You are on page 1of 10

‫احملاضرة األوىل‪ :‬عوامل جناح العملية االتصالية‬

‫متهيد‪:‬‬

‫ال طمتلف اثنان أن الشغل الشاغل ألي قائم ابالتصال مه ما كان انتماؤىم الفردي واجلماعي‪ ،‬ىو‬

‫كيف صمعل من العملية االتصالية اليت يقودىا انجحة‪ ،‬كما أن أساس االتصال ىو حتقيق االنتشار والشيوع‬

‫لفكرة أو موضوع أو منشأة أو قضية كما توضحو التعاريف األوذل لالتصال‪ .‬ونظرا لكون االتصال عملية‬

‫اجتماعية معقدة حتكمها العديد من ادلتغَتات السياسية‪ ،‬االقتصادية‪ ،‬والبيئية‪ ...‬فيصعب حتقيق ذماحو‬

‫ابلتأثَت على األفكار واالجتاىات والسلوك إذا دل يتم االىتمام بكل تفاصيلو وعناصره‪.‬‬

‫فتحق يق ذماح العملية االتصالية ال يتأتى إال بفعالية كل عناصره من مرسل‪ ،‬ورسالة‪ ،‬ومستقبل ومتلقي‪ .‬لذا‬

‫فسنخصص ىذه احملاضرة للحديث عن فعالية العملية االتصالية من خالل فعالية عناصرىا‪.‬‬

‫‪ - 1‬عوامل فعالية املصدر‪:‬‬

‫وضحنا سابقا أن ادلصدر (ادلرسل) من بُت أىم عناصر العملية االتصالية حيث يعترب احملرك‬

‫األساسي ذلا من خالل حتكمو يف العناصر األخرى لذا يعترب ذماحو مهما يف حتقيق خطوات مهمة يف ذماح‬

‫العملية االتصالية‪ .‬وقد قدم الباحث (‪ )Alkssisse Tan‬ثالث عوامل جتعل ادلصدر مؤثرا يف إقناع‬
‫‪1‬‬
‫اجلماىَت وىي‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Tan. A, Mass Communication Theories and Research Columbus, Gid‬‬
‫‪Publishihg, Inc,Ohio,1981,P 105‬‬

‫‪- 81 -‬‬
‫‪ - 1‬املصداقية‪Credibility :‬‬

‫وتتمثل يف مدى صدق وموضوعية ادلصدر يف صياغة ونقل رسائلو إذل ادلرسل‪ ،‬وكلما أتكد ادلستقبل‬

‫من مصداقية صاحب الرسالة ارتبط بو وزادت قابليتو وإقبالو لتلقي رسائل أخرى‪ ،‬وتعترب فقدان ادلصداقية يف‬

‫نظر ادلستقبل أمرا خطَتا فإذا أخذ ادلرسل انطباعا بعدم مصداقية مصدر معُت‪ ،‬ابتعد عن رسائلو‪ .‬وارتبطت‬

‫تلك الصورة يف ذىن ادلستقبلُت لوقت طويل‪.‬‬


‫‪1‬‬
‫ويعتمد قياس مصداقية ادلرسل إذل عنصرين أساسيُت وشما‪:‬‬

‫اخلربة ‪ :‬ويقصد هبا ادلدى الذي يتم فيو رؤية ادلصدر كخبَت يدرك اإلجاابت الصحيحة‪ ،‬ويعتمد اكتساب‬

‫ادلصدر للخربة على التدريب‪ ،‬التجرب‪ ،‬الذكاء‪ ،‬االذماز ادلهٍت‪...،‬‬

‫زايدة الثقة يف القائم ابالتصال‪ ،‬وتبٌت تلك الثقة من خالل احلرص على تقدمي ادلعلومة الصحيحة دون حتيز‬

‫جلهة أو فكرة أو رأي‪.‬‬

‫‪ - 2‬اجلاذبية‪Attractiveness :‬‬

‫يقصد هبا مدى قرب ادلرسل من اجلمهور من النواحي النفسية‪ ،‬واالجتماعية واإلديولوجية‪ ،‬إذ أننا‬

‫رمب ادلرسل الذي يساعدان على التخلص من القلق والتوتر وعدم األمان‪ ،‬كما ننجذب إذل األشخاص‬

