You are on page 1of 19

‫بسم هللا الرحمان الرحيم‬

‫جامعة الجزائر ‪3‬‬

‫كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيير‬

‫قسم علوم التسيير‬

‫بحث تحت عنوان‪:‬‬

‫السياسات التجارية‬

‫المجموعة ‪01:‬‬ ‫من اعداد الطلبة‪:‬‬

‫الفوج ‪07:‬‬ ‫‪ -‬أقرور وليد‬


‫‪ -‬حمايدية أسامة‬
‫‪ -‬حلواني شيماء‬

‫السنة الدراسية‪:‬‬

‫‪2022/2021‬‬
‫خطة البحث ‪:‬‬
‫مقدمة‪...................................................................... :‬أ‬

‫المبحث األول‪ :‬ماهية السياسة التجارية ‪1 ....................................‬‬

‫المطلب ‪ :1‬مفهوم السياسة التجارية‪1.......................................‬‬

‫المطلب‪ :2‬اهداف السياسة التجارية ‪2.......................................‬‬

‫المطلب‪ :3‬العوامل المؤثرة في تحديد السياسات التجارية ‪3....................‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬اتجاهات السياسة التجارية واساليبها‪4 ....................... .‬‬

‫المطلب‪ :1‬السياسة الحمائية ومبرراتها ‪4....................................‬‬

‫المطلب ‪ :2‬سياسة الحرية ومبرراتها ‪6.......................................‬‬

‫المطلب‪ :3‬األساليب الفنية لسياسة التجارية ‪7...............................‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬السياسات التجارية في الجزائر ‪10 .............................‬‬

‫المطلب‪ :1‬السياسة التجارية المطبقة في الفترة قبل ‪10 .............. 1990‬‬

‫المطلب ‪ :2‬السياسة التجارية المطبقة منذ ‪12 ....................... 1990‬‬

‫الخاتمة‪ ................................................................... :‬ب‬

‫قائمة المراجع‪ ............................................................. :‬ج‬


‫مقدمة‪:‬‬

‫عرفت التجارة الدولية نمو متسارع بفضل اتخاذ الدول منهج التعاون والتكامل بينها واالندماج في‬
‫النظام التجاري الدولي‪ ،‬عن طريق تبني سياسات تجارية مناسبة تهدف لتحرير التجاري عن طريق ازالة‬
‫كل الحواجز‪ ،‬وتجنب النزعة الحمائية التي طبقت في ثالثينيات القرن الماضي والتي ادت الى ازمة‬
‫الكساد الكبير ‪.1929‬مما يعني أن السياسات التجارية اتجاهين مختلفين لقيادة التجارة الدولية أحدهما‬
‫نحو التحرير واآلخر نحو التنفيذ واعتماد سياسة االكتفاء الذاتي‪.‬‬

‫فماهو مفهوم السياسات التجارية وماهي العوامل المؤثرة فيها؟‬

‫أ‬
‫المبحث األول‪ :‬ماهية السياسة التجارية‬

‫تعتبر السياسة التجارية احدى اهم ادوات السياسة االقتصادية للدول في الوقت الراهن‪ ،‬وتختلف‬
‫أدوات تطبيقها حسب نوع السياسة المتبعة‪ ،‬حمائية كانت أو انفتاحية‪ ،‬وسنحاول في هذا المبحث توضيح‬
‫المقصود بالسياسة التجارية‪ ،‬ثم إبراز أنواعها مع التطرق لحجج المدافعين عن كل نوع من هذه األنواع‪،‬‬
‫وصوال الى اهم األساليب المعتمدة لتنظيم التجارة الخارجية بالسياسة‬

‫المطلب ‪ :1‬مفهوم السياسة التجارية‬

‫يقصد بالسياسات التجارية في مجال العالقات االقتصادية الدولية‪ ،‬مجموعة الوسائل التي تلجأ‬
‫إليها الدولة في تجارتها الخارجية بقصد تحقيق اهداف معينة‪ ،‬فإذا كانت السياسة هي فن االختيار بين‬
‫البدائل المتاحة والممكنة‪ .‬فإن السياسة التجارية تمثل اختيار البلد في عالقاته التجارية مع الخارج‪ ،‬الحرية‬
‫أم الحماية‪ ،‬ويعبر عن ذلك بإصدار التشريعات والقوانين واتخاذ اإلجراءات التي تضعها موضع التطبيق‬
‫(السالم‪ ،2010 ،‬صفحة ‪)70‬‬

‫كما يمكن تعريف السياسة التجارية على أنها‪" :‬مجموع اإلجراءات التي تباشرها الدولة في عالقتها‬
‫االقتصادية مع دول العالم األخرى‪ ،‬شاملة لكل من التبادل السلعي والخدمي وأسعار الصرف واالستثمار‪،‬‬
‫بقصد تحقيق أهداف معينة تتفق مع باقي أهداف السياسة االقتصادية والسياسات العامة للمجتمع"‪.‬‬

‫وقد عرفت بأنها‪" :‬اإلجراءات كافة التي تضبط العالقات االقتصادية الخارجية للدولة‪ ،‬ويعني كافة‬
‫اإلجراءات المتخذة من قبل الدولة القادرة على دفع أو إعاقة تصدير أو استيراد البضائع والخدمات"‬

‫ويقصد بالسياسة التجارية ايضا‪ :‬مجموعة التشريعات واللوائح الرسمية التي تستخدمها الدولة للتحكم‬
‫والسيطرة على نشاط التجارة الخارجية في مختلف دول العالم المتقدمة والنامية‪ ،‬والتي تعمل على تحرير‬
‫أو تقييد النشاط التجاري الخارجي من العقبات المختلفة التي تواجهه على المستوى الدولي بين مجموعة‬
‫من الدول‪( .‬السرييتي‪ ،2009 ،‬صفحة ‪)111‬‬

‫من خالل مجموع هذه التعاريف يتضح بأن السياسة التجارية‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬هي مجموعة الق اررات واإلجراءات والتشريعات التي تتخذها أي دولة‬

‫‪ -‬تسن هذه التشريعات لتنظيم العالقات االقتصادية ألي دولة مع باقي دول العالم‬

‫‪ -‬السياسة التجارية شاملة لكل التبادل السلعي والخدمي و أسعار الصرف و االستثمار‬

