You are on page 1of 69

‫الدليل‬

‫ﷺ‬ ‫في شمائل الرسول‬

‫إعداد‬
‫عبد العزيز بن عبد الله الحسين‬
‫الدليل‬
‫ﷺ‬ ‫في شمائل الرسول‬

‫إعداد‬
‫عبد العزيز بن عبد الله الحسين‬
‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬

‫ح مؤسسة رواد العلم الوقفية ‪1440 ،‬هـ‬


‫فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية أثناء النشر‬
‫الحسين ‪ ،‬عبد العزيز عبد اهلل‬
‫الدليل يف شمائل الرسول‪/ .‬عبد العزيز عبداهلل الحسين ‪ -‬ط‪ .4‬‬ ‫ ‬
‫‪-‬الرياض‪1440 ،‬هـ‬ ‫ ‬
‫‪ 67‬ص؛ ‪21×21‬سم‬ ‫ ‬
‫ردمك‪978-603-02-8043-8 :‬‬ ‫ ‬

‫ﭽﮬﮭﮮﮯﮰﮱ‬ ‫‪-1‬السيرة النبوية ‪ -2‬الشمائل المحمدية أ‪ .‬العنوان‬ ‫ ‬


‫ﯓﯔﯕﯖﯗﯘ‬ ‫‪1440/1151‬‬ ‫ ‬ ‫ديوي ‪239‬‬ ‫ ‬
‫ﯙ ﯚﭼ [التوبة‪.]128 :‬‬
‫‪ ( :‬ما كان �أحد �أحب إ� َّ‬
‫يل‬ ‫قال عمرو بن العا�ص‬ ‫رقم الإيداع‪1440/1151 :‬‬
‫عيني منه‪ ،‬وما كنت �أطيق‬
‫من ر�سول اهلل وال �أجل يف ّ‬
‫�أن �أملأ عيني منه �إجال ًال له‪ ،‬ولو �سئلت �أن �أ�صفه ما‬ ‫ردمك‪978-603-02-8043-8 :‬‬ ‫ ‬
‫�أطقت؛لأين مل �أكن �أملأ عيني منه ) �أخرجه م�سلم‪.‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬

‫ح مؤسسة رواد العلم الوقفية ‪1440 ،‬هـ‬


‫فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية أثناء النشر‬
‫الحسين ‪ ،‬عبد العزيز عبد اهلل‬
‫الدليل يف شمائل الرسول‪/ .‬عبد العزيز عبداهلل الحسين ‪ -‬ط‪ .4‬‬ ‫ ‬
‫‪-‬الرياض‪1440 ،‬هـ‬ ‫ ‬
‫‪ 67‬ص؛ ‪21×21‬سم‬ ‫ ‬
‫ردمك‪978-603-02-8043-8 :‬‬ ‫ ‬

‫ﭽﮬﮭﮮﮯﮰﮱ‬ ‫‪-1‬السيرة النبوية ‪ -2‬الشمائل المحمدية أ‪ .‬العنوان‬ ‫ ‬


‫ﯓﯔﯕﯖﯗﯘ‬ ‫‪1440/1151‬‬ ‫ ‬ ‫ديوي ‪239‬‬ ‫ ‬
‫ﯙ ﯚﭼ [التوبة‪.]128 :‬‬
‫‪ ( :‬ما كان �أحد �أحب إ� َّ‬
‫يل‬ ‫قال عمرو بن العا�ص‬ ‫رقم الإيداع‪1440/1151 :‬‬
‫عيني منه‪ ،‬وما كنت �أطيق‬
‫من ر�سول اهلل وال �أجل يف ّ‬
‫�أن �أملأ عيني منه �إجال ًال له‪ ،‬ولو �سئلت �أن �أ�صفه ما‬ ‫ردمك‪978-603-02-8043-8 :‬‬ ‫ ‬
‫�أطقت؛لأين مل �أكن �أملأ عيني منه ) �أخرجه م�سلم‪.‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬

‫هكذا قالوا عن محمد‬


‫‪ -‬يجب �أن ي�س ّمى حممد منقذ الب�شرية ‪ ،‬ولو توىل �أمر العامل اليوم لوفق‬
‫يف ح ّل م�شكالتنا مبا ي�ؤمن ال�سالم وال�سعادة التي يرنو �إليها الب�شر ‪.‬‬
‫العامل الأيرلندي برنارد �شو‬
‫مع إمام األنبياء‬
‫‪ -‬من ذا الذي يتجا�سر �أن يقارن حممدً ا ب�أي عظيم من عظماء التاريخ ؟ ‪...‬‬
‫نبي بعده وعلى �آله و�صحبه‬
‫احلمد هلل وحده و�صلى اهلل و�سلم على من ال َّ‬ ‫ال�شاعر الفرن�سي داالمارتني‬
‫ومن �سار على �أثره‪�،‬أما بعد‪:‬‬ ‫‪� -‬إن حممدً ا هو الرجل الوحيد يف التاريخ الذي جنح ب�شكل �أ�سمى و�أبرز‬
‫مل يكن ال�ضياء لينطفئ من عيني و�أنا �أ�سرح طرفـي يف م�سجد ر�سول‬ ‫يف امل�ستوى الديني والدنيوي مما خ ّوله �أن يعترب �أعظم �شخ�صية ذات‬
‫اهلل ويف حمرابه الذي طاملا وقف فيه يتلو �آيات القر�آن‪،‬كنت �أت�أمل‬ ‫ت�أثري يف تاريخ الب�شرية‪.‬‬
‫منربه و�أنظر �إىل م�صاله وجمل�سه‪ ،‬ال �أخفي �أنَّ ال�شعور بالوجل كان‬ ‫العامل الأمريكي مايكل هارث‬
‫ينتابني حني كان ال�شوق يدفعني لل�سجود يف م�صلى ر�سول اهلل يف‬ ‫‪ -‬مل يعهد التاريخ م�صلح ًا �أيقظ النفو�س و�أحيا الأخالق ورفع �ش�أن‬
‫رو�ضة من ريا�ض اجلنة‪ ،‬فاملهابة تعم الرو�ضة ال�شريفة والهدوء ي�سود‬ ‫الف�ضيلة يف زمن ق�صري كما فعل نبي الإ�سالم حممد ‪.‬‬
‫�أجواء امل�سجد النبوي ال�شريف‪ ،‬كنت �أ�ستجمع قواي حني كنت �أط ُّل هنا‬ ‫امل�ؤرخ اال�سكتلندي وليام موير‬
‫�أو �أنظر هناك‪،‬مل يكن بيني وبني بيت ر�سول اهلل �سوى خطوات‪ ،‬كم‬
‫متنيت �أن �أطرق بابه و�أنعم بر�ؤيته‪،‬طاملا ا�شتقت للقائه واحلديث معه‪،‬‬ ‫‪� -‬إذا ما قي�ست قيمة الرجال بجليل �أعمالهم ؛ كان حممد من �أعظم‬
‫من عرفهم التاريخ ‪.‬‬
‫خادما عنده من �أ�صغر اخلدم‬‫يا ليتني كنت فردًا من �صحابته �أو ً‬ ‫الطبيب وامل�ؤرخ الفرن�سي غو�ستاف لوبون‬
‫فللح ْو�ض العظيم ظمي‬
‫�أما الف�ؤاد َ‬ ‫جتود بالدمع عيني حني �أذكره‬
‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬

