Professional Documents
Culture Documents
Fiqh
Fiqh
إعداد :
محمد نور عالم شاه
بالجامعة اإلسالمية
المطلب األول
القول األول :يوم الشك هو اليوم الثالثون من شعبان الذي يتحدث الناس برؤيته وال يثبت, أ.
أي لم ير الهالل في ليلته أو شهد برؤيته من ال تثبت الشهادة بمثله ,أو ردت شهادته ,وأن
يكون هذا في الصحو .كذا حرر القاضي في تعليقه ,1وهو قول بعض المتأخرين من
الحنابلة .قال اإلمام أبو داود (( :سمعت أحمد بن حنبل يقول :يوم الشك على وجهين :
فأما الذي ال يصام ,فإذا لم يحل دون منظره سحاب وال قتر ,فأما إذا حال دون منظره,
2
سحاب أو قتر يصام ))
ب .القول الثاني :يوم الشك هو اليوم الذي تراءى الناس الهالل ولم يثبت حتى جاوز وقت
الرؤية ,وكان دون منظر الهالل شيء من سحاب أو غيره ,وهو الذي يسمى يوم اإلغمام,
وهذا اليوم الذي انفرد اإلمام أحمد عن الجمهور بصومه ,وليس صوم يوم الشك ,وقد التبس
على كثير من المؤلفين ,ونسبوا لمذهب أحمد الصوم يوم الشك ,وهذا خطأ على اإلمام أحمد
وعلى مذهبه ,فإن مذهبه تحريم صوم يوم الشك ,فيوافق جمهرة فقهاء المسلمين .وهو قول
عائشة ,3وأسماء ,4وابن عمر ,5وابن سيرين ,6وبه قال اإلمام أبو حنيفة.
ت .القول الثالث :وهو قول الشافعية ,فإنهم لم يفرقوا بين كونه صحوا أو ال ,وإنما المشروط
هو أن يشهد برؤية الهالل أحد ال تثبت الشهادة بمثله .و أما المالكية فعندهم قوالن :فالمقدم
والثاني أن يوم الشك هو صبيحة الثالثين إذا كانت السماء صحوا وتحدث فيها بالرؤية من
الترجيح :إذا اليوم الذي يشك فيه ,ونهى الصوم عنه ,هو الثالثون من شعبان ,إذا حال دون
منظر الهالل غيم أو سحاب ,وهو الذي يقال يوم اإلغمام ,وقد وافق عليه جمهور العلماء.
المطلب الثاني
يوم الشك عند اإلمام أحمد بن حنبل هو اليوم الثالثون من شعبان إذا لم ير الهالل في مطلع
السماء ليلة الثالثين ,وكانت السماء صافية ,أو تحدث الناس برؤية الهالل ولم يثبت دخول رمضان
عند اإلمام برد الشهادة أو غير ذلك .وأما قوله يجب الصوم بوجود غيم ,أو قتر ليلة الثالثين يحول
فيوم الثالثين من شعبان هو يوم الشك ,وال يجوز صوم هذا اليوم باسم رمضان ,بل هو منهي
عنه ,وقد قامت األدلة الوافرة على ذلك ,وإلى هذا ذهب الجمهور ,ومنهم اإلمام أحمد بن حنبل.
وإن كان في مطلع السماء غيم أو قتر ولم ير الهالل في ليلة الثالثين من شعبان ,فيوم الثالثين
ليس شك أنه من شعبان أم من رمضان ,بل هو على يقين من األمر أنه من رمضان .وجاء في
الدرر السنية :وعن اإلمام أحمد في هذه المسألة سبع روايات ,إحداها :أنه يجب الصوم جزما أنه
من رمضان ,وهذا لم يثبت عن اإلمام أحمد ,وهو من أضعف األقوال في المسألة ,قاله شمس الدين
بن عبد الهادي .والثانية :أنه يجب الصوم ظنا ,والثالثة :أنه يستحب الصوم احتياطا ,والرابعة :أنه
يجوز الصوم ,والخامسة :يكره ,والسادسة :يحرم وال يجوز كقول الجمهور ,والسابعة أنه يرجع
قال شيخ اإلسالم في مجموع الفتاوى ) ((: (98/25وأما صوم يوم الغيم إذا حال دون رؤية
الهالل غيم أو قتر فللعلماء فيه عدة أقوال ....والقول الثاني :أن صيامه واجب كاختيار القاضي
والخرقي وغيرهما من اصحاب أحمد وهذا يقال أنه أشهر الروايات عن أحمد لكن الثابت عن أحمد
الصحابة ولم يكن عبد هللا بن عمر يوجبه على الناس بل كان يفعله احتياطا ً ....فأحمد رضي هللا
فالمشهور في مذهب اإلمام أحمد الذي قال كثير من أصحابه :إنه مذهبه -هو وجوب صومه من
باب الظن واالحتياط ،واستدلوا على ذلك بقوله" :فاقدروا له "وفسروها بمعنى :ضيقوا على شعبان،
وذهب جمهور العلماء ومنهم األئمة الثالثة ,أبو حنيفة ,ومالك ,والشافعي إلى أنه ال يجب
صومه ،ولو صامه عن رمضان لم يجزئه .واختار هذا القول ،شيخ اإلسالم ابن تيمية وقال:
المنقوالت الكثيرة المستفيضة عن أحمد ،على هذا .وقال صاحب الفروع :لم أجد عن أحمد صريح
الوجوب وال أمر به وال يتوجه إضافته إليه .واختار هذه الرواية من كبار أئمة المذهب أبو الخطاب،
علَيكم فَأ ْك ِملوا ِع َّدةَ ش ْع َبانَ ثَالِثين َيوما ً .وهذا الحديث وأمثاله يبين أن معنى فاقدروا ِلرؤيت ِه ،فَإن ُ
غ َّم َ
وقد حقق ابن القيم هذا الموضوع في كتابه الهدي ) ( 47-36/2ونصر قول الجمهور ،ورد
غيره ،وبين أنه لم يثبت عن أحد من الصحابة قول صريح ،إال عن ابن عمر الذي مذهبه االحتياط
والتشديد .وذكر شيخ اإلسالم ابن تيمية أن إيجاب صوم يوم الشك ال أصل له في كالم أحمد ،وال
كالم أحد من أصحابه وإن كان بعضهم قد اعتقد أن من مذهبه إيجاب صومه .ومذهبه الصريح
المنصوص عليه هو جواز فطره وجواز صومه وهو مذهب أبي حنيفة ومذهب كثير من الصحابة
8ص - 204أرشيف ملتقى أهل الحديث -تحرير الرواية المنقولة عن اإلمام أحمد في وجوب صوم يوم الشك -المكتبة
الشاملة الحديثة
والتابعين .وأصول الشريعة كلها مستقرة على أن االحتياط ليس بواجب وال محرم)) .وانظر المدخل