‫‪ -‬تتخذ هذه اإلجراءات بهدف دفع أو إعاقة استيراد أو تصدير السلع والخدمات‬

‫المطلب‪ :2‬اهداف السياسة التجارية‬

‫ان تطبيق الدولة ألي سياسة تجارية هو باألساس من اجل تحقيق مجموعة من األهداف‪، ،‬فمنها ما هي‬
‫ذات طابع اجتماعي و أخرى سياسية و استراتيجية‬

‫ويمكن ابراز أهم هذه األهداف كما يلي‪( :‬دياب‪ ،2010 ،‬صفحة ‪)300‬‬

‫‪ -1‬األهداف االقتصادية وتتلخص في‪:‬‬

‫‪ -‬المساهمة في تحقيق التنمية االقتصادية‬

‫‪ -‬حماية الصناعة الوطنية والمنافسة األجنبية‪ ،‬خصوصا الصناعات الناشئة من خالل توفير البيئة‬
‫الحاضنة لنموها وتطورها‬

‫‪ -‬العمل على اصالح العجز في ميزان المدفوعات و اعادته الى التوازن‬

‫‪ -‬زيادة الموارد المالية للدولة‪ ،‬واستخدامها في تمويل النفقات العامة لها‬

‫‪ -‬حماية االقتصاد من التقلبات الخارجية‪ ،‬كالتضخم واالنكماش وغير ذلك‬

‫‪ -‬حماية االقتصاد الوطني من سياسة اإلغراق التي قد تتبعها بعض الدول‬

‫‪ -2‬األهداف االجتماعية‪ :‬وتتمثل فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬حماية مصالح بعض الفئات االجتماعية‪ ،‬كالمزارعين والمنتجين الصغار او منتجي بعض السلع التي‬
‫تمثل أهمية حيوية للمجتمع‪.‬‬

‫‪ -‬اعادة توزيع الدخل الوطني بين الفئات المختلفة للمجتمع‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ -‬العمل على حماية الصحة العامة للمجتمع من خالل منع استراد بعض السلع المضرة او المخالفة‬
‫للمعايير الصحية‪.‬‬

‫‪ 3‬األهداف السياسية واإلستراتيجية‪ :‬ولعلى أبرزها ما يلي‬

‫‪ -‬توفير أكبر قدر من االستقالل‪ ،‬وتوفير األمن في الدولة من الناحية االقتصادية والغذائية والعسكرية‬

‫‪ -‬تأمين االكتفاء الذاتي وخصوصا األمن الغذائي‪.‬‬

‫‪ -‬العمل على توفير احتياجات الدولة من مصادر الطاقة وغيرها من السلع اإلستراتيجية خصوصا في‬
‫فترات األزمات والحروب‬

‫المطلب‪ :3‬العوامل المؤثرة في تحديد السياسات التجارية‬

‫تتأثر سياسات التجارة الدولية بمجموعة من العوامل األساسية‪ ،‬نذكر أهمها فيما يلي (سلطاني‪،‬‬
‫‪ ،2013/2012‬صفحة ‪)34/33‬‬

‫أ‪ .‬حسب مستوى التنمية‪:‬‬

‫يعد مستوى التنمية االقتصادية الذي تبلغه دولة معينة ما من أهم محددات السياسة التجارية‬
‫المتبعة‪ ،‬فجمود االقتصاد واحتالله موقعا متأخ ار في سلم التقدم االقتصادي يجعله أكثر حرصا على وضع‬
‫سياسة أكثر تعقيدا للتجارة الدولية‪ ،‬بعكس الحال بالنسبة االقتصاد أخر بلغ مرحلة متقدمة من النمو‬
‫والتطور االقتصادي‪ ،‬إد يميل هدا االقتصاد إلى وضع سياسة للتجارة الخارجية تتسم بمرونة عالية نظ ار‬
‫لتواصله إلى تكوين قاعدة اقتصادية قوية قادرة على التنافس في السوق العالمية‪ ،‬او على األقل ليست‬
‫بحاجة كبيرة إلى تدعيمها‪.‬‬

‫ب‪ .‬حسب األوضاع االقتصادية السائدة‪:‬‬

‫تتأثر السياسات التجارية عادة باألوضاع السائدة في االقتصاد المحلي والعالمي كما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬على مستوى االقتصاد المحلي‪ :‬إن ارتفاع الصناعة المحلية مثال واشتداد حجاتها للسلع الرأسمالية‬
‫والوسطية والمواد الخام‪ ،‬يحتم على الدولة إتباع سياسة للتجارة الخارجية أكثر مالئمة قصد توفير هذه‬
‫المستلزمات أو محاولة االرتقاء ببدائل لها محلية‪ .‬إضافة إلى أن الطلب المحلي االستهالكي يلعب دو ار‬
‫هاما في مختلف المنتجات عند تحديدها من حيث الكم‪ ،‬خاصة في ظل انخفاض مرونته ودرجة أهميته‬
‫وضرورته في السوق‪ .‬أيضا فأن الحالة االقتصادية العامة (كالتضخم أو الركود و البطالة) لها دور هام‬

‫‪3‬‬
‫في تحديد مضمون السياسة التجارية المتبعة‪ ،‬فمثال قد تلجأ الدولة التي تعاني من تضخم جامح أو ارتفاع‬
‫في مستوى البطالة إلى تطبيق سياسة اإلحالل محل الواردات للمحافظة على توازن األسعار و تحقي‬
‫ارتفاع معدالت التشغيل‪ ،‬كما يمكنها كذلك االعتماد في هدا الشأن على الحواجز الجمركية وغير‬
‫الجمركية لتحقيق نفس الهدف‪.‬‬

‫‪ -‬على المستوى الدولي‪ :‬إن تغيير الطلب بالزيادة مثال من شأنه تشجيع الدولة على إتباع سياسة تؤدي‬
‫الى زيادة حجم الصادرات من جهة‪ ،‬وضغط استهالكها من جهة أخرى اي تشجيع الصادرات على حسب‬
‫الواردات‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬اتجاهات السياسة التجارية واساليبها‪.‬‬

‫المطلب‪ :1‬السياسة الحمائية ومبرراتها‬

‫‪ -1‬السياسة الحمائية‪:‬‬

‫إن الدولة الكبيرة التي تكونت من القرن السادس عشر حتى القرن الثامن عشر‬
‫كانت جميعها تتبع نظام الحماية‪ ،‬إذ كانت تحاول جهدها باتباعها سياسة الربح التجاري أن تكدس‬
‫المعادن الثمينة الناتجة عن فائض الصادرات على الواردات‪ ،‬وفي القرن التاسع عشر‪،‬‬

‫انظمت بريطانيا إلى تعاليم االقتصاديين األحرار في حين توطد نظام الحماية في الدول‬

