Professional Documents
Culture Documents
جمع اهلل لنبيه حممد ﷺ من خ�ص ��ال الكمال وحما�ص ��ن ال�ص ��فات ما
مت ّي ��ز ب ��ه عن �صائ ��ر اأهل الأر�ض ،ف ��كان ا ّأم ًة جامعاً للخري ،واأ�ص ��و ًة ح�صن ًة يف
ِ
وخ�صو�صهم، عمومهمرب ،ومثا ًل راقياً يف التعامل مع النا�ض ِ كافة اأعمال ال ّ
�صغريِهم وكبريِهم ،موؤم ِنهم وكافرِهم.
ين�صر املظلو َم ،ويعني املحتا َج ،وي�صرب على اأذى ال�صفيه ،ويقابل ال�صيئة
باحل�صن ��ة ،ويلق ��ى النا� ��ض بوج ��ه طلي ��ق ،با�صم الثغ ��ر ،ملي ��ح الطلعة ،كرمي
العطاء ،ح�صن الأداء.
�صخ�ص ��ه من م ��كارم الأخ ��اق اأق ّر
اإذا ا�ص ��تبان لع ��دوه م ��ا ينط ��وي عليه ُ
بالإمي ��ان ،واأذع ��ن بالت�ص ��ديق ،حت ��ى ق ��ال قائله ��م مل ��ا راأى من ك ��رمي خلقه
يل من وح�ص ��ن تعامل ��ه« :يا حمم ��د ،واهلل ما كان على الأر�ض وج� � ٌه اأبغ�ض اإ ّ
وجهك ،فقد اأ�ص ��بح وج ُهك اأحب الوجوه اإيلّ .واهلل ما كان من دينٍ اأبغ�ض
بلد اأبغ�ض يل م ��ن دين ��ك فاأ�ص ��بح دينُك اأحب الدين اإيلّ .واهلل م ��ا كان من ٍ اإ ّ
أحب الباد اإيلّ». يل من بلدك فاأ�صبح بل ُدك ا ّ اإ ّ
ويف ه ��ذا الكت ��اب نتع� � ّرف على نبينا ﷺ من جهة تعاماته مع �ص � ِ
�نوف
اخللق على تباين �ص ��فاتهم وتغاير اأحوالهم؛ نتعرف عليه زوجاً واأباً وجاراً
و�ص ��احباً وبائع� �اً وم�ص ��رياً وقا�ص ��ياً ومفتي� �اً؛ وق ��د بعث ��ه اهلل عبداً ر�ص ��و ًل،
٢٤٠ mm
ISBN: 978-603-8047-59-0
publishing@zadgroup.net
موعة زاد للن�صر ،ه�
فهر�صة مكتبة امللك فهد الوطنية اأ ناء الن�صر
املنجد ،حممد �صالح
كيف عاملهم �صلى اهلل عليه و�صلم / .حممد �صالح املنجد ،ط - .2الريا�ض1436 ،هـ
�800ض�24×16.5 ،صم
ردمك978-603-8047-59-0 :
اأ .العنوان .1ال�صرية النبوية
1436/1441 ديوي239 :
الطبعة الثانية
1436هـ2015/م
ﷺ 9 ............................................................
11 ..................................................................................................
15 .........................................................................
الرسول ﷺ القدو ُة احلسنة17 .....................................................................
بالنبي ﷺ 25 .................................................................... ِ
االقتداء جوانب
ُّ ُ
39 .................................... ﷺ
النبي ﷺ مع زوجاته 41 ...................................................................
تعامل ُّ
النبي ﷺ مع أبنائه وبناته109 .............................................................
تعامل ُّ
النبي ﷺ مع أحفاده 129 ..................................................................
تعامل ُّ
النبي ﷺ مع أقاربه147 ....................................................................
تعامل ُّ
النبي ﷺ مع جريانه167 ...................................................................
تعامل ُّ
النبي ﷺ مع الضيوف واملستضيفني183 ...............................................
تعامل ُّ
خواص أصحابه 203 ......................................................
ِّ النبي ﷺ مع
تعامل ُّ
النبي ﷺ مع اخلدم واإلماء235 ..........................................................
تعامل ُّ
253 ............................. ﷺ
النبي ﷺ مع ذوي العاهات 255 .........................................................
تعامل ُّ
تعامله ﷺ مع أصحاب املصائب والبالء 275 .................................................
تعامله ﷺ مع الفقراء 301 .........................................................................
كلمة النا�شر
ق�شة كتاب كيف عاملهم ﷺ
ٍ
س�نوات خلت ،حيث بدأ الش�يخ حممد ٍ
كتاب قصة ،وقص ُة كتابنا هذا تعود لتس�ع لكل
صال�ح املنجد بإلقاء سلس�لة من ال�دروس الرمضانية بعد صالة الرتاوي�ح بجامع عمر بن
،يف عامي -1427 عبد العزي�ز باخل�ر بعن�وان:
1428ه� ،وأكملها بجامع خادم احلرمني الرشيفني بجدة يف عام 1429ه�.
ثم عرضها يف برنامج تلفزيوين عىل عدد من القنوات الفضائية بعنوان:
ﷺ ،ث�م كان اإلصدار الثاين منها بعنوان:
.
خالل عامي 1433-1432ه�. وكذلك قدمها الشيخ يف الرنامج الرمضاين:
وم�ع اكت�ال هذا امل�رشوع ،ونظ�ر ًا للتفاع�ل واإلقبال الذي ملس�ته املجموع�ة مع تلك
السالس�ل والرام�ج ،وحاجة الناس ملعرفة اهلدي النب�وي يف التعامل مع أصناف البرش مع
تنوعه�م واخت�الف مراتبهم وأحواهل�م :عكف الفري�ق العلمي يف جمموع�ة زاد عىل إعادة
صياغ�ة امل�ادة العلمية امللق�اة وترتيبها ،واس�تكال كتابة منظومة ش�عرية تلخص جممل كل
موضوع يف هنايته.
وحرصنا فيها عىل مجع الروايات املقبولة من الس�نة والس�رية النبوية ،واالقتصار عىل ما
تناوله الشيخ يف الرشح بأسلوب سهل وخمترص بعيد ًا عن التطويل.
م�ع توثي�ق النصوص واآلثار ،وتقس�يم الكت�اب إىل أبواب وفصول ،ث�م ارتأينا حذف
الفصول من داخل الكتاب حتى ال نقطع تسلسل القراءة مع اإلبقاء عىل األبواب.
نرجو أن يكون هذا املرشوع إسهام ًا يف جتديد عرض السرية النبوية من خالل استعراض
اجلوانب االجتاعية يف حياة احلبيب املصطفى ﷺ وهديه يف التعامل مع الناس.
نش�كر كل من أس�هم يف هذا املرشوع الكبري الذي نرجو أن تنطلق منه مش�اريع عديدة،
فقد انتهينا -وهلل احلمد -من ترمجة الكتاب بنسختني األوىل ترمجة كاملة موجهة للمسلمني،
وأخرى خمترصة موجهة لغري املسلمني.
وي�ر جمموع�ة زاد للنرش أن تفت�ح املجال لتن�اول موضوعات الكت�اب وتفاصيله من
جوانب ختصصية تربوية واجتاعية ،وأن تقوم بنرشها يف طبعات قادمة مدجمة أو منفصلة.
إن هذا العمل الذي استغرق سنوات عدة ُتثل مواسم مجيلة عاشها الشيخ حممد صالح
املنج�د م�ع طالبه ومتابعيه ،كان ثمرهتا هذا الكتاب الذي هنديه لقرائنا األعزاء ،فا كان من
توفيق فبفضل اهلل وحده ،وال خيلو عمل من خلل ،فجزى اهلل خري ًا من نبهنا عليه.
نس�أل اهلل تع�اىل أن يرزقن�ا مجيع� ًا اإلخالص والقب�ول ،وأن يوفقنا ملا حي�ب ويرىض إنه
قريب جميب.
/ /
احلمدُ هلل رب العاملني ،وأش�هد أن ال إله إال اهلل ،وحده ال رشيك له ،وأش�هد أن حممد ًا
عبده ورسوله ﷺ تسلي ًا.
وبعد،
واملثل الصالح؛ با م ّن اهلل به عليه من ِ
اخللق كان يف رس�ول اهلل ﷺ القدو ُة احلس�نة ُ
فلقد َ
اجلم ،فجعل من االقتداء به سبيال إليه ملن كان يرجو اهلل واليوم اآلخر. ِ
واألدب ّ احلسن
الناس املتنو ِ
عة؛ ليتس�نّى ِ ّ ِ
رشائح ندرس حياته ﷺ ،وكيف ّي َة تعامله مع
َ لذا ينبغي علينا أن
ٍ
صحيح. علمي
ٍّ ٍ
بشكل لنا االقتدا ُء به
ِ
جوانب َ
واحلديث عن ُ
ويتن�اول معنى الق�دوة ،وبيان أن األنبياء هم الذين يقتدى هب�م،
خاص ًة. ٍ ِ
االقتداء باألنبياء عا ّم ًة ،وبنب ّينا حممد ﷺ ّ
وقسمنا هذا الباب إىل فصلني:
ّ
ﷺ
ويتن�اول تعامل النبي ﷺ مع بع�ض الناس الذين حيتاجون إىل الدع�وة ،والتأليف أكثر
من غريهم.
ِ
مخسة فصول: قسمته إىل
وقد ّ
ِ
اجلدد. تعامل النبي ﷺ مع املسلمني
تعامل النبي ﷺ مع املستفتني.
تعامل النبي ﷺ مع األعراب.
تعامل النبي ﷺ مع العصاة واملذنبني.
تعامل النبي ﷺ مع املنافقني.
ﷺ
ﻗﺪوة ﻟﻠﻌﺎﻟﻤﻴﻦ
الر�شول ﷺ القدو ُة احل�شنة
املرا ُد بالقدوة:
الناس خطا ُه ويت َ
ّبعون فالن قدو ٌة« إذا َ
كان مم ّ ْن يأتيس ُ فيقالٌ » :
اسم ملن يقتدى بهُ ،
القدوةٌُ :
طريقت ُه.
ِ
برسول اهلل ﷺ ،وخاص ًة مع كثرة الدّ عاوى الباطلة وما أشدَّ حاج َة املسل ِم اليو َم إىل ّ
التأس
الشبهات ّ
والشهوات ليصدّ وا عن سبيل اهلل. ِ
العرص الذي حيشدُ فيه أعدا ُء اهلل فت َن ّ يف هذا
حي�ث كونه إمام� ًا ،وقاضي� ًا ،وحاك ًا،
ُ فأردن�ا يف ه�ذا الكت�اب أن نتك ّل�م عنه ﷺ ،من
ومصلح� ًا ،ومع ّل� ًا ،ومر ّبي� ًا ،وزوج� ًا ،وأب ًا ،ومدي�ر ًا ،وقائ�د ًا ،وعامالً ...وغ�ري ذلك من
جوانب شخص ّيته ﷺ ،مستبرصين با ثبت يف السنة الصحيحة من ذلك. ِ
وعبادته:
ِ طاعة اهلل تعاىل
ِ .1الق ّو ُة يف
ِ
األنبياء عليهم الصال ُة والس�ال ُمُ ،
حيث إهنم وه�ذه الصف ُة العظيم ُة م�ن أبرز ما يف ِ
حياة ِ
الناس عبادةً ،وصالةً ،وإخبات ًا هلل ،Dوه�ذا معنى قوله تعاىل( :ﭮ ﭯ ﭰ ِ أكث�ر
ُ
ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ) [ص.[45 :
ِ
العبادة، ِ
القوة يف عن عطاء اخلراساين Vقال(» :ﭳ ﭴ ﭵ) ،أي :أويل
والعل ِم ِ
بأمر اهلل».
ِ
العبادة ،وبرص ًا يف الدين»).(3 قو ًة يف
وعن قتاد َة Vقال« :أعطوا ّ
والشواهدُ يف ذكر عبادة األنبياء عليهم الصالة والسالم كثريةٌ ،منها:
إبراهيم ( :Sﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧﯨ ﯩ ِ
لسان قوله تعاىل عىل
َ
ﯪ ﯫ) [إبراهيم.[40 :
غفر له
وقوته فيها كثري ٌة جدًّ ا ،مع أنه قد َ
أم�ا نب ّينا حممدٌ ﷺ ،فالش�واهدُ عىل كثرة عبادت�ه ّ
تأخ َ�ر ،فهو الذي قال له ربه ( :Dﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ
م�ا تقدّ َم من ذنبه وما ّ
ﭖ ﭗ) [اإلنسان.[26 :
َ
وقال له ...( :ﭖ ﭗ ﭘﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ) [مريم.[65 :
عبادتهم:
ْ ودعائهم لهُ �شبحانهُ م َع ق ّو ِة
ْ عهم ذكرهم هلل ،Dو�شدّ ُة ّ
ت�شر ْ ْ .2كرث ُة
ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭﯮ ﯯ ﯰ ﯱ)
[األنبياء.[90-87 :
(ﮆ ﮇ D
ﮈﮉﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘ
ﮙ ﮚﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ) ]مريم.[58 :
وكان ُ
يقول» : َ ُ
رسول اهلل ﷺ أخشى الناس هلل، َ
وكان
«).(2
فأنبياء اهلل ورس�له صىل اهلل عليهم وس�لم ،قد أورثهم هذا العلم تام اإليان واليقني به
سبحانه ،فهم أعلم الناس باهلل.
والر ِ
وح ِ ِ ِ
والع�ني إىل نورهاّ ، البدن إىل روحه، رضورة أعظ�م من
ُ فال�رضور ُة إليهم
الر ِ
س�ل فو َقها ِ ٍ
وحاجة ُف ِر َض ْ ٍ
ت ،فرضور ُة العبد وحاجت ُه إىل ّ رضورة ف�أي
إىل حياهت�اُّ ،
ٍ
بكثري.
ِ َ عنك هديه ،وما جا َء به طرف َة ٍ غاب َ
كاحلوت وصار
َ قلبك، عني ،فسدَ وما ظن َّك بم ْن إذا َ
ِ
املقالة. ووضع يف إذا َ
فارق املا َء،
َ
حيس ِ ِ ِ ُ
أعظم ،ولكن ال ُّ ُ احلال ،ب�ل الرس�ل كهذه فح�ال العب�د عند مفارقة قلبه ملا جا َء به ّ
جلرح بمي ٍ
ت إيال ُم. ٍ ّ حي ،وما
قلب ٌّ هبذا إال ٌ
فيج�ب عىل َّ ِ
نصح
كل من َ ُ كان�ت س�عاد ُة العبد يف الداري�ن معلق ًة هبدي ِّ
النبي ﷺ، ْ وإذا
خي�رج به عن ِ
وش�أنه ما ِ
وس�ريته، يع�رف من هديه،
َ وأح�ب نجاهت�ا ،وس�عادهتا أن نفس� ُه،
ُ َّ
ِ
وشيعته ،وحزبه. ِ
أتباعه، ِ
عداد ُ
ويدخل به يف اجلاهلني به،
ُ
والفضل بيد اهلل يؤتيه من يش�اء ،واهلل ٍ
ومس�تكثر ،وحمرو ٍم، ٍّ
مس�تقل، والناس يف هذا بني
ُ
ِ
الفضل العظي ِم»).(1 ذو
بالنبي ﷺ؟
ِّ ملاذا نقتدي
.1الأن حياته هي حياة اأكمل النا�س:
حياته ﷺ الع ُ
رب: ِ .4يف
ِ
باإلي�ان والتوحيد ،أو فيا ِ
والعر؛ س�وا ٌء م�ا يتع ّل ُق ِ
العظات ر ِ ِ ِ َّ
ألن يف دراس�ة حيات�ه أك َ
ِ
الباطل وأهله. ِ
الدعوة ،والرصا ِع مع يتع ّل ُق بأخالقه وسلوكه ،أو هبديه ومنهجه ،وصره يف
ّ�شر:
الفالح والن ِ
ِ ُ
�شرط ّبي ﷺ
االقتداء بالن ِّ
ُ .5
أحواله:
ِ كل ا ٌ
قدوة يف ِّ ّبي ﷺ
.6الن ُّ
النبي النب�ي َ
األخ؟ ومن ِّ ِّ الزوج؟ ومن
َ النبي َ
الرجل؟ وم�ن ِّ النبي ِ
جيع�ل اهلل Dم�ن ِّ أمل
النبي قدو ًة لنا ِ
جيعل اهلل Dش�خص ّي َة ِّ النبي القائدَ ؟ أمل
احلاكم؟ ومن ِّ
َ النبي
الصديق؟ ومن ِّ
َ
يف كل أحواله؟
به: ٌ
�شرورة لالقتداءِ ِ ّبي ﷺ ُ
معرفة �شري ِة الن ِّ
ِ
هبديه؟ ِ
االقتداء لتعرف كيف هتتدي ِ
جانب وقفة متأن ٍ
ّية عند فال بدَّ إذ ًا من ٍ
احل�شن:
ِ اخللق
ِ ٌ
قدوة يف فه َو ﷺ
جاعة:
ِ ال�ش ٌ
وقدوة يف ّ
ِ
برس�ول اهلل ﷺ، الب�أس يو َم ٍ
بدر اتّقينا حرض «ل�ا ع�يل بن أيب طالب َ I
ُ َ ق�الّ : ع� ْن ِّ
املرشكني من ُه»).(1
َ أقرب إىل
َ كانْ ،أو مل ْ يك ْن أحدٌ وكان م ْن أشدِّ الن ِ
ّاس ما َ َ
الب�أس نتّقي ِبهَّ ،
وإن امحر الراء بن ع�ازب َ ِ
ُ قال« :كنّا واهلل إذا َّ وعن�د مس�لم ] [1776عن
ِ
ّبي ﷺ«. جاع منّا ل ّلذي حياذي به -يعني الن َّ الش َّ
وكان أجو َد الن ِ
ّاس، َ رسول اهلل ﷺ أحس َن الن ِ
ّاس، ُ قالَ :
«كان مالك َ I بن ٍ أنس ِ
وع ْن ِ
ِ ناس َ ذات ٍ ِ فزع ُ أش�جع الن ِ
الصوت ،فتل ّق ْ
اهم قبل ّ فانطلق ٌ
َ ليلة، املدين�ة َ أهل ّاس ،ولقدْ َ َ َ
وكان
عري [أي:فرس أليب طلح� َة ٍ ٍ وهو عىل ِ رس�ول اهلل ﷺ راجع� ًا ،وقدْ ُ
الص�وتَ ، س�بقهم إىل ّ
ْ
»َ .
قال» : يقول» :وهو ُ ِ
�يفَ ، الس ُ ب�ال رسج] يف عنقه ّ
وكان فرس ًا يب ّط ُأ»).(2َ »َ .
قال:
ركب فرس ًا قطوف ًا بطيئ ًا ،فعاد بحر ًا ال يسابق ،وال جيارى. ِ
وهذا من مجلة معجزاته ﷺ كون ُه َ
ٌ
وقدوة يف اجلو ِد والكر ِم:
ُ
يكون وكان أجود ما َ رس�ول اهلل ﷺ أج�و َد الن ِ
ّ�اس، ُ قالَ :
«كان اس َ L ع� ْن ِ
اب�ن ع ّب ٍ
َ
القرآن، َ
رمض�ان ،فيدارس� ُه كل ٍ
ليل�ة م� ْن وكان يلق�ا ُه يف ِّ
َ ُ
جري�ل، ح�ني يلق�ا ُه
َ َ
رمض�ان يف
ِ
املرسلة»).(3 يحالر ِ ِ ُ
باخلري م َن ّ فلرسول اهلل ﷺ أجو ُد
فقال :ال»).(4 قطَ ، وعن جابر بن عبد اهلل Lقال« :ما س َئل النّبي ﷺ عن ٍ
يشء ُّ ِ
ْ ُّ ُ
رسول اهلل ﷺ عىل اإلسال ِم شيئ ًا ّإال أعطا ُه»، ُ سئل قال« :ما َ أنس بن مالك َ I وعن ِ
فقال :يا قو ِم ،أس�لموا؛ َّ
فإن قومهَ ،جبلني ،فرجع إىل ِ ِ رجل ،فأعطا ُه غن ًا َ
ب�ني ق�ال« :فج�اء ُه ٌ
َ
َ
حممد ًا يعطي عطا ًء ال خيشى الفاق َة»).(5
ّ
) (1األزيز :صوت البكاء ،وقيل :هو أن جييش جوفه ويغىل بالبكاء ،انظر :النهاية [.[45/1
) (2رواه أبو داود [ ،]904وصححه األلباين.
) (3رواه الرتمذي [ ،]3219وصححه األلباين يف صحيح اجلامع [.[3723
) (4مجع إهاب ،وهو اجللد الذي مل يبدغ ،انظر :النهاية [.[198/1
) (5رواه البخاري [ ،]5843ومسلم [.[1479
خلق ٍ
بال ،انظر :النهاية [.[479/2 ) (6أيٍ :
) (7رواه ابن ماجة [ ]2890عن أنس بن مالك ،Iوصححه األلباين يف الصحيحة [ ]2617بمجموع طرقه وشواهده.
ِ
العاص .L بن عمرو ِ
بن ) (1رواه البخاري [ ]2125عن ِ
عبد اهلل ِ ْ
) (2رواه البخاري [.[6307
) (3رواه البخاري [ ،]4837ومسلم [.[2820
وحسنه األلباين يف الصحيحة [.[68
ّ ) (4رواه ابن حبان [،]620
ِ
الصدقة يكث�ر في�ه م�ن ِ
العب�ادات، اإلكث�ار م�ن أن�وا ِع رمض�انَ ،
كان هدي�ه َ ِ
ش�هر ويف
ُ َ
ِ
واالعتكاف. والذ ِ
كر، ِ
والصالةّ ، ِ
القرآن، ِ
وتالوة ِ
واإلحسان،
ويفط�ر حتّى َ
يق�ال :ال يصو ُم ،وما ُ يفطر،
التط�وع :كان ﷺ يص�وم حتى يق�ال :ال ُ
ّ ويف
أكثر ممّا يصو ُم يف شعبان) ،(1وكان
شهر َغري رمضان ،وما كان يصو ُم يف ٍ َ
استكمل صيا َم شهر َ
يتحرى صيام يوم االثنني واخلميس).(2
ّ
مف�ر ًة حرف ًا
ه�ذ ًا وال عجل ًة ،بل ق�راء ًة ّ
ويف ق�راءة الق�رآن :كان�ت قراءت�ه ترتي�الً ،ال ّ
ِ �ع قراءته آي ًة آي ًة ،وكان يم�دُّ عندَ
حروف املدِّ ،فيم�دُّ (ﭛ) ،ويمدُّ حرف� ًا ،وكان يق ّط ُ
فيقول» :ﭷ ﭸ ُ ِ
الش�يطان الرجي ِم يف ّأو ِل قراءته، ُ
يس�تعيذ باهلل من َ
وكان (ﭜ))،(3
ﭹ ﭺ ﭻ» ،ور ّب�ا كان يق�ول» :
«) ،(4وكان له ﷺ حزب يقرؤه ،وال ُّ
خيل به.
وكان يق�رأ الق�رآن قائ ًا ،وقاع�د ًا ،ومضطجع� ًا ،ومتوضئ ًا ،وحمدث ًا ،ومل يك� ْن يمنعه من
قراءته إال اجلنابة»).(5
هلل: ٌ
قدوة يف ذكر ِه ِ وه َو
أكمل اخلَ ْل ِق ذكر ًا هلل ،Dوكان يذكر اهلل يف كل أحيانه ،قائ ًا وقاعد ًا،
النبي ﷺ َ
كان ُّفقد َ
وماشي ًا وراكب ًا ،وسائر ًا ونازالً.
وزواجه:
ِ و�شيامه،
ِ �شالته،
ِ به يف
ودعا اإىل االقتداءِ ِ
َ
يس�ألون ع ْن ّبي ﷺ ِ ِ مالك Iقال :جاء ثالث ُة ٍ فعن أنس بن ٍ
أزواج الن ِّ بيوت رهط إىل َ
كأهن ْم تقا ّلوها! [أي :اعتروها قليل� ًة] فقالوا :وأي َن نح ُن م ْن ِ
فل�ا أخروا ّ ّبي ﷺّ ،عب�ادة الن ِّ
النّبي ﷺ؟ قدْ غفر له ما تقدّ م من ِ
ذنبه ،وما ّ
تأخ َر. َ ْ َ ُ ِّ
أفطرَ ،
وقال هر وال ُ
آخ�ر :أنا أصو ُم الدّ َ أصيل ال ّل َيل أبد ًاَ ،
وقال ُ فإين ّ
أحده�م :أ ّما أنا ّ
ْ َ
ق�ال
أتزو ُج أبد ًا. ُ
أعتزل النّسا َء ،فال ّ آخر :أنا
ُ
إليهمَ ،
فقال» : ْ ُ
رس�ول اهلل ﷺ فجا َء
«).(1
ليتقوى عىل
الصوم ،وين�ام ّ
ليتقوى ع�ىل ّ
فيفط�ر ّ
ُ الس�محة،
ّب�ي ﷺ احلنيف ّية ّ
وطريق�ة الن ّ
ِ
لكر ّ
الشهوة ،وإعفاف النّفس ،وتكثري النّسل. ويتزوج
ّ القيام،
بأفعاهل�مَّ ،
وأن م ْن عز َم عىل عمل ْ ّأس
ويف احلدي�ث :دالل�ة عىل تت ّبع أحوال األكابر؛ للت ّ
ذلك ممنوع ًا»).(2
الريا َء؛ مل ْ يك ْن َ واحتاج إىل إظهاره ُ
حيث يأم ُن ّ َ ٍّبر،
احلج: ٌ
قدوة يف ِّ
والتأس ِبه.
ّ النبي ﷺ،
اتباع ِّ
يتجىل فيها ُ
ِ
عبادات اإلسال ِم التي ّ ِ
أوضح واحلج من
ُّ
َ
ليش�مل االقتدا َء به يقترص عىل صفاته املعنو ّي ِة ،بل يتعدّ ى ذلك؛
ُ بالنبي ﷺ ال
ِّ واالقتداء
املسلم.
ُ أكمل ٍ
هدي ،يقتدي به جوانب حياته العمل ّي ِة ،فهديه يف ذلك ﷺ ُ
ِ يف
نار).(2 ُ
اهلالل ،وال يوقد يف بيته ٌ ُ
اهلالل ،ثم ُ
اهلالل ،ثم ويرى
» ،فإذا فر َغ من طعام�ه قال» : ق�ر َب إليه الطعا ُم قال» :
وكان إذا ّ
«).(3
يدعو هلم).(4
َ وإذا أكل عند قوم مل خيرج حتى
َ
وكان ال لريبط عىل بطنه احلجر من اجل�وعِ، ُ ر ،حتى إن�ه تير ،ف�إن أعوز ُه ص َ ُ
ي�أكل م�ا ّ َ
حر ًا أو عبد ًا ،أعراب ّي ًا أو مهاجر ًا).(5 ٍ
يأنف من مؤاكلة أحد صغري ًا كان أو كبري ًاّ ،
ُ
واال�شتيقاظ:
ِ ويف النّو ِم
ِ
البدن من كان ينا ُم إذا دعته احلاج ُة إىل النو ِم عىل ش ّقه األيمن ،ذاكر ًا اهلل تعاىلَ ،
غري ممتلئ
ِ
والرشاب. الطعا ِم
ث�م َ
قال» : ِ وكان إذا أرا َد ْ
َ
حتت رأس�ه َّ
وض�ع ي�د ُه َ
َ أن ين�ا َم
«).(6
ُ
يستاك، ويكره ،وهي ّلله ويدعوه ،ثم
ّ الص ُ
ارخ ،فيحمدُ اهللَ تعاىل وكان يس�تيقظ إذا صاح ّ
يدى ر ّبه ،مناجي ًا له بكالمه ،مثني ًا عليه ،راجي ًا له،
يقف للصالة بني ْ
ثم يقوم إىل وضوئه ،ثم ُ
َّ
راغب ًا راهب ًا.
ِ
األرض تارةً ،وعىل الرير تار ًة).(7 ِ
احلصري تارةً ،وعىل ِ
الفراش تارةً ،وعىل وكان ينا ُم عىل
وبكائه:
ِ و�شحكه
ِ و�شكوته
ِ كالمه
ِ ٌ
قدوة يف
مفص ِل ّ ٍ
مبني يعدّ ه العا ُّد ،ليس ٍّ
هبذ مر ِع ال حيفظ ،وال منقط ٍع كان إذا تك ّلم؛ تك ّل َم بكال ٍم ّ
السكتات بني أفراد الكالم ،بل هديه فيه ُ
أكمل اهلدي. ُ خت ّلله
وكان إذا س ّلم س ّلم ثالث ًا).(8
َ َ
ليعقل عن ُه، وكان كثري ًا ما يعيدُ الكال َم ثالث ًا
ٍ
فصل حاجة ،ويتك ّل�م بجوامع الكال ِم، ٍ غري ٍ
بيشء يف ِ يتكلم ِ
الس�كوت ،ال َ
طوي�ل َ
وكان
ُ
يتكلم إال فيا يرجو ثوابه ،وإذا كره وكان ال يتك ّلم فيا ال ِ
يعنيه ،وال َ ٍ
تقص�ري، ٍ
فض�ول وال ال
ُّ ُ
عرف يف وجهه.
َ اليشء؛
تبدو نواجذه.التبس ُم ،فكان هناي ُة ضحكه أن َ التبسم ،بل ك ّله ّ جل ضحكه ّ وكان ُّ
ويستغرب وقوعه ويستندر).(9 يضحك منه ،وهو مما يتعجب من ِ
مثله، ُ ُ
يضحك مما وكان
ُ ّ ُ
ٍ
ص�وت ،كا مل يك ْن ٍ
بش�هيق ،ورف ِع جن�س ضحكه ،مل يك ْنِ وأ ّم�ا ب�كاؤه ﷺ ،ف�كان من
أزيز.
تدمع عيناه حتى هتمال ،ويسمع لصدره ٌ كانت
بقهقهة ،ولكن ْ ٍ ضحكه
ُ
ِ
خشية اهلل، ت ،وتار ًة خوف ًا عىل أ ّمته وشفق ًة عليها ،وتار ًة من وكان بكاؤه تار ًة رمح ًة للمي ِ
ّ ُ
ِ
واخلشية. ِ
للخوف، مصاحب ٍ
وإجالل، ٍ
وحمبة ٍ
اشتياق ِ
القرآن ،وهو بكا ُء وتار ًة عندَ سا ِع
ٌ
دمعت عيناه وبكى رمح ًة له ،وبكى ّ
ل�ا شاهد إحدى بناته ونفسها ْ إبراهيم؛
ُ مات ابنه
وملا َ
تفيض).(10
ُ
ِ
النساء).(11 ٍ
مسعود سور َة وبكى ّملا قرأ عليه اب ُن
�مس ،وصىل صالة الكس�وف، وبكى ملا مات عثان بن مظعون ،وبكى ملا كس�فت ّ
الش ُ
َ
وجعل يبكي يف صالته ،وجعل ُ
ينفخ.
وكان يبكي أحيان ًا يف صالة ال ّل ِ
يل).(12 َ وبكى ملا جلس عىل قر إحدى بناته،
وقدوة يف املعامالت:
كان أحس َن الن ِ
ّاس معامل ًة.
قال: َ
وشارك غريه ،وملا قدم عليه رشيك ُه َ ُ
رسول اهلل ﷺ واشرتى ،وآجر ،واستأجر، باع
كنت ال تداري ،وال تاري»).(2
يك َالرش ُ
فنعم ّ
كنت رشيكي؟ َ
أما تعرفني؟ قال« :أما َ
واس�تعار ،واشرتى
َ برهن ،وبغري ٍ
رهن، ٍ َ
واس�تدان وأثاب عليها،
َ وأهدىَ ،
وقبل اهلدي َة،
واملؤج ِل.
ّ ِ
بالثمن ِّ
احلال
مواضع، ِ
باحلل�ف يف ثالثة أكث�ر من ثان�ني موضع ًا ،وأمره اهللُ س�بحانه وحل�ف يف
َ
َ َ
ِ
يمينه تارةً ،ويك ّفرها تارةً ،ويميض فيها تارةً. َ
وكان ﷺ يستثني يف
بحق.
ويوري ،وال يقول يف توريته إال ٍّ
احلقّ ،
يازح ،ويقول يف مزاحه َّ
ُ وكان
وصارع.
َ ُ
رسول اهلل ﷺ بنفسه عىل األقدا ِم، وسابق
وحلب ش�اته ،وفىل ثوبه ،وخد َم أهل ُه
َ ورقع دلو ُه،
َ ورقع ثوبه بيده،
َ وخصف نعله بيده،
َ
وأضيف.
َ وأضاف
َ ِ
املسجد، ونفسه ،ومحل معهم ال ّلبن يف ِ
بناء َ
ِ
واملس�كني ِ
األرملة املري�ض ،ويش�هدُ اجلنازة ،وجييب الدّ ع�وة ،ويميش مع
َ َ
وكان يع�و ُد
وأثاب عليه).(1
َ الش ِ
عر، مديح ّ
َ والضعيف يف حوائجهم ،وسمع
ٌ
قدوة يف عياد ِة املر�شى:
مرض من أصحابه ،وعاد غالم� ًا كان خيدمه من أهل الكتاب ،وعاد
كان ﷺ يع�و ُد م� ْن َ
عمه.
يسلم ّ
ْ ٌ
مرشك ،وعرض عليها اإلسالم ،فأسلم اليهودي ،ومل عمه وهو
ّ
«. وجيلس عند رأسه ،ويسأله عن حاله ،فيقول» :
ُ ِ
املريض، وكان يدنو من
ِ
املريض ،ويقول» : يمسح بيده اليمنى عىل
ُ وكان
«).(2
ِ
الساق ،ونحو ِ
نصف ِ
اإلزار إىل ِ
األبيض ،ورف ِع خارج عن هذا النوعِ ،كلبس ِ
بالرشيعة ،فهذا
ٌ
ذلك.
بني ِ
كالوصال يف الصيا ِم ،ومجعه َ وهذه ال أسو َة به فيها،
ِ
ونحو ذلك. مهر، ِ
املوهوبة بال ٍ ِ
ونكاح ٍ
نسوة، أكثر من أرب ِع
النبي ﷺ تع ّبد ًا هلل.
وهو الفعل الذي فعله ُّ
يكون مستح ّب ًا.
ُ بالنبي ﷺ فيه ،وقد يكون واجب ًا ،وقد
ِّ ُ
الفعل هو الذي يقتدى فهذا
الرتوك. ِ
األفعال يقتدى به يف ّ بالنبي ﷺ يف ِ
االقتداء ِ
جانب وإىل
ِّ
ألمر من األمور ِ
األمور ،ومعرف ُة ترك�ه ﷺ ٍ فعل ٍ
أم�ر من بال�رتوك :تركه ﷺ َ
واملقص�و ُد ّ
ِ
بطريقني: ُ
يكون
ترك ك�ذا وكذا ،ومل يفعله ،كقول الصحايب يف صالة ِ
العيدَّ :
«أن الترصي�ح بأنه َ
ِّ ُ
ٍ
إقامة ).(1 صىل العيدَ بال ٍ
أذان ،وال َ
رسول اهلل ﷺ ّ
ِ ِ عد ُم ِ
مهمهم ودواعيهم
ْ للفعل ا ّلذي لو فعله ُّ
النبي ﷺ؛ لتو ّفرت الصحابة نقل
عىل نقله لأل ّم ِة.
فحي�ث مل ينقل� ُه واح�دٌ منهم ألبت� َة ،وال حدّ ث به يف جمم� ٍع أبد ًا علم أن�ه مل يك ْن ،وذلك
ُ
ِ
األفع�ال يكون حج ًة، ِ
لفعل من بالنية عن�دَ دخوله الص�الةَ ،وتركه ﷺ ِ كرتك�ه ﷺ التل ّف َ
�ظ
ِ
بس�بب خش�يته أن رمضان مجاع ًة؛
َ ِ
لوجود مان ٍع من فعله ،كرتكه ﷺ قيا َم إال إذا َ
ترك ش�يئ ًا؛
يفرض عىل أ ّمته ،فمثل هذا ليست األسوة يف تركه ،بل يف فعله؛ النتفاء املانع.
َ
ﺒﻲ ﷺ ُ
ﺗﻌﺎﻣﻞ اﻟﻨﱠ ﱢ
ﺣﻮﻟ َ ُﻪ ﻣﻊ أ َ ْﻫ ِﻠ ِﻪ وأَﻗﺎرِ ِﺑ ِﻪ و َﻣ ْ
ﻦ َ
النبي ﷺ مع زوجاته
ِّ تعامل
التأس َ
رس�ول اهلل ﷺ بحس�ب مواقعهم؛ ليتمكّنوا من ّ وم ْن هنا فعىل اجلميع أن يعرفوا
به ﷺ.
َ
الرس�ول يعرف
َ احلاكم إال أن
َ يس�ع
ُ وج ،والالز َ َ
الرس�ول ّ يعرف
َ الزوج إال أن
َ يس�ع
ُ فال
َ
الرسول القائدَ القدوةَ. يعرف يسع القائدَ إال أن ِ َ
َ العادل يف حكمه ،وال ُ
الرقي ِ
الناس إىل ِ
إلرش�اد الزوجة ،ونراس� ًا؛ِ النبي ﷺ قدو ًة يف ف ِّن التعامل مع وقد َ
ِّ كان ُّ
ِ ِ ِ ِ
واالجتاعية. الزوجية احلياة يب يف بالتعامل مع الزوجة معامل ًة حسن ًة ُ
يظهر أثرها اإلجيا ُّ
ُ
احلديث يف هذا الفصل بعون اهلل من عدة جوانب: ثم سيكون
من َّ
ﷺ
ﷺ
ﷺ
النبي ﷺ الزوجية:
ِّ اجلانب االأول� :شور من حياة
بن�ت خويل�د ،وعائش� ُة
للنب�ي ﷺ إح�دى ع�رش َة زوج� ًة ،وه�ن :خدجي� ُة ُ ِّ فق�د كان
ٍ
جحش األسدية، بنت
وزينب ُ
ُ بنت أيب ٍ
بكر ،وحفص ُة بنت عمر ،وسود ُة بنت زمع َة العامرية،
بنت خزيم َة اهلاللية ،وأ ُّم س�لم َة هند بنت أيب أمي�ة املخزوم ّية ،وأ ّم حبيبة رملة بنت
وزين�ب ُ
ُ
أيب س�فيان األموي�ة ،وميمون�ة بنت احل�ارث اهلاللي�ة ،وجوير ّية بنت احل�ارث املصطلقية،
وصف ّية بنت حيي النضريية .K
ﷺ
جل�س يف ّ
مصال ُه، َ بح
الص َ صىل ّ فع�ن اب�ن ع ّباس َ L
ق�الَ :
«كان رس�ول اهلل ﷺ إذا ّ ِ
ِ
نس�ائه امرأ ًة امرأةً ،يس ّل ُم عليه َّن، ثم يدخل عىل وجلس النّاس حوله حتّى تطلع ّ
الش�مسَّ ، َ
ويدعو هل َّن ،فإذا كان يوم إحداه َّن كان عندها»).(1
ويف آخر النهار جيالس�ها جلس ًة حيادثها فيها ،ويؤانسها ،فع ْن عائش َة ْ J
قالتَ :
«كان
ِ
نسائه ،فيدنو م ْن إحداه َّن»).(2 دخل عىل ِ
العرص َ انرصف م َن
َ ُ
رسول اهلل ﷺ إذا
ُ
التقبيل واملبارش ُة من غري مجاع).(3 قوهلا« :فيدنو م ْن إحداه َّن» ،املراد به:
كان يقع يف ّأول النّهار سالم ودعاء حمض ،وا ّلذي يف آخره
قال ابن حجر « :Vا ّلذي َ
واستئناس ،وحمادث ٌة»).(4
ٌ جلوس،
ٌ مع ُه
ٍ
امرأة م ْن ِ
غري يطوف علينا مجيع ًا ،فيدنو م ْن ِّ
كل ُ «قل يو ٌم ّإال َ
وهو وقالت عائش ُة َّ :J
ْ
فيبيت عندها»).(5
َ يبلغ إىل ا ّلتي َ
هو يومها ٍ
مسيس ،حتّى َ
َ
ينفصل عنه َّن إىل التي هو يف ذلك تأنيس� ًا هل َّن ،وتطييب ًا لقلوهب� َّن؛ حتى
يفعل َكان ُ «وإن�ا َ
ِ
القلب»).(6 يومها ،ويرتكها ط ّيب َة
فكان نس�اؤه ال يفقدنه ،بل يرينه يف ِّ
كل يو ٍم ،فأي َن هذا ممن ُ
هيجر زوجته ،ويرتكها األيا َم
الشهور!!
َ والليا َيل ،بل
النب�ي ﷺ ه�ذا اهلدي مع نس�ائه حتى يف ليلة بنائ�ه بزوجة جدي�دة ،ع ْن ِ
أنس ِ
ي�رتك ومل
ُّ
فأرس�لت عىل
ُ جحشٍ ،
بخبز وحل ٍم، ٍ ق�ال« :بني عىل النّبي ﷺ بزينب ِ
بنت مالك َ I ب�ن ٍ ِ
َ ِّ َ
فدعوت
ُ َ
وخيرجون، َ
فيأكلون ثم جيي ُء قو ٌم، َ
وخيرجونَّ ، َ
فيأكلون ال ّطعا ِم داعي ًا ،فيجي ُء قو ٌم،
طعامكم...
ْ نبي اهلل ،م�ا أجدُ أحد ًا أدعو ُهَ ،
قال :ارفعوا فقلت :يا َّ
ُ حتّ�ى ما أجدُ أحد ًا أدعو،
»، فقال» : ِ
حجرة عائش� َةَ ، فانطلق إىل ّبي ﷺ،
َ فخرج الن ُّ
َ
لك. أهلكَ ،
بارك اهللُ َ َ وجدت
َ السال ُم ورمح ُة اهللَ ،
كيف َ
وعليك ّ فقالت:
ْ
أسارير وجهه إذا رأى ،أو سمع ما يذكّره بزوجته خدجية ،Jفع ْن
ُ ُ
تنبسط وكان ﷺ
فعرف
َ ِ
رسول اهلل ﷺ، أخت خدجي َة عىل ٍ
خويلد ُ «استأذنت هال ُة ُ
بنت ْ عائش� َة ْ J
قالت:
تذكر
فقلت :ما ُ ُ فغرت،
ُ قالت:
«)ْ ،(3 لذلك)َ ،(2
فقال» : َ فارتاع
َ استئذان خدجي َة)،(1
َ
هلكت س�قطت أسناهنا م ْن الكر]، ِ
�دقني [أي :قدْ الش ِ
محراء ّ ٍ
قريش، ِ
عجائز ٍ
عجوز م ْن م ْن
ْ ْ
كن�ت أرا ُه ّإال عندَ
ُ تغري] ت ّعر ًا ما
أبدل�ك اهللُ خري ًا منه�ا ،فتم ّع َر وجه� ُه [أيّ :
َ يف الدّ ِ
ه�ر ،ق�دْ
D فق�ال» : ِ
املخيلة)َ ،(4 الوحيْ ،أو عندَِ ِ
ن�زول
D
ن عائش� َة J
ِ
وممّا َ
يتزوج يف حياهتا غريها فع ْ
ّبي ﷺ به خدجية يف الدّ نيا :أ ّن ُه مل ْ ّ
كافأ الن ُّ
ّبي ﷺ عىل خدجي َة حتّى ْ
ماتت»).(8 يتزو ِج الن ُّ
«ل�م ّ
قالتْ :
ْ
َ
بذلك. بصوت أختها فتذك َّر خدجيةِ )ِ (1
لشبه صوهتا
لذلك رسور ًا.
َ أيَّ :
هش ملجيئها ،واهتزَّ )ْ (2
) (3أي :اللهم اجعلها هالة.
) (4السحابة التي يظ ُّن أن هبا مطر ًا.
) (5رواه أمحد [ ،]24343والطراين يف املعجم الكبري [ ،]14/ 23وقال شعيب األرنؤوط« :إسناده صحيح».
) (6فتح الباري [.[140/7
) (7سري أعالم النبالء [.[112/2
) (8رواه مسلم [.[2436
ِ
باألخبار. فيه بني أهل العلم«وهذا مما ال اختالف ِ
ّ
ِ
وفيه ٌ
واختص ْت
ّ دليل عىل عظ ِم قدرها عنده ،وعىل مزيد فضلها؛ ّ
ألهنا أغنت ُه ع ْن غريها،
وثالثني عام ًا، تزوجها ثاني� ًة عاش بع�د ْ مر ِ
ت�ني؛ أل ّن ُه ﷺ َ َ ِ ب�ه ِِ
َ أن ّ اش�رتك فيه غريها ّ بقدر ما
نحو ال ّث ِ ٍ
لثني م َن املجموع. وهي ُانفردت خدجية منها بخمسة وعرشي َن عام ًاَ ، ْ
فصان قلبها فيه�ا من الغ�رية ،ومن ِ
َ وم�ع ط�ول امل�دّ ِة
وه�ي فضيلة مل ْ
َ الرضائر،...
نك�د ّ ْ َ َ
يشاركها فيها غريها»).(1
ومن حس�ن عه�ده ﷺ معها أنه كان يص�ل صديقاهتا بعد وفاهتا ،فعن عائش� َة J
جاءت
ْ قال�ت:
ْ فعن عائش� َة J
وخي�ص صواحبه�ا أيض ًا بمزيد فضل وإحس�انْ ،
ُّ
قالت :أنا ج ّثام ُة
»ْ ، ُ
رسول اهلل ﷺ» : وهو عنديَ ،
فقال هلا ّبي ﷺَ ،
عجوز إىل الن ِّ
ٌ
»، َ
فق�ال» : املزن ّي� ُة،
رس�ول اهلل ُ
تقبل عىل َ خرجت ،قلت :يا
ْ فلا َ
رس�ول اهللّ ، أنت وأ ّمي يا
بخري ب�أيب َ قال�تٍ :
ْ
اإلقبال! َ
فقال» : َ ِ
العج�وز هذا ِ
ه�ذه
«).(1
وألطف؛ ألن غري اس�مها إىل اس� ٍم َ
أمجل مع أن ِ
َ النبي ﷺ ّ
عجوز إال أن َّ
ٌ هذه املرأ َة
ُ
اإلنسان البليدُ الكسالن الذي ال يميل إىل احلركة. اجل ّثام َة هو
يتسمى به من النساء يف هذا الزمن).(2 واحلسان ُة أشدُّ حسن ًا من احلسناء ،وهو اسم مجيل َّقل من ّ
ّ
النبي ﷺ فيه مقابل ٌة ِ ِ
أخ�الق ِ ِ
املوقف م�ن ِّ
ُ اإليان ،وهذا أهل العه�د والوفا ُء من فحس� ُن
فت ط ّيب� ٌة ،ومالطف ٌة مجيل ٌة ،وتو ّد ٌد حممو ٌد ،ووفا ٌء ٌ
نبيل لزوجته خدجي َة التي طاملا أ ّيدت ُه ،وخ ّف ْ
عن ُه ،وواست ُه.
ووضعت يدها
ْ كدحت معه بداي� َة عمره،
ْ وكث�ري من األزواج الي�و َم يتنك ُّر لزوجته التي
ٌ
ِ
بيده ،وساعدت ُه يف بناء بيته ،وليس هذا من حسن العهد.
وكان ﷺ ال جي�دُ غضاض� ًة يف الترصيح بح ّبه لزوجته ،وقد قال ﷺ عن خدجي َة» :
«).(3
حصلت»).(4
ْ أن ح ّبها فضيل ٌة ِ
«وفيه إشارة إىل َّ
ُ
رس�ول اهلل ﷺ امرأ ًة ح ّبها ،وال حيب
يذكر ،فلم َّ
أش�هر من أن َ
ُ وح ّبه ﷺ لعائش�ة J
احلاكم يف املستدرك [ ،]17/1وصححه ،وصححه األلباين يف الصحيحة [.[216 ُ ) (1أخرجه
األلباين Vإحدى بناته هبذا االسم اقتدا ًء بالنبي ﷺ .انظر :السلسلة الصحيحة[.[215/1
ُّ ُ
الشيخ سمى
) (2وقد ّ
) (3رواه مسلم [ ]2435عن عائشة .J
) (4رشح النووي عىل صحيح مسلم [.[201/15
أي الن ِ
ّاس النبي ﷺُّ :
سأل َّاحلب ،وال خيفيه ،حتى إن عمرو بن العاص َ وكان يظهر ذلك َّ
«).(1 جال؟ َ
قال» : قلت :م َن الر ِ»ُ ، إليك؟ َ
قال» : أحب َ ُّ
ّ
دون أن يصارحها بح ّبه يعارش زوجت ُه الس�نني ال ّط َ
�والَ ، ِ
الرجال من أ ّم�ا َ
اآلن فتجدُ من
ُ
املروءة ،وربا يستحيي بعضهم من َ
ذلك!... ِ هلا ،وبعضهم يعدُّ ذلك من خوار ِم
ِ
تعزيز ِ
أفضل ما يس�اعدُ ع�ىل يعل�م أن ترصحيه بح ّب�ه لزوجته من
ُ ِ
الن�اس ال وكث�ري م�ن
ٌ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ
العالقات ،واستمرار احلياة السعيدة ،وزيادة الثقة بينها.
ويرص ُح هلا بذلك ،ويكثر منه.
ّ فالزوج ُة تريدُ من زوجها أن يشعرها أنه حي ّبها،
ُ
ويق�ول هلا كالم ًا وج�دت من يتك ّل ُم معها،
ْ ِ
املنكر بس�بب أهنا وقعت يف
ْ وك�م م�ن امرأة
معسوالً ،مل جتد ُه عند زوجها.
ﷺ
ِ ِ ّبي ﷺ ق ّب َل َ ع� ْن ع�رو َة ع ْن عائش� َة َّ J
الصالة ومل ْ
خ�رج إىل ّ
َ ثم
بعض نس�ائهَّ ، أن الن َّ
فضحكت).(2
ْ قلت :من هي ّإال ِ
أنت، يتوض ْأُ ،
ّ
ْ َ
ّبي ﷺ يق ّب ُل قال�تَ :
«كان الن ُّ ْ كان يق ّب ُل نس�اء ُه ،ع ْ
ن عائش� َة J صائم َ
ٌ ب�ل حتى وهو
ِ
إلربه»).(3 أملككم َ
وكان صائم، وهو
ْ ٌ ويبارشَ ،
ُ
ﷺ
فيضع فا ُه عىل
ُ ّبي ﷺ،
ثم أناول ُه الن َّ
حائضَّ ،
ٌ أرشب وأنا
ُ «كنت
ُ عن عائش َة ْ J
قالت:
ثم
حائضَّ ،
ٌ العرق [وهو العظم إذا أخذ عنه معظم ال ّلحم] وأناَ وأتعر ُق
ّ فيرشب،
ُ موض ِع َّيف
فيضع فا ُه عىل موض ِع َّيف»).(4
ُ ّبي ﷺ،
أناول ُه الن َّ
ويرشب م ْن
ُ أرشب من� ُه،
ُ يض�ع فا ُه عىل املوض� ِع ا ّلذي
ُ ُ
رس�ول اهلل ﷺ ويف لف�ظَ :
«كان
حائض»).(1
ٌ ِ
فضل رشايب ،وأنا
ِ
الزوجة؛ «وه�ذا من غاي�ة موافقته هلا ح ّب ًا») ،(2وكم يكون هلذا الفعل م�ن ٍ
أثر ط ّيب عىل
يفعل ذلك ِ
املرشبُ ، ِ
املأكل أو مكان ف ِم عائش� َة ريض اهلل تعاىل عنها يف
َ يضع فم ُه
فالنبي ﷺ ُ
ُّ
ِ
واملحبة. حائض؛ إظهار ًا للمو ّد ِةٌ ﷺ وهي
ﷺ
ِ
الس�فرات بحث ًا عن عقدها الذي َ
ضاع ،وليس مع كب يف إحدى ّ رت عائش� ُة ّ
الر َ فلا ّ
أخ ْ ّ
وجعل يطعنني ِ
بيده يف خارصيت، َ بكر،قالت« :عاتبني أبو ٍ ِ
الناس ما ٌء ،جاء أبو بكر يعاتبهاْ ،
ِ
رسول اهلل ﷺ ،ورأس ُه عىل فخذي»).(5 ُ
مكان ّحر ِك ّإال
فال يمنعني م ْن الت ّ
َ
القرآن»).(1 ثم يقر ُأ
حائضَّ ،
ٌ ّكئ يف حجري وأنا
ّبي ﷺ يت ُ وقالتَ :
«كان الن ُّ ْ
حضت؛ ٍ
مخيص�ة ،إ ْذ ّب�ي ﷺ مضطجع ًة يف فع�ن أ ِّم س�لم َة J
ُ مع الن ِّقال�ت« :بينا أنا َ
ْ
قل�ت :نعم،
أحضت]ُ ، ِ » [أي: ثي�اب حيضت�ي»)َ ،(2
ق�ال» : فأخ�ذت
ُ فانس�للت
ُ
َ
ِ
اخلميلة». ِ
اخلميلة») ،(3ويف لفظ« :فدع�اين ،فأدخلني مع ُه يف فاضطجعت مع� ُه يف
ُ فدع�اين،
وكل ثوب له مخل من أي ٍ
يشء َ
كان).(4 هي القطيفةّ ،
ْ ِّ ُ اخلميلةَ :
ٍ ٍ ِ ِ
واحد. حلاف احلائض ،واالضطجا ِع معها يف جواز النّو ِم َ
مع ُ ففيه:
وأ ّم�ا ق�ول اهلل تع�اىل( :ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ) [البق�رة ،[222 :فامل�را ُد :اعتزل�وا
وطأه َّن).(5
حائض،
ٌ يضطج�ع معي وأنا
ُ ُ
رس�ول اهلل ﷺ قالتَ :
«كان ّبي ﷺ ْ وع� ْن ميمون� َة َ
زوج الن ِّ
ثوب»).(6
وبيني وبين ُه ٌ
خمالف
ٌ ُ
الفعل حاضت زوجت�ه؛ فارقها يف املضج ِع وتركها ،وه�ذا
ْ ِ
األزواج إذا وبع�ض
ُ
اضطرابات نفس� ّي ٌة ِ
احليض تنتاهبا حال ِ
الزوجة ،فإن الزوج َة َ ِ
بحال ومرض النبي ﷺ، ِ
ٌ ٌّ هل�دي ِّ
ِ
الزوج عن فراش�ها؛ انضاف إىل ذلك مباعد ُة
َ وتضعف نفس� ّيتها ،فإذا
ُ تعك ُّر عليها مزاجها،
ضاعف ذلك من ِ
سوء حالتها. َ
J ﷺ
ّبي ﷺ يف بيتي ،ويف نوبتي ،وبني س�حري ونحري»)،(1 َّ
«ت�ويف الن ُّ قالت عائش� ُة :J
ْ
الصدر والرئة ،تريد أنه مات
هو ّوالس�حرَ :
بني س�حري ونحري» ّ .
)(2
ويف لفظ« :قبض ُه اهللُ َ
وهو مستند لصدرها ،ما بني جوفها وعنقها).(3
ُ
رس�ول اهلل ﷺ يوم ًا» : قالتَ :
ق�ال فع� ْن عائش� َة ْ J
السال ُم ورمح ُة اهلل وبركات ُه»).(7 ِ
فقلت :وعليه ّ
ُ »،
يلعب�ونَ ،
فقال ل�ي َ قالتَ :
دخل احلبش� ُة املس�جد ويق�ول هلا :يا محريا ُء) ،(1فعن عائش�ة ْ
نعم).(2
» ،فقلتْ : ّبي ﷺ» :
الن ُّ
ورمحة ،وحم ّب ٍة»).(3
ٍ ٍ
إشفاق، تصغري
ُ قال القايض عياض« :وهو
ّبي ﷺ، بري ُ ِ الز ِ وكان يكنيها بأم عبد اهلل ،فع ْن عائش َةْ ،
أتيت به الن َّ ل�ا ولدَ عبداهلل ب ُن ّ
قالتّ :
دخل جوف ُهَ ،
يشء َفكان أو َل ٍ فتف�ل يف ِ
َ
زلت
» ،فا ُ وقال» : َ ّ في�ه،
ولدت ُّ
قط).(4 ُ أكنّى هبا ،وما
ٍ
بأس�اء قبيحة ،مثل: ِ
اجلوالة يس�مون زوجاهت�م يف هواتفهم والي�وم جت�د بعض الرجال
ّ
يس�مي آخ�رون زوجاهتم يف ّ «نش�بة»« ،ورط�ة»« ،بلية»« ،ش�يطونة»« ،غلطة عمري» ،بينا
بأس�اء مجيلة حس�نة ،مثل« :األه�ل»« ،الغالية»« ،رشيكة العم�ر»« ،القمر»« ،أم ٍ جواالهتم
َ
األرزاق. قس َم ِ
األزواج كا ّ بني َ
األخالق َ قس َم َ
فسبحان من ّ فالن»،
ﷺ
فصنع ِ
امل�رق، ب ِ
لرس�ول اهلل ﷺ فارس� ّي ًا َ «أن ج�ار ًا
مال�ك َّ :I ٍ
َ كان ط ّي َ ع� ْن أن�س ب�ن
ُ فقال :الَ ، فقال- » » :لعائش َةَ ،- ثم جا َء يدعو ُهَ ، ِ
رسول اهللﷺ،» » : فقال لرسول اهلل ﷺ َّ
ثم عا َد يدعو ُه، ُ قال :الَ ،
«وهذه»َ ،ِ ُ فعا َد يدعو ُهَ ،
رسول اهلل ﷺَّ ،» » : قال رسول اهلل ﷺ: فقال
ِ ِ رسول اهلل ﷺَ ،» » : ُ َ
يتدافعان حتّى أتيا منزل ُه»).(5 فقال يف ال ّثالثةْ :
نعم ،فقاما فقال
ق�ال النووي« :كر َه ﷺ االختصاص بال ّطعا ِم دوهنا ،وه�ذا م ْن مجيل املعارشة ،وحقوق
املصاحبة ،وآداب املجالسة املؤكّدة»).(6
ُ
رسول اهلل ﷺ معتكف ًا ،فأتيت ُه أزور ُه ليالً ،فحدّ ثت ُه، قالتَ : ِ
كان حيي ْ J فع ْن صف ّي َة بنت ٍّ
ّبي ﷺ؛ أرسعا، ِ ِ
فلا رأيا الن َّ
األنصارّ ، رجالن م َن فمر
فانقلبت ،فقا َم معي؛ ليقلبن�يَّ ،
ُ قمت
ث�م ُ َّ
رسول اهلل! َ
قال» : َ َ
سبحان اهلل يا » ،فقاال: ّبي ﷺ» : َ
فقال الن ُّ
«).(1
ِ
املعتك�ف؛ لريجعه�ا إىل البي�ت؛ ليحميها ويرعاه�ا ،مع أن فتأ ّم�ل كي�ف قام معه�ا من
ٍ
لرضورة. املعتكف ال خيرج من املسجد إال
ِ
الطاهرات حيا ًة س�عيد ًة طيب ًة؛ إذ كان�ت تطبيق ًا لق�د ع�اش رس�ول اهلل ﷺ مع زوجات�ه
عمل ّي ًا دقيق ًا لقوله تعاىل( :ﯢ ﯣ) [النساء.[19 :
ِ
الزوجية بقوله ﷺ» : النبي ﷺ يتحدّ ُ
ث عن حياته عجب بعد ذلك أن نرى َّ
َ ف�ال
«).(2
«).(5
ُ
واإلحس�ان ّس�اء واحتاهلن ،ومالطف ُة الن ِ
ّس�اء احلث ع�ىل الرفق بالن ِ
«يف ه�ذا احلدي�ثُّ :
َّ ّ
ر عىل عوج أخالقه َّن ،واحتاهلن»).(6
والص ُ
إليه َّنّ ،
ُ
رسول اهلل ﷺ» : قالَ :
قال ذر الغفاري َ I
ع ْن أيب ٍّ
« ْأو َ
قال» :
«).(1
الصهر ِ
منه�م .وأ ّما ّ
ْ هاجر أ ّم إس�اعيل
َ فلكون الرحم
واحلق .وأ ّم�ا ّ
ّ ه�ي احلرمة
َ
منهم).(2 ِ
فلكون مارية أ ّم إبراهيم ْ
ﷺ
ويع�رف ه�ل ه�ي راضي ٌة علي�ه أم س�اخط ٌة ،فها هو يق�ول لعائش�ة » :J
ذلك؟ َ
قال» : تع�رف َ
ُ » ،فقالت :وم ْن أي َن
َ
اسمك).(3 أهجر ّإال
ُ َ
رسول اهلل ،ما » ،قالت :أجل واهلل يا
رضني أم سخط َن.
َ ِ
الرجال الذين ال يبالون بزوجاهتم، فلم يك ُن من
ِ
اجليوش، ِ
الدولة ،والغزو ،واجلهاد ،وجتهيز العظيم ﷺ الذي مل تش�غل ُه مهو ُم النبي
ُ فهذا ُّ
ِ
العظيمة ،مل ِ
األمور وقيرص ،ومتابع�ة ِ
الرس�ائل إىل كرى ِ
الدعوة يف العاملِ ،وإرس�ال ون�رش
َ
ِ
مشاعر زوجته. ِ
مراعاة يشغل ُه ذلك عن
مشاعر زوجته ،وال يبايل بأمرها ،سواء كانت راضي ًة أم ساخط ًة،
َ فأي َن هذا ،ممن ال يراعي
سعيد ًة أم حزين ًة؟!
عريهت�ا حفصة بأهنا ابنة
وم�ن ذل�ك :مراعاته ملش�اعر أم املؤمنني صفية ،Jفلا ّ
الص�در ،وهيدّ ُئ
َ يرشح
ُ �ب خاطرها ب�كالم ُ
رس�ول اهلل ﷺ ،وط ّي َ داف�ع عنه�ا
َ هي�ودي؛
ٍّ
اخلاطر.
َ
فبكت،
ْ هي�ودي،
ٍّ بنت
قال�تُ :
ْ أن حفص َة
بل�غ صف ّي� َة َّ
قالَ : ِ
أن�س ب�ن مالك َ I فع� ْن
قالت يل حفص ُةّ :إين ُ
بنت فقالتْ :
ْ »، وهي تبكيَ ،
فقال» : ّبي ﷺ َ َ
فدخل عليها الن ُّ
نسكت).(3
ُ مكان عمريت ا ّلتي
َ الر ِ
محن ،فأعمرين م َن التّنعي ِم، أمر عبدَ ّ
احلجَ ،
قضيت َّ
ُ فلا
ّ
تتعرض له زوجاهتم ِ
األزواج أن يراعوها مع زوجاهتم :ما ّ ِ
األمور التي ينبغي عىل ومن
ٍ
وضيق، حيدث هل� َّن من ٍ
تعب، ُ ِ
والوالدة ،وما ِ
والنفاس ِ
احلي�ض ِ
بس�بب م�ن ّ ٍ
تغري لطباعه َّن؛
وأملٍ.
ﷺ
ُ
ويقول: أهله يمس�ح ِ
بيده اليمن�ى)،(4 بعض ِيعو ُذ َ ّب�ي ﷺ َ عن عائش� َة َّ J
ُ كان ّ أن الن َّ
»
«).(5
ِ
مكان األملِ من ووضع يده عىل مواضع األملِ من زوجته وحنا عليها، تلم�س
َ َ فال�زوج إذا ّ
ُ
بقي ال�دا ُء ،لكنّها ِ ِ ِ
األث�ر يف ِ
يذهب األملُ ،وإن َ نفس امل�رأة وإن مل ْ عظيم
ُ زوجت�ه؛ كان لذل�ك
حيس هبا ،وبآالمها.
تشعر أنه ُّ
ُ
يولج ِ ِ
عاب�ت إحدى النس�اء زوجها –ك�ا يف قصة حدي�ث أ ِّم زرع -بقوهل�ا« :وال ُ
ْ وق�د
الكف؛ ليعلم ّ
البث»).(1 َّ
ويطلق
ُ ُ
احلزن، ِّ
بالبث ِ
احلزن فيزيله ... ،واملرا ُد «أي :ال يم�دُّ ي�ده؛ ليعلم ما هي ِ
عليه من َ
يقع اهتامها ِ
األمر الذي ُ يسأل عن ِ
املرض ..فأرادت أنه ال ُ البث أيض ًا عىل الشكوى ،وعىل
ُّ
ِ
الشفقة عليها»).(2 به ،فوصفته ِ
بقلة ُ
ٍ
مرض مطلوب ٌة. فهي تعيبه بذلك! فاملواساة بني الزوجني عند حلول ٍ
كرب ،أو نزول
ﷺ
بعض ال ّط ِ
ريق؛ َ ِ فل�ا َ ِ حيي َّ J ِ
نزل كان يف حج بنس�ائهّ ،
ّبي ﷺ َّ أن الن َّ ع� ْن صف ّي َة بنت ٍّ
ِ
بالقوارير ،يعني النّس�ا َء»، َ
س�وقك َ
«ك�ذاك ّب�ي ﷺ:
فقال الن ُّ ف�أرسعَ ،
َ َ
فس�اق هب� َّن، ٌ
رجل،
وكانت م ْن أحس�نه َّن ظهر ًا، ِ يس�ريون َ
فبكت ،وجا َء
ْ ْ حيي مجلها،برك بصف ّي� َة بنت ٍّ َ هم
فبينا ْ
فجعل يمسح دموعها ِ
بيده).(3 َ َ
بذلك، ر ُ
ُ حني أخ َ
رسول اهلل ﷺ َ
ِ
الزوجة ،مع أن ِ
ومشاعر ِ
لعواطف وتقدير ِ
الزوج فيه مواس�ا ٌة كبريةٌ، فمس�ح الدمو ِع ِ
بيد
ٌ ُ
ِ
اجلال ،ومع ِ
أحس�ن ِ
بس�بب بروك مجلها الذي كان يعدُّ من بكت ِ
هني ،إذ ْ
أمر ّ ٌ
س�بب البكاء ٌ
َ
مشاعر صفي َة وعواطفها.
َ ذلك مل حي ّق ِر ُّ
النبي ﷺ
ﷺ
فس�مع عائش� َة، ّبي ﷺ، ُ قال :جا َء أبو ٍ بش�ري َ L ٍ ّعان ِعن الن ِِ
َ يس�تأذن عىل الن ِّ بكر بن
َ
رومان ،وتناوهلا، فدخلَ ،
فقال :يا ابن� َة أ ِّم َ رس�ول اهلل ﷺَ ،
فأذن ل ُه ِ وه�ي رافع� ٌة صوهتا عىل َ
بكرَ ،
جعل خرج أبو ٍ رسول اهلل ﷺ؟! َ ِ ِ
فلا َ ّبي ﷺ بين ُه وبينهاّ ،فحال الن ُّ أترفعني صوتك عىل
َ
ثم جا َء أبو ٍ
بكر، ِ الر ِ ُ
جل وبينك»َّ ، بني ّحل�ت َ
ُ يرتضاها« :أال تري َن ّأين قدْ
يق�ول هلا ّ ّب�ي ﷺ الن ُّ
َ
رس�ول اهلل أرشكاين فقال ل ُه أبو ٍ
بكر :يا فدخلَ ، َ عليه ،فوجد ُه يضاحكهاَ ،
فأذن ل ُه فاس�تأذن ِ
َ
يف سلمكا ،كا أرشكتاين يف حربكا).(3
ب�ل رب�ا راجعت� ُه إحداه َّن يف األم�ر ،وهجرت�ه إىل الليل ،وحيتم�ل ذلك منه�ا ،كا َ
قال
نس�اؤهم،
ْ تغلبهم
ْ ِ
األنص�ار إذا قو ٌم فل�ا قدمنا عىل
نغلب النّس�ا َءّ ،
ُ ٍ
قريش معرش عم�ر :كنّ�ا
َ
فأنكرت عيل ام�رأيت فراجعتني، ِ ِ يأخذن م ْن ِ
َ
ُ فصخبت َّ
ُ األنص�ار، نس�اء أدب فطفق نس�اؤنا
َ
َ
أراجعك ،فواهلل تنك�ر ْ
أن فقالت :ما
ْ أن تراجعن�ي[ .أي :ت�راددين يف القول وتناظرين ِ
فيه]، ْ
ُ ْ
فدخلت عىل
ُ فانطلقت،
ُ ّب�ي ﷺ لرياجعن� ُه ،وهتج�ر ُه إحداه َّن اليو َم إىل ال ّل ِ
ي�ل، أزواج الن ِّ
َ َّ
إن
فقلت :أهتجر ُه إحداك َّن اليو َم إىل
ُ نع�م،
فقالتْ :
ْ َ
رس�ول اهلل ﷺ؟ أتراجعني
َ فقلت:
ُ حفص َة،
نعم ...احلديث).(1
قالتْ : ال ّل ِ
يلْ ،
ِ
األنصار يف نسائهم، ِ
بسرية أخذ ِ
النساء مذمو ٌم؛ ألن النبي ﷺ َ ِ
الوطأة عىل أن شد َة
َ
وترك سري َة قومه.
يقع منه َّن من ِ
زلل يف ِ
والصفح عا ُ
ُ الزوجات واإلغضا ُء عن خطأه َّن، ر عىل
الص ُ
حق اهلل تعاىل»).(2 ُ
يكون من ِّ دون ما حق ِ
املرءَ ، ِّ
ﷺ
ُ
يكون يف قالتَ :
«كان يصنع يف بيته؟ ْ ّبي ﷺ س�ألت عائش َة :ما َ ِ
األس�ود َ
ُ كان الن ُّ ُ قال: ع َن
حرضت الصال ُة خرج إىل الص ِ
الة»).(3 ِ مهنة ِ
أهله ،فإذا ِ
ّ َ ّ
ِ
يصلحهم).(4
ْ وخدمتهم ،وما
ْ عملهم،
ْ ،يعني :خدم َة أهلهْ ،
أي:
الر ُ
جال يف ويعم�ل ما ُ
يعمل ّ ُ صف نعل ُه «كان ُ
خييط ثوب ُه وخيَ ُ وعن�د أمحد ] [24382عنه�اَ :
بيوهتم» ،وصححه األلباين يف صحيح اجلامع ].[4937
ْ
ِ
والوسخ. « َيفيل ثوبه» أي :ينظر يف الثوب هل فيه يش ٌء من األذى
ِ
واجلمع).(1
ُ الض ُّم أي :خيرزها طاق ًة عىل األخرى ،م َن اخلصف َ
وهو ّ صف نعل ُه» ْ
«خيَ ُ
حيم ُل زوجت�ه أعبا ًء وأمحاالً َ
ف�وق طاقتها ،وربا يراه�ا متعب ًة ،أو ِ
الن�اس َ
اآلن من ّ وم�ن
املنزل ،وليس هذا من حسن العرشة. ِ ِ
شئون مريض ًة ،فال يكرتث لذلك ،وال يساعدها يف
ﷺ
ٍ
بعباءة حيوي هلا وراء ُه أرادت صف ّي ُة أن
ّبي ﷺ ّ
فرأيت الن َّ
ُ أنس:-
البعري- ،قال ٌ
َ تركب
َ ْ فلا
وتضع صف ّي ُة رجلها عىل فيض�ع ركبت ُه، ِ
بعريه، جيلس عندَ
ُ ُ ثم ُ -يعني :حييطها ويش�ملها هباَّ ،
تركب).(2 ِ
ركبته حتّى
َ
ِ
والرمحة وترك�ب ،وهذا غاي�ة التواض ِع يض�ع هلا ركبت�ه؛ لتصعدَ عليها ُ
فرس�ول اهلل ﷺ
َ ُ
ِ
الزوجة. واإلحسان يف معاملة
ﷺ
يح»).(4 ِ
عليه ْ ُ قالتَ :
عن عائش َة ْ J
الر ُ
أن يوجدَ من ُه ّ رسول اهلل ﷺ يشتدُّ «كان
«وكان أش�دَّ يشء ِ
عليه ْ
أن يوجد َ �ب ،ويف رواي�ة ِ
عن ابن ع ّباس :L الغ�ري ال ّط ّي ِ ِ
أي:
ُ
ريح س ّي ٌئ»).(5
من ُه ٌ
ويكثر من�ه ،بل هو إح�دى حمبوبات�ه الدنيو ّية كا يف
ُ �ب ،حي ّب� ُه، َ
وكان م�ن أخالق�ه التط ّي ُ
«).(6 احلديث» :
ﷺ
ُ
تنبع�ث منه ،وهي ربا تكون يدخل بيته وي�أيت إىل زوجته ورائح ُة الدّ ِ
خان ُ أي�ن هذا ممن
الروائح
ُ ُ
فتنبعث منه الروائح الزك ّي ُة ،أما ه�و:
ُ ُ
فتنبع�ث منها ِ
األطياب، ِ
بأمجل ب�ت له
ق�د تط ّي ْ
الكرهي ُة!
ﷺ
«).(1 وأمر بذلك أصحابه فقال» :
فإن النّظاف َة
متفرق ًا؛ َّ
والرتجي�ل ،وال يرتك ُه ّ ِ
بالغس�ل ،والتّدهنيّ ، «أي :فليز ّين ُه ،ولين ّظف ُه:
ْ
حمبوب.(2)»..ٌ ِ
املنظر وحس َن
ألحب
ُّ يتجمل ،ويتن ّظف لزوجته ،قال اب�ن عباس ّ :L
«إين ّ ال�ز ِ
وج أن فينبغ�ي عىل ّ
يقول( :ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜﮝ ألن اهللَ ُ
أن تتز ّي َن يل املرأةُ؛ َّ
أح�ب ْ ِ
للمرأة كا ْ
أن أتز ّي� َن
ُّ
ﮞ ﮟ ﮠ) [البقرة.(3)«[228 :
ﷺ
ِ ٍ
جحر يف ِ ٍ
رسول اهلل ﷺ، باب ال ا ّط َ
لع م ْن أن رج ًاألنصاري َّ Iَّ س�عد فع ْن س�هل بن
يرج ُل ِبه رأس ُه.(5)...
مدرى)ّ (4 ِ
ومع رسول اهلل ﷺ ً
َ
) (1رواه أبو داود [ ]4163عن أيب هريرة ،Iوصححه األلباين يف صحيح اجلامع [.[6493
) (2عون املعبود [.[1183/9
) (3رواه ابن جرير الطري يف تفسريه [.[532/4
يرح به ّ
الشعر املتل ّبد، ِ ٍ
خشب عىل شكل س ّن من أسنان املشط وأطول منه ّ ) (4املدرى :يشء يعمل من حديد أو
ويستعمله من ال مشط له .النهاية [[260/2
) (5رواه البخاري [ ،]5924ومسلم [.[2156
) (6رواه البخاري [ ،]2029ومسلم [.[297
) (7رواه البخاري [ ،]301ومسلم [.[297
ِ ِ
واضح غاي َة الوضوح يف س�ريته ،وقد َ
ندب إىل ٌ أمر
وس�ائل النظاف�ة ٌ فرعايت�ه ﷺ جلمي ِع
وأمجل ٍ
هيئة. ِ أحسن ٍ
حال، ِ ُ
اإلنسان عىل َ
ليكون ِ
الفطرة؛ مجيع أ ّمته ،فح ّثهم عىل ِ
سنن َ
ذلك َ
ﷺ
هويت شيئ ًا ال حمذور فيه تابعها عليه.
ْ فإذا
ٍ
صبيان، وصوت
َ ُ
رس�ول اهلل ﷺ جالس� ًا ،فس�معنا لغط ًا قالتَ :
كان ع ْن عائش� َة ْ J
فجئت،ُ ، بحراهبمَ ،
فقال» : ْ َ
يلعبون ُ
رسول اهلل ﷺ ،فإذا احلبش ُة فقا َم
ِ ِ ِ ِ
رأس�ه، املنكب إىل بني
أنظر إليهم ما َ
فجعلت ُ ُ رس�ول اهلل ﷺ، منكب فوضع�ت َل ْح َّ
ي�ي عىل ُ
ألنظر منزلتي عند ُه).(2
َ فجعلت ُ
أقول :ال؛ ُ »، َ
فقال يل» :
ِ
ألهله»).(3 ُ
ومجيل معارشته ِ
خلقه الكري ِم، «وفيه :حس ُن
ِ
للمرء أن ِ
احلس�ن ،وما ينبغي «فيه :ما كان عليه النبي Sمن اخللق
يمتثل ُه مع أهله؛ من إيثاره مسارهم ،فيا ال حرج عليهم فيه»).(4
إليهم»).(1
ْ عن الن ِ
ّظر أنرصف ِ
ُ كنت أنا ا ّلتي
لعبهم ،حتّى ُ
ْ أنظر إىل
«فجعلت ُ
ُ ويف رواية:
ﷺ
ٍ ّيان ِ جاريتان تغن ِ
ِ ُ قالتَ :
بعاث- .هو يوم بغناء رس�ول اهلل ﷺ ،وعندي دخل ع ْن عائش� َة ْ
َ
فدخل أبو وحو َل وجه� ُه، ِ
الفراشّ ، فاضطج�ع عىل
َ ج�رى فيه ٌ
قت�ال بني األوس واخلزرج،
ُ
رس�ول اهلل ﷺ فأقبل ِ
عليه رس�ول اهلل ﷺ!»َ ، ِ ِ
�يطان عندَ «مزمار ّ
الش بكر ،فانتهرينَ ،
وقال: ٍ
ُ
وكان يوم ٍ فلا َ َ
عيد).(4 َ َ غفل غمزهتا ،فخرجتا، ّ ، فقال:
ِ
العيال يف ِ
الفوائد :مرشوع ّية التّوس�عة عىل ِ
احلديث م ْن ق�ال اب�ن حجر « :Vويف هذا
العبادةِ ...
وفيه ِ بس�ط النّفس ،وترويح البدن م�ن ِ
كلف ُ هلم به ُ ِ
األعياد بأنوا ِع ما أ ّي�ا ِم
ْ ُ حيصل ْ
باملرأة واستجالب مو ّدهتا»).(5ِ فقالر ُ
ّ
ِ
بالدفوف، ِ
الرضب ِ
والنكاح يف ِ
كاألعياد ِ
األفراح، ِ
أوقات ص هلم يف النبي ﷺ ّ َ
يرخ ُ فكان ُّ
ِ
األشعار ،وما كان يف معناها. والتغنّي مع ذلك هبذه
ِ
اللهو ِ
النف�وس ،بآالت ِ
الكامن يف ِ
املث�رية للهوى ِ
اجلميلة والص ِ
ور ِ
اخلم�ورّ ، م�ات من
املحر ُ
ّ
املطربة ،فأنكروا ذلك كله ،وهنوا عنه ،وغ ّلظوا ِ
فيه.
النب�ي ﷺ ألصحابه مل يكن هذا
ُّ ص فيه رخ َ وه�ذا ُّ
ي�دل عىل أهنم فهموا أن الغن�ا َء الذي ّ
العرب رخص في�ا كان يف عهده مم�ا يتعارفه ِ
اآلالت ،وأنه إنا ّ الغن�ا َء ،وال آالت�ه هي ه�ذه
ُ
بآالهتم.
ِ
التباين ما الرخص ُة ،وإن ّ
س�م َي غنا ًء ،فبينها من فأما غنا ُء األعاج ِم بآالهتم :فلم تتناول ُه ّ
الطباع ،ويدعو إىل املعايص،
َ ويغري فإن غنا َء األعاج ِم بآالهتا ُ
يثري اهلوىُ ّ ، ٍ
عاقل؛ َّ ال خيفى عىل
فهو رقي ُة ّ
الزنا.
ِ ِ
قاسلي�س فيه يش ٌء من هذه املفاس�د بالك ّل ّية البتّ� َة .فمن َ
ص به َ األع�راب ّ
املرخ ُ وغن�ا ُء
ِ
واألصل، الفرق ب�ني الفر ِع ِ وق�اس مع ظهور
َ أقبح اخلطأِ، َ
أخطأ َ ِ
اآلخر؛ فق�دْ أحدمه�ا عىل
ِ
الصواب).(1 ِ
القياس ،وأبعده عن ِ
أفسد فقياسه من
اللهو الري ُء ،واملتع ُة املباح ُة.
ُ النبي ﷺ لزوجته استاعه هو
فاللهو الذي أباح ُّ
ٍ
جوار ،فيلعب َن معها يرب إىل عائشة
يقترص هديه ﷺ مع زوجته عىل ذلك ،بل كان ّ
ْ ومل
عب ،وكان ﷺ يتحاشى تنفري هؤالء الضيوف.بال ّل ِ
ِ
القلوب؛ املر َة إىل األزواج عىل هذا ِ بل إنه ﷺ َّ
وجيلب ّ
ُ األمر؛ ألنه يس�تدعي الوئام َ حث
«).(3 فقال جلابر بن عبد اهلل ّملا تزوج» :
قلوب النساء»).(5
َ ب
واملزح ،واملالعبة هي التي تط ّي ُ
ُ «فاملداعبة
َ
يكون يف أن للر ِ
جل ْ اخلطاب – Iمع شدّ ته وصالبته -يقول« :ينبغي ّ ِ عمر ب ُن َ
وكان ُ
التمس ما عند ُه وجدَ رجالً»).(6 بي ،فإذا ِ
أهله َ
َ الص ِّ
مثل ّ
كالص ّفة تكون بني ِ
يدى البيت. منحدر يف األرض قليال شبيه باملخدع واخلزانة .وقيل هو ّ
ٌ صغري
ٌ بيت
السهوةٌ :
)ّ (1
ِ
الطاق يوضع فيه اليش ُء .النهاية [[1047/2 ف أو بالر ِّ
وقيل :شبيه ّ
) (2رواه أبو داود [ ،]4932وصححه األلباين.
) (3رواه البخاري [ ،]2097ومسلم [.[715
) (4رواه الطراين يف الكبري [ ،]1785وصححه األلباين يف صحيح الرتغيب والرتهيب [.[1282
) (5موعظة املؤمنني [ص.[168
) (6املجالسة وجواهر العلم [.[430/3
خرجَ ،
كان رج ً
ال ِ ثابت من ِ
ثابت بن عبيد« :كان زيدُ ب�ن ٍ
الناس يف بيته ،فإذا َ أفكه ُ وق�ال ُ ُ
ِ
الرجال»).(1 من
أمحل ِ
أس�فاره ،وأن�ا جاري ٌة مل ْ ِ ِ
بعض ّبي ﷺ يف ع� ْن عائش� َة ْ J
مع الن ِّ
خرجت َ
ُ قالت:
»، قال يل» :ثم َ
» ،فتقدّ م�واَّ ، فق�ال للن ِ
ّاس» : أب�دنَ ،
ْ ال ّل َ
ح�م ،ومل ْ
خرجت مع ُه يف
ُ ونس�يت،
ُ وبدنت،
ُ محلت ال ّل َ
حم ُ فس�كت عنّي حتّى إذا
َ فس�ابقت ُه ،فس�بقت ُه،
» ،فسابقت ُه، ثم َ
قال» : فقال للن ِ ِ
أسفارهَ ، ِ
» ،فتقدّ مواَّ ، ّاس» : بعض
«).(3 وهو ُ
يقول» : ُ
يضحكَ ، َ
فجعل فسبقني،
ِ
بعريك فتنظري َن وأرك�ب تركبني ال ّليل َة بعريي،
َ فقالت حفص ُة لعائش� َة :أال
ْ ث معه�ا،يتح�دّ ُ
ُ
وركبت حفص ُة عىل ِ
بعري عائش َة ،فجا َء ْ فركبت عائش ُة عىل ِ
بعري حفص َة، ْ قالت :بىل،
وأنظر؟ ْ ُ
ِ رس�ول اهلل ﷺ إىل ِ
س�ار معها حتّى نزل�وا ،فافتقدت ُه
ثم َ مج�ل عائش� َة وعليه حفص ُة ،فس� ّل َم َّ ُ
ِ
رب س� ّل ْط َّ
عيل ُ
وتقول :يا ِّ اإلذخر، ب�ني
جتعل رجلها َ جعلت ُ ْ فلا نزل�وا؛
فغ�ارتّ ،
ْ عائش� ُة،
أن َ
أقول ل ُه شيئ ًا»).(1 أستطيع ْ
ُ َ
رسولك ،وال عقرب ًا ْأو ح ّي ًة تلدغني،
ِ
وه�ذا ا ّل�ذي فعلت ُه وقالت ُه محلها عليه فرط الغرية عىل رس�ول اهلل ﷺ ،وأمر الغرية ّ
معفو
عن ُه.
ﷺ
يقال ِ
أسفاره ،وغال ٌم أسو ُد ُ ِ
بعض ُ
رس�ول اهلل ﷺ يف ع ْن أنس بن مالك َ I
قالَ :
كان
«).(2 ُ
رسول اهلل ﷺ» : ل ُه أنجش ُة حيدوَ ،
فقال ل ُه
ِ
بالقوارير ،يعني ضعفة النّساء. ارفق يف سوقك » ِ
أيْ : »
ﷺ
ُ
رس�ول اهلل ﷺ بين�ي وبينها ،إحدى فجلس
َ قال�ت عائش�ة :Jزارتن�ا س�ود ُة يوم ًا،
ْ
فعملت هلا حرير ًة [حس�اء مطب�وخ من الدّ قيق
ُ ِ
رجلي�ه يف حج�ري ،واألخ�رى يف حجرها،
فأبت،
وجهكْ ، ِ فقلت :واهلل لتأكل� َّنْ ،أو ألل ّطخ َّن
ُ فأبت،
فقل�ت :كيلْ ،
ُ والدّ س�م واملاء])،(1
فضحك النّبي ﷺ ،فوضع فخذه هلا ،وقال َ خت ِبه وجهها، ِ
القصعة شيئ ًا ،فل ّط ُ فأخذت م َن
ُ
عمر ُ
يقول :يا عبدَ خت وجهي ،فضحك النّبي ﷺ أيض ًا ،فإذا ُ لسودة :الطخي وجهها ،فل ّط ْ
ال وجوهكا؛ ف َ
ال ُ
رس�ول اهلل ﷺ« :قوما فاغس� َ عم�رَ ،
فقال لنا َ عم�ر ،يا عبدَ اهلل ب َن
َ اهلل ب� َن
عمر ّإال داخالً»).(2
أحسب َ
ُ
جالس بينه�ا؛ فربا طلقها ِ
الزمان م�ن امرأتني ،وزوجها َ
حدث مث�ل هذا يف هذا ول�و
ٌ
النبي ﷺ يف معاملة زوجاتهُ ،
حيث كان يداعبه َّن ويضاحكه َّن. ِ
هبدي ِّ جه ً
ال منه
ِ
واملباسطة. ُ
وعدل النبي ﷺ يف ِ
املرح جو ِ
املرح، ُ ِ
النبي ﷺ مع ِّ
تفاعل ِّ احلديث: ويف هذا
حيب عائش� َة َ
أكثر من غريها ،مل جيعل ُه ذلك يميل إليها يف الظاهر ،بل س�اعدَ فمع أنّه ﷺ ُّ
َ
َ
وحص�ل ما أراده النبي ﷺ ،وس�اد �خ وج َه عائش� َة بالطعام،
زوجت�ه األخرى س�ود َة لتل ّط َ
والرور. املجلس جو من املرح ّ ِ
والضحك ّ ٌّ
كانت
ق�الْ :حدي�ث كلث�و ٍم بن املصطل�ق َ
ُ ﷺ
ِ
املهاج�رات ،وه َّن ٍ
مظعون ونس�ا ٌء م َن عثان ِ
بن َ َ
رس�ول اهلل ﷺ ،وعند ُه ام�رأ ُة زين�ب تف�يل
ُ
وتركت
ْ زين�ب،
ُ يش�تكني منازهل� َّن ّأهن� َّن خيرج َن منه�ا ،ويض ّي ُق عليه� َّن فيه�ا) ،(3فتك ّل ْ
مت َ
ُ
رس�ول اهلل ﷺ» : رس�ول اهلل ﷺَ ،
فقال ِ رأس
َ
يور َ
ث م َن املهاجري َن النّسا ُء).(4 ٍ
يومئذ ْ ُ
أن ّ رسول اهلل ﷺ فأمر
»َ ،
ويف هذا حس ُن ممازحته ﷺ لزوجته.
ٍ
جن�ازة بالبقيعِ ،وأنا ذات يو ٍم م� ْن ُ
رس�ول اهلل ﷺ َ رج�ع إ َّيل ع� ْن عائش� َة ْ J
قالت:
َ
أقول :وا رأس�ا ْهَ ،
قال» : أجدُ صداع ًا يف رأس ،وأنا ُ
فعلت َ
ذلك، َ لكأين َ
بك واهلل ْلو قل�تّ :
»ُ ،
ِ
بوجعه بدئ
ثم َ ُ َ ِ فأعرس�ت ِ
رسول اهلل ﷺَّ ، فتبس َم
نس�ائكّ ، ببعض فيه َ رجعت إىل بيتي،
َ لقدْ
مات ِ
فيه).(2 ا ّلذي َ
***
).(2
ٌ
مس�ئول ع�ن تعلي ِم زوجت�ه ،وإرش�ادها ،وتوجيهه�ا التوجي�ه الصحيح ،وما ُ
فالرج�ل
أمور ِ ِ ِ ِ املنك�رات يف حياة ٍ ِ
تعليمهن َ الرج�ال يف تفريط الزوجات إال بس�بب كثري من ُ ش�اعت
دينه َّن ،وتقصريهم يف توفيته ّن حقوقه ّن.
ﷺ
رس�ول اهلل ﷺ ليل ًة فزع ًا ُ
يقول: ُ َ
اس�تيقظ قالت:
ّبي ﷺ ْ ع ْن أم س�لم َة َ
زوج الن ِّ
)(3
).(4
ِ ِ ٍ ُ
الثواب ،وما خزائ�ن واحد من رس�ول اهلل ﷺ عىل ما فتحه اهلل تع�اىل يف يو ٍم فل�ا ا ّط َ
ل�ع
والرش. اخلري ِ
لكثرة ِ ِ
الفتن؛ قام من نومه فزع ًا من دهشته؛ أنزله من
ِّ
ِ
الفتن مما ِ
أبواب خزائن ِ
اخلريِ ،
وفتح ِ ُ
حيدث حوهلم من ِ
فتح ِ
البرش عا وتعج�ب من ِ
غفلة ّ َ
ِ
للصالة. ِ
بإيقاظ زوجاته أمر َ ِ ِ ِ
ولذلك َ العبادة؛ والرهبة ،واجلدِّ يف الرغبة يدعو إىل
) (1رواه النسائي يف السنن الكرى [ ]9174عن أنس بن مالك ،Iوصححه األلباين يف السلسلة الصحيحة
].[1636
) (2رواه البخاري [ ،]893ومسلم [.[1829
) (3يريدُ أزواج ُه.
) (4رواه البخاري [.[7069
جمرد َ
يعتمدن عىل ّ وأن ال أن ال يتغافل َن ِ
عن العبادةْ ، بذلك إىل أنه ينبغي هل َّن ْ
َ وأش�ار ﷺ
َ
ّبي ﷺ.
أزواج الن ّ
َ كوهن َّن
ُ
حتدث. للعبادة ال سيا عند ٍ
آية ِ جل أهل ُه بال ّل ِ
يل الر ِ ُ
ّ إيقاظ ّ ويف احلديث:
َ
وأيقظ العرش شدَّ مئزر ُه ،وأحيا ليل ُه،
ُ ّبي ﷺ إذا َ
دخل «كان الن ُّ ع ْن عائش َة ْ J
قالتَ :
أهل ُه»).(1
ِ
األواخر م ْن ِ
الع�رش ُ
يوق�ظ أهل ُه يف ّبي ﷺ َ
كان عيل ب�ن أيب طل�ب َّ :I
«أن الن َّ وع� ْن ِّ
َ
رمضان»).(2
والذ ِ
كر، ِ
باللي�لّ ، ِ
للصالة َ
رمضان ِ
األواخر م�ن ِ
العرش ُ
يوقظ أهل�ه يف النب�ي ﷺ «ف�كان
ُّ
ِ الس ِ ِ والدّ ِ
الرواتب»).(3 نن خاص ًة؛ فإنه من آكدُ ّ
للوتر ّ َ
فكان إيقاظه هلم عاء ،وأما يف سائر السنة
أوتر َ
قال: يصيل م َن ال ّل ِ
يل ،فإذا َ ُ
رس�ول اهلل ﷺ ّ قالتَ :
كان فع ْن عائش� َة ْ J
).(4
ﷺ
ثمب�حَّ ،
الص َ يعتك�ف ّ
ص�ىل ّ َ رس�ول اهلل ﷺ إذا أرا َد ْ
أن ُ قال�تَ :
كان ْ ن عائش� َة J ع� ْ
َ
رمضان األواخ�ر م ْن العرش يعتكف
َ أن يعتكف ِ
فيه ،ف�أرا َد ْ َ أن ِ
امل�كان ا ّلذي يري�دُ ْ َ
دخ�ل يف
َ َ
فسمعت هبا
ْ فرضبت ِ
فيه ق ّب ًة، ْ تعتكفَ ،
فأذن هلا َ فرضب ل ُه خبا ٌء ،فاس�تأذنت ُه عائش� ُة ْ
أن فأمر
َ َ
رس�ول اهلل ﷺ ُ انرصف
َ فرضبت ق ّب ًة أخرىّ ،
فلا ْ زينب هبا
وس�معت ُ
ْ فرضبت ق ّب ًة،
ْ حفص ُة،
. فقال:ر خره َّنَ ، قبابَ ، أربع ٍ ِ
» ،فأخ َ فقال» : أبرص َ م َن الغداة َ
َ
وأزيل] ،وقال: فقو َض [أي :قلع ِ ويف رواية:
فأمر بخبائه ّ
َ ،
الغاسق هو :الظلمة ،إذا وقب :غاب« ،وأكثر املفرين أن الغاسق هو الليل»).(4
حيث َ
النبي ﷺ بتعليم زوجتهُ ، ِ
احلديثُ :
أشار إىل مراده،
أخذ بيدها ،ثم َ بيان اهتا ِم ِّ ويف
ثم أمرها بالفعل ،وبني هلا السبب.
رجع بعدَ
ثم َبحَّ ،
الص َ حني ّ
صىل ّ خرج م ْن عندها بكر ًة َ
ّبي ﷺ َ ع� ْن جويري َة َّ J
أن الن َّ
نعم،
قالتْ :
»ْ ، وهي جالس� ٌةَ ،
فق�ال» : ْ
أن أضح�ى َ
َ
فق�ال» :
«).(1
ِ ات ،با ِ
قلت م�ن ّأو ِل ثالث م�ر ٍ ِ
هنارك من َ ّ األرب�ع التي قلتها
ُ الكلات
ُ قوبل�ت أي :ل�و
ِ
األذكار؛ لساوهت َّن).(2
ُ فأصيل ِ
فيهَ ، أن َ
أحب ْ ع ْن عائش َة ّ Jأهنا ْ
رسول اهلل ﷺ فأخذ َّ البيت،
أدخل َ كنت ُّ
قالتُ :
فقال» : ِ
احلجرَ ، بيدي ،فأدخلني يف
«).(4
ِ
البيت ،فمن احلجر من بني هلا أن أخذ ِ
بيد زوجته ،ثم ّ َ النبي ﷺ َ كيف َّ ِ
َ أن َّ احلديثَ : يف هذا
ِ ِّ ِ يصيل َ
احلجر. فليصل يف الكعبة؛ داخل أرا َد أن ّ َ
ِ
باإلقبال واألمر ّعم ِق، ّهي ِ ِ
«فيهُّ :
ُ عن الت ّ احلث عىل االقتصاد يف العبادة ،والن ُ
رت فليقعدْ حتّى يذهب الفتور»).(1 ٍ
عليها بنشاط ،وأ ّن ُه إذا ف َ
ُ
رس�ول اهلل ﷺ» : قالتَ :
قال ع ْن عائش� َة ْ J
«.
َ
العمل لزمت ُه»).(4 ِ
عملت «وكانت عائش ُة إذا حمم ٍد: َ
ْ القاسم ب ُن ّ
ُ قال
ِ
ملعنيني: أحب الدّ ائم
اجلوزي« :إنّا َّ
ّ َ
قال ابن
ِ
كاملعرض عنه. للعمل بعد الدّ خول ِ
فيه ِ َّ
أن التّارك
وليس م ْن الز َم الباب يف ّ
كل يوم وقت ًا ما ،كم ْن َّ
أن مداوم اخلري مالزم اخلدم�ةَ ،
انقطع).(5
َ الز َم يوم ًا كامالًَّ ،
ثم
رسول اهلل ﷺ َ
قال هلا» : َ فع ْن عائش َة َّ J
أن
«).(1
يسري منهاْ ،أو م ْن غريها. ٍ
بيشء ٍ ولو
شق التّمرة :نصفها وجانبها ،واملعنىْ :
ُّ
ِ
وعمل جتعل بينها ،وبني النار س�رت ًا م�ن الص ِ
دقة، حيث عائش� َة عىل أن َ ُ
فرس�ول اهلل ﷺ ُّ
َ ّ
رت املتصدّ ق م َن الن ِّار. ِ ٍ ٍ
الصدقة يس ُفاليسري م َن ّ
ُ اليسري، باليشء ولو
رْ ،ال ِّ
ٍ
بيشء، فأمرت ل ُه ُ
رسول اهلل ﷺ، مرةً ،وعندي عيل ٌ قالتَ :
ُ سائل ّ دخل َّ وع ْن عائشة ْ J
ُ
رس�ول اهلل ﷺ» : فقال فنظرت ِ
إليه)َ ،(2 ُ دعوت ِبه،
ُ ث�م
َّ
«).(3 D نعمَ ،
قال» : قلتْ :
»ُ ،
ِ «واإلحص�ا ُء :معرف ُة ِ
الصدقة؛ خش�يةاليشء وزن ًا ْأو عدد ًا ،واملعنى :النّهي ع ْن منع ّ قدر ّ
بغري حساب، ِ
العطاء ِ يثيب عىل ِ
الركة؛ َّ األسباب لقط ِع ما ّد ِة
ِ فإن َ الن ِ
ّفادَّ ،
ألن اهللَ ُ أعظم
ُ ذلك
أن اهللَ يرزق ُه م ْن ُ
حيث ال علم َّ ِ ِ ِ
حيسب عليه عندَ العطاء ،وم ْن َ ُ اجلزاء؛ ال حياسب عندَ
ُ وم ْن ال
حيسب»).(4
َ يعطي وال
َ حيتسب فح ّق ُه ْ
أن ُ
» ،قالت عائش�ة: ّب�ي ﷺ» :
النبي ﷺ ش�اةً ،س�أل الن ُّ ذب�ح ُ
أه�ل ِّ وعندم�ا َ
).(5 بقي ّإال كتفهاَ ،
فقال ﷺ: َ
رسول اهلل ما َ يا
باق ،إش�ار ًة إىل ِ
قوله تعاىل( :ﭷ فهو غري ٍ أي :م�ا تصدّ ق�ت ِبه َ ٍ
بقي عندك َ ُ
فهو ﺑﺎق ،وما َ ْ
ﭸ ﭹﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ) [النحل.(6)[96 :
) (1رواه أمحد [ .]23980وحس�نه ابن حجر يف فتح الب�اري [ ،]334/3واأللباين يف صحيح الرتغيب والرتهيب
].[865
لتنظر كم نقص منه. قت منه؛ ِ
َ نظرت يف اليشء الذي تصدّ ْ
ُ ) (2أي:
وحسنه األلباين يف صحيح اجلامع [.[7932
ّ ) (3رواه أبو داود [ ،]1700والنسائي [ ]2549واللفظ له،
) (4فتح الباري [ ]300/3البن حجر.
) (5رواه الرتمذي [ ،]2394وصححه األلباين يف الصحيحة [.[2544
) (6حتفة األحوذي [.[142/7
»، ُ
رسول اهلل ﷺ» : قالتَ :
قال ع ْن عائش َة ْ J
كانت
ألهنا ْ
زين�ب؛ ّ
ُ فكانت أطولنا يد ًا
ْ قال�ت:
ْ قال�ت :فك� َّن يتطاول َن أ ّيته� َّن ُ
أطول يد ًا، ْ
ُ
تعمل بيدها ،وتصدّ ُق).(1
وهي اجلارحة، ِ بطول ِ
الي�د ُ ِ «ومعن�ى احلدي�ثّ :أهن َّن ظن� َّن َّ
طول اليد احلقيق ّي�ةَ ، أن املرا َد
زينب أطوهل َّن يد ًا يف فكانت س�ود ُة أطوهل َّن جارح ًة، ٍ
وكان�ت ُ
ْ ْ بقصبة، فك� َّن يذرع َن أيدهي َّن
ِ
واجلود»).(2 اليد يف الص ِ
دقة طول ِ أن املرا َد ُزينب ّأوهل َّن ،فعلموا َّ دقة وفعل ِ الص ِ
ّ فاتت ُ ْ اخلري، ّ
سبب ِ ِ أن اإليثار واالستكثار من الص ِ
دقة يف ِ تضم َن َّ َ
العمل ٌ القدرة عىل زمن َ َ ّ َ احلديث ّ فهذا
ِ ِ
الفضيلة).(3 وذلك الغاي ُة يف
َ ل ّلحاق بالن ِّ
ّبي ﷺ،
احلجاب،
ُ أن�زل ِ
القعيس بعدما َ أفلح أخ�و أيبع�يل ُ َ
اس�تأذن َّ فعن عائش� َة ْ J
قالت:
ه�و أرضعني، ِ ّب�ي ﷺَّ ، َ ِ فقل�ت :ال ُ
ليس َ القعيس َ فإن أخا ُه أب�ا أس�تأذن فيه الن َّ آذن ل� ُه حتّ�ى ُ
أفلح
إن َ َ
رس�ول اهلل َّ فقلت ل ُه :يا
ُ ّبي ﷺ،
عيل الن ُّ َ
فدخل َّ ِ
القعيس، ولك� ْن أرضعتني امرأ ُة أيب
ّبي ﷺ» : أس�تأذنكَ ،
فقال الن ُّ َ أن َ
آذن ل ُه حتّى فأبيت ْ
ُ َ
اس�تأذن، ِ
القعيس أخا أيب
هو أرضعني ،ولك ْن أرضعتني امرأ ُة أيب
ليس َ الر َ
جل َ إن ّ َ
رسول اهلل َّ قلت :يا
»ُ ،
ِ
يمينك»).(4 عم ِكْ ،
تربت ِ
القعيسَ ،
فقال« :ائذين ل ُه؛ فإ ّن ُه ّ
َ
تس�تعجل الزوج ُة يف بغري عل ٍم ،حتى ال ِ
القول عىل اهلل ِ كان م�ن هدي�ه ﷺ حتذيره َّن من
تتر َع يف احلك ِم.
الفتوى ،أو ّ
) (1رواه البخاري [ ،]1420ومسلم [.[2452
) (2قاله النووي يف رشح صحيح مسلم [.[8/16
) (3فتح الباري [.[286/3
) (4رواه البخاري [ ،]4796ومسلم [.[1445
املسلمني مات م ْن أطفال املس�لمني عىل َّ ِ «أمجع م ْن يعتدُّ ِبه م ْن
َ أن م ْن َ َ علاء َ
ليس مك ّلف ًا.
فهو م ْن أهل اجلنّة؛ أل ّن ُه َ
َ
وأجاب�وا ع�ن حديث عائش�ة هذا بأنّ� ُه هناها ع ْن املس�ارعة إىل القطع م ْن غ�ري ْ
أن يكون
عندها دليل قاطع»).(2
رس�ول اهلل ﷺ َ
قال هلا» : َ ع ْن عائش� َة َّ J
أن
«).(5
عليك�مَ ،
فقال ْ وغضب
َ ولعنك�م اهللُ
ُ عليكم
ْ الس�ا ُم
» ،فقلتّ : عليك�م)َ ،(1
فق�ال» : ْ
» ،قالتَ :أو ُ
رس�ول اهلل ﷺ» :
تس�مع م�ا قال�وا؟ قال:
ْ مل
).(2
ِ
بأرض ِ
نسائه كنيس ًة رأينها بعض
ذكرت ُ ّبي ﷺ ع ْن عائش َة ْ J
ْ ل�ا اشتكى الن ُّ قالتّ :
ِ
احلبش�ة ،فذكرتا م ْن أرضوكانت أ ُّم س�لم َة وأ ُّم حبيب َة Lأتتا َ
ْ يق�ال هلا ماري� ُة، ِ
احلبش�ة ُ
فرفع رأس� ُهَ ،
فقال» : وتصاوير فيهاَ ،
َ حس�نها
«).(5
ِ
وحتذير أهله منها. ِ
األخطاء العقد ّية، ِ
بالتنبيه عىل ويف هذا :عنايته
املوت.
ُ السا ِّم:
)ّ (1
) (2رواه البخاري [ ،]2935ومسلم [.[2165
ِ
والفعل. ِ
القول هو القبيح م َن ُ
والفحش َ اليش ِء،
عن ّ )« (3م ْه» :كلمة ٍ
زجر ِ
) (4رواه البخاري [ ،]4829ومسلم [.[899
) (5رواه البخاري [ ،]427ومسلم [.[528
ﷺ
زوج ،وهو ٌ
داخل يف قوله كل ٍ ِ
العظيمة ع�ىل ِّ ِ
الواجبات ِ
املنك�رات من ِ
األهل من فحاي� ُة
تعاىل( :ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ) [التحريم.[6 :
ﷺ
[ويف ُ
رسول اهلل ﷺ» : قالتَ :
قال يل ع ْن عائش� َة ْ J
«).(6 ]؛ رواية:
ﷺ
املؤمنني كان س�ببه ّأهن ْم كان�وا يعتقدون ُه م ْن غري ّث أوالً عىل أم ِ
هات ِ
َ ّ ودخ�ول ه�ذا املخن ّ
علم أ ّن ُه م ْن أويل اإلربة،
س�مع من ُه ه�ذا الكال َم؛ َ
َ فلا
مباح دخول ُه عليه َّنّ ،
أويل اإلرب�ة ،وأ ّن ُه ٌ
فمنع ُه ﷺ من الدّ ِ
خول.
ٍ
إبعاد م ْن ٌ
أص�ل يف ُ
احلديث عم ْن يفط ُن ملحاس�نه َّن ،وهذا ِ
حجب النّس�اء ّ ُ ويس�تفاد من� ُه
يسرتاب ِبه يف أمر م َن األمور).(1
ُ
بع�ض املتح ّللني فعل�ه اليو َم ُ
حياول ُ ِ
بخ�الف ما يغار عىل نس�ائه، هك�ذا َ
النب�ي ﷺ ُُّ كان
ُ
يكرتث إن َ
الرجل منه�م ال ِ
النف�وس ،فتجدُ ِ
الغ�رية ،وحموها من ِ
إضعاف يف جمتمعاتن�ا م�ن
ال أجنب ّي ًا عنها.
جالست زوجته ،أو أخته ،أو ابنته رج ً
ْ
ﷺ
يدخل ّإال غدو ًة ْأو عش ّي ًة).(2
ُ يطرق أهل ُهَ ،
كان ال ُ ّبي ﷺ ال قالَ :
كان الن ُّ ع ْن ٍ
أنس َ I
ال إذا قد َم م ْن س�فر ،وال ّط�روق َ
هو اإلتيان يف عليهم لي ً
ْ أي :ال يدخل
«ال يط�رق أهل�ه» ْ
ال ّليلٍ ّ ،
وكل آت يف ال ّليل َ
فهو طارق).(3
الر ُ
جل أهل� ُه ليالً، َ
يط�رق ّ ُ
رس�ول اهلل ﷺ ْ
أن ق�ال :هنى ِ
جاب�ر بن عب�د اهلل َ L فع� ْن
عثراهتم).(4
ْ يلتمس
ُ هنم ْأو
يتخو ْ
ّ
ويكشف هل خانوا أ ْم ال؟
ُ أستارهم،
ْ ويكشف
ُ خيانتهم،
ْ « :يظ ّن ومعنى «
كان سفره قريب ًا تتو ّقع امرأته
ال بغت ًة ،فأ ّما م ْن َ فيكره مل ْن َ
طال سفره ْ
أن يقدم عىل امرأته لي ً
بأس. إتيانه لي ً
ال فال َ
ِ
وجني؛ الز ّحاب خصوص ًا َ
بني ّ ق�ال ابن حج�ر « :Vويف احلديثُّ :
احلث عىل التّوا ِّد والت ِّ
إن ِ
بسرته حتّى َّ ِ
جرت العاد ُة كل منها عىل ما مع ا ّطالع ٍّ ِ �ارع راعى َ َّ
ألن ّ
وجني َ الز
ذلك بني ّ الش َ
ذلك فنهى ِ
عن ال ّطروق؛ ومع َ ِ ِ ٍ َّ
الغالبَ ، اآلخر يش ٌء يف واحد منها ال خيفى عن ُه م ْن عيوب كل
بطريق األوىل»).(5ِ ِ
وجني الز ذلك يف ِ
غري ّ ُ
فيكون مراعا ُة َ تنفر نفسه عن ُه؛
لع عىل ما ُلئال ي ّط َ
ّ
ِ
األهل ليالً ،أو فجأةً :أن تستعدَّ املرأ ُة لقدوم زوجها. ومن حكم عد ِم ِ
طرق
ُ
رس�ول اهلل ﷺ» : قالَ :
قال ع� ْن ِ
جابر بن عبد اهلل َ L
«).(1
ﷺ
فطرت عليها.
ْ ِ
األنوثة التي فإن غري َة ِ
املرأة عىل زوجها هي طبيع ٌة من طبائ ِع
«).(3 ِ
اآلثار» : ِ
بعض ويف
َ
يغرن عليه. النبي ﷺ ِ ِ
فالغري ُة جز ٌء من طبيعة املرأة وخلقتها ،وكان نسا ُء ِّ
فغرت ِ
عليه [أي: قال�ت: خرج م ْن عندها ليالً، َ ع�ن عائش� َة َّ :J
ُ ْ رس�ول اهلل ﷺ َ أن
وظننت ْ
أن ُ ِ
ثيابك، ِ
وضعت ِ
عليك ،وقدْ ُ
يدخل حني ِ
رأيت ،فن�اداين ،فأجبت ُه ،ومل ْ يك ْن أت�اين َ
يت َ
يأمرك ْ أن تس�توحيشَ ،
فقالَّ :
إن ر ّب َ وخش�يت ْ ِ فكرهت ْ ِ
أن تأ َ �ك ُ أوقظك، أن ُ رقدت، ق�دْ
السال ُم عىل ِ
أهل قال« :قويلّ : رسول اهلل؟ َ
َ هلم يا كيف ُ
أقول ْ قلتَ :
هلمُ ،
فتستغفر ْ
َ َ
أهل البقي ِع
بكم املستقدمني منّا واملستأخري َن ،وإنّا ْ
إن شا َء اهللُ ْ َ ويرحم اهللُ
ُ واملسلمني،
َ املؤمنني
َ الدّ ِ
يار م َن
َ
لالحقون»).(1
فأم املؤمنني عائش�ة Jبالرغم مما كانت تعرفه من مكانتها من قلب رس�ول اهلل ﷺ
تغار ممن ماتت من نس�ائه ،فكانت تقول« :ما
كانت ُ
تغار عليه من س�ائر زوجاته ،بل ْ
كانت ُ
غرت عىل خدجي َة»).(2 ٍ
امرأة ما ُ غرت عىل
ُ
النب�ي ﷺ حكي ًا يف معاملته مع نس�ائه إذا الحظ عليه�ن الغرية ،ومل يكن ُ
يفعل ما ُّ وكان
الح�ظ عىل زوجته غري ًة هنره�ا ،وزجرها، َ ِ
الناس من إذا ِ
الن�اس اليو َم ،فم�ن يفعل�ه بعض
ِ
الزوجة ،ويزدا ُد ش�كّها؛ ُ
يفع�ل؛ فتكر بذلك املش�كل ُة ،وتزدا ُد غ�ري ُة عا َ
تس�أل ّ وهناه�ا أن
ِ
املواق�ف ،وفقدانه للحكم�ة التي ينبغي أن ال�زوج يف ِ
مثل هذه ِ ف ِ
س�وء ترص ِ وذل�ك نتيجة
ّ
يتع ّلمها من رسول اهلل ﷺ.
رسول اهلل ﷺ ُ
يقابل هذه الغري َة تار ًة بابتسامة ،وتارة بتوجيه لني ،وتار ًة بعتاب إذا ُ فكان
األمر غريه.
مس ُ َّ
بعض نس�ائه)،(3ِ ّبي ﷺ عندَ ق�الَ : مالك َ I ع�ن أنس ب�ن ٍ
فأرس�لت إحدى
ْ كان الن ُّ ْ
ِ ٍ أم ِ
فس�قطت
ْ ّبي ﷺ يف بيتها يدَ اخلاد ِم؛ املؤمنني بصحفة فيها طعا ٌم ،فرضبت ا ّلتي الن ُّ َ هات
)(4
ّ
جيمع فيها ال ّطعا َم ا ّلذي َ
كان جعلث�م َ ِ الصحف� ُة،
ُ الصحفةَّ ، فلق ّ ّبي ﷺ َ فجمع الن ُّ
َ فانفلقت،
ْ ّ
ِ ٍ ِ
يت بصحفة م ْن عند ا ّلتي َ
هو يف حبس اخلاد َم حتّى أ َ ثم َ»َّ ، ُ
ويقول» : الصحفة، يف ّ
وأمس�ك املكسور َة يف ِ
بيت ا ّلتي الصحيح َة إىل ا ّلتي
َ كرت صحفتها، ْ الصحف َة ّ فدفع َّ بيتها،
كرت).(5
ْ
فيه عائش� ُة ،وحفص ُة، حزبني :فحزب ِ ِ رس�ول اهلل ﷺ ك َّنِ أن نس�ا َء ع ْن عائش� َة َّ :J
ٌ
َ
املسلمون َ
وكان رس�ول اهلل ﷺ، ِ وصفي ُة ،وس�ودةُ ،واحلزب اآلخر أم س�لم َة ،وس�ائر ِ
نساء ُ ُ ُّ ُ ّ
أن هيدهيا إىل أحده�م هد ّي ٌة يري�دُ ْ كان�ت عندَ
ْ رس�ول اهلل ﷺ عائش� َة ،فإذا ِ حب
ق�دْ علم�وا َّ
ْ
صاحب اهلد ّي ِة هباُ بعث بيت عائش َة َ رس�ول اهلل ﷺ يف ِ ُ أخرها حتّى إذا َ
كان ِ
رس�ول اهلل ﷺ؛ ّ
رس�ول اهلل ﷺ َ حزب أ ِّم س�لم َة ،فقل َن هلا :ك ّلمي بيت عائش� َة ،فك ّل َم رس�ول اهلل ﷺ يف ِ
ِ إىل
ُ
فليهده ِ
ِ ِ ُ
حيث َ
كان م ْن إليه ُ رس�ول اهلل ﷺ هد ّي� ًة؛ هيدي إىلَ فيقول :م ْن أرا َد ْ
أن ّاس
�م الن َ يك ّل ُ
ِ ِ
قال يل شيئ ًا، فقالت :ما َ ْ فلم يقل هلا ش�يئ ًا ،فسألنها، بيوت نس�ائه ،فك ّلمت ُه أ ُّم س�لم َة با قل َنْ ،
فلم يقل هلا ش�يئ ًا ،فس�ألنها قالت :فك ّلمت ُه َ فقل�ن هلا :فك ّل ِ
فقالت:
ْ دار إليها أيض ًاْ ، حني َ ميهْ ، َ
فدار إليه�ا فك ّلمت ُهَ ، ِ ِ
فقال هلا» : قال يل ش�يئ ًا ،فقل َن هلا :ك ّلميه حتّى يك ّلمكَ ، م�ا َ
***
احلجاب ،فأنا
ُ وذلك بعدَ ما َ
أنزل َ ِ
رسول اهلل ﷺ، مع
فخرجت َ
ُ فخرج فيها س�همي، َ غزاها،
غزوهَ ،
وقفل ،ودنونا ِ ُ
رس�ول اهلل ﷺ م ْن فيه مس�رينا ،حتّى إذا فر َغ وأنزل ِ
ُ أمحل يف هودجي، ُ
بالر ِ بالر ِ ِ
َ
اجليش، جاوزت
ُ فمش�يت حتّى
ُ حيل، حني آذنوا ّ فقمت َ ُ حيل، آذن ليل ًة ّ
املدينة؛ َ م َن
ظفار ِ
قد فلمس�ت صدري ،فإذا عقدي م� ْن جز ِع ِ الر ِ
حل،
ُ أقبلت إىل ّ
ُ قضيت م ْن ش�أين
ُ فل�ا
ّ
َ
يرحلون هط ا ّلذي َن كانوا
الر ُ َ
وأقبل ّ فالتمست عقدي ،فحبسني ابتغاؤ ُه )،(1 ُ فرجعت
ُ انقطع،
َ
قالت: حيس�بون ّأين ِ
فيهْ ، َ وهم بعريي ا ّلذي ُ
أركبْ ، ُ كنت َ يل ،فحملوا هودجي ،فرحلو ُه عىل
ومل يغشه َّن ال ّل ُ
حم ،إنّا يأكل َن العلق َة م َن ال ّطعامْ ،
فلم وكانت النّسا ُء إ ْذ َ
ذاك خفاف ًا مل ْ هي ّبل َن)ْ ،(2 ْ
َ
اجلمل الس� ِّن ،فبعثواوكنت جاري ًة حديث َة ُّ حني رحلو ُه ورفعو ُه،اهلودج َ ِ ثقل ِ
يس�تنكر القو ُم َ
جميب، وليس هبا دا ٍع وال ٌ منازهلمَ ، ْ فجئت
ُ اجليش، ُ استمر
َّ ووجدت عقدي بعدَ ما ُ وساروا،
فريجعون إ َّيل ،فبينا أنا جالس ٌة َ أن القو َم س�يفقدوين، وظننت َّ ُ كنت ِ
فيه، مت منزيل ا ّلذي ُ فتيم ُ ّ
ِ ِ
اجليش عر َس م ْن وراء لمي قدْ ّ الس ُّ صفوان ب ُن املع ّط ِل ّ ُ َ
وكان فنمت، ُ يف منزيل غلبتني عيني،
حني رآين ،وقدْ َ ٍ
كان فأصبح عندَ منزيل ،فرأى س�وا َد إنس�ان نائ ٍم ،فأتاين ،فعرفني َ َ لج)،(3 فا ّد َ
رت وجهي فخم ُ ِ قبل ْيراين َ
حني عرفنيّ ، باس�رتجاعه َ فاس�تيقظت
ُ عيل،
احلجاب َّ ُ يرضب
َ أن
ِ بجلبايب ،وواهلل ما يك ّلمني كلم ًة ،وال
أناخ راحلت ُه، اسرتجاعه ،حتّى َ سمعت من ُه كلم ًة َ
غري ُ
اجليش ،بعدَ ما نزلوا موغري َن َ الراحل َة حتّى أتينا يب ّ فانطلق يقو ُد َ َ فوطئ عىل يدها ،فركبتها، َ
سلول، َ يب اب ُن وكان ا ّلذي ّ َ هلك يف شأين، فهلك م ْن َ َ ِ
نحر ال ّظهرية، يف ِ
توىل كر ُه عبدُ اهلل ب ُن أ ٍّ
ِ قول ِ يفيضون يف ِ َ
اإلفك ،وال أهل ّاس حني قدمنا املدين َة شهر ًا ،والن ُ فاشتكيت َ ُ فقدمنا املدين َة،
طف ا ّلذي رس�ول اهلل ﷺ ال ّل َ ِ أعرف م ْن وهو يريبني يف وجعي ّأين ال بيشء م ْن َ ٍ
ُ ذلكَ ، أش�عر
ُ
»، ثم ُ
يقول» : رس�ول اهلل ﷺ فيس� ّل ُمَّ ، ُ ُ
يدخل حني أش�تكي ،إنّا كنت أرى من ُه َ ُ
قبل مسطحَ ،
ٍ وخرجت معي أ ُّم ْ نقهت،
ُ خرجت بعدَ ما ُ بالرش ،حتّى أشعر ّ ِّ ُ فذاك يريبني ،وال َ
قلت، فقلت هلا :بئس ما ِ مس�طح، تعس ٍ املناص ِع)،(4
َ ُ ٌ فقالتَ : ْ مس�طح يف مرطها، فعثرت أ ُّم
ْ
قل�ت :وماذا َ
قال؟ أي :هنتا ْهْ ،أو مل ْ تس�معي ما َ
قالُ ، قال�تْ :
ْ ال قدْ ش�هدَ بدر ًا،
ني رج� ً
أتس� ّب َ
َ ِ بقول ِقالت :فأخرتني ِ
فدخل رجعت إىل بيتي،
ُ فازددت مرض ًا إىل مريضّ ،
فلا ُ اإلفك، أهل ْ
قالت: أبويْ ، يت َّ أن آ َ أت�أذن يل ُْ قلت: »ُ ، ث�م َ
قال» : رس�ول اهلل ﷺ فس� ّل َمَّ ، ُ عيلَّ
ُ ر م ْن قبلهاَ ، ٍ
فقلت ُ أبوي،
فجئ�ت َّ ُ رس�ول اهلل ﷺ، فأذن يل أن أتي ّق َن اخل� َ وأن�ا حينئ�ذ أري�دُ ْ
عليك ،ف�واهلل لق ّلا ِ ِ
كانت امرأ ٌة هوين فقالت :ي�ا بن ّي ُةّ ،
ْ ّاس؟ ث الن ُ أل ّم�ي :ي�ا أ ّمتا ْه ،ما يتح�دّ ُ
س�بحان اهلل ،وقدْ َ قلت: قالتُ : �رن عليهاْ ، رضائر ّإال ك ّث َ ُ رج�ل حي ّبها ،وهلا ٍ ق�ط وضيئ� ٌة عندَ ُّ
أكتحل بنو ٍم، ُ دمع ،وال يرقأ) (1يل ٌ أصبحت ال ُ ُ تلك ال ّليل َة حتّى فبكيت َ ُ ّاس هبذا؟! ث الن ُ حتدّ َ
َ
اس�تلبث حني
زيد َ طالب ،وأس�ام َة بن ٍ ٍ عيل ب َن أيب ُ
َ رس�ول اهلل ﷺ َّ أصبحت أبكي ،ودعا ُ ثم
َّ
فأشار عىل رسول اهلل ﷺ با ّلذي ِ ٍ
قالت :فأ ّما أسام ُة ب ُن زيد ِ ِ
الوحي يستشريمها يف فراق أهلهْ ،
َ ُ
َ هلم م َن الو ِّدَ ، ِ ِ ِ
أهلك ،وال َ هم
رسول اهلل ْ فقال :يا يعلم يف نفسه ْ يعلم م ْن براءة أهله ،وبا ّلذي ُ ُ
كثريْ ،
وإن عليك ،والنّس�ا ُء س�واها ٌ َ فقال :مل ْ يض ّي ِق اهللُ ٍ
طالب َ عيل ب ُن أيبنعلم ّإال خري ًا ،وأ ّما ُّ ُ
رس�ول اهلل ﷺ بريرةََ ،
فقال» : ُ قالت :فدعا تصدقك)ْ ،(2 َ تس�أل اجلاري َةِ
رأي�ت عليها أمر ًا
ُ باحلقْ ،
إن قالت ل ُه بري�رةُ :وا ّلذي َ
بعثك ِّ »ْ ،
عجني أهلها ،فتأيت الدّ اج ُنالس� ِّن ،تنا ُم ع ْن ِ
أكثر م ْن أهنّا جاري ٌة حديث ُة ّ
ق�ط أغمص ُه عليها َ
)(3 ُّ
ّبي ﷺ ع ْن زوج الن ِّ
جحش َ ٍ بنت
زينب َ
س�أل َ رس�ول اهلل ﷺ َ ُ َ
وكان قالت عائش� ُة:
فتأكل ُه)ْ ،(4
علمت ّإال
ُ رسول اهلل ،أمحي سمعي وبرصي ،واهلل ما َ قالت :يا
رأيتْ ، علمت أو ما ِِ أمري ما
ْ
ّبي ﷺ ،فعصمها اهللُ بالورعِ، ِ
أزواج الن ِّ وهي ا ّلتي ْ
كانت تس�اميني م ْن قالت عائش� ُةَ :
خري ًاْ ،
ُ
رسول اهلل ﷺ سلولَ ،
فقال َ يب ِ
ابن املنر ،فاس�تعذر من ِ
عبد اهلل ِ رس�ول اهلل ﷺ عىل ِ
ُ
بن أ ٍّ َ ْ فقا َم
)(5 وهو عىل ِ
املنر» : َ
َ
رس�ول اهللْ ،
إن َ
أعذرك من ُه يا األنصاريَ ،
فقال :أنا » .فقام س�عدُ بن ٍ
معاذ
ُّ ُ َ
َ
أمرك .فتنازع عند ِ
اخلزرج أمرتنا ففعلنا وإن َ
كان م ْن إخواننا ِ
األوس رضبنا عنق� ُهْ ، َ
كان م� َن
وسكت.