‫الذين يشبهوننا يف اخلصائص الدظموغرافية‪ ،‬النفسية‪ ،‬االجتماعية‪ ،‬العقائدية‪ ،‬الفكرية‪ ...‬وىذا ما يفسر‬

‫اإلقبال على الرسائل االتصالية للمراىقُت من مراىق مثلهم أو ادلدمنُت من قائم ابالتصال يشعر مبعاانهتم‬

‫وقد يكون عاش اإلدمان سابقا‪.‬‬

‫‪ - 1‬دمحم عبد احلميد‪ ،‬نظرايت اإلعالم واجتاىات التأثَت‪ ،‬عادل الكتب‪ ،‬القاىرة‪ ،‬مصر‪ ،‬ط‪ ،2222 ،2‬ص ‪.66‬‬

‫‪- 82 -‬‬
‫‪ - 3‬قوة املصدر (النفوذ) ‪Power :‬‬

‫ادلصدر النافذ أو يف موقع السلطة ظمكنو تقدمي الثواب والعقاب‪ ،‬وابلتارل االستجابة لرسائلو تكون‬

‫ابإلذعان لتلك القوة والسلطة من طرف ادلتلقُت‪ .‬كما ظمكن أن تكون االستجابة نتيجة لطبيعة ادلعلومات‬

‫ادلقدمة فتكون دقيقة وحصرية نتيجة لتواجده أو ارتباطو بصناع القرار‪.‬‬

‫واعتمادا على العناصر الثالث راجع الباحث (الكسيس اتن) دراسات تتعلق بفعالية ادلصدر توصل إذل‬
‫‪1‬‬
‫استنتاجات مهمة رأينا ضرورة لعرضها ومناقشتها نظرا لألشمية اليت تكتسيها‪:‬‬

‫‪ -‬تؤدي ادلصدا قية العالية للمصدر إذل تغيَت فوري لدى ادلتلقي أسرع من ادلصادر ذات ادلصداقية ادلنخفضة‬

‫‪ -‬ال تؤثر مصداقية ادلصدر على تذكر الرسالة وإن كان تقييم الرسالة يتم من ذوي ادلصداقية ادلرتفعة بشكل‬

‫أفضل من ذوي ادلصداقية ادلنخفضة ‪.‬‬

‫‪ -‬ادلوافقة على رسائل ادلصدر ذي ادلصداقية ادلنخفضة ال تزداد مبرور الوقت‪.‬‬

‫‪ -‬ادلصادر ادلتحيزة يف الغالب أقل أتثَتا من ادلصادر غَت ادلتحيزة لكنها تكون أكثر فاعلية يف تعزيز اآلراء‬

‫وكذلك إذا كان ادلصدر جذااب وذا نفوذ ‪.‬‬

‫‪ -‬ادلصادر اجلذابة غالبا ما تكون أشذ أتثَتا من ادلصادر اجلذابة وتتمثل اجلاذبية يف الشكل او اجلاذبية‬

‫الود‪.‬‬
‫اجلسدية والشبو واأللفة و ّ‬
‫‪ -‬القائم ابالتصال يكون أكثر إقناعا عندما يعد ادلتلقُت ابلثواب أو ادلكافأة أكثر دما إذا وعد ابلتهديد أو‬

‫العقاب‪.‬‬

‫‪ - 1‬حسن عماد مكاوي‪ ،‬ليلى حسُت السيد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.54‬‬

‫‪- 83 -‬‬
‫تؤثر الرسالة ومصداقية ادلصدر على اإلقناع ويظهر االختالف للتأثَت اإلقناعي بُت ادلصداقية العالية‬

‫وا دلصداقية ادلنخفضة عندما يكون ىناك تدعيم ضعيف الستنتاجات الرسالة ‪.‬‬

‫‪ -‬مصداقية ادلصدر ذلا أتثَت أكرب من جاذبيتها ورمن نتأثر أكثر إذا كان ادلصدر خبَتا من كونو صديقا لنا‪.‬‬

‫ىي إذن مجلة من االستنتاجات اليت توصل إليها اتن يف مقارنتو بُت العوامل ادلساشمة يف مصداقية‬

‫ادلصدر وفقا لدراسات ختتلف يف سياقاهتا االجتماعية وادلعرفية على سياقاتنا‪ ،‬غَت أننا نراىا مهمة ومنطقية‬

