1

‫بسم هللا نبدأ في تحليل‬

‫كلمات ‪:‬ابو السعود االبيارى‬

‫الحان ‪:‬محمد القصبجى‬

‫حاول القصبجى فى هذا العمل ‪ ..‬أن يجعله أقرب للغناء األوبرالى ‪ ..‬وقد‬
‫نجح فى هذا إلى حد كبير‬

‫ونالحظ هذا منذ بداية األغنية ‪ ..‬حيث نسمع مقدمة موسيقة أوبرالية ‪..‬‬
‫تعزفها كامل الوتريات‬

‫وال ينسى عمنا القصبجى أن يؤكد لنا مقصده ‪ ..‬فيضيف أصوات الكورس‬
‫األوبرالية تؤدى اآلهات‬

‫‪2‬‬
 ‫فنسمع األصوات الرجالى بصوت متوسط الحدة ( ألطو ) ‪ ..‬وأصوات‬
‫النساء بصوت حاد ( سوبرانو)‬

‫كما يستعمل إيقاع الفالس الشهير ‪ ..‬وهو إيقاع ثالثى الميزان‬

‫وال ننسى مقام العجم الذى إستخدمه القصبجى ‪ ..‬وجعله المقام الرئيسى‬
‫للعمل‬

‫تغنى ليلى مراد ( أنا قلبى دليلى قال لى حاتحبى ) من العجم وعلى نفس‬
‫الفالس‬

‫‪ ..‬ويردد الكورس نفس آهات المقدمة‬

‫وال يفوتنا هنا أن نتحدث عن الجماليات اللحنية لعمنا القصبجى ‪ ..‬فنجده‬

‫إستعمل طريقة الكروماتيك ( السلم الملون)‬

‫فى بعض المواضع ‪ ..‬وخاصة أن العجم ‪ ..‬الشبيه بسلم الميجور الغربى ‪..‬‬
‫‪ ..‬يتيح له هذا التلوين بكل بساطة‬

‫وتغنى ليلى مراد ( حبوبى معايا من قبل ماشوفه ) من العجم أيضا ‪ ..‬ولكن‬
‫بجمل لحنية مختلفة ‪ ..‬فهو لن يكرر نفسه‬

‫ويظل مع إيقاع الفالس ‪ ..‬حتى تغنى ( الحب ده غنوة ‪ ) ..‬فنجده تحول‬

‫‪ ..‬إليقاع رباعى الميزان‬

‫‪3‬‬
 ‫ويعود للفالس مرة أخرى مع ( قلبى دليلى ) لينهى الكوبليه‬

‫ونفس آهات الكورس ‪ ..‬وتغنى ليلى مراد ( الدنيا جنينة وإحنا أزهارها )‬
‫من النهاوند ‪ ..‬ومع الفالس أيضا‬

‫ويظل مع النهاوند ‪ ..‬مع لمسة صغيرة جدا للحجاز كار أثناء غناء‪ :‬لونها‬
‫‪ ..‬فى خدودنا‬

‫من نفس درجة النهاوند والعجم أيضا‬

‫ويعود للعجم مع ( شايفاه فى خيالى ) ‪ ..‬ونفس السيناريو لينهى الكوبليه‬

‫وتنتهى األغنية كما بدأت ‪ ..‬بآهات الكورس األوبرالية‬

‫وال ينبغى علينا أن ننهى التحليل دون أن نثنى على القصبجى ولحنه البديع‬
‫‪ ..‬البارع‬

‫برغم من أنه مجرد لحن ألغنية ضمن أحداث فيلم ‪ ..‬لكنه أراد أن يترك لنا‬
‫‪ ..‬بصمة تجديدية فى الموسيقى الشرقية‬