‫الحديثة (الواليات لمتحدة األمريكية‪ ،‬ألمانيا‪ ،‬كندا( ‪ ،‬وخالل النصف األول من القرن العشرين‪ ،‬انتشر نظام‬
‫الحماية في كل مكان والسيما خالل االنهيار االقتصادي الكبير الذي جرى في الثالثينات‪ ،‬وبعد الحرب‬
‫العالمية الثانية بذلت الدول المتقدمة صناعيا جهودا مشتركة للحد من‬

‫عقبات التجارة الدولية‪ ،‬وكان ذلك بتشجيع من الواليات المتحدة األمريكية في إطار االتفاق العام حول‬
‫التعريفات الجمركية والتجارة المعروفة بـ‬
‫"‪«GATT‬ويستند أنصار المذهب الحمائي للدفاع عن سياستهم إلى الحجج التالية‪:‬‬

‫‪ -2‬مبررات مبدأ حماية التجارة الخارجية‪:‬‬


‫أ‪ -‬حماية الصناعة الوطنية‪ :‬تقترح الحماية للصناعات الناشئة على أساس أنها لن تستطيع منافسة‬
‫الصناعات األجنبية التي‬

‫‪4‬‬
‫تنتج سلعا مماثلة‪ ،‬بسبب ظروف نشأتها ونموها في المرحلة األولى‪ ،‬ويكون ذلك عن طريق حمايتها‬
‫جمركيا خاصة للصناعات التي تتوافر لقيامها عوامل النجاح‪.‬‬

‫ب ‪-‬تنويع اإلنتاج الصناعي‪ :‬ضرورة تسخير السياسة الجمركية في إقامة عدد كبير من الصناعات بحج‬
‫ة على االقتصاد الوطني متوازنا ووقايته من حالة الكساد التي قد تحدث في الصناعة الواحدة‪.‬‬
‫أو الصناعات القليلة التي تتخصص فيها الدول في حالة األخذ بسياسة حرية التجارة‬

‫ج ‪-‬تقييد التجارة من أجل مستوى التوظيف‪ :‬إن الرسوم الجمركية العالية تقلل الواردات وتشجع بذلك عل‬
‫ى توسع الصناعات الداخلية ويكون‬
‫األثر المباشر لذلك استيعاب األعداد المتعطلة من العمال‪ ،‬باإلضافة إلى تشغيل الموارد االقتصادية‬
‫األخرى‬

‫د ‪-‬للحماية دور في توفير عدالة توزيع الدخل القومي‪ :‬عندما نحمي أنشطة اقتصادية تعتمد على عن‬
‫صر العمل بنسبة مرتفعة فإنها تزيد من نصيب القوى العاملة في الناتج القومي‬

‫ه ‪-‬الرسوم الجمركية كوسيلة لمكافحة اإلغراق‪ :‬إذ كثي ار ما تلجأ بعض الدول إلى بيع منتجاتها في األ‬
‫سواق الخارجية بسعر يقل عن سعر بيعها‬
‫في األسواق الداخلية وقد يصل التمييز في األسعار إلى حد البيع في الخارج بسعر يقل عن‬

‫سعر التكاليف اإلنتاج وتعرف هذه السياسة باسم" سياسة اإلغراق وتستعمل بغرض‬

‫غزو األسواق الخارجية‬


‫وتعتبر نوعا من التمييز االحتكاري لهذا فإن الدولة تلجأ دائما إلى حماية صناعتها الوطنية من‬
‫أثر سياسة اإلغراق‬

‫و ‪-‬الحماية لعالج العجز في ميزان المدفوعات‪ :‬ويتم ذلك عن طريق فرض الرسوم الجمركية المرتفعة ع‬
‫لى الواردات من السلع الكمالية‪ .‬والتخفيف منها أو إلغائها على الواردات من السلع اإلنتاجية وبذلك تقل ا‬
‫لواردات فيقل الطلب على العملة األجنبية‪.‬‬

‫ز ‪-‬األمن الوطني‪ :‬إن التخصص في الصناعة ينطوي على خطر في حالة نشوب حرب وهذا ما يفرض‬
‫على البلدان االحتفاظ ببعض القدرات اإلنتاجية لتلك المنتجات التي تسمح لها في حالة وقوع‬

‫نزاع مع الخارج بنوع من االكتفاء الذاتي حتى تستطيع حماية استقاللها‬

‫‪5‬‬
‫ح ‪-‬االستقرار االقتصادي‪ :‬لقد أخذت الحكومات على عاتقها تلبية ما يمكن تلبيته من رغبات المواطنين‪،‬‬
‫فوجدت أنه ينبغي‬
‫لها قبل أن تسعى لتحقيق التقدم االقتصادي وتنمية دخلها القومي أن تضمن استقرار األحوال والظروف‬
‫االقتصادية ممثلة في األسعار والدخل واإلنتاج وغير ذلك من الكميات االقتصادية ليصبح بعد ذلك‬
‫الطريق سهال معبدا أمام تحقيق التقدم االقتصادي‪.‬‬

‫المطلب ‪ :2‬سياسة الحرية ومبرراتها‪:‬‬

‫‪ -1‬سياسة الحرية‪:‬‬

‫يالحظ لدى المفكرين االقتصاديين التقليديين أنهم ساهموا في انتصار مبدأ" دعه يعمل دعه‬

‫يمر" على المستوى الدولي وأكدوا من الناحية النظرية أن التبادل الحر يشكل أحسن وضع‬

‫بالنسبة للعالم‬
‫إن أنصار سياسة الحرية يعارضون التدخل الحكومي في الشؤون االقتصادية‪ ،‬ويؤكدون على‬
‫أهمية المنافسة الحرة‪ ،‬ويطالبون بعدم استخدام اإلجراءات الجمركية للتمييز في المعاملة مع الدول‬
‫المتخلفة ويرتكزون على الحجج التالية‪:‬‬

‫‪ -2‬مبررات مبدأ حرية التجارة الخارجية‪:‬‬

‫أ ‪-‬تتيح حرية التجارة فرصة التخصص وتقسيم العمل الدولي على أساس اختالف النفقات‬
‫النسبية‪ ،‬ويعود هذا بالمنفعة على المستهلك (باقتنائه ألحسن النوعيات وبأقل األسعار( وعلى‬
‫المنتج توسيع فروع إنتاجه التي تتوفر فيها أسباب التفوق‪.‬‬

