Professional Documents
Culture Documents
نقابة المحامين
49أ شارع رمسيس -القاهرة
قبل أقل من ثالثة أشهر شرفت بثقتكم الغالية نقيبا للمحامين لفترة تكميلية بعد مرور عامين ونصف العام على فترة تولي
المرحوم النقيب رجائي عطية الذي سخره هللا لمحاربة الفساد والفاسدين والمفسدين الذين جثموا علي صدر نقابة
المحامين طوال عقدين من الزمن اجتاحت فيهما النقابة صنوف من الفساد واالمتهان والتراجع نالت من رسالة المحاماة
وكرامة المحامين ،وقد امضي النقيب الفقيد ما قدر له من فترته مناضالً شجاعا ً وسيفا ً بتارا ً في مواجهة الفساد ال يمل
وال يتراجع واهبا ً نفسه لذاك الهدف حتى لقي ربه مدافعا ً عن المحاماة والمحامين.
وقد توليت األمر من بعده والتزال معاول الفساد التي طالما أرهقت النقيب الراحل ضاربة في جذور النقابة ،تنخر
كالسوس في عظامها وتنهش في مواردها وتنتهز كل فرصة للنيل منها واالنقضاض عليها ويتربص المتربصون وال
يزالون غير مبالين بهذا الكيان وال بتاريخه الطويل وال باألجيال الجديدة التي ال ذنب لها وقد تاهت تحت الشعارات الزائفة
وتضليل الرأي العام للمحامين باألكاذيب واألراجيف ،وتجنيد العديد من المرتزقة الذين يتقوتون بنشر الضالالت
واإلنجازات الوهمية حتى ضاعت معالم النقابة وضعف قدرها ومقدارها بين الناس
وال يخفى عليكم إزاء ذلك ،حجم هذه التحديات وثقل التركة في ظل استمرار أالعيب الشياطين وحائكي المؤامرات ومصانع
االفك التي تنتج األكاذيب كل يوم وتستخدم أذنابها وأصابع خبيثة ،كانت التزال بيننا وتتردد علينا وتطلع على كل أسرارنا
لتعبث من الداخل قبل الخارج ودون كلل أو ملل بمقدرات المحامين حتى وقفنا لهم بالمرصاد نطهر النقابة منهم ،غير
مبالين بسفالتهم وال مكائدهم وال شائعات الزيف التي يطلقونها بصحائفهم االليكترونية الحاقدة ،وسنستمر في مالحقتهم
حتى نقطع دابر هؤالء أجمعين.
وقد آليت على نفسي نهجا ً في ذلك الطريق – دون اعالن -نفتح فيه كل الملفات ونواجه فيه كل التحديات فليس لدينا
ما نخشاه اال هللا ،وعليه توكلنا فال تأجيل للمواجهات وال تهاون والتراخى في القرارات التي تتخذ لصالح المحاماة
والمحامين وال تفريط في سد الثغرات أمام جحافل الفساد والمفسدين وأذناب الشياطين والمفسدين ومنعهم من الوصول
الي اموال المحامين ومستقبلهم وجداولهم.
1
وقد وهبنا أوقاتنا وأعمارنا لهذا الهدف فال وقت لدينا نضيعه في غير ذلك والهم لدينا نقدمه على هموم المحامين وآالمهم
والسعي لتخفيف آالمهم وتنظيم وتسهيل الخدمات للجميع على نحو من المساواة والشفافية ودون وساطة او محاباة.
وإذ استجبنا لما طالب به العديد من المحامين بضرورة تجديد العمل ببرتوكول القيمة المضافة بعد ان انتهى العمل به في
اكتوبر الماضي لحين الفصل في الدعوى المقامة أمام المحكمة الدستورية فسعينا مع كل من السيد الدكتور وزير المالية
واالستاذ المستشار وزير العدل للنظر في هذا البرتوكول وبحث مدى ما يمكن لمحاولة تعديل بنوده ،وقد تم انظارنا بعد
ان يتم تجديده أمالً في تحديد قيمة مقطوعة لكافة أنواع الدعاوى في شأن الضريبة على القيمة المضافة بما ال يفتح الباب
مجددا إلعادة الحساب في اي دعوى يباشرها المحامي أيا كانت في شأن هذه الضريبة.