‫وال ننسى أن محمد القصبجى من رواد التطوير الموسيقى المتميزين ‪.‬‬

‫وإسمعوا رائعته ( ياطيور ) ألسمهان‬

‫أرجو أن أكون ُوفقت فى هذا التحليل المتواضع‬

‫‪4‬‬
 ‫ليلى مراد‬

‫إذا كان شاعرنا الكبير صالح جودت ع ّبر عن لوعة المحبوبة ولهفتها فى‬
‫هذه المدة القصيرة ( ‪ 3‬دقائق و‪ 6‬ثوانى)‬

‫فإن عمنا أحمد صدقى لم يكن أقل من صالح جودت فى إستغالل هذه المدة‬
‫القصيرة‬

‫ليعطينا دروس مفيدة فى كيفية العمل بخطة مسبقة ‪ ..‬والتعبير الصادق‬

‫‪ ..‬عن معانى الكلمات‬

‫‪..‬هيا بنا نرى مافعله أحمد صدقى باألغنية‬

‫بسم هللا نبدأ فى تحليل األغنية‬

‫‪ ..‬إختار مقام الكرد ليبدأ به لحنه ‪ ..‬وليجعله المقام الرئيسى للعمل‬

‫‪5‬‬
‫ودخل فى المفيد مباشرا ‪ ..‬بدون تمهيد ‪ ..‬بدون أدليب ‪ ..‬ومع إيقاع ( سلو‬
‫رومبا ) بدأت المقدمة الموسيقية القصيرة‬

‫مافيش وقت لصولوهات ( عزف منفرد ) ‪ ..‬ليس هناك توزيع بالمعنى‬

‫‪ ..‬المعروف‬

‫لكن هناك تحاوريات بسيطة وجميلة بين الوتريات ( إسمعو التشيللو فى‬
‫‪ .‬أول المقدمة ) ‪ ..‬وهو يرد على الكمنجات بنفس الجملة‬

‫تغنى ليلى مراد من الكرد أيضا ومع إيقاع ( الواحدة الكبيرة ) ‪ ..‬يامسافر‬
‫وناسى هواك ‪ ..‬رايداك والنبى رايداك‬

‫نحن مع الكرد من درجة الدو ‪ ..‬ويسمى فى هذه الحالة ( حجاز كاركرد)‬

‫أو ( كرديللى)‬

‫وسنعرف فيما بعد لماذا إختار الملحن هذا المقام ‪ ..‬ومن هذه الطبقة‬
‫‪ .‬بالذات ‪ ..‬خطة لحنية‬

‫نسمع نفس الالزمة الموسيقية ‪ ..‬وتغنى ليلى مراد ( أحلف لك بدمع العين‬
‫‪ ..‬وال لكش عليا يمين)‬

‫تغنى من مقام النهاوند ‪ ..‬وقف ‪ ..‬إستنى ‪ ..‬أربط عندك ‪ ..‬ليه ؟‬

‫ألن النهاوند الذى تغنى منه ‪ ..‬من نفس درجة الكرد ‪ ..‬نهاوند الدو ‪ ..‬وهل‬
‫فى هذا مشكلة ؟‬

‫‪6‬‬
 ‫‪ ..‬أيوه ‪ ..‬فيه مشكلة وبراعة وإبداع‬

‫‪ ..‬ألن الطبيعى أن يكون النهاوند من درجة الفا ‪ ..‬حسب نظرية األجناس‬

‫ولكن الراجل إستبدل جنس الكرد بجنس نهاوند ‪ ..‬لييييه ؟‬

‫ألنه يريد أن تظل الحالة اإلنسانية كما هى ‪ ..‬لسه الست بتحكى وتشرح‬
‫‪ ..‬شكواها‬

‫‪ ..‬مافيش داعى إذن لجوابات أو قرارات أو تغيير الحالة المزاجية‬

‫غنت خالص من النهاوند ‪ ..‬وبعدين ؟‬

‫عايزين بقى نرجع للكرد ‪ ..‬المقام الرئيسى بتاعنا ‪ ..‬يرجع كده وخالص ‪..‬‬
‫‪ .‬هيهات ‪ ..‬وكال البتة‬