َ ضهم حتّى س�كتوا رس�ول اهلل ﷺ خي ّف ْ ُ فلم يزل واخلزرج فيا بينهمْ ،
ُ األوس
ُ ذلك
بكيت ليلتي املقبل َة
ُ ُ
أكتحل بنو ٍمَّ ،
ثم دم�ع ،وال
يرقأ يل ٌ ذلك ال ُ وبكيت يومي َ
ُ قال�ت عائش�ة:
ْ
ِ
جالس�ان فالق كبدي .فبينا مها ّان َّ
أن البكا َء ٌ أكتحل بن�و ٍم ،وأبواي يظن ِ
ُ دم�ع ،وال ُ
َ يرق�أ يل ٌ ال
قالت :فبينا
فجلست تبكيْ . فأذنت هلا، ِ
األنصار، عيل امرأ ٌة م َن
ْ ُ استأذنت َّ
ْ عندي وأنا أبكي،
منذ َ
قيل جيلس عندي ُ
قالت :ومل ْ ْ
جلسْ ، رسول اهلل ﷺ فس ّل َم َّ
ثم َ ُ ذلك َ
دخل علينا نح ُن عىل َ
حني ُ ٍ لبث ش�هر ًا ال يوحى ِقيل ،وقدْ َيل ما َ
رسول اهلل ﷺ َ فتشهدَ
قالتّ :
إليه يف ش�أين بيشءْ .
ثم َ
قال» : جلسَّ ،
َ
أحس قلص دمع�ي حتّى ما ُّ رس�ول اهلل ﷺ مقالت ُهَ ، ُ فلا قىض
قالتّ :
»ْ .
أقولفقال :واهلل م�ا أدري ما ُ ق�الَ .
رس�ول اهلل ﷺ فيا َ َ أجب عنّي
فقلت أليبْ :
ُ من� ُه قط�رةً.
أقول فقال�ت :واهلل ما أدري ما ُ ْ رس�ول اهلل ﷺ. َ فقلت أل ّمي :أجيبي عنّيُ ِ
لرس�ول اهلل ﷺ.
ِ الس� ِّن ال أقر ُأ كث�ري ًا م َن ِ
الق�رآنّ :إين واهلل ،لقدْ فقل�ت وأن�ا جاري ٌة حديث ُة ّ
ُ لرس�ول اهلل ﷺ.
لكم ّإين بريئ ٌة
قلت ْ فإن ُقتم ِبهْ ، نفوس�كم وصدّ ْ
ْ استقر يف
َّ س�معتم هبذا حتّى
ْ ّكم قدْ
عرفت أن ُْ
يعلم ّأين بريئ ٌة-؛ لكم ٍ
بأمر -واهللُ ُ اعرتفت ْ
ُ بذلكِ ،
ولئن يعلم ّأين بريئ ٌة-؛ ال تصدّ قوين َ
-واهللُ ُ
يوس�ف( :ﮊ ﮋﮌ ﮍ
َ ال ّإال كا َ
قال أبو ولكم مث ً
ْ وإين واهلل م�ا أج�دُ يل
لتصدّ قونن�يّ ،
قالت:
فاضطجعت عىل فرايشْ .
ُ لت،حتو ُثم ّ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ) [يوس�فْ .[18 :
قالتَّ :
أن َ
ينزل يف كنت أظ ُّن ْ
رئي براءيت ،ولك ْن واهلل ما ُ أعلم ّأين بريئ ٌةَّ ، ٍ
وأن اهللَ م ّ وأنا واهلل حينئذ ُ
كنت أن يتك ّل َم اهللُ َّ Dيف ٍ
بأمر يتىل ،ولكنّي ُ أحقر يف نفيس م ْن ْكان َ وحي يتىل ،ولشأين َ
ٌ شأين
ُ
رسول اهلل ﷺ قالت :فواهلل ما را َم
رئني اهللُ هباْ . ُ
رسول اهلل ﷺ يف النّو ِم رؤيا ي ّ أن يرىأرجو ْ
�ه ﷺ ،فأخذ ُه ما َ
كان أنزل اهللُ Dعىل نبي ِ
البيت أح�دٌ حتّى َ ِ خ�رج م ْن ِ
أهل جملس� ُه) ،(1وال
ّ َ
ِ
الع�رق) (2يف اليو ِم ِ
اجلان م َن الوحي ،حتّى إ ّن ُه ليتح�دّ ُر من ُه ُ
مثل ِ ِ
الرحاء)(1عن�دَ يأخ�ذ ُه م� َن
ُ
يضحك، وهو ِ أنزل ِ ِ
القول ا ّلذي َ ات م ْن ِ الش ِّ
رسول اهلل ﷺ َ رس َي ع ْنفلا ّ قالتّ :عليهْ . ثقل
فقالت يل أ ّمي :قومي
ْ أك. قال :أبرشي يا عائش ُة ،أما اهللُ فقدْ بر ِ أن َ ٍ
كلمة تك ّل َم هبا ْ فكان ّأو َل
َ
ّ ّ
ِ ِ
قالتَ :
فأنزل أنزل ب�راءيت)ْ .(4 هو ا ّلذي َ فقل�ت :واهلل ال أقو ُم إليه ،وال أمح�دُ إالّ اهللَ َ
ُ إلي�ه).(3
اهللُ ( :Dﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ
ﭦ ﭧ ﭨﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ
ِ
هؤالء َ
فأن�زل اهللُ D
ٍ
آي�ات، ع�رش ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ[ )...الن�ور[20-11 :
َ
ِ
اآليات براءيت).(5
ﷺ
.
.
طف ا ّلذي ُ
كنت ِ
رس�ول اهلل ﷺ ال ّل َ أعرف م ْن
ُ تقول عائش�ة« :ويريبني يف وجعيّ :أين ال
حني أشتكي».
أرى من ُه َ
يدل عىل حكمة بليغ�ة يف تعامله مع احلادث ،فهو مل يعتزهلا وه�ذا املوق�ف من النبي ﷺ ُّ
يثبت يف حقها يش ٌء حتى ٍ
معصية ،ومل ْ ٍ
خمالفة أو َ
االعتزال يكون عقوب ًة عىل اعتزاالً ك ّلي ًا؛ ألن
. تستحق عليه العقوبة ،بل كان يتف ّقدُ أحواهلا ،ويسأل عنها بقوله:
ُّ َ
اآلن
ِ
حادث اإلفك؛ ليشعرها ِ
بالطريقة التي كان يعاملها هبا قبل شيو ِع وهو باملقابل مل يعاملها
ِ
احلقيقة. ٍ
حتقيق؛ ملعرفة بأن شيئ ًا قد حدث ،وحيتاج إىل
.
ِ
أخالق عائش َة، بر ّي ٍة تا ّم ٍة عن ُ
ويسأل ّ
ِ
الش�ائعة، يتحرى حول هذه ُ
رس�ول اهلل ﷺ ّ َ
أخذ
ٍ
طال�ب ،وخادمتها وع�يل بن أيب وس�لوكها ،وه�ل رئي منها يشء؟ فس�أل أس�ام َة بن ٍ
زيد،
َّ َ ٌ َ
وزينب.
َ بريرةَ،
ِ ِ
كالولد؛ أن عل ّي ًا َ
كان عند ُه باملش�اورة َّ «والع ّلة يف اختصاص ّ
عيل وأس�امة
كان خمصوص ًا
فلذلك َ
َ ِ
بتزويج فاطمة ثم مل ْ يفارق ُه ،بل وازدا َد اتّصاله
أل ّن ُه ر ّبا ُه م ْن حال صغره َّ
َ
وكان أهل مش�ورته فيا بأهله ِ
ملزيد ا ّطالعه عىل أحواله أكثر م ْن غريه؛ ِ ِ
باملش�اورة فيا يتع ّلق
الصحابة كأيب بكر وعمر. ِ
باألمور العا ّمة أكابر ّ يتع ّلق
َ
ولذلك كانوا كع�يل يف طول املالزم�ة ،ومزيد االختص�اص واملح ّب�ة؛ٍّ فهو
وأ ّم�ا أس�امة َ
كعيلْ ، ِ دون ِ َ ِ
وإن كان ش�ا ّب ًا ٍّلكونه َ أبيه وأ ّمه؛ وخص ُه َ
ّ حب رس�ول اهلل ﷺ؛ يطلقون عليه أ ّن ُه ُّ
أكثر جرأة عىل ِ �اب م ْن صفاء ّ أن ّوذلك َّ
َ َ
ليس لغريه ،وأل ّن ُه ُ
الذهن ما َ للش ِّ عيل أس� َّن من ُه.
كان ّ
حيس�ب العاقب َة ،فر ّبا أخفى بعض ما ُ
يظهر ُ ألن املس� َّن غالب ًا
يظهر ل ُه م َن املس� ِّنَّ ،
اجلواب با ُ
للقائل تار ًة واملسئول عن ُه أخرى»).(1 ِ ل ُه؛ رعاي ًة
اجلاري ُة؛ لكوهنا قريب ًة منها ،وم ّطلعة عىل أمورها وشئوهنا.
النبي ﷺ ،وكال فطنته يف تعامله مع القضايا ِ االختيار ُّ وال َّ
يدل عىل حكمة ِّ َ شك أن هذا
األعراض.
َ تس
التي ُّ
النتائج ،فصعد عىل ِ
املنر، ِ اهلادئ أشار إىل الر َّي
َ التحقيق ّ ّ
َ النبي ﷺ هذا
وبعد أن أجرى ُّ
يب ،فق�ال: ِ ِ
املنافق�ني عبدُ اهلل ب ُن أ ٍّ
َ رأس
يق�ف ورا َء هذه الفتن�ة هو ُ
ُ وب�ني أن ال�ذي
َّ
.
.
.
ﷺ وذل�ك يف قوهلا:
.
بن�ص القرآن
هي ب�راءة قطع ّية ِّ
ريض اهلل عنها م� َن اإلفك َ
«براءة عائش�ة َ
صار كافر ًا مرتدّ ًا بإمجاعِ»).(1 فلو تشك َ
ّك فيها إنسان -والعياذ باهلل َ - العزيزْ ،
فوجأت عنقها.
ُ فقمت إليها،
ُ بنت خارج َة ،سألتني النّفق َة،
رأيت َ َ
رسول اهللْ ،لو َ َ
فقال :يا
ﷺ
.
ِ
حدوث ٍ
باس�تمرار ،فعندَ ِ
بالطالق ِ
التهديد ِ
األزواج من كثري من ِ
وه�ذا بخ�الف ما عليه ٌ
قك، قك ،إذا قرصت معه يف ٍ
يشء قال :سأط ّل ِ قك ،سأط ّل ِ
يقول :س�أط ّل ِ ِ
الزوجة ُ أي خطأ من
ّ ْ ِّ
مت فالنة فأنتِ طالق ،إذا ك ّل ِ ِ ِ
طالق ،إذا رفعت الس�اع َة فأنت ٌ ِ ِ ِ
إذا خرج�ت من البيت فأنت ٌ
طالق.
ٌ
ِ
رضب زوجاته أو إهانته ّن ،وإنا ّاخت َذ النبي ﷺ مل يلجأ إىل ِ ُ
القصة أن َّ
يؤخذ من هذه ّ ومما
معه َّن أسلوب ًا كري ًا.
املشاكل ال ُّ
حتل دائ ًا َ وعمر؛ ليرضبا عائش َة وحفص َة هنامها عن ذلك؛ ألن
ُ و ّملا قا َم أبو بكر
ِ
باحلوار واإلقنا ِع يف الغالب. ِ
بالرضب ،بل
يكون َ
قليل ُ وترفيه إىل ِ
بيت زوجها ال�ذي قد ٍ ٍ
وتدليل، أهن�ا تنتق�ل أحيان ًا من بيت غنً�ى،
َ
الفارق ،وهذا تراعي ِ
الزوجة أن فيجب عىل يكون طالب ًا ،أو مو ّظف ًا مس�تور ًا،
ُ ذات ِ
اليد ،قد ِ
َ ُ
ق�در اهلل( :ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ
ُ
ﯬ ﯭ ﯮﯯ) [الزخرف.[32 :
كانت عندَ أهلها مد ّلل ًة ،وأن أباها كان يش�رتي هلا َّ
كل ي�و ٍم ،وأ ّن ُه وأ ّن ُه ،ال ِ
البنت َ ُ
فك�ون
بيت زوجها ترهق ُه شطط ًا. انتقلت إىل ِ
ْ يعني أهنا َ
اآلن إذا
حمرج جدّ ًا للزوج الس�يا إذا َ
كان ِ ِ ِ واملطالب� ُة
أمر ٌ واإلكث�ار من الطلبات ٌ
ُ النفقات، بزي�ادة
ِ رق املحر ِ ِ
اإليان إىل ال ّط ِ
فيرض
ُّ الكس�ب؛ مة يف ّ ضعف يف
ٌ الزوج الذي عنده
َ فقري ًا ،وقد ُ
تدفع
ِ ِ ِ ِ
والرق�ة ،وغري ذلك، ش�وة، املحر ِم ّ
كالر الكس�ب ّ ِ
الس�عي ورا َء طريق بنفس�ه وأرسته عن
فيخر دين ُه ودنيا ُه.
ُ الس ِ
جن، ِ
العمل ،أو ّ ِ
للفصل من فيعر ُض نفس ُه
ّ
بيت ٍ
نعمة ،فكل ما يس�تطيع أن كانت يف ِ ِ
الزوج أن يقدّ َر أن املرأ َة ْ ِ
املقاب�ل ينبغي عىل ويف
ِ
املباحة رشع ًا؛ فليو ّفر ُه هلا. ِ
األشياء يأيت به إليها من
صىل َ
ف�كان إذا ّ َ
والعس�ل، حيب احللوا َء ُ
رس�ول اهلل ﷺ ُّ قال�تَ :
كان ْ ن عائش� َة J ع� ْ
ِ
نسائه فيدنو منه َّن. دار عىل
العرص؛ َ
َ
ُ
ويمكث عندها. ٍ
جحش، ِ
زينب بنت يرشب عس ً
ال عندَ ُ
رسول اهلل ﷺ َ
وكان
َ ُ
فقلت :أما واهلل لنحتال َّن ل ُه.
ُ
إين أجدُ َ
منك مغافري ّ ،
)(1
َ أكلت
َ َ
دخ�ل عليها؛ فلتقل ل ُه: فتواصي�ت أنا وحفص ُة عىل أ ّيتنا
ُ
مغافري.
َ ريح
َ
يح. ِ
عليه ْ ُ َ
الر ُ
أن يوجدَ من ُه ّ رسول اهلل ﷺ يشتدُّ وكان
ذلكَ ،
قال: فقالت ل ُه َ
ْ َ
فدخ�ل ع�ىل إحدامها،
.
وهو صمغ حلو ل ُه رائحة كرهية ينضح ُه شجر يقال ل ُه :العرفط
)َ (1
فنزل�ت( :ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘﭙ ﭚ ﭛ ﭜﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ
ْ
ﭤ ﭥ ﭦ ﭧﭨ ﭩ ﭪﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ
ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉﮊ ﮋ ﮌ
ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ
ﮠ ﮡﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ
ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ) [التحريم.(1)[5-1 :
لعمر. ْ
استأذن َ فقلت:
ُ فأتيت غالم ًا ل ُه أسو َد
ُ
فصمت.
َ َ
ذكرتك ل ُه خرج إ َّيل َ
فقال :قدْ ثم َ َ
فدخل َّ
بعضهم،
ْ جلوس يبك�ي
ٌ فجلس�ت ،فإذا عن�د ُه ٌ
رهط ُ انتهي�ت إىل ِ
املنر، ُ فانطلق�ت حتّ�ى
ُ
ثم غلبني ما أجدُ . فجلست قلي ً
ال َّ ُ
لعمر. ْ
استأذن َ فقلت:
ُ أتيت الغال َم
ثم ُ َّ
فصمت.
َ َ
ذكرتك ل ُه، خرج إ َّيلَ ،
فقال :قدْ ثم َ َ
فدخلَّ ،
يت مدبر ًا ،فإذا الغال ُم يدعوينَ ،
فقال :ادخل؛ فقدْ َ
أذن َ
لك. فو ّل ُ
ٍ
حص�ري ) ،(1قدْ أ ّث َر يف ّكئ عىل ِ
رمل ِ فدخل�ت ،فس� ّل ُ
ه�و مت ٌ
رس�ول اهلل ﷺ ،فإذا َ مت عىل ُ
ٍ
وسادة م ْن أد ٍم حشوها ٌ
ليف. ّكئ عىل ِ
جنبه ،مت ٌ
َ
نساءك؟ قائم :ط ّل َ
قت ِ فس ّل ُ
قلت وأنا ٌ
ثم ُ مت عليهَّ ،
«. فرفع رأس ُه إ َّيل َ
وقال: َ
ر.
فقلت :اهللُ أك ُ
ُ
نغلب
ُ ٍ
قري�ش قوم ًا معرش َ
رس�ول اهلل وكنّا َ ل�و رأيتنا يا
أس�تأنس )ْ :(2
ُ قائم
قل�ت وأنا ٌث�م ُ َّ
نسائهم،
ْ فطفق نساؤنا يتع ّلم َن م ْن
نس�اؤهمَ ،
ْ تغلبهم
ْ فلا قدمنا املدين َة؛ وجدنا قوم ًا
النّس�ا َءّ ،
فأنكرت ْ
أن تراجعني. ُ بت عىل امرأيت يوم ًا ،فإذا َ
هي تراجعني، فتغض ُ
ّ
بالسعف.
) (1أي :حصري منسوج ّ
) (2أي :أقول قوال أستكشف به :هل ينبسط يل أم ال؟
ُ
رسول اهلل ﷺ. فتبس َم
ّ
هي ِ فقل�ت :ال يغرن ِ
ّك ْ ودخلت ع�ىل حفص َة،
كان�ت جارتك َ
ْ أن ّ ُ ُ ل�و رأيتني،
قل�تْ :
ث�م َُّ
منك ،وأحب إىل النّبي ﷺ ِ
منك. أوضأ َِ
ِّ َّ
فتبس َم أخرى.
ّ
تبس َم.
حني رأيت ُه ّ
فجلست َ
ُ
َ
رسول اهلل. أستأنس يا
ُ فقلت:
ُ
«. َ
قال:
َ
وكان م ْن أحس�ن َ
فضحك، كرش
الغضب ع ْن وجهه ،وحتّى ّ َ
ُ حتر
فلم أزل أحدّ ث ُه حتّى ّ َ
ْ
النّاس ثغر ًا ﷺ.
).(1 َ
فقال:
َ
يدخل عليه َّن شهر ًا م ْن أقس�م ْ
أن ال َ األسلوب ُ
حيث َ ُ
رس�ول اهلل ﷺ هذا َ
اس�تعمل فقد
ِ
موجدته عليه َّن. شدّ ِة
َ
يكون يف واهلجر إما أن ِ
للزوج�ة، ِ
العقوبات واهلج�ر عقوب ٌة نفس� ّي ٌة بالغ ٌة ،وه�و م ْن أبل ِغ
ُ ُ
النبي ﷺ بأزواجه أنه هجره َّن ِ ِ َ املضج ِع وهو أش�دُّ ،وإما أن
خارج البيت ،ومن رمحة ِّ َ يكون
ِ
البيت. خارج
َ
ّنقيب ع ْن أحواهل َّن ال س� ّيا الز ِ كان ِولو َ ِ ِ ُ
وج ،والت ُ بغري إذن ّ دخول اآلباء عىل البنات ْ
ما يتع ّل ُق باملتزو ِ
جات. ّ
ِ
ألجل إصالحها لزوجها. ِ
بالقول؛ الر ِ
جل ابنت ُه وقرابت ُه تأديب ّ
ُ
عا يقع منه َّن م ْن زلل يف ِ
فح ّ
والص ُ
الزوجات ،واإلغضا ُء ع ْن خطاهب َّنّ ،
ر عىل ّ
الص ُ
ّ
حق اهلل تعاىل.
حق املرء دون ما يكون م ْن ّ
ِّ
نسائهم، ِ
بسرية األنصار يف ّبي ﷺ َ
أخذ أن شدّ َة الوطأة عىل النّساء مذمو ٌم؛ َّ
َّ
ْ ألن الن َّ
وترك سرية قومه.
ّ
ويتج�ىل ذلك يف تعامله ﷺ مع أبر الناس بأهله ،وأش�دّ هم صل ًة بذويه،
النب�ي ﷺ َّ
ّ كان
ِ
اإلعالة. ِ
الرعاية ،وحسن أوالده؛ وما يبذله هلم من
ﷺ
وإبراهيم.
ُ القاسم ،وعبدُ اهلل،
ُ وهم:
وأما الطيب ،والطاهر؛ فالصحيح أهنا لقبان لعبد اهلل).(1
ِ
الطفولة. وافتهم املن ّي ُة وهم يف س ِّن َ
البنون وهؤالء
ُ
ٍ
خويلد. وأشهر ،وبه كان يكنى ،وأ ّمه خدجي ُة ُ
بنت ٍ ِ
سنتني مات بمك َة؛ وهو اب ُن َ
ومات بمك َة ،وهو من خدجي َة. َ النبو ِة،
:ولدَ بعد ّ
ومات هبا س�ن َة
َ باملدينة يف ذي احلج ِة ،س�ن َة ٍ
ثان، ِ :فأ ّم ُه ماري ُة القبطي ُة ،ولدَ
ّ
عرش شهر ًا.عرش شهر ًا؛ أو ثاني َة َ عرش ،وهو اب ُن سبع َة َ ٍ
زينب ،ورق ّي ُة ،وأ ُّم كلث�و ٍم ،وفاطم ُة ،K ٍ
أربع بنات؛ ه�نُ : فرزق ُه اهلل َ
واحدة ،وهي خدجي ُة .J ٍ البنات من أ ٍّم ِ
وهؤالء
ُ
ِ ِ
الربيع.
العاص ب ُن ّ فهي ّأو ُل من ولد من البناتّ ،
تزوجها أبو
وج هبا َ
قبل اإلسال ِم عتب ُة ب ُن النبي ﷺ ،وقد َ ِ
كان ّتز َ البنت الثاني ُة من بنات ِّ
فهي ُ
وهاجرت معه إىلْ عفان ،I َ ُ
عثان ب ُن تزوجها
دخل هبا ،ث�م ّ أيب ٍ
هل�ب ،وط ّلقها ومل يك ْن َ
ِ
احلبشة ،اهلجرتني مجيع ًا. ِ
أرض
عثان ب ُن ع ّف َ
ُ ِ
ان بعد أختها تزوجها البنت الثالث ُة من بنات ِّ
النبي ﷺّ ، فهي ُ
وماتت عند ُه.
ْ رقي َة،
وأربعني من
َ ولدت س�ن َة إحدى
ْ بنات النبي ﷺ ،وأحبهن ِ
إليه، فهي آخ�ر ِ
ّ َّ ُ
طالب .I ٍ عيل ب ُن أيب ٍ وماتت بعده ِ
تزوجها ُّ
أشهر ،وقد ّ بستة ْ مولده،
ﷺ
الناظر يف أساء أوالد النبي ﷺ؛ جيدها كلها أساء حسن ًة مجيلة ،وقد كان النبي ﷺ ُّ
حيث
ويغري األساء القبيحة.
عىل األساء احلسنةُ ّ ،
قال س�فيان الثوري « :Vكان يقال حق الولد عىل والده أن حيس�ن اسمه وأن يزوجه
إذا بلغ وأن حيججه وأن حيسن أدبه»).(1
ُ
رس�ول اهلل ﷺ: عن أنس بن مالك Iقالَ :
قال
).(2
ﷺ
العاص بن الربي ِع القريش ،Iوهو ابن خالتها هال َة ِ
بنت ِ زينب Jمن أيب
ُ ِّ فزوج َ ّ
ِ
رجال مك َة املعدودين؛ ماالً ،وأمان ًة ،وجتارةً. ِ
العاص َ
كان من ٍ
خويلد؛ وأبو
العاص ِ
بن الربيع؛ إال أن ِ وبني أيب
رسول اهلل ﷺَ ، ِ بني زينب ِ
بنت وكان قد ّفر َق اإلسال ُم َ
َ
فأقامت معه عىل إسالمها ،وهو عىل رشكه،
ْ ِ
التفريق بينها، كان ال ِ
يقدر عىل رسول اهلل ﷺ َ َ
ِ
املدينة ،وهي مقيم ٌة معه بمك َة ،ال يس�تطيع رسول اهلل ﷺ أن ُ
رس�ول اهلل ﷺ إىل هاجر حتى
َ
يستنقذها.
فأصيب يف األسارى.
َ سار معهم أبو العاص ب ُن الربيعِ، قريش إىل ٍ
بدر َ سارت ٌ
ْ فلا
ِ
العاص ٍ فداء أرساهم؛ بعثت زينب يف ِ أهل م ّك َة يف ِ
بعث ُ
قالتّ :ملا َ
بال، فداء أيب ُ ْ ْ ع ْن عائش َة ْ
ِ
العاص. كانت عندَ خدجي َة ،أدخلتها هبا عىل أيب ٍ
بقالدة هلا ْ وبعثت ِ
فيه ْ
نعم.
فقالواْ :
ُ
رسول اهلل ﷺ زيدَ ب َن حارث َة، َ سبيل زينب ِ
خييل َ أخذ ِ
عليه ْ ُ
رسول اهلل ﷺ َ َ
وبعث إليه، َ أن ّ َ وكان
).(1 ِ
األنصار ،فقال: ورج ً
ال م ْن
وق�د أثن�ى النب�ي ﷺ ع�ىل أيب العاص ِ
ب�ن الربي� ِع يف مصاهرته خ�ري ًا ،وق�ال:
).(2
بزينب ابنته ،فوىف َ
فيبعث إليه بدر، وكان ق�د وع�دَ النبي ﷺ أن يرجع إىل مك َة بعد ِ
وقعة ٍ
َ َ َّ
بوعده ،وفارقها مع ِ
شدة ح ّبه هلا.
أبرز أخالقهعفان Iاخلليفة الراش�دَ ،وكان من َِ َ
عثان بن النبي ﷺ رق ّي َة من
وزوج ُّّ
النب�ي ﷺ حيبه كثري ًا، َ
وكان تأص َل يف كيان�ه، ِ وأش�دّ ها تكّن ًا من نفس�ه
ُّ خل�ق احلياء ،ال�ذي ّ
ُ
ِ
باجلنة. ويو ّقره ،وقد ّ
برشه
النبي ﷺ بأختها أ ِّم كلثوم ،وتو ّفيت عنده. يت رقي ُة J؛ ّ
زوج ُه ُّ فلا تو ّف ْ
اب�ن عم�ه ،وكان َ
أول م�ن آم�ن طال�ب ِ I ٍ ع�يل ِ
ب�ن أيب وزوج فاطم� َة Jم�ن ِّ ّ
مع قبل اإلس�ال ِم ،ومل ْ ِ
الصبيان ،وكان ق�د تر ّبى يف حجره ﷺ َ
عيل َ
يزل ٌّ برس�ول اهلل ﷺ م�ن
برشه باجلنة.
ويقربه ،وقد ّ رسول اهلل ﷺ حتى بعثه اهلل نب ّي ًا ،وكان ُّ
النبي ﷺ حي ّبهّ ،
ﷺ
رس�ول اهلل ﷺَ ،
فقال: ُ عيل فاطم َة ،Jأتاها
خطب ٌّ
َ فعن عطاء بن أيب رباح ،قالّ :ملا
فزوجها).(3
فخرج ّ
َ فسكتت،
ْ .
. ِ
بالزوج؛ وقد قال ﷺ: ويف هذا أنه ﷺ اعتر سكوهتا رض ًا
وكيف إذهنا؟
َ َ
رسول اهلل، قالوا :يا
).(4 َ
قال:
) (1رواه أبو داود [ ،]2692وحسنه األلباين يف صحيح أيب داود [.[2692
) (2رواه البخاري [ ،]3110ومسلم [ ]2449عن املسور بن خمرمة .I
) (3أخرجه ابن سعد يف الطبقات [ ،]20/8وهو مرسل صحيح اإلسناد.
) (4رواه البخاري [ ]5136ومسلم [ ]1419عن أيب هريرة .I
ٍ
رجل ال تريده. حيل لول ّيها أن يعقدَ هلا عىل فالبنت أمان ٌة يف ِ
بيت والدها ،وال ُّ ُ
ﷺ
ِ
الصداق. ِ
اليسري من زوج النبي ﷺ بناته عىل
وقد ّ
جت فاطم َة .J أن عل ّي ًا قالّ :
تزو ُ اس َّ L فعن ِ
ابن ع ّب ٍ ِ
رسول اهلل ِ
ابن يب. َ فقلت :يا
ُ
. َ
قال:
قلت :ما عندي من ٍ
يشء. ْ ُ
. َ
قال:
هي عندي.
قلتَ :
ُ
).(1 َ
قال:
درع حطم ّية. ِ صداق ِ
ُ
وأصغر بناته ،سيدة نساء أهل اجلنةٌ : بنت رسول اهلل ﷺ، فهذا هو
(احلطم ّي�ة) نس�بة إىل بط�ن م�ن عبد القيس يق�ال هلم حطمة ب�ن حمارب كان�وا يعملون
تكرها ).(2
أي ّ هي ا ّلتي حت ّطم ّ
السيوف ْ الدروع ،وقيلَ :
ِ
املهور ،ليس من هدي رسول اهلل ﷺ ،فلو ِ
الناس يف زماننا من التغايل يف بعض
وما يفعله ُ
ُ
رسول اهلل ﷺ. ِ
النساء مكرم ًة؛ لسبق إليها ِ
بمهور ِ
كانت املغاال ُة
ٍ َ
بخميلة، بعث معها رس�ول اهلل ﷺ ّملا ّ
زوج� ُه فاطم َة؛ َ وع�ن عيل بن أيب طالب َّ I
أن
وجر ِتني).(4 ٍ ِ ووسادة من ٍ
ٍ
ورحيني ،وسقاءّ ، ليف،
أدم) (3حشوها ٌ ْ
) (1رواه أبو داود [ ،]2125والنسائي [ ،]3375وصححه األلباين يف صحيح أيب داود [.[1849
) (2النهاية [.[994/1
) (3أي :جلد.
) (4رواه أمحد [ ،]821وصححه األلباين يف صحيح الرتغيب [.[3301
وفي�ه أيض� ًا :أنه ينبغي لوالد العروس أن يس�اهم يف تكاليف الزواج ،وال يقول :كل
التخرج ،أو حديث التو ّظف ،وراتبه
ّ يشء عىل الزوج ،والزوج اليو َم غالب ًا شاب حديث
بس�يط ،فيحت�اج إىل املس�اعدة ،واألب غالب ًا ما يك�ون أقدم يف الوظيف�ة أو يكون تاجر ًا
ميس�ور ًا ،ونحو ذلك ،فينبغي أن يس�اعد زوج ابنته ،ولو يف األثاث وأدوات املطبخ كا
يف هذا احلديث.
ﷺ
ُ
رس�ول اهلل ﷺ: ريض اهلل تعاىل عنهاَ ،
قال عيل فاطم َة َ
خطب ٌّ
َ ع� ْن بري�د َة َ
قالّ :ملا
.
فالن :عيل كذا وكذا من ٍ
ذرة ).(2 كبشَ ،
وقال ٌ عيل ٌ َ
ْ َّ فقال سعدٌ َّ :
اجلم�ع؛ ألن الزوجني
ُ ِ
للع�رس ،مش�ت ّق ٌة من الومل ،وه�و والوليم� ُة ه�ي الطع�ا ُم املت ُ
ّخذ
ِ
العلاء. ِ
مجهور جيتمعان) .(3وهي مستح ّب ٌة عند
حرج من فعلها َ
قبل ِ ِ ِ واألفض�ل ُ
ُ
الدخول اقتدا ًء بالنب�ي ﷺ ،وال َ النكاح بعد وليمة فع�ل
ِ
العقد ،أو بعده. ِ
الدخول ،أو عند
عمل ِ
أهل بلده أوىل؛ لعد ِم وجود ِ
اإلنسان ما جرى عليه ُ واسع ،ومراعاة واألمر يف هذا
ٌ
استحباب فعلها يف وقت حمدّ ٍد.
ِ ِ
إجياب أو رشعي ُّ
يدل عىل ٍّ نصٍّ
. ِ
البناء ،قال النبي ﷺ لعيل: فلا كانت ليل ُة
ﷺ
ﷺ
ِ فلم جيدْ عل ّي ًا يف ُ بن ٍ
سعد َ سهل ِ
ِ
البيت. بيت فاطم َة؛ ْ
رسول اهلل ﷺ َ قال :جا َء ع ْن
. َ
فقال:
فلم ْ
يقل عندي).(1 فخرج ْ
َ قالتَ :
كان بيني وبين ُه يش ٌء؛ فغاضبني، ْ
. ٍ
إلنسان: ُ
رسول اهلل ﷺ َ
فقال
ِ
املسجد راقدٌ . هو يف َ فجا َء َ
رسول اهلل! َ فقال :يا
ِ ُ
سقط رداؤ ُه ع ْن ش ّقه ،وأصاب ُه ٌ
تراب. َ مضطجع ،قدْ
ٌ وهو
رسول اهلل ﷺ َ فجا َء
).(2 ُ
ويقول: ُ
رسول اهلل ﷺ يمسح ُه عن ُه، َ
فجعل
الصهر ،وتسكينه م ْن غضبه»).(3
«ويف احلديث م ْن الفوائد ...مدارة ّ
َ
حصل بينها وبني ِ
اخل�الف الذي يس�تفر من فاطم َة عن أن النبي ﷺ مل
ْ
س�بب املغاضب�ة التي حصلت بينه�ا ،بل تغاىض عن
َ يطل�ب منها أن ترد له
ْ زوجه�ا ،ومل
عيل يسرتضيه.
وذهب إىل ٍّ
َ ذلك،
تدخ�ل األه�ل يف املش�اكل التي حت�دث بني الزوج�ني س�بب ًا لزيادهتا
فكث�ري ًا م�ا يك�ون ّ
وتفاقمها.
الرتاب عن ظهره؛ ليرتضاه ،ومس�ح عيل؛ ك�ر ُم ِ
َ ّ توج�ه نحو ٍّ
خلق النبي ﷺ؛ ألنه ّ
ليبس�ط ُه ،وداعبه بالكنية املذكورة؛ ليؤنس�ه ،ومل يعاتبه عىل مغاضبته البنته مع رفي ِع منزلتها
يراجع عل ّي ًا يف هذا األمر ،وهذا من حكمته ﷺ.
ْ عنده ،ومل
ِ
وت�رك معاتبته�م إبقا ًء ِ
وتس�كني غضبهم، ِ
باألصه�ار، ِ
الرفق اس�تحباب
ُ
ملو ّدهتم.
ِ
الكبري منهم وبني زوجته ما طبع عليه يقع بني ِ
الفضل قد ُ «وفيه :أن أهل
ِ
اخلروج من بيته وال يعاب عليه. البرش من الغضب ،وقد يدعوه ذلك إىل
ُ
وهو نوم نصف النّهار.
) (1م ْن القيلولة َ
) (2رواه البخاري [ ،]441ومسلم [.[2409
) (3فتح الباري [.[536/1
ِ
برسول اهلل يف رأيت أحد ًا أش�ب َه سمت ًا ) ،(2ود ًالّ ) ،(3وهدي ًا ع ْن عائش� َة ْ ،J
قالت :ما ُ
ِ
رسول اهلل ﷺ. قيامها ،وقعودها من فاطم َة ِ
بنت ْ
ِ
جملسه. ّبي ﷺ؛ قا َم إليها ،فق ّبلها ،وأجلسها يف
دخلت عىل الن ِّ
ْ وكانت إذا
ْ قالت:
ْ
والتجهم من
ّ املش�اعر الش�فاف ُة من أولئك القس�اة ،الذين يظنّون أن العبوس،
ُ فأين هذه
خاص ًة؟! ِ ِ ِ ِ ِ
عالمات الرجولة والقوامة مع األبناء ،ومع البنات ّ
َ
رسول اهلل ﷺ أتى فاطم َة ،Jفوجدَ عىل باهبا سرت ًا، عمر َّ :L
أن عن ِ
عبد اهلل ِ
بن َ ْ
ْ
يدخل. فلم
ْ
يدخلّ ،إال بد َأ هبا.
ُ وق ّلا َ
كان
فقال :ما ِ
لك؟ مهتم ًةَ ،
عيل ،Iفرآها ّ
فجا َء ٌّ
ْ
يدخل. فلم
ّبي ﷺ إ َّيلْ ،
قالت :جا َء الن ُّ
ْ
ْ
تدخل إن فاطم َة اش�تدَّ عليه�ا أن َّك جئته�اْ ،
فلم َ
رس�ول اهلل َّ ع�يل َ ،I
فقال :يا فأت�ا ُه ٌّ
عليها.
).(2 َ
قال:
ِ
لرس�ول اهلل ﷺ :ليأمرين فقالتْ :
قل ْ ِ
رس�ول اهلل ﷺ، فذه�ب إىل فاطم َة فأخرها ِ
بقول َ
ِ
فيه با شا َء.
).(3 َ
فقال:
).(3
).(2
).(3 ﷺ
ولف�ظ البخاري:
.
فإين ال أقدر عىل دفع مكروه يريده اهلل تعاىل ِ
بك).(4 ال تتّكيل عىل قرابتي؛ ّ
ُ
ِ
رسول اهلل ﷺ ليل ًة. َ
رسول اهلل ﷺ طرق ُه وفاطم َة َ
بنت ٍ
طالب َّ I
أن ع ْن عيل ب َن أيب
. َ
فقال هلا:
رسول اهلل إنّا أنفسنا ِ
بيد اهلل ،فإذا شا َء ْ
أن يبعثنا بعثنا. َ فقلت :يا عيل: َ
ُ قال ٌّ
يرجع إ َّيل شيئ ًا.
ْ قلت َ
ذلك ،ومل ْ حني ُ ُ
رسول اهلل ﷺ َ فانرصف
َ
َ .
فرتك
عيل اخلطب َة).(4
ٌّ
) (1رواه البخاري [ ،]1127ومسلم [.[775
) (2رشح صحيح البخاري -البن بطال [.[115/3
) (3رشح ابن بطال عىل صحيح البخاري [ ،]115/3حاشية السندي عىل النسائي [.[205 / 3
) . (4رواه البخاري [ ،]3110ومسلم [ ]2449واللفظ له.
ﷺ
خشي َة الفتنة عىل فاطمة يف دينها ،كا جاء يف رواية البخاري ]:[3110
.
ﷺ
ّبي ﷺ.
ميش الن ِّ أقبلت فاطم ُة تيش؛ َّ
كأن مشيتها ُ ْ فع ْن عائش َة ْ J
قالت:
ِ
شاله. ِ
يمينه ْأو ع ْن ثم أجلسها ع ْن َ
َّ ، ّبي ﷺ:
فقال الن ُّ
فبكت.
ْ أرس إليها حديث ًا،
ثم َّ
َّ
تبكني).
َ فقلت هلا( :مل َ
ُ
فضحكت.
ْ أرس إليها حديث ًا،
ثم َّ
َّ
عا َ
قال. ٍ رأيت كاليو ِم فرح ًا
أقرب م ْن حزن ،فسألتها ّ
َ فقلت :ما ُ
ُ
ِ
رسول اهلل ﷺ. رس
ألفيش َّ
َ كنت
فقالت :ما ُ
ْ
ّبي ﷺ فسألتها.
قبض الن ُّ
حتّى َ
أرس إ َّيل فقال:
فقالت :إنه َّ
ْ
فبكيت.
ُ ،
).(1 َ
فقال:
).(2
أي :غمضتها).(3
فخرجت
ُ رسول اهلل ﷺ ح ّل ًة م ْن سريا َء)،(1
ُ ٍ
طالب Iأنه قال :كساين عيل بن أيب
فعن ِّ
فيها.
).(2 َ
فقال:
الرأس.
مجع مخار ،وهو غطاء ّ
عيل، املراد بالفواط ِم :فاطم�ة بنت الن ّ
ّبي ﷺ ،وفاطمة بنت أس�د والدة ّ
وفاطمة بنت محزة بن عبد امل ّطلب).(3
َ
فأتنا.فأرسل إن ابن ًا يل َ
قبض أرسلت ابن ُة النّبي ﷺ ِ
إليه َّ ْ زيد َ ،L
قال: فعن أسام ُة بن ٍ
ِّ ُ
ُ
ويق�ول: الس�ال َم،
يق�رئ ّ
ُ
.
يب إليه تقس�م ِ
عليه ليأتينّه�ا؛ فقا َم ،ومع ُه س�عدُ ب ُن عبادةَ ،ومعا ُذ ب� ُن ٍ فأرس�لت ِ
جبل ،وأ ُّ ُ ْ
كأهنا ِ ٌ ٍ ب ُن ٍ
تتقعقع ّ
ُ بي؛ ونفس� ُهالص ُّ
رس�ول اهلل ﷺ ّ فرفع إىل
ورجالَ ، كعب ،وزيدُ اب ُن ثابت،
ففاضت عينا ُه.
ْ ش ٌّن).(4
َ
رسول اهلل! ما هذا؟ َ
فقال سعدٌ :يا
).(5 َ
فقال:
معنا ُهُّ :
احلث عىل وقوله:
ِ
لقضاء اهلل. الصر ،والتّسلي ِم
ّ
ِ
واإلناث ،ومل ِ
الذكور ذريته من َ ليعلم من ابتيل ِ
مجيع ّ
الرسول ﷺ قد فقدَ َ بفقد أوالده أن َ ْ
يبق بعدَ وفاته إالَّ فاطم ُة .J
يرجع.
ُ وكان ظئر ُه قين ًا ،فيأخذ ُه فيق ّبل ُه َّ
ثم َ
والضعفاء. ِ
للعيال ّ بيان كريم خلقه ﷺ ورمحته
وتقبيلهم.
)(1 فضيل ُة ِ
رمحة العيال واألطفال
ْ
يرشف عىل تغس�يلهن وتكفينه َّن ،ويصىل
ُ وم�ن هدي�ه ﷺ يف وفاة بناته Kأن�ه كان
عليه َّن ،ويدفنه َّن ،ويقف عىل قبورهن ويدعو اهلل هلن.
ح�ني تو ّف ْ
يت ابنت ُه ُ
رس�ول اهلل ﷺ َ
(دخل علينا قال�ت: ِ
ن أ ِّم عط ّي� َة األنصار ّية J
َ ْ ع� ْ
]أم كلثوم].
َ
فقال:
).(2
).(3 فلا فرغنا آذنّا ُه؛ فأعطانا حقو ُه -تعني إزار ُه-؛ َ
فقال: ّ
أي :اجعلن ُه شعارها ِ
أي :ال ّثوب ا ّلذي ييل جسدها. ْ
َ
ليكون أن يفرغ َن م َن الغسل ،ومل ْ يناوهل َّن إ ّيا ُه ّأوالً؛ َ
قيل احلكمة يف تأخري اإلزار مع ُه إىل ْ
ٌ
فاصل. قريب العهد م ْن جسده الكريم حتّى ال يكون بني انتقاله م ْن جسده إىل جسدها
ِ
والصيانة ٌ
مجل�ة من أحواله م�ع أوالده ﷺ؛ وما كان عليه من حس�ن الرعاية فه�ذه
هلم ﷺ.
كان للنبي ﷺ سبعة من األحفاد ،كا كان له سبعة من األوالد ،وأحفاده هم:
عمها ِ
وتزوجها اب� ُن ّ
النب�ي ﷺّ ،
ِّ حي�اة ول�دت يف
ْ
زينب من عبد اهلل بن
وذرية َ
ولدت له ،وأوال ُد ّ
ْ فاتت عنده ،وقد
ْ ٍ
جعفر، عب�دُ اهلل ب ُن
ٍ
بكثرة. جعفر موجودون ٍ
ِ
الرس�ول ﷺ ،ولدَ بأرض احلبش�ة ،وعاش ابن رقي َة ِ
بنت ُ
ست سنني.
ِ
احلل�م يف حياة
َ ت�ويف وقد ناهز وهو أخ�و أمام َة بن�ت َ
زينبَ ّ ،
رسول اهلل ﷺ.
الرشي�ف من جهة
ُ عق�ب إال من ابنت�ه فاطم َة ،فانترش نس�له
ٌ وهك�ذا مل يك� ْن للنبي ﷺ
حسني ،وللمنسوب للحسني:
ٌّ ِ
للحسن: بطني :احلسن واحلسني فقط ،ويقال للمنسوب الس ِ
ّ
حسيني).(1
ٌّ
ِ
والرمحة ،فقد كان النبي ﷺ ِ
والشفقة، ِ
بالعطف، كانت معاملته ﷺ مع أحفاده مليئ ًة ولقد ْ
ِ
الكريمة. لألبو ِة نموذج ًا فريد ًا
ّ
ِ
الرحيمة ،فريعاهم ِ
الكريمة املظاهر اإلنس�ان ّي ِة
ِ وقد حفل تعامله مع أحفاده بالعديد من
ِ
الفائقة. ِ
بالعناية وحيوطهم
ُ
يطرق س�مع ُه يف الدنيا تجيدُ ليكون َ
أول ما َ فكان إذا ولد له مولو ٌد أ ّذ َن يف أذنه اليمنى؛
اهلل وتعظيمه.
) (1أما ما رواه البخاري يف األدب املفرد [ ]823وابن حبان [ ]6985وأمحد [ ]769عن عيل قال :ملا ُولد احلس�ن
سميته حرب ًا فجاء رسول اهلل ﷺ فقال« :أروين ابني ،ما سميتموه؟» قال :قلت :حرب ًا ،قال« :بل هوحسن» .فلا
ولد احلس�ني س�ميته حرب ًا فجاء رس�ول اهلل ﷺ فقال« :أروين ابني ،ما س�ميتموه؟» قال :قلت :حرب ًا .قال« :بل
هو حسني» .فلا ولد الثالث سميته حرب ًا ،فجاء النبي ﷺ فقال« :أروين ابني ،ما سميتموه؟» قلت :حرب ًا .قال:
وش�بري و ُم َش َّر» فهذا حديث ضعيف؛ جلهالة هانئ
«بل هو حمس�ن» .ثم قال« :س�ميتهم بأساء ولد هارون َش ّر َ
عيل .Iانظر :الضعيفة (.(182/8
ابن هانئ ،راويه عن ّ
) (2ه�ذا إذا ص�ح احلديث ،وقد رواه أبو داود [ ]5105والرتم�ذي [ ]1514وصححه الرتمذي ،والنووي ،وابن
امللقن ،وضعفه ابن حبان ،وحسنه األلباين يف اإلرواء [ ]1173ثم تراجع وض ّعفه يف الضعيفة [ .]6121ينظر:
املجروحني [ ،]110/2املجموع رشح املهذب [ ،]434/8البدر املنري [ ،]348/9الكلم الطيب [.[211
ِ
اإلنس�ان كلاته س�مع يقرع
َ «ورس التأذين واهلل أعلم؛ أن يكون أول ما ُ ُّ
ُ ِ
يدخل هبا يف اإلس�ال ِم ،فكان َ
ذلك الرب وعظمته ،والش�هاد ُة التي أول مااملتضمن ُة لكرياء ِّ
ّ
ِ
شعار اإلسال ِم عند دخوله إىل الدنيا ،كا يل ّق ُن كلم َة التوحيد عند خروجه منها. ِ
كالتلقني له
َ
ٍ ُ ٍ
فائدة وصول أثر التأذين إىل قلبه ،وتأ ّثره به وإن مل ْ
يشعر ،مع ما يف ذلك من مستنكر وغري
ِ
األذان .. ،فيسمع شيطانه ما يضعف ُه ،ويغيظه ّأو َل ِ
كلات ِ
الشيطان من هروب أخرى ،وهي
ُ
أوقات تع ّلقه ِبه»).(1
ِ
ﷺ
عليهم، ر ُك ِ َ
رس�ول اهلل ﷺَ : ّب�ي ﷺ؛ َّ ع� ْن عائش� َة ِ
ْ بالصبيان ،في� ّ
كان يؤت�ى ّ أن زوج الن ِّ
ّكهم).(2
وحين ْ
ولو حنّك بغري ِ
التمر؛ الصغريْ ، ثم يد ّل َك ِبه ُ
حنك ّ َ
يمضغ التّمرْ ،أو نحوهَّ ، ْ
أن
َ
حصل التّحنيك ،ولك َّن التّمر أفضل).(3
وحالوة التمر من أنسب يشء للمولود.
وق�د أكد الدكتور حممد ع�ىل البار عضو هيئة اإلعجاز العلم�ي أن العلم احلديث أثبت
الفوائد الصحية للتحنيك عىل جسد الطفل الوليد ونموه ،وقدّ م له تفسري ًا علمي ًا مقنع ًا.
فق�ال :إن األحادي�ث الواردة يف التحنيك تدل ع�ىل أن يكون التمر أو الطعام احللو أول
ما يدخل جوف الطفل.
وق�د اكتش�ف العلم احلديث احلكمة من هذا التحنيك بع�د أربعة عرش قرن ًا من الزمان،
فق�د تبني حديث ًا أن األطف�ال حديثي الوالدة والرضع ّ
معرضون للموت إن حدث هلم أحد
أمرين :نقص الس�كر يف الدم ،أو انخفاض درجة حرارة اجلس�م عند التعرض للجو البارد
املحيط به.
فمس�توى الس�كر (اجللوكوز) يف الدم بالنس�بة للمواليد يكون منخفض ًا ،وقد يؤ ّدى إىل
أعراض خطرية منها:
-أن يرفض املولود الرضاعة.
-ارختاء العضالت.
-تو ّقف ّ
متكرر يف عمل ّية التنفس.
-حصول زرقة يف اجلسم .وغري ذلك.
كا قد يؤ ّدي إىل مضاعفات خطرية مثل تأخر النمو ،والتخلف العقيل.
والعالج سهل ،وهو إعطاء السكر اجللوكوز مذاب ًا يف املاء ،إما بالفم أو بواسطة الوريد،
وهذا هو ما يقوم به التحنيك.
ك�ا أكّدت الدراس�ات العلمية أن يف التحنيك تقوية لعضالت الفم بحركة اللس�ان مع
احلنك والفكّني حتى يتهيأ املولود للق ِم الثدي).(1
ومن ناحية أخرى فالعجوة مباركة حيث نزل أصلها من اجلنة.
).(2 َ
رسول اهلل ﷺ قال: عن أيب هريرة َّ I
أن
لكنها حينا تنزل إىل الدنيا تتغري بال ٍّ
شك ،فالتمر يف الدنيا غري التمر يف اجلنة.
ﷺ
ِ
بكبشني، ِ
واحلسني L ِ
احلس�ن، رس�ول اهلل ﷺ ِ
عن ُ عق اس َ L
قالَّ : فعن ِ
ابن ع ّب ٍ ِ
ِ
كبشني).(3
ِ ِ
اجلارية للمولود بعد والدته :عن الغال ِم ش�اتان ،وعن هي الذبيح ُة التي ُ
تذبح
شاةٌ.
) (2رواه الرتمذي [ ،]2066وابن ماجة [ ،]3455وصححه األلباين يف صحيح اجلامع [.[4126
) (3رواه النسائي [ ،]4219وصححه األلباين يف اإلرواء [.[379/4
َ
ارهتان املولود. تفك ٌ
قربان إىل اهلل تعاىل ،وفيها كر ٌم ،وهي ُّ والعقيقة هلا فوائدُ كثريةٌ ،فهي
ِ
الول�د ،ودوا ِم س�المته ،وحفظه من رضر ِ
إنبات ِ
حلس�ن ٍ
مس�تبعد أن تكون س�بب ًا وغ�ري
ُ
الشيطان).(1
وسامها).(2
السابعِّ ، ٍ
وحسني يو َم ّ ٍ
حسن ُ
رسول اهلل ﷺ ع ْن عق عن عائش َة ْ J
قالتَّ :
ِ
اجلمعة ،يعني :قبل يوم فتذبح يو َم ِ
السبت؛ تذبح يف اليو ِم السابعِ ،فإذا ولدَ يو َم
ُ فيس ُّن أن َ
الوالدة بيو ٍم ،هذه هي القاعدةُ.
يسمي
فكان ﷺ ّ
)(4
ومع قوله ﷺ:
).(5 مولوده يف يوم والدته أيض ًا؛ كا قال:
ذلك).(6 فصنعت َ
مثل َ ْ حسني بعدَ َ
ذلك ٌ ثم ولدَ
َّ
يتوىل العقيق َة عنه بنفسه.
؛ ألنه أرا َد أن ّ وقوله هلا:
ِ
واحلسني يو َم سابعها ْ
أن ِ
احلسن ِ
برأس أمر َ بن ٍأنس ِوعن ِ
رسول اهلل ﷺ َ مالك Iأن
فض ًة).(1 ِ
بوزنه ّ حيلق ،ويتصدّ َق
َ
ِ ِ ُ ِ ِ
الطفل رأس حلق
احلديث أن َ أثبت ال ّط ُّ
ب حيث َ املولود مفيدٌ جدّ ًا؛ ُ الصبي
ِّ رأس وحلق
ُ
الش ِ
عر. ِ
إنبات ّ ِ
الرأس؛ ويساعدُ عىل يفتح مسام ِ
فروة َّ ُ
ومسح رأس الولد بعد حالقته بالزعفران سنة مهجورة َّ
قل من الناس من يفعلها.
فع�ن عائش�ة Jقال�ت :كان�وا يف اجلاهلي�ة إذا عقوا ع�ن الصبي خضب�وا قطنة بدم
العقيق�ة فإذا حلقوا رأس الصبي وضعوها عىل رأس�ه ،فقال النبي ﷺ:
).(2
ِ
رسول اهلل ﷺَ ،
فبال ِ
حجر عيل Iيف قالتَ : ِ عن لباب َة ِ
احلسني ب ُن ٍّ
ُ كان احلارثْ ، بنت ْ
عليه.
َ
إزارك حتّى أغسل ُه. البس ثوب ًا ،وأعطني
فقلتْ :
ُ
).(1 َ
قال:
؛ يغتس�ل َ
قال: َ فكان إذا أرا َد ْ
أن َ ّبي ﷺ،
كنت أخد ُم الن َّ
�محُ : الس ِ
وقال أبو ّ
قفاي؛ فأسرت ُه ِبه. ِ
فأو ّليه َ
ِ
صدره. فبال عىل ٍ
حسني َ ،L ٍ
بحسن؛ ْأو يت
فأ َ
).(2 فجئت أغسل ُه َ
فقال: ُ
احلسني.
ُ صدره؛ أو ِ
بطنه احلس ُن؛ ْأو ِ ِ
رسول اهلل ﷺ ،وعىل كنت عندَ وع ْن أيب ليىلَ ،
قالُ :
ْ
أساريع ،فقمنا إليه.
َ فرأيت بول ُه
ُ َ
قال:
) (1رواه أبو داود [ ،]375وابن ماجة [ ،]522وصححه األلباين يف صحيح اجلامع [.[2383
ّضح
بي يكفيه الن ُ
الص ِّ والصب ّي ِةَّ ،
وأن بول ّ بيّ ،الص ِّ
ّفرقة بني ِ
بول ّ
ويف هذا احلديث الصحيح دليل رصيح عىل الت ِ
ٌ ّ
ّضح. ِ
للغسلَّ ، ِ
باملاء ،وال حاج َة ِ
الصب ّية ال بدَّ ل ُه م ْن الغسل ،وال يكفيه الن ُ
وأن بول ّ فيه
) (2رواه أبو داود [ ،]376والنسائي [ ،]304وابن ماجة [ ،]526وصححه األلباين يف صحيح اجلامع [.[8117
) (3رواه أمحد [ ،]18580وقال اهليثمي يف املجمع [ :]631/1رجاله ثقات ،وصححه شعيب األرناؤوط.
) (4أي طرائق ،الواحد أرسوع ،س�مي ال ّطراده ،من الرعة ،وهي أن ت ّطرد احلركات؛ من غري أن يتخللها س�كون
وتو ّقف .الفائق يف غريب احلديث [.[171/2
ﷺ
ُ
يق�ول: واحلس�ني،
َ يعو ُذ احلس� َن
ّبي ﷺ ّ اس َ L
ق�الَ :
كان الن ُّ ع�ن ِ
اب�ن ع ّب ٍ ِ
ُ
ويق�ول: ،
).(1
القرآنَ ،
وقيل أساؤ ُه ،وصفات ُه. ُ هي َ :
قيلَ :
ِ ٍ َ جيوز ْ
نقص،
يك�ون يف يشء م ْن كالمه ٌ أن وصف كال َم اهلل بالتّ�ا ِم أل ّن ُه ال ُ
َ :إنّ�ا
كالم الن ِ
ّاس. يكون يف ِ
ُ عيب كا
ْأو ٌ
ِ ِ املتعو َذ هبا ،وحتفظ ُه م َن َ
وتكفيه. اآلفات، ّ وقيل :معنى التّا ِم هاهنا ّأهنا ُ
تنفع
ِ
الوت�ر: ٍ
كلات أقوهل� َّن يف ُ
رس�ول اهلل ﷺ ع�يل :Lع ّلمني َ
ق�ال احلس� ُن ب� ُن ٍّ
).(4
وهو ُ
يقبل ِ ِ َ
عيل إىل جنب�هَ ،
رس�ول اهلل ﷺ عىل املنر ،واحلس� ُن ب ُن ٍّ رأيت
ق�ال أب�و بك�رةَُ :
ُ
ويقول: ِ
وعليه أخرى، مرةً، عىل الن ِ
ّاس ّ
).(1
واحلس�ني ،L
ُ رس�ول اهلل ﷺَ ،
فأقبل احلس� ُن ُ وع�ن بريدة بن احلصيب َ
قال :خطبنا
ِ
ويقومان. ِ
يعثران ِ
أمحران، ِ
قميصان عليها
ِ
لضعفه يف صغري؛ ُ
يميل يف مش�يه تار ًة إىل هنا ،وتار ًة إىل هنا؛ ميش ٍ ِ
أي :يمش�يان َْ
ِ كال ما وضع اهلل تعاىل ِ
امليش ،فحملها؛ وهو م ْن ِ
صىل اهلل تعاىل عليه وس ّل َم م ْن ّ
الرمحة).(3 فيه ّ َ
أي :تش�غل البال ِ
عن القيام وقول اهلل تعاىل( :ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ) [التغابنْ [15 :
أن قطع اخلطبة والنّ�زول هلا فتن ٌة ،دعا إليها حم ّب� ُة الولد ،عىل َّ
أن وظاه�ر احلدي�ث َّ بال ّط ِ
اع�ة،
ُ
جير إىل ما فوقه فيحذر).(4 ِ الفتن َة
مراتب ،وهذا م ْن أدناها ،وقدْ ُّ
ُ بالولد
ويف هذا احلديثُ :
بيان رمحته ﷺ ،وح ّبه ألحفاده.
وهي ِ
العاصَ ، ّاس ،وأمام ُة ُ
بنت أيب ّبي ﷺ يؤ ُّم الن َ
رأيت الن َّ األنصاري َ
قالُ : ِّ ع ْن أيب قتاد َة
عاتقه ،فإذا ركع وضعها ،وإذا رفع من الس ِ
جود أعادها).(5 ِ ّبي ﷺ عىل ِ ابن ُة
َ َ ّ َ زينب بنت الن َِّ
ظهراين
ْ بني
س�جدت َ
َ َ
رس�ول اهلل إن َّك ّاس :يا الصالةََ ،
قال الن ُ ُ
رس�ول اهلل ﷺ ّ فلا قىض
ّ
أمر )ْ ،(2أو أ ّن ُه يوحى َ
إليك. َ
حدث ٌ َ
صالتك سجد ًة أطلتها؛ حتّى ظننّا أ ّن ُه قدْ
َ
رسول اهلل أر ّدمها. فقلت :يا
ُ فقمت ِ
إليه، ُ َ
قال:
) (1فلو أن مصليا ظن أن اإلمام قد حدث له يشء فرفع رأسه ليطمئن عليه ،ثم رجع إىل سجوده فصالته صحيحة.
كر ،فلا رأى أن اإلمام ما زال ساجد ًا عاد إىل سجوده ،فصالته صحيحة.
وكذلك لو رفع رأسه يظن أن اإلمام ّ
) (2كناية ِ
عن املوت ْأو املرض.
بالر ِ
كوب عىل ظهري. ) (3اختّذين راحلة ل ُه ّ
) (4رواه النسائي [ ،]1141وصححه األلباين يف صحيح سنن النسائي [.[1141
) (5أي :ملع برق يف الساء.
َ
فمكث ضوءها حتّى دخال عىل أ ّمها).(1 َ
قال:
ِ
ظهره وثب احلس ُن عىل رس�ول اهلل ﷺ َ
كان ّ َ وقال أبو بكر َة َّ :I
يصيل ،فإذا س�جدَ َ إن
يرصع. لئال ُ
رسول اهلل ﷺ رفع ًا رفيق ًا؛ ّ فريفع وعىل ِ
عنقه،
َ ُ
مر ٍة.
غري ّ قالَ :
فعل َ
ذلك َ َ
َ
رأيناك صنعت ُه. ِ
باحلسن شيئ ًا ما صنعت
َ َ
رأيناك َ
رسول اهلل فلا قىض صالت ُه قالوا :يا
ّ
َ
قال:
).(2
ِ
املساجد؛ وأما حديث: ِ
الصبيان ِ
إدخال ِ
جواز ٌ
دليل عىل
فهو ضعيف ،رواه ابن ماجة ( )750عن واثلة بن األس�قع ،وضعفه
األلباين يف ضعيف اجلامع (.(2636
ﷺ
).(3 َ
فقال:
ٍ
حابس األقرع ب ُن
ُ عيل وعند ُه ُ
رس�ول اهلل ﷺ احلس� َن ب َن ٍّ قال :ق ّب َل
عن أيب هرير َة َ I
ّميمي جالس ًا.
الت ُّ
).(1 ثم َ
قال: ُ فنظر ِ
رسول اهلل ﷺ َّ إليه َ
والرمحة ،وكذا تقبيل الولد إنّا يكون ّ ِ
أن َ ّبي ﷺ لألقر ِع إشار ٌة إىل َّ
للشفقة ّ «ويف جواب الن ّ
الض ّم ّ
والش ّم واملعانقة»).(2 ّ
).(4 َ
فقال:
العجاب،
َ رأيت العجب ِ
التعامل مع أوالدنا َ النبي ﷺ بحالنا اليو َم يف
حال ِّ قارن�ت َ
َ وإذا
ُ
الطفل ويميس، فيصبح ِ
اخلادمات، فالكث�ريون تركوا الرعاي َة واملداعب� َة ألطفاهلم عىل ِ
عاتق
ُ
حنان أ ّم ِه وأبيه.
ِ يعرف سبي ً
ال إىل ُ ِ
املصطنعة ،ال ِ
أحضان تلك األم وهو يف
ِ
أكناف صغ�ار اليو ِم الذين نش�ئوا يف ِ
الطفل تبدو ضعيف� ًة وركيك ًة ،وال يكا ُد حت�ى لغ�ة
ُ
القول؛ وذلك راجع إىل تأثري اخلادمات عليهم. َ ِ
اخلادمات يفصحون
ِ
عاتقه ،ولعاب ُه عيل ع�ىل ِ
احلس�ني ِ َ فع� ْن أيب هري�ر َة َ I
بن ٍّ حامل ّبي ﷺ
رأيت الن َّ
قالُ :
يسيل ِ
عليه).(5 ُ
أهل ِ
بيته، ِ
بصبيان ِ ٍ
س�فر تل ّق َي ُ
رس�ول اهلل ﷺ إذا قد َم م ْن قالَ :
كان ٍ
جعفر َ بن عن ِ
عبد اهلل ِ ْ
ابني فاطم َة ،فأردف ُه ِ ِ ِ قال :وإ ّن ُه قد َم م ْن ٍ
َ
ثم جي َء بأحد ْ بني يديهَّ ،
فسبق يب إليه ،فحملني َ
سفر َ
خلف ُه).(2
ِ
واحلس�ني ،بغلت ُه ِ
واحلس�ن، بنبي اهلل ﷺ، بن س�لم َة عن ِ
أبيهَ ، إياس ِ
ِ
قدت ِّ قال :لقدْ ُ ْ وع ْن
ّبي ﷺ ،هذا قدّ ام ُه ،وهذا خلف ُه).(3
أدخلتهم حجر َة الن ِّ
ْ ّ
الشهبا َء ،حتّى
ﷺ
ّب�ي ﷺ إىل طعا ٍم ٍ
راش�د َّ ِ
س�عيد ِ
مع الن ِّ
ثه�مّ :أهن ْم خرجوا َ
مر َة حدّ ْ
أن يعىل ب َن ّ بن أيب ع� ْن
السك ِّة.
يلعب يف ّ ُ حسني
ٌ دعوا ل ُه .فإذا
يفر ها هنا ،وها هنا ،ويضاحك ُه َ وبسط ِ َ ّبي ﷺ أما َم القو ِم،
فجعل الغال ُم ُّ يديه، فتقدّ َم الن ُّ
ِ
رأسه) (4فق ّبل ُه. ذقنه ،واألخرى يف ِ
فأس حتت ِ
يديه َ فجعل إحدى ِ َ ّبي ﷺ حتّى أخذ ُه، الن ُّ
َ
وق�ال:
).(5
أن يقال ّ
كل منها يصح ْ أي :بيننا م َن ّ
االحتاد واالتّصال ما ّ ْ
م َن اآلخر.
إسحاق ِ
بن َ ِ
أوالد ُ
واألسباط يف أي :أ ّم ٌة م َن األم ِم يف ِ
اخلري؛ ْ
َ
إساعيل. القبائل يف ِ
ولد ِ ِ
بمنزلة ِ
اخلليل إبراهيم
َ
ُ ويكون من ِ ُ
فيكون إشار ًة كثري،
خلق ٌنسله ٌ ُ ْ ب من ُه قبيل ٌة، َ
يكون املرا ُد :أ ّن ُه يتش ّع ُ وحيتمل ْ
أن
َ
كذلك).(1 األمر
وكان َُ أكثر وأبقى، ُ
يكون َ إىل َّ
أن نسل ُه
ِ
فخ�ذه ،ويقعدُ ُ
رس�ول اهلل ﷺ يأخ�ذين ،فيقعدين عىل زيد َ :L
كان ب�ن ٍ
ع� ْن أس�ام َة ِ
يضمها. ِ
ثم ّاحلس َن عىل فخذه األخرى َّ
).(2 ثم ُ
يقول: َّ
البرشي�ة عام ٍ
�ة ،ويف نفوس األطف�ال خاصة ،كان ِ �ب يف النفس ِ
ّ أث�ر ط ّي ٌ
مل�ا كان للهدي�ة ٌ
ّبي ﷺ يتحف أحفاده باهلدايا.
الن ُّ
ّجايش أهداها ل ُه؛ فيها قدمت عىل النّبي ﷺ حلي ٌة من ِ
عند الن ْ فع ْن عائش� َة ْ J
قالت:
ِّ ْ ِّ
حبيش. فص ٍ ِ
ٌّ ذهب ،فيه ٌّ خاتم م ْن
ٌ
ِ
أصابعه. ِ
ببعض ٍ
بعود معرض ًا عن ُه ْأو ُ
رسول اهلل ﷺ قالت :فأخذ ُه
ْ
).(3 زينب َ
فقال: العاص ابن َة ِ
ابنته ِ ثم دعا أمام َة ابن َة أيب
َ َّ
تر الص ِ
دقة ،فجعلها يف عيل Lت�ر ًة م ْن ِ ّ ع�ن أيب هرير َة َ I
قالَ :
أخذ احلس� ُن ب ُن ٍّ
ِ
فيه.
؛ ليطرحها. ّبي ﷺ: َ
فقال الن ُّ
).(1 ثم َ
قال: َّ
(كخ) ِ
أي :اترك ُه. بيان ِ
عن املستقذرات ،فيقال ل ُهْ : الص ُ
يزجر هبا ّ
ُ هي كلمة
َ
ون ما يو ّقا ُه الكبار ،وتنع م� ْن تعاطيه ،وهذا واجب عىل
الصبي�ان يو ّق َ
أن ّويف احلدي�ثَّ :
الو ِّيل.
غري تن�اول املحر ِ
م�اتْ ، ِ
وإن كانوا َ ّ هم وم ْن
يرض ْ
ينفعهم ومنعهم ممّ�ا ّ
ْ تأديبه�م ب�ا
ْ
بذلك .
)(2
َ ليتدربوا
ّ مك ّل َ
فني
أسد اهلل وأسد رسوله سيد الشهداء محزة بن عبد املطلب ،والعباس ،وأبو طالب واسمه
عبد مناف ،وأبو هلب واس�مه عبد العزى ،والزب�ري ،وعبد الكعبة ،واملقوم ،ورضار ،وقثم،
واملغرية ولقبه حجل ،والغيداق واس�مه مصعب ،وقيل :نوفل ،واحلارث ،وجعل بعضهم
احلارث واملقوم واحدا).(2
ِ
وأصغرهم سنّ ًا :الع ّب ُ
اس. ْ ُ
احلارث، أعامه وأس ُّن
أبو طالب ،وأبو هلب ،ومحزة ،والعباس ،وأسلم
منهم اثنان فقط :محزة والعباس .(3)L
ﷺ
ِ وبرةُ ،وأروى ،وأميم ُة ،وأ ّم حكي ِم الز ِ
بري ِ
البيضاء. العوام ،وعاتك ُةّ ،
بن ّ صف ّي ُة أ ّم ّ
واختلف يف إسال ِم عاتك َة ،وأروى).(4
َ أسلم منه ّن صف ّي ُة،
َ
فبلغ�وا مخس� ًة وعرشين ،كلهم أس�لموا إال اثن�ان (طالب بن أيب طال�ب ،وعتيبة بن أيب
عمه :عيل ب�ن أيب طالب ،وجعفر ب�ن أيب طال�ب ،وعقيل بن أيب ِ
أش�هر أبن�اء ّ
ُ هل�ب) ،وم�ن
طال�ب ،وعب�د اهلل بن عباس ،والفضل بن العباس ،وعبيد اهلل بن عباس ،وقثم بن العباس،
وأبو سفيان بن احلارث ،وربيعة بن احلارث.
) (1انظر :سرية ابن اسحاق [ ،]48البداية والنهاية [ ،]408/3سري أعالم النبالء [ ،]162/1زاد املعاد [،]81/1
اإلصابة [.[3/8
.
أهل ِ
بيته؟ َ
قال :نساؤ ُه م ْن أليس نساؤ ُه م ْن ِ حصني بن س�رةَ :ومن ُ ِ
أهل بيته يا زيدُ ؟ َ ْ ُ ُ قال
ٍ عيل ُ بيته ،ولكن ُ ِ
أهل ِ
ِ
عقيل وآل هم ُآل ٍّ هم؟ َ
قالْ : الصدق َة بعد ُهَ .
قال وم ْن ْ أهل بيته م ْن حر َم ّ ْ
وآل ع ّب ٍ
اس).(1 ٍ
جعفر ُ ُ
وآل
أهل ِ
بيته»).(2 حممد ًا ﷺ يف ِ
وكان أبو بكر الصديق يقول« :ارقبوا ّ
ِ ِ
إليهم).(3
ْ تؤذوهم ،وال تسيئوا
ْ فيهم ،فال واملراقب ُة ّ
لليشء املحافظة عليه ،يقول :احفظو ُه ْ
أحب ِ قال لعيل« :وا ّلذي نفيس ِ
بيده لقراب ُة أن أبا ٍ
بكر َ وع ْن عائش َة َّ J
رسول اهلل ﷺ ُّ
أن َ
أصل م ْن قرابتي»).(4 إ َّيل ْ
ﷺ
).(5
الناس حوله،
فجل�س ،وجلس ُ
َ النبي ﷺ إىل رس� ِم ٍ
قر، وع�ن بريدة Iقال :انتهى ُّ
ِ
كاملخاطب ،ثم بكى. حير ُك رأس ُه َ
فجعل ّ
َ
رسول اهلل؟ َ
يبكيك يا عمر بن اخلطاب Iفقال :ما
فاستقبل ُه ُ
فقال:
.
ﷺ
عز َّ
وجل( :ﭿ ﮀ حني َ
أنزل اهلل َّ ُ
رس�ول اهلل ﷺ َ ع ْن أيب هرير َة َ I
قال :قا َم
ﮁ) [الشعراءَ ،[214 :
فقال:
).(2
بكم.
فإين ال أقدر عىل دفع مكروه يريد ُه اهلل ْ
ال تتّكلوا عىل قرابتي ّ
غريهم).(3
ْ عليهم تعدّ ْت إىل
ْ قامت
ْ احلجة إذا
أن ّ األقربني ّأوالً َّ
َ ِ
بإنذار والر يف األمر
ّ ُّ
ﷺ
ُ
يدخل يف اإلسالم. صبي صغري؛ فاستجاب وآمن ،فكان َ
أول ٍّ ٌ دعوته لعيل Iوهو
) (1رواه البيهقي يف دالئل النبوة [ ،]189/1وصححه األلباين يف صحيح السرية [ص.[23
) (2رواه البخاري [ ،]2753ومسلم [.[206
) (3فتح الباري [.[503/8
) (4سنن الرتمذي [.[642/5
ٍ ب عن ِ
ُ
رس�ول اهلل ﷺ، طالب الوفا ُة جاء ُه حرضت أبا
ْ أبيه َ
قالّ :ملا فعن س�عيد بن املس� ّي ِ ْ
ِ
املغرية. جهل وعبدَ اهلل ب َن أيب أم ّي َة ِ
بن ٍ فوجدَ عند ُه أبا
ويف رواية: َ
فق�ال:
.
لب. جهل وعبدُ اهلل بن أيب أمي َة :أترغب عن م ّل ِة ِ
عبد امل ّط ِ ٍ َ
فقال أبو
ُ ْ ّ ُ
آخر ٍ ِ
املقالة ،حتّى َ ِ
ويعيدان�ه َ رس�ول اهلل ﷺ يعرضها ِ ُ فلم ْ
طالب َ قال أبو بتلك عليه، يزل ْ
يقول :ال إل َه ّإال اهللُ.
أن َ ِ ِ
مهم :هو عىل م ّلة عبد امل ّط ِ
لب ،وأبى ْ ما ك ّل ْ
. ُ
رسول اهلل ﷺ: َ
فقال
فأن�زل اهللُ( :ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ)[التوب�ة،[113 : َ
ِ
لرس�ول اهلل ﷺ( :ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ فقال ٍ
طال�بَ ، َ
وأن�زل اهلل يف أيب
ﮗ ﮘ) [القصص.(1)[56 :
َ
يقولون تعريين قريش
أن ّ ويف رواي�ة صحيح�ة عند أمحد )َ ،(9327
فقال أبو طالب« :لوال ْ
ما محله ِ
عليه ّإال جزع املوت؛ ألقررت هبا عينك». ُ
ﷺ
ِ أخف أهل ِ
النار عذاب ًا يو َم القيامة؛ بسبب شفاعة ِّ
النبي ﷺ له يف ذلك. ُّ فأبو طالب هو
ٍ
عباس Lأن رس�ول اهلل ﷺ قال: ع�ن ِ
ابن
).(2
ٍ
بيشء؛ ٍ
طالب نفعت أبا رس�ول اهللْ ،
هل َ لب Iأ ّن ُه َ
قال :يا بن ِ
عبد امل ّط ِ اس ِ ِ
وعن الع ّب ِ
َ
ويغضب َ
لك؟ ُ َ
حيوطك فإ ّن ُه َ
كان
ﷺ
).(3
ِ
حسبه. عن يف ِ
نسبهْ ،أو أي :م َن ال ّط ِ
ْ
ِ
رسول اهلل ﷺ. سمع ،طعن ًا م َن الك ّف ِ
ار يف َ ِ
بسبب ما َ
غضبان اس
جا َء الع ّب ُ
وهذا من تام الثناء عىل قرابته ﷺ.
رسول اهلل ﷺ للع ّب ِ
اس: ُ قال َ
قال بن أيب و ّق ٍ
اص َ وعن ِ
سعد ِ ْ
).(4
).(1 َ
قال:
ﷺ
َ
فغسل وجه ُه ّبي ﷺ ،فأتى حاجت ُه،بت عندَ ميمون َة ،فقا َم الن ُّ اس َ L
قالُّ : عن ِ
ابن ع ّب ٍ ِ
يكثر، ِ توض َأ وضوء ًا َ ثم قا َم ،فأتى القرب َة، ِ
وضوءين مل ْ ْ بني ثم ّ فأطلق ش�ناقهاَّ ،َ ثم نا َم َّ
ويديهَّ ،
وقدْ َ
أبلغّ ،
فصىل.
فقمت ع ْن
ُ ّ
يص�يل، أت ،فقا َم
فتوض ُ
كنت أرقب�هّ ، ي�ت كراهي� َة ْ
أن يرى ّأين ُ فقم�ت ،فتم ّط ُ
ُ
ِ
يمينه...احلديث).(2 َ
فأخذ بأذين ،فأدارين ع ْن ِ
يساره،
ﷺ
) (1رواه أبو داود [ ]3031وحسنه األلباين يف صحيح أيب داود [.[3021
) (2رواه البخاري [ ،]6316ومسلم [.[763
) (3رواه البخاري [ ،]1513ومسلم [[1334
حممد ًا اخلزرجَّ ، لب ّأو َل متك ّل ٍمَ ، كان العباس بن ِ
عبد امل ّط ِ
إن ّ ِ معرش
َ فقال :يا فلا جلس�نا َ ّ ُ ُ ّ
عز من ِ
قومه ِ هو عىل ِ ُ
وهو يف ٍّ ْمث�ل رأينا فيهَ ، علمتم ،وقدْ منعنا ُه م ْن قومنا مم ّ ْن َ
ْ حي�ث قدْ منّ�ا
َ
وافون ّكم َ بكمْ . إليكم وال ّل َ ومنع�ة يف ِ
بلده ،وإ ّن ُه قدْ أبى ّإال ٍ
ترون إن ْ كنتم
فإن ْ حوق ْ ْ االنحياز
َ
لتم م ْن َ
ذلك. ِ
حتم ْفأنتم وما ّل ُه با دعوتو ُه إليه ،ومانعو ُه مم ّ ْن خالف ُهْ ،
إليكم ،فم َن َ
اآلن فدعو ُه ،فإ ّن ُه يف ْ اخلروج ِبه
ِ ّكم مسلمو ُه وخاذلو ُه بعدَ َ
ترون أن ْ كنتم
وإن ْْ
ِ
وبلده. ومنعة من ِ
قومه ٍ عز
ٍّ
ْ
ﷺ
هيتم بأمورهم ويسعى يف تزويج وتنوعت ،فكان ُّ دت وجو ُه إحس�انه ﷺ إليهم ّ وقد تعدّ ْ
اجتمع ربيع ُة ِ
احلارث َ
قال: لب ب َن ربيع َة ِ
بن م�ن مل يتزوج منهم ،كا يف احلديث عن عبدَ امل ّط ِ
َ
ِ
هذين ل�و بعثنا احل�ارث [ابن عم الرس�ول ﷺ[ ،والعباس ب�ن ِ
عبد امل ّط ِ ِ
لب فقاال :واهلل ْ ُ ّ ُ ب� ُن
رسول اهلل ﷺ فك ّلاه ،فأمرمها عىل ِ
هذه ِ بن ع ّب ٍ
اس] إىل والفضل ِ
ِ ِ
الغالمني [املطلب بن ربيعة
ُ ّ
ّاس. ِ
يصيب الن ُ
ُ ّاس ،وأصابا ممّا
الصدقات ،فأ ّديا ما يؤ ّدي الن ُ
ّ
فوقف عليها ،فذكرا ل ُه َ
ذلك. َ ٍ
طالب، عيل ب ُن أيب فبينا مها يف َ
ذلك جا َء ُّ
ٍ
بفاعل. هو
فو اهلل ما َ ٍ
طالب :ال تفعالَ ، عيل ب ُن أيب َ
فقال ُّ
تصنع هذا ّإال نفاس� ًة)َ (2
منك علينا ،فواهلل لقدْ فقال :واهلل ما ِ
احلارث َ فانتح�ا ُه ربيع ُة ب� ُن
ُ
َ
عليك. ِ
رسول اهلل ﷺ ،فا نفسنا ُه صهر
نلت َ َ
أن ِ
احلجاب ْ أن نك ّلمه ،وجعلت زينب تلم�ع علينا من ِ
وراء ال حتّى أردنا ْ
فس�كت طوي� ً
ْ ُ ُ ْ ُ َ
ال تك ّلا ُه).(5
)(7 )(6 ث�م َ
ق�ال: َّ
ُ رجل من بني ٍ
رسول اهلل ﷺ أسد َ
كان وهو ٌ َْ ،
ِ
األمخاس، استعمل ُه عىل
ِ
كالفحل والرأي ِ
باألمور ّ يب :معنا ُه املقدّ م يف املعرفة الس ّيد ،وأصله فحل اإلبلَ .
قال اخل ّطا ُّ هو ّ) (1القرمَ :
أي :ال أفارقه.)ْ (2
ِ ِ
أي :يرجعا أي جواب ًا ،وجيوز ْ
أن يكون معنا ُه اخليبةْ ، ذلك .يقال :ك ّلمته فا ر َّد َّ
عيل حور ًا ْ بجواب َ أي:
بحور ْ )(3
ِ
قال القايض :هذا أشب ُه بسياق احلديث. ِ
باخليبةَ ،
ِ
) (4معنا ُه :جتمعانه يف صدوركا م َن الكالم.
بثوبه أو ِ
بيده. ) (5يقال :أملع وملع إذا أشار ِ
ْ َ َ َ
ّ ِ ِ
كانت بسبب العمل ْأو بسبب الفقر واملسكنة وغريمها م ْن األسباب الثانية. حمرمة عليهم سواء ْ فالصدقة ّ )ّ (6
ِ
كغسالة األوساخ.
فهي ّ ونفوسهمَ ،
ْ ألمواهلم
ْ ) (7أي :أهنّا تطهري
).(1 َ
وقال ملحمي َة:
حيتمل ْ
أن يريد م ْن س�هم ذوي القربى م ْن اخلمس؛ وقول�ه:
ّبي ﷺ م ْن اخلمس).(2 ألهنا م ْن ذوي القربى ،وحيتمل ْ
أن يريد م ْن سهم الن ّ ّ
ﷺ
يت بالع ّب ِ
اس ومل ْ يك ْن كان ي�و َم ٍ ع�ن جاب�ر بن ِ
عب�د اهلل َ L
قالّ :ملا َ
يت بأس�ارى وأ َ
بدر أ َ
بن أيب يقدر ِ ِ ِ
عليه) ،(3فكس�ا ُه قميص عبد اهلل ِ ٍّ َُ ّبي ﷺ ل ُه قميص ًا فوجدوا
فنظر الن ُّ
ثوبَ ،
علي�ه ٌ
ّبي ﷺ قميص ُه ا ّلذي ألبس ُه).(4
نزع الن ُّ َ
فلذلك َ ّبي ﷺ إ ّيا ُه،
الن ُّ
فأحب ْ
أن يكافئ ُه).(5 َّ ّبي ﷺ يدٌ ؛
كانت ل ُه عندَ الن ِّ َ
قال اب ُن عيين َةْ :
ِ
البحرين).(6 يت النّبي ﷺ ٍ
بال م َن بن ٍ
مالك َ I أنس ِ
ع ْن ِ
قال :أ َ ُّ
ُ
رسول اهلل ﷺ. يت ِبه وكان أكثر ٍ
مال أ َ َ َ ، َ
فقال:
يلتفت ِ
إليه. ِ ُ
ْ الصالة ،ومل ْ
رسول اهلل ﷺ إىل ّ فخرج
َ
كان يرى أحد ًا ّإال أعطا ُه. فلا قىض الصالةَ ،جاء فجلس ِ
إليه ،فا َ َ َ ّ ّ
َ
[وكان وفاديت عقيالً.
ُ فاديت نفيس
ُ ف�إين َ
رس�ول اهلل أعطني؛ ّ اس َ
فقال :يا إ ْذ جاء ُه الع ّب ُ
عمه الع ّباس يف غزوة بدر].
مع ّ
أرس َ
َ
) (1رواه مسلم [.[1072
) (2ينظر :رشح النووي عىل صحيح مسلم [.[180/7
) (3وإنا كان ذلك ألن العباس كان بنيّ الطول ،وكذلك كان عبد اهلل بن ّأيب.
) (4أي لعبد اهلل بن ّأيب عند دفنه.
) (5رواه البخاري [[3008
جموس هجر ،وكان قد قدم به أبو عبيدة بن
ُ احلرضمي جزية أهل البحرين ،وهم
ّ أرسل ِبه العالء بن
َ ) (6وهذا ُ
املال
اجلراح.
. ُ
رسول اهلل ﷺ: َ
فقال ل ُه
يستطع.
ْ ذهب يق ّل ُه ْ ،
فلم ثم َفحثا يف ثوبهَّ ،
)(1
ﷺ
. كا يف قصة ضباعة Jحني دخل عليها النبي ﷺ فقال هلا:
. َ
قال:
فعرضت ِ
عليه. ُ قالت:
ْ
).(3 َ
فقال:
عيل ُ
رس�ول اهلل ﷺ ،ومع ُه ٌّ عيل قيس األنصار ّي ِة ْ J
قالتَ :
دخل َّ بنت ٍ املنذر ِ
ِ وع ْن أ ِّم
وعيل ناق ٌه ) ،(4ولنا دوايل) (5مع ّلق ٌة.
ٌّ
لعيل: رسول اهلل ﷺ ُ
يقول ٍّ ُ فطفق
َ عيل؛ َ
ليأكل، رسول اهلل ﷺ ُ
يأكل منها ،وقا َم ٌّ ُ فقا َم
عيل.
كف ٌّ
.حتّى َّ
ُ
رسول اهلل ﷺ: فجئت ِبهَ ،
فقال ُ وصنعت شعري ًا وسلق ًا،
ُ قالت:
ْ
).(1
واستعان النبي ﷺ بأقاربه ،واستناهبم واستعملهم يف كثري من شؤونه.
) (1رواه أبو داود [ ،]3856والرتمذي [ ،]1960وابن ماجة [ ،]3442وحسنه األلباين يف الصحيحة [.[59
) (2أي :ما يطرح عىل ظهر البعري من كساء ونحوه .ينظر :صحيح البخاري [ ،]1707صحيح مسلم [.[1317
) (3رواه البخاري [ ،]1718ومسلم [.[2321
) (4رواه احلاكم [ ،]4249وحسنه األلباين يف فقه السرية [.[347/1
.
أتاهم)َ .(1
فق�ال: ْ ثم
يأتيه�م َّ
ْ أن ٍ
جعفر ثالث ًا ْ أمه�ل َآل
َ ثم َ
فأمه�ل َّ
).(2
َ
قال :فجي َء بنا كأنّا ٌ
أفرخ).(3
. َ
فقال:
فحلق رءوسنا).(4
َ باحلال ِق،
فجي َء ّ
. ثم َ
قال: َّ
أخذ بيدي ،فأش�اهلاَ ،
فقال: ث�م َ َّ
ثالث ٍ
مرار. َ ،قاهلا
تفرح ل ُه).(5
وجعلت ُ
ْ فذكرت ل ُه يتمنا،
ْ فجاءت أ ّمنا
ْ
وحيزنون ِ
عليه ثالث ًا. َ َ
يبكون أيَ :
ترك أهله بعد وفاته )ْ (1
وحممد ،أوالد جعفر.
وهم عبد اهلل ،وعونّ ، )ْ (2
شعرهم يشبه زغب ال ّطري َ
وهو ّأول ما يطلع م ْن ريشه. ْ الفرخ صغري ولد ال ّطري ،ووجه التّشبيه َّ
أن َ )(3
شعورهم با أصاهبا م ْن قتل زوجها
ْ هم أساء بنت عميس ع ْن ترجيل
من اشتغال أ ّم ْرءوسهم ملا رأى ِ
ْ حلق
) (4وإنّا َ
عليهم م َن الوسخ والقمل.
ْ فأشفق
َ يف سبيل اهلل،
غمه وأزال عنه الفرح.
) (5أفرحه إذا ّ
).(1 َ
فقال:
ٌ
صبيان ابني ع ّب ٍ
�اس ،ونح ُن وقث�م وعبيدَ اهلل ْ
َ ق�الْ :لو رأيتني ٍ
جعفر أنه َ ع�ن عب�د اهلل بن
لقثم: َ
وق�ال َ ،فحملني أمام ُه، ّبي ﷺ ع�ىل دا ّب ٍةَ ،
فق�ال: نلع�ب ،إ ْذ َّ
م�ر الن ُّ ُ
،فجعل ُه وراء ُه.
).(2 وقال ك ّلا َ
مسح: مسح عىل رأس ثالث ًاَ ،
ثم َ َ
قالَّ :
ﷺ
عمه محزة وم ّث َل به؛ حزن حزن ًا ش�ديد ًا؛ ٍ
بمكروه ،فلا ّ
تويف ّ حزن�ه إذا أصيب أح�دٌ منهم
لفراقه ،وملا أصابه.
ِ
حني استشهدَ ،وقدْ م ّث َل بهَ ،
فنظر وقف عىل محز َة َ َ
رسول اهلل ﷺ َ ع ْن أيب هرير َة َّ I
أن
أمر أوجع ِ
لقلبه من ُه َ
فقال: ينظ�ر إىل ٍ ٍ
َ ْ إىل أم�ر مل ْ
.
ّح�ل( :ﯡ ﯢ ﯣ ِ
س�ورة الن ِ واق�ف بعدُ بخواتي ِم ّبي ﷺ ُ َ
ٌ جري�ل والن ُّ فن�زل
ﯤ ﯥ ﯦ ﯧﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ) [النحل.[126 :
عا أرا َد).(3 َ
وأمسك ّ ُ
رسول اهلل ﷺ، فك ّف َر
ﷺ
رسول اهلل ﷺ للع ّب ِ
اس: ُ قالَ :
قال اس َ L فعن ِ
ابن ع ّب ٍ ِ
.
ثم َ
ق�ال: فغدا وغدونا مع ُه ،وألبس�نا كس�ا ًء َّ
).(1
الذ ِ
نوب ،وما بط َن منها. ظهر م ْن ّ
أي :ما َ
ْ
ٍ أي :ال ُ
مغفور. تلك املغفر ُة ذنب ًا َ
غري ترتك َ ْ
أي :أكرمه ورا ِع أمره كي ال يضيع يف ِ
شأن ولده).(2 َ ُ ْ ُ ْ
ّبي ﷺ،
أتي�ت الن َّ
ُ ٍ
طالب تويف أب�و عيل َ I
ق�الّ :ملا ّ َ فع ْن ٍّ
مات. الش َ
يخ قدْ َ عم َك ّ فقلتَّ :
إن ّ ُ
. َ
قال:
ثم أتيت ُه. َ
قال :فواريت ُهَّ ،
. َ
قال:
ثم أتيت ُه.
فاغتسلتَّ ،
ُ َ
قال:
محر النّع ِم وسودها).(3 يرين َّ ٍ َ
أن يل هبا َ قال :فدعا يل بدعوات ما ّ
ِ
ص�دره ،وقال: ّبي ﷺ إىل عن ِ
اب�ن ع ّب ٍ
اس َ L ِ
ضمني الن ُّ
ق�الّ :
).(4
فوضعت ل ُه وضوء ًا.
ُ ّبي ﷺ َ
دخل اخلال َء، ويف رواية عنهَّ :
أن الن َّ
ر.
.فأخ َ َ
قال:
).(5 َ
فقال:
. َ
قال:
رسول اهلل ،ع ّلمني شيئ ًا أسأل ُه اهللَ.
َ فقلت :يا
ُ جئت،
ثم ُفمكثت أ ّيام ًاَّ ،
ُ
).(1 َ
فقال يل:
يسأل اهلل ِبه
بأن يع ّلم ُه شيئ ًا ُ
اس سؤال ُه ْ ِ
تكرير الع ّب ِ ِ
بالعافية بعدَ اس بالدّ ِ
عاء فأمر ُه ﷺ للع ّب ِ
ِ
األدعية ،وال يقو ُم مقام ُه يش ٌء م َن الكال ِم ِ
يس�اويه يش ٌء م َن ِ
بالعافية ال جيل َّ
بأن الدّ عا َء ٌ
دليل ٌّ
ِ
اجلالل واإلكرا ِم. ا ّلذي يدعى ِبه ذو
ينزل عمه العباس منزل َة ِ
احلق ما يرى الولدُ
أبيه ،وي�رى ل ُه م َن ِّ رس�ول اهلل ﷺ ُ ّ ُ ّ َ
ُ وق�دْ َ
كان
ِ
لوالده.
ِ وقرصه ع�ىل جمر ِد الدّ ِ
ِ ختصيصه هبذا الدّ ِ
ِ
اغبني عىل
الر َ حتريك هلم ِم ّ
ٌ بالعافية عاء ّ عاء، فف�ي
ويس�تدفعون ِبه يف ِّ
كل َ رهب ْم ،E وأن جيعل�وه من أعظ ِم ما يتوس َ ِ
�لون به إىل ّ ّ ُ ْ
ِ
مالزمت�هْ ،
هم).(2هيم ْ
ما ّ
املوت.
َ وهو يشتكي ،فتمنّى
اس َدخل عىل الع ّب ِ
ّبي ﷺ َ
أن الن َّ ِ
الفضل َّ J ع ْن أ ِّم
َ
فقال:
).(3
ْ
فلنرتك َ
رسول اهلل ﷺ ،فقالواْ :
ائذن لنا؛ ِ
األنصار استأذنوا أن رجاالً م ْن أنس َّ I عن ٍ
ِ
البن أختنا ع ّب ٍ
اس فداء ُه).(3
).(1 َ
فقال:
ف�إن أ ّم عبد امل ّطلب (اب�ن أختنا) ألهنم أخ�وال ِ
أبيه عبد امل ّطلبَّ ، ِ وقوهل�م عن العباس:
ّ ْ
وهي م ْن بني الن ّّجار.
منهم ،فهي سلمى بنت عمرو بن أحيحة َ
ْ
لكانت املنّة عمك ِ َ
ْ عليهم يف إطالقه بخالف ما ْلو قالوا ّ
ْ لتكون املنّة وإنّا قالوا ابن أختنا؛
الذكاء ،وحسن األدب يف اخلطاب).(2 قوة ّ ِ
عليه ﷺ ،وهذا م ْن ّ
أن عمر ّملا و َيل وثاق األرسى ش�دَّ وثاق
« وروى ابن عائذ يف املغ�ازي َّ
فل�م يأخذ ُه النّ�ومَ ،
فبلغ األنصار ،فأطلق�وا الع ّباس، الع ّباس ،فس�مع ُه رس�ول اهلل ﷺ يئ ُّن ْ
أن يرتك�وا ل ُه الفداء؛ طلب ًا فكأن األنصار ّملا فهموا رضا رس�ول اهلل ﷺ ِّ
بفك وثاقه؛ س�ألو ُه ْ َّ
جيبهم إىل َ
ذلك»).(3 ْ لتا ِم رضا ُهْ ،
فلم
َ
يكون يف الدّ ين نوع حماباة).(4 إجابتهم؛ ّ
لئال ْ امتنع ﷺ م ْن
َ وإنّا
أن أول د ٍم وضعه ﷺ من دماء اجلاهلية كان من دماء أقاربه ،وأول ربا
وضعه كان ربا عمه العباس.
وذل�ك ح�ني ق�ام ﷺ خطيب ًا بعرف�ة فق�ال:
)(6 )(5
).(7
ُ
املقتول لبَ ،
كان ه�ذا االب ُن بن ِ
عب�د امل ّط ِ ِ
احلارث ِ إياس ب� ُن ربيع َة ِ
بن ِ
االبن ُ واس�م ه�ذا
ُ
بن س�عد وبني ِ
ليث ِ ٍ بني بني
كانت َحرب ْ ٍ حجر يف ِ
البيوت ،فأصاب� ُه ال صغ�ري ًا حيبو َ
بني طف� ً
ٌ
ٍ
بكر.
ِ
بنفس�ه، أن يبدأ ٍ
بمعروف ْأو ينهى ع ْن منكر ينبغي ْ ِ
ه�ذه َّ
أن اإلمام وغريه مم ّ ْن يأم�ر فف�ي
قرب عهده باإلسال ِم).(1
فهو أقرب إىل قبول قوله ،وإىل طيب نفس م ْن َ
وأهلهَ ،
ِ
وصيانة عرضه، والوصاية ِبه،
ِ حقوق ِ
اجلار، ِ ِ
رعاية قد استفاضت نصوص السنة يف ِ
بيان ُ
ِ
والبعد عن كل ِ
البرص عن حمارمه، وغض ِ
وس�رت عورته ،وس�دِّ خ ّلتهِّ ، ِ
واحلفاظ عىل رشفه،
ما يريبه ،وييس ُء إليه.
وامتثاالً ألمر اهلل تعاىل حني قرن َّ
حق اجلار بح ّقه سبحانه ﷺ
يف قول�ه( :ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ
ﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭ
ﮮ ﮯﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ) [النساء.[36 :
ِ
القرابة ،فله وحق ِ
اجلوارُّ ، حق (ﮤ ﮥ ﮦ) أي :اجلار القريب الذي له ح ّق ِ
ان ُّ
ٌ
وإحسان راجع إىل العرف. حق
عىل جاره ٌّ
أقرب باب ًا كان آكدَ ح ّق ًا، (ﮧ ﮨ) أي :ال�ذي لي�س له قراب ٌة .وكلا كان ُ
اجلار َ
ِ
واألفعال، ِ
باألقوال، ِ
واللطافة ِ
والدع�وة ِ
والصدقة، فينبغ�ي للجار أن يتعاهد جاره باهلد ّي ِة،
فعل. ٍ
بقول أو ٍ وعدم أذ ّيته
(ﮩ ﮪ) قي�ل :الرفي�ق يف الس�فر ،وقي�ل :الزوجة ،وقي�ل الصاحب
ُ
ويشمل الزوج َة).(1 ِ
والسفر، ِ
احلرض الصاحب يف
َ ُ
يشمل مطلق ًا ،ولعله أوىل ،فإنه
ِ
األنصار ومن املهاجرين أيض ًا. ٌ
جريان من ِ
املدينة ولقد كان للنبي ﷺ يف
س�عدَ بن عبادةَ، ﷺ
ٍ
أيوب األنصاري ،وأسعدَ ب َن زرارةَ. وعبدَ اهلل ب َن عمرو ِ
بن حرا ٍم (والد جابر) ،وأبا
قالتَ :
«كان «وروى ابن س�عد يف طبقات النّس�اء م ْن حديث أ ّم س�لمة ْ
َ
يكثرون إلطاف رس�ول اهلل ﷺ ،س�عد بن عبادة ،وسعد بن معاذ ،وعارة بن حزم، األنصار
جوارهم م ْن رسول اهلل ﷺ «).(1
ْ ِ
لقرب َ
وذلك وأبو أ ّيوب،
ٍ
بجوار يرضب َن بد ّفه َّن هو ِ ِ بن ٍ
مالك َّ I أنس ِ
ع� ْن ِ
ببعض املدينة ،فإذا َ مر
ّبي ﷺ َّ
أن الن َّ
ّني ويقل َن:
ويتغن َ
والعباس،
ُ أبو بكر ،وعيل،
وغريهم.
ِ
العاص واحلكم ب َن
َ رسول اهلل ﷺ :أبا ٍ
هلب، َ َ
يؤذون ّفر ا ّلذي َن َ
وكان الن ُ َ
إسحاق: َ
قال اب ُن
) (1طبقات ابن سعد [ ،]163/8فتح الباري [ .]206/5ويف إسناده الواقدي ،وهو كذاب.
) (2رواه ابن ماجه [ ]1899وصححه األلباين يف صحيح ابن ماجة [.[1541
) (3رواه البخاري [ ،]2567ومسلم [.[2972
) (4عمدة القاري [.[69/20
ّبي ﷺ أنه َ
قال: ع ْن عائش َة ِ J
عن الن ِّ
).(2
ٌ
ورجل قائم، ِ ِ
األنصار َ ٍ
ّبي ﷺ ،فإذا أنا به ٌ
خرج�ت م ْن أهيل أريدُ الن َّ
ُ قال: رجل م َن وع� ْن
أن ل ُه حاج ًة.
فظننت َّ
ُ مقبل ِ
عليه، مع ُه ٌ
لرسول اهلل ﷺ؛ م ْن ِ
طول القيا ِم. ِ جعلت أرثي
ُ ُ
رسول اهلل ﷺ حتّى َ
قال :واهلل لقدْ قا َم
لك م ْن ِ
طول جعلت أرثي َ الر ُ
جل حتّ�ى َ
رس�ول اهلل! لقدْ قا َم َ
ُ بك ّ قلت :يا
انرصف ُ
َ فل�ا
ّ
القيا ِم.
. َ
قال:
نعم.
قلتْ :
ُ
. َ
قال:
قلت :ال.
ُ
).(3 S َ
قال:
اجلار. ظننت أنه سيبلغني عن اهلل األمر بتوريث ِ
اجلار َ
ّبي ﷺ حني تك ّل َ
�م الن ُّ عينايَ ،
َ وأب�رصت
ْ أذناي،
َ س�معت
ْ العدوي َ
قال: ِّ ٍ
رشي�ح ع� ْن أيب
).(2 َ
فقال:
مرض عدت ِ
عليه ،وإذا َ افتقر َ َ
َ استقرضك أقرضت ُه ،وإذا َ استعانك أعنت ُه ،وإذا «إذا
ّبعت جنازت ُه.
مات ات َ خري هنّأت ُه ،وإذا أصابت ُه مصيب ٌة ّ
عزيت ُه ،وإذا َ عدت ُه ،وإذا أصاب ُه ٌ
أن َ
ق�درك ّإال ْ تؤذه ِ
بقتار بإذن�ه ،وال ِ
ِ يح ّإال ِ ِ ْ
الر َ
فتحجب عن� ُه ّ
ُ بالبن�اء؛ علي�ه تس�تطل وال
تغرف ل ُه منها.
َ
َ َ فإن مل ْ ْ اش�رتيت فاكه ًة ِ ِ
ليغيظ هبا ولدك؛ رس ًا ،وال ْ
خيرج هبا تفعل فأدخلها ّ فاهد ل ُهْ ، َ وإن
ولد ُه»).(3
حيافظون ِ
عليه ،وحيصل امتثال الوص ّية َ َ
وكان أهل اجلاهل ّية فحفظ اجلار م ْن ِ
كال اإليان،
ِ ِ بإيصال رضوب اإلحس�ان ِ ِ ِبه
بحس�ب ال ّطاقة ،كاهلد ّيةّ ،
والس�الم ،وطالقة الوجه عندَ إليه
وكف أس�باب األذى عن ُه عىل اختالف أنواعه ّ لقائه ،وتف ّقد حاله ،ومعاونته فيا حيتاج ِ
إليه، ِ
كانت ْأو معنو ّية).(4
حس ّية ْ
ّ
) (1رواه الطراين يف املعجم الكبري [ ،]118/7وصححه األلباين يف صحيح اجلامع [.[2548
) (2رواه البخاري [ ،]6019ومسلم [ .]48وعند مسلم« :فليحس ْن إىل جاره».
) (3جامع العلوم واحلكم ].[350/1
) (4فتح الباري [.[442/10
. ّبي ﷺ َ
قال: رشيح َّ I
أن الن َّ ٍ ع ْن أيب
َ
رسول اهلل؟ َ
قيل :وم ْن يا
).(1 َ
قال:
ﷺ
ﷺ
. ِ
ألصحابه: رسول اهلل ﷺ َ
قال ُ أن ِ
األسود َّ I فعن املقدا َد ب َن
ِ
القيامة. فهو حرا ٌم إىل يو ِم
حرم ُه اهلل ورسول ُه؛ َ
قالواّ :
. َ
فقال هلم:
. ثم َ
قال:
«رش ُه». ) (1رواه البخاري [ ،]6016وأمحد [ .]7818زا َد أمحد ،قالوا :وما بوائقه؟ َ
قالّ :
) (2فتح الباري [.[444/10
) (3فتح الباري [.[442/10
) (4رواه مسلم [.[46
عقاب تلك
ُ فعل ذلك ،كان اجلار عىل ِ
اجلار أن ال خيونه يف أهله ،فإن َ حق ِ وذلك ألن من ِّ
عذاب عرش زنيات).(2 يعدل الز ِ
نية ُ ّ
َ
ارجع فإنك لن ترى منّي شيئ ًا تكره ُه. فقال ل ُه: فجاء ِ
إليه جار ُهَ ،
)(3
ْ َ
لقيت م َن الن ِ
ّاس!!. َ
رسول اهلل ما ُ ّبي ﷺ َ
فقال :يا ويف رواية :فجا َء جاره إىل الن ِّ
َ
قال:
َ
قال :يلعنوين.
. َ
قال:
كفيت).(1
َ َ
متاعك؛ فقدْ ارفع ّبي ﷺ َ
فقال ل ُهْ : فجا َء ا ّلذي شكا ُه إىل الن ِّ
ﷺ
إن فالن� َة يذكر من ِ
كثرة صالهتا، َ
رس�ول اهلل! َّ قال ٌ
رجل :يا قالَ :
فع� ْن أيب هري�ر َة َ I
ُ ْ
غري ّأهنا تؤذي جرياهنا بلساهنا؟
وصيامها ،وصدقتهاَ ،
. َ
قال:
ِ
يذكر م ْن ق ّلة صيامها ،وصدقتها ،وصالهتاّ ،
وإهنا تصدّ ُق فإن فالن َة ُ َ
رس�ول اهلل! َّ َ
قال :يا
ِ
األقط ،وال تؤذي جرياهنا بلساهنا؟ ِ
باألثوار م َن
).(2 َ
قال:
مستحجر).(3 ِ
األقط ،وهو لبن جامد واألثوار :مجع ٍ
ثور ،وهي قطع ٌة من
ٌ
والصديق
«واس�م اجلار يش�مل املس�لم والكافر ،والعاب�د والفاس�قّ ،
واألقرب دار ًا واألبعدَ .
َ واألجنبي،
َّ والقريب
َ والض َّار،
ّافع ّ
والبلدي ،والن َ
َّ والعدو ،والغريب
ّ
ْ ِ ول� ُه مرات�ب بعضها أعىل م ْن بعض ،فأعالها ِ
الصفات األول ك ّلهاَّ ،
ثم اجتمعت فيه ّ من
جر ًا إىل الواحد.
وهلم ّ
َّ أكثرها
) (1رواه الط�راين [ ]356ع�ن أيب جحيف�ة ،Iوقال األلب�اين« :صحيح لغريه» .صحي�ح الرتغيب والرتهيب
].[2558
) (2رواه أمحد [ ،]9298وصححه األلباين يف صحيح الرتغيب والرتهيب [.[2560
) (3النهاية [.[653/1
) (4رواه الرتمذي [ ،]1943وصححه األلباين.
ِ
بحسب حاله ،وقدْ كذلك ،فيعطي ٌّ
كل ح ّقه َ الصفات األخرى ْ ِ وعكسه ِ
اجتمعت فيه ّ من
فريجحْ ،أو يساوي»).(1 ِ
تتعارض صفتان ،فأكثرّ ،
ﷺ
ُ
رس�ول اهلل ﷺ: ق�الَ :
قال ِ
احلارث َ I بن ِ
عب�د ع� ْن ناف� ِع ِ
).(2
َ
رس�ول اهلل ﷺ ق�ال: وع�ن س�عد ب�ن أيب وق�اص َّ I
أن
).(3
ُ
رسول اهلل ﷺ: قالَ :
قال بن ٍ
عمرو َ L عن ِ
عبد اهلل ِ ْ
).(6
ِ ِ
ّصيحة. أكثرهم إحسان ًا إليه ْ
ولو بالن ْ أي
ْ :
احت�ال األذىْ ،بل
ُ ُ
احت�ال األذى ،وال يكفي فقطِ ،
بل ك�ف األذى ْ ِ
اجلوار َّ ح�ق
فلي�س ُّ
َ
ِ ِ
وإس�داء ِ الر ِ
أن يبد َأ جار ُه ّ
بالس�ال ِم ،ويعود ُه يف واملع�روف ،ومن ذلكْ : اخلري فق، ال ب�دَّ م َن ّ
ويتجاوز ع ْن
َ الفرح ،ويش�اركه ال�رور بالن ِ
ّعمة، ِ ِ
املصيبة ،وهينّئ ُه عندَ ويعزي ُه عندَ
امل�رضّ ،ِ
ُ ّ َ
ِ
بولده ،ويرش�د ُه إىل فغاب ،ويتل ّط َ عليه ِ
داره ْ وحيفظ ِ
َ ِ زال ِ ّ
إن َ حمارمه، ويغض برص ُه ع ْن َّ ت�ه،
دينه ودنيا ُه).(1 أمر ِ ما جيهل ُه م ْن ِ
ِ
جارين ،فإىل ّأهيا أهدي. إن يل َ
رسول اهلل َّ ع ْن عائش َة ُ ،J
قلت :يا
).(2 َ
قال:
ِ
بخالف فيتشوف هلا، أن األقرب يرى ما يدخل بيت جاره م ْن هد ّية وغريها واحلكمة ِ
فيه َّ
ّ
املهات ،وال س ّيا يف أوقات الغفلة).(3 ِ األبعدَّ ،
أرسع إجارة ملا يقع جلاره م َن ّ
ُ وأن األقرب
ني ٍ
جانب ،مس�تد ّل َ أربع�ون دار ًا م ْن ِّ
كل َ ِ
اجل�وار الش�افع ّي ُة واحلنابل� ُة إىل َّ
أن حدَّ فذه�ب ّ
َ
.)(4 ِ
بحديث:
ش�ارع ُ
املقابل ل ُه بينها أو ِ
اجلهاتِ ، املالصق من ٍ
جهة م َن هو وذهب املالك ّي ُة إىل َّ
ٌ ُ ْ اجلار َ
أن َ َ
ِ
مس�جدان هنر متّس�عٍْ ،أو م ْن جيمعها مس�جدٌ ْأو ٍ
كس�وق ْأو ٍ كبري ٌ
فاصل ٌ �ق ال يفصله�ا ض ّي ٌ
ِ
متقاربان. ِ
لطيفان
وهي املالصق ُة ِ فقط؛ َّ
املالصق ْ وذهب أبو حنيف َة إىل َّ
اجلار م َن املجاورةَ ،
ألن َ ُ هو
اجلار َ
أن َ َ
حقيق ًة.
فهو
س�مع النّداء َ
َ عيل « Iم ْن
«واختلف يف حدّ اجلوار :فج�ا َء ع ْن ّ
َ ق�ال ابن حج�ر:
جار».
فهو جار».
الصبح يف املسجد َ
صىل معك صالة ّ َ
وقيل« :م ْن ّ
جار. أن حدَّ اجلوار يرجع فيه إىل العرف؛ فا عدَّ عرف ًا أنه ٌ
جار فهو ٌ
ِ
العرف»).(1 ويرجع يف َ
ذلك إىل املقارب، هو
ُ ُ «اجلار َ
ُ
ّبي ﷺ َ
قال: ع ْن أيب هرير َة ِ I
عن الن ِّ
).(2
حافر الشاة.
واملقصو ُد بالفرسن يف احلديثُ :
الصدقة ِ ِ
تتنع جارة م� َن ّ
هن�ي للمعطي�ة املهدية ،ومعن�ا ُه :ال ْ
ّه�ي ع ْن االحتقار ٌ
وه�ذا الن ُ
ِ
وإن َ
كان قلي ً
ال تيرْ ،واهلد ّي�ة جلارهتا؛ الس�تقالهلا ،واحتقارها املوجو َد عندهاْ ،بل جت�و ُد با ّ َ
وهو خري م َن العدم .وذكر الفرسن عىل سبيل املبالغة. كفرسن شاةَ ، ِ
ولو َ
كان حتتقر م�ا هيدى إليها ْ
وأهنا ال ُ
وقع للمهدى إليهاّ ،
ّهي إنّ�ا َ َ
يك�ون الن ُ أن ُ
وحيتم�ل ْ
قليالً.
يتير َّ
كل وقت ،وإذا ألن الكثري قدْ ال ّ ِ
باليس�ري؛ َّ ولو
احلض عىل التّهادي ْ
ويف احلديثُّ :
تواصل اليسري صار كثري ًاِ ،
وفيه استحباب املو ّدة وإسقاط التّك ّلف).(3 َ
َ
االحتقار للمهدى ،أو املهدي ،وألهن َّن
ُ يكثر منه َّن ِ
بالنهي؛ ألن النسا َء ُ خص النسا َء
وإنا َّ
ِ
املكث والقرار. ِ
باجلريان من الرجال؛ بحكم أكثر اتصاالً
ُ
ُ
رس�ول اهلل ﷺ: ق�الَ :
قال ذر َ I
ع� ْن أيب ٍّ
).(4
يصنع
ُ ِ
األمر ،فال يتعاهدُ جريان�ه بالطعا ِم ،مع أنه قد يغفل عن هذا ِ
الن�اس من ُ وك�م من
يبيت عىل ال ّطوى ال جيدُ ِ
القامة ،ويف جريانه م ْن ق�د ُ ِ
حاجت�ه ،ثم يرمي باقيه يف م�ا يزيدُ عىل
ما يسدُّ جوعت ُه.
ِ
املروءة ،فعن ابن عباس Iقال :س�معت النبي ﷺ ِ
وأدب ِ
اجلرية، حلق وه�ذا ٍ
مناف ِّ
).(2 يقول:
قالت بن ٍ
مالك َ I
قالْ : أنس ِ
وم�ن ح ّثه ﷺ عىل تعاهد اجلريان بالطعام ،ما جاء ع ْن ِ
ْ
فافعل. رأيت ْ
أن تغدّ ى عندنا إن َ نبي اهلل ﷺْ ،
فقل ل ُهْ : اذهب إىل ِّ
ْ أ ُّم سلي ٍم:
. َ
فقال:
نعم.
قلتْ :
ُ
. َ
فقال:
ِ
رسول اهلل. مع لدهش مل ْن َ
أقبل َ ٌ فدخلت عىل أ ِّم سلي ٍم ،وأنا
ُ فجئت،
ُ َ
قال:
أنس؟!.
صنعت يا ُ
َ فقالت أ ُّم سلي ٍم :ما
ْ
ٍ
سمن. كان من ُه عندي ع ّك ٌة فيها يش ٌء م ْن
نعم ،قدْ َ
قالتْ :
ْ
. َ
قال:
. ثم َ
قال: ففتح رباطهاَّ ،
فجئت ُه هبا َ
يسمي.
وهو ّ
نبي اهلل ﷺَ ، َ
فقال :اقلبيها ،فقلبتها ،فعرصها ُّ
َ
وثانون رجالً. بضع
فأكل منها ٌ نقع ٍ
قدرَ ، فأخذت َ
ُ َ
قال:
فصنع ِ
امل�رق، ب ِ
لرس�ول اهلل ﷺ فارس� ّي ًا َ أن جار ًا
مال�ك َّ :I ٍ
َ كان ط ّي َ ع� ْن أن�س بن
ثم جا َء يدعو ُه. ِ
لرسول اهلل ﷺ َّ
لعائش َة. َ
فقال:
َ
فقال :ال.
ُ
رسول اهلل ﷺ( :ال). َ
فقال
. ُ
رسول اهلل ﷺ: فعا َد يدعو ُهَ ،
فقال
َ
قال :ال.
ُ
رسول اهلل ﷺ( :ال). َ
قال
. ُ
رسول اهلل ﷺ: ثم عا َد يدعو ُهَ ،
فقال َّ
ِ ِ َ
يتدافعان حتّى أتيا منزل ُه).(2 فقال يف ال ّثالثةْ :
نعم ،فقاما
معنا ُه :يميش ّ
كل واحد منها يف أثر صاحبه.
ِ
لكون ال ّطعام َ
كان قليالً ،فأرا َد توفريه يدع عائشة ّ Jأوالً قالواَّ :
الفارس إنّا مل ْ ُ
ّ ولعل
عىل رسول اهلل ﷺ.
ق�ال النووي« :كر َه ﷺ االختصاص بال ّطعا ِم دوهنا ،وه�ذا م ْن مجيل املعارشة ،وحقوق
املصاحبة ،وآداب املجالسة املؤكّدة»).(1
دخلت شا ٌة ٍ
جلار لنا، ٍ
حلاف ،إ ْذ ِ
رسول اهلل ﷺ يف مع ع ْن أ ِّم سلم َة ْ J
ْ قالت :بينا أنا َ
فأخذت قرص ًة لنا[ .القرص ُة :م َن ِ
اخلبز]. ْ
فقمت إليها ،فأخذت ُه م ْن ِ
بني حلييها. ُ
).(2 ُ
رسول اهلل ﷺ: َ
فقال
كثري فهو وان َ
كان قلي�ل القدر ،لكنه ُ أي :أذى اجل�ار جل�اره غري مغف�ور وإن َ
كان قليالَ ،
ِ
الوزر).(3
الشي ِم. ِ
األخالق ،وأعىل ّ ِ
باإلحسان من أرف ِع فاحتال أذى ِ
اجلار ،ومقابل ُة إساءته ُ
ُ
احتال األذى»).(4 ِ
اجلوار كف األذى ،ولك َّن حس َن ِ
اجلوار َّ «ليس حس ُن
قال احلس ُنَ :
رس�ول اهلل ﷺ َ
قال: َ ع ْن أيب هرير َة َّ I
أن
.
رءوسهم.
ْ فلا حدّ َ
ث أبو هرير َة طأطئوا ّ
)(1
أكتافكم.
ْ بني
ألرمني هبا َ
َّ معرضني؟ واهلل
َ أراكم عنها
ْ َ
فقال :ما يل
ٍ
خش�بة اجلار يلزمه أن يمكّن جاره من وض ِع
«ومذهب اإلمام أمحدَ أن َ
ُ
يرض بجداره؛ هلذا احلديث الصحيح.
عىل جداره إذا احتاج إىل ذلك ،ومل َّ
ّ�دب ،والنّهي ع�ىل الت ِ
ّنزيه؛ مجع� ًا بين ُه َ
وبني احلديث ع�ىل الن ِِ األم�ر يف واجلمه�ور محل�وا
َ َ ُ
األحاديث الدّ ا ّل ِة عىل حتري ِم ِ
مال املسل ِم ّإال برضا ُه»).(2 ِ
ِ
املقالة).(3 هذه السن ِّة ،أو عن ِ
هذه معرضني «أي :عن ِ أراكم عنها ِ
وقول أيب هريرة« :ما يل
ْ ْ ّ ْ َ ْ ْ
).(1
ﷺ
سئل رسول اهلل ﷺ شيئ ًا َ
فقال :ال»).(3 وعن جابر بن عبد اهلل Lقال« :ما َ
ِ من مت�اع الدّ نيا فق�ال :ال .ففيهُ : ومعنا ُه :ما َ
س�خائه ،وغزارة بيان عظي ِم س�ئل ش�يئ ًا ْ
جوده ﷺ).(4
ﷺ
النبي ﷺ َ
ق�ال: ٍ
س�عد َّ :I س�هل ِ
بن ِ عن
أن َّ
).(5
ِ
موت�ه درمه ًا ،وال دينار ًا ،وال ُ
رس�ول اهلل ﷺ عندَ ترك ِ
احلارث« :ما َ ول�ذا ق�ال عمرو ب ُن
عبد ًا ،وال أم ًة ،وال ش�يئ ًاّ ،إال بغلت ُه البيضا َء ،وس�الح ُه ،وأرض ًا جعله�ا صدق ًة» .بل َ ّ
تويف )(1
ٍ
شعري).(2 بثالثني صاع ًا م ْن
َ هيودي
ٍّ ودرع ُه مرهون ٌة عندَ
ﷺ
).(3 َ
فقال ﷺ:
ِ
بنفسه يف خدمته. إكرامه :تل ّقيه بطالقة الوجه ،وتعجيل قراه ،والقيا ُم
قال الشاعر:
ﷺ
).(4
ﷺ
َ
فق�ال:
).(5
طلب
الضيف؛ َ
ُ صاحب ِ
الدار ،فإن ش�ا َء ِ فم�ن أصب�ح الضيف بفنائه؛ فهو دي ٌن عىل
ح ّقه.
ِ
وعادات الضيف ،وحس�ن القيا ِم ِ
عليه؛ من ش�ي ِم الكرا ِم، ِ «ومل ْ
يزل قرى
ُ
ِ
األلسن ،وصاحبه ملو ٌم»).(1 ومنع القرى مذمو ٌم عىل
ُ الصاحلني،
َ
).(2 ٍ
مظعون :I َ
لعثان بن النبي ﷺ وقد َ
قال ُّ
رسول اهلل! إن َّك تبعثنا؛ ُ
فننزل بقو ٍم؛ فال يقروننا؛ َ بن ٍ
عامر َ I
قال :قلنا يا وع ْن عقب َة ِ
فا ترى؟
ُ
رس�ول اهلل ﷺ: َ
فقال لنا
).(3
فلهم ْ
أن يضيفوهم؛ ْ
ْ ضيافتهم واجب ٌة ،فإذا مل ْ
ْ املضطري� َنَّ ،
فإن ّ ٌ
حممول عىل ُ
احلديث وه�ذا
حاجتهم.
ْ يأخذوا
لؤمهم
ْ بألس�نتكم ،وتذك�روا للن ِ
ّاس ْ أعراضهم
ْ لكم ْ
أن تأخذوا م ْن إن امل�را َد َّ
أن ْ َّ
وبخلهم).(4
ْ
ﷺ
َ
رس�ول اهلل ﷺ: رشي�ح َ ،I
ق�ال :ق�ال ٍ ع� ْن أيب
).(5
َ
رسول اهلل؟ َ
قال :وما جائزت ُه يا
َ
ق�ال:
.
وكيف يؤثم ُه؟
َ َ
رسول اهلل! قالوا :يا
).(1 َ
قال:
مس�تحب،
ٌّ واجب ،وتا ٌم
ٌ حق
مراتبٌّ :
َ ُ
ث�الث ف�إن للضي�ف ح ّق ًا عىل من َ
ن�زل به ،وهو
ِ
الصدقات. وصدق ٌة من
واملستحب ثالثة أيام ،وما كان فوق ذلك فهو صدقة.
ُّ الواجب :يو ٌم وليل ٌة،
ُ فاحلق
ُّ
الضيف املس�افر ،القادم من ٍ
بلد ُ حق عىل املضيف :هو
والضيف الذي جيب إكرامه ،وله ٌّ
ُ
ُ ُ
آخر.
َ
حق يف ماله. ينزل عليه أن يطعمه ،ويكرمه ،فإن مل ْ
يفعل؛ فل ُه ٌّ فيجب عىل من ُ
ُ
ِ
األمر بإطعا ِم يدخل يف عمو ِمُ وأما الزائر من ِ
البلد نفس�ه؛ فال َّ
ش�ك أن إطعامه وإكرامه ُ
النب�ي ﷺ إكرامه، أوجب الضيف الذي ليس ه�و ِ ِ الطع�ا ِم،
ُّ َ َ الن�اس ،ولكنّه َ واإلحس�ان إىل
وجعل له ح ّق ًا يف مال املضيف.
أكثر من ثالثة أيام؛ ألن النبي ﷺ ِ ُ
الضيف عنده َ
ُ املضيف؛ بأن يقيم اإلثقال عىل جيوز
وال ُ
).(2 قال:
ٍ
اس�تدعاء من غري ِ
ثالثة أيا ٍم ،من ِ ِ
البيت بعدَ ِ
صاحب يقيم عند ِ
جي�وز للضي�ف أن َ
ُ أي :الْ
ِ ِ
صاحب البيت.
ﷺ
َ
اليقظان. ويسمع
ُ ُ
يوقظ نائ ًا، فيجي ُء م َن ال ّل ِ
يل ،فيس ّل ُم تسلي ًا ال
فيرشب.
ُ ثم يأيت رشاب ُه، ّ
فيصيلَّ ، ثم يأيت املسجدَ ،
َّ
األنص�ار ،فيتحفون ُه، حممدٌ يأيت رشب�ت نصيبي؛ َ ذات ٍ ُ فأت�اين ّ
َ فقالّ : ُ ليلة ،وقدْ �يطان َ الش
ِ
اجلرعة ،فأتيتها ،فرشبتها. ويصيب عندهم ،ما ِبه حاج ٌة إىل ِ
هذه ْ ُ
َ
وحيك يطانَ ،
فقال: الش ُ ليس إليها ٌ
سبيل؛ ندّ مني ّ وعلمت أ ّن ُه َ
ُ وغلت يف بطني)،(1
ْ فلا ْ
أن ّ
َ
دنياك فتذهب ُ
فتهلك، َ
عليك؛ ٍ
حممد ،فيجي ُء فال جيد ُه ،فيدعو
ُ رشاب ّ
َ أرشبت
َ صنعت؟!
َ ما
َ
وآخرتك.
قدماي،
َ خرج
خرج رأس ،وإذا وضعتها عىل رأس َ
قدمي َ
َّ وعيل شمل ٌة إذا وضعتها عىل
َّ
َ
وجعل ال جييئني النّو ُم.