وعلى الرغم من أن ما تضمنته نصوص القانون والئحته التنفيذية والقرارات الصادرة نفاذا ً له في شأن منظومة الفاتورة
االلكترونية والتسجيل االجباري بها كانت جميعها قد صدرت ونشرت و أعلنت في تواريخ سابقة على قيامي بتولي
المسئولية ،فلم نهتم ببيان ذلك أو الحديث في شأنه ؛ ادراكا ً لعدم جدوى ذلك ،ونهوضا ً بمسئولياتنا ومن منطلق واجبي
و بمجرد االعالن في منشور لمصلحة الضرائب عن خضوع المهنيين لمنظومة الفاتورة االلكترونية ومنهم المحامين
صراحة ،فقد تواصلت على الفور مع جميع المسئولين بوزارة المالية ومصلحة الضرائب ،وطلبت لقاءات مباشرة حتى
كان االجتماع ومعي وكيل المجلس واألمين العام مع وزير المالية ،و رئيس مصلحة الضرائب ومساعدو الوزير وقد
وجدت تفهما ً كامال من السيد الوزير ألسباب اعتراض المحامين على التسجيل في هذه المنظومة وعدم خضوع اعمالهم
لها بحال وقد وصلت رسالتنا واضحة للوزير ومسئولي المصلحة.
وكان قرارنا واضحا وموقفنا ال لبس فيه برفض تسجيل المحامين في هذه المنظومة وعلى الرغم من تشكيل لجنة لبحث
األمر مكونة من ممثلين عن النقابة ووزارة المالية ومصلحة الضرائب ،وعلى الرغم من اإلعالن عن تأجيل موعد
التسجيل لحين انتهاء اللجنة من أعمالها ،اال اننا كنا واضحين تما ًما في موقفنا الرافض لخضوع المحامين لهذه المنظومة
بشقيها سواء فواتير اليكترونية او ايصاالت اليكترونية
ولعل سائل يسألنا ولماذا قبلنا المشاركة في اللجنة وما جدواها وماهي المناقشات التي ستدور فيها ان كان هذا هو الراي
الذي تتبناه النقابة
وهنا أصبح واجبا ً علينا أن نعرض عليكم ما لم نكن نرغب في عرضه حاليا ً ،وهو أن قبولنا المشاركة في اللجنة لم يكن
لبحث أسباب اعتراض المحامين على التسجيل في المنظومة ألننا نستهدف استكمال ماكنا قد بدأناه أثناء التوقيع على
تجديد برتوكول القيمة المضافة من الحصول علي منظومة ضريبية نهائية وواضحة بيننا وبين الضرائب من خالل ضريبة
مقطوعة ومحددة سلفا ً تسدد من المنبع مباشرة ودون حاجة الي فواتير او اقرار او خالفه سواء كان ضريبة مضافة او
2
كانت ضريبة دخل مهن حرة عند القيام بالعمل مباشرة دون ان يكون اي منها ما هو تحت الحساب وهو ما يحتاج الى
مناقشات بالفعل مع اللجنة حتي نصل الي قواعد كاملة وواضحة خاصة مع سداد معظم بنود الضريبة المضافة بمبالغ
مقطوعة فيسري ذلك علي مالم يخضع للتقنين والجزم في شأن ما يتقرر من ضريبة مقطوعة في كل بند منه
وحتي يتم الوصول مع اللجنة الى هذه النتائج فإننا غير ملزمين بالمواعيد التي اعلن عنها للتسجيل في المنظومة والتي
تنتهي في ١٥ديسمبر وهو ما كنا نستهدفه ابتداءا ً من االعالن عن وقف سريان قرارات التسجيل على المحامين فى
المهلة الممنوحة للجنة حتى تنتهى من عملها.
ونحن اذ نقوم بهذا العمل فإننا نسير بخطى واضحة نحو الوصول الى الهدف المنشود ليس رفضا ً للتسجيل في منظومة
الفاتورة االلكترونية فحسب بل الوصول الى حلول نهائية وقاطعة لكافة المشكالت الضريبية سواء المتعلقة منها بالضريبة
العامة على الدخل أو القيمةن المضافة .
