مطوية بعنوان الزردة رأس كل شر فاجتنبوها أيها المسلمون بيان من الشيخ بلقاسم بن ارواق تلميذ العلامة ابن باديس رحمهم الله

You might also like

You are on page 1of 2

‫حي‪� ،‬أو م ِّي ٍت �أنَّه ينفَع �أو ي�ض ُّر‪� ،‬أو �أنَّه يق ِّرب �إىل‬ ‫قربٍ‪� ،‬أو م َل ٍك‪�

ل ٍك‪� ،‬أو ج ِن ٍّّـي‪� ،‬أو ٍّ‬ ‫لقد ُكن ُْت طرق ًّيا يف جمل ِة �أُ�س َرتي الَّتي و ِر َثت ذلك خَ َلفًا عن ٍ‬ ‫"الزَّردة" َ‬ ‫م�سلم ِيدين ِ‬ ‫وذاك ظنُّنا ِّ‬
‫‪ó‬‬
‫�سلف‪،‬‬ ‫يوم ما من ال ِّرب‬ ‫توهم‪ ،‬وال كانَت يف ٍ‬ ‫الدين كما ُي َّ‬ ‫لي�ست من ِّ‬ ‫ال�صالح‪ ،‬ل َّأن‬‫ال�سلف َّ‬ ‫وهدي َّ‬ ‫بالكتاب ال َعزيز‪َ ،‬‬ ‫بكل ٍ‬
‫حاج ٍة ِمن حوا ِئج ال ُّدنيا مبج َّرد التَّ�شفُع به‪ ،‬ف�إنَّه �أ�ش َرك‬ ‫اهلل‪� ،‬أو ي�شفَع يف َ‬ ‫كل �أطوارِي باح ًثا عن احلقيقَة‪ ،‬ومت�ش ِّو ًقا �إليها حتَّى �إذا ع َرفتُها‬ ‫وكنت يف ِّ‬ ‫ُ‬ ‫و الإح�سان �إىل الفُقراء‪ ،‬كما ي َّدعي ذلك ُمثبِتوها‪ ،‬وهي بدع ٌة و�ضالل ٌة‪،‬‬ ‫امل�س ِلم مهما ب َلغ من ال�شَّ ِّر‪ ،‬فهو ت َّوا ٌق �إىل احلقِّ ‪ ،‬مت�ش ِّو ٌف �إىل احلقيقَة‪،‬‬
‫مع اهلل غ َريه‪ ،‬واعتقَد ما ال يح ُّل اع ِتقا ُده‪ ،‬كما اعتقَد امل�شرِ ُكون يف الأو َثان‪،‬‬ ‫اهلل منها‪ ،‬ف َرف�ضتُها‬ ‫عا�ضا عليها بالنَّواجذ‪ ،‬وقد عافَاين ُ‬ ‫كت ب�أَذيا ِلها ًّ‬ ‫مت�س ُ‬ ‫عندما يرى احلقَّ‬ ‫ّع�صب املمقُوت َ‬ ‫نظن ب� ِأخينا امل�س ِلم �أنَّه �سيط َرح الت ُّ‬ ‫وكنَّا ُّ‬
‫َّ‬ ‫خللفاء‬ ‫َّبي �ص َّلى اهلل عليه و�س َّلم‪ ،‬وال زَمن ا ُ‬ ‫لأنَّها مل ت ُكن يف زَمن الن ِّ‬
‫حي‪� ،‬أو يط ُلب ما ال يط َلب �إ َّال ِمن‬ ‫ف�ض ًال ع َّمن ينذُ ر مبا ِله وو َل ِد ِه مل ِّي ٍت‪� ،‬أو ٍّ‬ ‫يوما ما ع َلى‬ ‫مت ً‬ ‫اخلام�س َة ع�شر ِمن ال ُعمر‪ ،‬فما ن َِد ُ‬ ‫و�أنا ِطف ٌل مل �أب ُلغ بع ُد ِ‬ ‫أحر�ص النَّا�س على اخلري‪ ،‬ولو كانَت الزَّردة ِمن َعمل‬ ‫وهم � َ‬ ‫ال َّر ِا�شدين ُ‬ ‫كان‬ ‫أباطيل‪ ،‬وامل�س ِل ُم مهما َ‬ ‫ذه ُب الأحقَاد وال ِ‬ ‫وا�ضحا‪ ،‬ل َّأن احلقَّ �س ْيفٌ ُي ِ‬ ‫ً‬ ‫الكرام ما كان ِمن ال َّز ْر َدات الَّتي �أُ ِقيمت يف َظرف هذه‬ ‫يذ ُكر الق َّراء ِ‬
‫مري�ضة‪� ،‬أو ُقدوم غا ِئبه‪N‬‬ ‫احلاجات‪ِ ،‬من عافي ِة ِ‬ ‫َ‬ ‫اهلل تعاىل من‬ ‫يت ِمن خُ �ضوعي للحقِّ‬ ‫ذلك ال َّرف�ض وما ين َبغي يل ذلك‪ ،‬وما ا�ستَح َي ُ‬ ‫وهم ُحماء ال�شَّ ريعة و ُدعاة اخلَري‪ ،‬وال يت�ص َّور � ًأبدا‬ ‫ال ِّرب لفَع َلها َ�سلف الأ َّمة‪ُ ،‬‬ ‫خاب‪ ،‬وث َقتَنا بالقَوم‬ ‫بيد � َّأن ظ َّننَا قد َ‬
‫وجده‪َ ،‬‬ ‫يلتم�س ُه حي ُثما َ‬ ‫ف ُهو طا ِل ُب حقٍّ ‪ِ ،‬‬ ‫الطرق ِّيني يف �إحياء ما ان َْد َث َر وانقَرب ِمن البِدع املح َّرمة‪،‬‬ ‫ال�سنة‪ ،‬ونَ�شاط ُّ‬ ‫َّ‬
‫�إىل �أن قال‪O :‬والنَّذر باملالِ على امل ِّيت ونحوه‪ ،‬والنَّحر على قَربه‪،‬‬ ‫ر�شي ٌد يعرتِف للحقِّ وي�س ُلك �س ُبله؟‬ ‫منهجه‪ ،‬فه َّال رج ٌل ِ‬ ‫وان ِتهاجي َ‬ ‫أعظم @‪،‬‬ ‫الدين عن رجالٍ تلقَّوا �أ�صو َله عن املب َّلغ ال َ‬ ‫�شيء من ِّ‬ ‫ُعزوب ٍ‬ ‫بعا�صمة‬ ‫عندما ر�أينا م�ؤتمَ رهم ين ِعقد ِ‬ ‫�ض ُعفَت‪� ،‬إن لمَ �أ ُقل تال�شَ ت بتاتًا َ‬ ‫الدين احلنيف‪.‬‬ ‫وحماة ِّ‬ ‫بفَ�ضل ُدعاة الإ�صالح‪ُ ،‬‬
‫ال�شرك الَّذي كانَت تف َعله‬ ‫احلاجات منه هو ب َعي ِنه ِّ‬ ‫َ‬ ‫َّو�سل به‪ ،‬وط َلب‬ ‫والت ُّ‬ ‫َّع�صب الأع َمى‪،‬‬ ‫أكتب للأ َّمة‪ ،‬ال ل َه�ؤالء ال ُّر�ؤ�ساء الَّذين قتَل ُهم الت ُّ‬ ‫َّثم �إنيِّ � ُ‬ ‫وهم ُحماته احلقيق ُّيون‪ ،‬الَّذين بذَ لوا ِدما َءهم‪ ،‬و�أنف َُ�سهم يف �سبيل حماي ِته‬ ‫ُ‬ ‫رئي�س القَوم‪،‬‬ ‫اخلطاب الَّذي فا َه به ُ‬ ‫اجلَ زائر‪ ،‬وقد َحمل �إلينا الربي ُد ذلك ِ‬ ‫أي�ضا ِمن ُمو ِقد �شرا َرتها الأوىل‪ ،‬وهو ال ُّدكتور "ابن‬ ‫وهم على ِع ٍلم � ً‬