‫هكذا قالوا عن محمد‬


‫‪ -‬يجب �أن ي�س ّمى حممد منقذ الب�شرية ‪ ،‬ولو توىل �أمر العامل اليوم لوفق‬
‫يف ح ّل م�شكالتنا مبا ي�ؤمن ال�سالم وال�سعادة التي يرنو �إليها الب�شر ‪.‬‬
‫العامل الأيرلندي برنارد �شو‬
‫مع إمام األنبياء‬
‫‪ -‬من ذا الذي يتجا�سر �أن يقارن حممدً ا ب�أي عظيم من عظماء التاريخ ؟ ‪...‬‬
‫نبي بعده وعلى �آله و�صحبه‬
‫احلمد هلل وحده و�صلى اهلل و�سلم على من ال َّ‬ ‫ال�شاعر الفرن�سي داالمارتني‬
‫ومن �سار على �أثره‪�،‬أما بعد‪:‬‬ ‫‪� -‬إن حممدً ا هو الرجل الوحيد يف التاريخ الذي جنح ب�شكل �أ�سمى و�أبرز‬
‫مل يكن ال�ضياء لينطفئ من عيني و�أنا �أ�سرح طرفـي يف م�سجد ر�سول‬ ‫يف امل�ستوى الديني والدنيوي مما خ ّوله �أن يعترب �أعظم �شخ�صية ذات‬
‫اهلل ويف حمرابه الذي طاملا وقف فيه يتلو �آيات القر�آن‪،‬كنت �أت�أمل‬ ‫ت�أثري يف تاريخ الب�شرية‪.‬‬
‫منربه و�أنظر �إىل م�صاله وجمل�سه‪ ،‬ال �أخفي �أنَّ ال�شعور بالوجل كان‬ ‫العامل الأمريكي مايكل هارث‬
‫ينتابني حني كان ال�شوق يدفعني لل�سجود يف م�صلى ر�سول اهلل يف‬ ‫‪ -‬مل يعهد التاريخ م�صلح ًا �أيقظ النفو�س و�أحيا الأخالق ورفع �ش�أن‬
‫رو�ضة من ريا�ض اجلنة‪ ،‬فاملهابة تعم الرو�ضة ال�شريفة والهدوء ي�سود‬ ‫الف�ضيلة يف زمن ق�صري كما فعل نبي الإ�سالم حممد ‪.‬‬
‫�أجواء امل�سجد النبوي ال�شريف‪ ،‬كنت �أ�ستجمع قواي حني كنت �أط ُّل هنا‬ ‫امل�ؤرخ اال�سكتلندي وليام موير‬
‫�أو �أنظر هناك‪،‬مل يكن بيني وبني بيت ر�سول اهلل �سوى خطوات‪ ،‬كم‬
‫متنيت �أن �أطرق بابه و�أنعم بر�ؤيته‪،‬طاملا ا�شتقت للقائه واحلديث معه‪،‬‬ ‫‪� -‬إذا ما قي�ست قيمة الرجال بجليل �أعمالهم ؛ كان حممد من �أعظم‬
‫من عرفهم التاريخ ‪.‬‬
‫خادما عنده من �أ�صغر اخلدم‬‫يا ليتني كنت فردًا من �صحابته �أو ً‬ ‫الطبيب وامل�ؤرخ الفرن�سي غو�ستاف لوبون‬
‫فللح ْو�ض العظيم ظمي‬
‫�أما الف�ؤاد َ‬ ‫جتود بالدمع عيني حني �أذكره‬
‫�أ‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬
‫مل يفارقني خياله يوم كنت �أجوب �أنحاء املدينة وك�أين يف موكبه وبني‬
‫اسمه ونسبه‬
‫هو حممد بن عبد اهلل بن عبد املطلب بن ها�شم‪،‬‬ ‫�أ�صحابه‪ ،‬ا�ستن�شقت ن�سيم الأن�س حني �أخذت تن�ساب يف ذاكرتي �أيامه‬
‫العطرة ولياليه الزاهرة حتى غرقت ب�سيل املواقف والذكريات‪.‬‬
‫وها�شم من قبيلة قري�ش‪ ،‬وقري�ش من العرب‪،‬‬
‫ومن هنا ‪ ..‬من البقاع الطيبة ومن احلرم الآمن �أخذت �أكتب يف هذه‬
‫والعرب من ذرية �إ�سماعيل عليه ال�سالم‪ ،‬ابن‬
‫ال�سطور لي�شاركني قار�ؤها �شيئ ًا من روعة �أحداثها ومواقفها‪.‬‬
‫�إبراهيم اخلليل عليه وعلى نب ِّينا �أف�ضل ال�صالة‬
‫ولو �أنا ت�أملنا �سرية نب ِّينا على احلال الالئقة بها‪ ،‬لكان ح ًيا يف‬
‫وال�سالم‪ ،‬فهو خري �أهل الأر�ض ن�س ًبا على‬ ‫قلوبنا كما كان ح ًيا بني �أ�صحابه‪،‬ولوجدنا املُ ُثل التي ر�سمها ال تزال‬
‫الإطالق‪ ،‬فقومه �أ�شرف قوم‪ ،‬وقبيلته �أ�شرف‬ ‫وا�ضحة و�ضوح نف�سه العظيمة وم�ضيئة �إ�ضاءة وجهه ال�شريف‪.‬‬
‫قبيلة‪ ،‬وقد كان �أعدا�ؤه ي�شهدون له بعل ِّو ن�سبه فيهم‪.‬‬ ‫النبي �شامال لأبواب الإميان كلها ‪ ،‬ف�أحببت �أن �أعر�ضه‬‫وقد جاء هدي ِّ‬
‫ومن �أ�سمائه الواردة يف القر�آن �أو الثابتة يف �أحاديث �صحيحة‪:‬‬ ‫بطريقة جديدة و�أقرب للقارئ الكرمي �ضروب اخلري و�ألوانه التي كان يحث‬
‫( حممد‪ ،‬و�أحمد‪ ،‬وعبداهلل‪ ،‬والعاقب‪ ،‬واحلا�شر‪ ،‬واملاحي‪ ،‬واملتوكل‪،‬‬ ‫ليتم من خالل ذلك االقتداء به والتمثل ب�أخالقه و�سلوكه ‪.‬‬‫عليها ؛ ّ‬
‫وخامت النبيني‪ ،‬ونبي املالحم )‪ ،‬و�أما كنيته فهي‪� ( :‬أبو القا�سم )‪.‬‬ ‫ي�سر به و�أنعم ‪ ،‬و�أ�س�أله ‪� ۵‬أن يبارك يف �أعمالنا‬
‫و �إنني �أ�شكر اهلل على ما ّ‬
‫أوالده‬ ‫و �أعمارنا‪ ،‬و �أن يرزقنا ح�سن الت�أ�سي ب�س ّيد اخللق وامتثال �أمره يف‬
‫�أوالده الذكور ثالثة‪ :‬القا�سم وعبد اهلل و�إبراهيم‪ ،‬وقد ماتوا �صغا ًرا مل‬ ‫كل �ش�ؤون حياتنا‪.‬‬‫ِّ‬
‫كتبه‬
‫يتجاوزوا ال�سنتني بال خالف‪.‬‬ ‫عبدالعزيزبنعبداللهالحســين‬
‫و�أما البنات فهن �أربع‪ :‬زينب‪ ،‬ورقية‪ ،‬و�أم كلثوم‪ ،‬وفاطمة‪ ،‬وقد �أدركن‬ ‫‪Kayr1000@hotmail.com‬‬
‫تويتر ‪@kayr1000 :‬‬
‫البعثة ودخلن يف الإ�سالم‪ ،‬وهاجرن �إىل املدينة النبوية‪.‬‬
‫�أ‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬
‫مل يفارقني خياله يوم كنت �أجوب �أنحاء املدينة وك�أين يف موكبه وبني‬
‫اسمه ونسبه‬
‫هو حممد بن عبد اهلل بن عبد املطلب بن ها�شم‪،‬‬ ‫�أ�صحابه‪ ،‬ا�ستن�شقت ن�سيم الأن�س حني �أخذت تن�ساب يف ذاكرتي �أيامه‬
‫العطرة ولياليه الزاهرة حتى غرقت ب�سيل املواقف والذكريات‪.‬‬
‫وها�شم من قبيلة قري�ش‪ ،‬وقري�ش من العرب‪،‬‬
‫ومن هنا ‪ ..‬من البقاع الطيبة ومن احلرم الآمن �أخذت �أكتب يف هذه‬
‫والعرب من ذرية �إ�سماعيل عليه ال�سالم‪ ،‬ابن‬
‫ال�سطور لي�شاركني قار�ؤها �شيئ ًا من روعة �أحداثها ومواقفها‪.‬‬
‫�إبراهيم اخلليل عليه وعلى نب ِّينا �أف�ضل ال�صالة‬
‫ولو �أنا ت�أملنا �سرية نب ِّينا على احلال الالئقة بها‪ ،‬لكان ح ًيا يف‬
‫وال�سالم‪ ،‬فهو خري �أهل الأر�ض ن�س ًبا على‬ ‫قلوبنا كما كان ح ًيا بني �أ�صحابه‪،‬ولوجدنا املُ ُثل التي ر�سمها ال تزال‬
‫الإطالق‪ ،‬فقومه �أ�شرف قوم‪ ،‬وقبيلته �أ�شرف‬ ‫وا�ضحة و�ضوح نف�سه العظيمة وم�ضيئة �إ�ضاءة وجهه ال�شريف‪.‬‬
‫قبيلة‪ ،‬وقد كان �أعدا�ؤه ي�شهدون له بعل ِّو ن�سبه فيهم‪.‬‬ ‫النبي �شامال لأبواب الإميان كلها ‪ ،‬ف�أحببت �أن �أعر�ضه‬‫وقد جاء هدي ِّ‬
‫ومن �أ�سمائه الواردة يف القر�آن �أو الثابتة يف �أحاديث �صحيحة‪:‬‬ ‫بطريقة جديدة و�أقرب للقارئ الكرمي �ضروب اخلري و�ألوانه التي كان يحث‬
‫( حممد‪ ،‬و�أحمد‪ ،‬وعبداهلل‪ ،‬والعاقب‪ ،‬واحلا�شر‪ ،‬واملاحي‪ ،‬واملتوكل‪،‬‬ ‫ليتم من خالل ذلك االقتداء به والتمثل ب�أخالقه و�سلوكه ‪.‬‬‫عليها ؛ ّ‬
‫وخامت النبيني‪ ،‬ونبي املالحم )‪ ،‬و�أما كنيته فهي‪� ( :‬أبو القا�سم )‪.‬‬ ‫ي�سر به و�أنعم ‪ ،‬و�أ�س�أله ‪� ۵‬أن يبارك يف �أعمالنا‬
‫و �إنني �أ�شكر اهلل على ما ّ‬
‫أوالده‬ ‫و �أعمارنا‪ ،‬و �أن يرزقنا ح�سن الت�أ�سي ب�س ّيد اخللق وامتثال �أمره يف‬
‫�أوالده الذكور ثالثة‪ :‬القا�سم وعبد اهلل و�إبراهيم‪ ،‬وقد ماتوا �صغا ًرا مل‬ ‫كل �ش�ؤون حياتنا‪.‬‬‫ِّ‬
‫كتبه‬
‫يتجاوزوا ال�سنتني بال خالف‪.‬‬ ‫عبدالعزيزبنعبداللهالحســين‬
‫و�أما البنات فهن �أربع‪ :‬زينب‪ ،‬ورقية‪ ،‬و�أم كلثوم‪ ،‬وفاطمة‪ ،‬وقد �أدركن‬ ‫‪Kayr1000@hotmail.com‬‬
‫تويتر ‪@kayr1000 :‬‬
‫البعثة ودخلن يف الإ�سالم‪ ،‬وهاجرن �إىل املدينة النبوية‪.‬‬
‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬
‫ب‬ ‫وكل �أوالده من خديجة �إال �إبراهيم ف�إنه من مارية القبطية‪ ،‬وكلهم ماتوا‬
‫بعثته‬ ‫قبله �إال فاطمة ف�إنها عا�شت بعده �ستة �أ�شهر‪.‬‬
‫ملا كمل له �أربعون �سنة ا�صطفاه اهلل بالنب َّوة‪ ،‬و�أكرمه بر�سالته‪ ،‬وبعثه‬
‫أعمامه وعماته‬
‫�إىل النا�س عربهم وعجمهم‪ ،‬ف�أقام مبكة بعد النب َّوة ثالث ع�شرة �سنة يدعو‬
‫النبي �أحد ع�شر ‪ ،‬قد �أدرك الإ�سالم منهم �أربعة ‪� ،‬أ�سلم منهم‬ ‫�أعمام ِّ‬
‫النا�س �إىل توحيد اهلل وعبادته وينهاهم عن ال�شرك‪ ،‬ثم هاجر �إىل املدينة‬
‫حمزة والعبا�س ر�ضي اهلل عنهما وكان لهما �ش�أن يف ن�صرة الإ�سالم ‪ ،‬ومل‬
‫فمكث بها ع�شر �سنني �أقام بها دولة الإ�سالم و�أمر النا�س ببقية �شرائع الدين‬
‫ي�سلم منهم اثنان وهما �أبو طالب و�أبو لهب‪ ،‬وقد �أنزل اهلل فيهما قر آ� ًنا‬
‫احلنيف‪،‬ثم توفاه اهلل ‪ ۵‬وله من العمر ثالث و�ستون �سنة‪.‬‬
‫يتلى �إىل يوم القيامة ‪.‬‬
‫بالغته وفصاحته‬ ‫النبي �ست ‪� :‬صفية وعاتكة وبرة و�أروى و�أميمة و�أم حكيم ‪.‬‬‫وعمات ِّ‬
‫أمي الذي ال يعرف القراءة والكتابة ‪� -‬أف�صح‬ ‫كان حممد ‪ -‬وهو ال ُّ‬ ‫أمانته‬
‫اخللق‪ ،‬و�أعذبهم كالم ًا‪ ،‬و يتكلم بجوامع الكلم‪ ،‬ويختار يف خطابه �أح�سن‬
‫النبي قبل �أن ي�صطفيه اهلل للنب َّوة والر�سالة يعرف يف قومه‬ ‫كان ُّ‬
‫الألفاظ و�ألطف العبارات‪ ،‬و يعطي كل مقام ما ينا�سبه من الكلمات‬
‫بالأمني ( �أي رجل ال�صدق والوفاء ) يف �أقواله و�أفعاله و�أخالقه و�سلوكه‪،‬‬
‫الالئقة به‪ ،‬وكانت خطبه ت�ش ّد ال�سامعني ومر�آه ي�أخذ �ألباب الناظرين‪،‬‬
‫و�شهد له بذلك العدو قبل ال�صديق‪ ،‬وال �أدل على ذلك من كونه حني أُ�مر‬
‫النبي‬
‫عن ِّ‬ ‫فتعمل كلماته عملها يف النفو�س‪ ،‬عن �أبي هريرة‬
‫بالهجرة من مكة �إىل املدينة و�أراد مفارقة البلد الذي عا�ش فيه‪ ،‬جعل‬
‫قال‪ " :‬بعثت بجوامع الكلم " �أخرجه البخاري وم�سلم‪� ،‬أي يجمع اهلل له املعاين‬
‫يف بيته لري ّد الودائع التي كانت عنده لأهلها‪.‬‬ ‫علي بن �أبي طالب‬
‫الكثرية باللفظ القليل‪ ،‬وكانت �أقواله تنطق باحلكمة ويعلوها النور ‪ ،‬حتى‬
‫جمل�سا مل تفارقه �أب�صار �أ�صحابه وال ب�صائرهم ‪:‬‬
‫�إذا جل�س ً‬
‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬
‫ب‬ ‫وكل �أوالده من خديجة �إال �إبراهيم ف�إنه من مارية القبطية‪ ،‬وكلهم ماتوا‬
‫بعثته‬ ‫قبله �إال فاطمة ف�إنها عا�شت بعده �ستة �أ�شهر‪.‬‬
‫ملا كمل له �أربعون �سنة ا�صطفاه اهلل بالنب َّوة‪ ،‬و�أكرمه بر�سالته‪ ،‬وبعثه‬
‫أعمامه وعماته‬
‫�إىل النا�س عربهم وعجمهم‪ ،‬ف�أقام مبكة بعد النب َّوة ثالث ع�شرة �سنة يدعو‬
‫النبي �أحد ع�شر ‪ ،‬قد �أدرك الإ�سالم منهم �أربعة ‪� ،‬أ�سلم منهم‬ ‫�أعمام ِّ‬
‫النا�س �إىل توحيد اهلل وعبادته وينهاهم عن ال�شرك‪ ،‬ثم هاجر �إىل املدينة‬
‫حمزة والعبا�س ر�ضي اهلل عنهما وكان لهما �ش�أن يف ن�صرة الإ�سالم ‪ ،‬ومل‬
‫فمكث بها ع�شر �سنني �أقام بها دولة الإ�سالم و�أمر النا�س ببقية �شرائع الدين‬
‫ي�سلم منهم اثنان وهما �أبو طالب و�أبو لهب‪ ،‬وقد �أنزل اهلل فيهما قر آ� ًنا‬
‫احلنيف‪،‬ثم توفاه اهلل ‪ ۵‬وله من العمر ثالث و�ستون �سنة‪.‬‬
‫يتلى �إىل يوم القيامة ‪.‬‬
‫بالغته وفصاحته‬ ‫النبي �ست ‪� :‬صفية وعاتكة وبرة و�أروى و�أميمة و�أم حكيم ‪.‬‬‫وعمات ِّ‬
‫أمي الذي ال يعرف القراءة والكتابة ‪� -‬أف�صح‬ ‫كان حممد ‪ -‬وهو ال ُّ‬ ‫أمانته‬
‫اخللق‪ ،‬و�أعذبهم كالم ًا‪ ،‬و يتكلم بجوامع الكلم‪ ،‬ويختار يف خطابه �أح�سن‬
‫النبي قبل �أن ي�صطفيه اهلل للنب َّوة والر�سالة يعرف يف قومه‬ ‫كان ُّ‬
‫الألفاظ و�ألطف العبارات‪ ،‬و يعطي كل مقام ما ينا�سبه من الكلمات‬
‫بالأمني ( �أي رجل ال�صدق والوفاء ) يف �أقواله و�أفعاله و�أخالقه و�سلوكه‪،‬‬
‫الالئقة به‪ ،‬وكانت خطبه ت�ش ّد ال�سامعني ومر�آه ي�أخذ �ألباب الناظرين‪،‬‬
‫و�شهد له بذلك العدو قبل ال�صديق‪ ،‬وال �أدل على ذلك من كونه حني أُ�مر‬
