نعم ( )‬ ‫على بناء الشخصية االستقاللية‪.‬‬

‫البيئة والمسكن‪:‬ـ (بادية‪ ,‬حضر‪ ,‬ملك‪ ,‬ايجار)‪------------------‬‬


‫التاريخ التطوري للحالة‪:‬ـ‬
‫أـ مكان الوالدة حالة األم أثناء الحمل ـ الوالدة‪.‬‬
‫ب ـ مراحل النمو والضغوط التي تعرض لها‪.‬‬
‫جـ ـ األعراض العصابية في الطفولة‪( :‬مص األصابع ـ قضم! األظافر ـ التجوال‬
‫الليلي)‪------------------------------------ :‬‬
‫الحوادث وفقدان الوعي (مدته وتاريخه) ‪---------------------‬‬
‫العادات‬
‫والهوايات‪----------------------------------------:‬‬
‫اتجاهات‬
‫سـلوكية‪---------------------------------------:‬‬
‫التاريخ الدراسي‪:‬ـ ‪-----------------------‬‬
‫التاريخ المهني‪:‬ـ ‪-----------------------------------‬‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪262‬‬

‫الدخل‪:‬ـ‪---------------------‬مصدره‪:‬ـ‪-------------‬‬
‫الحياة الزوجية‪:‬ـ سن الزواج‪:‬ـ‪-----‬درجة القرابة بين الزوجين‪:‬ـ‪-------‬‬
‫عدد الزوجات‪:‬ـ‪----‬عدد مرات الطالق‪:‬ـ‪---‬حاالت الوفاة‪:‬ـ‪-----‬عدد األبناء‬
‫من كل زوجة‪:‬ـ‪-----‬‬
‫مع من يعيش األبناء‪:‬ـ‪----------------‬‬
‫ـ نظرته لنفسه‪:‬ـ ‪------------------‬‬
‫ـ نظرة الناس له‪:‬ـ‪----------------‬‬
‫ـ نظرته للنـ ــاس‪:‬ـ ‪----------------‬‬
‫اإلدمان وسوء استخدام!‬
‫العقاقير‪------------------------------------:‬الشخصية‬
‫قبل المرض‪-----------------------:‬‬
‫المرئيات‬
‫العـ ــامة‪------------------------------------------:‬‬
‫‪-----------------------------------------------‬‬
‫‪-----------------------------------------------‬‬
‫‪-----------------------------------------------‬‬
‫‪-----------------------------------------------‬‬
‫‪-----------------------------------------------‬‬
‫‪-----------------------------------------------‬‬
‫‪-----------------------------------------------‬‬
‫‪-----------------------------------------------‬‬
‫‪---------------------------‬‬
‫‪263‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫االس ـ ــم‪:‬‬
‫التوقيع‪:‬‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪264‬‬

‫الخدمة االجتماعية في غرف الطوارئ‬


‫‪SOCIAL WORK IN EMERGENCY ROOMS‬‬

‫إعــــداد‬

‫عبدالمجيد طاش نيازي‬

‫محاضر الخدمة االجتماعية‬


‫جامعة اإلمام محمد بن سعود اإلسالمية‬

‫‪1429-2008‬‬

‫تمهيد‬
‫‪265‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫أج!!رى ع!!دد من الب!!احثين مجموعة من الدراس!!ات ال!!تي اس!!تهدفت التع!!رف‬


‫على م! !!دى ت! !!وفر الخ! !!دمات االجتماعية والنفس! !!ية للمرضى! الم! !!ترددين على أقس! !!ام‬
‫الط ! !!وارئ! في المستش ! !!فيات‪ ،‬وتحديد نوعية ال ! !!برامج والخ ! !!دمات االجتماعية ال ! !!تي‬
‫يحصل عليها المرضى وأس ! ! !!رهم! في ه ! ! !!ذه األقس ! ! !!ام‪ ،‬وقد أوض ! ! !!حت نت ! ! !!ائج ه ! ! !!ذه‬
‫الدراس ! !!ات ع ! !!دم ت ! !!وفر! ه ! !!ذه الخ ! !!دمات في كث ! !!ير من المستش ! !!فيات‪ ،‬وع ! !!دم كفايتها‬
‫وفعاليتها! في البعض اآلخر‪.‬‬
‫من المع! ! !!روف أن الخ! ! !!دمات االجتماعية في المستش! ! !!فيات مت! ! !!وفرة خالل‬
‫س !!اعات العمل الرس !!مي‪ ،‬حيث يق !!وم الط !!بيب المختص في قسم الط !!وارئ بتحويل‬
‫بعض الح! ! ! !!االت إلى قسم الخدمة االجتماعية في المستش! ! ! !!فى رغبة في الحص! ! ! !!ول‬
‫على بعض المعلوم!!ات عن حي!!اة الم!!ريض وال!!تي يعتبرها! ذات أهمية في تش!!خيص‬
‫الم! ! ! ! ! !!رض وعالج! ! ! ! ! !!ه‪ ،‬ومن خالل تعامل أقس! ! ! ! ! !!ام الخدمة االجتماعية مع ه! ! ! ! ! !!ؤالء‬
‫المرضى –المح! !!ولين من أقس! !!ام الط! !!وارئ‪ !-‬اتضح أن الكث! !!ير منهم في حاجة إلى‬
‫خ ! ! ! !!دمات اجتماعية ونفس ! ! ! !!ية مباش ! ! ! !!رة وس ! ! ! !!ريعة نظ ! ! ! !!را للمواقف المختلفة ال ! ! ! !!تي‬
‫يواجهونها‪ ،‬ه!ذا باإلض!افة إلى وج!ود! ح!االت كث!يرة ال يتم تحويلها! إلى قسم الخدمة‬
‫االجتماعية وال يعرف إن كانت بحاجة إلى مثل هذا النوع من الخدمات أم ال‪.‬‬
‫له ! ! !!ذا ظه ! ! !!رت الحاجة في اآلونة األخ ! ! !!يرة إلى التفك ! ! !!ير ج ! ! !!ديا في توف ! ! !!ير‬
‫خ!!دمات اجتماعية متخصصة للمرضى! الم!!ترددين على أقس!!ام الط!!وارئ! وأس!!رهم‪،‬‬
‫وأهمية توف!!!ير! أخص!!!ائيين اجتم!!!اعيين م!!!ؤهلين للعمل به !!ذه األقس !!ام! ط !!وال األربع‬
‫والعشرين (‪ )24‬ساعة وعدم االقتصار على ساعات العمل الرسمي فقط‪.‬‬
‫والخ!!دمات االجتماعية في أقس!!ام الط!!وارئ! هي خ!!دمات س!!ريعة ومباش!!رة‬
‫ته! ! ! ! !!دف إلى التعامل مع مش! ! ! ! !!اعر المرضى! وس! ! ! ! !!لوكياتهم واتجاه! ! ! ! !!اتهم المرتبطة‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪266‬‬

‫ب! ! !!المرض أو الموقف بش! ! !!كل ع! ! !!ام‪ ،‬وض! ! !!مان حص! ! !!ولهم على الخ! ! !!دمات الطبي! ! !!ة‪،‬‬
‫وتوجيههم! لالستفادة من الخدمات المتاحة‪.‬‬
‫‪267‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫دور األخصائي االجتماعي في أقسام الطوارئ‬


‫لمعرفة دور األخصائي االجتماعي بأقس!ام! الط!وارئ في المستش!فيات لعل‬
‫من المفيد تحدي! ! ! ! !!دها من خالل الح! ! ! ! !!ديث عن أربعة عناصر رئيسة ترتبط إرتباطا!‬
‫مباشرا بوظيفته هي‪:‬‬
‫‪ -1‬المريض‪.‬‬
‫‪ -2‬العاملين في قسم الطوارئ‪!.‬‬
‫‪ -3‬المستشفى‪.‬‬
‫‪ -4‬المجتمع المحلي‪.‬‬
‫أوال‪ :‬المريض‪:‬‬
‫بما أن المس ! ! !!تفيد األول من خ ! ! !!دمات األخص ! ! !!ائي االجتم ! ! !!اعي في أقس ! ! !!ام!‬
‫الط ! !!وارئ! هو الم! ! !!ريض ف! ! !!إن من األهمية معرفة األخص! ! !!ائي االجتم! ! !!اعي لنوعية‬
‫المرضى الم!!ترددين على ه!!ذه األقس!!ام‪ ،‬وتحديد! خصائص!!هم! النفس!!ية واالجتماعي!!ة‪،‬‬
‫ومعرفة الصعوبات! والمشكالت التي قد يواجهونها‪.‬‬
‫ولعل من أهم الج! ! ! ! ! ! !!وانب ال! ! ! ! ! ! !!تي ينبغي على األخص! ! ! ! ! ! !!ائي االجتم! ! ! ! ! ! !!اعي‬
‫المتخصص للعمل في أقسام! الط!!وارئ أن يهتم بها هي ما يطلق عليه!!ا‪" :‬س!!لوكيات‬
‫الم!!رض ‪ "Illness behaviors‬وه!!ذا المص!!طلح يس!!تخدم لوصف! اس!!تجابات الن!!اس‬
‫وردود! أفع!!الهم! عند تعرض!!هم لم!!رض أو ح!!ادث أو موقف! يتطلب نقلهم إلى أقس!!ام‬
‫الطوارئ في المستشفيات‪.‬‬
‫واس! !!تجابات! أو س ! !!لوكيات الم! !!رض تتض! !!من األفك! !!ار! أو طريقة التفك! !!ير‪،‬‬
‫والمشاعر‪ ،‬واألفعال المختلفة الناجمة عن المرض أو الحادث أو الموقف‪!.‬‬
‫وقد الحظ األخص! !!ائيون االجتم! !!اعيون الع! !!املون في أقس! !!ام الط! !!وارئ في‬
‫المستش!!فيات أن اس!!تجابة األش!!خاص في أقس!!ام! الط!!وارئ تختلف من حيث نوعيتها‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪268‬‬

‫وش! ! !!دتها! وخطورته! ! !!ا‪ ،‬وت ! ! !!بين لهم أن من أب ! ! !!رز المش! ! !!اعر ال! ! !!تي تنت! ! !!اب ه! ! !!ؤالء‬
‫األشخاص الشعور بالذنب والقلق والخوف والحزن والغضب والمفاجأة واإلنكار‪!،‬‬
‫كما ت! ! !!بين لهم أيضا أن بعض ه! ! !!ؤالء األش! ! !!خاص يحت! ! !!اجون إلى وقت أط! ! !!ول من‬
‫غ! ! !!يرهم للتكيف أو التحكم في ه! ! !!ذه المش! ! !!اعر‪ ،‬وقد ح! ! !!ددوا الم! ! !!دة ال! ! !!تي يقض! ! !!يها‬
‫األخص !!ائي! االجتم !!اعي للتعامل مع ه !!ؤالء األش !!خاص فيما بين س !!اعتين إلى ثم !!ان‬
‫س !!اعات (‪ ،)8-2‬وأن ه !!ذه الم !!دة تعد كافية لتك !!وين العالقة والقي !!ام بعملية الت !!دخل‬
‫المناسبة‪.‬‬
‫واس ! ! ! ! ! !!تناداً إلى بعض التق ! ! ! ! ! !!ارير العيادية والممارس ! ! ! ! ! !!ات الميدانية ف ! ! ! ! ! !!إن‬
‫األع !!راض ال !!تي تنت !!اب أسر وأص !!دقاء المرضى! والمص !!ابين! ال !!ذين يتواج !!دون مع‬
‫المرضى في أقسام! الطوارئ تتلخص في‪:‬‬
‫‪ -1‬عدم القدرة على الحديث أو التوتر أثناء الحديث‪.‬‬
‫‪ -2‬سرعة التنفس‪.‬‬
‫‪ -3‬الشعور بالصداع! وتشنج العضالت والغثيان‪.‬‬
‫‪ -4‬الشعور باإلغماء وفقد القوة‪.‬‬
‫‪ -5‬الشعور بالقلق والحساسية الشديدة‪.‬‬
‫‪ -6‬ارتفاع ضغط الدم‪.‬‬
‫‪ -7‬عدم القدرة على التركيز والتفكير السليم‪.‬‬
‫وفي مثل ه! ! !!ذه الح! ! !!االت ينصح بس! ! !!رعة ت! ! !!دخل األخص! ! !!ائي االجتم! ! !!اعي‬
‫للتعامل مع ه! !!ذه األع! !!راض س! !!واء عن طريق توف! !!ير الخ! !!دمات الطبية الالزمة أو‬
‫التعامل مع الحالة النفسية التي يمكن أن تخفف من حدة هذه األعراض‪.‬‬
‫أما في مج ! ! !!ال تص ! ! !!نيف المرضى! الم! ! !!ترددين على أقس ! ! !!ام الط ! ! !!وارئ في‬
‫المستشفيات فقد أشارت بعض التقارير إلى صنفين رئيسيين من المرضى هما‪:‬‬
‫‪269‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫أوال‪ :‬مرضى حي! ! !!اتهم في خطر ش! ! !!ديد وبحاجة ماسة إلى خ! ! !!دمات طبية س! ! !!ريعة‪،‬‬
‫ويتم تأجيل ت! !!دخل األخص! !!ائي االجتم! !!اعي مع ه! !!ذه الفئة ح! !!تى االنته! !!اء من تق! !!ديم‬
‫الخ! ! !!دمات الطبية الالزم! ! !!ة‪ ،‬ويوجه األخص! ! !!ائي االجتم! ! !!اعي جل اهتمامه ورعايته‬
‫ألسر المرضى وذلك من خالل إطالعهم على حالة الم! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! !!ريض‪ ،‬وتوض! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! !!يح‬
‫الخط! ! ! ! ! ! ! ! !!وات واإلج! ! ! ! ! ! ! ! !!راءات العالجية الالزم ! ! ! ! ! ! ! ! !ة‪ ،‬واإلجابة على تس! ! ! ! ! ! ! ! !!اؤالتهم!‬
‫واستفس ! ! !!اراتهم‪ ،‬واالس ! ! !!تماع إليهم‪ ،‬وإ تاحة الفرصة لهم للتعب ! ! !!ير عن مش ! ! !!اعرهم‪،‬‬
‫وتوف ! !!ير المعونة وال ! !!دعم النفس ! !!ي‪ ،‬ومس ! !!اعدتهم للتخلص أو التخفيف من مش ! !!اعر‬
‫الخ!!وف والقل!!ق‪ ،‬ه!!ذا باإلض!!افة إلى مس!!اعدتهم التخ!!اذ الق!!رارات المناس!!بة‪ ،‬فب!!دون‬
‫هذا النوع من التدخل تترك األسرة للوساوس! وزيادة المعاناة النفسية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬مرضى ال تس!!تدعي ح!!التهم المرض!!ية الت!!دخل الط!!بي الس!!ريع‪ ،‬وبمع!!نى! آخر‬
‫مرضى ح! !!التهم المرض! !!ية ليست خط! !!رة أو ال تش! !!كل تهدي! !!دا على حي! !!اتهم‪ ،‬وه! !!ذا‬
‫الصنف من المرضى يمكن تقسيمهم إلى ثالثة أقسام‪:‬‬
‫مرضى ع! ! ! ! ! ! ! !!اديين ‪ Regulars‬وهم مرضى! ص! ! ! ! ! ! ! !!غار في السن غالبا‬ ‫‪-1‬‬
‫ومص! ! !!ابون ب! ! !!أمراض مزمنة وال تت! ! !!وفر! لهم الرعاية األس! ! !!رية الس! ! !!ليمة‪،‬‬
‫وغالبا ما يعاني هؤالء المرضى! من العزلة والكآبة‪.‬‬
‫‪ -2‬المرضى ال! !!ذين تعرض! !!وا لمواقف! طارئة خارجة عن إط! !!ار الم! !!ألوف أو‬
‫المعتاد (غير طبيعية) ‪ Disrupters‬وين!!درج تحت ه!!ذا القسم األف!!راد! ال!!ذين‬
‫يع ! !!انون من مش ! !!كالت عاطفية "انفعالي ! !!ة" ومش ! !!كالت اإلدم ! !!ان‪ ،‬وض ! !!حايا‬
‫االعت!!داء والح!!وادث والك!!وارث بمختلف أنواعه!!ا‪ ،‬واألطف!!ال ال!!ذين أس!!يء‬
‫معاملتهم ‪.Abused Children‬‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪270‬‬

‫‪ -3‬المس! ! !!نين ‪ THE aged‬المرضى ب! ! !!أمراض مزمنة وهم ع! ! !!ادة بحاجة إلى‬
‫الخ! !!دمات الطبية الطارئة بج! !!انب الخ! !!دمات االجتماعية بس! !!بب ما يعانونه‬
‫من مشكالت العزلة وسوء التكيف‪.‬‬
‫وهذه الفئة من المرضى وأسرهم! بحاجة إلى تدخل األخصائي االجتماعي‬
‫فباإلض! ! ! !!افة إلى الخ! ! ! !!دمات ال! ! ! !!تي س! ! ! !!بق ذكرها مع الفئة األولى ف! ! ! !!إن األخص! ! ! !!ائي‬
‫االجتم !!اعي يعمل على مس !!اعدة الفريق العالجي لفهم الم !!ريض وتوض !!يح الط !!رق‬
‫المناس! ! !!بة للتعامل مع! ! !!ه‪ ،‬كما يق! ! !!وم بتوعية الم! ! !!ريض وأس! ! !!رته بالمش! ! !!كالت ال! ! !!تي‬
‫ت! ! ! ! !!واجههم‪ ،‬وح! ! ! ! !!اجتهم إلى خ! ! ! ! !!دمات متخصصة تس! ! ! ! !!اعدهم على مواجهة ه! ! ! ! !!ذه‬
‫المش ! !!كالت‪ ،‬كما يق ! !!وم بتح ! !!ويلهم إلى األقس ! !!ام الطبية المتخصصة (بعد حص ! !!ولهم!‬
‫على الخ! ! ! !!دمات الالزمة في قسم الط! ! ! !!وارئ)! والمؤسس! ! ! !!ات األخ! ! ! !!رى المتاحة في‬
‫المجتمع المحلي‪ ،‬ومساعدتهم في إنجاز اإلجراءات الالزمة لذلك‪.‬‬
‫ويمكن أن نلخص دور األخص !!ائي االجتم !!اعي مع الم !!ريض وأس !!رته في‬
‫الجوانب التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬معرفة استجاباتهم! الناجمة عن الم!!رض أو الموقف والت!!دخل للتعامل معها‬
‫باستخدام األساليب المهنية المناسبة‪.‬‬
‫‪ -2‬توفير! المعلومات الالزمة واإلجابة على تساؤالتهم واستفساراتهم‪.‬‬
‫‪ -3‬ش!!رح الموقف! وتوض!!يح طبيعة اإلص!!ابة أو الم!!رض وش!!دته واإلج!!راءات‬
‫العالجية الالزم اتخاذها‪.‬‬
‫‪ -4‬توفير! المعونة والدعم النفسي ومساعدتهم! في التخفيف من حدة مش!!اعرهم‬
‫المؤلمة والتحكم! فيها‪.‬‬
‫‪ -5‬مساعدتهم في اتخاذ القرارات العالجية المناسبة‪.‬‬
‫‪271‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫‪ -6‬تح! ! ! !!ويلهم! إلى األقس! ! ! !!ام الطبية واالجتماعية المتخصصة إذا دعت الحاجة‬
‫واالس!!تفادة من ب!!رامج وخ!!دمات المؤسس!!ات! األخ!!رى المتاحة في المجتمع‬
‫المحلي‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬العاملين في قسم الطوارئ‪:‬‬
‫تظهر الحاجة إلى وج! !!ود! األخص! !!ائي االجتم! !!اعي ض! !!من الفريق العالجي‬
‫في قسم الط!!!وارئ بص!!!ورة أوضح خالل س!!!اعات العمل المس !!ائية وأي !!ام العطالت‬
‫الرس!!مية (األس!!بوعية أو أي!!ام المناس!!بات) ففي معظم المستش!!فيات تت!!وفر! العي!!ادات‬
‫الخارجية المتخصصة والخ ! !!دمات االجتماعية الطبية ال ! !!تي يس ! !!تفيد منها المرضى‬
‫وأسرهم‪ ،‬وبالتالي! فإن هذه العي!ادات تس!اعد في تخفيف العبء عن قسم الط!وارئ‪،‬‬
‫لكن عن ! !!دما تغلق ه ! !!ذه العي ! !!ادات أبوابها في الف ! !!ترة المس ! !!ائية وأي ! !!ام العطالت ف ! !!إن‬
‫الضغط يزداد على قسم الطوارئ‪ ،‬ووجود األخصائي! االجتماعي في ه!!ذه األقس!!ام‬
‫يس! !!اعد في تخفيف العبء الواقع على الفريق العالجي نتيجة ك! !!ثرة ع! !!دد الح! !!االت‬
‫ومحدودية عدد العاملين في القسم‪.‬‬
‫كما وأن الط !!بيب –وبس !!بب ك !!ثرة مش !!اغله وطبيعة عمل !!ه‪ -‬ال يجد ال !!وقت‬
‫الك ! !!افي لالهتم ! !!ام ب ! !!الجوانب االجتماعية والنفس ! !!ية للم ! !!رض‪ ،‬ناهيك عن االهتم ! !!ام‬
‫بالمريض وأسرته في وقت واحد‪.‬‬
‫إن عمل األخص ! ! ! ! !!ائي االجتم ! ! ! ! !!اعي في قسم الط ! ! ! ! !!وارئ يتطلب منه معرفة‬
‫زمالئه الع! ! ! !!املين معه في القسم ودور كل واحد منهم في العملية العالجي! ! ! !!ة‪ ،‬ويعمل‬
‫على تكوين عالقات جيدة معهم خاصة الطبيب وهيئة التم!ريض وم!وظفي االس!تقبال‬
‫والتسجيل نظرا لطبيعة عملهم وحجم تدخلهم مع المريض‪.‬‬
‫ولعل من أب! !!رز العوامل ال! !!تي تس! !!اعد في دعم ونج! !!اح عالقة األخص! !!ائي‬
‫االجتماعي بالفريق المعالج في قسم الطوارئ وضوح! دوره بش!!كل ع!!ام ودوره مع‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪272‬‬

