You are on page 1of 4

‫‪ ‬الصراع مسرحية توفيق الحكيم‬

‫صراع بين اإلنسان والقدر‪.‬‬

‫الصراع مسرحية اليونانية أو الغربية‬


‫صراع بين اإلنسان االله‪.‬‬

‫لم يتم تغير فكرة المسرحية من كاتب الي آخر‪ ،‬حيث تم مراعات أروع ما أنتجه العقل البشري وكذلك أقوي المسرحيات تراجيديا‪ ،‬لكنهم‬
‫حاولوا محاكتها‪.‬‬

‫**************************************************************************************************‬
‫‪ ‬الشخصيات‬
‫ترتيب األشخاص حسب الظهور أوديب جوكاستا أنتجونه تيرسياس كريون‬
‫ترتيب األشخاص حسب الظهور أوديب الشيخ تيرسياس كريون جوكاستا أنتجونه‬
‫الملك أوديب‬
‫هو ملك طيبة‪ ،‬الذي يهتم برعيته‪ ،‬لذلك كان الملك أوديب حزينا ومهموما بآالم شعبه‪ ،‬لعدم قدرته على ازاحة وباء الطاعون‪ ،‬كما يصفه الجميع‬
‫بالبطل والمنفذ الذي أنقذ طيبة من هالك الوحش‪ ،‬حيث أصبح ملكا نتيجة لخدعة دبرها ونشرها الكاهن ترسياس‪ -‬حل اللغز وقتل أوديب للوحش‪،-‬‬
‫لهذا السبب ليس لديه ثقة في الكهنة‪ ،‬هو االبن المتبني للملك بوليب والملكة ميروب‪ ،‬لديه شغف البحث عن الحقائق‪ ،‬لم يكن يعلم في بداية‬
‫المسرحية‪ ،‬أنه قتل والده وتزوج والدته‪ ،‬وسرعان ما علم أنه هو الذي وضع مملكته في مثل هذا الخطرالرهيب‪ ،‬له أربعة أبناء اكبرهم أنتجونه‪،‬‬
‫فضال عن ذلك اوديب محب لعائلته يخشي أن يخيب أملهم بعد معرفتهم الحقيقة‪.‬‬
‫جوكاستا‪:‬‬
‫زوجه محبه ومخلصه لزوجها‪ ،‬تخفف عنه االمه ومعاناته بلكماتها الطيبة‪ ،‬تكن بجانبه وتدعمه دائما‪ ،‬كما تتميز بالذكاء والذاكرة القوية‪ ،‬كانت‬
‫متزوجه فيما مضي ‪ -‬قبل زواجها من أوديب ‪ -‬من الملك اليوس‪ ،‬هي زوجة وأم أوديب وملكة طيبة‪ ،‬لكنها بعد معرفة الكارثة تنتحر في نهاية‬
‫المسرحية‪ ،‬ربما بسبب شعورها بالذنب ألنها تركت أوديب يموت كطفل رضيع‪.‬‬
‫تيرسياس‪:‬‬
‫هو كاهن ضرير‪ ،‬بقيادة ولد صغير‪ ،‬يعرف حقيقة نسب أوديب‪ .‬كما أنه يتصف بالمكر والخداع لكثرة أكاذيبه‪ ،‬حيث نشر بين الناس بأن أوديب‬
‫بطال واوحي للناس أن يكون ملكا‪ ،‬ألنه تغلب علي الوحش حيث آنذاك لم يرغب بأن يصبح كريون ملكا‪ .‬كما أنه وسوس في نفس الملك اليوس‬
‫بقتل طفله‪ ،‬مبررا أن السماء قد أوحت له بان الطفل إذا كبر سوف يقتل اباه‪ ،‬لكن كل ذلك كذبا‪ ،‬فترسياس كان ال يريد ملكا شرعيا لطيبه‪ ،‬كما‬
‫كان يريد أن يكون ملكا من خلف الستارة من خالل تحكمه في أوديب‪ ،‬ولكن المفاجأة أن أوديب لم يكن ضعيفا‪ ،‬يدعوه أوديب للعثور على قاتل‬
‫اليوس لكنه يغضب عندما يدعي تيرسياس أن أوديب نفسه هو القاتل‪.‬‬
‫كريون‪:‬‬
‫هو شقيق جوكاستا‪ ،‬الذي يشترك في ثلث ثروات طيبة مع أوديب وجوكاستا‪ ،‬كما يتضح في البداية إنه كان ملكا لطيبة لبعض الوقت‪،‬هو أحد‬
‫المتابعين المخلصين لوراكل أبولو‪ ،‬لذلك يحبه الجميع‪ ،‬ألنه نقي الضمير‪ ،‬مع افتتاح المسرحية‪ ،‬يعود من أوراكل من دلف بخبر‪ ،‬بأنه يجب‬
‫العثور على قاتل اليوس‪ ،‬كما أنه صديق مخلص ألوديب‪ ،‬ويظل في النهاية متسام ًحا ولطيفًا مع أوديب حتى عندما ينقلب أوديب عليه ويقترح أنه‬
‫يتآمر ضده‪.‬‬
‫أنتجونه‪:‬‬
‫هي االبنه الكبري للملك أوديب شغوفه محبة البيها‪ ،‬لديها اهتمام بما يرويه والدها عليهم حتي إن روي القصه نفسها قبل ذلك‪ ،‬معجبة بقوة‬
‫وشجاعه والدها‪ .‬كما أنها محبه للبحث عن الحقائق مثل ابيها‪.‬‬