‫اجلاهل َّية‪ ،‬و� مَّإنا كان اجلاهل َّية يفع ُلونَه‪ ،‬كما ي�س ُّمونه وثنًا و�صن ًما‪ ،‬وفع َله‬ ‫ُ‬
‫حاجنا �أول َئك‬ ‫وحب التَّف ُّوق والأنان َّية‪ ،‬مع اع ِتقادي � َّأن للحقِّ �أن�صا ًرا‪ ،‬ول ِئن َّ‬ ‫ُّ‬ ‫و�ص ُلوه �إلينا طاه ًرا نق ًّيا‪ ،‬مل ُي�صب ب�أذَّ ى‪ ،‬ومعلو ٌم � َّأن من‬ ‫و�إعزازِه حتَّى �أَ َ‬ ‫فراح فَرِ ًحا‬‫مبتدع‪َ ،‬‬ ‫ٍ‬ ‫قلب ِّ‬
‫كل‬ ‫البذيئة َ‬ ‫تلك النَّغمات ِ‬ ‫و�شَ يخُ زاويِتهم فهزَّت َ‬ ‫جلُّول"‪ ،‬ذلك ال َّرجل الَّذي وقَف للإ�سالم وتعا ِليمه الق ِّيمة وقف َة اجل َّبار‬
‫م�شهدا‪ ،‬والأ�سما ُء ال �أ َثر لها‪ ،‬وال ُتغيرِّ‬ ‫ً‬ ‫القبور ُّيون ملا ي�س ُّمونه ول ًّيا �أو ق ًربا �أو‬ ‫فلي�سوا‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫َّ‬
‫ال ُّر�ؤ�ساء بغَري احلقِّ ‪ ،‬و َوقَفوا لنا كل َمر�صد ي�ص ُّدون و ُيوعدون‪ُ ،‬‬ ‫بكل غالٍ وعزيزٍ ‪،‬‬ ‫فدو ُه ِّ‬‫ِ�ضوان اهلل ع َليهم َ‬ ‫بنف�سه‪ ،‬وهم ر ُ‬ ‫أحب �شي ًئا فَدا ُه ِ‬ ‫� َّ‬ ‫الوهاب ِّيني‬
‫قد انتَ�صرنا على جمع َّية َّ‬ ‫وع�شريته �أن ِ‬ ‫م�ستب�ش ًرا‪ ،‬ونا َدى يف �أه ِله ِ‬ ‫ِ‬ ‫نف�س َمقبرَ تها‬
‫بق�سنطينة‪ ،‬ويف ِ‬ ‫ِ‬ ‫الع ِنيد‪ ،‬فج َعل "زَر َدتَه"‬
‫املعا ِنـي‪� ،‬ضرورة لغو َّية وعقل َّية و�شرع َّية‪ ،‬ف� َّإن َمن �شرِ ب اخلَمر و�س َّماها‬ ‫بظاهرين‪ ،‬وح�س ُبهم من ال�شَّ ِّر �أنَّهم ُجند ال َباطل‪ ،‬ومحُ اربوا الإِ�سالم‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫حفظه و�إي�صا ِله �إىل ال َب�شر كما �أخَ ذوه‬ ‫ر�صهم على ِ‬ ‫والهدايا‪ ،‬والنُّذور‪ ،‬ونادى يف‬ ‫عدات َ‬ ‫كما ي�سم ِّيها ُظ ْل ًما وعدوانًا‪َّ ،‬ثم جمع ال َو ِ‬
‫كان ِح ُ‬ ‫وبقَدر ح ِّبهم له َ‬ ‫أي�ضا تفا�صيل ذلك احلا ِدث الَّذي �أُريد به َطعن‬ ‫ويذك ُر القَاري � ً‬
‫عقاب �شارِب اخلَمر‪ ،‬ولع َّله يزي ُد ِعقا ُبه‬ ‫وعقابه ُ‬ ‫ما ًء ما �شرِ ب �إ َّال خم ًرا‪ِ ،‬‬ ‫وا�ضحا‪َّ ،‬ثم ْلتَف َعل‬ ‫أزهري! لأُريك احلقَّ‬
‫وبع ُد‪ :‬ف�أَ ْر ِعني �سم َعك �أ ُّيها ال ُّ‬ ‫عن �صاحب ال�شَّ ريعة �ص َّلى اهلل عليه و�س َّلم‪ ،‬ولو كان ث َّمة �شي ٌء من ال ِّرب‬ ‫أجاب قو ٌم‪ ،‬و�أبى �آخَ رون‬ ‫غدا يف َ�ضريح �سيدي‪ ،...‬وقد � َ‬ ‫النَّا�س �أنِ اجت َِمعوا ً‬ ‫احلرب على َ�ص ِ‬
‫فحات‬ ‫ال�صميم‪ ،‬والَّذي �أ�س�ألَ �أو ِدي ٌة من ِ‬
‫ً‬ ‫الإ�سالم يف َّ‬
‫والكذب يف التَّ�سم َّية‪N‬‬ ‫للتَّدلي�س ِ‬ ‫ما َبدا لك‪.‬‬ ‫مت�س ًكا به‪ ،‬وحيثُ مل ت ُكن هذه الأُك َّلة ال�شَّ عب َّية‬ ‫لفَع ُلوه‪ ،‬ولكا ُنوا �أ�ش َّد النَّا�س ُّ‬ ‫تن�س �أ ُّيها القَاري! � َّأن ال َيد الَّتي بع َثت زر َدة ق�سنطينة هي الَّتي‬ ‫وال َ‬ ‫أقالم وحفَّز الهِ َمم‪ ،‬ون�شَّ ط‬ ‫اجلرا ِئد املح ِّل َّية وغريها‪ ،‬وهو الَّذي ح َّرك ال َ‬
‫م�شهدا‪َ ،‬ومن يعت ِقدونَه ول ًّيا ال‬ ‫ً‬ ‫�إىل �أن قال‪O:‬وكذ ِلك ت�سمي ُة القَرب‬ ‫البدع‪ ،‬و�أنك َرها �أه ُل‬ ‫حدثون ك�سا ِئر َ‬ ‫أحدثها الـ ُم ِ‬ ‫� َّإن ‪O‬الزَّرد َة‪ N‬بدع ٌة � َ‬ ‫ت�سمي ِتها يف زم ِنهم فهي قط ًعا بدع ٌة و�ضالل ٌة‪.‬‬ ‫ا�صطلحوا على ِ‬ ‫كما َ‬ ‫وح َّجتهم يف ذلك من�شو ُر‬ ‫بحرمة الزَّردة‪ُ ،‬‬ ‫ب َعثت هذه‪ ،‬وقد تخ َّلف القا ِئلون ُ‬ ‫ب�صري ٍة‪ ،‬كما ن�شَّ ط الها ِدمني املق ِّو�ضني للإ�سالم‬ ‫ال َّداعني �إىل اهلل على ِ‬