وقد آلينا على أنفسنا أال نعلن عن أي من الخطوات التي نسير اليها نحو هذا الهدف حتى تتحقق فيه النتائج الملموسة
ونصل الى ما نبتغيه دون ضجيج وهو ما كان يدعونا الى التريث قليالً ،ودعوة السادة المحامين إلى ضبط النفس ريثما
يصدر القرار المطلوب من الضرائب والمالية دون أية ضغوط وبالتفاهم المثمر بين الجانين وفقا ً لقواعد الحوار المتكافئ
على النحو الذى سيتضح لكم فيما بعد ودون الظهور على المحامين بأمور غير واضحة وال يمكن الجزم بها اكتفاءا ً بما
أعلن أن هناك لجنة مشتركة قد تشكلت وان هناك مهلة تتوقف خاللها إجراءات التسجيل حتى تنتهى اللجنة من عملها.
زميالتي و زمالئي
تضامني مع المحامين في هذا الملف لم يكن يحتاج مني الدعاء ،وليس ذلك تفضال منى بل هو واجب مقدس اقوم به
واتحمله بكل شجاعة وال أتخلى عنه ما حييت ،ووقفات المحامين المشرفة ال تزعجني بل تزيدني ثباتا علي موقفي
وتمنحنى القوة كما منحتني ثقتكم علي حمل امانة تمثيل المحامين كل القوة والعزيمة على خدمة المحامين
غير أنى أحب أن أنوه في شأن الوقفة التي جرت يوم الخميس الماضي الى بعض المالحظات التي ينبغي أن ننتبه اليها
في هذا الشأن :
.١أنه مما ال شك فيه ان المحامين قد قدموا في وقفتهم نموذج يحتذى للتعبير السلمي الذي لم يخرج على حدود القانون
واآلداب العامة ،تأكيدا ً لألصل العام الذى يليق بمكانة المحامين واحترامهم لذواتهم ومكانتهم كرجال قانون.
.2أن المحامين متنبهون وال ينطلي عليهم وجود بعض العناصر من غير المحامين التى سعت للظهور استغالالً للموقف
لتصفية حسابات شخصية ممن حضروا سعيا ً لتحقيق مكاسب أخرى علي حساب أزمة المحامين ومعاناتهم بادعاء بطولة
زائفه .
3
.3أن المحامين واعون ومدركون لمحاولة بعض الفصائل التي تسعي لتسيس مثل هذه الوقفات لتحقيق أجندات سياسية
علي حساب المحامين وهو ما نثق أن المحامين ال يقبلونه بحال ،وأنه كلما اقترب هؤالء من أهدافهم للنيل من الحكومة
والدولة كلما تباعدت بيننا وبين مفاوضي الحكومة أي حلول تفاوضية إلنهاء األزمة.
وفي الختام أضع بين أيديكم المحاور الرئيسية التي تسير عليها النقابة في شأن ادارة هذه األزمة
وحقائقها حتى اآلن :
أوالً :أن موقف النقابة المعلن والواضح هو الرفض التام والمطلق إلخضاع المحامين للتسجيل االجباري في منظومة
الفاتورة االلكترونية ،لما لمهنة المحاماة وكفالة حق الدفاع من ارتباط وثيق بمنظومة العدالة وحق التقاضي المصون
دستوريا ً ،ويتعارض مع فكرة الفاتورة االلكترونية من حيث المبدأ .
ثانيا ً :أن ما توصنا اليه حتى اآلن في هذه المرحلة بكل وضوح هو أن المحامي غير ملزم أو مخاطب بالتسجيل في
منظومة الفاتورة االلكترونية في موعد الخامس عشر من ديسمبر السابق االعالن عنه .
ثالثا ً :أن اللجنة المشتركة الجاري تشكيلها لبحث األمر لن تقف عند حدود موضوع الفاتورة االلكترونية وانما منوط
بها مناقشة كافة المشكالت الضريبية للمحامين سواء ما يتعلق منها بالضريبة العامة على الدخل أو القيمة المضافة
وغيرها من المشكالت للوصول الى حلول جذرية لها .