صنعت.
ُ صاحباي؛ فناما ،ومل ْ يصنعا ما
َ وأ ّما
فكش�ف
َ ثم أتى رشاب ُه،
فصىلَّ ، كان يس� ّل ُمَّ ،
ثم أتى املس�جدَ ّ ، ّبي ﷺ؛ فس� ّل َم كا َ
فجا َء الن ُّ
فيه شيئ ًا ،فرفع رأسه إىل الس ِ
اء. عنه ،فلم جيدْ ِ
ّ ُ َ ُ ْ
ُ
فأهلك. عيل، فقلتَ :
اآلن يدعو َّ ُ
. َ
فقال:
ِ
األعنز ّأهيا أسم ُن، فانطلقت إىل وأخذت ّ
الش�فرةَ، عيل، فعمدت إىل ّ ِ
ُ ُ الش�ملة ،فش�ددهتا َّ ُ
لرس�ول اهلل ﷺ ،ف�إذا ه�ي حافل� ٌة ،وإذا ه�ن ح ّف ٌ�ل ك ّله�ن) ،(1فعم�دت إىل ٍ
إناء ِ فأذبحه�ا
ُ َّ َّ َ
فجئت إىل
ُ فحلبت ِ
فيه حتّى علت ُه رغ�وةٌ، ُ أن حيتلبوا ِ
في�ه، يطمع�ون ْ
َ آلل حمم ٍ
�د ﷺ م�ا كانوا ِ
ّ
ِ
رسول اهلل ﷺ.
رشابكم ال ّليل َة.
ْ أرشبتم
ْ َ
فقال:
ثم ناولني.
فرشب َّ
َ ارشب،
ْ َ
رسول اهلل قلت :يا
ُ
ثم ناولني.
فرشب َّ
َ ارشب،
ْ َ
رسول اهلل فقلت :يا
ُ
ِ
األرض. ألقيت إىل
ُ ضحكت حتّى
ُ وأصبت دعوت ُه،
ُ روي،
َ ّبي ﷺ قدْ عرفت َّ
أن الن َّ ُ فلا
ّ
كان م ْن أمري كذا َ
رس�ول اهلل َ فقلت :يا
ُ ).(2 ّبي ﷺ: َ
فقال الن ُّ
وفعلت كذا.
ُ وكذا،
ّبي ﷺ: َ
فق�ال الن ُّ
.
باحلق م�ا أبايل إذا أصبته�ا ،وأصبتها َ
معك م� ْن أصاهبا م َن فقل�ت :وا ّل�ذي َ
بعثك ِّ ُ َ
ق�ال،
الن ِ
ّاس).(3
كان عنده حزن شديد خوف ًا م ْن ْ
أن يدعو معنا ُه :أ ّن ُه َ
وتعر َض ألذا ُه. ِ ِ
ّبي ﷺّ ،
أذهب نصيب الن ِّ
َ لكونه ّبي ﷺ؛
عليه الن ّ
سقط إىل األرض؛ َ َ
وضحك حتّى فرح
وأجيبت دعوته؛ َ
ْ روي،
َ ّبي ﷺ قدْ علم َّ
أن الن َّ فلا َ
ّ
ّبي ﷺ ،وإجابة ِ ِ
كان به م َن احل�زن ،وانقالبه رسور ًا
لذهاب ما َ ِ
برشب الن ِّ م� ْن كثرة ضحكه؛
ولتعج ِبه م ْن
ّ هذه املعجزة،ذلك عىل يد املقداد ،وظهور ِ دعوته مل ْن أطعم ُه وس�قا ُه ،وجريان َ
قبح فعله ّأوالً ،وحسنه آخر ًا).(4
ِ
وهذه م ْن معجزات الن ّّبوة ،وآثار بركته ﷺ. ) (1أي :اجتمع اللبن الكثري يف رضعها،
هي؟
أي :إنّك :فعلت سوأة م َن الفعالت ،ما َ
)ْ (2
) (3رواه مسلم [.[2055
) (4رشح النووي عىل صحيح مسلم [.[15/14
ﷺ
ُ
رسول اهلل ﷺ، فجلس ِبه
َ بدوي،
ٌّ ضيف
ٌ قالَ :
نزل بنا ِ
رسول اهلل ﷺ َ ثوبان Iموىلَ ع ْن
ِ
بيوته. أما َم
) (1أي :إذا وجد تر وعليه ماء أو لبن ،فهذا أعىل يشء ،وهذا هو اخلصب .وفيه حسن خلق هذا البدوى وحصافة
عقله وفطانته وطيب كالمه.
الرشب .النهاية [.[559/3
ب بعد ّ الرش ِ ) (2من ُ
العلل :وهو ّ
ثم َ
قال: ث�م حلب ِ
فيه َ
،ومأل ُه َّ وقال: َ َّ
.
ِ
رشبت ِ
نسائه ،ك ّلا ثم أرسلني إىل إليه ،فحلب ِ
فيه َ رجعت ِ
،فمأل ُهَّ ، وقال: َ ُ ثم
َّ
،حتّى ر ّده َّن ك ّله َّن. امرأ ٌة ر ّدين إىل األخرىَ ،
وقال:
رددت ِ
إليه. ُ ثم
َّ
فلم ُآل ْ
أن ثم أعطاينْ ،فرشب ما ش�ا َء اهللَُّ ،
َ ، ،فرفعت ُه َ
فقال: َ
فقال:
وقال: ِ
املس�كَ ، وأطيب م َن ِ
العس�ل، فرشبت رشاب ًا أحىل م َن
ُ ِ
القدح، ش�فتي عىل ِ
درج أضع
َ َّ َ
.يعني :العنز).(1
ﷺ
ّبي ﷺَ ،
فقال ّإين جمهو ٌد. ع ْن أيب هرير َة َّ I
أن رج ً
ال أتى الن َّ
باحلق ما عندي ّإال ما ٌء. فقالت :وا ّلذي َ
بعثك ِّ ْ ِ
نسائه؛ ِ
بعض َ
فأرسل إىل
ذل�ك :ال وا ّلذي َ
بعثك مثل َذلك ،حتّى قل� َن ك ّله َّن َ فقالت َ
مث�ل َ ْ َ
أرس�ل إىل أخرى، ث�م
َّ
باحلق ما عندي ّإال ما ٌء.
ِّ
. ُ
رسول اهلل ﷺ: َ
فقال
ِ
األنصار( :أنا). فقال ٌ
رجل م َن َ
ِ
رسول اهلل ﷺ. ضيف
َ فقال :أكرمي ِ
امرأته َ فانطلق ِبه إىل
َ
تصلح رساجها،
ُ كأهنا
قامت ّ
ثم ْ
مت صبياهنا؛ َّونو ْ
وأصبحت رساجهاّ ،
ْ �أت طعامها،
فه ّي ْ
ِ
طاويني).(1 ِ
يأكالن ،فباتا ِ
يريانه ّأهنا فأطفأت ُه ،فجعال
ِ
وضيق والص ِر عىل اجلوع، وأهل بيته من ّ ِ
ّبي ﷺُ ، م�ا َ ِ
الزه�د يف الدّ نياّ ، َ كان عليه الن ُّ
ِ
حال الدّ نيا.
ِ
فيواسيه م ْن ِ
بنفسه؛ يطرقهم الض ِ
يف وم ْن أن يبدأ يف مواساة ّ ِ
لكبري القوم ْ أ ّن ُه ينبغي
ْ
ِ
ر والتّقوى م ْن أصحابه.
ثم يطلب ل ُه عىل سبيل التّعاون عىل ال ِّ
إن أمكن ُهَّ ، ماله ّأوالً با ّ
يتير ْ
الش ِ
دائد. املواسا ُة يف ِ
حال ّ
ِ
وإيثاره. الض ِ
يف فضيل ُة إكرا ِم ّ
ِ
وامرأته .L األنصاري منقب ٌة هلذا
ِّ
ِ
لقوله« :أطفئي كان يمتنع من ُه رفق ًا ِ
بأهل املن�زل؛ ي�ف إذا َ الض ِ ُ
االحتي�ال يف إكرا ِم ّ
ِ ِ
المتنع م َن األكل).(3
َ يأكالن مع ُه؛ الراج ،وأريه أنّا نأكل» ،فإ ّن ُه ْلو رأى ق ّلة ال ّطعامّ ،
وأهنا ال ّ
ﷺ
ُ
رس�ول اهلل ﷺ فأمر ل ُه
كافر؛ َ
وهو ٌ
ضيف َ
ٌ َ
رس�ول اهلل ﷺ ضاف ُه ع ْن أيب هرير َة َّ I
أن
حالب رشب ثم أخرى ،فرشب� ُه حتّى ٍ
َ َ ثم أخرى فرشب� ُهَّ ،ف�رشب حالهباَّ ،
َ فحلب�ت،
ْ بش�اة؛
سب ِع ٍ
شياه.
ﷺ
ِ
أنت يا فف�ي حدي�ث جابر Iيو َم اخلندق ّملا دعا النبي ﷺ ،وق�ال له :طع ّي ٌم يلْ ،
فقم َ
ِ
رجالن! ٌ
ورجلْ ،أو َ
رسول اهلل،
. َ
قال:
فذكرت ل ُه.
ُ
. َ
قال:
. َ
فقال:
ِ
احلاجة؛ وهل�ذا ق�ال( :ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ِ
بمق�دار جلوس�كم
ﮭ ﮮ) ،أي :قبل الطعام ،وبعده.
ب�ني حكمة النهي ،وفائدته؛ فق�ال( :ﮰ ﮱ) ،أي :انتظاركم الزائدَ عىل احلاجة،
ث�م ّ َ
ويش�ق علي�ه حبس�كم إي�اه ع�ن ش�ئون بيته،
ُّ (ﯓ ﯔ ﯕ) ،أي :يتك ّل ُ
�ف من�ه،
واشتغاله فيه.
(ﯖ ﯗ) أن يق�ول لك�م« :اخرج�وا» كا هو ج�اري الع�ادة ،أن الناس
الناس من مس�اكنهم ) ( ،لكن (ﭞ
وخصوص ًا أهل الكرم منهم يس�تحيون أن خيرجوا َ
ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ).
اتباع ِ
األمر يتوه ُم أن يف تركه أدب ًا ،وحيا ًء ،فإن احلز َم َّ
كل احلز ِم ُ الرشعي ،ولو كان ّ
ُّ فاألمر
ُ
األدب يف يشءٍ.
ِ الرشعي ،وأن جيز ِم أن ما خالفه ليس من
ِّ
والرفق لرسوله ﷺ كائن ًا ما كان).(1
ُ اخلري لكم،
واهلل تعاىل ال يستحي أن يأمركم با فيه ُ
صور من أدبه ﷺ إذا أضاف أحد ًا.
ٌ فهذه
ﷺ
اط ،فق�دّ م ِ
إليه قصع ًة فيها دخلت م�ع النّبي ﷺ عىل غال ٍم له خي ٍ أن�س َ I
قال: ٍ فع� ْن
َ ُ ّ ُ َ ِّ
فجعلت أتت ّبع ُه ،فأضع ُه َبني ّبي ﷺ يتت ّب ُع الدّ ّبا َء)،(1 َ ِ َ
ُ فجعل الن ُّ عمله، وأقبل الغالم عىل ثريدٌ ،
أحب الدّ ّبا َء).(2 زلت بعدُ
يديه ،فا ُِ
ُّ
كسب اخلي ِ
اط. ِ ّ إباحة
ٍ
حمرتف ،وغريه ،وإجاب�ة دعوته ،وفيه: ِ
الرشيف طعا َم من دونه؛ م�ن ج�واز ِ
أكل ُ
مؤاكل ُة اخلادم.
طف بأصحاب�ه ،وتعاهدهم باملجيء بيان ما كان يف النب�ي ﷺ من التواضعِ ،وال ّل ِ
ُ
إىل منازهلم.
اإلجاب ُة إىل الطعام؛ ولو كان قليالً.
الض ِ
يفان بعضهم بعض ًا مما وضع بني أيدهيم وإنا يمتنع من يأخذ من قدام مناول� ُة ّ
اآلخر شيئا لنفسه أو لغريه.
اط قدّ َم هلم الطعام ،ثم َ
أقبل عىل ِ
الضيف؛ ألن اخل ّي َ َ
األكل م�ع جواز ترك املضيف
ُ
عمله؛ فيؤخذ جواز ذلك من تقرير النبي ﷺ ،وحيتمل أن يكون الطعام كان قليال؛ فآثرهم
به ،وحيتمل أن يكون مكتفي ًا من الطعام ،أو كان صائ ًا ،أو كان شغل ُه قد حتتّم عليه تكميله).(3
ﷺ
ٍ ٍ ٍ ّب�ي ﷺ إىل ِ ٍ ِ
س�نخة، وإهالة ش�عري، خبز أن هيود ّي ًا دع�ا الن َّ
مال�ك َّ I أن�س ب�ن ع� ْن
فأجاب ُه).(4
وهو القرع.
)َ (1
) (2رواه البخاري [ ،]2092ومسلم [.[2041
) (3ينظر :فتح الباري [ ،]529/9رشح النووي عىل صحيح مسلم [.[224/13
) (4رواه أمحد [ ]13789وصححه شعيب األرناؤوط.
ٍ
ش�عيب، يقال ل ُه أبو ِ
األنصار ُ كان ٌ
رجل م� َن األنصاري َ I
ق�الَ : ٍ
مس�عود فع� ْن أيب
ِّ
اجلوع. ِ
وجهه فعرف يف
َ َ
رسول اهلل ﷺ، َ
وكان ل ُه غال ٌم حلّا ٌم ،فرأى
َ
خامس ّبي ﷺ فإين أري�دُ ْ ِ
خلمس�ة ٍ اصنع لنا طعام ًا َ ِ َ
َ أدعو الن َّ
أن َ نفرّ ، ْ وحيك لغالمه: فق�ال
ٍ
مخسة.
ّبعهم ٌ
رجل. ٍ
خامس مخسة ،وات ْ
َ ّبي ﷺ ،فدعا ُه
ثم أتى الن َّ
فصنعَّ ،
َ
. ّبي ﷺ: الباب؛ َ
قال الن ُّ َ فلا َ
بلغ ّ
َ
رسول اهلل).(2 قال :الْ ،بل ُ
آذن ل ُه يا َ
ِ
باخليار بني أن يرسله إليه ،أو يدعوه إىل منزله. صنع طعام ًا لغريه؛ فهو
أن من َ
ِ
وأهل جمالسته. أخصائه،
يدعو معه من يرى من ّ
َ استحب أن
َّ أن من دعا أحد ًا
ﷺ
وعمر.
َ هو بأيب ٍ
بكر ذات يو ٍم ،فإذا َ ُ
رسول اهلل ﷺ َ خرج ع ْن أيب هرير َة َ ،I
قالَ :
. َ
فقال:
َ
رسول اهلل. اجلوع يا
ُ قاال:
،فقاموا مع ُه. َ
قال:
قالت :مرحب ًا ً
وأهال. األنصار) ،(1فإذا هو ليس يف ِ
بيته ،فل ّا رأت ُه املرأ ُة ْ ِ فأتى رج ً
ال م َن
َ َ
. ُ
رسول اهلل ﷺ: َ
فقال هلا
قالت :ذهب يستعذب لنا من ِ
املاء).(2 َ ُ َ ْ
ثم َ
قال :احلمدُ هللِ ،ما أحدٌ اليو َم ِ ِ إ ْذ جا َء
فنظر إىل رسول اهلل ﷺ ،وصاحبيهَّ ،
األنصاريَ ،
ُّ
ِ )(4 ورطبَ ، ٍ ِ
فقال :كلوا م ْن هذه! ٌ وتر،
برٌ ،
فجاءهم بعذق فيه ٌ
ْ فانطلق،
َ أكر َم أضياف ًا منّي)،(3
. ُ
رسول اهلل ﷺ: وأخذ املدي َةَ ،
فقال ل ُه َ
ِ
العذق ،ورشبوا. الش ِاة ،وم ْن َ
ذلك هلم ،فأكلوا م َن ّ
فذبح ْ َ
وعمر:
َ رس�ول اهلل ﷺ أليب ٍ
بكر، ُ أن ش�بعوا ،ورووا َ
قال فلا ّْ
)(5
).(6
ّبي ﷺ وكبار أصحابه م َن التّق ّلل م َن الدّ نيا ،وما ابتلوا ِبه م َن ما َ ِ
كان عليه الن ّ
اجلوع ،وضيق العيش يف أوقات.
الرضا،
جواز ذكر اإلنس�ان ما ينال ُه م ْن أمل ونحوه ،ال عىل س�بيل التّش�كّي وعدم ّ
ِ ِ ِ
واللتاس دعاء ْأو مساعدة عىل التّس ّبب يف إزالة َ
ذلك كفعله ﷺ هنا، ْبل للتّسلية والت ّ
ّصر،
وجتزع ًا.
وتسخط ًا ّ
ّ كان تشكّي ًا العارض ،فهذا ك ّله َ
ليس بمذمو ٍم ،إنّا يذ ّم ما َ
ِ
بقدومه ،وجعله ال�رور
الضيف هبذا القول وش�بهه ،وإظهار ّ
اس�تحباب إك�رام ّ
للض ِ
يف. لذلكّ ،
كل هذا وشبهه إكرام ّ َ أه ً
ال
ِ
للحاجة. جواز ساع كالم األجنب ّية ومراجعتها الكالم
ُ
ُ
بحيث ال علمت حم ّقق� ًا أ ّن ُه ال يكره ُه
ْ جواز إذن امل�رأة يف دخول منزل زوجها مل ْن
ُ
املحرمة.
خيلو هبا اخللوة ّ
جواز استعذابه وتطييبه.
ُ
يستحب عند اندفاع نقمة محد اهلل تعاىل عند حصول نعمة ظاهرة ،وكذا استحباب ِ
ّ ُ
كانت متو ّقعة ،ويف غري َ
ذلك م َن األحوال. ْ
وهو يس�مع اس�تحباب إظهار البرش ،والفرح ّ ِ
بالضيف يف وجهه ،ومحد اهلل تعاىلَ ، ُ
عىل حصول ِ
هذه النّعمة.
يثن ِ
عليه يف وجهه. خاف مل ِ فإن خيف ِ
عليه فتنةْ ، ال ّثنا ُء عىل ضيفه ْ
إن مل ْ ْ
َ ْ
األنصاري وبالغت�ه وعظيم معرفته؛ أل ّن ُه أتى ب�كال ٍم خمترص بديع يف
ّ فضيل� ُة هذا
احلسن يف هذا املوطن .I
استحباب تقديم الفاكهة عىل اخلبز وال ّلحم وغريمها.
ُ
تير ،وإكرامه بعده بطعا ٍم يصنع ُه ل ُه ال س� ّيا ْ
إن الضيف با ّ َ
اس�تحباب املبادرة إىل ّ
ُ
يش�ق
ّ غلب عىل ظنّه حاجته يف احلال إىل ال ّطعام ،وقدْ يكون ش�ديد احلاجة إىل التّعجيل وقدَْ
ِ
لالنرصاف. ِ
الستعجاله عليه انتظار ما يصنع ل ُهِ
.
َ
رسول اهلل. نعم يا َ
قال :قلناْ :
ِ َ
الراعي غنم ُه إىل املراحِ ،ومع ُه سخل ٌة ُ
تيعر. جلوس ،إ ْذ َ
دفع ّ ٌ رسول اهلل ﷺ مع
قال :فبينا نح ُن َ
. َ
فقال:
َ
قال :هبم ًة.
. َ
قال:
ثم َ
قال: َّ
).(3
ِ
الرياء. رؤ من ِ ِ ُ
ترك االعتداد به عىل الضيف ،والت ّ
S ﷺ
ق�ر َب الطع�ا َم إليه�م؛ ومل يأمرهم بالقي�ام إىل الطع�ام (ﯲ ﯳ)؛ حتى
أن�ه ّ
ِ
اإلتيان إىل الطعام. يكفيهم مؤن َة
الرع ُة يف اإلتيان بالطعا ِم؛ حيث قال( :ﯮ ﯯ ﯰ)؛ ومل يقلَّ :
«ثم جاء»؛
«ثم» فتفيد الرتاخي. ِ ِ ِ ِ فإن «الفاء» ُّ
والتعقيب ،أي املبارشة ،والرعة ،وأما َّ الرتتيب، تدل عىل
إحضار الطعا ِم بدون إعالمهم؛ لئال حيرج�وا ،قال تعاىل( :ﯫ ﯬ ﯭ) ،أي
ُ
َّ
انسل خفي ًة ،وأتاهم بالطعا ِم.
أحس�ن الطعا ِم( :ﯮ ﯯ ﯰ) ،ويف اآلي�ة األخرى( :ﯠ ﯡ ﯢ ِ اختيار
ُ
ِ
املح�اة ،وهو ُّ
ألذ الطعا ِم، املش�وي عىل احلجارة ﯣ ﯤ ﯥ) [ه�ود ،[69 :و(احلنيذ):
ُّ
وأصحه.
ّ
الرفق يف وض ِع الطعا ِم؛ (ﯴ
العرض الطيب( :ﯲ ﯳ)؛ فيه ُ ِ أسلوب
ُ
غاية ال ّل ِ
طف. ﯵ ﯶ) ،وهي دعو ٌة األضياف للطعا ِم يف ِ
بيرح ُ
الضي�وف الذين ال أعرفه�م ،فهو ّ
ُ قول�ه( :ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ) ،أي:
يعرف ،وه�ذا من كرمه ﷺ؛ فهو يكر ُم اجلمي�ع ،وجميئه ألضياف ال
ُ يع�رف ،وبمن ال
ُ بم�ن
يعرفهم بعجل سمني غاية يف الكرم واجلود.
القص ِة ،والسنة النبوية مليئ ٌة باملواقف التي ّ
جتىل فيها ِ
فهذه مجل ٌة من آداب الضيافة يف تلك ّ
النبي ﷺ واضحا ،سواء أضاف أحد ًا أو َّ
حل عليه ضيف ًا؛ فصىل اهلل وسلم وبارك عليه أدب ِّ
وعىل آله وصحبه أمجعني.
خوا�س اأ�شحابه
ِّ تعامل النبي ﷺ مع
ِ
األمة قلوب� ًا ،وأعمقها عل ًا ،وأق ّلها ِ
مكان�ة الصحابة يف اإلس�ال ِم ال ختفى ،فه�م ُّ
أبر هذه
تك ّلف ًا ،وأقومها هدي ًا ،وأحسنها حاالً ،قو ٌم اختارهم اهلل لصحبة نب ّيه ،وإقامة دينه.
ﷺ
فقلت: ِ
السل ،فأتيت ُهالس ِ ِ ِ
العاص َّ I عن عمرو ِ
ُ جيش ذات ّ ّبي ﷺ بعث ُه عىل
أن الن َّ بن
أحب َ
إليك؟ أي الن ِ
ّاس ُّ ُّ
. َ
قال:
فقلت :م ْن الر ِ
جال؟ ُ
ّ
. َ
فقال:
ثم م ْن؟
قلتَّ :
ُ
).(1 َ
قال:
يعاب عىل من فعله ِ
والرجال ،وأنه ال ُ األحب من النساء
ِّ جواز ِ
ذكر ُ قال القرطبي« :فيه:
ِ
والدين. املقول له من أهل ِ
اخلري ُ إذا كان
وإن�ا ب�دأ بذكر حمبته عائش�ة؛ ألهن�ا حم ّب ٌة جب ّل ّي� ٌة ودين ّي ٌة ،وغريه�ا دين ّي ٌة ال جب ّل ّي ٌة ،فس�بق
ِ
الطارئ». ُ
األصل عىل
؛ لس�ابقته يف اإلسال ِم ،ونصحه هلل تعاىل ورسوله، فقيل له :ومن الرجال؟ قال:
ِ
وبذل ماله ،ونفسه يف رضامها»).(2 ولإلسالم وأهله،
ٍ
عوف محن ِ
بن الر ِ الوليدِ َ ،
ِ بني ِ
خالد ِ اخلدري َ I
قالَ : ٍ
وبني عبد ّ بن كان َ ِّ سعيد ع ْن أيب
يش ٌء ،فس ّب ُه خالدٌ ).(3
ُ
رس�ول اهلل ﷺ: َ
فقال
).(4
ِ
بملء الك ّفني ،ويعادل ربع الصاع. ٌ
مكيال يقدّ ُر املدُّ :
أحدكم مث�ل أحد ذهب ًا ما َ
بلغ ثوابه يف َ
ذلك ث�واب نفقة أحد أصحايب ْ أنفق
ل�و َ
ومعن�ا ُهْ :
مدّ ًا ،وال نصف مدٍّ .
غريهم، ِ
بخالف ال�رضورة وضيق احل�ال،
كانت يف وقت ّ
نفقته�م ّأهنا ْ وس�بب تفضي�ل
ْ ْ ُ
جهادهم وس�ائر
ْ َ
وذل�ك مع�دوم بع�ده ،وكذا إنفاقه�م َ
كان يف نرصت�ه ﷺ ومحايت�ه، ْ َّ
وألن
طاعته�م ،وق�دْ َ
ق�ال اهلل تع�اىل( :ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻﯼ ﯽ ﯾ ْ
ﯿ) [احلديد.[10 :
طالت
ْ أس�لم قب�ل الفتح مم ْن َ
خمصوصون ،وهم م ْن أصحاب ِ
بقول�ه وامل�راد
َ ٌ
ونرص.
َ وهاجر
َ وأنفق
َ َ
وقاتل مع ُه، صحبته،
ُ
أفضل من سائر الصحابة. َ
فالسابقون األولون من املهاجرين واألنصار
الصحابة املوجودي َن إ ْذ َ
ذاك. وهو م ْن ّ
بذلك هو خالد بن الوليد َ ُّ
ويدل عىل ذلك أن املخاطب َ
يكون ُ
حال من ُ ِ
خلالد بن الوليد وأمثاله من مس�لمة احلديبي�ة ،فكيف ف�إذا كان هذا هنيه
ليس من أصحابه بحال مع أصحابه!!
املحرمات،
الصحابة حرا ٌم م� ْن فواحش ّ
س�ب ّ «واعلم َّ
أن َّ ْ ق�ال اإلم�ام النووي:
وس�ب
ُّ متأو َ
لون، تلك احلروبّ ، َ
جمته�دون يف َ ألهن ْم
منهم وغ�ريه؛ ّ
الب�س الفتن ْ
َ س�واء م ْن
يعزر ،وال يقتل.
أحدهم م َن املعايص الكبائر ،ومذهبنا ومذهب اجلمهور أ ّن ُه ّ
ْ
َ
وقال بعض املالك ّية :يقتل»).(1
ﷺ
فأقبلت َ
إليك. ُ
،ثالث ًا. َ
فقال:
فسأل :أ ّث َم أبو ٍ
بكر. منزل أيب ٍ
بكر َ عمر ند َم ،فأتى َ
إن َثم َّ
َّ
فقالوا :ال.
ّبي ﷺ يتم ّع ُر).(2 َ
فجعل وج ُه الن ِّ ّبي ﷺ فس ّل َم،
فأتى إىل الن ِّ
ِ
ركبتيه. [أن يكون م ْن رسول اهلل ﷺ إىل عمر ما يكره] ،فجثا عىل أشفق أبو ٍ
بكر ْ َ حتّى
أظلم.
َ كنت
أظلم ،واهلل أنا ُ
َ كنت َ
رسول اهلل واهلل أنا ُ َ
فقال :يا
ّبي ﷺ: َ
فقال الن ُّ
.
أوذي بعدها).(3
َ فا
الصحابة.
فضل أيب بكر عىل مجيع ّ
هو أفضل من ُه. أن الفاضل ال ينبغي ل ُه ْ
أن يغاضب م ْن َ َّ
جواز مدح ِ
املرء يف وجهه ،وحم ّله إذا أمن ِ
عليه االفتتان واالغرتار. َ ُ
الغضب عىل ارتكاب خالف األوىل،
ُ عليه اإلنسان م َن البرش ّي ِة حتّى حيمل ُه
ما طبع ِ
َ
خاصم ،واملعنى َ
دخل يف غمرة اخلصومة. َ أي
)ْ (1
أي :تذهب نضارته م ْن الغضب.
)ْ (2
) (3رواه البخاري [.[3661
ِ
كقوله تعاىل( :ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ الرجوع إىل األوىل
لك ْن الفاضل يف الدّ ين يرع ّ
ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ) [األعراف.[201 :
ليس بمعصو ٍم. ولو َ
بلغ م ْن الفضل الغاية َ ّبي ْ َّ
أن غري الن ِّ
استحباب سؤال االستغفار ،والتّح ّلل م َن املظلوم.
ليست عور ًة).(1
ْ الركبة
أن َّّ
ﷺ I
ٍ
نخلة. ِ
وجاءت الدّ نيا فاختلفنا يف ِ
عذق
هي يف حدّ ي.
فقلت أناَ :
ُ
وقال أبو ٍ
بكرَ :
هي يف حدّ ي. َ
فقال أبو ٍ
بكر كلم ًة كرهها ،وند َم. وبني أيب ٍ
بكر كال ٌمَ ، َ
فكان بيني َ
تكون قصاص ًا.
َ َ
فقال يل :يا ربيع ُة ر َّد َّ
عيل مثلها ،حتّى
قلت :ال ُ
أفعل. ُ
َ
رسول اهلل ﷺ. َ
عليك فقال أبو ٍ
بكر :لتقول َّنْ ،أو ألستعدي َّن َ
ٍ
بفاعل. فقلت :ما أنا
ُ
وانطلقت أتلو ُه.
ُ ّبي ﷺ،
بكر Iإىل الن ِّوانطلق أبو ٍ
َ األرض،
َ ورفض
َ
َ
علي�ك بك�ر! يف أي ٍ
يشء يس�تعدي رح�م اهلل أب�ا ٍ أس�لم فقال�وا يل: ن�اس م� ْن
ِّ َ َ فج�ا َء ٌ
لك ما َ
قال؟! قال َوهو َ َ
رسول اهلل ﷺَ ،
املسلمني، ِ
ش�يبة الصدّ ُيق ،هذا ثاين ِ
اثنني ،وهذا ذو أتدرون ما هذا؟ هذا أبو ٍ
َ
َ َ بكر ّ فقلت:
ُ
ِ
لغضبه، فيغضب َ
رس�ول اهلل ﷺ؛ يت يلتفت ،فرياكم تنرصوين ِ
َ فيغضب ،فيأ َ
َ عليه، ْ ُ اكم ،ال
إ ّي ْ
فيهلك ربيع َة.
َ فيغضب اهلل Dلغضبها،
َ
ﷺ
فقال: مات ِ
فيه َ ّبي ﷺ يف مرضه ا ّلذي َ اخلدري َ ٍ
خطب الن ُّ
َ قال: ِّ سعيد ع ْن أيب
.
الصدّ ُيق ،Iوبكى).(2 فبكى أبو ٍ
بكر ّ
َ
فديناك بآبائنا وأ ّمهاتنا. َ
فقال:
وبني ما عند ُه، خري عبد ًا َ
ب�ني الدّ نياَ ، إن ِ
يكن اهلل ّ َ �يخْ ،
الش َ
فقل�ت يف نف�يس :ما يبكي هذا ّ
ُ
فاختار ما عندَ اهلل.
َ
وكان أبو ٍ
بكر أعلمنا. َ هو العبدَ ، ُ
رسول اهلل ﷺ َ َ
فكان
)(3 َ
قال:
).(1
ِ
اري�ن ،ونحوه ،واملعنى :ال تبقوا باب ًا غري أو الدّ ِ
البيتنيِ ، الصغري بني
هي الباب ّ اخلوخ�ةَ :
مسدود ّإال باب أيب بكر فاتركو ُه ِ
بغري سدٍّ .
ّبي ﷺ ال ْ
ألن يتّخ�ذ ُه الن ّ متأه� ً
كان ّالصدّ ي�ق ،وأ ّن ُه َ
فضيل�ة ظاهرة أليب بك�ر ّ
خليالً.
بفضله وال ّثناء ِ
عليه. ِ شكر املحسن والتّنويه
دع�ي ل ُه
َ َ
س�لول يب اب ُن
م�ات عبدُ اهلل ب� ُن أ ٍّ
َ �اب أ ّن ُه َ
ق�الّ :ملا عم�ر ِ
ب�ن اخل ّط ِ َ ع� ْن
بكر ِ
املسجد خوخ ٌة إالّ خوخ َة أيب ٍ ) (1رواه البخاري [ ،]3904ومسلم [ .]2382ويف رواية هلا :ال تبقنيَّ يف
) (2فتح الباري [.[14/7
) (3فتح الباري [ ،]14/7رشح النووي عىل صحيح مسلم [.[152/15
علم م�ا َ
كان م ْن هذا املنافق م َن اإليذاء، ِ ُ
ّبي ﷺ ؛ فقدْ َ
بي�ان عظيم مكارم أخالق الن ِّ
فكان ﷺ يعتمدُ عىل بالل بن رباح وهو من السابقني إىل اإلسالم يف تدبري أمور نفقته.
بحلب. ِ
رسول اهلل ﷺ لقيت بالالً مؤ ّذ َن اهلوزين َ
قالُ : عن ِ
عبد اهلل
َ ُّ
ِ
رسول اهلل ﷺ؟ كانت نفق ُة
كيف ْ فقلت :يا ُ
بالل حدّ ثني َ ُ
تس�تقرض م ْن
ْ إن عندي س�ع ًة ،فال فقال :يا ُ
باللَّ ، املرشكني َ
َ حتّ�ى اعرتضن�ي ٌ
رجل م َن
ٍ
أحد ّإال منّي.
ففعلت.
ُ
ٍ
عصابة أقبل يف ُ
املرشك قدْ َ قمت ألؤ ّذ َن بالص ِ
الة ،فإذا ثم ُ ذات يو ٍمّ ، أن َفلا ْ
ّ أتَّ ،
توض ُ كان َ ّ
م َن الت ّّج ِ
ار.
حبيش.
ُّ أن رآين َ
قال :يا فلا ْ
ّ
قلت :يا ل ّبا ُه).(3
ُ
وقال يل ً
قوال غليظ ًا. فتجهمني)َ ،(1
ّ
الش ِ
هر؟ وبني ّ كم َ
بينك َ َ
وقال يل :أتدري ْ
قريب.
ٌ قلت:
ُ
َ
أعطيتك م ْن َ
أعط�ك الذي فإين ْمل
عليك ّ ،
)(2
َ َ
فآخ�ذك با ّلذي أربع، َ
ق�ال :إنّ�ا َ
بينك وبين ُه ٌ
الغنم كا لتجب ىل عبد ًا ،فأر ّد َك ترعى َ
أعطيتك؛ َ
صاحبك ،ولك ْن ِ
كرامة كرامت�ك ،والَ م� ْن
َ
َ َ
ذلك. كنت َ
قبل َ َ
أنفس الن ِ
ّاس).(3 ِ ُ
يأخذ يف َ
فأخذ يف نفيس ما
فاستأذنت ِ
عليهَ ، رسول اهلل ﷺ إىل ِ
ُ حتّى إذا ص ّل ُ
فأذن يل. ُ أهله، يت العتم َة َ
رجع
كنت أتد ّي ُن من ُهَ ،
قال يل كذا وكذا، َ
املرشك ا ّلذي ُ أنت وأ ّميَّ ،
إن َ
رسول اهلل بأيب َ فقلت :يا
ُ
ِ
األحياء ِ
هؤالء آتى بعض فأذن يل ْ
وهو فاضحيْ ، َ
أن َ عندك ما تقيض عنّي وال عنديَ ، وليس
َ
ا ّلذي َن قدْ أسلموا ،حتّى َ
يرزق اهلل رسول ُه ﷺ ما يقيض عنّي.
فجعلت سيفي وجرايب ونعيل وجمنّي عندَ رأس).(4
ُ أتيت منزيل،
فخرجت حتّى إذا ُ
ُ
نم�ت ،حتّى إذا
ُ عىل لي ً
ال رأي�ت َّ
ُ انتبهت ،فإذا
ُ نم�ت
ُ األف�ق ،فك ّلا
َ بوجه�ى
َ واس�تقبلت
ُ
أجب
باللْ ،إنس�ان يس�عى يدع�و :يا ُ
ٌ أنطلق ،فإذا
َ أردت ْ
أن ُ األو ِل)،(5
بح ّ الص ِ
انش�ق عمو ُد ّ
َّ
َ
رسول اهلل ﷺ.
فانطلقت حتّى أتيت ُه.
ُ
مناخات عليه َّن أمحاهل َّن).(6
ٌ ركائب
َ أربع
فإذا ُ
ٍ
بوجه كريه. أي :تل ّقاين
)ْ (1
ذلك املال. الشهر يف مقابلة ما عليك م َن املال ،وأخت َ
ّذك عبد ًا يف مقابلة َ أي آخذك عىل رأس ّ
)ْ (2
اهلم.
أي م َن ّ
)ْ (3
رتس.) (4اجلراب :وعاء م ْن جلد ،واملج ّن :ال ّ
الصبح الكاذب. وهو ّ
الساءَ ، أي :العمود املستطيل املرتفع يف ّ)ِ (5
) (6ركائب :مجع ركوبة وهو ما يركب ِ
عليه م ْن ّ
كل دا ّبة. َ َ
فاستأذنت.
ُ
. ُ
رسول اهلل ﷺ: َ
فقال يل
فحمدت اهللَ.
ُ
فقلت :بىل.
ُ . ثم َ
قال: َّ
َ
فق�ال:
.
الص ِ
بح، ِ ِ
تأذين صالة ّ عم�دت إىل
ُ ثم
ثم عقلته َّن َّ ،
)(1
فحططت عنه� َّن أمحاهل َّنَّ ،
ُ ففعل�ت،
ُ
وقلت:
ُ فناديت،
ُ أذين
إصبعى يف َّ
َّ فجعلت
ُ خرجت إىل البقيعِ،
ُ ُ
رس�ول اهلل ﷺ حتّى إذا ّ
صىل
فليحرض.
ْ َ
رسول اهلل ﷺ دين ًا؛ يطلب
ُ م ْن َ
كان
ِ
األرض. ِ
رسول اهلل ﷺ دي ٌن ىف يبق عىل
وأعر ُض ،وأقىض ،حتّى مل ْ َ
أبيع ،وأقىضّ ،
زلت ُفا ُ
ونصف.
ٌ فضل عندى أوقي ِ
تانْ ،أو أوق ّي ٌة حتّى َ
ّ
ِ
املس�جد ُ
رس�ول اهلل ﷺ قاعدٌ يف ذهب عا ّم ُة الن ِ
ّهار ،فإذا ِ
املس�جد ،وقدْ انطلق�ت إىل
ُ ث�م
َ َّ
مت عليهِ. وحد ُه ،فس ّل ُ
).(2 َ
فقال يل:
يبق يش ٌء.
فلم َ ِ كل ٍ
يشء َ قلت :قدْ قىض اهلل َّ
كان عىل رسول اهلل ﷺْ ، ُ
. َ
قال:
نعم.
قلتْ :
ُ
)ُ (1
عقل الدا ّبة :ربطها بالعقال ،وهو احلبل الذي تربط به اإلبل ونحوها.
قيض الدّ ين أ ْم ال؟ أي :ما حال ما عندك م َن املال ْ
هل َ )ْ (2
بأن تن ّفق ُه عىل مصارفه.
أي :تفرغ قلبي من ُه ْ
)ْ (3
ُ
رسول اهلل ﷺ العتم َة دعاين. فلا ّ
صىل فلم يأتنا أحدٌ حتّى أمسينا ّ
ْ
. َ
فقال:
. َ
قال:
َ
رسول اهلل. َ
أراحك اهلل من ُه يا قلت :قدْ
ُ
املوت ،وعند ُه َ
ذلك. ُ فكر ،ومحدَ اهلل ،شفق ًا م ْن ْ
أن يدرك ُه َّ
ٍ
امرأة ،حتّى أتى مبيت ُه. ٍ
امرأة ثم اتّبعت ُه حتّى إذا جا َء أزواج ُه ،فس ّل َم عىل
َّ
فهذا ا ّلذي سألتني عن ُه).(1
ﷺ
) (1رواه أبو داود [ ،]3055وصححه األلباين يف صحيح أيب داود [.[3055
).(1 ُ
رسول اهلل ﷺ: ّبي ﷺَ ،
فقال فذكر َ
ذلك سعدٌ للن ِّ َ
َ
فقال: ّبي ﷺ ،ومع ُه اب ٌن ل ُهَ ،
فقال ل ُه: أن رج ً
ال أتى الن َّ ٍ
إياس َّ I وع ْن ّقر َة ِ
بن
فقال ِ
ألبيه: فس�أل عن ُهَ ،
َ فات ،ففقد ُه،
َ .
).(2
ريح اجلنة.
قل له :يا رسول اهلل ،أجدُ َ
ش�فر
ٌ خلص إىل رس�ول اهلل ﷺ ،وفيكم
َ عذر لكم عندَ اهلل إن ِ
األنصار :ال َ ْ
وق�ل لقومي
وفاضت نفسه .(4)V
ْ يطرف).(3
ُ
(أج�د ريح اجلنة) :حيتمل أن يكون ذلك عىل احلقيقة بأن يكون ش�م رائحة طيبة
زائدة عىل ما يعهده ،فعرف أهنا اجلنة.
وحيتم�ل أن يك�ون أطلق ذلك باعتبار ما عن�ده من اليقني ،حت�ى كأن الغائب عنه صار
حمسوسا عنده).(1
ﷺ
أحد َ
فق�ال: نث�ل يل النّبي ﷺ كنانته) (2يوم ٍ
اص قالَ : ِ
س�عد ِ
بن أيب و ّق ٍ ع�ن
َ ُ ُّ
).(3
مرة فينظر).(1
مرة فأنظر ،وأطأطئ ل ُه ّ َ
وكان يطأطئ يل ّ
مر ِ
تني ْأو ثالث ًا. ِ بالز ِ
خيتلف إىل بني قريظ َة ّ
ُ فرسه بري عىل فنظرت ،فإذا أنا ّ
ُ
ختتلف.
ُ َ
رأيتك قلت :يا ِ
أبت رجعت ُ
ُ فلا
ّ
بني. قالْ :
أوهل رأيتني يا َّ َ
نعم.
قلتْ :
ُ
. رسول اهلل ﷺ َ
قال: ُ َ
قالَ :
كان
ﷺ
ِ
غزوة مؤت َة زيدَ ب َن حارث َة. ُ
رسول اهلل ﷺ يف عمر َ L
قال :أ ّم َر عن ِ
عبد اهلل ِ
بن َ ْ
. ُ
رسول اهلل ﷺ: َ
فقال
ٍ
طال�ب ،فوجدنا ُه يف جعفر ب َن أيب ِ
الغزوة ،فالتمس�نا فيهم يف َ
تل�ك َ
َ كنت ْق�ال عب�دُ اهللُ :
ٍ
ورمية).(4 ٍ
طعنة وتسعني م ْن
َ ِ
جسده بضع ًا القتىل ،ووجدنا ما يف
ّبي ﷺ َ
فقال: مالك َ I ب�ن ٍ
أنس ِوع� ْن ِ
خطب الن ُّ
َ قال:
خيفض يل ظهره.
) (1ومعنا ُهُ :
) (2رواه البخاري [ ،]3720ومسلم [.[2416
) (3رشح النووي عىل صحيح مسلم [.[184/15
) (4رواه البخاري [.[4261
).(1
وهو م ّي ٌت ،حتّى ٍ َ رسول اهلل ﷺ يق ّب ُل
َ وع ْن عائش َة ْ J
عثان ب َن مظعون َ رأيت
قالتُ :
تسيل عىل خدّ ِيه. موع ُرأيت الدّ َ
ُ
ِ
تذرفان).(2 ويف رواية :وعينا ُه
فأمر ِ ٍ ُ وع�ن امل ّطل�ب بن عبد اهلل قالّ :مل�ا َ
أخرج بجنازت�ه فدف َنَ ،
َ مظع�ون عثان ب ُن مات
ٍ
بحجر. أن يأتي ُهال ْ
ّبي ﷺ رج ً الن ُّ
يستطع محل ُه.
ْ فلم
ْ
ِ
ذراعيه. وحر ع ْن ُ
رسول اهلل ﷺ، فقا َم إليها
َ
ذراعي ِ
بياض أنظ�ر إىل كأين ِ
رس�ول اهلل ﷺّ : قال ا ّل�ذي خيرين َ
ذلك ع ْن ل�بَ : َ
ق�ال امل ّط ُ
ْ ُ
ِ
رأسهَ ،
وقال: ثم محلها ،فوضعها عندَ ِ
حر عنهاَّ ،
حني َرسول اهلل ﷺ َ
).(3
ِ
اهلجرتني وش�هدَ بدر ًا، هاجر رس�ول اهلل ﷺ من الرضاعة، ِ هو أخوَ
َ
ِ
رأس َ
شعبان عىل ِ
باملدينة يف مات م َن املهاجري َنوهو ّأو ُل م ْن َ ِ َ
اخلمر يف اجلاهل ّيةَ ، َ حر َم
وكان ّ
فضالء الص ِ
حابة).(4 ِ وكان عابد ًا جمتهد ًا م ْن
َ ِ
اهلجرة، ثالثني شهر ًا م َن
ّ َ
جائز.
عليه ٌ املوت والبكاء ِ ِ أن َ
تقبيل املسل ِم بعدَ واحلديث ُّ
يدل عىل َّ ُ
َ
ٍ
خش�بة ،قال أمح�د :ال بأس أن يع ّلم ٍ
بحجر أو «وال بأس بتعليم القر
ر عالم ًة يعرفه هبا ،وقد ع ّلم النبي ّﷺ ق َ
ر عثان بن مظعون»).(5 الرجل الق َ
ﷺ
وعمر يف ٍ
نفر. بكر ِ
رسول اهلل ﷺ معنا أبو ٍ قال :كنّا قعود ًا َ
حول عن أيب هرير َة َ I
ُ
[أي :يصاب
يقتطع دوننا ْ
َ أن َ
فأبطأ علينا ،وخش�ينا ْ رس�ول اهلل ﷺ م ْن ِ
بني أظهرنا، ُ فقا َم
عدو] ،وفزعنا. ِ
بمكروه م ْن ٍّ
فكنت ّأو َل م ْن َ
فزع. ُ فقمنا،
فدرت ِبه ْ
هل ُ لألنصار لبن�ي الن ّّج ِ
ار، ِ أتيت حائط ًا َ
رس�ول اهلل ﷺ حتّى ُ فخرج�ت أبتغي
ُ
أجدُ ل ُه باب ًاْ ،
فلم أجدْ .
حيتفز
فاحتفزت كا ُ ُ
اجلدول- بيع ٍ ٍ
حائط م ْن ٍ ِ ُ
ُ -والر ُ
ّ خارجة بئر جوف يدخل يف ربيع
فإذا ٌ
ِ
رسول اهلل ﷺ. فدخلت عىل
ُ ال ّث ُ
علب )،(1
. َ
فقال:
َ
رسول اهلل. نعم يا
فقلتْ :
ُ
. َ
قال:
فكنت
ُ تقتطع دوننا ،ففزعنا،
َ فأبطأت علينا ،فخش�ينا ْ
أن َ فقمت
َ بني أظهرنا،
كنت َ
قلتَ :ُ
ِ
ّاس ورائي. حيتفز ال ّث ُ
علب ،وهؤالء الن ُ فاحتفزت كا ُ
ُ َ
احلائط، فأتيت هذا
ُ ّأو َل م ْن َ
فزع،
َ
فق�ال:
عمر، فكان ّأو َل م ْن ُ
لقيت ُ َ ).(2
هاتان الن ِ
ّعالن يا أبا هريرةَ؟. ِ َ
فقال :ما
ِ
ويفيدهم،
ْ وغريهم ،يع ّل ْ
مه�م، ْ املس�تفتني،
َ ولغريهم م َن
ْ ألصحابه، جلوس الع�امل
ويفتيهم.
ْ
أرشافه�م ْأو بعض
ْ بعضهم ذكر
ْ فاقترص عىل ذك�ر
َ أنّ� ُه إذا أرا َد ذك�ر مجاعة كث�رية
وغريهم.
ْ ثم َ
قال: أرشافهمَّ ،
ْ
ِ
بحقوق رس�ول اهلل ﷺ ،وإكرامه، كانت الصحابة ِ
عليه م َن القيام ُ
بيان ما ْ ّ
والشفقة ِ
عليه ،واالنزعاج البالغ ملا يطرق ُه ﷺ. ّ
ِ
بتحصيل مصاحله ،ودفع املفاسد عن ُه. متبوعهم ،واالعتناء ِ
بحقوق اهتا ُم األتباع
ْ
بذلك؛ ملو ّد ٍة بينها ْأو غري
علم رضاه َ
بغري إذنه إذا َ جواز دخول اإلنسان ملك غريه ِ
ذلك ،ومل ينقل أ ّنه أنكر ِ
عليه. ّبي ﷺ عىل َ فإن أبا هريرة َ I
ذلك؛ َّ
َ
ُ َ ْ وأقر ُه الن ّ
دخل احلائطّ ،
بأدوات�ه ،وأكل طعامه ،واحلمل ِ ِ
بدخ�ول األرض ْبل جيوز ل ُه االنتفاع خمتص
وه�ذا غري ٍّ
ّرصف ا ّلذي يعلم أ ّن ُه ال ّ
يش�ق عىل م� ْن طعام�ه إىل بيته ،وركوب دا ّبت�ه ،ونحو َ
ذلك م� َن الت ّ
صاحبه.
أن اإليان املنجي من اخللود يف النّار ال بدّ ِ
فيه م ْن االعتقاد والنّطق. َّ
َ
ِ
ملصلحة ْأو خوف املفسدة. جواز إمساك بعض العلوم ا ّلتي ال حاجة إليها؛
إش�ارة بع�ض األتباع ع�ىل املتبوع با ي�را ُه مصلح�ة ،وموافق�ة املتبوع ل� ُه إذا رآ ُه
ِ
بسببه. أمر ِبه
عا َمصلحة ،ورجوعه ّ
أنت وأ ّمي).(1 ِ
لآلخر بأيب َ الرجل
جواز قول ّ
ﷺ
. قال:
بالناس حتى نأيت أدنى ٍ
ماء من القو ِم، ِ ٍ
بمنزل؛ فاهنض فقال :يا رسول اهلل ،فإن هذا ليس
َ
ِ
القلب) (1ثم نبني عليه حوض ًا ،فنمل�ؤه ما ًء ،ثم نقاتل القوم، تغو َر م�ا وراءه من
فننزل�ه ،ثم ّ
فنرشب وال يرشبون.
ﷺ
...احلديث).(1
ﷺ
ِ
واجلهد ما ال خيفى خصوص ًا حتمل الصحاب ُة الكرا ُم رضوان اهلل عليهم من املش� ّقة
فلقد ّ
ِ
العيش ،فهذا مصعب ب ُن عم�ري Iترك الدنيا ك ّلها، ترف منقبل اإلس�ال ِم يف ٍ
م�ن كان َ
وترك أ ّمه وأهله ،وهاجر إىل اهلل ورسوله ﷺ.
ٍ
طالب ُ
يقول: عيل ب َن أيب
سمع َّ
َ القرظي حدّ ثني م ْن
ِّ بن ٍ
كعب حمم ِد ِ
فع ْن ّ
فأخذت إهاب ًا
ُ ِ
رسول اهلل ﷺ جائع ًا ،وقد أوبقني) (2الر ُد، شات من ِ
بيت خرجت يف يو ٍم ٍ
ُ
ْ
ّخل، ِ
بخوص الن ِ وش�ددت وس�طي ،فحزمت ُه
ُ لت وس�ط ُه ،فأدخلت ُه عنقي، معطوب ًا)ّ ،(3
فحو ُ
أستدفئ به.
ُ
لطعمت من ُه. ِ
رسول اهلل ﷺ طعا ٌم؛ كان يف ِ
بيت ولو َ
ُ وإين لشديدُ اجلوعِْ ،
ّ
ألتمس شيئ ًا.
ُ فخرجت
ُ
ٍ
ببكرة ل ُه).(4 وهو يسقي بيهودي يف ٍ
مال ل ُهَ ، ٍّ فمررت
ُ
ِ
احلائط. عليه من ٍ
ثلمة يف لعت ِ
فا ّط ُ
ْ
ٍ
بتمرة. كل ٍ
دلو لك يف ِّ يبْ ،
هل َ َ
فقال :ما َ
لك يا أعرا ُّ
َ
أدخل. الباب حتّى
َ فافتح
ْ نعم،
قلتْ :
ُ
فدخلت ،فأعطاين دلو ُه.
ُ ففتح،
َ
وقلت حسبي.
ُ أرسلت دلو ُه،
ُ امتألت ك ّفي
ْ نزعت دلو ًا أعطاين ترةً ،حتّى إذا
ُ فك ّلا
ِ
للعبادة ،ونكفى املؤن َة. نتفر ُغ ٍ
خري منّا اليو َمّ ،
اهلل نح ُن يومئذ ٌ
).(5 ُ
رسول اهلل ﷺ: َ
فقال
. َ
قال:
. َ
قال:
ِ
احلظرية. ّاس يف َ
تلك َ
فجمع الن َ
َ فخرج سعدٌ ،
َ قال:
هم. َ
آخرون ،فر ّد ْ فرتكهم ،فدخلوا ،وجا َء
ْ ٌ
رجال م َن املهاجري َن، َ
قال :فجا َء
ِ
األنصار. احلي م َن اجتمع َ فقالِ :
فلا اجتمعوا أتا ُه سعدٌ َ ،
لك هذا ُّ َ قد ّ
ثم َ هو ل ُه ٌ ِ
قال: أهلَّ ، رسول اهلل ﷺ ،فحمدَ اهلل وأثنى عليه با ّلذي َ
ُ فأتاهم
ْ َ
قال:
.
ُ
وأفضل. قالواِ :
بل اهلل ورسول ُه أم ُّن
. َ
قال:
ُ
والفضل؟ ِ
ولرسوله امل ُّن هلل َ
رسول اهلل ،و ِ َ
نجيبك يا قالوا :وباذا
َ
قال:
ﷺ
.
ِ
برسول اهلل قس ًا وح ّظ ًا. حلاهم ،وقالوا :رضينا َ
قال :فبكى القو ُم حتّى أخضلوا
ْ
وتفرقنا).(1 ُ
رسول اهلل ﷺّ ، انرصف
َ ثم
َّ
).(2
العط�ف ،والرمح ُة،
ُ أي :أكثرهم رأف ًة أبو بكر؛ ألن ش�أنه
واستعال ِ
اللني مع الكبري والصغري. ُ
عمر بالقوة
ووصف ُ
َ أي :أقواهم رصام ًة ،وأصلبهم شكيم ًة،
الطريق الذي فيه عمر؛ كا قال النبي ﷺ:
َ ُ
يسلك ُ
فالشيطان ال يف الدين،
«).(3
َ
فكان يستحي حتى من حالئله ويف خلوته، من اهلل ومن ِ
اخللق،
ِ
الرمحن. ولشدّ ِة حيائه كانت تستحي منه مالئك ُة
ِ
بالقضاء. أي :أعرفهم
َ
إسحاق ،وقدْ حمم ِد ِ
بن غري ّ الص ِ
حيح َ ُ
رجال ّ
«ورجال الر ِ
واية األوىل ألمحدَ ُ ّ ) (1رواه أمحد [ ،]11322وقال اهليثمي:
بالساعِ» .جممع الزوائد [ ،]30/10وحسنه شعيب األرناؤوط.
رص َح ّ
ّ
) (2رواه الرتمذي [ ،]3790وابن ماجه ،وصححه األلباين يف السلسلة [.[1224
) (3رواه البخاري [ ،]6085ومسلم [ ]2397عن سعد بن أيب وقاص .I
ﷺ
.
َ
رسول اهلل؟).(7 أغار يا َ
أعليك ُ عمر َ
وقال: فبكى ُ
الصحبة. ما َ ِ
ّبي ﷺ م ْن مراعاة ّ
كان عليه الن ّ
فضيلة ظاهرة لعمر.
احلكم ِّ
لكل رجل با يعلم م ْن خلقه).(1
ُ
رسول اهلل ﷺ مضطجع ًا يف بيتي، ،كا قالت عائش َة َ :J
كان
ِ
ساقيه. ِ
فخذيهْ ،أو كاشف ًا ع ْن
ث. ِ
احلال ،فتحدّ َ وهو عىل َ
تلك بكرَ ،
فأذن ل ُه َ فاستأذن أبو ٍ
َ
كذلك ،فتحدّ َ
ث. َ وهو عمرَ ،
فأذن ل ُه َ َ
استأذن ُ ثم
َّ
ث. َ
فدخل ،فتحدّ َ وسوى ثياب ُه، ُ
رسول اهلل ﷺّ ، فجلس
َ ُ
عثان، َ
استأذن ثم
َّ
فلم َّ
هتتش ثم َ ِ فلم َّ دخل أبو ٍ
قالت عائش ُةَ :
عمرْ ،
دخل ُ هتتش ل ُه ،ومل ْ تبالهَّ ، بكرْ ، خرج ْ فلا َ ّ
َ
ثيابك؟! يت
وسو َ ُ ثم َ ِ
فجلستّ ،
َ عثان، دخل ل ُه ،ومل ْ تبالهَّ ،
).(2 َ
فقال:
وأن احليا َء صف� ٌة مجيل ٌة م ْن صفات
فضيل� ٌة ظاهر ٌة لعث�ان ،وجاللته عند املالئك�ةَّ ،
املالئكة»).(3
ُ
وعثان، وعمر ّبي ﷺ صعدَ أحد ًا وأبو ٍ
بكر ٍ
مال�ك َّ ،I
ُ أن الن َّ أنس ب َن
ك�ا يف حديث َ
).(4 هبمَ ،
فقال: فرجف ْ
َ
) (1فتح الباري [ ،]45/7رشح ابن بطال عىل صحيح البخاري [.[544/9
) (2رواه مسلم [.[2401
) (3رشح النووي [.[141/8
) (4رواه البخاري [.[3675
) (5عون املعبود [.[168/10
ِ
َ
رسول اهلل ﷺ، فقلت :أللزم َّن
خرجُ ، توض َأ يف بيته َّ
ثم َ األشعري Iأ ّن ُه ّ
ُّ عن أيب موسى
وألكون َّن مع ُه يومي هذا.
فتوض َأ.
ّ
ِ
ساقيه ،ودالّمها وكشف ع ْن وتوس َط ق ّفها)،(2 ٍ
أريس جالس عىل ِ
بئر هو ُ ِ
َ ّ ٌ فقمت إليه ،فإذا َ
يف ِ
البئر.
ِ
رسول اهلل ﷺ اب ِ ِ فس ّل ُ
فقلت :ألكون َّن ّبو َ
ُ الباب، فجلست عندَ
ُ انرصفت،
ُ ثم
مت عليهَّ ،
اليو َم.
ُ
املستعان. ثم َ
قال :اهلل فحمدَ اهللَّ ،
ِ
اآلخر. فجلس وجاه ُه م َن ّ
الش ِّق َ ملئ،
القف قدْ َ
َّ َ
فدخل ،فوجدَ
قبورهم).(1
ْ فأولتها
بّ :قال سعيدُ ب ُن املس ّي ِ
َ
).(3
رأفة ِ
واإلماء ،من ٍ ِ
حس�ن التعامل مع اخلد ِم ،واملوايل، النبي ﷺ أروع األمثال يف
رضب ُّ َ
ٍ ٍ
هبم ورمحة ،وإنصاف هلم؛ تصديقا ملا كان عليه من اخللق الكريم ،وح ّث ًا لألمة عىل ذلك.
ناس من ٍ
كلب ،فرأوا زيد ًا ،فعرفهم وعرفوه ،فقال :أبلغوا أهيل هذه األبيات: فحج ٌ
َّ
فقالْ :بل ُ
أقيم معك. َ
ٍ
مكان يريده؛ ليقيض له حاجته: أي
يأنف من امليش مع خادمه ،أو أمته إىل ٍّ
كان ﷺ ال ُ
) (1الطبقات الكرى البن سعد ] ،]42 / 3اإلصابة يف معرفة الصحابة [ ،]392/1األخبار املوفقيات [ص .[188
لتأخ�ذ ِ
بيد ُ ِ
املدين�ة؛ أهل ِ
إم�اء ِ ِ
كان�ت األم ُة م� ْن ق�الْ :
«إن ٍ
مال�ك َ I ع�ن أن�س بن
شاءت»).(1
ْ فتنطلق ِبه ُ
حيث ُ ِ
رسول اهلل ﷺ،
ِ
رسول اهلل ﷺ، فتأخذ ِ
بيد ُ ِ
املدينة ،لتجي ُء، أهل ِ
والئد ِ ِ
كانت الوليد ُة م ْن ويف روايةْ :
«إن
شاءت»).(2
ْ تذهب ِبه ُ
حيث َ ينزع يد ُه م ْن يدها حتّى
فال ُ
أي :اجلاري ُة.
(الوليدةُ) ْ
كانت حاجتها
ّرصف حتّى ْلو ْ ِ ِ
ق�ال ابن حجر« :والتّعبري باألخذ باليد إش�ارة إىل غاية الت ّ
ذل�ك ،وه�ذا ٌّ
دال عىل مزيد تل�ك احلاجة عىل َ
والتمس�ت من ُه مس�اعدهتا يف َ
ْ خ�ارج املدين�ة
تواضعه وبراءته م ْن مجيع أنواع الكر ﷺ»).(3
فائدة :كيف جيمع بني هذا احلديث وبني كونه ﷺ مل يمس يد امرأة؟
أجاب العلاء بأجوبة:
الرفق ،واالنقياد .قاله احلافظ ابن حجر).(4 ِ
.1أن املقصود م َن األخذ باليد :الزم ُهَ ،
وهو ّ
حتتجب اجلاري ُة ِ
ُ حكم املرأة ،فاجلاري ُةُ ،
تباع وتش�رتى؛ وهل�ذا ال ُ .2أن اجلاري� َة لي�س هلا
ِ
األجانب. حتى من
ُ
حيتمل أهنا جاري ٌة صغريةٌ ،أي :طفلة ،أي :أهنا دون البلوغ).(5 .3
ورواية أمحد ُّ
تدل عىل هذا الوجه الثالث.
ﷺ
ّبي ﷺ َ
ق�ال: ع�ن أيب هري�ر َة ِ I
عن الن ِّ
).(6
ولف�ظ مس�لم:
. )(1
ِ
غالمه ح ّل ٌة ،فسألت ُه ِ
وعليه ح ّل ٌة ،وعىل لقيت أبا ذر بالر ِ
بذة )،(3 ٍ
سويد َ
قالُ : بن ِ
املعرور ِ ِ
عن
ٍّ ّ
ِ )(4 ذلكَ ،
فعريت ُه بأ ّمه.
ساببت رجالًّ ،
ُ فقالّ :إين ع ْن َ
)(5
ّبي ﷺ: َ
فقال يل الن ُّ
).(6
أي: يتخو َ
ل�ون األمور ْ �م ّ
ألهن ْ س�موا َ
بذلك؛ ّ ه�م اخلدمّ ،
اخل�ولُ :
يصلحوهنا.
باألخو ِة.
ّ خولكم إشارة إىل االهتام
ْ إخوانكم عىل
ْ ويف تقديم لفظ
يأكل).(7 ِ
جنس ما ُ أي :م ْن
ْ
من اجتمع ِ
عليه ً
قليال قليال بالن ِ
ّسبة إىل ِ أيً :
َ )ْ (1
) (2رشح النووي عىل صحيح مسلم [.[135/11
) (3من قرى املدينة عىل ثالثة أيام قريبة من ذات عرق عىل طريق احلجاز .معجم البلدان [.[24/3
وكانت أ ّمه أعجم ّية فنلت منها« ويف رواية للبيهقي يف شعب اإليان [:[4772
ْ ) (4يف رواية للبخاري [:[6050
هو بالل.
الرجل املذكور َ إن ّ السوداء« َ
وقيلَّ : قلت ل ُه يا ابن ّ
أخالقهم.
ْ أي :هذا التّعبري م ْن أخالق اجلاهل ّية ،ففيك خلق م ْن
)ْ (5
) (6رواه البخاري [ ،]30ومسلم [.[1661
) (7فتح الباري [.[174/5
ٌ
حمم�ول عىل وإلباس�هم ممّا يلبس
ْ الس� ّيد،
بإطعامه�م ممّا ي�أكل ّ
ْ ق�ال الن�ووي« :واألم�ر
املسلمني.
َ االستحباب ال عىل اإلجياب ،وهذا بإمجا ِع
الس� ّيد
باملس�تحب ،وإنّا جيب عىل ّ
ِّ ذر يف كس�وة غالمه مثل كس�وته ٌ
فعمل وأ ّما فعل أيب ّ
كان م ْن جنس نفقة ِ
بحس�ب البلدان واألشخاص ،س�واء َ ِ
باملعروف نفقة اململوك وكس�وته
الس ّيد ولباسهْ ،أو دونهْ ،أو فوقه.
ّ
شح ًا ،ال ّ
حيل الس� ّيد عىل نفس�ه تقتري ًا خارج ًا ع ْن عادة أمثاله إ ّما زهد ًا ،وإ ّما ّ
قرت ّ
حتّى ْلو ّ َ
ل ُه التّقتري عىل اململوك ،وإلزامه وموافقته ّإال برضا ُه»).(1
ِ
لعظمه ْأو صعوبته. َ
يعجزون عن ُه أي :با
ْ
فإن َ
كان يس�تطيع ُه وحده ف العبد جنس ما يقدر ِ
عليهْ ، أن يك ّل َ
املرادْ :
ُ
ِ
بغريه).(2 ّ
وإال فليعن ُه
ولدهم.
ْ وتعيريهم بم ْن
ْ الرقيق،سب ّالنّهي ع ْن ِّ
أخالق اجلاهل ّي ِة.
ِ اآلباء واألم ِ
هات ،وأنه من ِ ِ
وتنقيص ِ
التعيري النهي عن
ّ ُ
أخالق اجلاهل ّي ِة.
ِ يكون فيه يش ٌء منَ أ ّن ُه ينبغي للمسل ِم أن ال
بالر ِ
قيق م ْن يف هب�م ،ويلتح�ق ّ
والرفق ْ ُّ
احل�ث عىل اإلحس�ان إىل الرقيق واخل�د ِمّ ،
معناهم م ْن ٍ
أجري وغريه. ْ
الرت ّفع عىل املسلم ،واالحتقار ل ُه.
عد ُم ّ
ِ
املنكر. ِ
والنهي عن ِ
باملعروف، ِ
األمر املحافظ ُة عىل
الرقيق).(3
إطالق األخ عىل ّ
قال: ِ
رس�ول اهلل ﷺ أنّ� ُه َ ع� ْن أيب هري�ر َة Iع ْن
).(1
وإذا مرض أحدُ خدمه عاده يف مرضه ولو مل يكن مسل ًا:
ُ
رس�ول اهلل ﷺ، تقم املس�جدَ ) ،(4ففقدها
كانت ُّ ع� ْن أيب هري�ر َة َّ I
أن امرأ ًة س�ودا َء ْ
َ
فسأل عنها.
فقالوا :ماتت.
. َ
قال:
. َ
فقال:
D ثم َ
ق�ال: ّ
فص�ىل عليه�اَّ ، فد ّل�و ُه،
).(1
ثم ِ
ّاس خلف ُه ،ودعا هلاَّ ،
فكر عليها ،والن ُ
فوقف عىل قرها ّ َ
َ بأصحابه «فخرج
َ ويف رواية:
انرصف»).(2
َ
ٍ ِ ِ ْ
العظيم عن تف ّقد حال امرأة كانت ُّ
تقم املسجدَ . ُ ينشغل هذا القائدُ مل
أحواهلم ،والقيام
ْ والرف�ق بأ ّم ِته .وتف ّق�د
ّب�ي ﷺ م َن التّواضع ّ
بي�ان ما َ ِ
كان عليه الن ُّ
ودنياهم.
ْ آخرهتم
ْ بمصاحلهم يف
ْ بحقوقهم ،واالهتام
ْ
ِ
املسجد. ِ
تنظيف ُ
فضل
غاب. والص ِ
ديق إذا َ الس ُ
ؤال ع ْن اخلاد ِم ّ ّ
املكافأ ُة بالدّ ِ
عاء.
جنائز أهل ِ
اخلري. ِ ِ
شهود غيب يف
الرت ُ
ّ
يصل ِ
عليه. احلارض عندَ ِ
قره مل ْن مل ْ ِّ ِ ندب الصالة عىل املي ِ
ت ّ ُ ّ
ِ
باملوت).(3 اإلعالم
حج ٍ
اج ِ
األنصار ماالً ،وحدّ ثتني ابنتي أمين ُة أ ّن ُه دف َن لصلبي مقد َم ّ فإين مل ْن ِ
أكثر قال أنسّ :
وعرشون ومائ ٌة).(1
َ بضع
البرص َة ٌ
ٍ
امرأة َ
قال َ ّبي ﷺ ٍ ٍ عن ِ
زياد ِ
ّبي ﷺ
كان الن ُّ رجل ْأو بن أيب زياد موىل بني خمزو ٍم ع ْن خاد ٍم للن ِّ ْ
).(2 ممّا ُ
يقول للخاد ِم:
ِ
بوضوئه ِ
رسول اهلل ﷺ ،فأتيت ُه مع األسلمي َ I بن ٍعن ربيع َة ِ
أبيت َ
كنت ُ
قالُ : ِّ كعب
. فقال يل: ِ
وحاجتهَ ،
. َ
قال:
هو َ
ذاك. قلتَ :
ُ
).(3 َ
قال:
أعلمك َ
ذلك. َ ثم َ
رسول اهلل َّ أنظر يف أمري يا
فقلتُ :
ُ َ
قال:
وأن يل فيها رزق ًا س�يكفيني
أن الدّ نيا منقطع ٌة زائل� ٌةَّ ،فعرف�ت َّ
ُ ّ�رت يف نف�يس، َ
ق�ال :ففك ُ
هو ِبه. ِ
باملنزل ا ّلذي َ ن اهلل D َ
رسول اهلل ﷺ آلخريت ،فإ ّن ُه م َ فقلتُ :
أسأل ُ ويأتيني،
. فجئت َ
فقال: ُ َ
قال:
تشفع يل إىل ر ّب َك فيعتقني م ْن الن ِّار.
َ أسألك ْ
أن َ َ
رسول اهلل نعم يا
فقلتْ :
ُ
. قال َ
فقال: َ
ِ
باحلاجة).(1 ِ
باالشتغال احلاصل
ّبي ﷺ َ
قال: ع� ْن أيب هري�ر َة ِ I
عن الن ِّ
).(2
ِ امل�ني ّإال أنّ� ُه أرا َد التّش�ديدَ عىل ق�ال اب� ُن الت ِ
َ
هؤالء خص�م جلمي ِع ال ّظ َ
ٌ هو E
ّ�نيَ :
ِ
ّرصيح.
بالت
ﷺ
مملوكني
َ إن يل َ
رس�ول اهلل َّ ّبي ﷺ َ
فقال :يا يدي الن ِّ
بني ْ
ال قعدَ َ ع ْن عائش� َة َّ J
أن رج ً
)(5
منهم؟
فكيف أنا ْ
َ وأرضهبم،
ْ وأشتمهم
ْ ّ
يكذبونني) ،(4وخيونونني ويعصونني،
َ
ق�ال:
.
وهيتف.
ُ َ
فجعل يبكي الر ُ
جل، فتنحى ّ َ
قالّ :
(ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ُ
رس�ول اهلل ﷺ: َ
فق�ال
ﭰ ﭱ ﭲﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻﭼ ﭽ ﭾ ﭿ)
[األنبياء[47 :؟».
َ
رسول اهلل رسول اهلل ﷺَ ،
فقال :يا َ ال أتى اب َّ L
أن رج ً عمر ِ
بن اخل ّط ِ عن ِ
عبد اهلل ِ
بن َ ْ
ويظلم ،أفأرضب ُه؟ [ويف رواية :كم نعفو عن اخلادم؟].
ُ إن يل خادم ًا ييس ُء
َّ
كان يف ال ّث ِ
الثة َ
ق�ال: فلا َ فصم�ت ،ثم أع�اد ِ
فصمتّ ،
َ عليه الكال َم َ َ َّ
).(3
وبلغ من ِ
رمحة رسول اهلل ﷺ أنه هنى عن مناداة العبد واألمة ب� (عبدي وأمتي) ،وأبدهلم َ
بلفظ رقيق لطيف ،وهو أن يقولوا :فتاي وفتايت.
ُ
رس�ول اهلل ﷺ: ق�الَ :
قال ع� ْن أيب هري�ر َة َ I
).(1
ولفظ البخاري:
.
وفتاي ململوكه :عب�دي وأمتيْ ،بل يق�ول ،غالمي وجاريت�ي، ِ أن يق�ول للس� ّي ِد ْ
َ فيك�ره ّ
ِ
باملخلوق َّ
وألن فيها تعظي ًا با ال يليق ألن حقيقة العبود ّية إنّا يس�تح ّقها اهلل تع�اىل،وفت�ايت؛ َّ
ِ
لنفسه. استعاله
ٍ
ليشء صنعت ُه: قط] ،وما َ
قال يل أف ُّ واحلرض)[ (1فا َ
قال يل ٍّ ِ الس ِ
�فر َ
أنس :فخدمت ُه يف ّ قال ٌ
تصنع هذا هكذا؟. ٍ
ْ صنعت هذا هكذا ،وال ليشء مل ْ أصنع ُه :مل َ مل ْ َ مل َ
ٍ
ليشء تركت ُه :مل َ تركت ُه؟)).(2 ويف رواية( :وال
ِ طويل ،فيه تق ّل ُ
عمر ٌ ٍ
النفس ،واضطراهبا، بات ليست أيام ًا ،وال شهور ًا ،إنه ٌ ْ سنوات، عرش
ُ
ومع هذا مل ينهر ُه ،ومل يزجره.
بيان ِ
كال خلقه ﷺ ،وحسن عرشته وحلمه وصفحه. ُ
احتيج
َ باس�تئناف األم�ر ِبه إذا
ِ ألن َ
هناك مندوحة عن ُه فات؛ َّ
ترك العت�اب عىل ما َ
ِ
إليه.
فمر ًة جر الكر ،ومرة ) (1ويف رواية :تسع سنني ،ويف أخرى عرش سننيَ ،
ومحل عىل أن املدة تسع وبضعة أشهرّ ،
ألغاه .ينظر :فتح الباري [.[460/10
) (2رواه البخاري [ ،]2768ومسلم [.[2309
) (3فتح الباري [ ،]460/10رشح النووي عىل صحيح مسلم [.[71/15
) (4رواه أمحد [ ،]13005وصححه األلباين يف صحيح اجلامع [.[5275
ُ
رسول اهلل ﷺ: قالَ :
قال ذر َ I
ع ْن أيب ٍّ
).(1
توافق؛ فليرتكه وليرحه؛
ٌ سائق ،أو خاد ٌم ال يالئمه ،وليس بينها
وعليه فمن كان عنده ٌ
حتى ال يقع يف ظلمه ،واإلرضار به.
ﷺ
رسول اهلل ﷺ خادم ًا له ،وال امرأ ًة وال رضب ِ
بيده ُ رضب قالت :ما ن عائش َة J
َ ُ َ ْ ع ْ
شيئ ًا).(2
).(1 َ
فقال:
أيَّ :
أن اهلل أشدُّ قدرة م ْن قدرتك عىل غالمك).(2 ْ ،
ِ
باململ�وك ،والوعظ والتّنبيه عىل اس�تعال العفو، الرفق ّ ق�ال النّ�وويِ :
َ
احل�ث عىل ّ «فيه: ّ
وكظم الغيظ ،واحلكم كا حيكم اهلل عىل عباده»).(3
ُ
اإلنس�ان من يظلم ِ
الش�هامة أن ِ
القوة ،وال من ِ
الش�جاعة ،وال م�ن إن�ه ليس من
َ
ِ عا ٍل ،أو يتس� ّل ْ
رمحة حتت
ط عليهم بيده ،أو لس�انه ،أو هيينهم َ حتت يده من خد ٍم ،أو ّ
َ
ِ
الناس؛ فتذكر قدر َة دعتك قدرتك عىل ِ
ظلم َ ِ
احلاج�ة التي جلبتهم من بالده�م ،فإذا
اهلل عليك.
ِ
األرض عود ًا، َ
فأخذ م َن أعتق مملوك ًاَ .
قال: عمر وقدْ َأتيت اب َن َ
قالُ : عمر َ َ
زاذان أيب َ ع ْن
رس�ول اهلل ﷺ ُ
يقول: َ س�معت
ُ ِ
األجر ما يس�وى هذا ّإال ّأين فقال :ما ِ
فيه م َن ْأو ش�يئ ًاَ ،
).(4
يت قبي�ل ال ّظ ِ
هر ،فص ّل ُ جئت َثم ُ «لطمت ً ٍ
س�ويد َ ع� ْن معاوي َة ِ
فهربتَّ ،
ُ م�وىل لنا، ُ قال: بن
قالْ :
امتثل من ُه) ،(1فعفا». ثم َ
خلف أيب ،فدعا ُه ،ودعاينَّ ،
َ
ليس لنا ّإال خاد ٌم واحدةٌ ،فلطمها أحدنا، ِ قال :كنّا بني مقر ٍن عىل ِ
ثم َ
رسول اهلل ﷺ َ عهد ّ َّ
. ّبي ﷺَ ،
فقال: ذلك الن َّ َ
فبلغ َ
).(2 َ
قال:
ﷺ
حني حرضت ُه الوفاةُ، ِ
رس�ول اهلل ﷺ َ كانت عا ّم ُة وص ّي ِة بن ٍ
مالك َ I
قالْ : أن�س ِ
ِ ع� ْن
).(1 ِ
بنفسه: يغرغر وهو
ُ َ
واهتموا بشأهنا ،وال تغفلوا عنها.
ّ ِ
أي :الزموها،
ملكتهم).(2 حقوقهم ،وحسن أي :أ ّدوا ِ
ْ ْ وص ّية بالعبيد واإلماء ْ
) (1رواه ابن ماجه [ ]2697وصححه األلباين يف صحيح سنن ابن ماجة [.[2183
) (2حاشية السندي عىل سنن ابن ماجة [.[397/3
) (3رواه أبو داود [ ،]5156وصححه األلباين يف صحيح األدب املفرد [.[118
) (4عون املعبود [.[44/14
اﻟﺒﺎب اﻟﺜﺎﻟﺚ:
ﺒﻲ ﷺ ُ
ﺗﻌﺎﻣﻞ اﻟﻨﱠ ﱢ
ﻣﻊ ﺷﺮاﺋﺢ اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻣﺨﺼﻮﺻﺔ
ِ
املختلفة ،كا اخللق ،وم ّي َز بينهم :يف أجس�ادهم ،وألواهنم ،وقدراهتم
خلق اهلل َ E
َ
م ّيز بينهم يف صورهم ،وأشكاهلم.
ِ
باحلرمان من بعض النّع ِم اجلسان ّية التي أنعم اهلل Eهبا عىل ابتيل الناس ِ
ِ
من َ ومن
اآلخرين.
ِ
املبتلني :كمن فقدَ برص ُه ،أو س�معه ،أو فقدَ القدر َة عىل أنواع كثري ٌة من
ٌ ُ
ويدخ�ل يف ه�ذا
أكثر. ٍ
حتريك طرف من أطرافه أو َ
ِ
وي.
الس ِّوكذلك من فقد جزء ًا من عقله جيعله دون اإلنسان ّ
فاألعور
ُ أخف من بع�ض يف البالء، ُّ إن املجتم�ع ال خيل�و م�ن ذوي العاهات ،وبعضهم
فاألخف بال ًء يت ُ
ّعظ بمن هو أش�دُّ بال ًء، ُّ ِّ
األش�ل، أخف من
ُّ واألع�رج
ُ أخ�ف من األعمى،ُّ
والصحيح يت ُ
ّعظ باجلميعِ. ُ
ث�م ما من أح�د إال وهلل عليه نعم ال حتىص ،فله احلمدُ ع�ىل كل ٍ
حال ،قال تعاىل( :ﭗ ٌ
ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ) [إبراهيم.[34 :
ٍ
بيشء آخر ،فاألعمى مثال جتده يعوضهم ِ
حت�ى هؤالء أصحاب العاهات فإن اهلل تع�اىل ّ
ٍ
مرهف. متقن ،وسمعشديد ،وحفظ ٍٍ غالب ًا يتمت ُّع بذكاء
إن بعض اجلهلة يقول :ما الفائد ُة من االهتام بذوي العاهات ،ومعاجلتهم ،واإلنفاق عليهم؟
ِ
واآلخر ،ومن ال يرجو ما عندَ اهلل ،بل تفكري من ال يؤم ُن باهلل ،وال باليو ِم نقول :إن هذا
ُ
تفكري من هو بعيدٌ عن معاين اإلنسان ّي ِة!
ُ
ِ
العاهات بيننا فيه ِ
أصح�اب ِ
اآلخ�ر ،فيعلمون أن وجو َد أم�ا الذين يؤمن�ون باهلل واليو ِم
ِ
للصحيح. حكم عظيم ٌةِ ،
وفيه فائد ٌة للمبتىل ،وعظ ٌة ٌ
ٍ
وأمراض ٍ
بعاه�ات، ابتاله�م اهلل D تعام�الت كث�ري ٌة م�ع ِ
م�ن ٌ للنب�ي ﷺ ولق�د كان
ُ ِّ
ٍ
مستديمة.
ﷺ
ّبي ﷺ ُ
يقول: بن ٍ
مالك َ I أنس ِ
ع ْن ِ
س�معت الن َّ
ُ قال:
).(1
إليه؛ ملا حيصل ل ُه بفقدمها م َن األسف أي :عينيه؛ ألهنا أحب أعضاء اإلنسان ِ
ُّ ّ
رش؛ فيجتنب ُه. ِ ٍ
فير بهْ ،أو ُّ
عىل فوات رؤية ما يريد رؤيته م ْن خري؛ ُّ
دون اجلن ِّة»).(2
أرض ل ُه ثواب ًا َ
واحتسب ،مل ْ َ
َ ر ِ
أذهبت حبيبتيه فص َ
ُ ويف رواية« :م ْن
ِ
بالرشط املذكور).(1 وقع ل ُه َ
ذلك شامل ِّ
ٌ
لكل م ْن َ وهو
َ
ر عىل البالء ثوابه اجلن ُة.
احلديث حج ٌة يف أن الص َ
ُ قال اب ُن بطال« :هذا
ُ
رس�ول اهلل ﷺ: قالَ :
قال وع� ْن ِ
جابر بن عب�د اهلل َ L
).(3
ﷺ
يت ِبه؛ َ
قال: كان إذا أتى مريض ًاْ ،أو أ َ َ
رسول اهلل ﷺ َ ع ْن عائش َة َّ J
أن
).(4
قلت :بىل.
ُ
فادع اهلل يل! أرصع ،وإين ّ ِ َ
فُ ، أتكش ُ ُ فقالتّ :إين
ْ ّبي ﷺ
قال :هذه املرأ ُة أتت الن َّ
. ّبي ﷺ:
فقال الن ُّ
ر.
فقالت :أص ُ
ف ،فدعا هلا).(1
أتكش َ فادع اهلل يل ْ
أن ال ّ ف! ُ قالتّ :إين ّ
أتكش ُ ثم ْ
أس�باب ناتج عن ٍ
خلل يف كهرباء ِّ
املخ ،وله ِ
ٌ مرض ٌنوع�ان :أحدمها ٌ ال�رصع
ُ
ٍ
معروف. غري
معروف ،وبعضها ُ
ٌ بعضها
. َ
قال:
َ
قال :فادع ْه.
ِ
بذات النبي ﷺ ،بل بدعائه .قال ش�يخ اإلس�الم ابن تيمية التوس َ�ل ِ
احلديث ليس معنى
ّ
طلب الصحاب ُة من ُه االستسقا َء،
يدعو له كا َ
َ النبي ﷺ أن
طلب من ِّ« :Vاألعمى كان قد َ
نبي الرمحة» ،أي :بدعائه وشفاعته يل؛ وهلذا تام احلديث: ٍ
«أتوج ُه إليك بنب ّيك حممد ِّ
ّ وقوله:
«اللهم فشفعه َّيف»).(3
ﷺ
ُ
رس�ول اهلل ﷺ: قالَ :
قال ع� ْن ِ
جابر بن عبد اهلل َ L
ال أعمى).(1 َ
وكان رج ً .
ِ
األنصار).(2 حى م َن ٍ
قال سفيان :وهم [أي :بنو واقف] ٌّ
فاستعمل النبي ﷺ لفظ ًا لطيف ًا ال ُ
جيرح مشاعر ُه.
لنقف عىل املعنى
َ َ
احلديث؛ قال الطحاوي« :تأملنا ه�ذا
حمج�وب البرص ،وقد ذكر
ُ البصري ،وهو
َ َ
الرج�ل ذلك ُ
رس�ول اهلل ﷺ َ ذكر
ال�ذي م�ن أجله َ
اهلل Dم�ن ه�و مثل�ه يف كتابه بالعم�ى ،فمن ذل�ك قوله تع�اىل( :ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ)
[النور ،[61 :وقوله( :ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ) [عبس.[2-1 :
ذكر من به العمى بغري ذلك ،فقال( :ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ
فوجدنا اهلل تعاىل قد َ
ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ) [احلج ،[46 :فكان يف ذلك ما قد َّ
دل عىل أن األعمى قد ُ
يقال له:
حمجوب البرص.
َ بصري؛ لبرصه بقلبه ما يبرصه به ،وإن كان
ٌ
ِ
بالبرص الذي يوص�ف
َ وجائز أن
ٌ يبرص،
يوصف بالعمى ال�ذي ُ
َ جائ�ز أن
ٌ َّ
ف�دل ذلك أنه
ِ
أمري�ه ،وإن كان ل�ه أن يذكره باآلخر ِ
بأحس�ن َ
الرجل يف قلب�ه ،فذك�ر رس�ول اهلل ﷺ ذلك
منها»).(3
ديغ سلي ًا تفاؤالً بالسالمة).(4
وقريب من هذا :تسميتهم ال ّل َ
ٌ
وتسميتهم الصحرا َء مفاز ًة وهي مهلك ٌة؛ تفاؤالً لصاحبها بالفوز والنجاة).(5
ِ
فجعلت الس ِ
اقني، َ ِ كان جيتني س�واك ًا م َن ٍ
مس�عود Iأ ّن ُه َ عن ِِ
دقيق ّ
وكان َ األراك، ابن
َ
فضحك القو ُم من ُه. يح تكفؤ ُه،
الر ُ
ّ
. ُ
رسول اهلل ﷺ: َ
فقال
ِ
ساقيه. نبي اهللِ ،م ْن د ّق ِة
قالوا :يا َّ
).(1 َ
فقال:
َ
امليزان، فضائل تث ّق ُل
َ ِ
الساقني ِ
لصاحب تلك يرض عبدَ اهلل Iضعفه ونحوله ،فإن فال ُّ
ِ
الريرة. ِ
ونقاء ِ
السرية، فقد كان جامع ًا بني مجال
قري�ب الس ِ محن ِ الر ِ ِ
ِ
واهلدي م َن �مت، ِ ّ ٍ
رجل ب�ن يزيدَ َ
قال :س�ألنا حذيف� َة ع ْن ع� ْن عب�د ّ
َ
نأخذ عن ُه. ّبي ﷺ حتّىالن ِّ
ابن أم ٍ
عبد)[ (4أي: من ِ ِّ
ّبي ﷺ ِ
أقرب سمت ًا ،وهدي ًا ود ًالّ بالن ِّ
َ أعرف أحد ًا
ُ َ
فقال« :ما
)(3 )(2
ابن مسعود]«.
ِ
برس�ول اهلل ﷺ اب ُن ودالً ،وس�مت ًا أق�رب الن ِ
ّ�اس هدي ًاّ ، ُ ويف رواي�ة ق�ال حذيف�ةَ :
«كان
مسعود حتّى يتوارى منّا يف ِ
بيته». ٍ
ﷺ
ِ
رس�ول اهلل ﷺ ِ
أصحاب وهو م ْن ٍ َ األنصاري َّ الربي ِع
عتبان ب َن مالكَ ، أن ُّ ع� ْن حمم�ود بن ّ
ِ
البرص، رضير
ُ رجلرسول اهلل أنا ٌَ رسول اهلل ﷺَ ،
فقال :يا َ ِ
األنصار ،أتى مم ّ ْن ش�هدَ بدر ًا م َن
يت أس�تطع ْ س�ال الوادي ا ّلذي بين�ي األمطار َ ِ ّ
أن آ َ ْ وبينهم مل ْ
ْ ُ كان�ت أص�يل لقومي ،فإذا وأن�ا
مصىل. فتصيل يف بيتيّ ،
فأختذ ُه ًّ َّ َ
رسول اهلل أن َّك تأتيني، ووددت يا
ُ هبم، َّ
فأصيل ْ مسجدهم،
ْ
. ُ
رسول اهلل ﷺ: َ
فقال ل ُه
رس�ول اهلل ﷺ ،وأبو ٍ
بك�ر [زاد مس�لم يف رواية« :وم ْن ش�ا َء اهلل م ْن ُ ُ
عتب�ان :فغ�دا َ
ق�ال
ّهار. ِ
ارتفع الن ُ
َ حني
أصحابه] َ
ثم َ
قال: البيتَّ ،
َ جيلس حتّى َ
دخل فلم ْفأذنت ل ُهْ ،
ُ ُ
رسول اهلل ﷺ، َ
فاستأذن
.
. ُ
رسول اهلل ﷺ: َ
فقال
أعلم. َ
قال :اهلل ورسول ُه ُ
املنافقني.
َ َ
قال :فإنّا نرى وجه ُه ونصيحت ُه إىل
ُ
رس�ول اهلل ﷺ: َ
ق�ال
).(1
الرجوعِ.
أي :منعنا ُه م َن ّ
ْ
قال ابن قتيبة :تصنع من حل�م يق ّطع صغار ًا ثم يصب ِ
عليه ن�وع م َن األطعمةَ ،
ُّ َّ ُ ْ ٌ
فهو عصيدة).(2 ِ ماء كثري ،فإذا نضج ذر ِ
عليه الدّ قيقْ ،
وإن مل ْ يك ْن فيه حلم َ َ َّ
ٍ محن ِ
الر ِ ِ ِ ٍ
ش�بل I بن معني يف البيت للصالة خمالف ًا حلديث عبد ّ
ر اختا ُذ مكان ّ
هل يعت ُ
الر ُ
جل السبعِْ ، ِ ِ ثالث :عن ِ ٍ ُ َ
وأن يوط َن ّ الغراب ،وع ْن فرشة ّ نقرة ْ رسول اهلل ﷺ ع ْن قال :هنى
البعري).(2 يصيل ِ
فيه كا يوط ُن املكان ا ّلذي ّ
َ
ُ
ِ
البي�وت ،أما يف ِ
للصالة إن�ا هو يف امل�كان ّ ِ
املع�ني ِ لي�س هن�اك خمالف� ٌة ،فاختا ُذ
ٍ
ألحد. وليس ملك ًا جيوز؛ فإن املسجدَ ٌ ِ
ملك هللَ ، املسجد؛ فال ُ
ِ
املس�جد ال ّ
يصيل إال فيه إذا س�بقه خيتص مكان ًا يف ِ
املش�اكل؛ ألن الذي ُّ ثم هو يؤ ّدي إىل
وارتفع�ت أصواهتا يف
ْ ِ
الس�ابق، تش�اجر مع هذا يغض�ب ،وربا ِ
امل�كان فإنه أح�دٌ إىل ه�ذا
َ ُ
ِ
املسجد ،بل ربا تضاربا يف النهاية!
ﷺ
[هو عبد اهلل ابن أ ّم مكتوم]َ ،
فقال: ّبي ﷺ ٌ
رجل أعمى َ ع ْن أيب هرير َة َ I
قال :أتى الن َّ
أن ّ رسول اهلل ﷺ َْ ِ
املسجدَ ، َ
َّ
فيصيل ص ل ُه
يرخ َ فسأل ليس يل قائدٌ يقودين إىل
رسول اهلل إ ّن ُه َ يا
ص ل ُه. بيتهّ ،يف ِ
فرخ َ
. وىل دعا ُهَ ،
فقال: فلا ّ
ّ
نعم. َ
قالْ :
).(1 َ
قال:
(.
أش�كل وج ُه اجلم ِع ب�ني حديث ِ
ابن أ ِّم مكت�و ٍم وحديث عتبان بن َ قد
مالك ،حيث جعل لعتبان رخص ًة ،ومل جيعل البن أم مكتوم رخصة؟.
عتبان؛ وهلذا ور َد يف بعض طرق َ ِ
املسجد ،بخالف فقيل :إن اب َن أ ِّم مكتو ٍم كان قريب ًا من
ابن أ ِّم مكتو ٍم :أنه كان يسمع اإلقامة. حديث ِ
ﷺ
إن يل َ
إليك َ
رسول اهلل َّ فقالت :يا
ْ أن امرأ ًة َ
كان يف عقلها يش ٌء، بن ٍ
مالك َّ I أنس ِ
ع ْن ِ
حاج ًة.
خياطب بعض عظاء قريش، رس�ول اهلل ﷺ كان يوم ًا َ املفرين أن ٍ
ُ غري واحد من ّ فذك�ر ُ
أقبل اب ُن أ ِّم مكتو ٍم -وكان ممن أسلم قدي ًا ِ
ويناجيه إذ َ طمع يف إسالمه ،فبينا هو خياطبه
وقد َ
تلك؛كف ساعته َ النبي ﷺ أن لو َّ
ويلح عليه ،وو َّد ُّ رسول اهلل ﷺ عن يشءُّ ، َ فجعل ُ
يسأل َ -
وعبس يف وج�ه ِ
ابن أ ِّم مكتو ٍم، ِ
الرجل؛ طمع� ًا ورغب ًة يف هدايته، ِ
خماطبة ذلك ليتمكّ� َن م�ن
َ
َ
وأقبل عىل اآلخر. وأعرض عن ُه،
َ
فأن�زل اهلل ( :Dﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ) [عب�س،[3-1 :
ُ
حيصل له زكاةٌ ،وطهار ٌة يف نفسه. أي:
املؤمنني
َ َ
القاعدون م َن رسول اهلل ﷺ أمىل ِ
عليه( :ال يستوي َ ثابت َّ I
أن زيد بن ٍعن ِ
ْ
ِ ِ
سبيل اهلل(. َ
واملجاهدون يف
َ
وكان رج ً
ال أعمى. جلاهدت،
ُ أستطيع اجلها َد؛
ُ َ
رسول اهلل ْلو َ
فقال :يا
خفت َّ
أن عيل حتّى ِ َ َ
ُ فثقلت َّ
ْ رسوله ﷺ ،وفخذ ُه عىل فخذي، تبارك وتعاىل عىل فأنزل اهلل
فأنزل اهلل ( :Dﭖ ﭗ ﭘ) [النساء.(1)[95 :
رس َي عن ُهَ ،
ثم ّ
ترض فخذيَّ ،
َّ
االحتياج�ات اخلاص ِ
�ة( :-ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ِ وق�ال تعاىل -خم ّفف� ًا ع�ن ذوي
ّ
ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆﮇ ﮈ ﮉ
ﮊ ﮋ ﮌ) [الفتح.[17 :
ٍ
س�الح ،أو اخلروج إىل ِ
بحمل ِ
القتال ،فلم يك ّلفهم ِ
اجلهاد يف س�احة فرفع عنهم فريض َة
ٍ
نفري يف سبيل اهلل.
ﷺ
َ
وكان ل ُه ِ
العرج، أعرج شديدَ
َ ال اجلموح َ
كان رج ً ِ أن عمرو ب َنع ْن أش�ياخٍ م ْن بني سلم َة ّ
ِ
رسول اهلل ﷺ املشاهدَ . مع َ ِ بنون أربع ٌة َ
َ
يشهدون َ األسد، مثل
كان يو ُم أحد أرادوا حبس ُه ،وقالوا ل ُهّ :
إن اهلل Dقدْ عذرك. فلا َ
ّ
ِ
واخلروج معك ِ
الوجه، أن حيبس�وين ع ْن هذا يريدون ْ
َ بني رس�ول اهلل ﷺ َ
فقالّ : َ
إن َّ فأتى
هذه يف اجلن ِّة.
أطأ بعرجتي ِ أن َ ِ
فيه ،فواهلل ّإين ألرجو ْ
. ُ
رسول اهلل ﷺ: َ
فقال
. وقال ِ
لبنيه: َ
فقتل يوم ٍ
أحد).(2 فخرج مع ُهَ َ ،
َ
َ
رسول اهلل فقال :يا ِ
رس�ول اهلل ﷺ َ ِ
اجلموح إىل وع ْن أيب قتاد َة َ I
قال :أتى عمرو ب ُن
) (1رواه أمحد [ ]22606وسنده حسن ،كا قال احلافظ يف الفتح [.[173/3
) (2تفسري ابن جرير [.[219/19
) (3تفسري ابن جرير [.[219/19
ﷺ
اخلروج إىل ِ
لقاء املرشكني ِ الناس يف غزوة ٍ
أحد ّملا ِ
النبي ﷺ َاستشار ُّ
َ ومن ذلك ما وقع يف
رس�ول اهلل ﷺ يف ٍ
ألف م َن ُ فخرج داخل املدينة وقتاهلم بداخلها... ِ
البقاء َ ِ
املدينة ،أو خارج
َ َ
ِ ِ َ الص ِ
املدينة).(1 بقي يف واستعمل اب َن أ ّم مكتو ٍم عىل ّ
الصالة بم ْن َ حابة، ّ
َّ
ليصيل بالناس يف املدينة. مر ٍة ،وكذلك استخلف ُه؛
أكثر من ّ
ِ
النبي ﷺ عىل املدينة َ وقد ّ
وال ُه ُّ
مر ِ ِ أنس بن ٍ
مالك َّ I ع ْن ِ
تني ّ
يصيل اس�تخلف اب َن أ ِّم مكتو ٍم عىل املدينة ّ
َ ّبي ﷺ
أن الن َّ
وهو أعمى).(2
هبم َ
ْ
رسول اهلل ﷺ َ
َ عمر َّ L عن ِ
عبد اهلل ِ
قال: أن بن َ ْ
.
أصبحت).(3
َ أصبحت
َ ال أعمى ال ينادي حتّى َ
يقال ل ُه: َ
وكان رج ً ثم َ
قال: َّ
وهو أعمى).(4 ِ
لرسول اهلل ﷺ َ كان اب ُن أ ِّم مكتو ٍم يؤ ّذ ُن
قالتَ :
ْ ن عائش َة J
وع ْ
وهو أعمى).(5 ِ
لرسول اهلل ﷺ َ كان مؤ ّذن ًا
أن اب َن أ ِّم مكتو ٍم َ
ويف روايةَّ :
ِ
البرص ،وم�ع ذلك يؤ ّذ ُن ويؤ ُّم رضير ِ
العاهات ،فهذا ِ
طاق�ات ذوي ِ
اس�تغالل فانظ�ر إىل
ُ ْ
ّ
ويتوىل اإلمارةَ. الناس،
َ
)(1
).(3 )(2
ﷺ
ّب�ي ﷺ: ال عىل م� ْن دون ُهَ ،
فق�ال الن ُّ فق�د رأى س�عدٌ َّ I
أن ل� ُه فض� ً
).(4
).(5 ويف رواية:
ّبي ﷺ قال: وعن أيب الدّ ِ
رداء َّ I
أن الن َّ ْ
).(6
ِ ِ
عظيم
ٌ بابواملس�اكني واملعاقني يف املجتمع املس�لم رمح ٌة عظيم ٌة ،فهم ٌ الضعفاء فوجو ُد
ِ
واإلحس�ان إليهم، ر هبم، ِ ِ
تنافس يف ال� ِّ
ٌ اخل�ري يفتحه اهلل لعب�اده؛ ليكون هن�اك أب�واب م�ن
وعز ًا للمسلمني. ِ
ومساعدهتم ،وليكون دعا ُء هؤالء الضعفاء رمح ًة ونرص ًا ّ
ﷺ
ويتج�ىل ذلك يف عفوه ،وحلمه ﷺ عندما توجه بجيش�ه صوب ٍ
أحد ،وعزم عىل املرور ّ
َ ّ
قيظي. مربع ب ُن ٍ ٍ ٍ ٍ
ٍّ رضير ،اسمهُ : منافق لرجل بمزرعة
).(1 ُ
رسول اهلل ﷺ: َ
فقال
والوضع ِ
للقتال، ِ
طريق�ه اإلس�المي يف فل�م يأم�ر بقتله ،أو حتى بأذ ّيته ،رغم أن َ
اجليش
ُ َّ
واألعصاب متوتّرةٌ.
ُ متأز ٌم،
ّ
ﷺ
ِ ٍ
العافية. بعاهة أن حيمدوا اهلل عىل أصيب
َ فع ّل َم ُّ
النبي ﷺ أ ّمته إذا رأوا من
رس�ول اهلل ﷺ َ
ق�ال: َ أن ِ
اخلطاب َّ I عم�ر بن
َ فع�ن
).(2
) (1السرية النبوية [ ]244/2البن كثري ،السرية النبوية [ ]57/3البن هشام ،زاد املعاد [.[172 / 3
وحسنه األلباين يف صحيح سنن الرتمذي [.[3431
ّ ) (2رواه الرتمذي [،]3431
) (3حتفة األحوذي [.[275/9
) (4فيض القدير للمناوي [.[130/6
ِ
القدمني وأطي�ب منقلب ًا من صاح�ب
ُ املش�لول املقعدَ أحس� ُن ح�االً،
َ األع�رج ،أو
َ وإن
اجلوارح يف معايص اهلل .Eَ ِ
واليدين الذي استخ�د َم هذه
ٍ ٍ
اجلوارح،
َ يت ه�ذه املس�لم فاق�د ًا لعضو ال يس�تعمله يف معصي�ة ٌ
خري ممّن أو َ ُ َ
يك�ون ْ
وألن
ِ
الشيطان. ِ
خدمة ّ
وسخرها يف
ِ
الكرامة ج�لِ ،
وبرت الر ِ وب�ني ِ ِ الرش ِ الب�رص مثالًِ ،
ِ وإذا قارنّ�ا ب�ني ِ
برت اليد أو ّ َ ف، وفقد ّ فقد
العظيم.
َ َ
الفارق وتشو ِه الدّ ِ
ين؛ لوجدنا ّ ِ
واألخالق،
ِ
اإلصابة ِ
العاهة اجلس�د ّية من ِ
بس�المة ذي ِ
احلمد والرضا ُ
لتحم�ل عىل تل�ك املقارن� َة
إن َ
ِ
النفس. ِ
بعاهة
صات واملكدّ ِ
رات .كيف ال وقد: اقتضت حكم ُة اهلل تعاىل أال ختلو هذه احليا ُة من املن ّغ ِ
ْ لقد
َ
فهم غ�ري ٍ
وم�ن أرا َد أن ت�دو َم ل�ه الس�الم ُة والعافي ُة من ِ
التكلي�ف ،وال َ
َ ع�رف
َ بالء؛ فا
التسليم.
ٍ
بمصيبة ،إما يف ماله ،أو بدنه ،أو أهله. يصاب ُ
فاإلنسان يف هذه الدنيا ال بدَّ أن
َ
يعلم ِ ِ ِ ِ وم�ن أنف ِع
املصائب ،وأن َ التأس بأهل
نار مصيبته برد ّ يطفئ َ
َ للمصاب أن األمور
ٍ
حمبوب، ِ
بفوات ِ
الن�اس إال ً
مبتىل ،إما مصاب ،ولو فتّش مل َير يف ِ
البيوت كل ٍ
بي�ت م�ن أن يف ِّ
َّ
ٌ
ٍ
مكروه. ِ
حصول أو
ِ
واالبتالء. ِ
املصائب، مع ِ
أهل ِ ٍ ولذلك َ
نقف وقفات مع التعامالت النبو ّية َ
املهم أن َ
كان من ِّ
: ﷺ
).(1 ُ
رسول اهلل ﷺ: عن أيب هرير َة Iقالَ :
قال
وأخذ ِ
املال املؤ ّث ِر ِ صح ِته،
باملرض املؤ ّث ِر يف ّ
ِ يصب من ُه
ْ أعلم -
قال الباجي« :يريدُ -واهلل ُ
واحتسب؛ َ
كان ر ِ ِ والشدّ ِة املؤ ّث ِ ِ
رسورهّ ، ِ
واحلزن املؤ ّث ِر يف
َ صالح حاله ،فإذا ص َ رة يف يف غنا ُه،
تبارك وتعاىل ِبه م َن ِ
اخلري»).(2 َ ذلك سبب ًا ملا أراد ُه اهللَ
َ
رسول اهلل ﷺ قال: بن ٍ
مالك Iأن أنس ِ
وع ْن ِ
).(1
وجزيل ال ّث ِ
واب. ُ الرضا من ُه تعاىل ِ
ريض با ابتال ُه اهلل به ،فل ُه ّ
َ «أي :م ْن
ِ
العذاب ،وم ْن وأليم الس ُ
خط من ُه تعاىل ِ
ُ يرض بقضائه ،فل ُه ّ
وفزع ،ومل ْ َ
َ وم ْن كر َه بال َء اهلل،
جيز ِبه.
يعمل سوء ًا َْ
ِ
وقوعه»).(2 ِ
البالء بعدَ الص ِر عىل واملقصو ُدُّ :
احلث عىل ّ
تصب ُّ
قط»).(3 ْ ُ
كتان املصيبة ،حتى يظ َّن أنك مل ر ِ
جواهر ال ِّ اهلروي« :من
ُّ قال
ُ
اجلاهل بعدَ أيا ٍم ،ومن مل ِ
املصيبة ما يفعله يفعل يف ّأو ِل يو ٍم م�ن
«العاقل ُ
ُ وق�ال بعضهم:
سلو البهائ ِم»).(4
ر الكرا ِم؛ سال َّ
رص َ
يص ْ
ﷺ
إن ابن ًا يل َ
قبض فأتنا. أرسلت ابن ُة النّبي ﷺ ِ
إليهَّ : ْ قال: عن أسام ُة بن ٍ
زيد َ L
ِّ ُ
ُ
ويقول: الس�ال َم
يقرئ ّ
ُ َ
فأرس�ل
.
يب ِ
علي�ه؛ ليأتينّها ،فقا َم ومع ُه س�عدُ ب ُن عبادةَ ،ومعا ُذ ب� ُن ٍ فأرس�لت ِ
جبل ،وأ ُّ تقس�م
ُ إليه ْ
كأهنا ِ ٌ كع�ب ،وزيدُ بن ٍ
ٍ
تتقعقع ّ
ُ بي ،ونفس� ُه
الص ُّ
رس�ول اهلل ﷺ ّ فرفع إىل
ورجالَ ، ثابت، ُ ب� ُن
ففاضت عينا ُه.
ْ ش ٌّن)،(5
) (1رواه الرتمذي [ ،]2396وابن ماجة [ ،]4031وحسنه األلباين يف صحيح اجلامع [.[2110
) (2حتفة األحوذي [.[66/7
) (3تسلية أهل املصائب [ص ]17ملحمد بن حممد املنبجي.
) (4تسلية أهل املصائب [ص.[29
ألقي يف القربة البالية. ِ
) (5معنا ُه :هلا صوت وحرشجة كصوت املاء إذا َ
)(1 َ
رسول اهلل ما هذا؟ َ
فقال سعدٌ :يا
).(2 َ
فقال:
دعائهم. ِ
لرجاء ِ
للمحترض جواز استحضار ذوي الفضل
ْ ُ
َ
لذلك. عليهم
ْ جواز القسم
ُ
ِ
بخالف الوليمة. جواز امليش إىل التّعزية والعيادة ِ
بغري إذن ُ
استحباب إبرار القسم.
ُ
بالرضا مقاوم ًا
وهو مستش�عر ّ بالص ِر قبل وقوع املوت؛ َ
ليقع َ ِ
صاحب املصيبة ّ أمر
ُ
بالص ِر. ِ
للحزن ّ
ِ
باألمر ا ّلذي يستدعى م ْن أجله. إخبار م ْن يستدعي
ُ
َّ
ﷺأن ّبي
نيس فذكر ُه ،فأعلم ُه الن ّ
ّبي ﷺ َ وأن دمع العني حرام ،وظ َّن َّ
أن الن ّ أن مجيع أنواع البكاء حرامَّ ،
) (1ظ َّن سعد َّ
املحرم النّوح ،والنّدب ،والبكاءّ هو رمحة وفضيلة ،وإنّا ليس بحرامٍ ،وال مكروهْ ،بل َ ٍ
ودمع بعني َ
َ جمرد البكاء
ّ
املقرون هبا.
) (2رواه البخاري [ ،]1284ومسلم [.[923
) (3رشح النووي عىل مسلم [.[226/6
َ
أعرفك. فقالت :مل ْ
ْ
).(1 َ
فقال:
أن الصر ا ّلذي حيمد ِ
عليه صاحبه م�ا َ َ
كان عند مفاجأة املصيبة، يب« :املعن�ىَ ّ َّ : ق�ال اخل ّطا ُّ
ذلك فإ ّن ُه عىل األ ّيام يس�لو») .(2ولذلك قي�ل :كل يشء يبدأ صغري ًا ثم يكر
بخ�الف ما بعد َِ
ِ
باجلاهل. والرفق ما َ ِ
كان فيه ﷺ م َن التّواضعّ ،
ِ
املصاب ،وقبول اعتذاره. مساحم ُة
مع ِّ
كل أحد. ّهي ِ ِ
باملعروف ،والن ِ ِ مالزم ُة
عن املنكر َ األمر
معهم.
ْ ُ
اإلنسان أدبه ِ
الفضل إذا أسا َء االعتذار إىل أهل
ُ
ّخذ م ْن حيجب ُه ع ْن حوائج الن ِ
ّاس. أن يت َ
القايض ال ينبغي ل ُه ْ
َ َّ
أن
اآلمر. ٍ
بمعروف ينبغي ل ُه ْ َّ
ولو مل ْ يعرف َ
أن يقبلْ ، أمر
أن م ْن َ
بالص ِر. ِ
اجلزع م َن املنه ّيات ألمره هلا بالتّقوى مقرون ًا ّ
َ َّ
أن
ِ
ّصيحة ،ونرش املوعظة).(1 غيب يف احتال األذى عند ِ
بذل الن الرت ُ
ّ
ِ
أصحابه، نفر م ْن ِ إياس َ I
قالَ : ٍ ق�ر َة ِ
جيلس إلي�ه ٌ
جلس ُ نب�ي اهلل ﷺ إذا َ
كان ُّ بن ع�ن ّ
بني ِ ِ ِ رجل له ابن صغري ِ
يديه. ظهره ،فيقعد ُه َ خلف يأتيه م ْن ٌ وفيهم ٌ ُ ٌْ
. ّبي ﷺ: َ
فقال ل ُه الن ُّ
َ
رسول اهلل أح ّب َك اهلل كا أح ّب ُه. َ
فقال :يا
فحزن ِ
عليه. َ لذكر ِ
ابنه، حيرض احللق َة ِ الر ُ
جل ْ
أن
َ فامتنع ّ
َ فات [أي :الولد]،
َ
.
).(2 َ
قال:
قالُ :
يقول اهلل تعاىل: رس�ول اهلل ﷺ َ
َ وع ْن أيب هرير َة َّ I
أن
).(3
ِ
بالقبض: ُ
اإلنس�ان ،واملرا ُد وكل م ْن حي ّب ُه ِ
كالول�د ،واألخِ ِّ ، احلبيب املصايف هو
ُ َ
املوت.
ُ وهو
قبض روحهَ ،
ُ
ِ
األجر طلب
واالحتس�ابُ :
ُ األجر م َن اهلل عىل َ
ذلك، َ ر عىل فقده راجي ًا
ص َ
م َن اهلل تعاىل خالص ًا).(1
صىل اهلل ِ
عليه: ُ
رسول اهلل ّ قالَ :
قال ِ
العاص َ J بن عمرو ِ
بن وعن ِ
عبد اهلل ِ
).(2
ّبي ﷺ َ
قال: جبل ِ I
بن ٍ ِ
مع�اذ ِ
ع�ن الن ِّ وع� ْن
).(3
ِ
فهي ما يبقى بعد القطع).(4
الرة َهو ما تقطع ُه القابل ُة ،وأ ّما ّ ّ
بفتحتنيَ : و
ات:باملصيبة ،فأمحدُ اهلل عليها أربع مر ٍ
ِ ألصاب عن رشيح قال« :إين
َ ّ ُ
أعظم مما هي.
َ أمحده إذ مل تك ْن
ر عليها.
وأمحده إذ رزقني الص َ
ِ
الثواب. وأمحده إذ و ّفقني لالسرتجاعِ؛ ملا أرجو فيه من
وأمحده إذ مل جيعلها يف ديني»).(5
ُ
رس�ول اهلل ﷺ: قالتَ :
قال ّبي ﷺ ْ ع� ْن عائش� َة ِ J
زوج الن ِّ
).(6
ّب�ي ﷺ َ
قال: اخلدري ِ I ٍ
س�عيد وع� ْن أيب
عن الن ِّ ِّ
).(3
ُ
يوعك ،فمسست ُه وهو ِ عبد اهلل بن مس�عود َ I وعن ِ
رس�ول اهلل ﷺ َ دخلت عىل
ُ قال: ْ
لتوعك وعك ًا شديد ًا).(4
ُ َ
رسول اهلل إن َّك فقلت :يا
ُ بيدي،
. َ
قال:
ِ
أجرين؟ لك ذلك َّ
أن َ قلتَ :
ُ
َ
قال:
).(5
ﷺ
بونَ ،
فقال: يعذ َ
وه�م ّ ِ
وأهله، بعا ٍر، َ جاب�ر بن ِ
عبد اهلل َّ L ِ ع� ْن
ْ مر ّ
رس�ول اهلل ﷺ َّ أن
).(6 [ [ويف رواية:
أهل اجلن ِّة؟
أريك امرأ ًة م ْن ِ رباح قال :قال يل اب ُن ع ّب ٍ
اس :Lأال َ بن أيب ٍ ِ
عطاء ِ وعن
قلت :بىل.
ُ
َ
رس�ول فقالت :يا
ْ ِ
رس�ول اهلل ﷺ، ِ
جاءت امرأ ٌة إىل اخلدري َ I
قال: ٍ
س�عيد ع ْن أيب
ِّ
مك اهلل. نأتيك ِ
فيه تع ّلمنا ممّا ع ّل َ َ نفسك يوم ًاَ ْ
فاجعل لنا م ْن َ
بحديثك، جالالر ُ
ذهب ّاهللَ ،
. َ
قال:
ثم َ
قال: رس�ول اهلل ﷺ ،فع ّلمه َّن ممّا ع ّلم ُه اهللَّ ،
ُ فاجتمع� َن ،فأتاه� َّن
.
ِ
واثنني؟ ِ
واثنني، ِ
واثنني، ِ
فقالت امرأةٌ:
).(3 ُ
رسول اهلل ﷺ: َ
فقال
)(1 َ
ق�ال:
)(2
).(3
ُ
رس�ول اهلل ﷺ قال: األش�عري َّ I
أن ِّ وع ْن أيب موس�ى
).(4
ﷺ
).(5
) (1مجع دعموص ،وهي دويبة تكون يف مستنقع املاء .النهاية [.[120/2
) (2أي :بطرفه
) (3رواه مسلم [.[2635
) (4رواه الرتمذي [ ،]1021وحسنه األلباين يف صحيح اجلامع [.[795
) (5رواه ابن ماجه [ ]1599وصححه األلباين يف صحيح اجلامع [.[7879
رسول اهلل ﷺ ُ
يقول: َ سمعت
ُ قالت:
ْ ن أ ِّم سلم َة J
ع ْ
.
ق�الَ :
قال بن ِ
عب�د اهلل َ L ممن�وع عموم ًا :ع� ْن ِ
جابر ِ ِ
واأله�ل ِ
النف�س، الدع�ا ُء ع�ىل
ٌ
ُ
رس�ول اهلل ﷺ:
).(2
ُ
رسول اهلل ﷺ عىل أيب قالتَ :
دخل ْ ن أ ِّم سلم َة J
ويمنع خصوص ًا عند املصيبة :ع ْ
. ثم َ
قال: شخص] ،فأغمض ُهَّ ،
َ سلم َة ،وقدْ َّ
شق برص ُه [أي:
فضج ناس من ِ
أهله. َّ ٌ ْ
).(3 َ
فقال:
ثم َ
قال: َّ
).(4
الوجوب؟
ُ َ
رسول اهلل وما قالوا :يا
. َ
قال:
َ
جهازك!! قضيت
َ تكون شهيد ًا ،فإن َّك َ
كنت قدْ َ كنت ألرجو ْ
أن إن ُفقالت ابنت ُه :واهلل ْ
ْ
. ُ
رسول اهلل ﷺ: َ
فقال
ِ
سبيل اهلل. قالواُ :
القتل يف
ُ
رس�ول اهلل ﷺ: َ
فقال
).(2 )(1
الس ِ
�ائب َ
فقال: رس�ول اهلل ﷺ َ
َ بن ِ
عبد اهلل َّ :L عن ِ
جابر ِ
دخل عىل أ ِّم ّ أن
).(5
احلمى ،ال َ
بارك اهلل فيها. قالتّ :
ْ
).(6 َ
فقال:
احلمى ُ
تفعل باإلنسان. وبقي صافيا ،كذلك ّ
َ ذهب خبثه صهر يف ِ
النار؛ َ فإن احلديدَ إذا َ
يب يعود ُهَ ،
فقال ل ُه: ّبي ﷺ َ
دخل عىل أعرا ٍّ اس َّ L
أن الن َّ وعن ِ
ابن ع ّب ٍ
.
القبور!
َ شيخ ٍ
كبري ،تزير ُه تثور ،عىل ٍ
تفور ْأو ُ
محى ُ كالْ ،بل َ
هي ّ طهور! ّ
ٌ َ
قال:
ﷺ
).(1
حديث ِ
ابن عباس Lمرفوع� ًا ،وفيه: ُ ُّ
وي�دل عىل ذلك رصاح ًة
).(1
:
ِ
الصالح. ِ
العمل طال عمر ُه ازدا َد من ِ
للمؤمن؛ ألنه ك ّلا َ خري ِ ُ
العمر ٌ طول
خري؟ أي الن ِ
ّاس ٌ َ
رسول اهللُّ ، ال َ
قال :يا ع ْن أيب بكر َة َّ I
أن رج ً
. َ
قال:
رش؟ فأي الن ِ
ّاس ٌّ َ
قالُّ :
).(2 َ
قال:
ِ
مواصلة مرض ،فال يتم َّن املوت؛ كي�ال حير َم من ٍ
ضائقة ،أو أصاب� ُه ٌ املس�لم يف وقع
ُ ف�إذا َ
ِ
الصالح. ِ
العمل
رسول اهلل ﷺ َ
قال: َ ع ْن أيب هرير َة َّ I
أن
).(4)«(3
ولفظ مسلم:
.
ِ
بإحسانه ،وحتذير امليسء م ْن إساءته. قال ابن حجرِ :
«فيه :إشار ٌة إىل تغبيط املحسن
وليستمر عىل إحسانه ،واالزدياد من ُه. ِ
املوت، ْ
فليرتك تنّي كان حمسن ًا؛
فكأ ّن ُه يقول :م ْن َ
َّ
لئال يموت عىل إس�اءته، وليقلع ِ
عن اإلس�اءة؛ ّ ْ ْ
فلي�رتك تنّي امل�وت، كان مس�يئ ًا؛
وم� ْن َ
فيكون عىل خطر»).(5
:
فمن ذلك :قصته مع صف ّية بعد مقتل أخيها محز َة :L
ِ كان يوم ٍ ع ْن عرو َة َ
أقبلت امرأ ٌة تسعى ،حتّى إذا أحد بري Iأ ّن ُه ّملا َ ُ
الز ُ
قال :أخرين أيب ّ
. تراهم)َ ،(1
وقال: ْ ّبي ﷺ ْ
أن ترشف عىل القتىل َ
قال :فكر َه الن ُّ َ كادت ْ
أن ْ
فخرجت أس�عى إليه�ا ،فأدركتها َ
قبل ْ
أن ُ �مت ّأهنا أ ّمي صف ّي ُة،
فتوس ُ
بري ّ :I
الز ُ َ
ق�ال ّ
أرض َ
لك. إليك ال َوقالتَ :
ْ وكانت امرأ ًة جلد ًة –
ْ فلدمت يف صدري -
ْ تنتهي إىل القتىل،
َ
ِ
عليك. َ
رسول اهلل ﷺ عز َم فقلتَّ :
إن ُ
جئت هبا ألخي محزةَ ،فقدْ بلغني ِ
ثوبان ُ ِ
هذان فقالت:
ْ ِ
ثوبني معها، وأخرجت
ْ فوقفت،
ْ
مقتل ُه ،فك ّفنو ُه فيها.
فعل ِبه كاقتيل قدْ َ ِ
األنص�ار ٌ جنبه ٌ
رجل م َن وبني؛ لنك ّف�ن فيها محزةَ ،فإذا إىل ِ
َ فجئن�ا بال ّث ِ
واألنصاري ال كف َن ل ُه.
ُّ ِ
ثوبني أن نك ّف َن محز َة يف
فعل بحمزةَ ،فوجدنا غضاض ًة ،وحيا ًء ْ َ
ِ
اآلخر فك ّفنّا ر م َن َ
فكان أحدمه�ا أك َ ثوب ،فقدرنامها
ولألنصاري ٌ
ِّ ث�وب،
ٌ فقلن�ا :حلمز َة
ٍ
واحد منها يف ال ّث ِ
وب ا ّلذي َ
صار ل ُه).(2 َّ
كل
فوقف ِ
عليه فرآ ُه قدْ م ّث َل َ رسول اهلل ﷺ عىل محز َة يوم ٍ
أحد، ُ بن ٍ
مالك َ
قال :أتى أنس ِ
وع ْن ِ
َ
( ب�ه َ
فق�ال: ِ
.
بدت رج�ال ُه وإذا مدّ ْت عىل ِ
رأس�ه ْ فكانت إذا مدّ ْت عىل
ْ ٍ
بنمرة) (4فك ّفن� ُه فيها، ث�م دع�ا
َّ
فخم َر رأسه)).(5 ِ
رجليه بدا رأس ُهّ ،
َ
فبعث املرشكون م ّثلوا ِبه،
َ أن ترى محز َة عىل ِ
حاله ،وقدْ َ
كان ) (1ويف رواية البيهقي يف دالئل النبوة [ :]289/3كر َه ْ
بري ليحبسها. ُ
رسول اهلل ﷺ الزّ َ إليها
) (2رواه أمحد [ ،]1421وحسنه شعيب األرناؤوط.
باع وال ّط ُري
الس ُ) (3أيّ :
صوفَ ،
وقيل الكسا ُء. ٍ ) (4وهي برد ٌة خم ّطط ٌة م ْن
) (5رواه الرتمذي [ ،]1016وحسنه األلباين يف أحكام اجلنائز [ص.[60
ِ
سبيله تعاىل إىل ِ
البدن مرصوف ًا يف ويكون ُّ
كل َ َ
ويكمل، األجر ليتم ل ُه ِبه «وإنّا أرا َد َ
ُ ذلك؛ َّ
تعذيب حتّى َّ
إن دفن ُه وترك ُه سوا ٌء»).(1 عليه فيا فعلوا ِبه من ِ
املثلة ليبني أ ّنه ليس ِ ِ
ٌ َ البعثْ ،أو َ ُ َ
ﷺ
دخل�ت عىل
ُ جعف�ر ،وأصحاب ُه؛ أصي�ب قال�تّ :مل�ا
ْ عمي�س J ٍ ع�ن أس�اء ِ
بن�ت
ٌ َ َ ْ
ودهنتهم، بن�ي، أربعني منيئ ًة)،(2 ِ
ْ �لت َّ وغس ُ
وعجنت عجينيّ ،
ُ َ دبغ�ت
ُ رس�ول اهلل ﷺ ،وقدْ
ون ّظ ْ
فتهم.
. ُ
رسول اهلل ﷺ: َ
فقال
. َ
قال:
ألنفس�هم؛ احلزن عن ِ
هتيئة ال ّطعا ِم ِ يمنعهم م َن جاءهم ما ق�ال املباركفوري« :واملعن�ى:
ْ ْ ْ ْ
َ
يشعرون. وهم ال
والرض ُرْ ،
اهلمّ ، ُ
فيحصل ُّ
.
)(2
أتاهم.
ْ ثم
يأتيهم َّ
ْ أن ٍ
جعفر ثالث ًا ْ أمهل َآل
ثم َ َ
فأمهل َّ
. َ
فقال:
فحلق رءوسنا.
َ باحلال ِق،
فجي َء ّ
. ثم َ
قال: َّ
أخذ بيدي ،فأش�اهلاَ ،
فقال: ث�م َ َّ
ثالث ٍ
مرار. َ ،قاهلا
تفرح ل ُهَ .