‫عمنا صدقى لمس الراست قبل أن يعود للكرد من أول السلم ‪ ..‬مجرد لمس‬
‫‪ .. ..‬فين الكالم ده‬

‫عندما تقول ( إن فاتت عليا سنين ) وبالتحديد ( إن فاتت عليا ) ألنه كمل‬
‫مع الكرد ( هبوطا ) وخالص‬

‫نسمع الزمة موسيقية جديدة تماما ‪ ..‬وهنا نعرف لماذا إختار عمنا صدقى‬
‫‪ ..‬مقام الكرديللى‬

‫‪7‬‬
‫ألنه إختار المقام الجديد ( الحجاز كار ) ومعروف أن الحجاز كار من نفس‬
‫درجة الكرديللى‬

‫‪ ..‬لكن اإلحساس مختلف ‪ ..‬مختلف تماما‬

‫تغنى ليلى مراد من الحجاز كار ( تسألنى صحيح حبيت ‪ ..‬ال جاوبتك وال‬
‫خبيت)‬

‫وتعود مرة أخرى من نفس الطريق ( لمس الراست والعودة للكرد ) ‪..‬‬
‫‪ ..‬ياريت الكالم ياريت ‪ ..‬وافانى وباح بهواك‬

‫ويظل عمنا صدقى على عهده معنا ‪ ..‬يريد أن يظهر ال ُحرقة واللهفة‬
‫‪ ..‬واللوعة‬

‫‪ ..‬يختار مقام ( أثر كرد ) ‪ ..‬وهو مقام يبرز هذه الحالة المزاجية بوضوح‬

‫وتغنى ليلى مراد ( إحكى له ياموج مطروح ‪ ..‬ع القلب إللى بات مجروح )‬
‫من األثر كرد‬

‫إسمعوها بتغنى إزاى فى هذا المقطع ‪ ..‬ناقص تبكى وتبكينا على حالها‬

‫وتعود كالعادة من نفس الطريق ( راست وكرد ) وخالص‬

‫ونسمع نفس المقدمة الموسيقية ‪ ..‬ويقفل عمنا صدقى القوس‬

‫‪8‬‬
 ‫األغنية قصيرة‬

‫وعندنا فى مصر مثل شعبى يقول ( كل قصير مكير ) ‪ ..‬أى ال تنخدع فى‬
‫‪ ..‬قِصر األغنية‬

‫إسمعها وحللها ‪ ..‬تجد الكثير والكثير من اإلبداعات ‪ ..‬وكم من أغنيات‬

‫‪ .‬قصيرة أعطتنا دروس‬

‫بسم هللا نبدأ فى تحليل أغنية‬

‫الكلمات للشاعر ‪ :‬حسين السيد ‪ ..‬واأللحان للموسيقار ( محمد عبد‬

‫‪ ..‬الوهاب)‬

‫األغنية من مقام ( الكرد ) ‪ ..‬وبالتحديد ( كرد الرى)‬

‫تبدأ األغنية بالزمة موسيقية يتحاور فيها القانون مع الوتريات ‪ ..‬يبدأ‬

‫القانون وترد عليه الوتريات ‪ ..‬ثم تعيد الفرقة نفس الالزمة ‪ ..‬مع تبادل‬
‫األماكن ‪ ..‬فتعزف الوتريات ويرد عليها القانون ‪ ..‬جملة جميلة راقصة‬
‫‪ ..‬على إيقاع الرومبا ‪ ..‬نفهم منها أن هناك فرحة قادمة‬

‫‪9‬‬
‫ويبدأ الغناء ‪ ..‬من نفس المقام ( الكرد ) ‪ ..‬مع تغير اإليقاع ليصبح إيقاع (‬
‫‪ ..‬المقسوم ) ‪ ..‬إيقاع راقص أيضا ‪ ..‬لتأكيد الفرحة‬