‫النبي‬
‫عن ِّ‬ ‫فتعمل كلماته عملها يف النفو�س‪ ،‬عن �أبي هريرة‬
‫بالهجرة من مكة �إىل املدينة و�أراد مفارقة البلد الذي عا�ش فيه‪ ،‬جعل‬
‫قال‪ " :‬بعثت بجوامع الكلم " �أخرجه البخاري وم�سلم‪� ،‬أي يجمع اهلل له املعاين‬
‫يف بيته لري ّد الودائع التي كانت عنده لأهلها‪.‬‬ ‫علي بن �أبي طالب‬
‫الكثرية باللفظ القليل‪ ،‬وكانت �أقواله تنطق باحلكمة ويعلوها النور ‪ ،‬حتى‬
‫جمل�سا مل تفارقه �أب�صار �أ�صحابه وال ب�صائرهم ‪:‬‬
‫�إذا جل�س ً‬
‫‪9‬‬ ‫‪8‬‬
‫يوما بني �أ�صحابه فقال ‪ " :‬من ي�أخذ عني ه�ؤالء الكلمات فيعمل‬ ‫‪ -‬جل�س ً‬
‫ألصحابه‬ ‫تعليمه‬
‫بهنَّ ؟ فقال �أبو هريرة ‪� :‬أنا يا ر�سول اهلل‪ ،‬ثم قال �أبوهريرة‪ :‬ف�أخذ بيدي‬
‫ت‬ ‫�أنه قال يف الر�سول ‪ " :‬ما ر�أيت معل ًما‬ ‫عن معاوية بن احلكم‬
‫خم�سا فقال‪ :‬اتق املحارم تكن �أعبد النا�س ‪ ،‬وار�ض مبا ق�سم اهلل‬ ‫فع ّد ً‬
‫قبله وال بعده �أح�سن تعلي ًما منه " �أخرجه م�سلم‪ ،‬وقد كان يعطي يف‬
‫تعليمه ك َّل واحد حقه من االلتفات �إليه والعناية به حتى يظن ك ُّل واحدٍ‬ ‫لك تكن �أغنى النا�س‪ ،‬و�أح�سن �إىل جارك تكن م�ؤم ًنا ‪ ،‬و� َّ‬
‫أحب للنا�س ما‬
‫حتب لنف�سك تكن م�سل ًما ‪ ،‬وال تكرث ال�ضحك ‪ ،‬ف�إنَّ كرثة ال�ضحك متيت‬ ‫ُّ‬
‫أحب النا�س �إليه‪ ،‬وكان �أمت‬
‫من امل�ستمعني �إليه واجلال�سني بني يديه �أنه � ّ‬
‫القلب " �أخرجه الرتمذي و�صححه الألباين ‪.‬‬
‫ما يكون توا�ض ًعا للمتعلم وال�سائل امل�ستفيد و�ضعيف الفهم‪ ،‬وقد �شهد‬
‫ووقف م َّرة �أمام النا�س فقال ‪� " :‬أيها النا�س �أف�شوا ال�سالم و�أطعموا‬
‫التاريخ بكمال �شخ�صيته التعليمية‪.‬‬
‫و�صلوا الأرحام و�صلوا بالليل والنا�س نيام تدخلوا اجلنة ب�سالم»‪.‬‬ ‫الطعام ِ‬
‫تواضعه‬ ‫�أخرجه الرتمذي و�صححه الألباين‬
‫كانت ال�سهولة �صورة من حياته ك ِّلها‪ ،‬وكان التوا�ضع ينبعث من �أعماق‬
‫نف�سه فيبدِّ د ما كان حوله من زخرف ال�سيادة وامللك ‪ ،‬مل يعرف �أنه ر َّد‬ ‫بيعه وشراؤه‬
‫دعوة �أقل النا�س � أش� ًنا‪ ،‬وال ر َّد هدية مهما �صغرت‪ ،‬وما كان يتعاىل ويربز‬ ‫باع وا�شرتى‪ ،‬وكان �شرا�ؤه بعد �أن �أكرمه اهلل بر�سالته �أكرث من بيعه‪،‬‬
‫يف جمل�س‪ ،‬كان متوا�ض ًعا يف ملب�سه وم�سكنه‪ ،‬يلب�س مثل عامة من حوله‪،‬‬ ‫وكذلك بعد الهجرة ال يكاد يحفظ عنه البيع �إال يف �أحوال ي�سرية �أكرثها‬
‫حفر مع �أ�صحابه اخلندق و�ضرب بالف�أ�س وهو قائد امل�سلمني الأعظم ‪،‬‬ ‫لغريه‪ ،‬و�أما �شرا�ؤه فكثري‪ ،‬ويحفظ عنه �أنه �أجر نف�سه قبل النبوة يف‬
‫أعرابي يرجتف خ�شي ًة‪ ،‬قال‪ " :‬ه ّون عليك ف�إمنا �أنا ابن‬ ‫وملا وقف عليه � ٌّ‬ ‫رعاية الغنم‪ ،‬و�أجر نف�سه من خديجة يف �سفره مبالها �إىل ال�شام واجتاره‬
‫امر�أة من قري�ش كانت ت�أكل القديد " �أخرجه ابن ماجه و�صححه الألباين ‪.‬‬ ‫به حتى منا مالها وكرث‪.‬‬
‫النبي بقوله ‪�" :‬صحبنا ر�سول اهلل يف‬ ‫َّ‬ ‫وقد و�صف عثمان‬
‫‪9‬‬ ‫‪8‬‬
‫يوما بني �أ�صحابه فقال ‪ " :‬من ي�أخذ عني ه�ؤالء الكلمات فيعمل‬ ‫‪ -‬جل�س ً‬
‫ألصحابه‬ ‫تعليمه‬
‫بهنَّ ؟ فقال �أبو هريرة ‪� :‬أنا يا ر�سول اهلل‪ ،‬ثم قال �أبوهريرة‪ :‬ف�أخذ بيدي‬
‫ت‬ ‫�أنه قال يف الر�سول ‪ " :‬ما ر�أيت معل ًما‬ ‫عن معاوية بن احلكم‬
‫خم�سا فقال‪ :‬اتق املحارم تكن �أعبد النا�س ‪ ،‬وار�ض مبا ق�سم اهلل‬ ‫فع ّد ً‬
‫قبله وال بعده �أح�سن تعلي ًما منه " �أخرجه م�سلم‪ ،‬وقد كان يعطي يف‬
‫تعليمه ك َّل واحد حقه من االلتفات �إليه والعناية به حتى يظن ك ُّل واحدٍ‬ ‫لك تكن �أغنى النا�س‪ ،‬و�أح�سن �إىل جارك تكن م�ؤم ًنا ‪ ،‬و� َّ‬
‫أحب للنا�س ما‬
‫حتب لنف�سك تكن م�سل ًما ‪ ،‬وال تكرث ال�ضحك ‪ ،‬ف�إنَّ كرثة ال�ضحك متيت‬ ‫ُّ‬
‫أحب النا�س �إليه‪ ،‬وكان �أمت‬
‫من امل�ستمعني �إليه واجلال�سني بني يديه �أنه � ّ‬
‫القلب " �أخرجه الرتمذي و�صححه الألباين ‪.‬‬
‫ما يكون توا�ض ًعا للمتعلم وال�سائل امل�ستفيد و�ضعيف الفهم‪ ،‬وقد �شهد‬
‫ووقف م َّرة �أمام النا�س فقال ‪� " :‬أيها النا�س �أف�شوا ال�سالم و�أطعموا‬
‫التاريخ بكمال �شخ�صيته التعليمية‪.‬‬
‫و�صلوا الأرحام و�صلوا بالليل والنا�س نيام تدخلوا اجلنة ب�سالم»‪.‬‬ ‫الطعام ِ‬
‫تواضعه‬ ‫�أخرجه الرتمذي و�صححه الألباين‬
‫كانت ال�سهولة �صورة من حياته ك ِّلها‪ ،‬وكان التوا�ضع ينبعث من �أعماق‬
‫نف�سه فيبدِّ د ما كان حوله من زخرف ال�سيادة وامللك ‪ ،‬مل يعرف �أنه ر َّد‬ ‫بيعه وشراؤه‬
‫دعوة �أقل النا�س � أش� ًنا‪ ،‬وال ر َّد هدية مهما �صغرت‪ ،‬وما كان يتعاىل ويربز‬ ‫باع وا�شرتى‪ ،‬وكان �شرا�ؤه بعد �أن �أكرمه اهلل بر�سالته �أكرث من بيعه‪،‬‬
‫يف جمل�س‪ ،‬كان متوا�ض ًعا يف ملب�سه وم�سكنه‪ ،‬يلب�س مثل عامة من حوله‪،‬‬ ‫وكذلك بعد الهجرة ال يكاد يحفظ عنه البيع �إال يف �أحوال ي�سرية �أكرثها‬
‫حفر مع �أ�صحابه اخلندق و�ضرب بالف�أ�س وهو قائد امل�سلمني الأعظم ‪،‬‬ ‫لغريه‪ ،‬و�أما �شرا�ؤه فكثري‪ ،‬ويحفظ عنه �أنه �أجر نف�سه قبل النبوة يف‬
‫أعرابي يرجتف خ�شي ًة‪ ،‬قال‪ " :‬ه ّون عليك ف�إمنا �أنا ابن‬ ‫وملا وقف عليه � ٌّ‬ ‫رعاية الغنم‪ ،‬و�أجر نف�سه من خديجة يف �سفره مبالها �إىل ال�شام واجتاره‬
‫امر�أة من قري�ش كانت ت�أكل القديد " �أخرجه ابن ماجه و�صححه الألباين ‪.‬‬ ‫به حتى منا مالها وكرث‪.‬‬
‫النبي بقوله ‪�" :‬صحبنا ر�سول اهلل يف‬ ‫َّ‬ ‫وقد و�صف عثمان‬
‫‪11‬‬ ‫‪10‬‬
‫ال�سفر واحل�ضر ‪ ،‬وكان يعود مر�ضانا ويتبع جنائزنا ‪ ،‬ويوا�سينا بالقليل‬
‫ثباته‬ ‫والكثري " �أخرجه �أحمد و�صححه الألباين ‪.‬‬
‫كل معاناة‪ ،‬وربط‬ ‫النبي مبكة من قري�ش ك َّل �أذى ووجد منهم َّ‬ ‫لقد لقي ُّ‬
‫على بطنه من �ش َّدة اجلوع و�سال دمه يف اهلل‪ ،‬وهو يواجه كيد الكافرين‬ ‫مع غير المسلمين‬ ‫تعامله‬
‫ث‬
‫بثبات كاجلبال وعزم ال يتوقف عند حدٍّ ‪ ،‬القى من املحن وال�شدائد‬ ‫النبي مثالاً للكمال يف عالقته بالنا�س مبختلف �أجنا�سهم‬ ‫ُّ‬ ‫كان‬
‫�أ�شقَّها ‪� ،‬أخرج من بلده ‪ ،‬وحو�صر يف ال�شعب ثالث �سنني ‪ ،‬واختفى يف‬ ‫و�ألوانهم ‪ ،‬حتى غري امل�سلمني كان يخاطبهم باللني من القول ت�ألي ًفا‬
‫غار ‪ ،‬ومات له �ستة من الولد ‪ ،‬وتبعه قومه يف ُمهاجره وقاتلوه ‪ ،‬ومكر‬ ‫لهم‪ ،‬وكان يعاملهم يف البيع وال�شراء والأخذ والعطاء ‪ ،‬وتويف ودرعه‬
‫يذل يف ال�شدائد ‪ ،‬و�صرب و�صابر على‬ ‫به �أهل النفاق ‪ ،‬وكان �أكرب من �أن َّ‬ ‫�صاعا من �شعري ‪ ،‬وكانت كتبه �إليهم تت�ضمن‬
‫مرهونة عند يهودي بثالثني ً‬
‫الب�أ�ساء وال�ضراء ومل ي�ضعف عند قوي �أو يرتدد عند عظيم‪.‬‬ ‫دعوتهم �إىل الإ�سالم ب�ألطف �أ�سلوب و�أبلغ عبارة ‪ ،‬وكان يقبل هداياهم ‪.‬‬
‫قال‪ " :‬قال ر�سول اهلل لقد �أُخفت يف اهلل وما يخاف‬ ‫عن �أن�س‬ ‫ومن �صور �سماحته يف التعامل مع غري امل�سلمني دعا�ؤه لهم ‪ ،‬فقد قال‬
‫علي ثالثون من بني‬ ‫�أحد‪ ،‬ولقد أُ�وذيت يف اهلل وما ي�ؤذى �أحد‪ ،‬ولقد �أتت ّ‬ ‫دو�سا قد كفرت و�أبت فاد ُع اهلل عليها ‪ ،‬فقال ‪:‬‬ ‫بع�ض �أ�صحابه ‪� :‬إنَّ ً‬
‫ليلة ويوم ومايل ولبالل طعام ي�أكله ذو كبد �إال �شيء يواريه �إبط بالل "‬ ‫دو�سا وائت بهم ) ‪ ،‬وقال ‪ ( :‬اللهم اهد ثقي ًفا ) ف�أ�سلموا‬
‫(اللهم اهد ً‬
‫�أخرجه الرتمذي و�صححه الألباين‪.‬‬ ‫ووجد منهم �أئمة وقادة ‪.‬‬
‫إ�سالما ‪ِ ،‬‬
‫فوجدوا من �صاحلي النا�س � ً‬ ‫ِ‬
‫ومع ما القاه من تلك امل�صائب وغريها كان متفائ ًال يف حياته‬ ‫ويف املدينة حيث ت�أ�س�س املجتمع الإ�سالمي الأول ‪ ،‬عا�ش يف كنفه‬
‫ويقول‪" :‬يعجبني الف�أل والكلمة احل�سنة " متفق عليه ‪ ،‬وكان يربى يف‬ ‫اليهود وامل�شركون واملنافقون ‪ ،‬وقال يف املعاهدين‪ " :‬من ظلم معاهدً ا‬
‫قلوب �أ�صحابه هذه املعاين العظيمة ؛ وذلك حتى يبني يف نفو�سهم �صدق‬ ‫�أو انتق�صه �أو ك َّلفه فوق طاقته �أو �أخذ منه �شي ًئا بغري طيب نف�س ف�أنا‬
‫العزمية والإقدام للمطلوب بطم�أنينة‪ ،‬اعتمادًا على اهلل وتوك ًال عليه ‪.‬‬ ‫حجيجه يوم القيامة " ‪.‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪10‬‬
‫ال�سفر واحل�ضر ‪ ،‬وكان يعود مر�ضانا ويتبع جنائزنا ‪ ،‬ويوا�سينا بالقليل‬
‫ثباته‬ ‫والكثري " �أخرجه �أحمد و�صححه الألباين ‪.‬‬
‫كل معاناة‪ ،‬وربط‬ ‫النبي مبكة من قري�ش ك َّل �أذى ووجد منهم َّ‬ ‫لقد لقي ُّ‬
‫على بطنه من �ش َّدة اجلوع و�سال دمه يف اهلل‪ ،‬وهو يواجه كيد الكافرين‬ ‫مع غير المسلمين‬ ‫تعامله‬
‫ث‬
‫بثبات كاجلبال وعزم ال يتوقف عند حدٍّ ‪ ،‬القى من املحن وال�شدائد‬ ‫النبي مثالاً للكمال يف عالقته بالنا�س مبختلف �أجنا�سهم‬ ‫ُّ‬ ‫كان‬
‫�أ�شقَّها ‪� ،‬أخرج من بلده ‪ ،‬وحو�صر يف ال�شعب ثالث �سنني ‪ ،‬واختفى يف‬ ‫و�ألوانهم ‪ ،‬حتى غري امل�سلمني كان يخاطبهم باللني من القول ت�ألي ًفا‬
‫غار ‪ ،‬ومات له �ستة من الولد ‪ ،‬وتبعه قومه يف ُمهاجره وقاتلوه ‪ ،‬ومكر‬ ‫لهم‪ ،‬وكان يعاملهم يف البيع وال�شراء والأخذ والعطاء ‪ ،‬وتويف ودرعه‬
‫يذل يف ال�شدائد ‪ ،‬و�صرب و�صابر على‬ ‫به �أهل النفاق ‪ ،‬وكان �أكرب من �أن َّ‬ ‫�صاعا من �شعري ‪ ،‬وكانت كتبه �إليهم تت�ضمن‬
‫مرهونة عند يهودي بثالثني ً‬
‫الب�أ�ساء وال�ضراء ومل ي�ضعف عند قوي �أو يرتدد عند عظيم‪.‬‬ ‫دعوتهم �إىل الإ�سالم ب�ألطف �أ�سلوب و�أبلغ عبارة ‪ ،‬وكان يقبل هداياهم ‪.‬‬
‫قال‪ " :‬قال ر�سول اهلل لقد �أُخفت يف اهلل وما يخاف‬ ‫عن �أن�س‬ ‫ومن �صور �سماحته يف التعامل مع غري امل�سلمني دعا�ؤه لهم ‪ ،‬فقد قال‬
‫علي ثالثون من بني‬ ‫�أحد‪ ،‬ولقد أُ�وذيت يف اهلل وما ي�ؤذى �أحد‪ ،‬ولقد �أتت ّ‬ ‫دو�سا قد كفرت و�أبت فاد ُع اهلل عليها ‪ ،‬فقال ‪:‬‬ ‫بع�ض �أ�صحابه ‪� :‬إنَّ ً‬
‫ليلة ويوم ومايل ولبالل طعام ي�أكله ذو كبد �إال �شيء يواريه �إبط بالل "‬ ‫دو�سا وائت بهم ) ‪ ،‬وقال ‪ ( :‬اللهم اهد ثقي ًفا ) ف�أ�سلموا‬
‫(اللهم اهد ً‬
‫�أخرجه الرتمذي و�صححه الألباين‪.‬‬ ‫ووجد منهم �أئمة وقادة ‪.‬‬
‫إ�سالما ‪ِ ،‬‬
‫فوجدوا من �صاحلي النا�س � ً‬ ‫ِ‬
‫ومع ما القاه من تلك امل�صائب وغريها كان متفائ ًال يف حياته‬ ‫ويف املدينة حيث ت�أ�س�س املجتمع الإ�سالمي الأول ‪ ،‬عا�ش يف كنفه‬
‫ويقول‪" :‬يعجبني الف�أل والكلمة احل�سنة " متفق عليه ‪ ،‬وكان يربى يف‬ ‫اليهود وامل�شركون واملنافقون ‪ ،‬وقال يف املعاهدين‪ " :‬من ظلم معاهدً ا‬
‫قلوب �أ�صحابه هذه املعاين العظيمة ؛ وذلك حتى يبني يف نفو�سهم �صدق‬ ‫�أو انتق�صه �أو ك َّلفه فوق طاقته �أو �أخذ منه �شي ًئا بغري طيب نف�س ف�أنا‬
‫العزمية والإقدام للمطلوب بطم�أنينة‪ ،‬اعتمادًا على اهلل وتوك ًال عليه ‪.‬‬ ‫حجيجه يوم القيامة " ‪.‬‬
‫‪13‬‬ ‫‪12‬‬