‫ب ‪ -‬إن التجارة الدولية الحرة في ظل ظروف معينة‪ ،‬تصبح بديال كامال للتنقل الكامل لعناصر اإلنتاج‬

‫ت ‪ -‬تعمل على خلق جوا تنافسيا دوليا‪ ،‬مما يؤدي إلى انخفاض تكلفة اإلنتاج من جهة‬
‫وصعوبة قيام االحتكارات الدولية من جهة أخرى‪.‬‬

‫ث ‪ -‬تؤدي إلى توسيع نطاق السوق‪ ،‬واإلنتاج ووصول المشروعات اإلنتاجية إلى الحجم األمثل لها‬
‫واالنتفاع من مزايا اإلنتاج الكبير‪.‬‬

‫ج – تشجيع التقدم التقني‪.‬‬

‫ح – الحماية تؤدي إلى إفقار الغير‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫المطلب‪ :3‬األساليب الفنية لسياسة التجارية‬

‫ان اتخاذ أي دولة ألي سياسة تجارية يعني باألساس اعتماد مجموعة من األساليب الفنية واألدوات التي‬
‫من شئنها تنظيم تجارتها الخارجية‪ ،‬ويمكن إجمالها فيما يلي‪:‬‬

‫اوال‪ :‬الضرائب و الرسوم الجمركية‬

‫تعرف الرسوم الجمركية على أنها ضرائب تفرضها الدولة على السلع العابرة لحدودها‪ ،‬صادرات‬
‫كانت أم واردات ويمكن التمييز بين أنواع الرسوم الجمركية على أساس كيفية تقديرها‪ ،‬أو على أساس‬
‫الهدف من فرضها‪.‬‬

‫كما يلي‪( :‬ديب‪ ،2003/2002 ،‬صفحة ‪)130/129‬‬

‫‪ :1‬على أساس كيفية التقدير نميز على هذا األساس بين أربعة أنواع من الرسوم الجمركية‪ ،‬رسوم قيمية‪،‬‬
‫رسوم نوعية ورسوم مركبة‪ ،‬وأخي ار رسوم اسمية‬

‫‪ -‬أ الرسوم القيمية تفرض على أساس نسبة مئوية من قيمة الواردات‪ ،‬حيث تفرض بنسبة ثابتة على‬
‫جميع السلع المستوردة بدون تميز‪ ،‬وهنا يكون تأثيرها كمي‪ ،‬اي تؤثر على الحجم الكلي للواردات‪ .‬واما ان‬
‫تفرض على النوع اآلخر‪ ،‬حيث يكون تأثيرها جامعا بين التأثير الكمي على حجم الواردات‪ ،‬والتأثير‬
‫النوعي على مكونات هذه الواردات‬

‫‪ -‬ت الرسوم المركبة‪ :‬فهي تتضمن رسما قيميا معينا‪ ،‬يضاف إلى رسم نوعي بغرض التمييز بين أنواع‬
‫السلعة‪ .‬الواحدة‬

‫‪ -‬ث الرسوم اإلسمية‪ :‬تهدف إلى إبقاء أسعار السلع شبه ثابتة‪ ،‬فإذا ارتفعت أسعار السلع في األسواق‪.‬‬
‫الخارجية‪ ،‬خفض الرسم‪ ،‬أما إذا انخفضت أثمانها في الخارج رفعت الضريبة‬

‫‪-2‬على أساس الهدف من فرضها‪ :‬حيث يمكن أن نميز بين نوعين من الرسوم وهي رسوم مالية‪ ،‬ورسوم‬
‫حمائية‬

‫‪ -‬أ الرسوم المالية‪ :‬فهي تفرض بغرض توفير موارد مالية لخزينة الدولة‬

‫‪ -‬ب الرسوم الحمائية‪ :‬فهي تفرض باعتبارها أداة للحد من المنافسة الخارجية‬

‫وإذا كان من الصعب التمييز بدقة بين هذين النوعين من الرسوم‪ ،‬نظ ار لكون كل منهما يلعب دو ار مزدوجا‬

‫‪7‬‬
‫فيمكن اعتبار الرسم ماليا إذا كانت فئة إلى حماية األسواق المحلية مزدوجا‪ ،‬من تغذية الخزينة بموارد‬
‫مالية‪ ،‬باإلضافة‬

‫الصناعة الوطنية تقوم بإنتاج نفس النوع من السلع المستوردة‪ ،‬وتخضع لرسم يعادل الرسم المفروض على‬
‫تلك السلع المستوردة‬

‫ثانيا‪ :‬اإلعانات والدعم‬

‫ويقصد بها كافة األساليب المساعدة التي تقدمها الدولة للمنتج المحلي لتحسين مستوى تنافسيته‬
‫على المستوى الدولي وقد تكون هذه المساعدات أو اإلعانات إما نقدية أو عينية‪ .‬وقد نجد مثل هذه‬
‫األنواع من الدعم خاصة بالنسبة للدول النامية والتي تسعى إلى دعم منتجاتها رغم ما يمكن أن يجلبه من‬
‫أضرار لباقي الدول‬

‫لكن تحت البنود الخاصة بالمنظمة العالمية لتجارة فإن بعض الدعم في صورة تطبيق اسعار محلية‬
‫منخفضة عما هو سائد في بقية العالم خاصة بالنسبة للمحروقات‪ ،‬ال يعتبر مسموحا به باإلضافة الى‬
‫ذلك فإنه ال يسمح ألعضاء المنظمة بدعم صادراتها‪ ،‬مع وجود استثناءات خاصة بالدول الضعيفة‬
‫اقتصاديا والتي ال يتجاوز مستوى الدخل الفردي ‪1000‬دوالر‪ /‬سنويا )‪(Gibbs, 2007, p. 26‬‬

‫ويمكن أن تصنف هذه اإلعانات المحتملة إلى ‪( (:‬السالم‪), p. 109)2010 ,‬‬

‫‪-1‬اإلعانات المباشرة وهي تلك اإلعانات التي تقدم في صورة نقدية للمنتجين مثل توفير بعض مدخالت‬
‫اإلنتاج بأسعار رمزية تقل كثي ار عن أسعارها السوقية‪ ،‬أو إمدادهم ببعض األموال إلعانتهم على االستمرار‬
‫في خطوط اإلنتاج‪ .‬و هو ما تفعله األن دول اإلتحاد األوروبي وخاصتا بريطانيا مع الفالحين والقائمين‬
‫على اإلنتاج الحيوي حيث تقدم لهم مساعدات مادية مباشرة بهدف الحفاظ على استمرارهم في النشاط‬
‫ومجابهة المنافسة الدولية‬

