Professional Documents
Culture Documents
مطوية بعنوان الزردة رأس كل شر فاجتنبوها أيها المسلمون بيان من الشيخ بلقاسم بن ارواق تلميذ العلامة ابن باديس رحمهم الله
مطوية بعنوان الزردة رأس كل شر فاجتنبوها أيها المسلمون بيان من الشيخ بلقاسم بن ارواق تلميذ العلامة ابن باديس رحمهم الله
مطوية بعنوان الزردة رأس كل شر فاجتنبوها أيها المسلمون بيان من الشيخ بلقاسم بن ارواق تلميذ العلامة ابن باديس رحمهم الله
ل ٍك� ،أو ج ِن ٍّّـي� ،أو ٍّ لقد ُكن ُْت طرق ًّيا يف جمل ِة �أُ�س َرتي الَّتي و ِر َثت ذلك خَ َلفًا عن ٍ "الزَّردة" َ م�سلم ِيدين ِ وذاك ظنُّنا ِّ
ó
�سلف، يوم ما من ال ِّرب توهم ،وال كانَت يف ٍ الدين كما ُي َّ لي�ست من ِّ ال�صالح ،ل َّأنال�سلف َّ وهدي َّ بالكتاب ال َعزيزَ ، بكل ٍ
حاج ٍة ِمن حوا ِئج ال ُّدنيا مبج َّرد التَّ�شفُع به ،ف�إنَّه �أ�ش َرك اهلل� ،أو ي�شفَع يف َ كل �أطوارِي باح ًثا عن احلقيقَة ،ومت�ش ِّو ًقا �إليها حتَّى �إذا ع َرفتُها وكنت يف ِّ ُ و الإح�سان �إىل الفُقراء ،كما ي َّدعي ذلك ُمثبِتوها ،وهي بدع ٌة و�ضالل ٌة، امل�س ِلم مهما ب َلغ من ال�شَّ ِّر ،فهو ت َّوا ٌق �إىل احلقِّ ،مت�ش ِّو ٌف �إىل احلقيقَة،
مع اهلل غ َريه ،واعتقَد ما ال يح ُّل اع ِتقا ُده ،كما اعتقَد امل�شرِ ُكون يف الأو َثان، اهلل منها ،ف َرف�ضتُها عا�ضا عليها بالنَّواجذ ،وقد عافَاين ُ كت ب�أَذيا ِلها ًّ مت�س ُ عندما يرى احلقَّ ّع�صب املمقُوت َ نظن ب� ِأخينا امل�س ِلم �أنَّه �سيط َرح الت ُّ وكنَّا ُّ
َّ خللفاء َّبي �ص َّلى اهلل عليه و�س َّلم ،وال زَمن ا ُ لأنَّها مل ت ُكن يف زَمن الن ِّ
حي� ،أو يط ُلب ما ال يط َلب �إ َّال ِمن ف�ض ًال ع َّمن ينذُ ر مبا ِله وو َل ِد ِه مل ِّي ٍت� ،أو ٍّ يوما ما ع َلى مت ً اخلام�س َة ع�شر ِمن ال ُعمر ،فما ن َِد ُ و�أنا ِطف ٌل مل �أب ُلغ بع ُد ِ أحر�ص النَّا�س على اخلري ،ولو كانَت الزَّردة ِمن َعمل وهم � َ ال َّر ِا�شدين ُ كان أباطيل ،وامل�س ِل ُم مهما َ ذه ُب الأحقَاد وال ِ وا�ضحا ،ل َّأن احلقَّ �س ْيفٌ ُي ِ ً الكرام ما كان ِمن ال َّز ْر َدات الَّتي �أُ ِقيمت يف َظرف هذه يذ ُكر الق َّراء ِ
مري�ضة� ،أو ُقدوم غا ِئبهN احلاجاتِ ،من عافي ِة ِ َ اهلل تعاىل من يت ِمن خُ �ضوعي للحقِّ ذلك ال َّرف�ض وما ين َبغي يل ذلك ،وما ا�ستَح َي ُ وهم ُحماء ال�شَّ ريعة و ُدعاة اخلَري ،وال يت�ص َّور � ًأبدا ال ِّرب لفَع َلها َ�سلف الأ َّمةُ ، خاب ،وث َقتَنا بالقَوم بيد � َّأن ظ َّننَا قد َ
وجدهَ ، يلتم�س ُه حي ُثما َ ف ُهو طا ِل ُب حقٍّ ِ ، الطرق ِّيني يف �إحياء ما ان َْد َث َر وانقَرب ِمن البِدع املح َّرمة، ال�سنة ،ونَ�شاط ُّ َّ
�إىل �أن قالO :والنَّذر باملالِ على امل ِّيت ونحوه ،والنَّحر على قَربه، ر�شي ٌد يعرتِف للحقِّ وي�س ُلك �س ُبله؟ منهجه ،فه َّال رج ٌل ِ وان ِتهاجي َ أعظم @، الدين عن رجالٍ تلقَّوا �أ�صو َله عن املب َّلغ ال َ �شيء من ِّ ُعزوب ٍ بعا�صمة عندما ر�أينا م�ؤتمَ رهم ين ِعقد ِ �ض ُعفَت� ،إن لمَ �أ ُقل تال�شَ ت بتاتًا َ الدين احلنيف. وحماة ِّ بفَ�ضل ُدعاة الإ�صالحُ ،