‫الم ! ! ! !!ريض وأس ! ! ! !!رته على وجه الخص! ! ! !!وص‪ ،‬وثب! ! ! !!وت ج ! ! ! !!دوى! تدخالته وخدماته‬
‫وفاعليته!!!ا‪ ،‬كما أن التع!!!اون والتنس!!!يق بين الع!!!املين في القسم بما فيهم األخص !!ائي‬
‫االجتماعي يعد من أهم العوامل التي تساعد في نجاح خطة التدخل والعالج‪.‬‬
‫وتلخص لنا كث ! !!ير من الدراس ! !!ات في مج ! !!ال العمل الف ! !!ريقي أهمية وفوائد‬
‫هذا النوع من العمل والتي من أبرزها‪:‬‬
‫‪ -1‬تنس !!يق الخ !!دمات ال !!تي تق !!دم للم !!ريض والتأكد! من ع !!دم تعارض !!ها! وتجنب‬
‫اإلزدواجية مما يوفر! الوقت والجهد‪.‬‬
‫‪ -2‬حصول المريض على خدمات تتميز بالجودة والكفاية‪.‬‬
‫‪ -3‬تسهيل عملية االتصال بين أعضاء الفريق المعالج‪.‬‬
‫‪ -4‬المساعدة في تحديد مسؤوليات كل عضو من أعضاء الفريق المعالج‪.‬‬
‫‪ -5‬العمل على تعزيز! عملية التعليم لكل عضو في مج!!ال تخصص!!ه‪ ،‬كما أنها‬
‫تسهل عملية التقويم للخدمات المقدمة للمريض‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬المستشفى‪:‬‬
‫المستش! !!فى هو العنصر الث! !!الث ال! !!ذي ينبغي على األخص! !!ائي! االجتم! !!اعي‬
‫المتخصص للعمل في قسم الط! ! !!وارئ! دراس! ! !!ته واالس! ! !!تفادة من جميع اإلمكاني! ! !!ات‬
‫والم! ! !!وارد! المتاحة فيه لمص! ! !!لحة الم! ! !!ريض وأس! ! !!رته‪ ،‬وه! ! !!ذا االهتم! ! !!ام يتطلب من‬
‫األخصائي االجتماعي‪:‬‬
‫‪ -1‬معرفة أه!!!داف المستش!!!فى والسياس!!!ات! واألنظمة واإلج !!راءات ال !!تى تنظم‬
‫العمل والعمل في حدودها‪.‬‬
‫‪ -2‬معرفة ال! !!برامج والخ! !!دمات المتاحة في المستش! !!فى س! !!واء ك! !!انت خ! !!دمات‬
‫طبية أو اجتماعية أو نفس!!ية واالس!!تفادة منها لص!!الح الم!!ريض وأس!!رته إذا‬
‫دعت الحاجة لذلك‪.‬‬
‫‪273‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫‪ -3‬تك! !!وين عالق! !!ات إيجابية مع األقس! !!ام المختلفة في المستش! !!فى وخاصة تلك‬
‫التي لها عالقة مباشرة مع قسم الطوارئ‪!.‬‬
‫‪ -4‬أخ!!يراً ف!!إن على األخص!!ائي االجتم!!اعي –باعتب!!اره ممثالً للمؤسسة الطبية‬
‫التأكد من ت !!وفر! جميع الخ !!دمات الض !!رورية الالزمة للمرض !!ى‪ ،‬وض !!مان‬
‫حصولهم على نوعية جيدة من الخدمات وبنفس الق!!در‪ ،‬أي التأكد من ع!!دم‬
‫تمي! ! !!يز بعض المرضى عن اآلخ! ! !!رين في المعاملة وفي نوعية الخ! ! !!دمات‬
‫الطبية واالجتماعية التي يحصلون عليها‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬المجتمع المحلي‪:‬‬
‫تعد مهنة الخدمة االجتماعية المهنة الوحي!!!دة ال !!تي تتحمل مس !!ؤولية الربط‬
‫بين المؤسس! ! ! ! !!ات! الطبية وغيرها من المؤسس! ! ! ! !!ات الطبية واالجتماعية المتاحة في‬
‫المجتمع المحلي‪ ،‬ل! ! !!ذلك ك! ! !!ان من الض! ! !!روري اس! ! !!تخدام! األخص! ! !!ائي االجتم! ! !!اعي‬
‫ل !!برامج وخ !!دمات ه !!ذه المؤسس !!ات! بما يحقق أه !!داف العملية العالجي !!ة‪ ،‬واس !!تخدام‬
‫األخص! ! !!ائي االجتم! ! !!اعي ل! ! !!برامج ه! ! !!ذه المؤسس! ! !!ات يتطلب منه معرفة أوال به! ! !!ذه‬
‫المؤسس! ! !!ات! وما تقدمه من ب! ! !!رامج وخ! ! !!دمات لص ! ! !!الح المرضى! وأس! ! !!رهم‪ !،‬فه! ! !!ذه‬
‫المعرفة تس! ! ! !!هل عليه مهمة االس! ! ! !!تفادة منها إلى أقصى! حد ممكن‪ ،‬كما تعمل ه! ! ! !!ذه‬
‫المعرفة على توف ! !!ير الكث ! !!ير من ال ! !!وقت والجهد ال ! !!ذي يمكن أن يس ! !!تنفذ في س ! !!بيل‬
‫البحث والتقصي عنها‪.‬‬
‫وقد ح! ! ! !!ددت بعض الدراس! ! ! !!ات مجموعة من المؤسس! ! ! !!ات ال! ! ! !!تي تعد ذات‬
‫عالقة وثيقة بأقسام! الطوارئ بالمستشفيات! نشير إليها في التالي‪:‬‬
‫‪ -1‬المؤسسات الطبية ودور العالج المتخصصة‪.‬‬
‫‪ -2‬المؤسس !!ات ذات العالقة المس !!تمرة بأقس !!ام الط !!وارئ! كالش !!رطة والم !!رور!‬
‫والمحاكم ‪..‬الخ‪.‬‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪274‬‬

‫‪ -3‬مؤسس! ! ! ! ! ! !!ات! الرعاية االجتماعية المختلفة (مؤسس! ! ! ! ! ! !!ات رعاية األس! ! ! ! ! ! !!رة‬
‫والطفولة والض! ! ! !!مان االجتم! ! ! !!اعي والتأمين! ! ! !!ات! االجتماعية ومراكز خدمة‬
‫المجتمع والجمعي! !!ات الخيرية ودور رعاية المس! !!نين والمع! !!وقين واأليت! !!ام!‬
‫والمؤسسات! التأهيلية)‪.‬‬
‫إن االس !!تفادة من ه !!ذه المؤسس !!ات! وبرامجها! وخ !!دماتها يتطلب كما أش !!رنا‬
‫س! !!ابقا من األخص! !!ائي! االجتم! !!اعي معرفتها ومعرفة ما تقدمه من خ! !!دمات لص! !!الح‬
‫المرضى وأس! !!رهم واالس! !!تفادة منها بطريقة منظم! !!ة‪ ،‬له! !!ذا ف! !!إن وضع دليل ش! !!امل‬
‫لهذه المؤسسات يكون في متناول اليد م!!تى ما تطلب األمر ذلك مما يس!!هّل وي ّس!رع‬
‫من عملية االس!!تفادة والتحوي!!ل‪ ،‬ولعل االس!!تفادة من محتوي!!ات ال!!دليل أيضا يتطلب‬
‫تص! ! ! !!نيف مؤسس! ! ! !!ات! المجتمع المحلي بطريقة منظمة بحيث يس! ! ! !!هّل وي ّس ! ! ! !رع من‬
‫عملية البحث‪ ،‬كما أن ال! ! ! !!دليل المق! ! ! !!ترح يفضل أن يتض! ! ! !!من معلوم! ! ! !!ات وافية عن‬
‫المؤسسات وذلك من حيث‪:‬‬
‫‪ -1‬اسم المؤسسة‪ ،‬وعنوانها‪ ،‬ورقم! الهاتف‪.‬‬
‫‪ -2‬نوعية البرامج والخدمات المتوفرة‪.‬‬
‫‪ -3‬نوعية المستفيدين وشروط االستفادة من الخدمة‪.‬‬
‫‪ -4‬اإلجراءات الالزمة للحصول على الخدمة‪.‬‬
‫خطوات التدخل المهني لألخصائي االجتماعي في أقسام الطوارئ‬
‫لخصت بعض الدراس!!ات خط!وات الت!!دخل المه!!ني لألخص!ائي! االجتم!اعي‬
‫مع المترددين على أقسام الطوارئ! في ست خطوات رئيسة هي‪:‬‬
‫‪275‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫الخطوة األولى‪:‬‬
‫يق ! ! !!وم أحد الع ! ! !!املين في قسم االس ! ! !!تقبال أو التس! ! !!جيل ب ! ! !!إبالغ األس! ! !!رة أو‬
‫أصحاب العالقة بوجود المريض في المستشفى وتزويدهم بالعنوان‪.‬‬
‫الخطوة الثانية‪:‬‬
‫يتم إبالغ األخص !!ائي االجتم !!اعي من قبل موظف االس !!تقبال أو الممرضة‬
‫بقدوم األسرة إلى المستشفى‪:‬‬
‫يستعد األخصائي االجتماعي لمقابلتهم‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫يتعرف على وضع الحالة باستشارة الطبيب المعالج‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫مقابلة مص!!در! الحالة (الش !!رطة ‪ -‬األص!!دقاء) لمعرفة الس !!بب في وص !!ول‬ ‫‪-‬‬
‫الحالة إلى المستشفى‪.‬‬
‫الخطوة الثالثة‪:‬‬
‫يق! !!وم األخص! !!ائي االجتم! !!اعي أو الممرضة المس! !!ؤولة بمرافقة األس! !!رة أو‬
‫الشخص المبلغ فور وصولهم إلى غرفة األخصائي االجتماعي‪:‬‬
‫ي!!رحب األخص!!ائي! االجتم!!اعي باألس!!رة ويش!!رح! لهم دوره في المستش!!فى‬ ‫‪-‬‬
‫ويوضح لهم الح !!ادث أو الموقف من بدايت !!ه‪ ،‬كما ي !!بين لهم الوضع الح !!الي‬
‫للمريض‪.‬‬
‫يتحدث معهم عن حالة المريض وإ مكانية رؤيتهم! له من عدمه ولماذا؟‬ ‫‪-‬‬
‫الخطوة الرابعة‪:‬‬
‫في حالة وف!!اة الم!!ريض ينبغي على األخص!!ائي االجتم!!اعي التمهيد إلبالغ‬
‫الخ!!بر وذلك من خالل التأكيد على ش!!دة اإلص!!ابة أو الم!!رض ال!!ذي ك!!ان يع!!اني منه‬
‫المريض وعدم القدرة على إنقاذ حياته‪:‬‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪276‬‬

‫يق!!وم األخص!!ائي االجتم!!اعي بتعريف األس!!رة ب!!الطبيب المع!!الج ويتأكد! من‬ ‫‪-‬‬
‫إطالعهم على اسم الط! ! !!بيب وتخصص ! ! !!ه‪ ،‬ووضع! الم! ! !!ريض قبل الوف ! ! !!اة‪،‬‬
‫والمحاوالت أو اإلجراءات العالجية التي تم اتخاذها‪.‬‬
‫التأكد من حصول األسرة على كل المعلومات المتصلة بالحالة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫توف ! !!ير! ال ! !!دعم النفسي والتعامل مع المش ! !!اعر المؤلمة المرتبطة ب ! !!الموقف‬ ‫‪-‬‬
‫وإ تاحة الفرصة للتعبير عنها ومساعدة األسرة للتعامل معها‪.‬‬
‫مساعدة األس!رة على اتخ!اذ الق!!رار المناسب بش!أن رؤية الم!!ريض مباش!!رة‬ ‫‪-‬‬
‫أو تأجيل ذلك ل ! !!وقت آخ ! !!ر‪ ،‬واص ! !!طحابهم! لرؤية المت ! !!وفى‪ !،‬واختي ! !!ار أحد‬
‫أفراد األسرة للتحدث معه في اإلجراءات المتبعة الستالم المتوفى‪!.‬‬
‫الخطوة الخامسة‪:‬‬
‫في الح ! ! !!االت الخط ! ! !!يرة أو ال ! ! !!تي لم يتم تحديد وض ! ! !!عها يعمد األخص ! ! !!ائي‬
‫االجتماعي إلى توضيح ذلك لألسرة‪:‬‬
‫إذا لم يتمكن الط! ! ! ! ! !!بيب من مقابلة األس! ! ! ! ! !!رة مباش! ! ! ! ! !!رة فعلى األخص! ! ! ! ! !!ائي!‬ ‫‪-‬‬
‫االجتماعي توضيح أسباب ذلك‪.‬‬
‫يق ! ! !!وم األخص ! ! !!ائي االجتم ! ! !!اعي بوصف وتوض ! ! !!يح اإلج ! ! !!راءات العالجية‬ ‫‪-‬‬
‫وحالة الم!!!ريض ولو لع!!!دة م !!رات إذا ل!!!زم األمر ح !!تى يتمكن الط !!بيب من‬
‫مقابلتهم‪.‬‬
‫من المهم توض! ! ! ! ! !!يح درجة الخط! ! ! ! ! !!ورة والنت! ! ! ! ! !!ائج المحتملة لإلص! ! ! ! ! !!ابة أو‬ ‫‪-‬‬
‫المرض‪.‬‬
‫الحص! !!ول على المعلوم! !!ات الالزمة عن الم! !!ريض وتاريخه المرضي! من‬ ‫‪-‬‬
‫األسرة‪.‬‬
‫الخطوة السادسة‪:‬‬
‫‪277‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫إذا تطلب األمر تحويل الم! ! ! ! !!ريض إلى قسم آخر ف! ! ! ! !!إن على األخص! ! ! ! !!ائي!‬
‫االجتماعي القيام بالتالي‪:‬‬
‫تحويل األسرة إلى األخصائي! االجتماعي المختص في القسم المحول إليه‬ ‫‪-‬‬
‫الم!!ريض‪ ،‬وتزوي!!ده بالمعلوم!!ات الالزمة عن الحالة مع التأكيد على أهمية‬
‫االتصال به عند الحاجة‪.‬‬
‫توض!!يح أس!!باب التحويل لألس!!رة‪ ،‬وتزوي!!دهم! ببعض المعلوم!!ات عن القسم‬ ‫‪-‬‬
‫المحول إليه المريض‪.‬‬
‫مص! !!احبة األس! !!رة في عملية االنتق !!!ال‪ ،‬وإ بالغ الع! !!املين بالقسم بوج! !!ودهم‬ ‫‪-‬‬
‫وتزويدهم ببعض المعلومات عن الحالة‪.‬‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪278‬‬

‫دور األخصائي االجتماعي في التعامل مع حاالت العنف واإليذاء في‬


‫المنشئات الصحية‬

‫إعــــداد‬

‫‪ .1‬فاديه أحمد عناني‬


‫رئيسة وحدة الخدمة االجتماعية بإدارة الصحة النفسية‬
‫والخدمة االجتماعية بصحة جدة‬
‫رئيسة الخدمة االجتماعية بمستشفى الوالدة واألطفال بجدة‬
‫منسقة فريق الحماية من العنف واإليذاء بصحة جدة‬
‫منسقة لجنة الحماية من العنف واإليذاء‬
‫بمستشفى الوالدة واألطفال‬
‫تمهيد‬

‫الشك أن ظاهرة العنف ليست ظاهرة وليدة العصر‪ ,‬بل هي ظاهرة قديمة‬
‫وتعود إلى بدايات المجتمع ‪,‬منذ أن قتل قابيل أخيه هابيل ولكن بناء على‬
‫‪279‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫ماشهدته المجتمعات السابقة من أشكال القسوة والعنف! والتعدي فهي ظاهرة‬


‫قديمة‪.‬‬
‫فالعنف ظاهرة قديمة ولكنها ليست فطرية بل تعتبر من السلوك التعلمي‬
‫المكتسب ولكن ماأستجد حديثا هو ظهور أشكال جديدة من العنف أكثر عدداً‬
‫وأشد ضررا وأبلغ قسوة وشدة وذلك نتيجة للعديد من العوامل المختلفة التي‬
‫أدت إلى ذلك ‪,‬من تقدم تقني ‪,‬وثورة اتصاالت‪ ,‬غياب لغة الحوار‪ ,‬وتصادم!‬
‫الثقافات ‪,‬وقيم! وظواهر! نفسية واجتماعية وثقافية واقتصادية مستحدثة‬
‫وغريبة ‪ .‬مما أدى إلى ظهور أشكال جديدة من العنف برغم قدم ظاهرة‬
‫العنف قدم البشرية ولكن تغير الظروف! وتطور! الوسائل وزيادة الضغوط‬
‫وعوامل القلق واالضطراب والغربة فإن المجتمع المعاصر! ظهرت به‬
‫أشكال وثقافات جديدة للعنف أكثر عدداً وأشد حدة مما يتطلب وقفة صادقة‬
‫ومتبصرة من كل مسئول في كل مكان وعلى كل مستوى‪.‬‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪280‬‬

‫وتهدف الكاتبة إلى توفير! المعلومات المساعدة لألخصائيين االجتماعيين في‬


‫المجال الطبي للتعرف على ظاهرة العنف واإليذاء حتى يتمكن العاملون من‬
‫مساندة هذه الفئة وتقديم الخدمة والمساعدة الصحيحة لها باإلضافة إلى تفعيل‬
‫العمل الجاد الحترام وحماية حق اآلخرين في العيش بأمان ومساندة المحتاج‬
‫منهم باألسلوب العلمي الصحيح سواء في الوقاية أو التشخيص أو العالج‬
‫والتدخل الصحيح في األزمات وتوضيح الدور المهم لألخصائيين االجتماعيين‬
‫مع هذه الحاالت ‪.‬‬

‫مفهوم العنف‪:‬‬
‫إن مفهوم العنف واسع وعريض فيبدأ من التهديد واستخدام! القوة إلى القتل‬
‫والتدمير وهو يعني االستخدام! المتعمد للقوة أو القدرة سواء بالتهديد أو االستعمال‬
‫المادي الحقيقي ضد الذات أو ضد شخص آخر أو ضد مجموعة أو مجتمع حيث‬
‫يؤدي إلى إصابة أو موت أو إصابة نفسية أو سوء نمو أو حرمان ‪.‬‬
‫ويشتق مصطلح العنف ‪ violence‬في االنجليزية من المصدر ‪ violate‬بمعنى‬
‫ينتهك أو يعتدي أما في بعض المعاجم اللغوية فإنه يشتق من مادة عنف حيث‬
‫يقال عنف به وعليه أي أخذ بشده وقسوة فهو عنيف‪.‬‬
‫ويرتبط! مفهوم العنف بالقصد أو العمد عند اقتراف العمل أو حدوث الفعل بغض‬
‫النظر عن النتيجة التي يحدثها هذا العمل‪.‬‬

‫تعريف العنف‬
‫‪281‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫تشير الموسوعة العلمية (‪ )universals‬أن مفهوم العنف يعني كل فعل يمارس‬


‫من طرف جماعة أو فرد ضد آخرين عن طريق! التعنيف قوالً أو فعالً وهو فعل‬
‫عنيف يجسد القوة المادية أو المعنوية هو أي سلوك مشوب بالقسوة والعدوان‬
‫واإلكراه وهو عادة سلوك بعيد عن التحضر! والتمدن تستثار! فيه الدوافع‬
‫والطاقات العدوانية ويمكن أن يكون جماعياً ويصدر! عن جماعة أو هيئة أو‬
‫مؤسسة ( زكريا الل‪2007/‬م) ‪.‬‬
‫ويعرف العنف أته استخدام شديد وقاس للقوة والسلطة مما يؤدي إلى حدوث‬
‫إصابات أو التسبب في اإلتالف ويرتبط! مفهوم جرائم العنف ‪crimes of‬‬
‫‪ violence‬بالجرائم التي تتسبب في حدوث أذى جسدي أو يمارس فيها المعتدي‬
‫التهديد مثل االعتداءات الخطيرة والضرب أو االغتصاب أو االنتحار(‬
‫‪. )Barker.2003:457‬‬
‫ويعرف العنف حسب آلية التعامل مع حاالت العنف واإليذاء بالمنشآت الصحية‬
‫بالمملكة العربية السعودية‪ :‬بأنه استخدام أي شكل من أشكال القوة واإلجبار بما‬
‫يعرض سالمة اآلخرين الجسدية والنفسية للخطر سواء كان ذلك السلوك فعالً أو‬
‫كالماً‪.‬‬

‫العنف االسري‪:‬‬
‫هو شكل من أشكال االستخدام! غير الشرعي للقوة يصدر! عن واحد أو أكثر من‬
‫أفراد األسرة ضد آخر أو آخرين فيها بقصد القهر واإلخضاع! بصورة ال تتفق مع‬
‫حريتهم وإ رادتهم الشخصية وال تقرها أعراف وعادات المجتمع وبما يعرض‬
‫سالمتهم الصحية والنفسية للخطر‪.‬‬
‫وتشمل العنف كل أنواع اإليذاء واإلساءة واإلهمال في توفير! الحاجات األساسية‬
‫والتي تشمل الحاجات الجسدية والصحية والنفسية والتربوية والثقافية وفقدان‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪282‬‬

‫الشعور باألمن كما يشمل تعريض للخطر واإلصابة مما يؤدي إلى أضرار‬
‫جسدية أو نفسية أو حدوث عجز مؤقت أو وفاة‪.‬‬

‫مفاهيم مرتبطة بالعنف ‪:‬‬


‫العنف األسري أو المنزلي ‪ domestic violence‬هو اإليذاء الداخلي أو‬
‫المستتر ألنه يكون داخل جدران المنزل وفي! األسرة ويكون بين الزوجين أو‬
‫إيذاء الزوجة أو إيذاء موجه من الزوجين أو أحدهما لألطفال أو موجه من‬
‫أحدهما للطرف اآلخر واألطفال أو يقصد به طفل بذاته دون اآلخرين ويشمل‬
‫أيضاً العنف بين أحد األطفال وآخر أو من أحد المقيمين في األسرة ذاتها موجه‬
‫ضد اآلخر‪.‬‬
‫وهو سلوك عدواني بين أفراد األسرة يتسبب في أحداث أذى أو ضرر! أو اساءة‬
‫أو خضوع! إذالالً أو إعاقة أو وفاة أو تلف دائم أو حرمان دائم ‪.‬‬
‫كذلك يشمل العنف األسري اإليذاء النفسي والمشتمل! على التوبيخ والإهمال‬
‫المقصود والنبذ والهجر‪.‬‬

‫أنواع العنف‪:‬‬

‫‪ .1‬عنف أو إيذاء جسدي ‪.physical Abuse‬‬


‫‪ .2‬عنف أو إيذاء نفسي ‪.psychological Abuse‬‬
‫‪ .3‬عنف أو إيذاء جنسي ‪.sexual Abuse‬‬
‫‪ .4‬إهمال‪.‬‬
‫وقد يصحب أحد هذه األنواع نوع أو أكثر أو يكون اإليذاء مشتمالً على نوع‬
‫واحد فمثالً اإليذاء الجنسي غالباً مايصاحبه إيذاء جسدي ونفسي وهكذا‪....‬‬
‫‪283‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫مصدر العنف أواإليذاء‪:‬‬


‫مصدر داخلي‪:‬ويقصد من داخل األسرة أو العائلة أو المنزل ويشمل الضرب‬
‫المبرح والمؤذي واالعتداء أو التحرش أو االستغالل الجنسي والمعاملة‬
‫المتسمة بالقسوة والحرمان والتهديد وتهديد! الحرية‪.‬‬
‫مصدر خارجي‪:‬عنف من المجتمع الخارجي! ويشمل البيئة المحيطة –الحيرة‬
‫–المدرسة‪ -‬مجتمع آخر‪.‬‬
‫إذاً المعتدي هو أي فرد يتعامل مع الصحة بصورة عنيفة قد يكون األب‪،‬األم‪،‬‬
‫األخ‪ ،‬أحد القرابة‪،‬الجيران‪ ،‬المدرسة‪ ،‬صديق العائلة ‪ ،‬عمالة منزلية وغيرها‪.‬‬

‫أنواع العنف أو اإليذاء‪:‬‬


‫هناك أربعة أنواع رئيسية هي‪:‬‬

‫‪ .1‬العنف أو اإليذاء الجسدي‪:‬‬


‫وهو يشمل كل استخدام! للقوة الجسدية بشكل متعمد ضد طرف آخر وإ لحاق‬
‫األذى والضرر! بالغير ومنه اللطم‪ ،‬الضرب‪ ،‬الحرق‪ ،‬الدفع‪ ،‬الكي‪ ،‬الرفس‪،‬‬
‫الخنق‪ ،‬الضرب باألدوات‪....‬‬

