Professional Documents
Culture Documents
المحاضرة الأولى
المحاضرة الأولى
املحاضرة األولى
يتيح لنا أن ننظر إلى السؤال الثاني أوال .إذا كان البحث يتألف فقط من النظريات ،فإنه يفتقر إلى اإلشارة إلى العالم الخيالي.
لن يكون للباحثين أي صفة للدخول إلى امليدان وإجراء املقابالت مع األشخاص أو تحليل املصادر .إذا كان البحث ً
مؤلفا
ً
فقط من اإلنشاءات في تصورات الباحثين ،فسيكون فارغا من املحتوى؛ وسيكون غير قادر على التحقق من صحتها أو
اختبارها بأي شكل من األشكال .أي قطعة من املضاربة يجب أن تعتبر جيدة مثل غيرها.
لكن اآلن دعنا نلقي نظرة على السؤال األول .إذا كان البحث يتألف فقط من جمع البيانات ،فإنه سيفتقر إلى كل الترتيب
والحس .إذا كان البحث يتألف فقط من أكوام من املعلومات ،فإنه لن يكون أكثر من مجموعة من البيانات الفوضوية ،من
املستحيل فك تشفيرها أو تقييمها أو تطبيقها على أي غرض ذي معنى .سيكون عديم الفائدة وال طائل من ورائه.
يمكننا أن نستنتج من هذا أن النظرية مستحيلة من دون "املالحظة التجريبية ،وباملثل فإن املالحظة التجريبية
مستحيلة بدون نظرية" .إلعادة صياغة قول مشهور في عصر " الفلسفة التنويرية للفيلسوف ايمانويل كانط Immanuel
Kantفي القرن الثامن عشر ،يمكننا القول أن النظريات بدون االستعانة بالبيانات امليدانية تعتبر فارغة .ومن جهة أخرى،
البيانات امليدانية بدون إستناد نظري تعتبر عمياء ،وفي هذا يقول كانط( :املفاهيم بدون تصورات فهي فارغة؛ التصورات
بدون مفاهيم فهي عمياء).
مفهوم النظرية االجتماعية :يمكن تعريف النظرية االجتماعية على أنها دراسة الطرق العلمية للتفكير في الحياة
االجتماعية .فهي تشمل الدراسة العلمية لألفكار حول كيفية تغير املجتمعات وتطورها وتشمل أساليب تفسير السلوك
االجتماعي ،السلطة والبنية االجتماعية ،الثورات والطبقية الجنس ،والعرق ،الحداثة والحضارة ...،والعديد من املفاهيم
واملشاكل املرتبطة بالحياة االجتماعية.
يتناول هذا التعريف بعض األسئلة الرئيسية التي تنشأ عندما نبدأ التفكير في فكرة "علم املجتمع" التي نبدأ بها مناقشة
معنى كلمة نظرية وتأثيراتها املختلفة على املنهج في البحث االجتماعي .وتطرح ً
أيضا أسئلة حول عالقة النظرية االجتماعية
بـ الحس املشترك ،ودور الحقائق ،القيم واملوضوعية في البحث االجتماعي ،وحول عالقة علم االجتماع بالتخصصات
مقياس نظريات االتصال االجتماعي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ السنة األولى ماسترعلم اجتماع االتصال
األخرى في العلوم االنسانية واالجتماعية ،مثل السياسية ،علم النفس ،علم األنتروبولوجيا ،علم االتصال ،التاريخ
والفلسفة.
هناك تعريف أخر للنظرية االجتماعية باعتبارها افتراض أو تخمين يهدف إلى شرح و/أو تحليل الواقع االجتماعي من منظور
سوسيولوجي ،وذلك برسم الروابط بين املفاهيم الفردية من أجل تنظيم املعرفة االجتماعية وإثباتها .ومن ثم ،فإن هذه
ّ
املعرفة تتكون من أطر ومنهجية نظرية معقدة .شرح بعض هذه النظريات االجتماعية جوانب من العالم االجتماعي وتمكن
من التنبؤ باألحداث املستقبلية ،بينما يعمل البعض اآلخر منها كمنظورات واسعة توجه املزيد من التحليالت للواقع
االجتماعي.
ما هو البراديغم؟
ً
أساسيا ملعنى البراديغم .فقال" :يستخدم البراديغم لوصف ً
تعريفا قدم مؤرخ العلوم توماس كوهن ()Thomas Kuhn
مجموعة من املفاهيم في إطار فرع من فروع املعرفة وفي أي وقت من األوقات ".فهو فلسفة العلم ،أو مجموعة من املفاهيم
أو أنماط التفكير بما في ذلك النظريات واألبحاث واملعايير للمساهمة في مجال العلوم أو الفلسفة .وعادة ما يكون البراديغم
وراء النظريات ما يسمح للعالم بالنظر إلى الوضع والتحقيق في النظرية من كل زاوية .كما يوفر البراديغم النموذج أو النمط
للمجتمع الذي يحقق ويستقص ي في نظرياته .ويبين ما يجب مراعاته ،وكيف ينبغي إجراء املالحظة ويبدأ النظرية األساسية.
كما يساعد البراديغم على توضيح كيفية إجراء التجارب وما هي أفضل املعدات التي يمكن استخدامها في مختلف الحاالت.
كما أنه بمثابة دليل لتفسير النتائج.