‫ثناؤه‬
‫جماله‬
‫( وكان �آخر من مات من ال�صحابة ) قال‪:‬‬ ‫عن �أبي الطفيل‬ ‫النبي الكرمي وا�سع الف�ضائل وال�صفات‪ ،‬يجده‬ ‫ك ُّل ناظر يف �سرية هذا ِّ‬
‫"ر�أيت ر�سول اهلل ‪ -‬وما على وجه الأر�ض رجل ر�آه غريي ‪ -‬ر�أيته‬ ‫ال يبخ�س �أحدً ا حقَّه من التكرمي والإ�شادة والثناء‪ ،‬بل ال تزال كلماته‬
‫ج‬
‫�أبي�ض مليح الوجه "‪� .‬أخرجه م�سلم‪.‬‬ ‫كالبل�سم ال�شايف فـي قلوب �أ�صحابه تعمل �أثرها يف �أرواح العاملني‪،‬‬
‫قال‪ " :‬كان ر�سول اهلل �أح�سن النا�س وج ًها‪،‬‬ ‫عن الرباء‬ ‫وحتفز همم ال�سامعني على بذل املزيد من اخلري‪.‬‬
‫قال‪" :‬كان‬ ‫و�أح�سنهم خل ًقا " �أخرجه البخاري‪ ،‬وعن كعب بن مالك‬ ‫قال‪ " :‬قال ر�سول اهلل ‪� " :‬إنَّ �أمنَّ‬ ‫عن �أبي �سعيد اخلدري‬
‫ر�سول اهلل �إذا ُ�س َّر ا�ستنار وجهه ك�أنه قطعة قمر" متفق عليه‪.‬‬ ‫متخذا من �أهل الأر�ض‬ ‫علي يف ماله و�صحبته �أبو بكر‪ ،‬ولو كنت ً‬ ‫النا�س َّ‬
‫النبي معتدل القامة لي�س بالطويل وال بالق�صري‪ ،‬ومل تكن‬ ‫وكان ُّ‬ ‫خلي ًال التخذت �أبا بكر خلي ًال " �أخرجه م�سلم ‪ ،‬وعن �سلمة بن الأكوع‬
‫ب�شرته �شديدة البيا�ض ومل يكن �أ�سمر بل كان بيا�ضه �إىل ال�سمرة‬ ‫قال‪ :‬قال ر�سول اهلل ‪ " :‬كان خري فر�ساننا اليوم �أبو قتادة‪،‬‬
‫م�شر ًبا بحمرة‪ ،‬وكان ح�سن اجل�سم بعيد ما بني املنكبني‪ ،‬وكان يف وجهه‬ ‫قال‪ :‬قال‬ ‫وخري رجالتنا �سلمة " �أخرجه م�سلم‪ ،‬وعن �أبي �أ�سيد‬
‫تدوير‪� ،‬شديد �سواد العينني طويل �أهدابهما‪ ،‬يتلألأ وجهه تلأل ؤ� القمر‬ ‫ر�سول اهلل ‪ " :‬خري دور الأن�صار بنو النجار" �أخرجه م�سلم‪.‬‬
‫ليلة البدر‪ ،‬ح�سن ال�صوت‪ ،‬وكان كثيف اللحية �أ�شعر املنكبني والذراعني‬ ‫وملا كان للأن�صار ر�ضي اهلل عنهم �سابقة يف ن�صرة الإ�سالم و�إيواء‬
‫و�أعايل ال�صدر‪.‬‬ ‫امل�سلمني قال عليه ال�صالة وال�سالم ‪" :‬والذي نف�سي بيده ‪ :‬لو �أنَّ النا�س‬
‫وكان يتجمل للقاء النا�س‪ ،‬ويلب�س �أجمل ما يجد‪ ،‬وكان يقول‪� " :‬إنَّ اهلل‬ ‫�سلكوا �شع ًبا و�سلكت الأن�صار �شع ًبا ‪ ،‬ل�سلكت �شعب الأن�صار ‪ ،‬ولوال‬
‫جميل يحب اجلمال ‪ ،‬ويحب �أن ُيرى �أثر نعمته على عبده" �أخرجه البيهقي‬ ‫الهجرة لكنت من الأن�صار ‪ ،‬اللهم ارحم الأن�صار ‪ ،‬و�أبناء الأن�صار ‪،‬‬
‫و�صححه الألباين‪.‬‬ ‫و�أبناء �أبناء الأن�صار " �أخرجه �أحمد و�صححه الألباين ‪.‬‬
‫‪13‬‬ ‫‪12‬‬