‫‪ .2‬العنف أو اإليذاء النفسي‪:‬‬


‫وهو التعامل السلبي نفسياً بالفعل أو الكالم ويشمل التحقير‪ ،‬التخويف‪،‬‬
‫التهديد‪ ،‬االستغالل‪ ،‬العزل‪ ،‬فرض الرأي بالقوة‪ ،‬السخرية‪ ،‬النبذ‪ ،‬التجاهل ـ‬
‫اإلفساد‪ ،‬الترهيب‪.‬‬
‫‪ .3‬العنف أو اإليذاء الجنسي‪:‬‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪284‬‬

‫ويشمل المالمسة والمالطفة الحسية‪ ،‬إزالة المالبس بقصد االستغالل‬


‫الجنسي‪ ،‬كشف العورة ‪ ،‬التعريض لصور وأفالم! ومشاهد جنسية المشاركة‬
‫في أي أنشطة جنسية‪ ،‬اإلجبار على المالمسة‪ ،‬التلفظ باأللفاظ الجنسية‪،‬‬
‫االغتصاب‪ ،‬اللواط‪ ،‬االستخدام! في الصور والمواقف اإلباحية واألفالم‬
‫الجنسية‪.‬‬
‫‪ .4‬العنف أو اإليذاء باإلهمال والتقصير المتعمد‪:‬‬
‫‪ ‬إهمال عاطفي وإهمال تقديم الرعاية الطبية والجسدية‬
‫‪ ‬إهمال أو حرمان من التعليم والتربية واإلهمال الفكري‬
‫‪ ‬إهمال الرعاية والتقصير‪.‬‬

‫أسباب العنف واإليذاء بصفة عامة‪:‬‬


‫أسباب اجتماعية‪ :‬تتمثل في الخالفات والمشاكل! والصراعات‪ ،‬التميز وعدم‬
‫العدل‪ ،‬التعدي‪ ،‬الخالفات األسرية‪ ،‬اإلدمان‪.‬‬
‫أسباب اقتصادية‪:‬الفقر‪-‬البطالة‪-‬زيادة عدد أفراد األسرة‪.‬‬
‫أسباب نفسية‪:‬اإلحباط‪ -‬التوتر‪-‬الضغوط النفسية‪-‬العدوانية‪-‬اضطرابات!‬
‫الشخصية‪.‬‬
‫أسباب مجتمعية‪:‬وسائل اإلعالم‪ ،‬المكتسبات الثقافية الخاطئة‪ ،‬األلعاب‬
‫االلكترونية‪.‬‬
‫الفئات األكثر عرضة للعنف واإليذاء‪:‬‬
‫‪ .1‬األطفال"كل من هم دون الثامنة عشر من العمر حسب منظمة‬
‫الصحة العالمية"‪.‬‬
‫‪ .2‬النساء والفتيات‬
‫‪ .3‬كبار السن والعجزة‬
‫‪285‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫‪ .4‬ذوي العاهات وحاالت التخلف العقلي‬


‫‪ .5‬خدم المنازل وذوي المهن الدنيا والدخول! المنخفضة‪.‬‬
‫‪ .6‬األقليات‪-‬المساجين‪-‬قاطني! المالجئ ودور اإليواء‪ -‬المشردين(آلية‬
‫التعامل مع حاالت العنف بالمنشأت الصحية)‬

‫بعض مسببات العنف واإليذاء ‪:‬‬


‫يكثر العنف لدى األشخاص ممن كانوا هم أصالً ضحايا لالعتداء‬ ‫‪‬‬
‫والعنف وبالتالي! يصبحون أكثر قابلية ألن يكونوا! معتدين‪.‬‬
‫مشكالت التفكك األسري‪ ،‬الطالق‪ ،‬الخالفات المستمرة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫انتشار وتعاطي المسكرات‪ ،‬المخدرات‪ ،‬وغيرها‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫وجود إعاقات مرضية سواء كانت ذهنية أو جسدية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الزوجات المعنفات أو األشخاص الذين يتعرضون الضطهاد يكونوا!‬ ‫‪‬‬
‫أكثر قابلية لالعتداء‪.‬‬
‫عدم اإللمام وعدم توفر! الخبرة الكافية في التعامل مع األطفال‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫المكتسبات الثقافية الخاطئة والتي تمجد أشكال من السلوك العنيف‬ ‫‪‬‬
‫والممارسات! التي تتسم بالسيطرة والقوة والضرب والتملك‪.‬‬
‫العوامل االقتصادية مثل قلة الدخل والبطالة وغيرها من المشكالت‬ ‫‪‬‬
‫واألزمات االقتصادية التي تمر على األسرة‪.‬‬
‫األطفال الغير مرغوب بهم‪ .‬األطفال غير الشرعيين أو الناتج عن‬ ‫‪‬‬
‫حمل غير مرغوب به‪.‬‬

‫ماهي أهم المؤشرات لوجود اعتداءات؟‬


‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪286‬‬

‫هناك العديد من األعراض التي يجب على العاملين في القطاع الصحي‬


‫مالحظتها وبالذات األخصائي! االجتماعي بحيث تشير إلى وجود مشكلة ما‬
‫تتطلب البحث والدراسة‪.‬‬
‫‪ ‬أعراض سلوكية‪.‬‬
‫‪ ‬أعراض جسمانية‪.‬‬

‫األعراض السلوكية‪:‬‬
‫‪ o‬مثل االكتئاب‬
‫‪ o‬القلق‬
‫‪ o‬فقدان الدافعية‬
‫‪ o‬االنسحاب‬
‫‪ o‬التغير المفاجئ في السلوك والتغير! العكسي في السلوك‪.‬‬
‫‪ o‬االنطواء‪.‬‬
‫‪ o‬العدوانية والكآبة‪.‬‬
‫‪ o‬الغضب والتوتر‪.‬‬
‫‪ o‬الدخول في نوبات من الحزن غير المبرر أو المسبب‪.‬‬
‫‪ o‬رفض شخص أو أشخاص معينين‪.‬‬
‫‪ o‬رفض الذهاب إلى أماكن معينة‪.‬‬
‫‪ o‬التعلق الزائد بشخص معين مثل األم ورفض المشاركة مع األطفال‬
‫اآلخرين‪.‬‬
‫‪ o‬محاوالت االنتحار‪.‬‬
‫‪ o‬الهروب‪.‬‬
‫‪ o‬اضطراب النوم‪.‬‬
‫‪287‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫‪ o‬القلق‪.‬‬
‫‪ o‬العدائية والعدوانية والغضب‪.‬‬

‫األعراض الجسمانية‪:‬‬
‫‪ o‬وجود كدمات‪ ،‬حروق‪ ،‬سحجات‪ ،‬عض‪ ،‬إصابات متفاوتة في‬
‫العمر الزمني بعضها قديم وبعضها! حديث‪.‬‬
‫‪ o‬السحجات والخدوش! وااللتهابات المزمنة في األعضاء التناسلية‬
‫أو الشرج‪.‬‬
‫‪ o‬وجود إفرازات وأمراض جنسية معدية‪.‬‬
‫‪ o‬التبول أو التبرز الالإرادي‪.‬‬
‫‪ o‬الحمل لدى الفتيات‪.‬‬
‫ماهي أهمية وجود المؤشرات أو المشاهدات‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬التأكد من وجود إساءة أو عنف‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬تقديم الرعاية الصحية واالجتماعية والنفسية المناسبة للحالة‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬التشخيص هو بداية العالج‪.‬‬
‫كيف يقوم األخصائي االجتماعي بأخذ سيرة العنف‪:‬‬
‫‪ ‬التهوين والتضليل! من أثر الصدمة والعمل على تقليل ذلك ما أمكن‪.‬‬
‫‪ ‬البد أخذ الموافقة من ولي المعنف أو ولي أمره ‪.‬‬
‫‪ ‬شرح دور األخصائي! والخدمات التي يمكن تقديمها والمساعدة التي‬
‫سيقوم بتقديمها للحالة ومن ثم يتطلب منه أن يكون بعيداً عن التحيز‬
‫أو اإلجحاف وأن يتعامل بواقعية وتجرد! تام مع الحالة ‪.‬‬
‫‪ ‬أن يحافظ! على كرامة الحالة ويؤكد! تقديره واحترامه له‪.‬‬
‫‪ ‬أخذ السيرة مرة واحدة‪.‬‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪288‬‬

‫‪ ‬يفضل عدم استخدام! األسئلة المباشرة‪.‬‬


‫‪ ‬االلتزام بالهدوء وعدم المبالغة في مشاعر التعاطف أو الغضب أو‬
‫أي من اللوم أو التأنيب‪.‬‬
‫‪ ‬من الممكن في حالة األطفال يستخدم! دمية أو الرسم للتعبير إن كان‬
‫ذلك يساعد أكثر في التوضيح والتشجيع على اإلفصاح‪.‬‬
‫‪ ‬يجب أن توثق! المعلومات وتكتب في تقرير اجتماعي واضح‬
‫لالستفادة منه من قبل الفريق المعالج كذلك لوضع خطة وبرامج‬
‫العالج والتأهيل‪.‬‬
‫‪ ‬وهناك آليات خاصة عند أخذ السيرة الخاصة بالعنف لألطفال البد‬
‫مراعاتها‪.‬‬
‫‪ ‬أغلب حاالت اإلفصاح لدى األطفال تكون عرضية وليست‬
‫مقصودة‪.‬‬
‫‪ ‬قد ينكر أو يتراجع الطفل عن قوله أو األمور! التي أفصح عنها‬
‫عندما يسأل من الوالد أو شخص بالغ‪.‬‬
‫‪ ‬في حاالت األطفال يكون عدم تطابق! اإلفادة وحدوث! تغيير في‬
‫التفاصيل ممكن جداً‪.‬‬
‫‪ ‬األطفال عادة ال يختلقون أمر اإلساءة‪.‬‬
‫‪ ‬اإلفصاح يتم على مراحل وال يعتمد على مقابلة واحدة فقط‪.‬‬
‫‪ ‬من المهم جداً أن يكون األخصائي! لديه القدرة والمعرفة بكيفية‬
‫الحصول على المعلومات ‪.‬‬
‫‪ ‬مقابلة الطفل منفرد بمعزل عن الوالدين أو مقدمي الرعاية‪.‬‬
‫‪ ‬مقابلة الوالدين بصورة منفصلة كالً على إنفراد‪.‬‬
‫‪289‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫‪ ‬كثير في حاالت االعتداء على األطفال يتراجع الطفل عن األقوال‬


‫وذلك نتيجة لخوفه من تبعات ما يحدث لو أبلغ عن األمر أو خوفه‬
‫من المعتدي والقلق من ردة فعل األهل أو تدخل جهات أخرى‬
‫كالشرطة وغيرها‪.‬‬

‫أهم المعلومات التي يجب أن يحصل عليها األخصائي االجتماعي‪:‬‬


‫المعلومات األولية‪ :‬وصف عن المبلغ ومن قام باإلبالغ عن الحالة وماهية‬
‫البالغ‪ ،‬الجهة المحولة للحالة‪ ،‬محل الواقعة ومكانها‪ ،‬كيف تم اإلفصاح عن‬
‫المعلومات وكيف تم االكتشاف‪ ،‬رأي الحالة‪ ،‬من كان هناك‪ ،‬ماذا رأى المبلغ أو‬
‫ماذا سمع فعالً؟ مالذي جعل التصرف مسيء أو غير مشروع! ؟ ‪.‬‬
‫المعلومات الكافية عن تفسير االعتداء أو اإلصابة من الضحية‪.‬‬
‫ومن كل مصدر! مثل األبوين‪ -‬األقارب‪ ،‬الملفات‪ ،‬التاريخ المرضي‪.‬‬
‫إذا كان الضحية طفل يجب أن يكون مكان المقابلة خالياً مما يشتت االنتباه‪.‬‬
‫أن تجري المقابلة في مكان آمن ‪.‬‬

‫تذكر‪:‬‬
‫‪ ‬أن تحافظ! على الحيادية واالحترام للحالة ‪.‬‬
‫‪ ‬سالمة الضحية هي صاحب المرتبة األولى في االهتمام‪.‬‬
‫‪ ‬عدم تقديم وعود غير ممكنة‪.‬‬
‫‪ ‬عدم تقديم معلومات غير مسموح بها أو غير مرخص بها‪.‬‬
‫‪ ‬أن تكون الشخص المناسب للتواصل مع الحالة وأسرتها‪.‬‬
‫‪ ‬التأكد من إحالته ألي من الجهات األخرى فور التأكد من الحاجة لذلك‬
‫مثل الشرطة ‪ ،‬الشئون االجتماعية‪ ،‬الطبيب‪....‬‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪290‬‬

‫دور األخصائي االجتماعي الطبي في العمل مع حاالت العنف‪:‬‬


‫‪ ‬لألخصائي دور بالغ األهمية فهو المنسق األساسي والرئيسي في فريق!‬
‫العمل وهو الشخص األكثر اتصاال بالضحية وأسرتها لذا البد أن يأخذ‬
‫بعين االعتبار أي حالة يشتبه في تعرضها! للعنف لوضعها موضع‬
‫الدراسة والمالحظة‪.‬‬
‫‪ ‬في حال ثبوت وقوع العنف وبالتنسيق مع الطبيب المعالج يجب إبالغ‬
‫لجنة التعامل مع حاالت العنف بالمنشأة الطبية‪.‬‬
‫‪ ‬عمل تقرير اجتماعي مفصل للحالة يتسم بالوضوح والواقعية وعدم‬
‫التحيز‪.‬‬
‫‪ ‬تقديم السالمة الشخصية للضحية قبل أي اعتبار‪.‬‬
‫‪ ‬أن يحتوي التقرير االجتماعي لألخصائي االجتماعي على الدراسة‬
‫الخاصة للحالة والتقارير والمستندات الالزمة لتشخيص الحالة والخطة‬
‫المقترحة وبرامج التأهيل والعالج مفصلة لكل حالة حسب مالبساتها‪.‬‬
‫‪ ‬القيام بالدور الوقائي التوعوي من حيث الحقوق والواجبات والتوعية‬
‫بآثار العنف السلبية وآثاره الضارة على الفرد والمجتمع‪.‬‬
‫‪ ‬تنظيم برامج عالجية جماعية لبعض الحاالت التي تعرضت لمشاكل‬
‫متشابهة للدعم والمساندة‪.‬‬
‫‪ ‬توعية األسرة بالطريقة الصحيحة والسليمة للتربية‪.‬‬
‫‪ ‬التعريف بحقوق الطفل والمرأة وواجبات المربين‪.‬‬
‫‪ ‬مراقبة انضباط األسرة مع خطة وبرنامج العالج وااللتزام بالتأهيل‬
‫واالستمرار! فيه‪.‬‬
‫‪ ‬تقديم الخدمات الضرورية الالزمة للضحية وأسرتها! ما أمكن‪.‬‬
‫‪291‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫‪ ‬وضع التوصيات المناسبة للعالج األسري والمتابعة لتنفيذه‪.‬‬


‫‪ ‬وضع الخطط الالزمة لترميم أي تفكك أصاب األسرة بأقل قدر من‬
‫الخسائر‪.‬‬

‫العالج االجتماعي‪:‬‬
‫يستخدم األخصائي! االجتماعي مايمكن استخدامه حسب ظروف ومالبسات! الحالة‬
‫وقد يستخدم! طريقة أو أكثر من طرق العالج‪.‬‬
‫‪ .1‬العالج الفردي ‪.Individual Treatment‬‬
‫‪ .2‬العالج الجماعي ‪.Group Therapy‬‬
‫‪ .3‬العالج االسري ‪.Family Therapy‬‬
‫كما يركز األخصائي! في العمل مع حاالت العنف على اسلوب نظرية‬
‫األزمات أي التدخل السريع والمباشر! وعادة ما تكون جلسات العالج من‬
‫‪ 6-4‬جلسات‪.‬‬
‫ومن فوائدها‪ :‬الوقاية من االنهيار النفسي الناتج عن األزمة‪ ،‬الترميم السريع‬
‫وتضميد! الجراح النفسية العاجلة‪.‬‬
‫ويكون غالباً مع ‪ :‬حاالت العنف واالغتصاب ويستخدم مع حاالت الطوارئ‬
‫الذين يكون تركيز! العاملين على العالج الطبي وال يكاد يذكر العالج النفسي‬
‫واالجتماعي وبالتالي! البد من تقديم المساندة والدعم الذي يمكنهم ويساعدهم!‬
‫في التخفيف من مشاعر الخوف والغضب والعار والخزي! والخجل وتقديم‬
‫المساعدة والخدمات التي تؤمن لهم االرتياح النفسي والشعور! باألمن‬
‫واستعادة كرامتهم ويتطلب العمل في هذه الحاالت‪ :‬التقدير الدقيق لالنفعال‬
‫وما يصاحبه من مشاعر مختلطة بين اإلحباط والحزن والقلق والغضب‬
‫واالنفعال والشعور! بالعجز والمهانة‪.‬‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪292‬‬

‫تكوين عالقات مهنية تتسم بالمهنية ومدعومة بالتعاطف! واإلنصات والتقدير!‬


‫واالستجابة والمساعدة والتمكين من التعبير ‪.‬‬
‫تحديد درجة الخطورة والخطة العالجية حسب ماتتطلبه الحالة ولكن البد من‬
‫تقديم العون السريع والمباشر! للحالة والترميم! النفسي العاجل لها‪.‬‬
‫وال بد أن تشمل خطة العالج ‪.‬‬
‫مساعدة الحالة للفهم الواضح والمتزن لألزمة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تقديم المساندة والدعم الالزم‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫العمل على أن تقوم الحالة بالتفريغ الوجداني‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫مكاشفة الذات والتصحيح ألي اختالطات خاطئة ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تعزيز القدرات‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫التمكين من االعتماد على النفس‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫األخصائي االجتماعي الطبي‪:‬‬
‫‪ o‬هو مكتشف! لحاالت اإلساءة ‪.‬‬
‫‪ o‬هو منسق لفريق العمل‪.‬‬
‫‪ o‬هو معالج اجتماعي للضحية‪.‬‬
‫‪ o‬هو مرشد للضحية ‪.‬‬
‫‪ o‬هو معلم وموجه للضحية ‪.‬‬
‫‪ o‬هو مساند ومدافع! للضحية‪.‬‬
‫‪ o‬هو محور! االرتكاز في الفريق الطبي للعمل مع الضحية‪.‬‬
‫‪ o‬هو منسق العمل مع الجهات األخرى لصالح الضحية‪.‬‬
‫‪ o‬هو همزة وصل بين الفريق والحالة وأسرتها‪.‬‬
‫‪293‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫‪ o‬هو همزة وصل بين المنشأة الطبية والضحية والمؤسسات‬


‫الرسمية واألهلية المعنية‪.‬‬
‫‪ o‬هو من يقوم بتلقي البالغات ومتابعة استكمال اإلجراءات‪.‬‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪294‬‬

‫المراجع‪:‬‬

‫أ‪ .‬زكريا يحيى الل‪.‬‬ ‫العنف في عالم متغير‬


‫العنف ضد النساء واألطفال‬ ‫محاضرات غير منشورة‬
‫أ‪ .‬عبدالمجيد طاش‬
‫أهمية المشاهدات للتشخيص‬ ‫محاضرات غير منشورة‬
‫د‪ .‬هاني جعشان‬
‫التقييم االجتماعي والنفسي‬ ‫محاضرات غير منشورة‬
‫د‪ .‬باربرا بونر!‬
‫آلية التعامل مع حاالت العنف بالمنشآت (االدارة العامة للصحة‬
‫النفسيةواالجتماعية)وزارة الصحة‬
‫‪295‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫نظام التطوع للعمل االجتماعي تجربة التمريض مع‬


‫الخدمة االجتماعية الطبية بالمراكز الصحية‬

‫صمم البرنامج واعده للتنفيذ‬

‫أ‪ /‬زكية محمد الصقعبي‬

‫رئيسة اإلشراف االجتماعي‬


‫بإدارة الرعاية الصحية األولية والطب الوقائي بالشرقية‬
‫‪1429‬هـ‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪296‬‬

‫تمهيد‬

‫يعت! !!بر تخصص الخدمة االجتماعية الطبية من الخ! !!دمات المس! !!اندة فني! ! !اً للخ! !!دمات‬
‫الطبية والص !!حية في المراكز الص !!حية وأكثرها ت !!دخالً في األم !!راض االجتماعية‬
‫التي تؤثر على نجاح خطة العالج‪.‬‬

‫وقد! ب !!دأ ه !!ذا التخصص نش !!اطه في المراكز الص !!حية منذ وقت طويل كج !!زء من‬
‫الخ ! ! !!دمات الص ! ! !!حية ولم يكن في ذلك ال ! ! !!وقت مح ! ! !!دد الجزئي ! ! !!ات في طبيعة العمل‬
‫والمهام وإ نما كان يعتمد على وصف! وظيفي ع!ام وعلى المعلوم!ات المت!!وفرة ل!!دى‬
‫العاملين في التخصص من خالل تنفيذ أنشطة محدودة ‪.‬‬

‫ولحاجة المجتمع والمراجعين بالمراكز إلى تفهم مشكالتهم! االجتماعية بالمراكز‬


‫الصحية فقد تم تصميم! البرنامج الصحي االجتماعي األسري! بالتساند مع الفريق‬
‫الطبي تمريض وطب وخدمة اجتماعية ليشكل مجموعة من المفاهيم التربوية‬
‫والمبادئ واألنظمة والخدمات االجتماعية التي تقدم لتعزيز! الحياة األسرية قبل‬
‫وبعد الزواج وأثناء اإلنجاب وبالتالي! تعزيز الصحة المجتمعية ككل من خالل‬
‫المراكز الصحية وتهدف! لتقديم الخدمات ضمن اإلطار العام لخدمات الرعاية‬
‫الصحية األولية بالشرقية مع مساعدة الحاالت االمراض المزمنة والمستعصية‬
‫وحاالت العنف األسري والمراهقة والعناية بالجزء النفسي االجتماعي للحاالت‬

‫هذا البرنامج يترجم التوجه االجتماعي نحو تجنيد كافة المؤسسات! االجتماعية‬
‫والصحية التعليمية والثقافية من اجل استعادة االستقرار لالسرة السعودية‬
‫والمساهمة بتقديم المفيد صحيا واجتماعيا لهم ‪ ،‬نالحظ وجود! مراكز ارشادية‬
‫اسرية ولجان تنمية وجمعيات خيرية ومهرجانات سنوية تساهم في ذلك اال انها‬
‫‪297‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫تفتقر لتعاون الجهات المتعددة التي تعمل في نفس المسار للأسلوب والمنهج‬
‫العلمي في قياس هذه الخدمات وتنظيمها! لتتطور وليس لتعيد نفسها في عدة اماكن‬
‫كما انها تقدم جهودها! بعزلة عن الجهات االخرى وال يتم فيها التعرف على‬
‫االحتياجات االجتماعية بشكل قياسي! دقيق ‪ ،‬كما ان الجهود التطوعية ال تصمد‬
‫طويال ‪ ،‬وتعتمد! عى دعم خارجي مؤقت ‪.‬فالمنظومة ليست مكتملة بعد ولو‬
‫تظافرت الجهود لتغلق الثغرات (المشاكل االجتماعية) لتحقق التماسك وكان من‬
‫الصعوبة االخالل بقيم المجتمع او ظهور مفرزات غير مرغوبة في المجتمع‬
‫كالتفكك واالنحراف والطالق! وغيرها من المشكالت بشكل كبير‬

‫من اجل ذلك الهدف السامي ولندرة عدد االخصائيين االجتماعيين بالمراكز‬
‫الصحية تم اقتراح فتح المجال لتعاون هيئة التمريض مع تخصص الخدمة‬
‫االجتماعية وادراج مرشحات يرغبن العمل بالتخصص بعد التاهيل والتدريب!‬
‫المكثف‬