ً
الفرق بين البراديغم والنظرية :يسير البراديعم والنظرية جنبا إلى جنب لشرح مفاهيم العلوم املختلفة ومساعدة
األكاديميين في عملهم على تحديد طبيعة الظواهر املختلفة .إذ تشرح النظرية الظواهر ً
بناء على معايير معينة بينما يوفر
البراديغم الخلفية أو اإلطار الذي يسمح باختبار وقياس النظرية .فالبراديغم يمكن أن يكون له عدد من النظريات في إطاره،
ويعمل كنقطة مرجعية لهذه النظريات .فنجد أن هذان املفهومان يعمالن مع بعضهما البعض ولكنهما يختلفان .كما يمثالن
العمود الفقري للعلوم املختلفة وخاصة منها العلوم االجتماعية من أجل تفسير نظام الحياة اليومية لألفراد والجماعات
ومساعدتهم في فهم معنى بيئتهم التي ينتمون اليها.
ما معنى االتصال :إن العملية االتصالية بين البشر عملية أساسية نحس بها ونفهم من خاللها بيئتنا ويتأتى تبعا لذلك ان
نكون قادرين على التعامل معها ،أي تؤثر فينا او تتأثر بهما ،وليس ثمة سبيل الى هذا التأثر اال عن طريق هذه العملية
األساسية (االتصال)communication ،
لقد وضعت عدة مفاهيم لالتصال كل منها يؤكد على جانب او اخر له أهمية في تحقيق عملية االتصال ،ومن تخصص الى
اخر تبعا لالهداف التي يسعى العلم الى تحقيقها ،غير أن كل املفاهيم تؤكد على أن االتصال عملية حيوية لإلنسان
واملجتمع ،ويمكن عرض بعض هذه املفاهيم من خالل السياق املعرفي لبعض التخصصات العلمية نورد منها ما يلي:
مقياس نظريات االتصال االجتماعي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ السنة األولى ماسترعلم اجتماع االتصال
مفهومه في علم االجتماع :االتصال ليس مفهوما حديثا في علم االجماع ،فقد استخدمه علماء االجتماع االوائل وخاصة
تشارلز كولي وجون ديوي وكانوا يركزون على انه "عملية اجتماعية تنتقل بها األفكار واملعلومات بين الناس" ،كما م تعريفه
على انه "عملية تفاعل بين طرفين وضرورة من ضروريات استمرارية الحياة االجتماعية لتحقيق التكامل االجتماعي" ..يرتكز
هذا التعريف على عنصرين هما (تحقيق التفاعل والتكامل االجتماعي).
في حين هناك تعريف يشتمل على عناصر عديدة توضح عملية االتصال في اطار الفكر االجتماعي مفاده أن االتصال هو
عملية اشتراك ومشاركة في املعنى من خالل التفاعل الرمزي تتميز باالنتشار في املكان والزمان فضال عن استمراريتها وقابليتها
للتنبؤ.
مفهومه في علم النفس :يعد علم النفس أحد اهم الراوفد الفكرية التي تعتمد عليها الدراسات االتصالية ،وقد ورد مفهوم
االتصال في الحقل بأنه "عملية نقل انطباع او تاثير من منطقة الى أخرى ،ايمن فرد الى اخر او من بيئة الى الفرد وذلك من
خالل عدة أساليب جوهرها الكالم واستخدام الحواس التي تشعر االخرين باالهتمام"
كما يؤكد دفلور ،Defleurفي تعريفه لالتصال على انه "عملية عصبية حيوية يتم فيها تسجيل معاني ورموز معينة في ذاكرة
االفراد ،يتم من خاللها اكتساب معاني ورموز التعليم"
مفهومه في االعالم واالتصال :يعرف بأنه "يبث الرسائل التي تتسم بالواقعية -االحداث اليومية -او الخيالية -القصص
والروايات -بموضوعات معينة على أعداد كبيرة من الناس مختلفين فيما بينهم في النواحي االجتماعية ،الثقافية ،السياسية
وحتى االقتصادية ..ويوجدون في مناطق مختلفة"
قبل التعرض لنظريات االتصال من الضروري ان نلقي الضوء على الفعل االتصالي والعالقة االتصالية ،باعتبار
النظريات االتصالية تهتم بتفسير وتحديد اتجاه الفعل االتصالي والعالقات االتصالية.
وفي هذا يشير ماكويل McQuailانه من الصعوبة اختيار نموذج فردي مناسب ليمثل او يصور عملية االتصال االجتماعي،
وهذه الصعوبة لم تنشأ من االختالف على الحقائق ،او على مدى اختالف العناصر التي يجب ان تأخذ في االعتبار في الفعل
االتصالي ،ولكن هذه الصعوبة تنشأ من التنوع الكبير للوقائع واالحداث االجتماعية ،باإلضافة الى املفاهيم واألفكار املتباينة
في العالقة االتصالية ،وال شك ان اآلراء العلمية للظواهر االجتماعية تعتبر اراء انتقائية ،ولذلك فان اختالف الرؤى او
املنظورات التي ينظر من خاللها العالم الى الظواهر والوقائع تؤدي الى اختالف الكتابات واختالف اآلراء املعرفية التي يتبناها
حولها.
وبذلك انقسمت املواقف املعرفية بين اإليجابية والسلبية ،وسوف نتبينهما من خالل عرض بعض النظريات والنماذج
النظرية الواردة في علم االجتماع وعلم النفس التي تتعلق باالتصال.