‫عاملون لها معامل َة امل�شرِ كني‬ ‫ال�صنم وال َوثن‪� ،‬إذ هم ُم ِ‬ ‫ُيخرجه عن ا�سم َّ‬ ‫يل‬‫أغ�ضب ذلك القُبور ِّيني وحاك ُموهم �إ َّ‬ ‫وكالم الأ�ستاذ امليلي‪ ،‬ف� َ‬ ‫ُ‬ ‫اجلمع َّية‬ ‫و�صونًا ل َبي�ض ِته‪،‬‬ ‫دفاعا عن الإِ�سالم َ‬ ‫وال ـ ُمحاربني لأه ِله‪ ،‬فكتَب الكا ِتبون ً‬
‫ال ِعلم قد ًميا وحدي ًثا‪ ،‬كما ت�ش َهد كتُبهم وفتاوِيهم بذلك‪ ،‬فهذَ ا ال ُ‬
‫إمام‬ ‫أن�صف خ�صو ُمنا حل َكموا ب�ضال َل ِتها ولقَالوا‪ :‬بدع ٌة �ضا َّل ٌة يجِ ب‬ ‫ولو � َ‬
‫للأَوثان والأ�صنَام‪َّ ،‬ثم �أن�شد‪:‬‬ ‫وحرمة الأَكل ِمن ذبِيح ِتها‪،‬‬ ‫بحرمة الزَّردة‪ُ ،‬‬ ‫َيت ُ‬ ‫وكنت مع ِّل ًما برببا�شة‪ ،‬ف�أفت ُ‬
‫ال�سالم يقول يف ر�سال ِته تَطهِ ري االع ِتقاد‬ ‫ال�صنعاين‪� :‬صاحب ُ�سبل َّ‬ ‫َّ‬ ‫الدين؟‬ ‫تكون ِمن ِّ‬ ‫احليلة وقد �أ َب ْوا ع َلينا �إ َّال �أن َ‬
‫التَّخلُّ�ص منها‪ ،‬ولكن ما ِ‬ ‫ممن‬ ‫لل�ضاللة‪ ،‬ومتكينًا لها يف ُقلوب ال ُب َ�سطاء َّ‬ ‫وحا َرب املحارِبون تثبيتًا َّ‬
‫�أعا ُدوا بها معـ ـنَى ُ�سوا ٍع ومثـ ـ ِله يغوثَ و ُو ًّدا لي ــ�س ذلك مـ ـ ـِن ُو ًّدا‬ ‫العاملني‪ ،‬و ِثقتي‬‫و ُم�ستنَدي يف ذلك من�ش ُور اجلمع َّية الَّتي �أنا �أح ُد �أع�ضا ِئها ِ‬ ‫يتَّبعون ك َّل ِ‬
‫ناعقٍ‬
‫ن�صه‪ K:‬ﭺ ﭻ ﭼ‪[J‬العنكبوت‪ K ،]56:‬ﮏ ﮐ ﮑ ‪J‬‬ ‫ما ُّ‬ ‫لي�سوا مب� ِؤمنني‬ ‫وذاك ُ‬ ‫بعد هذا َ‬ ‫وهم َ‬ ‫و�أرغَ ُمونا على التَّعليل والتَّدليل‪ُ ،‬‬
‫يكن م�ستنَدي يف ذلك من�شو َر اجلمع َّية‬ ‫ب َهي َئتها الإدار َّية عظيم ٌة ج ًّدا‪ ،‬ومل ُ‬
‫بال�صمد الفَر ِد‬ ‫َ‬
‫امل�ضط ُّر َّ‬ ‫با�سمها كما يه ِتفُ‬
‫وقد هتَفوا عند ال�شَّ دائد ِ‬ ‫تقدمي ما حقُّه ال َّت� ِأخري ُيفيد‬ ‫[البقرة‪ ،]41:‬كما ُعرف من ِعلم ال َبيان � َّأن ِ‬ ‫مب�صدقني لل ِعلم‪ ،‬ولو ر�أَينا لإخوا ِننا ه�ؤُالء وج ًها من ال ِعلم ولو‬ ‫ِّ‬ ‫باحلقِّ ‪ ،‬وال‬ ‫َواح من‬ ‫وقد انتَ�شرت �شرا َر ُة "ابن جلُّول" من ق ِ‬
‫َ�سنطينة �إىل ِع َّدة ن ٍ‬
‫اهلل و َال تتَّقوا غ َريه‪ ،‬كما‬ ‫اهلل و َال تَع ُبدوا غ َريه‪ ،‬واتَّقوا َ‬ ‫احلَ �صر‪� ،‬أي اع ُبدوا َ‬ ‫قاطع ٍة من كتاب اهلل و�سنَّة ر�سو ِله @‬ ‫بح َج ٍج ِ‬ ‫�شفعت ذلك ُ‬ ‫ُ‬ ‫فح�سب‪ ،‬بل‬ ‫َ‬ ‫و�س ْو ُقها‬ ‫ات‪ ،‬و ُن ِحرت النَّحائر‪ِ ،‬‬
‫مد‬ ‫نحري ٍة و�أُه َّلت لغـ ــري اهلل جه ًرا على َع ٍ‬ ‫وحها من ِ‬ ‫نحروا يف ُ�س ِ‬‫وكم َ‬ ‫الدين ِ‬
‫املعاذي َر‪َ ،‬ب ْي َد � َّأن‬ ‫وحا حلَ ملناهم عليه‪ ،‬و َال ْل َت َم ْ�سنَا لإخوا ِننا من ِّ‬ ‫رج ً‬
‫َم ُ‬ ‫الهدايا َ‬ ‫و�سيقت َ‬ ‫القُطر‪ ،‬ف�أقي َمت الزَّر َد ُ‬
‫يكون ال ُّدعاء‬ ‫يف "الك�شَّ اف"‪ ،‬ف�إفرا ُد اهلل بتَوحيد ال ِعبادة‪ ،‬ال يت ُّم �إ َّال ب�أن َ‬ ‫�شيء من ذلك‪ ،‬وهي ِعالو ًة على بدع َّيتها قد ج َمعت‬ ‫الق�ض َّية مل ت ُكن يف ٍ‬
‫القوم و�أن َكروا‪َّ ،‬ثم َب َغ ْوا فن�سبوين‬‫علي ُ‬ ‫و�أقوال الأئ َّمة املوثوق ب ِعلمهم‪ ،‬ف�أبى َّ‬ ‫وناقدين للحقِّ ‪،‬‬ ‫للباطل‪ِ ،‬‬ ‫م�شجعني ِ‬ ‫اخلاطبون ِّ‬ ‫ِ‬ ‫وخطب‬ ‫لغيرَ م َّكة حرا ٌم‪َ ،‬‬
‫طائف حو َل القُبور ومق ِّبال وي�ست ِلـ ـ ُم الأركـ ـ ــا َن من ُهنَّ بال ِ‬
‫أيد‬ ‫وكم ٍ‬ ‫وك ُّل محُ َّر ٍم لبدع ِتهم �إىل ال ُكفر‪.‬‬
‫وحده‪ ،‬واال�س ِتعانة‬ ‫يكون �إ َّال هلل َ‬ ‫كلُّه هلل‪ ،‬والنِّداء يف ال�شَّ دائد وال َّرخاء ال ُ‬ ‫ال�صريحة الَّتي ال تق َبل‬ ‫�صنوفًا من ال�شَّ ِّر والآثام‪ ،‬واملعتقَدات ِّ‬
‫ال�شرك َّية َّ‬ ‫ال�صرخ ُة الأوىل ِمن ق�سنطينَة‪ ،‬حيثُ وزَّع مكتَب رئا�سة "جمع َّية‬ ‫فكانت َّ‬
‫ا�سم اهلل عليه‪ ،‬فقل‪ْ � :‬إن كان النَّحر‬ ‫رت هلل‪ ،‬وذ َكر َ‬ ‫نح ُ‬ ‫ف�إن قال‪ � :‬مَّإنا َ‬ ‫أم�س َدعاين �إىل‬ ‫ح�سب ما بلغَني‪ ،‬ويف �أ َّول � ِ‬ ‫َ‬ ‫�أفتَى بذلك �أزهر ُّيهم‬ ‫ال ُعلماء امل�س ِلمني" من�شو ًرا على الأ َّمة‪ ،‬بينَّ فيه ُحرمة هذه الذَّ بائح ب َكونها‬