فق�ال: وجعل�ت ُ
ْ فذك�رت ل ُه يتمنا،
ْ فج�اءت أ ّمن�ا
ْ
).(3
ر والتّقوى. الت ُ
ّعاون عىل ال ِّ
واحلث عىل الصدقة ِ
عليه. ُّ مواسا ُة املحتاج ،ومن ِ
عليه دين،
ّ ْ
أن املعر ال ُّ
حتل مطالبته وال مالزمته وال سجنه َّ
ِ
للمفلس سوى دينهم ،وال يرتك ِ
يقض ِ
الغرماء ُ ِ أن يس ّل َم إىل
ْ
ْ مجيع مال املفلس ما مل ْ
ثيابه ونحوها).(4
. َ
قال:
َ
رسول اهلل. قلت :بىل يا َ
قالُ :
)(5 َ
قال:
. D
ِ
ه�ذه اآلي� ُة( :ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ) اآلي�ة. وأنزل�ت
ْ َ
ق�ال:
[آل عمران.(1)[169 :
تفرق َن،
ثم ّ َ
لذلك النّسا ُءَّ ، فاجتمع
َ مات امل ّي ُت م ْن أهلها،
كانت إذا َ ع ْن عائش َة ّ Iأهنا ْ
فطبخت ،ثم صنع ثريدٌ ،فصب ِ
ت التّلبين ُة عليها، ٍ
تلبينة، ٍ
برمة م ْن أمرت وخاصتها، ّإال أهلها
ّ َ ْ َّ ْ ّ
رسول اهلل ﷺ ُ
يقول: َ سمعت
ُ فإين
قالت :كل َن منهاّ ،
ثم ْ َّ
).(2
اهلمّ ،
وتنشط ُه. «أي :تريح فؤاده ،وتزيل عن ُه َّ
ْ
ِ
للمحزون).(3 استحباب التّلبينة
ِ
الشعري بنخالته).(4 والتلبين ُة :حساء مت ٌ
ّخذ من دقيق
) (1رواه الرتمذي [ ،]3010وابن ماجة [ ،]190وحسنه األلباين يف صحيح اجلامع [.[7905
) (2رواه البخاري [ ،]5417ومسلم [.[2216
) (3رشح النووي عىل صحيح مسلم [.[202/14
) (4زاد املعاد [.[120/4
) (5اإلعجاز العلمي يف السنة النبوية [ ]9/2نقال عن املوقع املذكور بعدُ .
ق�ال أ.د .زغلول النجار :وقد أثبتت الدراس�ات احلديثة أن هل�ذه املركبات الكيميائية
الت بني اخلاليا العصب ّي ِة؛ مما ُ
يعني [أي :التي حتتوي عىل الش�عري] تأثري ًا إجيابي ًا عىل املوص ِ
ّ ّ
الص�در ،وطمأنينةِ
ِ ِ
وان�رشاح ِ
واملي�ل إىل الرضا، ِ
التخفي�ف من ح�االت االكتئ�اب، ع�ىل
ِ
القلب.
ِ
اإلنسان. الكيميائي يف جس ِم ص اليو َم باخللل ِ
االكتئاب ّ
ِّ تشخ ُ وحاالت
ُ
الغني باملوا ِّد ِ
الش�عري ِ
املعالج هلذا اخللل من مثل حس�اء ِ
بالغذاء ُ
يك�ون وعالجه أساس� ًا
ِّ
ِ
النافعة يف مثل تلك احلاالت).(1
أحد من الن ِ
ّس�اء ّإال عىل يدخ�ل عىل ٍ
ُ ّبي ﷺ ال أن�س ب�ن مالك Iق�الَ : ِ ع�ن
َ كان الن ُّ
ُ
يدخل عليها [أي :عىل الدّ وا ِم]. كان ِ
أزواجه ّإال أ ِّم سلي ٍم ،فإ ّن ُه َ
َ
وكان الرضاع ،وإ ّما م َن الن ِ
ّسبُّ ،
فتحل ل ُه اخللوة هبا، ِ ِ ِ
حمرمني إ ّما م َن ّ لرسول اهلل ﷺ خالتني
يدخل عىل غريمها من الن ِ
ّساء ّإال أزواجه. ُ خاص ًة ،ال ُ
َ يدخل عليها ّ
الرجل إىل ِ ِ قال العلاءِ : َ
جواز دخول املحرم عىل حمرمه ،وفيه إشارة إىل منع دخول ّ ُ ففيه: ُ
كان صاحل ًا. وإن َ األجنب ّيةْ .
ّبي ﷺ أ ّن ُه َ
ق�ال: عن الن ِّ ع�ن عم�رو ِ
بن حز ٍم ِ I
).(2
إن ابن ًا يل َ
قبض فأتنا. أرسلت ابن ُة النّبي ﷺ ِ
إليهَّ : ْ قال: عن أسام ُة بن ٍ
زيد َ L
ِّ ُ
ُ
ويقول: الس�ال َم
يقرئ ّ
ُ َ
فأرس�ل
).(3
ﷺ
فقلت :يا أبا مس�ل ٍم ما ِ
هذه ِ
س�اق س�لم َة، ٍ
رضبة يف أثر عن يزيد بن أيب ٍ
عبيد َ
ُ رأيت َ
قالُ :
الرضب ُة؟
ّ
أصيب س�لم ُة، رَ ، ِ َ
ّبي ﷺ،
فأتي�ت الن َّ
ُ َ ّاس:
فقال الن ُ فق�ال :ه�ذه رضب ٌة أصابتني ي�و َم خي َ
نفثات) ،(4فا اشتكيتها حتّى الس ِ
اعة).(5 ٍ َ
ثالث فنفث ِ
فيه َ
ّ
ُ
ويقول: أهله ،يمسح ِ
بيده اليمنى، بعض ِيعو ُذ َ ّبي ﷺ َ وع ْن عائش َة َّ J
ُ كان ّ أن الن َّ
).(1
فذهبت يب أ ّمي
ْ حاطب Iقال :انص ّب ْت عىل يدي مرق� ٌة ،فأحرقتها، ٍ بن وع�ن حمم ِ
�د ِ ّ
. فأحف�ظ أ ّن ُه َ
قال: ُ ِ
الرحبة، ِ
وه�و يف ّ
َ رس�ول اهلل ﷺ ،فأتين�ا ُه إىل
).(2 وأكثر علمي أ ّن ُه َ
قال: ُ
تعامله ﷺ مع الفقراء
).(4
ﷺ
صدر الن ِ
ّه�ار ،فجاء ُه قو ٌم ِ ِ
رس�ول اهلل ﷺ يف ع� ْن جرير ب�ن عبد اهلل َ I
قال :كنّا عندَ
ِ ِ )(5 ّ�ارِ ،
حف�ا ٌة ع�را ٌة جمتايب الن ِ
ب�ل ك ّل ْ
هم م ْن مرضْ ، تهم م ْن َ أو العب�اء متق ّلدي ّ
الس�يوف ،عا ّم ْ
فأمر ً
بالال، خرجَ ،ثم َ َ
فدخلَّ ، ، ﷺ )(6
م�رض،
َ
عجزت.
ْ تعجز عنهاْ ،بل قدْ
ُ كادت ك ّف ُه
ْ برص ٍة ِ قال :فجا َء ٌ
رجل م ْن األنصار ّ َ
ِ
رسول اهلل ﷺ رأيت وج َه ٍ
وثياب حتّى ُ ِ
كومني م ْن طعا ٍم رأيت
ّاس حتّى ُ
تتابع الن ُ
ثم َ َ
قالَّ :
ُ
رسول اهلل ﷺ: يته ّل ُل) (1كأ ّن ُه مذهب ٌةَ ،
فقال
).(2
ِ
وبذل املس�لمني إىل طاعة اهلل تعاىل،
َ ِ
بمبادرة ِ
رسوره ﷺ ففرح ًا قال النووي« :أ ّما س�بب
املسلمني ِ
وش�فقة املحتاجني، ِ
هؤالء ِ
حاجة ِ
رس�ول اهلل ﷺ ،ولدف ِع أمر ِ
وامتثال ِ أمواهلم هللِ،
َ َ ْ
ر والتّقوى.
وتعاوهنم عىل ال ِّ
ْ ٍ
بعض، بعضهم عىل
ْ
ويظهر رسور ُه ،ويكون فرح ُه يفرح، ِ
القبيل ْ ِ
لإلنس�ان إذا رأى ش�يئ ًا م ْن هذا
َ أن َ وينبغي
ملا ذكرنا ُه»).(3
ِ
احلسنات. الس ِ
نن ِ ُّ
احلث عىل االبتداء باخلريات ،وس ِّن ّ
ِ
واملستقبحات).(4 ّحذير ِ
من اخرتا ِع األباطيل الت ُ
بترصف.
) (1رشح رياض الصاحلني [ ]199 / 1البن عثيمني ّ
قال العلاء :فائدة شدّ احلجر املساعدة عىل االعتدال واالنتصابْ ،أو املنع م ْن كثرة التّح ّلل م َن الغذاء ا ّلذي )َ (2
ِ
لتقليل حرارة اجلوع برد احلجر .فتح الباري ِ الضعف ّ
أقلْ ،أو ِ ِ
يف البطن لكون احلجر بقدر البطن ،فيكون ّ
].[284/11
ولعل العذر ٍّ
لكل م ْن أيب بكر وعمر محل سؤال أيب هريرة عىل ظاهرهْ ،أو فها ما أراد ُه ،ولك ْن ْمل يك ْن عندمها إ ْذ )َّ (3
ِ
يطعانه. َ
ذاك ما
َ
رسول اهلل. قلت :ل ّب َ
يك يا ُ
. َ
قال:
. َ
قال:
َ
رسول اهلل. قلت :ل ّب َ
يك يا ُ
. )(1 َ
قال:
مال ،وال عىل ٍ
أحد ،إذا أتت ُه أهل وال ٍ يأوون إىل ٍَ أضياف اإلس�ال ِم ،ال الص ّف ِة قالُ :َ
ُ وأهل ّ
وأصاب منها،
َ إليه�م،
ْ َ
أرس�ل ْ
يتناول منها ش�يئ ًا ،وإذا أتت ُه هد ّي ٌة إليهم ،ومل ْ
ْ صدق� ٌة َ
بع�ث هبا
وأرشكهم فيها.
ْ
أهل الص ّف ِ
أصيب م ْن هذا
َ أحق أنا ْ
أن كنت َّ
�ة!! ُ فقلت :وما هذا ال ّلب ُن يف ِ ّ
ُ فس�اءين َ
ذل�ك،
ال ّل ِ
بن رشب ًة ّ
أتقوى هبا.
َ
يكثرون لنزول الغرباء ِ
فيه ّمم ْن ال مأوى ل ُه وال أهل ،وكانوا ِ ّبوي مظ ّلل ،أعدّ الص ّفة :مكان يف ّ
مؤخر املسجد الن ّ )ّ (1
منهم ْأو يموت ْأو يسافر .فتح الباري [.[595/6 ِ ِ
فيه ويق ّل َ
يتزوج ْ
ون بحسب م ْن ّ
. َ
قال:
. َ
قال:
َ
رسول اهلل. صدقت يا
َ قلت:
ُ
. َ
قال:
فرشبت.
ُ فقعدت،
ُ
. َ
فقال:
. َ
قال:
بلغ أقىص غايته أخذ ًا م ْن قول أيب هريرة «ال أجد ل ُه مس�لك ًا «،
ولو َ جواز ّ
الش�بعِْ ، ُ
ّبي ﷺ عىل َ
ذلك. ِ
وتقرير الن ّ
ِ
العبادة ،وغريها. ذلك م َن الكسل ِ
عن ّب عىل َ لكن ال يت ُ
ّخذ ّ
بع عادةً؛ ملا يرتت ُ
الش َ
ِ
ّرصيح هبا.
ّلويح هبا أوىل م ْن إظهارها ،والت ِ َ َّ
كتان احلاجة ،والت َ أن
الص ّف َة،
فجئت أريدُ ّ
ُ أطعم فيها طعام ًا،
ْ عيل ثالث ُة أ ّيا ٍم مل ْ وعن أيب هرير َة Iقالْ :
أتت َّ
َ
ينادون :ج َّن أبو هريرةَ. الص ُ
بيان َ
فجعل ّ ُ
أسقط، فجعلت
ُ
الص ّف ِة.
املجانني حتّى انتهينا إىل ّ
ُ وأقولْ :بل ُ
أنتم ُ أنادهيم،
ْ فجعلت
ُ َ
قال:
َ ِ بقصعة من ٍ
ثريد ،فدعا عليها َ ٍ َ
يأكلون منها، الص ّفةْ ،
وهم أهل ّ ْ يت
رسول اهلل ﷺ أ َ فوافقت
ُ
ِ
القصعة، ِ
القصعة ّإال يش ٌء يف نواحي وليس يف ُ
كي يدعوين ،حتّى قا َم القو ُمَ ،أتطاول ْ فجعلت
ُ
ثم َ ِ ُ
. قال يل: فصارت لقم ًة ،فوضعها عىل أصابعهَّ ،ْ رسول اهلل ﷺ، فجمع ُه
شبعت).(1
ُ زلت ُ
آكل منها حتّى فوا ّلذي نفيس ِ
بيده ما ُ
»: ﷺ
«.
أمسيت
ُ فلا
كان عندي يش ٌء قدْ مجعت ُهّ ، سلان :قدْ َُ ويف قصة إس�الم الفارس Iقال
فقلت ل ُه :إنّ� ُه قدْ بلغني ِ
علي�ه، فدخلت وه�و بقبا َء، ِ
رس�ول اهلل ﷺ ذهبت إىل ث�م
ُ ُ َ ُ أخذت� ُهَّ ،
كان عندي للص ِ
دقة، ٍ
حاجة ،وهذا يش ٌء َ لك غربا ُء ذووأصحاب َ َ
ومعك صالح، أن َّك ٌ
رجل
ّ ٌ ٌ
غريكم.
ْ أحق ِبه م ْن فرأيتكم َّ
ْ
قال :فقربته ِ
إليه. َ
ّ ُ
فلم ْ
يأكل. َ ِ ُ َ
وأمسك يد ُهْ ، ، ألصحابه: رسول اهلل ﷺ فقال
فقلت يف نفيسِ :
هذه واحدةٌ. ُ قال: َ
فقلت:
ُ جئت ِبه،
ثم ُ ِ ُ
رسول اهلل ﷺ إىل املدينةَّ ، وحتو َل
فجمعت ش�يئ ًاّ ،
ُ انرصفت عن ُه،
ُ ثم
َّ
َ
أكرمتك هبا. ِ
وهذه هد ّي ٌة الصدق َة، رأيتك ال ُ
َ
تأكل ّ ّإين
ﷺ
ٍ
أناس الص ّف ِة َ
بني أهل ّقسم ناس ًا م ْن ِ ُ
رس�ول اهلل ﷺ إذا أمس�ى َ عن ابن س�ريي َن قال :كان
ِ والر ُ بالر ِ والر ُ بالر ِ الر ُ ِ
جل بال ّثالثة ،حتّى َ
ذكر جلنيّ ، جل ّ جلّ ، يذهب ّ
ُ جل َ
فكان ّ أصحابه، م ْن
عرش ًة).(3
) (1رواه ابن حبان [ ،]6533وض ّعفه األلباين يف التعليقات احلسان [.[6499
) (2رواه أمحد [ ،]23225وحسنه األلباين يف الصحيحة [.[894
) (3رواه ابن أيب شيبة يف املصنف [.[27154
ُ
رسول اهلل ﷺ بيته ،فأطعمهم ما كان عنده).(1 قال احلسن :وما بقى منهم أدخلهم
ُ ِ ِ الغف�اري َ يعيش ِ
رس�ول اهلل ﷺ الص ّفةَ ،
فأمر أصحاب ّ قالَ :
كان أيب م ْن ِّ بن طخف َة ع� ْن َ
ٍ
مخسة. خامس بقيت
جلني ،حتّى ُ والر ِ بالر ِ الر ُ َ
َ جل ّ جل ّ ينقلب ّ
ُ فجعل هبم،
ْ
. ُ
رسول اهلل ﷺ: َ
فقال
. فقال: فانطلقنا معه إىل ِ
بيت عائش َةَ ، ُ
ِ
القطاة) (4فأكلنا. مثل ٍ
بحيسة)ِ (3 جاءت ثم ٍ )(2
ْ فجاءت بحشيشة فأكلناَّ ،
ْ
. ثم َ
قال: َّ
صغري ِ
فيه لب ٌن ،فرشبنا. ٍ ٍ
بقدح جاءت ثم
ْ بعس ،فرشبناَّ ،فجاءت ٍّ
ْ
)(5
. ُ
رسول اهلل ﷺ: َ
فقال
ِ
املسجد).(6 ننطلق إىل
ُ فقلنا :الْ ،بل
َ
رس�ول اهلل ﷺ الص ّف ِة كانوا ناس� ًا فقرا َءَّ ،
وإن أصحاب ّ
َ بن أيب ٍ
بكرَّ :
أن محن ِ
الر ِ ِ
ع ْن عبد ّ
مرةً: َ
قال ّ
.
ٍ
بثالثةَ ، ٍ
بعرشة) ،(7وأبو ٍ نبي اهلل ﷺ
فهو ،وأنا ،وأيب ،وأ ّمي ،وامرأيت،
ق�الَ : بكر وانطل�ق ُّ
َ
بكر. ِ
وبيت أيب ٍ بني بيتنا
وخاد ٌم َ
الر ِ
محن افر ْغ م ْن فانطلقَ ، ِ
رس�ول اهلل ﷺ م َن ال ّل ِ وكان أيب يتحدّ ُ
َ
وقال :يا عبدَ ّ َ ي�ل، ث إىل
أضيافك قبل ْ
أن أجي َء. َ
بقراهم.
ْ أمسيت جئنا
ُ فلا َ
قالّ :
فيطعم معنا.
َ فأبوا ،فقالوا :حتّى جيي َء أبو منزلنا،
َ
أضيافك؟ َ
حبسك ع ْن قالت ل ُه امرأت ُه :ما
ْ
يتهم.
عش ْ َ
قالَ :أو ما ّ
)(1
فغلبوهم.
ْ عليهم،
ْ قالت :أبوا حتّى جتي َء ،قدْ عرضوا
ْ
فاختبأت.
ُ فذهبت أنا
ُ الرمحن: َ
قال عبد ّ
تس�مع صويت
ُ كنت
إن َعليك ْ
َ أقس�مت
ُ غنثر، وس�بَ .
فقال :يا ُ َّ غنثر) ،(2فجدّ َع َ
وقال :يا ُ
ّإال َ
جئت.
َ
صدقك. قالوا:
أكثر.
هيْ ،أو ُ
هي كا َ فنظر إليها أبو ٍ
بكر ،فإذا َ َ
ٍ
فراس ما هذا؟ أخت بني ِ
المرأته :يا َ َ
قال
مرار. ِ
بثالث ٍ أكثر منها َ
قبل َ
ذلك هلي َ ِ
اآلن ُ وقرة عيني َ
قالت :ال ّ
ْ
)(1
فأصبحت عند ُه.
ْ ِ
رسول اهلل ﷺ، ثم محلها إىل
َّ
وحنثت.
ُ َ
رسول اهلل ّبروا، َ
فقال :يا
[ .أي :ألنّك حنث�ت يف يمينك حنث ًا مندوب� ًا ِ
إليه َ
فق�ال:
ْ
منهم هبذا االعتبار]. مطلوب ًاَ ،
فأنت أفضل ْ
مع عرش رج ً
ال)َ ،(2 فعرفنا اثنا َ ُ
األجلّ ، وبني قو ٍم عقدٌ فمىض َ
وكان بيننا َ الرمحن: َ
قال عبد ّ
َ
أمجعون).(3 معهم ،فأكلوا منها
ْ بعث ٍ
رجلّ ،إال أ ّن ُه َ مع ِّ
كل كم َ
أعلم ْ
أناس اهلل ُ
منهم ٌ ٍ
رجل ْ ِّ
كل
)ِ (1
أي :اجلفنة عىل حاهلا.
أي جعلنا عرفاء.
)ْ (2
) (3القصة جممعة من روايات البخاري [ ]6141[ ،]3581[ ،]602ومسلم [ ]2075وأمحد [.[1714
ِ
بأوليائه. ما يقع من ِ
لطف اهلل تعاىل ُ ْ
أن ِ
للجاعة ْ َ
كث�ريون فينبغ�ي ٌ
ضيفان ح�رض ِ
واملواس�اة ،وأنّ� ُه إذا ِ
اإليثار فضيل� ُة
َ
ِ
لكبري الق�و ِم ْ
أن يأمر أصحابه منهم م ْن حيتمل� ُه ،وأ ّن ُه ينبغي ٍ ويأخ�ذ ُّ
َ
كل واحد ْ عوه�م،
ْ يتوز
ّ
هو م ْن يمكن ُه. بذلك ،ويأخذ ََ
إحلاح ،وال ذلك ِ
املواساة إذا مل ْ يك ْن يف َ ِ
االحتياج إىل ِ
املساجد عندَ ِ
الفقراء إىل التجا ُء
ٌ
تشويش عىل املص ّل َ
ني. ٌ إحلاف ،وال
ٌ
ِ
املخمصة. ّوظيف يف
ُ الت
هلم الكفاي ُة. والولدِ ّ ،
ِ جواز الغيبة ِ
والضيف إذا أعدّ ْت ُ عن األهل، ُ
الرجل. يف ،واإلطعا ُم ِ للض ِ
خاص م َن ّ ٍّ بغري إذن ف املرأة فيا تقدّ ُم ّ
ترص ُ ّ
ِ
وتعاطيه. أعال ِ
اخلري، ِ ِ
للولد عىل وجه الت ِ
ّأديب ،والتّمرين عىل سب الوالد
جواز ِّ
ُ
ترك ِ
املباح. احللف عىل ِ
ِ جوازُ
ِ
خلره بالقس ِم. الصادق الر ِ
جل ّ توكيدُ ّ
ِ
اليمني. ِ
احلنث بعد عقد جواز
ُ
وقبوهلم َ
ذلك. عرض ال ّطعا ِم ا ّلذي تظهر ِ
فيه الرك ُة عىل الكبار، ُ
ْ ُ
الرمحن ّفر َط يف أمر األضيافَ ،
فبادر أن عبد ّ ألن أبا بكر ظ َّن َّ ُ
العمل بال ّظ ِّن الغالب َّ
وقوى القرين َة عنده اختباؤ ُه من ُه. إىل س ّبهّ ،
ِ
واجلود؛ �بق إىل الس ِ
�خاء، والس ِ ِ ِ ِ م�ا َ ِ
ّ األمورّ ، بأفضل األخذ ّبي ﷺ م َنكان عليه الن ُّ
ضيفانه ِ
هذه ال ّليل َة).(1 ِ عيال النّبي ﷺ كانوا قريب ًا من ِ
عدد فإن َ َّ
ْ ِّ
ﷺ
) (1ينظ�ر :فت�ح الب�اري [ ]600/6البن حجر ،فتح الب�اري [ ]175/ 4البن رج�ب ،رشح النووي عىل صحيح
مسلم [.[18/14
ّب�ي ﷺ ،فقلنا:
فلم يضفنا أح�د ،فأتينا الن َّ نتعر ُض للن ِ
ّ�اسْ ، وأبصارن�ا م� َن اجلوعِ ،فجعلن�ا ّ
فلم يضفنا أحدٌ ،فأتيناك. فتعرضنا للن ِ
ّاسْ ، جوع شديدٌ ؛ ّ
ٌ َ
رسول اهلل! بنا يا
َ
اليقظان. ويسمع
ُ ُ
يوقظ نائ ًا، فيجي ُء م َن ال ّل ِ
يل ،فيس ّل ُم تسلي ًا ال
فيرشب.
ُ ثم يأيت رشاب ُه، ّ
فيصيلَّ ، ثم يأيت املسجدَ ،
َّ
األنص�ار ،فيتحفون ُه، حممدٌ يأيت رشب�ت نصيبي؛ َ ذات ٍ ُ فأت�اين ّ
َ فقالّ : ُ ليلة ،وقدْ �يطان َ الش
ِ
اجلرعة ،فأتيتها ،فرشبتها. ويصيب عندهم ،ما ِبه حاج ٌة إىل ِ
هذه ْ ُ
َ
وحيك يطانَ ،
فقال: الش ُ ليس إليها ٌ
سبيل؛ ندّ مني ّ وعلمت أ ّن ُه َ
ُ وغلت) (1يف بطني،
ْ فلا ْ
أن ّ
فتذهب ُ
فتهل�ك، َ
عليك؛ حممد ،فيج�ي ُء ،فال جي�د ُه ،فيدعوٍ
ُ رشاب ّ
َ أرشب�ت
َ صنع�ت؟!
َ م�ا
َ
وآخرتك. َ
دنياك،
قدماي،
َ خرج
خرج رأس ،وإذا وضعتها عىل رأس َ
قدمي َ
َّ وعيل شمل ٌة إذا وضعتها عىل
َّ
َ
وجعل ال جييئني النّو ُم.
صنعت.
ُ صاحباي؛ فناما ،ومل ْ يصنعا ما
َ وأ ّما
فكش�ف
َ ثم أتى رشاب ُه،
فصىلَّ ، كان يس� ّل ُمَّ ،
ثم أتى املس�جدَ ّ ، ّبي ﷺ؛ فس� ّل َم كا َ
فجا َء الن ُّ
فيه شيئ ًا ،فرفع رأسه إىل الس ِ
اء. عنه ،فلم جيدْ ِ
ّ ُ َ ُ ْ
ُ
فأهلك. عيل، فقلتَ :
اآلن يدعو َّ ُ
. َ
فقال:
ِ
األعنز ّأهيا أسم ُن، فانطلقت إىل وأخذت ّ
الش�فرةَ، عيل، فعمدت إىل ّ ِ
ُ ُ الش�ملة ،فش�ددهتا َّ ُ
لرس�ول اهلل ﷺ ،ف�إذا ه�ي حافل� ٌة ،وإذا ه�ن ح ّف ٌ�ل ك ّله�ن ) ،(1فعم�دت إىل ٍ
إناء ِ فأذبحه�ا
ُ َّ َّ َ
فجئت إىل
ُ فحلبت ِ
فيه حتّى علت ُه رغ�وةٌ، ُ أن حيتلبوا ِ
في�ه، يطمع�ون ْ
َ آلل حمم ٍ
�د ﷺ م�ا كانوا ِ
ّ
ِ
رسول اهلل ﷺ.
. َ
فقال:
ثم ناولني.
ارشب ،فرشبَّ ،
ْ َ
رسول اهللِ، قلت :يا
ُ
ثم ناولني.
فرشبَّ ،
َ ارشب،
ْ َ
رسول اهلل فقلت :يا
ُ
ِ
األرض. ألقيت إىل
ُ ضحكت حتّى
ُ وأصبت دعوت ُه،
ُ روي،
َ ّبي ﷺ قدْ عرفت َّ
أن الن َّ ُ فلا
ّ
َ
رس�ول اهلل َ
كان م� ْن أمري كذا فقلت :يا
ُ . ّب�ي ﷺ: َ
فق�ال الن ُّ
وفعلت كذا.
ُ وكذا،
ّبي ﷺ: َ
فق�ال الن ُّ
.
باحلق م�ا أبايل إذا أصبته�ا ،وأصبتها َ
معك م� ْن أصاهبا م َن فقل�ت :وا ّل�ذي َ
بعثك ِّ ُ َ
ق�ال،
الن ِ
ّاس).(2
ويف قصة إسالم سلان الفارس ّ Iملا قدّ م إىل رسول اهلل ﷺ طعام ًا عىل وجه اهلدية،
وأمر أصحاب ُه ،فأكلوا مع ُه).(3 ُ
رسول اهلل ﷺ منهاَ ، َ
أكل
. ُ
رسول اهلل ﷺ: َ
فقال
َ
رسول اهلل. ِ
األنصار :أنا يا فقال ٌ
رجل م َن َ
ِ
رسول اهلل ﷺ. ضيف
َ ِ
المرأته :أكرمي فقال ِ
رحلهَ ، فانطلق ِبه إىل
َ
ِ
رج�الن حاجتها واحدةٌ ،فتك ّل َم أحدمها، نبي اهلل ﷺ اس َ L ع�ن ِ
اب�ن ع ّب ٍ ِ
قال :جا َء َّ
فوجدَ نبي اهلل ﷺ من ِ
فيه إخالف ًا).(2 ْ ُّ
. َ
فقال ل ُه:
ٍ
ثالث. أطعم طعام ًا ُ
منذ ُ َ
ْ ألفعل ،ولكنّي مل ْ فقالّ :إين
فأمر ِبه رج ً
ال فآوا ُه ،وقىض ل ُه حاجت ُه).(3 َ
) (1رواه البخ�اري [ ]3789ومس�لم [ ،]2054وق�د س�بق م�ع بع�ض فوائ�ده يف الب�اب الث�اين يف تعامله ﷺ مع
الضيوف ،فلرياجع هناك.
تغري رائحة الفم ،واخللوف يظهر عند خلو املعدة من الطعام.
) (2من اخللوف وهو ّ
) (3رواه أمحد [ ]2405وقال اهليثمي يف جممع الزوائد" [324/10[ :إسناده جيد" ،وصححه أمحد شاكر يف تعليقه
عىل املسند [.[131/4
ﷺ
يعيشكم؟
ْ فقلت :يا خال ُة ما َ
كان ُ
كانت ِ
األنصار ْ ٌ
جريان م َن ِ
لرس�ول اهلل ﷺ ّمر واملا ُءّ ،إال أ ّن ُه قدْ َ
كان ِ
قالت :األس�ودان الت ُ
ْ
ألباهنم ،فيسقينا).(4
ْ َ
رسول اهلل ﷺ م ْن َ
يمنحون منائح ،وكانوا
ُ هلم
ْ
كبد ّإال ريف من ٍ
يشء يأكل�ه ذو ٍ ن عائش� َة J
ُ ّب�ي ﷺ وما يف ّ ْ قال�ت :لقدْ ّ َ
تويف الن ُّ ْ وع� ْ
ففني).(5
عيل ،فكلت ُه َ فأكلت من ُه حتّى َ ٍ
طال َّ ُ رف يل،
شعري يف ٍّ شطر
ُ
تر).(6 ِ
أكلتني يف يو ٍم ّإال إحدامها ٌ حمم ٍد ﷺ
أكل ُآل ّ
قالت :ما َ
ْ ن عائش َة J وع ْ
فعرضت
ْ نحفر، ِ
اخلندق ويف حديث جابر بن عبد اهلل Lقصة حفر اخلندق :إنّا يو َم
ُ
ِ
اخلندق. عرضت يف
ْ ٌ )(7 كدي ٌة شديدةٌ ،فجاءوا النّبي ﷺ ،فقالواِ :
هذه كدية َّ
َ
فأخذ نذوق ذواق ًا،
،ولبثنا ثالث َة أ ّيا ٍم ال ُ ثم قا َم
َّ ، َ
فقال:
فرضب ،فعا َد كثيب ًا َ
أهيل...احلديث).(1 َ َ
املعول، ّبي ﷺ
الن ُّ
اجلوع ،ورفعنا ع� ْن بطوننا ع ْن
َ ِ
رس�ول اهلل ﷺ وع� ْن أيب طلح َة َ I
قال :ش�كونا إىل
ِ
حجرين).(2 ُ
رسول اهلل ﷺ ع ْن فرفع ٍ
حجرَ ، ٍ
حجر
ﷺ
ِ َ ِ ِ
الي�ان -وهو من أتباع التابعنيَ -
ق�الّ :ملا
املهاج�رون باملدينة ،ومل ْ كثرت ع�ن عثان بن
َ
فكان الص ّف ِة،
أصحاب ّ
َ هم:وس�ا ْ
ّ ُ
رس�ول اهلل ﷺ املس�جدَ ، أنزهلم
ْ دار ،والَ مأوى
هلم ٌ يك ْن ْ
هبم).(3
ويأنس ْ
ُ جيالسهم،
ْ
ٌ
امتثال ألمر اهلل تع�اىل كا قال( :ﭑ ِ
املجالس�ة تس�لي ٌة هلم ومؤانس� ٌة ،وفيها ويف هذه
ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ
ﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰ) [الكهف.[28 :
«يأمر تعاىل نب ّيه حممد ًا ﷺ -وغريه أسوته ،يف األوامر والنواهي -أن يص َ
ر ُ
ِ
النهار املنيب�ني (ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ) ،أيّ :أو َل َ نفس�ه مع املؤمنني العباد
ِ
بصحبة األمر ِ ِ
واإلخ�الص فيها ،ففيها ُ بالعبادة، وآخ�ره يريدون بذلك وج َه اهلل ،فوصفهم
النفس عىل صحبتهم ،وخمالطتهم ،وإن كانوا فقرا َء؛ فإن يف صحبتهم منِ ِ
وجماهدة ِ
األخيار،
ِ
الفوائد ما ال حيىص.
(ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺﯻ ﯼ ﯽ ﯾ
ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ).
ِ
واإلخالص؛ رغب ًة يف ِ
العبادة عنك ،وعن جمالس�تك َ
أهل «أي :ال تطر ْد َ
ِ
ودعاء ِ
والص�الة ونحوها، بالذ ِ
كر، ِ
العبادة ّ رهبم دع�ا َء ِ ِ
جمالس�ة غريهم م� َن املالزمني لدعاء ّ
ِ
األغراض سوى َ
قاصدون بذلك وج َه اهلل ،ليس هلم من ِ
النهار وآخره ،وهم ِ
املس�ألة يف ّأو ِل
ِ
اجلليل. ِ
الغرض ذلك
ِ
أهل جملسه .(1)«
ِ
العرب أنفوا أن يستجيبوا إىل دعوة ِ
أرشاف أن مجاع ًة من ِ
نزول هذه اآليات َّ سبب
وكان ُ
ع�اف ،من أمثال :صهيب ،وبالل ،وعار،الض َاإلس�الم؛ ألن حممد ًا ﷺ يؤوي إليه الفقرا َء ّ
ِ
العرق لفقرهم. تفوح منها رائح ُة
جباب ُ
ٌ وخ ّباب ،وسلان ،وابن مسعود ،وأمثاهلم ،وعليهم
ٍ ِ
قريش! سادات ومكانتهم االجتاع ّي ُة ال ّ
تؤهلهم ألن جيالسوا
ِ
هؤالء الكرا ُء إىل رس�ول اهلل ﷺ أن يطردهم عن�ه ،فأبى(.ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ فطل�ب
�ص هل�م ﭡﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ) .فاقرتح�وا أن ّ
خيص َ
ع�اف؛ كي َّ
يظل الض ُ ِ ُ ِ
لألرشاف جملس� ًا آخر ،ال جملس� ًا،
يكون فيه ه�ؤالء الفقرا ُء ّ �ص
وخيص َ
ّ
اجلاهيل!
ِّ للسادة امتيازهم ،واختصاصهم ،ومهابتهم يف املجتمع
. َ
قال:
ِ
األموال با فعلنا، س�مع إخواننا ُ
أهل َ ِ
رس�ول اهلل ﷺ ،فقالوا: فرجع فقرا ُء املهاجري َن إىل
َ
ففعلوا مثل ُه.
).(4 ُ
رسول اهلل ﷺ: َ
فقال
ﷺ
).(1
الغفاري َ I
قال :أمرين خلييل ﷺ بسبعٍ: ِّ ذر
فع ْن أيب ٍّ
).(2
ﷺ
ُ
رس�ول اهلل ﷺ ر أن مس�كين ًة
حنيف َّ L ٍ س�هل ِ
ِ ع� ْن أيب أمام َة ِ
مرضت ،فأخ َ
ْ ب�ن بن
عنهم.
ْ ُ
ويسأل املساكني،
َ ُ
رسول اهلل ﷺ يعو ُد َ
وكان بمرضها،
. ُ
رسول اهلل ﷺ: َ
فقال
َ
رسول اهلل ﷺ. فخرج بجنازهتا ليالً ،فكرهوا ْ
أن يوقظوا َ
. كان م ْن شأهنا َ
فقال: ر با ّلذي َ ُ
رسول اهلل ﷺ أخ َ أصبح
َ فلا
ّ
َ
ونوقظك. َ
نخرجك لي ً
ال أن َ
رسول اهلل كرهنا ْ فقالوا :يا
ٍ
تكبريات).(3 أربع صف بالن ِ ُ
وكر َّاس عىل قرهاَ ّ ، رسول اهلل ﷺ حتّى َّ فخرج
َ
ِ
رس�ول اهلل ﷺ يف مع ِ
جوف ال ّل ِ ٍ
يل ،وأنا َ مس�عود Iق�الُ :
قمت م ْن ع� ْن عبدَ اهلل ب َن
ُ
رسول اهلل ﷺ أنظر إليها ،فإذا ِ ِ تبوك ،فرأيت شعل ًة م ْن ٍ ِ
غزوة َ
العسكر ،فاتّبعتها ُ ناحية نار يف
وعمر.
ُ وأبو ٍ
بكر
ُ
ورس�ول اهلل ﷺ يف هم قدْ حفروا ل ُه،
م�ات ،وإذا ْ
َ امل�زين قدْ
ّ ِ
البجادي�ن وإذا عب�دُ اهلل ذو
فد ّلياه ِ وهو ُ ِ ِ حفرته ،وأبو ٍِ
إليه. ُ يقول: وعمر يد ّليانه إليهَ ،
ُ بكر
) (1السرية النبوية [ ]527/2البن هشام ،وقال ابن حجر يف اإلصابة [ :[162/4رجاله ثقات إال أن فيه انقطاعا«.
) (2السرية النبوية [ ]527/2البن هشام.
) (3أي :جارية.
) (4رواه البخاري [ ،]4823ومسلم [.[2182
) (5رواه البخاري [ ،]5224ومسلم [.[2182
ّبي ﷺ ممّا ُ
يقول للخاد ِم: ٍ
امرأة َ
قالَ : ٍ
. كان الن ُّ رجل ْأو ع ْن خاد ٍم للن ِّ
ّبي ﷺ
َ
رسول اهلل حاجتي. ذات يو ٍمَ ،
فقال :يا َ
قال حتّى َ
كان َ
. َ
قال:
ِ
القيامة). تشفع يل يو َم أن َ
قال( :حاجتي ْ
َ
. َ
قال:
ريب. َ
قالّ :
).(2 َ
قال:
ِ
بوضوئه ِ
رسول اهلل ﷺ ،فأتيت ُه مع األسلمي َ I بن ٍعن ربيع َة ِ
أبيت َ
كنت ُ
قالُ : ِّ كعب
. فقال يل: ِ
وحاجتهَ ، [أي :املاء الذي يتوضأ به]،
ِ
رسول اهلل ﷺ. مر ٌ
رجل عىل اعدي Iأ ّن ُه َ ٍ سهل ِ
ِ
قالَّ : ِّ الس
بن سعد ّ ع ْن
. َ
فقال:
أن يش ّف َع،
شفع ْ ينكحْ ، خطب ْ حري ْ ِ
أرشاف الن ِ قالواٌ :
وإن َ أن َ َ إن ٌّ ّاس ،هذا واهلل رجل م ْن
يستمع.
َ أن وإن َ
قال ْ ْ
).(1 ُ
رسول اهلل ﷺ: َ
فقال
. ُ
رسول اهلل ﷺ: قالَ :
قال ذر َ I
وع ْن أيب ٍّ
َ
رسول اهلل. نعم يا
قلتْ :
ُ
. َ
قال:
َ
رسول اهلل. نعم يا
قلتْ :
ُ
. َ
قال:
. َ
قال:
َ
أدخل. حرض
َ أعطي ،وإذا
َ قلت :إذا َ
سأل ُ
. َ
قال:
. َ
فقال:
اآلخر؟
ُ ِ
بعض ما يعطى َ
رسول اهللِ ،أفال يعطى م ْن قلت :يا
ُ
).(1 َ
فقال:
)(2 ُ
رسول اهلل ﷺ: قالَ :
قال بن ٍ
مالك َ I أنس ِ
وع ْن ِ
).(3
ِ
رس�ول اهلل ﷺ أ ّن ُه َ
قال: بن عمرو ِ
بن العايص Lع ْن ع�ن ِ
عب�د اهلل ِ ْ
.
أعلم.
قالوا :اهلل ورسول ُه ُ
َ
قال:
D
.
) (1رواه ابن حبان [ ،]685وصححه األلباين يف صحيح الرتغيب والرتهيب [.[3203
الثوب اخللق .النهاية [.[306/3
ُ ) (2ال ّطمر:
) (3رواه الرتمذي [ ،]3854وصححه األلباين يف صحيح اجلامع [.[4573
َ
ق�ال:
).(1
ِ ِ
رسول اهلل ﷺ َ َ
كنت قائ ًا عندَ رسول اهلل ﷺ ،فجا َء ح ٌ
ر م ْن قالُ : ثوبان Iموىل ع ْن
يرصع منها. حممدُ ،فدفعت ُه دفع ًة كا َد َ ِ
اليهودَ ، ِ
ُ عليك يا ّ السال ُم
فقالّ : أحبار
َ
فقال :مل َ تدفعني؟
َ
رسول اهلل؟ فقلت :أال ُ
تقول :يا ُ
سا ُه ِبه أهل ُه. ِ
اليهودي :إنّا ندعو ُه باسمه ا ّلذي ّ
ُّ َ
فقال
. ُ
رسول اهلل ﷺ: َ
فقال
َ
أسألك. جئت
اليهوديُ :
ُّ َ
فقال
. ُ
رسول اهلل ﷺ: َ
فقال ل ُه
بأذين.
أسمع َّ
ُ َ
قال:
. فقال: ٍ
بعود مع ُهَ ، ُ
رسول اهلل ﷺ فنكت
َ
موات؟
ُ والس ِ
األرض ّ غري
األرض َ
ُ ّاس يو َم تبدّ ُل ُ
يكون الن ُ اليهودي :أي َن
ُّ َ
فقال
. ُ
رسول اهلل ﷺ: َ
فقال
قال :فم ْن ّأو ُل الن ِ
ّاس إجازةً؟ َ
...احلديث).(2 َ
قال:
العاص - Lس�أل ُهِ س�معت عبدَ اهلل ب َن عمرو ِ
بن احلبيل قال: الر ِ
محن ِ
ُ ِّ وعن أيب عبد ّ
فقال ل ُه عبدُ اهللَ :
ألك امرأ ٌة تأوي إليها؟. ِ
فقراء املهاجري َن؟َ - رجل َ
فقال :ألسنا م ْن ٌ
نعم. َ
قالْ :
َ
قالَ :
ألك مسك ٌن تسكن ُه؟.
نعم. َ
قالْ :
ِ
األغنياء. فأنت م َن َ
قالَ :
أعلم. َ
قال :اهلل ورسول ُه ُ
َ
فقال:
.
).(2 َ
قال:
ُ
رس�ول اهلل ﷺ: ق�الَ :
ق�ال وع� ْن أيب هري�ر َة َ I
).(1
ُ
حديث أبي هريرة على ابن عمرو على أن الس�بق بأربعين عام ًاَّ ،
ودل حديث ِ
ُ َّ
دل
ٍ
بأمور: والجمع بينهما ِ
بخمسمائة عا ٍم، السبق
َ أن
ُ
.1أن فقراء املهاجرين يدخلون اجلنة قبل أغنياء املهاجرين بأربعني خريف ًا ،ويسبق ُ
سائر
سائر األغنياء بخمسائة عام. ِ
الفقراء َ
تفض ِل اهلل َّ
جل «ذك�ر ّ
ُ ب�و َب اب ُن حبان حلديث عب�د اهلل بن عمرو Iبقوله: فق�د ّ
ٍ
بمدد معلومة»).(2 ِ
فقراء املهاجرين بإدخاهلم اجلن َة قبل أغنيائهم وعال عىل
ِ
فقراء هذه تفضل اهلل جل وع�ال عىل
وب�وب حلدي�ث أيب هري�رة Iبقوله« :ذكر ّ
ّ
األمة الصابرين عىل ما أوتوا بإدخاهلم اجلنة قبل أغنيائهم بمدد معلومة»).(3
ُ
فيحتمل .2قال البيهقي« :اختلفت الروايات يف هذه املواقيت فإن كانت ك ّلها حمفوظ ًة،
ِ
درجات الفقراء ،ومنازهلم من الطاعة»).(4 ِ
باختالف أن يكون اختالفها
مسَ ،
فقال: وطلعت ّ ِ بن ٍ
عمرو َ L وعن ِ
عبد اهلل ِ
الش ُ ْ رسول اهلل ﷺ، كنت عندَ
قالُ : ْ
.
َ
رسول اهللِ؟ هم يا فقال أبو ٍ
بكر :أنح ُن ْ َ
َ
ق�ال:
.
َ
رسول اهللِ؟ َ ،
فقيل :م ْن الغربا ُء يا َ
وقال:
).(1 َ
قال:
ّبي ﷺ َ
قال: عن الن ِّ ٍ
حصني ِ I عم�ران ِ
بن َ فع� ْن
).(2
) (1رواه أمحد [ ،]7032وقال األلباين :صحيح لغريه« .صحيح الرتغيب والرتهيب [.[3188
) (2رواه البخاري [ ،]3241ومسلم [.[2737
) (3رشح ابن بطال عىل صحيح البخاري [.[173/10
ِ
وشكر املنع ِم»).(1 ِ
واإلحسان، ِ
للفضل، ٌ
دليل أن املر َء ّ
يعذ ُب عىل اجلحد
ّبي ﷺ َ
ق�ال: بن ٍ
زي�د َّ L وع�ن أس�ام َة ِ
أن الن َّ ْ
).(2
اذهب.
ْ قال:
َ
يكون معهم. يرغب يف قرهبم ،وأن
ُ يرغب يف الفقراء،
ُ كان ﷺ
هبم.
أي :اطلبوهم يل ،أستعني ْ
ْ
حاهلم. ِ
لرثاثة يستضعفهم النّاس وهم م ْن
ْ ُ املسلمنيْ ،
َ أي :صعاليك
ْ
دعائهم. ِ
بركة بسببهمْ ،أو كم، َ
ْ ْ عدو ْ
تعاونون عىل ّ أي:
ْ
ّب�ي ﷺ: ال عىل م� ْن دون ُهَ ،
فق�ال الن ُّ وق�د رأى س�عدٌ َّ I
أن ل� ُه فض� ً
).(1
الر ُ
جل يأيت َ
وكان ّ كثرته وق ّل ِته،
ِ قدر ِ
نخله عىل ِ جل يأيت م ْنالر ُ َ
فكان ّ أصحاب ٍ
نخل، َ كنّ�ا
ِ
املسجد. ِ
والقنوين ،فيع ّلق ُه يف ِ )(1
بالقنو
يطعم مصاب ًا [أي :يف بيع بن خثيم َ وريَّ : ألحد الس�لف :ع ْن ٍِ
ُ أخذ الر َ
أن ّ منذر ال ّث ِّ موقف
أكل؟ ِ
يدريه ما َ عقله] خبيص ًا)َ ،(5
فقيل ل ُه :ما
َ
فقال« :لك َّن اهلل يدري!»).(6
ِ
مراعاة اإلخبار با يقع م� َن النّاس بعده ﷺ م� ْن «ومعن�ى هذا احلدي�ث:
ُ
وإيثاره�م بط ّي ِ
ب ال ّطع�ام ،ورفع ِ
ع�وة، وختصيصه�م بالدّ ِ
األغني�اء يف الوالئ�م ،ونحوه�ا،
ْ ْ
هو الغالب يف الوالئم .واهلل املستعان»).(1 وتقديمهم ،وغري َ
ذلك ممّا َ ْ جمالسهم،
ْ
منكرات. جتيب إذا مل يكن فيها ٍ
ٌ دعيت إىل وليمة فالبد أن َْ فإذا
ليس هلم إىل ما فيها من الطعا ِم ِ
الوالئم يدعى إليها األغني�ا ُء الذين َ
َ لألس�ف نرى ولكن
ألكلة ط ّي ٍبة يقيمون هبا أودهم.
ٍ ِ
احلاجة أمس ُ
ويرتك الفقرا ُء الذين هم يف ِّ حاج ٌة،
َ
وليمتك. نصيب من ِ
للفقراء تنس الفقرا َء ،ليك ْن
ٌ فيا صاحب الوليمة ،ال َ
ّ
كالتخش�ع والتواضع، (ﮫ ﮬ) أي :تعرفه�م يا حممدُ بعالمتهم وآثارهم
ِ
الثياب ،أو نحو ذلك. احلاجة يف وجوههم ،أو ِ
رثاثة ِ أو ِ
جهد
ألح. ُ
السائل يف مسألته إذا َّ أحلف
َ (ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ) يقال :قد
ٍ
إحلاف؟ غري َ ِ َ
الناس من َ
يسألون َ هؤالء القو ُم أفكان فإن قال قائل:
أهل تع ّف ٍ
ف ،وأهنم الناس أصالً ،وذلك أن اهلل Dوصفهم بأهنم ُقيل :بل ال يس�ألون َ
ِ
كانت املسأل ُة من شأهنم ،مل تكن صفتهم التع ّفف. إنا كانوا يعرفون بسياهم .فلو
ن حزا ٍم I
حكيم ب َ
َ .ع� ْن ﷺ
َ
رسول اهلل ﷺ ،فأعطاين. سألت
ُ َ
قال:
.
َ
بعدك ش�يئ ًا حتّى باحلق ال أرز ُأ أحدا
ً )(4
رس�ول اهلل ،وا ّلذي َ
بعثك ِّ َ فقلت :يا
ُ حكيم:
ٌ َ
قال
َ
أفارق الدّ نيا.
ِ
العطاء ،فيأبى ْ
أن يقبل ُه من ُه. فكان أبو ٍ
بكر Iيدعو حكي ًا إىل َ
أن َ
يقبل من ُه شيئ ًا. عمر Iدعا ُه؛ ليعطي ُه ،فأبى ْ
إن َثم َّ
َّ
ِ
علي�ه ح ّق ُه م ْن هذا أعرض املس�لمني ،عىل حكي ٍم ّأين معرش أش�هدكم يا عمرّ :إين َ
ُ َ َ ْ فق�ال ُ
أن يأخذ ُه. ِ
الفيء ،فيأبى ْ
وترصف.
) (1تفسري الطري [ ]600-593/5باختصار ّ
اخلر َّ
ألن املرا َد الدّ نيا ّث َ) (2أن َ
أي :م ْن أخذه ِ
بغري سؤال. ٍ أيِ :
بغري رشه وال إحلاح ْ )ْ (3
أنقص مال ُه بال ّط ِ
لب من ُه. ) (4ال ُ
).(5
النبي ﷺ قال:
أن َّ ع ْن أيب هرير َة َّ I
).(3
النبي ﷺ ق�ال:
أن َّ وعن� ُه َّ I
).(4
ِ
االزدراء ،وما يرجى فيها االحتطاب عىل ما فيها من مش ّق ٍة ،وما حتوي من نظرات
ِ فمهن ُة
ِ
البطالة ،وتك ّفف الناس. خري من ٍ من ٍ
ضئيل ٌ ربح
ﷺ
•
رس�ول اهلل ﷺ َ
قال: َ بن ٍ
مالك َّ I
أن أن�س ِ
ِ ع� ْن
).(5
أجر فاعيل ال�زرعَِّ ، ِ «يف ِ
وأن َ الغرس ،وفضيلة ّ هذه األحادي�ث :فضيلة
رع ،وما تو ّلدَ من ُه إىل يوم القيامة»).(6
والز ُ
الغراس ّ
ُ مستمر ما دا َم
ٌّ َ
ذلك
رس�ول اهلل ﷺ َ
قال: َ بن ٍ
مالك َّ I
أن أنس ِ
وع ْن ِ
).(2 )(1
•
ِ
رس�ول اهلل ﷺ أنه قال: ِ
ع�ن املق�دا ِم Iع ْن
).(3
أن اقتص�اره يف ِ
أكله عىل ما يعمل ُه كر َّبالذ ِ ِ
ختصيص داو َد ّ ٍ
حجر« :احلكم ُة يف ق�ال اب� ُن
قال اهلل تعاىل. ِ
األرض كا َ كان خليف ًة يف ِ
احلاجة؛ أل ّن ُه َ ِ
بيده مل ْ يك ْن م َن
ِ
االحتجاج قصت ُه يف مقا ِم
ّبي ﷺ ّ ِ
األفضل؛ وهلذا أور َد الن ُّ ِ
طريق َ
األكل م ْن وإنّا ابتغى
عمل ِ
اليد»).(4 ِ
الكسب ُ خري هبا عىل ما قدّ م ُه م ْن َّ
أن َ
•
ق�ال تع�اىل( :ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ
ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ) [النساء.[29 :
املج�از أس�واق ًا يف اجلاهل ّي ِة،
ِ عكاظ وجمنّ� ُة وذو
ُ كان�ت
ْ �اس َ L
قال: ع�ن ِ
اب�ن ع ّب ٍ ِ
فنزل�ت( :ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ
ْ فتأ ّثم�وا ْ
أن يتّج�روا يف املواس� ِم؛
ﭸ ﭹ ﭺ) [البقرة.(5)[198 :
احلج» هي قراء ُة ابن ع ّب ٍ
اس ،وهي قراء ٌة شا ّذة ،وحكمها عند قوله« :يف مواس ِم ِّ
حكم التفسري).(6
ُ األئمة
ّبي ﷺ أعطا ُه دينار ًا يش�رتي ل ُه ِبه ش�اةً ،فاشرتى ل ُه ِبه ع ْن عرو َة البارقي َّ I
أن الن َّ
بالركة يف ِ
بيعهَ ،
فقال ل ُه: ِ ٍ
وش�اة ،فدعا ل ُه ٍ
بدينار ٍ
بدينار ،وجاء ُه فباع إحدامها ِ
ش�اتنيَ ،
.
الرتاب لربح ِ
فيه).(1 َ
َ فكان ْلو اشرتى ّ َ
•
. ّبي ﷺ َ
قال: ع ْن أيب هرير َة ِ I
عن الن ِّ
).(2 وأنت؟ َ
فقال: َ
فقال أصحاب ُهَ :
•
قال تعاىل( :ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ
ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘﮙ ﮚ ﮛﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ) [سبأ.[11-10 :
•
).(3 S رسول اهلل ﷺ َ
قال: َ ع ْن أيب هرير َة َّ I
أن
الصنائع.
جواز ّ
ُ
وأهنا صنعة فاضلة. َّ
أن النّجارة ال تسقط املروءةّ ،
كان صانع ًا يأكل م ْن كسبه).(4
فضيل ٌة لزكر ّيا ﷺ ،فإ ّن ُه َ
ِ
احلالل، ِ
والكس�ب ِ
العمل، ليدف�ع القادرين إىل ِ
صدقات املس�لمني؛ وذلك ٍ
كس�ول ح ّق ًا يف
َ
).(3)«(2 )(1 َ
فقال:
أن أراه فارغ ًا لي�س يف ٍ
يشء م ْن ِ الر َ
عمل َ ج�ل ْ ُ ألمق�ت ّ
ُ «إين
وق�ال عب�د اهلل بن مس�عودّ :
ِ
اآلخرة»).(4 الدّ نيا ،وال ِ
عمل
ِ
واإلنفاق عىل ِ
احلالل، ِ
الكسب م َن ِ
األبطال: ِ
بعمل َ
«عليك الثوري :V
ُّ ُ
س�فيان وقال
ِ
العيال»).(5
وط�م ب�ري ًا؛ وال تع ّط ْل أج�ري ًا») .(6أي :البد أن تش� ّغل
َّ «احف�ر بري ًا،
ْ يب:
ويق�ول املث�ل الع�ر ُّ
اضطررت إىل أن تش ّغلهم
َ املال بال مقابل ،حتى لو وتعودهم عىل العملّ ،
وأال يأخذوا َ الشبابّ ،
َ
يف عمل ال فائد َة فيه ،فتعويدهم عىل العمل واجلدِّ وترك البطالة يعدُّ من أعظم الفوائد.
يقول الشاعر:
:
.
َ
رسول اهللِ؟. املسكني يا
ُ قالوا :فا
).(7 َ
قال:
قو ٍة.
) (1أيّ :
) (2أي :صحيح البدن.
) (3رواه الرتمذي [ ،]652وأبو داود [ ]1634عن عبد اهلل بن عمرو ،Lوصححه األلباين يف اإلرواء [.[877
) (4رواه ابن أيب شيبة [.[34562
) (5حلية األولياء [.[381/6
) (6جممع األمثال [.[230/1
) (7رواه البخاري [ ]1476ومسلم [ ]1039عن أيب هريرة .I
ونعم عيني.
َ َ
رسول اهللِ، نعم وكرام ٌة يا َ
فقالَّ :
. َ
فقال:
َ
رسول اهللِ؟ َ
قال :فلم ْن يا
. َ
قال:
أشاور أ ّمها.
ُ َ
رسول اهلل َ
فقال :يا
ِ
ابنتك. خيطب ُ
رسول اهلل ﷺ فأتى أ ّمهاَ ،
فقال:
ُ
نعم ،ونعم ُة عيني.
فقالتَّ :
ْ
ٍ
جلليبيب. ِ
لنفسه ،إنّا خيطبها ليس خيطبها َ
فقال :إ ّن ُه َ
تزوج ُه.
لعمر اهلل ال ّ
أجليبيب ابن ْه!! ال ُ
ٌ أجليبيب ابن ْه!!
ٌ أجليبيب ابن ْه!!
ٌ فقالت:
ْ
قالت أمهاِ ،
قالت اجلاري ُة :م ْن خطبني َ فلا أرا َد ْ
رسول اهلل ﷺ؛ ليخر ُه با ْ ّ يت
أن يقو َم؛ ليأ َ ّ
إليكم؟
ْ
فأخرهتا أ ّمها.
ِ
رسول اهلل ﷺ أمر ُه؟ فقالت :أتر ّد َ
ون عىل ْ
ادفعوين؛ فإ ّن ُه مل ْ يض ّيعني.
ِ
رسول اهلل ﷺ فأخر ُه. فانطلق أبوها إىل
َ
َ
شأنك هبا. َ
قال:
. َ
قال:
قالوا :ال.
. َ
قال:
َ
قال :فاطلبو ُه يف القتىل.
. َ
قال:
) (1رواه أمحد [ ،]19285وقال ش�عيب األرنؤوط" :إس�ناده صحيح عىل رشط مس�لم" ،ومن أول قصة الغزوة يف
صحيح مسلم [.[2472
ذلك. ِ
بجواب َ أي:
)ْ (2
ِ
احلجاب أن نك ّلم�ه ،وجعلت زينب تلمع) (1علين�ا من ِ
وراء ال حتّى أردنا ْ
فس�كت طوي ً
ْ ُ ُ ْ ُ َ
أن ال تك ّلا ُه.
ْ
ثم َ
قال: َّ
).(2 َ
وقال ملحمي َة:
.
َ
رسول اهللِ، فقالت :يا
ْ رسول اهلل ﷺ،َ جاءت
ْ أن امرأ ًة ٍ
س�عد رض اهلل عنه َّ س�هل ِ
بن ِ ع ْن
َ
طأطأ ثم
وصوب ُهَّ ،
ّ ّظر إليه�ا، ُ
رس�ول اهلل ﷺ ،فص ّعدَ الن َ فنظر إليها
لك نفيسَ ،أله�ب َ
َ جئ�ت
ُ
رأس ُه.
جلست. ِ
يقض فيها شيئ ًا؛ ِ
ْ فلا رأت املرأ ُة أ ّن ُه مل ْ
ّ
َ ِ
أصحابهَ ، فقا َم ٌ
لك هبا حاج ٌة ّ
فزوجنيها. رسول اهللِْ ،
إن مل ْ يك ْن َ فقال :يا رجل م ْن
. َ
فقال:
َ
رسول اهلل. َ
فقال :ال واهلل يا
. َ
قال:
. َ
قال:
ٍ
حديد ،ولك ْن هذا إزاري. َ
رس�ول اهللِ ،وال خات ًا م ْن رجعَ ،
فقال :ال واهلل يا ثم َ
فذهبَّ ،
َ
قال ٌ
سهل :ما ل ُه ردا ٌء فلها نصف ُه. َ
ُ
رس�ول اهلل ﷺ: َ
فقال
.
فلا
فدعيّ ،
َ فأمر ِبه،
رسول اهلل ﷺ مو ّلي ًاَ ،
ُ ثم قا َم ،فرآ ُه جل حتّى َ
طال جملس ُهَّ ، الر ُ
فجلس ّ
َ
. جا َء َ
قال:
َ
قال :معي سور ُة كذا ،وسور ُة كذا ،وسور ُة كذا .عدّ ها.
. َ
قال:
نعم. َ
قالْ :
).(1 َ
قال:
ِ
جلواز هبة املرأة نفس�ها للنبي ﷺ ،وأن ذلك من خصائصه ال جيوز لغريه ،كا دليل
َ
قال اهلل( :ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ
ﯤ) [األحزاب.[50 :
ٍ
امرأة ،وتأ ّمل ُه إ ّياها. يتزوج جواز النّظر مل ْن أرا َد ْ
أن ّ ُ
ليتزوجها.
الصالح؛ ّ
الرجل ّ ِ
عرض املرأة نفسها عىل ّ استحباب
ُ
أن يس�كت س�كوت ًا يفهم
طلبت من ُه حاج� ٌة ال يمكن ُه قضاؤها ْ
ْ يس�تحب مل� ْن
ُّ أ ّن ُه
فيرصح.
ّ ِ
برصيح املنع ذلك ،وال خيجل ُه باملن ِع ّإال إذا مل ْ حيصل الفهم ّإال
السائل من ُه َ
ّ
ِ
للمرأة ٍ
بصداق أل ّن ُه أقطع للنّزاعِ ،وأنفع يستحب ّأال ينعقد النّكاح ّإال ٌ
دليل عىل أ ّن ُه
ُّ
).(3
ني.
فضيلة األشعر ّي َ
السفر ،وفضيل ُة مجعها يف يشء
فضيلة اإليثار واملواس�اة ،وفضيلة خلط األزواد يف ّ
عند ق ّلتها يف احلرضَّ ،
ثم يقسم).(4
) (1ينظر :فتح الباري [ ،]214/9رشح النووي عىل صحيح مسلم [.[214/9
طعامهم.
ْ فني
) (2أيَ :
) (3رواه البخاري [ ]2486ومسلم [.[2500
) (4رشح النووي عىل صحيح مسلم [.[62/16
بعض
يس�مى :ب� الصنادي�ق التعاون ّية الت�ي تقيمها ُ
ّ قري�ب منه ما
ٌ ويش�ب ُه ذل�ك اليو َم أو
كل حس�ب قدرته ،ثم ٍ
اش�رتاكات من أفرادها ٌّ مجع ِ ِ ِ
ويتم فيها ُ
واألرس ،والعائالتُّ ، القبائل،
يرصف هذا ُ
املال يف املحتاجني. ُ
ِ
س�ات،للمؤس اجتاعي تابع ٌة ٍ
تكافل صناديق
ُ ِ
البالد اإلس�الم ّية توجدُ يف ٍ
كثري من
ّ ٍّ
ِ
واهليئات ،املختلفة.
ِ
الصناديق يف البنوك الربو ّية، ِ
أموال ِ
الش�ديد يقو ُم املس�ئولون فيها بوضع ِ
لألس�ف لكن
ِ
ومساعدة املحتاجني من أموال الربا!
•
رسول اهلل ﷺ ُ
يقول: َ سمعت
ُ بن ٍ
مالك َ I
قال: أنس ِ
ع ْن ِ
).(2 )(1
عن الر ِ
هو ما َ
أكل ْأو ما ينقص؟ ْ
وهل َ زقْ :
هل يزيدُ ْأو ُ شيخ اإلسال ِم ابن تيم ّي َة ِ ّ َ
س�ئل ُ
ملك ُه العبدُ ؟
ِ
نوعان: «الر ُ
زق فأجابّ :
َ
يتغري.
ما علم ُه اهلل أ ّن ُه يرزق ُه ،فهذا ال ّ ُ
) (1أيّ :
يؤخر.
) (2رواه البخاري [ ]2067ومسلم [.[2557
ِ
األسبابَّ ،
فإن العبدَ ِ
بحسب وينقص
ُ وأعلم ِبه املالئك َة ،فهذا يزيدُ ،
َ ما كتب ُه،
ذلك. َ
وصل رمح ُه زاد ُه اهلل عىل َ تكتب ل ُه رزق ًاْ ،
وإن َ يأمر اهلل املالئك َة ْ
أن ُ
فإن َ زق هي من ِ
مجلة ما قدّ ر ُه اهلل ،وكتب ُهْ ، ُ واألس�باب ا ّلتي
كان قدْ تقدّ َم الر ُ َ ْ حيصل هبا ّ ُ
وذلك ا ّل�ذي قدّ ر ُه ل ُه
َ واالكتس�اب، �عي ِ ِ بأ ّن ُه ُ
َ الس َ
يرزق العبدَ بس�عيه واكتس�ابه أهلم ُه ّ
ِ
موروثه ِ
كموت ٍ
اكتس�اب االكتس�اب ،وما قدّ ر ُه ل ُه ِ
بغري ِ ِ
بدون ُ
حيصل ِ
باالكتس�اب ال
ٍ
اكتساب. يأتيه ِبه ِ
بغري ِ
راعة ،والت ِ
ّجارة. والز ِ زق؛ كالص ِ
ناعةّ ، نصب للر ِ سعي فيا
ّ َ ّ عي سعيانٌ : والس ُ
ّ
عون ِ
العبد ما فإن اهلل يف ِ
ذلك؛ َّ ِ
ونحو َ اخللق ِ
واإلحسان إىل ِ وسعي بالدّ ِ
عاء ،والتّوك ِ
ّل، ٌ
عون ِ
أخيه).(1 كان العبدُ يف ِ َ
•
ُ
رس�ول اهلل ﷺ: ق�الَ :
ق�ال ثوب�ان َ I
َ ع� ْن
).(2
رس�ول اهلل ﷺَ ،
فق�ال: ُ ق�الَ :
أقبل علين�ا عم�ر َ L ب�ن وع�ن ِ
عب�د اهلل ِ
َ ْ
).(1
ّبي ﷺ أ ّن ُه َ
قال: ٍ
مس�عود ِ I وعن ِ
ِ
عن الن ِّ ابن
).(2
•
قال ﷺ:
).(3
•
رسول اهلل ﷺ ُ
يقول: َ سمع
َ ع ْن أيب كبش� َة األن ِّ
ّاري Iأ ّن ُه
).(4
•
ّبي ﷺ أ ّن ُه َ
قال: �اب ِ I
عن الن ِّ عمر ِ
بن اخل ّط ِ ع� ْن َ
).(5 [أي :جياع ًا]
أن ال رازق ّإال اهللْ ،
وأن بأن تعلموا يقين ًا ْ
ْ
مجيل ،وتوك ٍ
بوجه ٍ ٍ تسعون يف ال ّط ِ
ّل).(6 لب َ ثم مانع ّإال َ
هوَّ ، معطي ،وال َ
َ ال
ﷺ
ِ
البحرين يأيت اجلر ِ
اح إىل َ
رسول اهلل ﷺ َ ٍ
عوف َّ I عن عمرو ب َن
بعث أبا عبيد َة ب َن ّ أن
بجزيتها.
احلرضمي.
ِّ عليهم العال َء ب َن
ْ ِ
البحرين ،وأ ّم َر صالح َ
أهل َ ُ
رسول اهلل ﷺ َ
وكان
ِ
البحرين. فقدم أبو عبيد َة ٍ
بال م ْن َ
فلا ِ األنص�ار بق�دو ِم أيب عبي�دةَ ،فوافوا [أت�وا] صال َة ِ
ّب�ي ﷺّ ،
مع الن ِّ
الفج�ر َ ُ فس�معت
تعرضوا ل ُه.
انرصف ّ
َ
رآهم.
ْ حني ُ
رسول اهلل ﷺ َ فتبس َم
ّ
. ثم َ
قال: َّ
َ
رسول اهلل. قالواْ :
أجل يا
َ
ق�ال:
).(1
ِ
س�وء عاقبتها، حيذر م ْن فتحت ِ
عليه ْ ِ
«فيهَّ :
أن َ ْ أن زهرة الدّ ني�ا ينبغي مل ْن
ينافس غريه فيها»).(2
َ ورش فتنتها ،فال يطمئ َّن إىل زخرفها ،وال
ِّ
ونتخوف ُه، الفق�ر، نذكر ُ وع�ن أيب ال�دّ ِ
ّ َ رس�ول اهلل ﷺ ،ونح� ُن ُ خ�رج علينا
َ رداء :I
َ
فق�ال:
).(3
ِ
الفقراء. جوانب من تعامله ﷺ مع ألقينا الضو َء فيا مىض عىل
َ
يطعمهم ممّا عنده أحيان ًا.
ْ حيث َ
كان ﷺ ُ
وأحيان ًا ُ
يأمر بالصدقة عليهم.
يعرض عىل أصحابه استضافتهم.
ُ وأحيان ًا
ِ
بامل�ال ،ق�ال تع�اىل( :ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ وق�د امت� َّن اهلل تع�اىل علين�ا
ﭻ ﭼﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ) [األعراف.[26 :
ُ
واألموال ).(1 املتاع،
يشُ : والر ُ
ّ
أحب إ َّيل ف عرش َة ِ
آالف دره ٍم «ألن أخ ّل َ
الث�وري ْ :V
أحاس�ب عليها ُّ
ُ ُّ وقال س�فيان
أحتاج إىل الن ِ
ّاس«).(2 َ م ْن ْ
أن
ِ
األغنياء كأيب ٍ
بكر، كثري من ِ ِ
والنبي ﷺ قد اتّبع ُه األغنيا ُء ،والفقرا ُء ،وقد كان من الصحابة ٌ
ُّ
ِ
عفان ،وسعد ِ وعثان ِ ٍ ِ ِ
بن الربيعِ ،وأيب طلح َة ،وغريهم ٌ
كثري. َ بن َ الرمحن بن عوف، وعبد
ُ
يتعامل معهم؟ النبي ﷺ
فكيف كان ُّ
َ
فأقبلت َ
إليك. ُ
أظلم.
َ كنت
أظلم ،واهلل أنا ُ
َ كنت َ
رسول اهلل واهلل أنا ُ َ
فقال :يا
أوذي بعدها).(1
َ فا
ُ
رس�ول اهلل ﷺ: ق�الَ :
قال وع� ْن أيب هري�ر َة َ I
.
َ
رسول اهلل ).(2 هل أنا ،ومايل ّإال َ
لك يا وقالْ : فبكى أبو ٍ
بكر َ
النبي ﷺ ،فقد َ
جعل نفس� ُه ِ ِ الصدّ ِ ِ
ي�ق ،وتواضعه يف ح�رضة ِّ ويف ه�ذا غاي�ة الت�أ ّدب من ّ
كالعبد للنبي ﷺ.
ﷺ
. َ
قال:
َ
رسول اهلل. الصحب َة يا َ
قالّ :
. َ
قال:
للخروجْ ،
فخذ إحدامها. ِ ِ
ناقتني أعددهتا إن عندي َ
رسول اهللَِّ ، َ
قال :يا
) (1حاشية السندي عىل سنن ابن ماجة [ ،]85/1التيسري برشح اجلامع الصغري [.[57/ 2
) (2رواه الرتمذي [ ،]3701وأمحد [ ،]20107وحسنه األلباين يف حتقيق املشكاة [.[6064
).(1 َ
قال:
هو يل.
ليس َ قال ابن حجر« :زا َد ابن إسحاق َ
قال :ال أركب بعري ًا َ
فهو لك. َ
قالَ :
من ا ّلذي ابتعتها ِبه).(2
قال :ال ،ولك ْن بال ّث ِ
َ
. راين َ
فقال: ويف حديث أساء بنت أيب بكر عند ال ّط ِّ
).(3 َ
فقال:
عليه من ِ
ماله ما بكر ِ
أنفق أبو ٍ أهل العل ِم :مل مل يقبلها ّإال بال ّث ِ
من ،وقدْ َ بعض ِ َ
س�ئل ُ
ْ َ ْ
أكثر م ْن هذا َ
فقبل؟ هو ُ َ
ِ
فضل ِ
استكال ِ
وماله رغب ًة من ُه Sيف ِ
بنفس�ه َ
لتكون هجرت ُه إىل اهلل إنّا َ
ذلك
أتم أحواهلا).(4 ِ ِ
اهلجرة ،واجلهاد عىل ِّ
ﷺ
َ ِ
باملدينة ماالً م ْن ٍ ِ عن أنس بن ٍ
وكان نخل، األنصار كان أبو طلح َة َ
أكثر مالك Iقالَ : َ
ويرشب رسول اهلل ﷺ يدخلها،ُ َ
وكان ِ
املسجد، وكانت مس�تقبل َة
ْ أمواله ِ
إليه بريحا َء، ِ أحب
ُ ُّ
ب. ٍ
م ْن ماء فيها ط ّي ٍ
هذه اآلي ُة( :ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ) [آل عمران،[92 : أنزلت ِ فلا َ
ْ أنسّ : قال ٌ
يقول( :ﭑ ﭒ تبارك وتعاىل َُ َ
رس�ول اهللَِّ ،
إن اهلل فقال :يا ِ
رس�ول اهلل ﷺ َ قا َم أبو طلح َة إىل
وإهنا صدق� ٌة هللِ أرجو ّبرها،
أح�ب أم�وايل إ َّيل بريح�ا ُءّ ،
َّ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ)َّ ،
وإن
حيث َ
أراك اهلل. َ
رسول اهللُِ ، وذخرها عندَ اهللِ ،فضعها يا
)(1 ُ
رس�ول اهلل ﷺ: َ
فق�ال
.
َ
رسول اهلل. فقال أبو طلح َةُ :
أفعل يا َ
يب ب ُن ٍ
كعب).(2 حس ُ
ان ،وأ ُّ منهمّ : َ
وكان ْ عم ِه، ِ
فقسمها أبو طلح َة يف أقاربه وبني ّ
ِ
للصدقات. هكذا كان النبي ﷺ ،وينصحهم يف املواضع املناسبة
حيب.
استحباب اإلنفاق ممّا ُّ
ِ
ووجوه ال ّطاعات ،وغريها. الصدقات، ِ
مشاور ُة أهل العلم والفضل يف كيف ّية ّ
حمتاجني.
َ ُ
أفضل م َن األجانب إذا كانوا ِ
األقارب الصدق َة عىل
أن َّّ
وإن مل جيتمع�وا ّإال يف أب ٍ
بعيد؛ َّ
ألن أن القراب� َة يرع�ى ح ّقها يف صل�ة األرح�امْ ْ ،
َّ
وحس�ان بنيب بن كعب ّ األقربني فجعلها يف أ ّ
َ َ
جيع�ل صدقت ُه يف أم�ر أبا طلحة ْ
أن ّب�ي ﷺ َ الن ّ
السابعِ. ِ
ثابت ،وإنّا جيتمعان مع ُه يف اجلدِّ ّ
واالستظالل بظ ّلها،
ُ ُ
ودخول أهل الفضل ،والعلم فيها، ِ
والبساتني، ِ
احلوائط، ّاختا ُذ
األجر إذا ذلك مس�تحب ًا يرتتّب ِ
عليه والراحة والت ّّنزه فيها ،وقدْ يكون َ ُ
ُ ُ ّ واألكل م� ْن ثمره�اّ ،
العبادة ،وتنشيطها لل ّط ِ
اعة. ِ قصدَ ِبه إمجام النّفس م ْن ِ
تعب
طيب نفسه. ولو مل ْ يك ْن حارض ًا إذا َ
علم َ الص ِ
ديقْ ، ب م ْن ِ
دار ّ الرش ِ
إباح ُة ّ
ِ ِ ألن اآلي َة تضم ِ
املحبوب ،فرت ّقى َ
هو اإلنفاق م َن احلث عىل نت َّ ّ فضيل ُة أليب طلحة؛ َّ
خيص هبا أهله، ثم أمر ُه ْ
أن ّ وشكر ع ْن ر ّبه فعلهَّ ،
َ فصو َب ﷺ رأيه، أحب املحبوبّ ، إىل إنفاق ِّ
).(3 ِ
بقوله: َ
بذلك وكنّى ع ْن رضا ُه
أشفيت
ُ ٍ
مرض حج ِة الودا ِع م ْن
ّبي ﷺ عا َم ّ
قال :عادين الن ُّ بن أيب و ّق ٍ
اص َ I عن ِ
سعد ِ ْ
ِ
املوت. من ُه عىل
«. َ
قال:
ِ
بشطره. قلت :فأتصدّ ُق
ُ
«. َ
قال:
قلت :ال ّث ُ
لث. ُ
) (1رواه الرتمذي [ ،]658والنسائي [ ،]2582وابن ماجة [ ،]1844وحسنه األلباين يف اإلرواء [.[883
َ
قال:
[أي :فمها].
رسول اهلل أخ ّل ُ
ف بعدَ أصحايب).(1 َ قلت :يا
ُ
َ
ق�ال:
)(2
. )(3
تويف بم ّك َة).(5).(4
أن ّ َ ُ
رسول اهلل ﷺ ْ الزهري :يرثي ل ُه
ُّ قال
ِ
آلحاد النّاس. وأهنا مستح ّب ٌة لإلما ِم كاستحباهبا ِ
استحباب عيادة املريضّ ،
ُ
ٍ
لغرض صحيح م ْن مداواةْ ،أو دعاء صالحْ ،أو وص ّية، جواز ِ
ذكر املريض ما جيد ُه؛ ُ
ط ،ونحوه؛ ّسخ ِ ذلك ما َ
كان عىل س�بيل الت ّ ٍ
اس�تفتاء ع ْن حاله ونحو َ
ذلك ،وإنّا يكره م ْن َ ِ
أو
قادح يف أجر مرضه.
فإ ّن ُه ٌ
ِ
العلاء. حتريم الوصي ِة با يزيدُ عىل ال ّث ِ
لث ملن له ورث ٌة ،وهو مت ٌ
ّفق عليه بني ّ ُ
فخيش
هاجر منها ،وتركها هللِ تعاىلَ ، ِ
لكونه ) (1معنا ُه :أخ ّلف بمكّة بعد أصحايب؟ قال ذلك إشفاق ًا م ْن موته بمكّة؛
َ
يكره�ون اإلقامة يف األرض ا ّلت�ي هاجروا منها وتركوه�ا هللِ تعاىل ،فم ْن َّ
ثم َ أن يق�دح َ
ذل�ك يف هجرت�ه ،وكانوا ْ
أن يموت هبا .رشح النووي عىل صحيح مسلم [.[78/11 خيش سعد بن أيب و ّقاص ْ
َ
َ
هيلكون املرشكون ا ّلذي َن
َ ويرض بك
ّ ك، الرش
ّ بالد ن
ْ م يديك عىل اهلل سيفتح
ُ ا مم
ّ ِ
م بالغنائ َ
املسلمون بك ينتفع أي:
)ْ (2
عىل يديك.
بسبب الوجع بالبلدِ
ِ مقيا ِ ٍ )ِ (3
يستمر ً
َّ وهي املدينة ،وال
لريجع إىل دار هجرتهَ ،
َ فيه :إشارة إىل الدّ عاء لسعد بالعافية؛
وهي مكّة .فتح الباري [.[180/11 هاجر منها َ َ ا ّلتي
ومات هبا ،فس�بب بؤس�ه س�قوط هجرته؛ لرجوعهَِ انرصف إىل مكّة
َ هاجر وش�هدَ بدر ًا َّ
ثم َ البخ�اري أ ّن ُه
ّ وذك�ر
َ )(4
خمتار ًا ،وموته هبا .رشح النووي [.[80/11
) (5رواه البخاري [ ]1296ومسلم[.[1628
ِ
الورثة. والش ِ
فقة عىل ِ
األقاربّ ، ِ
واإلحسان إىل ُّ
احلث عىل صلة األرحام،
ِ
األبعد. ُ
أفضل م َن واإلحسان ِ
إليه َ ِ
األقرب، ِ
القريب أن صل َة
َّ
استحباب اإلنفاق يف وجوه ِ
اخلري. ُ
يثاب عىل عمله بن ّي ِته. ِ َ
األعال بالنّ ّيات ،وأ ّن ُه إنّا ُ َّ
أن
ٍ
بعض ،فيدعوهم ذلك أكثر من ِ ِ ُ ِ ِ
اآلباء واألم ِ
لبعض األبناء َ يميلون لألس�ف هات ّ بعض
ُ
وظلم هنى عنه رسول اهلل ﷺ. جور ِ ٍ ِ
ٌ بعض يف العطاء ،وهذا ٌ تفضيل بعضهم عىل إىل
املوهبة من ِ
ماله ِ بعض
س�ألت أبا ُه َ
ْ أن أ ّم ُه عمر َة بنت رواح َة ٍ
بش�ري َّ L ّعان ب ُن ِ
عن الن ُ
ْ
وهبت
َ َ
رسول اهلل ﷺ عىل ما فقالت :ال أرىض حتّى تشهدَ
ْ البنها ،فالتوى هبا سن ًة َّ
ثم بدا ل ُه
إن أ َّم هذا َ
رس�ول اهلل َّ رس�ول اهلل ﷺ َ
فقال :يا َ ٍ
يومئذ غال ٌم فأتى َ
فأخذ أيب بيدي وأنا البني.
وهبت البنها.
ُ َ
أشهدك عىل ا ّلذي بنت رواح َة أعجبها ْ
أن َ
. ُ
رسول اهلل ﷺ: َ
فقال
نعم. َ
قالْ :
. ُ
رسول اهلل ﷺ: َ
فقال
َ
قال :ال.
).(1 َ
قال:
. ويف رواية ملسلم:
َ
قال :بىل.
. َ
قال:
الصدق َة. فرجع أبى فر َّد َ
تلك ّ َ . ويف رواية هلا:
ويف رواي�ة أليب داو َد (:(2542
.
فال بد من العدل يف العطية بني األوالد.
عمل ِ
وإن َ ِ ِ ِ
فيه ذلك ا ّلذي َ
تعب يف مجعه ومنع�هْ ، َ
وكان َ بثواب َ
ذل�ك، اختص
َّ بطاع�ة اهلل في�ه
سلم م ْن تبعته.
إن َاألول م ْن االنتفاع ِبه ْ ِ َ
فذاك أبعدُ ملالكه ّ
ِ
بمعصية اهلل
ُ
أفضل م�ن تركه لوارثه، ر ِ ِ احلديث ُّ
يدل ع�ىل أن َ ُ
إنفاق امل�ال يف وجوه ال ِّ هذا
يعارض قوله ﷺ لسعد:
ُ وهذا
.
النبي ﷺ سعد ًا عىل أن يرتك ماالً لورثته؛ ألن سعد ًا
حض ُّ ال تعارض بينها ،وإنا َّ
َ
ويكون باقيه لورثته. أراد أن يتصدّ ق باله ك ّله يف مرضه ،فأمر ُه ﷺ بأن يتصدّ َق منه بثلثه،
شح عىل ماله ،ومل ٍ ُ
صحتهم ،ون ّبه به من َّ
خاطب به ﷺ أصحاب ُه يف ّ
َ مسعود إنا وحديث ابن
ال مو ّفر ًا، َ
حيصل وارثه عليه كام ً ينفق منه يف ذلك؛ لئال ر أن َ تس�مح نفس�ه بإنفاقه يف وجوه ال ِّ
ْ
يكون معارض ًا حلديث سعد.َ املال ك ّله؛ حتى ِ ِ
وخييب هو من أجره ،وليس فيه األمر بصدقة ِ
ُ َ
وحديث ابنُ ِ
بال�ه ك ّل�هْ ،أو معظمه يف مرض�ه، ٌ
حممول عىل م� ْن تصدّ َق فحدي�ث س�عد
وشحه).(1
ّ صحته حق م ْن يتصدّ ُق يف ّ مسعود يف ِّ
وهو يق�ر ُأ( :ﮋ ﮌ)
ّب�ي ﷺ َ
أتيت الن َّ ع�ن عب�د اهلل بن الش�خري َ I
ق�الُ :
َ .
قال: [التكاث�رَ ،[1 :
ق�ال:
).(2
).(3 ونحوه من حديث أيب هريرة وزاد:
قال الشاعر:
ﷺ
أنخلع م ْن مايل
َ إن م ْن توبت�ي ْ
أن ِ
للرس�ول ﷺَّ : ولذل�ك مل�ا َ
قال كعب ب�ن مالك I
ِ
رسوله ﷺ. صدق ًة إىل اهلل وإىل
).(1 َ
قال له:
ٍ
بيضة م ْن رجل ِ
بمثل ِ
رس�ول اهلل ﷺ إ ْذ جاء ُه ٌ عبد اهلل َ L
قال :كنّا عندَ بن ِ ع ْن ِ
جابر ِ
فهي صدق ٌة ،ما ُ
أملك غريها. ٍ ِ َ ٍ
ذهبَ ،
أصبت هذه م ْن معدن ،فخذهاَ ، ُ رسول اهلل فقال :يا
فأعرض مث�ل َ
ذلك، فقال َ ِ
األيمنَ ، قب�ل ِ
ركنه ثم أتا ُه م ْن ِ ُ
َ رس�ول اهلل ﷺَّ ، فأع�رض عن ُه
َ
ِ
خلفه ،فأخذها ثم أتا ُه م ْن ُ ِ قبل ِث�م أتا ُه م ْن ِ
رس�ول اهلل ﷺَّ ، فأعرض عن ُه
َ األير، ركنه عن� ُهَّ ،
فلو أصابت ُه؛ ألوجعت ُهْ ،أو لعقرت ُه. ُ
رسول اهلل ﷺ ،فحذف ُه هباْ ،
ُ
رس�ول اهلل ﷺ: َ
فق�ال
).(2
ُ
رسول اهلل ﷺ ْ
أن اب ُ
يقول :أمرنا عمر ب َن اخل ّط ِ بن أسلم عن ِ عن ِ
زيد ِ
سمعت َ
ُ أبيه قال: َ ْ ْ
ذلك عندي ماالً.
فوافق َ
َ نتصدّ َق،
ِ
بنصف مايل. فجئت
ُ إن سبقت ُه يوم ًا، أسبق أبا ٍ
بكر ْ فقلت :اليو َم ُ
ُ
. ُ
رسول اهلل ﷺ: َ
فقال
قلت :مثل ُه.
ُ
وأتى أبو ٍ
بكر ِّ
بكل ما عند ُه.
. َ
فقال:
ِ
النعمة :إظهارها .قال تعاىل( :ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ) [الضحى.[11 : من ِ
شكر
إظهار ِ
نعمة اهلل عليهم. ِ النبي ﷺ ُّ
حيث األغنيا َء من أصحابه عىل لذا َ
كان ُّ
أطارَ (5) ،
فق�ال: ٌ وعيل ُ
رس�ول اهلل ﷺ َّ ع� ْن مال�ك بن نضل َة َ I
ق�ال :رآين
.
نعم.
قلتْ :
ُ
. َ
قال:
ِ
واخليل ،والغن ِم. والر ِ
قيق، ِ كل ِ قلت :م ْن ِّ
اإلبلّ ، املال قدْ آتاين اهلل ،Dم َن ُ
. ) .(6ويف رواية» : َ
قال:
).(3 َ
قال:
ﷺ
رس�ول اهلل ﷺ َ
قال: َ ع ْن أيب هرير َة َّ I
أن
.
ِ
األبواب م ْن دعي م ْن َ
تلك َ
رسول اهلل ،ما عىل م ْن َ أنت وأ ّمي يا
بكر :Iبأيب َ فقال أبو ٍ
َ
ِ
األبواب ك ّلها؟ ٍ
رضورةْ ،
فهل يدعى أحدٌ م ْن َ
تلك
).(4 َ
قال:
. ُ
رسول اهلل ﷺ: قالَ :
قال وع ْن أيب هرير َة َ I
قال أبو ٍ
بكر :أنا. َ
. َ
قال:
قال أبو ٍ
بكر :أنا. َ
. َ
قال:
قال أبو ٍ
بكر :أنا. َ
. َ
قال:
قال أبو ٍ
بكر :أنا. َ
).(1 ُ
رسول اهلل ﷺ: َ
فقال
بألف ٍ
دينار يف ان إىل النّبي ﷺ ِ
عثان ب ُن ع ّف َ
ُ محن ِ
بن سمر َة َ I
قال :جا َء الر ِ ِ
ِّ وع ْن عبد ّ
ّبي ﷺ. ِ ِ ّبي ﷺ َ ِ
حجر الن ِّ العرة ،فص ّبها يف جيش جه َز الن ُّ
حني ّ
ثوبه َ
رسول اهلل ﷺ َ
قال: َ أتعلمون َّ
أن َ أنشدكم باهلل ا ّلذي ال إل َه ّإال َ
هو ْ فإين َ
قالّ :
َ
رسول اهلل ﷺ، فأتيت
ُ ٍ
بخمسة وعرشي َن ألف ًا، ،فابتعت ُه بعرشي َن ألف ًاْ ،أو
؟. فأخرت ُهَ ،
فقال:
نعم.
اللهم ْ
َّ قالوا:
رس�ول اهلل ﷺ َ
قال: َ أتعلمون َّ
أن َ أنش�دكم باهلل ا ّل�ذي ال إل َه ّإال َ
هو ْ َ
ق�ال:
.
فقلتِ :
(قد ابتعتها بكذا وكذا). ُ َ
رسول اهلل ﷺ، فأتيت
ُ فابتعتها بكذا وكذا،
؟. َ
قال:
نعم.
اللهم ْ
َّ قالوا:
ِ
وجوه القو ِم، نظر يف َ
رس�ول اهلل ﷺ َ أتعلمون َّ
أن َ أنش�دكم باهلل ا ّلذي ال إل َه ّإال َ
هو ْ َ
قال:
زهتم حتّى مل ْ يفقدوا عقاالً، ِ ؟ يعنيَ : َ
فجه ْجيش العرةّ ، فقال:
وال خطام ًا؟
نعم.
اللهم ْ
َّ فقالوا:
اللهم اشهدْ ).(1
َّ اللهم اشهدْ ،
َّ اللهم اشهدْ ،
َّ َ
قال:
ﷺ
أربح جتار ًة قال تعاىل( :ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ
التجارة مع اهلل هي ُ
ﯱﯲﯳﯴﯵﯶﯷﯸﯹﯺﯻﯼ
ﯽ ﯾ ﯿﰀ ﰁ ﰂ ﰃ) [فاطر.[30-29 :
»(ﯷ ﯸ ﯹ) ،أي :ل�ن تكس�دَ وتفس�دَ ،ب�ل جتار ٌة ه�ي ُّ
أجل
ِ
بجزيل ثواب�ه ،والنجا ُة من والفوز رهب�م، ِ
ُ التّج�ارات ،وأعاله�ا ،وأفضلها ،أال وهي رضا ّ
سخطه ،وعقابه»).(2
البيع).(2
ربح ُ فقالتَ :
ْ
ﷺ
ِ
احلسنات الر ِّب ،وإن ِ ِ
غضب ّ
َ تطفئ
ُ بالصدقة؛ فإهنا اللغو واحللف ذكر من
هلم« :اخلطوا ما َ
ِ
السيئات»).(1 يذهبن
فناداهم: َ
يتبايعون بكر ًة ّاس ِ
رسول اهلل ﷺ ،فإذا الن ُ مع ع ْن رفاع َة َ
قال :خرجنا َ
ْ
.
أعناقهم َ
قال: ْ أبصارهم ومدّ وا
ْ فل�ا رفع�وا
ّ
).(2
ٍ
وخيانة ،وأحس� َن إىل غش،يرتكب كبريةً ،وال صغري ًة م ْن ٍّ ْ
ْ بأن من مل ْ
ِ
وعبادته»).(3 ِ
بطاعة اهللِ، ِ
جتارتهْ ،أو قا َم الن ِ
ّاس يف
ِ
ترويج ِ
املعام�الت ،والت ُ
ّهالك عىل ّدليس يف ِ
ديدن الت ّّج ِ «مل�ا َ
�ار الت ُ كان م ْن
منهم ِ ِ ِ ِ
من بالفجور ،واستثنى ْ عليهم
ْ حكم
َ الكاذبة ،ونحوها؛ األيان هلم م َن
تير ْالس�ل ِع با ّ َ
ّ
ِ
وصدق يف حديثه»).(4 َ ِ
وبر يف يمينه، اتّقى املحار َمَّ ،
فنالت َ
فأدخل يد ُه فيها ِ
صرة طع�ا ٍم)،(5 مر عىل َ ع� ْن أيب هرير َة َّ I
ْ رس�ول اهلل ﷺ َّ أن
. أصابع ُه بلالًَ ،
فقال:
َ
رسول اهلل! السا ُء [أي :املطر] يا َ
قال :أصابت ُه ّ
).(6 َ
قال:
ِ
وحسن طريقتي. «أي :ليس مم ّ ِن اهتدى هبديي ،واقتدى بعلمي ،وعميل،
. ُ
رسول اهلل ﷺ: قالَ :
فقال َ
ّخل ّ ِ كثري الن ِ َ
وكان رج ً بن الت ِ فانطلقوا إىل ِ
منزل أيب اهليث ِم ِ
والش�اء ،ومل ْ ال َ األنصاري،
ِّ ّيهان
ِ
صاحبك؟ ِ
المرأته أي َن فلم جيدو ُه ،فقالوا
يك ْن ل ُه خد ٌمْ ،
يستعذب لنا املا َء.
ُ انطلق
َ فقالت:
ْ
) (1رواه الرتمذي [ ]2369بطوله ،وصححه األلباين يف الصحيحة [ ،]1641ورواه مسلم [ ]2038بدون قصة
اخلادم ودون تسمية أيب اهلثيم ،وقد سبق مع ذكر بعض فوائده يف الفصل السادس من الباب األول.
ﷺ
ّبي ﷺ أنس بن ٍ
مالك َّ I ِ
بالركة يف مال�ه .ع ْن ِ ٍ ِ فق�د دع�ا ِ
أن الن َّ عوف الرمحن بن لعبد
. ٍ
صفرة َ
قال: أثر ٍ محن ِ
الر ِ ِ
بن عوف َ رأى عىل عبد ّ
ٍ
ذهب. وزن ٍ
نواة م ْن جت امرأ ًة عىل ِ
تزو ُ َ
قالّ :إين ّ
).(1 َ
قال:
شاة،أن ال ينقص عن ٍ ِ
للمورس ْ يس�تحب فيه ٌ
دليل عىل أ ّن ُه
ْ َ ُّ
ِ
حصلت املجزئْ ،بل بأي ٍ
يشء أومل َ م َن ال ّطعا ِم ِ اإلمجاع عىل أ ّن ُه ال حدَّ لقدرها َ
ونقل القايض
ِّ َ
ِ
وليمة كان�ت ِ
بغري حل ٍم ،ويف ْ ِ
عرس صف ّي َة ّأهنا ِ
وليمة الوليم� ُة ،وقدْ ذكر مس�لم بعد ه�ذا ويف
َ
تكون عىل يس�تحب ْ
أن ُّ وكل هذا جائز حتصل به الوليمة لكن زينب( :أش�بعنا خبز ًا ،وحل ًا) ُّ
َ
الز ِ
وج»).(2 قدر ِ
حال ّ ِ
جلب ،فأعطاين دينار ًاَ ،
وقال: ٌ ّبي ﷺ
عرض للن ِّ البارقي َ
قالَ : ِّ وع� ْن عرو َة
.
فجئت أسوقها ،فلقيني
ُ ٍ
بدينار، ِ
شاتني فاشرتيت من ُه
ُ فس�اومت صاحب ُه،
ُ اجللب،
َ فأتيت
ُ
َ
رسول اهلل فقلت :يا
ُ بالش ِ
�اة، وجئت ّ
ُ فجئت بالدّ ِ
ينار، ُ ٍ
بدينار، ٌ
رجل ،فس�اومني ،فبعت ُه ش�ا ًة
َ
احلديث. شاتكم ،وحدّ ثت ُه ِ
وهذه ديناركم، هذا
ْ ْ
. َ
فقال:
أن َ
أصل إىل أهيل).(3 أربعني ألف ًا َ
قبل ْ َ فأربح ِ
الكوفة، ِ
بكناسة أقف
فلقدْ رأيتني ُ
ُ
وقد دعا النبي ﷺ للمتساحمني يف البيع والرشاء:
[أي: رس�ول اهلل ﷺ َ
قال: َ ب�ن ِ
عب�د اهلل َّ L
أن ِ
جاب�ر ِ فع� ْن
).(4 سهال]
املشاح ِة.
ّ
ِ
وترك ِ
واستعال معايل األخالق، احلض عىل الس ِ
احة يف املعاملة، ّ ُّ
منهم.
)(1 ِ
العفو ْ احلض عىل ترك التّضييق عىل النّاس يف املطالبة ،وأخذ
ُّ
رس�ول اهلل ﷺ َ
قال: َ ع ْن أيب هرير َة َّ I
أن
).(2
َ
رسول اهلل ﷺ ان َّ I
أن عثان ِ
بن ع ّف َ َ :عن
).(3 قال:
ﷺ
بصدقتهم َ
قال: ّبي ﷺ إذا أتا ُه ق�و ٌم قالَ :ب�ن أيب أوىف َ I ع�ن ِ
عبد اهلل ِ
ْ كان الن ُّ ْ
).(4 فقال: ِ
بصدقتهَ ، ،فأتا ُه أيب
ِ
لقول اهلل ( :Dﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ٌ
امتثال الصالة -
وهو ّ
«ه�ذا الدّ عاء َ -
ﮟ ﮠ ﮡ ﮢﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧﮨ ﮩ ﮪ ﮫ) [التوبة.(5)«[103 :
الز ِ
كاة ملعطيها»).(6 استحباب ِ
دعاء ِ ِ «واستدل ِبه عىل
َّ
آخذ ّ
ٍ
طيالس�ة مكفوف ٌة قال :أتى النّبي ﷺ أعرايب ِ
عليه ج ّب ٌة م ْن بن ٍ
عمرو َ I ع�ن ِ
عب�د اهلل ِ
ٌّ َّ ْ
يرفع َّ
كل أن َ صاحبكم هذا [يقصد النب�ي ﷺ[ يريدُ ْ
ْ إن بديب�اجَ ،
فقالَّ : ٍ ٍ
بديب�اجْ ،أو مزرور ٌة
ٍ
فارس. فارس ِ
ابن ٍ ويضع َّ
كل َ را ٍع ِ
ابن راعٍ،
).(1
. َ
قال:
. قال:
منع اب ُن ٍ
مجيل، رسول اهلل ﷺ عمر عىل الص ِ
دقةَ ، ُ ع ْن أيب هرير َة َ I
قالَ :
فقيلَ : ّ َ بعث
ِ
رسول اهلل ﷺ. عم ِ
اس ُّ
وخالدُ ب ُن الوليد ،والع ّب ُ
ُ
رسول اهلل ﷺ: َ
فقال
. )(2
).(3 ثم َ
قال: َّ
ِ
عامني، معنا ُهّ :أين تس� ّل ُ
فت من� ُه زكاة «قول�ه ﷺ:
الزكاة :معنا ُه :أنا أؤ ّدهيا عن ُه. َ
جيوزون تعجيل ّ وقال ا ّلذي َن ال
َ
أخرها ِ
عن الع ّباس إىل وقت يس�اره؛ م ْن أجل ّبي ﷺ ّ
أن الن ّ َ
قال أبو عبيد وغريه :معنا ُهَّ :
حاجته إليها.
ﷺ
ُ
يق�ول: ّبي ﷺ َ
كان ع� ْن عائش� َة َّ J
أن الن َّ
) (1رواه اإلمام أمحد يف الزهد [ص ،]38ورجاله ثقات لكنه مرسل.
الرجل من السالح والدّ واب ِ
وآلة احلرب .النهاية [.[176/3 ِّ ُ َ ّ هو ما أعدّ ه
)َ (2
) (3رواه البخاري [ ،]1468ومسلم [.[983
) (4رشح النووي عىل صحيح مسلم [.[57/7
).(1
ِ
حالتان ختشى الفتن ُة فيها فألهنا ِ
وفتنة ِ «استعاذته ﷺ من ِ
الفقر؛ ّ فتنة الغنى، ْ ُ
ِ بالت ّ ِ
للحاجة. ّسخط ،وق ّلة ّ
الصر ،والوقوع يف حرام ْأو شبهة
ِ
بحقوق املالْ ،أو إنفاق�ه يف إرساف ويف وخي�اف يف الغن�ى م� َن األرش ،والبطر ،والبخ�ل
ُ
مفاخر.
َ ٍ
باطلْ ،أو يف
ِ ِ ِ ِ ِ
انبعاث الن ِ
إمكانه. مع للخري ،وق ّلة ّ
الرغبة َ ّفس فهو عد ُم ُ
الكسل َ وأ ّما
)(3 ّبي ﷺ َ
قال: ع ْن أيب هرير َة ِ I
عن الن ِّ
).(4
«معنى احلديث :الغنى املحمو ُد غنى النّفس ،وش�بعها ،وق ّلة حرصها ،ال
فليس ل ُه ِ كان طالب ًا ّ ِ
ألن م ْن َ
الزي�ادة؛ َّ ِ
يس�تغن با مع� ُه َ للزيادة مل ْ احلرص عىل ّ م�ع
كث�رة امل�ال َ
غنًى»).(5
ُ
رس�ول اهلل ﷺ ،وعىل فطلع علينا
َ ٍ
جملس، عم ِه َ
ق�ال :كنّا يف ٍ
خبيب ع ْن ّ بن ع�ن ِ
عب�د اهلل ِ ْ
رأسه أثر ٍ
ماء. ِ
ُ
ب الن ِ
ّفس. رسول اهلل َ
نراك ط ّي َ َ فقلنا :يا
. َ
قال:
D ُ
رس�ول اهلل ﷺ: فقال خاض القو ُم يف ِ
ذكر الغنىَ ، ثم َ
َّ
).(3
�ه ،ويضع ُه يف غري ح ّق ِه،
بغري تقوى هلك�ة ،جيمعه من غري ح ّق ِه ،ويمنعه من ح ّق ِ
ُ ْ ُ ْ فالغن�ى ِ
البأس ،وجا َء اخلري).(4 ِ َ فإذا َ
ذهب ُ مع صاحبه تقوى َ هناك َ كان
فالص ّح ُة ٌ
مال تعني عىل العب�ادةّ ،
صحة اجلس�د ُ َّ
فإن ّ
ت.حاجز ،والصحة مع العمر خري من الغنى مع العجز ،والعاجز كاملي ِ عجز
قم ٌ
ّ َ َ ّ ّ َ ٌ والس ُ
ممدو ٌدّ ،
ِ
والصر املستوي عنده ِ
للش�كر، ِ
الصدر املقتيض انرشاح
ُ أي:
الغنى والفقر من ِ
مجلة النعيم).(1 ُ
الهيئات
ِ تعامل النبي ﷺ مع ذوي
عديدة ،ومع ِ
فئات املجتمع قاطب ًة :مس�لمهم ٍ ٍ
صور النبي ﷺ يف ِ لقد ت ّثل
س�مو أخالق ِّ
َّ
وكافرهم ،غن ّيهم وفقريهم ،رئيسهم ومرؤوسهم.
ِ
املعاملة واإلكرا ِم واالحرتا ِم خاص م�ن ٌ
ش�أن ِ
واجلاه ِ
واملكانة، ِ
اهليئات ولقد كان لذوي
ٌّ
النبي ﷺ.
عند ِّ
ُ
حيفظ هلم مكانتهم ِ
الناس من منازهلم ،بل ح�ق ح ّقه ،فال ُ
ينزل كرا َء فه�و يعطي َّ
كل ذي ٍّ
ويأمر بذلك أصحابه.
ُ اخلاصة يف أقوامهم،
ّ
ِ
القدر ع ْن بالر ِ
جل الع�ايل يقرص ّ
ق�ال اإلمام مس�لم أثناء كالم�ه عن مراتب ال�رواة« :ال ّ ُ
حق ِ
في�ه ح ّق ُه، كل ذي ٍّ ِ
منزلت�ه ،ويعط�ى ُّ ِ
الق�در يف العل� ِم َ
ف�وق ّض�ع ِ
يرف�ع مت ُ
ُ درجت�ه ،وال
ننز َل الن َ
ّاس أن ّ ُ
رس�ول اهلل ﷺ ْ وينز ُل منزلت ُه ،وقدْ َ
ذكر ع ْن عائش� َة ّ Jأهنا ْ
قالت :أمرنا ّ
منازهلم»).(1
ْ
ﷺ
غزوة ٍ
أحد ِ ِ
ذهاب رؤوس�ها ،ويف صار س� ّيدها بعد ِ
كان أبو س�فيان من كراء قريش ،ثم َ
فتح م ّك َة.
النبي ﷺ له ذكر ًا عند ِ
جعل ُّأسلم َ
َ ٍ
قريش ،فلا رأس
كان َ
األنصار، ِ
وجاءت الصفا، ُ
ُ رسول اهلل ﷺ ّ وعن أيب هريرة يف قصة الفتح قال...( :وصعدَ
بالصفا.
فأطافوا ّ
قريش بعدَ اليو ِم. ٍ
قريش ،ال َ أبيدت خرضا ُء
ْ َ
رسول اهلل سفيانَ ،
فقال :يا َ فجا َء أبو
ُ
رس�ول اهلل ﷺ: َ
فقال
).(2
ِ
لرشفه»).(3 تأليف أليب سفيان ،وإظهار
ٌ ِ
«وفيه
أغضبتكم؟
ْ فقال :يا إخوتا ْه فأتاهم أبو ٍ
بكر َ ْ
يغفر اهلل َ
لك يا أخي).(1 قالوا :الُ ،
مكانة س� ّي ِد قريش ،وإنا هناه أن يكون قد
ِ ِ
حفظ ينكر عىل أيب ٍ
بكر قوله من وجوب فلم ْ
أغضب أصحاب ُه.
َ
وملا قدم س�عدُ ب ُن معاذ س ّيدُ اخلزرج I؛ ليحكم يف بني قريظة أمرهم ﷺ أن يقوموا
إليه إكرام ًا له.
َ
فأرس�ل بن ٍ
معاذ، ِ
س�عد ِ نزل ُ
أهل قريظ َة عىل حك ِم قالَ :
اخلدري َ I ٍ
س�عيد ع ْن أيب
ِّ
محار. رسول اهلل ﷺ إىل ٍ
سعد ،فأتا ُه عىل ٍ ُ
ِ
لألنصار: ُ
رس�ول اهلل ﷺ قال ِ
املس�جد َ فلا دنا قريب ًا م َن
ّ
.
ّبي ﷺ).(2
فقعدَ عندَ الن ِّ
ِ
الفضل»).(3 قال ابن حجر ِ :V
«فيه :إكرا ُم ِ
أهل
ِ
ثالثة أقسام: املنهي عنه ،وذلك؛ ألن القيا َم عىل وهذا القيا ُم ليس من القيا ِم
ِّ
ال لذلك، الرج�ل ا ّلذي َ
قمت إليه أه ً ُ الس�نّة ،إذا كان
وهو من ّ
قمت لتتل ّقاه فهذا من ّ
الس�نّة، إنس�ان له ٌ
فضل يف علمه ،أو دينه ،أو ماله ،ثم َ ٌ مثل ما لو دخل
،وألن هذا من اإلك�را ِم لذوي الفض�ل ،وإكرا ُم ذوي ومن�ه حدي�ث:
ِ
واآلداب. ِ
األعال، ِ
حماسن الفضل من
النبي ﷺ عن ذلك ،وقال ألصحابه ملا
منهي عنه ،هن�ى ُّ
،وهذا ٌّ
صل�وا قياما وهو جالس:
).(4
يدخل ٌ
رجل علينا ،فنقوم ل�ه تكري ًا ،فهذا ال َ
بأس َ وصورته أن
ب�ه ،لكن األوىل تركه؛ ألن م ْن ِ
هدي الرس�ول ﷺ أنه كان يك�ر ُه أن يقو َم أصحابه له؛ وهلذا
جيلس ُ
حيث ينتهي ِ
البرش ﷺ ،وكان ُ أرشف
ُ ُ
يدخل ،وال يقومون له ،وهو ُ
الرسول ﷺ كان
املجلس).(1
ُ به
ﷺ
ِ
عظاء قريش وكرائهم؛ طمعا يف ِ
املغرية ،وهو من ِ
الوليد بن انش�غاله بدعوة
إسالمه.
ُ
رسول اهلل ﷺ عن النبي ﷺ بدعوته ّملا جاءه اب ُن أ ِّم مكتو ٍم ،فأعرض َ
انشغل ُّ وهو الذي
ِ
ابن أ ِّم مكتوم ،وأقبل عليه.
أن�زل (ﭑ ﭒ) [عب�س [1 :يف ِ
اب�ن أ ِّم مكت�و ٍم األعم�ى ،أت�ى قال�تَ :
ْ ع� ْن عائش� َة
َ
رسول اهلل أرشدين. فجعل ُ
يقول :يا َ َ
رسول اهلل ﷺ،
.
عمر»).(3
قال :وكان أح ّبها إليه ُ
ث أ ّن ُه ق�د َم م ّك َة،
وس حي�دّ ُ ٍ بن إس�حاق ،ق�ال« :كان ال ّط ُ ع�ن حمم ِ
�د ِ
عم�رو الدّ ُّ في�ل ب ُن ّ
ُ
ورسول اهلل ﷺ هبا.
حش�وت يف
ُ أس�مع من ُه ش�يئ ًا ،وال أك ّلم ُه حتّى
َ أمجعت ْ
أن ال ُ َ
قال :فواهلل ما زالوا يب حتّى
أن أن يبلغني يشء من ِ
قوله ،وأنا ال أريدُ ْ ِ
املس�جد كرس�ف ًا) ،(1فرق ًا م ْن ْ حني غدوت إىل أذين َ
ٌ ْ
أسمع ُه.
فقمت من ُه قريب ًا، ِ
الكعبة، قائم ّ
يصيل عندَ ُ ِ َ
ُ رس�ول اهلل ﷺ ٌ املس�جد ،فإذا قال :فغدوت إىل
بعض ِ
قوله. أن يسمعني َفأبى اهلل ّإال ْ
ش�اعر ،ما
ٌ لبيب
لرجل ٌ ٌ َ
واثكل أ ّم�ي ،واهلل ّإين فس�معت كالم ًا حس�ن ًا ،فقل�ت يف نفيس: ُ
كان ا ّلذي
فإن َ
يقولْ ، الر ِ
جل ما ُ أس�مع م ْن هذا ّ
َ القبيح ،فا يمنعني ْ
أن ِ عيل احلس� ُن م َن
خيفى َّ
كان قبيح ًا تركت ُه. يأيت ِبه حسن ًا قبلت ُهْ ،
وإن َ
دخلت ِ
عليه. ُ بيته ،فاتّبعته ،حتّى إذا َ
دخل بيت ُه رسول اهلل ﷺ إىل ِ ُ انرصف
َ فمكثت حتّى
ُ
خيوفونن�ي أمرك حتّى حمم�دُ َّ ،
إن قومك قال�وا يل كذا وكذا ،فواهلل م�ا برحوا ّ فقل�ت :ي�ا ّ
ُ
أن يسمعني قولك ،فسمعته قوالً
ثم أبى اهلل ّإال ْ ِ
بكرسف؛ ّ
أس�مع قولكّ ،
َ لئال س�ددت أذين
ُ
عيل أمرك.
فاعرض َّ
ْ حسن ًا،
س�معت قوالً ّ
قط ُ َ
القرآن ،فال واهلل ما ع�يل ُ
رس�ول اهلل ﷺ اإلس�ال َم ،وتال ّ عيل
فع�رض ََّ
أحس َن من ُه ،وال أمر ًا َ
أعدل من ُه.
راجع
ٌ مطاع يف قومي ،وأنا
ٌ نبي اهلل ّإين امرؤ
وقلت :يا َّ
ُ احلق،
وشهدت شهاد َة ِّ
ُ فأسلمت،
ُ
تكون يل عون ًا عليهم فيا أدعوهم ِ
ُ أن َ
جيعل يل آي ًة فادع اهلل ْ
إليه. ْ ْ وداعيهم إىل اإلسال ِمُ ،
ْ إليهم،
ْ
. َ
فقال:
عيني ِ ِ
نور َبني َّ فخرج�ت إىل قوم�ي ،حتّى إذا كنت بثن ّية) (2تطلعني عىل احل�ارض)َ ،(3
وقع ٌ ُ
وقعت يف وجهي؛
ْ أن يظنّوا ّأهنا مثل ٌة اللهم يف ِ
غري وجهيّ ،إين أخشى ْ َّ فقلت:
ُ ِ
املصباح، َ
مثل
دينهم. ِ
لفراق
ْ
ِ
رأس سوطي. فوقع يف
َ فتحو َل،
ّ
إليهم م َن
ْ ُ
أهب�ط كالقندي�ل املع ّل ِق ،وأنا
ِ ّور يف س�وطي
ذلك الن َ َ
يرتاءون َ احل�ارض
ُ َ
فجع�ل
فيهم.
فأصبحت ْ
ُ جئتهم،
ْ ال ّثن ّي ِة ،حتّى
بني؟ َ
قال :ومل َ يا َّ
حمم ٍد ﷺ.
وتابعت دي َن ّ
ُ أسلمت،
ُ قلت:
ُ
فأسلم. فعرضت ِ
عليه اإلسال َم، ثم جا َء، َ
َ ُ وطه َر ثياب ُهّ ،
فاغتسلّ ، فذهب،
َ
فلست منك ،ولست منّي.
ُ فقلت :إليك عنّي،
ُ ثم أتتني صاحبتي،
ّ
أنت وأ ّمي.
قالت :ملَ؟ بأيب َ
ْ
حمم ٍد ﷺ.
وتابعت دي َن ّ
ُ قلت :قدْ ّفر َق بيني وبينك اإلسال ُم،
ُ
قالت :فديني َ
دينك. ْ
فتطهري.
قلت :فاذهبي ّ
ُ
فأسلمت.
ْ فعرضت عليها اإلسال َم،
ُ جاءت،
ْ ثم
فاغتسلتّ ،
ْ
. َ
فقال:
ِ
املدينة، ُ
رسول اهلل ﷺ إىل هاجر أدعوهم إىل اإلسال ِم حتّى ٍ
دوس، ِ
بأرض فلم ْ
أزل َ
َ ْ قالْ :
ُ
واخلندق. بدر ،وأحدٌ ، ومىض ٌ
ِ
بخير ،حتّى ُ
ورسول اهلل ﷺ أس�لم معي م ْن قومي، رس�ول اهلل ﷺ بم ْن ِ قدمت عىل
ُ ثم
َ ّ
ٍ
دوس. ثانني بيت ًا م ْن
َ بسبعنيْ ،أو
َ نزلت املدين َةُ
املسلمني.
َ مع
فأسهم لنا َ بخير،ِ ِ
برسول اهلل ﷺ ثم حلقنا
َ ّ
بن رس�ول اهللِ ،ابعثني إىل ذي الك ّف ِ
ني صن ِم عمرو ِ َ قلت :ياعليه م ّك َةُ ، حتّ�ى إذا فت�ح اهلل ِ
َ
محم َة حتّى ّ
أحرق ُه.
ُ
ويقول: ِ
عليه الن َّار، طفيل يوقدُ فجعل ٌ َ فخرج ِ
إليه، َ
) (1رواه البيهقي يف دالئل النبوة [ ،]460/5وقال ابن كثري :هكذا ذكر حممد بن إسحاق قصة الطفيل بن عمرو
مرسلة بال إسناد ،وخلره شاهدٌ يف احلديث الصحيح .السرية النبوية البن كثري [[76/ 2
َ
رسول اهللَِّ ،
إن ّبي ﷺ ،فقالوا :يا
وس وأصحاب ُه عىل الن ِّ طفيل ب ُن ٍ
فعن أيب هرير َة Iقال :قد َم ُ
عمرو الدّ ُّ
ِ ِ دوس َ فادع اهلل عليهاَ ،
هبم» .رواه البخاري«اللهم اهد دوس ًا ،وأت ْ
َّ قال: هلكت ٌ
ْ فقيل: وأبت؛ ُ
ْ عصت
ْ دوس ًا
] ،]2937ومسلم [.[2524
) (2الرحيق املختوم [ص.[320
).(2
ﷺ
حت�ت عكرم َة ِ
بن بن هش�ا ٍم ْ
كانت َ ِ
احلارث ِ بنت ٍ
ش�هاب الزه�ريَّ :
أن أ َّم حكي ٍم َ ع�ن ِ
ابن ِ
ٍ
جهل م َن اإلس�ال ِم حتّى قد َم وهرب زوجها عكرم ُة ب ُن أيب
َ ِ
الفتح، فأس�لمت يو َم
ْ ٍ
جهل، أيب
اليم َن.
ِ
اإلسالم. ِ
باليمن ،فدعت ُه إىل قدمت ِ
عليه ْ ٍ
حكيم حتّى فارحتلت أ ُّم
ْ
ِ
الفتح. ِ
رسول اهلل ﷺ عا َم فأسلم ،وقد َم عىل
َ
إليه فرح ًا ،وما ِ
عليه ردا ٌء ،حتّى بايع ُه).(3 رسول اهلل ﷺ وثب ِ
ُ فلا رآ ُه
َ ّ
َ
وذلك ، ﷺ ق�ال الباج�ي :وقول ُه:
ّاس ِ
عظاء الن ِ كان م� ْن ِ
دخول الن ِ
ّاس يف اإلس�ال ِم ...ال س� ّيا م ْن َ ّبي ﷺ عىل ِ
ح�رص الن ِّ م� ْن
وعظائهم»).(1 ِ
سادات بني خمزو ٍم، وأعياهنم ،كعكرم َة يف قومه ،فإ ّن ُه َ
كان م ْن
ْ ْ
ِ
لرسول اهلل ﷺ كان أشدَّ كراهي ًة ِ
العرب َ ٍ
رجل م َن عدي ِ
بن حات ٍم Iقال :ما م ْن ع ْن ِّ
سمع ِبه منّي.
َ حني
َ
فكنت يف
ُ أس�ري يف قوم�ي باملربا ِع)،(2
ُ وكنت نرصان ّي ًا ،وكنت
ُ أ ّم�ا أن�ا فكنت امر ًأ رشيف ًا،
يصنع يب.
ُ دين ،وكنت ملك ًا يف قومي؛ ملا َ
كان نفيس عىل ٍ
) (1يشء يعمل من شجر ليقي الرد واحلر والريح .ينظر :النهاية [[404/1
ٍ
شديد .النهاية [[270/1 قوي ذات كال ٍم ٍ َ أي تا ّمة اخللق .وجيوزُ ْ
أي ّجزلْ : تكون َ أن )ْ (2
فقلت :ابن ُة تصو ُب إ َّيل تؤ ّمنا، ٍ ع�دي :فواهلل ّإين لقاعدٌ يف أهيل ،إ ْذ َ
ُ نظرت إىل ظعين�ة ّ
ُ ٌّ ق�ال
هي. حات ٍم ،فإذا َ
هي َ
وتركت
َ احتملت بأهلك ،وولدك،
َ القاط�ع ،ال ّظ ُامل،
ُ انس�حلت)ُ (1
تقول: ْ عيل
وقفت َّ
ْ فلا
ّ
بق ّي َة والدك عورتك!
ِ
ذكرت. صنعت ما أي أخ ّي ُة ،ال تقويل ّإال خري ًا ،فواهلل ما يل م ْن ٍ
عذر ،لقدْ
ُ قلتْ :
الر ِ
جل؟ ِ
وكانت امرأ ًة حازم ًة :ماذا تري َن يف ِ
أمر هذا ّ فقلت هلا:
فأقامت عنديُ ،
ْ نزلت،
ثم ْ ّ
ابق ِ
إليه فضل ُهْ ، فللس ِ الر ُ تلحق ِبه رسيع ًاْ ،
فإن ِ
وإن يك ْن جل نب ّي ًا؛ ّ يكن ّ أن َقالت :أرى واهلل ْ
ْ
أنت).(2
وأنت َاليمنَ ،ِ عز ملك ًا ،فل ْن َّ
تذل يف ِّ
أي.
الر ُ قلت :واهلل ّ
إن هذا ّ ُ
ِ
مسجده ،فس ّل ُ
مت وهو يف ِ ِ
رسول اهلل ﷺ املدين َة،
فدخلت عليهَ ،
ُ فخرجت حتّى أقد َم عىل
ُ
ِ
عليه.
عدي ب ُن حات ٍم. َ
فقال القو ُم :هذا ُّ
ٍ
كتاب. بغري ٍ
أمان ،وال وجئت ِ
ُ
أن َ
جيعل اهلل يد ُه يف يدي، ذلكّ :إين ألرجو ْ قبل َ قال َكان َ
أخذ بيدي ،وقدْ َ دفعت ِ
إليه َ ُ فلا
ّ
فانطلق يب إىل بيتهِ.
َ ُ
رسول اهلل ﷺ، فقا َم
فاجلس عليها.
ْ قلتْ :بل َ
أنت، ُ
. َ
فقال:
ِ
باألرض. ُ
رسول اهلل ﷺ وجلس
َ فجلست عليها،
ُ
بأمر ٍ
ملك. فقلت يف نفيس :واهلل ما هذا ِ
ُ
. َ
فقال يل:
قلتّ :إين م ْن ِ
أهل دين. ُ
. َ
قال:
أهل ٍ
دين. قلتّ :إين م ْن ِ
ُ
. َ
قال:
أعلم بديني منّي!.
أنت ُقلتَ :
ُ
. َ
قال:
).(1 ثم َ
قال: ّ
قلت :بىل.
. َ
قال:
قلت :بىل.
. َ
قال:
يعلم ما ُ
جيهل. ٌ
مرسلُ ، نبي
وعرفت أ ّن ُه ٌّ
ُ قلتْ :
أجل واهللِ، ُ
ِ ِ ّبي ﷺ إ ْذ أتا ُه ٌ َ
قطع
آخر ،فشكا إليه َ رجل ،فشكا إليه الفاق َةَّ ،
ثم أتا ُه ُ قال :وبينا أنا عندَ الن ِّ
الس ِ
بيل. ّ
ثم َ
قال: ّ
.
وبني نفيس :فأي َن د ّع ُار ط ّي ٍئ ،ا ّلذي َن قدْ س ّعروا البال َد.
فقلت فيا بيني َ
ُ
قال:
.
تبس َط فرح ًا].
فرأيت وجه ُه ّ
ُ استبرش] .ويف رواية:
َ فرأيت وجه ُه
ُ فأسلمت،
ُ َ
قال:
وكنت
ُ ختاف ّإال اهللَ، ِ
بالكعبة ال ُ تطوف
َ ِ
احلرية حتّى فرأيت ال ّظعين َة ُ
ترحتل م َن ُ ع�دي: َ
ق�ال
ٌّ
ّبي أبو القاس ِم ﷺ، لرتون ما َ
قال الن ُّ َّ بكم حيا ٌة
طالت ْ
ْ هرمز ،ولئ ْن
بن َ كنوز كرى ِافتتح َ
فيم ْن َ
وايم اهلل لتكون ّن ال ّثالث ُة :ليفيض َّن ُ
املال حتّى ال يوجدَ م ْن يأخذ ُه).(1 ُ
ﷺ
قدمت
ْ ّبي ﷺ بني إ ّن ُه بلغني َّ
أن الن َّ أن أبا ُه خمرم َة َ
قال ل ُه :ي�ا ِّ بن خمرم َة َّ L ِ
املس�ور ِ ِ
ع�ن
عليه أقبي ٌة) ،(2فهو يقسمها ،فاذهب بنا ِ
إليه. ِ
ْ َ
ِ
منزله. ّبي ﷺ يف
فذهبنا ،فوجدنا الن َّ
ّبي ﷺ.
ادع يل الن َّ
بني ُ َ
فقال يل :يا ِّ
َ
رسول اهلل ﷺ! فقلت :أدعو َ
لك ُ فأعظمت َ
ذلك، ُ
) (1السرية النبوية [ ]580/2البن هشام ،وقال ابن كثري :هكذا أورد ابن إسحاق Vهذا السياق بال إسناد،
أخر.