‫ثناؤه‬
‫جماله‬
‫( وكان �آخر من مات من ال�صحابة ) قال‪:‬‬ ‫عن �أبي الطفيل‬ ‫النبي الكرمي وا�سع الف�ضائل وال�صفات‪ ،‬يجده‬ ‫ك ُّل ناظر يف �سرية هذا ِّ‬
‫"ر�أيت ر�سول اهلل ‪ -‬وما على وجه الأر�ض رجل ر�آه غريي ‪ -‬ر�أيته‬ ‫ال يبخ�س �أحدً ا حقَّه من التكرمي والإ�شادة والثناء‪ ،‬بل ال تزال كلماته‬
‫ج‬
‫�أبي�ض مليح الوجه "‪� .‬أخرجه م�سلم‪.‬‬ ‫كالبل�سم ال�شايف فـي قلوب �أ�صحابه تعمل �أثرها يف �أرواح العاملني‪،‬‬
‫قال‪ " :‬كان ر�سول اهلل �أح�سن النا�س وج ًها‪،‬‬ ‫عن الرباء‬ ‫وحتفز همم ال�سامعني على بذل املزيد من اخلري‪.‬‬
‫قال‪" :‬كان‬ ‫و�أح�سنهم خل ًقا " �أخرجه البخاري‪ ،‬وعن كعب بن مالك‬ ‫قال‪ " :‬قال ر�سول اهلل ‪� " :‬إنَّ �أمنَّ‬ ‫عن �أبي �سعيد اخلدري‬
‫ر�سول اهلل �إذا ُ�س َّر ا�ستنار وجهه ك�أنه قطعة قمر" متفق عليه‪.‬‬ ‫متخذا من �أهل الأر�ض‬ ‫علي يف ماله و�صحبته �أبو بكر‪ ،‬ولو كنت ً‬ ‫النا�س َّ‬
‫النبي معتدل القامة لي�س بالطويل وال بالق�صري‪ ،‬ومل تكن‬ ‫وكان ُّ‬ ‫خلي ًال التخذت �أبا بكر خلي ًال " �أخرجه م�سلم ‪ ،‬وعن �سلمة بن الأكوع‬
‫ب�شرته �شديدة البيا�ض ومل يكن �أ�سمر بل كان بيا�ضه �إىل ال�سمرة‬ ‫قال‪ :‬قال ر�سول اهلل ‪ " :‬كان خري فر�ساننا اليوم �أبو قتادة‪،‬‬
‫م�شر ًبا بحمرة‪ ،‬وكان ح�سن اجل�سم بعيد ما بني املنكبني‪ ،‬وكان يف وجهه‬ ‫قال‪ :‬قال‬ ‫وخري رجالتنا �سلمة " �أخرجه م�سلم‪ ،‬وعن �أبي �أ�سيد‬
‫تدوير‪� ،‬شديد �سواد العينني طويل �أهدابهما‪ ،‬يتلألأ وجهه تلأل ؤ� القمر‬ ‫ر�سول اهلل ‪ " :‬خري دور الأن�صار بنو النجار" �أخرجه م�سلم‪.‬‬
‫ليلة البدر‪ ،‬ح�سن ال�صوت‪ ،‬وكان كثيف اللحية �أ�شعر املنكبني والذراعني‬ ‫وملا كان للأن�صار ر�ضي اهلل عنهم �سابقة يف ن�صرة الإ�سالم و�إيواء‬
‫و�أعايل ال�صدر‪.‬‬ ‫امل�سلمني قال عليه ال�صالة وال�سالم ‪" :‬والذي نف�سي بيده ‪ :‬لو �أنَّ النا�س‬
‫وكان يتجمل للقاء النا�س‪ ،‬ويلب�س �أجمل ما يجد‪ ،‬وكان يقول‪� " :‬إنَّ اهلل‬ ‫�سلكوا �شع ًبا و�سلكت الأن�صار �شع ًبا ‪ ،‬ل�سلكت �شعب الأن�صار ‪ ،‬ولوال‬
‫جميل يحب اجلمال ‪ ،‬ويحب �أن ُيرى �أثر نعمته على عبده" �أخرجه البيهقي‬ ‫الهجرة لكنت من الأن�صار ‪ ،‬اللهم ارحم الأن�صار ‪ ،‬و�أبناء الأن�صار ‪،‬‬
‫و�صححه الألباين‪.‬‬ ‫و�أبناء �أبناء الأن�صار " �أخرجه �أحمد و�صححه الألباين ‪.‬‬
‫‪15‬‬ ‫‪14‬‬
‫جوده‬
‫حجه وعمرته‬ ‫قال‪ " :‬ما �سئل ر�سول اهلل على الإ�سالم �شيئ ًا �إال‬ ‫عن �أن�س‬
‫النبي قبل الهجرة مرتني ‪� ،‬أخرجه الرتمذي و�صححه الألباين ‪ ،‬ومل‬‫حج ُّ‬ ‫َّ‬ ‫�أعطاه‪ ،‬قال‪ :‬فجاءه رجل ف�أعطاه غن ًما بني جبلني‪ ،‬فرجع �إىل قومه‬
‫يحج بعد هجرته �إىل املدينة �سوى حجة واحدة هي حجة الوداع بعد‬ ‫فقال‪ :‬يا قوم �أ�سلموا ف�إن حممدً ا يعطي عطاء من ال يخ�شى الفقر‪ ،‬قال‬
‫�أن فر�ض اهلل احلج يف ال�سنة التا�سعة من الهجرة‪ ،‬فبادر النبي‬ ‫‪� :‬إن كان الرجل لي�سلم ما يريد �إال الدنيا‪ ،‬فما ي�سلم حتى‬ ‫�أن�س‬
‫باحلج من غري ت�أخري‪ ،‬وقال للنا�س يومئذ‪" :‬خذو عني منا�سككم" رواه‬
‫ح‬
‫أحب �إليه من الدنيا وما عليها "‪� .‬أخرجه م�سلم‪.‬‬
‫يكون الإ�سالم � َّ‬
‫م�سلم والبيهقي واللفظ له‪ ،‬فبعث ر�سول اهلل �أبا بكر ليحج بالنا�س قبل‬ ‫قال‪" :‬بينا ر�سول اهلل راج ًعا من غزوة حنني‪،‬‬ ‫وعن جبري‬
‫حجة الوداع و�أن ينادي فيهم ‪� :‬أال يحج بعد هذا العام م�شرك وال يطوف‬ ‫طفق الأعراب ي�س�ألونه‪ ،‬حتى ا�ضط ُّروه �إىل �شجرة فخطفت رداءه‪،‬‬
‫احلج على‬
‫النبي النا�س يف العام القادم َّ‬ ‫بالبيت عريان ؛ لكي يعلم ُّ‬ ‫فوقف ر�سول اهلل فقال‪� :‬أعطوين ردائي‪ ،‬فواهلل لو كان يل عدد هذه‬
‫�شريعة اهلل ‪ ،‬بعيدًا عما يفعله العرب يف جاهليتهم ‪ ،‬وقد اعتمر �أربع‬ ‫الع�ضاة ( ال�شجر ) نع ًما لق�سمته بينكم‪ ،‬ثم ال جتدوين بخي ًال وال كذا ًبا‬
‫مرات كلُّهن يف �شهر ذي القعدة �إال التي مع حجته‪ .‬متفق عليه‪.‬‬ ‫وال جبا ًنا " �أخرجه البخاري‪.‬‬
‫حلمه‬ ‫قال‪" :‬ما �سئل‬ ‫النبي ما رواه جابر‬ ‫ويد ُّل على عظم جود ِّ‬
‫النبي �أدركه �أعرابي ف�أخذ بردائه فجبذه‬ ‫َّ‬ ‫‪� " :‬أنَّ‬ ‫عن �أن�س‬ ‫ر�سول اهلل �شيئ ًا قط فقال‪ :‬ال " متفق عليه ‪.‬‬
‫جبذة �شديدة حتى نظرت �إىل �صفحة عنق ر�سول اهلل وقد �أثرت‬ ‫نا�سا من الأن�صار �س�ألوا ر�سول‬ ‫" �أنَّ ً‬ ‫وعن �أبي �سعيد اخلدري‬
‫فيه حا�شية الرداء من �شدة َج ْب َذته‪ ،‬ثم قال‪ :‬يا حممد ُم ْر يل من مال‬ ‫اهلل ف�أعطاهم‪ ،‬ثم �س�ألوه ف�أعطاهم‪ ،‬ثم �س�ألوه ف�أعطاهم‪ ،‬حتى نفد‬
‫اهلل الذي عندك‪ ،‬فالتفت �إليه ر�سول اهلل ف�ضحك و�أمر له بعطاء"‪.‬‬ ‫ما عنده فقال‪ :‬ما يكون عندي من خري فلن أ� َّدخره عنكم‪ ،‬ومن ي�ستعفف‬
‫متفق عليه‪.‬‬ ‫يع ُّفه اهلل ومن ي�ستغن يغنه اهلل " متفق عليه ‪.‬‬
‫‪15‬‬ ‫‪14‬‬
‫جوده‬
‫حجه وعمرته‬ ‫قال‪ " :‬ما �سئل ر�سول اهلل على الإ�سالم �شيئ ًا �إال‬ ‫عن �أن�س‬
‫النبي قبل الهجرة مرتني ‪� ،‬أخرجه الرتمذي و�صححه الألباين ‪ ،‬ومل‬‫حج ُّ‬ ‫َّ‬ ‫�أعطاه‪ ،‬قال‪ :‬فجاءه رجل ف�أعطاه غن ًما بني جبلني‪ ،‬فرجع �إىل قومه‬
‫يحج بعد هجرته �إىل املدينة �سوى حجة واحدة هي حجة الوداع بعد‬ ‫فقال‪ :‬يا قوم �أ�سلموا ف�إن حممدً ا يعطي عطاء من ال يخ�شى الفقر‪ ،‬قال‬
‫�أن فر�ض اهلل احلج يف ال�سنة التا�سعة من الهجرة‪ ،‬فبادر النبي‬ ‫‪� :‬إن كان الرجل لي�سلم ما يريد �إال الدنيا‪ ،‬فما ي�سلم حتى‬ ‫�أن�س‬
‫باحلج من غري ت�أخري‪ ،‬وقال للنا�س يومئذ‪" :‬خذو عني منا�سككم" رواه‬
‫ح‬
‫أحب �إليه من الدنيا وما عليها "‪� .‬أخرجه م�سلم‪.‬‬
‫يكون الإ�سالم � َّ‬
‫م�سلم والبيهقي واللفظ له‪ ،‬فبعث ر�سول اهلل �أبا بكر ليحج بالنا�س قبل‬ ‫قال‪" :‬بينا ر�سول اهلل راج ًعا من غزوة حنني‪،‬‬ ‫وعن جبري‬
‫حجة الوداع و�أن ينادي فيهم ‪� :‬أال يحج بعد هذا العام م�شرك وال يطوف‬ ‫طفق الأعراب ي�س�ألونه‪ ،‬حتى ا�ضط ُّروه �إىل �شجرة فخطفت رداءه‪،‬‬
‫احلج على‬
‫النبي النا�س يف العام القادم َّ‬ ‫بالبيت عريان ؛ لكي يعلم ُّ‬ ‫فوقف ر�سول اهلل فقال‪� :‬أعطوين ردائي‪ ،‬فواهلل لو كان يل عدد هذه‬
‫�شريعة اهلل ‪ ،‬بعيدًا عما يفعله العرب يف جاهليتهم ‪ ،‬وقد اعتمر �أربع‬ ‫الع�ضاة ( ال�شجر ) نع ًما لق�سمته بينكم‪ ،‬ثم ال جتدوين بخي ًال وال كذا ًبا‬
‫مرات كلُّهن يف �شهر ذي القعدة �إال التي مع حجته‪ .‬متفق عليه‪.‬‬ ‫وال جبا ًنا " �أخرجه البخاري‪.‬‬
‫حلمه‬ ‫قال‪" :‬ما �سئل‬ ‫النبي ما رواه جابر‬ ‫ويد ُّل على عظم جود ِّ‬
‫النبي �أدركه �أعرابي ف�أخذ بردائه فجبذه‬ ‫َّ‬ ‫‪� " :‬أنَّ‬ ‫عن �أن�س‬ ‫ر�سول اهلل �شيئ ًا قط فقال‪ :‬ال " متفق عليه ‪.‬‬
‫جبذة �شديدة حتى نظرت �إىل �صفحة عنق ر�سول اهلل وقد �أثرت‬ ‫نا�سا من الأن�صار �س�ألوا ر�سول‬ ‫" �أنَّ ً‬ ‫وعن �أبي �سعيد اخلدري‬
‫فيه حا�شية الرداء من �شدة َج ْب َذته‪ ،‬ثم قال‪ :‬يا حممد ُم ْر يل من مال‬ ‫اهلل ف�أعطاهم‪ ،‬ثم �س�ألوه ف�أعطاهم‪ ،‬ثم �س�ألوه ف�أعطاهم‪ ،‬حتى نفد‬
‫اهلل الذي عندك‪ ،‬فالتفت �إليه ر�سول اهلل ف�ضحك و�أمر له بعطاء"‪.‬‬ ‫ما عنده فقال‪ :‬ما يكون عندي من خري فلن أ� َّدخره عنكم‪ ،‬ومن ي�ستعفف‬
‫متفق عليه‪.‬‬ ‫يع ُّفه اهلل ومن ي�ستغن يغنه اهلل " متفق عليه ‪.‬‬
‫‪17‬‬ ‫‪16‬‬