‫سنعرض هنا بصورة مختصرة جدا للبرنامج رغبة في توضيح الفكرة‬


‫والمشاركة بها لتتم االستفادة منها ان القت االستحسان من ذوي االختصاص‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪298‬‬

‫فكرة تأهيل التمريض للعمل مع الخدمة االجتماعية‬


‫‪ -‬تم التعميم على الجهات الصحية بذلك المقترح بعد الموافقة الرسمية‬
‫ثم ترشيح الراغبات في االلتحاق بدورات التأسيس للخدمة االجتماعية‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬أقيمت ثالث دورات تدريبية ثم رشحت ممرضات للعمل بناء على مقابلة‬
‫شخصية وتقييم قياسي! لقدرتها ومدى عطائها وتقييم جهتها الصحية‬
‫‪ -‬أعطيت الوصف الوظيفي لعملها ومجموعة متعاونة أخرى بالمراكز!‬
‫لسهولة التواصل والتعرف! على الحاالت‬
‫‪ -‬تمت متابعتها من خالل الزيارات اإلشرافية للمراكز الصحية وإ عداد‬
‫االجتماعات المنتظمة باإلدارة لمناقشة التقدم والمعوقات!‬
‫‪ -‬تقييم الناشطات في البرنامج واستبعاد! الغير متعاونات‬
‫‪ -‬هذا البرنامج بعد عامين من البدء به أعطى مردود جيد جدا للتعريف!‬
‫بالخدمة االجتماعية بدء من الفريق داخل المراكز وانتهاء بالمراجع‬
‫‪ -‬حقق البرنامج التكافل والتعاون بين الفريق الطبي واألخصائي!‬
‫االجتماعي‬
‫‪ -‬تم مراعاة عدم ترك الصالحية كاملة لمنسقات الخدمة االجتماعية من‬
‫الممرضات المفرغات جزئيا في معالجة الحاالت الصعبة والتي تحتاج‬
‫ألدوات وطرق! الخدمة االجتماعية حيث تسلم لألخصائيات الموجودات!‬
‫إلى جانبهن في المراكز والقطاعات وتتم معالجتهن للحاالت تحت‬
‫إشرافهن‪.‬‬
‫أهداف البرنامج الصحي االسري في المراكز الصحية ‪:‬‬
‫‪299‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫‪ ‬يهدف بصورة عامة الى حفظ وتعزيز الصحة المجتمعية ككل من خالل‬
‫المراكز الصحية‬
‫‪ ‬يهدف الى حفظ وتعزيز! الصحة النفسية والغذائية والبيئية واالجتماعية‬
‫للزوجين واالبناء من سن الوالدة ‪ 12-‬عام ‪.‬‬
‫‪ ‬حل المشكالت األسرية ضمن المتطلبات الطبيعية االجتماعية وذلك عن‬
‫طريق تقديم مختلف الخدمات االجتماعية والتربوية والسلوكية والتاهيلية‬
‫والتثقيفية لالم ‪.‬‬
‫‪ ‬تقديم التوعية االجتماعية الصحية داخل وخارج المركز الصحي‬
‫‪ ‬التعاون مع الفريق الصحي لتحقيق التعاون وتقديم الخدمات بروح‬
‫الفريق الواحد للمراجع بالمركز الصحي ‪.‬‬
‫‪ ‬تقديم البرنامج بصورة علمية قياسية تحقق التطوير عند الحاجة في‬
‫البرنامج ‪.‬‬
‫مبررات البرنامج الصحي األسري االجتماعي ‪:‬‬
‫‪ ‬يمثل المراجعين ثلث السكان على األقل‬
‫‪ ‬يعتبر الوصول إلى المراكز الصحية سهال للمراجعين من األسر‬
‫واألطفال‬
‫‪ ‬مراجعات األسر للمراكز الصحية تمثل جزء كبير من حياتهم‬
‫‪ ‬تتأثر األسر ( الزوجين واألبناء ) بالتوعية المجتمعية ‪.‬‬
‫‪ ‬يستمر التأثر بالمفاهيم االجتماعية والتربوية خالل مراحل الحياة األسرية‬
‫‪ ‬لألخصائيات االجتماعيات والممرضات! المفرغات للبرنامج دور مؤثر!‬
‫في األسر حيث يمكن نقل الوعي الصحي من المركز الصحي إلى‬
‫األسرة والمجتمع ‪.‬‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪300‬‬

‫‪ 90% ‬من برامج الرعاية الصحية األولية تهتم بالخدمات الصحية فقط ‪.‬‬
‫‪ ‬البرنامج الصحي األسري! انطالقة حقيقية لوقاية األسر من االنحراف‬
‫والعنف وكتفكك وغيرها من المشكالت االجتماعية‬
‫‪ ‬من خالل البرنامج التدريبي! لهذا النوع من األعمال ستنتقل معلومات‬
‫أسرية قائمة على أساليب علمية إلى األسر لتحقيق أقصى استفادة‬
‫‪ ‬البرنامج للجميع دون تفرقة ومن حق األسرة أن تحصل على االهتمام‬
‫االجتماعي مثلما تحصل على الرعاية الصحية داخل المركز الصحي‬
‫‪301‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫البرامج االجتماعية بالمراكز الصحية‬


‫‪ -1‬البرنامج الصحي االسري! ويشمل ‪:‬‬
‫‪ -‬برنامج المقبال ت على الزواج ومشكالت الطالق‬
‫‪ -‬حاالت الحماية من العنف األسري! في المراكز الصحية‬
‫‪ -‬األمراض المزمنة في المراكز الصحية‬
‫‪ -‬مع حاالت العو ز المادي أو المساعدات االقتصادية‬
‫الرعاية الصحية لفترة المراهقة‬ ‫‪-‬‬
‫برنامج التأهيل ضمن المجتمع لإلعاقة‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -2‬برامج اخرى حسب التكليف ‪:‬‬
‫‪ -‬العمل االجتماعي مع حاالت العيادة النفسية وبرنامج خدمة المجتمع التابعة‬
‫للمراكز الصحية‬
‫‪ -3‬العمل االجتماعي بالعيادة السلوكية لفرط النشاط والحركة عند األطفال‪.‬‬

‫قواعد الخدمة االجتماعية في البرنامج الصحي االجتماعي األسري‬


‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪302‬‬

‫‪ -1‬مراع ! ! !!اة اس ! ! !!تقبال الح ! ! !!االت االجتماعية الجدي ! ! !!دة عن طريق! التحويل من‬
‫العي ! ! !!ادات المختلفة ب ! ! !!المركز! أو من اإلدارة بنم ! ! !!وذج رس ! ! !!مي يوضح فيه‬
‫سبب التحويل ‪.‬‬

‫‪ -2‬ينبغي أن تتوفر استمارة بحث أولي لكل حالة جديدة ‪.‬‬

‫‪ -3‬ترميز الحاالت في الملفات والسجالت واالحتفاظ! بدفتر! ترميز! هجائي أو‬


‫باألرقام! خاص بذلك‬

‫‪ -4‬االحتف ! ! !!اظ بالمالحظ ! ! !!ات اليومية للح ! ! !!االت المراجعة لمكتب األخص ! ! !!ائية‬
‫االجتماعية لالستفادة منها في المتابعة للحالة ‪.‬‬

‫‪ -5‬أرش !!فة الملف !!ات االجتماعية ال !!تي تم العمل على مس !!اعدة أص !!حابها! بش !!كل‬
‫نهائي حقق الهدف المطلوب لها وإ قفالها مهنياً ‪.‬‬

‫‪ -6‬يتم توزيع! الح!!االت حسب اإلج!!راءات ال!!تي تم اتخاذه!!ا‪( :‬تحويل للض!!مان‬


‫االجتم! ! ! ! !!اعي‪ ،‬مراكز التأهيل الط! ! ! ! !!بي‪ ،‬مؤسس! ! ! ! !!ات اجتماعية حكومي! ! ! ! !!ة‪،‬‬
‫جمعيات خيرية ‪،‬مستشفيات ‪،‬مراكز أخرى‪...‬الخ)‬

‫‪ -7‬مراع ! !!اة تنظيم ال ! !!وقت المس ! !!موح به لمقابلة الحالة وع ! !!دم اجتي ! !!از ال ! !!وقت‬
‫المخصص للمقابلة إال عند الضرورة ‪.‬‬

‫‪ -8‬االحتف! ! ! ! ! ! !!اظ بنش! ! ! ! ! ! !!رات متخصصة عن أعم! ! ! ! ! ! !!ال الخدمة االجتماعي! ! ! ! ! ! !!ة‪،‬‬
‫والمؤسسات! االجتماعية‪ ،‬والموضوعات! الصحية‪.‬‬

‫‪ -9‬مراع!!اة متابعة الحالة وع!!دم الت!!اخير في أي متطلب!!ات خاصة بها لض!!مان‬


‫استمرار ثقة المراجعة باالخصائية االجتماعية ‪.‬‬
‫‪303‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫‪ -10‬وضع صورة من البحث االجتماعي والتتبع بملف المريض الط!!بي بحيث‬


‫تحول معه الى المستشفى ‪.‬‬

‫‪ -11‬تنظيم عمل االخص! ! ! !!ائية االجتماعية الي! ! ! !!ومي زمنيا بحيث يقسم بج! ! ! !!دول‬
‫أسبوعي ‪.‬‬

‫‪ -12‬ع! ! !!دم التح! ! !!دث علن ! ! !اً عن الح! ! !!االت ال! ! !!تي ق! ! !!امت االخص! ! !!ائية االجتماعية‬
‫بعالجها أم!!ام الع!!امالت ب!!المركز! أو المراجع!!ات واالقتص!!ار! على مناقشة‬
‫الحالة عند الض!!رورة مع المختص!!ين (أخص!!ائي إجتم!!اعي آخ!!ر‪ ،‬ط!!بيب‪،‬‬
‫أخصائي نفسي) ‪.‬‬

‫‪ -13‬يتم توزيع! الح !!!االت حسب االس !!!باب المؤدية لنش! !!وء المش! !!كلة االجتماعية‬
‫(مادية ‪،‬نفس! ! !!ية ‪ ،‬مرتبطة ب! ! !!المرض‪ ،‬اس! ! !!رية‪ ،‬مرتبطة بالعم! ! !!ل‪ ،‬مع! ! !!اقين‬
‫‪...‬الخ)‬

‫‪ -14‬العمل بروح الفريق االجتماعي اخوات يساندن بعض!!هن البعض ويتب!!ادلن‬


‫الخبرات‬

‫‪ -15‬البرن!!امج مطبق بالش!!رقية بع!!دة قطاع!!ات نموذجية كتجربة تخضع للتوسع‬


‫في حالة النجاح‬

‫الوصف الوظيفي الخاص ببرامج الخدمة االجتماعية بالمراكز الصحية‬


‫لمنسقة الخدمة االجتماعية بالقطاع والمراكز الصحية‪:‬‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪304‬‬

‫مسمى الوظيفة ‪ :‬منسقة الخدمة االجتماعية (أخصائية اجتماعية أو ممرضة‬


‫مفرغة جزئيا وخاضعة لتدريب متخصص في الخدمة االجتماعية)‬

‫االرتباط اإلداري ‪ :‬مديرا لقطاع او مدير المركز الصحي الذي تعمل به‪.‬‬

‫هدف الوظيفة ‪( :‬اإلشراف الفني واإلداري على أعمال الخدمة االجتماعية‬


‫ومتابعة رفع مستوى األداء الفني للعامالت بالخدمة االجتماعية مع تفعيل األنشطة‬
‫المناسبة مع عملها ضمن المهام العامة للخدمة االجتماعية للعمل مع الحاالت)‬

‫المهام الوظيفية ‪:‬‬

‫‪ -1‬التواصل مع المراكز الصحية التابعة للمنسقة والتعرف! يوميا على الحاالت‬


‫وتوجيه الممرضات المتعاونات! مع أعمال الخدمة لكيفية التصرف معها او‬
‫تحديد مواعيد لمقابلتها‬

‫‪ -2‬استقبال التقارير الشهرية من المراكز الصحية ومتابعة مستوى! األداء‬


‫والمالحظات قبل الرفع بها إلى إدارة الرعاية الصحية ‪.‬‬

‫‪ -3‬القيام بالزيارات! اإلشرافية للمراكز الصحية لمقابلة رئيسات األقسام! النسوية‬


‫ورئيسات التمريض والتثقيف الصحي والممرضات! المتعاونات للتعريف!‬
‫بالخدمة االجتماعية وخدماتها بشكل واضح‬

‫‪ -4‬االطالع من خالل الزيارات على السجالت اإلحصائية والتثقيف المجتمعي‬


‫للتنسيق حول إقامة نشاطات اجتماعية‬

‫‪ -5‬تنسيق اجتماعات شهرية للعامالت بالخدمة االجتماعية بالمراكز! الصحية من‬


‫األخصائيات االجتماعيات او المفرغات جزئيا‬
‫‪305‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫‪ -6‬المشاركة في التوعية االجتماعية وتشكيل جماعات الدعم االجتماعي في‬


‫المراكز الصحية‬

‫‪ -7‬تفعيل لجان أصدقاء وصديقات الصحة بالتعاون مع الممرضات المتعاونات!‬


‫بالمراكز‬

‫‪ -8‬تفعيل التواصل مع مجالس التنمية باألحياء بالتعاون مع الممرضات!‬


‫المتعاونات بالمراكز!‬

‫للتواصل بخصوص االستفسار اواضافة أي مالحظات‪ :‬األستاذة‪ /‬زكية‬


‫الصقعبي هاتف المكتب ‪038057374‬‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪306‬‬

‫دور األخصائي الاجتماعي مع مرضى اإليدز‬

‫إعــــداد‬

‫ليلى طه ضليمي‬

‫القائمة بإعداد هذه النشرة عن اإليدز‬


‫أخصائية اجتماعية نفسية العيادات التخصصية‬
‫بمستشفى الملك سعود بجدة‬
‫‪307‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫مقدمة عن المرض‬

‫اإليدز (‪ )AIDS‬هو مختصر مسمى مرض متالزمة نقص المناعة المكتسب‬


‫باإلنجلزية ‪ Acquired Immunity Deficiency Syndrome‬وهو ينتج عن‬
‫فيروس نقص المناعة البشري! (‪ )HIV‬ويهاجم الجهاز المناعي لإلنسان و‬
‫عندما يدخل الفيروس جسم اإلنسان يبقى مخفياً والتوجد! له أعراض وبالتالي!‬
‫يمكن أن ينقل العدوى! لغيره دون مالحظة الطرفين‪ .‬ويقوم! جهاز المناعة بإفراز!‬
‫أجسام مضادة ال تقتل الفيروس ولكن تساعد في الفحص المخبري للكشف عن‬
‫وجود الفيروس‪.‬‬

‫وعندما ينتشر الفيروس في الجسم خالل ‪ 10-8‬سنوات تظهر أعراض المرض‬


‫وتكثر المضاعفات واألمراض اإلنتهازية في هذه الفترة‪.‬‬

‫وضع المرض بالمملكة‬

‫وقد بلغ عدد المصابين التراكمي! منذ ‪ 1984‬حتى نهاية ‪ 2006‬عدد ‪11510‬‬
‫مصاب نسبة السعوديين منهم ‪ . %23.1‬وتعتبر! جدة أكثر مدينة في المملكة‬
‫تسجل المصابين بالعدوى! فاإلحصائيات! الرسمية في جدة تزيد عن ‪ %62‬من‬
‫اإلصابات في باقي المملكة‪.‬‬

‫طرق العدوى‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪308‬‬

‫‪ -1‬العالقات الجنسية وهي سبب إصابة ‪ % 90‬من الحاالت في العالم ‪%88‬‬


‫حالة من السعوديين عام‪ 2006‬م‬

‫‪ -2‬تعاطي! المخدر بالحقن وهي سبب إصابة ‪ %5‬من الحاالت في العالم ‪10‬‬
‫‪ %‬من السعوديين عام ‪ 2006‬م‬

‫‪ -3‬العدوى! من األم إلى الجنين وهي سبب إصابة ‪ %3‬من الحاالت من األطفال‬
‫في السعودية عام ‪ 2006‬سواء كان عن طريق! الوالدة او الرضاعة‬
‫الطبيعية‪.‬‬

‫‪ -4‬نقل دم ملوث أو مشتقاته وكان ذلك منتشر! في المملكة قبل ‪1987‬م وأصبح‬
‫اآلن هذا العامل نادر بسبب الفحص الروتيني!‬

‫‪ -5‬زرع عضو من شخص مصاب بالفيروس إلى شخص سليم في عمليات‬


‫زرع األعضاء كالكلى والكبد وأصبح اآلن نادرا بعد عام ‪1987‬م‬

‫‪ -6‬إصابة العاملين في الحقل الطبي بإبر ملوثة بدم مريض او تعرض أغشية‬
‫العينين او الفم لدم مصاب‪.‬‬

‫‪ -7‬إستخدام! أدوات ملوثة بدم مريض مثل الحجامة والحالقة والوشم وفرش!‬
‫األسنان الملوثة بدم مريض‪.‬‬

‫تطور المرض‬

‫يهاجم الفيروس الخاليا اللمفاوية المساعدة المسئولة عن مناعة اإلنسان ويتكاثر‬


‫هناك فينتج عن ذلك إنخفاض الخاليا المناعية مما يؤدي! إلى نقص مناعة الجسم ‪.‬‬
‫‪309‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫وعندما تنخفض المناعة عن حد معين تهاجم األمراض اإلنتهازية (‬


‫‪ )Opportunistic Infections‬واألورام! أعضاء الجسم المختلفة مثل إلتهاب الفم‬
‫والمريء واألمعاء بالفطريات وإ لتهابات الرئة والدرن وإ لتهاب الدماغ‪.‬‬

‫أعراض المرض‬

‫مرحلة حدة المرض‬

‫تحدث في الفترة األولى من العدوى! ( ‪ 6 -3‬أسابيع) عند ‪ %50‬من‬


‫المرضى ويظهر! على المصاب إرتفاع الحرارة‪ ،‬والعرق ليالً‪ ،‬والسعال‪،‬‬
‫واإلعياء‪ ،‬وتضخم الغدد اللمفاوية‪ ،‬وبقع حمراء بالجلد وتستمر! من (‪6 –3‬‬
‫أسابيع) ثم يشفى المريض تماماً وتختفي جميع األعراض السابقة ‪.‬‬

‫مرحلة الكمون‪:‬‬

‫تستغرق من ‪ 10 -8‬سنوات‪ .‬وال تظهر على المريض أي أعراض بينما يتكاثر‬


‫الفيروس ويدمر خاليا المناعة (‪.)CD4‬‬

‫مرحلة األعراض البكرة‪:‬‬

‫وتظهر فيها نقص الوزن وفقد الشهية واإلسهال! والحمى والعرق الليلي وإ لتهابات‬
‫فطرية وبثور! باعضاء الجسم المختلفة وجميع هذه األعراض يمكن أن تصيب‬
‫من هو غير مصاب بالفيروس‪.‬‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪310‬‬

‫مرحلة اإليدز‪:‬‬

‫هي المرحلة الخطرة من المرض ويتعرض المصاب إلى أحد او بعض‬


‫المضاعفات مثل الهزال الشديد‪ ،‬عدم المقدرة على األكل‪ ،‬الدرن في الرئة او‬
‫المخ او السحايا او الغدد اللمفاوية‪ ،‬فقد الذاكرة‪ ،‬التشنجات والشلل‪ ،‬فقد البصر‬
‫واألورام! السرطانية المختلفة‪.‬‬

‫الوقاية من العدوى‬

‫تجنب العالقات الغير شرعية بين الجنسين او الجنس الواحد‬ ‫‪-1‬‬

‫فحص اإلصابة من قبل الطرفين قبل الزواج‬ ‫‪-2‬‬

‫الوقاية بين الزوج المصاب والطرف اآلخر السليم‬ ‫‪-3‬‬

‫اإلبتعاد عن الخيانة الزوجية‬ ‫‪-4‬‬

‫التاكد من نتائج فحص الدم قبل نقله أثناء العمليات‬ ‫‪-5‬‬

‫التاكد من سالمة اجهزة الغسيل الكلوي‪.‬‬ ‫‪-6‬‬

‫تجنب المخدرات التي تجر إلى إستخدام! مشترك إلبر المخدرات‬ ‫‪-7‬‬

‫إعطاء ادوية مضادة للفيروس لألم المصابة أثناء الحمل والوالدة‬ ‫‪-8‬‬
‫وإ عطاء المولود! مضاد لمدة ‪ 6‬أسابيع بعد الوالدة‪.‬‬

‫عدم إستخدام الرضاعة الطبيعية في تغذية المولود‪.‬‬ ‫‪-9‬‬

‫‪ -10‬عدم إستخدام! األدوات الحادة مثل شفرات الحالقة أو أدوات الحجامة‬


‫الخاصة بآخرين‪.‬‬

‫‪ -11‬لبس القفازات في غسيل الموتى‪.‬‬


‫‪311‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫األسباب اإلجتماعية لإلصابة‬

‫إن نشأة الشباب في بيئة يسودها الفقر واإلنحراف والجهل بأسباب اإلصابة‬
‫بسبب عدم توفر! برامج توعية مستمرة ومؤثرة في الشباب و جهل خطورة‬
‫المرض والنشوء! في أسرة غير محتوية للشباب وبيئة وصداقات! غير مبنية على‬
‫الفضيلة تساعد على البعد عن الدين بممارسة العالقات الجنسية الغير شرعية بين‬
‫الجنسين او الجنس الواحد او الدخول في إستخدام المخدر الذي يؤدي إلى‬
‫الوقوع في شبكة مخدرات اإلبر والتي تجعل الشخص في حاالت غير واعية عند‬
‫فترة اإلنسحاب وسيطرة الشعور بالحاجة الملحة ألخذ الجرعة في أي ظرف!‬
‫دون القدرة على حساب الخطر والتحكم في كيفية أخذ المخدر وذلك يكثر في‬
‫األحياء العشوائية وبدرجة أقل في مختلف الطبقات واألحياء األخرى‪.‬‬

‫إن كثير من الحاالت أصيبت من خالل نقل الدم او مشتقاته قبل عام ‪ 1988‬م‬
‫ومعظم مرضى! الهيموفيليا! عندئذ أصيبوا! بالعدوى كما أصيب كثير من النساء‬
‫نتيجة نقل الدم بعد الوالدة‪ .‬كما أن الفيروس ينتقل في صالونات! الحالقة في‬
‫األحياء العشوائية حيث يكثر الجهل في ممارسة العمالة للحالقة كما تنتقل في‬
‫الوشم وخرم اآلذان خارج المرافق الصحية ‪ ،‬ومعظم! عدوى النساء من األزواج‬
‫أما بالنسبة لألطفال فينتقل من األم الحامل لجنينها أو من خالل الرضاعة‬
‫الطبيعية‪.‬‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪312‬‬

‫األثار النفسية واإلجتماعية لإلصابة باإليدز‬

‫إن مرض نقص المناعة المكتسب له كثير من األبعاد اإلجتماعية والنفسية‬


‫المؤثرة سلباً على حياة المرضى! وأسرهم‪ .‬فالمصاب! يعاني من صدمة شديدة عند‬
‫معرفته باإلصابة حيث أن المرض مرتبط بعدة جوانب مخيفة للمصاب فقد‬
‫أرتبط المرض بوصمة إجتماعية تضع المريض في إطار اإلنحراف! السلوكي‬
‫من التوجه إلى العالقات الغير شرعية أو اإلدمان أو كالهما كما أن اإلعالم رسم‬
‫صورة مخيفة عن المرض ومضاعفاته المخيفة باإلضافة إلى ربط المرض‬
‫بالموت السريع لعدم توفر العالج الثالثي لمعظم المرضى! حتى عام ‪ 1423‬هـ‬
‫كما أن تناقل كثير من المفاهيم الخاطئة عن طرق إنتقال العدوى! بين الناس أثارت‬
‫كثير من المخاوف الغير منطقية في التعامل مع المرضى مما أدى إلى حرمان‬
‫المجتمع للمرضى! من كثير من حقوقهم اإلنسانية سواء كان حق التعليم او العمل‬
‫في مهن غير ناقلة للعدوى! او خدمات العمليات الجراحية في المستشفيات‬
‫الحكومية واألهلية‪.‬‬