وله شواهد من وجوه َ
ورواها الطراين يف املعجم األوسط [ ]359 / 6مسندةً ،وبعضها يف مسند أمحد [ ،]19400وقال اهليثمي يف
جممع الزوائد [« :]306/6رجاله رجال الصحيح غري عباد بن حبيش وهو ثقة» ،وصححه أمحد شاكر ،وقال
السهييل« :وحديث إسالم عدي بن حاتم صحيح عجيب» .الروض األنف [.[477/7
ويتمنطق ِ
عليه .املعجم الوسيط [[713/2 يلبس فوق ال ّث ِ
ياب ،أو القميص،
ُ ثوب ُ) (2مجع قباء ،وهو ٌ
ليس بج ّب ٍ
ار. بني ،إ ّن ُه َ َ
فقال :يا ِّ
بالذ ِ
هب. مزر ٌر ّ ٍ ِ
ديباج ّ وعليه قبا ٌء م ْن فخرج،
َ فدعوت ُه،
ُ
فيكون قول ُه ِ
يدي�ه، يكون منش�ور ًا عىل
َ أن ِ
أكتافهْ ،بل يكفي ْ يتع�ني كون ُه عىل
قل�ت :وال ّ ُ
ُ
رواية حات ٍم ،فخرج ومعه قباء ،وهو ِ
يريه ِ وقع يف ِ ِ
إطالق ِّ ِ
َ ُ ٌ َ البعض ،وقدْ َ الكل عىل (عليه) م ْن
حماسن ُه»).(2
هو من باب التّأ ّل ِ
ف).(3 وقوله ﷺ ملخرم َة:
َ ْ
ِ
الكلمة، ولني ِ
للناسُ ، ِ
اجلناح خفض
ق�ال ابن بطال« :املدارة من أخالق املؤمنني ،وهى ُ
ِ
أسباب األلفةِّ ،
وسل السخيمة«).(4 ِ
القول ،وذلك من أقوى ِ
اإلغالظ هلم يف ُ
وترك
ِ
بأصحابه).(5 ّبي ﷺ ،وحسن تل ّطفه
ويف احلديث :تواضع الن ّ
قال يوم ًا َ
وهو وكان س� ّيد ًا َ
َ أن عتب َة ب َن ربيع َة
قال :حدّ ث�ت ّ القرظي َ
ّ كعب حمم ِد ِ
ب�ن ٍ ع� ْن ّ
ٍ
قريش ،أال أقو ُم معرش املس�جد وحد ُه :ياِ جالس يف ورس�ول اهلل ﷺ ُ ٍ
قريش جالس يف نادي
َ ٌ ٌ
ويكف عنّا؟ ِ
يقبل بعضها ،فنعطيه ّأهيا شا َء، ِ
وأعرض عليه أمور ًا لع ّل ُه ُ ٍ
حممد فأك ّلم ُه،
ُّ َ إىل ّ
َ
ويكثرون. َ
يزيدون ِ
رسول اهلل ﷺ أصحاب
َ أسلم محزةُ ،ورأوا حني َ
وذلك َ
َ
الوليد ،قم ِ
إليه فك ّلم ُه. ِ فقالوا :بىل يا أبا
ْ
ِ ِ
رسول اهلل ﷺ. فقا َم إليه عتب ُة حتّى َ
جلس إىل
ّسب، ِ
واملكان يف الن ِ ِ
العشرية)،(1 علمت من الس ِ
طة يف َ
فقال :يا اب َن أخي ،إنّك منّا ُ
حيث قدْ
َ َ ّ
وعبت ِبه
َ أحالمه�م،
ْ هت ِبه
مجاعتهم ،وس� ّف َ
ْ قت ِبه أتيت قومك ِ
بأمر عظي� ٍمّ ،فر َ وإنّ�ك ق�دْ َ
آبائهم.
ْ رت ِبه م ْن مىض م ْن
ودينهم ،وك ّف َ
ْ آهلتهم
ْ
تنظر فيها؛ لع ّلك ُ
تقبل منها بعضها. أعرض عليك أمور ًا ُ
ُ فاسمع منّي
ْ
. ُ
رسول اهلل ﷺ: َ
فقال ل ُه
ِ
األمر ماالً ،مجعنا لك م ْن أموالنا، جئت ِبه م ْن هذا
كنت إنّا تريدُ با َ
إن َ َ
قال :يا اب َن أخي ْ
تكون أكثرنا ماالً.
َ حتّى
. يستمع من ُه َ
قال: ُ ُ
ورسول اهلل ﷺ حتّى إذا فر َغ عتب ُة
نعم. َ
قالْ :
. َ
قال:
قالُ :
أفعل. َ
َ
فق�ال :ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ (ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖﭗ ﭘ ﭙ ﭚ
ﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪ
ﭫﭬﭭﭮﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻ
ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇﮈ ﮉ ﮊ)
[فصلت.[6-1 :
رسول اهلل ﷺ فيها يقرؤها ِ
عليه. ُ ثم مىض
ّ
يسمع من ُه. ِ
ظهره معتمد ًا عليها، خلف
َ أنصت هلا ،وألقى ِ
يديه َ فلا سمعها من ُه عتب ُة
ُ ّ
رسول اهلل ﷺ إىل الس ِ
جدة منها ،فسجدَ . ُ ثم انتهى
ّ ّ
بغري ِ
الوليد ِ جاءكم أب�و نحلف باهلل لقدْ
ُ ِ
لبع�ض: بعضهم فقال ِ
أصحابهَ ، فق�ا َم عتب� ُة إىل
ْ ْ
ذهب ِبه.الوجه ا ّلذي َ
ِ
ِ
الوليد؟ إليهم قالوا :ما وراءك يا أبا جلس
ْ فلا َ ّ
�عر ،والبالش ِ
هو ّ س�معت قوالً واهلل ما س�معت مثل ُه ُّ
ق�ط ،واهلل ما َ ُ ق�ال :ورائ�ي ّأين قدَْ
وبني
جل َ الر ِ قريش أطيعوين واجعلوها يب ،وخ ّلوا َ ٍ ِ بالس ِ
بني هذا ّ معرش
َ بالكهانة ،يا حر ،وال ّ
العرب فقدْ عظيمْ ،
فإن تصب ُه سمعت من ُه ٌ
نبأ ِ ِ
هو فيه فاعتزلو ُه؛ فواهلل ليكون َّن لقوله ا ّلذي
ُ ٌ ُ ما َ
وكنتم أس�عدَ الن ِ
ّاس ْ كم،
عز ْوعز ُه ّ
ملككمّ ،
ْ ِ
العرب فملك ُه يظهر عىل
وإن ْ بغريكمْ ،
ْ كفيتم�و ُه
ِبه.
ِ
بلسانه. ِ
الوليد قالوا :سحرك واهلل يا أبا
ُ
رس�ول اهلل ﷺ: نبوي ،عن عائش� َة Jقالتَ :
قال منهج ٌّ
فالتجاوز عن ذوي اهليئات ٌ
).(2
أمر م َن اإلقالة ِ
أي :اعفوا.
احلميدة .قال اب�ن ِ
امللك :اهليئ ُة: ِ ِ
واخلص�ال ِ
املروءات، أصح�اب أي:
ُ َ ْ
األخالق املرض ّي ِة.
ِ ُ
اإلنسان م َن ُ
يكون عليها احلال ُة ا ّلتي
. ُ
رسول اهلل ﷺ: َ
فقال
باحلق. َ
أكرمك ِّ قال سعدٌ :بىل وا ّلذي
َ
).(4 ُ
رسول اهلل ﷺ: َ
فقال
امل�اوردي ،وغريه: قال�يف) َإن كنت ألعاجله بالس ِ (كال وا ّلذي بعث�ك ِّ
باحلق ْ وقول�هّ :
ّ ُ ّ
ِ
ألمره ﷺ ،وإنّا معنا ُه ِ
عب�ادة ِ
س�عد ِ
بن ّبي ﷺ ،وال خمالف ًة م ْن ِ
«لي�س قول�ه هذا ر ّدا لقول الن ِّ
َ
ِ
علي�ه ،فإ ّن ُه ِ
الغضب ِ
واس�تيالء جل عند امرأته، الر َ ِ ِ
اإلخب�ار ع� ْن حالة اإلنس�ان عند رؤيت�ه ّ
ُ
كان عاصي ًا»).(2
وإن َيفْ ،الس َ ٍ
حينئذ يعاجل ُه ّ
عمر، فأغضب أبو ٍ بني أيب ٍ وع�ن أيب الدّ ِ
رداء َ I
بكر َ َ وعمر حماورةٌ،
َ بكر، كانت َ
قالْ : ْ
عمر مغضب ًا.
فانرصف عن ُه ُ
َ
ِ
وجهه. أغلق باب ُه يف فلم ْ
يفعل ،حتّى َ فاتّبع ُه أبو ٍ
بكر يسأل ُه ْ
يستغفر ل ُهْ ،
َ أن
بطرف ِ
ِ أقبل أبو ٍ
بكر آخذ ًا ّبي ﷺ إ ْذ َ ِ َ
ثوبه حتّى أبدى كنت جالس ًا عندَ الن ِّ
قال أبو الدّ رداءُ :
ِ
ركبته. ع ْن
).(1 َ
فقال:
. ُ
رسول اهلل ﷺ رداءه ،فألقاه إليه ،وقال: َ
فأخذ
ِ
عينيه ،وقال :أكرمك اهلل كا أكرمتني، جري�ر بنحره ووجهه ،فق ّبل ُه ،ووضعه عىل فتل ّق�ا ُه
ٌ
ثم وضعه عىل ِ
ظهر رسول اهلل ﷺ. َّ
).(2 فقال رسول اهلل ﷺ:
).(3 ُ
رسول اهلل ﷺ: قالَ :
قال عمر َ وعن ِ
ابن َ ِ
ٍ
برجل م ْن بني فجاءت
ْ قبل ٍ
نجد، ال َ ُ
رس�ول اهلل ﷺ خي ً عن أيب هرير َة Iقالَ :
بعث
رسول اهلل ﷺ َ
فقال: َ هو حتّى أتوا ِبه َ
يشعرون م ْن َ حنيف َة ال
ِ
اليامة] أحسنوا إسار ُه). [وكان س ّيد ِ
أهل
ِ
املسجد. ٍ
بسارية م ْن سواري فربطو ُه
. ُ
رسول اهلل ﷺ: َ
فقال
دخل املس�جدَ َ ،
فقال :أشهدُ ْ
أن ال إل َه ثم َ َ ِ ٍ فانطلق إىل ٍ
فاغتس�لَّ ، املس�جد، قريب م َن نخل َ
حممد ًا عبد ُه ورسول ُه.
أن ّّإال اهلل ،وأشهدُ َّ
أحب
وجهك َّ َ أصبح
َ وجهك ،فقدَْ أبغض إ َّيل م ْن ِ
األرض وج ٌه َ كان عىل حممدُ ،واهلل ما َ
يا ّ
أحب الدّ ِ
ين إ َّيل ،واهلل فأصبح َ أبغض إ َّيل م ْن َ كان م ْن ٍ ِ
الوج�وه إ َّيل ،واهلل ما َ
دينك َّ َ دينك، دين َ
ِ َ َ كان من ٍ
البالد إ َّيل. أحب
بلدك َّ فأصبح
َ بلدك، أبغض إ َّيل م ْن
بلد ُ ما َ ْ
َ
خيلك أخذتني ،وأنا أريدُ العمرةَ ،فاذا ترى. َّ
وإن
يعتمر.
َ أن ُ
رسول اهلل ﷺ ،وأمر ُه ْ فبرش ُه
ّ
صبوت.
َ قال ل ُه ٌ
قائل: فلا قد َم م ّك َة َ
ّ
ِ
اليامة ح ّب ُة يأتيكم م� ْن ِ
رس�ول اهلل ﷺ ،وال واهلل ال حمم ٍد َ
ْ مع ّأس�لمت َ
ُ ق�ال :ال ،ولك� ْن
ّبي ﷺ).(1 حنطة حتّى ٍَ
يأذن فيها الن ُّ
ِ
اإلسالم. ُ
االغتسال عندَ
) (1رواه البخاري [ ،]4372ومسلم [ ،]1764وما بني املعقوفتني زيادة من السرية النبوية [ ]638/2البن هشام.
احلب.
البغض ،ويث ّب ُت َّ
َ اإلحسان ُ
يزيل َ َّ
أن
ذلك ِ
اخلري. يستمر يف ِ
عمل َ َّ رشع ل ُه ْ
أن أسلم َ
َ ثم عمل ٍ
خريَّ ، الكافر إذا أرا َد َ
َ َّ
أن
ذلك مصلح ٌة لإلسال ِم ،وال املالطف ُة بم ْن يرجى إس�الم ُه م َن األسارى إذا َ
كان يف َ
الكثري).(1 ِ
إسالمه العد ُد س ّيا م ْن يتبع ُه عىل
ُ
ِ
رسول اهلل ﷺ مقام ًا فلا أسلم حسن إسالمه ،ونفع اهلل ِبه اإلسالم كثري ًا ،وقام بعدَ ِ
وفاة َ َ َ ُ َ
فيهم خطيب ًاَ ، مع مسيلم َة، ِ
وقال: َ
وذلك أ ّن ُه قا َم ْ حني ارتدّ ت اليام ُة َ
محيد ًا َ
َ
الرجل الوجي َه يف قومه له حرم ٌة ،ومكان ٌة عىل من هو دونه؛ ألن جرير ًا كان س ّيدَ أن
ِ
قومه.
للتكر، ٍ
من�اف النبو ِة ،وهو ِ ِ ِ
ّ أخ�الق ّ الوجه من بالتبس�م ،وطالقة
ّ الناس أن لق�ا َء
وجالب للمو ّد ِة.
ٌ
ُ
الرجل ذلك ممّا ينبغ�ى أن يتع ّلمه ِ
اخلي�ل ،وأن َ فضل الفروس� ّي ِة ،وإحكام ركوب ُ
والرئيس.
ُ الرشيف
ُ
يضع عليه
أش�ار إىل إنس�ان يف خماطبته ،أو غريها أن َ
َ بأس للعاملِ واإلما ِم إذا
أنه ال َ
بعض جسده ،وذلك من التواضع ،وفيه استال ُة النفوس.
ويرضب َ
َ يد ُه،
ذلك من َ
س�قط بع�د َ برك�ة دع�وة النب�ي ﷺ؛ ألنه قد ج�ا َء يف هذا احلديث أنه ما
ِ
اخليل).(1
قال ابن إس�حاق :وقدم عىل رس�ول اهلل ﷺ وفدُ ط ّيئ ،وفيهم زيدُ اخليل وهو س� ّيدهم،
وعرض عليهم اإلسال َم ،فأسلموا ،وحس َن إسالمهم.
َ فلا انتهوا إليه ك ّلمهم،
وكتب له بذلك.
َ ساه زيد اخلري ،وقطع له فيد ًا) (1وأرضني معه،
ثم ّ
فخ�رج م�ن ِ
عند رس�ول اهلل ﷺ راجع ًا إىل قومه ،فقال رس�ول اهلل ﷺ:
.
أحس مي�اه ٍ
نجد ُ فل�ا انته�ى إىل ٍ
ماء من ِ
ف�ات ،فلا َّ
َ احلمى هبا،
يقال ل�ه :فردة ،أصابت� ُه ّ
باملوت أنشدَ :
ﷺ
ِ
تصديقه، ائف ،ومل جييبوه إىل ما دعاهم ِ
إليه م ْن أهل ال ّط ِ
انرصف ع ْن ِ
َ َ
رسول اهلل ﷺ ّملا ّ
فإن
ْ ُ ْ
ٍ
حراء. صار إىل ِ
ونرصته َ
جيري. ٍ
رشيق؛ ليجري ُهَ ، ِ ثم َ
واحلليف ال ُ
ُ حليف،
ٌ فقال :أنا األخنس بن بعث إىل ّ
جتري عىل بني ٍ
كعب. بن ٍ
عمروَ ،
فقالّ : سهيل ِ
ِ َ
إن بني عامر ال ُ فبعث إىل
جمري.
قال :ال ،بل ٌ
قال :إذ ًا ال ُ
ختفر.
النبي ﷺ يوم ٍ
بدر عن األس�ارى: وهلذا قال ُّ
).(1
ٍ
وزيت، بن عبادةَ ،فج�ا َء ٍ
بخبز ِ
س�عد ِ ّبي ﷺ جا َء إىل ٍ
مال�ك َّ :I ِ
أن�س بن ع� ْن
أن الن َّ
ّبي ﷺ: ثم َ
قال الن ُّ َ
فأكلَّ ،
).(2
الصائمني ُّ
تدل ألن َ
أفعال ِ
باخلري والركةَّ ، خر بمعنى الدّ ِ
عاء
َ ٌ
أعجز.
ُ عجز عن نفسه ،فهو عن غريه
اخلري إذ من َ ِ
وكثرة ِ ِ
احلال، عىل اتّسا ِع
. َ
فقال:
ُ
بحيث ال يسمع رسول اهلل ﷺ[ فر َّد سعدٌ ر ّد ًا خف ّي ًاْ .
[أي:
ِ
لرسول اهلل ﷺ. فقلت :أال ُ
تأذن ُ قيس: َ
قال ٌ
السال ِم.
يكثر علينا م َن ّ َ
فقال :ذر ُه ُ
. ُ
رسول اهلل ﷺ: َ
فقال
فر َّد سعدُ ر ّد ًا خف ّي ًا.
. ُ
رسول اهلل ﷺ: ثم َ
قال َّ
َ
تسليمك ،وأر ُّد أسمع
ُ كنت َ
رسول اهلل ،قدْ ُ رسول اهلل ﷺ ،واتّبع ُه سعدٌ َ ،
فقال :يا ُ فرجع
َ
السالم.
لتكثر علينا م َن ّ
َ عليك ر ّد ًا خف ّي ًا؛
َ
َ ٍ )(1 ُ
ثم ناول ُه ملحف ًة
فاغتسلَّ ، فوضع
َ فأمر ل ُه س�عدٌ بغس�ل
رس�ول اهلل ﷺَ ، فانرصف مع ُه
َ
َ
فاشتمل هبا).(2 ٍ
وورس، ٍ
بزعفران مصبوغ ًة
ُ
يق�ول: وه�و ِ
يدي�ه، ُ
رس�ول اهلل ﷺ رف�ع
َ ث�م ََّ
.
ٍ إليه س�عدٌ مح�ار ًا قدْ و ّط َأ ِ
االنرصاف قرب ِ
بقطيفة، عليه َ ّ َ أصاب م َن ال ّطعا ِمّ ،
فلا أرا َد َ ث�م
َّ
ُ
رسول اهلل ﷺ. فركب
َ
َ
رسول اهلل ﷺ. اصحب
ْ قيس! َ
فقال سعدٌ :يا ُ
. ُ
رسول اهلل ﷺ: قيسَ :
فقال َ
قال ٌ
. ثم َ
قال: فأبيتَّ ،
ُ
فانرصفت).(3
ُ َ
قال:
اخلطمي وغريه.
ّ ) (1ما يغسل ِبه م َن
) (2امللحفة :اللباس الذي فوق سائر اللباس من دثار الرد ونحوه ،وكل يشء تغطيت به فقد التحفت به ،والورس:
نبت أصفر يصبغ به.
وصحح
ّ ) (3رواه أمح�د [ ،]15050وأب�و داود [ ،]5185وق�ال اب�ن حجر يف الفتح [" :[170/11س�نده جيد"،
إسناده اب ُن امللقن يف البدر املنري [ ،]256/2وقال ابن كثري يف تفسريه [ :]37/6جيد قوي ،وضعفه األلباين يف
ضعيف أيب داود [.[5185
ﷺ
ٍ
حضري -وكان أس�يد م�ن عقالء األرشاف ،وذوي ال�رأي ،وأحد النقباء بن ِ
أس�يد ِ ع ْن
االثني عرش ليلة العقبة َ -
قال:
ِ
خارصته ّب�ي ﷺ يف َ ِ هو حي�دّ ُ
يضحكه�م ،فطعن ُه الن ُّ
ْ مزاح ،بينا
وكان في�ه ٌ ث القو َم، بين�ا َ
ٍ
بعود.
َ
فقال :أصرين).(1
. َ
فقال:
قميص.
ٌ عيل عليك قميص ًاَ ،
وليس َّ َ إن َ
قالَّ :
رجل ِ
اخلندق ،رما ُه ٌ أصيب سعدٌ بن معاذ [س ّيد األوس] يو َم
َ قالت:
ْ ن عائش َة J ع ْ
ِ
العرقة. يقال ل ُه ح ّب ُ
ان ب ُن ٍ
قريش ُ م ْن
).(4 ِ
املسجد ّبي ﷺ له خيم ًة يف
فرضب الن ُّ
َ
حني بن ٍ
معاذ َ ِ
بس�عد ِ ّبي ﷺ ُ
يفعل ِ
العيادة س�نّ ٌة؛ ملا َ قال أبو ِ
َ
كان الن ُّ «تكرار
ُ يب:
بكر ب ُن العر ِّ
ٍ
قريب»).(5 ِ
املسجد؛ ليعود ُه م ْن ٍ
خيمة يف رضب ل ُه
َ
ِ
األحزاب رمي ي�و َم
ق�الَ : ع� ْن ِ
جابر بن عب�د اهلل Lأ ّن ُه َ
ِ
رس�ول اهلل ﷺ إ ْذ جاء ُه ٌ عمر Lأ ّن ُه َ ع�ن ِ
عب�د اهلل ِ
رجل م َن قال :كنّا جلوس� ًا َ
مع بن َ ْ
ِ ِ
األنصاري.
ُّ أدبر
ثم َ األنصار ،فس ّل َم عليهَّ ،
. ُ
رسول اهلل ﷺ: َ
فقال
صالح.
ٌ َ
فقال:
. ُ
رسول اهلل ﷺ: َ
فقال
قالنس ،وال
ُ خف�اف ،وال
ٌ عرش ،م�ا علينا ٌ
نع�ال ،وال فق�ا َم ،وقمن�ا مع ُه ،ونح� ُن بضع َة َ
السباخِ ) (3حتّى جئنا ُه. قمص ،نميش يف َ
تلك ّ ٌ
رسول اهلل ﷺ ،وأصحاب ُه ا ّلذي َن مع ُه.
ُ ِ
حوله حتّى دنا فاستأخر قوم ُه) (4م ْن
َ
).(5 َ
فقال ﷺ:
َ
رسول اهلل. قالوا :ال يا
ِ
وسط ّ ُ
الذرا ِع ُ
يكثر فصد ُه .النهاية [[154/4 األكحل :عرق يف )(1
) (2رواه أمحد [ ،]14359والرتمذي [ ،]1582وصححه األلباين يف اإلرواء [.[1213
) (3األرض السبخة :هي التي يعلوها امللوحة ،وال تكاد تنبت .النهاية [[333/2
ً
وإنزاال للناس منازهلم ،وليتأنس هبم املريض ،ويذهب عنه بعض الكالل الذي حيصل ) (4استأخر قومه إكرام ًا للوافد،
له من طول مالزمة من عنده.
دليل الفاحلني لطرق رياض الصاحلني [[464/4
) (5فيه معنى االستفهام ،أي :أقد خرج من الدنيا ،ظ َّن أنه قد مات ،فسأل عن ذلك .عمدة القاري [.[104/8
ّبي ﷺ بكوا.
فلا رأى القو ُم بكا َء الن ِّ
ّبي ﷺّ ،
فبكى الن ُّ
َ
فقال:
).(1
ِ
املريض. السؤال ِ
عن ُ
ِ
املريض. ِ
عيادة استحباب
ُ
ِ
للمفضول. ِ
الفاضل عياد ُة
مع أصحابه.
املريض َ
َ عياد ُة اإلما ِم والعاملِ
الز ِ
هد يف الدنيا ،والتق ّلل منها ،وا ّط ِ
راح فضوهلا، ِ
وفيه :ما كان عليه الصحاب ُة من ّ
ِ
اللباس ،ونحوه. ِ
بفاخر وعد ِم االهتا ِم
ﷺ
ِ
األنصار: ِ
سادة طلب مشور َة ففي ٍ
بدر َ
َ
سفيان. حني بلغ ُه ُ
إقبال أيب شاور َ َ
رسول اهلل ﷺ أنس بن ٍ
مالك َّ I
أن ع ْن ِ
َ
فأعرض عن ُه.
َ فتك ّل َم أبو ٍ
بكر،
فأعرض عن ُه.
َ ثم تك ّل َم ُ
عمر، َّ
ِ
رس�ول اهلل؟ وا ّلذي نف�يس بيده ْ
ل�و أمرتنا ْ
أن َ فق�ا َم س�عدُ ب� ُن عباد َة َ
فق�ال :إ ّيان�ا تريدُ يا
ِ
الغاد)(1؛ لفعلنا. أن نرضب أكبادها إىل ِ
برك ولو أمرتنا ْ
َ البحر؛ ألخضناهاْ ،
َ نخيضها
ّاس ،فانطلقوا حتّى نزلوا بدر ًا).(2 ُ
رسول اهلل ﷺ الن َ فندب
َ َ
قال:
رسول اهلل ﷺ بقول ٍ
سعدّ ،
ونشط ُه ذلك. ُ فر
َّ
ِ
للقتال أن خيرجوا مع ُهبايعهم عىل ْ إنّا قصدَ ﷺ اختبار األنصار؛ أل ّن ُه مل ْ يك ْن
ْ
لعري أيب س�فيان اخلروج ِ
َ عرض فلا َ
أن يمنعو ُه مم ّ ْن يقصد ُهّ ، بايعهم عىل ْ
ْ العدو ،وإنّا
ِّ وطلب
املرة، ِ ِ ٍ َ
يوافقون عىل َ أرا َد ْ
ج�واب باملوافقة التّا ّمة يف هذه ّ ذلك ،فأجابو ُه أحس� َن يعل�م ّأهن ْم
َ أن
وغريها.
الر ِ
أي ،واخلرة).(3 ِ
وأهل ّ ِ
األصحاب، استشار ُة
بن عباد َة يش�اورمها ِ
وس�عد ِ س�عد بن ٍ
معاذ، ِ ُ
رس�ول اهلل ﷺ إىل َ
أرس�ل ِ
اخلندق ويف يو ِم
ج�اءت ٌ
قريش يف ْ ِ
املدينة ،وذلك بعدَ أن حصن من ِ
ت�ر ٍ ٍ
يومئذ عيين� َة ب َن في�ا أراد أن يعطي� ُه
أخطب إىل بني حيي بن َ آالف ،وجاء عيين ُة بن حصن يف عرشة ٍ
ِ
َ وتوج َه ُّ
ّ معهم،
ْ غطفان ،وم ْن
هبم البال ُء.
غدرهم ،فاشتدَّ ُ
ْ املسلمني
َ هبم حتّى غدرواَ ،
وبلغ يزل ْ فلم ْ قريظ َةْ ،
لينرصف بم ْن مع ُه ِ
املدينة؛ ثلث ِ
ثار ٍ
حصن ،وم ْن مع ُه َ يعطي عيين َة ب َن ّبي ﷺ ْ
أن
َ َ فأرا َد الن ُّ
األحزاب.
َ وخيذ َل
غطفانّ ،
َ م ْن
ِ
األنصار؛ ألهنا ِ
س�ائر بن عباد َة َ
دون ِ
وس�عد ِ بن معاذ، ِ
س�عد ِ ُ
رس�ول اهلل ﷺ إىل َ
فأرس�ل
ِ
لألوس ،وكان سعدُ بن عباد َة س ّيد ًا للخرزج، كانا سيدي قومها ،فكان سعدُ بن ٍ
معاذ س ّيد ًا ُ ّ ْ
فشاورمها يف َ
ذلك.
حصار املس�لمني يو َم املس�لمني – أي:
َ هذه ُ
احلال عىل طالت ِ
ْ قال اب ُن الق ّيم « :Vو ّملا
ُ
َ
غطفان رئييس ٍ
عوف َ
واحلارث ب َن ٍ
حصن، يصالح عيين َة ب َن ُ
رسول اهلل ﷺ ْ
أن ِ
اخلندق -أرا َد
ْ َ
ِ
وجرت املراوض ُة عىل َ
ذلك. ِ
املدينة ،وينرصفا بقومها، ثلث ِ
ثار عىل ِ
َ
أمرك هبذا ،فسمع ًا وطاع ًة، إن َ
كان اهلل َ
رسول اهلل ْ �عدين يف َ
ذلك ،فقاال :يا ِ الس
فاستش�ار ّ
َ
كان شيئ ًا تصنعه لنا ،فال حاج َة لنا ِ
فيه. وإن َْ
ُ
يطمعون ْ
أن يأكلوا َ وهم ال ِ ِ ِ
وهؤالء القو ِم عىل ّ ِ
الرشك باهللِ ،وعبادة األوثانْ ، لقدْ كنّا نح ُن
نعطيهم
ْ فح�ني أكرمنا اهلل باإلس�ال ِم ،وهدانا ل ُهّ ،
وأعزن�ا بك َ منه�ا ثمر ًة ّإال ً
ق�رىْ ،أو بيع ًا،
أموالنا؟
عمر :I
أمري املؤمنني ُ
فعل ُوكذلك َ
اح :أفرار ًا م ْن ِ
قدر اهللِ؟ اجلر ِ َ
قال أبو عبيد َة ب ُن ّ
َ
غريك قاهلا يا أبا عبيدةَ! عمرْ :لو َ
فقال ُ
ِ
عدوتان [أي: هبطت وادي ًا ل ُه لك ٌ
إب�ل أرأيت ْلو َ
كان َ قدر اهلل إىل ِ
قدر اهللِ، نفر م� ْن ِ
ْ َ نع�م ُّ
ْ
وإن رعيت اخلصب� َة رعيتها ِ
بقدر اهللِْ ، َ أليس ْ
إن جانب�ان] إحدامها خصب ٌة ،واألخ�رى جدب ٌة َ
رعيت اجلدب َة رعيتها ِ
بقدر اهللِ؟ َ
فق�الَّ :
إن عندي يف ِ
حاجتهَ ، ِ
بعض وكان متغ ّيب� ًا يف
َ ٍ
ع�وف، الر ِ
محن ب ُن َ
ق�ال :فج�ا َء عبدُ ّ
رس�ول اهلل ﷺ ُ
يقول: َ س�معت
ُ هذا عل ًا،
.
انرصف).(1
َ ثم
عمرَّ ، َ
قال :فحمدَ اهلل ُ
قال يف أس�ارى ٍ
بدر: ّبي ﷺ َ ِ
جب�ري بن مطع ٍم َّ I
أن الن َّ ع� ْن
).(1
ع�دي بعدَ
ٍّ بن ِ
ج�وار املطع ِم ِ النبي ﷺ ّمل�ا َ
دخل يف وذل�ك مكاف�أة ل�ه عىل معروفه جت�ا َه ِّ
ِ
الطائف ّملا كان بم ّك َة كا تقدم. رجوعه م َن
األدرع. استعار منه ٍ
حنني بعدما ِ
غزوة صفوان ب َن أمي َة ،وتأ ّل َ
ف قلبه بعد َ وقد َ
كافأ
َ َ
ر أدراع ًا.
استعار من ُه يو َم خي َ
َ َ
رسول اهلل ﷺ أن صفوان ِ
بن أم ّي َة َّ I َ ع ْن
َ
فقال :أغصب ًا يا ّ
حممدُ .
. َ
فقال:
أن يضمنه�ا ل� ُهَ ،
فق�ال :أن�ا اليو َم ُ
رس�ول اهلل ﷺ ْ ِ
علي�ه فع�رض
َ فض�اع بعضه�ا، َ
ق�ال:
َ
أرغب).(2
ُ َ
رسول اهلل يف اإلسال ِم يا
ِ
الفتح رسول اهلل ﷺ غزو َة ُ قال :غزا ٍ
شهاب َ عن ِ
ابن رسول اهلل ﷺ يو َم حننيِ : ُ عوض ُه ثم ّ
فنرص اهلل دين ُه ٍ ُ فت�ح م ّك َةَّ ،
ِ
املس�لمني ،فاقتتلوا بحن�نيَ ، َ رس�ول اهلل ﷺ بم ْن مع ُه م َن خرج
ثم َ
واملسلمني.
َ
ثم مائ ًة. ٍ ُ
ثم مائ ًةَّ ،
صفوان ب َن أم ّي َة مائ ًة م َن النّع ِمَّ ،
َ يومئذ رسول اهلل ﷺ وأعطى
رسول اهلل ﷺ ُ قال :واهلل لقدْ أعطاين صفوان َ
َ ب َّ
أن شهاب :حدّ ثني سعيدُ ب ُن املس ّي ِ
ٍ َ
قال اب ُن
ألحب الن ِ
ّاس إ َّيل).(3 ُّ برح يعطيني حتّى إ ّن ُه ألبغض الن ِ
ّاس إ َّيل ،فا َ ُ ما أعطاين ،وإ ّن ُه
ُ
رس�ول اهلل ﷺ عبد اهلل َ L
قال :أتى بن ِ وكاف�أ عب�د اهلل بن أيب بن س�لول ،ع ْن ِ
جابر ِ
ونفث ِ
عليه م ْن َ ِ
ركبتيه، فأخرج ،فوضع ُه عىل فأمر ِبه، يب بعدَ ما َ
َ أدخل حفرت ُهَ ، عب�دَ اهلل ب� َن أ ٍّ
وكان كسا ع ّباس ًا قميص ًا.
َ أعلم، ِ
ريقه ،وألبس ُه قميص ُه ،فاهلل ُ
صنع).(1
ألبس عبدَ اهلل قميص ُه؛ مكافأ ًة ملا َ
ّبي ﷺ َ فريون َّ
أن الن َّ َ ُ
سفيان: َ
قال
وقال: ِ
أصابعه يف صدريَ ، أثر
رأيت َ
ف�رضب يف صدري حتّى ُ
َ
.
ِ
رسول اهلل ﷺ. ثم َ
بعث إىل وحرقهاَّ ،
فانطلق إليها ،فكرهاّ ،
َ
أجرب).(3
ُ كأهنا ٌ
مجل َ
جئتك حتّى تركتها ّ باحلق ما
بعثك ِّ ٍ
جرير :وا ّلذي َ ُ
رسول َ
فقال
خيل أمحس ،ورجاهلا -مخس مر ٍ
ات.(4)- فبارك يف ِ
َ َ
قال:
َ ّ َ
أرشافهم).(5
ْ هو م ْن َ
وكان َ كانت يف بالد قومه،
ألهنا ْ َ
بذلك ّ وخص جرير ًا
َّ
ِ بني ظهرا ِ وك ّل َ
ين ال ّطائف يس� ُ
رت، الر ّبة ،وث ٌن َ
كان َ َ
س�فيان هب�د ِم ّ ف املغري َة ب َن ش�عب َة ،وأبا
وهيدى له اهلدي كا هيدى ِ
لبيت اهلل احلرا ِم).(6 ُ ُ
ِ
اهليئات من ٍ
حن�ني بعدما أفا َء اهلل عىل رس�وله ﷺ م� َن الغنائ ِم أعط�ى ذوي ِ
غزوة فبع�د
ٍ
أعطيات كثريةً: ٍ
قريش فة قلوهبم ،وحديثي اإلسال ِم من املؤ ّل ِ
َ
وصفوان ب َن ٍ
حرب، َ
سفيان ب َن ُ
رسول اهلل ﷺ أبا قال :أعطى خديج َ I ٍ بنعن راف ِع ِ
اس ِ منهم مائ ًة م َن ٍ ٍ
حابسَّ ، ٍ أم ّي َة ،وعيين َة ب َن
اإلبل ،وأعطى ع ّب َ كل إنسان ْ واألقرع ب َن
َ حصن،
ٍ
مرداس: اس ب ُن ذلكَ ،
فقال ع ّب ُ مرداس َ
دون َ ٍ ب َن
ُ
رسول اهلل ﷺ مائ ًة).(1 فأتم ل ُه َ
قالَّ :
كبري يف نفوس�هم ،فمنهم م ْن ِ ِ َ
أث�ر ٌ
وكان هل�ذه املعاملة ٌ النب�ي ﷺ،
ُّ وهك�ذا كان يعامله�م
رش ُه.
كف ّ
ومنهم من َّ
ْ أسلم،
َ
ٍ
بذهيبة يف تربتها، ّبي ﷺ ِ قالَ : اخلدري َ I ٍ
باليمن إىل الن ِّ وهو
عيل َ
بعث ٌّ ِّ سعيد وع ْن أيب
الفزاري، بن ٍ
بدر وبني عيين� َة ِأحد بني جماش�عٍَ ، حابس احلنظيل ،ثم ِ
ٍ بني األقر ِع ِ
بن فقس�مها َ
ِّ ِّ َّ
اخليل ال ّطائي ،ثم ِ
أحد بني ِ وبني ِ
زي�د ٍ
كالبَ ، بن عالث َة العامري ،ثم ِ
أحد بني وب�ني علقم� َة ِ
َ
ِّ َّ ِّ َّ
نجد ،ويدعنا! أهل ٍ ِ
يعطيه صناديدَ ِ واألنصار ،فقالوا: ظت ٌ
قريش َ
نبهان ،فتغ ّي ْ
ُ
. َ
قال:
الر ِ
أس، ُ ِ كث ال ّل ِ ِ
اجلبنيُّ ، ِ فأقب�ل ٌ
َ
حملوق ّ الوجنتني، مرشف
ُ حي�ة، ناتئ
العيننيُ ، غائر
رجل ُ
حممدُ ات ِّق اهللَ. َ
فقال :يا ّ
. ّبي ﷺ: َ
فقال الن ُّ
ِ فسأل ٌ
َ
رجل م َن القو ِم قتل ُه -أرا ُه خالدَ ب َن الوليد -فمنع ُه الن ُّ
ّبي ﷺ.
).(1
هلم: َ
فقال ْ
ر).(2
فلم نص ْ
أنسْ : ر]َ .
قال ٌ مسلم يف رواية :قالوا :سنص ُ
ٌ [ .زاد
ِ
املؤلفة قلوهبم؛ لتثبيتهم عىل اإلسال ِم. إعطا ُء
النبي ﷺ.
تواضع ِّ
ُ
باحلق عند احلاجة ِ احلج ِة عىل اخلصم ،وإفحامه ِّ
إليه. إقام ُة ّ
أن ا ّلذي َ
نقل ِ
احلياء ،وبي�ان َّ ِ
األنص�ار يف تركهم املاراة ،واملبالغ�ة يف حس� ُن ِ
أدب
وكهوهلم.
ْ شيوخهم،
ْ اهنم ،ال ع ْن عنهم إنّا َ
كان ع ْن ش ّب ْ ْ
عليهم.
ْ الرسول البالغ َ
اشتمل م ْن ثناء ّ مناقب عظيم ٌة ْ
هلم؛ ملا ُ
احلق.
الشبهة؛ لريجع إىل ِّ ويوضح ل ُه وجه ّ ّ غري عىل ما ُ
يغفل عن ُه، الص َ الكبري ين ّب ُه ّ
َ َّ
أن
بإقام�ة حجة من عت�ب ِ
عليه، ِ ِ
املعات�ب ،وإعتابه ع� ْن عتبه واس�تعطاف
ُ املعاتب� ُة،
َ ّ ْ
واالعتذار ،واالعرتاف. ِ
ﷺ
ومجع ِ
الكعبة قائم ّ
يصيل عن�دَ ُ ٍ
مس�عود Iقال :بينا ع�ن ِ
عب�د اهلل بن
ُ رس�ول اهلل ﷺ ٌ ْ
جمالسهم.
ْ ٍ
قريش يف
) (1ينظر :فتح الباري [ ،]51/8رشح النووي عىل صحيح مسلم [.[151/7
جزور ِ
آل ِ كم يقو ُم إىل َ ق�ال ٌ
إ ْذ َ
تنظرون إىل هذا املرائي ،أ ّي ْ [هو أبو جه�ل] :أال
منهم َ
قائل ْ
ثم يمهل ُه حتّى إذا س�جدَ وضع ُه َبني ِ ٍ
ف�الن ،فيعمدُ إىل فرثها ودمها وس�الها ،فيجي ُء بهَّ ،
)(1
ِ
كتفيه.
ِ َ
ّبي ﷺ وضع ُه فنظر حتّى سجدَ الن ُّ
[هو :عقبة بن أيب معيط] ،فجا َء بهَ ،فانبعث أشقى القو ِم َ
ِ
رسول اهلل ﷺ).(2 كان يل منع ٌة طرحت ُه ع ْن
أنظر ال أغني شيئ ًاْ ،لو َ ِ ِ
بني كتفيه ،وأنا ُ
ظهره َ عىل
هو ال ّلفافة ا ّلتي يكون فيها الولد يف بطن النّاقة وسائر احليوانَ ،
وهي م َن اآلدم ّية :املشيمة .رشح النووي السالَ :
)ّ (1
عىل صحيح مسلم [.[151/12
وكان حلف�اؤ ُه إ ْذ َ
ذاك ك ّف�ار ًا .فتح الباري َ ِ
لكونه هذل ّي� ًا حليف ًا، ذل�ك؛ ألنّ� ُه ْمل يك ْن ل ُه بم ّك َة عش�رية؛ ) (2وإنّ�ا َ
ق�ال َ
].[415/6
برائحتهم ،وال ّظاهر َّ
أن ْ ال يت�أ ّذى النّاس
هلم ،ولئ ّ ه�ي البئر ا ّلتي ْمل َ
تط�و ،وإنّا وضعوا يف القليب حتقري ًا ْ ) (3القلي�بَ :
البئر مل ْ يك ْن فيها ما ٌء معنيٌ .
َ
رشح النووي عىل صحيح مسلم [ ،]135/12فتح الباري [.[352/1
) (4رواه البخاري [ ،]240ومسلم [.[1794
رصخت
ْ ِ
نف�س فاطم َة م� ْن صغره�ا؛ لرشفه�ا يف قومها ،ونفس�ها؛ لكوهن�ا ق�و ُة
ّ
فلم ير ّدوا عليها. وهم رءوس قريشْ ، بشتمهمْ ،
ْ
عاء عىل ال ّظاملِ.جواز الدّ ِ
ُ
مع أ ّن ُه َ ِ ِ الس ِ
كان �بب ،واإلعانة؛ لقوله يف عقب َة «أش�قى القو ِم»َ ، أن املبارش َة آكدُ م َن ّ َّ
القص ِة؛ ِ ِ
الشقا َء هنا بالنّسبة إىل هذه ّ ّبي ﷺ لك َّن ّ وهو أشدُّ من ُه كفر ًا وأ ًذى للن ِّ جهلَ ، ٍ فيهم أبو
ْ
أش�قاهم؛ وهل�ذا قتلوا يف َ
فكان ِ
باملبارشة، والرض�ا ،وانفر َد عقب� ُة ِ
ْ األمر ّ �م اش�رتكوا يف ألهن ُ
ّ
ً )(1
هو صرا . وقتل َ ِ
احلربَ ،
يعجل بالدّ ِ
عاء ُ َ
فكان ال ِ
الناس يف اإلسال ِم، َ
دخول حيب ُ
الرسول ﷺ ُّ «كان
كان يرجو منه اإلناب َة .ومن
يطمع يف إجابتهم إىل اإلس�ال ِم ،بل كان يدعو ملن َ
ُ عليهم ما دام
يوسف ،ودعا
َ رض ُه ،وش�وكته يدعو عليه ،كا دعا عليهم بسنني كسنى
ال يرجو ُه ،وخيش�ى ّ
فأجيبت دعوته فيهم ،فقتلوا ٍ
ببدر ،كا أس�لم ْ ٍ
قريش؛ لكثرة أذاهم وعداوهتم، ِ
صناديد عىل
كثري ممن دعا له باهلدى»).(2
ٌ
األق�رع ب ُن
ُ ع�يل ،وعند ُه
رس�ول اهلل ﷺ احلس� َن ب� َن ٍُّ ق�ال :ق ّب َ�ل
ع�ن أيب هري�ر َة َ I
لت منهم أحد ًا ،فنظر ِ
إليه ِ
الولد ما ق ّب ُ األقرع َّ
إن يل ع�رش ًة م َن ّميمي جالس� ًاَ ،
فقال ٍ
َ ْ ُ حابس الت ُّ
).(1 ثم َ
قال: ُ
رسول اهلل ﷺَّ ،
وغريهم»).(2
ْ َ
«قال العلاء :هذا عا ٌّم يتناول رمح َة األطفال،
ِ
والنجابة. والتفوق، الكثري ممّن ت ّي َز بالنبوغِ، النبي ﷺ ِ
ّ ُ أصحاب ِّ قد وجدَ من
بن ٍ
ثابت .I ان ِ
كحس َ فمنهم من كان نابغ ًا يف ّ
الشعر
ّ
ٍ
عباس .L كابن ِ
الفقه والفه ِم ِ ومنهم من كان نابغ ًا يف
ِ
ومعاذ بن ٍ ِ
جبل .I ومنهم من كان نابغ ًا يف القضاء بني اخلصو ِم ٍّ
كعيل ،I
املهارات كزيد بن ٍ
ثابت .I ِ ومنهم من كان نابغ ًا يف القدرة عىل التع ّلم واكتساب
ِ
احلفظ كأيب هريرة .I ومنهم من كان نابغ ًا يف
ِ
الوليد .I ِ
كخالد بن احلنكة العسكر ّي ِة
ِ ومنهم من كان نابغ ًا يف
ُ
رضوان ِ
نجباء أصحابه ِ
والقدرات عن�دَ املواهب، ُ
رس�ول اهلل ﷺ يراع�ي هذه وقد كان
َ
اهلل عليهم.
ِ
رش�ق رس�ول اهلل ﷺ َ
قال :اهجوا قريش� ًا فإ ّن ُه أش�دُّ عليها م ْن َ ع ْن عائش� َة َّ J
أن
الن ِ
ّبل.
ِ
يرض. فلم
فهجاهمْ ،
ْ اهجهم،
ْ فقال: فأرسل إىل ِ
ابن رواح َةَ ، َ
بن ٍ
مالك. كعب ِ
فأرسل إىل ِ
َ
لكم ْ
أن ترسلوا إىل هذا ان :قدْ َ
حس ُ دخل ِ
عليه َ فلا َ ان ِ ٍ حس َ َ
آن ْ قال ّ بن ثابتّ ، أرسل إىل ّ ثمَّ
ِ
بذنبه).(1 الض ِ
ارب ِ
األسد ّ
حسان ِ
جنبيه كا َ وحينئذ يرضب ِ
ٍ َ ِ ) (1املراد ِ
فعل ّ بذنبه ُ اغتاظ، باألسد يف انتقامه وبطشه إذا بذنبه هنا لسانه ،فش ّب َه نفسه
باألسد ،ولسانه ِ
بذنبه .رشح النووي عىل صحيح مسلم [.[49/16 ِ حيرك ُه ،فش ّب َه نفس ُه َ ِ
ُ فجعل ّ بلسانه حنيَ أدلع ُه،
أعراضهم تزيق اجللد .رشح النووي عىل صحيح مسلم [.[49/16 ْ أي :ألمزّ ق َّن
)ْ (2
واملس�لمني .رشح
َ ونافح ِ
عن اإلس�الم َ هو ب�ا نال ُه م ْن أعراض الك ّفار ،ومزّ قها،
املؤمن�ني ،واش�تفى َ
َ أي :ش�فى )ْ (3
النووي عىل صحيح مسلم [.[49/16
).(1 حلس َ
ان: قالَ : ٍ
عازب َ L ِ
الراء ِ ِ
ّبي ﷺ ّ
قال الن ُّ بن وعن
كنت أنشدُ ِ
فيه، ان ينشدُ َ ،
فقالُ : وحس ُ ِ ب َ ِ
س�عيد ِ
بن املس ّي ِ
عمر يف املس�جدّ ،
مر ُقالَّ : وع ْن
خري َ
منك. ِ
هو ٌ
وفيه م ْن َ
رسول اهلل ﷺ ُ
يقول: َ أسمعت
َ َ
أنشدك باهلل التفت إىل أيب هريرةََ ،
فقال: َ ثم
َّ
.
نعم).(2 َ
قالْ :
).(2 َ
وقال:
خري.
هو واهلل ٌ
عمرَ : َ
فقال ُ
ِ
ورأيت ا ّلذي رأى ُ
عمر. ُ َ
لذلك صدري، رشح اهلل
عمر يراجعني فيه حتّى َ فلم ْ
يزل ُ ْ
ش�اب ٌ
عاقل، بكر :إن َّك ٌ
رجل فقال أبو ٍ
جالس ال يتك ّل ُمَ ، وعمر عند ُه قال زيدُ بن ٍ
ثابت: َ
ٌّ ٌ ُ ُ
َ
القرآن فامجع ُه. ِ
لرسول اهلل ﷺ ،فتت ّب ِع الوحي تكتب
ُ كنت
ّهمكَ ، وال نت َ
َ
ِ
القرآن. عيل ممّا أمرين ِبه م ْن مج ِع كان َ
أثقل َّ
ِ
اجلبال ما َ نقل ٍ
جبل م َن قال زيد :فواهلل ْلو ك ّلفني َ
ِ
كيف تفعالن شيئ ًا مل ْ يفعل ُه الن ُّ
ّبي ﷺ؟ قلتَ :
ُ
ِ
احلالل واحلرا ِم ّ
واله رس�ول اهلل ﷺ القضا َء عىل ِ
معرف�ة بن ٍ
جبل Iيف ِ
مع�اذ ِ لنب�وغ
ِ
اليمن. ِ
أهل
ٍ
رجل ِ
باليم�ن مع ّل ًا وأمري ًا ،فس�ألنا ُه ع ْن قال :أتان�ا معا ُذ ب ُن ٍ
جبل بن يزيدَ َ ِ
األس�ود ِ ِ
ع�ن
ّصف).(3
واألخت الن َ َ ّصف، َ
وترك ابنت ُه ،وأخت ُه ،فأعطى االبن َة الن َ َّ
تويف،
َ
رس�ول اهلل ﷺ ّملا أرا َد بن ٍ
جبل َّ I
أن أصحاب ِ
معاذ ِ ِ محص م ْن ٍ
أناس م ْن ِ
أهل َ وع ْن
. قال: ِ
اليمن َ يبعث معاذ ًا إىل
أن َْ
ِ
بكتاب اهلل. َ
قال :أقيض
. َ
قال:
ِ
رسول اهلل ﷺ. قال :فبسن ِّة
َ
ٍ
س�فري له ،يع ّل ُم املس�لمني مبادئ ِ
املدينة ،وليكون ّأو َل فاختار مصعب بن عمري مع ّل ًا إىل
ِ
احلميد؛ ِ
العزيز الدي�ن ،وتعاليم اإلس�الم ،ويقرئهم الق�رآن الكريم ،ويدع�و إىل رصاط اهلل ِ
ِ
باملقرئ).(2 سمو ُه
ولذلك ّ
ِ
بالسيف. فتحت بالقرآن ،وليس يعلم َّ
أن املدينة
ْ وهبذا ُ
ٍ
عمري ،واب ُن أ ِّم مكتو ٍم، مصعب ب ُن
ُ قالّ :أو ُل م ْن قد َم علينا
عازب َ L ٍ ع�ن الرا َء ب َن
ّاس..احلديث).(3 ِ
وكانا يقرئان الن َ
ﷺ
قريش يف دار الن ِ
ّدوة ،وأمجعوا اجتمعت ٌ
ْ ِ
اهلجرة :فعندما ِ
باملبيت يف فراشه ليل َة فك ّل َ
ف عل ّي ًا
النبي ﷺ ،والتخ ّلص منه؛ أوحى اهلل تعاىل لنب ّيه ﷺ بذلك.
عىل قتل ِّ
ِ
بالبيت تل�ك الليل َة ،واألع�دا ُء قد أحاط�وا
ع�يل ب�ن أيب طال�ب أن ينا َم يف فراش�ه َ
فأم�ر َّ
) (1رواه أب�و داود [ ،]3592والرتم�ذي [ ،]1327وصحح�ه اب�ن القي�م يف إع�الم املوقع�ني [ ،]155/1وق�ال
ِ
إثبات أصل القي�اس» ،وض ّعفه البخاري، مش�هور اعتمد عليه أئم ُة اإلس�الم يف اب�ن كثري« :هو حديث حس�ن
ٌ
ويعتمدون ِ
وإن َ
كان عليهْ ، َ كتبهم،
ْ كان الفقها ُء ك ّل ْ
هم يذكرون ُه يف وإن َ
يصحْ ،
اجلوزي« :ال ُّ
ُّ والرتمذيَ ،
وقال اب ُن
معنا ُه صحيح ًا» ،وقال األلباين« :منكر».
ينظ�ر :التلخي�ص احلب�ري [ ،]447/4العل�ل املتناهي�ة [ ،]273/2حتفة الطال�ب بمعرفة أحادي�ث خمترص ابن
احلاجب [ ،]125/1فتح الغفار اجلامع ألحكام سنة نبينا املختار [ ،]2057/4الضعيفة [.[881
ينظر :السرية النبوية [ ]434/1البن هشام.
)ُ (2
) (3رواه البخاري [.[3925
واخت�ار ي�وم األح�زاب حذيفة ب�ن اليان I؛ ليدخ�ل بني صفوف األع�داء ،ويأيت
بخرهم.
أنت؟.
فقلت :م ْن َ الر ِ
جل ا ّلذي إىل جنبي، ُ ِ َ
فقال حذيف ُة:
ُ فأخذت بيد ّ
فالن بن ٍ َ
فالن. قال :أنا ُ ُ
الكراع،
ُ أصبحتم ِ
بدار مقا ٍم ،لقدْ َ
هلك ْ ّكم واهلل ما ٍ
قريش ،إن ْ معرش َ
سفيان :يا ثم َ
قال أبو َّ
َ
ِ
َ
ترون ،واهلل ما تطمئ ُّن منهم ا ّلذي نكر ُه ،ولقينا م ْن هذه ّ
الر ِ
يح ما وأخلفتن�ا بن�و قريظ َة ،بلغنا ْ
ٌ
مرحتل. فإين ُ
يستمسك لنا بنا ٌء ،فارحتلوا؛ ّ نار ،وال
قدر ،وال تقو ُم لنا ٌ
لنا ٌ
أطلق عقال ُه ٍ
ثالث ،فا َ فوثب عىل ثم رضب ُه، ِ ٌ ِ
َ فجلس عليهَّ ،
َ معقول، وهو
ثم قا َم إىل مجله َ
َّ
قائم.
وهو ٌّإال َ
ِ
رس�ول اهلل ﷺ: فذك�رت َ
قول ُ ف�أردت ْ
أن أرمي ُه، ُ ِ
القوس، فوضع�ت س�ه ًا يف ِ
كب�د ُ
ولو رميت ُه ألصبت ُه.
ْ ،
ِ
رسول اهلل ﷺ ،وأنا أميش يف ِ َ
احلا ِم.
مثل ّ رجعت إىل
ُ قال حذيف ُةَّ :
ثم
[أي :بردت].
قررتْ .
ُ وفرغت،
ُ فلا أتيت ُه ،فأخرت ُه ِ
بخر القو ِم، ّ
فل�م ْ
أزل نائ ًا حتّى كان�ت ِ
عليه ّ ٍ ِ ُ
يصيل فيه�اْ ، ْ عباءة فض�ل رس�ول اهلل ﷺ م� ْن فألبس�ني
أصبحت.
ُ
).(1 أصبحت َ
قال: ُ فلا
ّ
أتيتهم« .يعني :أ ّن ُه مل ْ جيد الر َد ا ّلذي جيد ُه النّاس،
ْ محا ٍم حتّى
»جعلت كأنّا أميش يف ّ
ُ
ِ ِ
ّب�ي ﷺ ،وذهابه فيا الش�ديدة ش�يئ ًا؛ ْبل عافا ُه اهلل من� ُه بركة إجابته للن ِّ يح ّالر ِ وال م� ْن َ
تل�ك ّ
ِ
ودعائه ﷺ ل ُه. وجه ُه ل ُه،
ّ
َ
ووصل رجع، ذلك ال ّل ُ ِ
واس�تمر َ
فلا َ
ّبي ﷺّ ،
طف به ،ومعافاته م َن الرد حتّى عا َد إىل الن ِّ َّ
ِ
رسول اهلل ﷺ. ِ
معجزات ِ
وهذه م ْن عاد ِ
إليه الر ُد ا ّلذي جيد ُه النّاس، َ
احلار).(2
وهو :املاء ّ
مشتق م ْن احلميمَ ،
ّ وهو مذكّر
احلام عرب ّيةَ ،
ولفظة ّ
ِ ِ ِ ِ اختي�ار حذيف� َة ِ
املهمة الش�ا ّقة واخلط�رية ،ويف ذلك ِّ
اجلو ب�ن اليان Iهل�ذه ّ ُ َ
«ف�كان
ِ
بقدرات، ِ
املح�ن ،كان اختيار ًا عن عل� ٍم من رس�ول اهلل ﷺ ِ
ش�ديد الب�الء ،عظي� ِم املت�أزم،
ّ
ِ
ومواهب حذيف َة .I
جمموع من روايتيها.
ٌ ) (1رواه مسلم [ ،]1788وأمحد [ ،]22823وهذا السياق
) (2رشح النووي عىل صحيح مسلم [.[146/12
) (3حممد رسول اهلل [ ]197/4ملحمد صادق عرجون ،بترصف يسري.
منهم ُ
يقول :أنا أنا. ٍ أيدهيم ُّ
كل إنسان ْ ْ فبسطوا
. َ
قال:
املرشكني).(1
َ ففلق ِبه ها َم
فأخذ ُهَ ،
ﷺ
رسول اهلل ﷺ َ
قال: َ بن ٍ
مالك َّ I
أن أنس ِ
ع ْن ِ
).(2
فجاش�ت فس�قينا،
ْ الرك ّي ِة) ،(1فإ ّما دعا ،وإ ّما َ
بصق فيها، ُ
رس�ول اهلل ﷺ عىل جب�ا ّ فقع�دَ
واستقينا.
الش ِ
جرة. ِ
أصل ّ ِ
للبيعة يف َ
رسول اهلل ﷺ دعانا ثم َّ
إن َّ
وبايع.
َ ثم بايع، فبايعت ُه ّأو َل الن ِ
ّاسَّ ،
. قال: ٍ
وسط م َن الن ِ
ّاس َ حتّى إذا َ
كان يف
رسول اهلل يف ّأو ِل الن ِ
ّاس. َ َ
بايعتك يا قلت :قدْ
ُ
. َ
قال:
ُ
رس�ول اهلل ﷺ حجف ًة رس�ول اهلل ﷺ عزالً -يعني بغري س�الح -فأعطاين
ُ َ
قال :ورآين
ْأو درق ًة).(2
. ّاس َ
قال: كان يف ِ
آخر الن ِ بايع حتّى إذا َ
ثم َ َّ
ّاس. ِ
أوسط الن ِ رسول اهلل يف ّأو ِل الن ِ
ّاس ،ويف َ َ
بايعتك يا قلت :قدْ
ُ
. َ
قال:
. ثم َ
قال يل: َّ
عامر عزالً ،فأعطيت ُه إ ّياها.
عمي ٌ َ
رسول اهلل لقيني ّ قلت :يا
ُ
رس�ول اهلل ﷺَ ،
وقال: ُ َ
فضح�ك
.
فهو البئر .رشح النووي عىل صحيح مسلم [[175/12 كيَ : الر ّ
هي ما حول البئر ،وأ ّما ّ ) (1اجلباَ :
س.رت ِ ِ
) (2مها شبيهتان بال ّ
كان مقدام� ًا يف احلرب ،فأكّد ِ
عليه العق�د احتياط ًا .قال ابن ق�ال اب�ن املنري :احلكمة يف تكراره البيعة لس�لمة أ ّن ُه َ)َ (3
الصفة .فتح الباري [.[119/6 ِ حجرْ :أو أل ّن ُه َ
دت البيعة بتعدّ د ّ
والراجل فتعدّ ْكان يقاتل قتال الفارس ّ
ٍ
بعض واصطلحنا. لح ،حتّى مشى بعضنا يف
الص َ
املرشكني راسلونا ّ
َ ثم َّ
إن َّ
فكس�حت
ُ أتيت ش�جرةً، ٍ
ببعضُ ، َ
واختلط بعضن�ا ُ
وأه�ل مكّ� َة، فل�ا اصطلحن�ا نح� ُن
ّ
فاضطجعت يف أصلها.
ُ شوكها)،(1
فأبغضتهم، ِ
رس�ول اهلل ﷺ، َ
يقعون يف املرشكني م ْن ِ
أهل م ّك َة ،فجعلوا َ فأت�اين أربع ٌة م َن
ْ
ٍ
شجرة أخرى. لت إىل
فتحو ُ
ّ
سالحهم ،واضطجعوا.
ْ وع ّلقوا
َ
املرشكون. وهم حليان ٌ
َ ِ
املدينة ،فنزلنا منزالً بيننا َ
جبلُ ، وبني بني راجعني إىل
َ ثم خرجنا
َّ
ِ
وأصحابه. اجلبل ال ّليل َة ،كأ ّن ُه طليع ٌة للن ِّ
ّبي ﷺ رقي هذا َ ُ
رسول اهلل ﷺ مل ْن َ فاستغفر
َ
مر ِ
تنيْ ،أو ثالث ًا. تلك ال ّليل َة ّ
فرقيت َ
ُ َ
قال سلم ُة:
قلت:
قالُ :
فجلس�ت يف
ُ أتيت ش�جرةً،
فارس ُ رج�ع إ َّيل ٌ
َ هبم ،فإذا
وأعق�ر ْ
ُ أرميهم،
ْ زل�ت
ُ ف�واهلل م�ا
علوت َ
اجلبل، ِ
تضايق�ه تضاي�ق ُ
اجلبل ،فدخلوا يف فعق�رت ِبه ،حتّى إذا ث�م رميت ُه،
ُ َ ُ أصله�اَّ ،
ِ
باحلجارة. هيم
فجعلت أر ّد ْ
ُ
ِ
رسول اهلل ﷺ ّإال خ ّلفت ُه ورا َء ظهر خلق اهلل م ْن ٍ
بعري م ْن ِ أتبعهم حتّى ما َ َ
كذلك زلت
فا ُ
ْ
ظهري ،وخ ّلوا بيني وبين ُه.
وثالثني رحم ًا ،يستخ ّف َ
ون. َ ثالثني بردةً،
َ أكثر م ْن
أرميهم ،حتّى ألقوا َ
ْ ّبعتهم
ْ ثم ات
َّ
ُ
رسول اهلل ﷺ وأصحاب ُه. ِ
احلجارة يعرفها جعلت ِ
عليه آرام ًا) (1م َن ُ يطرحون شيئ ًا ّإال
َ وال
يتضح َ فالن ب ُن ٍ
أتاهم ُ ٍ
ون ّ الفزاري ،فجلسوا
ُّ بدر ْ حتّى أتوا متضايق ًا م ْن ثن ّية ،فإذا ْ
هم قدْ
يعني :يتغدّ َ
ون.
رأس ٍ
قرن).(2 ِ وجلست عىل
ُ
ِ
كتفه.
قلت:
قالُ :
طردهتم عن ُه.
ْ أي:
)ْ (1
قيق ا ّلذي عىل طرفه .النهاية [.[87/5
الر ُ
هو العظم ّ ّغض :أعىل الكتفَ .
وقيلَ : ) (2الن ُ
َ
قال :يا ثكلت ُه أ ّم ُه ،أكوع ُه بكر َة)(1؟
َ
أكوعك بكرةَ. ِ
نفسه، عدو
نعم يا َّ
قلتْ :
ُ
فرسني عىل ثن ّي ٍة).(2
ِ وأردوا
ِ
رسول اهلل ﷺ. فجئت هبا أسوقها إىل
ُ
ورشبت. أت
فتوض ُ ٍ
وسطيحة فيها ما ٌءّ ، لبن، ٍ
بسطيحة) (3فيها مذق ٌة م ْن ٍ عامر
ُ وحلقني ٌ
ُ
رس�ول اهلل ﷺ قدْ َ
أخذ هتم عن ُه ،فإذا رس�ول اهلل ﷺ ،وهو عىل ِ
املاء ا ّلذي ّ َ
حأل ْ َ أتيت
ثم َُّ
رمح وبردةٍ.
وكل ٍاملرشكنيَّ ، ٍ اإلبلَّ ،
وكل يشء استنقذت ُه م َن تلك َ َ
َ
ِ
لرسول اهلل ﷺ استنقذت م َن القو ِم ،وإذا َ
هو يشوي ِ
اإلبل ا ّلذي نحر ناق ًة م َن وإذا ٌ
ُ بالل َ
م ْن كبدها وسنامها.
فأنتخب
ُ سقيهم ،خ ّلني،
ْ أن يرشبواأعجلتهم ْ
ْ وإين ٌ
عطاشّ ، إن القو َم َ
رسول اهللَّ ، قلت :يا
ُ
ر ّإال قتلت ُه.منهم خم ٌ
ّبع القو َم ،فال يبقى ْ ٍ
رجل ،فأت ُ م َن القو ِم مائ َة
ِ
ضوء الن ِّار. بدت نواجذ ُه يف ُ َ
رسول اهلل ﷺ حتّى ْ فضحك
. َ
فقال:
َ
أكرمك. نعم ،وا ّلذي
قلتْ :
ُ
. )(4 َ
فقال:
ُ
رس�ول اهلل ﷺ: فل�ا أصبحن�ا َ
ق�ال ّ
).(1
الر ِ
اجل ،فجمعها يل مجيع ًا).(2 وسهم ّ
َ ِ
الفارس، سهم ِ
سهمنيَ : ُ
رسول اهلل ﷺ ثم أعطاين
َّ
ِ
املدينة. راجعني إىل ِ
العضباء ُ
رسول اهلل ﷺ وراء ُه عىل ثم أردفني
َ َّ
مسابق إىل
ٌ فجعل ُ
يقول :أال َ يسبق شدّ ًا)،(3 ِ
األنصار ال ُ وكان ٌ
رجل م َن َ نس�ري، فبينا نح ُن
ُ
ٍ
مسابق. ِ
املدينةْ ،
هل م ْن
َ
فجعل يعيدُ َ
ذلك.
الر َ
جل. فألسابق ّ
َ َ
رسول اهلل بأيب وأ ّمي ،ذرين قلت :يا
ُ
. َ
قال:
اذهب َ
إليك. ْ قلت:
ُ
ِ
رشفني ،أستبقي نفيس. فربطت ِ
عليه رشف ًا)ْ (5أو ُ فعدوت،
ُ )(4
فطفرت
ُ رجيل، وثنيت
ُ
َّ
هلم ِ )ِ (1
فيه :استحباب ال ّثناء عىل ّ
رتغيب ْصنيعهم اجلميل ،ملا فيه م ْن ال ّ
ْ الشجعان وسائر أهل الفضائل ال س ّيا عند
ٍ حق من يأمن الفتنة ِ
بإعجاب ونحوه .رشح النووي عىل عليه ذلك اجلميل ،وهذا ك ّله يف ّ ْ
ولغريهم يف اإلكثار م ْن َ
ْ
صحيح مسلم [.[182/12
ِ
وهو حقيق باستحقاق النّفل I؛ لبدي ِع كان ً
نفالَ ، الراجل َ ) (2قال النووي :هذا حممول عىل َّ
أن الزائد عىل سهم ّ
صنعه يف ِ
هذه الغزوة.
رشح النووي عىل صحيح مسلم [.[183/12
الر ِ
جلني. ) (3يعني :عدو ًا عىل ّ
أي :وثبت وقفزت.
)ْ (4
الشديد لئ ّ
ال يقطعني البهر .رشح النووي عىل ارتفع م ْن األرض ،واملعنى :حبست نفيس ِ
عن اجلري ّ َ الرشف :ما
)ّ (5
صحيح مسلم [.[183/12
ِ
رشفني. فربطت ِ
عليه رشف ًاْ ،أو ُ عدوت يف ِ
إثره، ُ ثم
َّ
رفعت حتّى أحلق ُه ،فأص ّك ُه َ
بني كتفيه. ُ ثم ّإين
َّ
سبقت واهلل.
َ قلت :قدْ
ُ
َ
قال :أنا أظ ُّن.
ِ
املدينة. فسبقت ُه إىل
ِ
رسول اهلل ﷺ. مع
ر َ َ ٍ فواهلل ما لبثنا ّإال
ثالث ليال ،حتّى خرجنا إىل خي َ
يرجتز بالقو ِم:
ُ عامر
عمي ٌ َ
فجعل ّ
«. ُ
رسول اهلل ﷺ: َ
فقال
عامر. َ
قال :أنا ٌ
. َ
قال:
خيص ُه ّإال استشهدَ . ٍ ُ
رسول اهلل ﷺ إلنسان ّ استغفر
َ وما
ٍ
بعامر. نبي اهلل لوال ما متّعتنا وهو عىل ٍ
مجل ل ُه :يا َّ اب َعمر ب ُن اخل ّط ِ
فنادى ُ
ُ ِ )(1
ويقول: خيطر بسيفه
مرحب ُ ٌ ملكهم
ْ خرج
رَ ، فلا قدمنا خي َ
ّ
عامر َ
فقال: عمي ٌ
وبرز ل ُه ّ َ
قالَ :
فرجع
َ ُ
يس�فل ل ُه)،(1 عامر
وذهب ٌ
َ ترس ٍ
عامر، ِ ٍ
مرحب يف س�يف
ُ فوقع
َ ِ
رضبتني، فاختلفا
فكانت فيها نفس ُه.
ْ فقطع أكحل ُه، ِ
نفسه، سيف ُه عىل
َ
قتل نفس ُه. عمل ٍ
عامرَ ، بطل ُ
يقولونَ :
َ ّبي ﷺ ِ
أصحاب الن ِّ نفر م ْن
فخرجت ،فإذا ٌ
ُ
عمل ٍ
عامر. بطل ُ
رسول اهلل َ
َ فقلت :يا
ُ ّبي ﷺ وأنا أبكي،
فأتيت الن َّ
ُ
. ُ
رسول اهلل ﷺ: َ
قال
َ
أصحابك. ناس م ْن
قلتٌ :
ُ
َ
ق�ال:
).(2
وهو أرمدُ َ ،
فقال: عيلَ ،
ثم أرس�لني إىل ٍّ
َّ
.
ِ
عينيه، فبس�ق يف َ
رس�ول اهلل ﷺ، أتيت ِبه
وهو أرمدُ ،حتّى ُ ُ ِ فأتيت عل ّي ًا،
َ فجئت به أقود ُهَ ، ُ
فر َأ ،وأعطا ُه ّ
الراي َة.
مرحب َ
فقال: ٌ وخرج
َ
عيل: َ
فقال ٌّ
(
(
بينكم
ْ ح�يّ ،إين أقيض ورس�ول اهلل ﷺ ٌّ ُ أن تقاتلوا،تريدون ْ
َ ع�يل َ ،I
فقال: فأتاه�م ٌّ
ْ
َ
فيكون ّبي ﷺ، بعض حتّى تأتوا الن ٍَّ بعضك�م ع ْن
ْ حجز
َ فهو القضا ُءّ ،
وإال رضيتم َ
ْ قض�ا ًء ْ
إن
قبائل ا ّلذي َن حفروا َ
البئر ِ حق ل ُه ،امجعوا م ْن ذلك فال َّ بينك�م ،فم ْن عدا بعدَ َْ ه�و ا ّلذي يقيض َ
ثلث ونصف الدّ ِية ،والدّ ي� َة كامل ًة ،فقىض لألو ِل ربع ٍ
دية ،ولل ّثاين َ َ وثلث الدّ ِية،
َ رب�ع الدّ ِية،
َ ّ َ
دية ،وللر ِ
ابع الدّ ي َة كامل ًة. نصف ٍ َ دية ،ولل ّث ِ
الث ٍ
ّ
وهو عندَ
ّبي ﷺَ ،
ّبي ﷺ ،فأتوا الن َّ
بعضه�م ،فارتفعوا إىل الن ِّ
ْ بعضهم ،وكر َه
ْ فريض
َ َ
ق�ال:
القص َة. ِ مقا ِم
فقصوا عليه ّإبراهيمّ ،
َ
واحتبى. َ
فقال:
ُ القص َة ،فأجاز ُه ِ فقال ٌ
َ
رسول اهلل ﷺ).(1 إن عل ّي ًا قىض فيناّ ،
فقصوا عليه ّ رجل م َن القو ِمَّ :
ِ
احلفرة من احلارضين عليها ،هلم املقتول�ني ً
خطأ بالتداف ِع عىل ِ
هؤالء األربع َة وذل�ك ألن
َ
يات عىل من حرض عىل ِ
وجه اخلطأ. الدّ ُ
َ
قتل ،وعليه ثالث ُة أربا ِع ِ
باملجاذبة ،فله الدي ُة با َ قاتل ثالث ًة ِ
باملدافعة ،وهو ٌ ٌ
مقتول واألو ُل
ّ
الدّ ِية بالثالثة الذين قتلهم.
ِ
ِ
باملجاذبة. ذين قتلها ِ
الثلثان باالثنني ال ّل ِ ِ
الدية ،وعليه وأما الثاين فله ُ
ثلث
).(1 َ
فقال:
الفقه ،واستحباب الدّ ِ
عاء مل ْن َ ِ
خري ًا َ
مع اإلنسان. عمل عم ً
ال ّ ُ فضيل ُة »
ِّ َ ِ
باملحل األعىل»).(2 فكان م َن الفقه إجاب ُة دعاء الن ِّ
ّبي ﷺ ل ُه،
ِ
وضعه املا َء م ْن جهة أ ّن ُه تر ّد َد بني البن ع ّباس بالتّف ّق ِه عىل «مناس�ب ُة الدّ ِ
عاء ِ
ِ
ثالثة ٍ
أمور:
باملاء إىل اخلالءْ ،أو يضع ُه عىل الب�اب؛ ليتناول ُه م ْن قربْ ،أو ال يفعل إليه ِيدخ�ل ِ
َ إ ّم�ا ْ
أن
الث يس�تدعي مش ّق ًة يف ِ
طلب تعرض ًا لال ّطالعِ ،وال ّث ُ ألن يف ّ ِأوفق؛ َّ
ش�يئ ًا ،فرأى ال ّثاين َ
األول ّ
أن يدعو ل ُه بالتّف ّق ِه يف الدّ ين؛ ليحصلفناس�ب ْ ِ
ذكائه؛ ِ
املاء ،وال ّثاين أس�هلها ،ففعل ُه ُّ
يدل عىل
َ
ِبه النّفع ،وكذا َ
كان»).(3
اس»).(4 ِ
ترمجان القرآن اب ُن ع ّب ٍ «نعم
وكان اب ُن مسعود يقولَ :
حممد»).(5 «هو أعلم النّاس با َ
أنزل اهلل عىل ّ وقال ابن عمرَ :
ﷺ
فقال: ِ
رسول اهلل ﷺ يوم ًاَ ، خلف
َ كنت اس َ L
قالُ : فعن ِ
عبد اهلل ِ
بن ع ّب ٍ ْ
).(1
بعضهم
ْ َّ
فكأن مع أش�ياخِ ٍ
بدر)،(2 عمر يدخلني َ كان ُ قالَ : اس َ L بن ع ّب ٍع� ْن عبد اهلل ِ
ُ
تدخل هذا معنا ،ولنا أبنا ٌء مثل ُه؟ ِ
نفسهَ ،
فقال :مل َ وجدَ يف
علمتم).(3
ْ َ
فقال :إ ّن ُه م ْن قدْ
لريهيم منّي. ٍ
يومئذ ّإال معهم ،وما رئيت ُه دعاين ذات يو ٍم ،ودعاين
فدعاهم َ
ْ ْ ْ
َ
تقولون يف (ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ َ
فقال :ما
السورةَ.
ختم ّ
ﭻ ﭼ ﭽ)...؟ حتّى َ
وفتح علينا. بعضهم :أمرنا ْ
أن نحمدَ اهلل ،ونستغفر ُه إذا نرصناَ ، ْ َ
فقال
ِ
والقصور. ِ
املدائن ويف رواية :قالوا :فتح
تقول؟. َ
أكذاك ُ فقال يل :يا اب َن ع ّب ٍ
اس، َ
قلت :ال.
ُ
قال :فا ُ
تقول؟ َ
ﭵ)فتح م ّك َة،
ُ ِ
رسول اهلل ﷺ أعلم ُه اهلل ل ُه( ،ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ هو ُ
أجل قلتَ :
ُ
َ
أجلك( ،ﭿ ﮀ ﮁ ﮂﮃ ﮄ ﮅ ﮆ). َ
فذاك عالم ُة
ٍ
واحدة ،وهي ثانون بيت ًا).(6 مر ٍة
فحفظها يف ّ
.I ﷺ
«كان من السابقني األولني ،ومن الن ِ
العاملني»).(1
َ ّجباء َ َ ّ َ قال عنه الذهبيّ َ َ :
ِ
العلاء»).(2 ِ
أذكياء وقال« :كان معدود ًا يف
أخ�ذت م ْن يف
ُ فق�ال :واهلل لقدْ ٍ
مس�عودَ ، عن ش�قيق بن س�لمة ق�ال :خطبنا عبدُ اهلل ب ُن
ِ
بكتاب اهللِ، أعلمهم علم أصحايب ّأين م ْن ِ
رس�ول اهلل ﷺ بضع ًا،
ْ وس�بعني س�ورةً ،واهلل لقدْ َ
َ
بخريهم.
ْ وما أنا
غري َ
ذلك).(3 سمعت را ّد ًا ُ َ ِ َ
يقول َ ُ يقولون ،فا أسمع ما
ُ احللق فجلست يف
ُ شقيق:
ٌ قال
ِ
النساء. ِ
سورة ِ
القرآن ،فقرأ عليه من ّأول وقد طلب منه ﷺ أن يقرأ عليه شيئ ًا من
. َ
قال:
ِ
تذرفان).(4 فالتفت ِ
إليه فإذا عينا ُه ُّ
وأرش�د النبي ﷺ إىل أخذ القرآن عنه ،فقال:
).(5
ِ
واثنان م َن املذكورونِ ،
اثنان م َن املهاجري َن ،ومها املبدأ هبا، َ أي :تع ّلمو ُه منها ،واألربعة
ْ
هو ابن معقل موىل أيب حذيفة. ِ
األنصار ،وسامل ٌ َ
غريهم أفق َه يف وإن َ
كان ِ
ألدائهْ ، ِ
أللفاظه ،وأتق ُن ِ
هؤالء أكثر ضبط ًا س�ببه َّ
أن
ْ
منهم.
معانيه ْ
ألخ�ذه من�ه ﷺ مش�افه ًة ،وغريهم اقت�رصوا عىل ِ
ِ ِ
أخذ ُ ُ ألن ه�ؤالء األربع� َة ّ
تفرغ�وا ْأو َّ
بعض.ٍ بعضهم م ْن
ْ
عنهم. َ
يؤخذ تفرغوا ْ
ألن ِ ْأو َّ
ْ ألن هؤالء ّ
ِ ِ ِ ُ
وأهن ْم يكون بعدَ وفاته ﷺ م ْن تقدّ ِم هؤالء األربعة وتك ْ
ّنهمّ ، ْأو أ ّن ُه ﷺ أرا َد اإلعال َم با
عنهم).(1
ْ ْ
فليؤخذ غريهم يف َ
ذلك، ْ أقعدُ م ْن
رس�ول اهلل ﷺ َ
قال َ برشا ُه َّ
أن وعمر ّ أن أبا ٍ
بكر، ٍ
مس�عود َّ بن ِ
عبد اهلل ِ
َ
).(2
.I
ِ
رس�ول اهلل ﷺ، َ
احلديث ع ْن يكثر تقولون َّ
َ أيب هرير َة َ I
إن أبا هرير َة ُ ّكم
قال إن ْ
ِ
حديث أيب هريرةَ؟ بمثل ِ
رسول اهلل ﷺ ِ ِ
واألنصار ال حيدّ َ
ثون ع ْن وتقولون ما ُ
بال املهاجري َن َ
َ
رس�ول اهلل ﷺ وكنت ألز ُم
ُ ِ
باألس�واق صفق
يش�غلهم ٌ إخ�ويت م َن املهاجري َن َ
كان
ْ
عمل ِ
األنصار ُ يشغل إخويت م َنُ َ
وكان وأحفظ إذا نس�وا، ُ ملء بطني ،فأش�هدُ إذا غابوا، عىل ِ
َ
ينسون. الص ّف ِة ،أعي َ
حني ِ
مساكني ّ وكنت امر ًأ مسكين ًا م ْن
ُ أمواهلم،
ْ
ٍ
حديث حيدّ ث ُه ُ
رس�ول اهلل ﷺ يف َ
قال
.
عيل.
نمر ًة َّ
) (1رشح النووي عىل صحيح مسلم [.[18/16
) (2رواه ابن ماجه [ ،]138وصححه األلباين يف صحيح اجلامع [.[5961
ِ
رسول اهلل ﷺ ِ
مقالة نسيت م ْن
ُ ُ
رسول اهلل ﷺ مقالت ُه مجعتها إىل صدري فا إذا قىض
تلك من ٍ
يشء).(1 َ ْ
معجزات الن ّّبو ِة»).(2
ِ ُ
اخلارق م ْن ُ
حفظ أيب هرير َة َ
«وكان
منك حديث ًا كثري ًا أنسا ُه.
أسمع َ
ُ َ
رسول اهللِّ ،إين قلت :يا وع ْن أيب هرير َة َ I
قالُ :
. َ
قال:
فبسطت ُه.
. ثم َ
قال: ِ
فغرف بيديهَّ ،
َ
نسيت شيئ ًا بعد ُه).(3
ُ فضممت ُه ،فا
كانت إشار ًة حمض ًة»).(4
وكأهنا ْ
املغروف من ُهّ ،
َ «مل ِ
يذكر ْ
ِ
احلديثني فضيل ٌة ظاه�ر ٌة أليب هريرةَ ،ومعج�ز ٌة واضح ٌة م ْن ِ
هذي�ن ق�ال اب�ن حجر« :يف
يكثر من ُه، اعرتف أبو هرير َة بأ ّن ُه َ اإلنس�انِ ،
ِ َ
ّس�يان م ْن لواز ِم عالمات الن ّّبو ِة؛ َّ
ِ
كان ُ َ وقد ألن الن
ّبي ﷺ«).(5 ِ ثم خت ّل َ
ف عن ُه بركة الن ِّ َّ
َ
رس�ول اهللِ، ع ْن أيب هرير َة Iأ ّن ُه َ
قال :يا ﷺ
ِ
القيامة؟ َ
بشفاعتك يو َم م ْن أسعدُ الن ِ
ّاس
ُ
رس�ول اهلل ﷺ: َ
ق�ال
).(6
I
نعم. َ
قالْ :
).(2 َ
قال:
َ
وق�ال:
.
ّاس.
فاستغفر ل ُه الن ُ
َ
ق�ال:
.
فنظرت ع ْن يميني، ف يو َم ٍ
ب�در، الص ِّ عوف ٍَ محن ِ
الر ِ ِ
ُ واقف يف ّ
ٌ ق�ال :بينا أنا بن ع� ْن عب�د ّ
أضلع منها بني َ
أكون َ ّيت ْ
أن ٍ
حديثة أسناهنا ،تن ُ ِ
األنصار ِ
بغالمني م َن وع ْن شايل ،فإذا أنا
)(2
َ
ٍ
جهل؟. تعرف أبا
ُ عم ْ
هل فغمزين أحدمهاَ ،
فقال :يا ِّ
حاجتك ِ
إليه يا اب َن أخي. َ نعم ،ما
قلتْ :
ُ
ُ
يفارق س�وادي رس�ول اهلل ﷺ ،وا ّلذي نفيس ِ
بيده لئ ْن رأيت ُه ال َ يس�ب أخرت أ ّن ُه
ُ َ
قال:
ُّ
ُ
األعجل منّا. يموت
َ سواد ُه حتّى
َ
لذلك. بت
فتعج ُ
ّ
اآلخرَ ،
فقال يل مثلها. ُ فغمزين
. َ
فقال:
قاال :ال.
ِ
االختالف عىل صالح أفراده ،ومها كان حرصه عىل ِ
اخلري ،من جمتمع مها كان ال خيلو
ُ ٌ
ِ
نزغات الشياطني؛ ِ
الزلل باتّباع بعض ِ
النفس ،أو ِ
حظوظ ِ
التباين يف ِ
احلياة الدنيا ،أو ِ
أعراض
ِ
اخلصومات والتحاكم. مما يؤدي إىل ٍ
يشء م َن ّ
ِ
بعض برشي م�ن االختصا ِم بني
ٍّ كان يف املجتم ِع املس�ل ِم م�ا ال بدَّ منه يف ِّ
كل جمتم ٍع وق�د َ
أفراده.
اخلالف ،ويقطعه،
َ ال حكيا عادال ينهي ُ
تعامل النبي ﷺ مع املتخاصمني إليه تعام ً وكان
ِ
املواقف ،واهلل املستعان. وسنقف عىل ٍ
يشء من هذه ُ
ﷺ
ِ كان له ِ ٍ ٍ كع�ب ِ
ِ
املس�جد، عليه يف بن مال�ك :Iأ ّن ُه تق�اىض اب َن أيب ح�درد دين� ًا َ ُ ع� ْن
رسول اهلل ﷺ وهو يف ِ
بيته. ُ فارتفعت أصواهتا حتّى سمعها
ْ
َ
. ِ
حجرته ،فنادى: سجفَ كشف
َ فخرج إليها حتّى
)(1
َ
َ
رسول اهلل. َ
قال :ل ّب َ
يك يا
َ
رسول اهلل. فعلت يا
ُ َ
قال :لقدْ
).(1 َ
قال:
ِ
املشورة ،وهذا ُّ
يدل عىل أن ِ
س�بيل قال ابن اجلوزي« :وا ّلذي أمره ِبه رس�ول اهلل ﷺ عىل
ُ
يفصل احلكم بينها»).(2 ِ
املصلحة ،كا الصلح إذا رأى وج َه ِ
اخلصمني عىل ّ للحاكم أن يراود
فهمت.
ْ ِ
اإلشارة إذا االعتا ُد عىل
احلق. ِ
صاحب ِّ الشفاع ُة إىل
ّ
بينهم.
ْ ّوسط
لح بني اخلصوم ،وحسن الت ّ إشار ُة احلاك ِم ّ
بالص ِ
الش ِ
فاعة يف غري معصية. قبول ّ
ِ
الباب. الس ِرت عىل
جواز إرخاء ّ
ُ
جواز املطالبة بالدّ ِ
ين يف املسجد).(3 ُ
ٍ
عالية أصواهتا. ِ
بالباب صوت خصو ٍم
َ ُ
رسول اهلل ﷺ سمع عن عائش َة Jقالت:
َ
وإذا أحدمها يستوضع اآلخر ،ويسرتفقه يف ٍ
يشء. ُ َ ُ
يقول :واهلل ال ُ
أفعل. وهو ُ
َ
بينهم).(4
ْ َ
فقال :اذهبوا بنا نصلح
ِ
رشاج ّبي ﷺ يف ِ بري َّ L
أن رج ً الز ِ عن ِ
عبد اهلل ِ
بري عندَ الن ِّ
الز َ
خاصم ّ
َ األنصار ال م َن بن ّ ْ
يسقيان ِبه كالمها).(6
ِ يسقون هبا الن َ
ّخل ،كانا َ احلر ِة ) (5ا ّلتي
ّ
ّبي ﷺ.
فاختصا عندَ الن ِّ
)ِ (1
أي :احلالف املبالغ يف اليمني.
) (2رواه البخاري [ ،]2705ومسلم [.[1557
) (3فتح الباري [ ،]308/5رشح النووي عىل صحيح مسلم [.[220/10
) (4رواه البخاري [ ،]2693ومسلم [.[421
ِ ِ
بظاهر املدينة هبا حجارة سو ٌد كثريةٌ .النهاية أرض ِ
واحلرةٌ :
ّ السهل،
احلرة إىل ّ
) (5مجع رشجة ،وهي مسيل املاء م َن ّ
].[365/1[ ،]465/2
ثم يرسل ُه إىل أرض جاره، ِ ِ
األنصاري ،فيحبس ُه الزبري إلكال سقي أرضهَّ ،
ّ بأرض الزّ بري قبل أرض يمر
) (6كان املاء ّ
فامتنع .فتح الباري [.[36/5
َ األنصاري تعجيل َ
ذلك، ّ فالتمس من ُه
َ
. للز ِ
بري: ُ
رسول اهلل ﷺ ّ َ
فقال
عم َ
تك)(1؟ أن َ
كان اب َن ّ َ
رسول اهلل ْ األنصاري َ
وقال :يا ُّ فغضب
َ
ِ
رسول اهلل ﷺ. فتلو َن وج ُه
ّ
).(2 ثم َ
قال: َّ
نزل�ت يف َ
ذلك( :ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ْ الزبري :واهلل ّإين ألحس�ب ِ
هذه اآلي َة َ
فق�ال ّ
ُ
ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ) [النساء.(3)[65 :
بري با ِ
فيه الز ِ
أشار عىل ّ َ
رسول اهلل ﷺ َ ِ
كان قد َ ر« :ومعنى هذا احلديث :أن قال اب ُن عبد ال ِّ
رصيح احلك ِم»).(4
ِ استوعب للزبري ح ّقه يف ِ
اجلفاء لألنصاري ،فلا كان منه ما كان من السع ُة
َ ِّ ّ
عليه رس�ول اهلل ﷺَ ،
وقال: فأدل ِ
الزبري صاحب األرض األوىلَّ ، َ
«وكان ّ الن�ووي: ق�ال
ُّ
ِ ثم أرسل ُه إىل جارك إدالالً عىل ّ دون ِ ِ
ولعلمه بأ ّن ُه يرىض الزبري، قدر ح ّقكَّ ، اسق شيئ ًا يسري ًا َ
مجيع ح ّق ِه»).(5 َ
يأخذ َ أن اجلار ما َ
قال؛ أمر ُه ْ قال ُ فلا َ
ويؤثر اإلحسان إىل جارهّ ،
ُ َ
بذلك،
واألمر به.
ُ ِ
بالصلح، اإلشار ُة
ِ
خيتصان يف ِ
رج�الن ُ
رس�ول اهلل ﷺ ،فأتا ُه كنت عن�دَ حج�ر َ I
قالُ : ٍ وائ�ل ِ
بن ِ ع� ْن
رسول اهلل يف اجلاهل ّي ِة.
َ إن هذا انتزى) (1عىل أريض يا أرضَ ،
فقال أحدمهاَّ : ٍ
. َ
قال:
يذهب هبا).(2
ُ إذن َ
قالْ :
. َ
فقال له:
).(3 ُ
رسول اهلل ﷺ: ليحلفَ ،
قال َ فلا قا َم
ّ
رجل م ْن كند َة ُ
يقال خاصم ٌ عدي َ
قال: ِ والعرس ِ
ِ ِ
رجاء ِ
َ ابن عمري َة ع ْن أبيه ٍّ بن حيو َة وعن
ٍ
أرض. ِ
رسول اهلل ﷺ يف حرضموت إىل
َ ال م ْن ٍ
عابس رج ً ِ
القيس ب ُن امرؤ
ل ُه ُ
ِ
باليمني. ِ
القيس ِ
امرئ فلم تك ْن ل ُه ب ّين ٌة ،فقىض عىل ِ
احلرضمي بالب ّينةْ ،
ِّ فقىض عىل
. َ
قال:
قال :فاشهدْ ّأين قدْ تركتها ل ُه ك ّلها).(1
َ
فخرج ِ
حجرته، سمع خصوم ًة ِ
بباب ِ
رسول اهلل ﷺ أ ّن ُه ّبي ﷺ ع ْن عن أ ِّم سلم َة ِ
َ َ زوج الن ِّ
( إليهمَ ،
فقال: ْ
).(4
َ
يعلمون البرش ال
وأن َ معنا ُه التّنبي ُه عىل حالة البرش ّيةَّ ، «قوله ﷺ:
ذلك ،وأ ّنه جيوز ِ
عليه يف يطلعهم اهلل تعاىل عىل يشء م ْن َ أن ِ
األمور شيئ ًاّ ،إال ْ ِ
وبواطن ِ
الغيب م َن
ُ ُ
الرائر. عليهم ،وأ ّن ُه إنّا حيكم بني النّاس بال ّظ ِ
اهر ،واهلل ّ
يتوىل ّ ْ ِ
أمور األحكا ِم ما جيوز
ِ فيحك�م بالبي ِ
ذلك م ْن أح�كام ال ّظاهرَ ،
مع إم�كان كونه يف الباطن وباليمني ،ونحو َ ن�ة، ُ ّ
ف احلكم بال ّظ ِ
اهر»).(5 ذلك ،ولكنّ ُه إنّا ك ّل َ
خالف َ
ِ ِ ّبى ﷺ إ ْذ ج�اء ُه ع�ن أ ِّم س�لم َة Jقالتُ :
خيتصان ىف رجالن كنت جالس� ًة عن�دَ الن ِّ
ُ
رس�ول اهلل ﷺ: درس�ت)َ .(1
فقال ْ َ
مواريث ىف أش�يا َء قدْ
.
ٍ
بنسعة).(2 آخر ّبي ﷺ إ ْذ جا َء ٌ ٍ
حجر َ I عن ِ
رجل يقو ُد َ مع الن ِّ
قالّ :إين لقاعدٌ َ وائل بن
. ُ
رسول اهلل ﷺ: َ
فقال
أقمت ِ
عليه الب ّين َة. يعرتف َ
ُ ْ فقال :إ ّن ُه ْلو مل ْ
نعم قتلت ُه. َ
قالْ :
. َ
قال:
بالفأس عىل ِ
قرنه، ِ ٍ
ش�جرة ،فس ّبني ،فأغضبني ،فرضبت ُه ُ
نختبط ) (3م ْن وهو َ
كنت أنا َ
قالُ :
فقتلت ُه.
. َ
قال:
).(1 ُ
رسول اهلل ﷺ: وىلَ ،
قال فلا ّ الر ُ َ ِ
جلّ ، فانطلق به ّ
َ
بأمرك. ،وأخذت ُه قلت: َ
رسول اهلل إ ّن ُه بلغني أن َّك َ فرجعَ ،
فقال :يا َ
. ُ
رسول اهلل ﷺ: َ
فقال
ِ
رسول اهلل ﷺ. ِ
رجلني اختصا إىل ع ْن أيب هرير َة َّ I
أن
ِ
بكتاب اهلل. ِ
اقض بيننا َ
فقال أحدمها:
. َ
قال:
جم، ِ
بامرأته ،فأخ�روين َّ كان عس�يف ًا عىل هذا) ،(3فزن�ى
إن ابن�ي َ َ
ق�الَّ :
الر َ
أن عىل ابن�ي ّ
ٍ
وجارية يل. بمئة ٍ
شاة، فافتديت منه ِ
ُ ُ
أهل العل ِم ،فأخروين أنّا عىل ابني جلدُ ٍ
س�ألت َ
جم وتغريب عا ٍم ،وإنّا ّ
الر ُ ُ مائة، ُ ثم ّإين
َّ
عىل امرأته.
ُ
رس�ول اهلل ﷺ: َ
فق�ال
) (1أي أنه ال فضل وال منة ألحدمها عىل اآلخر؛ ألنه استوىف حقه منه ،بخالف ما لو عفا عنه فإنه كان له الفضل
واملنة وجزيل ثواب اآلخرة ،ومجيل الثناء يف الدنيا .رشح النووي [.[173/11
) (2رواه مسلم [.[1680
األجري.
ُ العسيف:
ُ )(3
.
فرمجت).(1
ْ ُ
رسول اهلل ﷺ، فأمر هبا
فاعرتفتَ ،
ْ َ
قال :فغدا عليها
املال املأخوذ ِ
فيه. الرشع ير ُّد ،ويعاد ُ
املبني عىل غري ّ َّ
لح َّ الص َ
أن ّ
اعتذر م َن الفقهاء ع ْن بعض العقود
َ يتبني ضعف عذر ِ
من َ
«وبذلك ّ
َ
اإلذن يف واحلق َّ
أن ّ�رصف، ِ وأذن ّ
َ ِ الفاس�دة َّ
ُّ لآلخر يف الت ّ كل منها املتعاوضني تراضي�ا، ب�أن
الصحيحة»).(2 ِ
ّرصف مق ّيدٌ بالعقود ّ
الت ّ
ﷺ
َ
رس�ول اهلل ﷺ قال: عمر َّ L
أن ع�ن ِ
عبد اهلل ِ
ب�ن َ
)(3
. )(4
ِ
اخلبال؟ َ
رسول اهللِ ،وما ردغ ُة قالوا :يا
).(5 َ
قال:
ِ
اخلصومة -س�وا ٌء كان�ت خصومته يف الرج�ل ذا ٍ
قدرة عند ُ «فإذا كان
احلق ،وخيرجه
ويوه َن َّ
ّ حق، ينترص للباطل ،وخي ّي َل ّ
للس�امع أنّه ٌّ َ الدّ ين ،أو يف الدنيا -عىل ْ
أن
ِ
النفاق»).(6 أخبث خصالِ املحرمات ،ومن يف صورة الباطل ،كان ذلك م ْن ِ
أقبح ّ
ر م ْن ٍ
س�هل انطلق�ا َ ٍ أن حم ّيص َة ب َن س�هل ِ
بن أيب حثم َة َّ ِ
قبل خي َ مس�عود وعبدَ اهلل ب َن ع� ْن
طرح يف ٍ ّخل ،فعدي عىل ِ فتفرقا يف الن ِ ٍ
ثم َ فكرت عنق ُهَّ ،
ْ سهل، عبد اهلل بن َ أصاهبم ّ ،
)(1
ْ جهد
ٍ
قليب .وفقد ُه أصحاب ُه ،فالتمسو ُه حتّى وجدو ُه ،فاستخرجو ُه ،فغ ّيبو ُه.
الر ِ محن وابنا ِ
الر ِ
محن فذهب عبدُ ّ
َ عمه حو ّيص ُة ،وحم ّيص ُة إىل الن ِّ
ّبي ﷺ، ّ ثم قدم أخو ُه عبدُ ّ
أمر ِ ليتك ّل َم يف ِ
صاحب الدّ ِم.
ُ أحدثهم سنّ ًاَ ،
وهو ْ َ
وكان أخيه،
ر،
قلب خي َ ِ
بعض ِ ال يف ٍ
قليب م ْن ٍ
س�هل قتي ً َ
رس�ول اهلل! إنّا وجدنا عبدَ اهلل ب َن فقالوا :يا
عدو ّإال هيو ُد.
ر ٌّوليس بخي َ
َ
. ّبي ﷺ: َ
فقال الن ُّ
ّهم اليهو َد.
قالوا :نت ُ
فكتب« :ما قتلنا ُه».
َ إليهم ِبه،
ْ ُ
رسول اهلل ﷺ فكتب
َ
. ُ
رسول اهلل ﷺ: َ
فقال
يطلبون ال ّطعام.
َ يمتارون منها تر ًاْ ،
أي: َ ) (1ويف رواية ألمحد [ :]15664خرجوا
ويل القتيل .رشح النووي [.[149/11 ِ
) (2املراد ها هنا احلبل ا ّلذي يربط يف رقبة القاتل ويسلم فيه إىل ّ
ِ
بإصالح ذات البني»).(3 أ ّن ُه ينبغي لإلما ِم مراعاة املصالح العا ّمة ،واالهتام
ﷺ
النبي ﷺ َ
أه�ل م ّك َة أن يدخلها يف العا ِم املقبل ثالث َة أيام، ِ
فف�ي قصة احلديب ّية ،ومصاحلة ِّ
النبي ﷺ مك َة يف العام القادم معتمر ًا.
قدم ُّ
ُ
األجل. اخرج عنّا ،فقدْ مىض
ْ َ
لصاحبك األجل أتوا عل ّي ًا ،فقالواْ :
قل ُ فلا دخلها ومىض
ّ
عم!).(4 ّبي ﷺ ،فتبعت ُه ابن ُة محز َة تنادي :يا ِّ
عم! يا ِّ فخرج الن ُّ
َ
دفع ديته.
أيَ :
)ْ (1
) (2رواه البخاري [ ،]2702ومسلم [.[1669
) (3رشح النووي عىل صحيح مسلم [.[147/11
عمه م ْن الن ِ إجالال له ،وإالّ فهو ابن عمها ،أو بالن ِ
ّسبة إىل ِ ِ
فهو
ّسب َ وإن َ
كان ّ كون محز َة ْ ْ ّ َ ً ُ َ
بذلك ّبي ﷺ
) (4خاطبت الن ّ
ِ
ضاعة .الفتح [.[505/7 الر
أخو ُه م َن ّ
َ
وقال زيدٌ :ابن ُة أخي.
ِ
أحق هبا.
وهي ُّ وهي ابن ُة ّ
عمي ،وعندي ابنة رسول اهلل ﷺ َ وقلت :أنا أخذهتاَ ،
ُ
)(3
ّبي ﷺ خلالتها
فقىض هبا الن ُّ
).(4 َ
وقال:
ُ
رسول اهلل ﷺ: َ
وقال
).(5
أهي ْم تكون عند ُه ،كل منهم يريد أن تكون حتت كفالته؛ ليأخذ أجرها لكوهنا يتيمة ،فالنزاع بينهم عىل
أي :يف ّ
)ْ (1
الكفالة ،وليس احلضانة ألنه قد ذهب وقتها ،فاحلضانة تكون قبل السبع السنني ،وأما بعد سبع سنني فإنه ال
حيتاج الطفل إىل حضانة ،ولكن ملا كانت يتيمة أراد كل من هؤالء الثالثة أن حيظى بكفالتها وبالنفقة عليها.
رشح عمدة األحكام [ ]8/65البن جرين.
أصواهتم ارتفعت
ْ سعد يف الطبقات [ ]26/4فاختصم فيها عيل وجعفر وزيد بن حارثة حتّى ابن ٍ
رواية ِِ ) (2ويف
ْ
ِ
ّبي ﷺ م ْن نومه ،فقال :هلموا أقيض بينكم فيها. فأيقظوا الن َّ
ِ
مع زوجته ،وأ ّما ِ
فلألخوة ،وأ ّما ّ ِ ِ
لكل م ْن هؤالء ال ّثالثة فيها شبهة :أ ّما زيد كان ٍّ
)َ (3
عمها ومحلها َ عيل فأل ّن ُه ابن ّ ّ
ِ الر ِ ِ ِ
واملرأة منها دون اآلخري َن. جل فيرتجح جانب جعفر باجتا ِع قرابة ّ ّ عمها وخالتها عنده، جعفر فلكونه ابن ّ
فتح الباري [.[506/7
احلضانة مقدّ م ٌة عىل العمة؛ِ
ِ أن اخلال َة يف
ويؤخذ من ُه َّ
ُ يصلح الولدَ ، ِ ِ
والشفقة واالهتداء إىل ما احلنو ّ
ّ ُ تقرب منها يف ِّ
ُ ) (4ألهنّا
ِ ِ ٍ ِ
بنت عبد امل ّط ِ
فهي
مع كوهنا أقرب العصبات م ْن النّساء َ العمة َ مت عىل ّكانت موجودة حينئذ ،وإذا قدّ ْ لب ْ ألن صف ّي َة َ
َّ
األب .فتح الباري [.[506/7 أقارب ِِ ِ
أقارب األ ِّم عىل تقديم
ُ مقدّ مة عىل غريها ،ويؤخذ من ُه
ِ
منهم .واحلديث رواه البخاري [.[2700 أي م ْن جهة أ ّن ُه أعتق ُه ،وموىل القو ِم ْ
أي يف اإليان «وموالنا» ْ «أنت أخونا» ْ
)َ (5
بحج ِته.
اخلصم يديل ّ
َ دليل احلك ِم للخص ِمَّ ،
وأن يبني َ احلاكم ّ ُ
َ َّ
أن
كانت املحضون ُةِ ُ ِ ِ
تسقط حضانتها إذا املحضونة ال بقريب جت
تزو ْأن احلاضن َة إذا ّ َّ
ِ
احلديث .قال ُه أمحدُ . ِ
بظاهر هذا أنثى أخذ ًا
حيرص عىل فعل ِ
اخلري ،ومسابقتهم إليه ،وأن ّ ً
كال منهم الصحابة يف ِ ِ تنافس ِ
وفيه:
ُ ُ
َ
حيظون باألجر يف كفالة اليتي ِم).(1 َ
يكون من الذين ِ
اخلريات ،وأن ِ
السابقني إىل يكون من َ أن
كل واحد منهم. ٍ
جلعفر إال أنه قد أرىض بقوله َّ ومع حك ِم ِّ
النبي ﷺ يف هذه القصة
بني ٍ
جلعفر ،فقدْ ّ َ وإن َ
كان ق�ىض ْ ، «فوقع من� ُه ﷺ
َ
وج َه َ
ذلك»).(2
النبي ﷺ هلؤالء اجلاعة من الكالم املط ّي ِ
ب لقلوهبم «والذي قاله ُّ
ِ
حسن أخالقه ﷺ. من
ظهرت مناس�بته؛ ألن حرماهنا من مرادمها
ْ ولعل�ك تق�ول :أما ما ذكره لعيل وزي�د فقد
ب قلوهبم.
مناسب جلرمها بذكر ما يط ّي ُ
ٌ
جعفر :فإنه حصل له مراده من أخذ الصب ّية ،فكيف ناسب ذلك جره با قيل له؟ ٌ وأما
ِ
اخلالة ،ال ِ
بس�بب فيج�اب عن ذل�ك :بأن الصبية اس�تح ّقتها اخلال�ة ،واحلكم هبا جلعفر
ِ
نفسه ،فهو يف احلقيقة غري حمكوم له بصفته ،فناسب ذلك جره با قيل له«).(3 ِ
بسبب
القرظي.
ُّ الز ِ
بري الر ِ
محن ب ُن ّ أن رفاع َة ط ّل َق امرأت ُهّ ،
فتزوجها عبدُ ّ ع ْن عكرم َةَّ :
رأيت َ
مثل ما قالت عائش ُة :ما ُ
ينرص بعضه َّن بعض ًا)ْ ،(1
فلا جا َء رسول اهلل ﷺ ،والنّسا ُء ُ
ّ
املؤمنات ،جللدها أشدُّ خرض ًة م ْن ثوهبا.
ُ يلقى
رسول اهلل ﷺ ،وأنا جالس ٌة ،وعند ُه أبو ٍ
بكر. َ القرظي ِ
فجاءت امرأ ُة رفاع َة قالت عائشة:
ْ
ِّ
جت بعد ُه عبدَ
فتزو ُ
فبت طالقيّ ، حتت رفاع َة ،فط ّلقنيَّ ،
كنت َ رس�ول اهلل ّإين ُ َ فقالت :يا
ْ
ِ
اهلدبة).(2 مثل ِ
هذه رسول اهلل ّإال ُ
َ الز ِ
بري ،وإ ّن ُه واهلل ما مع ُه يا الر ِ
محن ب َن ّ ّ
وأخذت هدب ًة م ْن جلباهبا.
ْ
بكر أال تسمع إىل ِ
هذه فقال :يا أبا ٍ
يؤذن ل ُهَ ،
َ ينتظر ْ
أن ِ
بالباب ِ
العاص بن ِ
سعيد ِ وخالدُ ب ُن
ُ ُ
ّبي ﷺ. ِ
جتهر به عندَ الن ِّ
ما ُ
ّبس ِم).(3 ُ
رسول اهلل ﷺ عىل الت ّ فال واهللِ ،ما يزيدُ
)(4 ُ
رسول اهلل ﷺ: َ
فقال هلا
.
رسول اهلل ﷺ ،فجاء ومعه ِ
ابنان ل ُه م ْن غريها. َ أتت
وأهنا قدْ ْ فسمع َ َ
ُ َ بذلك زوجهاّ ، َ قال:
نعم. َ
قالْ :
ِ
بالغراب«).(1 ِ
الغراب هلم أشب ُه ِبه م َن
تزعمني ،فواهلل ْ
َ تزعمني ما
َ قال» :هذا ا ّلذي
َ
ﷺ
بني أظهرنا.
وأنت َ ِ
البرشَ . رسول اهلل :وا ّلذي اصطفى موسى Sعىل
َ قالَ :
قال يا َ
ثم َ
قال: ِ ُ
الغضب يف وجههَّ ،
ُ عرف
َ رسول اهلل ﷺ حتّى فغضب
َ
).(2
ﷺ
الركاز اخلمس).(3
فقىض أن يف ّ
ِ
النخل ملن أ ّبرها ،إال أن يشرتط املبتاع)[ (4أي :املشرتي]. وقىض أن ثمر َة
َ
يشرتط املبتاع).(1 ِ
اململوك ملن باع ُه إال أن وقىض أن َ
مال
احلجر).(2
َ ِ
وللعاهر ِ
للفراش، وقىض أن الولدَ
بالشفعة بني الرش ِ
كاء يف ِّ
كل ما مل يقسم).(3 ِ وقىض
ّ
وقىض حلمل بن مالك اهلذيل بمرياثه عن امرأته التي قتلتها األخرى).(4
عبد ،أو ٍ
أمة).(5 املقتول بغر ٍة ٍ
ِ ِ
اجلنني وقىض يف
ّ
وقىض يف الرحبة تكون بني الطريق مل ير ْد أهلها البنيان فيها ،فقىض أن يرتك للطريق فيها
سبعة أذرع).(6
وقىض أن املرأة ال تعطي من ِ
بيت زوجها شيئ ًا إال بإذنه).(7
دس بينها بالس ِ
واء).(8 بالس ِ ِ
ّ وقىض للجدّ تني من املرياث ّ
حق).(9 وقىض أنه ليس ٍ
لعرق ظامل ٌّ
ﺒﻲ ﷺ ُ
ﺗﻌﺎﻣﻞ اﻟﻨﱠ ﱢ
ﻣﻊ ﺷﺮاﺋﺢ دﻋﻮﻳﺔ ﻣﺨﺼﻮﺻﺔ
كان النبي ﷺ حريص ًا عىل هداية الناس أش�د ما يكون احلرص؛ حتى خاطبه ر ّبه تبارك
وتعاىل بقوله( :ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ) [الشعراء ،[3 :وبقوله سبحانه( :ﭤ
ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ) [الكهف.[6 :
«يعني تعاىل ذكره بذلك :فلعلك يا حممدُ ٌ
قاتل نفس�ك ،ومهلكها عىل آثار
ترد ًا منهم عىل
تفجر لنا من األرض ينبوع� ًا؛ ّ
َ قوم�ك الذين قال�وا لك :لن نؤم َن لك حت�ى
رهب�م إن ه�م مل يؤمن�وا هبذا الكتاب ال�ذي أنزلته علي�ك ،فيصدّ قوا بأنه من عن�د اهلل حزن ًا،
ّ
َ
اإليان بك»).(1 وتلهفا ،ووجد ًا بإدبارهم عنك ،وإعراضهم ّ
عا أتيتهم به ،وتركهم ّ
ِ
الناس ،فقال( :ﮬﮭﮮﮯﮰ ِ
هداية ِ
باحلرص عىل وقد وصفه اهلل
ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ) [التوبة.[128 :
يشق عليكم ،ويعنتكم. (ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ) ،أيُّ :
يشق عليه األمر الذي ُّ
وحيرص
ُ اخلري ،ويسعى جهده يف إيصاله إليكم،
فيحب لكم َ ُّ (ﯖ ﯗ)
الرش ،ويسعى جهده يف تنفريكم عنه.
عىل هدايتكم إىل اإليان ،ويكره لكم ّ َّ
أرح�م هب�م م�ن
ُ (ﯘ ﯙ ﯚ) ،أي :ش�ديدُ الرأف�ة والرمح�ة هب�م،
والدهيم).(2
ُ
فيقول: ويم ّثل لنا رسول اهلل ﷺ حرصه عىل نجاة الناس من عذاب اهلل،
)(1
).(2
ِ
والرمح�ة ،واحلرص ِ
الرأف�ة، ِ
احلدي�ث :م�ا كان في�ه ﷺ من ق�ال اب� ُن حج�ر « :Vيف
نج�اة األ ّم ِة ك�ا ق�ال تع�اىل( :ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ) ِ ع�ىل
[التوبة.(3)«[128 :
ﷺ
ﷺ
إليه فرح ًا ،وما ِ
عليه ردا ٌء، رسول اهلل ﷺ وثب ِ
ُ فلا رآ ُه
َ عدي بن حاتمّ :
ففي قصة إسالم ِّ
حتّى بايع ُه).(5
ِ ِ
واملتأ ّم ُل يف الس�رية الصحيحة والس�نة النبوية جيدُ أن هدي ِّ
النبي ﷺ مع املسلمني اجلدد
أكمل ٍ
هدي وأتّه. -يف مجيع املراحل -هو ُ
ولنس�تعرض بعض هذه الص�ور الكريمة وهذا اهلدي الطيب املب�ارك لنقف عىل بعض
معاين قول اهلل تعاىل( :ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ) [األنبياء:[107 :
ﷺ
V
حيب دخول الناس يف اإلسالم ،وكان يدعو ملن كان يرجو منه اإلناب َة،
«كان الرسول ﷺ ُّ
كثري ممن دعا له باهلدى»).(1
فأسلم ٌ
ّب�ي ﷺ َ
قال �اس َّ L
أن الن َّ وع� ْن عب�د اهلل ِ
بن ع ّب ٍ
.
عمر).(2
قال :وكان أح ّبها إليه ُ
ّبي ﷺ قال: ِ
بالدعاء :فع ْن عائش� َة َّ J
أن الن َّ عمر
خص َوكان ه�ذا يف أول األم�ر ،ثم َّ
).(3
مغلق.
أيٌ :
)ْ (1
أي :صوهتا يف األرض.
)ْ (2
) (3أي :صوت حتريكه.
عليهم.
ْ ّاس أ ّن ُه يدعو
فظ َّن الن ُ
).(2 َ
فقال:
وقد بوب عليه البخاري يف صحيحه« :باب الدّ ِ
للمرشكني باهلدى ليتأ ّل ْ
فهم». َ عاء ُ ّ
ِ
املقامني، بني ِ
الفرق َ فهم) م ْن تف ّق ِه املصن َ
ّف ،إش�ارة من� ُه إىل «وقوله( :ليتأ ّل ْ
هلم.
عليهم ،وتار ًة يدعو ْ
ْ وأ ّن ُه ﷺ َ
كان تار ًة يدعو
غائلتهم،
ْ أذاهم ،واحلال ُة ال ّثاني ُةُ :
حيث تؤم ُن ْ ويكثر
ُ شوكتهم،
ْ فاحلالة األوىلُ :
حيث تشتدُّ
ٍ
دوس»).(3 قص ِة ويرجى تأ ّل ْ
فهم كا يف ّ
ِ
الفتح ُ
رس�ول اهلل ﷺ مكّ� َة عا َم العزى أنه قالّ :ملا َ
دخل عبد ّبن ِ
حويط�ب ِ
ِ م�ا روي ع�ن
َ
يأمنون فيها. مواضع
َ قت عيايل يف
وفر ُ
فخرجت م ْن بيتيّ ،
ُ خفت خوف ًا شديد ًا،
ُ
وكانت بيني وبين ُه خ ّل ٌة، الغفاري، ذر ُ ِ ٍ ِ
ْ ِّ فكنت فيه ،فإذا أنا بأيب ٍّ عوف، حائط فانتهي�ت إىل
ُ
هربت من ُه.
ُ واخل ّل ٌة أبد ًا مانع ٌةّ ،
فلا رأيت ُه
حمم ٍد. َ
فقال :أبا ّ
فقلت :ل ّب َ
يك. ُ
َ
قال :ما َ
لك؟
اخلوف.
ُ قلت:
ُ
ِ
بأمان اهلل .D أنت آم ٌن َ
عليكَ ، خوف
َ َ
قال :ال
مت ِ
عليه. فرجعت ِ
إليه ،فس ّل ُ ُ
َ
منزلك. اذهب إىل
ْ َ
فقال:
ُ
يدخل أصل إىل بيتي ح ّي ًا حتّى ألفى َ
فأقتلْ ،أو سبيل إىل منزيل ،واهلل ما أراين ُ
هل يل ٌ
قلتْ :
ُ
مواضع شتّى.
َ وإن عيايل لفي عيل منزيل ُ
فأقتلَّ ، َّ
َ
منزلك. معك إىل عيالك يف موضعٍ ،وأنا ُ
أبلغ َ َ فامجع
ْ َ
قال:
عز َك.
وعز ُه ّ َ
رشفكّ ، وأحلم الن ِ
ّاس ،رشف ُه ُ وأوصل الن ِ
ّاس، ُ أبر الن ِ
ّاس، ُ
ورسول اهلل ﷺ ُّ
معكِ ،
فآتيه. أخرج َ قلت :فأنا َ
قالُ :
ُ
وعمر ،L بك�ر، ِ
بالبطح�اء ،وعند ُه أبو ٍ َ
رس�ول اهلل ﷺ أتيت
ُ فخرج�ت مع� ُه حتّ�ى ُ
ُ
ُ
رسول أن ال إل َه ّإال اهلل ،وأن َّك
فقلت :أشهدُ َّ
ُ ِ
رأس�ه ،فسلمت عليه فر ّد السالم، فوقفت عىل
ُ
. ُ
رسول اهلل ﷺ: اهللَِ ،
فقال
ﷺ
ٍ
وسدر).(2 يغتسل ٍ
باء َ ّبي ﷺ ْ
أن بن عاص ٍم Iأ ّن ُه قيس ِ ع ْن ِ
أسلم ،فأمر ُه الن ُّ
َ
ُ
رس�ول اهلل ﷺ: أس�لمَ ،
فقال أن ثام َة ب َن ٍ
أثال وع� ْن أيب هرير َة َّ
َ
).(3
وذهب ِ
وجوبه، بعض ِ
أهل العل ِم إىل وذهب ُ أسلم، ِ
الغسل مل ْن دليل عىل مرشوع ّي ِة ٌ
َ َ َ
ِ
االستحباب. َ
األكثرون إىل
َ
يغتس�ل أس�لم ْ
أن للر ِ
جل إذا أهل العل ِم ،يس�تح ّب َ عليه عندَ ِ «والعمل ِ ُ
َ ون ّ
َ
ويغسل ثياب ُه»).(4
. َ
قال:
قاتلَ ،
فقتل. ثم َفأسلمَّ ،
َ
).(3 ُ
رسول اهلل ﷺ: َ
فقال
هو؟
ّاس سألو ُه :م ْن َ
فإذا مل ْ يعرف ُه الن ُ
بن وقش. األشهل :عمرو بن ِ
ثابت ِ ِ فيقول :أصريم بني ِ
عبد ُ
ُ ُ
كان ُ
شأن األصري ِم؟ كيف َ بن ٍ
لبيدَ : ِ
ملحمود ِ فقلت
ُ احلصني
ُ َ
قال
رسول اهلل ﷺ إىل ٍ
ُ كان يوم ٍ ِ َ
أحد بدا وخرج
َ أحد، فلا َ ُ قالَ :
كان يأبى اإلسال َم عىل قومهّ ،
فأسلم.
َ ل ُه اإلسال ُم،
ّاسَ ،
فقاتل حتّى أثبتت ُه اجلراح ُة. ِ
عرض الن ِ َ
فدخل يف َ
فأخذ سيف ُه ،فغدا حتّى أتى القو َم،
َ
حليان ،فزعموا ّأهن ْم قدْ وذكوان ،وعص ّي ُة ،وبنو
ُ ّبي ﷺ أتا ُه ٌ
رعل، ع ْن ٍ
أنس َّ I
أن الن َّ
قومهم.
ْ أسلموا ،واستمدّ و ُه عىل
ِ
األنصار. بسبعني م َن
َ ّبي ﷺ
هم الن ُّ
فأمدّ ُ
ون بال ّل ِ
يل).(3 حيطبون بالن ِ
ّهار ،ويص ّل َ َ القرا َء،
يهم ّنسم ْ
أنس :كنّا ّ َ
قال ٌ
ٍ
بمدد من عنده ،وجرى النبي ﷺ يف أن يمدَّ ثغوره
مضت من ِّ
ْ السنّة
«فيه أن ّ
بذلك العمل من األئمة بعده»).(4
ﷺ
. َ
قال:
ِ
البيت؟. هلم مل ْ يدخلو ُه يف
قلت :فا ْ
ُ
وحنو ًا .وقد تصحفت إىل «أحرب ًا» ،والتصويب من اإلصابة [ ،]501/4ومن طبعة الرسالة
ّ ) (1أي :أعطف ًا
وحسنه ابن حجر يف اإلصابة [.[501/4
ّ ) (2رواه أمحد [،]23123
) (3رواه البخاري [ ،]3064ومسلم [.[677
) (4رشح ابن بطال عىل صحيح البخاري [.[290/9
. َ
قال:
شأن ِ
بابه مرتفع ًا؟. قلت :فا ُ
ُ
. َ
قال:
ث�م َ
ق�ال هلا:
).(1
ّاس. ِ
بعض الن ِ فهم
يقرص عن ُه ُ أن ِ
االختيار خماف َة ْ ِ
بعض ُ
ترك
َ
عليهم الرض ِر ِ
إنكاره ،وما خيش�ى من ُه تو ّلدُ ّ ّاس إىل ِ
ْ يتر ُع الن ُ
األمر ما ّ اجتناب و ِّيل
ُ
يف ٍ
دينْ ،أو دنيا.
بدئ
وأهنا إذا تعارضا َ ِ ِ ِ فاألهم م ْن دف ِع
وجلب املصلحةّ ، املفس�دة، ِّ األهم،
ِّ تقديم
ُ
ِ
املصلحة. استحباب ِ
عمل وأن املفسد َة إذا أم َن وقوعها عا َد ِ
املفسدةَّ ، بدف ِع
ُ
األمور العا ّم ِة.
ِ جل مع ِ
أهله يف الر ِ َ ُ
حديث ّ
ّبي ﷺ).(1 ِ ِ حرص الص ِ
أوامر الن ِّ امتثال حابة عىل ّ ُ
ق�ال اب�ن كثري « :Vفبناها ابن الزبري عىل ذلك كا أخرته به خالته عائش�ة أم املؤمنني
عن رسول اهلل ﷺ ،فجزاه اهلل خري ًا.
ثم ملا غلبه احلجاج بن يوسف يف سنة ثالث وسبعني هدم احلائط الشايل وأخرج احلجر
ك�ا كان أوال ،وأدخ�ل احلج�ارة التي هدمها يف ج�وف الكعبة فرصها في�ه ،فارتفع الباب،
وس�دَّ الغريب ،وتلك آثاره إىل اآلن ،وذلك بأمر عبد امللك بن مروان يف ذلك ،ومل يكن بلغه
احلديث ،فلا بلغه احلديث قال :وددنا أنا تركناه وما توىل من ذلك.
هم اب�ن املنصور املهدي أن يعيدها عىل ما بناها ابن الزبري ،واستش�ار اإلمام مالك
وق�د َّ
ب�ن أن�س يف ذلك ،فقال :إين أكره أن يتخذها امللوك لعبة ،يعني يتالعبون يف بنائها بحس�ب
آرائهم ،فهذا يرى رأي ابن الزبري ،وهذا يرى رأي عبد امللك بن مروان ،وهذا يرى رأيا آخر
واهلل Eأعلم»).(2
ِ جاب�ر بن ِ
املدينة يب َ
قال :أم�ا واهلل لئ ْن رجعن�ا إىل عب�د اهلل َّ L
أن عب�دَ اهلل ب َن أ ٍّ ِ َ وع�ن
أرضب
ْ َ
رس�ول اهللِ ،دعني عمرَ ،
فقال :يا ّبي ﷺ ،فقا َم ُ
فبلغ الن َّ األعز منها َّ
األذلَ ، ُّ ليخرج َّن
ِ
املنافق. عنق هذا
َ
ٍ
حنني، ِ
باجلعرانة منرصف ُه م ْن َ
رسول اهلل ﷺ قال :أتى ٌ
رجل بن ِ
عبد اهلل َ L وع ْن ِ
جابر ِ
حممدُ ْ ،
اعدل. ّاسَ ، ُ فض ٌة، ثوب ٍويف ِ
فقال :يا ّ يقبض منها يعطي الن َ
ورسول اهلل ﷺ ُ بالل ّ
. َ
قال:
املنافقَ .
فقال: َ رسول اهللَِ ،
فأقتل هذا َ عمر ب ُن اخل ّط ِ
اب :Iدعني يا َ
فقال ُ
).(1
كان ِ
عليه ﷺ م َن احللم. قال النووي ِ :V
«فيه :ما َ
ُ
يعامل يف أحكام الدنيا معامل َة الك ّفار ،بل معاملة يظهر كفره ونفاقه فإنه ال
فاملنافق ما مل ْ
ُ
ِ
بإعالن إس�المه ،وتلك هي اجلنّ ُة التي ذكرها اهلل تعاىل عصم دمه وماله؛ املس�لمني؛ ألنه قد
َ
يف كتابه( :ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ) [املنافقون.[2 :
ِ
القتل ،ومل ْ ْ
يزل فمنعهم م َن
ْ ِ
القتل، أعلم -م َن
قال اإلمام الش�افعي « :Vيعني -واهلل ُ
اإليان با أظهروا من ُه. ِ عنهم يف الدّ نيا أحكا َم
ْ
ِ
باإليان»).(1 لعالنيتهم برائرهم ،وخالفها ِ
بعلمه األسفل م َن الن ِّار
َ هلم الدّ َ
رك
ْ ْ وأوجب َُ
إياهنم جنّ� ًة» أي:
ْ «وهل�ذا كان الضحاك ب�ن مزاح�م يقرؤهاّ :
«اخت�ذوا
تصديقه�م الظاه�ر جنّ�ة ،أي :تق ّي� ًة يتّقون ب�ه القت�ل .واجلمهور يقرؤه�ا( :ﮤ) مجع
يمني»).(2
فاملنافق�ون ال يدخلون يف أحكام املرتدّ ين ،مع ش�دّ ة كفرهم ،بل جت�ري عليهم يف الدنيا
أحكا ُم املسلمني.