‫‪-2‬اإلعانات غير المباشرة‬

‫وهي أبرز وأكثر األشكال التي تقدمها الدول إلى منتجيها في كافة القطاعات الصناعية والزراعية والخدمية‬
‫كأن تقدم الدولة دعما للتصدير من خالل تخفيض الضرائب الجمركية على الصادرات أو توفر البنية‬
‫األساسية للمنتجين من مياه وطرق وكهرباء بأسعار رمزية‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬نظام الحصص وتراخيص االستيراد )‪(Proulx, 2006, p. 167/168‬‬

‫‪8‬‬
‫إن من بعض العراقيل الكمية للتجارة الخارجية‪ ،‬نظام الحصص والذي بموجبه تقوم السلطة بتحديد‬
‫كمية معينة ال يسمح بتجاوزها عند االستيراد سواء بالقيمة أو بالجانب الكمي للسلعة‪ ،‬وهناك نظام‬
‫حصص يطبق على الواردات ونفس الشأن قد يكون بالنسبة للصادرات‪ ،‬وهنالك ثالثة أسباب رئيسية قد‬
‫تدفع أي دولة النتهاج هذا النظام عند االستيراد‬

‫‪ -1‬تأثير مظلم الحصص قد يكون اوضح وجلي من النظام السعري (‪ )le tarif douanier‬ألن‬
‫الحصة الواجب استيرادها قد تكون محددة سلفا ومعروفة عكس النظام السعري‬

‫‪ - 2‬قد يكون الطلب المحلي على منتوج أجنبي غير مرن وبالتالي الشيء الذي يدفع الى وجوب‬
‫فرض هذا النوع من الحصص‪ ،‬ونفس الشيء بالنسبة للمعروض من المنتوج األجنبي الذي قد يتسم‬
‫بعدم المرونة وبالتالي فإن النظام السعري قد ال يكون له تأثير واضح على المعروض مما يفرض‬
‫اللجوء إلى نظام الحصص‬

‫‪ 3-‬إن نظام الحصص سيسمح للصناعات المحلية أن تتماشى وظروف السوق وتنسجم مع المعطيات‬
‫الجديدة وبالتالي‪ .‬تعدل من طرق إنتاجها وتنسجم مع ما هو مطلوب‬

‫وهذا النوع من األساليب التنظيمية يعتبر عنصريا في التعامل مع المنتجات األجنبية‪ ،‬لذلك فإن المنظمة‬
‫العالمية لتجارة ترفضه وبشدة‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬االتفاقيات التجارية‬

‫تكتسب التجارة اإلقليمية أهمية متزايدة بالنسبة للمشهد االقتصادي العالمي‪ ،‬فقد بلغت نسبة‬
‫التجارة اإلقليمية ‪ %55‬من اجمالي التجارة العالمية ولقد ازدادت اتفاقيات التجارة اإلقليمية بمقدار ثمانية‬
‫أضعاف منذ ثمانينيات القرن الماضي واصبحت تتحكم بنسبة ‪ %40‬من التجارة العالمية الحالية‬

‫وتوفر هذه االتفاقيات العديد من المزايا ألعضائها من خالل مجاالتها المختلفة وتسهم في تنمية منطقة‬
‫االتفاقيات بأكملها‪ ،‬كما تزيد من فعالية مشاركة دول المنطقة في النظام التجاري العالمي‪ ،‬وتعتبر جزءا‬
‫أساسيا من الخطط التنموية ألغلب البلدان النامية والمتقدمة‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬السياسات التجارية في الجزائر‬

‫المطلب‪ :1‬السياسة التجارية المطبقة في الفترة قبل ‪1990‬‬

‫مرت سياسة التجارية الجزائرية أثناء انتهاج نمط االقتصاد المخطط بمرحلتين ‪:‬تميزت المرحلة األولى‬
‫باالكتفاء بمراقبة التجارة الخارجية‪ ،‬وفي المرحلة الثانية تطورت السياسة التجارية إلى أسلوب االحتكار‪،‬‬
‫وفي كلتا المرحلتين استعملت أدوات السياسة التجارية الحمائية‪.‬‬

‫أ‪ -‬السياسة التجارية المطبقة في فترة الرقابة على التجارة الخارجية‪ :‬اعتمدت الجزائر في الفترة الرقابة‬
‫على التجارة الخارجية الممتدة من ‪ 1970 1963‬في سياستها التجارية على مجموعة من األدوات‬
‫الحمائية تمثلت في‪ ( :‬الجريدة الرسمية‪)1978 ،‬‬
‫‪ -‬في سنة ‪ 1963‬صدر أول أمر يتعلق بتأسيس أول تعريفة جمركية‪ ،‬حيث ميزت بين رسوم جمركية‬
‫حسب تصنيف المنتجات حيث تم تحديد تعريفة ‪ % 10‬لسلع التجهيز والمواد الولية‪ ،‬وتعريفة في‬
‫حدود ‪ 5‬إلى ‪% 20‬للمنتجات نصف المصنعة‪ ،‬وتعريفة من ‪ 15‬إلى ‪% 20‬للمنتجات تامة الصنع‪،‬‬
‫ورسوم جمركية حسب مصدرها الجغرافي حيث فرضت تعريفة منخفضة خاصة بفرنسا حتى تستفيد‬
‫من القرض الفرنسي الممنوح آنذاك‪ ،‬تعريفة جمركية مشتركة خاصة بالدول التي ترتبط معها الجزائر‬
‫باتفاقيات تجارية‪ ،‬وتعريفة جمركية عادية لبقية دول العالم‬
‫‪ -‬أما التعريفة الجمركية لسنة ‪ 1968‬تميزت بتعريفة جمركية تفضليه حسب المناطق الجغرافية خضعت‬
‫لها المنتجات التي يكون منشؤها اإلتحاد األوروبي بما في ذلك فرنسا‪ ،‬وتعريفة جمركية حسب أصناف‬
‫السلع المستوردة‪ ،‬إعفاء شبه تام على وسائل التجهيز‬

‫المواد الخام معفاة‪ ،‬المواد شبه الخام نسب منخفضة بالنسبة للمواد األساسية‪ ،‬ونسب مرتفعة بالنسبة للمواد‬
‫التي يمكن الحصول عليها من طرف الشركات الوطنية‪ ،‬كما فرض معدل منخفض على السلع الضرورية‪،‬‬
‫‪.% 150-‬‬ ‫والسلع ضرورية من الدرجة الثانية‪ ،‬في حين تخضع السلع الكمالية لمعدل الحظر ‪100‬‬