ال�شرك الَّذي كانَت تف َعله احلاجات منه هو ب َعي ِنه ِّ َ َّو�سل به ،وط َلب والت ُّ َّع�صب الأع َمى، أكتب للأ َّمة ،ال ل َه�ؤالء ال ُّر�ؤ�ساء الَّذين قتَل ُهم الت ُّ َّثم �إنيِّ � ُ وهم ُحماته احلقيق ُّيون ،الَّذين بذَ لوا ِدما َءهم ،و�أنف َُ�سهم يف �سبيل حماي ِته ُ رئي�س القَوم، اخلطاب الَّذي فا َه به ُ اجلَ زائر ،وقد َحمل �إلينا الربي ُد ذلك ِ أي�ضا ِمن ُمو ِقد �شرا َرتها الأوىل ،وهو ال ُّدكتور "ابن وهم على ِع ٍلم � ً
اجلاهل َّية ،و� مَّإنا كان اجلاهل َّية يفع ُلونَه ،كما ي�س ُّمونه وثنًا و�صن ًما ،وفع َله ُ
حاجنا �أول َئك وحب التَّف ُّوق والأنان َّية ،مع اع ِتقادي � َّأن للحقِّ �أن�صا ًرا ،ول ِئن َّ ُّ و�ص ُلوه �إلينا طاه ًرا نق ًّيا ،مل ُي�صب ب�أذَّ ى ،ومعلو ٌم � َّأن من و�إعزازِه حتَّى �أَ َ فراح فَرِ ًحامبتدعَ ، ٍ قلب ِّ
كل البذيئة َ تلك النَّغمات ِ و�شَ يخُ زاويِتهم فهزَّت َ جلُّول" ،ذلك ال َّرجل الَّذي وقَف للإ�سالم وتعا ِليمه الق ِّيمة وقف َة اجل َّبار
م�شهدا ،والأ�سما ُء ال �أ َثر لها ،وال ُتغيرِّ ً القبور ُّيون ملا ي�س ُّمونه ول ًّيا �أو ق ًربا �أو فلي�سوا ِ ٍ َّ
ال ُّر�ؤ�ساء بغَري احلقِّ ،و َوقَفوا لنا كل َمر�صد ي�ص ُّدون و ُيوعدونُ ، بكل غالٍ وعزيزٍ ، فدو ُه ِِّ�ضوان اهلل ع َليهم َ بنف�سه ،وهم ر ُ أحب �شي ًئا فَدا ُه ِ � َّ الوهاب ِّيني
قد انتَ�صرنا على جمع َّية َّ وع�شريته �أن ِ م�ستب�ش ًرا ،ونا َدى يف �أه ِله ِ ِ نف�س َمقبرَ تها
بق�سنطينة ،ويف ِ ِ الع ِنيد ،فج َعل "زَر َدتَه"
املعا ِنـي� ،ضرورة لغو َّية وعقل َّية و�شرع َّية ،ف� َّإن َمن �شرِ ب اخلَمر و�س َّماها بظاهرين ،وح�س ُبهم من ال�شَّ ِّر �أنَّهم ُجند ال َباطل ،ومحُ اربوا الإِ�سالم. ِ حفظه و�إي�صا ِله �إىل ال َب�شر كما �أخَ ذوه ر�صهم على ِ والهدايا ،والنُّذور ،ونادى يف عدات َ كما ي�سم ِّيها ُظ ْل ًما وعدوانًاَّ ،ثم جمع ال َو ِ
كان ِح ُ وبقَدر ح ِّبهم له َ أي�ضا تفا�صيل ذلك احلا ِدث الَّذي �أُريد به َطعن ويذك ُر القَاري � ً
عقاب �شارِب اخلَمر ،ولع َّله يزي ُد ِعقا ُبه وعقابه ُ ما ًء ما �شرِ ب �إ َّال خم ًراِ ، وا�ضحاَّ ،ثم ْلتَف َعل أزهري! لأُريك احلقَّ
وبع ُد :ف�أَ ْر ِعني �سم َعك �أ ُّيها ال ُّ عن �صاحب ال�شَّ ريعة �ص َّلى اهلل عليه و�س َّلم ،ولو كان ث َّمة �شي ٌء من ال ِّرب أجاب قو ٌم ،و�أبى �آخَ رون غدا يف َ�ضريح �سيدي ،...وقد � َ النَّا�س �أنِ اجت َِمعوا ً احلرب على َ�ص ِ
فحات ال�صميم ،والَّذي �أ�س�ألَ �أو ِدي ٌة من ِ
ً الإ�سالم يف َّ
والكذب يف التَّ�سم َّيةN للتَّدلي�س ِ ما َبدا لك. مت�س ًكا به ،وحيثُ مل ت ُكن هذه الأُك َّلة ال�شَّ عب َّية لفَع ُلوه ،ولكا ُنوا �أ�ش َّد النَّا�س ُّ تن�س �أ ُّيها القَاري! � َّأن ال َيد الَّتي بع َثت زر َدة ق�سنطينة هي الَّتي وال َ أقالم وحفَّز الهِ َمم ،ون�شَّ ط اجلرا ِئد املح ِّل َّية وغريها ،وهو الَّذي ح َّرك ال َ