‫جدا وظمكننا مقاربة مصداقية مصادران ابلنتائج اليت توصل إليها‪.‬‬

‫‪ - 2‬عوامل فعالية الرسالة االتصالية‪:‬‬

‫تعترب الرسالة نتاجا للمرسل‪ ،‬وتقييم ادلرسل والنظر يف مدى ذماحو مرتبط مبستوى الرسالة اليت‬

‫يصدرىا‪ .‬حيث يتطلب مراعاة سهولة استعاهبا من طرف ادلتلقُت‪ ،‬وقد حدد (جورج كلَت) مخس متغَتات‬
‫‪1‬‬
‫أسلوبية صمب مراعاهتا يف صياغة الرسالة االتصالية وىي‪:‬‬

‫‪ -‬اإلنقرائية (قابلة للقراءة)‪ ،‬أو انسماعية (قابلة لالستماع)‪ :‬حبيث حتوي الرسالة كلمات سهلة بسيطة‪،‬‬

‫وعبارات قصَتة‪ ،‬خاصة يف الرسائل اجلماىَتية أين تكون اجلماىَت غَت متجانسة‪.‬‬

‫‪ -‬أن تتضمن الرسالة اىتمامات ادلتلقي ومصاحلو‪ :‬فالرسالة اليت حتقق ما ضمتاجو اجلمهور يهتم هبا ويتجاوب‬

‫معها وتلقى استجابة كبَتة من قبلو‪.‬‬

‫‪ -‬جتنب تكرار ادلفردات والتنويع من م فرداهتا فاللغة ثرية مبفردات كثَتة معربة عن نفس ادلعٌت‪.‬‬

‫‪ -‬الواقعية‪ :‬من خالل التعبَت عن الوقائع وجتنب استخدام التجريد‪.‬‬

‫‪ - 1‬ادلرجع السابق‪ ،‬ص ‪.55‬‬

‫‪- 84 -‬‬
‫‪ -‬القابلية لالختبار من قبل ادلستقبلُت‪ :‬بفضل اعتمادىا على معطيات ظمكن اختبارىا يف الواقع والتأكد من‬

‫صدق الرسالة‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫كما وقد حدد الباحثُت متغَتا ت مرتبطة ابالستماالت ادلستخدمة يف الرسائل وىي على النحو اآليت‪:‬‬

‫‪ - 1‬االستمالة العاطفية‪ :‬وتشمل إصماد مشاعر مالئمة لدى ادلتلقي من خالل خماطبة القيم والعواطف‪ ،‬أو‬

‫من خالل وضعو يف جو سعيد عند استقبال الرسالة‪ ،‬ومثال استعمال ىذه االستمالة يف الالفتات ادلرورية‬

‫لل مساشمة يف التقليل من حوادث ادلرور ذمد مثال عبارات‪" :‬ال تسرع عائلتك يف انتظارك‪ ".‬حيث مت استمالة‬

‫ادلستقبل من خالل استثارة عاطفة االنتماء للعائلة لديو‪.‬‬

‫‪ - 2‬االستمالة العقلية‪ :‬وىى تستخدم ادلنطق والشواىد التجريبية لتأكيد الرسالة‪ .‬وذلك من خالل‬

‫االحصائيات واألرقا م مثال‪ ،‬خاصة عند خماطبة النخبة‪ ،‬والفرق واضح بُت العبارتُت اآلتُت‪:‬‬

‫"شهدت نسبة االنتحار أرقام مذىلة خالل السداسي األول من السنة احلالية" و "يتم تسجيل حالة انتحار‬

‫واحدة من بُت ‪ 122‬نسمة (مثال) خالل السداسي األوذل من ىذه السنة‪".‬‬

‫‪ - 3‬استمالة التخويف‪ :‬وىى ختاطب غريزة اخلوف عند ادلتلقي‪ .‬حيث ذمد استعماذلا واسعا يف الرسائل‬

‫التحسيسية ضد أمراض معينة أو حوادث منزلية‪ ،‬أو غَتىا‪ .‬والغرض منها استجابة ادلستقبلُت للرسالة من‬

‫أجل احلد من ادلشكل حمل ادلعاجلة‪ .‬وينصح علماء االتصال اللجوء إذل ىذه االستمالة يف حاالت حمدودة‬