‫خاتم نبوته‬ ‫النبي بي ًعا �إىل �أجل‪ ،‬فجاء اليهودي يريد �أن يتقا�ضى‬ ‫" وباع يهودي على ِّ‬
‫ب�شر عي�سى ابن مرميڠ بنب ِّينا حممد كما �أخرب اهلل بذلك‬ ‫لقد ّ‬ ‫ح َّقه قبل الأجل‪ ،‬فقال له النب ُّي مل يح َّل الأجل!‪ ،‬فقال اليهودي‪� :‬إنكم‬
‫يف القر�آن‪ :‬ﭽﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ‬ ‫فهم به ال�صحابة لريدعوه فنهاهم‪ ،‬فلم يزده‬ ‫َلـ ُم ْطل يا بني عبد املطلب‪ّ ،‬‬
‫ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨﭼ [الصف‪، ]6:‬‬ ‫ذلك �إال حل ًما‪ ،‬فقال اليهودي‪ :‬ك ُّل �شيء منه قد عرفته من عالمات النبوة‬
‫وبقيت واحدة وهي �أنه ال تزيده �شدَّة اجلهل �إال حل ًما ف�أردتُ �أن �أعرفها‪،‬‬
‫وكان عند �أهل الكتاب من يهود ون�صارى عالمات ودالئل يعرفون بها‬
‫ف�أ�سلم اليهودي "‪� .‬أخرجه ابن حبان و�صحح �إ�سناده ابن حجر‪.‬‬
‫النبي الذي �سيبعث يف ذلك الزمان‪ ،‬وت�ضافرت الأخبار عن‬ ‫�صفات ِّ‬
‫�أحبار يهود ورهبان ن�صارى‪ ،‬تبني �أنَّ من تلك العالمات (خامت النبوة )‬ ‫حياؤه‬
‫خ‬ ‫قبل �إ�سالمه‪ ،‬وخرب عبد اهلل‬ ‫كما جاء يف خرب �سلمان الفار�سي‬ ‫كان الذوق والأدب واحلياء �صفات مالزمة ل�شخ�صه الكرمي‪ ،‬وجالبة ملحبة‬
‫وغريه‪.‬‬ ‫بن �سرج�س‬ ‫جميع من حوله‪ ،‬وقد جاء يف البخاري وم�سلم �أنه ملا �أطال بع�ض �أ�صحابه‬
‫قال‪ " :‬نظرت �إىل خامت النبوة بني كتفي‬ ‫وعن ال�سائب بن يزيد‬ ‫اجللو�س يف بيته و�أكرثوا احلديث فيما بينهم‪ ،‬كان حيا�ؤه يحمله على �أن‬
‫النبي ف�إذا هو مثل ز ّر احلجلة " �أخرجه البخاري وم�سلم‪� ،‬أي �أنَّ اخلامت يف‬
‫ِّ‬ ‫أخ�ص حقوق نف�سه و�أهمها‪ ،‬ويتحمل امل�شقة �إيثا ًرا لراحة �أ�صحابه‪،‬‬‫يرتك � َّ‬
‫ظهره ال�شريف‪ :‬قطعة حلم ظاهرة قدر بي�ضة احلمامة‪.‬‬ ‫النبي و�إعظا ًما حل ِّقه ﭽﮰ ﮱ‬ ‫مما جعل القر�آن يتنزل �إ�شفا ًقا على ِّ‬
‫ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝﭼ‬
‫خاتمه‬ ‫‪ " :‬ال يكاد ر�سول اهلل يواجه‬ ‫[األحزاب‪ ، ]53 :‬حتى قال �أن�س‬
‫من ف�ضة‬ ‫قال‪ " :‬كان خامت ر�سول اهلل‬ ‫عن �أن�س بن مالك‬ ‫�أحدًا يف وجهه ب�شيء يكرهه " �أخرجه �أحمد وح�سنه الأرن�ؤوط‪.‬‬
‫ونق�شه ‪ ( :‬حممد ر�سول اهلل ) " �أخرجه البخاري وم�سلم‪.‬‬ ‫و�أما حيا�ؤه من اهلل ف�أعظم احلياء و�أجلُّه‪ ،‬ولذا كان �شديد الغرية‬
‫على حمارم اهلل‪ ،‬وال ُيداهن يف دين اهلل �أحدً ا‪.‬‬
‫‪17‬‬ ‫‪16‬‬