‫كذلك إنعكست هذه الوصمة والفوبيا! على سلوك كثير من أزواج وأسر المرضى!‬
‫الذين تعاملوا بقسوة ونفور! قد يصل إلى تعدي على حقوق المريض الشرعية‬
‫واإلنسانية والمادية‪.‬‬

‫ردود األفعال النفسية للمريض‬

‫يواجه المريض عند التبليغ صدمة نفسية تختلف حدتها حسب ثقافة المريض‬
‫ووضعه اإلجتماعي ووضعه األسري كا أن المريض تتغير حالته النفسية حسب‬
‫المساندة األسرية واإلجتماعية والرعاية الصحية المقدمة ومرور الزمن‪ .‬ولكنه‬
‫‪313‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫في جميع األحوال يمر بردود! أفعال نفسية متغيرة ال يشترط! ترتيبها حسب‬
‫الترتيب المكتوب وهناك بعض المرضى الذين ال يمرون بردود! األفعال‬
‫المذكورة وهي كالتالي‪:‬‬

‫‪ -1‬الصدمة‪ :‬وقد! تظهر في صورة تنميل أو ذهول أو إنكارأوإ ضطراب‬


‫أوغضب نحو المقربين او المسئولين الصحيين وسهولة أإلثارة ألتفه‬
‫األسباب والخوف! من الموت والشعور بالذنب في حالة المخطيء‬
‫والعزلة والبكاء ‪.‬‬

‫‪ -2‬الضغط النفسي‪ :‬يواجه المصاب عند معرفته باإلصابة كثير من‬


‫المخاوف فيخاف! الموت المبكر كما يخاف من معرفة األهل واألقارب‬
‫واألصدقاء! وبقية المجتمع كما قد يقلق على فقدان الوظيفة أو قد يقلق‬
‫على أسرته فيخشى! عليها من الفقر والضياع بعد وفاته ويظهر على‬
‫المريض األرق وفقدان الشهية ونوبات الغضب والعزلة وتقلب المزاج‪.‬‬

‫‪ -3‬الغضب وهو جزء من الصدمة وقد! يستمر لفترة طويلة وقد يوجه للذات‬
‫او للعائلة او المسئولين أو للقدر‪.‬‬

‫‪ -4‬اإلنكارهو نتيجة تمسك اإلنسان بمميزات الحياة ورد فعل دفاعي للبقاء‬
‫ولكن في حالة شدة رد الفعل قد يؤدي إلى رفض الرعاية الصحية‬
‫والحاجة إليها‪.‬‬

‫‪ -5‬العزلة اإلجتماعية ‪ :‬وقد يكون مفيداً إذا إستمر لفترة محدودة حيث يعيد‬
‫المريض ترتيب حياته وتعديل مرئياته وأولوياته ومحاسبة نفسه‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪314‬‬

‫‪ -6‬لوم الذات‪ :‬فقد احترام الذات والشعور بالذنب نتيجة نظرة اآلخرين له‬
‫وفقدانه كثير من المميزات اإلجتماعية السابقة أو بسبب كونه السبب في‬
‫عدوى شريك الزواج واألبناء‪.‬‬

‫‪ -7‬االكتئاب‪ :‬يشعر المريض باالكتئاب بعد انتهاء فترة الذهول واإلنكار!‬


‫وتتوقف حدة وطول! اإلكتئاب على شخصية المريض وثقافته وظروفه‬
‫األسرية واإلجتماعية كما يمكن أن يشعر باإلكتئاب في أي مرحلة من‬
‫مراحل المرض‪.‬‬

‫إحتياجات مريض نقص المناعة المكتسب‬

‫‪ -1‬يواجه المريض صدمة عند تبليغه بإصابته بالفيروس تستدعي تقديم مساندة‬
‫نفسية تساعده على التغلب على الصدمة ‪.‬‬

‫‪ -2‬يحتاج المريض توعية صحية وإ رشاد عالجي لتصحيح أي مفاهيم خاطئة‬


‫عن العدوى والوقاية أو تطور! المرض والعالج المقدم وفوائده‪.‬‬

‫‪ -3‬يعاني المريض من إضطراب في العالقات اإلجتماعية األسرية أو المهنية‬


‫وإ ضطراب في نظام سير حياته وإ جراءات الحصول على الخدمات العالجية‬
‫او اإلجتماعية ويحتاج من إرشاد إلعادة التوازن والتكيف! مع الظروف!‬
‫اإلجتماعية الجديدة‪.‬‬

‫‪ -4‬قد يعاني المريض من مشكالت زوجية سواء كانت في الحقوق او‬


‫العالقات او الوقاية بين الطرفين‪.‬‬
‫‪315‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫‪ -5‬قد يعاني المريض من مشكالت إقتصادية تؤثر سلباً على توفير! الغذاء‬
‫والمسكن الصحي وتيسير! التعليم ألطفال المرضى! ‪.‬‬

‫‪ -6‬قد تكون اإلصابة نتيجة إعتداء مما يعرض المريض لضغوط نفسية شديدة‪.‬‬

‫‪ -7‬قد يكون المريض بحاجة إلى عالج ادمان أو تعديل سلوكيات أخرى معدية‬
‫‪.‬‬

‫‪ -8‬قد يواجه المريض ضغوط! إجتماعية في األسرة او الجهة التعليمية او جهة‬


‫العمل‪.‬‬

‫‪ -9‬يحتاج المريض التشخيص المبكر و الرعاية المبكرة مع أهمية اإلنتظام في‬


‫المتابعة والرعاية الصحية و تناول الدواء‪.‬‬

‫دور األخصائي في اإلجراءات الوقائية‬

‫‪ -1‬اإلتصال على المبلغ بإشتباه إصابته لتوجيهه إلى الرعاية الصحية المقدمة‬
‫من المستشفى ‪.‬‬

‫‪ -2‬التوعية الوقائية للمريض والمخالطين خاصة شريك الزواج‪.‬‬

‫‪ -3‬اإلشراف! على فحوصات المخالطين للمرضى للتأكد من سالمتهم! والمتابعة‬


‫الدورية لشريك الزواج‪.‬‬

‫دور األخصائي في المشورة و الفحص الطوعي‬

‫‪ -1‬تهيئة العميل نفسياً قبل الفحص للنتائج‬

‫‪ -2‬تعريف العميل بالخدمات العالجية في حالة ثبوت اإلصابة‪.‬‬


‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪316‬‬

‫‪ -3‬توعية العميل عن أهمية الرعاية الصحية المبكرة والمتابعة الدورية‪.‬‬

‫‪ -4‬توعية وقائية عن نتائج السلوكيات الخطرة‪.‬‬

‫دور األخصائي اإلجتماعي في العيادات‪-:‬‬

‫‪ -1‬تثقيف صحي لتصحيح جميع المفاهيم الخاطئة عن المرض والوقاية‬


‫والعالج‪.‬‬

‫‪ -2‬اإلرشاد! اإلجتماعي للمريض عن حقوقه ومسئولياته اإلجتماعية‪.‬‬

‫‪ -3‬اإلرشاد! النفسي للمريض للتأقلم مع المرض‪.‬‬

‫‪ -4‬عالج ديني لمساعدة المريض على الفكر اإليجابي والتغلب على التوجهات‬
‫السلبية والضغوط! اإلجتماعية‪.‬‬

‫‪ -5‬مساندة المريض من ذوي الحاجة مادياً وإ حالته إلى إحدى جهات اإلعانة‬
‫المادية‪.‬‬

‫‪ -6‬توجيه السلوك الوقائي للمريض وتقديم اإلرشاد اإلقتصادي والزواجي‪.‬‬

‫‪ -7‬اإلرشاد! القانوني للمرضى بمشكالت قانونية مرتبطة بالمرض وإ حالتهم إلى‬


‫جهات مساندة إلستخرج الحقوق قانونياً‪.‬‬

‫‪ -8‬إرشاد نفسي للمرضى الذين تعرضوا إلغتصاب و كان السبب في العدوى‪.‬‬

‫‪ -9‬إرشاد المرضى! المدمنين وتحفيز إرادة العالج والتنسيق مع أطباء عالج‬


‫اإلدمان وإ حالتهم! إلى مستشفى عالج اإلدمان‪.‬‬
‫‪317‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫العالج األسري‬

‫‪ -1‬اإلرشاد! األسري لألزواج الذين يواجهون مشكالت وقائية‪.‬‬

‫‪ -2‬العالج األسري! للعالقات الزوجية التي تواجه تباعد أو خالف‪.‬‬

‫‪ -3‬إرشاد تربوي! للمرضى في مشكالت األبناء السلوكية ‪.‬‬

‫‪ -4‬العالج السلوكي! ألبناء المرضى! الذين لديهم مشكالت سلوكية أو إنحراف‪.‬‬

‫اإلرشاد المهني‬

‫‪ -1‬إرشاد المريض للتعرف على قدراته العملية البديلة للوظيفة السابقة الغير‬
‫مناسبة صحياً أو وقائيا‪!ً.‬‬

‫‪ -2‬اإلرشاد المهني ألبناء وبنات المرضى لمساندة األسرة من خالل‬


‫التأهيل والعمل‪.‬‬

‫‪ -3‬إحالة المرضى! وأبناءهم إلى جهات التأهيل والجمعيات الخيرية المساندة‬


‫في تشغيل المرضى‪.‬‬

‫تنسيق زواج المرضى‬

‫‪ -1‬إرشاد المرضى عن برنامج الزواج بين المرضى وتعريفهم! بمتطلبات‬


‫و إجراءات الزواج ‪.‬‬

‫‪ -2‬تنسيق الزواج بين المرضى! حسب التكافؤ! بين الطرفين و طلباتهم! ‪.‬‬

‫‪-3‬إرشاد وقائي! للمرضى عن إجراءات اإلنجاب بين المتزوجين‪.‬‬

‫‪ - 4‬تأهيل المرضى! المتقدمين للزواج في مباديء الزواج الناجح‪.‬‬


‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪318‬‬

‫خدمة المرضى المنومين‬

‫‪ -1‬التعرف على أراء المرضى المنومين في الخدمات المقدمة والعمل على‬


‫تحسينها‪.‬‬

‫‪ -2‬مساعدة المرضى في التغلب على صعوبات! العالج المرتبطة‬


‫بالمعتقدات او المشكالت النفسية أو اإلجتماعية‪.‬‬

‫‪ -3‬تمثيل المرضى! مع الهيئة الصحية ومقدمي الخدمات األخرى في‬


‫المستشفى والعيادات‪.‬‬

‫‪ -4‬العمل على ربط المنومين لفترات طويلة بدعم األسرة وإ عدادهم للعودة‬
‫ألسرهم‪.‬‬

‫‪ -5‬إعداد المريض للخروج بتوعية األسرة بوسائل مساندته على إستعادة‬


‫دوره األسري! واإلجتماعي‪.‬‬

‫المراجع‬

‫‪ -1‬األيدز‪ :‬التعامل معه‪ ،‬طرق! الوقاية منه‪ ،‬كيفية التعايش مع المريض‪ ،‬عالجه‪،‬‬
‫إعداد د‪ .‬طارق! أحمد مدني‪ ،‬إستشاري! الطب الباطني! واألمراض المعدية‪،‬‬
‫وزارة الصحة‬

‫‪ -2‬دليل اإلرشاد الصحي والنفسي واإلجتماعي! للعاملين في مجال اإليدز‪،‬‬


‫منظمة الصحة العالمية‪ ،‬المكتب اإلقليمي! لشرق المتوسط‪ ،‬البرنامج العالمي‬
‫‪319‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫لإليدز‪ ،‬جمهورية مصر العربية‪ ،‬البرنامج الوطني لمكافحة اإليدز‬


‫‪1992‬م‪.‬‬

‫‪ -3‬نشرة معاً من أجل األطفال ‪ ..‬معاً ضد اإليدز"!‪ ،‬إعداد البرنامج الوطني‪،‬‬


‫لمكافحة اإليدز بجدة ‪ ،‬إصدار خاص من ‪ Enigma‬بمناسبة اليوم العالمي‬
‫لإليدز ذو القعدة ‪ 1427‬هـ‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪320‬‬

‫الخدمة االجتماعية الطبية مع ضعاف السمع‬

‫إعــــداد‬

‫األخصائية االجتماعية‪ /‬منال حسن الصومالي‬

‫المشرفة على الخدمة االجتماعية الطبية‬


‫في مركز المساعدية‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬
‫‪321‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫مقدمة‬
‫‪ ‬‬
‫قال اهلل تعالى)إنك ال تسمع الموتى وال تسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين‪ .‬وما‬
‫أنت بهادي العمى عن ضاللتهم! إن تسمع إال من يؤمن بآياتنا فهم مسلمون( سورة‬
‫النمل ‪]81 ، 80[ :‬‬
‫مع النصف الثاني من القرن العشرين بدأ العلماء في محاولة جادة لحل مشكلة‬
‫فاقدي! السمع بصورة كاملة‪ ،‬أي‪ :‬الصم تعريفاً‪ ،‬أما فاقدوا السمع بصورة جزئية‬
‫فهم علمياً ال يطلق عليهم اسم الصم‪ ،‬بل معاقي! السمع أو ضعاف السمع‬
‫(‪ )hard of hearing and not deaf‬فالصمم‪ :‬هو الفقد الكامل للحاسة السمعية‪،‬‬
‫بما يناظر! العمى الذي هو فقد كامل لإلبصار! وليس ضعف النظر فحسب‪.‬‬
‫وقد بدأ حلم تعويض حاسة السمع المفقود بصورة كلية (الصمم) يتبلور شيئاً‬
‫فشيئاً مع تقدم علوم الطب والفهم األعمق لخصائص السمع بما يتواكب مع تقدم‬
‫علم الفيزياء‪ ،‬بما فيه من فهم أعمق لطبيعة الصوت وانتقاله في األوساط!‬
‫المختلفة‪ ،‬وكذلك فهم أسلوب تحويل اإلشارات السمعية الصوتية المعقدة إلى‬
‫نبضات كهربائية ذات جوانب وصفات متعددة جداً وشديدة التعقيد‪ ،‬بحيث تتوازى!‬
‫بدقة مع خصائص الموجة الصوتية‪ ،‬وأيضاً! الفهم األعمق لطبيعة عمل كهربائية‬
‫المخ‪ ،‬وكذلك مع تقدم العلوم االلكترونية والتقدم التقني في هندسة األجهزة‬
‫االلكترونية‪.‬‬
‫من كل هذه القواعد المتقدمة انطلقت فكرة ما يسمى بزرع القوقعة‬
‫السمعية ‪ Implantcochlear‬أو ‪Ear Electronic‬أو ‪Ear Bionic‬أي‪:‬‬
‫األذن االلكترونية‪ ،‬وهي فكرة تقوم على محاولة محاكاة ما خلقه اهلل لنا من‬
‫آليات سمعية تركزت في األذن ومراكزها العصبية داخل الجهاز العصبي‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪322‬‬

‫المركزي‪ .‬حيث تم تطوير! أجهزة الكترونية دقيقة ومعقدة تحول الرسالة‬


‫الصوتية بما فيها من تضاغطات وتخلخالت في جزئيات الوسط! الحامل‬
‫للصوت (الهواء) إلى ذبذبات ميكانيكية‪ ،‬وبذلك يقوم الجهاز بتحويلها إلى‬
‫نبضات كهربائية لها خصائص موازية لخصائص الصوت المنشئ لها‬
‫أوالً‪ .‬هذا فيما يختص بالجهاز! االلكتروني! الذي يحاكي عمل األذن‬
‫الداخلية من حيث وظيفة ترجمة التضاغطات و التخلخالت إلى تيار‬
‫كهربائي محفز لمراكز عصبية معينة في المخ وقد تطورت! هذه األجهزة‬
‫بشكل مثير جداً إلى حد أنها أصبحت تحتوي! على ألياف تعد بالمئات‬
‫تسمى األقطاب‪ ،‬يختص كل قطب منها بنقل التيار الكهربائي المترجم!‬
‫عن الصوت والمعبر عنه إلى مناطق! تحفيز الجهاز السمعي‪.‬‬
‫وسوف! نتطرق في هذا الفصل إلى‪  ‬ضعف السمع ثم اثر ضعف السمع‬
‫ثم إلى المعينات السمعية وثم إلى‪  ‬موديالت المعينات السمعية ويلي ذلك‬
‫تاثير االعاقة السمعية على الطفل ثم القوقعه واالذن االلكترونية‪.‬‬
‫ضعف السمع‪:‬‬
‫ح!د!و!ث! ح!ا!ل!ة! ض!ع!ف! ا!ل!س!م!ع! ب!ش!ك!ل! ت!د!ر!ي!ج!ي! م!ع! ت!ق!د!م! ا!ل!ع!م!ر!‪ !،‬م!ن! ا!أل!م!و!ر!‬
‫ا!ل!ط!ب!ي!ع!ة! ف!ي! ا!ل!ح!ي!ا!ة! ا!ل!ض!و!ض!ا!ء! ا!ل!ش!د!ي!د!ة! و!ت!ف!ا!ع!ل!ه!ا! م!ع! ا!أل!ذ!ن! ل!ف!ت!ر!ة! ط!و!ي!ل!ة! م!ن!‬
‫ا!ل!ز!م!ن! ل!ه!ا! ع!ال!ق!ة! ك!ب!ي!ر!ة! ب!ض!ع!ف! ا!ل!س!م!ع! و!ذ!ل!ك! ب!س!ب!ب! ا!ل!ض!ر!ر! ا!ل!ب!ا!ل!غ! ا!ل!ذ!ي!‬
‫ي!ح!د!ث! ل!ق!و!ق!ع!ة! ا!أل!ذ!ن‪!.‬‬
‫ي!ع!ت!ق!د! ك!ث!ي!ر! م!ن! ا!أل!ط!ب!ا!ء! أن! ا!ل!ض!و!ض!ا!ء! ا!ل!م!س!ت!م!ر!ة! أل!ع!و!ا!م! ط!و!ي!ل!ة! م!ع! ا!ل!ع!و!ا!م!ل!‬
‫ا!ل!و!ر!ا!ث!ي!ة! ي!ر!ت!ب!ط!ا!ن! م!ع!اً! ب!ع!م!ل!ي!ة! ض!ع!ف! ا!ل!س!م!ع! م!ع! م!ر!و!ر! ا!ل!و!ق!ت!‪ !.‬ه!ن!ا!ك!‬
‫ع!و!ا!م!ل! أ!خ!ر!ى! ق!د! ت!ت!ع!ل!ق! ب!ض!ع!ف! ا!ل!س!م!ع! أ!ي!ض!اً! م!ث!ل! ا!ن!س!د!ا!د! ا!أل!ذ!ن! ب!ا!ل!ش!م!ع!‪!.‬‬
‫ح!ي!ث! ي!ع!م!ل! اـلـشـمـعـ علـىـ مـنـعـ وـصـوـلـ اـلـصـوـتـ إـلـىـ اـألـذـنـ‪.‬ـ‬
‫‪323‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫األعراض‪:‬‬
‫ت!ت!ض!م!ن! أ!ع!ر!ا!ض! ا!إل!ص!ا!ب!ة! ب!ض!ع!ف! ا!ل!س!م!ع!‪!:‬‬
‫‪ ‬س!م!ا!ع! ا!أل!ص!و!ا!ت! و!ا!ل!ك!ال!م! ب!ش!ك!ل! م!ك!ت!و!م! و!غ!ي!ر! و!ا!ض!ح!‪!.‬‬
‫‪ ‬ص!ع!و!ب!ة! ف!ي! س!م!ا!ع! و!ف!ه!م! ك!ال!م! ا!آل!خ!ر!ي!ن! ح!و!ل!ك!‪ !،‬خ!ا!ص!ة! م!ع! و!ج!و!د!‬
‫ض!و!ض!ا!ء! أ!و! ف!ي! م!ك!ا!ن! م!ز!د!ح!م! ب!ا!ل!ن!ا!س!‪!.‬‬
‫‪ ‬ا!ل!ط!ل!ب! م!ن! ا!آل!خ!ر!ي!ن! ا!ل!ت!ح!د!ث! ب!ص!و!ت! أ!ع!ل!ى! و!ش!ك!ل! أ!و!ض!ح! ف!ي! ا!ل!ك!ال!م!‪!.‬‬
‫‪ ‬ا!ل!ح!ا!ج!ة! ا!ل!د!ا!ئ!م!ة! ل!ر!ف!ع! ص!و!ت! ا!ل!ر!ا!د!ي!و! أ!و! ا!ل!ت!ل!ي!ف!ز!ي!و!ن!‪!\!.‬‬
‫‪ ‬ت!ج!ن!ب! ا!لـا!ن!ض!م!ا!م! إ!ل!ى! ا!أل!ح!ا!د!ي!ث! ا!ال!ج!ت!م!ا!ع!ي!ة!‪!.‬‬
‫األسباب‪:‬‬
‫‪ ‬توجد داخل قوقعة األذن اآلالف من الشعيرات الدقيقة التي تتصل‬
‫بالخاليا العصبية وتقوم! بتحويل ترددات الصوت إلى إشارات كهربائية‬
‫تنقل إلى المخ‪.‬‬
‫‪ ‬تؤثر ترددات األصوات المختلفة على الشعيرات الدقيقة بطرق! مختلفة‬
‫وبالتالي فإن الخاليا العصبية ترسل إشارات مختلفة إلى المخ وذلك هو‬
‫السبب الذي يجعلنا نستطيع التفرقة بين األصوات المختلفة‪.‬‬
‫‪ ‬تحدث معظم حاالت ضعف السمع نتيجة الضرر! الذي يحدث لقوقعة‬
‫األذن‪.‬‬
‫‪ ‬قد يحدث خلل في الخاليا العصبية‪ ،‬أو في الشعيرات الدقيقة وبالتالي! ال‬
‫ترسل اإلشارات الكهربائية بشكل سليم إلى المخ‪ ،‬ويحدث ضعف في‬
‫السمع أو عدم القدرة على تحديد الكلمات بشكل سليم خاصة مع وجود!‬
‫ضوضاء‪.‬‬
‫متى يجب اللجوء إلى الطبيب‪:‬‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪324‬‬