‫**************************************************************************************************‬
‫‪ ‬ما كان يحزن أوديب هي المحنة الشديدة التي تمر بها المدينة‪ -‬تفشي مرض الطاعون‪ ،-‬حيث أن المدينة عـصـفـت بهـا المحنة‪ ،‬وإن الموت‬
‫ليطيح بالقطعــان في المراعي‪ ،‬ويبطش باألطفـــال في المهـود‪ ،‬إن الطـاعـون يـحـصـد من أنحـاء ملكك األرواح؛ وينثـر الـدمـار‪.‬‬
‫كما كان في نفسه علة وانقباض ال يدري سببه‪ ،‬وكأن شرا سيلحق به‪.‬‬
‫استطاعت أسرته التخفيف عنه‪ ،‬حيث حاولت زوجته جوكستا أن تخفف عنه‪ ،‬بأنه ال يملك شيء للقضاء على هذا المرض‪ ،‬وأنه فعل كل ما‬
‫بوسعه‪ ،‬كما طلبت منه ابنته الكبرى انتجونه‪ ،‬بأن يقص عليها قصه ذلك الوحش الذي قتله فيما مضي‪ ،‬وكيف انتصر عليه‪ ،‬رغم انه قد قص‬
‫عليهم هذه القصة مرات عديده‪ ،‬كما كانت تتجاوب معه‪ ،‬وتسأله عن بعض التفاصيل‪.‬‬

‫**************************************************************************************************‬
‫‪ ‬ألن األب هو الرجل األول في حياة أي فتاه‪ ،‬كما أنه القدوة والمثل األعلى‪ ،‬وذلك السند التي تلجا له الفتاه‪ ،‬فالفتاه هي حبيبة أبيها‪ ،‬ومركز‬
‫االمان بالنسبة لها‪.‬‬
‫ويتضح ذلك من المسرحية من خالل عالقة أنتجونه بالملك أوديب‪ ،‬حيث تهتم بحكايات بطولته‪ ،‬التي لم تسام منها‪ ،‬رغم أن أوديب قد قصها‬
‫عليهم كثيرا‪ ،‬أما بالنسبة ألوديب فيظهر ذلك في شوقه بروي هذه القصة ألبنته‪ ،‬ليري في عينها نظرة حب واحترام‪ ،‬وفي نهاية المسرحية‬
‫ورغم كل ما قد حدث‪ ،‬إال أن نظرة االحترام والفخر وكذلك الحب‪ ،‬ظلت في عين أنتجونه‪ ،‬بل ازدادت والدليل على ذلك انها في أخر‬
‫المسرحية قالت‪ :‬إنك لم تكن بطال مثلما انت اليوم‪.‬‬

‫**************************************************************************************************‬
‫‪ ‬اهتمامها بكل ما يخص زوجها‪ ،‬وقوة تذكرها للتواريخ وخاصة تلك التواريخ التي تكن لها قيمة ويظهر ذلك في المسرحية‪ ،‬عندما حاولت أن‬
‫تهدأ من روع وآالم زوجها‪ ،‬كما تذكرت جوكستا تاريخ زواجها هي وأوديب منذ ‪ 17‬عاما وليس ‪ 20‬عاما كما قال أوديب‪ ،‬حبها الشديد‬
‫لزوجها‪ ،‬وتوفير الجو المناسب للتفكير بشكل جيد‪ ،‬حب األحاديث والتفاصيل في كل ما يخص زوجها من هموم وأعمال‪ .‬قدرتها على فهم‬
‫حزن زوجها دون اخبارها بذلك‪.‬‬