‫وحده‪ ،‬وال َّلج�أ �إىل اهلل‪ ،‬والنَّذر والنَّحر هلل تعاىل‪ ،‬وجمي ُع ال ِعبادات‬ ‫باهلل َ‬ ‫ال َّت�أويل‪ ،‬ما بعثَ اجلاهل َّية من اجلديد؟‬
‫ُف�ضله وتعتَق ُد فيه؟‬ ‫�شهد َمن ت ِّ‬‫تنح ُره ِمن باب َم ِ‬ ‫�شيء ق َّربت ما َ‬ ‫هلل فل ِّأي ٍ‬ ‫الطرق‪ ،‬ف�أنا ِمن‬ ‫املناظرة‪ ،‬و�س�أجِ يب‪ ،‬ولئن كان ح�ض َرتُه من �أن�صار ُّ‬ ‫َ‬
‫خل�ضوع وال ِقيام تذ ُّل ًال هلل تعاىل "‪� ،‬إىل �أن قال‪َ O :‬ومن فعل ذ ِلك‬ ‫من ا ُ‬ ‫الدين‪،‬‬ ‫ومما يبعث ال َأ�سى يف النَّف�س ِاعتقا ُد هذه الأباطيل من ِّ‬
‫م ـ َّما �أه َّل به لغيرَ اهلل‪.‬‬
‫تعظي َمه؟ ف� ْإن قال‪ :‬ن َعم‪ ،‬فقُل‪ :‬هذا النَّحر لغَري اهلل‪ ،‬بل‬ ‫أردت بذ ِلك ِ‬
‫هل � َ‬ ‫َّ‬ ‫أن�صار اهلل‪ ،‬و�إن كان �أزهر ًّيا ف�أنا ُم�س ِل ٌم‪ ،‬وال ُي ِ�ضريين بع ُد �إن مل �أ ُكن‬
‫ماد �أو غريِه‪ ،‬فهذا �شركٌ يف ال ِعبادة‪ ،‬و�صا َر‬ ‫حي �أو م ِّيت‪� ،‬أو َج ٍ‬ ‫ملخ ُلوقٍ ٍّ‬ ‫� َ‬
‫باب امل�ش َهد‪،‬‬ ‫تو�سيخَ ِ‬‫أردت ِ‬ ‫أ�شركت م َع اهلل غ َريه‪ ،‬و�إن مل تُرِ د تعظي َمه‪ ،‬فهل � َ‬ ‫� َ‬ ‫حم�ض ٍة‪ ،‬قل ًبا للحقا ِئق‪ ،‬وت�شوي ًها للإ�سالم � َ‬
‫أمام‬ ‫و�إبرازُها يف �صور ٍة دين َّي ٍة َ‬ ‫ال�س ِّيء‪،‬‬‫هب دعا ُة ال ِعلم‪ ،‬وح َمل ُة الأقالم فكتَبوا حول هذا املعتقَد َّ‬ ‫َّثم َّ‬
‫هذه الأمور �إل ًها لعابِديه‪� ،‬سوا ًء كان م َل ًكا‪� ،‬أو نب ًّيا‪� ،‬أو ول ًّيا‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫َمن تُف َعل له ِ‬ ‫�أزهر ًّيا كمثله‪.‬‬
‫أردت ذلك �أ�ص ًال‪ ،‬وال‬ ‫الأجا ِنب يف ع�صر املدن َّية والنُّور‪.‬‬ ‫الَّذي َ�سرى يف امل�سلمني �أهلِ القُر�آن والتَّوحيد‪ ،‬فلم يقنَع القُبور ُّيون‪ ،‬فكتَب‬
‫أنت تع َلم يقينًا �أنَّك ما � َ‬ ‫وتنجي�س ال َّداخلني �إليه؟ ف� َ‬ ‫َ‬ ‫وحرمة �أك ِلها‪،‬‬ ‫وبعد‪ :‬ف� َ‬
‫بهذه العبا َدة �أو ب� ِّأي‬ ‫�أو �شج ًرا‪� ،‬أو ق ًربا‪� ،‬أو جِ ِّن ًّيا‪� ،‬أو ح ًّيا‪� ،‬أو م ِّيتًا‪ ،‬و�صا َر ِ‬ ‫أزهري! م�ستنَدنا يف ُحرمة الزَّردة‪ُ ،‬‬ ‫إليك �أ ُّيها ال َ‬ ‫بجريد ِتنا ‪ O‬الب�صائر‪N‬‬ ‫َ‬ ‫املفيدة‬
‫َ‬ ‫الأ�ستاذ ال�شَّ يخ ُمبا َرك ا ِمليلي ُن�شر َّياته‬
‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أردت �إال الأ َّول‪ ،‬وال خَ رجت من بيتك �إال لقَ�صده»‬ ‫َّ‬ ‫� َ‬
‫عابدا لذ ِلك املخ ُلوق‪ ،‬و�إن �أق َّر باهلل وع َب َد ُه‪ ،‬ف� َّإن �إقرار امل�شرِ كني‬ ‫نوع منها ً‬
‫َطب‬‫كان ُحماة "الزَّردة" و�أبطا ُلها من عا َّمة النَّا�س ل َه َان اخل ُ‬ ‫ولو َ‬ ‫مما �أُ ِه َّل به لغَري اهلل‪ ،‬ف�إن ق ِنعت فقَد ُك ِفينا �ش َّر ال ِفتنة‪ ،‬و�إن �أ َبيت‬ ‫لأنَّها َّ‬
‫ٍ‬ ‫القاطعة‪،‬‬ ‫حل َجج ِ‬ ‫ومظاه ُره‪ ،N ‬بينَّ فيها با ُ‬
‫ِ‬ ‫الغ َّراء‪ ،‬حتت عنوان‪O :‬ال�شِّ رك‬
‫نحن ال ُن�شرِ ك باهلل ت َعاىل‪ ،‬وال‬ ‫َّثم قال‪« :‬وقَد يقُول ه�ؤُالء القبور ُّيون‪ُ :‬‬ ‫حديث‪�M :‬أنَا �أَغْ َنـى‬ ‫ال�شرك‪َّ ،‬ثم �ساقَ ِ‬ ‫باهلل وتق ُّربهم �إليه مل ُيخرِ جهم عن ِّ‬ ‫بيد � َّأن الأمر َج َل ٌل‪ ،‬ف� َّإن ِمن بني‬ ‫و ُقلنا‪ :‬قو ٌم جاه ُلون يجب �إفها ُمهم‪َ ،‬‬ ‫أمام اهلل واملالئك ِة والنَّا�س �أجمعني‪ ،‬و ُمطا ِل ُبك بب َيان‬ ‫اجك � َ‬ ‫ف�إنيِّ محُ ُّ‬ ‫بع�ض امل�س ِلمني ال َيوم‪ ،‬وقد ا�ستَحالت‬ ‫طالن ما يعتَقد ُ‬ ‫ال�ساطعة ُب َ‬ ‫ِ‬
‫والبرَاهني َّ‬