‫خاتم نبوته‬ ‫النبي بي ًعا �إىل �أجل‪ ،‬فجاء اليهودي يريد �أن يتقا�ضى‬ ‫" وباع يهودي على ِّ‬
‫ب�شر عي�سى ابن مرميڠ بنب ِّينا حممد كما �أخرب اهلل بذلك‬ ‫لقد ّ‬ ‫ح َّقه قبل الأجل‪ ،‬فقال له النب ُّي مل يح َّل الأجل!‪ ،‬فقال اليهودي‪� :‬إنكم‬
‫يف القر�آن‪ :‬ﭽﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ‬ ‫فهم به ال�صحابة لريدعوه فنهاهم‪ ،‬فلم يزده‬ ‫َلـ ُم ْطل يا بني عبد املطلب‪ّ ،‬‬
‫ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨﭼ [الصف‪، ]6:‬‬ ‫ذلك �إال حل ًما‪ ،‬فقال اليهودي‪ :‬ك ُّل �شيء منه قد عرفته من عالمات النبوة‬
‫وبقيت واحدة وهي �أنه ال تزيده �شدَّة اجلهل �إال حل ًما ف�أردتُ �أن �أعرفها‪،‬‬
‫وكان عند �أهل الكتاب من يهود ون�صارى عالمات ودالئل يعرفون بها‬
‫ف�أ�سلم اليهودي "‪� .‬أخرجه ابن حبان و�صحح �إ�سناده ابن حجر‪.‬‬
‫النبي الذي �سيبعث يف ذلك الزمان‪ ،‬وت�ضافرت الأخبار عن‬ ‫�صفات ِّ‬
‫�أحبار يهود ورهبان ن�صارى‪ ،‬تبني �أنَّ من تلك العالمات (خامت النبوة )‬ ‫حياؤه‬
‫خ‬ ‫قبل �إ�سالمه‪ ،‬وخرب عبد اهلل‬ ‫كما جاء يف خرب �سلمان الفار�سي‬ ‫كان الذوق والأدب واحلياء �صفات مالزمة ل�شخ�صه الكرمي‪ ،‬وجالبة ملحبة‬
‫وغريه‪.‬‬ ‫بن �سرج�س‬ ‫جميع من حوله‪ ،‬وقد جاء يف البخاري وم�سلم �أنه ملا �أطال بع�ض �أ�صحابه‬
‫قال‪ " :‬نظرت �إىل خامت النبوة بني كتفي‬ ‫وعن ال�سائب بن يزيد‬ ‫اجللو�س يف بيته و�أكرثوا احلديث فيما بينهم‪ ،‬كان حيا�ؤه يحمله على �أن‬
‫النبي ف�إذا هو مثل ز ّر احلجلة " �أخرجه البخاري وم�سلم‪� ،‬أي �أنَّ اخلامت يف‬
‫ِّ‬ ‫أخ�ص حقوق نف�سه و�أهمها‪ ،‬ويتحمل امل�شقة �إيثا ًرا لراحة �أ�صحابه‪،‬‬‫يرتك � َّ‬
‫ظهره ال�شريف‪ :‬قطعة حلم ظاهرة قدر بي�ضة احلمامة‪.‬‬ ‫النبي و�إعظا ًما حل ِّقه ﭽﮰ ﮱ‬ ‫مما جعل القر�آن يتنزل �إ�شفا ًقا على ِّ‬
‫ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝﭼ‬
‫خاتمه‬ ‫‪ " :‬ال يكاد ر�سول اهلل يواجه‬ ‫[األحزاب‪ ، ]53 :‬حتى قال �أن�س‬
‫من ف�ضة‬ ‫قال‪ " :‬كان خامت ر�سول اهلل‬ ‫عن �أن�س بن مالك‬ ‫�أحدًا يف وجهه ب�شيء يكرهه " �أخرجه �أحمد وح�سنه الأرن�ؤوط‪.‬‬
‫ونق�شه ‪ ( :‬حممد ر�سول اهلل ) " �أخرجه البخاري وم�سلم‪.‬‬ ‫و�أما حيا�ؤه من اهلل ف�أعظم احلياء و�أجلُّه‪ ،‬ولذا كان �شديد الغرية‬
‫على حمارم اهلل‪ ،‬وال ُيداهن يف دين اهلل �أحدً ا‪.‬‬
‫‪19‬‬ ‫‪18‬‬