‫**************************************************************************************************‬
‫‪ ‬كانت مؤامرة من ترسياس‪ ،‬حيث نشر بين الناس بأن أوديب بطال‪ ،‬ألنه تغلب علي الوحش‪ ،‬كما أن السماء أوحت له بأن أوديب يجب أن‬
‫يكون ملكا لطيبه‪ ،‬ولكن ترسياس كان له مسعي أخر‪ ،‬حيث لم يرغب بأن يصبح كريون ملكا‪ ،‬وأنه لم يوجد وحش‪ ،‬بل هو مجرد أسد‪ ،‬لكنه‬
‫أخترع تلك األكذوبة‪ ،‬ليصبح أوديب ملكا لطيبه دون أن يسعي إلى ذلك‪.‬‬

‫*****************************************************************************‬
‫‪ ‬إن كل أب بطل في نظر أبنائه‬
‫ربما كنا نحمل كثيرا من األجوبة عما نسأل‪ ،‬دون أن ندري أو نري‪.‬‬
‫فما يطفئ مصباح العقل غير عواصف النفس‪.‬‬
‫ابحث لتجد‪.‬‬
‫ليس ألي مخلوق سلطان علي الغيب وال قدره على التنبؤ‪.‬‬
‫الصوت الحق ال يسمع باألذن وال الرأس ولكن بالقلب‪.‬‬

‫**************************************************************************************************‬
‫‪ ‬قبل سبعة عشر عاما عندما علم أوديب ذات مساء من أحد الشيوخ‪ ،‬الذي أطلق لسانه الخمر‪ ،‬بأنه ليس ابنا للملك والملكة‪ ،‬غادر البالد بحثا‬
‫عن حقيقته‪ ،‬وأثناء رحلته قابله ذلك الوحش الذي ألقى الرعب في قلوب الناس‪ ،‬وكان له وجه امرأة وأجنحة نسر‪ ،‬وقبل أن يأكل طرح عليه‬
‫لغزا‪ ،‬فأن استطاع حله سيتركه يعيش وإن لم يستطع سيأكله‪.‬‬
‫وكان هذا اللغز ما هو الحيوان الذي يمشي في الصباح علي أربع‪ ،‬وفي الظهر على اثنتين‪ ،‬وفي المساء على ثالث؟ وقد استطاع أودي حل‬
‫هذا اللغز‪ :‬اإلنسان‪ ،‬لذلك ألقى الوحش نفسه في البحر‪.‬‬

‫ولكن المفاجأة أنه لم يكن هناك وحشا‪ ،‬بل كانت مؤامرة من ترسياس‪ ،‬حيث نشر بين الناس بأن أوديب بطال‪ ،‬ألنه تغلب علي الوحش‪ ،‬كما أن‬
‫السماء أوحت له بأن أوديب يجب أن يكون ملكا لطيبه‪ ،‬ولكن ترسياس كان له مسعي أخر‪ ،‬حيث لم يرغب بأن يصبح كريون ملكا‪ ،‬وأنه لم يوجد‬
‫وحش‪ ،‬بل هو مجرد أسد‪ ،‬لكنه أخترع تلك األكذوبة‪ ،‬ليصبح أوديب ملكا لطيبه‪ ،‬ومن خلف الستار يتحكم في حكم طيبة‪ ،‬ولكن الحظ لم يحالفه‪،‬‬
‫فلن يكن اوديب بهذا الضعف الذي توقعه‪.‬‬