‫عندما تالحظ وجود! أي من األعراض التي ذكرناها سابقاً عن احتمال حدوث‬


‫فقدان للسمع‪.‬‬
‫أي عندما تجد أنك ال تستطيع سماع الحديث الذي تقوم به مع أي شخص‬
‫بشكل جيد‪ ،‬خاصة مع وجود! ضوضاء‪ .‬أو إذا وجدت األصوات التي تسمعها‬
‫مكتومة وليست واضحة تماماً‪ .‬أو أنك في حاجة دائمة إلى رفع صوت‬
‫التليفزيون أو الراديو! لتتمكن من سماعهم بوضوح!‪ .‬فيجب عليك اللجوء إلى‬
‫الطبيب الستشارته‪.‬‬
‫التشخيص‪:‬‬
‫س!و!ف! ي!ق!و!م! ا!ل!ط!ب!ي!ب! ا!ل!م!ت!خ!ص!ص! ب!ف!ح!ص! م!د!ى! ق!د!ر!ت!ك! ع!ل!ى! ا!ل!س!م!ع!‪ !،‬و!ذ!ل!ك!‬
‫ب!ع!م!ل! ب!ع!ض! ا!ال!خ!ت!ب!ا!ر!ا!ت! ل!ل!س!م!ع!‪ !.‬ي!ق!و!م! ا!ل!ط!ب!ي!ب! ب!ف!ح!ص! ك!ل! أ!ذ!ن! ع!ل!ى! ح!د!ة!‬
‫و!ق!ي!ا!س! م!د!ى! ق!د!ر!ة! ك!ل! أ!ذ!ن! عل!ى! ا!ل!س!م!ع! و!م!د!ى! ا!س!ت!ج!ا!ب!ت!ك! ل!م!خ!ت!ل!ف! د!ر!ج!ا!ت!‬
‫ا!ل!ص!و!ت!‪.‬ـ‬
‫العالج‪:‬‬
‫إذا كانت حالة ضعف السمع التي تعاني منها نتيجة خلل حدث في األذن‬
‫الداخلية‪ ،‬فقد يكون العالج عن طريق استخدام! سماعات األذن‪.‬‬
‫أما إذا كان ضعف السمع نتيجة تراكم المادة الشمعية على األذن‪ ،‬فيمكن أن‬
‫يقوم الطبيب بإزالة الشمع لتحسين عملية السمع عندك‪.‬‬

‫ما هو ضعف السمع؟‬


‫إن اصطالح ضعف‪  ‬السمع يشمل مستويات عديدة تبدأ من الحالة البسيطة مروراً!‬
‫بالمتوسطة و الشديدة إلى العميقة ‪ ،‬باإلضافة إلى الصمم‪.‬‬
‫‪325‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫ما هي العوامل التي تؤثر! في نمو اللغة؟‬


‫‪ -‬العمر الذي حدث فيه ضعف السمع‪.‬‬
‫‪ -‬نوع ضعف السمع‪. .‬‬
‫‪ -‬درجة ذكاء الطفل‪.‬‬
‫‪ -‬التدريبات المنزلية المقدمة‪.‬‬
‫‪ -‬العمر الذي بدأ عنده استخدام! المعين السمعي‪.‬‬
‫‪ -‬بداية برنامج التدريب ومدته‪.‬‬
‫ما هي أنواع صعوبة السمع؟‬
‫‪  -1‬ضعف سمع توصيلي(‪ )Conductive Hearing Loss‬وينجم عن‪  ‬خلل في‬
‫طريق التوصيل! لعضو السمع ‪ ,‬ويؤثر على وصول! األصوات إلى العصب‬
‫السمعي ‪ ,‬وهذا الخلل يكون في األذن الخارجية أو الوسطى!‪.‬‬
‫‪  -2‬ضعف سمع حس‪-‬عصبي (‪ )Sensory Neural Hearing Loss‬وهو خلل‬
‫في قوقعة األذن أو المسار العصبي السمعي ومكانه في منطقة األذن‬
‫الداخلية‪.‬‬
‫‪  -3‬ضعف سمع مزدوج (‪ ، )Mixed Hearing Loss‬وهو قصور! في طريق‬
‫التوصيل و المسار الحس عصبي‪.‬‬

‫ما هي أسباب ضعف السمع؟‬


‫*‪  -‬أسباب قبل الوالدة كاألسباب الوراثية وغير الوراثية مثل إصابة األم‬
‫بالحصبة األلمانية وخاصة خالل األشهر الثالثة األولى من الحمل أو تناول‬
‫أدوية معينة خالل مرحلة الحمل‪.‬‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪326‬‬

‫*‪ -‬أسباب عند الوالدة مثل نقص األكسجين و إصابات الرأس‪.‬‬


‫*‪ -‬أسباب بعد الوالدة‪ ,‬مثل التهاب السحايا الدماغي أو أي مرض من أمراض‬
‫الطفولة كالتعرض لفيروس الحصبة أو النكاف واإلصابات والحوادث! التي‬
‫تتعرض لها األذن‪.‬‬
‫ما هي أعراض صعوبة السمع؟‬
‫‪ -1‬استجابة الشخص للصوت غير ثابتة‪.‬‬
‫‪  -2‬تأخر الطفل في تطور اللغة والكالم‪.‬‬
‫‪  -3‬كالم الشخص غير واضح‪.‬‬
‫‪ -4‬يرفع الشخص صوت الراديو! والتلفزيون‪.‬‬
‫‪ -5‬ال ينفذ الشخص التوجيهات‪.‬‬
‫‪ -6‬دائما يقول الشخص " هاه " عند سؤاله‪.‬‬
‫‪  -7‬ال يستجيب الشخص إذا نودي‪.‬‬
‫‪ -8‬يرفع صوت الشخص‪  ‬بدون مبرر‪.‬‬

‫ما أثر ضعف السمع؟‬


‫أ‪ -‬تأثير الضعف السمعي على تطور اللغة و الكالم‪:‬‬
‫‪ -1‬المفردات‪:‬‬
‫‪327‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫‪ ‬تتطور المفردات عند األطفال الذين يعانون من الضعف السمعي بشكل أبطأ من‬
‫المعدل الطبيعي! ‪ ،‬ونالحظ! أن تعلمهم‪  ‬الكلمات المادية مثل قطة و يقفز وخمسة‬
‫وأحمر أسهل من تعلم الكلمات المجردة مثل قبل وبعد‪  ‬وغيره‪ .‬ويظهر! لدى‬
‫هؤالء األطفال صعوبة في معرفة وظائف الكلمات مثل أدوات التعريف وفهم!‬
‫الكلمات متعددة المعاني‪.‬‬
‫‪ -2‬الجملة‪:‬‬
‫‪ ‬ب!ع!ض! ه!ؤ!ال!ء! ا!أل!ط!ف!ا!ل! ي!ف!ه!م!و!ن! و!ي!ت!ك!ل!م!و!ن! ا!ل!ج!م!ل! ا!ل!ق!ص!ي!ر!ة! س!ه!ل!ة! ا!ل!ت!ر!ك!ي!ب!‪!,‬‬
‫و!ي!ج!د!و!ن! ص!ع!و!ب!ة! ف!ي! ا!ل!ج!م!ل! ا!ل!م!ع!ق!د!ة! ف!ي! ت!ر!ك!ي!ب!ه!ا! ا!ل!ن!ح!و!ي! م!ث!ل! ا!ل!م!ب!ن!ي! ل!ل!م!ج!ه!و!ل!‪!,‬‬
‫و!ك!ذ!ل!ك! س!م!ا!ع! أ!و! ن!ط!ق! أ!و!ا!خ!ر! ا!ل!ك!ل!م!ا!ت! م!م!ا! ي!ؤ!د!ي! إ!ل!ى! س!و!ء! ا!ل!ف!ه!م! و!ع!د!م! و!ض!و!ح!‬
‫ا!ل!ك!ال!م!‪.‬ـ‬
‫‪ -3‬النطق‪:‬‬
‫يصعب على هؤالء األطفال سماع بعض األصوات الساكنة مثل السين والشين‬
‫والفاء والتاء والكاف! ‪ ,‬ولهذا ال تظهر هذه األصوات في كالمهم مع صعوبة فهم‬
‫ما يقولون وفهم ما يقوله اآلخرون لهم‪ .‬وألنهم! ال يسمعون أصواتهم بشكل‬
‫واضح فقد يتكلمون بدرجة صوتية أو بسرعة أو‪  ‬بنبرة صوتية غير مالئمة‪.‬‬
‫ب‪ -‬تأثير الضعف السمعي على اإلنجاز األكاديمي‪:‬‬
‫يعاني هؤالء األطفال من صعوبات في التعليم بشكل عام وخاصة في‪ ‬القراءة‪,‬‬
‫والفارق التعليمي بين ضعاف! السمع و ذوي السمع الطبيعي! يتسع مع التقدم‬
‫العلمي‪.‬‬
‫ج‪ -‬تأثير الضعف السمعي على المهارة االجتماعية‪:‬‬
‫األطفال ذو الضعف السمعي الشديد أو الكلي يشعرون بعزلة اجتماعية كبيرة مع‬
‫محدودية أصدقائهم‪ !.‬أما األطفال ذوو الضعف السمعي الطفيف و المتوسط‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪328‬‬

‫والملحوظ! فتظهر لديهم المشكالت االجتماعية أكثر من الفئات التي تعاني من‬
‫ضعف سمعي شديد‪.‬‬
‫د‪ -‬تأثير درجة الضعف السمعي على استيعاب الكالم واحتياجات التعليم‪:‬‬
‫‪ -1‬اإلعاقة الطفيفة‪:‬‬
‫ال يستطيع األطفال الذين يعانون من صعوبة سمع طفيفة من سماع األصوات‬
‫الخافتة أو البعيدة مع عدم وجود! صعوبات في التعليم‪ .‬ومن الضروري االنتباه‬
‫إلى تطوير! مفرداتهم وتوفير! مقاعد وإ ضاءة جيدة في الفصول تساهم في تحسين‬
‫التعلم‪ ،‬وقد! يستفيد األطفال من تعلم قراءة الشفاه وقد يحتاجون إلى تصحيح‬
‫الكالم‪.‬‬
‫‪ -2‬اإلعاقة المتوسطة‪:‬‬
‫يفهم األطفال الذين يعانون من صعوبة سمع متوسطة أحاديث اآلخرين عندما‬
‫يكونون وجهاً لوجه وعلى مسافة قريبة تقدر بثالثة إلى خمسة أقدام‪ ،‬أما إذا كان‬
‫الكالم خافتاً أو ليس في مستوى نظرهم! فقد يفقدون ‪ %50‬من فهم الحوار‪ .‬مع‬
‫العلم أن مفرداتهم محدودة ومصاحبة باضطراب! في كالمهم‪ .‬وإ ذا وجدت‬
‫مدارس مختصة لهذه الفئة يفضل إلحاقهم! بها لتتحقق االستفادة من المعين‬
‫السمعي‪ ،‬وال بد من الحصول على مقعد في مكان جيد في الفصل مع القيام‬
‫بتدريبات خاصة لتطوير المفردات والقراءة و قراءة الشفاه‪.‬‬
‫‪ -3‬اإلعاقة الملحوظة‪:‬‬
‫البد أن نتحدث مع األطفال من هذه الفئة بصوت مرتفع لكي يستوعبوه‪ .‬هؤالء‬
‫األطفال يعلنون صعوبة واضحة في الكالم واللغة اإلستقبالية والتعبيرية مع العلم‬
‫‪329‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫أن مفرداتهم! محدودة‪ .‬وال بد أن يلحقوا بمدارس خاصة تتعامل مع هذا النوع من‬
‫الضعف السمعي ليحصلوا على تدريبات خاصة لتحسين مهاراتهم! اللغوية‬
‫والقراءة والكتابة وقراءة الشفاه و تصحيح النطق‪.‬‬
‫‪ -4‬اإلعاقة الشديدة‪:‬‬
‫يسمع األطفال من هذه الفئة األصوات العالية التي تبعد قدماً واحداً عنهم‪ ،‬وقد!‬
‫يتعرفون على أصوات البيئة من حولهم‪ ,‬ويميزون بعض أصوات العلة‪ ,‬فاللغة و‬
‫الكالم عندهم متأثرة بشكل كبير‪ .‬ولذلك فهم بحاجة إلى إلحاقهم! بمدارس للصم‬
‫مع التأكيد على تطوير مهارات اللغة و الكالم وقراءة الشفاه والتدريب! السمعي‬
‫باستخدام المعين السمعي‪.‬‬
‫‪ -5‬اإلعاقة التامة‪:‬‬
‫قد يسمع األطفال من هذه الفئة بعض األصوات العالية ولكنهم! في الحقيقة‬
‫يدركون اهتزاز الصوت أكثر من معرفته‪ ،‬ويعتمدون على قدراتهم! البصرية‬
‫عوضاً عن القدرات السمعية للتواصل مع اآلخرين‪  ،‬وهذا النوع من الضعف يعد‬
‫إعاقة حقيقية للغة وللكالم‪ .‬لذلك فهم بحاجة إلى إلحاقهم إلى مدارس الصم التي‬
‫تشمل برامجها! تطوير مهارات اللغة وقراءة الشفاه والكالم وتدريبات التآزر بين‬
‫االتصال الشفهي واإلشارة وتدريب! السمع الجماعي أو الفردي‪.‬‬
‫هـ‪ -‬تأثير الضعف السمعي على االتصال باآلخرين‪:‬‬
‫‪ .1‬فقدان السمع من ‪ 30‬إلى ‪ 45‬ديسبل‪:‬‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪330‬‬

‫يتأثر انتباه األطفال من هذه الفئة مع حدوث انفصال عن البيئة نتيجة لعدم‬
‫تمييز أصوات البيئة المحيطة بهم بوضوح‪ .‬أما اجتماعيا فيمكن لهؤالء‬
‫األطفال التغلب على مشكلة التخاطب بمجرد اقترابهم من الشخص المتحدث‬
‫أو باستخدام!‪  ‬المعينات السمعية‪.‬‬
‫‪ .2‬فقدان السمع من ‪ 45‬إلى ‪ 65‬ديسبل‪:‬‬
‫يصبح تفاعل األطفال االجتماعي من هذه الفئة أكثر صعوبة‪ ،‬إذ يصعب‬
‫استخدامهم للسمع إلدراك أصوات البيئة من كل االتجاهات‪ ,‬فعلى سبيل المثال‬
‫لو استخدم هؤالء األطفال المعين السمعي فانهم يستطيعون متابعة حديث شخص‬
‫واحد فقط ولكنهم ال يستطيعون متابعة حديث مجموعة من األفراد‪.‬‬
‫‪ .3‬فقدان السمع‪  ‬من ‪ 65‬إلى ‪ 80‬ديسبل‪:‬‬
‫يصبح اتصال هؤالء األطفال الشخصي! باآلخرين و البيئة صعباً ‪ ،‬حيث‬
‫يجب عليهم أن يعتمدوا على الوسائل الحسية األخرى غير السمعية كالبصر‬
‫و اللمس‪.‬‬
‫‪ .4‬فقدان السمع‪  ‬من ‪ 80‬إلى ‪ 100‬ديسبل‪:‬‬
‫يصبح األطفال من هذه الفئة معتمدين على‪  ‬البصر و اللمس بصورة أكبر‬
‫وعلى قراءة الشفاه لالتصال مع األسوياء ومن الممكن أن يستفيدوا! من‬
‫المعين السمعي إلدراك األصوات العالية‪.‬‬
‫المعينات السمعية‬
‫هي جهاز صغير! يعمل على تكبير األصوات إلى مستوى يسمح لضعاف السمع‬
‫بسماع األصوات بالعلو الكافي ويمكنهم من استخدام! األصوات بشكل مناسب‪.‬‬
‫‪331‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫أنواع السماعات الطبية‪:‬‬


‫من حيث الحجم‪:‬‬
‫‪ -1‬السماعات الجسمية‪:‬‬
‫تتكون من جزئين‪ ،‬أحدهما داخل األذن واآلخر يعلق على المالبس وتصل‬
‫الجزءان ببعضهما بسلك مرن‪ ،‬وتتميز بأنها تستخدم! لحاالت فقدان السمع‬
‫الشديدة جداً وهي تستخدم! لألطفال وذلك لسهولة التحكم بها وصعوبة كسرها‬
‫أو تلفها‪.‬‬
‫‪ -2‬السماعات خلف األذن‪:‬‬
‫يوضع الجزء األساسي! منها خلف األذن ويتصل بقالب بالستيكي! أو صلب‬
‫يوضع داخل األذن الخارجية‪ ،‬و تالئم هذه السماعات مختلف األعمار وجميع‬
‫درجات ضعف السمع‪ .‬ومن مزاياها أنها أسهل لصغار السن من حيث‬
‫التحكم وقدرتها! على المقاومة واالحتمال!‪.‬‬
‫ج‪ -‬السماعات داخل األذن‪:‬‬
‫يوضع هذا النوع في األذن الخارجية وهي تالئم مختلف األعمار لمن لديهم‬
‫ضعف في السمع ما بين المعتدل إلى الشديد‪ .‬ومن مزاياها أنها ال تحتوي على‬
‫أجزاء خارجية ظاهرة‪.‬‬

‫د‪ -‬السماعات داخل القناة السمعية‪:‬‬


‫هذا النوع شبيه بالسماعات داخل األذن‪.‬‬
‫هـ‪ -‬سماعات داخل القناة السمعية كلياً‪:‬‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪332‬‬

‫هذا النوع هو أصغر أنواع السماعات وال يمكن رؤيته بمجرد النظر إلى األذن‬
‫فهي توضع في آخر القناة السمعية‪ .‬وتستخدم لمن لديهم ضعف سمعي ما بين‬
‫المعتدل إلى المتوسط فقط‪.‬‬
‫و‪ -‬السماعات الطبية المتصلة بالنظارة‪:‬‬
‫هذا النوع هو نادر جداً لصعوبة استخدامه وصيانته‪ .‬تستخدم هذه السماعات لمن‬
‫لديهم ضعف سمعي بين المعتدل إلى المتوسط الشديد ومصاحباً لذلك ضعف في‬
‫النظر‪.‬‬
‫من حيث طريقة العمل‪:‬‬
‫‪ -1‬السماعات الطبية التقليدية‪:‬‬
‫تسمح هذه السماعات بتحويل الخصائص الفيزيائية للصوت عن طريق!‬
‫متغيرات فيزيائية أخرى خارجية‪.‬‬
‫‪ -2‬السماعات الطبية المبرمجة‪:‬‬
‫تحتوي هذه السماعات على مكبر وفلتر يمكن التحكم بها عن طريق مصادر!‬
‫رقمية خارجية‪.‬‬
‫ج‪ -‬السماعات الطبية الرقمية‪:‬‬
‫تحتوي على شريحة تقوم بتحليل اإلشارات الصوتية إلى أجزاء صغيرة جداً‪.‬‬
‫وتقوم السماعات بذاتها باختيار الصوت المناسب حسب الضجيج في‬
‫المحيط‪.‬‬

‫أجزاء السماعة الطبية‪:‬‬


‫‪ -‬الميكرفون‪ :‬يلتقط األصوات من المحيط الخارجي ويوجهها إلى وحدة‬
‫التكبير في داخل السماعة‪.‬‬
‫‪ -‬المكبر‪ :‬يقوم بتكبير األصوات‪.‬‬
‫‪333‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫‪ -‬البطارية‪ :‬تمد السماعة بالطاقة‪.‬‬


‫‪ -‬المفاتيح‪ :‬مفتاح التشغيل ومفتاح التحكم بشدة الصوت‪.‬‬
‫‪ -‬المستقبل‪ :‬يقوم بتحويل الموجات الكهربائية من داخل السماعة إلى‬
‫موجات صوتية تصل إلى أذن المستخدم‪.‬‬
‫كيفية اختيار السماعة المناسبة؟‪:‬‬
‫يجب مراعاة استشارة أخصائي السمعيات قبل اختيار نوع السماعة‪ ،‬حيث‬
‫يتم من قبل تحديد درجة ضعف السمع ونوعه واختيار! السماعة الطبية‬
‫األنسب للشخص‪.‬‬
‫االهتمام والعناية بالسماعة‪:‬‬
‫‪ -‬يجب مراعاة تغيير البطارية باستمرار!‪.‬‬
‫‪ -‬يجب مراعاة تنظيف السماعة باستخدام! قطعة شاش نظيفة وجافة كما‬
‫يجب تنظيف القالب باستمرار بالماء الفاتر والصابون‪.‬‬
‫‪ -‬يجب حفظ السماعة في علبتها في حالة عدم االستعمال‪.‬‬
‫‪ -‬يجب حفظ السماعة بعيداً عن أي مصدر! للماء والرطوبة ونزعها قبل‬
‫االستحمام والسباحة‪.‬‬
‫‪ -‬يجب حفظ السماعة بعيداً عن متناول األطفال‪.‬‬

‫تعليمات مهمة الستخدامـ المعينات السمعية ‪:‬‬


‫‪ -‬يجب المحافظة على السماعة وإ بعادها عن مصدر! الماء او الرطوبة‬
‫وعدم تغطية الميكروفون بأي حاجز حتى ال يسبب في حدوث التشويش‪.‬‬
‫‪ -‬إبعاد السماعة عن أي مصدر! للحرارة حتى أشعة الشمس المباشرة‪.‬‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪334‬‬

‫‪ -‬الحرص على عدم إسقاط او وقوع! السماعة على سطح األرض او‬
‫األسطح الصلبة ‪.‬‬
‫‪ -‬التعامل مع المفاتيح بحذر وبدون قوة او عنف‬
‫‪ -‬عدم العبث بالسماعة او محاولة فكها او تغيير عيار السماعة من‬
‫الداخل ‪.‬‬
‫‪ -‬استعمال البطارية من النوع الموصوف! للسماعة فقط ‪.‬‬
‫‪ -‬عدم استعمال السماعة أثناء النوم أو تحت المطر مباشرة او أثناء اللعب‪.‬‬
‫‪ -‬يجب فك قالب األذن من السماعة وتنظيفه بالماء والصابون مرة كل‬
‫شهر على األقل‪.‬‬
‫‪ -‬عند عدم الحاجة الستعمال المعينة السمعية يجب إطفاءها بواسطة مفتاح‬
‫التشغيل ألن ذلك يوفر! عمر البطارية وعمر السماعة ‪.‬‬
‫‪ -‬عدم رفع صوت السماعة إلى مستوى! عال بحيث يتعدى حاجة المستخدم‬
‫للمعينة السمعية ويؤدي ذلك إلى صفير وتشويش! بالصوت ‪.‬‬
‫‪ -‬يجب التأكد من وضع القالب باألذن بشكل صحيح وطبيعي من خالل‬
‫المرآة وبعكس ذلك فإنه يسبب ألم في األذن وحدوث صفير وتشويش!‬
‫للصوت الصادر من السماعة ‪.‬‬
‫من المهم التعود على استخدام! السماعة منذ البداية وخاصة بالتدرج ‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫فمثالً في اليوم األول يمكن استعمالها لمدة ‪ 3‬ساعات ثم في اليوم الثاني‬
‫لمدة ‪ 5‬ساعات وهكذا حتى تصل إلى استعمالها لليوم الكامل وفي البداية‬
‫في بيئة هادئة نسبياً ‪.‬‬
‫عند توقف السماعة عن العمل ‪،‬يرجى التأكد مما يلي ‪•-:‬‬
‫‪335‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫‪ ‬وجود البطارية في السماعة وبشكل غير معكوس ‪.‬‬


‫‪ ‬استبدال البطارية بأخرى ‪.‬‬
‫‪ ‬التأكد من مفتاح التشغيل على وضعية ‪ M‬ومفتاح رفع الصوت على‬
‫الرقم ‪. 4‬‬
‫‪ ‬التأكد من عدم وجود ترسبات أو صمغ في قالب األذن ‪.‬‬
‫‪ ‬عدم قطع او فصل في سلك السماعة إذا كانت من نوع الجيب ‪.‬‬
‫‪ ‬استشارة فني مختص عند الضرورة‬
‫تأثير اإلعاقة السمعية على الطفل المعوق! سمعيا ‪:‬‬
‫تتباين تأثيرات اإلعاقة من طفل إلى آخر‪ ،‬كما تختلف باختالف عدة عوامل منها‪:‬‬
‫نوع اإلعاقة السمعية ‪ ،‬شدتها‪ ،‬العمر عند حدوث اإلعاقة‪ ،‬القدرات السمعية‬
‫المتبقية وكيفية استثمارها‪ !،‬وكذلك المستوى االجتماعي واالقتصادي! والخدمات‬
‫التعليمية المتاحة‪0‬‬
‫ويبدو تأثير اإلعاقة السمعية في تأثير الخصائص اإلنمائية المختلفة وفي! وجود‬
‫احتياجات خاصة بالطفل المعوق سمعيا‪0‬‬