‫لي�س �شر ًكا‪.‬‬‫جن َعل له ِن ًّدا‪ ،‬واالل ِتجا ُء �إىل الأولياء واالع ِتقاد فيهم َ‬ ‫اهلل عم ًال ُ�شورِك فيه غ ُريه‪ ،‬وال ُي� ِؤمن به‬ ‫ال�شُّ َر َكا ِء َعنِ ال�شِّ ْر ِك‪ ،L‬ال يق َبل ُ‬ ‫ممن تعزُب عنهم احلقا ِئق‪،‬‬ ‫لي�سوا بالأغبِياء‪ ،‬وال َّ‬ ‫قوما ُ‬ ‫حلما ِة ً‬ ‫ه�ؤُالء‪ ،‬ا ُ‬ ‫كتاب اهلل‪ ،‬و�سنَّة‬ ‫م�ستن َِدك يف ح ِّل َّية هذه الذَّ بائح‪ ،‬وطريقتُنا يف ال َبيان ُ‬ ‫للطبع‪،‬‬ ‫الكرام‪ ،‬وهي الآن ما ِث َل ٌة َّ‬ ‫هذه النُّ�شر َّيات �إىل رِ�سالة كما يع َلم الق َّراء ِ‬
‫قلت‪ :‬نعم ‪K‬ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ‬ ‫ُ‬ ‫َمن ع َبد معه غ َريه‪...‬الخ "‬ ‫وهم الَّذين �أق ُّروا البِدعة‪ ،‬و�س َعوا لتَثبيتها‪ ،‬ولو َال هذا ال َّرهط ال ْن َهار ُ‬
‫�صرح‬ ‫ُ‬ ‫وكالم الأئم َّة املو ُثوق ب ِعلمهم‪ ،‬وال نق َبل غ َري هذه الأ�صول‬ ‫ُ‬ ‫ر�سو ِله @‪،‬‬ ‫وعن قريب تربزُ‪ ،‬وفيها ما ُن�شر وزيا َدة‬
‫ال�شرك‪ ،‬ف� َّإن تعظي َمهم‬ ‫ﮁ‪�[ J‬آل عمران‪ ،]167:‬غري � َّأن هذا من ُهم َجه ٌل مبعنى ِّ‬ ‫بعد ذلك‬ ‫ر�ست �آثا ُرها‪ ،‬غري � َّأن لل َباطل َ�صول ٌة‪ ،‬وللحقِّ َ‬ ‫واند َ‬‫هذه املعتَقدات َ‬ ‫ال َّثالثة‬
‫حجرٍ ‪� ،‬أو‬ ‫ال�صفحة الَّتي تليها‪َّ �" :‬إن َمن اعتقَد يف �شَ َجرٍ ‪� ،‬أو َ‬ ‫َّثم قال يف َّ‬ ‫ولقد ظننَّا � َّأن الأ�ستاذَ كفانَا �ش َّر القَوم‪ ،‬و ُقلنا �سيعرِ فُون احلقَّ ويتَّبعونه‪،‬‬
‫اال�س ِتقرا ُر وال َّدولة‪.‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬
‫وال�صاحلني يف َعلونها باخ ِتيارهم يف‬ ‫ناعات العا ِدية‪ ،‬و� َّأن الأنبِيا َء َّ‬ ‫كال�ص ِ‬ ‫ِّ‬ ‫تكون خال�ص ُة ل َوجه اهلل الك َرمي ب ُدون � ٍ‬
‫إ�شراك‪ ،‬وال‬ ‫والعبادات يجِ ب �أن َ‬
‫ُ‬ ‫عامر بن وا ِثلة‪،‬‬ ‫من اجلزء ال َّثاين �صفحة (‪ )261‬من طريق ُم�س ِلم عن ِ‬ ‫الأولياء‪ ،‬ونح َرهم النَّحائر لهم ِ�شركٌ ‪ ،‬واهلل تعاىل يقول‪ K :‬ﮊ ﮋ‬
‫وبعد مما ِتهم متى �شا ُءوا‪ ،‬ويغ ُرون النَّا�س ب�إِتيان ُقبورِهم‪ ،‬ولو‬ ‫ح َياتهم‪َ ،‬‬ ‫جُمازا ٍة‪ ،‬وال ُمعا َو َ�ض ٍة‪ِ ،‬طبقًا لقوله تعاىل‪ K :‬ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ‬ ‫َّبي @‬ ‫كان الن ُّ‬ ‫علي بن �أبي طا ِلب‪ ،‬ف�أتَاه رج ٌل فقال‪ :‬ما َ‬ ‫كنت عند ِّ‬ ‫قال‪ُ :‬‬ ‫الظرف‪ ،‬وقد �س َّمى‬ ‫تقد ُمي َّ‬‫ﮌ ﮍ ‪[ J ‬الكوثر‪� ]2:‬أي ال لغَريه‪ ،‬كما ُيفيده ِ‬
‫عند نزُول ال َبالء‪ ،‬وال�شَّ دائد‪،‬‬ ‫ب�شد ال ِّرحال �إليها ل ُدعا ِئهم واال�س ِتغاثة بهم َ‬ ‫ِّ‬ ‫ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ‪ ‬ﮩ‪J ‬‬ ‫يل �شي ًئا‬ ‫َّبي @ ي�س ُّر �إ َّ‬ ‫فغ�ضب‪ ،‬وقال‪ :‬ما كان الن ُّ‬ ‫ُي ِ�س ُّر �إليك؟ قال‪ِ :‬‬ ‫فكيف بهذه الأف َعال ‪ ‬؟‬ ‫اهلل تعاىل ال ِّرياء ِ�ش ْر ًكا َ‬
‫الَّتي يعجزُون عن َدف ِعها ب َك�سبِهم و َك�سب �أمثالهِ م من ال َب�شر بال ِ‬
‫أ�سباب‬ ‫[البينة‪.]5:‬‬ ‫بكلمات �أر َبع‪ ،‬قال‪ :‬فقال‪ :‬ما ُه َّن يا �أم َري‬ ‫ٍ‬ ‫َّا�س‪ ،‬غ َري �أنَّه ح َّدثني‬
‫يكتُمه الن َ‬ ‫فهذا الَّذي يف َع ُلونه لأوليائهم‪ ،‬هو َعني ما ف َعله امل�شرِ ُكون‪ ،‬و�صا ُروا به‬
‫العا ِد َّية‪ ،‬كالأط َّباء مث ًال‪ ،‬وبالتَّق ُّرب �إليهِ م بالنُّذور والقَرابني‪ ،‬كما كان‬ ‫امل�ؤمنني؟!قال‪ :‬قال‪َ M :‬ل َع َن ُ‬
‫اهلل‪ L‬فذكره‪.‬‬
‫فلي�ست خال�ص ًة هلل‪ ،‬وقد قال ال َّدر ِدير‬‫كان فيها �شي ٌء من هذا‪َ ،‬‬ ‫و�إذا َ‬ ‫نحن ال ُن�شرِ ك باهلل �شي ًئا‪ ،‬ل َّأن ِفع َلهم �أكذَ ب‬ ‫م�شرِ كني‪ ،‬وال ين َف ُعهم قو ُلهم‪ُ :‬‬
‫امل�شرِ كون يتق َّربون �إىل �آله ِتهم من الأ�صنَام وغريِها‪ ،‬وهم ي�أ ُكلونها ُ�س ْحتًا‬ ‫كان‬