‫وكعادة عبد الوهاب فإنه ال يستقر على المقام أو يلتزم به طوال الجملة‬
‫الموسيقية ‪ ..‬البد من المرور على بعض ال ُعرب ولمس بعض المقامات‬
‫‪ ) ..‬مجرد لمس)‬

‫الكوبليه األول من نفس المقام ( الكرد ) ‪ ..‬ويتحول لمقام ( الشورى ) أو‬

‫( القار جغار ) ‪ ..‬عند ( كاتبه بقاله سبع تيام حن عليا ) ‪ ..‬ويعود مرة أخر‬
‫‪ ) ..‬للكرد عند ( جاى بعد يومين ‪ ..‬وأبوسه منين)‬

‫الكوبليه الثانى من مقام ( الحجاز ) ‪ ..‬ولكنه أيضا يقوم بزيارة قصيرة‬

‫لمقام ( السوزناك ) عند ‪..‬‬
‫‪ ) ..‬بددت وهم وكان كداب)‬

‫‪ ..‬ويعود للكرد عند ( وحاشوفه جنبى وأتهنى بحبى ) ‪ ..‬حتى أخر األغنية‬

‫أما ليلى مراد ‪ ..‬ماعنديش كالم أقوله عنها ‪ ..‬غير إللى إنتوا عارفينه ‪..‬‬
‫مطربة قادرة على تصوير أى لحن ‪ ..‬بدليل أن عبد الوهاب يعطيها أى‬
‫لحن وهو مغمض ‪ ..‬وهو سايب إيديه ‪ ..‬ضامن إنها حاتعبر عن اللحن‬
‫أحسن تعبير ‪ ..‬أنا شخصيا حاسس بالفرحة فى صوتها وهى بتقرا جواب‬
‫‪ ..‬حبيبها‬

‫إختيار مقام الكرد كان موفقا ‪ ..‬ألنه مقام متحرر شقى ‪ ..‬يصلح لمثل هذه‬
‫المواضيع ‪ ..‬ولكن عبد الوهاب البد له من المرور ببعض المقامات‬
‫الطربية مثل ( الشورى والحجاز ) ‪ ..‬ألنه يلحن لليلى مراد ( المطربة )‬
‫‪ ..‬وليست مجرد مؤدية‬

‫‪10‬‬
 ‫أغنية بسيطة ‪ ..‬ليس فيها فذلكة ‪ ..‬ليس فيها إستعراض عضالت ‪ ..‬أبدع‬
‫فيها عبد الوهاب فى تصوير الفرحة والسعادة لدى العاشقة عند تلقيها‬
‫جواب من حبيبها ‪ ..‬وحالفه التوفيق ( كالعادة ) فى إختيار اإليقاعات‬
‫الراقصة ‪ ..‬واليمكننا إنهاء هذا التحليل ‪ ..‬إال بعد التنويه لالزمة الموسيقية‬
‫التى تسبق الكوبليه األخير ‪ ..‬جملة جميلة جدا وفيها خيال بديع للوصول‬
‫بنا إلى مقام الحجاز عن طريق ( رأس الرجاء الصالح ) ‪ ..‬يعنى ماراحش‬
‫للحجاز على طول ‪ ..‬عمل مناورة جميلة ‪ ..‬لقينا نفسنا فى الحجاز ‪ ..‬إزاى‬
‫‪ ..‬ماعرفش‬

‫الكتاب للفنان ابو حسام‬

‫محمد األآلتي‬

‫تجميع وتوثيق‬
‫الكتاب‬
‫طارق خلف‬

‫الفهرس‬
‫أنا قلبي دليلي‬
‫يامسافر وناسى هواك‬
‫جواب حبيبى‬
‫‪3183-3-81‬‬

‫‪11‬‬
‫هولندة‬

‫‪12‬‬