‫‪ -‬تم تحديد نظام الحصص في إطار المرسوم رقم ‪ 188/63‬بتاريخ ماي ‪ 1963‬المتضمن لتقيد‬
‫الواردات‪ ،‬يتم تقدير حجم الواردات السنوية من خالل تحديد الحصص الكلية من كل مجموعة من‬
‫السلع المرغوب في استيرادها من كل مجموعة من الدول التي تحظى بامتياز التعامل التجاري مع‬
‫الجزائر وكان الهدف من إجراء الرقابة على التجارة الخارجية هو* ‪:‬إعادة توجيه الواردات؛ *كبح‬
‫الواردات الكمالية والحفاظ على العملة الصعبة‪* ،‬حماية اإلنتاج الوطني‪ ،‬وتحسين الميزان التجاري في‬
‫ظل احتياطات صرف قليل‬

‫‪10‬‬
‫ب‪ -‬السياسة التجارية المطبقة في فترة احتكار الدولة للتجارة الخارجية‪ :‬في الفترة الممتدة من ‪1970‬‬
‫إلى غاية ‪ 1989‬لجأت الجزائر إلى احتكار الدولة للتجارة الخارجية‪ ،‬والغاية من ذلك هو التحكم في‬
‫التدفقات التجارية وإدماجها في إطار التخطيط المركزي‪ ،‬والذي فصح عنه المخطط الرباعي األول‬
‫‪. 1973-1971‬‬

‫ابتداء من ‪ 1971‬تم إقرار مجموعة من السياسات تنص على احتكار المؤسسات العمومية على التجارة‬
‫الخارجية كل واحدة حسب المنتج الذي تتخصص فيه‪ ،‬حيث كانت ‪% 80‬من الواردات تحت احتكار‬
‫المؤسسات العمومية‪.‬‬

‫وفي بداية سنة ‪ 1978‬تم إقصاء كل الخواص في مجال التصدير‪ ،‬وتم حظر االستيراد من قبل الخواص‬
‫تحت أي ظرف‪ ،‬وحل كل مؤسسات االستيراد والتصدير الخاصة بقوة القانون‪ ،‬وتم حضر الوساطة في‬
‫عمليات التجارة الخارجية‪ ،‬خضعت معدالت التعريفة الجمركية إلى تعديلين تعديل سنة ‪ ،1973‬وتعديل‬
‫آخر سنة ‪: 1986‬‬

‫‪ -‬تعديالت التعريفة الجمركية لسنة ‪:1973‬‬

‫‪ -‬تم إلغاء تصنيف البضائع حسب المناطق الجغرافية‪ ،‬لتصبح التعريفة الجمركية لسنة ‪ 1973‬تتمثل‬
‫في تعريفة القانون العام والتي تطبق على منتجات الدول المانحة للجزائر شرط الدولة األولى بالرعايا‪،‬‬
‫وتعريفة خاصة تطبق على الدول التي لها مع الجزائر أفضليات تجارية متبادلة سيما دول المغرب العربي‬
‫(قانون المالية ‪. )1972 ،‬‬

‫‪ -‬كما تم تغيير معدالت الرسوم الجمركية‪ ،‬حيث فرضت على السلع الكمالية معدالت مرتفعة قدرت بين‬
‫بـ ‪ ، 100%،70% ،40%‬والسلع الوسيطة معدالت منخفض ‪%، 10‬معدل العادي‪%، 25‬ومرتفع‬
‫‪،% 40‬أما سلع التجهيز والمنتجات الصيدلية ‪7‬فتتمتع باإلعفاء للبعض منها‪ ،‬وبرسوم جمركية جد‬
‫منخفضة بمعدل ‪% 3‬‬
‫‪ -‬ولضمان تغطية عجز السوق المحلي من المواد األولية تم إعفاء هذه األخيرة من الرسم الوحيد‬
‫اإلجمالي على اإلنتاج المطبق عند االستيراد سنة ‪1975‬؛‬
‫تعديالت التعريفة الجمركية لسنة ‪:1986‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪11‬‬
‫‪ -‬تضمنت التعريفة الجمركية لسنة ‪ 1986‬أكبر عدد من المعدالت ‪ 19‬معدال‪ ،‬وأعلى النسب المفروضة‬
‫عند االستيراد ‪ ، 9% 120%،100%‬وهذا منذ إنشاء أول تعريفة جمركية ‪ ،1963‬فمعدالت التعريفة‬
‫الجمركية الجزائرية عرفت تطو ار تصاعديا ‪.‬‬
‫إن الهدف من التعريفة الجمركية لسنة ‪ 1986‬الحصول على موارد مالية غير النفطية لتغطية عجز‬ ‫‪-‬‬
‫الميزانية بعد انخفاض المعتبر للجباية البترولية‪ ،‬حيث ‪% 28‬من الواردات اإلجمالية لسنة ‪1986‬‬
‫معفاة من الحقوق الجمركية‪ ،‬و‪% 31‬منها خضعت لمعدل ‪ %،3‬و‪% 40‬من الواردات خضعت‬
‫لمعدالت ما بين ‪.%45%-5‬‬

‫ففي فترة مراقبة واحتكار الدولة للتجارة الخارجية ‪ ،1989-1962‬وتأميم التجارة الخارجية بداية من سنة‬
‫‪ ،1978‬عملت الحكومة الجزائرية إلى فرض نظام الحصص وإنشاء تجمعات مهيمنة للشراء‪(GPA‬‬

‫المطلب ‪ :2‬السياسة التجارية المطبقة منذ ‪1990‬‬

‫بعد صدمة البترول لسنة ‪ 1986‬وزيادة عبء المديونية الخارجية‪ ،‬وكذا ضغط المنظمات الدولية‪ ،‬عمدت‬
‫الجزائر إلى إصالح قطاع التجارة الخارجية‪ ،‬وأهم ما ميز هذا اإلصالح أنه كان مرحلي‪ ،‬فالمرحلة األولى‬
‫كانت عبارة تحرير تدريجي‪ ،‬والمرحلة الثانية تحرير خالي من القيود‪ ،‬وتزامن ذلك مع التوقيع على برنامج‬
‫التعديل الهيكلي‪.‬‬