‫وبعد استنفاذ العمل ابالستمالتُت السابقتُت‪.‬‬

‫‪ - 1‬ادلرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.56‬‬

‫‪- 85 -‬‬
‫‪ - 3‬عوامل فعالية الوسيلة‪:‬‬

‫لعل من أىم ما يشغل ادلتلقي اختيار الوسيلة ادلناسبة لبث رسائلو وماىي الوسيلة األكثر أتثَتا من‬

‫غَتىا يف تغيَت اجتاىات ادلتلقُت‪ .‬حيث يلخص لنا يف ىذا الصدد (‪ )Tan‬بعض نتائج الدراسات حول‬
‫‪1‬‬
‫فعالية الوسائل اإلعالمية يف التأثَت وىي‪:‬‬

‫االجتاىات‪ ،‬يتبعها الوسائل‬


‫‪-‬الوسائل احلية ادلسموعة وادلرئية تكون عموما أكثر الوسائل فعاليّة يف تغيَت ّ‬

‫الشفويّة (ادلسموعة)‪ ،‬مثّ الوسائل ادلكتوبة (ادلقروءة)‪.‬‬


‫ّ‬
‫‪-‬تكون الرسائل ادلكتوبة أسهل يف التعلم والتّذ ّكر من الرسائل ادلسجلة صوتيا‪ ،‬أو ابلصوت والصورة‪،‬‬

‫وخصوصا إذا كانت الرسائل معقدة‪ ،‬وإذا قيس التذكر بعد تقدمي الرسالة‪.‬‬

‫‪ -‬يتفاعل شكل االتصال مع درجة تعقيد الرسالة يف حتديد تغَت االجتاىات من عند ادلتلقُت‪ ،‬وتكون ادلواد‬

‫الصورة‪ ،‬وذلك عندما تكون‬


‫ابلصوت و ّ‬
‫ادلسجلة صوتيّا أو ّ‬
‫الجتاىات من ادلواد ّ‬
‫ادلكتوبة أكثر فعاليّة يف تغيَت ا ّ‬

‫الرسائل ادلكتوبة‪.‬‬
‫الرسالة سهلة فإن أشرطة الفيديو تكون أكثر فعاليّة من ّ‬
‫الرسالة صعبة‪ .‬أما عندما تكون ّ‬
‫ّ‬
‫الرسائل ادلكتوبة تكون أفضل من القدرة على فهم‬
‫الرسالة صعبة فإ ّن قدرة ادلتل ّقُت على فهم ّ‬
‫‪-‬عندما تكون ّ‬
‫الرسائل ادلسموعة أو ادلرئيّة‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪-‬يتفاعل شكل االتّصال مع درجة مصداقيّة ادلصدر يف حتديد تغيَت اجتاىات ادلتل ّقُت‪ ،‬وعند استخدام‬

‫االجتاىات من استخدام الراديو أو ادلواد ادلطبوعة‪.‬‬


‫التّلفزيون الثّقة ابدلصادر أكثر فعاليّة يف تغيَت ّ‬

‫‪-‬يتفاعل ادلتلقي مع التّلفزيون أكثر من تفاعلو مع الراديو‪ ،‬ويتفاعل مع الراديو أكثر من ادلواد ادلطبوعة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Tan. A, Ibid, P 110‬‬

‫‪- 86 -‬‬
‫‪ - 4‬عوامل فعالية املتلقي‪:‬‬

‫يشكل ادلتلقي احللقة األساسية يف العملية االتصالية‪ ،‬وذماحها مرتبط مبدى استجابة ادلتلقي‬

‫لالتصال استجابة تظهر يف سلوكياتو وحتقق اذلدف ادلرجو من ال عملية‪ .‬غَت أنو وبعدما كان ادلتلقي العنصر‬

‫األخَت يف احللقة االتصالية أصبح ىو األول يف البحوث االتصالية احلديثة حيث يتطلب من مرسل الرسالة‬

‫ومصممها إجراء دراسات للجمهور ادلستهدف قبل البدء أصال يف تصميم الرسالة‪ ،‬أي معرفة من زماطب‬

‫معرفة دقيقة حىت نقدم لو الرسالة األنسب‪.‬‬

‫وتشمل ىذه الدراسات ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬الدراسات النفسية‪ :‬وتتمثل يف معرفة الدوافع التأثَتية‪ ،‬وادلعرفية‪ ،‬احلالة ادلزاجية‪ ،‬احلاجة إذل النشاط‪،‬‬