‫‪« ‬وظاهره ولو َ‬ ‫ِ‬ ‫يف «�أقرب امل�سالك» عند الك َالم على هذَ ين ال ِق�س َمني‪:‬‬ ‫ويف هذا �إبِطا ٌل ملا ي َّدعيه مت�ص ِّوفونَا ِم ْن � َّأن مبتَدعا ِتهم تتَّ�صل‬ ‫ال�صنعاين باحلرف‬ ‫قو َلهم " انتهى ما نقَلناه من ر�سالة الإمام َّ‬
‫حراما»‪.‬‬
‫ً‬ ‫علي كذا‪ ،‬وهو ِ‬
‫ظاهر التَّعليل‪،‬‬ ‫جت فاللهَّ َّ‬ ‫املع َّلق عليه طاع ًة‪ ،‬نحو‪� :‬إن َ‬
‫حج ُ‬ ‫علي بن �أبي طا ِلب >‪ ،‬فر َّد هذا‬ ‫اخلرقة‪ N‬يعني ِّ‬ ‫�صاحب ِ‬ ‫ِ�س ِل�سلتُها ب ـ ‪ِ O‬‬ ‫إمام ِمن �أبنا ِء القَرن احلا ِدي ع�شَ ر‪،‬‬ ‫الكرام � َّأن هذا ال َ‬ ‫ول َيعلم ال ُق َّراء ِ‬
‫ال�سالم‪ N‬يف اجلزء ال َّرابع �صفحة‬ ‫ال�صنعاين‪ :‬يف ‪�O‬سبل َّ‬ ‫وقال الإمام َّ‬ ‫كراه ِة‬
‫�شك يف َ‬ ‫احلج لأُجازِينَّه بكذا‪ ،‬وال َّ‬
‫اهلل على ِّ‬‫أقدرين ُ‬‫لأنَّه يف ق َّوة‪� :‬إِن � َ‬ ‫احلديثُ ُت َّرها ِتهم ف َبطل ما كا ُنوا ُي�ؤفكون‪.‬‬ ‫إمام لي�س ِمن‬ ‫وليرَ َ�ض خُ �صو ُمنا‪ ،‬لأنَّهم ال ُي� ِؤمنون بالقَدمي‪ ،‬ول َّأن هذا ال َ‬
‫(‪ )151‬عند الك َالم عن النَّذر املح َّرم‪ ،‬بعد �أن تك َّلم عن حديث ابن عمر‬ ‫ذ ِلك»‪.‬‬ ‫َّثم � َّإن النَّذر لغَري اهلل حم َّر ٌم باتِّفاق �أهلِ العلم‪ ،‬وهو الَّذي يعبرِّ عنه‬ ‫عا�صرينا‪ ،‬وقَد �أن َكر بدعتَهم هذه وح َّرمها‪َّ ،‬ثم ج َعلها �شر ًكا‪ ،‬وح َكم على‬ ‫ُم ِ‬
‫َّبي @�أنَّه نهى عن‬ ‫ولفظه‪ :‬عن ابن ُعمر { عن الن ِّ‬ ‫ر�ضي اهلل عنه‪ُ ،‬‬ ‫إمام ما ِلك يف ‪َّ O‬‬ ‫الفُقهاء بنَذر ِ‬
‫وقال ال�شَّ وكاين يف ‪O‬فتح القدير‪ N‬عند قوله تعاىل‪ K:‬ﮓ ﮔ ﮕ‬ ‫املوط�أ‪ N‬من اجلزء‬ ‫املع�صية‪ ،‬وقد قالَ ال ُ‬ ‫تخمنيٍ‪ ،‬بل عن‬ ‫ظن‪� ،‬أو ِ‬ ‫بال�شرك‪ ،‬ومل ي ُكن ذلك ِمن الإمام َعن ِّ‬ ‫�صاحبِها ِّ‬
‫النَّذر‪ ،‬وقال‪�O:‬إ َّن ُه َال َي�أْ ِتي بِخَ يرْ ٍ‪ ،‬و� مَّإنَا ُي ْ�ستَخْ َر ُج ِب ِه ِم َن ال َب ِخيلِ ‪ N‬متَّفق‬ ‫الأ َّول �صفحة (‪ ،)613‬عند قوله@‪َ M :‬م ْن نَذَ َر �أَ ْن ُيطي َع ا َ‬
‫هلل َف ْل ُي ِط ْعهُ‪،‬‬ ‫�ست�ضي ًئا‬ ‫واهد على ِّ‬
‫ال�صوت يقال‪� :‬أه َّل بكذا‪� ،‬أي رفَع‬ ‫ﮖ ﮗﮘ ‪[ J‬البقرة‪ « :]173:‬والإهاللُ ‪َ :‬رفع َّ‬ ‫كل ذلك‪ُ ،‬م ِ‬ ‫أقام الأدلَّة وال�شَّ ِ‬ ‫وتب�صرٍ ‪ ،‬فقد � َ‬ ‫ب�صري ٍة ُّ‬ ‫ِ‬
‫ِ‬
‫وامل�شاهد‬ ‫أزمنة على القُبور‬ ‫هذه ال ِ‬ ‫عليه‪« :‬هذا‪ ،‬و�أ َّما النُّذور املع ُروفَة يف ِ‬ ‫اهلل َف َال َي ْع ِ�ص ِه‪� L‬أن ينذُ ر ال َّرجل � ْأن مي�شي �إىل ال�شَّ ام‪،‬‬ ‫َو َم ْن نَذَ َر �أَ ْن َي ْع ِ�ص َي َ‬ ‫بنور ِ‬
‫ا�سم غ ِري اهلل‪ ،‬كال َّال ِت وال ُعزَّى �إذا كان‬ ‫�صوتَه‪ ،‬واملرا ُد هنا‪ :‬ما ُذ ِك َر عليه ُ‬ ‫بحرمة‬ ‫وهدي �س َلف الأ َّمة‪ ،‬وبهذا وغريِه‪ ،‬ح َكمنا ُ‬ ‫وال�سنَّة‪َ ،‬‬
‫الكتاب ُّ‬
‫�صاحب القَرب �أنَّه‬ ‫والأَموات فال ك َالم يف حترِ ميها‪ ،‬ل َّأن الن َِّاذر يعت ِق ُد يف ِ‬
‫خالف يف حترمي هذَ ا‬ ‫َ‬ ‫الذَّ ابح وثن ًّيا‪ ،‬والنَّا ِر �إذا كان الذَّ ابح جمو�س ًّيا‪ ،‬وال‬ ‫بطاع ٍة‪� ،‬إن ك َّلم‬ ‫لي�س َ‬ ‫مما َ‬ ‫�أو �إىل ِم�صر‪� ،‬أو �إىل ال َّربذة‪� ،‬أو ما �أ�ش َبه ذلك َّ‬ ‫وحرمة الأَكل من ذبِيح ِتها‪.‬‬ ‫‪ O‬الزَّر َدة‪ُ ،N ‬‬
‫ال�سقيم‪،‬‬ ‫أليم‪ ،‬وي�ش ِفي َّ‬ ‫ي ْنفَع وي�ض ُّر‪ ،‬ويج ِل ُب اخلَري‪ ،‬ويدفَع ال�شَّ َّر‪ ،‬و ُيعافيِ ال َ‬
‫أموات من الذَّ بح على ُقبورِهم‪،‬‬ ‫و�أمثا ِله‪ ،‬ومث ُله ما يقَع من املعت ِقدين لل ِ‬ ‫فلي�س عليه يف �شي ِء ِمن ذلك �شي ٌء � ْإن هو ك َّلمه‪،‬‬ ‫فالنًا‪� ،‬أو ما �أ�شَ به ذلك‪َ ،‬‬ ‫و�إىل القارئ ما جاء يف كتاب ‪O‬نيل الأوطار‪ N‬للإمام ال�شَّ وكاين‪ ،‬قال‬