‫‪.‬أ‪ -‬السياسة التجارية المطبقة في فترة التحرير التدريجي للتجارة الخارجية‪ :‬تعتبر الفترة ‪-1990‬‬
‫‪ 1994‬مرحلة تحرير تدريجي‪ ،‬ففي‪ 1990‬تم استبدال البرنامج العام للتجارة الخارجية والحصص الرسمية‬
‫للميزانيات بالعملة الصعبة‪ ،‬وتعويضها بمخطط التمويل الخارجي تحت إشراف البنوك‪ ،‬والتي تتعامل مع‬
‫المصدرين والمستوردين من القطاعين العام والخاص وفقا لقواعد السوق من خالل السماح للخواص‬
‫باالستيراد دون تأشيرة احتكار ليتم إلغاء احتكار الدولة للتجارة الخارجية في ‪، 1991‬وأعتبر قانون المالية‬
‫التكميلي لسنة ‪ 1990‬النواة الحقيقية لهذا التغيير إذ أشار في مادتيه ‪ 40‬و‪ 41‬إلى التحرير الجزئي‬
‫لعمليات التجارة الخارجية‪.‬‬

‫كما قامت الجزائر بإجراء تعديالت في أدوات السياسة التجارية بشكل تدريجي‪ ،‬على النحو التالي ‪:‬‬

‫إجراء تغيرات على مستوى معدالت الرسوم الجمركية‪ ،‬وهذا ما نص عليه في اتفاق التثبيت‪ ،‬فقد جاء‬ ‫‪-‬‬
‫قانون المالية لسنة ‪ 1992‬بتخفيض جوهري للرسوم الجمركية‪ ،‬فبعدما كانت في قانون ‪ 1986‬قد‬
‫وصلت إلى ‪ % 120‬وهو ما أدى إلى التهرب الجمركي والعزوف عن نشاطات التجارة الخارجية‪،‬‬
‫حيث تم تخفيضها إلى ‪%60‬‬

‫‪12‬‬
‫‪ -‬فرض معدالت ضعيفة من ‪% 0‬إلى ‪ % 7‬على الواردات من المواد األولية‪ ،‬ومعدالت متوسطة‬
‫تتراوح بين ‪% 15‬و‪% 25‬على ‪12‬المنتجات النصف مصنعة‪ ،‬وأخي ار تعريفة جمركية تتراوح بين ‪40‬‬
‫‪%‬و‪ % 60‬على المنتجات تامة الصنع؛‬
‫ركزت هذه الفترة تغير السياسة الجمركية بما يالءم سياسة التحرير‪ ،‬وذلك إبتداءا من سنة ‪. 1992‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬كما تم إحداث تعديالت على نظام سعر الصرف‪ ،‬حيث عرفت العملة الوطنية تخفيضا صريحا أمام‬
‫الدوالر األمريكي قدر بـ ‪% 22‬سنة ‪ ،1991‬ثم ‪ %14.40‬سنة ‪ ،1994‬ثم أنتقل سعر الصرف‬
‫الدوالر األمريكي من ‪ 963.4‬إلى ‪ 776.17‬دينار جزائري‪ ،‬إن الهدف الرئيسي لعملية تخفيض‬
‫الدينار هو استعادة التوازن الخارجي‪ ،‬ومن ثم تحقيق تنافسية أكثر لالقتصاد الوطني‬
‫‪ -‬كان الهدف من هذه التعديالت خالل هذه المرحلة هو‪:‬‬
‫‪ -‬إعادة االعتبار للمؤسسات الخاصة؛‬
‫‪ -‬تشجيع االستثمار األجنبي‬
‫‪ -‬العمل على توطيد العالقات التجارية مع دول المغرب العربي؛‬
‫‪ -‬تراجع الدولة عن التدخل في النشاط االقتصادي‪ ،‬على أن تعمل المؤسسات العمومية والخاصة على‬
‫ترقية النمو االقتصادي؛ بالتركيز خاصة تنويع الصادرات خارج المحروقات؛‬
‫‪ -‬االستمرار في تحرير التجارة الخارجية مع العمل على تحقيق قابلية تحويل الدينار‪.‬‬

‫ب‪ -‬السياسة التجارية المطبقة في فترة تحرير للتجارة الخارجية‪:‬‬

‫في ظل اإلصالحات االقتصادية المعمقة ‪ ،1998-1994‬وفي إطار االنفتاح التجاري واالندماج الجهوي‬
‫حدث تحرير كلي للتجارة الخارجية‪ ،‬وذلك باالعتماد على السياسات التجارية التالية‪:‬‬

‫عرفت المنظومة الجمركية تعديال من خالل تخفيف أسلوب الحماية الجمركية في الفترة الممتدة‬
‫‪1994‬إلى ‪ ،2006‬وجع لهذه المنظومة تعمل وفقا للمعايير الجمركية الدولية‪ ،‬وذلك حسب قوانين المالية‬
‫التالية‪:‬‬

‫‪-‬تم تخفيض الحد األقصى للرسوم الجمركية من ‪% 60‬إلى ‪% 50‬سنة ‪، 1996‬وفي أول جانفي ‪1997‬‬
‫تم تخفيضه إلى ‪%، 45‬وقد تم حصر قائمة المواد الممنوعة من االستيراد في ثالثة مواد فقط‪ ،‬و التي تم‬
‫إلغاؤها في منتصف ‪، 1995‬وفي ظل قانون المالية لسنة ‪1996‬تم تعويض نسب الرسوم الجمركية بنسب‬
‫‪. 1997‬‬ ‫أقل من سنة ‪، 1995‬وأصبحت ستة معدالت حسب قانون المالية لسنة‬

‫‪13‬‬
‫أما بالنسبة للضريبة الجمركية لسنة ‪ 1999‬فقد جاء قانون المالية لسنة ‪ 1998‬باالستغناء عن معدل ‪3‬‬
‫‪.%‬‬

‫المالحظ لقانون المالية لسنة‪ 2000‬نجده أستخدم نفس المعدالت لسنة ‪، 1997‬حيث الضريبة الجمركية‬
‫‪% 15‬فرضت على تدعيم االستثمارات في منتجات التجهيزات الصناعية والتي تستورد بغرض تركيبها‬
‫داخل الوطن‪ ،‬و‪ % 5‬على المنتوج الصناعي غير تامة الصنع‪ ،‬وفي ظل قانون المالية التكميلي لسنة‬
‫‪، 2001‬تم تخفيض التعريفة الجمركية من ‪% 45‬إلى ‪%، 40‬كما تضمن هذا القانون تطبيق الحماية‬
‫على مجموعة من المنتجات حيث تم تخفيض معدالت الضريبة بشكل تدريجي إلى أن وصل ‪ 12%‬مع‬
‫حلول سنة ‪ ، 2006‬كما تأسس بموجب قانون المالية لسنة‪ 1996‬صندوق دعم الصادرات‪ ،‬حيث‬
‫خصصت موارده لتقديم الدعم المالي للمصدرين في نشاطات ترقية وتسويق منتجاتهم في األسواق‬
‫الخارجية‪.‬‬