م�شهداَ ،ومن يعت ِقدونَه ول ًّيا ال ً �إىل �أن قالO:وكذ ِلك ت�سمي ُة القَرب البدع ،و�أنك َرها �أه ُل حدثون ك�سا ِئر َ أحدثها الـ ُم ِ � َّإن Oالزَّرد َة Nبدع ٌة � َ ت�سمي ِتها يف زم ِنهم فهي قط ًعا بدع ٌة و�ضالل ٌة. ا�صطلحوا على ِ كما َ وح َّجتهم يف ذلك من�شو ُر بحرمة الزَّردةُ ، ب َعثت هذه ،وقد تخ َّلف القا ِئلون ُ ب�صري ٍة ،كما ن�شَّ ط الها ِدمني املق ِّو�ضني للإ�سالم ال َّداعني �إىل اهلل على ِ
عاملون لها معامل َة امل�شرِ كني ال�صنم وال َوثن� ،إذ هم ُم ِ ُيخرجه عن ا�سم َّ يلأغ�ضب ذلك القُبور ِّيني وحاك ُموهم �إ َّ وكالم الأ�ستاذ امليلي ،ف� َ ُ اجلمع َّية و�صونًا ل َبي�ض ِته، دفاعا عن الإِ�سالم َ وال ـ ُمحاربني لأه ِله ،فكتَب الكا ِتبون ً
ال ِعلم قد ًميا وحدي ًثا ،كما ت�ش َهد كتُبهم وفتاوِيهم بذلك ،فهذَ ا ال ُ
إمام أن�صف خ�صو ُمنا حل َكموا ب�ضال َل ِتها ولقَالوا :بدع ٌة �ضا َّل ٌة يجِ ب ولو � َ
للأَوثان والأ�صنَامَّ ،ثم �أن�شد: وحرمة الأَكل ِمن ذبِيح ِتها، بحرمة الزَّردةُ ، َيت ُ وكنت مع ِّل ًما برببا�شة ،ف�أفت ُ
ال�سالم يقول يف ر�سال ِته تَطهِ ري االع ِتقاد ال�صنعاين� :صاحب ُ�سبل َّ َّ الدين؟ تكون ِمن ِّ احليلة وقد �أ َب ْوا ع َلينا �إ َّال �أن َ
التَّخلُّ�ص منها ،ولكن ما ِ ممن لل�ضاللة ،ومتكينًا لها يف ُقلوب ال ُب َ�سطاء َّ وحا َرب املحارِبون تثبيتًا َّ
�أعا ُدوا بها معـ ـنَى ُ�سوا ٍع ومثـ ـ ِله يغوثَ و ُو ًّدا لي ــ�س ذلك مـ ـ ـِن ُو ًّدا العاملني ،و ِثقتيو ُم�ستنَدي يف ذلك من�ش ُور اجلمع َّية الَّتي �أنا �أح ُد �أع�ضا ِئها ِ يتَّبعون ك َّل ِ
ناعقٍ
ن�صه K:ﭺ ﭻ ﭼ[Jالعنكبوت K ،]56:ﮏ ﮐ ﮑ J ما ُّ لي�سوا مب� ِؤمنني وذاك ُ بعد هذا َ وهم َ و�أرغَ ُمونا على التَّعليل والتَّدليلُ ،
يكن م�ستنَدي يف ذلك من�شو َر اجلمع َّية ب َهي َئتها الإدار َّية عظيم ٌة ج ًّدا ،ومل ُ
بال�صمد الفَر ِد َ
امل�ضط ُّر َّ با�سمها كما يه ِتفُ
وقد هتَفوا عند ال�شَّ دائد ِ تقدمي ما حقُّه ال َّت� ِأخري ُيفيد [البقرة ،]41:كما ُعرف من ِعلم ال َبيان � َّأن ِ مب�صدقني لل ِعلم ،ولو ر�أَينا لإخوا ِننا ه�ؤُالء وج ًها من ال ِعلم ولو ِّ باحلقِّ ،وال َواح من وقد انتَ�شرت �شرا َر ُة "ابن جلُّول" من ق ِ
َ�سنطينة �إىل ِع َّدة ن ٍ
اهلل و َال تتَّقوا غ َريه ،كما اهلل و َال تَع ُبدوا غ َريه ،واتَّقوا َ احلَ �صر� ،أي اع ُبدوا َ قاطع ٍة من كتاب اهلل و�سنَّة ر�سو ِله @ بح َج ٍج ِ �شفعت ذلك ُ ُ فح�سب ،بل َ و�س ْو ُقها ات ،و ُن ِحرت النَّحائرِ ،
مد نحري ٍة و�أُه َّلت لغـ ــري اهلل جه ًرا على َع ٍ وحها من ِ نحروا يف ُ�س ِوكم َ الدين ِ
املعاذي َرَ ،ب ْي َد � َّأن وحا حلَ ملناهم عليه ،و َال ْل َت َم ْ�سنَا لإخوا ِننا من ِّ رج ً
َم ُ الهدايا َ و�سيقت َ القُطر ،ف�أقي َمت الزَّر َد ُ
يكون ال ُّدعاء يف "الك�شَّ اف" ،ف�إفرا ُد اهلل بتَوحيد ال ِعبادة ،ال يت ُّم �إ َّال ب�أن َ �شيء من ذلك ،وهي ِعالو ًة على بدع َّيتها قد ج َمعت الق�ض َّية مل ت ُكن يف ٍ
القوم و�أن َكرواَّ ،ثم َب َغ ْوا فن�سبوينعلي ُ و�أقوال الأئ َّمة املوثوق ب ِعلمهم ،ف�أبى َّ وناقدين للحقِّ ، للباطلِ ، م�شجعني ِ اخلاطبون ِّ ِ وخطب لغيرَ م َّكة حرا ٌمَ ،
طائف حو َل القُبور ومق ِّبال وي�ست ِلـ ـ ُم الأركـ ـ ــا َن من ُهنَّ بال ِ
أيد وكم ٍ وك ُّل محُ َّر ٍم لبدع ِتهم �إىل ال ُكفر.