‫*****************************************************************************‬
‫‪ ‬صراع داخلي بين أوديب ونفسه‪ ،‬حيث كان يرأي أنه غير قادر علي أنقاظ شعبه من تهلكة مرض الطاعون‪.‬‬
‫ظهلر صراع داخلي عندما علم أوديب ذات مساء من أحد الشيوخ‪ ،‬الذي أطلق لسانه الخمر‪ ،‬بأنه ليس ابنا للملك والملكة‪.‬‬
‫المفاجأة الثانية وتمثل الصراع الخارجي‪ :‬مواجهة أوديب مع ترسياس‪ ،‬التي نتج عنها معرفة‪ ،‬أنه لم يكن هناك وحشا‪ ،‬بل كانت مؤامرة من‬
‫ترسياس‪ ،‬حيث نشر بين الناس بأن أوديب بطال‪ ،‬ألنه تغلب علي الوحش‪ ،‬كما أن السماء أوحت له بأن أوديب يجب أن يكون ملكا لطيبه‪،‬‬
‫ولكن ترسياس كان له مسعي أخر‪ ،‬حيث لم يرغب بأن يصبح كريون ملكا‪ ،‬وأنه لم يوجد وحش‪ ،‬بل هو مجرد أسد‪ ،‬لكنه أخترع تلك‬
‫األكذوبة‪ ،‬ليصبح أوديب ملكا لطيبه دون أن يسعي إلى ذلك‪ ،‬كما أتضح أن ترسياس كان سببا بأن يقتل الملك اليوس ابنه‪ ،‬مدعيا أن هذا‬
‫االبن سوف يقتل الملك‪.‬‬
‫والمفاجأة الثالثة والصادمة ‪ -‬صراع خارجي ‪-‬أن أوديب قاتل اليوس‪ ،‬وهذا ما أخبره به كريون والكاهن‪ ،‬حيث أوحت لهم السماء بذلك‪.‬‬

‫**************************************************************************************************‬
‫‪ ‬في البداية كان متحمسا ويعد كال كريون كبير الكهنة‪ ،‬بأن يقتص لقاتل اليوس‪ ،‬وعندما كان يسأله كريون أحقا ستفعل ذلك‪ ،‬كان يجيب بكل‬
‫ثقة نعم فانا ملك طيبة‪ ،‬ويهمني انقاذها من هذا المرض‪.‬‬
‫ولكن كان له ردة فعل مختلفة تمام‪ ،‬وأصبح أكثر غضبا‪ ،‬عندما علم بأنه هو من قتل اليوس وليس ترسياس كما كان يظن‪ ،‬فتهم كريون‬
‫والكاهن األكبر بجريمة الخيانة العظمة والطمع في العرش‪ ،‬لذلك أمر بقتلهما أو نفيهما‪.‬‬
‫لم يخطر في باله بتاتا أنه قاتل الملك اليوس‪ ،‬وكان يتمني أن ترسياس هو من قتل الملك اليوس‪ ،‬حتي يتخلص منه‪ ،‬لكي ال يفضح سره أمام‬
‫الشعب‪ ،‬ألن ترسياس هو الشاهد الوحيد علي أكذوبة قتل الوحش‪ ،‬وهناك عدة مبررات لذلك أال وهي‪:‬‬

‫أنه لم يري الملك اليوس من قبل‪ ،‬ألنه زار طيبة بعد قتله بفترة‪.‬‬ ‫‪)1‬‬
‫ما روي له بأن الملك قد توفي وليس قتل‪.‬‬ ‫‪)2‬‬
‫عندما ذهب إلى طيبة لم يكن يطمح أو يفكر في عرش طيبة‪ ،‬بل كان يريد فقد معرفة نسبه‪.‬‬ ‫‪)3‬‬
‫باإلضافة إلى ذلك أنه ال يثق في الكهنة‪ ،‬وكان يظن أن كريون يريد أخذ العرش منه‪.‬‬ ‫‪)4‬‬
‫خاف أن يكسر صورة البطل الموجودة في أذهان شعب طيبة وأهله‪.‬‬ ‫‪)5‬‬
‫وأخبرهم بأنه سوف يقص على الشعب ما تم اتهامه به‪ ،‬ويشاركها في الحكم علي كريون والكاهن‪ ،‬وقص عليهم ما يثبت براءته من قتل الملك‬
‫اليوس‪ ،‬فانحاز الشعب ألوديب ألنه الملك والبطل والمنقذ بالنسبة لهم‪ ،‬كما أن ما يرويه من أدلة تؤكد أنه لم يفعل ذلك‪.‬‬