‫في ظل تنفيذ برنامج التصحيح الهيكلي أنتقل سعر صرف الدينار من ‪ 3.23‬دوالر سنة ‪ 1993‬إلى ‪60‬‬
‫دوالر سنة ‪.1997 ،1998‬سنة‪ 1996، 5.4 %‬سنة‪ 1995، 15 %‬سنة‪ 1994، 36 %‬سنة‬
‫‪ %50.6‬بمقدار تخفيضه تم فقد كما تم إلغاء كل القيود المتعلقة باالستيراد في أفريل ‪ 1994‬وذلك على‬
‫مراحل‪ ،‬ويتعلق األمر بتمويل المواد االستهالكية المستوردة بالعملة الصعبة‪ ،‬وكذلك القيود المتعلقة‬
‫باستيراد المعدات الصناعية‪ ،‬وكذلك إزالة الحدود المفروضة على آجال سداد إئتمانات المستوردين ومنه‬
‫السماح الستيراد كل السلع عدا المحظورة منها ‪.‬ومنذ بداية العمل ببرنامج اإلصالح االقتصادي في‬
‫الجزائر تم إلغاء نظام التراخيص والحظر‪ ،‬حيث تم إلغاء السلع المحظورة ‪18‬استيرادها تدريجيا؛ أما في‬
‫جانب الصادرات فإن قائمة المواد الممنوعة من التصدير والتي كانت تضم ‪ 20‬مادة تم إلغاؤها‪ ،‬فبحلول‬
‫جوان ‪ 1996‬أصبح نظام التجارة الخارجية للجزائر خاليا من القيود الكمية‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫الخاتمة‪:‬‬

‫يعبر مفهوم السياسة التجارية عن مجموعة اإلجراءات واللوائح والتشريعات التي تطبقها الدولة في‬
‫نطاق تعاملها الخارجي من اجل تحقيق أهدافها االقتصادية في التنمية‪ .‬فكل الدول ـ مهما كان توجهها‬
‫االقتصادي ودرجة تنميتهاـ تتدخل في إدارة وتوجيه تجارتها الخارجية‪ .‬وهذا بحجج متعددة‪ ،‬اقتصادية منها‬
‫حماية الصناعة الناشئة‪ ،‬جذب رؤوس األموال األجنبية‪ ،‬معالجة البطالة وحجة السياسة التجارية‬
‫اإلستراتيجية‪ ،‬وغير‬

‫اقتصادية كحجة الدفاع واألمن‪ ،‬المحافظة على الطابع الوطني‪ ،‬والحجج األخالقية والدينية‪.‬‬
‫وتستعمل لذلك األساليب السعرية كالرسوم الجمركية‪ ،‬والكمية كالحصص‪ ،‬واإلدارية كتراخيص االستيراد‬
‫والمعايير التقنية‪ ،‬الصحية والبيئية‪ .‬غير أن درجة هذا التدخل تختلف من دولة ألخرى تبعا لدرجة تنمية‬
‫هذا البلد وموقعه في التقسيم الدولي للعمل‪.‬‬

‫ويمكن قياس درجة ومدى هذا التدخل من خالل السياسات واألساليب المتبعة في إدارة قطاع التجارة‬
‫الخارجية‪ ،‬فتكون السياسة التجارية أكثر انفتاحا وشفافية كلما اعتمدت على الرسوم الجمركية‪ .‬بينما‬
‫تتصف بالحمائية كلما اعتمدت األساليب الكمية كالحصص والتراخيص في تنظيم هذا القطاع الحساس‪.‬‬

‫يختلف أثر السياسة التجارية على االقتصاديات الوطنية باختالف الوسائل األساليب المطبقة في تنظيم‬
‫وإدارة قطاع التجارة الخارجية‪ .‬فكل أسلوب من أساليب التدخل كالرسوم الجمركية‪ ،‬الحصص‪ ،‬اإلعانات‪،‬‬
‫تراخيص االستيراد له أثره على االستهالك واالقتصاد الوطني‪ .‬ومن تم االقتصاد الدولي بصفة عامة‪.‬‬

‫ب‬
‫قائمة المراجع‪:‬‬
‫الجريدة الرسمية‪ 14( .‬فيفري‪ .)1978 ,‬العدد ‪ ،7‬صفحة ‪.155‬‬

‫‪le commerce .)2006( .Emmanuel Nyahoho et Pierre Paul Proulx‬‬


‫‪.internationale-theorir,politique et perspective industrielles , 3eme édition‬‬
‫‪.Québec: press de l'université‬‬

‫‪New York: department of . trade policy United Nations .)2007( .Murray Gibbs‬‬
‫‪.economic and social affairs‬‬

‫السيد محمد أحمد السرييتي‪ .)2009( .‬اقتصاديات التجارة الخارجية ‪ .‬مصر‪ :‬مؤسسة رؤية للطباعة و‬
‫النشر و التوزيع‪.‬‬

‫‪ .‬تقرير المديرية العامة للجمارك(‪ . )1989‬الجزائر‪ :‬المديرية العامة للجمارك ‪.‬‬

‫رضا عبد السالم‪ .)2010( .‬العالقات االقتصادية الدولية‪ .‬مصر‪ :‬المكتبة العصرية للنشر و التوزيع‪.‬‬

‫عبد الرشيد بن ديب‪ .)2003/2002( .‬تنظيم و تطور التجارة الخارجية دراسة حالة الجزائر‪ .‬الجزائر‪:‬‬
‫جامعة الجزائر‪.‬‬

‫فيروز سلطاني‪ .)2013/2012( .‬دور السياسات التجارية في تفعيل الصفقات االقليمية التجارية و‬
‫الدولية‪ .‬بسكرة‪ :‬جامعة أحمد خيضر‪.‬‬

‫قانون المالية ‪ 14( .‬ديسمبر‪ .)1972 ,‬قانون المالية ل ‪ ،1973‬صفحة ‪.205‬‬

‫محمد دياب‪ .)2010( .‬التجارة الدولية في عصر العولمة ‪ .‬لبنان بيروت‪ :‬دار المنهل‪.‬‬

‫ج‬

You might also like