وحده ،واال�س ِتعانة يكون �إ َّال هلل َ كلُّه هلل ،والنِّداء يف ال�شَّ دائد وال َّرخاء ال ُ ال�صريحة الَّتي ال تق َبل �صنوفًا من ال�شَّ ِّر والآثام ،واملعتقَدات ِّ
ال�شرك َّية َّ ال�صرخ ُة الأوىل ِمن ق�سنطينَة ،حيثُ وزَّع مكتَب رئا�سة "جمع َّية فكانت َّ
ا�سم اهلل عليه ،فقلْ � :إن كان النَّحر رت هلل ،وذ َكر َ نح ُ ف�إن قال � :مَّإنا َ أم�س َدعاين �إىل ح�سب ما بلغَني ،ويف �أ َّول � ِ َ �أفتَى بذلك �أزهر ُّيهم ال ُعلماء امل�س ِلمني" من�شو ًرا على الأ َّمة ،بينَّ فيه ُحرمة هذه الذَّ بائح ب َكونها
وحده ،وال َّلج�أ �إىل اهلل ،والنَّذر والنَّحر هلل تعاىل ،وجمي ُع ال ِعبادات باهلل َ ال َّت�أويل ،ما بعثَ اجلاهل َّية من اجلديد؟
ُف�ضله وتعتَق ُد فيه؟ �شهد َمن ت ِّتنح ُره ِمن باب َم ِ �شيء ق َّربت ما َ هلل فل ِّأي ٍ الطرق ،ف�أنا ِمن املناظرة ،و�س�أجِ يب ،ولئن كان ح�ض َرتُه من �أن�صار ُّ َ
خل�ضوع وال ِقيام تذ ُّل ًال هلل تعاىل "� ،إىل �أن قالَ O :ومن فعل ذ ِلك من ا ُ الدين، ومما يبعث ال َأ�سى يف النَّف�س ِاعتقا ُد هذه الأباطيل من ِّ
م ـ َّما �أه َّل به لغيرَ اهلل.
تعظي َمه؟ ف� ْإن قال :ن َعم ،فقُل :هذا النَّحر لغَري اهلل ،بل أردت بذ ِلك ِ
هل � َ َّ أن�صار اهلل ،و�إن كان �أزهر ًّيا ف�أنا ُم�س ِل ٌم ،وال ُي ِ�ضريين بع ُد �إن مل �أ ُكن
ماد �أو غريِه ،فهذا �شركٌ يف ال ِعبادة ،و�صا َر حي �أو م ِّيت� ،أو َج ٍ ملخ ُلوقٍ ٍّ � َ
باب امل�ش َهد، تو�سيخَ ِأردت ِ أ�شركت م َع اهلل غ َريه ،و�إن مل تُرِ د تعظي َمه ،فهل � َ � َ حم�ض ٍة ،قل ًبا للحقا ِئق ،وت�شوي ًها للإ�سالم � َ
أمام و�إبرازُها يف �صور ٍة دين َّي ٍة َ ال�س ِّيء،هب دعا ُة ال ِعلم ،وح َمل ُة الأقالم فكتَبوا حول هذا املعتقَد َّ َّثم َّ
هذه الأمور �إل ًها لعابِديه� ،سوا ًء كان م َل ًكا� ،أو نب ًّيا� ،أو ول ًّيا، ُ َمن تُف َعل له ِ �أزهر ًّيا كمثله.
أردت ذلك �أ�ص ًال ،وال الأجا ِنب يف ع�صر املدن َّية والنُّور. الَّذي َ�سرى يف امل�سلمني �أهلِ القُر�آن والتَّوحيد ،فلم يقنَع القُبور ُّيون ،فكتَب
أنت تع َلم يقينًا �أنَّك ما � َ وتنجي�س ال َّداخلني �إليه؟ ف� َ َ وحرمة �أك ِلها، وبعد :ف� َ
بهذه العبا َدة �أو ب� ِّأي �أو �شج ًرا� ،أو ق ًربا� ،أو جِ ِّن ًّيا� ،أو ح ًّيا� ،أو م ِّيتًا ،و�صا َر ِ أزهري! م�ستنَدنا يف ُحرمة الزَّردةُ ، إليك �أ ُّيها ال َ بجريد ِتنا Oالب�صائرN َ املفيدة
َ الأ�ستاذ ال�شَّ يخ ُمبا َرك ا ِمليلي ُن�شر َّياته
ِ َّ ِ ِ
أردت �إال الأ َّول ،وال خَ رجت من بيتك �إال لقَ�صده» َّ � َ
عابدا لذ ِلك املخ ُلوق ،و�إن �أق َّر باهلل وع َب َد ُه ،ف� َّإن �إقرار امل�شرِ كني نوع منها ً
َطبكان ُحماة "الزَّردة" و�أبطا ُلها من عا َّمة النَّا�س ل َه َان اخل ُ ولو َ مما �أُ ِه َّل به لغَري اهلل ،ف�إن ق ِنعت فقَد ُك ِفينا �ش َّر ال ِفتنة ،و�إن �أ َبيت لأنَّها َّ
ٍ القاطعة، حل َجج ِ ومظاه ُره ،N بينَّ فيها با ُ
ِ الغ َّراء ،حتت عنوانO :ال�شِّ رك