‫**************************************************************************************************‬
‫‪ ‬لجوكستا موقف صعب وحساس‪ ،‬حيث إن أتضح بأن أوديب قاتل اليوس‪ ،‬فأنها تزوجت من قاتل زوجها‪.‬‬
‫أما أن أؤكد بأن كريون خائن ويطمح بالعرش‪ ،‬فسوف ينتج عن ذلك قتل أو نفي أخيها‪.‬‬
‫لذلك كان لجوكستا تصرف ذكي ومرضى للطرفين من خالل كالم حكيم وفلسفى ‪ -‬في هذا الموقف يظهر مدي قوة توفيق الحكيم األدبية وقدرته‬
‫علي حل الصراعات في مسرحياته بطريقة فلسفية ‪ ،-‬حيث خرجت من القصر متجه إلي المحاكمة‪ ،‬وحاولت أن تهدأ من غضب أوديب وتجعله‬
‫يتريص في قراره‪ ،‬حيث أخبرته أن التهمة الذي يقدمها في حق كال من كريون والكاهن األكبر خطيرة‪ ،‬فال يمكن أن يكون كريون خائنا‪ ،‬ألنه‬
‫خالص النفس‪ ،‬نقي الضمير ويجب أن يكون هناك دليال دامغا علي ذلك‪ ،‬كما أنني علي يقين أنك لم تقتل الملك وهناك عدة أدلة علي ذلك‪ .‬ثم أدلت‬
‫برأيها ب أن كريون قد قص ما سمعه‪ ،‬ولكن وحي السماء أرفع مكانا بأن يدركه البشر‪ ،‬فربما لم يستطع كريون والكاهن فهم ما أوحت به السماء‪،‬‬
‫وروت دليال على ذلك بأن السماء أوحت من قبل بأن اليوس سيقتل علي يد ابنه الذي من صلبه‪ ،‬لكن هذا االبن قد هلك في المهد‪ ،‬وها قد توفي‬
‫اليوس علي يد جماعة من اللصوص عند ملتقي طرق ثالث‪.‬‬

‫عندما كانت تقص جوكستا في المحكمة قصة قتل الملك اليوس‪ ،‬استوقفت أوديب عبارة أن الملك اليوس قد قتل عند ملتقي طرق ثالث‪ ،‬فسألها‬
‫بلهفة عن مكان تلك الطرق‪ ،‬فأجابته في أرض تدعي فوكس‪ ،‬وأمرها بأن تروي له ما قد حدث للملك وكيف كان اليوس وفي أي عمرا كان‬
‫أنذاك‪ ،‬فأجابته بأنه كان رجال فارعا‪ ،‬فضي الشعر‪ ،‬أما وجهه ففيه منك بعض الشبه‪ ،‬ثم سألها عن حاشيه الملك فقصت عليه تفاصيل ذلك اليوم‪،‬‬
‫وهنا وقعت الصاعقه علي أوديب حيث أدرك بأنه حقا من قام بقتل الملك اليوس‪ ،‬ولكن بغير قصدا منه‪ ،‬حيث نشبت شجار بين هذا أوديب وهذا‬
‫الرجل فالمركبه‪ ،‬حيث اختلفوا علي من يمر أوال‪ ،‬فضرب بهراوته ضربة من غير قصد علي رأس الرجل فالمركبة‪ ،‬لكنه لم يكن يعلم بموته أو‬
‫من كان هو‪.‬‬

‫وأكد الخادم‪ /‬الراعي‪ ،‬الذي الذ بالفرار في ذلك الوقت‪ ،‬ثم طلب من الملكة جوكستا أن تعفيه عن الخدمة آنذاك‪ ،‬عندما أصبح أوديب ملكا بدال من‬
‫سيده‪ ،‬ذلك عندما تم استدعائه‪.‬‬
‫عندما علم بأنه من قتل الملك اليوس واعترف للجميع بذلك‪ ،‬وهذا يظهر مدي شجاعته ونبله وكذلك صدقه‪ ،‬وعتذر من كريون وكبير الكهنة‪ ،‬كما‬
‫نري أن أوديب شخص يفي بوعده‪ ،‬حيث وعد كريون من ي قبل بأن يقتص من قاتل اليوس لكي ينقذ طيبه من مرض الطاعون‪ ،‬ولكن في نفس‬
‫الوقت يتضح لنا أن شخصية أوديب شخصية متسرعة في قراراته‪ ،‬ال يزن األمور عند حدوثها وال يفكر بتريس‪ ،‬والدليل علي ذلك موافقته علي‬
‫مكيدة ترسياس وأكذوبة قتل الوحش‪ ،‬والدليل الثاني انفعاله علي كريون عندما أخبره بأن السماء أوحت أن أوديب قاتل اليوس‪ ،‬فأمر بقتلهما أو‬
‫نفيهما‪.‬‬