‫الذكاء‪ ،‬الثقة ابلنفس‪...،‬‬

‫‪ -‬الدراسات االجتماعية‪ :‬وتشمل معرفة ادلكانة االجتماعية للمتلقي ومدى ارتباطو ابألسرة واجملتمع‪ ،‬ومعرفة‬

‫حدود تفاعلو مع اآلخرين من اجلماعة االجتماعية اليت ينتمي إليها‪.‬‬

‫‪ -‬الدراسات الدظموغرافية ‪ :‬وتشمل معرفة السن‪ ،‬اجلنس‪ ،‬الدخل ‪ ،‬الوضع االجتماعي‪ ،‬االنتماء العرقي‬

‫والديٍت‪.‬‬

‫وبناء على نتائج ىذه الدراسات يصيغ ادلرسل رسالتو ليضمن جانبا كبَتا من االستجابة والتأثَت‪ .‬كما قد‬

‫تتدخل بعض ادلتغَتات لتحول دون ذلك فاالتصال عملية معقدة كما أشران إذل ذلك مسبقا‪ .‬ومن ىذا‬

‫ادلنطلق وصلت بعد الدراسات اإلعالمية إذل نتائج مهمة نوردىا فيما يلي‪:‬‬

‫‪- 87 -‬‬
‫ابلضرورة أن يتجنب الناس ادلعلومات اليت تناقض آرائهم واختياراهتم وسلوكهم‪ .‬فهناك العديد من‬
‫‪-‬ليس ّ‬
‫الرسائل ذات التأثَت ادلهم يف حتديد انتباه اجلمهور‪ .‬كأن حتمل الرسالة إاثبة للملتقي‪ ،‬أو تلغي‬
‫خصائص ّ‬
‫الرسالة ال ظمكن جتنبها‪.‬‬
‫إزعاجا حمتمال يصدر من معلومات متناقضة دلا لديو‪ ،‬فإن مثل ىذه ّ‬
‫‪-‬اإلدراك غالبا ما يكون ذاتيّا‪ ،‬فنحن لدينا اجتاه لتنظيم ظروفنا‪ ،‬حىت عندما تكون ادلعلومات ادلالئمة غَت‬

‫نتصور األشياء ابعتبارىا حت ّقق لنا ىدفا فوراي‪ ،‬ولتحقيق حاجة‪ ،‬أو تدعيم موقف‬
‫متاحة‪ ،‬ورمن غالبا ما ّ‬
‫عقلي أو قيمة ثقافيّة‪.‬‬

‫للرسائل ادلعارضة آلرائهم‪.‬‬ ‫‪-‬ىناك دالئل على أّن ادلتلقُت يعَتون انتباىا ّ‬
‫للرسائل التّدعيميّة أكثر من ميلهم ّ‬
‫الرسائل للتّقليل‬
‫الرسائل ذات الطّبيعة اخلالفيّة مع ادلتل ّقُت‪ ،‬يقوم بتعديل ّ‬
‫‪-‬لكي ضم ّقق القائم ابالتّصال ذماح ّ‬
‫تطرف اجلمهور‪ ،‬وأتكيد أوجو التّشابو بُت أفراده‪ .‬وتتيح ىذه االسًتاتيجيّة قبول‬
‫من االختالفات بُت ّ‬
‫للرسائل"‪.‬‬
‫اجلمهور ّ‬
‫تبُت ىذه النتائج بعض ما ذىبنا إليو من ضرورة معرفة القائمُت ابالتصال خلصائص اجلمهور‬

‫ادلستهدف وبعض االجتهادات اليت توصلت إليو الدراسات يف سبيل اقناع ادلتلقُت برسائل ضرورية توصيلها‬

‫ذلم وان اختلفت مع ما يرغبون تلقيو‪ .‬وال يتأتى للمرسل ذلك إال مبعرفة نوع اجلمهور معرفة دقيقة كما وقد‬
‫‪1‬‬
‫قدم صنف "دينيس ىوويت" اجلمهور إذل نوعُت رئيسيُّت شما‪:‬‬