‫كان يف َعل ُه ُع َّباد الأو َثانِ ب َعي ِنه‪ ،‬ف َيح ُرم كما َيح ُرم النَّذر على‬ ‫وهذا هو الَّذي َ‬ ‫لي�س هلل يف ِ‬
‫مما �أه َّل به لغَري اهلل‪ ،‬وال فَرق بينَه وب َني الذَّ بح لل َوثن»‪.‬‬ ‫ف�إنَّه َّ‬ ‫هذه الأ�شياء طاع ٌة‪ ،‬و� مَّإنا يوفَّى‬ ‫�أو حنَث مبا ح َلف عليه‪ ،‬لأنَّه َ‬ ‫علي بن‬ ‫إمام ِّ‬
‫حديث ال ِ‬ ‫يف اجلزء ال َّثامن �صفحة (‪ )511‬عند الك َالم عن ِ‬
‫أعظم املح َّرمات‪ ،‬و�أنَّه الَّذي كان‬ ‫ال َو َثن‪ ،‬ويجب النَّهي عنه‪ ،‬و�إبان ُة �أنَّه من � َ‬ ‫هلل مبا له فيه طاع ٌة‪.‬‬
‫بحرمة هذه الذَّ بائح‪ ،‬لل ِع َّلة‬ ‫ال�صنعاين ُ‬ ‫وقد ح َكم ال�شَّ وكاين‪ :‬كما ح َكم َّ‬ ‫�سمع‬‫علي ابن �أبي طالب > �أنَّه ِ‬ ‫إمام ِّ‬ ‫ولفظه‪ :‬عن ال ِ‬ ‫�أبي َطالب >‪ُ ،‬‬
‫يف َعله ُع َّباد الأ�صنَام‪ ،‬ولكن طالَ ال َأم ُد حتَّى �صا َر املع ُروف منك ًرا‪ ،‬واملنك َر‬ ‫هلل‪َ ،‬و َل َعنَ ُ‬ ‫َّبي@ يقول‪َ M:‬ل َعنَ ُ‬
‫تلحق هذه ب ِتلك‪،‬‬ ‫ا�سم غ ِري اهلل حتَّى َ‬ ‫املذ ُكو َرة‪ ،‬وال ُيقال‪� :‬إنَّا ال نذ ُكر عليها َ‬ ‫مما‬ ‫ّباعه‪ ،‬و�أين هذا َّ‬ ‫نزعم ا ِت َ‬ ‫حكم الإمام ما ِلك يف النُّذور الَّذي ُ‬ ‫هذا ُ‬ ‫اهلل َمنْ �آ َوى‬ ‫اهلل َمنْ َذ َب َح ِل َغيرْ ِ ا ِ‬ ‫الن َّ‬
‫امل�شاهد النَّحائ ُر من الأنع َام‪ ،‬وهذا هو‬ ‫ِ‬ ‫ُنحر يف � ِ‬
‫أبواب‬ ‫معروفًا‪ ،‬و�صا َرت ت َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫لأنَّا نقول‪ :‬قد قالَ @‪ �O:‬مَّإنَا الأَ ْع َم ُال بِال ِّن َّي ِات‪ ،‬و�إ مَِّنَا ِب ُك ِّل ْامرِئٍ َما‬ ‫والهدايا �إىل الأ�ضرِ حة ال َبعيدة‪،‬‬ ‫أدعيا ُء ال َيوم من َ�س ْو ِقهم النُّذور َ‬ ‫يف َع ُله � ِ‬ ‫َ‬
‫م ِدثًا‪َ ،‬و َل َعنَ اهلل َمنْ َل َعنَ َوا ِل َد ْي ِه‪َ ،‬و َل َعنَ اهلل َمنْ َغيرَّ َ تُخُ و َم الأ ْر َ�ض‪L‬‬ ‫حُ ْ‬
‫الَّذي ب َعي ِنه كان عليه ُع َّباد الأ�صنَام «‪َّ ،‬ثم �أ�شار �إىل ر�سال ِته ‪O‬تطهري‬
‫يل‪ ،‬ولو َال ذلك ما �ش َّد ال َّرحل �إليه‪ ،‬ولو كان‬ ‫َن َوى‪ ،N‬ون َّية الذَّ ابِح كانَت للو ِّ‬ ‫و�إِراقَة َد ِم َها بني القُبور‪ ،‬تز ُّلفًا لأه ِلها وتق ُّر ًبا لهم ِمن دون اهلل‪َّ ،‬ثم من‬ ‫رواه �أح َمد وم�سلم والنِّ�سائي‪O :‬املرا ُد به �أن يذ َبح لغَري اهلل تعاىل‪ ،‬ك َمن‬
‫احلاجة يف هذا املقال والَّذي قب َله‪.‬‬ ‫َ‬ ‫االع ِتقاد‪ N‬الَّتي نقَلنا منها ما به‬
‫�صاد ًقا لَذَ َب َحها يف بي ِته‪ ،‬وج َعلها �صدق ًة على من �شاء‪� ،‬أما وقد �ش َّد ال َّرحل‪،‬‬ ‫بعد هذا ك ِّله "�أُك َلة �شعب َّية"‪ ،‬وعم ُل ب ٍّر وخ ٍري ُرغم ا ِلإ�سالم‪ ،‬و ُرغم تعا ِليمه‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ال�سالم‪� ،‬أو لل َكعبة‬ ‫لعي�سى عليهما َّ‬ ‫ملو�سى‪� ،‬أو َ‬ ‫لل�صليب‪� ،‬أو َ‬ ‫لل�صنم‪� ،‬أو َّ‬ ‫ذ َبح َّ‬
‫ح�سو�س‪،‬‬ ‫خ�صومنا ال ي� ِؤمنون �إ َّال بالـ َم ُ‬
‫َ‬ ‫أكثنا من الأدلَّة النَّقل َّية‪ ،‬ل َّأن‬ ‫لقَد � رَ ْ‬ ‫ري‬
‫هم! � َّإن هذا بهتا ٌن كب ٌ‬ ‫ال َّل َّ‬ ‫هذه الذَّ بيحة‪� ،‬سوا ٌء كان الذَّ ابح‬ ‫ونح ِو ذلك‪ ،‬فك ُّل هذا َحرا ٌم‪ ،‬وال حت ُّل ِ‬
‫باب امل�شهد‪ ،‬فهي لغَري اهلل‪ ،‬وال نعتَرب‬ ‫و�أبى �أن تُذ َبح �إ َّال على القَرب‪� ،‬أو ِ‬
‫ر�ضيهم وير ُّد عا ِد َيتهم‪َّ ،‬ثم � َّإن َف ْت َو َتنَا يف ُحرمة «زَر َدة»‬ ‫ويف ظنِّي � َّأن هذا ُي ِ‬
‫قاد ال ينفَع‬ ‫أ�سا�س ال َعمل والقَول‪� ،‬إذا مل ي ُكن عن اع ِت ٍ‬ ‫هنا �إ َّال ال ِّن َّية‪ ،‬لأنَّها � ُ‬ ‫املطر تق ُّر ًبا �إىل‬ ‫نحروا لنُزول َ‬ ‫جواب قَومك وقد َ‬‫َّثم �أين يا �أخَ ا الأزه َر! ُ‬ ‫ق�صد مع ذلك‬ ‫م�سل ًما �أو كاف ًرا‪ ،‬و�إليه ذهب ال�شَّ افعي و�أ�صحا ُبه‪ ،‬ف� ْإن َ‬