‫**************************************************************************************************‬
‫اهم أحداث الفصل االول‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫التعرف على شخصية أوديب وأسرته‪ ،‬وكذلك حالة الحزن والرعب التي كان يعيشها أهل طيبه بسبب تفشي مرض الطاعون‪.‬‬ ‫‪)1‬‬
‫حقيقة أن أوديب ليس ابن الملك‪.‬‬ ‫‪)2‬‬
‫مواجهة أوديب وترسياس التي كشفت لنا حقيقة قصة الوحش‪.‬‬ ‫‪)3‬‬
‫مقابلة أوديب لكريون وكبير الكهنة‪ ،‬ومعرفة أن سبب مرض الطاعون وكيفية التخلص منه‪.‬‬ ‫‪)4‬‬
‫تبادل االتهامات بين أوديب وكريون أمام شعب طيبة‪.‬‬ ‫‪)5‬‬

‫**************************************************************************************************‬
‫‪ ‬موقف الخادم تبدل‪:‬‬
‫كان يقول في البداية أن الملك اليوس قتل من قبل مجموعة من اللصوص‪ ،‬ولكن عندما تم استدعائه مجددا روي صدق ما حدث في ذلك‪ ،‬أن‬
‫اليوس قد قتل علي يد فتي قوي بمفرده‪ ،‬وقال ذلك بعد الحاح من الملك أوديب‪ ،‬وقد أخفى تلك الحقيقة عندما علم بأن أوديب هو من أصبح‬
‫ملكا لطيبة وطلب من الملكة جوكستا اعفائه من الخدمة في القصر‪.‬‬

‫**************************************************************************************************‬
‫‪ ‬عندما علمت بأن أوديب هو من قتل اليوس‪ ،‬لم تصدق ذلك‪ ،‬وفعلت كل ما جهدها إلنقاذ أخيها‪ ،‬وإثبات براءة أوديب‪،‬‬
‫وبعد أن دارت األحداث‪ ،‬وتضح أن أوديب هو فعال القاتل‪ ،‬لم تغضب منه‪ ،‬بل حاولت أن تهدي من روعه‪ ،‬فأخبرته أنه‬
‫لم يفعل ذلك عن قصد‪ ،‬بل كانت محاولة دفاع عن نفسه‪ ،‬فهي على يقين تام بأن أوديب لم يقتل الملك أال بالخطأ ولم يكن‬
‫يعلم بموته أو هويته‪ ،‬فهي أعلم بزوجها‪.‬‬
‫**************************************************************************************************‬
‫‪ ‬تفجرت مفاجاه كبيرة‪ ،‬عندما جات رسول كورنت برسالة الى الملك أوديب‪ ،‬وهي رسالة بها خبر سار وان كان فيها ما‬
‫قد يثير الشجن‪ :‬الخبر السار هو أن يكون أوديب ملكا لكورنت‪ ،‬وما يثير الشجن هو أن الملك بوليب قد توفي‪ ،‬والملكة‬
‫ميرزا في طريقها ألي اللحاق بزوجها‪ ،‬فحزن أوديب حزنا شديدا عليهما‪ ،‬حيث كانوا له أب وأم رحيمين عليه‪.‬‬

‫ثم سأل أوديب الشيخ‪ ،‬كيف علم بمكانه‪ ،‬فأخبر الشيخ بأنه خطر علي باله أن يبحث عنه في مسك رأس‪ ،‬وهنا حلت الصدمة‬
‫علي أوديب‪ ،‬فقص عليه الشيخ حقيقة بأنه هو من وجده عندما كان طفال رضيعا في جبل ذي شجر بالقرب من سيتايرون‬
‫حين كان يرعي الماشية‪ ،‬وجده مقيدا من رسغه‪ ،‬وهذا هو سبب تلك الندوب في قدميه‪ ،‬لهذا سمي أوديب‪ ،‬أي مورم القدمين‪،‬‬
‫ثم وأعطاه للملك بوليب‪ ،‬وقال أيضا أن ما أعطاه إياه هو خادم من خدام الملك اليوس‪ ،‬وكانت المفاجأة أنه نفسه الخادم‬
‫الناجي من حادثة مقتل الملك اليوس‪ ،‬وهنا ظهرت حقيقة نسب أوديب بأنه ابن الملك اليوس‪ ،‬الذي أمر فقتله في المهد‪ ،‬ولكن‬
‫الخادم لم يستطع قتله فسلمه ألي الشيخ‪ ،‬ليأخذه ألي بلد أخري‪.‬‬
‫**************************************************************************************************‬

You might also like