‫أ ـ الخصائص اإلنمائية‪:‬‬
‫الخصائص اللغوية للمعوقين سمعيا‪:‬‬
‫يتأثر النمو اللغوي سلبا باإلعاقة السمعية‪ ،‬والطفل المعوق! سمعيا قد يصبح أبكما‬
‫إذا لم تتوفر! له فرصة التدريب الخاص الفاعل‪ ،‬ويعزى! ذلك الفتقاده النموذج‬
‫اللغوي‪ ،‬وغياب التغذية الرجعية السمعية عند صدور! األصوات وعدم الحصول‬
‫على تعزيز لغوي كاف من االخرين‪ 0‬أن األطفال المعوقين سمعيا يتعلمون‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪336‬‬

‫دالالت األلفاظ والبناء اللغوي تبعا لنفس التسلسل‪ ،‬ولكن بمعدل أكثر بطئا من‬
‫األطفال السامعين‪.‬‬

‫الخصائص االجتماعية للمعوقين سمعيا‪:‬‬


‫أن بالكلمة المنطوقة نستطيع أن نتصل باآلخرين‪ ،‬وأن مهارتي! الحديث‬
‫واالستماع لهما أهمية خاصة في عملية االتصال وتتوقف عليها قدرة الفرد في‬
‫التفاعل االجتماعي والعالقات! الشخصية ‪ ،‬كما يتوقف عليها نجاحه في التحقيق‬
‫الذاتي وإ شباع كثير من حاجاته‪.‬‬
‫والمتوقع! عندما تكون األصوات غير مسموعة ‪ ،‬وفي غياب مهارتي! الحديث‬
‫واالستماع أن يعاني الفرد من العزلة‪،‬لذا فإن األطفال الصم أقل نضجا من الناحية‬
‫االجتماعية مقارنة بالعاديين‪ ،‬كما يؤدي تأخرهم! في اكتساب اللغة إلى جعل‬
‫فرص التفاعل االجتماعي محدودة‪.‬‬

‫الخصائص السيكولوجية للمعوقين سمعيا‪:‬‬


‫رغم تباين تأثير اإلعاقة السمعية من فرد آلخر إال أنه ال يمكن إنكار حقيقة‬
‫تأثيرها بشكل مباشر أو غير مباشر على البناء السيكولوجي! الكلي لإلنسان‪،‬‬
‫ففقدان االتصال ليس هو الخسارة الوحيدة للفرد المعوق سمعيا حيث ينتج عنه‬
‫أضرار أكثر شدة من الصعوبة في االتصال فحين يشعر المعاق سمعيا بالعجز‬
‫وقلة الحيلة في مواقف! ال تشكل مشكلة بالنسبة لغيره فإنه قد يشعر بالتعاسة‬
‫والخجل واإلحباط مما يزعزع بناءه النفسي ويدفعه إلى إصدار أنماط من السلوك‬
‫الالتوافقي ‪،‬وأن أثر اإلعاقة السمعية على الفرد يتوقف! على المعنى الذي تحمله‬
‫كما أن حصول الطفل األصم على معلومات أدوار الكبار محدود وكذلك فرصته‬
‫‪337‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫في التعلم من أنواع معينة من األلعاب وقد تكون النتيجة صرامة أو حدة‬
‫الشخصية عند المعوقين سمعيا‪.‬‬

‫ب ـ االحتياجات الخاصة بالطفل المعوق سمعيا ‪:‬‬


‫ال يتوقف! تأثير اإلعاقة السمعية على ما تحدثه من تأثير في المظاهر اإلنمائية‬
‫المختلفة للمعوق سمعيا بل تفرض احتياجات خاصة بالطفل المعوق! سمعيا ‪00‬‬
‫وتظل للطفل المعوق سمعيا ذات حاجات الطفل السامع والتي يؤدي! إشباعها إلى‬
‫سهولة تكيفه وإ عادة توافقه‪.‬‬
‫ويمكن تصنيف! هذه االحتياجات إلى ثالث مجموعات‪:‬‬
‫ا ‪ -‬احتياجات تعليمية‬
‫يحتاج الطفل المعوق! سمعيا إلى أساليب تعليمية تختلف عن األساليب المتبعة مع‬
‫األطفال العاديين ‪ ،‬وكلما كانت الخبرات التعليمية التي يمر بها الطفل المعوق‬
‫سمعيا أقرب إلى الواقعية كلما أصبح لها معنى ملموسا وثيق! الصلة باألهداف‬
‫التي يسعى الطفل إلى تحقيقها‪0‬ويرجع ذلك لبطء تعلم اللغة عند المعوقين سمعيا‬
‫والذي يعوق نمو خبراتهم! التعليمية بوسائل! التعليم العامة‪.‬‬

‫‪-2 ‬احتياجات مهنية‪:‬‬
‫يحتاج الطفل المعوق! سمعيا إلى توجيهه لما تبقى لديه من قدرات ومواهب وما‬
‫يناسبها من أساليب مهنية مما يمكنه من مقاومة الشعور بالنقص ويتغلب على‬
‫النتائج النفسية المصاحبة إلعاقته‪.‬‬
‫‪-3‬احتياجات تدريبية خاصة‪:‬‬
‫في ظل غياب األصوات المسموعة ال يستطيع المعوق! سمعيا تنمية وتطوير!‬
‫مهارات الكالم واستخدام اللغة من خالل حاسة السمع ‪ ،‬ويلزمه نوع من التدريب‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪338‬‬

‫المنظم لتقنيات ذات طبيعة خاصة ‪ ،‬وقد يمكن تحقيق ذلك باستخدام! المعينات‬
‫السمعية وأجهزة تعليم الكالم بل وحديثا بعض برامج الحاسوب‪.‬‬

‫أسرة الطفل المعوق! سمعيا ‪:‬‬


‫أوال‪ :‬أهمية األسرة‪ :‬أهمية دور األسرة ووظائفها بما يمكن تلخيصه فيما يلي‪:‬‬
‫لألسرة وظيفة أساسية بعد اإلنجاب هي وظيفة التنشئة االجتماعية والثقافية‬
‫بجانب وظيفتها! العاطفية واالقتصادية وغيرها من الوظائف التي تتوالها‬
‫ألفرادها‪.‬‬
‫ـ مفهوم الذات صناعة اجتماعية بالكامل تتكون من لحظة الميالد األولى من‬
‫خالل عالقة الطفل بأمه ثم باآلخرين واحتكاكه معهم واتجاهاتهم! نحوه‪.‬‬
‫ـ تصورات الوالدين واتجاهاتهم! تنطبع في تصورات الطفل وتنغرس! عميقا ضمن‬
‫شخصيته وتلعب دورها! الحاسم في نوعية توافقه‪.‬‬
‫ـ التوافق النفسي للفرد يتأثر سلبا أو إيجابا حسب نوع التجارب والخبرات‬
‫األسرية التي يمر بها‪.‬‬
‫ويبرز أهمية دور األسرة حين يكون أحد أفرادها من المعوقين سمعيا ‪.‬‬
‫أوالً ‪ :‬تأثير اإلعاقة على األسرة‪:‬‬
‫‪ -1‬ردود األفعال ‪:‬‬
‫من المتفق عليه أن األسرة منظومة تتكون من التفاعل الديناميكي بين اآلباء‬
‫واألمهات واألوالد بهدف تحقيق أهداف معينة‪ ،‬ويترتب! على ذلك أن ما يؤثر!‬
‫على أي فرد فيها يؤثر! بطريقة مباشرة أو غير مباشرة على كل فرد آخر‬
‫فيها‪.‬‬
‫‪339‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫كما أن هناك تأثيرا خاصا وعميقا لوجود طفل معاق على عالقات األسرة‬
‫وأن ذلك غالبا ما يمثل صدمة قوية لطموحات! اآلباء ويؤدي إلى تعديالت‬
‫عميقة في توقعاتهم‪ !.‬على أن أعاقة الطفل األصم هي إعاقة ألسرته أيضا‬
‫مهما كانت درجة اإلعاقة ونوعها‪.‬‬
‫ورغم أن ردود! أفعال واستجابات الوالدين لميالد طفل معوق! تختلف‬
‫باختالف األساليب السيكولوجية الدفاعية ‪ ،‬واالختالفات في بناء الشخصية‬
‫وعوامل أخرى‪.‬‬
‫ردود األفعال التي تصدر عند اكتشاف اإلعاقة ومنها ‪:‬‬
‫‪ -1‬الصدمة ‪shock‬‬

‫وهي أمر طبيعي! إال أن درجة الصدمة ومداها يعتمدان على درجة اإلعاقة‬
‫وطبيعتها! ووقت اكتشافها‪!.‬‬

‫‪ -2‬اإلنكار ‪denial‬‬
‫وهو حيلة دفاعية عند المواقف الصعبة فيميل الفرد إلى إنكار ما هو غير‬
‫مرغوب أو متوقع ومؤلم! وليس أكثر إيالما من موقف يتعلق باألبناء االمتداد‬
‫الطبيعي للفرد‪.‬‬
‫‪ -3‬األسى والحزن ‪grief‬‬
‫ولعله األسى والحزن على حرمان الطفل من كثير من اإلشباعات والحاجات‬
‫الناجمة عن إعاقته‪.‬‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪340‬‬

‫‪ -4‬الغضب ‪anger‬‬
‫وهي مشاعر قد تبدو طبيعية في ظل اإلحاطات التي تتعرض لها األسرة‬
‫نتيجة اإلعاقة ‪ ،‬وقد! يتم التعبير عنها بالشكوى! ‪ ..‬كما قد يتم إسقاطها إلى‬
‫مصادر أخرى كالطبيب واألخصائي والمدرس‪.‬‬
‫‪ -5‬الشعور بالذنب ‪guilt‬‬

‫وهي مشاعر تسود! في ظل بعض الثقافات يرى البعض أن اإلعاقة عقاب من‬
‫اهلل ‪ ،‬أو اإلحساس بالتقصير! أو الشعور! بالمسئولية السببية عن اإلعاقة سواء‬
‫بالوراثة أو تناول أدوية أثناء الحمل‪،‬وقد يلعب الشعور! بالذنب دورا مهماً‬
‫حين يتيح للوالدين مراجعة وتقييم معتقداتهما ‪ ..‬أو إعادة تقييم مدى‬
‫مسؤولياتهما عن األحداث الحياتية المختلفة‪.‬‬
‫‪ -6‬الخجل والخوف! ‪fear& same‬‬

‫من خالل بعض الثقافات يعتقد البعض فيها أن إعاقة الطفل هي عقاب على‬
‫خطيئة قد يحاول الوالدان تجنب مخالطة الناس أو عزل الطفل المعوق خجال‬
‫أو خوفا! من ردود أفعال اآلخرين‪.‬‬
‫‪ -7‬االكتئاب ‪depression‬‬

‫ويعني هنا الغضب الموجه نحو الذات ويحدث ربما حين يشعر اآلباء بالعجز‬
‫أو أنهم كان يمكنهم عمل الكثير للوقاية من اإلعاقة لذا فإن غضبهم من‬
‫أنفسهم ألنهم لم يفعلوا كل ما باستطاعتهم‪!.‬‬
‫‪ -8‬القلق ‪anxiety‬‬

‫وهو ناجم عن المسؤوليات الجسيمة والضغوط! الهائلة واالحتياجات الخاصة‬


‫المترتبة على إعاقة الطفل السمعية‪.‬‬
‫‪341‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫‪ -9‬القبول ‪acceptance‬‬

‫وال يجد الوالدان في نهاية المطاف مفرا من قبول طفلهما كما هو‪ ،‬وقد ال‬
‫يصل الوالدان لهذا المستوى! إال بعد فترات صعبة ومعاناة قاسية‪.‬‬

‫القوقعة ( األذن االلكترونية )‬


‫زرع القوقعة وسيلة من الوسائل التي قدمها! تطور البحث العلمي في السنوات‬
‫األخيرة‪ ،‬وذلك لمساعدة الصم على تجاوز إعاقتهم ‪ ،‬وتسهيل اندماجهم! في‬
‫المجتمع‪.‬‬

‫مبدأ زرع القوقعة‪:‬‬


‫زرع غرسه الكترونية داخل األذن الداخلية لتقوم‪  ‬بوظيفة القوقعة موصلة بجهاز‬
‫يوضع تحت الجلد ويتصل! عبر الجلد بجهاز يوضع فوق! فروه الرأس يثبت‬
‫بواسطة مغناطيس يتصل‪  ‬بحاسوب صغير ذو ميكرفون‪  ‬حيث يقوم الجهاز‬
‫بالتقاط االهتزازات الصوتية من الوسط الخارجي! ويرسلها! إلى الغرسه‪  ‬الذي‬
‫يقوم بتحليلها وتضخيمها‪ ،‬ثم ترسل اإلشارة إلى القطعة الداخلية المزروعة التي‬
‫تقوم بإيصال الرسالة الكهربائية السمعية بواسطة أسالك دقيقة إلى ألياف العصب‬
‫السمعي ‪ ،‬ثم تتابع طرقها! كالمعتاد‪.‬‬
‫من هم الصم المرشحون لزرع القوقعة ؟‬
‫هناك شروط! عدة للترشيح لزرع القوقعة ‪:‬‬
‫وجود نقص سمع حسي عصبي يتراوح في شدته بين الشديد والعميق! ‪.‬‬
‫‪ -‬التأكد من سالمة ألياف العصب السمعي بواسطة اختبارات خاصة ألن‬
‫الهدف هو زرع بديل للقوقعة وليس للعصب السمعي‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪342‬‬

‫‪ -‬فشل حدوث أي تطور! على مستوى النطق بعد تجربة معينات سمعية‬
‫مناسبة مع الخضوع! للتأهيل الخاص وذلك لمدة ستة أشهر على األقل‬
‫‪ -‬دور العمر في تحديد درجة نجاح زرع القوقعة‪.‬‬
‫‪ -‬يتدخل العمر إلى درجة كبيرة في تحديد مستوى نتائج زرع القوقعة‬
‫فمن المعلوم أنه كلما كان سن حدوث اإلصابة أصغر كان تأخر النطق‬
‫أوضح‪ ،‬لذا تم تقسيم المصابين بنقص السمع إلى مجموعات ثالث حسب‬
‫سن حدوث اإلصابة ‪:‬‬
‫‪ -1‬ما قبل الكالم ‪ : prelingual‬وفيها تكون اإلصابة بالصمم! باكرة جدا‬
‫(خلقية أو مكتسبة في األشهر األولى من العام)‪ ،‬وذلك قبل أن يتم‬
‫اكتساب أي نطق ‪.‬‬
‫‪ -2‬ماحول الكالم ‪ : perilingual‬وفيها! تحدث اإلصابة في عمر أكبر قليال‬
‫من المجموعة السابقة ‪ ،‬وفي! وقت يكون فيه الطفل قد جاوز! مرحلة‬
‫معينة في اكتساب النطق ‪.‬‬
‫‪ -3‬مابعد الكالم ‪ :postlingual‬وفيها تحدث اإلصابة عند طفل كبير أو‬
‫كهل‪ ،‬ويكون اكتساب النطق قد تم بشكل كامل قبل حدوث اإلصابة‪.‬‬
‫فمن الواضح أن ابناء المجموعة األولى يحتاجون إلى تدريب وتأهيل مكثف بعد‬
‫العمل الجراحي‪ ،‬بسبب انعدام وجود أي مخزون سمعي كالمي لديهم‪ ،‬وبالتالي!‬
‫فتأهيلهم طويل والنتائج لديهم متوسطة الجودة ‪.‬‬
‫إذاً كلما حدثت اإلصابة بالصمم! في عمر أكبر كان إنذار التأهيل واكتساب النطق‬
‫أفضل‪.‬‬
‫‪343‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫ولعل المجموعة األخيرة هي المجموعة المثالية والتي تعطي أفضل النتائج‪ ،‬ألن‬
‫المريض لديه مخزون كامل من الكلمات يستطيع! العودة إليه بسهولة عند إجراء‬
‫التأهيل ‪.‬‬
‫إن عامل السن يتدخل أيضا في أمور أخرى منها ‪ :‬صعوبة التيقن من درجة‬
‫نقص السمع عند األطفال صغار! السن جدا‪ ،‬شروط التطور! التشريحي ألجواف!‬
‫األذن الوسطى لديهم‪.‬‬
‫وبشكل عام نقول إن أبكر عمر يمكن اقتراح زرع القوقعة فيه هو عمر السنتين‬
‫لمن كان حدوث‪  ‬ضعف السمع‪  ‬لديهم ماقبل الكالم‪.‬‬
‫‪:perilingual‬‬
‫اما في اإلصابات المكتسبة فيمكن اقتراح زرع القوقعة بعد فترة انتظار في حدود‬
‫ستة أشهر للتأكد من ثبات اإلصابة‪.‬‬
‫ماهو مخطط الدراسة المتوجب إجراؤها! لمعرفة المرشحين لزرع القوقعة؟‬
‫تتضمن هذه الدراسة النقاط التالية ‪:‬‬
‫*‪ -‬االستجواب الدقيق للمريض واألهل‪ :‬تاريخ حدوث نقص السمع‪ ،‬تطوره‪،‬‬
‫درجة تطور! النطق‪ ،‬المعينات السمعية‪ ،‬التأهيل‪ ،‬التطور الروحي! الحركي‪،‬‬
‫الوضع النفسي‪ ،‬األمراض العامة‪ ،‬القدرة البصرية (قراءة الشفاه)‪.‬‬
‫*‪ -‬دراسة السمع وتشمل‪ :‬اختبار! تمييز الكالم مع وبدون معينات سمعية‪.‬‬
‫*‪  -‬اختبار تنبيه ألياف العصب السمعي لمعرفة درجة سالمتها ‪.‬‬
‫*‪  -‬دراسة لمستوى النطق من قبل اختصاصي! في هذا الفن ‪ ،‬وذلك لمعرفة‬
‫درجة تطور! النطق‪ ،‬قراءة الشفاه‪ ،‬لغة اإلشارة ‪.‬‬
‫*‪  -‬دراسة نفسية اجتماعية للمريض وعائلته ‪( .‬التقييم النفسي – واالجتماعي)‬
‫*‪ -‬التحقق من وجود الدافع القوي والحماس في العائلة لمتابعة التأهيل الطويل‬
‫التالي ‪.‬‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪344‬‬

‫* ‪ -‬فحوصات‪  ‬إشعاعية لإلذن‬


‫* ‪  -‬إجراء فترة اختبار بوضع المعينات السمعية وإ خضاع المريض لتأهيل‬
‫مناسب لمدة ستة أشهر على األقل‪ ،‬ثم تقييم درجة استفادته من هذا اإلجراء‪.‬‬
‫ماهي النتائج على المدى البعيد ؟‬
‫إن زرع القوقعة هو محاولة جادة للتعويض الجزئي عن السمع المفقود‪ ،‬لذا يجب‬
‫أن ال ننتظر! نتائج باهرة معتقدين أن الطفل األصم سيتحول إلى صاحب سمع‬
‫طبيعي ‪ .‬بمجرد! عملية الزرع‪  ‬اذ‪  ‬إن الزرع سيقدم لصاحبه محاولة جديدة‬
‫لدخول عالم األصوات بعد أن فشلت الوسائل األخرى المعتادة ‪.‬‬
‫*‪ -‬الحصول على نتائج جيدة سواء في مجال السمع أو النطق يعتمد (بعد العمل‬
‫الجراحي المتقن) على التأهيل‪ ،‬والذي يجب أن يستمر لفترة تطول أو تقصر‬
‫وذلك حسب عمر المريض‪ ،‬سن حدوث اإلصابة‪ ،‬الزمن المنقضي منذ‬
‫حدوث اإلصابة‪ ،‬درجة تطور! النطق‪ .....،‬وقد تصل فترة التأهيل إلى‬
‫سنوات عديدة‪.‬‬
‫أما إجراء العمل الجراحي وإ همال التأهيل فليس له من نتيجة سوى التعرض‬
‫لعمل جراحي وأعباء مادية مرهقة‪ ،‬ولن نصل إلى أية نتيجة إيجابية من ناحيتي‬
‫السمع والنطق! ‪.‬‬
‫كذلك ‪ ‬يجب أن نأخذ بعين االعتبار عند تأهيل هذه الحاالت التطور! الطبيعي‬
‫للنطق عند األطفال الطبيعيين‪ ،‬فهؤالء األطفال يمضون الفترة األولى من حياتهم‬
‫في اختزان الكلمات المسموعة لتتحول فيما بعد إلى كالم بشكل تدريجي‪ .‬ويجب‬
‫أن نتوقع! على األقل التطور! ذاته بعد زرع القوقعة‪.‬‬
‫‪345‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫وباختصار فالتدريب! الجيد بعد الزرع المتقن يوصلنا! إلى نطق مقبول مما يسمح‬
‫بمتابعة حياة اجتماعية نافعة ‪ .‬وتبقى النتائج مرهونة بعوامل كثيرة ‪.‬‬
‫أساليب تطوير اللغة‪:‬‬
‫‪ -1‬قلد وتفاعل‪:‬‬
‫تكرار كلمات األطفال أو أصواتهم! وأفعالهم! مع مراعاة اللفظ الصحيح؛ يظهر‬
‫االهتمام ويعزز قيمة التواصل الكالمي عند األطفال بل وينمي! لغتهم‪ .‬تفاعل‬
‫مع أي بادرة للتواصل بحب ومرح ونشاط ‪ ،‬وقلد األصوات المحيطة به‪،‬‬
‫وشجعه على تقليد األصوات واربطها! مع ما يمثلها من األشياء؛ فذلك مدعاة‬
‫لتطوير لغته‪.‬‬
‫‪  -2‬أضف‪:‬‬
‫دائما أضف كلمة إلى كلماته ومعنى! إلى معانيه وصوتا! إلى أصواته‪ ،‬إذا قال‪:‬‬
‫سيارة‪ ،‬يمكن أن تقول‪ :‬سيارة أحمد‪ ،‬و إذا قال لعبة‪ ،‬قل‪ :‬لعبة كبيرة‪  ‬أو لعبة‬
‫أحمد وما أجمل اللعبة ‪ ،‬وإ ذا قال‪ " :‬عن‪"  ‬يقصد‪ "  ‬سيارة‪  ‬قل‪ :‬السيارة‬
‫تقول عن عن‪ ،‬سيارة تسير ‪ ،‬هات السيارة‪ ،‬ياهلل ندف السيارة ‪ ...‬الخ‪،‬‬
‫اإلضافة تساهم في تطور اللغة‪.‬‬
‫‪ -3‬علق‪:‬‬
‫كن معلقاً بارعاً وصف كل ما يهم الطفل وما ينشغل به أو ينتبه له بالنظر أو‬
‫باالستكشاف! أو باللعب وشد انتباهه بقدر المستطاع! واصفا الحدث‪.‬‬
‫‪ -4‬فسر‪:‬‬
‫فسر وترجم! كلماته وأصواته وحركاته الغامضة إلى كلمات أو عبارات ذات‬
‫معنى‪ ،‬تتصل بما يقول أو يحاول أن يقول‪ ،‬أو بما يشير إليه؛ فذلك يعني‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪346‬‬