).(4 )(3
ِ
بسبب األمر ِ
بقتله ِ أن َ
ترك هذا ظاهر ُه َّ «قوله:
ِ فة املذكورة ،وهذا اليقتيض َ ِ أن له أصحابا بالص ِ
ّبي ﷺ مع ما أظهر ُه م ْن مواجهة الن ِّ ترك قتله َ ّ َّ ُ
ِ
باملبالغة وصفه�م البخاري؛ أل ّن ُه ب�ا واجه� ُه ،فيحتمل أن يك�ون ملصلحة التأ ّلف كا فهم� ُه
ْ ُّ
ِ ذلك تنفري ًا ع� ْن قتلهم؛ َ فل�و َ ِ ِ
غريهم يف
ْ دخول لكان َ ْ أذن يف إظهار اإلس�ال ِمْ ، مع
يف العب�ادة َ
اإلسال ِم»).(1
أحب َ
يكون اإلسال ُم َّ يسلم حتّى
ُ ليسلم ما يريدُ ّإال الدّ نيا ،فا
ُ الر ُ
جل إن َ
كان ّ أنسْ : َ
وقال ٌ
ِ
إليه م ْن الدّ نيا وما عليها).(4
ِ ٍ
ّبي ﷺ أ ّن ُه يظهر اإلس�الم ّأوالً للدّ ني�ا ،ال بقصد صحيح بقلبهَّ ،
ثم م� ْن بركة الن ّ
ِ
بحقيق�ة اإليان ،ويتمكّ�ن م ْن قلبه، ال حتّ�ى ينرشح صدره ون�ور اإلس�الم مل ْ يلب�ث ّإال قلي ً
حينئذ أحب ِ
إليه م ْن الدّ نيا وما فيها).(5 ٍ فيكون
َّ
وك�ذا كان يعط�ي من كان م�رت ّدد ًا أو كان ضعيف اإليان ،كا ق�ال ﷺ قال:
).(6
ﷺ
يزعم أ ّن ُه
ُ خ�رج بم ّك َة
َ ال قدْ ال م ْن ٍ
غفار ،فبلغنا َّ
أن رج ً كنت رج ً
ذر Iق�الُ :
ع�ن أيب ٍّ
نبي.
ٌّ
ِ
بخره. الر ِ
جل ك ّلم ُه ،وأتني انطلق إىل هذا ّ
ْ فقلت ألخي:
ُ
رجع.
ثم َفانطلق فلقي ُهَّ ،
َ
َ
عندك. فقلت :ما
ُ
الرش. ِ رأيت رج ً َ
يأمر باخلري ،وينهى ع ْن ّ ِّ
ال ُ ُ فقال :واهلل لقدْ
فقلت ل ُه :مل تشفني م ْن ِ
اخلر. ُ
ْ
َ
أس�أل عن ُه، فجعلت ال أعرف� ُه ،وأكر ُه ْ
أن ُ أقبلت إىل مكّ� َة،
ُ فأخ�ذت جراب� ًا وعص ًاَّ ،
ث�م ُ
ِ
املسجد. ُ
وأكون يف وأرشب من ِ
ماء زمز َم، ُ ْ
غريب.
ٌ الر َ
جل كأن ّ عيل َ
فقالَّ : فمر يب ٌّ
َّ
نعم.
قلتْ :
ُ
ِ
املنزل. فانطلق إىل
ْ َ
قال:
فانطلقت معه ال يسألني عن ٍ
يشء ،وال أخر ُه. ْ ُ ُ
ٍ
بيشء. وليس أحدٌ خيرين عن ُه َ ِ
ألسأل عن ُهَ ، املسجد غدوت إىل
ُ أصبحت
ُ فلا
ّ
يعرف منزل ُه بعدُ )(1؟
ُ للر ِ
جل أن آن ّ عيل َ
فقال :أما َ فمر يب ٌّ
َّ
قلت :ال.
ُ
انطلق معي.
ْ َ
قال:
فانطلقت معه ال يسألني عن ٍ
يشء ،وال أخر ُه. ْ ُ ُ
غفار،
ال م ْن َ َ
تقتلون رج� ً ويلكم
ْ عليه�م َ
فقال: ْ ثم َ
أقبل عيلَّ ،
فأك�ب َّ
َّ اس،
فأدركن�ي الع ّب ُ
غفار.
كم عىل َ
وممر ْ
ومتجركم ّ
ْ
فأقلعوا عنّي.
ِ
باألمس. قلت فقلت َ
مثل ما ُ ُ رجعت،
ُ أصبحت الغدَ
ُ فلا ْ
أن ّ
الص ِ
ابئ. فقالوا :قوموا إىل هذا ّ
ِ
باألمس).(1 ِ
مقالته وقال َ
مثل عيل َ ِ فصنع يب َ
فأكب َّ
َّ اس
باألمس ،وأدركني الع ّب ُ صنع
مثل ما َ َ
. َ
قال:
وبالل ،مم ّ ْن آم َن ِبه.
ٌ بكر، ٍ
يومئذ :أبو ٍ ومع ُه
فقلتّ :إين مت َ
ّبعك. ُ
َ
ق�ال:
.
فذهبت إىل أهيل.
ُ
حني
ّاس َ ُ
وأسأل الن َ األخبار،
َ أختر
فجعلت ّ ُُ وكنت يف أهيل،
ُ ُ
رسول اهلل ﷺ املدين َة، وقد َم
يثرب م ْن ِ
أهل املدين َة. أهل َ نفر م ْن ِ قد َم املدين َة ،حتّى قد َم َّ
عيل ٌ
جل ا ّلذي قد َم املدين َة؟
الر ُ فقلت :ما َ
فعل هذا ّ ُ
فلم يستطيعوا َ
ذلك. فقالوا :النّاس ِ
رساع ،وقدْ أرا َد قوم ُه قتل ُهْ ،
ٌ إليه ُ
َ
رسول اهلل أتعرفني؟ فقلت :يا
ُ فدخلت ِ
عليه، ُ فقدمت املدين َة،
ُ
. َ
قال:
فقلت :بىل.
ُ
عن الص ِ
الة؟ مك اهلل وأجهل ُه؟ أخرين ِ ّ
عا ع ّل َ
نبي اهلل أخرين ّ
فقلت :يا َّ
ُ
َ
ق�ال:
).(2 )(1
.
الرمحة.
فهي أقرب إىل القبول وحصول ّ
أي :حترضها املالئكة َ)ْ (1
ِ وليس ً
مائال إىل املغرب وال إىل املرشق ،وهذه حالة االستواء. أي :يقوم مقابله يف جهة ّ
الشال َ )ْ (2
.
).(1
ﷺ
منهم ّإال ٌ
خري. عرف ،فل ْن يأتينا ْ
َ ظهر قومنا ،فنح ُن م ْن قدْ ْ
وإن َ
أي.
الر ُ فقالواَّ :
إن هذا ّ
وكان أحب ما هيدى ِ
إليه م ْن أرضنا األد ُم).(1 َ هلم :فامجعوا ل ُه ما هندي ل ُه،
َّ فقلت ْ
ُ
فجمعنا له أدم ًا كثري ًا ،فخرجنا حتّى قدمنا ِ
عليه. ُ
شأن رسول اهلل ﷺ قدْ بعثه ِ
إليه يف ِ ُ َ
وكان مري؛ فواهلل إنّا لعند ُه إ ْذ جا َء عمرو ب ُن أم ّي َة ّ
ُ الض ُّ
ِ
وأصحابه. ٍ
جعفر
ِ
عنده. خرج م ْن ِ َ َ
ثم َفدخل عليه َّ قال:
ّجايش ،فس�ألت ُه
ِّ دخلت عىل الن
ُ ل�و قدْ
مريْ ،
الض ُّ فقل�ت ألصح�ايب :هذا عمرو ب� ُن أم ّي َة ّ ُ
قتلت
حني ُأجزأت عنها َ
ُ قريش ّأين قدْرأت ٌ ذلك ْ فعلت َ ُ فرضبت عنق ُه ،فإذا
ُ ِ
فأعطانيه، إ ّيا ُه،
حمم ٍد. َ
رسول ّ
أصنع. كنت
فسجدت ل ُه كا ُ ُ فدخلت ِ
عليه، ُ
ُ
َ
بالدك شيئ ًا؟ أهديت يل م ْن
َ َ
فقال :مرحب ًا بصديقي،
لك أدم ًا كثري ًا.
أهديت َ
ُ نعم ّأهيا ُ
امللك ،قد قلتْ :
ُ
ثم قدّ مته ِ
إليه ،فأعجب ُه ،واشتها ُه. ُ َّ
عدو لنا، ٍ
رجل ٍّ ُ
رس�ول وهو َ
عندكَ ، خرج م ْن
ال َ رأيت رج ً
ُ قلت ل ُهّ :أهيا ُ
امللك ّإين قدْ ثم ُ َّ
أصاب م ْن أرشافنا وخيارنا. ِ
فأعطنيه ألقتل ُه؛ فإ ّن ُه قدْ
َ
األرض؛
ُ أن قدْ كر ُه؛ ِ
فلو انش� ّق ْت يل ظننت ُْ فرضب هبا أنف ُه رضب ًة
َ ثم مدَّ يد ُه فغضبَّ ،
َ
لدخلت فيها فرق ًا من ُه.
ُ
ظننت أن َّك تكر ُه هذا ما سألتك ُه.
ُ قلتّ :أهيا ُ
امللك ،واهلل ْلو ثم ُ َّ
ر ا ّلذي َ
كان يأيت موسى ٍ ِ َ َ َ
فقال ل ُه :أتس�ألني ْ
ّاموس األك ُ
رجل يأتيه الن ُ رس�ول أعطيك أن
لتقتل ُه؟
هو؟ َ
أكذاك َ قلتّ :أهيا ُ
امللك ُ
َّ
وليظهرن عىل م ْن خالف ُه كا احلق، َ
وحيك يا عمرو أطعني واتّبع� ُه؛ فإ ّن ُه واهلل لعىل ِّ َ
فق�ال:
ِ
وجنوده. َ
فرعون ظهر موسى عىل
َ
قلت :فبايعني ل ُه عىل اإلسال ِم.
ُ
َ
فبسط يد ُه وبايعت ُه عىل اإلسال ِم. نعم َ
قالْ :
وكتمت أصحايب إسالمي. كان ِ
عليه، عا َ خرجت إىل أصحايب ،وقدْ َ
ُ حال رأيي ّ ُ ثم َّ
ألسلم. ِ
لرسول اهلل ﷺ خرجت عامد ًاُ ثم
َ َّ
وهو ٌ
مقبل م ْن م ّك َة. ِ وذلك َ
َ ِ
الفتح َ قبيل الوليد، فلقيت خالدَ ب َن
ُ
َ
سليان؟ فقلت :أي َن يا أبا
ُ
أسلم ،فحتّى متى؟.
ُ أذهب واهلل
ُ لنبي،
جل ٌّالر َ املنسم)َّ ،(1
وإن ّ ُ َ
قال :واهلل لقدْ استقا َم
ألسلم.
َ جئت ّإال
قلت :واهلل ما ُ
ُ
وبايع. فأسلم، ِ
الوليد، ِ
رسول اهلل ﷺ ،فقد َم خالدُ ب ُن فقدمنا عىل
َ َ
ُ
رسول اهلل ﷺ يد ُه إ َّيل. َ
فبسط دنوت،
ُ ثم
َّ
تغفر يل ما تقدّ َم م ْن ذنبي.
أن َ أبايعك عىل ْ
َ َ
رسول اهلل ّإين فقلت :يا
ُ
( ُ
رسول اهلل ﷺ: َ
فقال
.
انرصفت.
ُ ثم
فبايعت ُهَّ ،
مألت عيني م ْن ِ
رس�ول اهلل ﷺ ،ف�ا كنت ألش�دَّ الن ِ
ّاس حيا ًء م ْن إن ُ عمرو :فواهلل ْ َ
ُ ق�ال ٌ
حلق باهلل Dحيا ًء من ُه).(3 ِ
رسول اهلل ﷺ ،وال راجعت ُه با أريدُ حتّى َ
وأعتق مائ َة ٍ
رقبة. َ بعري، محل عىل ِ
مائة ٍ أسلم َ فلا
َ ّ
كنت أصنعها يف اجلاهل ّي ِة
أرأيت أشيا َء ُ
َ َ
رسول اهلل فقلت :يا
ُ َ
رسول اهلل ﷺ فسألت
ُ َ
قال:
كنت أحتن ُّث هبا يعني أت ّ
ر ُر هبا)(1؟ ُ
).(2 ُ
رسول اهلل ﷺ: َ
فقال
يثاب عليها»).(3
أن حسنات الكافر إذا أسلم ُ «وهذا ّ
يدل عىل َّ
فق�د قدم وف�دُ ثقيف عىل رس�ول اهلل ﷺ باملدينة فيهم كنانة بن عبد ياليل وهو رأس�هم
الصلح والقضية ِ
الوف�د؛ يريدون برش ،وهو أصغر عثان ب�ن أيب العاص بن ٍ
ُ ٍ
يومئ�ذ ،وفيهم
َ
وأسلمت عا ّم ُة العرب.
ْ حني رأوا أن قد فتحت مك ُة
فمكث الوفد خيتلفون إىل رسول اهلل ﷺ ،وهو يدعوهم إىل اإلسالم.
ُ
رسول اهلل ﷺ: َ
فقال
.
ر أحدنا عىل
نغرتب ال بدّ لنا من� ُه ،وال يص ُ
ُ الزنا؟ فإنّا ق�و ٌم
ق�ال اب�ن عبد يالي�ل :أرأيت ّ
ِ
العزبة.
(ﮊ ﮋ ﮌﮍ ﮎ ﮏ ﮐ َ
ق�ال:
ﮑ ﮒ) [اإلرساء.[32 :
الربا؟ َ
قال :أرأيت ّ
. َ
قال:
(ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ َ
قال:
ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ) [البقرة.[278 :
عمر. َ
قال ابن عبد ياليل :إنّا مل ْ نأتك يا ُ
س�نني ال
َ َ
ثالث الر ّب َة
يدع ّ لح ك ّلموا الن ّ
ّبي ﷺ ُ الص ُ فل�ا َ
كمل ّ لحّ ،
الص ُ َ
وكمل ّ فأس�لموا،
هيدمها.
فأبى.
ِ
سنتني قالوا:
فأبى.
فأبى.
. ُ
رسول اهلل ﷺ: َ
قال:
فكاتب�وه ع�ىل ذلك ،واس�تأذنوه أن يس�بقوا رس�له إليهم ،فلا ج�اءوا قومه�م تل ّقوهم،
فسألوهم :ما وراءكم؟
ٍ
غليظ قد ظهر بالس�يف ،حيكم با فأظه�روا احل�زن وأهنم إن�ا جاءوا من عند رجل ٍّ
ف�ظ
دوخ العرب ،قد حرم الربا والزنا واخلمر ،وأمر هبدم الربة.
يريد ،وقد ّ
فنفرت ثقيف وقالوا :ال نطيع هلذا أبد ًا.
قال :فتأهبوا للقتال وأعدوا السالح ،فمكثوا عىل ذلك يومني -أو ثالثة.-
ثم ألقى اهلل يف قلوهبم الرعب ،فرجعوا وأنابوا وقالوا :ارجعوا إليه فشارطوه عىل ذلك،
وصاحلوه عليه.
قال�وا :فإنا قد فعلنا ذل�ك ،ووجدناه أتقى الناس ،وأوفاهم ،وأرمحهم ،وأصدقهم ،وقد
بورك لنا ولكم يف مسرينا إليه وفيا قاضيناه عليه.
فأسلموا.
ومكثوا أياما ثم قدم عليهم رسل رسول اهلل ﷺ وقد أ ّمر عليهم خالد بن الوليد ،وفيهم
املغرية بن شعبة.
وقد استكفت ثقيف كلها ،الرجال والنساء والصبيان ،حتى خرج العواتق من احلجال،
وال يرى عامة ثقيف أهنا مهدومة ويظنون أهنا ممتنعة.
فقام املغرية بن شعبة فأخذ الكرزين -يعنى املعول -وقال ألصحابه :واهلل ألضحكنّكم
من ثقيف.
فارت�ج أهل الطائف بصيحة واحدة ،وفرحوا وقالوا :أبعد اهلل املغرية قتلته الربة! وقالوا
َّ
ألولئك :من شاء منكم فليقرتب.
ِ
العرب ِ
أحي�اء حي م ْن ُ ثقي�فِ ،
ٍ
تق�ول ما م ْن ّ العرب
ُ كانت معرش
َ فق�ام املغ�رية فق�ال :يا
والعزى، وحيك�م وما ّ
الال ُت منكم، أمحق ِ
العرب ُ ِ
أحياء ح�ي م ْن ٍ ُ
ّ ْ ْ أعق�ل م ْن ثقيف ،وما م ْن ّ
ِ
احلجر ،ال يدري م ْن عبد ُه وم ْن مل ْ يعبد ُه. حجر ُ
مثل هذا ٌ الر ّب ُة؟
وما ّ
ثم إنه رضب الباب فكره.
ثم عال سورها وعال الرجال معه ،فا زالوا هيدموهنا حجر ًا حجر ًا حتى ّ
سووها باألرض.
هبم.
خيسف ْ
ُ األساس غضب ًا
ُ يغضب
ُ َ
ترون إذا انتهى إىل أساسها، وجعل سادهنا يقول:
أحفر أساسها.
فلا سمع ذلك املغرية قال خلالد :دعني ُ
فحفروه حتى أخرجوا تراهبا ومجعوا ماءها وبناءها.
وهبتت عند ذلك ثقيف.
ْ
ث�م رجعوا إىل رس�ول اهلل ﷺ فقس�م أمواهلا من يومه ،ومحدوا اهلل تع�اىل عىل إعزاز دينه
ونرصة رسوله).(1
ﷺ
) (1دالئل النبوة للبيهقي [ .]386/5السرية النبوية البن كثري [ ،]62/4زاد املعاد [.[521/ 3
) (2فتح الباري البن رجب [.[12/4
) (3رواه أبو داود [ ،]3025وصححه األلباين يف الصحيحة [.[1888
ثم يلز ُم برشائ ِع اإلسال ِم ك ّلها»).(1 ِ قال اإلمام أمحد« :يصح اإلسالم عىل ّ ِ
الرشط الفاسدَّ ، ُ ُّ
. ٍ
لرجل: رسول اهلل ﷺ َ
قال َ وع ْن أنس بن مالك َّ I
أن
َ
قال :أجدين كاره ًا.
).(2 َ
قال:
يصيل ّإال
فأس�لم عىل أنّ� ُه ال ّ
َ ّبي ﷺ،
منهم أنّ� ُه أتى الن َّ
رجل ٍْ بن عاص ٍم ع� ْن ِ
ن�رص ِ وع� ْن
ِ
صالتني.
َ
فقبل َ
ذلك من ُه).(3
وذلك طمع ًا يف أنه إذا دخل يف اإلس�الم واستقر اإليان يف قلبه التزم بباقي الرشائع ،كا
. قال النبي ﷺ عن وفد ثقيف:
وقد بوب جمد الدين ابن تيمية عىل هذا احلديث وغريه بقوله« :باب صحة اإلس�الم مع
الرشط الفاسد»).(4
«هذه األحاديث فيها دليل عىل أنه جيوز مبايعة الكافر ،وقبول اإلس�الم
منه ،وإن رشط رشط ًا باطالً ،وأنه يصح إسالم من كان كاره ًا»).(5
ِ
النقص الذي يرجى تكميله أوىل من أن يبقى عىل الكفر املحض. ومصلح ُة أن يسلم مع
يقبل م ْن ِّ
كل م ْن جاء ُه كان ُ ّبي ﷺ َ بالرض ِ
ورة َّ «وم َن املعلو ِم ّ
أن الن َّ
بذلك ،وجيعل ُه مسل ًا.
َ ويعصم دم ُه
ُ فقط، ِ
هادتني ْ الش يريدُ الدّ َ
خول يف اإلسال ِم ّ
والزكاةَ.
الصال َة ّ يشرتط عىل م ْن جاء ُه يريدُ اإلسال َم ْ
أن يلتز َم ّ ُ ومل ْ يك ْن ﷺ
روي أ ّن ُه َ
قبل م ْن قو ٍم اإلسال َم ،واشرتطوا ْ
أن ال يزكّوا»).(1 َ ْبل قدْ
تنبيه وما س�بق هو يف الكافر الذي يريد أن يس�لم ،وأما لو جاءنا مسل ًا ،وقال :سأكتفي
بصالتني فقط هلذا احلديث ،فال يقبل منه.
ﷺ
َ
أبايعك. َ
رسول اهللِ :أنا قلت يا
ُ
وثقي�ف كان�ت ال تقبله يف احلال ،وهو واحدٌ وهم مجاعة ،ف�أرا َد أن يتأ ّلفهمّ ،
ويدرجهم ٌ
عليه شيئ ًا فشيئ ًا»).(2
منهم.
قتل ْقتل اهلل تعاىل م ْن َ املرشكون إىل م ّك َة م ْن ٍ
بدر وقدْ َ َ ع ْن عرو َة َ
قالّ :ملا َ
رجع
ِ
احلجر. صفوان بن أم ّي َة يف
َ ٍ
وهب حتّى جا َء إىل عمري بن َ
أقبل
ُ
العيش بعدَ قتىل ٍ
بدر. َ ُ
صفوان :ق ّب َح اهلل َ
فقال
عيل ال أجدُ ل ُه قضا ًء ،وعيايل
خري بعدُ ،ولوال دي ٌن َّ ِ
العيش ٌ أجل واهللِ ،ما يفعم�ريْ :
ٌ َ
فق�ال
ف�إن يل عند ُه ع ّل ًة،
ملئت عيني من ُه؛ َّ
إن ْ حمم ٍد فلقتلت� ُه ْ
لدخلت عىل ّ
ُ هلم ش�يئ ًا
ورائ�ي ال أج�دُ ْ
األسري).(3
ُ قدمت عىل ابني هذا
ُ ُ
أقول
وعيالك أسو ُة عيايل يف الن ِ
ّفقة. َ عيل َ
دينك، ِ
بقوله َ ُ
فقالَّ : صفوان ففرح
َ
وسم. َ َ ِ ُ
فصقل َّ صفوان، بسيف وجهز ُه
صفوان ّ فحمل ُه
َ
لصفوان :اكتمني ليا َيل. عمري
ٌ َ
وقال
�يف
الس َ َ َ ِ عم�ري حتّ�ى ق�د َم املدين َةَ ، َ
وأخذ ّ وعق�ل راحلت� ُه، املس�جد، باب
فن�زل َ ٌ فأقب�ل
ِ
لرسول اهلل ﷺ.
َ ثون عن ِ
وقعة ٍ ِ وهو يف ٍ عمر بن اخل ّط ِ ِ
ويشكرون بدر، األنصار يتحدّ َ ْ نفر م َن ابَ ، فنظر إليه ُ
َ
نعم َة اهلل.
عدو اهللِ!
الكلب هذا ُّ
ُ عندكم
ُ فزع من ُهَ ،
فقال: يف َالس ُ ٍ
وهب مع ُه ّ عمري بن
َ عمر
فلا رأى ُ
ّ
دخل املس�جدَ مع ُه ٍ
وهب قدْ َ عمري بن رس�ول اهلل ﷺ َ
فق�ال :هذا ِ َ
فدخل عىل عمر
ُ فق�ا َم ُ
َ
رسول اهلل ال تأمن ُه. الغادر يا
ُ الفاجر
ُ فهو
الحَ ،
الس ُ
ّ
. َ
قال:
ٍ
عمري ثم حيرتسوا م ْن ِ وأمر أصحاب ُه ْ َ
أن يدخلوا عىل رسول اهلل ﷺَّ ، وعمريَ ،
ٌ عمر
فدخل ُ
عليهم.
ْ إذا َ
دخل
عمري،
ٌ ففزع
َ . ُ
رس�ول اهلل ﷺ: َ
فقال
اشرتطت ل ُه.
ُ َ
وقال :ماذا
. َ
قال:
. َ
وقال:
فريجم
ُ َ
بقرك َّ
وآلمرن ألورثه َّن َ
منك، مالكْ ،أو ّ َ
نساءك ،ولرتجع َّن يف َ وايم اهلل لرتاجع َّن
ُ
ر أيب رغال).(2رجم ق ُ
كا َ
رغال «هو أبو ٍ
خرج من ُه أصابت ُه
فلا َ
يدفع عن ُهّ ، َ
وكان هبذا احلر ِم ُ َ
وكان م ْن ثمو َد ثقيف ٍ َ أبو
املكان فدفن ِ
فيه»).(3 ِ أصابت قوم ُه هبذا
ْ النّقم ُة ا ّلتي
َ
ِ
أختان. أسلمت وحتتي َ
رسول اهلل ّإين قلت يا
قالُ : فريوز عن ِ
أبيه َ بن الضح ِ
اك ِ
ُ َ ْ وع ْن ّ ّ
).(1 َ
قال:
ِ
الفتح، ِ
الفتحْ ،أو ي�و َم يت ب�أيب قحاف َة ْأو جا َء ع�ا َم جاب�ر بن عب�د اهلل َ L
قال :أ َ ِ فع� ْن
ِ
نسائه َ فأمر ِبه إىل ِ )(2 ورأس ُه وحليت ُه ُ
).(3 قال: مثل ال ّثغا ِم ْأو ال ّثغامة َ ،
فأمر ْأو َ
).(4 َ
قال:
كل أحد حتّى َ
قبل اإلسال ِم»).(5 ِ
للقربة م ْن ّ «ويف احلديث لزوم النّذر
َ
خيلك أخذتني وأنا أريدُ العمر َة فاذا ترى؟). (إن وملا أسلم ثام ُة ب ُن ٍ
أثال قال للنبي ﷺَّ :
يعتمر.
َ أن ُ
رسول اهلل ﷺ) ،(6وأمر ُه ْ فبرش ُه
ّ
صبوت؟
َ قال ل ُه ٌ
قائل: فلا قد َم م ّك َةَ ،
ّ
ِ
رسول اهلل ﷺ).(7 حمم ٍد
مع ّأسلمت َ
ُ َ
قال :ال ،ولك ْن
) (1رواه أب�و داود [ ،]2243والرتم�ذي [ ،]1129واب�ن ماجة [ ،]1951وحس�نه األلباين يف التعليقات احلس�ان
].[4143
الشيبَ . ِ أبيض الزّ هر وال ّث ِ
تبيض كأهنّا ال ّث ُ
لج .النهاية [[214/1 هي شجر ٌة ُّ
وقيل َ مر يش ّبه به ّ هو نبت ُ
)َ (2
) (3رواه مسلم [.[2102
) (4رواه البخاري [ ،]2035ومسلم [.[1656
) (5فتح الباري [.[582/11
وأن اإلس�الم هيدم ما َ
كان الس�ابقة َّ ِ
بمحو ذنوبه وتبعاته ّ َ
حصل ل ُه م ْن اخلري العظيم باإلس�المِْ ،أو برش ُه با
أيّ :
)ْ (6
قبله.
) (7رواه البخاري [ ،]4372ومسلم [ ]1764عن أيب هريرة .I
َ
رسول اهلل ﷺ رأيت
فلا ُ ِ وكان قبط ّي ًا َ
قال :بعثتني ٌ َ عن أيب راف ٍع -
قريش إىل رسول اهلل ﷺّ ،
ألقي يف قلبي اإلسال ُم.
َ
إليهم أبد ًا!
ْ أرجع
ُ َ
رسول اهللِّ ،إين واهلل ال فقلت :يا
ُ
)(4 )(3 ُ
رسول اهلل ﷺ: َ
فقال
.
فأسلمت).(5
ُ ّبي ﷺ؛
أتيت الن َّ
ثم ُ فذهبتَّ ،
ُ َ
قال:
مع املسلم).(6
مع الكافر كا يراعى َ َّ
أن العهد يراعى َ
يتعر ُض
الرس�ل ال ّ
«واملراد بالعهد هنا العادة اجلارية املتعارفة بني الناس ،أن ّ
الرس�ل مصلح ًة ك ّل ّي ًة ،فلو حبس�وا أو ّ
تعر َض هلم بمكروه؛ كان سبب ًا هلم بمكروه؛ ألن يف تر ّدد ّ
لب»).(7
السبل بني الفئتني املختلفتني ،وفيه من الفتنة والفساد ما ال خيفى عىل ذي ٍّ
النقطاع ّ
ُ
وحتفظ حدو ُد اهلل. حترس امل ّل ُة،
أمر الدين ،وهبا ُ عظيم؛ ألنه هبا ُ
حيفظ ُ ٌ ال ّ
شك أن شأن الفتوى
ينكر فضل ُه ،وال ُ ِ منصب التّوقي ِع ِ
وهو
جيهل قدر ُهَ ، باملحل ا ّلذي ال ُ
ِّ امللوك عن ُ «وإذا َ
كان
ِ ِ ِ املراتب السني ِ
موات؟! والس
األرض ّ بمنصب التّوقي ِع ع ْن ِّ
رب ات ،فكيف ِ ّ ّ م ْن أعىل
قدر
يعلم َ �ب ل ُه أهبت ُهْ ،
وأن َ يتأه َ أن يعدَّ ل ُه عدّ ت ُهْ ،
وأن ّ ِ
املنصب ْ أقيم يف هذا
فحقي�ق بم� ْن َ
ٌ
املقا ِم ا ّلذي أقيم ِ
فيه. َ
ني،
وخات�م النّب ّي َ ّقني،
املرس�لني ،وإم�ا ُم املت َ
َ الرش ِ
يف س� ّيدُ ِ
املنصب ّ وأو ُل م� ْن ق�ا َم هبذا
ُ ّ
ِ
بوحيه ف�كان يفتي ِ
عن اهلل َ ِ
عباده؛ وبني ِ
وحيه ،وس�فري ُه بين ُه َ عبدُ اهلل ورس�ول ُه ،وأمين ُه عىل
ِ
املبني»).(1
نب�ي اهلل ﷺ يس�تفتى فيها؛ ألن�ه كان امل�ال َذ لأل ّمة عند الوقائ�ع التي َ
كان ُّ ُ ولق�د كث�رت
ِ
النائبات. امللا ِ
ت ،واحلص َن هلا عند ّ
ٍ
إش�ارات كث�ري ًة ألس�ئلة الصحاب�ة واس�تفتاءاهتم للنب�ي ﷺ: ولذل�ك نج�دُ يف الق�رآن
(ﯵ ﯶ ﯷ) [البق�رة( ،[215 :ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ) [البق�رة،[217 :
(ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ) [البق�رة( ،[219 :ﭕ ﭖ ﭗ) [البق�رة،[220 :
(ﮠ ﮡ ﮢ) [البق�رة( ،[222 :ﮱ ﯓ ﯔ) [النس�اء،[127 :
ﷺ
ُ
أفضل؟. ِ
العمل أي َ ٍ
رسول اهلل ﷺُّ : سألت
ُ مسعود Iقال: عن ابن
. َ
قال:
أي؟
ثم ٌّ
قلتَّ :
ُ
. َ
قال:
أي؟
ثم ٌّ
قلتَّ :
ُ
).(1 َ
قال:
ُ
أفضل؟. ِ
العمل أي رسول اهلل ﷺ َ
سئل ُّ َ وع ْن أيب هرير َة َّ
أن
. َ
فقال:
ثم ماذا. َ
قيلَّ :
. َ
قال:
ثم ماذا. َ
قيلَّ :
).(2 َ
قال:
ُ
أفضل؟. ِ
العمل أي َ
رسول اهلل ﷺ ُّ وع ْن أيب أمام َة أ ّن ُه َ
سأل
).(3 َ
قال:
أي اإلسال ِم ٌ
خري؟ وسئلُّ :
).(3 َ
فقال:
َ
املسئول عنه يش ٌء واحدٌ . فيالحظ يف هذه األحاديث اختالف األجوبة مع أن
اختلفت ِ
فيه ْ ِ
احلديث وغريه ممّ�ا أجاب ِبه العل�ا ُء ع ْن هذا «وحمص ُ�ل ما
َ ّ
أعلم َّ
كل ائلنيْ ، ِ ِ ِ
األعالَّ ،
بأن َ الس َ اختلف؛ الختالف أحوال ّ َ اجلواب
َ أن األجوبة بأ ّن ُه أفضل
ِ َ ِ ٍ
هبم.
الئق ْهو ٌ هلم فيه رغبةْ ،أو با َ
حيتاجون إليهْ ،أو با ْ قوم با
َ
أفضل من ُه يف ِ
الوق�ت ذلك ُ
العمل يف َ َ
يكون ب�أن ِ
األوقات ْ ِ
باخت�الف ْأو َ
كان االخت�الف
ّن ِ
األعال؛ أل ّن ُه الوسيل ُة إىل القيا ِم هبا والتّمك ِ ِ
ابتداء اإلسال ِم أفضل ِ
غريه ،فقدْ َ
كان اجلهاد يف
م ْن أدائها.
ذل�ك ففي ِ
وقت ومع َ ِ تضاف�رت النّصوص ع�ىل َّ
الصدق�ةَ ،
الص�ال َة أفضل م ْن ّ
أن ّ ْ وق�دْ
َ
أفضل.(4)»... الصدق ُة ُ ِ
تكون ّ املضطر
ِّ مواساة
أفض�ل؟ َ
قال: ُ ِ
اجلهاد أي فع�ن ِ
عب�د اهلل ِ
اخلثعمي قي�ل لرس�ول اهلل ﷺُّ :
ِّ حبيش
ٍّ ب�ن
).(5
ِ
العم�ل أفال نجاهدُ ؟ َ
أفضل َ
رس�ول اهللِ ،نرى اجلها َد وع�ن عائش� َة ّ Jأهنا ْ
قالت :يا
).(1 َ
قال:
ٍ
بعمل يدخلني اجلنّ َة. ّبي ﷺ :أخرين ال َ
قال للن ِّ وب َّ I
أن رج ً فع ْن أيب أ ّي َ
َ
فقال القو ُم :ما ل ُه ما ل ُه؟
)(4
ّبي ﷺ: َ
فقال الن ُّ
).(5
. ثم َ
قال: َّ
َ
رسول اهلل. قلت :بىل يا
ُ
. َ
قال:
. ثم َ
قال: َّ
نبي اهلل.
قلت :بىل يا َّ
ُ
. قال: ِ
بلسانه َ َ
فأخذ
) (1رواه الرتمذي [ ،]2616وابن ماجة [ ،]3973وصححه األلباين يف صحيح اجلامع [.[5136
عمل العبدُ ِبه َ
دخل اجلنّ َة. قلت :د ّلني عىل ٍ
عمل إذا َ ) (2ويف رواية ابن حبان [ُ :]374
أن يعمله ْ
ومل يكن يف يديه صنعة يكتسب هبا .النهاية [[26/2 جيب ْ ٍ
جاهل با ُ أي
)ْ (3
) (4رواه البخاري [ ،]2518ومسلم [.[84
. َ
قال:
).(4 جل َ
قال: الر ُ
وىل ّ فلا ْ
أن ّ ّ
حمتب يف ٍ
بردة ل ُه، وهو ٍ اهلجيمي َ I بن ٍ وع ْن س�لي ِم ِ
ّبي ﷺَ ،
انتهيت إىل الن ِّ
ُ قال: ِّ جابر
َ
رسول اهلل أوصني. فقلت :يا
ُ ِ
قدميه، َّ
وإن هدهبا لعىل
َ
ق�ال:
.
ﷺ
بشعب)ِ (2
فيه عيين ٌة م ْن ٍ ِ
رس�ول اهلل ﷺ ِ
أصحاب مر ٌ
رجل م ْن ع ْن أيب هرير َة َ I
قالَّ :
ٍ
ماء عذب ٌة ،فأعجبت ُه لطيبها.
َ
رسول اهلل ﷺ. َ
أستأذن أفعل حتّى الش ِ
عب ،ول ْن َ فأقمت يف هذا ّ
ُ ّاس،
اعتزلت الن َ
ُ َ
فقالْ :لو
فقال: ِ
لرس�ول اهلل ﷺ َ فذك�ر َ
ذلك َ
).(4 )(3
الر ِ
جل قاعد ًا؟ ِ ٍ
حصني Iأ ّن ُه َ عمران ِ
َ
نبي اهلل ﷺ ع ْن صالة ّ
سأل َّ بن ع ْن
َ
فقال:
).(5
َ
أفضل وذلك َّ
ألن َ ّطوع،
كثري م َن العلاء عىل الت ّ
محل ُه ٌ
مع القدرة عىل القيام).(6 ِ ِ
جواز للقعود يف الفرائض َ
َ القعود ،وال جواز
َ يقتيض
) (1رواه ابن حبان [ ،]511وقال األلباين يف التعليقات احلسان [« :]19/2صحيح لغريه».
األخري.
ُ هو املعنى اهر َّ
أن املرا َد هنا َ ِ
اجلبلني ،وال ّظ ُ انفرج َبني
َ ِ
اجلبلْ ،أو ما عب :ال ّط ُ
ريق يف )ّ (2
الش ُ
ِ
احللبتني م َن الوقت .النهاية [.[479/3 ِ هو ما َبني ُ
الفواقَ : )(3
) (4رواه الرتمذي [ ]1650وحسنه األلباين يف صحيح التغريب والرتهيب [.[1301
) (5رواه البخاري [.[1115
) (6حاشية السندي عىل سنن ابن ماجه [.[370/1
فقال: ِ
اهلجرةَ . َ
رسول اهلل ﷺ ع ْن أن أعراب ّي ًا َ
سأل اخلدرى َّ :I ٍ
سعيد ع ْن أبى
ِّ
.
نعم. َ
قالْ :
. َ
قال:
نعم. َ
قالْ :
. َ
قال:
نعم. َ
قالْ :
. َ
قال:
نعم. َ
قالْ :
).(3)«(2 َ
قال:
ﷺ
رس�ول اهلل ﷺَ ،
فقال: ُ ع� ْن أيب هري�ر َة َ I
ق�ال :خطبن�ا
.
َ
رسول اهللِ؟ رجلَّ :
أكل عا ٍم يا فقال ٌ
َ
فسكت حتّى قاهلا ثالث ًا.
َ
. ُ
رسول اهلل ﷺ: َ
فقال
ث�م َ
ق�ال: َّ
).(1
َ
وعدل عن سؤاهلم إذ ال فائدة فيه. فلا سألوا عن يشء ِ
قليل اجلدوى أجيبوا با فيه فائدةٌ، ّ
ويق�رب من�ه قول�ه تع�اىل( :ﯵ ﯶ ﯷﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ُ
املس�ئول عنه إىل ذكر ِ
املنفق عليه؛ ُ ﯿ[ )...البقرة ،[215 :فعدل عن جنس املنفق وهو
أهم).(1
ألنه ُّ
ِ
املس�جد ،فلقينا ٌ
رجل ِ
خارجان م َن ّبي ﷺ مالك َ I أن�س بن ٍِ
قال :بينا أنا والن ُّ وع� ْن
ِ
املسجد).(2 البادية عندَ سدّ ِة
ِ م ْن ِ
أهل
الساع ُة قائم ٌة؟ َ
رسول اهلل متى ّ َ
فقال :يا
َ
قال:
ٍ
صالة ،وال صو ٍم، أعددت هلا م ْن ِ
كثري َ
رس�ول اهلل ما ثم َ
قال :يا َ الر َ َّ
ُ اس�تكانَّ ، جل فكأن ّ
هلل ورسول ُه.أحب ا َ ٍ
وال صدقة ،ولكنّي ُّ
. َ
فقال:
َ
كذلك؟ فقلنا :ونح ُن
. َ
قال:
ٍ
يومئذ فرح ًا شديد ًا. ففرحنا
اهمْ ،
وإن معهم بح ّبي إ ّي ْ
ْ َ
أكون وعمر ،وأرجو ْ
أن َ ّبي ﷺ وأبا ٍ
بكر أحب الن َّ
أنس :فأنا ُّ َ
قال ٌ
أعاهلم).(3
ْ أعمل ِ
بمثل مل ْ ْ
الساعة. السائل طريق األس�لوب احلكيم؛ أل ّن ُه َ
سأل عن وقت ّ مع ّ«س�لك َ
يعني :إنّا هيمك أن هتتم بأهبته�ا وتعتني با ينفعك عند وأج�اب بقوله:
هو :ما أعددت هلا؟»).(4 الصاحلةَ ،
فقال َ قيامها من األعال ّ
لتعم الفائدة ،أو ألن السائل حيتاج إليها ،أو لسبب آخر.
إما َّ
نركب
ُ َ
رس�ول اهلل إنّا رس�ول اهلل ﷺَ ،
فق�ال :يا َ س�أل ٌ
رجل ع�ن أيب هري�ر َة Iقالَ :
ِ فإن توضأنا ِبه عطشنا ،أفنتوض ُأ من ِ ِ َ ُ
البحر؟. ماء ْ ّ القليل م َن املاءّ ْ ، ونحمل معنا البحر،
َ
).(3 ُ
رسول اهلل ﷺ: َ
فقال
) (1رواه الرتمذي [ ،]2543وقال األلباين« :حسن لغريه» .صحيح الرتغيب والرتهيب [.[3756
) (2حتفة األحوذي [.[214/7
) (3رواه أبو داود [ ،]83والرتمذي[ ،]69والنسائي [ ،]332وصححه األلباين يف اإلرواء [.[9
أن يشتبه ِ
عليه أشفق ْ ِ
البحر؛ َ ائل يف ِ
ماء الس ِ ِ « ّملا
َ األمر عىل ّ عرف ﷺ اش�تبا َه
َ
ببيان حك ِم ِ ِ
سؤاله ِ ِ حكم ِ
امليتة»).(1 اجلواب ع ْن
َ بالبحر ،فع ّق َ راكب
ُ ميتته ،وقدْ يبتىل هبا ُ
بأكثر ممّا ُ
يسأل عن ُه تتمي ًا ِ
اجلواب َ أن جيا َء يف ِ
حماسن الفتوى ْ َ
«وذلك م ْن
ِ
احلاجة إىل احلك ِم كا ِ ٍ آخر ِ ِ
ظه�ور مس�ئول عن ُه ،ويتأ ّكدُ َ
ذلك عندَ غري للفائ�دة ،وإف�اد ًة لعل ٍم َ
بحل ميتته مع تق�دّ ِم حتري ِم ِ
امليتة ع�ن العل ِم ُّ فهو ِ ِ �ف يف طهوري ِة ِ ألن م� ْن تو ّق َ
هن�ا؛ َّ
ُ َ البحر َ ماء ّ
أشدُّ تو ّقف ًا»).(2
ّبي ﷺ َ
قال: ٍ
مسعود ِ I ع ْن عبد اهلل ِ
عن الن ِّ بن
.
يكون ثوب ُه حسن ًا ،ونعل ُه حسن ًة.
َ حيب ْ
أن الر َ
جل ُّ إن ّ قال ٌ
رجلَّ : َ
).(3 َ
قال:
وجت�ر ًا ،وغم�ط الن�اس :ازدراؤهم
ّ :أي :دفع�ه وإن�كاره تر ّفع� ًا وقول�ه:
واحتقارهم).(4
فقد كان يكفي السائل هنا قوله ﷺ( :ال) ،لكنه أوضح له أن حبه اللباس احلسن والنعل
احلسن أمر مطلوب وحمبوب رشع ًا ،فهذه الفائدة األوىل.
وهذه الفائدة الثانية. وبني له حقيقة الكر فقال:
وهاتان الفائدتان زيادة عا سأل عنه السائل.
).(1 َ
قال:
ّبي ﷺ.
فقالت :ال أرىض حتّى تشهدَ الن َّ
ْ
ّبي ﷺ.
يب الن َّ َ
فأخذ بيدي وأنا غال ٌم ،فأتى َ
ِ
املوهبة هلذا. بنت رواح َة سألتني َ
بعض َ
فقالَّ :
إن أ ّم ُه َ
. َ
قال:
نعم. َ
قالْ :
. ُ
رسول اهلل ﷺ: َ
فقال
َ
قال :ال.
).(2 َ
قال:
ويف رواي�ة:
).(3
. َ
قال:
قالوا :ال.
).(2 َ
قال:
خيطب ُ
يقول: ُ ّبي ﷺ
س�معت الن َّ
ُ عن اب َن ع ّب ٍ
اس Lقال:
.
ِ
غزوة كذا اكتتب�ت يف حاج� ًةّ ،
وإين َ
رس�ول اهلل َّ رج�ل َ
ٌ
ُ خرجت ّ
ْ إن ام�رأيت فقال :يا فق�ا َم
وكذا؟
).(4 َ
قال:
فأم�ره للرج�ل باللحاق بزوجته ع�ىل الفور هو ج�واب عن س�ؤاله ،والتقدير :ال جيوز
المرأتك أن تسافر بال حمرم.
ويف ه�ذا احلدي�ث :أن النبي ﷺ س�ئل عا يلبس املحرم فأجاب ع�ا ال يلبس؛ فإن ما ال
يلبس حمصور ،وما يلبسه غري حمصور.
َ
«ق�ال العل�اء :ه�ذا اجلواب م� ْن بديع ال�كالم وجزلهَّ ،
ألن م�ا ال يلبس
أي فحص�ل التّرصيح ِبه ،وأ ّما امللبوس اجلائز فغري منح�رصَ ،
فقال :ال يلبس كذاْ ، َ منح�رص
ويلبس ما سوا ُه»).(2
جل ُ
يقاتل الر ُ َ
رس�ول اهلل! ّ ّب�ي ﷺَ ،
فقال :يا ال أتى الن َّ األش�عري َّ
أن رج ً ّ ع�ن أيب موس�ى
ِ
سبيل اهلل؟ جل ُ
يقاتل لريى مكان ُه ،فم ْن يف والر ُ
ليذكرّ ،
َ جل ُ
يقاتل والر ُ
للمغن ِمّ ،
).(3 ُ
رسول اهلل ﷺ: َ
فقال
الزيادة
مع ّ ِ
السؤال َ
أجاب بلفظ جامع ملعنى ّ
َ «هو م ْن جوامع كلمه ﷺ؛ أل ّن ُه
َ
ِ
عليه»).(4
ذك�ر غاي ُة البالغة واإلجي�از ،أل ّن ُه ْلو أجاب� ُه َّ
بأن مجيع ما وق�ال أيض� ًا« :ويف إجابته له با َ
َ
كذلك، ولي�س
َ ذلك ك ّله يف س�بيل اهلل،
أن يكون م�ا عدا َ َ
احتم�ل ْ لي�س يف س�بيل اهلل
ذك�ر ُه َ
فتضم َن اجلواب
ّ عن اجلواب ع ْن ماه ّية القتال إىل حال املقاتلعدل ِبه ِ
فعدل إىل لفظ جامع َ
َ
وزيادة«).(1
الس�ائل َّ
ألن الغض�ب واحلم ّية قدْ ّب�ي ﷺ ع ْن لفظ جواب ّ بل َ
عدل الن ّ
فعدل ع ْن َ
ذلك إىل لفظ جامع فأفا َد دفع اإللباس وزيادة اإلفهام»).(2 ِ
يكونان هللَِ ،
فقلت :يا
ُ ِ
اليم�ن، ّبي ﷺ أن�ا ومعا َذ ب َن ٍ
جبل إىل وع� ْن أيب موس�ى َ I
ق�ال :بعثني الن ُّ
البتع م َن ورشاب ُ
يقال ل� ُه ُ ٌ الش ِ
�عري، املزر م َن ّ يصن�ع بأرضنا ُ
يقال ل� ُه ُ ُ إن رشاب� ًا َ
رس�ول اهللَِّ ،
ِ
العسل.
).(3 َ
فقال:
َ
فكان يعجبنا رس�ول اهلل ﷺ عن ٍ
يشء)،(4 َ َ
نس�أل أن مالك َ I
قال :هنينا ْ بن ٍ أنس ِ ع ْن ِ
ْ
ُ ِ )(5 جل م ْن ِ الر ُ ْ
نسمع.
ُ العاقل ،فيسأل ُه ونح ُن أهل البادية أن جيي َء ّ
ِ
البادية) (6عىل ٍ رجل م ْن ِ
أهل دخل ٌ ِ
املسجد َ ّبي ﷺ يف
مجل فأناخ ُه مع الن ِّ
جلوس ٌَ بينا نح ُن
حممدٌ ؟ ثم َ ِ
كم ّ هلم أ ّي ْ
قالْ : ثم عقل ُهَّ ،
يف املسجد َّ
ظهرانيهم.
ْ بني
ّكئ َ
ّبي ﷺ مت ٌ
والن ُّ
ّكئ.
األبيض املت ُ
ُ الر ُ
جل فقلنا :هذا ّ
لب جل :يا ابن ِ
عبد امل ّط ِ الر ُ َ
َ فقال ل ُه ّ
. َ
قال:
رسولك َّ
أن علينا زكا ًة يف أموالنا. َ وزعم
َ َ
قال:
. َ
قال:
َ
أمرك هبذا؟ َ
أرسلك آهللُ قال :فبا ّلذي
َ
. َ
قال:
َ
رمضان يف سنتنا. أن علينا صو َم ِ
شهر رسولك َّ
َ وزعم
َ َ
قال:
. َ
قال:
َ
أمرك هبذا؟ َ
أرسلك آهللُ قال :فبا ّلذي
َ
. َ
قال:
البيت من استطاع ِ
إليه سبيالً. ِ حج رسولك َّ
َ َ
َ ْ أن علينا َّ وزعم
َ قال:
. َ
قال:
أنقص منه َّن.
باحلق ال أزيدُ عليه َّن ،وال ُ وقال :وا ّلذي َ
بعثك ِّ وىل َ
ثم ّ
َّ
).(1 ّبي ﷺ» : َ
فقال الن ُّ
سأل ّأوالً ِ
ومالحة سياقته وتربيته؛ فإ ّن ُه َ الرجل«وهذا م ْن حسن سؤال هذا ّ
للصانعِ.أن يصدق ُه يف كونه رسوالً ّ عليه ِبه ْ
عن صانع املخلوقات من هو ثم أقسم ِ
َ ْ َ َّ ْ
ترتيب يفتقر إىل ٍ
عقل ِ
مرس�له ،وهذا بحق وقف عىل رس�الته وعلمها أقس�م ِ
عليه ِّ ثم ّملا َ
ٌ َ َّ
ِ ِ
األمر ،ال الفتقاره إليها. ِ
وتقرير ِ
جرت للتّأكيد َ
األيان ِ ثم َّ
إن هذه ٍ
ْ رصنيَّ ،
أن هذا الرجل مل ِ
يأت ّإال بعد إسالمه ،وإنّا جا َء مستثبت ًا َ
وقال القايض عياض :وال ّظاهر َّ
ْ ّ
أعلم»).(2 ومشافه ًا للن ِّ
ّبي ﷺ .واهلل ُ
يبَ ،
فقال متى ث القو َم جاء ُه أعرا ٌّ ٍ
جملس حيدّ ُ ّبي ﷺ يف ع� ْن أيب هرير َة َ I
قال :بينا الن ُّ
الساع ُة؟
ّ
ث. ُ
رسول اهلل ﷺ حيدّ ُ فمىض
قال فكر َه ما َ
قال. سمع ما َ
َ بعض القو ِم: َ
فقال ُ
يسمع).(1
ْ بعضهمْ :بل مل ْ
ْ َ
وقال
. حتّى إذا قىض حديث ُه َ
قال:
َ
رسول اهلل. َ
قال :ها أنا يا
. َ
قال:
كيف إضاعتها؟ َ
قالَ :
).(2 َ
قال:
وقد بوب البخاري يف صحيحه ) (142/1عىل احلديث بقوله( :باب م ْن َ
س�ئل عل ًا َ
وهو
السائل). َ ِ ٌ
أجاب ّ
َ ثم
احلديثَّ ، فأتم
مشتغل يف حديثه َّ
�ائل ،بلالس ِ أدب العاملِ واملتع ّل� ِم ،أما العامل فل�ا تضمنه من ِ
ترك ِ التّنبي� ُه ع�ىل ِ
زجر ّ ّ ُ ْ ُ ّ
فرف�ق ِبه؛ أل ّن ُه م َن
َ ِ
جوابه، رجع إىل
ثم َ
أدب�ه باإلعراض عنه أوال حتّى اس�توىف م�ا َ ِ
كان فيهَّ ، ُ ّ ّ
ِ
األعراب ،وهم جفاة.
اجلواب. الس ُ
ؤال متع ّين ًا وال ولو مل ِ الس ِ ِ
ُ يكن ّ ائلْ ْ ، العناية بجواب سؤال ّ
ِ ٌ أن ال َ الس ِ تضمن ُه م ْن ِ
حق بغريه؛ َّ
ألن َّ مشتغل وهو
يسأل العامل َ َ ائل ْ أدب ّ وأ ّما املتع ّل ُم :فلا ّ
األو ِل مقدّ ٌم.
ّ
ِ
واحلكومات ونحوها. َ
وكذلك الفتاوى الس ِبق ِ ُ
روس عىل ّ أخذ الدّ
ِ ِ
«كيف إضاعتها؟».َ لقوله: ّضح؛
جييب به حتّى يت َ مراجع ُة العاملِ إذا مل ْ ْ
يفهم ما ُ
رس�ول اهلل ٌ
رجل َ فقلت :يا
ُ خيطب،
ُ وهو
ّبي ﷺ َ
انتهي�ت إىل الن ِّ
ُ فع�ن أيب رفاع�ة أ ّن ُه َ
قال:
يسأل عن ِ
دينه ،ال يدري ما دين ُه؟. غريب جا َء ُ ْ ٌ
حس�بت
ُ بكرس
ٍّ يت َ
وترك خطبت ُه ،حتّ�ى انتهى إ َّيل ،فأ َ ُ
رس�ول اهلل ﷺ، عيل َ
فأقب�ل َّ َ
ق�ال:
قوائم ُه حديد ًا.
ِ
فأتم آخرها).(2 وجعل يع ّلمني ممّا ع ّلم ُه اهللَّ ،
ثم أتى خطبت ُهَّ ، َ ُ
رسول اهلل ﷺ، عليه فقعدَ
مهها ،ولع ّل ُه َ
كان ِ
أهم األمور فأ ّ
«وفيه املبادرة إىل جواب املس�تفتي ،وتقديم ّ
املهمة.
عن اإليان وقواعده ّ سأل ِ َ
وجب
َ أن م ْن جا َء يسأل ِ
عن اإليان ،وكيف ّية الدّ خول يف اإلسالم؛ ّفق العلاء عىل َّ
وقدْ ات َ
إجابته وتعليمه عىل الفور.
َ
الباقون كالمه ويروا شخصه الكريم. الكرس؛ ليسمع
ِّ وقعوده ﷺ عىل
ّبي ﷺ فيه�ا خطبة أمر غري اجلمع�ة ،وهلذا قطعها ِ
ه�ذه اخلطبة ا ّلت�ي َ وحيتم�ل َّ
كان الن ّ أن
كان�ت اجلمعة واس�تأنفها ،وحيتمل أنّ� ُه مل ْ حيصل فصل
ْ هب�ذا الفص�ل ال ّطوي�ل ،وحيتمل ّأهنا
طويل»).(3
ﷺ
الص ِ
بح. ِ ِ ِ فقد جا َء ٌ
رسول اهلل ﷺ ،فسأل ُه ع ْن وقت صالة ّ رجل إىل
ُ
رسول اهلل ﷺ. فسكت عن ُه
َ
صىل الصبح من ِ
الغد بعدَ ْ من ِكان ِ
حتّى إذا َ
أسفر.
أن َ ثم ّ ّ َ ْالفجرَّ ،
ُ طلع
حني َ
بح َ
الص َ الغد ّ
صىل ّ
وقت الص ِ
ائل عن ِ
الة؟ ّ الس ُ ْ ثم َ
قال :أي َن ّ َّ
َ
رسول اهللِ. ، َ
قال :هأنذا يا
).(1 َ
فقال:
ِ
بالفعل؛ ِ
الق�ول يف َ
ذلك حتّى ب ّين ُه َ
تعجيل ّبي ﷺ َ
ترك َ ُ
«حيتمل ْ
يكون الن ُّ أن
وأسهل ِ
عليه»).(2 ُ أقرب إىل املتع ّل ِم، ِ
البيان ،وأ ّن ُه ِ
املبالغة يف قصد ًا إىل
ُ
ﷺ
حتتلم املرأةُ؟
ُ َ
رسول اهلل َأو وقالت :يا
ْ فغ ّط ْت أ ُّم سلم َة وجهها،
) (1رواه النسائي [ ]544وأمحد [ ]11709عن أنس بن مالك ،Iوصححه األلباين يف اإلرواء [.[249
) (2املنتقى رشح املوطإ [.[6/1
وهي م ْن األلفاظ ا ّلتي تطلق عند الزّ جر وال يراد هبا ظاهرها.
رتابَ ، وصارت عىل ال ّ
ْ افتقرت
ْ أي:
)ْ (3
تستحق اإلنكار، فلم أحق ْ ) (4معناه ِ
ّ السؤال ع ْن دينهاْ ، فعلت ما جيب عليها م ْن ّ ْ أن يقال لك هذا ،فإهنّا أنت ّ ُ
أنت اإلنكار ،إلنكارك ما ال إنكار فيهِ.
واستحققت ِ
).(1 َ
قال:
«فاحلي�اء ال يمن�ع من طلب احلقائق ،واحلياء املانع من طلب العلم مذموم ،وأما إذا كان
احلياء عىل جهة التوقري واإلجالل فهو حسن؛ كا فعلت أم سلمة حني غطت وجهها»).(2
ِ
املنكر ،واحلك� ِم ِّ
باحلق، ّهي ِ
ع�ن ِ
باملع�روف والن ِ األمر ِ
باحلي�اء املان� ِع م� َن ِ رشع
«ومل ْ ي�ر ْد ٌ
والقيا ِم ِبه»).(3
كيف ِ
املحي�ض ،فأمرها َ ّبي ﷺ ع ْن غس�لها م َن ِ ع� ْن عائش� َة َّ J
أن ام�رأ ًة س�ألت الن َّ
. )(4 تغتسلَ ،
قال: ُ
أتطه ُر.
كيف ّقالتَ :
ْ
).(5 َ
قال:
كيف.
قالتَ :
ْ
رت.
،واست َ َ
قال:
أثر الدّ ِم).(6
فقلت :تت ّبعي هبا َ
ُ ّبي ﷺ،
وعرفت ما أرا َد الن ُّ
ُ فاجتبذهتا إ َّيل،
ّعجب ،ومعنا ُه هنا كيف خيف�ى هذا ال ّظاهر ا ّلذي ال حيتاج يف فهمه
ّس�بيح عند الت ّ
ُ الت
إىل فكر؟
ِ
بالعورات. استحباب الكنايات فيا يتع ّلق
[وإين َ
رسول اهلل ولدَ يل غال ٌم أسو ُد ّ ّبي ﷺ َ
فقال :يا ال أتى الن َّ ع ْن أيب هرير َة َّ I
أن رج ً
أنكرته].
. َ
فقال:
َ
قال :نعم.
. َ
قال:
محر. َ
قالٌ :
).(1 َ
قال:
نعم. َ
قالْ :
)(2 َ
قال:
قال :لع ّل ُه نزع ُه ٌ
عرق).(3 َ
).(4 َ
قال:
وقع ل ُه م َن ال مستفتي ًا ِ
عن احلكم ملا َ الرجل مل ْ ير ْد قذف ًاْ ،بل جا َء سائ ً
«هذا ّ
رضب ل ُه املثل أذع َن»).(5
َ فلا
الريبةّ ،
ّ
خالف
َ وإن الش ِبه ،فيلحق الولدُ ّ
الزوجْ ، يشعر ِبه خمالف َة ّ
ُ ِ
الفراش عىل ما تقديم حك ِم
ُ
لونه لونه ،حتّى ْلو َ
كان األب أبيض ،والولد أسودْ ،أو عكسه حلق ُه.
) (1األورق من اإلبل :الذي يف لونه بياض إىل سواد .والورقة :سواد يف غرة ،وقيل :سواد وبياض كدخان الرمث
[نوع من النبات] .لسان العرب [.[376/10
آخر؟ بسبب فحل م ْن غري لوهنا طر َأ عليها ْأو ٍ
ألمر َّ ِ هو
هل َ أي :م ْن أي َن أتاها ال ّلون ا ّلذي خالفها؟ ْ
)ْ (2
ِ ِ
هو بال ّلون املذكور فاجتذب ُه إليه فجا َء عىل لونه. ) (3أي :لعله ْ
أن يكون يف أصوهلا ما َ
) (4رواه البخاري [ ]5309ومسلم [.[1500
) (5فتح الباري [.[444/9
.
ش�ئتم( :ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ
ْ إن ُ
رس�ول اهلل ﷺ :اقرءوا ْ ثم َ
قال َّ
ﮆﮇﮈﮉﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒ
ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ) [حممد.(1)[24-22 :
ِ
وجهه؟. الكافر عىل حيرش ال َ بن ٍ
مالك َّ I
أن رج ً أنس ِ
عن ِ
ُ كيف ُنبي اهلل َ
قال :يا َّ
َ
ق�ال:
وعز ِة ر ّبنا).(2 َ
قال قتادةُ :بىل ّ
ِ
�جود هللِ يفالسعوقب عىل عد ِم ّ
َ «واحلكمة يف ح�رش الكافر عىل وجهه أ ّن ُه
يده ورجله مكان ِ
َ صار وجه ُه ُ ِ ِ
القيامة ،إظهار ًا الدّ نيا ْ
بحيث َ هلوانه يسحب عىل وجهه يف
َ بأن
ِ
املؤذيات» أ.ه�).(3 يف التّو ّقي ِ
عن
ماتت ،وعليها فقال�تَّ :
إن أ ّمي ْ ْ َ
رس�ول اهلل ﷺ أتت اس َّ ،L
أن امرأ ًة ْ وع�ن ِ
اب�ن ع ّب ٍ ِ
صو ُم ٍ
شهر.
. َ
فقال:
نعم.
قالتْ :
ْ
).(4 َ
قال:
ُ
أستأذن عىل أ ّمي. َ
رسول اهلل رجل َ
فقال :يا رسول اهلل ﷺ سأل ُه ٌ
َ بن ٍ
يسار َّ
أن ِ
عطاء ِ وع ْن
. َ
فقال:
ِ
البيت. الر ُ
جلّ :إين معها يف َ
قال ّ
. ُ
رسول اهلل ﷺ: َ
فقال
الر ُ
جلّ :إين خادمها. َ
فقال ّ
. ُ
رسول اهلل ﷺ: َ
فقال ل ُه
َ
قال :ال.
).(1 َ
قال:
) (1رواه مال�ك يف املوط�أ [ ]1796عن عطاء مرس�ال ،وقال ابن عبد الر :وهو مرس�ل صحي�ح جمتمع عىل صحة
معناه .التمهيد [.[229/16
) (2املنتقى رشح املوطإ [.[284/7
َ
فداءك. َ
قال :ال واهللِ ،جعلني اهلل
. َ
قال:
ّبي ﷺ ُ
يقول: بن ش�عب َة قال: ِ
املغرية ِ
س�معت الن َّ
ُ وعن
).(1
الس�ؤال ِ
عن النّ�وازل واألغلوطات «أكثر العلاء عىل َّ
أن املراد كثرة ّ
والتّوليدات»).(2
).(3 َ
رسول اهلل ﷺ قال: وع ْن أيب هرير َة َّ I
أن
ٍ بن عس ٍ
س�فر ،فبينا نح ُن عند ُه إ ْذ ّبي ﷺ يف املرادي Iقال :كنّا َ
مع الن ِّ ِّ �ال صفوان ِ ّ
َ عن
حممدُ . ٍ
جهوري :يا ّ
ٍّ بصوت ل ُه يب
نادا ُه أعرا ٌّ
. ِ
صوته: ُ
رسول اهلل ﷺ نحو ًا م ْن فأجاب ُه
هنيت ع ْن هذا. صوتك؛ فإن َّك عندَ الن ِّ
ّبي ﷺ ،وقدْ َ َ اغضض م ْن
ْ َ
وحيك فقلنا ل ُه:
أغضض.
ُ َ
فقال :واهلل ال
هبم.
يلحق ْ
ْ حيب القو َم ،و ّملا
يب :املر ُء ُّ َ
قال األعرا ُّ
).(4 ّبي ﷺ: َ
قال الن ُّ
وهو بم ّك َة ُ
يقول: ِ َ بن ِ ع ْن ِ
جابر ِ
D الفتح َ رس�ول اهلل ﷺ عا َم س�مع
َ عبد اهلل أ ّن ُه
.
الس�ف ُن ،ويدّ ه� ُن هبا اجللو ُد، ِ َ َ
أرأيت ش�حو َم امليت�ة؟ فإ ّن ُه يطىل هبا ّ
َ رس�ول اهللِ، فقي�ل :يا
ّاس.
ويستصبح هبا الن ُ
ُ
. َ
فقال:
ﷺ
األنصاري
ِّ ع�دي
ٍّ العجالين إىل عاص ِم ِ
بن َّ عن س�هل بن س�عد Iقال :جاء عويم�ر
كيف ُ
يفعل؟ ال أيقتل ُه ،فتقتلون ُه ،أ ْم َ ِ
امرأته رج ً مع أرأيت رج ً َ
ال وجدَ َ َ عاصم
ُ فقال ل ُه :يا
َ
رسول اهلل ﷺ. عاصم ع ْن َ
ذلك ُ ْ
سل يل يا
َ
املسائل وعاهبا. ُ
رسول اهلل ﷺ ذلك ،فكر َه َ
رسول اهلل ﷺ ع ْن َ عاصم
ٌ َ
فسأل
ِ
رسول اهلل ﷺ. سمع م ْن ر عىل عاص ٍم ما
َ حتّى ك َ
ُ
رسول اهلل ﷺ؟ عاصم :ماذا َ
قال َ
لك عويمر َ
فقال يا فلا رجع عاصم إىل ِ
أهله ،جاء ُه
ُ ٌ ٌ َ ّ
رسول اهلل ﷺ املسأل َة ا ّلتي سألت ُه عنها.
ُ عاصم :مل تأتني ٍ
بخري؛ قدْ كر َه َ
فقال
ٌ ْ
ذلك. َ
رسول اهلل ﷺ ع ْن َ عويمر :واهلل ال أنتهي حتّى َ
أسأل ٌ َ
فقال
أرأيت رج ً
ال َ َ
رسول اهللِ، فقال :يا وس�ط الن ِ
ّاسَ ، َ َ
رس�ول اهلل ﷺ عويمر حتّى جا َء
ٌ َ
فأقبل
كيف ُ
يفعل)(1؟ ال أيقتل ُه ،فتقتلون ُه ،أ ْم َ ِ
امرأته رج ً مع
وجدَ َ
.فأمرمه�ا ُ
رس�ول اهلل ﷺ: َ
فق�ال
باملالعنة با سمى اهلل يف ِ
كتابه فالعنها [يف املسجد[. ِ ُ
رسول اهلل ﷺ
ّ
إن حبس�تها فقدْ ظلمتها [ويف رواية :كذبت عليها] فط ّلقها [ثالث ًا َ
رس�ول اهلل ْ ثم َ
قال :يا َّ
ُ
رسول اهلل ﷺ[. َ
قبل ْ
أن يأمر ُه
َ
وكان ابنها وكانت حامالً،ْ ِ
املتالعنني يفر َق َ
بني أن ّ السنّ ُة بعدمها ْ
فكانت ّ ْ ٍ
شهاب: َ
قال اب ُن
فرض اهلل ل ُه. ُ
ويرث منها ما َ السنّ ُة يف مرياثها ّأهنا ترث ُه ِ
جرت ّ
ْ ثم
يدعى أل ّمهَّ ،
س�كت
َ وإن ف�إن تك ّل َم ِبه تك ّل َم ٍ
بأمر عظيمْ ، رجالْ ،
مع امرأته ً ) (1ويف رواي�ة ملس�لم أن�ه َ
قال :أرأي�ت ْ
إن وجدَ رجل َ
سكت عىل مثل َ
ذلك. َ
سكت عىل غيظ».
َ سكت
َ قتل قتلتمو ُهْ ،
وإن «إن تك ّل َم جلدتو ُهْ ،أو َ
ويف رواية ملسلم أيض ًاْ :
ِ
«إن ا ّلذي سألتك عن ُه قدْ ابتليت به».
قالَّ : ويف رواية ملسلم أيض ًاَ :
َ
ف�كان بعدُ ٍ
عويمر، ِ
تصديق ُ
رس�ول اهلل ﷺ م� ْن نعت ِبه ب�ه عىل الن ِ
ّع�ت ا ّلذي َ فج�اءت ِ ْ
ينسب إىل أ ّم ِه).(6
ُ
«قوله« :فكر َه رس�ول اهلل ﷺ املس�ائل وعاهبا» املراد كراهة املسائل ا ّلتي ال
فيه هتك س�رت مس�لم ْأو مسلمة ْأو إش�اعة فاحشة ْأو شناعة عىل كان ِ
حيتاج إليها ال س� ّيا ما َ
مسلم ْأو مسلمة.
ٍ
مسألة. يب ب َن ٍ
كعب ع ْن ٍ
مروق َ
سألت أ َّ
ُ قال: فع ْن
أكانت؟
ْ َ
فقال يل:
قلت :ال.
ُ
َ
تكون).(2 مجني) (1حتّى َ
قال :فأ ّ
ثابت ،عن ٍ
يشء َ
فقالَ :
أكان هذا؟ سئل زيدُ بن ٍ
قالَ : بن ٍ
ثابتَ ، بن ِ
زيد ِ وع ْن خارج َة ِ
ْ ُ
َ
يكون).(3 فقيل :الَ .
فقال :دع ُه حتّى َ
إنا كره السؤال عا مل يقع ألنه من التكلف ،وهو ﷺ مل يكن من املتكلفني كا قال تعاىل:
(ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ) [ص.[86 :
وكنت عن ِ
اخلري، رس�ول اهلل ﷺ ِ
َ َ
يس�ألون ّاس ِ
اليان قالَ : عن حذيف َة ِ
ُ كان الن ُ بن
أن يدركني.الرش خماف َة ْ أسأل ُه ِ
عن ّ ِّ
فهل بعدَ هذا ِ
اخلري رس�ول اهلل إنّا كنّا يف جاهل ّي ٍة ورش ،فجاءنا اهلل هب�ذا ِ
اخلريْ ، َ فقل�ت :يا
ُ
ٍّ
. رش؟ َ
قال: ٌّ
الرش م ْن ٍ
خري؟ فقلتْ :
هل بعدَ َ
ذلك ّ ِّ ُ
. َ
قال:
. َ
قال:
صفهم لنا.
ْ َ
رسول اهلل فقلت :يا
ُ
. َ
قال:
ذلك؟ َ
رسول اهللِ ،فا ترى ْ
إن أدركني َ قلت :يا
ُ
. َ
قال:
وليست معنا
ْ العدو غد ًا،
ِّ َ
رسول اهللِ ،إنّا القو قلت :يا ٍ
خديج Iقالُ : وع ْن راف ِع ِ
بن
مدً ى.
َ
ق�ال ﷺ:
).(2
ُ
رس�ول اهللِ: قالَ :
قال يل ذر الغفاري َ I
ع� ْن أيب ٍّ
.
).(3 َ
قال:
خرجت
ْ يؤخروهنا؛ فيجعلوهنا كاملي ِ
�ت ا ّلذي ّ : «معن�ى
ّ
روحه.
فإن املنقول ِ
عن أي :ع ْن وقتها املختار ،ال ع ْن مجي�ع وقتهاَّ ،
وامل�راد بتأخريه�ا ع ْن وقتها ْ
واملتأخرين إنّا هو تأخريها ع�ن وقتها املختار ،فوجب محل ِ
هذه األخبار َ ْ َ ّ َ مني
األم�راء املتقدّ َ
هو الواقع»).(1
عىل ما َ
ﷺ
ِ
ماشيني. رسول اهلل ﷺ وأبو ٍ
بكر يعوداين ُ مرضت ،فأتاين
ُ قال: عن جابر بن ِ
عبد اهلل َ L َ َ
ِ
وضوئه. عيل م ْن
صب َّ فتوض َأ َّ
ثم َّ عيلّ ،
فأغمي َّ
َ
أخوات.
ٌ كيف أقيض يف مايل؟ ويل َ
رسول اهلل َ قلت :يا
فأفقتُ ،
ُ
خرج وتركني.
ثم َعيل شيئ ًاَّ ،
فلم ير َّد َّ
ْ
ِ
امل�رياث( :ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ نزلت آي ُة
حتّ�ى ْ
ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ
ﭲ ﭳﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃﮄ ﮅ
ﮆ ﮇ ﮈ) [النساء.(2)[176 :
ِ
مجهور ال ّلغو ّي َ وهو ُ ِ
ني. قول الكالل ُة :امل ّي ُت ا ّلذي ال ولدَ ل ُه وال والدَ يرثانهَ ،
وقيل :ا ّلذي ال ولدَ ل ُه ْ
فقط.
أب وال أ ٌّم).(3
وقيل :م ْن ال يرث ُه ٌ
ينزل ِ
عليه يس�أل ممّ�ا مل ْ ْ
ُ ب�وب البخاري Vهلذا احلديث :باب :ما َ
كان النبي ﷺ وق�د ّ
ينزل ِ
عليه الوحي. جيب حتّى َفيقول «الَ أدرى» ْأو مل ْ ْ
ُ الوحى
ُ
ﷺ
ِ
باجلعرانة، وهو ِ
رسول اهلل ﷺ فأتا ُه ٌ عن صفوان بن يعىل عن ِ
أبيه َ I
رجل َ مع
قال :كنّا َ ْ
ِ ِ ِ
اخللوق).(1 وعليه ج ّب ٌة ،وعليه ُ
أثر
َ
أمس�ك ع ْن أن القايض واملفتي إذا مل ْ يعلم حكم املس�ألة ِ
للقاعدة املش�هورةَّ : دلي�ل
جواهبا حتّى يعلم ُه ْأو يظنّ ُه برشطه.
حتري�م ال ّط ِ
ي�ب ع�ىل املح�رم ابتدا ًء ودوام� ًا؛ ألنّ� ُه إذا ح�ر َم دوام ًا فاالبت�داء أوىل ُ
بالتّحري ِم.
وجبت ِ
عليه املبادرة إىل إزالته. علم أن م ْن أصاب ُه طيب ناسي ًا ْأو جاه ً
َّ
ْ ثم َال َّ
ال ال ك ّفارة ِ
عليه. أن م ْن أصاب ُه يف إحرامه طيب ناسي ًا ْأو جاه ً َّ
ٍ
بوحي ال يتىل).(1 هو
ليست يف القرآن ما َ
ْ أن م َن األحكام ا ّلتي
َّ
ج�اف ج�ري ٌءَ ،
فقال: ٍ يب ِ
الع�اص قال :ج�ا َء ٌ ب�ن عمرو ِ وع�ن ِ
عب�د اهلل ِ
رجل أع�را ٌّ ب�ن
خاص ًة ،أ ْم إذا َّ ٍ ٍ َ
مت أرض معلومةْ ،أو لقو ٍم ّ كنت أ ْم إىل رسول اهلل أي َن اهلجر ُة َ
إليك :حيثا َ يا
انقطعت؟
ْ
. ثم َ
قال: ُ
رسول اهلل ﷺ ساع ًةَّ ، فسكت
َ
َ
رسول اهلل. َ
قال :ها أنا ذا يا
).(2 َ
قال:
أتنس�ج نس�ج ًا ،أ ْم تش� ّق ُق م ْن
ُ أهل اجلن ِّة:
ثياب ِ
أرأيت َ
َ َ
رس�ول اهللِ، رجل َ
فقال :يا ثم قا َم ٌ
َّ
ثمر اجلنّة؟ِ
ِ
الساع ُة؟
كا سئل ﷺ :متى ّ
.احلديث .وقد سبق. فأجاب:
ﷺ
جئت
خرج�ت حتّى ُ
ُ ثم
فاس�تعرت منها ثياهباَّ ،
ُ ِ
بع�ض جارايت، خرجت إىل
ُ ث�م
قال�تَّ :
ْ
فجعلت أشكو ِ
إليه ﷺ ما ألقى ُ لقيت من ُه،
فذكرت ل ُه ما ُ
ُ بني ِ
يديه، فجلست َ
ُ َ
رسول اهلل ﷺ،
ِ
خلقه. من ِ
سوء ْ
. رسول اهلل ﷺ ُ
يقول: ُ َ
فجعل قالت:
ْ
ثم كان ّ
يتغش�ا ُهَّ ، ُ
رس�ول اهلل ﷺ ما َ فتغش�ى ُ
القرآنّ ، برحت حتّى َ
نزل َّيف ُ قالت :فواهلل ما
ْ
عيل( :ﭑ ﭒ ثم ق�ر َأ َّ
َّ ، رس َي عن� ُهَ ،
فق�ال يل: ّ
ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ) إىل قول�هِ:
. ُ
رسول اهلل ﷺ: َ
فقال يل
يعتق. َ
رسول اهلل ما عند ُه ما ُ فقلت :واهلل يا
ُ قالت:
ْ
. َ
قال:
. َ
قال:
رسول اهلل ما َ
ذاك عند ُه. َ قلت واهلل يا
قالتُ :
ْ
. ُ
رسول اهلل ﷺ: قالتَ :
فقال ْ
آخر. ٍ َ
رسول اهلل سأعين ُه بعرق َ فقلت :وأنا يا
ُ قالت:
ْ
. َ
قال:
ففعلت).(1
ُ قالت:
ْ
جاءت (املجادل ُة)
ْ األصوات ،لقدْ
َ هلل ا ّلذي َ
وسع سمع ُه وعن عائش ُة ْ J
قالت :احلمدُ ِ
ِ
البيت).(2 ِ
ناحية عيل كالمها ،وأنا يف َ ِ خول ُة إىل
فكان خيفى َّ رسول اهلل ﷺ تشكو زوجها،
ﷺ
كثري الس�حيمي عن ِ
قلت :د ّلني عىل ٍ
عمل إذا َ
عمل العبدُ ذر ُس�ألت أبا ٍّ
ُ أبيه َ
قال: ُّ ْ عن أيب ٍ ّ
ِبه َ
دخل اجلنّ َة.
. رسول اهلل ﷺَ ،
فقال: َ سألت ع ْن َ
ذلك ُ َ
قال:
ِ
اإليان عمالً. مع َ
رسول اهلل َّ
إن َ فقلت :يا
ُ
. )(3 َ
قال:
كان معدم ًا ال يش َء ل ُه؟
وإن َ
قلتْ :
ُ
. َ
قال:
كان عي ّي ًا ال يبلغ عن ُه لسان ُه؟
فإن َ
قلتْ :
ُ
. َ
قال:
ب؟.
الض ِّ
أكل ّ وهو عىل ِ
املنر ع ْن ِ َ
رسول اهلل ﷺ َ سأل ٌ
رجل قالَ :
عمر َ L ع ْن ِ
ابن َ
).(3 َ
فقال:
ِ َ ٌ
ح�الل؛ َّ إباح� ُة ِ
األش�ياء األصل يف ألن فهو
حيرم ُه َ
�ب؛ ألنّ� ُه إذا مل ْ ّ أكل حل� ِم ّ
الض ِّ
ٍ
لعيافة ْأو غريها).(4 ُ
يكون َ
ذلك ِ
حتريمه؛ فقدْ يدل عىل اإلباح ُة ،وعدم ِ
أكله ال ُّ ُ
حيرمه رشع ًا.
فهو ﷺ ال يشتهيه طبع ًا ،ولكنه ال ّ
بن ٍ إهاب ِ
ِ تزو َج ابن ًة أليب ِ ع� ْن عقب� َة ِ
فقالتّ :إين
ْ عزيز ،فأتت ُه امرأةٌ، بن احلارث Iأ ّن ُه ّ
أرضعت عقب َة وا ّلتي ّ
تزو َج. ُ قدْ
) (1رواه اب�ن حب�ان [ ،]374وق�ال األلباين« :صحي�ح لغريه» .التعليقات احلس�ان [ ،]394/1وه�و يف البخاري
] ،]2518ومسلم [ ]84خمترص ًا.
) (2فتح الباري [.[149/5
) (3رواه البخاري [ ،]5536ومسلم [.[1943
) (4طرح التثريب [.[3/6
ِ
باالحتياط).(4 ٌ
حممول عندَ األكثرين عىل األخذ وهذا
بالتح�رز عن ّ
الش�بهة ،وأمره ّ «ق�ال مجهور العل�اء :إن النب�ي ﷺ أفتاه
الريبة خوف ًا من اإلقدام عىل فرج قام فيه ٌ
دليل عىل أن املرأة أرضعتها ،لكنه مل يكن بمجانبة ّ
قاطع ًا وال قو ّي ًا»).(5
َ
رسول اهلل ﷺ، اجلعفي
ُّ قالَ :
سأل سلم ُة ب ُن يزيدَ احلرضمي َ
ِّ وائل ِ
ابن ع ْن ٍ
أي قبل َ
ذلك ،كأ ّن ُه ا ّهتمها. )ْ (1
) (2أي كيف تبارشها وتفيض إليها وقد قيل إنك أخوها من الرضاع فإنه بعيد من املروءة والورع؟ فيض القدير
].[59/5
) (3رواه البخاري [.[88
) (4مرقاة املفاتيح [.[108/10
) (5عمدة القاري [.[102/2
فأعرض عن ُه.
َ
فأعرض عن ُه.
َ ثم سأل ُه،
َّ
ثم سأله يف ال ّث ِ
الثة. ُ َّ
).(1 ُ
رسول اهلل ﷺ: َ
فقال
الرع ّي ِة. ِ ِ أي :ما ك ّلفوا م َن
حق ّوإعطاء ِّ العدل، ْ
والص ِر عىل البل ّي ِة).(2 ِ
أي :م َن ال ّطاعة ّ
ْ
النب�ي ﷺ عنه ،كأنه ﷺ كره هذه املس�ائل ،وكره أن يفتح ه�ذا الباب ،ولكن
ُّ «أع�رض
محلوا ،وعلينا
أعاد الس�ائل عليه ذلك ،فأم�ر النبي ﷺ أن نؤ ّد َي هلم حقه�م ،وأن عليهم ما ّ
محلنا.
ما ّ
محلوا أن حيكموا فينا بالع�دل ،وأال يظلموا أحد ًا،
الس�مع والطاع َة ،وه�م ّ
َ محلنا
فنح ُن ّ
وأن يقيم�وا ح�دود اهلل ع�ىل عب�اد اهلل ،وأن يقيم�وا رشيع�ة اهلل يف أرض اهلل ،وأن جياهدوا
أعداء اهلل.
جيب عليهم ،فإن قام�وا به فهذا هو املطلوب ،وإن مل يقوموا به ،فإننا ال نقول
ه�ذا الذي ُ
احلق الذي علينا ،فنسمع
جيب أن نؤ ّدي َّ
هلم :أنتم مل تؤ ّدوا الذي عليكم فال نؤ ّدي الذي لكمُ ،
ِ
واألعياد ،وغري ذلك»).(3 ّ
ونصيل وراءهم يف اجلمع ونطيع ،ونخرج معهم يف اجلهاد،
ﷺ
ليسارع املؤم ُن إىل اتّباعها بال ٍ
حرج. َ بيان ِ
علل األحكام ومداركها؛ كان من ِ
هدي القرآن ُ
وه�ذا م�ن أحس�ن الط�رق يف الفت�وى ،حيث هييئ نف�س الس�ائل للحكم حت�ى يتقبله
بالتسليم؛ عمال بقوله تعاىل( :ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ
ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ) [النساء.[65 :
ّمر ِ
اش�رتاء الت ِ ُ
يس�أل ع ْن َ
رس�ول اهلل ﷺ س�معت اص َ I
قال: ٍ
س�عد بن أيب و ّق ٍ عن
ُ
بالر ِ
طب. ّ
. َ
فقال مل ْن حول ُه:
نعم.
قالواْ :
ذلك).(1 ُ
رسول اهلل ﷺ ع ْن َ فنها ُه
ِ
بنفس�ه؛ رآها مش�تمل ًة عىل ّبي ﷺ ا ّلذي قول ُه ّ
حج ٌة «م ْن تأ ّم َل فتاوى الن ِّ
ووجه مرشوع ّي ِته.
ِ ِ
ونظريه، ِ
حكمة احلك ِم الت ِ
ّنبيه عىل
) (1رواه أبو داود [ ،]3359والرتمذي [ ،]1225والنسائي [ ،]4545وابن ماجة [ ،]2264وصححه األلباين يف
اإلرواء [.[1352
) (2إعالم املوقعني [.[123/4
) (3عون املعبود [.[151/9
فقلت:
ُ ّب�ي ﷺ،
فأتيت الن َّ
ُ صائ�م،
ٌ هشش�ت يوم� ًا ،فق ّب ُ
لت وأنا ُ عم�ر َ I
قال: َ وع� ْن
صائم؟
ٌ صنعت اليو َم أمر ًا عظي ًا ،فق ّب ُ
لت وأنا ُ
. ُ
رسول اهلل ﷺ: َ
فقال
َ
بذلك. بأس
قلت :ال َ
ُ
).(2 ُ
رسول اهلل ﷺ: َ
فقال
َ
ق�ال ﷺ:
).(1
بكون أحدمه�ا عظ ًا ،وهذا تنبيه عىل ع�د ِم الت ِ
ّذكية ِ «فنب�ه ع�ىل ع ّل ِة املن ِع م�ن الت ِ
ّذكية هبا
ٌ َ ّ َ
ِ ِ
بالعظا ِم؛ إ ّما لنجاسة بعضها؛ وإ ّما لتنجيسه عىل مؤمني اجل ِّن.
ار»).(2 احلبشة ،ففي الت ِ
ّذكية هبا تش ّب ٌه بالك ّف ِ ِ ِ
اآلخر مدى ِ
ولكون
ِ
اخل�ذف)َ ،(3
وقال: ّبي ﷺ ِ
عن امل�زين َ I بن مغ ّف ٍل وع�ن ِ
عب�د اهلل ِ
قال :هنى الن ُّ ِّ ْ
).(4
الش�ارعِ؛ فال ُ
يقابل مأذون ِ
فيه م َن ّ ٍ كان س�قوطها ٍ
بفعل ِ
إس�قاط ثنايا ُه؛ َ فإذا أ ّدى َ
ذلك إىل
بالدّ ِية»).(1
ﷺ
ص ل ُه. للصائ ِم)ّ ،(2 ِ ّبي ﷺ ِ ال َ ع ْن أيب هرير َة َّ I
أن رج ً
فرخ َ عن املبارشة ّ سأل الن َّ
آخر فسأل ُه ،فنها ُه.
وأتا ُه ُ
شيخ ،وا ّلذي هنا ُه ٌّ
شاب).(3 ص ل ُه ٌ فإذا ا ّلذي ّ
رخ َ
ففرق بينها يف احلكم.
الشاب والشيخّ ،
ِّ النبي ﷺ الفرق بني
ويف هذا مراعاة ِّ
تتحر ُك ِ
للش�باب ونحوهم ،ممن ّ «فاس�تنبط العلا ُء من ذلك :أن القبل َة واملبارشة تكرهان
َ
ش�هوته عن�د ذلك ،وخيش�ى عليه مواقع� ُة احلرا ِم ،أ ّما من ال خيش�ى منه ذلك ف�ال كراهة يف
ح ّقه»).(4
ِ
بالقبلة»).(5 املني الصو َم ّإال ْ
أن َ «وال خالف ّأهنا ال ُ
ينزل َّ تبطل ّ
فقال :مل ْن َ
قتل مؤمن ًا توب ٌة؟ اسَ ، رجل إىل ِ
ابن ع ّب ٍ قال :جا َء ٌ
بن عبيدةََ ، فعن ِ
سعد ِ ْ
قال« :ال ّإال الن ُّار».
َ
أن مل ْن َ
قت�ل مؤمن ًا توب ٌة كنت تفتين�ا َّ
كنت تفتين�اَ ، ذه�ب َ
قال ل ُه جلس�اؤ ُه :م�ا هكذا َ َ فل�ا
ّ
ِ مقبول ٌة ،فا ُ
بال اليوم؟
أن َ
يقتل مؤمن ًا». ال مغضب ًا يريدُ ْ
«إين أحسب ُه رج ً َ
قالّ :
َ
كذلك).(1 قال :فبعثوا يف ِ
أثره ،فوجدو ُه َ
ﷺ
ِ
اليمن. ُ
رسول اهلل ﷺ إىل عن أيب موسى َ
قال :بعثني
أدع.
أرشب وما ُ
ُ إن هبا أرشب ًة ،فا َ
رسول اهللَِّ ، فقلت :يا
ُ
. َ
قال:
واملزر.
ُ البتع،
قلتُ :ُ
. َ
قال:
الذ ِ
رة. فنبيذ ّ
املزر ُ ِ البتع ُ
العسل ،وأ ّما ُ فنبيذ قلت :أ ّما ُ
ُ
. َ
فقال:
نعم. َ
قالْ :
).(2 ُ
رسول اهلل ﷺ: َ
فقال
كيف َ
رس�ول اهللَِ ، قال :كنّ�ا نرقي يف اجلاهل ّي ِة ،فقلنا :يا
األش�جعي َ
ِّ
بن ٍ
مالك ِ
عوف ِ ع� ْن
ترى يف َ
ذلك؟
).(3 َ
فقال:
الرق�ى ،فجا َء ُآل عمرو ِ
بن رس�ول اهلل ﷺ ِ
ُ عبد اهلل َ L بن ِ ِ
جاب�ر ِ
عن ّ قال :هنى وع� ْن
ِ
العقرب، كانت عندنا رقي ٌة نرقي هبا م َن َ
رس�ول اهللِ ،إ ّن ُه ْ ِ
رس�ول اهلل ﷺ ،فقالوا :يا حز ٍم إىل
الرقى.
عن ّهنيت ِ
وإن َّك َ
سبق.
الرقى املجهولة كا َ
عن ّأن النّهي ِ
َّ
َ
يكون ٍ
رشوطْ :
أن ِ
ثالثة الرقى عندَ اجتا ِع ِ
جواز ّ أمجع العلا ُء عىل
«وقدْ َ
يعرف معناه م�ن ِ ِ ِ ِ
غريهْ ،
وأن ُ ْ ُ ب�كال ِم اهلل تعاىل ْأو بأس�ائه وصفاته ،وبال ّلس�ان الع�ر ِّ
يبْ ،أو با
ِ
بذات اهلل تعاىل»).(3 الرقي َة ال تؤ ّث ُر بذاهتاْ ،بل يعتقدَ َّ
أن ّ
ﷺ
وهو ُ
يسأل. ِ بن ٍ
عمرو َ L عن ِ
عبد اهلل ِ
ّبي ﷺ عندَ اجلمرة َ
رأيت الن َّ
قالُ : ْ
أرمي.
أن َ نحرت َ
قبل ْ ُ َ
رسول اهلل فقال ٌ
رجل :يا َ
. َ
قال:
أنحر.
أن َ حلقت َ
قبل ْ ُ َ
رسول اهلل آخر :يا َ
قال ُ
. َ
قال:
أخ َر ّإال َ
قالْ : سئل عن ٍ
حرج).(4
افعل وال َ يشء قدّ َم وال ّ فا َ ْ
نذرت هللِ
ُ َ
رسول اهللِّ ،إين الفتحَ ،
فقال :يا ِ أن رج ً
ال قا َم يو َم بن ِ
عبد اهلل َّ L وع ْن ِ
جابر ِ
ِ ِ أصيل يف ِ عليك م ّك َة ْ
َ ْ
ركعتني. املقدس بيت أن ّ َ فتح اهلل
إن َ
. َ
قال:
ثم أعاد ِ
عليه. َّ َ
. َ
فقال:
ثم أعاد ِ
عليه. َّ َ
).(1 َ
فقال:
ُ
رس�ول اهلل ﷺ: قالَ :
قال ع� ْن أيب هري�ر َة َ I
ﷺ )(4
).(5
َ
رس�ول اهلل ﷺ ليل َة اس�تأذنت س�ود ُة
ْ حممد ع ْن عائش� َة ْ J
قالت: وعن القاس�م بن ّ
القاس�م :وال ّثبط ُة وكانت ام�رأ ًة ثبط ًة ُ -
يقول ّ�اس)،(6 ِ
حطمة الن ِ تدفع قبل� ُهَ ،
وقبل ِ
ُ ْ املزدلف�ة ُ
ِ
بدفعه. دفعه ،وحبسنا حتّى أصبحنا ،فدفعناقبل ِفخرجت َ
ْ قالَ :
فأذن هلا، ال ّثقيل ُةَ .
ّبي ﷺ َ
قال: اس َّ L
أن الن َّ ع ْن عبد اهلل ِ
بن ع ّب ٍ
.
).(1 َ
فقال:
أوحي
َ ،هذا حممول عىل أ ّن ُه ﷺ فقال رس�ول اهلل ﷺ: «قولهَ :
طلب ذلك أ ّن ُه ْ باس�تثناء اإلذخر وختصيصه من العم�وم ،أو أوحي ِ
إليه قبل َ ِ ِ
إن َ َ ْ ْ إليه يف احلال
ِ
فاستثنهْ ،أو أ ّن ُه اجتهدَ يف اجلميع .واهلل أعلم»).(2 أحد استثناء يشء
ِ
احلديث. ذكر يف ِ ُ
ّبي ﷺ با َ
بيان خصوص ّية الن ِّ
ِ
واملشاهد. الرشع ّي ِة ،واملبادر ُة إىل َ
ذلك يف املجام ِع ِ
املصالح ّ ِ
مراجعة العاملِ يف جواز
ُ
شاسع
ُ ِ
البرص، رضير
ُ رسول اهلل ّإين ٌ
رجل َ ّبي ﷺَ ،
فقال :يا سأل الن َّ ع ْن ِ
ابن أ ِّم مكتو ٍم أ ّن ُه َ
أن ّ َ
أصيل يف بيتي؟. الدّ ار ،ويل قائدٌ ال يالئمنيْ ،
فهل يل رخص ٌة ْ
. َ
قال:
نعم. َ
قالْ :
).(1 َ
قال» :
ذلك ندب ًا َ
لكان أوىل م ْن يس�ع ُه ولو َ
كان َ ويف ه�ذا دليل عىل َّ
أن حض�ور اجلاعة واجبْ ،
والضعف ،وم ْن َ
كان يف مثل حال ابن أ ّم مكتوم).(2 التّخ ّلف عنها أهل ّ
الرضر ّ
فإن من فقه املفتي ونصحه إذا سأله املستفتي عن يشء ،فمنعه منه ،وكانت حاجته تدعوه
ويفتح له باب املباح.
َ إليه؛ أن يد ّله عىل ما هو ٌ
عوض له منه ،فيسدَّ عليه باب املحظور،
ويصف له ما ينفعه.
ُ يرضه،
فمثاله مثال الطبيب الناصح حيمي العليل عا ّ
علمت م ْن نح ُن،
َ َ
رس�ول اهلل قدْ َ
رس�ول اهلل ﷺ ،فقلنا :يا يلمي َ
قال :أتينا فريوز الدّ ِّ
َ ع ْن
وم ْن أي َن نح ُن ،فإىل م ْن نح ُن؟
. َ
قال:
نصنع هبا.
ُ ِ
اخلمر ،فاذا حتريم
َ أصحاب كر ٍم ،وقدْ َ
أنزل اهلل D ُ َ
رسول اهلل إنّا فقلنا :يا
. َ
قال:
بالز ِ
بيب؟. نصنع ّ
ُ قلنا :ما
)(3 َ
قال:
.
[يتخمر ويسكر]
ّ قلت :أفال ّ
نؤخر ُه حتّى يشتدَّ . ُ
) (1رواه أبو داود [ ،]552والنسائي [ ،]851وابن ماجة [ ،]792وصححه األلباين يف صحيح أيب داود [،]561
ورواه مسلم [ ]653بنحوه من حديث أيب هريرة.
) (2عون املعبود [.[180/2
) (3النبذ واالنتباذ :أن يوضع الزبيب أو التمر أو نحومها يف املاء ،ويرشب نقيعه قبل أن خيتمر ويصبح مسكرا.
(علمت م ْن نح ُن) يعني :القبيلة ،وقوله( :وم ْن أي َن نح ُن) يعني :من البلد.
َ «قوله:
يمك ُن أن حيمل عىل ّأهنم صائرون إىل ما يأيت عن اهلل وعن رسوله ﷺ،
ويلتزمون با جاء عن اهلل وعن رسوله ﷺ»).(3
الرقيق ْأو البايل م ْن اجللود. هي األسقية م ْن األدم وغريها ،واحدها ش ّن وأكثر ما يقال َ
ذلك يف اجللد ّ )َ (1
) (2رواه أبو داود [ ،]3710والنسائي [ ،]5736وصححه األلباين يف صحيح اجلامع [.[1477
) (3رشح سنن أيب داود [ ]25/419لعبد املحسن العباد.
) (4رواه البخاري [ ،]2225ومسلم [.[2110
) (5رواه مسلم [ ]1495عن عبد اهلل بن مسعود .I
).(3
َ
رسول اهلل. هلكت يا
ُ ّبي ﷺَ ،
فقال: قال :جا َء ٌ
رجل إىل الن ِّ ع ْن أيب هرير َة َ I
َ
قال» :
َ
رمضان. وقعت عىل امرأيت يف
ُ َ
قال:
. َ
قال:
َ
قال :ال.
. َ
قال:
َ
قال :ال.
. َ
قال:
َ
قال :ال.
. ترَ ،
فقال: ٍ )ِ (4 َ
ّبي ﷺ بعرق فيه ٌ
يت الن ُّ
جلس ،فأ َ
ثم َقالَّ :
بيت أحوج ِ
إليه منّا. أهل ٍ
بني البتيها ُ
أفقر منّا؟ فا َ َ
ُ قالَ :
).(1 ثم َ
قال: بدت أنياب ُهَّ ،
ّبي ﷺ حتّى ْ َ
فضحك الن ُّ
ِ
باملعصية ،ذلك أن جميئ ُه مستفتي ًا يقتيض ِ
اعرتافه مع
ّبي ﷺ َ
«فلم يعاقب ُه الن ّ
ْ
ذلك ْ ِ
أن ال وهي مفس�دةٌ؛ فاقتىض َ لكان س�بب ًا لرتك االس�تفتاءَ ،
عوقب َ َ فلو
النّ�د َم والتّوب�ةْ ،
يعاقب»).(2
َ
فق باملتع ّل ِم ،والتّل ّطف يف التّعليم ،والتّأ ّلف عىل الدّ ين.
الر ُ
ّ
والسعي يف إخالص املسلم.
التّعاون عىل العبادةّ ،
الراهنة.
إعطا ُء الواحد فوق حاجته ّ
حيث ج�ا َء خائف ًا عىل نفس�ه راغب ًا يف
الرجل ُ ِ كان م� ْن ِ ِ
ضحك�ه ﷺ َ
تباين ح�ال ّ وس�بب
أن َ
يأكل ما أعطي ُه م ْن الك ّفارة. طمع يف ْ
الرخص َة َ
فلا وجدَ ّ
فدائها مها أمكن ُهّ ،
ِ
اخلطاب وحسن فه يف وحسن تأتّيه وتل ّط ِ
ِ ِ
كالمه الرجل يف مقاط ِع ِ َ َ
ضحك م ْن حال ّ وقيل:
ِ
مقصوده»).(3 له إىلله يف توص ِ
توس ِ
ّ ّ
ِ األنصاري َ I ٍ وع ْن سلم َة ِ
أوتيت م ْن مجا ِع النّساء ما مل ْ
ُ كنت رج ً
ال قدْ قالُ : ِّ صخر بن
أصيب
َ رمضان فرق ًا م ْن ْ
أن ُ َ
ينسلخ من امرأيت حتّىتظاهرت ِ
ُ ُ
رمضان فلا َ
دخل يؤت غرييّ ،
َ
هي ختدمني
أنزع ،فبينا َ
أن َ أقدر ْ
ّهار ،وأنا ال ُ ذلك إىل ْ
أن يدركني الن ُ فأتتابع يف َ
َ منها يف ليلتي،
فوثبت عليها.
ُ ف يل منها يش ٌء،تكش َ ذات ٍ
ليلة إ ْذ ّ َ
فقل�ت :انطلق�وا مع�ي إىل
ُ فأخرهت�م خ�ري،
ْ غ�دوت ع�ىل قوم�ي،
ُ أصبح�ت
ُ فل�ا
ّ
ِ
رسول اهلل ﷺ ،فأخر ُه بأمري.
ُ
رس�ول اهلل ﷺ مقال ًة قرآنْ ،أو َ
يقول فينا أن َ
ينزل فينا ٌ ف ْ
نتخو ُ ُ
نفع�ل؛ ّ فقال�وا :ال واهلل ال
فاصنع ما بدا َ
لك. ْ أنت،
اذهب َ
ْ يبقى علينا عارها ،ولك ْن
َ
رسول اهلل ﷺ ،فأخرت ُه خري. فأتيت
ُ فخرجت،
ُ َ
قال:
. َ
فقال:
قلت :أنا َ
بذاك. ُ
. َ
قال:
قلت :أنا َ
بذاك. ُ
. َ
قال:
َ
لذلك. صابر
ٌ فإين
حكم اهللِّ ،
َ ِ
فأمض َّيف قلت :أنا َ
بذاك ،وها أنا ذا؛ ُ
. َ
قال:
باحلق ال ُ
أملك غريها. فقلت :ال وا ّلذي َ
بعثك ِّ ُ فرضبت صفح َة عنقي بيدي،
ُ َ
قال:
. َ
قال» :
ووجدت عندَ
ُ أي، الر ِ
الض َيق ،وس�و َء ّ
عندكم ّ
ُ وجدت
ُ فقلت:
ُ فرجعت إىل قومي،
ُ َ
ق�ال:
ِ
بصدقتكم ،فادفعوها إ َّيل ،فدفعوها إ َّيل).(1
ْ السع َة والرك َةَ ،
أمر يل رسول اهلل ﷺ ّ
) (1رواه أبو داود [ ،]2213والرتمذي [ ،]3299وابن ماجة [ ،]2062وصححه األلباين يف اإلرواء [[2091
بشواهده.
فرخص ِ
فتنز َه عن ُه قو ٌمَ ،
فبلغ َ
ذلك فيهّ ، ّبي ﷺ ش�يئ ًاَ ّ ، عن عائش� َة Jقالتَ :
صنع الن ُّ
ثم َ
قال: فخطب ،فحمدَ اهللََّ ،
َ ّبي ﷺ،
الن َّ
).(1
التنزه عن
التعمق يف العبادة ،وذ ُّم ّ
والنهي عن ّ
ُ ُّ
احلث عىل االقتداء ب�ه ﷺ،
املباح ش ّك ًا يف إباحته.
وأن الق�رب إلي�ه Eواخلش�ية ل�ه إن�ا يكون عىل حس�ب م�ا أم�ر ،ال بمخ ّيالت
ٍ
أعال مل يأمر هبا).(2 النفوس ،وتك ّل ِ
ف
َ
يسألون ع ْن ّبي ﷺ ِ ِ مالك Iقال :جاء ثالث ُة ٍ بن ٍأنس ِ
وعن ِ
أزواج الن ِّ بيوت رهط إىل َ
ِ
غفر ل ُه كأهن ْم تقا ّلوها ،فقالوا :وأي َن نح ُن م َن الن ِّ
ّبي ﷺ؟قدْ َ فلا أخروا ّ
ّب�ي ﷺّ ،
عب�ادة الن ِّ
)(3
ما تقدّ م من ِ
ذنبه وما ّ
تأخ َر. َ ْ
أفطرَ ،
وقال هر ،وال ُ
آخر :أنا أصو ُم الدّ َ أصيل ال ّل َيل أبد ًاَ ،
وقال ُ فإين ّ
أحده�م :أ ّما أنا ّ
ْ َ
ق�ال
إليهمَ ،
فقال: ْ ُ
رس�ول اهلل ﷺ أتزو ُج أبد ًا ،فجا َء ُ
أعتزل النّس�ا َء فال ّ آخر :أنا
ُ
).(4
َ
رمضان الفتح إىل مكّ� َة يف
ِ خ�رج عا َم
َ َ
رس�ول اهلل ﷺ أن ِ
جاب�ر بن عبد اهلل َّ L وع� ْن
وهم مشاةٌ ،وركبان.
ّاس ْ كراع الغمي ِم َ
قال :فصا َم الن ُ بلغ َحتّى َ
ينظرون ما ُ
تفعل. َ الصو ُم ،إنّا
عليهم ّ
ُ شق
ّاس قدْ َّ
إن الن َ َ
فقيل ل ُهَّ :
بعض الن ِ
ّ�اس ،وصا َم فأفطر ُ رشب، ث�م ِ ٍ
َ َ ّاسَّ ،
نظ�ر الن ُ
بق�دح ،فرفع� ُه إىل فيه حتّى َ فدع�ا
بعض.
ٌ
).(1 بعضهم صا َم َ
فقال: ْ ّبي ﷺَّ :
إن َ
فقيل للن ِّ
بالص�و ِمْ ،أو ّأهن ْم أمروا
ت�رض َر ّ
ّ حممول عىل م ْن «قوله:
ِ
ملصلحة بيان جوازه ،فخالفوا الواجب. ِ
بالفطر أمر ًا جازم ًا
يترض ْر ِبه ،ويؤ ّيد الت َ
ّأويل الس�فر عاصي ًا إذا مل ْ ّ
الصائم اليوم يف ّ ِ
ّقديرين ال يكون ّ
وعىل الت
الصيا ُم»).(2
عليهم ّ
ُ شق األو َل قول ُهَّ :
«إن النّاس قدْ َّ ّ
ِ ٍ
مال�ك َّ I ِ
أن�س بن ع� ْن
فيه�م مل ْ يؤاكلوها ،ومل ْ
ْ حاض�ت امل�رأ ُة أن اليه�و َد كانوا إذا
فأنزل اهلل تعاىل( :ﮠ ّبي ﷺَ ، ِ
البيوتَ ،
ّبي ﷺ الن َّأصحاب الن ِّ
ُ فسأل جيامعوه َّن يف
َ
فق�ال ِ
اآلي�ة، ِ
آخ�ر ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ) [البق�رة [222 :إىل
. ُ
رسول اهلل ﷺ:
أن يدع من أمرنا شيئ ًا ّإال خالفنا ِ الر ُ
فيه! جل ْ َ ْ َ
فبلغ َ
ذلك اليهو َد ،فقالوا ما يريدُ هذا ّ
إن اليهو َد ُ
تقول كذا وكذا، َ
رس�ول اهللَِّ ، برش ،فقاال :يا ٍ
حضري ،وع ّبا ُد ب ُن ٍ فجا َء أس�يدُ ب ُن
فال نجامعه َّن؟
فمروا ِ
رسول اهلل ﷺ كانوا يف ٍ ِ أن ناس ًا م ْن
اخلدري َّ I ٍ
سفرّ ، أصحاب ِّ سعيد ع ْن أيب
هل فيكم ٍ
راق؛ َّ
فإن س ّيدَ هلمْ : ِ ِ
ْ يضيفوهم ،فقالوا ْ
ْ فلم
فاستضافوهمْ ،
ْ العرب، أحياء بحي م ْن
ٍّ
مصاب؟
ٌ احلي ٌ
لديغ ْأو ِّ
نعم.
منهمْ : فقال ٌ
رجل ْ َ
ِ ِ
أن يقبلهاَ ،
وقال: فأعطي قطيع ًا م ْن غن ٍم ،فأبى ْ
َ جل، الكتاب ،فر َأ ّ
الر ُ بفاحتة فأت�ا ُه ،فرقا ُه
ّبي ﷺ. أذكر َ
ذلك للن ِّ حتّى َ
ِ
الكتاب، ِ
بفاحتة رقي�ت ّإال َ
رس�ول اهلل واهللِ ،ما ذلك ل ُهَ ،
فقال :يا فذكر َ
ُ ّب�ي ﷺَ ،
فأت�ى الن َّ
. فتبس َمَ ،
وقال: ّ
).(2 ثم َ
قال: َّ
لقلوهبم ،ومبالغة يف
ْ فإنّا قال ُه تطييب� ًا «أ ّما قوله ﷺ:
تعريفهم أ ّنه حالل ال شبهة ِ
فيه»).(3 ْ ُ
يرقيْ ،
وأن يكون اجلعل ل ُه أن َألن أبا س�عيد التز َم ْ
إمضاء ما يلتزم ُه املرء عىل نفس�ه؛ َّ
َ
بذلك. ِ
بالوفاء ّبي ﷺ ِ
وألصحابه ،وأمر ُه الن ّ
كان أصله معلوم ًا.
االشرتاك يف املوهوب إذا َ
ذلك وإجابته ِ
إليه. يعلم رغبته يف َ
جواز طلب اهلد ّية مم ّ ْن ُ
ُ
عرضت ِ
فيه شبهة. ْ احلل ،وترك التّرصف ِ
فيه إذا اليشء ا ّلذي ظاهره ِّ
جواز قبض ّ
ّ
الصحابة خصوص ًا الفاحتة.
ّص ،وعظمة القرآن يف صدور ّ
االجتهاد عند فقد الن ِّ
َ
أولئك منعوا قس�م ل ُه؛ َّ
ألن َ هو يف يده منعه مم ّ ْنالرزق املقس�وم ال يس�تطيع م ْن َ َّ
أن ّ
هلم لدغ العقرب حتّى ماهلم نصيب ًا، وكان اهلل قسم للص ِ
َ
ب ْ فمنعوهم ،فس ّب َ
ْ ْ حابة يف َ ّ الضيافة،
ّ
هلم.
قسم ْ
هلم ما َسيق ْ
َ
كان رأس� ًا يف املنع؛ َّ
ألن م ْن عادة النّاس ِ
بالعقاب م ْن َ اختص
َّ احلكمة البالغة ُ
حيث
دوهنم جزاء وفاق ًا. ِ
بالعقوبة اختص رأسهم يف املنع فلا َ
كان االئتار ِ
ْ َّ ْ كبريهمّ ،
ْ بأمر
كثر؛ َّ
ألن وكأن احلكم�ة ِ
فيه أيض ًا إرادة اإلجابة إىل ما يلتمس� ُه املطلوب من ُه ّ َّ
ولو َ
الش�فاء ْ
كان م ْن آحاد النّاس لع ّل ُه مل ْ يك ْن يقدر عىل القدر املطلوب ْ
منهم).(1 امللدوغ ْلو َ
ُ
رسول اهلل ﷺ ،وأ ّم َر علينا أبا عبيد َة نتل ّقى عري ًا جابر بن عبد اهلل َ L
قال :بعثنا وع ْن ِ
َ
فكان أبو عبيد َة يعطينا تر ًة ترةً. وزودنا جراب ًا م ْن ٍ
تر مل ْ جيدْ لنا غري ُه، ٍ
لقريشّ ،
َ
تصنعون هبا؟ كنتم
كيف ْفقلتَ :
ُ َ
قال:
يل ،وكنّا ق�ال :نمصها كا يمص الصبي ،ثم نرشب عليه�ا من ِ
املاء ،فتكفينا يومنا إىل ال ّل ِ َ
َ ُ ّ ُّ َّ ُّ ّ
اخلبط) ،(2ثم نب ّله ِ
باملاء ،فنأكل ُه. َ نرضب بعص ّينا
َّ ُ ُ
الضخ ِم، ِ
الكثيب ّ ِ
كهيئ�ة ِ
البحر ِ
س�احل فرفع لنا عىل ِ ِ َ
البحرَ ، س�احل ق�ال :وانطلقنا عىل
هي دا ّب ٌة تدعى العن َ
ر. فأتينا ُه ،فإذا َ
ِ ِ قال :الْ ،بل نح ُن ُ
ثم َ قالَ :
َ
سبيل اهللِ ،وقدْ رسول اهلل ﷺ ،ويف رسل قال أبو عبيدةَ :ميت ٌةَّ .
اضطررتم ،فكلوا.
ْ
ثالث ٍ
مائة حتّى سمنّا. ُ قال :فأقمنا ِ
عليه شهر ًا ،ونح ُن َ
ﷺ
ِ ِ ِ
رسول اهلل ﷺ َ َ
أحبار كنت قائ ًا عندَ رسول اهلل ﷺ ،فجا َء ح ٌ
ر م ْن قالُ : ثوبان موىل عن
ِ
اليهود.
. ُ
رسول اهلل ﷺ: َ
فقال
َ
أسألك. جئت
اليهوديُ :
ُّ َ
فقال
. ُ
رسول اهلل ﷺ: َ
فقال ل ُه
بأذين.
أسمع َّ
ُ َ
قال:
فقالْ :
سل. ٍ
بعود مع ُه)َ ،(1 ُ
رسول اهلل ﷺ فنكت
َ
موات؟
ُ والس ِ
األرض ّ غري
األرض َ
ُ ّاس يو َم تبدّ ُل ُ
يكون الن ُ اليهودي :أي َن
ُّ َ
فقال
).(2 ُ
رسول اهلل ﷺ: َ
فقال
قال :فم ْن ّأو ُل الن ِ
ّاس إجازةً؟ َ
. َ
قال:
يدخلون اجلنّ َة)(3؟
َ حتفتهم َ
حني ْ اليهودي :فا
ُّ َ
قال
).(4 َ
قال:
غذاؤهم عىل إثرها؟
ْ َ
قال :فا
. َ
قال:
قال :فا رشاهبم ِ
عليه؟ َ
ْ
. َ
قال:
بالعود يف األرض ،ويؤ ّثر ِبه فيها ،وهذا يفعل ُه املفكّر .رشح النووي [.[226/3
ِ ) (1ومعنا ُهّ :
خيط
) (2اجلر :الرصاط.
ِ
وخيص به ويالطف. الرجل
ّ وهي ما هيدى إىل ّ
)َ (3
وهو احلوت ،ومجع ُه نينان.
)َ (4
) (5رواه مسلم [.[315
َ
قال:
.
ُ
رسول اهللِ).(1 أن ال إل َه ّإال اهلل وأن َّك َ
قال :أشهدُ ْ
َ
تقرءون ألس�تم َ
نجران س�ألوين ،فقالوا يل: قدمت
ُ قالّ :ملا ِ
املغرية ِ
بن ش�عب َة َ I وع ْن
ْ
بني عيسى وموسى ما َ
كان)(2؟ (ﭱ ﭲ) [مريم ،[28 :وقدْ َ
كان َ
أجيبهم.
ْ فلم ِ
أدر ما ْ
ِ
رسول اهلل ﷺ سألت ُه ع ْن َ
ذلك. قدمت عىل
ُ فلا
ّ
).(3 َ
فقال:
ِ
ّبي أخا ُ
هارون الن ُّ ه�و املذكور يف قوله تعاىل( :ﭱ ﭲ) َ
ليس َ َ َ
ه�ارون َّ
أن
ألهن ْم َ
هبارون؛ ّ مسمى
آخر ًّ هبارون هذا ٌ
رجل ُ َ والس�ال ُمْ ،-بل املرا ُد
الصال ُة ّ
موس�ى -عليها ّ
قبلهم).(4 احلني ِ ِ يسم َ
ْ والص َ أوالدهم بأساء األنبياءّ ،ْ ون كانوا ّ
ﷺ
ِ
رسول اهلل ﷺ ليل َة اجل ِّن؟. مع ٍ هل َسألت علقم َةْ : ع ْن ٍ
عامر َ
كان اب ُن مسعود شهدَ َ ُ قال:
ِ
رسول اهلل ﷺ ليل َة مع فقلتْ : ٍ َ
فقال علقم ُة :أنا
منكم َ
ْ هل شهدَ أحدٌ ُ مسعود، سألت اب َن
ُ
اجل ِّن.
ِ
األودية وهو بم ّك َة ففقدنا ُه ،فالتمس�نا ُه يف ٍ ِ َ
ذات ليل�ة َ
رس�ول اهلل َ مع
ق�ال :ال ،ولكنّا كنّا َ
استطري ْأو َ
اغتيل).(1 َ والش ِ
عاب ،فقلنا ّ
بات هبا قو ٌم. فبتنا برش ٍ
ليلة َ ِّ
ٍ
حراء. فلا أصبحنا إذا هو ٍ
جاء م ْن َ
قبل َ ّ
بات هبا قو ٌم. نجدك ،فبتنا برش ٍ
ليلة َ َ فلم َ َ َ
ِّ فطلبناكْ ، فقدناك، رسول اهللِ، فقلنا :يا
. َ
فقال:
نرياهنم.
ْ وآثار
آثارهم َ
ْ فانطلق بنا ،فأرانا
َ
ال�زا َدَ ،
فقال: وس�ألو ُه ّ
.
).(2 ُ
رسول اهلل ﷺ: َ
فقال
غريهم فجا َء يف
ْ ملؤمنيهم ،وأ ّما
ْ َ
قال بعض العلاء هذا
أن طعامهم ما مل يذكر اسم اهلل ِ
عليه).(3 حديث آخر َّ
ْ ْ
لق�د كان م�ن كال خلقه ﷺ حس� ُن تعامله مع من اتصف بالغلظة والش�دّ ة من الناس،
مواقف عظيم ٌة وجليل ٌة مع األعراب الذين عرفوا بالش�دّ ة والغلظة يف القول
ُ فق�د كانت ل�ه
والفع�ل ،كا قال تع�اىل( :ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ
ﮣ ﮤ) [التوبة.[97 :
األعراب وهم سك ُ
ّان البادية فيهم جفا ٌء وقسوةٌ؛ ولذلك قال النبي ﷺ: ِ
املعروف أن ومن
َ
).(1
ِ
خمالطة الن ِ
ّاس ،واجلفا ُء: غلظ طبع ُه؛ لق ّل ِة
«أي :م ْن سك َن البادي َة َ ِ َ
قال يف النّهاية )ْ :(281/1
غلظ ال ّطبعِ» .انتهى.
ُ
فم�ن س�كن البادية أورثه ذلك جفا ًء يف الطبعِ ،وغلظ� ًة حتى يف األلفاظ ،بخالف الذي
الرجل الذي يس�ك ُن يف احلرض ويف املدن ،فرتى خلقه أق�رب وألفاظه ألني ّ
وأرق من ألفاظ ّ
ِ
البادية. يعيش يف
) (1رواه أمحد [ ]8619عن أيب هريرة ،Iوصححه األلباين يف صحيح اجلامع [.[6123
ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶﯷ
ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ) [التوبة.[99-98 :
وق�ال تعاىل( :ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰﭱ ﭲ ﭳ ﭴﭵ ﭶ ﭷ ﭸ
ﭹ ﭺﭻ ﭼ ﭽﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ) [التوبة.[101 :
فكان منهم املؤمنون ومنهم املنافقون.
ومل يك�ن النب�ي ﷺ يرىض ألحد من أصحابه جاء من البادية وس�كن املدينة أن يعود إىل
البادية مرة أخرى ،وعدّ ذلك من كبائر الذنوب.
مس�عود َ I
ق�ال: ٍ فع�ن ِ
عب�د اهلل بن ْ
).(1 ﷺ
لكن جيوز هذا يف ظروف استثنائية:
َ
عقبيك؟ ارتددت عىل
َ اجَ ،
فقال :يا اب َن األكو ِع احلج ِ
دخل عىل ّ فع ْن سلم َة ِ
بن األكو ِع أ ّن ُه َ
بت؟
تعر َ
ّ
ِ
البدو).(2 َ
رسول اهلل ﷺ َ
أذن يل يف َ
قال :ال ،ولك َّن
ﷺ
) (1رواه النسائي [ ،]5102وقال األلباين« :صحيح لغريه» .التعليقات احلسان [.[3241
ِ
الفتنة». ّعر ِ
ب يف «باب الت ّ
) (2رواه البخاري [ ،]7087ومسلم [ ،]1862وبوب عليه البخاري بقولهُ :
أي :ال تقطعوا عليه بوله .النهاية [.[301/2
)ْ (3
فرتكو ُه حتّى َ
بال.
رسول اهلل ﷺ دعا ُهَ ،
فقال ل ُه: َ ثم َّ
إن َّ
ُ
رسول اهلل ﷺ. ْ .أو كا َ
قال D
بدلو من ٍ
ماء ،فشنّه ِ
عليه) -(1أي ص ّبه. ُ ال م َن القو ِم فجا َء ٍ ْ
فأمر رج ً َ
قالَ :
فلا فر َغ َ
قال: جالس ّ
فصىل ّ ٌ ّبي ﷺ
يب املسجدَ والن ُّ قالَ :
دخل أعرا ٌّ وع ْن أيب هرير َة َ I
ترحم معنا أحد ًا.
ْ وحممد ًا ،وال
اللهم ارمحني ّ
َّ
. ّبي ﷺَ ،
فقال: َ ِ
فالتفت إليه الن ُّ
ّاس. ِ ِ أن َ
يلبث ْ
فلم ْ
فأرسع إليه الن ُ
َ املسجد، بال يف ْ
. ّبي ﷺ: َ
فقال الن ُّ
).(2 ثم َ
قال: َّ
يس�بَ ،
فقال: َّ ّب ،ومل ْ
فلم يؤن ْ يب بعدَ ْ
أن فق َه :فقا َم إ َّيل بأيب وأ ّميْ ، ويف روايةَ :
فقال األعرا ُّ
بس�جل من ٍ
ماء ،فأفر َغ ٍ ْ أمر
ثم ََّ ،
عىل ِ
بوله).(3
ِ
باملخالفة باجلاهل ،وتعليمه ما يلزمه م�ن غري تعنيف ،وال إي�ذاء إذا مل ِ
يأت ِ الرف�ق
ْ ُ ْ ّ
حيتاج إىل استئالفه.
ُ إن َ
كان مم ّ ْن استخفاف ًا ْأو عناد ًا ،وال س ّيا ْ
ِ
خلقه. رأف ُة الن ِّ
ّبي ﷺ ،وحس ُن
ق�ال العلاءَ :
كان ِ
لقوله ﷺ» :دعو ُه« َ ِ
باحت�ال أخ ّفها؛ الرض ِ
رين دف�ع أعظم ُّ
ِ
ملصلحتني: قوله ﷺ» :دعو ُه«
َ
فكان احتال زيادته َ
حصل، ترض َر ،وأصل التّنجيس قدْ ِ
قطع عليه بوله ّ
أ ّن ُه ْلو َ
الرضر ِبه.
أوىل م ْن إيقاع ّ
ﷺ
نجراين ِ
وعلي�ه ردا ٌء ِ
رس�ول اهلل ﷺ مع
)(2
ٌّ كن�ت أميش َ
ُ ع�ن أنس ب�ن مالك Iقال:
ِ
احلاشية).(3 ُ
غليظ
َ
عندك. قال :يا حممدُ ،مر يل م ْن ِ
مال اهلل ا ّلذي ثم َ
ْ ّ َّ
ٍ
بعطاء).(1 أمر ل ُه َ ُ فالتفت ِ
ثم َفضحكَّ ، رسول اهلل ﷺ، إليه َ
ِ
رس�ول اهلل ﷺ ،وحلمه ،وصفحه اجلمي�ل ،وصره عىل األذى يف خلق بي�ان ِ
كال ِ ُ
ِ
واملال. النّفس
بالل. ِ
واملدينة) ،(3ومع ُه ٌ بني م ّك َة ِ
باجلعرانة َ وهو ٌ
نازل ّبي ﷺ َ
كنت عندَ الن ِّ
ُ
تنجز يل ما وعدتني)!(4 يب َ
فقال :أال ُ ّبي ﷺ أعرا ٌّ
فأتى الن َّ
. َ
فقال ل ُه:
أبرش!!
عيل م ْن ْ
أكثرت َّ
َ َ
فقال :قدْ
ُ
رسول اهلل ﷺ فلا َ
قفل ٍ ِ
رسول اهلل ﷺ َ جابر ِ ِ
عن ِ
قبل نجدّ ، مع
بن عبد اهلل :Lأ ّن ُه غزا َ
كثري العضاه).(4 قفل معه ،فأدركتهم القائل ُة) (3يف ٍ
واد ِ َ
ْ ُ
ُ بالش ِ
جرَ ، ِ
العضاه يستظ ّل َ ُ َ
رسول اهلل ﷺ ونزل ون ّ وتفر َق الن ُ
ّاس يف رس�ول اهلل ﷺّ ، فنزل
ٍ
سمرة) ،(1فع ّل َق هبا سيف ُه. حتت
َ
جالس).(2
ٌ يب ُ
رسول اهلل ﷺ يدعونا ،فجئنا ُه فإذا عند ُه أعرا ٌّ جابر :فنمنا نوم ًةَّ ،
ثم إذا قال ٌَ
).(3 ُ
رسول اهلل ﷺ: َ
فقال
).(4
).«(5
ُ
رسول اهلل ﷺ).(6 ثم مل ْ يعاقب ُه
َّ
َ
يقاتلونك. مع قو ٍم ُ
أكون َ َ
أقاتلك ،وال أن ال َ
أعاهدك عىل ْ َ
قال:
ِ
الورق. ٍ
شجرة كثرية أي:
)ْ (1
ِ
احلارث؛ كا يف رواية احلاكم. ُ
غورث ب ُن ) (2هو
ً
مسلوال. أي
)ْ (3
يقال شام ُه إذا است ّل ُه وشام ُه إذا أغمد ُه .لسان العرب [.[330/12 ِ ِ
) (4املراد أغمد ُه ،وهذه الكلمة م ْن األضدادُ ،
صدقه ،وعلم أ ّنه ال يصل إليهِ،
ِ حيل بين ُه وبين ُه؛ حت ّق ِق
وعرف أ ّن ُه َ
َ األعرايب ّملا ش�اهدَ َ
ذلك ال ّثبات العظيم، َّ
وكأن )(5
َ ُ ّ
نفسه .فتح الباري [.[427/7 ِ السالح ،وأمك َن م ْنفألقى ّ
) (6رواه البخاري [ ]2910ومسلم [.[843
ترك اإلمام معاقبة من جفا عليه وتو ّعده إن شاء ،والعفو عنه إن أحب.