‫‪-‬اجلمهور العنيد‪ :‬وىو اجلمهور الّذي ال يستس لم دتاما لوسائل اإلعالم اليت تسعى إذل تغيَت آراءه ومواقفو‬

‫السيطرة عليو‪ .‬فيفًتض ىنا أن وسائل اإلعالم ليس ذلا ّقوة إقناعيو كبَتة لتغيَت عقول النّاس‪،‬‬
‫واجتاىاتو و ّ‬

‫‪1‬‬
‫‪- Dennis Howitt , The Media Society : Evidence about Mass Communication in‬‬
‫‪America, Brown Company , Dubuque, Iowa 1978, P 21‬‬

‫‪- 88 -‬‬
‫وذلك بسبب عوامل االنتقائيّة تؤثر على فعالية وسائل االتّصال وتتمثّل يف‪ :‬التعرض االنتقائي‪ ،‬واإلدراك‬

‫االنتقائي‪ ،‬والتذكر االنتقائي‪ .‬ومثال ذلك اجلمهور النخبوي من طلبة‪ ،‬مثقفُت‪ ،‬أكادظميُت‪...،‬اخل‬

‫احلساس‪ :‬حيث يرى أن وسائل اإلعالم ال تؤثر يف كل فرد‪ ،‬وإسما ىناك بعض األفراد الذين‬
‫‪-‬اجلمهور ّ‬
‫الشخصيّة‪ ،‬إذ أنو ال توجد دالئل‬
‫يتأثرون بوسائل اإلعالم أكثر من غَتىم‪ ،‬وىذا ليس انبعا من خصائصهم ّ‬
‫لكن األمر يتعلّق‬
‫ابلرسائل االتصالية‪ .‬و ّ‬
‫قوية‪ ،‬تؤّكد الفكرة أبن بعض األشخاص أكثر اقتناعا من غَتىم ّ‬
‫الشباب‬
‫أبفراد أكثر حساسيّة يفًتض فيهم أن يكونوا حباجة أكثر إذل احلماية مثل‪ :‬األطفال وادلراىقُت و ّ‬
‫السن‪...‬اخل‬
‫والنّساء وكبار ّ‬
‫كما يضيف الباحث (صاحل أبو أصبع) يف كتابو االتصال واإلعالم يف اجملتمعات ادلعاصرة نوعا اثلثا من‬

‫اجلمهور مساه بـ "اجل مهور الالمبارل" وىو اجلمهور الذي ال يقف موقفا رافضا مثل‪ :‬اجلمهور العنيد‪ ،‬وال‬

‫احلساس‪ ،‬ولكنو يتعامل مع الرسائل اإلعالمية إبشمال اتم وال مباالة‪ ،‬وىو مجهور غَت‬
‫موافقا مثل‪ :‬اجلمهور ّ‬
‫احلساس‬
‫الرسالة ولكنّو ال يستجيب ذلا‪ ،‬واجلمهور ّ‬
‫يهمو ّ‬
‫معٍت ابلرسالة على عكس اجلمهور العنيد الّذي ّ‬
‫الّذي يتأثّر بسهولة أكرب بوسائل اإلعالم‪.‬‬

‫‪- 89 -‬‬
‫أنواع اجلمهور ادلتلقي‬

‫اجلمهور العنيد‬ ‫اجلمهور احلساس‬


‫اجلمهور الالمبارل‬

‫الشكل (‪ :)55‬يوضح أنواع اجلمهور حسب الدراسات االتصالية‬

‫من خالل ما تقدم ظمكننا القول أن عوامل ذماح العملية االتصالية مرتبطة بعوامل النجاح ادلتعلقة‬

‫بكل عنصر من عناصر االتصال‪ ،‬حيث أوردان تلك العوامل ابلشرح والتفسَت والتحليل ووفقا لنتائج‬

‫دراسات اإلعالم ية االتصالية خمتلفة قاربت الظاىرة االتصالية يف سياقات تلك سياقات اجتماعية وثقافية‬

‫واترطمية معينة‪ ،‬ومبا أن االتصال مرتبط ابإلنسان وىو كائن معقد يف تركيباتو االجتماعية والنفسية فقد تكون‬

‫ىناك حمددات أخرى لفعالية طرف من أطراف العملية االتصالية ظمكن أن تتوصل إليها الدراسات مستقبال‪.‬‬

‫‪- 90 -‬‬

You might also like