نحن ال ُن�شرِ ك باهلل ت َعاىل ،وال َّثم قال« :وقَد يقُول ه�ؤُالء القبور ُّيونُ : حديث�M :أنَا �أَغْ َنـى ال�شركَّ ،ثم �ساقَ ِ باهلل وتق ُّربهم �إليه مل ُيخرِ جهم عن ِّ بيد � َّأن الأمر َج َل ٌل ،ف� َّإن ِمن بني و ُقلنا :قو ٌم جاه ُلون يجب �إفها ُمهمَ ، أمام اهلل واملالئك ِة والنَّا�س �أجمعني ،و ُمطا ِل ُبك بب َيان اجك � َ ف�إنيِّ محُ ُّ بع�ض امل�س ِلمني ال َيوم ،وقد ا�ستَحالت طالن ما يعتَقد ُ ال�ساطعة ُب َ ِ
والبرَاهني َّ
لي�س �شر ًكا.جن َعل له ِن ًّدا ،واالل ِتجا ُء �إىل الأولياء واالع ِتقاد فيهم َ اهلل عم ًال ُ�شورِك فيه غ ُريه ،وال ُي� ِؤمن به ال�شُّ َر َكا ِء َعنِ ال�شِّ ْر ِك ،Lال يق َبل ُ ممن تعزُب عنهم احلقا ِئق، لي�سوا بالأغبِياء ،وال َّ قوما ُ حلما ِة ً ه�ؤُالء ،ا ُ كتاب اهلل ،و�سنَّة م�ستن َِدك يف ح ِّل َّية هذه الذَّ بائح ،وطريقتُنا يف ال َبيان ُ للطبع، الكرام ،وهي الآن ما ِث َل ٌة َّ هذه النُّ�شر َّيات �إىل رِ�سالة كما يع َلم الق َّراء ِ
قلت :نعم Kﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ُ َمن ع َبد معه غ َريه...الخ " وهم الَّذين �أق ُّروا البِدعة ،و�س َعوا لتَثبيتها ،ولو َال هذا ال َّرهط ال ْن َهار ُ
�صرح ُ وكالم الأئم َّة املو ُثوق ب ِعلمهم ،وال نق َبل غ َري هذه الأ�صول ُ ر�سو ِله @، وعن قريب تربزُ ،وفيها ما ُن�شر وزيا َدة
ال�شرك ،ف� َّإن تعظي َمهم ﮁ�[ Jآل عمران ،]167:غري � َّأن هذا من ُهم َجه ٌل مبعنى ِّ بعد ذلك ر�ست �آثا ُرها ،غري � َّأن لل َباطل َ�صول ٌة ،وللحقِّ َ واند َهذه املعتَقدات َ ال َّثالثة
حجرٍ � ،أو ال�صفحة الَّتي تليهاَّ �" :إن َمن اعتقَد يف �شَ َجرٍ � ،أو َ َّثم قال يف َّ ولقد ظننَّا � َّأن الأ�ستاذَ كفانَا �ش َّر القَوم ،و ُقلنا �سيعرِ فُون احلقَّ ويتَّبعونه،
اال�س ِتقرا ُر وال َّدولة.
5 4 3 2 1
وال�صاحلني يف َعلونها باخ ِتيارهم يف ناعات العا ِدية ،و� َّأن الأنبِيا َء َّ كال�ص ِ ِّ تكون خال�ص ُة ل َوجه اهلل الك َرمي ب ُدون � ٍ
إ�شراك ،وال والعبادات يجِ ب �أن َ
ُ عامر بن وا ِثلة، من اجلزء ال َّثاين �صفحة ( )261من طريق ُم�س ِلم عن ِ الأولياء ،ونح َرهم النَّحائر لهم ِ�شركٌ ،واهلل تعاىل يقول K :ﮊ ﮋ
وبعد مما ِتهم متى �شا ُءوا ،ويغ ُرون النَّا�س ب�إِتيان ُقبورِهم ،ولو ح َياتهمَ ، جُمازا ٍة ،وال ُمعا َو َ�ض ٍةِ ،طبقًا لقوله تعاىل K :ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ َّبي @ كان الن ُّ علي بن �أبي طا ِلب ،ف�أتَاه رج ٌل فقال :ما َ كنت عند ِّ قالُ : الظرف ،وقد �س َّمى تقد ُمي َّﮌ ﮍ [ J الكوثر� ]2:أي ال لغَريه ،كما ُيفيده ِ
عند نزُول ال َبالء ،وال�شَّ دائد، ب�شد ال ِّرحال �إليها ل ُدعا ِئهم واال�س ِتغاثة بهم َ ِّ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩJ يل �شي ًئا َّبي @ ي�س ُّر �إ َّ فغ�ضب ،وقال :ما كان الن ُّ ُي ِ�س ُّر �إليك؟ قالِ : فكيف بهذه الأف َعال ؟ اهلل تعاىل ال ِّرياء ِ�ش ْر ًكا َ
الَّتي يعجزُون عن َدف ِعها ب َك�سبِهم و َك�سب �أمثالهِ م من ال َب�شر بال ِ
أ�سباب [البينة.]5: بكلمات �أر َبع ،قال :فقال :ما ُه َّن يا �أم َري ٍ َّا�س ،غ َري �أنَّه ح َّدثني
يكتُمه الن َ فهذا الَّذي يف َع ُلونه لأوليائهم ،هو َعني ما ف َعله امل�شرِ ُكون ،و�صا ُروا به
العا ِد َّية ،كالأط َّباء مث ًال ،وبالتَّق ُّرب �إليهِ م بالنُّذور والقَرابني ،كما كان امل�ؤمنني؟!قال :قالَ M :ل َع َن ُ
اهلل Lفذكره.