اجلهال.
ر الرسول ﷺ ،وحلمه وصفحه عن ّ
ص ُ
ش�جاعته ،وبأسه ،وثبات نفس�ه صىل اهلل عليه ،ويقينه أن اهلل ينرصه ،ويظهره عىل
الدين كله).(2
ﷺ
الش ِ
يخني ،ووافقه الذهبي ،وصححه األلباين يف التعليقات احلسان ِ
رشط ّ ) (1رواه احلاكم [ ،]4322وصححه عىل
].[2872
) (2رشح صحيح البخارى البن بطال [.[101/5
) (3رواه مسلم [.[2553
السا َء؟
خلق ّ َ
قال :فم ْن َ
. َ
قال» :
األرض؟
َ خلق َ
قال :فم ْن َ
. َ
قال:
وجعل فيها ما َ
جعل؟ َ َ
اجلبال قال :فمن نصب ِ
هذه َ
َ ْ
. َ
قال:
َ
أرسلك؟ َ
اجلبال آهللُ األرض ونصب ِ
هذه وخلق السا َء قال :فبا ّلذي َ
َ
َ َ َ خلق ّ
. َ
قال:
ٍ
صلوات يف يومنا وليلتنا. مخس رسولك َّ
َ َ
أن علينا َ وزعم
َ قال:
. َ
قال:
َ
أمرك هبذا؟ َ
أرسلك آهللُ قال :فبا ّلذي
َ
. َ
قال:
رسولك َّ
أن علينا زكا ًة يف أموالنا. َ وزعم
َ َ
قال:
. َ
قال:
َ
أمرك هبذا؟ َ
أرسلك آهللُ قال :فبا ّلذي
َ
. َ
قال:
َ
رمضان يف سنتنا. أن علينا صو َم ِ
شهر رسولك َّ
َ وزعم
َ َ
قال:
. َ
قال:
َ
أمرك هبذا؟ َ
أرسلك آهللُ قال :فبا ّلذي
َ
. َ
قال:
البيت من استطاع ِ
إليه سبيالً. ِ حج رسولك َّ
َ َ
َ ْ أن علينا َّ وزعم
َ قال:
. َ
قال:
يبَ ،
فقال متى ث القو َم جاء ُه أعرا ٌّ ٍ
جملس حيدّ ُ ّبي ﷺ يف ع� ْن أيب هرير َة َ I
قال :بينا الن ُّ
الساع ُة؟
ّ
ث. ُ
رسول اهلل ﷺ حيدّ ُ فمىض
قال فكر َه ما َ
قال. سمع ما َ
َ بعض القو ِم: َ
فقال ُ
يسمع.
ْ بعضهمْ :بل مل ْ
ْ َ
وقال
َ
رسول اهلل. َ
قال :ها أنا يا
. َ
قال:
).(2 َ
قال:
الس ُ
ائل؟) ،ثم إخباره عن الذي سأل عنه. وجوب تعليم السائل؛ لقوله( :أي َن ّ
ُ
حق
ال بحديث أو غريه؛ ألن من ِّ أن من ِ
آداب املتع ّل ِم أن ال يسأل العامل ما دام مشتغ ً
يتمه.
القوم الذين بدأ بحديثهم أن ال يقطعه عنهم حتى ّ
ف�ق باملتعلم وإن جفا يف س�ؤاله ،أو جه�ل؛ ألنه ﷺ مل يو ّبخ ُه عىل س�ؤاله قبل
الر ُ
ّ
إكال حديثه.
«كيف إضاعتها؟»).(1
َ جواز مراجعة العامل عند عدم فهم السائل؛ لقوله:
ب؟
الض ِّ َ
رسول اهلل ﷺ :ما ترى يف هذا ّ إن أعراب ّي ًا نادى
فعن ابن عمر قالَّ :
).(2 َ
فقال:
واب؟ َ
فقال فق�ال :ما ُ
يقت�ل املحر ُم م َن ال�دّ ِّ ّبي ﷺ َ
أن أعراب ّي ًا ن�ادى الن َّ
عم�ر َّ
َ وع�ن ِ
اب�ن ِ
).(3 ُ
رسول اهلل ﷺ:
ع�ازب Lيف ِ
قوله( :ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ٍ بن ِ
الراء ِ وع� ْن
إن محدي زي ٌنَّ ،
وإن ذ ّمي َ
رسول اهللَِّ ، رجلَ ،
فقال :يا ﯲ ﯳ) [احلجراتَ ،[4 :
قال :فقا َم ٌ
شني.
ٌ
َ
رس�ول اهلل ولدَ يل غال ٌم أس�و ُد ّبي ﷺ َ
فقال :يا أن أعراب ّي� ًا أتى الن َّ
ع� ْن أيب هري�ر َة َّ I
[وإين أنكرته].
ّ
. َ
فقال:
َ
قال :نعم.
. َ
قال:
محر. َ
قالٌ :
).(1 َ
قال:
نعم. َ
قالْ :
. َ
قال:
ون املذكور فاجتذبه ِ
إليه أن يكون يف أصوهلا ما هو بال ّل ِ ق�ال :لع ّل ُه نزع ُه ٌ
عرق].أي :لعله ْ َ
ُ َ
فجا َء عىل لونه].
).(2 َ
قال:
ِ
البادية:- رجل م ْن ِ
أهل ث -وعند ُه ٌ
كان يوم� ًا حيدّ ُ
ّبي ﷺ َ فع�ن أيب هريرة َّ :I
أن الن َّ
).(3
.
) (1األورق من اإلبل :الذي يف لونه بياض إىل سواد .والورقة :سواد يف غرة ،وقيل :سواد وبياض كدخان الرمث
[نوع من النبات] .لسان العرب [.[376/10
) (2رواه البخاري [ ]5309ومسلم [ ،]1500وقد سبق.
ذلك وبني اس�تواء الزّ رع ،ونجاز أمره ك ّله م َن البذر يف احلالْ ،
ومل يك ْن بني َ فنبت ُفبذرَ ، أي :أنه َ
أذن ل ُه يف الزرع َ )ْ (3
القلع واحلصد والتّذرية واجلمع والتّكويم ّإال قدر ملحة البرص .فتح الباري [.[27/5
قال :إنّا ُ
أهل رس�ول اهلل ﷺ ،حتّى ََ يعارض
ُ البدوي
ُّ ال ففط َن ،فا َ
زال البدوي عاق ً
ُّ َ
وكان
يرشب عليها احلرض ،إنّا يكفي أحدنا القبض ُة م َن الت ِ
ّمر ِ ِ
كأهل َ
معانون يف زماننا ،لسنا ِ
البادية
ُ
اخلصب).(3
ُ َ
فذلك الرشب ُة م َن ال ّل ِ
بن، ّ
ُ
رسول اهلل ﷺ ،باسمها نسميها ثمرا َء ،فدعا هبا عنز لنا ِ فمر ْت عندَ َ
احتلبت ،كنّا ّ
ْ قد ذلك ٌ ّ
. َ
وقال:
. ثم َ
قال: َّ
ُ أن يضع ُهَ ،
ثم أرا َد ْ الض ِ
رسول اهلل ﷺ: فقال ل ُه فرشب من ُه رشب ًة ضخم ًةَّ ،
َ يف فدفعت إىل ّ
ُ
) ،(1فعا َد.
ورشب ما شا َء اهلل.
َ فكر َر حتّى امت َ
أل، ّ ، ُ
رسول اهللِ: أن يضع ُهَ ،
فقال ل ُه ثم أرا َد ْ
َّ
ثم َ
قال: ث�م حلب ِ
فيه َ
،ومأل ُه َّ وقال: َ َّ
.
ِ
رشبت ِ
نسائه ،ك ّلا ثم أرسلني إىل إليه فحلب ِ
فيه َ رجعت ِ
،فمأل ُهَّ ، وقال: َ ُ ثم
َّ
،حتّى ر ّده َّن ك ّله َّن. امرأ ٌة ر ّدين إىل األخرىَ ،
وقال:
رددت ِ
إليه. ُ ثم
َّ
فلم ُآل ْ
أن ثم أعطاينْ ،فرشب ما ش�ا َء اهللَّ ،
َ ، ،فرفعت ُه َ
فقال: َ
فقال:
وقال: ِ
املس�كَ ، وأطيب م َن ِ
العس�ل، فرشبت رشاب ًا أحىل م َن
ُ ِ
القدح، ش�فتي عىل ِ
درج أضع
َ َّ َ
.يعني :العنز).(2
وخرج، فلا َ
طال عىل الفتى ّ
صىل ِ ّ ذات يو ٍم ّ
َ وصىل خلف ُه فتًى م ْن قومهّ ، هبم،
فصىل ْ فرجع َ
َ
َّ إن هذا ٌ ذلك ل ُهَ ،
فق�الَّ : ِ
ألخرن لنفاق، صىل معا ٌذ َ
ذكر َ فلا ّ َ
فأخ�ذ بخط�ا ِم بعريه ،وانطلقواّ ،
صنع الفتى.رسول اهلل ﷺ ،فأخر ُه معا ٌذ با ّلذي َ
َ
فيطو ُل علينا.
يرجعّ ،
ُ ثم َ
عندكَّ ، َ
املكث رسول اهللُِ ،
يطيل َ َ
فقال الفتى :يا
. ُ
رسول اهلل ﷺ: َ
فقال
. َ
وقال للفتى:
َ
دندنتك وأسأل اهلل اجلنّ َة وأعو ُذ ِبه م َن الن ِّارّ ،
وإين ال أدري ،ما ُ ِ
الكتاب، ِ
بفاحتة قال :أقر ُأ
َ
معاذ؟ودندن ُة ٍ
. ُ
رسول اهلل ﷺ: َ
فقال
سيعلم معا ٌذ إذا قد َم القو ُم.
ُ قالَ :
قال الفتى :ولك ْن َ
قال :فقدمواَ .
قال :فاستشهدَ الفتى. العدو قدْ دنواَ .
َّ وقدْ خروا َّ
أن
. ذلك ٍ
ملعاذ: ّبي ﷺ بعدَ َ َ
فقال الن ُّ
وكذبت ،استشهدَ ).(1
ُ َ
صدق اهللَ َ
رسول اهللِ، َ
قال :يا
أنس بن ٍ
مالك َ I ع ْن ِ
تسبق. ّبي ﷺ ناق ٌة ّ
تسمى العضبا َء ،ال تكا ُد ُ قالَ :
كان للن ِّ
املسلمني، ذلك عىل َ
رس�ول اهلل ﷺ ،فس�بقه .فاش�تدَّ َ فس�ابق ٍ
قعود)،(2 يب عىل
َ َ فجا َء أعرا ٌّ
ِ
سبقت العضبا ُء. وقالوا:
ُ
رسول اهلل ﷺ: وجوههم َ
قال ْ فلا رأى ما يف
ّ
).(3
ُّ
احلث عىل التّواضعِ.
ِ للر ِ
واملسابقة عليها. كوب، ّاختا ُذ اإلبل ّ
أن أعراب ّي ًا يسابق ُه.
ريض َّ ِ
لكونه ّبي ﷺ وتواضع ُه؛ حس ُن ِ
َ خلق الن ِّ
) (1رواه ابن خزيمة [ ،]1634وقال األلباين« :إسناده جيد» .صفة صالة النبي ﷺ [ص ،]106وهو يف البخاري
] ،]705ومسلم [ ]465خمترص ًا.
أن يكون اب َن ِ
سنتني إىل ْ َ ذلك ْ
أن يركبّ ،
وأقل َ َ هو البكر حتّى
اجلوهريَ :
ّ قال ِ
اإلبلَ ، كوب م ْن
الر َ
استحق ّ
َّ ) (2وهو ما
فيسمى مجالً .لسان العرب [.[359/3
ّ السادسة، َ
يدخل ّ
) (3رواه البخاري [.[2872
كل ٍ ِ
يرتفع ّإال ات َ
ّضع).(1 ُ يشء منها ال أن َّ
لإلشارة إىل َّ التّزهيدُ يف الدّ نيا؛
ﷺ
اجلاهلني).(1
َ فح ِ
عن كان مأمور ًا ّ
بالص ِ وإنّا مل ْ يعاقب ُه أل ّن ُه ﷺ َ
ٍ
طيالسة مكفوف ٌة قال :أتى النّبي ﷺ أعرايب ِ
عليه ج ّب ٌة م ْن بن ٍ
عمرو َ L وعن ِ
عبد اهلل ِ
ٌّ َّ ْ
كل را ٍع ِ
ابن راعٍ، يرف�ع َّ
َ صاحبك�م هذا) (2يري�دُ ْ
أن ْ إن بديب�اجَ ،
فقالَّ : ٍ ٍ
بديب�اجْ ،أو م�زرور ٌة
ٍ
فارس. فارس ِ
ابن ٍ ويضع َّ
كل َ
ثياب م ْن ال َ
عليك َ فأخذ بمجام ِع ج ّب ِته ،فاجتذب ُهَ ،
وقال :ال أرى َ ّبي ﷺ مغضب ًا،
فقا َم الن ُّ
فجلسَ ،
فقال: َ ُ
رسول اهلل ﷺ، رجع
ثم َ ُ
يعقلَّ ،
S
).(3
ثم جاء ُه َ
فقال :أقلني بيعتي. َّ
فأبى.
ثم جاء ُه َ
فقال :أقلني بيعتي. َّ
يب).(1
فخرج األعرا ُّ
َ فأبى،
).(2 ُ
رسول اهلل ﷺ: َ
فقال
أسلم ْ
أن يرتك اإلسالم ،وال مل ْن َ ّبي ﷺ بيعته ،أل ّن ُه ال جيوز مل ْن
إنّا مل ْ يقل ُه الن ّ
يب
أن يرتك اهلجرة ويذهب إىل وطنه ْأو غريه .وهذا األعرا ّ ّب�ي ﷺ للمقا ِم عنده ْ هاج�ر إىل الن ّ
َ
ّبي ﷺ عىل املقام مع ُه).(3
وبايع الن ّ
َ هاجر
َ َ
كان مم ّ ْن
أي :يصفو وخيلص ويتم ّيز ،ومعنى احلديث :أ ّن ُه خيرج م َن املدينة م ْن مل ْ ْ
خلص إيانه).(5
َ خيلص إيانه ،ويبقى فيها م ْن
وفت�ح ِ
بالد ِ ِ
كن�رش العل ِم، ٍ
صحيحة، إليهم فإنّ�ا خرجوا ملقاص�دَ املش�ار املذك�ور ،وأ ّم�ا
ْ ُ ُ
ِ
املدينة ِ
فض�ل ِ
اعتقاد َ
ذل�ك عىل مع ِ ِ ِ
واملرابط�ة يف ال ّث ِ ال�رش ِك،
وهم َ
غ�ور وجهاد األع�داءْ ، ّ
وفضل سكناها).(1 ِ
لئال يقع البرص عىل أن االس�تئذان م�رشوع ومأمور ِبه ،وإنّا َ
جعل ّ «معنا ُهَّ :
أن ينظر يف جحر باب وال غريه مما هو متعرض ِ
فيه؛ لوقو ِع برصه عىل ٍ
ألحد ْ احلرام ،فال ُّ
حيل
ّ َ ّ
امرأة أجنب ّية.
ٍ ٍ
بخفيف ففقأها؛ فال ويف ه�ذا احلديث :جواز رمي عني املتط ّل�ع بيشء خفيفْ ،
فلو رما ُه
كان قدْ نظر يف بيت ليس ِ
فيه امرأة حمرم»).(7 ضان ،إذا َ
َ
َ ،
فقال قال: ٍ
مريض يعود ُه َ ّبي ﷺ إذا َ
دخل عىل َ
وكان الن ُّ َ
قال:
. ل ُه:
القبور.
َ شيخ ٍ
كبري تزير ُه تثور عىل ٍ
تفورْ ،أو ُ
محى ُ كال ْبل َ
هي ّ طهور! ّ
ٌ َ
قال :قلت:
املريض إذا دخل عليه أن يقول :ال بأس طهور إن شاء اهلل.
َ أنه ينبغي ملن عاد
ﷺ
).(4 ْأو َ
قال: ّبي ﷺ: َ
فقال الن ُّ
أي :ساكن باديتنا ،أو هيدي إلينا من صنوف نبات البادية ،وأنواع ثارها فصار
كأنه باديتنا ،أو إذا احتجنا متاع البادية جاء به إلينا ،فأغنانا عن الرحيل.
ِ
احل�ارضة ،أو أنه ال يقص�د بالرجوع إىل نجه�زه با حيتاجه من
أيّ :
)(1
احلارضة إال خمالطتنا.
مليح السرية.
أي :قبيح الصورة ،مع كونه َ
ففي�ه التنبي�ه عىل أن املدار عىل حس�ن الباطن ،ولذا جاء يف احلدي�ث:
).(2
س�ت ِ
لرس�ول اهلل ﷺ بكر ًة)ّ ،(3
فعوض ُه منها َّ أن أعراب ّي ًا أهدى
وع�ن أيب هري�رة َّ :I
ّ
فتسخط ُه).(4 ٍ
بكرات،
ثم َ
قال: ِ َ
فبلغ َ
ّبي ﷺ ،فحمدَ اهللَ وأثنى عليه َّ
ذلك الن َّ
).(5
ِ
االس�تكثار ،وإنّا طلب ُ قبول اهلدي ِ
�ة مم ّ ْن َ «ك�ر َه َ
الباعث ل� ُه عليها َ كان ّ
اهلم ِة ،وقط ِع
وعلو ّ
ِّ
ِ
س�خاوة الن ِ
ّفس، فيهم م ْن
عرف َْ ِ
الفضيلة؛ ملا فيه ِ
هبذه خ�ص املذكوري�ن ِ
َ َّ
ِ
األعواض»).(6 ّظر ع ْنالن ِ
كان ِ
عليه، ّب�ي ﷺ يتقاضا ُه دين� ًا َ
يب إىل الن ِّ
ع�ن أيب س�عيد اخلدري Iقال :ج�ا َء أعرا ٌّ
عليك ّإال قضيتني!
َ أحر ُج ِ
عليه حتّى َ
قال ل ُهّ : فاشتدَّ
أطلب ح ّقي.
ُ َ
قالّ :إين
. للر ِ
جل: ُ
رسول اهلل ﷺ ّ َ
فقال
).(1 ُ
رسول اهلل ﷺ: َ
فقال
ﷺ
ٍ
حابس األقرع ب ُن
ُ عيل ،وعند ُه ُ
رس�ول اهلل ﷺ احلس� َن ب َن ٍّ قال :ق ّب َل
عن أيب هرير َة َ I
ّميمي جالس ًا.
الت ُّ
منهم أحد ًا. ِ األقرعَّ : َ
لت ْ الولد ما ق ّب ُ إن يل عرش ًة م َن ُ فقال
).(2 ثم َ
قال: ُ فنظر ِ
رسول اهلل ﷺَّ ، إليه َ
لهم. الص َ
بيان؟ فا نق ّب ْ لون ّ ّبي ﷺَ ،
فقال :تق ّب َ يب إىل الن ِّ وع ْن عائش َة ْ J
قالت :جا َء أعرا ٌّ
).(3 ّبي ﷺ: َ
فقال الن ُّ
) (1رواه أمحد [ ،]25780وقال اهليثمي« :إسناده صحيح» .جممع الزوائد [ ،]248/4وحسنه األرنؤوط.
) (2رواه البخاري [ ،]5997ومسلم [.[2318
(3)9رواه البخاري [ ،]5998ومسلم [.[2317
فهم ال يأتونك يا حممد لتغفر هلم ،ولكن لتطلب هلم من اهلل املغفرة.
ﷺ
بالزنا.
ائذن يل ّ َ
رسول اهللِْ ، ّبي ﷺَ ،
فقال :يا إن فتًى شا ّب ًا أتى الن َّ ع ْن أيب أمام َة َ I
قالَّ :
فأقبل القوم ِ
عليه ،فزجرو ُه .قالوا :م ْه م ْه. َ
ُ
.فدنا من ُه قريب ًا. َ
فقال:
َ
فداءك. َ
قال :ال واهللِ ،جعلني اهلل
. َ
قال:
وهك�ذا اس�تدل النب�ي ﷺ بقبح الزنا يف أع�ني الناس؛ فإهنم ال يرضون�ه ألمهاهتم ،وال
فعامل الناس ب�ا حتب أن يعاملوك به ،وما تكرهه لنفس�ك فاكرههِ لبناهت�م ،وال ملحاره�م،
للناس.
ش�اب ط ّبق
ٍّ املحرمة ،وأبغض الزنا عن قناعة .ولو أن كل
كف الش�اب ع�ن نزوته ّ
وهنا َّ
َ
احلديث يف نزواته ملا زنى أحدٌ ؛ ألنه ال يرىض ذلك يف حمارمه).(1 هذا
لق�د تعام�ل مع�ه ﷺ ب�كل رف�ق ورمحة ،كي�ف ال ،وق�د أخ�ر اهلل عنه بقول�ه( :ﭙ
ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ)
]آل عم�ران ،[159 :وهذه ش�هادة من اهلل تعاىل لنب ّيه ﷺ برمحت�ه بالناس كافة ذكرهم وأنثاهم،
صغريهم وكبريهم ،برهم وفاجرهم.
ق�ال اب�ن كثري يف قوله تع�اىل( :ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ) ،أي :لو كنت س� ّي َئ الكالم
ق�اس القلب عليهم النفض�وا عنك وتركوك ،ولك َّن اهلل مجعه�م عليك ،وأالن جانبك هلم
َ
تأليف� ًا لقلوهب�م ،كا قال عبد اهلل ب�ن عمرو :Iإنه رأى صفة رس�ول اهلل ﷺ يف الكتب
املتقدمة :أنه «ليس ٍّ
بفظ ،وال غليظ ،وال ّ
س�خاب يف األس�واق ،وال جيزي بالس�يئة الس�يئة،
)(3
ولكن يعفو ويصفح).«(2
عاجلت َ
رسول اهلل ّإين ّبي ﷺ َ
فقال :يا ٍ
مسعود Iقال :جا َء ٌ ع ْن عبد اهلل ِ
ُ رجل إىل الن ِّ بن
شئت.
فاقض َّيف ما َ ِ أمسها ،فأنا هذا، دون ْ
أصبت منها ما َ ِ
أن ّ ُ وإين
امرأ ًة يف أقىص املدينةّ ،
)(4
َ
نفسك!! سرتت
َ َ
سرتك اهلل ْلو عمر :لقدْ َ
فقال ل ُه ُ
ّبي ﷺ شيئ ًا.
فلم ير َّد الن ُّ
ْ
فانطلق.
َ الر ُ
جل، فقا َم ّ
عليه ِ
هذه اآلي َة( :ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ال دعاه ،وتال ِ
ّبي ﷺ رج ً ُ
فأتبع� ُه الن ُّ
ﮯﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕﯖ ﯗ ﯘ ﯙ) [هود.[114 :
خاص ًة؟
نبي اهلل هذا ل ُه ّ فقال ٌ
رجل م َن القوم :يا َّ َ
).(1 َ
قال:
. ويف رواية البخاري:
أحل�ق هب�ا م�ن
َ ِ
الصل�وات اخلم�س ،وم�ا (ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ) أي :ه�ذه
وتوجب الثواب ،فإهنا تقر ُب إىل اهلل، ِ التطوعات من ِ
ُ أكر احلسنات ،وهي :مع أهنا حسنات ّ ّ
ِ
السيئات وتحوها. تذهب
ُ
الصغائ�ر ،كا ق ّيدهت�ا األحاديث الصحيح�ة عن النب�ي ﷺ ،مثل قوله:
).(2
وكا ق ّيدهتا اآلية التي يف سورة النساء ،وهي قوله تعاىل( :ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ
ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ) [النساء.(3)[31 :
بظاه�ر قول�ه تع�اىل( :ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ) املرجئ� ُة ،وقال�واَّ :
إن ِ وتس َ
�ك ّ
كانت ْأو صغريةَ ،
ومحل اجلمهور ه�ذا املطلق عىل املق ّيد يف كل س� ّيئة كب�رية ْاحلس�نات تك ّف ُر ّ
الصحيح.
احلديث ّ
واستدل هبذا احلديث عىل عدم وجوب احلدّ يف القبلة وال ّلمس ونحومها ،وعىل سقوط َّ
عم ْن أتى شيئ ًا منها ،وجا َء تائب ًا نادم ًا).(4 التّعزيز ّ
النب�ي ﷺ طالبني منه إقامة احلدِّ عليهم بس�بب م�ا اقرتفوه من ٍ
واحد إىل غ�ري
ِّ فق�د ج�اء ُ
) (1رواه البخاري [ ،]526ومسلم [.[2763
) (2رواه مسلم [ ]233عن أيب هريرة .I
) (3تفسري السعدي [.[391/1
) (4فتح الباري [.[357/8
اإلرصار؛ أقام
َ ُ
حياول يف أول األمر رصفهم ،فإذا وجد منهم الذن�وب واملعايص ،ف�كان ﷺ
عليهم احلدَّ .
َ
رس�ول ّبي ﷺَ ،
فقال :يا ٍ ِ
احلصيب َ I ع� ْن بريد َة ِ
ماعز ب ُن مالك إىل الن ِّ
قال :جا َء ُ ب�ن
طهرين.
اهلل ّ
. َ
فقال:
طهرين. َ
رسول اهلل ّ َ
فقال :يا
. ُ
رسول اهلل ﷺ: َ
فقال
نعم. َ
فقالْ :
. َ
قال:
َ
رسول اهلل. َ
قال :ال يا
. َ
فقال:
نعم. َ
قالْ :
ِ
برمجه. أمر فعندَ َ
ذلك َ
ِ
الغرقد ،فا أوثقنا ُه ،وال حفرنا ل ُه. قال :فانطلقنا ِبه إىل بقي ِع
َ
ِ
واخلزف).(1 ِ
واملدر فرمينا ُه بالعظ ِم
ِ
بجالميد فانتصب لنا ،فرمين�ا ُه احل�ر ِة)،(3
َ ع�رض ّ َ فاش�تدَّ ) ،(2واش�تددنا خلف ُه حتّى أتى
احلر ِة) (4حتّى َ
مات. ّ
ِ
املوت. ومس ِ ِ فذكروا َ
مس احلجارةَّ ، حني وجدَ َّ
لرسول اهلل ﷺ أ ّن ُه َّفر َ ذلك
. ُ
رسول اهلل ﷺ: َ
فقال
جلس.
ثم َجلوس ،فس ّل َمَّ ،
ٌ وهم ُ
رسول اهلل ﷺ ْ ثم جا َء
َّ
. َ
فقال:
بن ٍ
مالك. غفر اهلل ِ
ملاعز ِ َ
قال :فقالواَ :
أو العظامْ ،أو اخلزفِ ،
أو اخلشب ،وغري َ
ذلك أو املدرِ ،
باحلجرِ ،
ِ الرجم حيصل ّفق ِ
عليه العلاء َّ
أن ّ ) (1هذا دليل ملا ات َ
تتعني األحجار. ِ
ممّا حيصل به القتل ،وال ّ
) (2أي :هرب.
أي :جانبها.
)ْ (3
أي :احلجارة الكبار.)ِ (4
. ُ
رسول اهلل ﷺ: قالَ :
فقال َ
. َ
قال:
الزنا.
قالتّ :إهنا حبىل م َن ّ
ْ
. َ
فقال:
نعم.
قالتْ :
ْ
. َ
فقال هلا:
وضعت.
ْ ِ
األنصار حتّى قال :فكفلها ٌ
رجل م َن َ
ِ
وضعت الغامد ّي ُة. ّبي ﷺَ ،
فقال :قدْ َ
قال :فأتى الن َّ
. َ
فقال:
نبي اهلل.
فقال :إ َّيل رضاع ُه يا َّ ِ
األنصارَ ، فقا َم ٌ
رجل م َن
َ
قال :فرمجها).(1
أن يبادر إىل التّوبة منها ،وال خير هبا أحد ًا ،ويسترت
وقع يف معصية ْ
يستحب مل ْن َ
ُّ أ ّن ُه
عن النّاس.ذلك ِ ِ
وسرت َ أن يأمره بالت ِ
ّوبة، فيستحب ْ ّفق أ ّن ُه خير أحد ًا بسرت اهللِ ،
وإن ات َ ِ
ُ ُّ
ِ
الفاعل ،وال يفضح ُه وال يرفع ُه ذلك أن يس�رت عىل يس�تحب ِ
ملن ا ّط َ
لع عىل مثل َ ُّ أ ّن ُه
إىل اإلمام.
ِ
بالفاحش�ة جماهر ًا ّ
فإين ه�ذا ك ّله يف غري املجاهر ،فأ ّم�ا إذا َ
كان متظاهر ًا
هو وغري ُه. ِ
أحب مكاشفته والتّريح به؛ لينزجر َّ
القصة م ْن ِ
وقع يف ه�ذه ّ
�ت يف إزه�اق نفس املس�لم ،واملبالغ�ة يف صيانته مل�ا َ التّث ّب ُ
خطأ يف معنى إليه بالرجو ِع واإلش�ارة إىل قبول دعواه ِ
إن ا ّدعى إكراه ًاْ ،أو ً ترديده ،واإلياء ِ
ُ ّ
ال ْأو غري َ
ذلك. الزناْ ،أو مبارشة دون الفرج مث ً
ّ
بفعل الفاحش�ة عن�د اإلمام ،ويف املس�جد والتّرصي�ح ِ
فيه با مرشوع ّي� ُة اإلق�رار ِ
ِ
َ
لذلك. يستحيى م َن التّل ّفظ به م ْن أنواع ّ
الرفث يف القول م ْن أجل احلاجة امللجئة
ِ
إلقام�ة احلدّ ؛ أق�ر ٍ
بأمر حمتمل ِ
بالصوت الع�ايل وإعراض اإلم�ام ع ْن م ْن َّ
ن�داء الكب�ري ّ
ذلك لريتّب ِ
عليه مقتضا ُه. يفر ُه با ال يوجب حدّ ًا ْأو يرجع ،واستفساره ع ْن رشوط َ ِ
الحتال ْ
أن ّ
َّ
أن إقرار املجنون الغٍ.
ورجم.
َ ّبع
وإال ات َ َ
فذاكّ ، بالرجو ِع
رص َح ّ أقر يرتكْ ،
فإن ّ بالزنا إذا َّ
املقر ّ َّ
أن ّ
كان محلها من زن ًا أو غريه ،وهذا جممع ِ
عليه أ ّن ُه ال ترجم احلبىل حتّى تضع ،س�واء َ
ْ ْ
وهي حامل مل ْ جتلد باإلمجا ِع حتّى تضع. لئال يقتل جنينها ،وكذا ْلو َ
كان حدّ ها اجللد َ ّ
الرجل.
وهي حمصنة كا يرجم ّ
زنت َ َّ
أن املرأة ترجم إذا ْ
يقت�ص منها حتّى تضع ،وهذا جممع
ّ وهي حامل ال
وجب عليها قصاص َ
َ َّ
أن م� ْن
يقتص منها بعد وضعها حتّى تس�قي ولدها ال ّلبن، ِ
الزاني�ة ،وال ُّ
ث�م ال ترجم احلامل ّ
علي�هَّ .
ويستغني عنها ِ
بلبن غريها).(1
رجل ِ
املسجد ،ونح ُن قعو ٌد مع ُه ،إ ْذ جا َء ٌ ُ
رسول اهلل ﷺ يف ع ْن أيب أمام َة َ I
قال :بينا
أصبت حدّ ًا فأقم ُه َّ
عيل. ُ َ
رسول اهلل ّإين َ
فقال :يا
ُ
رسول اهلل ﷺ ،ومل ْ يسأل ُه عن ُه. فسكت عن ُه
َ
) (1ينظر :فتح الباري [ ،]126/12رشح النووي عىل صحيح مسلم [.[201/11
ُ
رس�ول اهلل ﷺ: َ
فق�ال ل ُه
.
َ
رسول اهلل. َ
قال :بىل يا
. َ
قال:
َ
رسول اهلل. نعم يا َ
فقالْ :
).(1 ْأو َ
قال: ُ
رسول اهلل ﷺ: َ
فقال ل ُه
يبنيّ ْ
هل لإلما ِم أقر باحلدِّ ْ
ومل ْ «ب�اب إذا َّ
ُ ) (1رواه البخ�اري [ ]6823ومس�لم [ ،]2764وترجم له البخاري بقوله:
أن يسرت ِ
عليه؟». ْ
َ
) (2فتح الباري [.[134/12
) (3فتح الباري [.[134/12
) (4إعالم املوقعني [.[17/3
أصحاب
ُ احتج
أقيم عليها ،وهب�ا َّ ريب َّ
أن احل�دَّ َ ِ
تائب�ني ،وال َ ري�ب ّأهن�ا جاءا
َ َ
قي�ل :ال
ِ
اآلخر. ِ
القول
وأن التّوب َة ّ
مطهرةٌ ،ومها مطه ٌرَّ ، فأجاب با مضمون ُه َّ
بأن احلدَّ ّ َ وسألت شيخنا ع ْن َ
ذلك؛ ُ
ّبي ﷺ ّطهري بمجر ِد الت ِ
ّوبة ،وأبيا ّإال ْ اختارا التّطهري باحلدِّ عىل الت ِ
يطهرا باحلدِّ ،فأجاهبا الن ُّ
أن ّ ّ َ
حق ماعزٍ: ِ ِ ِ ِ
ذل�ك ،وأرش�دَ إىل اختي�ار التّطهري بالتّوبة ع�ىل التّطهري باحلدِّ َ ،
فق�ال يف ِّ إىل َ
جاز ترك ُه. تعني احلدُّ بعدَ الت ِ
ّوبة ملا َ ولو ّ َ
ْ ،
اعرتف ِ
ب�ه: ِ
لصاحب احلدِّ ا ّلذي أن يرتك ُه كا َ
ق�ال بني ْ
خمري َ ْ
َ ب�ل اإلم�ا ُم ّ ٌ
ّطهري ِبه. ِ يقيم كا أقام ُه عىل ٍ
ماعز والغامد ّية ّملا اختارا إقامت ُه ،وأبيا ّإال الت َ أن َ وبني ْ
َ ،
ِ
يأبيان ّإال إقامت ُه عليها. ّبي ﷺ مرار ًا ،ومها َ
ولذلك ر ّدمها الن ُّ
ِ
مسلك وبني جتوز إقامته بعدَ الت ِ
ّوبة ألب ّت َةَ ، مس�لك م ْن ُ
يقول :ال ُ ِ ُ
وسط بني ُ
املس�لك وهذا
ُ
ِ تدل ّإال عىل هذا السنّ َة رأيتها ال ُّ ِ ِ م ْن ُ
القول أثر للتّوبة يف إسقاطه ألب ّت َة ،وإذا تأ ّملت ّيقول :ال َ
أعلم).(1 ِ
الوسط ،واهلل ُ
خرجت عىل ِ
عهد ْ وائل الكن�دي عن ِ
أبيه َّ
أن ام�رأ ًة بن ٍ وقري�ب م�ن هذا حديث علقم� َة ِ
ِّ ْ
رجل ،فتج ّللها) ،(2فقىض حاجت ُه منها. الصالةَ ،فتل ّقاها ٌ رسول اهلل ﷺ تريدُ ّ ِ
فصاحت.
ْ
فانطلق.
َ
جل َ
فعل يب كذا وكذا. الر َ إن َ
ذاك ّ فقالتَّ :
ْ ومر عليها ٌ
رجل، َّ
جل يف ِ
طلبه. الر ُ
فذهب ّ
َ
جل َ
فعل يب كذا وكذا. الر َ إن َ
فقالتَّ : ٍ
ذاك ّ ْ بعصابة م َن املهاجري َن، ومر ْت
ّ
إشكال وجوابه:
) (1رواه الرتمذي [ ،]1454وأبو داود [ ،]4379وأمحد [ ،]26698وصححه األلباين يف الصحيحة [.[900
) (2عون املعبود [.[165/12
فقالت:
ْ ِ
فجاءت الغامد ّي ُة، قال – بع�د ذكر قصة ماعز:- ِ
احلصيب َ I ع�ن بريد َة بن
فطهرين ،وإ ّن ُه ر ّدها.
زنيتّ ،
ُ َ
رسول اهللّ ،إين قدْ يا
رددت ماعز ًا ،فواهلل ّإين
َ رس�ول اهللِ ،مل َ ت�ر ّدين لع ّل َك ْ
أن تر ّدين كا َ قالت :يا فل�ا َ
كان الغدُ ْ ّ
حلبىل.
َ
قال:
فقالت:
ْ خبز، ،فلا فطمته أتته بالصبي يف ِ
يده كر ُة ٍ ُ ُ ّ ِّ ّ
أمر هبا،
ثم َاملسلمنيَّ ،
َ ٍ
رجل م َن بي إىل
الص َّ
فدفع ّ
َ نبي اهلل قدْ فطمت ُه ،وقدْ َ
أكل ال ّطعا َم، هذا يا َّ
ّاس ،فرمجوها.
وأمر الن َ
فحفر هلا إىل صدرهاَ ،
َ
فسمع وجه ٍ
خالد ،فس ّبها، فتنضح الدّ م عىل ِ ٍ ِ ُ
َ ُ بحجر ،فرمى رأس�ها ّ َ الوليد فيقبل خالدُ ب ُن
نب�ي اهلل ﷺ س� ّب ُه إ ّياه�اَ ،
فقال: ُّ
. )(1
ودفنت).(2
ْ أمر هباّ ،
فصىل عليها، ثم ََّ
زنت؟
نبي اهلل وقدْ ْ عمرّ :
تصيل عليها يا َّ زاد يف روايةَ :
فقال ل ُه ُ
َ
فقال:
).(3
ِ
لكثرة مطالبات النّاس ل ُه َ
وذل�ك أن املك�س م ْن أقبح املعايص ّ
والذنوب املوبقات؛ َّ
بغري ح ّقها ،ورصفها يفأمواهلم ِ
ْ ذلك من ُه وانتهاكه للن ِ
ّاس ،وأخ�ذ وتكرر َ
وظالماهت�م عن�ده ّ
ْ
غري وجهها.
غريهم. يصيل ِ
عليه أن اإلمام وأهل الفضل يص ّل َ
ون عىل املرجوم كا ّ داللة َّ
ْ
سقوط إثم املعايص الكبائر بالت ِ
ّوبة).(4 ُ
كل ٍ
حال ال س ّيا وإقامة ِ
باحلدود وس�قوط اإلثم متي ّق ٌن عىل ّ فاجلوابَّ :
أن حتصيل الراءة
ّبي ﷺ. احلدّ ِ
بأمر الن ّ
ٍ
بيشء م� ْن رشوطها ،فتبقى املعصي ُة وأن َّ
خيل تك�ون نصوح ًاْ ،
َ فيخاف ْ
أن ال ُ وأ ّم�ا التّوب�ة
بطريق متي ّق�ن دون ما يتطرق ِ
إلي�ه احتال .واهلل ٍ وإثمه�ا دائ� ًا ِ
عليه ،فأرادا حص�ول الراءة
ّ
أعلم»).(1
يف هذه الرواي�ة أن النبي ﷺ مل يرمجها إال بع�د أن أرضعت وليدها وفطمت ُه،
الصبي ،فرمجها رس�ول اهلل ﷺ ِ
الس�ابق أن رجال من األنص�ار تك ّفل بإرضاع ِ
احلدي�ث ويف
ِّ
مبارشة.
فإن ال ّثانية رصحية يف َّ
أن ِ
وايتان ظاهرمها االختالفَّ ، الر ِ
قال النووي« :فهاتان ّ
رمجها َ
كان بعد فطامه وأكله اخلبز ،واألوىل ظاهرها أ ّن ُه رمجها عقب الوالدة.
ِ ِ
صحيحتان، وايتان والر وجيب تأويل األوىل ،ومحلها عىل وفق ال ّثانية؛ ّ
ألهنا قض ّية واحدةّ ،
وال ّثانية منها رصحية ال يمكن تأويلها.
).(1 ُ
رسول اهلل ﷺ: َ
فقال
أن ِ
بتزيينه ل ُه املعصي َة ْ الش�يطان يريدُ أن ّ بذلكَّ ،
َ َ
�يطان عوهنم ّ
الش «ووج ُه
ْ
الش ِ
يطان. حصلوا مقصو َد ّ ِ حيصل له اخلزي ،فإذا دعوا ِ
فكأهن ْم قدْ ّ
باخلزيّ ، عليه ُ ُ
باإلبعاد عن ِ
رمحة اهلل كال ّل ِ ِ ذلك منع الدّ ِ
عن»).(3 ْ عاء عىل العايص ويستفا ُد م ْن َ ُ
ٍ
رجل قدْ م�ر عىل أن أبا ال�دّ ِ
أث�ر أيب قالب َة َّ
-ريض اهللُ تعاىل عن ُهَّ -
َ رداء وقري�ب م�ن ذلك ُ
أصاب ذنب ًا ،فكانوا يس ّبون ُه.
َ
ِ
مستخرجيه؟ ٍ
قليب)ْ ،(4أمل تكونوا أرأيتم ْلو وجدتو ُه يف َ
فقال:
ْ
قالوا :بىل.
عافاكم.
ْ أخاكم ،وامحدوا اهللَ ا ّلذي
ْ َ
قال :فال تس ّبوا
فهو أخي).(5
أبغض عمل ُه ،فإذا ترك ُه؛ َ َ
قال :إنّا ُ
تنايف بني ارتكاب النّهي ،وثبوت حم ّبة اهلل ورسوله يف قلب املرتكب؛ أل ّن ُه ﷺ
أنّه ال َ
صدر من ُه.
َ مع وجود ما
هلل ورسوله َ
حيب ا َ
املذكور ُّ
َ ر َّ
بأن أخ َ
أن يكون استمرار ثبوت حم ّبة اهلل ورسوله يف قلب العايص مق ّيد ًا با إذا ند َم عىل وحيتمل ْ
ِ
بخالف م� ْن مل ْ يقع من ُه َ
ذلك، املذكور، نب وق�وع املعصي�ة ،وأقيم ِ
عليه احلدُّ ،فك ّف َ�ر عن ُه ّ
َ الذ َ َ
العفو ذلك ُ
نسأل اهللَ يسلب من ُه َ أن يطبع عىل ِ
قلبه يش ٌء حتّى نب ْ الذ ِ ِ
بتكرار ّ فإ ّنه خيشى ِ
عليه
َ َ ُ
والعافي َة).(2
ِ
اخلمر؛ رشب يكثر املعني ا ّلذي َ «قدْ هنى النّبي ﷺ عن ِ
لعنة هذا ّ ِ
َ كان ُ ْ ُّ
ِ
اخلمر مطلق ًا. شارب
َ مع أ ّن ُه ﷺ لع َن
هلل ورسول ُهَ ،
حيب ا َ ال َ
ذلك بأ ّن ُه ُّ مع ّل ً
ِ
غالمه ح ّل ٌة ،فسألت ُه ِ
وعليه ح ّل ٌة ،وعىل لقيت أبا ذر بالر ِ
بذة)،(1 ٍ
سويد َ
قالُ : بن ِ
املعرور ِ ِ
عن
ٍّ ّ
فعريت ُه بأ ّم ِه.
ساببت رجالًّ ،
ُ ذلك َ
فقالّ :إين ع ْن َ
).(3
ِ
احلرقة)،(5 ُ
رسول اهلل ﷺ إىل عن أسام َة بن ٍ
زيد Lقال :بعثنا َ
فهزمناهم.
ْ فص ّبحنا القو َم،
) (1من قرى املدينة عىل ثالثة أيام قريبة من ذات عرق عىل طريق احلجاز .معجم البلدان [[24/3
أخالقهم.
ْ أي :هذا التّعبري م ْن أخالق اجلاهل ّية ،ففيك خلق م ْن
)ْ (2
) (3رواه البخاري [ ،]30ومسلم [ ،]1661وقد سبق.
) (4فتح الباري [.[85/1
ِ
لكثرة م ْن بالس�ها ِم ٍ َ
فأحرقوهم ّ
ْ م�رة بن ذبيان
بينهم وبني بني ّ
ْ كانت
لوقعة ْ بذل�ك س�موا
وه�م بط�ن م ْن جهينةّ ،
ْ )(5
منهم.
قتلوا ْ
َ
فق�ال يا أس�ام ُة:
.
متعوذ ًا).(1
كان ّقلتَ :
ُ
. قال:
ﷺ
ِ
للثالثة املتخ ّلفني عن غزوة تبوك. جتىل ذلك يف هجره وقد ّ
ال م ْن َ
تبوك ،حرضين توج َه قاف ً َ فلا بلغني َّ ٍ َ
رس�ول اهلل ﷺ قدْ ّ أن كعب ب ُن مالكّ .. :
قال ُ
ِ
سخطه غد ًا؟ أخرج م ْن بم ُ ب ّثي،
ُ وأقولَ : الكذب،
َ فطفقت أتذك ُّر
ُ
كل ذي ٍ
رأي م ْن أهيل. ذلك َّ
وأستعني عىل َ
ُ
فأمجعت صدق ُه. ٍ
بيشء أبد ًا، أنجو من ُه ُ
ُ عرفت ّأين ل ْن َ
ُ الباطل حتّى زاح عنّي
ثم َ
ثم ِ باملسجد ،فركع ِ
ِ وكان إذا قد َم م ْن ٍ
سفر بد َأ َ ُ
رسول اهلل ﷺ قادم ًا،
ركعتنيَّ ، فيه َ وص ّب َح
جلس للن ِ
ّاس. َ
وثانني
َ وحيلف�ون ل ُه ،وكانوا بضع ًة
َ يعتذرون ِ
إليه، َ ذل�ك جاء ُه املخ ّل َ
فون ،فطفقوا فعل َفل�ا َ
ّ
رسائرهم إىل اهلل.
ْ َ
ووكل هلم،
واستغفر ْ
َ وبايعهم،
ْ عالنيتهم،
ْ ُ
رسول اهلل ﷺ منهم رجالًَ ،
فقبل ْ
. ثم َ
قال: ِ
املغضبَّ ، تبس َم
تبس َم ّ
مت ّفلا س ّل ُ
جئتّ ،
حتّى ُ
بني ِ
يديه؟ جلست َ
ُ فجئت أميش حتّى
ُ
. َ
فقال يل:
سأخرج
ُ لرأيت ّأين
ُ غريك م ْن ِ
أهل الدّ نيا؛ َ جلس�ت عندَ
ُ َ
رس�ول اهللِّ ،إين واهلل ْلو قلت :يا
ُ
أعطيت جدالً.
ُ بعذر ،ولقدْ ِ
سخطه ٍ م ْن
) (1رواه أبو داود [ ،]4875والرتمذي [ ،]2502وصححه األلباين يف صحيح اجلامع [.[5140
) (2حتفة األحوذي [.[177/7
. ُ
رسول اهلل ﷺ: َ
قال
ٌ
رجال م ْن بني سلم َة ،فاتّبعوين. وثار
فقمت َ
ُ
ب�ه ِ
إليه رس�ول اهلل ﷺ با اعتذر ِ
ِ اعت�ذرت إىل
َ َ
تك�ون عج�زت يف ْ
أن ال َ فقال�وا يل :لق�دْ
َ
رسول اهلل ﷺّ ،
فأكذ َب نفيس. ِ أرجع إىل
َ أردت ْ
أن ُ املخ ّل َ
فون ،فواهلل ما زالوا يؤنّبونني حتّى
هل لقي هذا معي من ٍ
أحد؟ ْ هلمَ ْ :
قلت ْ
ثم َُّ
قلت.
مثل ما َ ِ
رجالن قاالَ : نعم لقي ُه َ
معك قالواْ :
مثل ما َ
قيلَ :
لك. فقيل هلاَ :
َ
غس َ ِ
ان. دفع إ َّيل كتاب ًا م ْن ملك ّ َ
يشريون ل ُه حتّى إذا جاءين َ ّاس
فطفق الن ُ
َ
ٍ
هوان وال جيعل�ك اهلل ِ
بدار َ َ َ ف�إذا ِ
في�ه :أ ّم�ا بعدُ فإ ّن ُه قدْ بلغن�ي َّ
جفاك ،ومل ْ صاحبك قدْ أن
نواسك. َ فاحلق بنا
ْ ٍ
مضيعة،
ِ
ّور ،فسجرت ُه هبا.
مت هبا ال ّتن َ فقلت ّملا قرأهتا :وهذا أيض ًا م َن البالءّ ،
فتيم ُ ُ
ِ
رسول اهلل ﷺ يأتيني. ُ
رسول الوحي إذا َ
واستلبث اخلمسني،
َ َ
أربعون م َن مضت
ْ حتّى إذا
ُ
َ
امرأتك. َ
تعتزل أن َ
يأمرك ْ َ
رسول اهلل ﷺ إن َ
فقالَّ :
فقلت :أط ّلقها أ ْم ماذا ُ
أفعل؟ ُ َ
قال:
قال :الْ ،بل اعتزهلا ،فال تقربنّها.
َ
ذلك. صاحبي ِ
بمثل َ َّ َ
فأرسل إىل َ
قال:
يقيض اهلل يف هذا األمرِ. عندهم حتّى ِ
بأهلك ،فكوين فقلت المرأيت :احلقي
ُ
َ ْ
هني ع ْن كالمنا. مخسون ليل ًة م ْن َ
َ َ بذلك عرش ٍ
َ َ
حني َ فكمل لنا ليال، َ فلبثت
ُ قال:
جالس ظهر ٍ
بي�ت م ْن بيوتنا ،فبين�ا أنا مخس�ني ليل ًة عىل ِ
َ صباح ِ
الفجر يت ص�ال َةث�م ص ّل ُ
ٌ َ َّ
ِ
رحبت،
ْ األرض با
ُ عيل
وضاقت َّ
ْ عيل نف�يس،
ضاقت َّ
ْ ذكر اهلل Dمنّا ،قدْع�ىل احل�ال ا ّلتي َ
أبرش. ٍ ِ صوت صارخٍ أويف عىل سل ٍع ُ
كعب ب َن مالك ْ يقول بأعىل صوته :يا َ َ سمعت
ُ
فرج. وعرفت ْ
أن قدْ جا َء ٌ ُ فخررت ساجد ًا،
ُ
ِ
الفجر. حني ّ
صىل صال َة رسول اهلل ﷺ النّاس ِ
بتوبة اهلل علينا َ ُ َ
فآذن
َ
ُ
ويقول: الر ِ
ور، وهو ُ ِ
رس�ول اهلل ﷺ َ فلا س� ّل ُ َ
يرق وجه ُه م ْن ّ قال َ مت عىل كعبّ : قال ٌ
ولدتك أ ّم َك.
َ عليك ُ
منذ َ مر أبرش ِ
بخري يو ٍم َّ ْ
رسول اهلل أم من ِ
عند اهللِ؟ َ َ
عندك يا فقلت :أم ْن
ُ قال:َ
ْ ْ
،وأنزل اهلل( :ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ َ
فقال:
ﭙ ﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩ
ﭪﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ) [التوبة.(1)[118 :
وقص ُة ِ
كعب بن مالك مشهور ٌة وظاهر ٌة يف هجر النبي ﷺ له ولصاحبيه ،ويف هذا تأديب
هلم ،وتربية هلم عىل طاعة اهلل ورسوله عىل كل حال ،وترك املخالفة ،وعرة وعظة لغريهم.
ﷺ
املس�لمني
َ قطع يف اإلس�ال ِمْ ،أو م َن ٍ
رجل َ إن ّأو َل ع� ْن عبد اهلل بن مس�عود َ I
ق�الَّ :
رجل أ ِ
ّبي ﷺ. ٌ َ
يت به الن ُّ
إن هذا َ
رسق. َ
رسول اهلل َّ َ
فقيل :يا
ِ
رسول اهلل ﷺ رماد ًا).(2 أسف وج ُه
َّ فكأنّا
D َ
فقال:
ث�م قر َأ( :ﮈ ﮉﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ
َّ .
ﮐﮑ ﮒ ﮓ ﮔ) [النور.(1)[22 :
ﷺ
ّبي ﷺ ْ
أن فأمر الن ُّ
رسقتَ ،
ْ املرأة املخزوم ّي ِة ا ّلتي
شأن ِ هم ُ أن قريش ًا أ ّ
مه ْ ع ْن عائش َة َّ J
تقطع يدها.
َ
َ
رسول اهلل ﷺ؟ فقالوا :وم ْن يك ّل ُم فيها
ِ ٍ ِ
رسول اهلل ﷺ. جيرتئ عليه ّإال أسام ُة ب ُن زيد ُّ
حب ُ فقالوا :وم ْن
فك ّلمه فيها أسام ُة بن ٍ
زيد. ُ ُ
ثم َ
قال: هو أهل ُهَّ ،
فاختطب ،فأثنى عىل اهلل با َ
َ ُ
رس�ول اهلل ﷺ، العيش ،قا َم
ُّ فلا َ
كان ّ
.
قالتْ :
هل يل م ْن توبة يا رسول اهلل؟ ويف رواية ْ
).(1 َ
فقال:
ِ
األمر. الشفاعة يف احلدود إذا انتهى َ
ذلك إىل أويل منع ّ
ُ
الش�فاعة يف ذوي ّ
الذنوب حس�نة مجيلة ما مل ْ أن ّأعلم خالف ًا َّ
ال ُ
أن يقيمها إذا بلغت ُه. وأن عىل الس ِ
لطان ْ لطانَّ ،
الس َ ْ
ّ تبلغ ّ
كان ولد ًاْ ،أو قريب ًاْ ،أو كبري القدر،
ولو َ ِ ِ ُ
وجب عليهْ ،
َ املحاباة يف إقامة احلدّ عىل م ْن ترك
فاعة فيمن وجب ِ
عليه).(2 للش ِ
تعر َض ّ ِ ذلك ،واإلنكار عىل م ْن ّ والتّشديد يف َ
َ ْ ص فيهْ ،أو ّ رخ َ
ﷺ
. َ
فقال:
هو ِبهْ ،لو رضبنا ُه مائ َة فقال�وا :ي�ا نبي اهللِ ،ما رأينا ٍ
بأحد م َن الن ِ
مث�ل ا ّلذي َ
الرض َّاس م َن ّ ِّ َّ
هو ّإال جلدٌ عىل عظ ٍم. ولو محلنا ُه َ ٍ
خت عظام ُه ،ما َ لتفس ْ
إليك؛ ّ ماتْ ، سوط َ
) (1رواه أمحد [ ]6619عن عبد اهلل بن عمرو ،Lوصحح إسناده أمحد شاكر ،وضعفه شعيب األرناؤوط.
) (2فتح الباري [.[95/12
وهو شدة املرض حتّى نحل جسمه .النهاية [[104/3 الضنى َ
أي أصابه ّ أيْ :
)ْ (3
ِ ِ ٍ
خيبث هبا. يرع إالّ َ
وهو عىل أمة م ْن إماء الدّ ار ُ فلم ْ
) (4ويف رواية ابن ماجةْ :
عطس ٌ ِ
رس�ول اهلل ﷺ إ ْذ �لمي َ ع ْن معاوي َة ِ
رجل م ْن َ مع قال :بينا أنا ّ
أصيل َ بن احلك ِم ّ
الس ِّ
القو ِم.
َ
يرمحك اهلل. فقلت:
ُ
بأبصارهم.
ْ فرماين القو ُم
َ
تنظرون إ َّيل؟ شأنكم
ْ فقلت :وا َ
ثكل أ ّمياه! ما ُ
)(5
أفخاذهم.
ْ بأيدهيم عىل
ْ َ
يرضبون فجعلوا
سكت.
ُّ يصمتونني
رأيتهم ّ
ْ فلا
ّ
رأيت مع ّل ًا قبل ُه ،وال بعد ُه أحس� َن تعلي ًا
هو وأ ّم�ي ،ما ُ ُ
رس�ول اهلل ﷺ ،فبأيب َ فل�ا ّ
صىل ّ
من ُه ،فواهلل ما كهرين) ،(1وال رضبني ،وال شتمني.
َ
ق�ال:
).(2
كان ِ
عليه رسول اهلل ﷺ م ْن عظيم اخللق ا ّلذي شهدَ اهلل تعاىل ِ
احلديث :بيان ما َ ويف هذا
عليهم).(3
ْ باجلاهل ،ورأفته بأ ّم ِته ،وشفقته
ِ ل ُه ِبه ،ورفقه
ٍ
رجل ،فنزع ُه ذهب يف ِ
يد رسول اهلل ﷺ رأى خات ًا م ْن ٍ
َ اس َّ L
أن عن ِ
عبد اهلل ِ
بن ع ّب ٍ ْ
فطرح ُه.
. َ
وقال:
انتفع ِبه. َ
خاتكْ ، خذ ُ
رسول اهلل ﷺْ : ذهب للر ِ
جل :بعدَ ما َ َ
فقيل ّ
ُ
رسول اهلل ﷺ).(4 َ
قال :ال واهللِ ،ال آخذ ُه أبد ًا ،وقدْ طرح ُه
الرت ّخص ِ
«فيه املبالغة يف امتثال أمر رس�ول اهلل ﷺ ،واجتناب هنيه ،وعدم ّ
الضعيفة. ِ
ّأويالت ّ ِ
فيه بالت
وغريهم،
ْ الرجل إنّا َ
ترك اخلاتم عىل سبيل اإلباحة مل ْن أرا َد أخذه م َن الفقراء ثم َّ
إن هذا ّ َّ
جاز ترصفه فيهِ. ٍ
وحينئذ جيوز أخذه مل ْن شا َء ،فإذا أخذ ُه َ ّ
عليه األخذ ،والتّرصف ِ
فيه بالبي ِع وغريه. كان صاحبه أخذه؛ مل حيرم ِ ولو َ
ّ ُ ْ ْ
به ع�ىل من حيت�اج ِ
إلي�ه؛ َّ ولك�ن ت�ورع ع�ن أخ�ذه وأراد الصدقة ِ
ّبي ﷺ مل ْ
ألن الن ّ ْ َ ّ ْ ّ َ ْ
خاتم ِ
وعليه ِ
رسول اهلل ﷺ، َ
نجران إىل ال قد َم م ْن اخلدري َّ :I
أن رج ً ٍ
سعيد ع ْن أيب
ٌ ِّ
ٍ
ذهب. م ْن
).(3 رسول اهلل ﷺَ ،
وقال: ُ فأعرض عن ُه
َ
ِ
أهلك أعطيت
ُ ِ
ش�ئت فقالتْ :
إن ْ ع ْن عائش� َة ْ J
قالت :أتتها برير ُة تس�أهلا يف كتابتها
ُ
ويكون الوال ُء لنا. شئت أعتقتها إن ِ ويكون الوال ُء يلَ .
وقال أهلهاْ : ُ
ِ
صدقات بني ُ
رس�ول اهلل ﷺ رج ً
ال عىل َ
اس�تعمل �اعدي َ I
قال: الس ٍ
ِّ وع ْن أيب محيد ّ
سلي ٍم يدعى اب َن ال ّلتب ّي ِة.
فلا جا َء حاسب ُه).(1
ّ
أهدي يل.
َ لكم ،وهذا َ
فجعل يقول :هذا ْ
ُ
رس�ول اهلل ﷺ: َ
فقال
.
ثم خطبنا ،فحمدَ اهللَ ،وأثنى ِ
عليه. َّ
ثم َ
قال: َّ
مملوكني
َ فأعتق س ّت ًة
َ ِ
موته، ِ
األنصار أوىص عندَ ال م َن ٍ
حصني َّ I
أن رج ً عمران ِ
بن َ ع ْن
غريهم.
ْ ل ُه ،ومل ْ يك ْن ل ُه ٌ
مال
ِ
رسول اهلل ﷺ، رجل ،فصيح ِ
عليه ،فجا َء جار ُه إىل مرض ٌ جابر ب ُن سمر َة َ I
قالَ :
َ عن ُ
مات. َ
فقال ل ُه :إ ّن ُه قدْ َ
. َ
قال:
قال :إ ّنه صيح ِ
عليه. َ َ ُ
. ُ
رسول اهلل ﷺ: َ
قال
قال :فرجع فصيح ِ
عليه. َ
َ َ
مات.
فقال :إ ّن ُه قدْ َ ِ
رسول اهلل ﷺَ ، فجا َء إىل
. ّبي ﷺ: َ
فقال الن ُّ
فرجع ،فصيح ِ
عليه. َ َ
ِ
رسول اهلل ﷺ ،فأخر ُه. انطلق إىل
ْ فقالت امرأت ُه):(3
ْ
اللهم العن ُه.
َّ الر ُ
جل: َ
فقال ّ
ٍ
بمشقص) (4مع ُه. نحر نفس ُه الر ُ
جل ،فرآ ُه قدْ َ انطلق ّ
َ ثم
َّ
ِ
لغريه عىل مثل فعله .وأ ّما أصل كان يرتك الصالة ِ
عليه تغليظ ًا وزجر ًا ّبي ﷺ وحده َ ) (1وهذا حممول عىل َّ
ّ أن الن ّ
الصحابة .رشح النووي عىل صحيح مسلم [.[140/11 ِ
الصالة عليه فال بدّ م ْن وجودها م ْن بعض ّ
ّ
ِ مهمت ْ
أصيل عليه» عند النسائي فقط وصححه أن ال َ ّ ُ ) (2رواه مسلم[ ،]1668والنسائي[ ]1958وقوله« :لقدْ
األلباين يف حتقيق املشكاة [.[3390
ِ
جلاره. أي :زوجة املريض
)ْ (3
) (4نصل السهم إذا كان طويال غري عريض.
مات.
ّبي ﷺ ،فأخر ُه أ ّن ُه قدْ َ
فانطلق إىل الن ِّ
َ
َ
فقال:
بمشاقص مع ُه.
َ ينحر نفس ُه َ
قال :رأيت ُه ُ
. َ
قال:
نعم. َ
قالْ :
).(1 َ
قال:
يصىل عىل ِّ
كل م ْن بعضهمّ :
ْ أهل العل ِم يف هذاَ ،
فقال «واختلف ُ
َ
وهو ُ قاتل الن ِ ِ
القبلة وعىل ِ
وإسحق.
َ قول ال ّث ِّ
وري ّفسَ ، ّ
صىل إىل
ّبي ﷺ ِ
ألمثاله ع ْن ِ أحدهم زجر ًا وم�ن امتن�ع من الص ِ
ِ
امتنع الن ُّ
مثل م�ا فعل ُه ،كا َ ْ الة عىل َ َ ّ
ِ ِ ع�ن الص ِ
كثري م ْن
كان ٌ املدين ا ّل�ذي ال وفا َء ل ُه ،وكا َ نفس�ه ،وعىل ِّ
الغال ،وعىل الة عىل ِ
قاتل ِ ّ
السن ِّة حسن ًا»).(5 ِ أهل البد ِع َ -
كان عمل ُه هبذه ّ
يمتنعون من الص ِ
الة عىل ِ َ َ ّ
الس ِ
لف ّ
) (1رواه أبو داود [ ،]3185وصححه األلباين يف أحكام اجلنائز [ص ،]84ورواه مسلم [ ]978والرتمذي
] ]1068خمترص ًا.
) (2سنن الرتمذي [.[372/2
) (3السنن الكرى [.[19/4
) (4عون املعبود [.[328/8
) (5جمموع الفتاوى [.[286/24
«ترك املصطف�ى ﷺ الصالة عىل م�ن وصفنا نعت�ه كان ذلك عن قصد ُ
ٍ
جائزة عىل م ْن أتى غري ِ
الفعل ،ال َّ مثل َ الت ِ
ّأديب من ُه ﷺ أل ّمت َه؛ كيال يرتكبوا َ
الصال َة ُ
أن ّ ذلك
يصل ِ
عليه ﷺ»).(3 مثل ما أتى م ْن مل ْ ِّ
َ
) (1رواه أب�و داود[ ،]2710والنس�ائي[ ،]1959واب�ن ماج�ة [ ،]2848وصحح�ه احلاك�م [ ]2582عىل رشط
الشيخني ،ووافقه الذهبي ،وض ّعفه األلباين يف اإلرواء [.[726
) (2رواه أمحد [ ،]22049وصححه األلباين يف التعليقات احلسان [.[3046
) (3صحيح ابن حبان [.[64/5
كل ٍ
فئة من الناس حس�ب ما يقتضي�ه وضعهم وحاهلم، يعامل َّ
ُ لق�د كان نب ّين�ا حممدٌ ﷺ
النب�ي ﷺ يعاملهم :فئة
ُّ لننظ�ر كيف كان
َ نقف عندها؛
وإن م�ن الفئ�ات التي ينبغي لن�ا أن َ
«املنافقني» ،وهم الذين أظهروا اإليان ،وأبطنوا الكفر.
•
قال تعاىل( :ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ) [البقرة.[8 :
•
ق�ال تع�اىل( :ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ)
[البقرة.[9 :
•
(ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ
ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ) [البقرة ،[12-11 :وقال تعاىل( :ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ
ﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃ
ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ
ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘﮙ ﮚ ﮛﮜ ﮝ ﮞ) [البقرة.[206-204 :
•
ق�ال تع�اىل( :ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ
ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ) [النساء.[142 :
•
قال تع�اىل( :ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ
ﯩ ﯪ) [البق�رة ،[14 :وقال تع�اىل( :ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ
ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴﯵ ﯶ ﯷ
ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ) [التوبة.[79 :
•
(ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ) تع�اىل: ق�ال
]آل عم�ران ،[118 :وقال تعاىل( :ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ
ﯧﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ)
]آل عمران ،[120 :وقال تعاىل( :ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ
ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ)
[النساء.[141 :
•
قال تعاىل( :ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ
ﯛ ﯜﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ) [النس�اء ،[139-138 :وق�ال
تع�اىل( :ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ
ﭷﭸﭹﭺﭻﭼ ﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄ
ﮅ) [ااحلرش.[11 :
•
قال تع�اىل( :ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘﮙ ﮚ
ﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣ ﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪ
ﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝ
ﯞﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ) [النور.[50-47 :
وق�ال تع�اىل( :ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ
ﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫ
ﭬﭭﭮﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺ
ﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄ
ﮅﮆﮇﮈﮉﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑ
ﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮞ
ﮟ ﮠ) [النساء.[63-60 :
•
ق�ال تع�اىل( :ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ
ﭝ ﭞ) [املنافقون.[5 :
•
قال تعاىل( :ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ
ﰁﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ) [النور.[19 :
•
ق�ال تع�اىل( :ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿﮀ ﮁ
ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ) [املنافقون.[7 :
•
ق�ال تع�اىل( :ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨﮩ ﮪ ﮫ
ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰﮱ ﯓ ﯔ ﯕﯖ ﯗ ﯘ
ﯙ ﯚ) [التوبة.[67 :
إن املنافق�ني م�ن أخطر الفئات التي هتدّ ُد األمة؛ نظر ًا الختالطهم باملس�لمني ومعرفتهم
ُ
العضال الباط ُن»).(1 ِ
والضعف فيهم ،والن ُ
ّفاق كا قال ابن القيم« :هو الدّ ا ُء القوة ِ
بمكامن ّ
تصو ٌر
الزمن األول ثم انقرضوا ،وهذا ّ
يتص�و ُر البعض أن هؤالء املنافقني كانوا يف ّ
ّ وق�د
َ
«واملنافقون ما زالوا، باط�ل ،بل هم باقون يف كل زمان؛ كا قال ش�يخ اإلس�الم ابن تيمي�ة:
ِ
القيامة»).(1 َ
يزالون إىل يو ِم وال
والنفاق مل يعرفه العرب واملس�لمون إال بع�د اهلجرة النبو ّية إىل املدينة ،فلم يكن معروف ًا
بمكة ،وذلك ألن املسلمني يف مكة مل يكن هلم شوك ٌة ،بل كانت الشوك ُة والقوة للمرشكني،
ُ
املرشك عقيدته. فلم يكن هناك دا ٍع ألن َ
خيفي
ُ
النفاق يف املدينة بعد أن ازدادت قوة املسلمني ،وقد أظهر املنافقون اإلسالم ،وأبطنوا ظهر
الكفر؛ جبن ًا وخداع ًا ،وكان يرأسهم عبدُ اهلل بن أيب ابن سلول) (2الذي كان ينتظر الزعامة عىل
األوس واخلزرج قبل اهلجرة النبوية ،فلا خر هذا األمر دخل يف اإلسالم نفاق ًا.
ّبي ﷺ خي ّف ْ
ضهم).(4)«(3 فلم ْ
يزل الن ُّ ْ
بن عباد َة َ
فقال: دخل عىل ِ
سعد ِ ركب رسول اهلل ﷺ دا ّبت ُه حتّى َ
ثم ََّ
. )(5
َ
أعطاك ،ولقدْ َ
أعطاك اهلل ا ّلذي واصفح ،فواهلل لقدْ
ْ َ
رس�ول اهلل اعف عن ُه يا َ
فقال س�عدُ :
ِ
بالعصابة).(7 فيعصبو ُه ِ
البحرية)ْ (6 أهل ِ
اصطلح ُ
يتوجو ُه ّ أن ّ هذه َ
فعل ِبه ما َ
رأيت. فذلك َ
َ َ
بذلك)،(1 باحلق ا ّلذي أعطاك ُه َ
رشق فلا ر َّد اهلل َ
ذلك ِّ ّ
ِ
الكتاب كا ِ
وأهل املرشكني
َ يعفون ِ
ع�ن َ ّبي ﷺ وأصحاب ُه َ
وكان الن ُّ ّب�ي ﷺ،
فعف�ا عن ُه الن ُّ
ويصرون عىل األذىَ ،
قال اهلل ( :Dﯛ ﯜ ﯝ ﯞ َ أمرهم اهلل
ْ
ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪﯫ
ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ) [آل عمران.[186 :
وكانت التوجيهات يف البداية بعدم املواجهة بالسالح حتى يقوى املسلمون ويستطيعوا
املواجهة.
ّبي ﷺ.
غص ،وحسدَ الن ّ
أيَّ :
)ْ (1
قتاهلم.
ْ أي :يف
فيهم»ْ : ) (2رواه البخاري [ ]6254ومسلم [ .]1798وقوله« :حتّى َ
أذن اهللُ ْ
) (3رشح النووي عىل صحيح مسلم [.[159/12
قتلمن َ رس�ول اهلل ﷺ بدر ًاَ ، ُ زيد Lقالّ :مل�ا غزا ع�ن أس�ام َة ب�ن ٍ
فقتل اهلل هب�ا ْ َ
غانمني منصورين رسول اهلل ﷺ وأصحاب ُه ُ قريشَ ،
فقفل ٍ ِ
وسادة ّ ِ )(1 ِ
صناديد الكفار من
َ َ ْ
ومن مع ُه َ قريشَ - ٍ ِ ِ
صناديد الك ّف ِ
س�لول ْ ابن
يب ُ ابن أ ٍّ
ق�ال ُ وس�ادة ار، من
معه�م أس�ارى ْ
ْ
س�ول ﷺ عىل اإلس�ال ِم َ ِ ِ
توج َه ،فبايعوا ّ
الر أمر قدْ ّ املرشكني ،وعبدة األوثان :هذا ٌ َ من
َ
)(2
فأسلموا).(3
اإليان ّإال م ْن َ
هو مؤم ٌن َ يظهر
فلم يك ْن ُ ومجهورهم ك ّفار ًاْ ،
ْ أرشافهم
ْ َ
فكان أهل م ّك َةوأ ّما ُ
ِ
ملصلحة يظهر اإلسال َم ظاهر ًا وباطن ًا؛ فإ ّن ُه َ
املنافق ُ
ُ وهيجر؛ وإنّا
ُ أظهر اإلسال َم يؤذى كان م ْن َ
أظهر اإلسال َم بم ّك َة يتأ ّذى يف دنيا ُه»).(4
وكان م ْن َ َ دنيا ُه،
ٍ
غالب صنديد .النهاية [[55/3 وهم أرشافهم ،وعظاؤهم ورؤساؤهم ،الواحدُ صنديدُ ،
وكل عظي ٍم )ْ (1
ظهر وجهه ،أو قد استمر فال طمع يف إزالته وتغيريه.
أيَ :
)ْ (2
) (3رواه البخاري [.[4566
) (4الفتاوى الكرى [.[450/3
�ح ذل�ك انحيازهم إىل جان�ب هيود بني قينق�اع ،الذين نقضوا العه�د الذي كان
ويوض ُ
ّ
بينهم وبني رسول اهلل ﷺ بأن ال يعتدي أحد اجلانبني عىل اآلخر.
رس�ول اهلل ﷺ قريش� ًا يو َم ٍ
ب�در ،وقد َم ُ أصاب
َ �اس َ L
قالّ :ملا ع� ْن عب�د اهلل ِ
بن ع ّب ٍ
قينقاعَ ،
فقال: َ مجع اليهو َد يف ِ
سوق بني املدين َة؛ َ
).(1
َ
يعرفون ٍ
قريش كانوا أغار ًا) (2ال قتلت نفر ًا م ْن
نفسك أن َّك َ
َ يغرن َّك م ْن
حممدُ ال ّ
قالوا :يا ّ
ّاس ،وأن َّك مل ْ َ
تلق مثلنا. لعرفت أنّا نح ُن الن ُ
َ َ
القتال ،إن َّك ْلو قاتلتنا
َ
ذل�ك( :ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺﭻ ﭼ َ
فأن�زل اهلل Dيف
ﭽ) [آل عمران.(3)[12 :
ٍ
بجلب قدمت
ْ ِ
العرب وذكر ابن هشام عن أيب عون حممد بن عبد اهلل الثقفي َّ
أن امرأ ًة م َن
ِ
كشف وجهها، وجلست إىل صائ ٍغ هبا ،فجعلوا يريدوهنا عىلْ قينقاع، ِ
بسوق بني هلا ،فباعت ُه
َ
انكش�فت س�وأهتا، قامت فلا ِ الص ُ
ْ ْ ائ�غ إىل ط�رف ثوهبا ،فعق�د ُه إىل ظهرهاّ ، فأب�ت ،فعم�دَ ّ
ْ
فصاحت.
ْ فضحكوا هبا،
وكان هيودي ًا ،وشدّ ِ
ت اليهو ُد عىل املسل ِم، َ الصائغِ ،فقتل ُه، فوثب ٌ
ّ املسلمني عىل ّ
َ رجل م َن َ
فقتلو ُه.
وبني
بينهم َ الرش َ ِ فاسترصخ ُ
أهل املس�ل ِم َ
ْ فوقع ّ ُّ
َ املسلمون، فغضب
َ اليهود، املسلمني عىل
َ
قينقاع).(4
َ بني
) (1ويف رواي�ة :فإنك�م ق�د عرفتم أين نبي مرس�ل ،جت�دون ذلك يف كتابكم ،وعه�د اهلل إليكم .الس�رية النبوية البن
إسحاق [.[313/1
الغر ا ّلذي ْمل ّ
جيرب األمور .النهاية [[385/3 ) (2أغار :مجع غمر وهو اجلاهل ّ
وحسنه ابن حجر يف الفتح [ ،]332/7وصححه أمحد شاكر يف عمدة التفسري وضعفه
) (3رواه أبو داود [ّ ،]3001
األلباين يف ضعيف أيب داود [.[524
) (4السرية النبوية [ ]48/2البن هشام.
ِ
رضب احلصار ،وشدِّ وقد كان صنيعهم هذا مس�توجب ًا ما عاملهم به رس�ول اهلل ﷺ من
اخلناق عليهم ،حتى نزلوا عىل حكمه.
وحدثني عاصم ب�ن عمر بن قتادة قال« :فحارصهم رس�ول اهلل ﷺ
منهمَ ،
فقال :يا َ ِ
حني أمكن ُه اهلل ْ
س�لولَ ، يب اب ُن
حتى نزلوا عىل حكمه ،فقا َم إليه عبدُ اهلل ب ُن أ ّ
ِ
اخلزرج. حممدُ أحس ْن يف موا ّيل ،وكانوا حلفا َء
ّ
ُ
رسول اهلل ﷺ. فأبطأ ِ
عليه َ
ﷺ
ﷺ
ٍ ٍ
ثاب�ت َ I ع�ن ِ
زي�د ِ
خرج مع ُه،
ن�اس مم ّ ْن َ
رجع ٌّب�ي ﷺ إىل أحدَ ، قالّ :ملا َ
خرج الن ُّ بن ْ
نقاتلهم.
ْ نقاتلهم ،وفرق ًة ُ
تقول :ال ْ تقول ِ
فرقتني :فرق ًة ُ ّبي ﷺ
أصحاب الن ِّ
ُ َ
وكان
فنزل�ت( :ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ
ْ
ﭵﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ) [النساء.(1)[88 :
الضعفاء ،وسحبهم
فصح أن املنافقني خذلوا املسلمني يف أحرج املواقف ،بتأثريهم عىل ّ
َّ
َ
ثل�ث جي�ش املس�لمني ،ال�ذي خ�رج للتص�دّ ي للمرشك�ني ،واحتج�وا ألنفس�هم بأوهى
ٌ
حاصل ال حمالة. األسباب ،وهو زعمهم أن القتال لن يقع ،مع أهنم كانوا يعلمون أن القتال
وإن�ا الذي صدّ هم عن االنضام إىل كتائب املس�لمني هو كفره�م ونفاقهم؛ كا أوضح
اهلل ذل�ك بقول�ه تع�اىل( :ﭛ ﭜ ﭝﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧﭨ ﭩ ﭪ
ﭫ ﭬ ﭭﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ
ﭻﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ) [آل عمران.[167 :
ٌ
ختذيل النبي ﷺ عىل ه�ذا اجل�رم العظيم الذي في�ه
وم�ع م�ا صدر منهم فل�م يعاقبه�م ُّ
للمسلمني.
ﷺ
. َ
فقال:
ِ
املدينة ليخرج َّن يب َ
فقال :فعلوها!! ،أما واهلل لئ ْن رجعن�ا إىل فس�مع َ
بذلك عبدُ اهلل ب� ُن أ ٍّ َ
األعز منها َّ
األذل)!(1 ُّ
ّبي ﷺ. َ
فبلغ الن َّ
ِ
املنافق. عنق هذا
أرضب َ
ْ َ
رسول اهلل دعني عمر َ
فقال :يا فقا َم ُ
).(2 ّبي ﷺ: َ
فقال الن ُّ
فراح يف ساعة ما َ
كان يرحل فيها).(3 بالر ِ
حيلَ ، َ
فقال :ال ،ولك ْن أ ّذ ْن ّ
وهو ُّ
األذل». األعز َ
ُّ فأنت يا رسول اهلل ذلك فأخر ُهَ ،
فقالَ : فلقي ُه أسيد بن حضري فسأل ُه ع ْن َ
).(4 َ
فقال:
الذ ُ
ليل ّ�ك ّ
تق�ر أن َ
تنقل�ب إىل املدين�ة حتّ�ى َّ
ُ ويف رواي�ةَ :
فق�ال ل� ُه ابن�ه عب�د اهلل :واهلل ال
العزيزَ ،
ففعل).(5 ُ ُ
ورسول اهلل ﷺ
العزيز.
ُ َ
ورسول اهلل ﷺ الذ ُ
ليل يب بأ ّن ُه ّ
فأقر عبدُ اهلل ب ُن أ ٍّ
أيَّ :
ْ
كان ِ
عليه ﷺ م َن احللم. قال النووي ِ :V
فيه :ما َ
والصر عىل بعض املفاس�د خوف ًا م ْن ْ
أن ترتتّب عىل ترك بع�ض األمور املختارةّ ،
َ
ذلك مفسدة أعظم من ُه.
وغريهم؛ لتقوى شوكة
ْ واملنافقني،
َ وكان ﷺ يتأ ّلف النّاس ،ويصر عىل جفاء األعرابَ
غريهم يف
ْ وتت�م دعوة اإلس�الم ،ويتمكّ�ن اإليان م ْن قل�وب املؤ ّلفة ،ويرغ�ب
ّ املس�لمني،
َ
َ
لذلك. يعطيهم األموال اجلزيلة
ُ َ
وكان اإلسالم،
يتوىل أمر باحلك ِم بال ّظ ِ
اهر ،واهلل ّ وإلظهارهم اإلسالم ،وقدْ َ
ُ املنافقني هلذا املعنى،
َ ومل ْ يقتل
ِ
لطلب دنيا، وجياهدون مع ُه إ ّما مح ّي ًة ،وإ ّما
َ وألهن ْم كانوا معدودي َن يف أصحابه ﷺ،
الرائرّ ، ّ
عشائرهم»).(1
ْ ْأو عصب ّية مل ْن مع ُه م ْن
أن أي :من الشواهد عىل قاعدة سد الذرائعَّ : »
أن قول الن ِ
ّاس َّ يكون ذريع ًة إىل ِ
َ املنافقني مع ِ
كونه مصلح ًة؛ ّ
لئال يكف ع ْن ِ
قتل كان ُّّبي ﷺ َ
َ َ الن َّ
عن اإلس�ال ِم ممن َ ِ ّفور ِ َ حممد ًا ﷺ ُ
يقتل أصحاب ُه؛ َّ
دخل فيه ،ومم ّ ْن مل ْ ّ ْ يوجب الن َ
ُ القول ألن هذا ّ
ّفور حرا ٌم»).(2 ْ ِ
يدخل فيه ،وهذا الن ُ
ﷺ
ﷺ
َ
ومقتك؟! ُ
رسول اهلل ﷺ، بك أن ّ
كذ َ أردت إىل ْ
َ عمي :ما َ
فقال يل ّ
فوق�ع يف نف�يس ممّ�ا قال�و ُه ش�دّ ٌة حتّ�ى َ
أن�زل اهلل تع�اىل( :ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ َ
إىل [املنافق�ون[1 : ﮕ ﮖ ﮗﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ)
آخ�ر الس�ورة ،وفيه�ا( :ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿﮀ
ﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈ ﮉﮊﮋﮌﮍﮎ
ﮏﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛ)
[املنافقون.[8-7 :
رءوسهم).(1
ْ فلووا هلم َ
قالّ : ليستغفر ْ
َ ّبي ﷺ؛
دعاهم الن ُّ
ْ ثم َ
قالَّ :
َ
بذلك إن قصدَ للمقول ِ
في�ه ،وال يعدُّ نميم ًة مذموم� ًة ّإال ْ ِ ج�واز تبلي ِغ م�ا ال ُ
جيوز ُ
املطلق ،وأما إذا ْ ِ
كانت فيه مصلح ٌة ّ
ترج ُح عىل املفسدة فال).(2 ّ َ اإلفسا َد
ﷺ
ِ
اجلمعة (ﭑ ِ
الفجر يو َم ِ
صالة كان يقر ُأ يف
ّبي ﷺ َ اس َّ L ع� ْن عبد اهلل ِ
بن ع ّب ٍ
أن الن َّ
جدة ،و(ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ) [اإلنسان.[1 : ﭒ ﭓ) الس ِ
ّ
واملنافقني).(3 ِ
اجلمعة ِ
اجلمعة سور َة ِ
صالة كان يقر ُأ يف
ّبي ﷺ َ َّ
َ وأن الن َّ
َ
«قال العلاء :واحلكمة يف قراءة اجلمعة اش�تاهلا عىل وجوب اجلمعة وغري
ذلك. واحلث عىل التّوكّل ّ
والذكر وغري َ ِّ ذلك م ْن أحكامها ،وغري َ
ذلك ممّا فيها م َن القواعد، َ
فق�د ح�اك املنافق�ون يف هذه الغ�زوة (غزوة بني املصطل�ق) حادثة اإلفك بعد أن َ
فش�ل
كيدهم يف املحاولة األوىل؛ إلثارة النعرة اجلاهلية.
ر اإلفك هو :عبد اهلل بن أيب ابن سلول املنافق ،قال تعاىل( :ﭑ ﭒ ﭓ والذي ّ
توىل ك َ
ﭔ ﭕ ﭖﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨﭩ ﭪ
ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ) [النور.[11 :
فهو الذي بدأ بالكالم يف اإلفك ،وكان يصول فيه وجيول ،وكان جيمع الناس يف بيته ممن
ِ
اخلبث والنفاق ،وكان يذيع ذلك ،وير ّدده مع عصابته. هم عىل شاكلته يف
ومل�ا انت�رش الكالم يف ذل�ك من قبله�م ،وكانوا يتناقلون�ه فيا بينهم ،أث�ر ذلك يف بعض
املؤمن�ني فانزلق�وا معه�م ،وصاروا يتكلم�ون بذلك مع م�ن تكلم ،وي�رددون قول اإلفك
والنفاق دون وعي وإدراك ملا يقصده ابن أيب من وراء ذلك.
.
ِ
األوس) (2رضبنا إن َ
كان م َن َ
أعذرك من ُهْ ، َ
رسول اهلل أنا واهلل فقال :يا فقام سعدُ بن ٍ
معاذ َ ُ َ
َ
أمرك. ِ ِ
اخلزرج أمرتنا ،ففعلنا فيه وإن َ
كان م ْن إخواننا م ْن عنق ُهْ ،
الصالح. خيرج ِ
عن اسم ّ ِ
ألهل الباطل ُ ب
ّعص َ َّ
أن الت ّ
ِ
الفتنة ،وسدِّ ذريعة َ
ذلك. وتسكني ِ
ثائرة ِ ِ
اخلصومة، ّدب إىل قط ِع
الن ُ
ُ
وفضل احتال األذى. ِ
بزوال أغلظها، الرض ِ
رين أخف ّ
ِّ ُ
احتال
وأحيان� ًا بإث�ارة العصبي�ة القبلية ك�ا يف غزوة بني املصطل�ق ،وأحيان ًا بمحاولة تش�ويه أهل
يقة .J العفيفة عائش َة الصدّ ِ
ِ ِ
الطاهرة الصالح واإليان ،كا فعلوا مع أ ِّم املؤمنني
ﷺ
ٍ
عرة م�ن الناس، وكان�ت يف ِ
زمن ْ وكان ذلك يف ش�هر رجب س�ن َة تس� ٍع م�ن اهلجرة،
والناس حي ّبون املق�ام يف ثارهم وظالهلم، الثار، وج�دب م�ن البالد ،ويف ٍ
ٍ
ُ طابت في�ه ُْ وقت
ويكرهون شخوصهم عىل تلك احلال.
فأذن ٍ
واهيةَ ، ٍ
بأعذار فجاءه كثري من املنافقني يستأذنونه يف عدم اخلروج معه ،ويعتذرون
هلم يف ذلكَ ،
وقبل أعذارهم.
ﷺ
(ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ)
[التوبة.[43 :
ِ
واحل، الر رهط متل ّث َ عا ٌر ،إ ْذ َ
أقبل ٌ ُ ِ ُ
رسول اهلل ﷺ يقود ُه حذيف ُة،
مون عىل ّ ويسوق به ّ فبينا
ِ
واحل. الر َ ِ ُ عار ًاَ ،
يرضب وجو َه ّ
ُ عا ٌر
وأقبل ّ برسول اهلل ﷺ، يسوق وهو غشوا ّ
ُ
رسول اهلل ﷺ. «) ،(4حتّى َ
هبط ُ
رسول اهلل ﷺ حلذيف َة: َ
فقال
عا ٌر.
ورجع ّ
َ رسول اهلل ﷺ َ
نزل، ُ فلا َ
هبط ّ
. َ
فقال:
مون. ِ
واحل ،والقو ُم متل ّث َ عرفت عا ّم َة ّ
الر ُ َ
فقال :قدْ
. َ
قال:
أعلم. َ
قال :اهلل ورسول ُه ُ
. ﷺ َ
قال:
ِ
رسول اهلل ﷺ ،وما علمنا منادي منهم ثالث ًة ،قالوا :واهلل ما سمعنا ُ
َ رسول اهلل ﷺ ْ فعذر
َ
ما أرا َد القو ُم.
ِ
احلياة الدّ نيا ،ويو َم يقو ُم ِ
ولرس�وله يف حرب هلل الباقني عرش عا ٌر :أش�هدُ َّ َ
ٌ َ االثني َ
ْ أن فقال ّ
األشها ُد).(1
) (1رواه أمحد يف مسنده [ ،]23280وقال اهليثمي يف املجمع [« :]195/6رجاله رجال الصحيح» ،وقال
األرناؤوط« :إسناده قوي عىل رشط مسلم» ،وأصل هذه القصة يف صحيح مسلم [ ]2779خمترصة.
) (2رشح النووي عىل صحيح مسلم [.[126/17
) (3جامع األصول من أحاديث الرسول [.[9306 / 1
ﷺ
)(1 ع� ْن حذيف�ة Iأن النّبي ﷺ َ
قال:
).(2
مندس�ني بينهم ،وليس�وا منهم عىل احلقيقة ك�ا قال تعاىل( :ﭬ
أيّ :
ﭭ ﭮ ﭯ ﭰﭱ ﭲ ﭳ ﭴﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺﭻ ﭼ ﭽﭾ
ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ) [التوبة ،[101 :فهم ينسبون إىل صحبتي ،فهم
يف الظاهر معي ،لكن يف الباطن هم ضدّ ي.
وهم الذين ج�اؤوا متل ّثمني ،وقد قصدوا النبي ليلة العقبة ،فحاه اهلل
منهم ،وأعلمه بأسائهم).(3
هم.
رش ُ
تدفع ّ
أيُ :ْ ،
ِ بحيث يظهر أث�ر ِ
ُ ُ حار ًا
احلرارة، ترك ُ ُ أكتافهم،
ْ حي�دث يف أي :ورم ًا ّ
ِ
املصباح).(4 وهو شعل ُة براج م ْن ٍ
نارَ ، ٍ صدورهم مم ّثل ًة
ْ وشدّ ُة هلبها يف
أي :أن اهلل هيلك هؤالء الثانية من املنافقني هبذا الداء يف الدنيا).(5
ﷺ
ناقته؛ ليقع يف ٍ
واد بحل حزا ِم ِ
مهوا ِّ وكان يف ا ّلذي�ن خرج�وا معه من هم ِ
بقتله يف ال ّط ِ َ
َ ريقّ ، ُ ْ َّ َ
َ
هناك.
ال�ر ا ّلذي ال
صاحب ّ ِّ
ُ هو ولذلك ُ
يق�الَ : َ أس�اءهم؛
ْ فأرس إىل حذيف َة
الوح�يَّ ،
ُ فج�اء ُه
الص ِ
حيح»).(1 ثبت َ
ذلك يف ّ يعلم ُه غري ُه ،كا َ
الر الذي ال يعلمه غريه ،أي :من
«وهلذا كان حذيفة يقال ل�ه :صاحب ّ ِّ
تعيني مجاعة من املنافقني ،وهم هؤالء ،قد أطلعه عليهم رسول اهلل ﷺ دون غريه»).(2
ِ
راحلته نزل ع ْن حني غزا َ
تبوك َ رسول اهلل ﷺ ََ بري Iقال :بلغنا َّ
أن الز ِ
وعن عرو َة بن ّ
َ
فأخذ بزمامها ِ
اليان، جتر زمامها حتّى لقيها حذيف ُة ب ُن فأوح�ى ِ
إليه وراحلت ُه بارك ٌة،
فقامت ُّ
ْ َ
ُ
رسول اهلل ﷺ. جلس عندها ،حتّى قا َم ثم َ َ
رسول اهلل ﷺ جالس ًا ،فأناخها َّ فاقتادها حتّى رأى
. فأتا ُهَ .
فقال:
َ
فقال :حذيف ُة ب ُن اليان.
ُ
رس�ول اهلل ﷺ: َ
ق�ال
ِ
اليان. غري حذيف َة ِ
بن ٍ َ رهط ذوى ٍ ٍ .
ذكرهم ألحد َ
ْ رسول اهلل ﷺ يعلم
املنافقني ،مل ْ ْ
َ عدد م َن
مات ٌ ِ عمر ب ُن اخل ّط ِ رس�ول اهلل ﷺ َ ُ
رجل يظ ُّن أ ّن ُه خالفته إذا َ اب Iىف كان ُ فلا ّ َ
توىف ّ
فإن مش�ى مع� ُه حذيف ُة ّ ِ ِ
الصالة عليهْ ، ِ ِ
صىل أخذ بي�د حذيف َة ،فاقتاد ُه إىل ّ الرهط َ َ
أولئ�ك ّ م� ْن
ِ عمر مع ُه فأبى ْ انتزع حذيف ُة يد ُه فأبى ْ ِ ِ
وأمر
يصىل عليهَ ، أن ّ َ انرصف ُ
َ يمشى مع ُه
َ أن عليه ،وإن َ
عليه).(3يصىل ِ
أن ّ عمر ْ I ُ
غري صحيح؛
النبي ﷺ أعلم حذيفة بأس�اء مجيع املنافق�ني ،وهذا ُ
البعض أن َّ
ُ وق�د يظ ُّن
ويعرف
ُ يعرف بعضهم بأعياهنم،
ُ َ
أعيان مجيع املنافقني ،وإنا كان النبي ﷺ مل يكن يعلم
ألن َّ
ِ
بالصفات. بعضهم
ِ ِ
أعلم حذيف َة بأساء هؤالء املنافقني الذين ّ
مهوا بقتله فقط. والنبي ﷺ إنا َ
فق�د ق�ال تع�اىل( :ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰﭱ ﭲ ﭳ ﭴﭵ ﭶ ﭷ
ﭸ ﭹ ﭺﭻ ﭼ ﭽ) [التوبة.[101 :
ُ
القرآن. ّبي ﷺَ ،
ونزل َ
فبلغ َ
ذلك الن َّ
وهو ُ
يقول: ِ بحقب)ِ (3
ِ قال عبدُ اهللِ :فأنا رأيت ُه متع ّلق ًا
َ
رسول اهلل ﷺ تنكب ُه احلجار ُة َ ناقة
ونلعب»).(4
ُ نخوض
ُ َ
رسول اهلل« :إنّا كنّا يا
وق�د يق�ول قائل :ال�ذي يف القص�ة ليس اس�تهزا ًء بالدي�ن مب�ارشة ،وإنا هو اس�تهزا ٌء
بأشخاص.
فنقول :إنه ليس استهزا ًء هبم ألجل أشخاصهم ،أو قبائلهم ،وإنا هو استهزا ٌء هبم ألجل
ِ
هؤالء). دينهم؛ بدليل قوهلم( :ما رأينا َ
مثل ّقرائنا
تبقي
(ومنهم) حتّى ظنّوا ّأهنا ل ْن َ
ْ (ومنه�م)،
ْ زالت ُ
تنزل: هي الفاضح ُة ما ْ َ
ق�ال« :التّوب ُة َ
منهم ّإال َ
ذكر فيها»).(2 أحد ًا ْ
) (1رواه الطري يف تفسريه [ ،]16912وقال العالمة أمحد شاكر :إسناده صحيح.
) (2رواه البخاري [.[4882
ﷺ
ِ
الرذيلة، ِ
واألخ�الق الرش ِك
كالتن�زه من ّ
ّ (ﮃ ﮄ ﮅ) الطه�ارة املعنوي�ة،
ِ
األحداث).(1 ِ
األنجاس ،ورفع احلس ّي ِة كإزالة
والطهارة ّ
أنه يستفاد من هذه التعاليل املذكورة يف اآلية ،أربع قواعد مهمة ،وهي:
مضار ٌة ملس�لم ،أو فيه معصية هلل ،ف�إن املعايص من ف�روع الكفر ،أو فيه
ّ كل عم�ل في�ه
حمر ٌم ممنوع منه ،وعكس�ه
تفري�ق ب�ني املؤمن�ني ،أو فيه معاونة ملن عادى اهلل ورس�وله ،فإنه ّ
ٌ
بعكسه.
ِ
معصية اهلل ال تزال مبعد ًة لفاعلها عن اهلل بمنزلة احلس� ّي َة الناش�ئ َة عن
أن األعال ّ
ُ
بحي�ث يتقطع قلب�ه من الندم اإلرصار ع�ىل املعصي�ة حت�ى يزيله�ا ،ويتوب منه�ا توب ًة تا ّم ًة
ِ
واحلرات.
النبي ﷺ الذي
ِّ �س ع�ىل التقوى ،فمس�جدُ أنه إذا كان مس�جدُ قباء مس�جد ًا ّ
أس َ
أسسه بيده املباركة ،وعمل فيه ،واختاره اهلل له من باب أوىل وأحرى.
ّ
�س ع�ىل التقوى،
املؤس ُ
املبني ع�ىل اإلخ�الص واملتابعة ،هو العمل ّ
أن العم�ل َّ
املوص ُل لعامله إىل جنات النعيم.
ّ
ِ ِ
�س عىل ش�فا املبني عىل س�وء القص�د ،وعىل البد ِع والضالل هو العمل ّ
املؤس ُ والعم�ل ُّ
فاهنار به يف نار جهنم ،واهلل ال هيدي القوم الظاملني).(1 هار، ٍ
جرف ٍ
َ
قب�ل مقد ِم ِ
باملدين�ة َ ِ
الكري�ات ،أنّ� ُه َ
كان ِ
اآلي�ات ِ
ه�ذه ِ
ن�زول «س�بب
ُ
تنرص يف اجلاهل ّي ِة، َ
وكان قدْ ّ َ اهب،الر ُ
عامر ّيقال ل ُه أبو ٍ اخلزرج ُ
ِ رجل م َن ِ
رسول اهلل ﷺ إليها ٌ
كبري. ِ
اخلزرج ٌ رشف يف
ٌ فيه عباد ٌة يف اجلاهل ّي ِة ،ول ُه
وكان ِ
َ ِ
الكتاب، أهل وقر َأ َ
علم ِ
صلوات
ُ وشج رأس ُه
َّ الس�فىل،
وكرت رباعيت ُه اليمنى ّ
ْ فجرح وجه ُه،
َ وأصيب ذلك اليو َم،
َ
اهلل وسالمه ِ
عليه. ُ
ِ
نرصه، واس�تاهلم إىل فخاطبهم، ِ
األنصار، املبارزة إىل ِ
قومه م َن ِ عامر يف ّأو ِل
وتق�دّ َم أب�و ٍ
ْ ْ
ِ
وموافقته.
ِ
خروج ملس�جد ٍ
قب�اء ،فبنو ُه ،وأحكمو ُه ،وفرغ�وا من ُه قبل ِ ٍ
جماور ٍ
مس�جد فرشعوا يف ِ
بناء
ِ
رسول اهلل ﷺ إىل َ
تبوك.
. فيه َ
فقال: الة ِفعصمه اهلل من الص ِ
َ ّ ُ
بعض يو ٍم؛ َ
نزل يبق بين ُه وبينها ّإال يو ٌمْ ،أو ُ َ
تب�وك ،ومل ْ َ ِ
املدينة م ْن قفل ﷺ راجع ًا إىل فل�ا َ
ّ
املؤمنني
َ ِ
مجاعة بني
ّفريق َ الكفر والت ِ
ِ الرض ِار ،وما اعتمد ُه بانو ُه م َن ِ
مس�جد ّ عليه جريل ِ
بخر
أس َس من أول يوم عىل التّقوى.
مسجدهم مسجد قباء الذي ّ
ْ يف
ِ
مقدمه املدين َة ..فأنزل اهلل:D ، قبل ِ
املس�جد م ْن هدم ُه َ ُ
رس�ول اهلل ﷺ إىل َ
ذلك َ
فبعث
(ﭬ ﭭ ﭮ ﭯﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ.(1)«)...
الرض ِار َ
حني اهنار»).(2 ِ
مسجد ّ «رأيت الدّ َ
خان م ْن ُ وعن جابر بن عبد اهلل Lقال:
ُ
الرس�ول ﷺ ،وك ّفن ُه فصىل عليه
ّ وملا رجع النبي ﷺ من غزوة َ
تبوك ّ َ
تويف ابن س�لول)،(3
بقميصه ،هذا مع أذ ّيته لرسول اهلل ﷺ وللمؤمنني.
مات أبو ُه،
حني َ
ّبي ﷺ َ قال :جاء عبدُ اهلل بن ِ
عب�د اهلل ِ عمر َ L ع�ن ِ
ِ
يب إىل الن ِّ
بن أ ٍّ ُ َ اب�ن َ
واستغفر ل ُه. وصل ِ
عليه، ِّ قميصك أك ّفنه ِ
فيه، َ َ
فقال :أعطني
ْ ُ
. فأعطا ُه قميص ُه َ
وقال:
فأخرج فوضع ُه عىل
َ فأمر ِبه،
أدخل حفرت� ُهَ ، يب بعدَ ما َ ُ
رس�ول اهلل ﷺ عبدَ اهلل ب َن أ ٍّ فأت�ى
عليه من ِ
ريقه. ونفث َِ ِ
ركبتيه،
ْ
ّ َ وثبت ِ ُ
أتصيل عىل رسول اهلل فقلت :يا
ُ إليه، َّ
ليصيل عليه ُ رسول اهلل ﷺ فلا قا َم
عمرّ :
قال ُ
قال يوم كذا وكذا ،كذا وكذا؟! أعدّ د ِ ِ
عليه قول ُه. ُ يب ،وقدْ َ َ ابن أ ٍّ
. رسول اهلل ﷺ َ
وقال: ُ فتبس َم
ّ
قال: أكثرت ِ
عليه َ ُ فلا
ّ
.
انرصف. ثم ُ فصىل ِ َ
قالّ :
َ رسول اهلل ﷺ َّ عليه
ِ
اآليتان م ْن براءةٌ( :ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ يمكث ّإال يس�ري ًا حتّى ْ
نزلت ْ فلم
ْ
ﯘ ﯙ ﯚﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ) [التوبة.[84 :
) (1ه�ذه القص�ة رواها ابن جرير الط�ري [ ،]361/14وعبد ال�رزاق يف املصنف [ ]1830عن ع�روة ابن الزبري
مرسلة ،وقال ابن عبد الر« :وقصته مشهورة يف التفاسري» .االستيعاب [.[79 / 1
ومن مراس�يل ابن س�ريين قال :ملا نزلت هذه اآلية :أخذ النبي ﷺ بأذن عمري وقال:
).(1
وقد استعمل عمر بن اخلطاب عمري بن سعيد هذا عىل محص ،ومات عمري هذا بالشام،
أس�تعني ب�ه عىل أعال
ُ «وددت ل�و أن يل رج ً
ال مثل عمري ُ وكان عم�ر ب�ن اخلط�اب يق�ول:
املسلمني»).(2
ﷺ
ِ
القس�مة، ُ
رس�ول اهلل ﷺ ناس� ًا يف آثر ٍ عب�د اهلل ابن مس�عود َ
ق�الّ :ملا َ ع�ن ِ
حنني َ كان يو ُم ْ
ذلك ،وأعطى أناس ًا من أرشافِ مثل َ ِ
اإلبل ،وأعطى عيين َة َ ٍ
حابس مائ ًة م ْن األقرع ب َن فأعطى
ْ َ
ِ
القسمة. ٍ
يومئذ يف وآثرهم ِ
العرب،
ْ
عدل فيها وما أريدَ فيها وج ُه اهلل. إن ِ
هذه لقسم ٌة ما َ فقال ٌ
رجل :واهلل َّ َ
َ
رسول اهلل ﷺ. َّ
ألخرن فقلت :واهلل
ُ َ
قال
فأتيت ُه فأخرت ُه با َ
قال.
ثم َ
قال: ّيت ّأين مل ْ أذك�ر ُه ل ُهَ .
قالَّ : وامحر وجه ُه حتّى تن ُ
َّ ذلك غضب ًا ش�ديد ًا
فغض�ب م ْن َ
َ
إن مل ْ ْ
يعدل اهلل ورسوله. فم ْن ُ
يعدل ْ
).(3 ثم َ
قال: َّ
ون َ
ذلك ذلك فيتل ّق َ
ومع َ
فيهمَ ،
ليس ْفيهم ممّا َ
يغضبهم ما يقال ْ
ْ َّ
أن أه�ل الفضل قدْ
ّبي ﷺ اقتدا ًء بموسى .(1)S بالص ِر ،واحللم كا َ
صنع الن ّ ّ
ﷺ
•
رسول اهلل ﷺ ُ
يقول: َ سمعت
ُ بن ٍ
مالك َ I
قال: أنس ِ
ع ْن ِ
).(1
ِ
بقرنيه عند هو عىل حقيقت�ه وظاهر لفظه ،واملرا ُد أنّ� ُه حياذهيا َ
قيلَ :
َ
�اجدون الس َ ٍ َ ألن الك ّفار
غروهبا ،وكذا عند طلوعها؛ َّ
ليكون ّ حينئذ ،فيقارهنا؛ يس�جدون هلا
َ
يسجدون ل ُه. ِ
وألعوانه ّأهن ْم إنّا ِ
لنفسه الساجدي َن ل ُه ،وخي ّي ُل
هلا يف صورة ّ
علو ُه وارتفاعه وس�لطانه وتس� ّلطه وغلبته ِ ِ َ
هو عىل املجاز ،واملراد بقرنه وقرنيهّ :
وقي�لَ :
ِ
كمدافعة ذوات هلم ع ْن تعجيله�ا ِ
بتزيني ّ وأعوان�ه ،ومعن�ا ُه َّ
الش�يطان ومدافعته ْ أن تأخريها
األول).(2
والصحيح ّ
القرون ملا تدفع ُهّ .
•
ّب�ي ﷺ أنه َ
قال: ع� ْن أيب هري�ر َة ِ I
عن الن ِّ
).(3
ّب�ي ﷺ َ
قال: ب�ن ٍ
عمرو ِ L وع�ن ِ
عب�د اهلل ِ
عن الن ِّ ْ
).(5)«(4
•
ّبي ﷺ أن�ه َ
قال: ع� ْن أيب هري�ر َة ِ I
ع�ن الن ِّ
).(1
ِ
املعائب مع الت ّّنز ِه ِ
عن احلنيَ ،
الص َ بزي ّ طرق ِ
اخلري ،والتّز ّيي ِّ أي :حتري ِ
ّ
ِ
والباطنة. ال ّظ ِ
اهرة،
يتدارس أورث اخلش�ي َة والتّقوى ،وأ ّم�ا ا ّلذي
َ ين ما حقيق� ُة ِ
الفقه يف الدّ ِ
ُ
دون ِ
قلبه).(2 ِ
بلسانه َ ألن الفق َه تع ّل َق بمعزل عن الر ِ
تبة العظمى؛ َّ ٍ ليتعز َز ِبه ويتأك َّل ِبه فإ ّن ُه
أبواب ًا من ُه ّ
ْ ّ
•
ّبي ﷺ َ
قال: عم�ر ِ L
عن الن ِّ َ ع�ن ِ
ابن ِ
).(3
وهي ا ّلتي تطلب الفحل ِ
قطيعني م َن الغن�مَ ، ِ
أي :املرت ّددة بني ق�ال الس�ندي» :
املرشكني ومع ِ ِ
َ املؤمنني بظاه�رهَ ،
َ مع
مع إحدامه�ا ،واملنافق َ تس�تقر َ
ّ قطيعني ،وال فت�رت ّدد بني
الرجول ّية ع ْن ِ ِ
بمنزلة َ
تل�ك ّ ِ
بباطن�ه تبع� ًا هلوا ُه وعرضه الفاس�د،
الش�اة ،وفيه س�لب ّ فص�ار
َ
املنافقني»).(4
َ
وصفات املنافقني الذميمة كثرية ،وسورة التوبة مليئة بفضائحهم وصفاهتم التي كشفها
ِ
للحذر منهم ،ومنها. اهلل للمؤمنني؛
ﷺ
ٍ
بصوت رفي ٍع)َ (5 ر ،فنادى ُ عمر َ L ع ْن عبد اهلل ِ
فقال: رسول اهلل ﷺ املن َ قال :صعدَ بن َ
)(1
).(2
فنزلت:
ْ اآلخر ّإال ري�ا ًء، فعل ه�ذا ِ
صدق�ة هذا ،وما َ لغن�ي ع ْن املنافق�ونَّ :
إن اهللَ َ َ
فق�ال
ُ ٌّ
(ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ
ﯱ ﯲ ﯳ ﯴﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ) [التوبة.(4)[79 :
القليل بأن اهلل غني عن صدقته ،وفيمن أعطى الكثري بأ ّنه ٍ
مراء. َ فتك ّلموا فيم ْن أعطى
َ ُ ْ
ِ
والبهتان ،دائا يشكّكون ،ويطعنون يف نوايا بالز ِ
ور هكذا املنافقون دأهبم ّاهتام املؤمنني ّ
ٍ
مش�بوهة ،كا نرى اآلن يف ٍ
أغراض ِ
بوجود خريي ،فيتّهموهنم كل م�ن يقوم ع�ىل مرشو ٍع ِّ
ٍّ
اجلرائد ال ّطع� َن يف القائمني عىل األع�ال اخلري ّي ِة وملزهم؛ ذل�ك ألن املنافقني ال
ِ ٍ
كث�ري م�ن
حي ّب�ون اخل�ري ،وال حيبون قيام أعال اخلري وتناميها؛ لذا فهم يش�كّكون يف القائمني عليها،
املصالح احلكوم ّي ِة ،أم يف ِ
غري ِ ِ
املدارس ،أم يف ِ
املس�اجد ،أم يف س�وا ٌء كانت هذه األعال يف
ذلك.
ﷺ
ّبي ﷺ يوم ًاَ ،
وقال: عيل الن ُّ قالتَ :
دخل َّ ع ْن عائش َة ْ J
.
املنافقني).(1
َ ِ
رجلني م ْن قال ال ّل ُ
يث بن سعد :كانا َ
ِ
املدينة ق�رب فلا َ
كان ٍ َ وع� ْن جاب�ر بن عبد اهلل َّ L
َ س�فرّ ، رس�ول اهلل ﷺ قد َم م ْن أن
ُ
رسول اهلل ﷺ: اكب) ،(2فقال
الر َ ريح شديد ٌة تكا ُد ْ
أن تدف َن ّ هاجت ٌ
ْ
).(3
مات).(4
املنافقني قدْ َ
َ عظيم م َن
ٌ فلا قد َم املدين َة فإذا ٌ
منافق ّ
ف�ات يف ذل�ك اليوم زيد بن رفاعة وه�و من منافقي اليهود ،كان م�ن عظاء بنى قينقاع
وأسلم ظاهر ًا.
فوضعت يدي
ُ ال موع�وك ًا، ِ
رس�ول اهلل ﷺ رج ً مع وعن س�لمة ب�ن األكوع َ
ق�ال :عدنا َ
حر ًا. رأيت كاليو ِم رج ً ِ
ال أشدَّ ّ فقلت :واهلل ما ُ
ُ عليه،
ٍ
لرجل مم ّ ْن مع ُه ُ
رسول اهلل ﷺ رَ ،
فقال ومن ذلك :ع ْن أيب هرير َة َ I
قال :شهدنا خي َ
. يدّ عي اإلسال َم):(1
كثرت ِبه اجلراح ُة.
ْ ِ
القتال حتّى الر ُ
جل أشدَّ القتال َ
قاتل ّ ُ حرض
َ فلا
ّ
أهل الن ِّار فإ ّن ُه قدْ َ
قاتل اليو َم قتاالً شديد ًا ،وقدْ قلت ل ُه إ ّن ُه م ْن ِ
رسول اهللِ ،ا ّلذي َ
َ َ
فقيل :يا
مات.
َ
. ّبي ﷺ: َ
فقال الن ُّ
يمت ،ولك َّن ِبه ذلك إ ْذ َ
قيل :إنّ� ُه مل ْ ْ هم ع�ىل َ
يرتاب ،فبينا ْ
َ أن بعض الن ِ
ّ�اس ْ َ
ق�ال :ف�كا َد ُ
جراح ًا شديد ًا.
اجلراح َ
فقتل نفس ُه. ِ ر عىل كان م َن ال ّل ِ
يل مل ْ يص ْ فلا َ
ّ
. بذلك َ
فقال: َ ّبي ﷺ
ر الن ُّ
فأخ َ
أمر ب�الالً ،فنادى بالن ِ
ّاس: ث�م َ
َّ
).(2
. ِ
ألصحابه: َ
فقال
فجا َء ٌ
رجل ُ
أزرق).(3
َ
وأنزل اهلل ( :Dﯤ َ
حيلفون باهلل ما قالوا ،وما فعلوا، هبم فجعلوا
فذهب ،فجا َء ْ
َ َ
قال:
آخر ِ
اآلية).(1 ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ[ )...املجادلة [18 :إىل ِ
ﷺ
ُ
رسول اهلل ﷺ: قالَ :
قال بن بريد َة عن ِ
أبيه َ I عن ِ
عبد اهلل ِ
ْ ْ
.(2)«D
ّعظيم.
يستحق الت َ
ُّ أي :أغضبتمو ُه؛ أل ّن ُه يكون تعظي ًا ل ُهَ ،
وهو مم ّ ْن ال ْ :
كم).(3
أسخطتم ر ّب ْ
ْ عليكم طاعته ،فإذا أطعتمو ُه فقدْ
ْ فتجب
ُ يك س ّيد ًا ْ
لكم إن ُ َ
وقيل :معنا ُهْ :
فحالكم دون
ْ وهو منافق،
دكم َ إن َ
كان س ّي ْ ِ
للمنافق س ّيد فإ ّن ُه ْ َ
وقال ابن األثري« :ال تقولوا
لكم َ
ذلك»).(4 حاله ،واهلل ال يرىض ْ
ﷺ ِ
اليان َ
قال: وائل ع ْن حذيف َة ِ
بن ع ْن أيب ٍ
).(5
) (1رواه أمحد [ ،]3267وقال ابن كثري يف تفسريه [« :]53/8إسناده جيد» ،وصحح الشيخ أمحد شاكر إسناده.
) (2رواه أبو داود [ ]4977وصححه األلباين.
) (3عون املعبود [.[3009 /7
) (4النهاية [.[418/2
) (5رواه البخاري [.[7113
ِ
اللس�ان به، منطلق
ُ ،أي :عامل ٌ للعل�م، املن�اوي :V ق�ال
ُّ
وتفحصه ،وتق ّعره يف
ّ القلب والعمل ،فاس�دُ العقي�دةٍ ،
مغر للناس بشقاش�قه، ِ ُ
جاهل لكنّ�ه
الكالم»).(1
قال ابن القيم « :Vإن بل ّية اإلسالم باملنافقني شديدة جدّ ًا؛ ألهنم منسوبون إليه ،وهم
وصالح ،وهو غاي ُة
ٌ علم ُ
اجلاهل أنه ٌ كل ٍ
قالب يظ ُّن أع�داؤه يف احلقيق�ة ،خيرجون عداوته يف ِّ
حصن له قد قلعوا أساس�هٍ معقل لإلس�الم هدموه؟ وكم من ٍ اجلهل والفس�اد ،فلله كم من
حمنة وبل ّي ٍة ،وال
وخربوه؟ وكم من علم له قد طمس�وه؟ فال يزال اإلس�الم ،وأهله منهم يف ٍ
ُ ّ
يزعمون أهنم بذلك مصلح�ون( ،ﮝ ﮞ ﮟ َ ٍ
ش�بههم رس ّي ٌة بعد رس ّي�ة، ُ
ي�زال يطرق�ه من
ْ
ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ) [البقرة.(2)«[12 :
ﺒﻲ ﷺ ُ
ﺗﻌﺎﻣﻞ اﻟﻨﱠ ﱢ
ﻣﻊ ﺷﺮاﺋﺢ ﻋﺎﻣﺔ
كان تعامل النبي ﷺ مع النساء يتسم بالرفق واحلنو والرمحة؛ وذلك ملا طبعه اهلل عليه من
كريم األخالق والرمحة بالناس والرفق هبم ،وملا يعلمه ﷺ من ضعف النساء وقلة حيلتهن.
ِ
رس�ول اهلل ﷺ ،قال :فحمدَ حج َة الودا ِع َ
مع ِ
األحوص Iأ ّن ُه ش�هدَ ّ ع�ن عمرو ِ
بن
«).(1 قال:ثم َ َ اهللَ ،وأثنى ِ
ووعظَّ ، عليه ،وذك َّر
(.
ﷺ
«).(3 ُ
رسول اهلل ﷺ: ع ْن عائش َة ْ J
قالت :قال
ِ
ه�ذه اآلي� َة( :ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ فنزل�ت
ْ
ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ
ﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖ
ﯗﯘﯙ ﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠ) [األحزاب.(1)[35 :
«. َ
قال:
َ
رسول اهلل. َ
نبايعك يا هلم
أرحم بناَّ ،
ُ فقلنا :اهلل ورسول ُه
«).(2 ُ
رسول اهلل ﷺ: َ
فقال
واملبايعة وهي املعاهدة هلا فائدة كبرية ،وهي إلزام املبايع بالوفاء با عاهد عليه ،فهو دائ ًا
يتذكر البيعة فيحمله ذلك عىل الوفاء.
ِ
باملحنة. أقر ِ قالت عائش ُة :فمن أقر هبذا ّ ِ
الرشط م َن املؤمنات فقدْ َّ ْ َّ ْ
ُ
رس�ول اهلل ﷺ: بذلك م ْن قوهل َّن َ
قال هل َّن َ
أقررن َ ُ
رس�ول اهلل ﷺ إذا َ
فكان
«.
ﷺ
ِ
والرفق؛ مل�ا يف املرأة من ضعف ورقة، ِ
والعطف فيتعام�ل معه َّن بالل�ني والرمحة واملح ّب ِة
ولذلك كان يطلق عليهن :القوارير.
يقال ِ
أسفاره ،وغال ٌم أسو ُد ُ ِ
بعض ُ
رسول اهلل ﷺ يف كان فع ْن ِ
أنس بن مالك َ I
قالَ :
الصوت. َ
وكان حسن ّ ل ُه أنجش ُة حيدو،
«. ُ
رسول اهلل ﷺ: َ
فقال ل ُه
بكلمة لو تك ّلم هبا بعضكم لعبتموها ِ
ٍ
عليه).(3 ْ َ ْ قال أبو قالب َة :فتك ّل َم الن ُّ
ّبي ﷺ َ
« ،يعني :الن ِ
ّساء. ويف لفظ ألمحد ):(12350
يت َ
بذلك سم ْ
الزجاجةّ ،
وهي ّ ِ
بالقوارير ،والقوارير مجع قارورةَ ، النبي ﷺ النساء
فش� ّبه ُّ
الرشاب فيها. ِ
الستقرار ّ
تفضيل ِ
نساء قريش عىل نساء العرب؛ وذلك ملعنيني: ُ «وىف هذا احلديث:
ﷺ
َ
رس�ول فقالت :يا
ْ ِ
رس�ول اهلل ﷺ، جاءت امرأ ٌة إىل
ْ ٍ
س�عيد اخلدري Iقال: ع ْن أيب
مك اهلل. نأتيك ِ
فيه ،تع ّلمنا ممّا ع ّل َ َ نفسك يوم ًا
َ ْ
فاجعل لنا م ْن َ
بحديثك، الر ُ
جال ذهب ّ
اهلل َ
)(2
«).(3 َ
فقال:
رسول اهلل ﷺ ،فع ّلمه َّن ممّا ع ّلم ُه اهلل ،ووعظه َّن ،وأمره َّن.
ُ فاجتمع َن ،فأتاه َّن
ف�كان في�ا َ
قال هل َّن: َ
مر ِ
تني. رسول اهلل ْأو ِ
اثنني؟ ،فأعادهتا ّ َ فقالت امرأ ٌة منه َّن :يا
ْ «.
«).(4 ثم َ
قال: َّ
الصحابة م ْن احلرص عىل تعليم أمور الدّ ين ،وقد بوب ويف احلديث ما َ ِ
كان عليه نس�اء ّ
عليه البخاري« :باب عظة اإلمام النساء وتعليمهن».
يكتب بعدَ
ُ اإلثم إنّا
ألن َ أن يبلغوا؛ َّ أي :اإلث ِم ،واملعنى ّأهن ْم ماتوا َ
قبل ْ ْ
البلوغِ.
ُ ُ ٌ إليهم إ ْذ َ وكأن الر ِ
عليهم أشدَّ ).(5
ْ احلزن فيكون عقوق؛ ذاك ْ ينسب
َ فيه أ ّن ُه ال َّ ّ َّ
) (1رشح صحيح البخارى البن بطال [.[544/7
َ
نفسك. ْ
فاجعل لنا يوم ًا م ْن الر ُ
جال، َ ِ
عليك ّ ّبي ﷺ :غلبنا
) (2ويف رواية للبخاري :قالت النّسا ُء للن ِّ
)[ (3ويف رواية أمحد [ :]7310موعدك َّن بيت فالنة].
) (4رواه البخاري [ ]102ومسلم [.[2634
) (5فتح الباري [.[196/1
ﷺ
رس�ول اهلل ﷺ الصال َة ي�وم ِ
العيد ،فبد َأ ِ مع عبد اهلل َ L بن ِ ع� ْن ِ
جابر ِ
َ ّ ش�هدت َُ قال:
َّ ٍ ٍ اخلطبة ِ ٍِ بالص ِ
�الة َ
وحث ثم قا َم متوكّئ ًا عىل باللَ ،
فأمر بتقوى اهللِ، بغري أذان ،وال إقامةَّ ، قب�ل ّ
ّرهم. َ ِ
ّاس ،وذك ْ ووعظ الن َ طاعته، عىل
ث�م مىض حتّى أتى النّس�ا َء ،فوعظه َّن ،وذكّره َّنَ ،
فقال: َّ
«.
َ
رسول اهللِ؟ فقالتَ :مل يا ين)،(3 فقامت امرأ ٌة من ِس َط ِة الن ِ
ّساء) ،(2سفعا ُء اخلدّ ِ ِ
ْ ْ
).(4 َ
قال:
ثوب ٍ
بالل م ْن أقرطته َّن ،وخواته َّن).(5 يلقني يف ِ
َ َ
قال :فجعل َن يتصدّ ق َن م ْن حل ّيه َّن،
خلف
َ ِ
النس�اء وصفوف
َ كب�ري، اجلمع فالنب�ي ﷺ ح�ني رأى أن�ه مل يس�م ِع النس�ا َء؛ ألن
ٌ َ ُّ
ِ
صفوف الرجال ،أتاه َّن فوعظه َّن؛ أدا ًء حل ّقه َّن يف الرتبية والتعليم.
ِ
فراغه ،ويعظه َّن ويذكّره َّن إذا مل «يس�تحب إذا مل ْ يس�معه َّن ْ
أن يأتيه َّن بعدَ ُّ
ّب مفسدة»).(1يرتت ِ
ِ ِ
استحباب وعظ النّساء وتعليمه َّن أحكا َم اإلسال ِم وتذكريه َّن با ُ
جيب عليه َّن. ُ
حني يفر ُغ. اآلن ْ ٍ
لعطاء :أترى ح ّق ًا عىل اإلما ِم َ
أن يأ َيت النّسا َء ،فيذكّره َّن َ قال اب ُن جريجٍ ُ :
قلت
هلم ال يفعلون ُه؟).(2
عليهم ،وما ْ
ْ حلق إن َ
ذلك ٌّ َ
قالَّ :
ّف. بيان ِ
رفق النبي ﷺ يف وعظ النساء ،فلم يغ ّل ْظ ومل يعن ْ ُ
ﷺ
ُ
رس�ول اهلل ﷺ: قال�تَ :
قال ْ ٍ
مس�عود ام�رأة ِ
عبد اهلل بن ِ زين�ب فع� ْن
َ
«.
َ
رسول اهلل ﷺ قدْ وإن ذات ِ
اليدَّ ، خفيف ِ
ُ فقلت :إن َّك ٌ
رجل ُ فرجعت إىل ِ
عبد اهللِ، ُ قالت:
ْ
غريكم).(1 ذلك جيزي عنّيّ ،
وإال رصفتها إىل كان َ فإن َ دقةِ ،
فأته فاسأل ُهْ ، أمرنا بالص ِ
ْ ّ
ائتيه ِ
أنت).(2 فقال يل عبدُ اهللِْ :بل ِ
قالتَ :
ْ
قالت: ِ
رس�ول اهلل ﷺ حاجتي حاجتهاْ . بباب ِ
األنصار ِ فانطلق�ت فإذا امرأ ٌة م َن
ُ قال�ت:
ْ
ألقيت ِ
عليه املهاب ُة. ْ ُ
رسول اهلل ﷺ قدْ َ
وكان
ِ
بالباب ِ
امرأت�ني أن َ
رس�ول اهلل ﷺ ،فأخر ُه َّ ب�الل ،فقلنا لهِ :
ائ�ت فخ�رج علينا ٌ قال�ت:
ْ
ُ َ
الصدق ُة عنه�ا عىل أزواجها ،وع�ىل أيتا ٍم يف حجورمه�ا؟ وال ختر ُه م ْن
أجت�زئ ّ
ُ َ
تس�أالنك:
نح ُن.
«. ُ
رسول اهلل ﷺ: فقال ل ُه ِ
رسول اهلل ﷺ ،فسأل ُهَ ، فدخل ٌ
بالل عىل َ قالت:
ْ
وزينب.
ُ ِ
األنصار، َ
فقال :امرأ ٌة م َن
«. ُ
رسول اهلل ﷺ: َ
فقال
قال :امرأ ُة ِ
عبد اهلل. َ
«).(3 ُ
رسول اهلل ﷺ: َ
فقال ل ُه
املعطي ِ
الواجب�ة عىل م ْن ال يلز ُم ٌ
حممول يف وهو ِ احلث ع�ىل الص ِ
ُّ
َ األقاربَ ، دقة عىل ّ
منهم.