‫المشاركة والتواصل‪ .‬مثال ذلك إذا قال الطفل "اتالبال" أثناء وقوفه عند الباب‬
‫ممسكا بمقبض الباب‪ ،‬يمكن أن يفسر ذلك أنه يريد أن يقول‪:‬‬
‫أنا أريد أن أخرج خارج الغرفة (أطلع برا)‪ ،‬كرر العبارة بنطق سليم‪ .‬‬
‫لتبين النموذج الصحيح ‪ ،‬ووفر! له فرصة االستماع‪.‬‬
‫‪ -5‬اهتم بالرسائل!‪:‬‬
‫كن قارئ جيد لكل رسالة يرسلها! لك طفلك؛ فكل محاولة من األطفال‬
‫للتواصل ذات أهمية لنمو اللغة‪ ،‬وإ ن كانت ضعيفة‪ .‬الرسائل بقصد التواصل‬
‫متنوعة منها النظرة بالعينين واالبتسامة وحركة اليدين والذراعين‪ ،‬وحركة‬
‫الرأس والرقبة والصدر‪ !،‬وحركات األرجل‪ ،‬واإلشارات واإليمائات‪،‬‬
‫واألصوات غير المفهومة والصراخ والبكاء واألنين‪ ،‬والكلمات المفردة غير‬
‫الواضحة والواضحة‪ ،‬والعبارات! القصيرة والجمل الطويلة‪ ،‬كلها رسائل‬
‫ينبغي على الراشد حسن التعامل معها وعدم رميها في سلة المهمالت ؛ ألن‬
‫ذلك يقضي على فرص التواصل بين الطفل ووالديه ومجتمعه بغرض تطوير!‬
‫لغته‪ .‬لذا حين يشير الطفل إلى الكأس‪ ،‬استجب له وقل‪ :‬تريد ماء‪ ،‬حسناً‪،‬‬
‫سوف أسكب الماء‪ ،‬خذ الماء‪ .‬إن تجاهل محاوالتهم! سيثنيهم عن القيام‬
‫بمحاوالت أخرى‪ ،‬ولذا دعهم يعرفوا! أنك تفهم رسائلهم الكالمية وغير‬
‫الكالمية على أن تتواصل! معهم شفهياً‪.‬‬
‫‪ -6‬علم كلمات‪:‬‬
‫الطفل بحاجة أن يعبر بكلمات لكن قد تنقصه اللغة‪ ،‬مثال حين يسقط الطفل‬
‫أرضاً ويصرخ من األلم ‪ ،‬قل له‪ :‬آه‪ ،‬واستخدم مفردة مناسبة للحدث ‪ ،‬أو‬
‫حين يمسك بحذائه في يده ‪ ،‬فقد يدل ذلك على أنه يرسل ألمه رسالة معناها "‬
‫‪347‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫أمي أريد أن تلبسيني حذائي" فاالستجابة التواصلية والعملية تشجعه على تعلم‬
‫التواصل‪ .‬‬
‫‪ -7‬امنح خيارات‪:‬‬
‫أسلوب يسمح بالتواصل من دون إحباط ‪ ،‬مثل‪ :‬إذا أشار الطفل إلى كأس‪،‬‬
‫فقل له‪ :‬تريد حليباً أو عصيراً؟ إن احتمال الحصول على إجابة لفظية لهذا‬
‫السؤال ستكون أكثر مما لو طرح السؤال بصيغة ماذا تريد؟‬
‫‪ -8‬تعجب واستفهم! لإليضاح‪:‬‬
‫فإذا قال الصغير‪ " :‬صير " ‪ ،‬ويقصد "عصير" ‪ ،‬فقل مكررا‪ :‬صير ! صير!‬
‫صير! ‪ ،‬ماذا تقصد؟ مع عالمات دالة على التعجب ‪ ،‬وبعد فترة يسيرة ‪ ،‬قل‪:‬‬
‫آه تقصد عصير‪ .‬أنت تريد عصير ‪ ،‬تحب عصير ‪ ،‬سأسكب عصير ‪،‬‬
‫عصير لذيذ ‪ ،‬التواصل بتلك الطريقة ينمي لغة األطفال من دون إحباط‪.‬‬
‫‪ -9‬أعد ببطء‪:‬‬
‫ال تتوقع منهم نطق األصوات بوضوح‪ ،‬ولكن أعد في هدوء وبطء وبالغ في‬
‫نطق الصوت الذي ال يستطيع! نطقه‪ ،‬أو قد حذفه أو استبدله أو شوهه‪ .‬مثال‪:‬‬
‫إذا قال‪  :‬تمكه ويعني سمكه ‪ ،‬يمكن أن تقول‪ :‬مازحاً (س س س سمكة‬
‫كبيرة)‪ ،‬متيحاً لطفل فرصة النظر إلى فمك وتعلم اللفظ السليم‪ .‬وحاذر أن‬
‫تقول مباشرة لطفل‪ :‬أنت تخطيء النطق أو أعد الكلمة قسراً‪ ،‬أو أن تضحك‬
‫من نطقه أو تقولها كما هي‪ .‬لكن أعد مباشرة ما قاله بنطق سليم بطيء مع‬
‫مبالغة في حركة الفــم تكرارا ومرارا! عند كل فرصة سانحة ووجها! لوجه‪،‬‬
‫وال تجبره على التقليد إن لم يرغب ذلك‪.‬‬
‫‪ -10‬توقف وأنظر!‪:‬‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪348‬‬

‫أنزل على ركبتيك! وقابله وجهاً لوجه ؛ ليعرف الطفل أنك تحاول فهم ما يقول‬
‫وتقدر تواصله ‪ ،‬وامنحه وقتاً! كافياً باإلصغاء له ‪ ،‬وامنحه وقتاً يجمع أفكاره ؛‬
‫ليعبر عما يجول بذهنه ‪ ،‬يؤكد هذا السلوك من الراشد أن جهود الصغير! تلقى‬
‫اهتمام من اآلخرين ‪ ،‬وهذا يدعو لنمو اللغة والتواصل الكالمي‪.‬‬
‫‪ -11‬تعرف على مشاعر اإلحباط‪:‬‬
‫إذا الحظت أن الطفل محبط فتوقف وخطط! للقيام بمحاولة أخرى فيما بعد‪،‬‬
‫كن لطيفاً معه عند ما يحاول ويفشل أو عند ما ال تفهم كالمه‪ .‬حاول تفسير‬
‫مقصده ‪ ،‬وإ ن لم تنجح وجه انتباهه واهتمامه نحو شيء أخر في المكان‬
‫ويمكنه التحدث عنه بنجاح‪.‬‬
‫‪ -12‬تحدث عن ما يهمه‪:‬‬
‫‪ ‬راقب اهتمامات الطفل ‪ ،‬وتحدث معه عن ما يهمه وعن أنشطته وعن‬
‫خبراته ‪ ،‬فاألطفال مركزيو! التفكير ‪ ،‬ينشغلون في ما يهمهم ويتعلمون! منها‪،‬‬
‫وقد ال يهمهم ما يهم اآلخرين‪.‬‬
‫‪ -13‬القدوة‪:‬‬
‫‪ ‬كن نموذجاً وقدوة حسنة في كالمك وتواصلك! ؛ ليستطيع! الطفل اإلقتداء بك‬
‫لتطور لغته وكالمه‪.‬‬
‫‪ -14‬علم إيصال المعنى بطرق عدة‪:‬‬
‫تكلم بأساليب مختلفة مثل تغيير نبرة األصوات وسرعة الكالم ‪ ،‬أو استخدام!‬
‫المترادفات وتصحيح اللفظ ‪ .‬يمكن تعليم هذه اإلستراتيجية عن طريق‬
‫استخدامها حين تتحدث معه مرتكباً أخطاء متعمدة ‪ ،‬ليرى الطفل كيف‬
‫تصححها‪ .‬مثال ذلك‪ :‬عندما تقول‪ :‬أحضر يا أحمد تيارتك! ‪ ،‬تيارتك!!!!‪  ‬ال ال‬
‫‪349‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫أعني سيارتك ‪ ،‬نعم سيارتك‪ .‬حين يالحظ الطفل أنك تستخدم! هذه‬
‫اإلستراتيجية سينظر! إليها على أنها أسلوب يمكن استخدامه إذا ما ارتكب‬
‫خطأ ‪ ،‬أو أراد أن يبين المعنى الذي يقصد‪ .‬حين يبدأ الطفل في تصحيح‬
‫كالمه ‪ ،‬دعه يعرف أنك تقدر الجهود التي يبذلها كأن تقول له آه كنت رائعاً‬
‫يا أحمد‪.‬‬
‫‪ -15‬تحدث بكثرة‪:‬‬
‫تأكد من أن تتيح لطفل كثير من الفرص لتتحدثا سويا من خالل القصص‬
‫المصورة أو النشاطات اليومية عند تغيير المالبس ‪ ،‬أو االستحمام! ‪ ،‬أو‬
‫الطعام أو الرحالت‪.‬‬
‫‪ -16‬النظام ‪:‬‬
‫ضع نظام روتين لتعليم اللغة ونفذه بحزم‪ .‬النظام يمنحهم معرفة ما سيفعلون‬
‫؛ مما يشعرهم بقدر كبير من األمان ‪.‬‬
‫‪ -17‬شارك‪:‬‬
‫‪ ‬شاركهم اهتماماتهم! ‪ ،‬كالنظر! إلى ما ينظرون إليه ‪ ،‬واللعب معهم ‪ ،‬والتحدث‬
‫عما يريدون الكالم عنه‪.‬‬
‫‪ -18‬كن ديموقراطي!‪:‬‬
‫ال تكن دائما موجها للنشاط ‪ ،‬بل امنحهم الحرية في اختيار ما يرغبون القيام‬
‫به ‪ ،‬فهذا أفضل للتواصل معهم‪.‬‬
‫‪ -19‬ال تتطفل‪:‬‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪350‬‬

‫ال تشاركهم! النشاط إن لم يرغبوا ذلك ‪ ،‬بل كن مراقب عن بعد ‪ ،‬وحاول‬


‫وصف ما يقوموا به ‪ ،‬ثم حاول االنضمام! لهم‪.‬‬
‫‪ -20‬شجع األصوات‪:‬‬
‫شجعهم على االستجابة الصوتية ولو لم تكن واضحة ؛ ألن ذلك أدعى لتطور!‬
‫التواصل‪.‬‬
‫‪ -21‬الكمال هلل‪:‬‬
‫ال تتوقع منهم الكمال ‪ ،‬وكن مشجعاً لكل محاولة يقوموا بها حتى ولو لم‬
‫يتحقق الهدف‪.‬‬
‫‪ -22‬كن كريماً‪:‬‬
‫كافئهم على كل المحاوالت التي يقوموا بها للكالم ‪ ،‬وابتسم! أو هز رأسك أو كرر‬
‫الصوت كنوع من التواصل ‪ ،‬فهذا يجعلهم يحاولوا! التفاعل أكثر‪.‬‬
‫‪ -23‬ال تتنباء‪:‬‬
‫ال تتوقع احتياجاتهم! من غير تواصل بالكالم ‪ ،‬فهذا يلغي الدور المؤثر‬
‫الستخدام اللغة الكالمية ‪ ،‬وال تنسى أن الحاجة هي أم االختراع ‪ ،‬وإ حدى‬
‫وظائف استخدام! اللغة بين البشر هي التعبير عن االحتياجات‪.‬‬

‫‪ -24‬استمع‪:‬‬
‫استمع لما يقولوه بانتباه واهتمام شديد ‪ ،‬فهذا يمنحهم الشعور بأهميتهم! مما‬
‫يدفعهم لتعلم المزيد من أجل تواصل فعال‪ .‬وال تقاطعهم أثناء تحدثهم وكن‬
‫مستمعا جيدا‪.‬‬
‫‪351‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫اجمع المعان ‪:‬‬ ‫‪-25‬‬


‫‪ ‬اربط بين األصوات والكلمات‪ ،‬والكلمات باألشخاص واألشياء والنشاطات؛‬
‫بأن تسمي األشياء مثل المالبس‪ ،‬وأعضاء الجسم‪ ،‬واأللعاب‪ ،‬واألطعمة‪،‬‬
‫وأسماء أفراد العائلة‪ ،‬وأثاث المنزل‪ ،‬والحيوانات! وغيرها‪.‬‬
‫‪ -26‬أنشد لهم‪:‬‬
‫اإلنشاد محبب عند كل األطفال فلما ال يستخدم لتنمية اللغة والتواصل‪.‬‬
‫علمهم اإلصغاء‪:‬‬ ‫‪-27‬‬
‫ساعدهم على تعلم االستماع لآلخرين‪ .‬حاول لفت انتباههم لألصوات طوال‬
‫اليوم ‪ ،‬وردد! كثيراً عبارة" إسمع أو أنا أسمع‪."....‬‬
‫‪ -28‬بسط اللغة‪:‬‬
‫‪ ‬تكلم معهم من خالل جمل بسيطة ‪ ،‬وإ ن كانت لغتهم متأخرة جدا تكلم من‬
‫خالل كلمات مفردة ‪ ،‬وال تكن لغتك بعيدة كل البعد عن مستوى لغة الطفل‪.‬‬
‫سهل المهمة ‪:‬‬ ‫‪-29‬‬
‫أطلب منهم ما يستطيعوا! عمله عند بداية تعليم اللغة ؛ لتشجيعهم! على التعلم‪،‬‬
‫وتدريجياً! ضمن المهام األكثر تعقيداً‪.‬‬

‫‪  -30‬ال تكن دكتاتور!‪:‬‬


‫ال تجبرهم على قول كالم ال يرغبوا قوله ‪ ،‬إنما حاول تشجيعهم!‪.‬‬
‫استخدم! الجمل‪:‬‬ ‫‪-31‬‬
‫تكلم في جمل ذات معاني يفهموها ؛ ألن فهم اللغة يسبق استخدامها ومتطلب‬
‫لتأسيس التواصل‪.‬‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪352‬‬

‫‪ -32‬التكرار يعلم الشطار!‪:‬‬


‫‪ ‬كرر كل ما تريد تعليمه ‪ ،‬ففي اإلعادة إفادة‪.‬‬
‫‪ -33‬قف‪:‬‬
‫‪ ‬أكثر من الوقفات بين الجمل ‪ ،‬لتمنحهم وقتا للمشاركة ‪.‬‬
‫‪ -34‬ال إشارات‪:‬‬
‫‪ ‬ال تستمر في التواصل معهم من خالل اإلشارات ألن ذلك يلغي أهمية‬
‫التواصل من خالل الكالم‪.‬‬
‫‪ -35‬الحلم ‪:‬‬
‫‪ ‬كن صبوراً ومعلماً حكيماً ‪ ،‬فتعليم! اللغة يتطلب بعض الوقت إلى أن تظهر‬
‫النتائج المرجوة ‪ ،‬واإلهمال والتقاعس يبطئ من تطور اللغة ؛ الذي يعوق‬
‫األطفال عن التواصل مع اآلخرين وعن اللحاق بأقرانهم في النمو ‪ ،‬وقد‬
‫يعوق تعلمهم أيضاً‪ .‬تذكر أن التعلم يتطلب وقتا وجهدا‪.‬‬
‫‪ ‬كن ممتعاً‪:‬‬ ‫‪-36‬‬
‫المرح والتسلية والمتعة ينبغي أن يترافقوا مع تعليم اللغة ؛ ألن ذلك يعزز‬
‫االكتساب السريع ويقلل اإلحباط على األطفال‪ .‬لتكن أجواء تعليم اللغة‬
‫رسمية ورتيبة ومملة ‪ ،‬فذلك أدعى للفشل من النجاح‪.‬‬
‫‪ ‬بالغ في النطق‪:‬‬ ‫‪-37‬‬
‫‪ ‬المبالغة في النطق تساعد األطفال على تعلم نطق األصوات بشكل أفضل ‪ ،‬أفتح‬
‫فمك وبالغ في حركة شفاهك ولسانك وأسنانك! وواجه الطفل ‪ ،‬فعندما يقول الطفل‬
‫على سبيل المثال‪ ":‬وثخ " ويقصد " متسخ " ‪ ،‬قل مع المبالغة الشديدة ‪ :‬وسسسسخ‬
‫‪353‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫‪ ،‬ضاغطاً على األسنان ومباعدا بين الشفتين ووجها! لوجه في حوار جميل نتسأل‬
‫عن من وسخ القميص ولماذا هو متسخ ‪...‬الخ‪.‬‬
‫العب‪:‬‬ ‫‪-38‬‬
‫‪ ‬لتكن معظم األنشطة التعليمية من خالل اللعب والمرح ما أمكن فذلك أجدى‬
‫للحصول على أفضل النتائج‪ .‬وتعلم كيف تالعب األطفال ‪ ،‬فجميع البحوث‬
‫اإلنسانية في مجال التواصل البشري تؤكد أهمية اللعب لتعلم األطفال اللغة ‪ ،‬بل‬
‫من أيسرها على المعلم والمتعلم! ونتائجه أفضل بكثير من غيره من األساليب‪.‬‬
‫كن مبدعاً‪:‬‬ ‫‪-39‬‬
‫‪ ‬كن خالقاً للنشاطات واألفكار‪ ،‬وال تكن مقيداً ألفكار! محدودة‪ ،‬ألن اهتمامات‬
‫األطفال مختلفة‪ ،‬مما يتطلب المرونة في العمل واألنشطة‪.‬‬
‫الشمولية‪:‬‬ ‫‪-40‬‬
‫انطلق من خالل أفكار أكثر شمولية لتعليم اللغة ‪ ،‬فذلك أسرع في إلحاق‬
‫األطفال باألسوياء‪ .‬انطلق من خالل تنمية مهارات عديدة وفي أوقات قريبة‬
‫‪ ،‬فذلك يوفر! الجهد والوقت!‪.‬‬

‫تبادل األدوار‪:‬‬ ‫‪-41‬‬


‫واحد من أهم أهداف اللغة والتواصل! هو تبادل األدوار‪ ،‬علم الطفل تبادل‬
‫األدوار من خالل اللعب‪ ،‬وإ ن لم يشاركك! دعه والعب مع غيره حتى يرغب‬
‫في المشاركة‪.‬‬
‫الكثافة الحسية‪:‬‬ ‫‪-42‬‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪354‬‬

‫‪ ‬علم اللغة والتواصل! باستخدام أكبر قدر من الحواس مثل الذوق والشم‬
‫والسمع والبصر واللمس‪.‬‬
‫إغتنم الفرصة‪:‬‬ ‫‪-43‬‬
‫يمنحنا األطفال فرصاً! ال متناهية للتواصل معهم وبطرق مختلفة ‪ ،‬وقد تكون‬
‫وسائلهم للتواصل ضعيفة ‪ ،‬لكن على الراشدين إستغاللها لصالح تعلم اللغة‬
‫والتواصل ‪ ،‬والتعرف على أنواع الفرص التي يمنحها األطفال الكبار وكثيرا!‬
‫ما تهمل‪.‬‬
‫كيف تنفذ األساليب لتعليم األطفال اللغة والتواصل؟‬
‫‪ -1‬اعرض الطفل أوالً على أخصائي أمراض التخاطب عند مالحظة تأخره؛‬
‫ألن ذلك يساهم الكشف‪  ‬وعالج الحالة في وقت مبكر‪.‬‬
‫‪  -2‬قـيم الضعف؛ لتستطيع! تعليم ما ينقصه‪ ،‬بمساعدة أخصائي! أمراض‬
‫التخاطب‪.‬‬
‫اطلع على جداول تطور! اللغة والتواصل! والتي تتوفر! في كثير من الكتب التي‬
‫تصف تطور األطفال؛ فهذا يساهم في مراقبة تطورهم‪.‬‬
‫‪ -3‬إقرأ كل المبادئ وحاول! استيعابها وطرق تنفيذ كل منها‪.‬‬
‫‪ -4‬أستعن بأخصائي أمراض التخاطب ليبين لك أسلوب تنفيذ كل منها‪.‬‬
‫‪  -5‬أختر مبدأ واحد من هذه المبادئ وابدأ في تنفيذه فقط ‪ ،‬وبعد تعلم طريقة‬
‫تنفيذه على مدار عدة أيام وبنجاح ودونما! تسرع ‪ ،‬أضف مبدأ آخر مع المبدأ‬
‫السابق وهكذا‪.‬‬
‫‪ -6‬أشرك أكبر عدد من أفراد العائلة في تنفيذ المبدأ مع شرحه لهم‪.‬‬
‫‪ -7‬تفادى مناقشة اضطراب لغتهم أمام اآلخرين‪ ،‬وال تدع أحدا يضايقهم أو‬
‫يسخر منهم ‪ ،‬أو يقلد طريقتهم في الكالم‪.‬‬
‫‪355‬‬ ‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات الطبية‬

‫‪ -8‬أساليب تعلم اللغة بغرض التواصل هي أسس ينبغي تعلمها أوالً ومن ثم‬
‫إنشاء النشاطات المالئمة لتنفيذها‪ ،‬تتنوع النشاطات بحسب كل أسلوب‬
‫وباختالف إهتمامات األطفال واحتياجاتهم! والمجتمع المحيط بهم والظروف!‬
‫الصحية والتطورية لألطفال والوضع! الثقافي واالقتصادي لألسرة ؛ فعلى‬
‫األسرة تكوين النشاطات المالئمة بحسب كل أسلوب‪.‬‬

‫الخاتمة‬

‫وبع! !!د‪ ...‬ف! !!إن ه! !!ذا الجهد المتواضع! ما هو إال محاولة من ذوي الخ! !!برة في مج! !!ال‬
‫الممارسة المهنية للخدمة االجتماعية إلث! ! ! ! ! ! ! ! !!راء المكتبة العربية وتط! ! ! ! ! ! ! ! !!وير! العمل‬
‫االجتم! ! !!اعي ض! ! !!من الفريق الط! ! !!بي في المؤسس! ! !!ات! الص! ! !!حية‪ .‬وما من شك أن ما‬
‫تض!!منه ه!!ذا الكت!!اب يمثل عص!!ارة الخ!!برات العلمية والمهنية ال!!تي اكتس!!بها الكت!!اب‬
‫خالل الس !!نوات الطويلة ال !!تي أمض !!وها! في أقس !!ام! الخدمة االجتماعية بالمؤسس !!ات‬
‫الصحية‪.‬‬
‫األدوار المهنية لألخصائي االجتماعي في المؤسسات‬ ‫‪356‬‬

‫وإ ن!!ني إذا أتش!!رف! باإلش!!راف العلمي والمه!!ني لما تم طرحه في ه!!ذا الكت!!اب‪ ،‬أتق!!دم‬
‫بالش!!كر! الجزيل هلل س!!بحانه وتع!!الى! أن وفق! المش!!اركين اع!!دادا ومراجعة واش!!رافا‬
‫إلخ!!راج ه!!ذا العم!!ل‪ ،‬كما أش!!كر أخي س!!عادة األس!!تاذ‪ /‬طالل محمد الناش!!ري رئيس‬
‫قسم الخدمة االجتماعية بمستش! ! ! ! !!فى الملك فهد بج! ! ! ! !!دة على تعاونه ال! ! ! ! !!دائم مع كافة‬
‫الجهود التي تبذل لتطوير العمل االجتم!!اعي‪ ،‬والش!!كر! موص!!ول! ألص!!حاب الس!!عادة‬
‫المشاركين والمشاركات! في إعداد هذا الكتاب‪.‬‬
‫س! ! ! ! !!ائال اهلل أن يتبع ه! ! ! ! !!ذا االنج! ! ! ! !!از المزيد من الجه! ! ! ! !!ود لتط! ! ! ! !!وير العمل‬
‫االجتماعي وتعزيز! دوره المجتمعي‪.‬‬

‫أ‪.‬د‪ .‬محمد مسفر القرني‬


‫أستاذ الخدمة االجتماعية‬
‫جامعة أم القرى‬

You might also like