رابعًا :أن نقيب ومجلس نقابة المحامين ومن منطلق مسئوليتهم عن جموع المحامين في مصر يسعون الى ادارة حوار
بناء مع السلطات الضريبية المختصة بالدولة للوصول الى حلول جذرية لألزمة ،إيمانًا من النقابة بأن السبب الرئيس
في تفاقم األزمات الضريبية بين المحامين والسلطات المالية والضريبية والتي شكلت ًإرثا ثقيال للنقيب والمجلس الحالي
،هو غياب النقابة عن القيام بدورها في مواجهة التشريعات الضريبية والالئحية الماسة بحقوق المحامين واالنتباه من
أجل التصدي لها في مراحلها التشريعية األولية ،وإنما يتم تركها لتصدر وتستقر حتى تحين مواعيد تطبيقها فيكون
الصخب والضجيج دون حوار حقيقي يفضي الى حلول ملموسة ،وبما يتعين معه العدول عن هذا المسلك وضرورة
الحوار الحقيقي مع السلطات الضريبية من خالل لجان عمل مشتركة ـ كما تسعى النقابة اآلن ـ لتكون هي الخطوة األولى
والصحيحة والضرورية للوصول الى حلول واقعية وجذرية لكافة المشكالت و يتم اقرارها بعد عرضها على الجمعية
العمومية للمحامين .
خامسا ً :أننا ندرك ونعي اننا نتفاوض باسم الجمعية العمومية للمحامين باعتبارها صاحبة السلطة األعلى التي يتعين
الرجوع اليها في حال عدم الوصول الي حلول ترضينا ،وهو ما يجعلنا على تواصل دائم و مباشر بأعضاء الجمعية
العمومية في كافة النقابات الفرعية ،وهو ما دعانا الى عقد اجتماع مع السادة النقباء لشرح تفاصيل الموقف كامالً
4
وكانت هناك حالة من االستجابة والتفهم لخطوط التفاوض التي تجرى واالهداف التي تحققت وتلك التي يجرى العمل
عليها.
سادسا ً :نحن ندرك اننا أمام حالة من اختالف وجهتي نظر بين وزارة تسعي لتنمية موارد وحصيلة الضرائب وال تتهاون
في سبيل تحقيق ذلك أمام نقابة ترعى مصالح أعضائها وتدرك حجم مسئولياتها اننا لن تتحمل ولن تقبل بحال ان تكبد
المحامين اعباء مالية فوق ما يتحملونه وأننا لن نتهاون او نفرط في هذا االمر بحال ،ولكننا ندرك والحكومة كذلك أننا
في ذات الوقت نقف على قدم المساواة والندية والتكافؤ وعلي ارضية وطنية واحدة مشتركة ال يعلو فيها طرف علي اخر
سابعا ً :ان اختالف وجهات النظر بين النقابة و وزارة المالية ال يعني أننا في خصومة مع الدولة وال مع النظام وال مع
الحكومة ،وانما نحن أمام حالة تطبيق خاطئ من وجهة نظرنا لرقمنه مصلحة الضرائب فيما تضمنه من ضم المحامين
جبرا ً الي هذه المنظومة دون ادراك لطبيعة أعمالهم التي تتنافى مع هذه المنظومة .
ثامنا ً :نحن ابدينا مالحظات على المنظومة بأكملها ونختلف جذريا مع تطبيق منظومة الفاتورة االليكترونية وااليصال
اإللكتروني على المهنيين بصفة عامة وعلى المحامين بصفة خاصة وقد كشفنا لكم عن ذلك وعن توجهاتنا نحو اللجنة
المشتركة المشكلة بيننا ،ولكننا والحكومة نتفق اننا لسنا في معركة وانما نسعى معا ً ألن تخضع القرارات الوزارية
ومصلحة الضرائب لقواعد العدالة وتحقيق سيادة القانون والمساواة وتفعيل نصوص الدستور دون غضاضة ومن طرف
على اخر ودون تعالي او استعالء علي القانون والدستور ونحن نري ونعلن ونكرر ان هذا التطبيق الظالم ينتهك للعدالة
والدستور والقانون
وفى النهاية يجب علينا أن نثق في أنفسنا وفى وحدتنا وقوة المحامين انما تنبع من يقظتهم وعدم انجرارهم الى معارك
ال تخصنا وأجندات ال تمثلنا فنحن أجندتنا وطنية ومصرية وعادلة
نقيب المحامين
5