نفقته ْ
أضع صدقتي َ
فيك ويف بني أخٍ يل يتامى. أن َ) (1ويف رواية النسائي [ :]2583أيسعني ْ
يستفتي يف تصدق زوجته عليه.
َ ) (2كأنه استحيا أن
) (3رواه البخاري [ ،]1466ومسلم [.[1000
ِ
الفطر، خيرج يو َم األضحى ،ويو َم َ
رس�ول اهلل ﷺ َ اخلدري َّ I ٍ
كان ُ أن ِّ س�عيد عن أيب
هم، جلوس يف ّ فأقبل عىل الن ِ
صىل صالت ُه وس� ّل َم ،ق�ا َمَ ، فيبد ُأ بالص ِ
الة ،فإذا ّ
مصال ْ ٌ وهم
ّاس ْ ّ
أمرهم هبا. كانت ل ُه حاج ٌة ِ
بغري َ
ذلك ّاسْ ،أو ْ ٍ
ببعث ذكر ُه للن ِ كان ل ُه حاج ٌة
فإن َ
ْ
ْ
أكثر م ْن يتصدّ ُق النّسا ُء ).(2 َ
وكان َ «، وكان ُ
يقول: َ
ﷺ
ُ
رس�ول اهلل ﷺ: قالتَ :
قال لن�ا ِ
املهاج�راتْ ، وكانت م� َن
ْ ع�ن يس�رية ،J
«).(3
اسم ٍ
فعل بمعنى :الزم َن. ُ
َ
سبحان اهلل. ِ
بقول: أي:
ْ
أيِ :
قول :ال إل َه ّإال اهلل. ْ
والر ِ
وح. ِ سبحان ِ
امللك القدّ ِ َ أيِ :
رب املالئكة ّ
وس ُّ
وح قدّ ٌ
وسْ ،أو س ّب ٌ قول: ْ
ِ اعددن عدد مر ِ ِ
باألنامل ،إما بعقدهاْ ،أو ِ
ّس�بيح والتهليل
ات الت َ َ ّ أي:
برءوسها.
ٍ
مجع أنملة ،وهي ا ّلتي فيها ال ّظ ُ
فر).(1 ُ
واألنامل ُ
ُ
«وحيتمل أن املراد العقد بنفس األنامل ،أو بجملة األصابع.
فم�ن عدَّ بوض�ع طرف اإلهبام ع�ىل أنامل األصابع األخ�رى ،فقد ع�دَّ باألنامل ،ومن
وضع أطراف األنامل عىل الكف فقد عد أيضا هبا ،فاألمر يف هذا واسع.
بذلك َّ
ليحط عنها َ ِ
الكل�ات بأنامله َّن؛ حيصني َ
تلك َ «حرضه َّن ﷺ عىل ْ
أن ّ
الذ ِ
نوب. ما اجرتحت ُه م ْن ّ
القيامة عا اكتسبن ،وبأي ٍ
يشء استعمل َن. ِ أي :يسأل َن يو َم
ِّ َ ّ ْ
فيش�هدن لصاحبهن أو ِ
عليه با اكتس�ب ُه (ﮤ ﮥ ﮦ َ أي :متك ّل ٌ
ات،
َّ ْ ْ
ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ) [النور.[24 :
كر.
الذ َ الذ ِ
كر ،يعني ال ترتك َن ّ أيِ :
عن ّ ْ
كر؛ أي :ال ترتك َن ّ ُ بنسيان الر ِ
ِ َ
الذ َ نسيان أسباهباْ ، محة ّ قال القاري :واملرا ُد
الرمح َة.
كر حلرمت َّن ثواب ُه ،فكأنّك َّن تركت َّن ّ فإنّك َّن ْلو تركت َّن ّ
الذ َ
ترك الر ِ
محة»).(1 فيكون م َن اهلل ُ ّ
َ منكم الغفل ُة؛
ُ أي :ال يك ْن
ٍ
عميس بنت
وم�ن النس�اء العظيات يف اإلس�الم الاليت علمهن رس�ول اهلل ﷺ :أس�ا ُء ُ
Jفق�د كان�ت ش�خصية علم ّي ًة دعوي�ة مؤ ّث�رة ،واعظة للرجال والنس�اء ،وق�د توارد
الرجال ليسمعوا منها حديث فضل مهاجرة احلبشة [وسيأيت قريب ًا].
ُ
رس�ول اهلل ﷺ: قال�تَ :
ق�ال يل ْ ٍ
عمي�س J
ع�ن أس�اء ِ
بن�ت َ ْ
«).(2
تصاب النس�اء بالكرب بسبب احلمل ،أو الوضع ،أو قسوة الزوج ،أو اشتداد
ُ وكثري ًا ما
األوالد عليها ،وغري ذلك.
فعىل املرأة أن حتافظ عىل هذا الذكر العظيم الذي يفرج اهلل به الكرب.
«).(3
وهو حديث جليل ينبغي االعتناء ِبه ،واإلكثار من ُه عند الكرب واألمور العظيمة.
َ
ويسمون ُه :دعاء الكرب»).(4
ّ يدعون ِبه،
َ السلف ريَ :
كان ّ َ
قال ال ّط ُّ
ﷺ
ِ
وذوات والعواتق، ِ
العيدي�ن، �ض يو َم
نخرج احل ّي َ قال�ت :أمرنا ْ
أن ن أ ِّم عط ّي� َة J
َ َ ْ ع� ْ
مصاله ّن. ُ
ويعتزل احل ّي ُض ع ْن ّ ودعوهتم، املسلمني، اخلري ،ومجاع َة َ ِ
ْ َ فيشهدن َ اخلدور،
«).(1 َ
قال:
أي :تعريها من ثياهبا ما ال حتتاج ِ
إليه).(2 ْ ْ
ٍ
هيئات ِ
وذوات شواب أ ْم ال، ِ
العيدين ،سوا ٌء ك َّن ِ
شهود خروج الن ِ
ّساء إىل ِ استحباب
َّ ُ
أ ْم ال.
ِ ِ
املس�لمني،
َ اخلري ودعو ُة رص َح يف حدي�ث أ ِّم عط ّي� َة بع ّلة احلك� ِمَ ،
وهو ش�هوده َّن َ وق�دْ ّ
ِ
وطهرته. ذلك اليو ِم ورجاء ِ
بركة َ ُ
ذك�ر اهلل ،وال مواط َن اخلري ،كمجالس العلم ّ
والذكر س�وى هتجر َ َّ
أن احلائض ال ُ
املساجد).(3
ُ
تدرك. الش ًا ّبة ّأو َل ما
مجع عاتق وهي ّ
ِ
رس�ول اهلل ﷺ حفظت «ق» ّإال م ْن يف
ُ قال�ت :ما
ْ بن الن ِ
ّعان ع� ْن أم هش�ام بنت حارث� َة ِ
كل ٍ
مجعة. خيطب هبا َّ
ُ
ِ
رسول اهلل ﷺ واحد ًا).(1 ّور َ
وكان تنّورنا وتن ُ قالت:
ْ
س�بب اختيار «ق» ّأهنا مش�تملة عىل البعث ،واملوت ،واملواعظ ّ
الش�ديدة،
والزواجر األكيدة.
ّ
َ
«وكان تنّورن�ا) (2وتنّ�ور رس�ول اهلل ﷺ واح�د ًا» ،إش�ارة إىل حفظه�ا ومعرفتها قوهل�ا:
ّبي ﷺ وقرهبا م ْن منزله).(3 ِ
بأحوال الن ّ
ِ
الفجر، ِ
رسول اهلل ﷺ صال َة مع َ ِ عن عائش� َة ْ J
يش�هدن َ املؤمنات قالت« :ك َّن نسا ُء
ٍ
الصالةَ ،ال يعرفه� َّن أحدٌ م َن
يقض�ني ّ حني متل ّفع�ات بمروطه� َّن َّ ،
ثم ينقلب� َن إىل بيوهت َّن َ
)(4
َ
ِ
الغلس»).(5
ِ
والعش�اء يف الص ِ
بح ِ عمر َ L ع� ْن عبد اهلل ِ
لعمر تش�هدُ صال َة ّ
قال :كان�ت امرأ ٌة َ ب�ن َ
ِ
املسجد. ِ
اجلاعة يف
ويغار؟
ُ عمر يكر ُه َ
ذلك، أن َتعلمني َّ
َ خترجني ،وقدْ
َ َ
فقيل هلا :مل َ
) (1رواه مسلم [.[873
ِ
) (2ال ّتنّور :ا ّلذي خيبز فيه .النهاية [.[199/1
) (3رشح النووي عىل صحيح مسلم [.[161/6
) (4أي :متل ّف ٍ
فات بأكسيته ّن .النهاية [.[261/4 ْ
) (5رواه البخاري [ ،]372ومسلم [.[645
) (6فتح الباري [.[56/2
َ
رسول اهلل ﷺ قال: عمر َّ L
أن بن َع ْن عبد اهلل ِ
).(1
«ووج�ه كون صالهت َّن يف البي�وت أفضل :األم ُن م َن الفتنة ،ويتأ ّك�دُ َ
ذلك بعد وجود ما
قالت»).(2
قالت عائشة ما ْ
ثم ْ والزينة ،وم ْن َّ
رج ّ َ
أحدث النّساء م َن ال ّت ّ
ﷺ
ٍ
س�نان ق�الّ :مل�ا رج�ع النّبي ﷺ م�ن حج ِ
ت�هَ ،
قال أل ِّم اس َ L ع� ْن عب�د اهلل ِ
ب�ن ع ّب ٍ
ْ ّ َ ُّ
. األنصار ّي ِة:
اآلخر َ
وكان هو وابن ُه ع�ىل أحدمها، ٍ ِ
ُ حج َ
قال�ت :ناضح�ان) (3كانا أليب فالن -زوجهاَّ -
ْ
يسقي ِ
عليه غالمنا.
).(4 َ
قال:
ٍ
معقل وكان لنا ٌ
مجل جعل ُه أبو َ حج َة الوداعِ، ُ
رسول اهلل ﷺ ّ قالتّ :ملا َّ
حج ٍ
معقل ْ وعن أ ِّم
ٍ
معقل. َ
وهلك أبو مرض، ِ
سبيل اهللِ ،وأصابنا ٌ يف
) (1رواه أبو داود [ ،]567وصححه األلباين يف صحيح أيب داود [.[576
َ
أحدث النّسا ُء َ
رسول اهلل ﷺ رأى ما «لو َّ
أن ) (2فتح الباري [ .]349/2ومقصود احلافظ بقول عائشة :قوهلا ْ :J
َ
إرسائيل» .رواه البخاري [ ]869ومسلم [.[445 منعت نسا ُء بني
ْ ملنعه َّن املسجدَ كا
) (3الناضح :البعري ا ّلذي يستقى ِ
عليه .النهاية [.[69/5
) (4رواه البخاري [ ]1863ومسلم [.[1256
َ
ق�ال:
).(1
ومثل�ه :ل�و أن رجال نذر إن ش�فى اهلل مريضه أن خيتم القرآن ،فلا ش�فى اهلل مريضه قرأ
سورة اإلخالص ثالث ًا مستدال بقول النبي ﷺ( :ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ) [اإلخالص[1 :
اجلواب :ال يكفيه؛ ألن سورة اإلخالص تعدل ثلث القرآن يف الثواب ،ولكنها ال تقوم
مقامه يف القراءة.
ﷺ
انرصف
َ أن يدركه َّن ِ
من ينفذ النّس�ا ُءَ ،
قبل ْ لكي َ أعلم َّ
أن مكث ُه ْ َ
ق�ال الزهري :فأرى واهلل ُ
م َن القو ِم).(4
) (1رواه أب�و داود [ ]1989وه�ذا لفظه ،والرتم�ذي [ ،]939وابن ماجة [ ]2993خمت�رص ًا ،وصححه األلباين يف
صحيح أيب داود [.[1736
) (2فتح الباري [.[604/3
ِ
) (3رواه البخاري [ ]6643عن أيب سعيد ،Iورواه مسلم [ ]811ع ْن أيب الدّ رداء .I
) (4رواه البخاري [.[837
املأمومني.
َ َ
أحوال مراعاة اإلمام
ُ
االحتياط يف اجتناب ما قدْ يفيض إىل املحذور.
اجتناب مواضع التّهم.
ُ
كراه ُة خمالطة الرجال للن ِ
ّساء يف ال ّطرقات فض ً
ال ع ْن البيوت. ّ
َ
حيرضن اجلاعة يف املسجد).(3 َّ
أن النّساء ك َّن
ﷺ
َ
فق�ال ﷺ:
).(4
الرج�ال ،وأ ّما إذا صفوف النّس�اء ال ّلوايت يص ّل َ ِ
مع ّ�ني َ ُ باحلديث «وامل�را ُد
ورشها آخرها. ِ ص ّل َ
كالرجال خري صفوفه َّن ّأوهلاّ ، الرجال ،فه َّن ّ مع ّني متم ّيزات ال َ
ِ ِ
الرجال، الرجال لبعده َّن م� ْن خمالطة ّ م�ع ّ
آخر صفوف النّس�اء احلارضات َ فض َ�ل َ
وإنّ�ا ّ
كالمهم ونحو ذل�ك ،وذ َّم ّأو َلْ حركاهتم ،وس�اع
ْ ورؤيته�م وتع ّل�ق القلب ْ
هبم عن�د رؤية ْ
ذلك»).(5 ِ
لعكس َ صفوفه َّن
ﷺ
. ُ
رسول اهلل ﷺ: قالَ :
قال عمر َ L ع ْن ناف ٍع ع ْن ِ
ابن َ
مات).(1
عمر حتّى َ ْ
يدخل من ُه اب ُن َ فلم
نافعْ : َ
قال ٌ
الرجالْ ،
ب�ل يعتزل َن يف جانب واحلدي�ث ِ
فيه دليل َّ
مع ّأن النّس�اء ال خيتلط َن يف املس�اجد َ
ِ َ
مع اإلمام.
هناك باالقتداء َ املسجد ،ويص ّل َ
ني
فكان عبد اهلل بن عمر أش�دّ اتّباع ًا للس�ن ِّة ،فلم يدخل من الباب ا ّلذي ج ِع َل للن ِ
ّساء حتّى َ
ُ َ ْ ّ
مات).(2
َ
ِ
املسجد، خارج م ْن وهو رس�ول اهلل ﷺ ُ
َ ٍ
ٌ يقول َ سمع
َ األنصاري Iأنّه
ِّ أس�يد ع ْن أيب
رس�ول اهلل ﷺ للن ِ
ُ ريقَ ، جال مع الن ِ
ّس�اء يف ال ّط ِ
ّس�اء: فقال الر ُ َ َ
فاختلط ّ
. )(3
ﷺ
فقالت:
ْ فقب�ض ي�د ُه
َ ٍ
بكت�اب ّب�ي ﷺ ع� ْن عائش� َة َّ J
أن ام�رأ ًة م�دّ ْت يده�ا إىل الن ِّ
فل�م تأخ�ذ ُه؟ َ
فق�ال: ٍ
بكتاب ْ م�ددت ي�دي َ
إليك ُ َ
رس�ول اهلل ي�ا
).(5 قال: ٍ
امرأةَ . قالتْ :بل يدُ
ْ
«وإنا أمرها باخلضاب؛ لتس�رت برشهتا ،فخضاب اليد مندوب للنس�اء
للفرق بني كفها وكف الرجل»).(6
) (1رواه أبو داود [ ،]462وصححه األلباين يف صحيح أيب داود [ ،]483وضعفه غريه.
) (2عون املعبود [.[92/2
أن يركبن ح ّقهاَ ،
وهو وسطها .النهاية [[415/1 هو ْ
)َ (3
) (4رواه أبو داود [ ،]5272وحسنه األلباين يف صحيح اجلامع [.[929
) (5رواه أبو داود [ ،]4166والنسائي [ ،]5089وحسنه األلباين.
) (6فيض القدير [.[330/5
ﷺ
).(1
يش�ق
عليهم ما ُّ
ْ مصلحتهمّ ،
وأال يدخل ْ باملأمومني ،وس�ائر األتباع ،ومراعا ُة
َ فق
الر ُ
ّ
كان يسري ًا م ْن غري رضورة.
وإن َ
عليهم ْ
ْ
الرجال يف املسجد.
مع ّجواز صالة النّساء َ
ُ
«إذا كان الطفل مميزا رشع إحضاره إىل املس�جد ليعتاد الصالة مع مجاعة املس�لمني ،وقد
ص�ح عن النب�ي ﷺ أنه قال:
).(4
«أم�ا إذا كان الطف�ل غري مميز فاألفضل أال حيرض إىل املس�جد ألن�ه ال يعقل الصالة وال
معنى اجلاعة ،وملا قد يسببه من األذى للمصلني»).(5
ﷺ
ِ
املسجد. ِ
تنظيف ُ
فضل
غاب. والص ِ
ديق إذا َ الس ُ
ؤال ع ْن اخلاد ِم ّ ّ
املكافأ ُة بالدّ ِ
عاء.
جنائز أهل ِ
اخلري. ِ ِ
شهود غيب يف
الرت ُ
ّ
يصل ِ
عليه. احلارض عندَ ِ
قره مل ْن مل ْ ِّ ِ ندب الصالة عىل املي ِ
ت ّ ُ ّ
ِ
باملوت).(2 اإلعال ُم
ﷺ
باليمن ،فخرجنا مهاجرين ِ
إليه ِ ّبي ﷺ ونح ُن ع ْن أيب موس�ى َ I
َ خمرج الن ِّ
قال :بلغنا ُ
أو ِ
اثنني ومخس�نيِ ،
َ ٍ
ثالثة واآلخر أبو ره ٍم ،يف أصغرهم ،أحدمها أبو بردةَ، ِ
وأخوان يل أنا أنا
ُ ْ
ومخسني رج ً
ال م ْن قومي. َ
ٍ
طالب وأصحاب ُه جعفر ب َن أيب ِ
باحلبشة ،فوافقنا ّجايش فركبنا سفين ًة ،فألقتنا سفينتنا إىل الن
َ ِّ
عند ُه.
ِ
باإلقامة ،فأقيموا معنا. َ
رسول اهلل ﷺ بعثنا هاهنا ،وأمرنا جعفرَّ :
إن َ
فقال
ٌ
فأسهم لناْ ،أو َ
قال َ ر،
افتتح خي َ
حني َ َ
رسول اهلل ﷺ َ فأقمنا مع ُه حتّى قدمنا مجيع ًا ،فوافقنا
أعطانا منها.
ِ
ألصحاب سفينتنا ر منها ش�يئ ًا ّإال مل ْن ش�هدَ مع ُهّ ،إال غاب ع ْن ِ ٍ
فتح خي َ قس�م ألحد َ
َ وما
معهم. هلم ِ ٍ
ْ قسم ْ
جعفر وأصحابهَ ، مع
َ
ِ ألهل الس ِ أناس م َن الن ِ
باهلجرة. سبقناكم
ْ فينة: ِ ّ َ
يقولون لنا يعني ّاس َ
وكان ٌ
ّبي ﷺ زائرةً ،وقدْ وهي مم ّ ْن قد َم معنا عىل حفص َة ِ
زوج الن ِّ ٍ
عميسَ ، بنت
ودخلت أس�ا ُء ُ
ْ
هاجر.
َ ّجايش فيم ْن
ِّ هاجرت إىل الن
ْ كانت
ْ
حني رأى أساء :من ِ
هذه. عمر َ عمر عىل حفص َة وأسا ُء عندهاَ ، َ
َ ْ فقال ُ فدخل ُ
ٍ
عميس. بنت
قالت :أسا ُء ُ
ْ
هذه؟ البحري ُة ِ
هذه)(1؟ قال عمر :احلبشي ُة ِ
َ
ّ ّ ُ
نعم.
قالت أسا ُءْ :
ْ
منكم. ِ
برسول اهلل ﷺ أحق ِ
باهلجرة ،فنح ُن ُّ سبقناكم َ
قال:
ْ ْ
جاهلكم، ُ
ويعظ جائعكم، يطعم ِ
رس�ول اهلل ﷺ مع
كنتم َ وقالتّ :
ْ ْ ُ كال واهللِْ ، ْ فغضب�ت،
ْ
أطعم وايم اهلل ال ِ َ ِ ِ ِ )(2 وكنّ�ا يف ِ
ُ وذلك يف اهللِ ،ويف رس�وله ﷺُ ، باحلبش�ة، البغضاء دار البعداء
ِ
ونخاف.
ُ لرسول اهلل ﷺ ،ونح ُن كنّا نؤذى قلت أرشب رشاب ًا ،حتّى َ
أذكر ما َ ُ طعام ًا ،وال
ِ
عليه. أكذب ،وال ُ
أزيغ ،وال أزيدُ ّبي ﷺ وأسأل ُه ،واهلل ال وسأذكر َ
ُ ذلك للن ِّ ُ
ِ
البحر لركوهبا إ ّيا ُه. فيهم ،وإىل ِ
) (1نسبها إىل احلبشة لسكناها ْ
ِ
بإسالمه ع ْن قومه .رشح النووي َ
وكان يستخفي ) (2البعداء يف النّسب ،البغضاء يف الدّ ين؛ ألهنّ ْم ك ّفار إالّ الن ّ
ّجايش،
].[65/16
عمر َ
قال كذا وكذا. نبي اهلل َّ
إن َ قالت :يا َّ
ّبي ﷺ ْ
فلا جا َء الن ُّ
ّ
قال :فا ِ
قلت ل ُه. َ
ِ
رسول اهلل ﷺ).(1 ُ
وأغلظ م ْن فقل َن :إن َّك ُّ
أفظ
ُ
رسول اهلل ﷺ: َ
قال
).(2
فج ًا َ
هرب هيبة �يطان متى رأى عمر س�الك ًا ّ
َ أن ّ
الش ٌ
حممول عىل ظاهرهَّ : وهذا احلديث
يفعل ِ
فيه أن َ
عمر ْ ِ َ
وفارق َ
فج آخر؛ لش�دّ ة خوفه م ْن بأس َ
وذهب يف ٍّ
َ الفج،
ذلك ّ عمر،
م ْن َ
شيئ ًا.
يف�و ْت مقص�ود ًا رشع ّي ًاَ ،
ق�ال تعاىل: والرف�ق م�ا مل ْ ّ ُ
فض�ل ل�ني اجلانب واحلل�م ّ
َ
وق�ال( :ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ (ﯱ ﯲ ﯳ) [احلج�ر،[88 :
وقال تعاىل( :ﯘ ﯙ ﯚ) [التوبة.(3)«[128 :
ﭧ) [آل عمرانَ ،[159 :
يأنف منها.
يتكر عىل األرملة ،وال ُ فقد أواله َّن ﷺ َ
كامل رمحته ورفقه ،وكان ال ّ ُ
ُ
ويطيل ويقل ال ّل َ
غو، كرُّ ، يكثر ّ
الذ َ ُ
رسول اهلل ﷺ ُ عن عبد اهلل بن أيب أوىف َ I
قالَ :
كان
فيقيض ل ُه احلاجة).(4 ِ
واملسكني، ِ
األرملة مع يأنف ْ
ويقرص اخلطب َة ،وال ُ
َ يميش َ
َ أن ّ ُ الصالةَ،
ّ
فق�ال ﷺ:
).(5
ِ
ّبي ﷺ ال يواجه أحد ًا با يكره َ
وكان الن ّ هي بمعنى ّ
فظ غليظ، وليست لفظة أفعل هنا للمفاضلةْ ،بل َْ )َ (1
قال العلاء:
وكان عمر يبالغ يف الزّ جر ع ْن املكروهات مطلق ًا وطلب املندوبات ،فلهذا َ
قال النّسوة َ ّإال يف ّ
حق م ْن حقوق اهلل،
ل ُه َ
ذلك .فتح الباري [.[47/7
) (2رواه البخاري [ ،]3683ومسلم [.[2397
) (3رشح النووي عىل صحيح مسلم [.[165/15
وصححه األلباين يف صحيح اجلامع [.[5005
ّ ) (4رواه النسائي [،]1414
) (5رواه البخاري [ ]5353ومسلم [ ]2982عن أيب هريرة .I
. َ
فقال هلا:
فرغت م ْن حاجتها).(2
ْ بعض ال ّط ِ
رق حتّى ِ فخال معها يف
حتتاج املساعدةَ ،والرعاي َة منه والرفق.
ُ وهذا من تواض ِع ِّ
النبي ﷺ ،ولطفه باملرأة التي
حقوقه�م ،ويرش�دَ
ْ َ
ليص�ل أه�ل احلق�وق إىل منه�م؛
ْ ب�روزه ﷺ للن ِ
ّ�اس ،وقرب�ه
ِ
لوالة األمور. مسرتشدهم؛ ليشاهدوا أفعاله وحركاته ،فيقتدى هبا ،وهكذا ينبغي
ْ
املسلمني.
َ ِ
ملصلحة صر ُه ﷺ عىل املش ّقة يف نفسه
إجابته ﷺ م ْن سأل ُه حاج ًة.
الضعيفة).(3
مع املرأة ّ ِ
تواضعه ﷺ بوقوفه َ
لتأخ�ذ ِ
بيد ُ ِ
املدين�ة ِ
أه�ل كان�ت األم ُة م�ن ِ
إماء ِ ق�الْ :
إن ٍ
مال�ك َ I وع�ن أن�س ب�ن
ْ
شاءت).(4
ْ فتنطلق ِبه ُ
حيث ُ ِ
رسول اهلل ﷺ،
كانت حاجتها
ّرصف حتّى ْلو ْ ِ ِ
«والتّعبري باألخذ باليد إش�ارة إىل غاي�ة الت ّ
ذل�ك ،وه�ذا ٌّ
دال عىل مزيد تل�ك احلاجة عىل َ
والتمس�ت من ُه مس�اعدهتا يف َ
ْ خ�ارج املدين�ة
تواضعه وبراءته م ْن مجيع أنواع الكر ﷺ»).(1
وأما وجه اجلمع بني هذا احلديث وبني كونه ﷺ مل يمس يد امرأة :فقيل:
الرفق واالنقياد .قاله احلافظ ابن حجر. ِ
وهو ّ
.1أن املقصود م َن األخذ باليد :الزم ُهَ ،
حكم املرأة ،فاجلاري ُة ُ
تباع وتشرتى؛ وهلذا ال حتتجب اجلارية حتى ُ .2أن اجلاري َة ليس هلا
من األجانب.
.3حيتم�ل أهن�ا جارية صغرية ،وه�ذا هو األق�رب ،أي :أهنا دون البلوغ .قاهلا الش�يخ
عبد العزيز الراجحي).(2
وكذل�ك أ ُّم أيم َن :حاضن ُة النبي ﷺ ،واس�مها بركة بنت ثعلب�ة بن عمرو بن حصن بن
مالك بن سلمة بن عمرو بن النعان ،وكانت أل ِّم رسول اهلل ﷺ).(1
ِ
أرضه حتّى ِ
ّخالت م� ْن ّب�ي ﷺ الن كان ُ الر َ
ج�ل َ ٍ
مال�ك َّ I ِ
جيعل للن ِّ أن ّ أن�س بن ع� ْن
ذلك يرد ِ
عليه ما َ َ ِ
كان أعطا ُه. فجعل بعدَ َ ُّ فتحت عليه قريظ ُة والن ُ
ّضري، ْ
ّبي ﷺ ،فأسأل ُه ما َ
كان أهل ُه أعطو ُهْ ،أو بعض ُه. يت الن َّ وإن أهيل أمروين ْ
أن آ َ أنسَّ : َ
قال ٌ
فجاءت أ ُّم أيم َن،
ْ ّب�ي ﷺ ،فأعطانيه َّن، فأتيت الن َّ
ُ نب�ي اهلل ﷺ ق�دْ أعطا ُه أ َّم أيم َن، َ
وكان ُّ
ِ
وقالت :واهلل ال نعطيكاه َّن ،وقدْ أعطانيه َّن. ْ فجعلت ال ّث َ
وب يف عنقي،
َ
تل�ك املنائح حتّى م�ن ر ّد
امتنعت ْ
ْ «إهنا
أم أيم�نّ :
قصة ّ
«قول�ه يف ّ
ِ
ألصل كانت هبة مؤ ّبدة وتليك ًا
ْ أهنا
ّت ّ
ألهنا ظن ْ
فعلت هذا ّ
ْ عوضها عرشة أمثاله» إنّا
ّ
الرقبة.
ّ
رضيت،
ْ ذلك ،فا َ
زال يزيدها يف العوض حتّى ّبي ﷺ استطابة قلبها يف اسرتداد َ
وأرا َد الن ّ
والرتبية»).(3
حق احلضانة ّ
رع من ُه ﷺ وإكرام هلا؛ ملا هلا م ْن ّ ّ
وكل هذا ت ّ
بمنائ�ح م ْن
َ آثره�م األنصار
ْ َ
املهاج�رون َ
«ق�ال العلاءّ :مل�ا ق�د َم
الش�جر ِ
برشط ْ
أن يعمل يف ّ ومنهم م ْن قبله�ا فمنه�م م ْن قبله�ا منيحة حمض�ة، أش�جارهم،
ْ ْ ْ
ِ تطب نفس�ه ْ
نفوس�هم
ْ أن يقبلها منيحة حمضة ،هذا لرشف واألرض ول� ُه نصف ال ّث�ار ،ومل ْ ْ
وكان هذا مساقاة ،ويف معنى املساقاة. َ أن يكونوا ّ
كالً، وكراهتهم ْ
ْ
بأنصبائهم فيها ع ْن َ
تلك املنائح ،فر ّدوها إىل ْ َ
املهاجرون عليهم خير استغنى
ْ فتحت
ْ فلا
ّ
األنصار»).(1
لعمر: ِ ِ ق�ال أبو ٍ
قالَ : أن�س ب�ن ٍ
مالك َ I ِ
بكر Iبع�دَ وفاة رس�ول اهلل ﷺ َ وع� ْن
ُ
رسول اهلل ﷺ يزورها. انطلق بنا إىل أ ِّم أيم َن نزورها كا َ
كان ْ
بكت.
فلا انتهينا إليها ْ
ّ
ِ
لرسوله ﷺ. خري ِ
فقاال هلا :ما يبكيك؟ ما عندَ اهلل ٌ
أن ِ
لرس�وله ﷺ ،ولك� ْن أبكي َّ خري أعلم َّ َ فقال�ت :م�ا أبك�ي ْ
أن م�ا عندَ اهلل ٌ أك�ون ُ أن ال ْ
قد انقطع من الس ِ
اء. الوحي ِ
َ َ ّ َ
ِ
يبكيان معها).(2 ِ
البكاء ،فجعال فه ّيجتها عىل
احلني وفضلها.
الص َ زيار ُة ّ
هو دونه.
الصالح مل ْن َ
زيار ُة ّ
ِ
وألهل و ِّد صديقه. زيار ُة اإلنسان مل ْن َ
كان صديق ُه يزور ُه،
الصاحلة ،وساع كالمها. ِ
الرجال للمرأة ّ
زيار ُة مجاعة م َن ّ
استصحاب العامل والكبري صاحب ًا ل ُه يف ّ
الزيارة ،والعيادة ،ونحومها. ُ
احلني واألصحابْ ،
وإن كانوا قدْ انتقلوا إىل أفضل ممّا الص َ البكا ُء حزن ًا عىل ف�راق ّ
)(3 كانوا ِ
عليه.
وهو عندي.
ّبي ﷺَ ،
عجوز إىل الن ِّ
ٌ جاءت
ْ وع ْن عائش َة ْ J
قالت:
. ُ
رسول اهلل ﷺ: َ
فقال هلا
أحد من الن ِ
ّس�اء ّإال عىل يدخ�ل عىل ٍ
ُ ّبي ﷺ ال مالك Iق�الَ : أن�س ب�ن ٍ ِ
ْ كان الن ُّ ع�ن
ُ
يدخل عليها. كان ِ
أزواجهّ ،إال أ ِّم سلي ٍم ،فإ ّن ُه َ
«أ ُّم س�لي ٍم» بن�ت ملح�ان األنصاري�ة ،Jوهي أم أن�س بن مالك Iمش�هورة
بكنيتها ،واختلف يف اسمها.
ِ
غزوة بئر معونة. َ
ملحان ،قتل يف :حرام بن ِ
بقوله واملرا ُد
ويف احلديث :حفظ عهد اإلخوان واألصحاب والقيام بمصالح أهلهم بعد وفاهتم.
قتل معهِ ،
ففيه أ ّن ُه بأن أخاه�ا َ ُ ر قلب أ ِّم س�ليم بزيارهتا ،ويع ّل ُل َ
ذلك َّ ّب�ي ﷺ َ
كان جي� ُ والن ّ
ِ
عهده ﷺ).(1 ِ
حسن َ
وذلك م ْن ِ
وفاته، بخري بعدَ خلفه يف ِ
أهله ٍ ُ
ﷺ
ٍ
مظعون. عثان ِ
بن َ وكانت عندَ عيل خويل ُة ُ
بنت حكي ِم، ع ْن عائش َة ْ J
ْ دخلت َّ
ْ قالت:
. َ
فقال:
أطلب.
ُ ّتك َ
رسول اهللِ ،ولك ْن سن َ َ
فقال :ال واهلل يا
َ
ق�ال:
).(3
قوته،
ضعفت ّ
ْ أذاب نفسه وجهدها
يب :يريد أ ّن ُه إذا َ َ :
قال اخل ّطا ُّ
ِ
حاجة أهله. يستطع قضا َء فلم
ْ ْ
ضيف َ
كان بالصو ِم إذا أضاف� ُه ِ :
فيه دليل ع�ىل َّ
ٌ املتط�وع ّ
ّ أن
َ
وذلك ِ
ملواكلته إ ّيا ُه، َ
بذلك من ُه ،ويزيد يف حم ّبته املس�تحب ل ُه ْ
أن يفطر ،ويأكل مع ُه؛ لينبس�ط ّ
نوع م ْن إكرامه»).(4
ثم ثم ٌ
فالنَّ ، ث�م ٌ
فالنَّ ، اس�تيقظ منّا أبو ٍ
بكرَّ ، َ وكان ّأو َل م ْن
َ الش ِ
�مس، حر ّف�ا أيقظنا ّإال ُّ
ابع.
الر ُ عمر ب ُن اخل ّط ِ
اب ّ ُ
ُ
حيدث ل ُه يف ُ
يس�تيقظ ،ألنّا ال ن�دري ما هو َ
يكون َ ْ
يوق�ظ حتّى ّب�ي ﷺ إذا ن�ا َم مل ْ َ
وكان الن ُّ
ِ
نومه).(2
َ
قال :أصابتني جناب ٌة وال ما َء.
. َ
قال:
ِ
العط�شَ ،
فنزل ،فدعا فالن� ًا) (1ودعا عل ّي ًا، ّاس م َن ِ
ّبي ﷺ ،فاش�تكى إليه الن ُ س�ار الن ُّ
ث�م ََّ
ِ
مزادتني) (2م ْن بني ٍ
س�ادلة رجليها َ ٍ
بامرأة نس�ري إذا نح ُن َ
فقال :اذهبا فابتغيا املا َء .فبينا نح ُن
ُ
ماء عىل ٍ
بعري هلا. ٍ
لكم.
قالت :أهيا ْه أهيا ْه ،ال ما َء ْ
)(3
ْ
أهلك وبني ِ
املاء. ِ بني
َ فكم َ
قلناْ :
ٍ
وليلة. قالت :مسري ُة يو ٍم
ْ
قاال هلا :انطلقي إذ ًا.
ابئ.
الص ُ قالت :ا ّلذي ُ
يقال ل ُه ّ ْ
تعنني ،فانطلقي.
َ هو ا ّلذي
قاالَ :
مثل ا ّلذي أخرتنا ،وأخرت ُه ّأهنا موت ٌة
احلديث ،فأخرت ُه َ
َ ّبي ﷺ وحدّ ثا ُه
فجاءا هبا إىل الن ِّ
ٌ
صبيان أيتا ٌم. هلا
َ
وأوكأ ِ
املزادتني، ِ
أفواه فيه م ْن قال :فاس�تنزلوها عن بعريها ،ودعا النّبي ﷺ ٍ
بإناء ،ففر َغ ِ َ
ّ ُّ ْ
وأطلق العزا َيل).(4
َ أفواهها،
ونودي يف الن ِ
ّاس :اسقوا ،واستقوا. َ
فق�د حف�ظ النبي ﷺ هل�ذه املرأة املعروف ال�ذي قدّ مت ُه هلم ،فراعى ذل�ك فيها ،فقدّ م هلا
طعام ًا كثري ًا ،وراعى ذلك يف قومها أيض ًا حفظ ًا ملعروفها.
أن من فاتته صالة فإنه يؤ ّدهيا إذا ذكرها ،ولو بعد خروج وقتها.
أن احلاجة إىل املاء إذا اشتدّ ْت أخذ حيث وجد ويعوض صاحبه منه ،كا عو ِ
ضت ّ
املرأةُ.
من دالئل النبوة ومعجزات الرسول ﷺ أن توضأ أهل اجليش ،ورشبوا ،واغتسل
من كان جنب ًا مما سقط من العزاىل ،وبقيت املزادتان مملوءتني.
مراعاة ذمام الكافر واملحافظة به كا حفظ النبي ﷺ هذه املرأة يف قومها وبالدها.
فراع�ى يف قومه�ا ذمامها ،وإن كانت من صميمهم ،فهي م�ن أدناهم ،وكان ترك الغارة
عىل قومها سبب ًا إلسالمها ،وإسالمهم وسعادهتم.
ُ
بيان مقدار االنتفاع باالستئالف عىل اإلسالم؛ ألن قعودهم عن الغارة عىل قومها
كان استئالف ًا هلم ،فعلم القوم قدر ذلك ،وبادروا إىل اإلسالم؛ رعاية لذلك ِّ
احلق.
)(2
قر ٍ
بامرأة تبكي عندَ ٍ ّبي ﷺ بن ٍ
مالك َ I أنس ِ
ع ْن ِ
مر الن ُّ
قالَّ :
. صبي هلاَ ،
فقال: عىل ّ
تصب بمصيبتي ،ومل ْ تعرف ُه.
ْ إليك عنّي ،فإن َّك مل ْ
قالتَ :
ْ
).(2 َ
فقال:
ِ أن الصر ا ّلذي حيمد ِ
عليه صاحبه ما َ
بخالف ما بعد كان عند مفاجأة املصيبة، َّ ّ
َ
ذلك ،فإ ّن ُه عىل األ ّيام يسلو.
وجواب النبي ﷺ هلا من األس�لوب احلكيم ،وهو تل ّقي الس�ائل بغري ما يتط ّل ُ
ب بتنزيل
األهم ،واألوىل بالسؤال).(4
ُّ سؤاله منزلة غريه تنبيه ًا عىل أنه
كأن�ه يق�ول هلا :دعي االعتذار فإين ال أغضب لنفيس ،إنا أغضب هلل ،والتفتي إىل ما هو
أهم من ذلك.
ِ
باجلاهل ،ومس�احمة املصاب ،وقبول اعتذاره، والرفق ما َ ِ
كان فيه ﷺ م َن التّواضعّ ،
مع ّ
كل أحد. ِ
باملعروف ،والنّهي ِ
عن املنكر َ ومالزمة األمر
ً
خجال من ُه ومهابة. عرفت أ ّن ُه ﷺ
ْ أي :م ْن شدّ ة الكرب ا ّلذي أصاهبا ّملا
)ْ (1
) (2رواه البخاري [ ،]1283ومسلم [.[926
) (3فتح الباري [.[150/3
) (4ينظر :اإليضاح يف علوم البالغة [.[110/2
حوائج الن ِ
ّاس. ِ أن يت َ
ّخذ م ْن حيجب ُه ع ْن أن القايض ال ينبغي ل ُه ْ
َّ
وهي حبىل م َن ّ
الزنا، نبي اهلل ﷺ َ أن امرأ ًة م ْن جهين َة ْ
أتت َّ ٍ
حصني َّ I عم�ران ِ
بن َ ع� ْن
أصبت حدّ ًا فأقم ُه َّ
عيل. ُ نبي اهلل
فقالت :يا َّ
ْ
َ
ففعل. نبي اهلل ﷺ ول ّيهاَ ،
فقال: فدعا ُّ
ثم ّ
صىل عليها. فرمجتَّ ،
ْ أمر هبا
ثم َّت عليها ثياهباَّ ،
نبي اهلل ﷺ ،فشك ْ
فأمر هبا ُّ
َ
زنت.
نبي اهلل وقدْ ْ عمرّ :
تصيل عليها يا َّ َ
فقال ل ُه ُ
َ
فقال:
).(1
ِ
سببان: هذا اإلحسان ل ُه قوله ﷺ لو ِّيل الغامد ّية:
أن يؤذوها،هب�م ْ
حتملهم الغرية ،وحل�وق العار ْ
ْ اخل�وف عليه�ا م ْن أقارهب�ا ْ
أن ُ
ِ
فأوىص باإلحسان إليها حتذير ًا ْ
هلم م ْن َ
ذلك.
وحر َض عىل اإلحسان إليها ملا يف نفوس النّاس م َن
تابتّ ،أمر ِبه رمحة هلا إ ْذ قدْ ْ
َ
ذلك ،فنهى ع ْن هذا ك ّله).(2
النّفرة م ْن مثلها ،وإساعها الكالم املؤذي ونحو َ
فحسنت توبتها
ْ وع ْن عائش َة Jيف قصة املخزومية التي رسقت قالت عائشة :J
ِ
رسول اهلل ﷺ).(3 فأرفع حاجتها إىل
ُ وكانت تأتيني بعدَ َ
ذلك، ْ جت،
وتزو ْ
بعدُ ّ ،
قالتْ :
هل يل م ْن توبة يا رسول اهلل؟ ويف رواية ْ
).(4 َ
فقال:
فجئت ألكسوكها.
ُ قالت :نسجتها بيدي،
ْ
فالنَ ،
فقال: فحس�نها ٌ
وإهنا إزار ُهّ ،
فخرج إلينا ّ
َ ّبي ﷺ حمتاج ًا إليها،
فأخذها الن ُّ
.
نعم. َ
فقالْ :
أرسل هبا ِ
إليه. َ ثم
رجع ،فطواهاَّ ،
ثم َفجلس ما شا َء اهلل يف املجلسَّ ،
َ
وعلم�ت أ ّن ُه ال ير ُّد
َ ّب�ي ﷺ حمتاج ًا إليهاَّ ،
ثم س�ألت ُه، أحس�نت ،لبس�ها الن ُّ
َ َ
ق�ال القو ُم :ما
سائالً.
َ
لتكون كفني. َ
قالّ :إين واهلل ما سألت ُه أللبس ُه ،إنّا سألت ُه
فكانت كفن ُه).(1
ْ قال ٌ
سهل: َ
فص�ىل لن�ا
ّ والعج�وز م� ْن ورائن�ا،
ُ واليتي�م وراء ُه)،(1
َ وصفف�ت
ُ ُ
رس�ول اهلل ﷺ فق�ا َم
انرصف).(2
َ ثم ِ
ركعتنيَّ ، ُ
رسول اهلل ﷺ
فقال: الس ِ
�ائبَ ، رس�ول اهلل ﷺ َ
دخل عىل أ ِّم ّ َ عن ِ
جابر بن عبد اهلل َّ :L
أن
).(4
احلمى ،ال َ
بارك اهلل فيها. ِ
قالتّ :
).(5 َ
فقال:
صهر عىل النار ذهب خبثه ،وبقي صافي ًا ،كذلك احلمى تفعل يف اإلنسان.
فإن احلديد إذا َ
رسول اهلل ﷺ وأنا مريضةَ ،
فقال: ُ قالت :عادين ِ
وع ْن أ ِّم العالء ْ
).(6
وكانت م َن املبايعات).(1
ْ عمة حكيم بن حزامهي ّاملنذري :وأ ّم العالء َ
ُّ َ
قال
ّبي ﷺ أحس� َن َ ِ
مرضت ام�رأ ٌة م ْن ِ ٍ
س�هل َ وع� ْن أيب أمام َة ِ
وكان الن ُّ أهل العوايل، قال: بن
. فقال: ِ
للمريضَ ، ٍ
يشء عياد ًة
أصبح َ
سأل عنها. َ فلا
ّبي ﷺّ ،
فاتت ليالً ،فدفنوها ،ومل ْ يعلموا الن َّ
ْ
َ
رسول اهلل. َ
نوقظك يا فقالوا :كرهنا ْ
أن
وكر أربع ًا).(2
فصىل عليهاَ ّ ، فأتى قرهاّ ،
وحمل هذا عندي ِ
النس�اء ،وإن مل يكن ذوات حمر ٍمُّ ، ِ
عيادة «وفيه :إباح ُة
أن تكون املرأة متجا ّلة) ،(3وإن كانت غري متجا ّلة فال ،إال أن يسأل عنها ،وال ينظر إليها»).(4
ٍ
وسمن. ّبي ﷺ عىل أ ِّم سلي ٍم فأتت ُه ٍ
بتمر أنس Iقالَ :
دخل الن ُّ ع ْن ٍ
صائم. فإين
وتركم يف وعائهّ ، ِ
سقائه، سمنكم يف فقال :أعيدواَ
ٌ ْ ْ
ِ
وأهل بيتها. ِ
املكتوبة ،فدعا أل ِّم سلي ٍم غري البيت ِّ ٍ
فصىل َ ناحية م ْن ثم قا َم إىل
َّ
خويص ًة.
ّ إن يل َ
رسول اهلل َّ فقالت أ ُّم سلي ٍم :يا
ْ
هي. َ
قال :ما َ
ادع اهلل ل ُه.
قالت :خويدمك أنسُ ، ْ
).(5 آخرة وال دنيا ّإال دعا يل ِبهَ ،
قال: ٍ خري فا َ
ترك َ
) (1الرتغيب والرتهيب [.[148/4
) (2رواه النسائي [ ]1907وصححه األلباين يف صحيح النسائي [ ،]1981وروى البخاري [ ،]458ومسلم
] ]956عن أيب هريرة نحوه ،وقد سبق.
) (3أي :كبرية.
) (4التمهيد [.[255/6
واغفر ذنبه» ،وصححها
ْ أكثر مال ُه ،وولد ُهْ ،
وأطل عمر ُه، «اللهم ْ
َّ ) (5ويف رواية عند ابن سعد يف الطبقات [:]14/7
احلافظ يف الفتح [.[229/4
حج ٍ
اج ِ
األنصار ماالً ،وحدّ ثتني ابنتي أمين ُة أ ّن ُه دف َن لصلبي مقد َم ّ فإين مل ْن ِ
أكثر قال أنسّ :
وعرشون ومائ ٌة).(1
َ بضع
البرص َة ٌ
قارب املائ َة.
َ وتسعني من اهلجرة ،وقدْ
َ ذلك إىل سنة ثالث وقدْ َ
عاش أنس بعد َ
ِ
اثنتني يف َ
ثالث دعوات قدْ رأي�ت منها ويف مس�لم «« :«2481فدع�ا يل رس�ول اهلل ﷺ
الدّ نيا ،وأنا أرجو ال ّثالثة يف اآلخرة».
ُ
رسول اهلل ﷺ مجيل َة).(4 فساها كانت ُ
يقال هلا :عاصي ُةّ ، أن ابن ًة َ
لعمر ْ عمر َّ ع ْن ِ
ابن َ
ب�رةََ ،
فقال يت ّوس�م ُ
ّ َ
رس�ول اهلل ﷺ هن�ى ع� ْن هذا االس� ِم. بن�ت أيب س�لم َةَّ :
إن زين�ب ُ
ُ يل
. ُ
رسول اهلل ﷺ:
نسميها؟
بم ّفقالواَ :
).(1 َ
قال:
ﷺ
ِ
عصاة أس�لم أحدٌ م ْن قال :مل ْ يك ْن فغ�ري ع�اص إىل مطيع :عن عبدُ اهلل بن مطي ٍع عن ِ
أبيه َ
َ ْ ُ َّ
ُ
رسول اهلل ﷺ مطيع ًا).(2 فسا ُه غري مطيعٍَ ،
كان اسم ُه العايصّ ، ٍ
قريش َ
ٍ
قريش» أي :ممن اسمه العايص من قريش).(3 ِ
عصاة «م ْن
وغري حزن) (4إىل سهل:
ب عن ِ عن ِِ
َ
اسمك؟». ّبي ﷺَ ،
فقال« :ما أبيه َّ
أن أبا ُه جا َء إىل الن ِّ ابن املس ّي ِ ْ
َ
قالٌ :
حزن.
. َ
قال:
قال :ال أغري اس ًا سا ِ
نيه أيب. َ
ّ ُّ
زالت احلزون ُة فينا بعدُ ).(5 قال اب ُن املس ّي ِ
ب :فا ْ َ
كان يف الن ِ
ّفر ال ُ
يقال ل ُه أرص ُم َ أخدري َّ I
أن رج ً ٍّ وغري أرصم إىل زرعة :عن أسام َة ِ
بن
. ُ
رسول اهلل ﷺ: رسول اهلل ﷺَ ،
فقال َ ا ّلذي َن أتوا
َ
قال :أنا أرص ُم.
).(1 َ
قال:
وهكذا ينبغي احلرص عىل تس�مية األوالد بأس�اء حسنة ،وجتنب ما ال يليق منها وما ال
يستحسن.
ع�ن احلس�ن ق�ال :أتت عج�وز إىل النبي ﷺ فقالت :ي�ا رس�ول اهلل ادع اهلل أن يدخلني
اجلنة.
. فقال:
فازحه�ا ﷺ مريد ًا إرش�ادها إىل أهنا ال تدخل اجلنة عىل اهليئة الت�ي عليها ،بل ترجع يف
سن ثالث وثالثني.
ﷺ
عتقت بريرةُ ،وكان زوجها عبد ًا ،اختارت فراقه) ،(3فش�فع النبي ﷺ له عندها كي
ْ فل�ا
ترجع إليه ،فقالت :ال حاجة يل فيه.
ّب�ي ﷺ لع ّب ٍ
اس: َ
فق�ال الن ُّ
.
. َ
قال:
قالت :ال حاج َة يل ِ
فيه).(2 ْ
بذلك ال أختار العود ِ
إليه. َ أي :فإذا مل ْ تلزمني
ُ ْ
ﷺ
. ُ
رسول اهلل ﷺ: قالتَ :
فقال يل ْ
َ
سفيان ،وأبا جه ٍم خطباين. أن معاوي َة ب َن أيب
ذكرت ل ُه َّ
ُ حللت
ُ فلا
ّ
)(3 ُ
رس�ول اهلل ﷺ: َ
فقال
. )(4
. ثم َ
قال: فكرهت ُهَّ ،
فقالت :بيدها هكذا :أسام ُة ،أسام ُة.
ْ
. ُ
رسول اهلل ﷺ: َ
فقال هلا
َ
بذلك. ّبي ﷺ
ر الن َّ
أن خي َ الر ُ
جل يريدُ ْ فانطلق ّ
َ
لكم، إن َ ِ
رس�ول اهلل ﷺ أم�ر ُهْ ، أتري�دون ْ
َ فقال�ت اجلاري� ُة:
كان ق�دْ رضي ُه ْ أن تر ّدوا عىل ْ
فأنكحو ُه.
فكأهنا ج ّل ْت ع ْن أبوهيا.
ّ
ِ
صدقت. وقاال:
كنت قدْ رضيت ُه ،فقدْ رضينا ُه.
إن َ ّبي ﷺَ ،
فقالْ : فذهب أبوها إىل الن ِّ
َ
فزوجها.
ّ ، َ
قال:
. ٍ
لرجل: ّبي ﷺ َ
قال بن ٍ
عامر َّ I
أن الن َّ ع ْن عقب َة ِ
نعم. َ
قالْ :
. ِ
للمرأة: َ
وقال
نعم.
قالتْ :
ْ
يفرض هلا صداق ًا ،ومل ْ يعطها شيئ ًا. الر ُ
جل ،ومل ْ ْ َ
فدخل هبا ّ فزو َج أحدمها صاحب ُه،
ّ
فل�ا حرضت ُه الوفا ُة
رّ ، س�هم بخي َ
ٌ وكان م ْن ش�هدَ احلديبي َة ل ُه
َ وكان ممّ� ْن ش�هدَ احلديبي َة،
َ
أشهدكم
ْ أفرض هلا صداق ًا ،ومل ْ أعطها شيئ ًاّ ،
وإين زوجني فالن َة ،ومل ْ ْ َ
رسول اهلل ﷺ ّ إن َ
قالَّ :
ر.
ّأين أعطيتها م ْن صداقها سهمي بخي َ
بائة ٍ
ألف. فأخذت سه ًا فباعته ِ
ْ
ُ
).(1 ُ
رسول اهلل ﷺ: َ
فقال
ِ
يم�ن املرأة وبركتها؛ ألن ُّ
ويس�تدل بذلك عىل أي :أق ّله مؤون ًة ،وأس�هله إجاب ًة للخطبة،
�ت بركته ،ومن ي�ره :خ ّف ُة
عم ْ الن�كاح ألف�ة ب�ني الزوجني ،فيقص�دُ منه اخل ّف ُة ،ف�إذا ّ
تير ّ
ِ
النكاح من وليمة ونحوها).(2 وترك املغاالة فيه ،وكذا مجيع متع ّل ِ
قات ُ صداقها،
ُ
فكرهت َ
ذلك، �ب، بنت خذا ٍم األنصاري ِ
�ة َّ J ع�ن خنس�اء ِ
ْ وهي ث ّي ٌ
زوجها َ
أن أباها ّ ّ َ ْ
َ
رسول اهلل ﷺ ،فر َّد نكاح ُه).(3 فأتت
ْ
زو َج ابنته
أن األب إذا ّ ويف احلديث دليل عىل أ ّن ُه ال جيوز تزويج ال ّث ّيب ِ
بغري إذهنا ،وعىل َّ
ال ّث ّيب ِ
بغري رضاها أ ّن ُه ال جيوز وير ّد).(4
ﷺ
. ُ
رسول اهلل ﷺ: َ
فقال يل
يعتق. َ
رسول اهلل ما عند ُه ما ُ فقلت :واهلل يا
ُ قالت:
ْ
. َ
قال:
ففعلت).(1
ُ قالت:
ْ
) (1رواه أمحد [ ]26774وأبو داود [ ،]2214وصححه األلباين يف اإلرواء [ ،]2087وقد سبق.
ونخدمهم،
ْ ّبي ﷺ فنس�قي القو َم، مع الن ِّ معو ٍذ ْ J
قالت :كنّا نغزو َ
ِ
الرب ّي ِع بن�ت ّ ِ
ع�ن ّ
ِ
املدينة).(1 ونر ُّد اجلرحى والقتىل إىل
ِ
املدينة». ّبي ﷺ نسقي ونداوي اجلرحى ،ونر ُّد القتىل إىل مع الن ِّ
ويف لفظ« :كنّا َ
ِ
األنصار ٍ
ونسوة م َن ُ
رسول اهلل ﷺ يغزو بأ ِّم سلي ٍم كان مالك َ I
قالَ : بن ٍ أنس ِ
وع ْن ِ
فيسقني املا َء ،ويداوي َن اجلرحى).(2
َ مع ُه إذا غزا،
بنت أيب ٍ
بكر وأ َّم س�لي ٍم –يعن�ي يوم أحد- رأيت عائش� َة َ
ُ وعن�ه أيض�ا َ I
قال :لق�دْ
ِ ِ ِ وإهنا ملشم ِ
ثم القرب عىل متوهنا ،تفرغانه يف أفواه القو ِمَّ ،
ثم ترجعان فتمآلهناَّ ، َ رتان تنقالن ّ ّ
ِ
أفواه القو ِم).(3 ِ
فتفرغانه يف ِ
جتيئان
أخلفهم يف ٍ
غ�زوات، س�بع ِ
رس�ول اهلل ﷺ مع وع� ْن أ ِّم عط ّي َة األنصار ّي ِة ْ
ْ َ غزوت َ
ُ قالت:
هلم ال ّطعا َم ،وأداوي اجلرحى ،وأقو ُم عىل املرىض).(4 فأصنع ُ
ُ رحاهلم،
ْ
السقي ،واملداواة ونحومها، ِ
«فيه خروج النّساء يف الغزوة ،واالنتفاع هب َّن يف ّ
مس برشة ّإال يف ِ وه�ذه امل�داواة ملحارمه َّن وأزواجه� َّن ،وما َ ِ
لغريهم ال يك�ون فيه ّ
ْ كان منها
موضع احلاجة»).(5
فتجوز مداواة األجانب عندَ الرضورة ،وتقدّ ُر
ُ ِ
املسألة حكم وقال ابن حجر « :Vأما
ُ
واجلس باليد ،وغري ذلك»).(6
ِّ بقدرها فيا يتع ّلق بالنظر
حولوه عند امرأة يقال ُ
أكحل سعد يوم اخلندق فثقل ّ أصيب
َ وعن حممود بن لبيد قال :ملا
هلا :رفيدة ،وكانت تداوي اجلرحى.
بع�ض دع�اة حترير املرأة يس�تدل بمثل هذه األحادي�ث عىل جواز عمل امل�رأة مطلق ًا ،وهذا
استدالل باطل؛ فأين عمل املرأة يف مداواة اجلرحى ونقل القتىل من عملها سكرترية يف مكتب؟
هل العمل يف حميط الدماء واجلثث حيث ال يوجد أدنى جمال لثوران الشهوة أو حدوث
الفتنة ،هل يستوي وعمل شابة مجيلة متغنّجة مع الرجال ،حيث ختالطهن وحتادثهن؟!
ِ
رسول اهلل ﷺ، ِ
بعض مغازي ِ
وجدت امرأ ٌة مقتول ًة يف عمر َ L
قال: ع ْن عبد اهلل ِ
بن َ
بيان).(2 قتل الن ِ
ّساء والص ِ رسول اهلل ﷺ ع ْن ِ
ُ فنهى
ّ
والصبيان إذا مل ْ يقاتلوا»).(3
«وأمجع العلاء عىل العمل هبذا احلديث ،وحتريم قتل النّساء ّ
َ
ﷺ
وه�و القائ�ل:
).(4
ٌ
مس�ئول عن تعلي�م زوجته ،وإرش�ادها ،وتوجيهه�ا الوجه� َة الصحيح َة ،وما فالرج�ل
ِ
تعليمهن ِ
الرجال يف ِ
تفريط املنكرات عند كثري من الزوجات يف حياهت َّن ،إال بسبب
ُ ش�اعت
أمور دينه َّن.
َ
) (1رواه البخ�اري يف األدب املف�رد [ ،]1129وصحح�ه احلاف�ظ اب�ن حجر يف اإلصاب�ة [ ،]11175واأللباين يف
صحيح األدب املفرد [.[863
) (2رواه البخاري [ ]3015ومسلم [.[1744
) (3رشح النووي عىل صحيح مسلم [.[48/12
) (4رواه النسائي يف السنن الكرى [ ]9174عن أنس ،Iوروى البخاري [ ،]893ومسلم [ ]1829نحوه
عن عبد اهلل بن عمر .L
َ
بمراحل متعدّ دة يف رحلته الدنيوية، مضت س�نّ ُة اهلل تعاىل يف اإلنس�ان أن جعله ُّ
يمر ْ فقد
ثم شا ّب ًا قو ّي ًا ،وأخري ًا شيخ ًا ضعيف ًا.
فيبدأ وليد ًا ضعيف ًاَّ ،
ق�ال اهلل تع�اىل( :ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ
ﮈ ﮉﮊ ﮋ ﮌ ﮍﮎ ﮏ ﮐ ﮑ) [الروم.[54 :
ولق�د حرص اإلس�ال ُم ع�ىل العناية بمرحلة الش�يخوخة ،وجعلها حمط�ة تكريم وعناية
ّصف بالضع�ف ،وحيتاج إىل م�ن خيدمه ،ويقوم بش�ئونه.
�ة؛ وذل�ك ألن صاحبه�ا يت ُ خاص ٍ
ّ
ولذلك فهي مرحلة حرجة.
ُ
رسول اهلل ﷺ: قالَ :
قال األشعري َ I
ِّ ع ْن أيب موسى
).(5
« ْ
أي :تبجيله وتعظيمه.
ِ
بتوقريه يف املجالس، أي :تعظيم ّ
الش�يخ الكبري يف اإلس�الم ْ
والشفقة ِ
عليه ،ونحو َ
ذلك. والرفق ِبهّ ،
ّ
وعدَّ ذلك م ْن إجالل العبد لر ّبه ،وتبجيله وتعظيمه له؛ وذلك حلرمة الكبري عند اهلل؛ وملا
له من السابقة يف اإلسالم؛ وملا له من احلق عىل غريه.
كا أن يف ذلك إظهار ًا حل ّقه عىل املجتمع الذي يعيش فيه؛ ألن هذا حق أعطاه الرشع إياه.
ومفره. ِ
قارئه ،وحافظه، أي :وإكرام
ّ ْ
يعني :غري املتجاوز احلدّ يف العمل ِبه ،وتتبع ما خفي منه ،واش�تبه ِ
عليه َ َ ُ ّ
م ْن معانيه.
أي :وغري املتباعد عن ُه ،املعرض ع ْن تالوته وإحكام قراءته ،وإتقان معانيه
ْ
والعمل با فيه.
ِ
أي :العادل).(1
ِ
القرآن ،والسلطان ،وقدّ م املس َّن، ِ
وحامل ثم إن النبي ﷺ مجع يف هذا احلديث بني املس ِّن،
كأنه يقول :و ّق ْر املس� َّن كا تو ّق ُر الس�لطان والرئيس واحلاكم ،وع ّظ ِم املس َّن كا تع ّظ ُم حامل
القرآن احلاذق.
وعن أنس Iقال:
ّبي ﷺ: يوسعوا ل ُهَ ،
فقال الن ُّ أن ّ َ
فأبطأ القو ُم عن ُه ْ ّبي ﷺ، جا َء ٌ
شيخ يريدُ الن َّ
).(2
).(3 ويف رواية:
ذكر ابن كثري عن طلحة بن عبيد اهلل قال :خرج عمر ليل ًة يف سواد الليل فدخل بيت ًا ،فلا
ذهبت إىل ذلك البيت ،فإذا عجوز عمياء مقعدةٌ.
ُ أصبحت
ُ
ِ
يأتيك؟ فقلت هلا :ما ُ
بال هذا الرجل ُ
وخيرج عني األذى).(1
ُ فقالت :إنه يتعاهدين مدّ ة كذا وكذا ،يأتيني با يصلحني،
لتب�ني عوار
الس� ِّن ورعاية املس�نني ت�أيت ّ َ ِ
كب�ار ّ الص�ور املرشق�ة يف معامل�ة
ومث�ل ه�ذه ّ
ُ
حيدث لبعض املسنني األخبار بني حني وآخر عا
ُ املجتمعات غري اإلسالمية ،حيث تطالعنا
هناك ،ومدى العزلة التي يعيشون فيها.
ذكرت إحدى التقارير أن حقوق املسنني منتهكة يف شتى أنحاء العامل ،وأهنم يعانون من
اإلمهال والفقر ،وأن أعدادا كبرية منهم تعيش دون معاش أو دخل منتظم.
فف�ي تقري�ر بعنوان «حالة املس�نني يف العامل عام »2002وش�مل 32دولة ،أن املس�نني
حمروم�ون م�ن الرعاية الصحي�ة والتعلي�م ،وأن احلكوم�ات وصانعي الق�رار يتجاهلوهنم
فيجدون أنفسهم معزولني عن املجتمع.
وقال أحد معدّ ي التقرير« :كأنك حني تبلغ الستني ال تعامل كإنسان ».
ِ
بعض قساة القلوب يطالبون بالتخ ّلص من كبار ّ
الس ِّن بدعوى عدم جدواهم! بل إن َ
ّني يف العامل يف ٍ
تزايد مستمر. ومما يزيد املشكلة تعقيد ًا أن عدد املسن َ
وقف�ز الع�دد إىل 427مليون نس�مة يف عام 1410ه�1990 /م ،وبنس�بة % 80 ،8من
سكان العامل ،وكذلك ارتفع يف عام 1420ه�2000/م؛ ليصل إىل 590مليون نسمة.
ننجب
ُ َ
وإمهال املجتم ِع هلم يقولون :ملاذا َ
عقوق األبناء لآلباء، َ
يرون الس ِّن حينا
إن كبار ّ
إذا كان هذا هو جزاءنا من أبنائنا يف النهاية؟
ِ
االبن ِّ
العاق! ِ
الكلب أوىل من تربية وأنفع ،فرتبي ُة
ُ الكلب أوىف لنا منهم
َ إن
العجاب.
َ العجب
َ ولذا نجدُ من احتفائهم بالكالب وحبهم لرتبيتها
َ
وفن�ادق للكالب ،وبدالت للكالب ،ويرتكون ٍ
مستش�فيات للكالب، فنجد يف الغرب
أطفال البرش يقتلهم اجلوع واملرض!
والتبجي�ل يف ِّ
ظل َ الس� ِّن يف جمتمعاتن�ا –إال القلي�ل -االحرتا َم
كبار ّ
وبفض�ل اهلل يلق�ى ُ
وبرهم. ِ
الراقية التي ُّ التعالي ِم اإلسالم ّي ِة
حتث عىل إكرامهمّ ،
َ
يتناوبون عىل خدمته ،وزياراته، ُ
يدخل املستش�فى جتدُ أوالد ُه كبري الس� ِّن عندنا حينا
إن َ
بل ال يكادون يرتكونه حلظة.
ﷺ
َ
دخ�ل ﷺ مكة فاحت� ًا ودخل املس�جد احلرام أتاه أب�و بكر الصديق بأبي�ه أيب قحافة فل�ا
ّ
. رسول اهلل ﷺ َ
قال: ُ فلا رآ ُه
يعودهّ ،
أنت ِ
إليه. تيش َ إليك م ْن ْ
يميش َ أحق ْ َ قال أبو ٍ
بكر :يا َ
أن َ َ أن هو ُّ
رسول اهلل َ
فأسلم).(1 مسح صدر ُه َ
وقال ل ُه: قال :فأجلسه َ ِ
َ
َ ثم َبني يديهَّ ، ُ
جوانب من تقدير النبي ﷺ هلذا الشيخ الكبري ،ومن ذلك:
َ ويف هذا احلديث عدّ ُة
أن�ه أرا َد أن يأتي ُه بنفس�ه إىل بيته ،وأنه أجلس� ُه بني يديه ،ويف هذا م�ن التكريم ما فيه ،ثم
مسح عىل صدره.
َ
دخلت عليه
ْ ِ
للعجوز التي كانت صديق ًة خلدجي َة ،وأهنا ّملا وقد س�بق معنا قص ُة اس�تقباله
. قال هلا:
َ
اإلقبال! ِ
العجوز هذا تقبل عىل ِ
هذه رسول اهلل ُ
َ قالت عائشة :يا
).(2 َ
فقال:
النبي ﷺ هذه ُ
التعامل الذي عامل به ُّ َ
وس�أل عن أحواهلا ،وهذا فقد أحس� َن اس�تقباهلا،
ِ
املعاملة. ِ
وحسن ِ
األخالق، ِ
حسن يبني ما كان عليه النبي ﷺ من
الس ِّن ّ ُ
العجوز الكبري َة يف ّ
َ
وتقدم قريب ًا حديث العجوز التي أتت النبي ﷺ فقالت :يا رسول اهلل ادع اهلل أن يدخلني
اجلنة.
) (1رواه أمحد [ ]27001وقال اهليثمي :رجاله ثقات ،وحسنه األلباين يف التعليقات احلسان [.[7164
احلاكم يف املستدرك [ ]40وصححه ،وصححه األلباين يف الصحيحة [.[216
ُ ) (2أخرجه
. َ
قال:
ُ
رسول اهلل. َ
قال :بىل ،وأشهدُ أن َّك
).(3 َ
قال:
ﷺ
بعث رس ّي ًة ُ
يقول: ُ
رس�ول اهلل ﷺ إذا َ عن بريد َة بن احلصيب َ I
قالَ :
كان
).(5
ثابت يف ّ
الشيوخِ ِ
احلرب ٌ الشيوخِ يف ِ
دار قتل ّ ِ
رسول اهلل ﷺ يف ِ ّهي م ْن
«الن ُ
احلرب ،م ْن ٍ
قتال ،وال ٍ
رأي. ِ أمر ا ّلذين ال معون َة هلم عىل ٍ
يشء م ْن ِ ْ َ
وم�ن ذل�ك تقديمه�م يف الكالم :ففي قص�ة الرجل الذي قتل بخي�ر وجاء رجالن من
ٍ
مسعود ٍ
سهل وحم ّيص ُة وحو ّيص ُة ابنا الر ِ
محن ب ُن فانطلق عبدُ ّ
َ قومه ليكلا رسول اهلل يف أمره:
فس�كت،
َ ُ
أحدث القو ِم وهو
َ �م َ
فقال: الر ِ
محن يتك ّل ُ فذه�ب عب�دُ ّ
َ ّب�ي ﷺ،
إىل الن ِّ
فتك ّلا).(4
الس ِّن).(5
الكبري ّ
َ أي :قدّ ِم
«كان رسول اهلل ﷺ إذا سقى أخرج أبو يعىل عن ابن عباس َ
قالَ : َ وتقديمهم يف السقاية:
).(6 ْأو َ
قال: َ
قال:
) (1أي :الذي فيه قتل دريد ،وقد كان شيخ ًا فاني ًا.
) (2رواه أبو داود [ ،]2669وابن ماجة [ ،]2842وصححه األلباين يف الصحيحة [.[701
) (3رشح معاين اآلثار [.[224/3
) (4رواه البخاري [ ]3173ومسلم [.[1669
) (5فتح الباري [.[177/1
قوي» .فتح الباري [.[87/10
) (6رواه أبو يعىل [ ،]2425وقال ابن حجر« :سنده ٌّ
ُ
رس�ول اهلل ﷺ: قالَ :
قال لن�ا األنص�اري َ I ٍ
مس�عود ع� ْن أيب
ِّ
).(1
ّبي ﷺ َ
قال: ع ْن أيب هرير َة ِ I
عن الن ِّ
).(2
رسول اهلل ﷺ َ
قال: َ عن ابن عمر َّ L
أن
).(3
«فيه :تقديم ذي الس� ِّن يف الس�واك ،وكذلك ينبغي تقديم ذي الس� ِّن يف
الطعام والرشاب والكالم وامليش والكتاب وكل منزلة؛ قياس� ًا عىل الس�واك واستدالال من
يريد :ليتك ّل ِم األك ُ
ر ،وهذا من باب أدب اإلسالم. قوله «ﷺ» حلويصة وحميصة:
تقديم ذي السن أوىل يف كل ٍ
يشء ما مل يرتت ِ
ّب القو ُم يف اجللوس ،فإذا ترتّبوا ّ ِّ
فالسنة تقديم األيمن فاأليمن من الرئيس أو العامل ،عىل ما جاء يف حديث رشب اللبن»).(4
صحيح»).(5
ٌ «وهو
َ
فرشب من ُه وع ْن ٍ
برشاب يت َ �اعدي َّ I ٍ س�هل ِ
ِ
َ رس�ول اهلل ﷺ أ َ أن ِّ الس
بن س�عد ّ فع ْن
ُ
األشياخ. ِ
يساره ِ
يمينه غال ٌم وع ْن
. َ
فقال للغال ِم:
منك أحد ًا.
أوثر بنصيبي َ
رسول اهللِ ،ال ُ َ فقال الغال ُم :ال واهلل ياَ
يده).(2رسول اهلل ﷺ يف ِ ُ ّ )(1 َ
قال :فتل ُه
كرامتهم
ْ هم وإيثار ِ
لقلوب األش�ياخ ،وإعالم ًا بو ّد ْ ذلك أيض ًا تأ ّلف ًا
«وفعل َ َ
وهي َّ ِ
أحق ،وال يدفع
أن األيمن ّ ذلك أيض ًا بيان هذه ّ
الس�نّةَ ، وتضم َن َ
ّ إذا مل ْ تنع منها س�نّة،
ِ
باستئذانه»).(3 إىل غريه ّإال ِ
بإذنه ،وأ ّن ُه ال بأس
فتقديم الكبري خمصوص با إذا مل يكن احلق لغريهم.
ِ
الصغري؛ وذلك ملا له الكبري عىل يتبني لنا كيف كان النبي ﷺ يقدّ ُم
فمن هذه األحاديث ّ ُ
َ
الس ِّن. ِ ِ
احلق ،وملا له من اخلرة واملعرفة أكثر من غريه من حدثاء ّ
من ِّ
وتقديمه للكبري فيه إش�عار بتكريمه ،وعدم إهانته؛ ألن الصغري عندما يتقدّ م عىل الكبري
الكبري.
ُ سيتأ ّثر الكبري ،فلذلك أمر الرسول ﷺ بأن يقدّ َم
•
إن فريض َة اهلل َ
رسول اهللَِّ ، فقالت :يا
ْ خثعم،
َ جاءت امرأ ٌة م ْن
ْ اس َ L
قال: عن ِ
ابن ع ّب ٍ ِ
أفأحج عن ُه؟ يثبت عىل الر ِ
احلة أدركت أيب شيخ ًا كبري ًا ال ُ احلج ِ
ُّ ّ ْ عىل عباده يف ِّ
).(4 َ
قال:
•
يف حدي�ث خولة بنت ثعلب�ة التي ظاهر منها زوجها أوس ب�ن الصامت قالتَ :
فقال يل
. ُ
رسول اهلل ﷺ:
يعتق. َ
رسول اهلل ما عند ُه ما ُ فقلت :واهلل يا
ُ قالت:
ْ
. َ
قال:
كبري ما ِبه م ْن صيا ٍم.
شيخ ٌ َ
رسول اهلل إ ّن ُه ٌ فقلت :واهلل يا
ُ قالت:
ْ
. َ
قال:
رسول اهلل ما َ
ذاك عند ُه. َ قلت واهلل يا
قالتُ :
ْ
. ُ
رسول اهلل ﷺ: قالتَ :
فقال ْ
آخر. ٍ َ
رسول اهلل سأعين ُه بعرق َ فقلت :وأنا يا
ُ قالت:
ْ
. َ
قال:
ففعلت).(1
ُ قالت:
ْ
ﷺ •
رس�ول اهلل ﷺ َ
ق�ال: َ ع� ْن أيب هرير َة َّ I
أن
).(2
ﷺ
كبري السن قريب من املوت فعليه أن يتوب ،ويستعد للقاء اهلل ،قال تعاىل( :ﯧ ﯨ
ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ) [فاط�ر ،[37 :ق�ال
يب»).(3 ابن عباس« :يعني ّ
الش َ
ّبي ﷺ َ
قال: ع ْن أيب هرير َة ِ I
عن الن ِّ
).(4
) (1رواه أمحد [ ]26774وأبو داود [ ،]2214وصححه األلباين يف اإلرواء [ ،]2087وقد سبق.
) (2رواه البخاري [ ]671ومسلم [.[468
) (3تفسري ابن كثري [ ،]493/6وعلقه البخاري يف كتاب الرقاق من صحيحه.
) (4رواه البخاري [.[6056
كأن َ
يقولْ :لو مدَّ يل يف اعتذارْ ،
ٌ يبق ل ُه ِ
العذر ،واملعن�ى :أ ّن ُه مل ْ َ اإلعذار :إزال ُة
ُ «
أمرت ِبه.
ُ لفعلت ما
ُ ِ
األجل؛
ِ
العذر ،ومكّن ُه من ُه. ِ
الغاية يف يقال :أعذر ِ
إليه إذا ب ّلغ ُه أقىص ُ
َ
َ
حصل ل ُه ،فال ينبغي ل ُه ِ
بالعم�ر ا ّلذي اعة مع تك ِ
ّنه منها ترك ال ّط ِ
وإذا مل يك�ن ل�ه عذر يف ِ
َ ْ ُ ٌ ْ
ِ
واإلقبال عىل اآلخرة بالك ّل ّية).(1
ُ االستغفار ،وال ّطاع ُة، ٍ
حينئذ ّإال
ُ
إعذار بعده؛ ألن الستني قريب من َ «أي :أعذر إليه غاية اإلعذار الذي ال
ِ
ولقاء اهلل ب املن ّي ِة ِ
اإلنابة ،واخلش�وعِ ،واالستس�ال ِم هلل تعاىل ،وتر ّق ِ معرتك العباد ،وهو س� ُّن
تعاىل.
ٍ
إعذار يف ِ
عمر اب�ن آدم؛ لطف ًا من اهلل لعباده حني نقلهم من حالة اجلهل إعذار بعدَ
ٌ فه�ذا
مر ًة بعد أخرى ،ومل يعاقبهم إال بع�د احلجج الالئحة املبكّتة
إىل حال�ة العلم ،وأعذر إليه�م ّ
هلم»).(2
ّبي ﷺ َ
قال: عن أيب هرير َة َّ I
أن الن َّ
).(3
ِ
األمل». ِ
وطول حب الدّ نيا، ِ
اثنتني :يف ِّ ِ
الكبري شا ّب ًا يف قلب «ال ُ
يزال ُ
ِ احلب ِ ومعنا ُهَّ :
شبابه).(4 اب يف
الش ّ ذلك كاحتكا ِم ّ
قوة ّ للال حمتكم يف َ أن قلب ّ
الشيخ كامل ِّ
َ
رس�ول اهلل ﷺ ق�ال: وع� ْن ِ
أنس بن مالك َّ I
أن
).(5
ِ
أخالقه أي :م ْن أي :ينمو ويقوى ويضعف
ُ يشيب أي:
ْ ْ ُ ْ
ِ
طوله).(1 أي: ِ
ومنعه أيِ :
مجعه
ْ ْ
ذلك املالَّ ،
وأن َ ِ
وكثرة ِ ِ
العمر، احلرص عىل ِ
طول ِ ِ
احلديث :كراه ُة «يف هذا
ٍ
بمحمود. ليس
َ
راغب يف فهو ِ
األشياء إىل ِ ِ
األمرينَّ : ِ ِ واحلكم ُة يف الت
ٌ ابن آد َم نفس ُهَ ، أحب
أن َّ هبذين ّخصيص
الص ّح ِة ا ّلتي ِ
األس�باب يف دوا ِم ّ وأحب َ
املال؛ أل ّن ُه م ْن أعظ ِم َّ ِ
العمر، لذلك َ
طول فأحب َ َّ بقائها،
ِ بقرب ِ ِ ِ ُ
دوامه»).(2 نفاد َ
ذلك ،اشتدَّ ح ّب ُه ،ورغبت ُه يف أحسالعمر ،فك ّلا َّ ينشأ عنها غالب ًا ُ
طول
ُ
رس�ول اهلل ﷺ: قالَ :
قال ع� ْن أيب هري�ر َة َ I
).(3
الكذ ِ
اب ،والعائل املستكر. الزاين ،وامللك ّ ففي هذا احلديث :وعيدٌ شديدٌ ّ
للشيخ ّ
مع بعدها من ُه ،وعدم رضورته إليها، منهم التز َم املعصية املذكورة َ
كل واحد ُ أن َّ
وس�ببهَّ :
ِ
ه�ذه املعايص ٍ
بذنب ،لك ْن ّمل�ا مل ْ يك ْن إىل وإن َ
كان ال يع�ذر أح�دٌ وضع�ف دواعيه�ا عن�ده; ْ
بحق اهلل
إقدامهم عليها املعاندةَ ،واالس�تخفاف ِّ ْ رضورة مزعجة ،وال دواعي معتادة أش�ب َه
ٍ
حلاجة غريها).(4 تعاىل ،وقصد معصيته ال
الش ِ
�يب َ أن النّبي ﷺ هنى عن ِ ِ ِ ٍ ع� ْن عمرو ِ
وقال: نتف ّ ْ ش�عيب ع ْن أبيه ع� ْن جدّ ه َّ َّ بن
).(5
ويف رواية:
.
رس�ول اهلل ﷺ َ
قال: َ وع ْن أيب هرير َة َّ I
أن
).(2
) (1رواه أبو داود [ ،]4202وصححه األلباين يف صحيح اجلامع [.[5760 ،7463
) (2رواه ابن حبان [ ]2985وقال األلباين« :حسن صحيح» .التعليقات احلسان [.[329
مر يش ّبه ِبه ّ
الشيب .النهاية [.[214/1 أبيض الزّ هر وال ّث ِ
هو نبت ُ
)َ (3
) (4رواه مسلم [.[3924
) (5رشح النووي عىل صحيح مسلم [.[80/14
) (6رواه البخاري [ ،]3462ومسلم [.[2103
) (7فتح الباري [.[499/6
ِ
والش�فقة عليهم ،وهو ّب�ي ﷺ ش�ديدَ االهت�ام باألطف�الُّ ،
حي�ث عىل رمحته�م، كان الن ُّ
).(1 القائل ﷺ:
ﷺ
فل�ا جاءت�ه الغامدية التي زنت رده�ا حتى تلد ،فلا وضعت وجاءت َ
ق�ال ﷺ:
.
نبي اهللِ).(2
فقال :إ َّيل رضاع ُه يا َّ ِ
األنصار َ فقا َم ٌ
رجل م ْن
بقباء ،فولدته ٍ
بقباء. فنزلت ٍ
ُ ُ
َ
فكان تفل يف ِ
فيه، ثم َ ٍ ِ ثم ُ ِ
ثم دعا بتمرة ،فمضغهاَّ ، ّبي ﷺ ،فوضعت ُه يف حجرهَّ ، أتيت به الن َّ َّ
وكان ّأو َل
َ ِ
وبر َك عليه، ٍ ِ ٍ
ّأو َل يشء َ
ثم دعا ل ُه ّ
ثم حنّك ُه بتمرةَّ ،ريق رسول اهلل ﷺَّ ، دخل جوف ُه ُ
ٍ
مولود ولدَ يف اإلسال ِم).(4
) (1رواه الرتمذي [ ]1920عن عبد اهلل بن عمرو ،Lوصححه األلباين يف صحيح اجلامع [.[5444
) (2رواه مسلم [.[1695
ِ
للوالدة. أي :مقارب ٌة
)ْ (3
) (4رواه البخاري [.[3619
ِ
رسول اهلل ﷺ األنصاري إىل ذهبت ِ
بعبد اهلل ِ
بن أيب طلح َة ُ وعن أنس بن مالك Iقال:
ِّ
هينأ بعري ًا ل ُه).(1 ٍ
عباءة ُ ُ
ورسول اهلل ﷺ يف حني ولدَ ،
َ
. َ
فقال:
فيه ،فالكهن ثم فغر فا الصبي) (2فمجه يف ِ
فيه، ترات ،فألقاهن يف ِ
ٍ نعم ،فناولت� ُه
ّ ُ ّ ِّ َّ َّ َ َّ فقل�تْ :
ُ
يتلمظ ُه).(3
بي ّ الص ُّ َ
فجعل ّ
وسا ُه عبدَ اهلل).(4
ّ ، ُ
رسول اهلل ﷺ: َ
فقال
أي :حمبوب
بضم احلاء وكرها فالكر بمعنى املحبوبْ ،
روي ِّ
َ
حب األنصار التّمر).(5
ضم احلاء فتقديره :انظروا ِّ
األنصار التّمر ،وأ ّما عىل ّ
. َ
قال:
ِ
بالقطران. أي :يطليه
)ْ (1
أي :فتحه.
)ْ (2
) (3أي :حيرك لسانه ليتتبع ما يف ِ
فيه م ْن آثار التّمر ،وأكثر ما يفعل َ
ذلك يف يشء يستطيب ُه. ّ ْ ّ
) (4رواه مسلم [.[2114
) (5رشح النووي عىل صحيح مسلم [.[123/14
) (6أي :انشغل.
بي َ
فسأل عن ُه. الص ّ
فلم َير ّ مشتغال ِبهَ ،
فأفاق م ْن َ
ذلكْ ، ً كان )ِ (7
أي :انقىض ما َ
أي :رصفنا ُه إىل منزله.
)ْ (8
قالٌ :
فالن.
املنذر).(1 ٍ
يومئذ فسا ُه َ
َ ّ ، قال:
ألن ابن ع�م ِ
أبيه املنذر بن ّب�ي ﷺ هذا املولود «املنذر» َّ
ّ «وس�بب تس�مية الن ّ
ليكون خلف ًا من ُه»).(2
َ فتفاءل ِبه؛
َ أمريهم،
ْ َ
وكان كان قدْ استشهدَ ِ
ببئر معونة، عمرو َ
عليه�م، ر ُك ِ رس�ول اهلل ﷺ َ َ ّب�ي ﷺ َّ ع� ْن عائش� َة ِ
ْ بالصبي�ان ،في� ّ كان يؤت�ى ّ أن زوج الن ِّ
باء فأتبع ُه بول ُه ومل ْ يغسل ُه).(5عليه ،فدعا ٍ
فبال ِ بصبي َ يت
ٍّ ّكهم ،فأ َ
وحين ْ
ِ
رسول اهلل ﷺ، ٍ
صغري مل ْ ْ
يأكل ال ّطعا َم إىل أتت ٍ
بابن هلا حمصن ّ Iأهنا ْ ٍ بنت قيس ِ
وع ْن أ ِّم ٍ
باء ،فنضح ُه ،ومل ْ يغسل ُه).(6 ثوبه ،فدعا ٍ فبال عىل ِ ِ
حجرهَ ، رسول اهلل ﷺ يف ُ فأجلس ُه
ﷺ
ٍ
بثياب فيها مخيص ٌة س�ودا ُء، ُ
رس�ول اهلل ﷺ يت ٍ ٍ ِ
قال�ت :أ َ
ْ ن أ ِّم خال�د بنت خالد J
ع� ْ
فأسكت القو ُم.
َ ، َ
فقال:
خالدُ ،فأيت يب النّبي ﷺ ،فألبسنيها ِ
بيده. قال :ائتوين بأم ٍ
َ
ُّ َ ِّ
ُ
ويقول: اخلميصة ويش�ري ِ
بيده إ َّيل ِ ينظر إىل عل ِم َ
ُ فجعل ُ
.
أي ّأهنا
بذلكْ ، ِ
للمخاطب َ ِ
بطول البقاء تطلق العرب َ
ذلك وتريد الدّ عاء
تطول حياهتا حتّى يبىل ال ّثوب وخيلق.
عن أنس بن مالك Iقال :كان رسول اهلل ﷺ يالعب زينب بنت أم سلمة ،ويقول:
مرار ًا).(4
فل�م ْ
يزل ماء ِ
فنض�ح يف وجههاْ ،
َ وهو يغتس�ل
دخل�ت عليه ﷺ َ
ْ «وقدْ
كرت»).(5
ْ ّ
الشباب يف وجهها حتّى
أخ ُ
يقال ل ُه :أبو َ
وكان يل ٌ ّبي ﷺ أحس� َن الن ِ
ّاس خلق ًا، أنس ب ُن مالك َ :I
كان الن ُّ قال ُ
).(3 وكان إذا جا َء َ
قال: َ ٍ
عمري ،وكان فطي ًا،
النّغري :طائر كان يلعب به.
املسميات.
ّ جواز تصغري بعض
ُ
ِ
بالعصفور ،وتكني الو ّيل إ ّيا ُه م ْن َ
ذلك. بي
الص ّ
جواز لعب ّ
ُ
السجع بالكال ِم احلسن بال كلفة.
جواز ّ
ُ
وتأنيسهم.
ْ الصبيان
مالطفة ّ
الش ِ
ائل ،والتّواضع. كان النّبي ﷺ ِ
عليه م ْن حسن اخللق ،وكر ِم ّ بيان ما َ
ُ
ّ
زيار ُة األهل؛ َّ
ألن أ ّم سلي ٍم والدة أيب عمري َ
هي م ْن حمارمه ﷺ).(1
ثم ُ
يقول: وكثري ًا ،م ْن بني الع ّب ِ
اس َّ يصف عبدَ اهللِ ،وعبيدَ اهللِّ ،
ُّ ّبي ﷺ
فكان الن ُّ
.
ويلزمهم).(4 لهم، ِ ِ َ فيستبقون ِ
َ َ
ْ فيقعون عىل ظهره وصدره ،فيق ّب ْ إليه، قال:
[يلعبون] فس ّل َم عليهم).(5
َ ٍ
غلان ُ
رسول اهلل ﷺ عىل عن ِ
أنس بن مالك َ
قال :أتى
ِ
الغلان ،فس ّل َم علينا).(6 مع ُ وع ْن ٍ
أنس َ
ألعب َ
ُ رسول اهلل ﷺ وأنا عيل
قال :أتى َّ
) (1رشح النووي عىل صحيح مسلم [.[129/14
) (2رواه أبو داود [ ]5002والرتمذي [ ،]1992وصححه األلباين يف صحيح اجلامع [.[7909
) (3حتفة األحوذي [.[108/6
) (4رواه أمحد [ ]1839وقال يف جممع الزوائد [ :]285/9إسناده حسن ،وضعفه األلباين يف الضعيفة [.[6547
) (5رواه البخاري [ ،]6247ومسلم [ ،]2168وأبو داود [ ]5202والزيادة له.
) (6رواه مسلم [.[2482
خرج إىل
ثم َ ِ قال :ص ّل ُ
بن س�مر َة َ I ع ْن ِ
جابر ِ
مع رسول اهلل ﷺ صال َة األوىل َّ ،
يت َ
)(3
ار .
)(5) (4 ِ
جؤنة ع ّط ٍ فوجدت ِ
ليده برد ًا ْأو رحي ًا كأنّا أخرجها م ْن ُ َ
قال:
ِ
لألطف�ال، الصبي�ان بي�ان حس�ن خلق�ه ،ورمحت�ه
«ويف مس�حه ﷺ ّ
ومالطفتهم»).(6
ْ
) (1رواه النسائي يف الكرى [ ،]8349والطحاوي يف رشح مشكل اآلثار [ ،]1577والزيادة له ،وصححه األلباين
يف التعليقات احلسان [.[460
) (2رواه البخاري [.[2502
) (3يعني ال ّظهر.
) (4ا ّلتي يعدّ فيها ال ّط ُ
يب وحيرز .النهاية [.[318/1
) (5رواه مسلم [.[2329
) (6رشح النووي عىل صحيح مسلم [.[85/15
ﷺ
لون ِ
رس�ول اهلل ﷺ فقالوا« :أتق ّب َ ِ
األعراب عىل ناس م َن ع ْن عائش� َة ْ J
قالت :قد َم ٌ
صبيانكم».
ْ
نعم.
فقالواْ :
فقالوا :لكنّا واهلل ما نق ّب ُل.
).(1 ُ
رسول اهلل ﷺ: َ
فقال
ﷺ
ب يف النفس البرش ّية عا ّم ًة ،ويف نف�س األطفال أكثر تأثري ًا ،وأكر ِ
أث�ر ط ّي ٌ
مل�ا كان للهد ّية ٌ
األطفال منها ويتحفهم هبا. َ ّبي ﷺ يعطي وقع ًا ،فقد كان الن ُّ
اللهم ْ
بارك لنا يف َّ ُ
فيقول: بأو ِل ال ّث ِ
مر، كان يؤتى ّ َ
رس�ول اهلل ﷺ َ ع ْن أيب هرير َة َّ I
أن
ِ ٍ
أصغر م ْن حيرض ُه م َن
َ يعطي�ه ثم
مع بركةَّ ، مدينتن�ا ،ويف ثارن�ا ،ويف مدّ ن�ا ،ويف صاعنا ،برك ًة َ
ِ
الولدان).(2
والرمحة، كان ِ
عليه ﷺ م ْن مكارم األخالق ،وكال ّ بيان ما َ ِ
«فيهُ :
الش�فقة ّ
في�ه ،وأكثر تط ّلع� ًا ِ
إليه، لكونه أرغب ِ
ِ الصغ�ري؛
وخص هب�ذا ّ
َّ والصغ�ار،
ومالطف�ة الكب�ار ّ
وحرص ًا ِ
عليه»).(3
ترون نكس�وها ِ
هذه َ فقال :م ْن ٍ
بثي�اب َ ُ
رس�ول اهلل ﷺ يت ُ
حديث أم خالد ملا أ َ وق�د س�بق
خالد ،فأيت يب النّبي ﷺ ،فألبسنيها ِ
بيده).(4 قال :ائتوين بأم ٍ فأسكت القو ُمَ ،
َ اخلميص َة
ُّ َ ِّ
ﷺ
فقال: ِ
رسول اهلل ﷺ يوم ًاَ ، خلف
َ كنت
قالُ : ع ْن عبد اهلل ِ
بن ع ّب ٍ
اس َ L
).(1
ﷺ
ﷺ
وكانت يدي ُ
تطيش ْ ِ
رس�ول اهلل ﷺ، ِ
حجر كنت غالم ًا يف
عن عمر بن أبى س�لمة قالُ :
فا ُ
رس�ول اهلل ﷺ: فقال يل يف الص ِ
حفةَ ، ّ
زالت َ
تلك طعمتي بعدُ ).(1 ْ
ويف ه�ذا احلدي�ث أن النب�ي ﷺ كان ال يأنف من األكل مع الصغ�ري ،لكنه كان إذا رأى
ِ
لألدب نصحهم وأرشدهم. منهم خمالفة
).(3 ؛ كا قال ألنس ّملا نزلت آية احلجاب: وتارة يناديه بقوله:
وقد سبق قريب ًا. وتار ًة ينادهيم بالكنية ،فيقول للطفل الصغري:
ِ
الغلان ،فس� ّل َم علين�ا ،فبعثني إىل مع ُ
ألعب َ
رس�ول اهلل ﷺ ،وأنا ُ عيل
أن�س :أتى َّيق�ول ٌ
َ
حبسك؟ قالت :ما
جئت ْفلا ُ ٍ
فأبطأت عىل أ ّميّ ،
ُ حاجة،
ٍ
حلاجة. ُ
رسول اهلل قلت :بعثني
ُ
رس.
قلتّ :إهنا ٌّ
ُ
ِ
رسول اهلل أحد ًا. قالت :الَ حتدّ ث َّن ِّ
بر ْ
فلو َ
كان ّبي ﷺّ ، ِ َ
«قال بعض العلاءَّ :
وإال ْ خيتص بنساء الن ّ
الر ُّ
كأن هذا ّ َّ
وسع أنس ًا كتانه»).(4
َ م َن العلم ما
وهذه من أهم األمور التي حيتاج إليها الطفل دائ ًا ،ويغفل عنها اآلباء غالب ًا.
. َ
فقال للغال ِم:
وينمي
والش�عور بالراحةّ ،
َ ِ
الطفل يبعث فيه االعت�اد عىل النفس، إن اح�رتا َم ش�خص ّي ِة
ٍ
باس�تخفاف ،والتقليل م�ن مكانته ،يؤ ّدي ب�ه إىل العقد مواهب�ه ،يف ح�ني أن التعام�ل مع�ه
النفس ّية ،واالضطراب والدّ ون ّية.
ُ
ورسول اهلل ﷺ قاعدٌ يف بيتنا. بن ٍ
عامر Iأ ّن ُه َ
قال :دعتني أ ّمي يوم ًا، عن ِ
عبد اهلل ِ ْ
َ
أعطيك. فقالت :ها َ
تعال ْ
. ُ
رسول اهلل ﷺ: َ
فقال هلا
ِ
أعطيه تر ًا. قالت:
ْ
).(1 ُ
رسول اهلل ﷺ: َ
فقال هلا
ِ
بإعطاء ٍ
بكلات هزالً ْأو كذب ًا ِ
لألطفال عند البكاء مث ً
ال يتفوه ِبه النّاس «يف احلديث َّ
أن ما ّ
ٍ
بتخويف م ْن يشء حرا ٌم داخل يف الكذب»).(2 يشء ْأو
فالكذب عىل الطفل يفقده ثقته بأبويه ،فينرصف عن االستاع إليها ،ويعمد إىل تقليدمها
يراقب سلوك الكبار ،ويقتدي هبم.
ُ يف الكذب؛ ألنه
الصدق معه عند تس�ليته ،أو إضحاكه ،أو رسد قصص وحكايات عليه،
فيجب مراعا ُة ّ
ُ
والكذب من أبشع الطباع ،ولكنه من أسهلها اكتساب ًا ،وأصعبها عالج ًا.
برفق ٍ
ولني ،مع احرتامه�م وتقديرهم ،جيعلهم وختام� ًا نقول :إن التعامل م�ع األطفال ٍ
حب اآلخرين ،والتآلف مع غريهم، ِ
ويريب فيهم َّ
ويعودهم عىل االعتاد عىل النفسّ ،
أسوياءّ ،
تعودوا يف صغرهم.
والتآخي ،ومعاملة غريهم باملودة والرأفة كا كانوا يعاملون ،وكا ّ
ﺒﻲ ﷺ ُ
ﺗﻌﺎﻣﻞ اﻟﻨﱠ ﱢ
ﻣﻊ ﻏﻴﺮ اﻟﺒﺸﺮ
تعامل النبي ﷺ مع ا ِ
جل ِّن
ِ
واإلنس ،قال تعاىل( :ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ) ٌ
مبعوث للثقلني اجل ِّن النب�ي ﷺ
ُّ
[األنبياء ،[107 :وقال تعاىل( :ﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛﯜ) [الفرقان.[1 :
باحل�ق واهلدى،
ِّ �ة اجلن وكا ّف ِ
�ة الورى، املبع�وث إىل عام ِ
ُ «وهو ق�ال الطح�اوي :V
ِّ ّ َ
ّور والض ِ
ياء»).(1 وبالن ِ ّ
ﷺ
قال تعاىل( :ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ
ﭣﭤﭥﭦ ﭧ ﭨ) [اجل�ن ،[2-1 :وقال تعاىل( :ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ
ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ
ﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵﭶﭷ
ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ)
[األحقاف.[31-29 :
ﷺ
ِ
رسول اهلل ﷺ مع فقلتْ : ٍ ع ْن علقم َة قال :أنا
منكم َ
ْ هل شهدَ أحدٌ ُ مس�عود، س�ألت اب َن
ُ
ليل َة اجل ِّن؟
والش ِ
�عاب، ِ
األودية ّ ذات ٍ
ليلة ،ففقدنا ُه ،فالتمس�نا ُه يف ِ
رس�ول اهلل َ مع َ
قال :ال ،ولكنّا كنّا َ
أو َ
اغتيل. فقلنا :استطريِ ،
َ
ٍ ليلة بات هبا قوم ،فلا أصبحنا إذا هو ٍ
حراء. قبلجاء م ْن َ َ ٌ ّ برش ٍ َ قال :فبتنا َِّ
َ
رس�ول اهلل ﷺ قال: اخلدري َّ I
أن ٍ
س�عيد عن أيب
ِّ
).(1
لي�س م ْن عوامر
علمتم أ ّن ُه َ
ْ ِ
باإلن�ذار َ
«ق�ال العلاء :معن�ا ُه :وإذا مل ْ يذهب
عليكم فاقتلو ُه ،ول ْن جيعل اهلل
ْ هو ش�يطان ،فال حرمة أس�لم م ْن اجل ِّنْ ،بل َ
َ البيوت ،وال مم ّ ْن
أسلم»).(2 ِ
بخالف العوامر وم ْن لالنتصار عليكم ِ
بثأره، ِ ل ُه سبي ً
ال
َ ْ
جيوز ُ
قتل جيوز ك�ا ال ُ
حق ال ُ قتل اجل� ِّن ِ
بغري ٍّ أن َ
«وذلك َّ
َ
كان كافر ًاْ ،بل
ولو َ ٍ كل ٍ
حال ،فال ُّ حمر ٌم يف ِّ ِ
يظلم أحد ًا ْ
َ ألحد ْ
أن حيل لم ّحق ،وال ّظ ُ
اإلنس بال ٍّ
ق�ال تعاىل( :ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝﯞ ﯟ ﯠﯡ
َ
ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ) [املائدة.(3)«[8 :
ثم رس�ول اهلل ﷺ ،فس�معنا ُه ُ ُ رداء َ I عن أيب الدّ ِ
َّ ، يقول: قال :قا َم ْ
ُ
يتناول شيئ ًا. َ
وبسط يد ُه كأ ّن ُه ثالث ًا، َ
قال:
ِ َ
س�معناك ُ َ فلا فر َغ من الص ِ
َ
نس�معك الصالة ش�يئ ًا مل ْ
تقول يف ّ رس�ول اهللِ ،قدْ الة قلنا :يا َ ّ ّ
بسطت َ
يدك. َ َ
ورأيناك قبل َ
ذلك، تقول ُه َ
َ
قال:
).(4
الدواب
ّ تعامل النبي ﷺ مع
ِ
قضاء حوائجه؛ فيستفيد من ِ
احليوانات؛ لتخدمه يف ّ
وسخر له وكرمه، َ
اإلنسان ّ خلق اهلل
املالبس من صوفها وجلودها ،ويتّخذ من بعضها زينة وطيب ًا.
َ حلومها وألباهنا ،ويرتدي
قال تع�اىل( :ﯙ ﯚﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ
ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚﭛ
ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ)
[النحل.[8-5 :
وقد أرس�ل اهلل نبيه حممدا ﷺ رمحة للعاملني ،ورمحته ليس�ت خمصوص ًة باإلنس فقط ،بل
ِ
واحليوانات ،ومجيع املخلوقات. هي لإلنس واجل ِّن،
ﷺ
أغر َ
وكان ّ
)(1 ٍ
ف�رس ملك ُه، وهو ّأو ُل �كبَ .
قيلَ : الس ُ ِ
اخليلّ : ق�ال ابن القيم « :Vفم َن
طلق ِ
اليمني كميت ًا).(3 حمج ً
ال)َ (2 ّ
فيه خزيم ُة بن ٍ
ثابت. وكان أشهب ،وهو ا ّلذي شهدَ ِ
َ واملرجتز:
ُ
ُ َ َ
رب وسبح ٌة والور ُد. حيف وال ّل ُ
زاز وال ّظ ُ وال ّل ُ
�افعي ٍ
مجاعة ّ
الش إس�حاق ِ
بن َ حممدُ ب ُن ِ ِ
فهذه س�بع ٌة مت ٌ
ّ ّفق عليها ،مجعها اإلما ُم أبو عبد اهلل ّ
يف ٍ
بيت َ
فقال:
أي بياض.
غرة ْ) (1أي :يف وجهه ّ
وهو ا ّلذي يف قوائمه بياض.
)َ (2
وهو ا ّلذي لون ُه بني ّ
السواد واحلمرة. )َ (3
املقوقس.
ُ وكانت شهبا َء ) (1أهداها ل ُه
ْ دلدل، ِ
البغالُ : َ
وكان ل ُه م َن
اجلذامي.
ّ فض ٌة .أهداها ل ُه فرو ُة وبغل ٌة أخرى ُ
يقال هلاّ :
خالف.
ٌ اثنتان؟ ِ
فيه ِ ْ
وهل العضبا ُء واجلدعا ُء واحد ٌة ْأو
ٍ
قعود) (2له فسبقها ،فاشتدَّ َ
ذلك يب عىل هي ا ّلتي ْ
ثم جا َء أعرا ّ
تسبقّ ،كانت ال ُ والعضبا ُءَ :
ِ
سبقت العضبا ُء. املسلمني ،وقالوا:
َ عىل
).(3 ُ
رسول اهلل ﷺ: َ
فقال
َ
ليغيظ ِ
احلديبية فض ٍة ،فأهدا ُه يو َم جهل يف ِ
أنفه بر ٌة م ْن ّ ٍ وغنم ﷺ يو َم ٍ
بدر مج ً
ال مهر ّيا أليب َ
املرشكني).(4
َ ِبه
وكانت له مائ ُة ٍ
ذبح مكاهنا شاةً. أن تزيدَ ،ك ّلا و ّلدَ ل ُه ّ
الراعي هبم ًة َ وكان ال يريدُ ْ
َ شاة، ْ ُ
) (1الشهبة :لون بياض ،يصدعه سواد يف خالله .لسان العرب [.[508/1
أن يركب .النهاية [[87/4) (2القعود م َن اإلبل :ما أمكن ْ
) (3رواه البخاري [ ،]6020وقد سبق.
) (4رواه أبو داود [ ،]1749وابن ماجة [ ،]3100وحسنه األلباين يف صحيح أيب داود [.[1535
. َ
قال:
ثم َ
قال: َّ
).(3
ِ
اخليل. ِ
رسول اهلل ﷺ م َن أحب إىل بن ٍ
يسار َ
قال :مل ْ يك ْن يش ٌء َّ معقل ِ
ِ ع ْن
).(4 ثم َ
قال: َّ
ِ
بردائه، ِ
فرسه يمس�ح وج َه وهو ٍ وعن ِ
ُ رئي رس�ول اهلل ﷺ َ
أنس بن مالك Iأنه قالَ :
َ
فسئل ع ْن َ
ذلك.
).(1 َ
فقال:
ِ
مراعاته، ِ
واملبالغة يف ِ
سبيل اإلكرا ِم ل ُه، ِ
بردائه عىل ِ
فرس�ه «مس�ح ُه ﷺ وج َه
واإلحسان ِ
إليه. ِ
ِ
اخليل»، «إين عوتب�ت ال ّليل َة يف
فقال ﷺّ : مثل هذاَ ،ذلك ّملا مل ْ يعهدْ من� ُه ُ
س�ئل ع ْن َ وإنّ�ا َ
خصها اهلل ِبه ِ ِ ِ
عوتب يف املبالغة يف مراعاهتا والتّعاهد هلا واإلحس�ان ملا ّ َ وه�ذا يقتيض أنّ� ُه إنّا
األجر واملغن ِم عون ًا ِ
عليه»).(2 ِ ِ
للخري م َن أن جعلها سبب ًا م ْن ْ
وهو ُ
يقول: ِ ٍ َ
رسول اهلل ﷺ يلوي ناصي َة بن ِ
عبد اهلل َ ِ
جرير ِ
فرس بإصبعه َ رأيت
قالُ : وع ْن
).(3
معناه مل�وي مضفور فيها ،واملراد بالن ِ
ّاصية هنا ّ
الش�عر املسرتس�ل عىل ٌّ ُ
قال اخل ّطايب وغريه :قالوا :وكنّى بالن ِ
ّاصية ع ْن مجيع ذات الفرس. اجلبهةَ .
ُّ
وأن ِ
للغزو وقتال أع�داء اهللَّ ، ِ
رب�اط اخليل ،واقتنائه�ا ه�ذه األحاديث :اس�تحبابِ ويف
فضلها وخريها واجلهاد ٍ
باق إىل يوم القيامة).(4
ِ
اخليل).(5 الش َ
كال م َن ُ
رسول اهلل ﷺ يكر ُه ّ ع ْن أيب هرير َة َ I
قالَ :
كان
ي�ده اليرى ،أو يف ِ
يده اليمنى بياض ويف ِ ِ
رجله اليمنى ٌ الفرس يف َ
يك�ون أن والش ُ
�كالْ : ّ
ْ ُ
ِ
ورجله اليرى.
) (1رواه مالك يف املوطأ [ ]1019بالغ ًا ،وصححه األلباين يف الصحيحة برقم [ ]3187بشواهده.
) (2املنتقى رشح املوطإ [.[216/3
) (3رواه مسلم [.[1872
) (4رشح النووي عىل صحيح مسلم [.[16/13
) (5رواه مسلم [.[1875
غري ذلك.
وقيل ُ
ذلك اجلنس ،فلم يكن ِ
فيه نجاب ٌة).(1 جر َب َ َ
قيل :حيتمل ْ
ْ ْ أن يكون قدْ ّ
ﷺ
ثم
فترشب – يعني اهلرةَّ ،-
ُ يضع هلا اإلنا َء ُ
رسول اهلل ﷺ ُ كان ع ْن عائش� َة ْ J
قالتَ :
يتوض ُأ بفضلها).(2
ّ
رسول اهلل ﷺ َ
قال: َ ويف رواية قالت عائشةَّ :
إن
يتوض ُأ بفضلها).(3 َ
رسول اهلل ﷺ ّ رأيت
ُ ،وقدْ
رشبت.
ْ ترشب ،فأصغى) (4هلا اإلنا َء حتّى
ُ هر ٌة
فجاءت ّ
ْ قالت:
ْ
قالت كبش ُة :فرآين أنظر ِ
إليه. ْ
ُ
بنت أخي.
أتعجبني يا َ
َ َ
فقال:
نعم.
فقلتْ :
ُ
رس�ول اهلل ﷺ َ
ق�ال: َ َ
ق�الَّ :
إن
).(5
يطوف�ون عىل ِ
أهله َ ِ
البي�ت ا ّلذي َن ِ
باملاليك م ْن خ�د ِم ُ
«حيتم�ل أ ّن ُه ش� ّبهها
ِ
كقوله تعاىل( :ﯵ ﯶ) [النور.[58 : ِ
للخدمة
ِ
مواساة ِ
كاألجر يف األجر يف مواساهتا أن ِ
للحاجة ،يريدُ َّ َ
يطوفون ُ
وحيتمل أ ّن ُه ش ّبهها بم ْن
َ
ِ
للحاجة»).(1 يطوف
ُ م ْن
َ
فدخل حائط ًا ذات ي�و ٍم... ُ
رس�ول اهلل ﷺ خلف� ُه َ ٍ
جعف�ر َ
قال :أردفني بن ع�ن ِ
عب�د اهلل ِ ْ
وذرفت عينا ُه.
ْ ّبي ﷺ ح َّن
فلا رأى الن َّ
مجلّ ، ِ
األنصار ،فإذا ٌ ٍ
لرجل م َن
فسكت.
َ فمسح ذفرا ُه)،(2
َ ّبي ﷺ،
فأتا ُه الن ُّ
. َ
فقال:
َ
رسول اهلل. فقال :يل يا ِ
األنصارَ ، فجا َء فتًى م َن
).(4)«(3 َ
فقال:
ِ
ببطنهَ ،
فقال: حلق ظهر ُه رسول اهلل ﷺ ٍ
ببعري قدْ َ ُ مر ابن احلنظل ّي ِة َ I
سهل ِ
ِ
قالَّ : وع ْن
).(5
).(3
).(5
أدب م ْن
،فهذا ٌ وقوله:
الس�موم آداب الس�ري والنّزول ،أرش�دَ ِ
إليه ﷺ ؛ َّ
ودواب األرض م ْن ذوات ّ
ّ ألن احلرشات ّ
وألهنا تلتقط منها ما يس�قط م� ْن مأكولوالس�باع ت�يش يف ال ّلي�ل ع�ىل ال ّطريق لس�هولتهاّ ،ّ
م�ر ِبه منها ما
عر َس اإلنس�ان يف ال ّطريق ر ّبا َّ
ونح�وه ،وم�ا جتد فيها م ْن ر ّم�ة ونحوها ،فإذا ّ
أن يتباعد ِ
عن ال ّطريق).(1 يؤذيه ،فينبغي ْ
رس�ول اهلل ﷺ َ
قال: َ عمر َّ L
أن ِ
ع ْن عبد اهلل بن َ
).(2
هي هوا ُّم األرض وحرشاهتا.
َ
اهل�رة ،وحتريم حبس�ها ِ
بغري طع�ام ْأو «يف احلدي�ث ٌ
دلي�ل لتحري� ِم قت�ل ّ
رشاب»).(3
رس�ول اهلل ﷺ َ
ق�ال: َ ع� ْن أيب هرير َة َّ I
أن
)،(4
)(1
).(2 َ
قال:
رس�ول اهلل ﷺ َ
قال: َ بن ٍ
مالك َّ I
أن أنس ِ
ع ْن ِ
).(7
فجعلت ُ
تفرش. ْ احلمر ُة
فجاءت ّ
ْ
).(1 َ
قال:
ِ
كالعصفور. طائر صغري
بت م َن األرض.
وتقر ْ
ترفرفت بجناحيهاّ ،
ْ أي:
ْ
الزنابري مكروه ٌة ،وأ ّما الن ُ
ّمل فالعذر يف احلديث داللة عىل َّ
أن حتريق بيوت ّ
وذلك َّ
أن رضره قدْ يزول م ْن غري إحراق. َ أقل؛ ِ
فيه ُّ
البهائم»).(3
ُ ر ّبي ﷺ ْ
أن تص َ أنس« :هنى الن ُّ َ
فقال ٌ
فقال: ِ
وجهه َ وس�م يف محار قدْ ِ ع� ْن ِ
جابر ب�ن عبد اهلل َّ L
َ مر عليه ٌ
ّبي ﷺ َّ
أن الن َّ
).(6
اآلدمي،
ِّ كل احليوان املحرتم م� َن فمنهي عن� ُه يف ِّ
ٌّ ال�رضب يف الوجه
«أ ّما ّ
اآلدمي أش�دُّ ،أل ّن ُه جممع ِ
والبغ�ال ،والغن ِم ،وغريها ،لكنّ� ُه يف ِ
واخلي�ل ،واإلبل، واحلم�ري،
ِّ
احلواس. الرضب ،ور ّبا شان ُه ،ور ّبا آذى بعض املحاسن ،مع أ ّنه لطيف أل ّنه يظهر ِ
فيه أثر ّ
ِّ ُ َ ُ
ِ
للحديث ،وملا ذكرنا ُه. فمنهي عن ُه باإلمجا ِع وأ ّما الوسم يف الوجه
ٌّ
لكرامته ،وأل ّنه ال حاجة ِ
إليه ،فال جيوز تعذيبه. ِ اآلدمي فوسمه حرام؛ فأ ّما
ُ ّ
البغوي م ْن أصحابنا :ال جيوز.
ُّ فق�ال مجاعة م ْن أصحابنا :يكرهَ ،
وقال اآلدمي َ
ِّ غري
وأ ّم�ا ُ
ّبي ﷺ لع َن فاعله ،وال ّلع�ن يقتيض التّحريم .وأ ّما وهو األظه�ر؛ َّ
ألن الن ّ فأش�ار إىل حتريمهَ ،
َ
اآلدمي فجائز بال خالف عندنا.
ِّ وسم غري الوجه م ْن غري
ُ
يستحب يف غريها ،وال ينهى عن ُه.
ّ الزكاة واجلزية ،وال
يستحب يف نعم ّ
ّ لك ْن
ومثلت
ُ هت ِبه،
وش�و َ
ّ قطعت أطراف ُه
َ أمثل ِبه مثالً ،إذا ِ
باحليوان ُ مثلت ُ
يقالُ :
واالس�م :املثلة .فأ ّما
ُ بالقتي�ل ،إذا جدع�ت أنف� ُهْ ،أو أذنهْ ،أو مذاكريهْ ،أو ش�يئ ًا م ْن أطرافه.
ِ
فهو للمبالغة).(4م ّث َل ،بالتّشديدَ ،
) (1رواه أبو داود [ ،]2564وصححه األلباين يف صحيح أيب داود [.[2310
) (2رشح النووي عىل صحيح مسلم [.[97/14
) (3رواه النسائي [ ،]4440وصححه األلباين.
) (4النهاية [.[294/4
ﷺ
ِ
اخليل والبهائ ِم»).(1 ِ
إخصاء ُ
رسول اهلل ﷺ ع ْن عمر َ L
قال« :هنى عن ِ
ِ
ابن َ
ِ
اخلصيتني واسئصاهلا).(2 شق
واخلصاءُّ :
ٍ
ملنفعة حاصل�ة يف َ
ذلك، «اخلص�اء يف غري بن�ي آدم ممنوع يف احلي�وان ّإال
ِ
كتطييب ال ّلحم ْأو قطع رضر عن ُه»).(3
«حيرم خصاء احليوان غري املأكول مطلق ًا ،وأ ّما املأكول فيجوز يف صغريه
دون كبريه»).(4
وممّا ُّ
يدل عىل جواز خصاء ما يف خصائه منفع ٌة:
ِ
كبش�ني يضح َي اش�رتى ّ كان إذا أرا َد ْ
أن َ
رس�ول اهلل ﷺ َ ع ْن عائش� َة وع ْن أيب هرير َة َّ
أن
فذبح أحدمه�ا ع ْن أ ّم ِته مل ْن ش�هدَ هللِ ِ
موجوءي�ن)َ ،(5 ِ
أملحني، ِ
أقرن�ني، ِ
س�مينني، ِ
عظيم�ني،
حمم ٍد ﷺ).(6 ِ ّوحيد وشهدَ له بالبالغِ ،وذبح اآلخر عن ٍ
حممد وع ْن آل ّ
َ ْ ّ َ ُ
بالت ِ
ُ
رس�ول اهلل ﷺ: قالتَ :
قال ع ْن عائش� َة ْ J
).(2
،ويف رواية له أيض ًا تقييد الغراب ب�«األبقع». بدل ويف رواية ملسلم:
احلل واحلرم واإلحرام .وأصل ّفق مجاهري العلاء عىل جواز قتله� َّن يف ّ
«ات َ
ِ
خلروج�ه ع ْن أم�ر اهلل تعاىل الرج�ل الفاس�ق ؛وس�م َي ّ
ّ الفس�ق يف كالم الع�رب :اخل�روج،
واب. ِ ِ
يت هذه فواسق ؛ خلروجها باإليذاء واإلفساد ع ْن طريق معظم الدّ ِّ فسم ْ
وطاعتهّ ،
فهو ا ّلذي يف ظهره وبطنه بياض).(3
َ وأ ّما
:اجلارح»).(4 َو
ُ
رسول اهلل ﷺ قال: وع ْن أيب هرير َة َّ I
أن
).(1
َ
وق�ال: ِ
بقت�ل ال�وزغِ، أم�ر َ ٍ
رشي�ك َّ J
رس�ول اهلل ﷺ َ أن وع� ْن أ ِّم
.(2)«S
ّ
وحث أن الوزغ من احلرشات املؤذيات ،وأمر النّبي ﷺ ِ
بقتله، «اتّفقوا عىل َّ
ّ َ َ
ِ
لكونه م َن املؤذيات»).(3 عليه ،ور ّغب ِ
فيه ِ
َ
رس�ول اهلل ﷺ َ
قال: َ بن ٍ
عمرو َّ L
أن عن ِ
عبد اهلل ِ ْ
.
َ
قيل :وما ح ّق ُه؟
).(4 َ
قال:
َ
رس�ول اهلل ﷺ قال: ريض اهلل تعاىل عن ُه َّ
أن ع ْن أيب أمام َة َ
).(5
بن قر َة عن ِ
ألذبح ّ
الش�ا َة وأنا أرمحها، ُ َ
رس�ول اهللِّ ،إين ال َ
قال :يا أبيه َّ
أن رج ً وع ْن معاوي َة ِ ّ ْ
الشا َة ْ
أن أذبحها. ألرحم ّ
ُ ْأو َ
قالّ :إين
).(1 َ
فقال:
).(2 َ
رسول اهلل ﷺ قال: بن ٍ
خالد َّ I
أن عن ِ
زيد ِ ْ
يستحق املدح ال ّ
الذ َّم. ُّ بصياحه ِ
فيه ،وم ْن َ
أعان عىل طاعة ِ أي :قيام ال ّليل
ْ
الزوال
ق�رب الفجر ،وعند ّ
َ جرت العادة بأ ّن ُه يرصخ رصخات متتابعة إذا
ْ
فطرة فطر ُه اهلل عليها.
يس�ب ،وال ْ
أن يستهان َّ أن أن ّ
كل م ْن اس�تفيدَ من ُه اخلري ال ينبغي ْ يؤخذ من ُه َّ
ِبهْ ،بل يكرم ،وحيسن ِ
إليه).(3
ِ
األنصار ِ
أس�فاره وامرأ ٌة م َن ِ
بعض ُ
رس�ول اهلل ﷺ يف قال :بينا ٍ
حصني َ عمران ِ
بن َ وع ْن
فضجرت ،فلعنتها.
ْ عىل ٍ
ناقة،
ليذبح
َ الش�فر َة َ
فأخذ ّ ِ
األنصار، ال م� ْن َ
رس�ول اهلل ﷺ أتى رج ً ع� ْن أيب هري�ر َة َّ I
أن
).(2 ُ
رسول اهلل ﷺ: فقال ل ُه ِ
لرسول اهلل ﷺَ ،
ِ
رس�ول اهلل ﷺ َ
ق�ال: قالِ :
ثنتان حفظتها ع ْن ٍ
أوس َ I بن ع�ن ش�دّ ِ
اد ِ ْ
).(3
عيل: ِ
رس�ول اهلل ﷺ بغل ٌة ،فركبهاَ ، طالب َ I ٍ ع�يل ِ
فقال ٌّ أهديت إىل
ْ قال: بن أيب ع� ْن ِّ
مثل ِ
هذه).(2 لكانت لنا ُ
ْ ِ
اخليل؛ احلمري عىل )(1
ْلو محلنا
َ
).(3 ُ
رسول اهلل ﷺ: َ
فقال
أي :أنزينا.
)ْ (1
) (2اإلشار ُة إىل بغلة رسول اهللﷺ.
) (3رواه أبو داود [ ،]2565والنسائي [ .]3580وصححه األلباين يف صحيح أيب داود [.[2311
) (4عون املعبود [.[167/7
).(1
ﷺ
فركبت لوح ًا
ُ فانكرت،
ْ ٍ
س�فينة، البحر يف ركبت
ُ قال: ِ
رس�ول اهلل ﷺ َ ع ْن س�فين َة موىل
َ
ِ
احل�ارث ،أنا موىل فقلت :ي�ا أبا فلم يرعن�ي إالّ ِبه، ٍ )(2
ُ منه�ا ،فطرحن�ي يف أمج�ة فيه�ا أس�دٌ ْ ،
ريقزال يغمزين ،وهيدين�ي إىل ال ّط ِ ِ
بمنكبه ش� ّقي ،فا َ وغمز
َ َ
فطأط�أ رأس� ُه، ِ
رس�ول اهلل ﷺ،
فظننت أ ّن ُه يو ّدعني).(3
ُ مههم،
َ فلا وضعني حتّى وضعني عىل ال ّط ِ
ريقّ ،
الرو ِمْ ،أو ِ َ َ ِ أن س�فين َة موىل ِ
املنكدر َّ عن ِ ويف رواية ِ
بأرض ّ اجليش أخطأ رس�ول اهلل ﷺ ابن
ِ
باألسد. هو َ فانطلق هارب ًا
اجليش ،فإذا َ يلتمس
ُ َ أرس،
َ
وكيت.
َ كيت
كان م ْن أمري َ ِ
رسول اهلل ﷺَ ، ِ
احلارث أنا موىل َ
فقال :يا أبا
ثم َ ِ فأقبل األس�دُ له بصبص ٌة حتّى قام إىل ِ
جنبه ،ك ّلا َ
أقبل يميش س�مع صوت ًا أهوى إليهَّ ،
َ َ ُ
رجع األسدُ ).(4 َ إىل ِ
جنبه حتّى َ
ثم َاجليشَّ ، بلغ
جمع اهلل لنبيه حممد ﷺ من خ�ص ��ال الكمال وحما�ص ��ن ال�ص ��فات ما
مت ّي ��ز ب ��ه عن �صائ ��ر اأهل الأر�ض ،ف ��كان ا ّأم ًة جامعاً للخري ،واأ�ص ��و ًة ح�صن ًة يف
ِ
وخ�صو�صهم، عمومهمرب ،ومثا ًل راقياً يف التعامل مع النا�ض ِ كافة اأعمال ال ّ
�صغريِهم وكبريِهم ،موؤم ِنهم وكافرِهم.
ين�صر املظلو َم ،ويعني املحتا َج ،وي�صرب على اأذى ال�صفيه ،ويقابل ال�صيئة
باحل�صن ��ة ،ويلق ��ى النا� ��ض بوج ��ه طلي ��ق ،با�صم الثغ ��ر ،ملي ��ح الطلعة ،كرمي
العطاء ،ح�صن الأداء.
�صخ�ص ��ه من م ��كارم الأخ ��اق اأق ّر
اإذا ا�ص ��تبان لع ��دوه م ��ا ينط ��وي عليه ُ
بالإمي ��ان ،واأذع ��ن بالت�ص ��ديق ،حت ��ى ق ��ال قائله ��م مل ��ا راأى من ك ��رمي خلقه
يل من وح�ص ��ن تعامل ��ه« :يا حمم ��د ،واهلل ما كان على الأر�ض وج� � ٌه اأبغ�ض اإ ّ
وجهك ،فقد اأ�ص ��بح وج ُهك اأحب الوجوه اإيلّ .واهلل ما كان من دينٍ اأبغ�ض
بلد اأبغ�ض يل م ��ن دين ��ك فاأ�ص ��بح دينُك اأحب الدين اإيلّ .واهلل م ��ا كان من ٍ اإ ّ
أحب الباد اإيلّ». يل من بلدك فاأ�صبح بل ُدك ا ّ اإ ّ
ويف ه ��ذا الكت ��اب نتع� � ّرف على نبينا ﷺ من جهة تعاماته مع �ص � ِ
�نوف
اخللق على تباين �ص ��فاتهم وتغاير اأحوالهم؛ نتعرف عليه زوجاً واأباً وجاراً
و�ص ��احباً وبائع� �اً وم�ص ��رياً وقا�ص ��ياً ومفتي� �اً؛ وق ��د بعث ��ه اهلل عبداً ر�ص ��و ًل،
٢٤٠ mm
ISBN: 978-603-8047-59-0
publishing@zadgroup.net