فلي�ست خال�ص ًة هلل ،وقد قال ال َّدر ِديركان فيها �شي ٌء من هذاَ ، و�إذا َ نحن ال ُن�شرِ ك باهلل �شي ًئا ،ل َّأن ِفع َلهم �أكذَ ب م�شرِ كني ،وال ين َف ُعهم قو ُلهمُ :
امل�شرِ كون يتق َّربون �إىل �آله ِتهم من الأ�صنَام وغريِها ،وهم ي�أ ُكلونها ُ�س ْحتًا كان
« وظاهره ولو َ ِ يف «�أقرب امل�سالك» عند الك َالم على هذَ ين ال ِق�س َمني: ويف هذا �إبِطا ٌل ملا ي َّدعيه مت�ص ِّوفونَا ِم ْن � َّأن مبتَدعا ِتهم تتَّ�صل ال�صنعاين باحلرف قو َلهم " انتهى ما نقَلناه من ر�سالة الإمام َّ
حراما».
ً علي كذا ،وهو ِ
ظاهر التَّعليل، جت فاللهَّ َّ املع َّلق عليه طاع ًة ،نحو� :إن َ
حج ُ علي بن �أبي طا ِلب > ،فر َّد هذا اخلرقة Nيعني ِّ �صاحب ِ ِ�س ِل�سلتُها ب ـ ِ O إمام ِمن �أبنا ِء القَرن احلا ِدي ع�شَ ر، الكرام � َّأن هذا ال َ ول َيعلم ال ُق َّراء ِ
ال�سالم Nيف اجلزء ال َّرابع �صفحة ال�صنعاين :يف �Oسبل َّ وقال الإمام َّ كراه ِة
�شك يف َ احلج لأُجازِينَّه بكذا ،وال َّ
اهلل على ِّأقدرين ُلأنَّه يف ق َّوة� :إِن � َ احلديثُ ُت َّرها ِتهم ف َبطل ما كا ُنوا ُي�ؤفكون. إمام لي�س ِمن وليرَ َ�ض خُ �صو ُمنا ،لأنَّهم ال ُي� ِؤمنون بالقَدمي ،ول َّأن هذا ال َ
( )151عند الك َالم عن النَّذر املح َّرم ،بعد �أن تك َّلم عن حديث ابن عمر ذ ِلك». َّثم � َّإن النَّذر لغَري اهلل حم َّر ٌم باتِّفاق �أهلِ العلم ،وهو الَّذي يعبرِّ عنه عا�صرينا ،وقَد �أن َكر بدعتَهم هذه وح َّرمهاَّ ،ثم ج َعلها �شر ًكا ،وح َكم على ُم ِ
َّبي @�أنَّه نهى عن ولفظه :عن ابن ُعمر { عن الن ِّ ر�ضي اهلل عنهُ ، إمام ما ِلك يف َّ O الفُقهاء بنَذر ِ
وقال ال�شَّ وكاين يف Oفتح القدير Nعند قوله تعاىل K:ﮓ ﮔ ﮕ املوط�أ Nمن اجلزء املع�صية ،وقد قالَ ال ُ تخمنيٍ ،بل عن ظن� ،أو ِ بال�شرك ،ومل ي ُكن ذلك ِمن الإمام َعن ِّ �صاحبِها ِّ
النَّذر ،وقال�O:إ َّن ُه َال َي�أْ ِتي بِخَ يرْ ٍ ،و� مَّإنَا ُي ْ�ستَخْ َر ُج ِب ِه ِم َن ال َب ِخيلِ Nمتَّفق الأ َّول �صفحة ( ،)613عند قوله@َ M :م ْن نَذَ َر �أَ ْن ُيطي َع ا َ
هلل َف ْل ُي ِط ْعهُ، �ست�ضي ًئا واهد على ِّ
ال�صوت يقال� :أه َّل بكذا� ،أي رفَع ﮖ ﮗﮘ [ Jالبقرة « :]173:والإهاللُ َ :رفع َّ كل ذلكُ ،م ِ أقام الأدلَّة وال�شَّ ِ وتب�صرٍ ،فقد � َ ب�صري ٍة ُّ ِ
ِ
وامل�شاهد أزمنة على القُبور هذه ال ِ عليه« :هذا ،و�أ َّما النُّذور املع ُروفَة يف ِ اهلل َف َال َي ْع ِ�ص ِه� Lأن ينذُ ر ال َّرجل � ْأن مي�شي �إىل ال�شَّ ام، َو َم ْن نَذَ َر �أَ ْن َي ْع ِ�ص َي َ بنور ِ
ا�سم غ ِري اهلل ،كال َّال ِت وال ُعزَّى �إذا كان �صوتَه ،واملرا ُد هنا :ما ُذ ِك َر عليه ُ بحرمة وهدي �س َلف الأ َّمة ،وبهذا وغريِه ،ح َكمنا ُ وال�سنَّةَ ،
الكتاب ُّ
�صاحب القَرب �أنَّه والأَموات فال ك َالم يف حترِ ميها ،ل َّأن الن َِّاذر يعت ِق ُد يف ِ
خالف يف حترمي هذَ ا َ الذَّ ابح وثن ًّيا ،والنَّا ِر �إذا كان الذَّ ابح جمو�س ًّيا ،وال بطاع ٍة� ،إن ك َّلم لي�س َ مما َ �أو �إىل ِم�صر� ،أو �إىل ال َّربذة� ،أو ما �أ�ش َبه ذلك َّ وحرمة الأَكل من ذبِيح ِتها. Oالزَّر َدةُ ،N
ال�سقيم، أليم ،وي�ش ِفي َّ ي ْنفَع وي�ض ُّر ،ويج ِل ُب اخلَري ،ويدفَع ال�شَّ َّر ،و ُيعافيِ ال َ
أموات من الذَّ بح على ُقبورِهم، و�أمثا ِله ،ومث ُله ما يقَع من املعت ِقدين لل ِ فلي�س عليه يف �شي ِء ِمن ذلك �شي ٌء � ْإن هو ك َّلمه، فالنًا� ،أو ما �أ�شَ به ذلكَ ، و�إىل القارئ ما جاء يف كتاب Oنيل الأوطار Nللإمام ال�شَّ وكاين ،قال
كان يف َعل ُه ُع َّباد الأو َثانِ ب َعي ِنه ،ف َيح ُرم كما َيح ُرم النَّذر على وهذا هو الَّذي َ لي�س هلل يف ِ
مما �أه َّل به لغَري اهلل ،وال فَرق بينَه وب َني الذَّ بح لل َوثن». ف�إنَّه َّ هذه الأ�شياء طاع ٌة ،و� مَّإنا يوفَّى �أو حنَث مبا ح َلف عليه ،لأنَّه َ علي بن إمام ِّ
حديث ال ِ يف اجلزء ال َّثامن �صفحة ( )511عند الك َالم عن ِ
أعظم املح َّرمات ،و�أنَّه الَّذي كان ال َو َثن ،ويجب النَّهي عنه ،و�إبان ُة �أنَّه من � َ هلل مبا له فيه طاع ٌة.