‫�سيدي « ُم�شرِ ك» الَّذي طا َبق ا�س ُمه معتقَد القوم كان م�صد ُرها من جمموع‬ ‫تعظيم الـ َمذ ُبوح له غري اهلل تعاىل‪ ،‬والعباد َة له كان ذلك كف ًرا‪ ،‬ف�إن‬
‫ال�صنعاين يف ر�سال ِته‪ ،‬وقد دلَّت القَرينة على‬ ‫�صاح َبه‪ ،‬كما قال الإمام َّ‬ ‫ِ‬ ‫احلجة‪،‬‬‫قامت َّ‬ ‫يجوز طل ُبه �إ َّال ِمن اهلل؟ لقَد َ‬ ‫�صاحبه ما ال ُ‬ ‫القَرب‪ ،‬وطل ًبا من ِ‬ ‫َ‬
‫مما �أُ ِه َّل به‬ ‫بحرمة الأَكل من ذبِيحتها‪ ،‬لأنَّها َّ‬ ‫ال�صريحة‪ ،‬و ُقلنا ُ‬ ‫هذه الأدلَّة ِّ‬
‫َ‬ ‫�صاحب القَرب‬ ‫ا�سم ِ‬ ‫ف�سا ِد املعتقَد‪ ،‬على �أنَّا ال ن�س ِّلم ب� َّأن الذَّ ابِح مل يذ ُكر َ‬ ‫املحجة‪ ،‬و�أُفحم اخلَ�صم‪ ،‬و�إنَّك �إن عان َ‬
‫َدت َل َع َلى ُع ُت ٍّو َك ِبريٍ‪.‬‬ ‫وظ َهرت َّ‬ ‫قبل ذلك �صا َر بالذَّ بح ُم ْر َت ًّدا ‪ N‬انتهى كالم الإمام‬ ‫كان الذَّ ابح م�سل ًما َ‬
‫بيد �أنَّا ال ن َْح ُكم‬
‫حب القبور ُّيون �أم َكرِ ُهوا‪َ ،‬‬ ‫قياما بواجِ ب احلقِّ �أ َّ‬ ‫لغَري اهلل ً‬ ‫ال�شَّ وكاين‪.‬‬
‫دت بنف�سي و�أنا من �أبناء الزَّوايا كث ًريا من َه�ؤالء‬ ‫�شاه ُ‬
‫ذبيحته‪ ،‬فقد َ‬ ‫على َ‬ ‫كان النَّذر املك َّرر‪ ،‬واملع َّلق غ َري مرخَّ ٍ�ص فيه مع �أنَّه هلل‪َ ،‬‬
‫فكيف‬ ‫َّثم �إذا َ‬
‫ر�سل‬ ‫نحن �أعق ُل ِمن �أن َ‬
‫نكون ُ�سف َها ُء ُن ِ‬ ‫ب ُكفرِ هم كما ح َكموا ب ُكفرنا‪ ،‬بل ُ‬
‫حجة‬ ‫واحلجر‪ ،‬وقد قال َّ‬ ‫َ‬ ‫أ�صحاب القُبور‪ ،‬وحتَّى لل�شَّ جر‬ ‫ِ‬
‫بذبائحهم ل َ‬ ‫ُيهِ لُّون‬ ‫به �إذا كان لغَري اهلل؟‬ ‫ل�ضيافة الأمري‪ ،‬ف�أفتَوا‬ ‫و�أذك ُر � َّأن ُعلما َء ُبخا َرى ت�ش َّددوا حتَّى فيما ُذبح ِ‬
‫أح�سن‪ ،‬ف�إن �أجا ُبوا‪ ،‬وفبِها‬ ‫ندعوهم بالَّتي هي � َ‬ ‫واهنه‪ ،‬ولكن ُ‬ ‫الك َالم على َع ِ‬
‫الإ�سالم حم َّمد ر�شيد ر�ضا رحمه اهلل يف كتاب «الوحي املح َّمدي» عند‬ ‫وقد كرِ ه الفُقهاء هذين النَّوعني من النَّذر‪ ،‬والنَّذر املك َّرر هو �أن‬ ‫مما �أُه َّل به لغَري اهلل‪ ،‬كما ذ َكر ذلك ال�شَّ يخ �إبراهيم‬ ‫بعدم �أك ِله‪ ،‬وقالوا‪� :‬إنَّه َّ‬ ‫َ‬
‫و ِنع َمت‪ ،‬و�إن �أ َبوا فل َيكفُّوا عنَّا �ش َّرهم‪ ،‬وليرَ َب ُعوا على �أنفُ�سهم‪ ،‬ف�إنَّا ن�ستَحي‬
‫أو�ضح الفَرق‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫الك َالم عن الفَرق بني الـ ُمعجِ زة وال َكرامة‪ ،‬وبعد �أن � َ‬ ‫يوما ب َعينه مث ًال بال ِعبادة ِمن ُدون �سا ِئر الأ َّيام‪.‬‬ ‫تخُ َّ�ص ً‬ ‫راعوا فيه معنَى ا ِلإلزام خوفًا من �إذا َية الأمري‪ ،‬ف�أَحلقُوه‬ ‫امل ْر َوزِي‪ ،‬وك�أنَّهم َ‬
‫ب�أنفُ�سنا عن ر ِّد احلَ َجرِ ِم ْن حيث �أتَى‪ ،‬ومل ي ُكن ذلك عن َو َهنٍ وخَ َورٍ‪ ،‬ولكن‬
‫�سدن ِة‬‫أدعيا ُء ال ِعلم‪ِ ،‬من َ‬ ‫أ�صل الـ ُمح َكم من عقا ِئد الإ�س َالم � ِ‬ ‫«جهِ ل هذا ال َ‬ ‫َ‬ ‫واملع َّلق �أن تقُول‪ْ � :‬إن �شفَى ُ‬ ‫مبا �أه َّل به لغَري اهلل‪ ،‬غ َري � َّأن ذلك قد ر َّده ال ُعلماء‪ ،‬و�أَحلقُوه بال َع ِقيقة‪.‬‬
‫�إ�سا َء ٌة غف َرها االق ِتدار‪ ،‬فل َيعلم هذا خ�صو ُمنا‪ ،‬و�إن �أ َبوا فال َعرب بال َباب‪.‬‬
‫القُبور املع ُبودة وغريِهم‪ ،‬فظنُّوا � َّأن املعجِ زات والك َرامات �أمو ٌر َك ْ�س ِب َّي ٌة‪،‬‬
‫�صدق ُة‬ ‫فعلي َ‬ ‫مري�ضي‪� ،‬أو ر َّد غا ِئبي‪َّ ،‬‬ ‫اهلل ِ‬
‫املح�ضة‪،‬‬ ‫َ‬ ‫كذا‪ ،‬ووج ُه ال َكراهة �أنَّه كالـ ُمجازَاة والـ ُمعا َو�ضة‪ ،‬ال القُربة‬ ‫�أ َّما �س َبب ُورود هذا احلديث‪ ،‬كما جاء يف كتاب ‪O‬ال َبيان والتَّعريف‪N ‬‬
‫‪9‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬

You might also like