بحرمة هذه الذَّ بائح ،لل ِع َّلة ال�صنعاين ُ وقد ح َكم ال�شَّ وكاين :كما ح َكم َّ �سمععلي ابن �أبي طالب > �أنَّه ِ إمام ِّ ولفظه :عن ال ِ �أبي َطالب >ُ ،
يف َعله ُع َّباد الأ�صنَام ،ولكن طالَ ال َأم ُد حتَّى �صا َر املع ُروف منك ًرا ،واملنك َر هللَ ،و َل َعنَ ُ َّبي@ يقولَ M:ل َعنَ ُ
تلحق هذه ب ِتلك، ا�سم غ ِري اهلل حتَّى َ املذ ُكو َرة ،وال ُيقال� :إنَّا ال نذ ُكر عليها َ مما ّباعه ،و�أين هذا َّ نزعم ا ِت َ حكم الإمام ما ِلك يف النُّذور الَّذي ُ هذا ُ اهلل َمنْ �آ َوى اهلل َمنْ َذ َب َح ِل َغيرْ ِ ا ِ الن َّ
امل�شاهد النَّحائ ُر من الأنع َام ،وهذا هو ِ ُنحر يف � ِ
أبواب معروفًا ،و�صا َرت ت َ ُ ُ
لأنَّا نقول :قد قالَ @ �O:مَّإنَا الأَ ْع َم ُال بِال ِّن َّي ِات ،و�إ مَِّنَا ِب ُك ِّل ْامرِئٍ َما والهدايا �إىل الأ�ضرِ حة ال َبعيدة، أدعيا ُء ال َيوم من َ�س ْو ِقهم النُّذور َ يف َع ُله � ِ َ
م ِدثًاَ ،و َل َعنَ اهلل َمنْ َل َعنَ َوا ِل َد ْي ِهَ ،و َل َعنَ اهلل َمنْ َغيرَّ َ تُخُ و َم الأ ْر َ�ضL حُ ْ
الَّذي ب َعي ِنه كان عليه ُع َّباد الأ�صنَام «َّ ،ثم �أ�شار �إىل ر�سال ِته Oتطهري
يل ،ولو َال ذلك ما �ش َّد ال َّرحل �إليه ،ولو كان َن َوى ،Nون َّية الذَّ ابِح كانَت للو ِّ و�إِراقَة َد ِم َها بني القُبور ،تز ُّلفًا لأه ِلها وتق ُّر ًبا لهم ِمن دون اهللَّ ،ثم من رواه �أح َمد وم�سلم والنِّ�سائيO :املرا ُد به �أن يذ َبح لغَري اهلل تعاىل ،ك َمن
احلاجة يف هذا املقال والَّذي قب َله. َ االع ِتقاد Nالَّتي نقَلنا منها ما به
�صاد ًقا لَذَ َب َحها يف بي ِته ،وج َعلها �صدق ًة على من �شاء� ،أما وقد �ش َّد ال َّرحل، بعد هذا ك ِّله "�أُك َلة �شعب َّية" ،وعم ُل ب ٍّر وخ ٍري ُرغم ا ِلإ�سالم ،و ُرغم تعا ِليمه، ِ ال�سالم� ،أو لل َكعبة لعي�سى عليهما َّ ملو�سى� ،أو َ لل�صليب� ،أو َ لل�صنم� ،أو َّ ذ َبح َّ
ح�سو�س، خ�صومنا ال ي� ِؤمنون �إ َّال بالـ َم ُ
َ أكثنا من الأدلَّة النَّقل َّية ،ل َّأن لقَد � رَ ْ ري
هم! � َّإن هذا بهتا ٌن كب ٌ ال َّل َّ هذه الذَّ بيحة� ،سوا ٌء كان الذَّ ابح ونح ِو ذلك ،فك ُّل هذا َحرا ٌم ،وال حت ُّل ِ
باب امل�شهد ،فهي لغَري اهلل ،وال نعتَرب و�أبى �أن تُذ َبح �إ َّال على القَرب� ،أو ِ
ر�ضيهم وير ُّد عا ِد َيتهمَّ ،ثم � َّإن َف ْت َو َتنَا يف ُحرمة «زَر َدة» ويف ظنِّي � َّأن هذا ُي ِ
قاد ال ينفَع أ�سا�س ال َعمل والقَول� ،إذا مل ي ُكن عن اع ِت ٍ هنا �إ َّال ال ِّن َّية ،لأنَّها � ُ املطر تق ُّر ًبا �إىل نحروا لنُزول َ جواب قَومك وقد ََّثم �أين يا �أخَ ا الأزه َر! ُ ق�صد مع ذلك م�سل ًما �أو كاف ًرا ،و�إليه ذهب ال�شَّ افعي و�أ�صحا ُبه ،ف� ْإن َ
�سيدي « ُم�شرِ ك» الَّذي طا َبق ا�س ُمه معتقَد القوم كان م�صد ُرها من جمموع تعظيم الـ َمذ ُبوح له غري اهلل تعاىل ،والعباد َة له كان ذلك كف ًرا ،ف�إن
ال�صنعاين يف ر�سال ِته ،وقد دلَّت القَرينة على �صاح َبه ،كما قال الإمام َّ ِ احلجة،قامت َّ يجوز طل ُبه �إ َّال ِمن اهلل؟ لقَد َ �صاحبه ما ال ُ القَرب ،وطل ًبا من ِ َ
مما �أُ ِه َّل به بحرمة الأَكل من ذبِيحتها ،لأنَّها َّ ال�صريحة ،و ُقلنا ُ هذه الأدلَّة ِّ
َ �صاحب القَرب ا�سم ِ ف�سا ِد املعتقَد ،على �أنَّا ال ن�س ِّلم ب� َّأن الذَّ ابِح مل يذ ُكر َ املحجة ،و�أُفحم اخلَ�صم ،و�إنَّك �إن عان َ
َدت َل َع َلى ُع ُت ٍّو َك ِبريٍ. وظ َهرت َّ قبل ذلك �صا َر بالذَّ بح ُم ْر َت ًّدا Nانتهى كالم الإمام كان الذَّ ابح م�سل ًما َ
بيد �أنَّا ال ن َْح ُكم
حب القبور ُّيون �أم َكرِ ُهواَ ، قياما بواجِ ب احلقِّ �أ َّ لغَري اهلل ً ال�شَّ وكاين.
دت بنف�سي و�أنا من �أبناء الزَّوايا كث ًريا من َه�ؤالء �شاه ُ
ذبيحته ،فقد َ على َ كان النَّذر املك َّرر ،واملع َّلق غ َري مرخَّ ٍ�ص فيه مع �أنَّه هللَ ،
فكيف َّثم �إذا َ
ر�سل نحن �أعق ُل ِمن �أن َ
نكون ُ�سف َها ُء ُن ِ ب ُكفرِ هم كما ح َكموا ب ُكفرنا ،بل ُ
حجة واحلجر ،وقد قال َّ َ أ�صحاب القُبور ،وحتَّى لل�شَّ جر ِ
بذبائحهم ل َ ُيهِ لُّون به �إذا كان لغَري اهلل؟ ل�ضيافة الأمري ،ف�أفتَوا و�أذك ُر � َّأن ُعلما َء ُبخا َرى ت�ش َّددوا حتَّى فيما ُذبح ِ
أح�سن ،ف�إن �أجا ُبوا ،وفبِها ندعوهم بالَّتي هي � َ واهنه ،ولكن ُ الك َالم على َع ِ
الإ�سالم حم َّمد ر�شيد ر�ضا رحمه اهلل يف كتاب «الوحي املح َّمدي» عند وقد كرِ ه الفُقهاء هذين النَّوعني من النَّذر ،والنَّذر املك َّرر هو �أن مما �أُه َّل به لغَري اهلل ،كما ذ َكر ذلك ال�شَّ يخ �إبراهيم بعدم �أك ِله ،وقالوا� :إنَّه َّ َ
و ِنع َمت ،و�إن �أ َبوا فل َيكفُّوا عنَّا �ش َّرهم ،وليرَ َب ُعوا على �أنفُ�سهم ،ف�إنَّا ن�ستَحي
أو�ضح الفَرق ،قال: الك َالم عن الفَرق بني الـ ُمعجِ زة وال َكرامة ،وبعد �أن � َ يوما ب َعينه مث ًال بال ِعبادة ِمن ُدون �سا ِئر الأ َّيام. تخُ َّ�ص ً راعوا فيه معنَى ا ِلإلزام خوفًا من �إذا َية الأمري ،ف�أَحلقُوه امل ْر َوزِي ،وك�أنَّهم َ
ب�أنفُ�سنا عن ر ِّد احلَ َجرِ ِم ْن حيث �أتَى ،ومل ي ُكن ذلك عن َو َهنٍ وخَ َورٍ ،ولكن
�سدن ِةأدعيا ُء ال ِعلمِ ،من َ أ�صل الـ ُمح َكم من عقا ِئد الإ�س َالم � ِ «جهِ ل هذا ال َ َ واملع َّلق �أن تقُولْ � :إن �شفَى ُ مبا �أه َّل به لغَري اهلل ،غ َري � َّأن ذلك قد ر َّده ال ُعلماء ،و�أَحلقُوه بال َع ِقيقة.
�إ�سا َء ٌة غف َرها االق ِتدار ،فل َيعلم هذا خ�صو ُمنا ،و�إن �أ َبوا فال َعرب بال َباب.
القُبور املع ُبودة وغريِهم ،فظنُّوا � َّأن املعجِ زات والك َرامات �أمو ٌر َك ْ�س ِب َّي ٌة،
�صدق ُة فعلي َ مري�ضي� ،أو ر َّد غا ِئبيَّ ، اهلل ِ
املح�ضة، َ كذا ،ووج ُه ال َكراهة �أنَّه كالـ ُمجازَاة والـ ُمعا َو�ضة ،ال القُربة �أ َّما �س َبب ُورود هذا احلديث ،كما جاء يف كتاب Oال َبيان والتَّعريفN
9 8 7 6