‫وهجرته إلى المدينة‬ ‫دعوته‬ ‫خدمه‬


‫النبي يف مكة ثالث ع�شرة �سنة يدعو النا�س �إىل الإ�سالم وعبادة‬ ‫�أقام ُّ‬ ‫النبي ويرغبون يف‬ ‫كان ال�صحابة ر�ضي اهلل عنهم يحبون خدمة ِّ‬
‫اهلل وحده ال �شريك له‪ ،‬وملا ازداد عناد كفار مكة وتكبرُّ هم عن قبول دعوة‬ ‫‪،‬‬ ‫ق�ضاء حوائجه ‪ ،‬وكان من بني من الزمه وخدمه‪� :‬أن�س بن مالك‬
‫احلق‪ ،‬أُ� ِذن ِّ‬
‫للنبي �أن ي�ؤ�س�س دولة الإ�سالم يف املدينة ويقيم �شريعة اهلل‬ ‫‪ ،‬وعبد اهلل بن م�سعود‬ ‫‪ ،‬و�أبو ذر الغفاري‬ ‫وربيعة بن كعب‬
‫يف الأر�ض‪ ،‬فهاجر �إليها ‪ ،‬وكان دخوله �إياها يوم االثنني الثامن من‬ ‫ِّ‬
‫وهو مع ذلك يعاملهم بكل طيب ولطف ‪ ،‬ال يعنف �أحدً ا وال‬
‫ربيع الأول عام (‪ )13‬من بداية النبوة وال�سنة الأوىل من الهجرة‪.‬‬ ‫يزجره و�إن �أخط أ� �أو ق�صر ‪.‬‬
‫ولكون الهجرة النبوية �أع ّز اهلل بها الإ�سالم وارتفعت معها راية احلقِّ ‪،‬‬ ‫خشيته لله تعالى‬
‫ومن معه من ال�صحابة �أن يكون منها للم�سلمني‬ ‫فقد ر�أى عمر‬ ‫قال‪� ( :‬أتيت ر�سول اهلل وهو ي�صلي‬ ‫عن عبد اهلل بن ِّ‬
‫ال�شخري‬
‫ً‬
‫تاريخا جديدً ا ي�ؤرخون به ي�ستعملونه يف كتاباتهم ووقائعهم‪.‬‬ ‫ِرجل من البكاء )‪� .‬أخرجه �أبو داود و�صححه الألباين‪،‬‬
‫د‬ ‫وجلوفه �أزيز ك�أزيز امل َ‬
‫دعاؤه‬ ‫�أي له �صوت كغليان املاء يف الإناء‪.‬‬
‫قد كان يتخري من الدعاء �أجمعه‪ ،‬كما قالت عائ�شة ڤ‪ " :‬كان‬ ‫قال‪ ( :‬قر�أت على ر�سول اهلل �سورة‬ ‫وعن عبد اهلل بن م�سعود‬
‫ر�سول اهلل ي�ستحب اجلوامع من الدعاء‪ ،‬ويدع ما �سوى ذلك " �أخرجه‬ ‫الن�ساء حتى بلغت قول اهلل تعاىل‪ :‬ﭽﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ‬
‫�أبو داود و�صححه الألباين‪.‬‬ ‫ﭬ ﭭ ﭮ ﭯﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻﭼ‬
‫وكان من هديه العزم يف الدعاء بحيث يجزم يف الطلب وي�ستيقن‬ ‫ﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃ ﮄﮅﮆﮇﮈ‬
‫النجاح والفالح‪ ،‬وال ي�ستبطئ الإجابة �أو ي�شك يف اال�ستجابة‪ ،‬بل يلح يف‬ ‫ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑﮒ ﮓﭼ[النساء‪:‬‬
‫الدعاء راج ًيا الإجابة من غري قنوط‪.‬‬ ‫‪ ]41-39‬قال‪ :‬فر�أيت عيني ر�سول اهلل تذرفان ) �أخرجه البخاري وم�سلم‪.‬‬
‫‪19‬‬ ‫‪18‬‬

‫وهجرته إلى المدينة‬ ‫دعوته‬ ‫خدمه‬


‫النبي يف مكة ثالث ع�شرة �سنة يدعو النا�س �إىل الإ�سالم وعبادة‬ ‫�أقام ُّ‬ ‫النبي ويرغبون يف‬ ‫كان ال�صحابة ر�ضي اهلل عنهم يحبون خدمة ِّ‬
‫اهلل وحده ال �شريك له‪ ،‬وملا ازداد عناد كفار مكة وتكبرُّ هم عن قبول دعوة‬ ‫‪،‬‬ ‫ق�ضاء حوائجه ‪ ،‬وكان من بني من الزمه وخدمه‪� :‬أن�س بن مالك‬
‫احلق‪ ،‬أُ� ِذن ِّ‬
‫للنبي �أن ي�ؤ�س�س دولة الإ�سالم يف املدينة ويقيم �شريعة اهلل‬ ‫‪ ،‬وعبد اهلل بن م�سعود‬ ‫‪ ،‬و�أبو ذر الغفاري‬ ‫وربيعة بن كعب‬
‫يف الأر�ض‪ ،‬فهاجر �إليها ‪ ،‬وكان دخوله �إياها يوم االثنني الثامن من‬ ‫ِّ‬
‫وهو مع ذلك يعاملهم بكل طيب ولطف ‪ ،‬ال يعنف �أحدً ا وال‬
‫ربيع الأول عام (‪ )13‬من بداية النبوة وال�سنة الأوىل من الهجرة‪.‬‬ ‫يزجره و�إن �أخط أ� �أو ق�صر ‪.‬‬
‫ولكون الهجرة النبوية �أع ّز اهلل بها الإ�سالم وارتفعت معها راية احلقِّ ‪،‬‬ ‫خشيته لله تعالى‬
‫ومن معه من ال�صحابة �أن يكون منها للم�سلمني‬ ‫فقد ر�أى عمر‬ ‫قال‪� ( :‬أتيت ر�سول اهلل وهو ي�صلي‬ ‫عن عبد اهلل بن ِّ‬
‫ال�شخري‬
‫ً‬
‫تاريخا جديدً ا ي�ؤرخون به ي�ستعملونه يف كتاباتهم ووقائعهم‪.‬‬ ‫ِرجل من البكاء )‪� .‬أخرجه �أبو داود و�صححه الألباين‪،‬‬
‫د‬ ‫وجلوفه �أزيز ك�أزيز امل َ‬
‫دعاؤه‬ ‫�أي له �صوت كغليان املاء يف الإناء‪.‬‬
‫قد كان يتخري من الدعاء �أجمعه‪ ،‬كما قالت عائ�شة ڤ‪ " :‬كان‬ ‫قال‪ ( :‬قر�أت على ر�سول اهلل �سورة‬ ‫وعن عبد اهلل بن م�سعود‬
‫ر�سول اهلل ي�ستحب اجلوامع من الدعاء‪ ،‬ويدع ما �سوى ذلك " �أخرجه‬ ‫الن�ساء حتى بلغت قول اهلل تعاىل‪ :‬ﭽﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ‬
‫�أبو داود و�صححه الألباين‪.‬‬ ‫ﭬ ﭭ ﭮ ﭯﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻﭼ‬
‫وكان من هديه العزم يف الدعاء بحيث يجزم يف الطلب وي�ستيقن‬ ‫ﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃ ﮄﮅﮆﮇﮈ‬
‫النجاح والفالح‪ ،‬وال ي�ستبطئ الإجابة �أو ي�شك يف اال�ستجابة‪ ،‬بل يلح يف‬ ‫ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑﮒ ﮓﭼ[النساء‪:‬‬
‫الدعاء راج ًيا الإجابة من غري قنوط‪.‬‬ ‫‪ ]41-39‬قال‪ :‬فر�أيت عيني ر�سول اهلل تذرفان ) �أخرجه البخاري وم�سلم‪.‬‬
‫‪21‬‬ ‫‪20‬‬
‫قال‪ :‬كان �أكرث دعوة يدعو بها‬ ‫ومن دعائه ما جاء عن �أن�س‬
‫ذكره لله تعالى‬ ‫النبي ‪ " :‬ربنا �آتنا يف الدنيا ح�سنة ويف الآخرة ح�سنة وقنا عذاب‬ ‫ُّ‬
‫كان �أكمل اخللق ذك ًرا هلل تعاىل‪ ،‬حيث كان ذكره هلل تعاىل يجري‬ ‫النار" متفق عليه‪ ،‬وكان كث ًريا ما يدعو به�ؤالء الدعوات‪ " :‬اللهم �إين �أعوذ‬
‫مع �أنفا�سه قائ ًما وقاعدً ا وعلى جنبه‪ ،‬يف م�شيه وركوبه وم�سريه ونزوله‬ ‫بك من الهم واحلزن ‪ ،‬والعجز والك�سل ‪ ،‬والبخل واجلنب ‪ ،‬و�ضلع الدين ‪،‬‬
‫و�سفره و�إقامته ‪.‬‬ ‫وقهر الرجال" ‪ " ،‬وكان ي�ستعيذ باهلل �أن يرد �إىل �أرذل العمر‪ ،‬ومن فتنة‬
‫كان �إذا ا�ستيقظ من نومه قال‪ " :‬احلمد هلل الذي �أحيانا بعد ما‬ ‫الدنيا ‪ ،‬ومن عذاب القرب » رواهما البخاري ‪.‬‬
‫�أماتنا و�إليه الن�شور " �أخرجه البخاري وم�سلم‪ ،‬ثم " �إذا �صلى الفجر جل�س‬ ‫وكان من عادته �أن يلهج بالدعوات بح�سب املقام واحلال ‪ ،‬فيدعو‬
‫يف م�صاله يذكر اهلل تعاىل حتى تطلع ال�شم�س " �أخرجه م�سلم‪ ،‬وكان‬ ‫بالربكة للمت�صدقني والباذلني ‪ ،‬ويدعو بك�شف الغم والهم للمع�سرين‬
‫يذكر اهلل تعاىل عند دخول البيت واخلروج منه‪ ،‬ويذكر اهلل تعاىل على‬ ‫واملت�ضررين ‪ ،‬وبالعلم والفهم للمتعلمني وال�سائلني ‪.‬‬
‫طعامه و�شرابه ولبا�سه وجماعه لأهله‪ ،‬ويذكر ربه عند دخول اخلالء‬
‫دفاعه عن المظلوم‬
‫ذ‬ ‫واخلروج منه‪ ،‬وكان يفزع �إىل ذكر اهلل عند امل�صائب والنوازل و�إذا‬ ‫ِّ‬
‫النبي ينهى عن الظلم وميتثل العدل يف �أموره كلها ‪ ،‬وكان يقف‬ ‫كان ُّ‬
‫�أن النبي كان �إذا نزل به‬ ‫هم �أو حزن كما قال �أن�س‬
‫غ�شيه ّ‬
‫مع املظلوم �أيا كان جن�سه ولونه ‪� ،‬صغ ًريا �أو كب ًريا ‪ ،‬امر�أة �أو رج ًال ‪ ،‬بل �إنه‬
‫ه ٌّم �أو غ ٌّم قال‪( :‬يا حي يا قيوم برحمتك �أ�ستغيث) �أخرجه الرتمذي وح�سنه‬
‫وقف مداف ًعا عن ناقته الق�صواء ملا بركت ورف�ضت امل�سري يف احلديبية‬
‫الألباين‪ ،‬وكان يذكر ربه �إذا �أوى �إىل فرا�شه ‪.‬‬
‫قري ًبا من مكة ‪ ،‬حيث تعجل بع�ض النا�س وقالوا‪ :‬خلأت الق�صواء ‪ ،‬فقال‬
‫ويف هديه و�سنته من الأذكار والدعوات ما ي�شهد ب�أنَّ ذكر اهلل تعاىل‬
‫ر�سول اهلل ‪ :‬واهلل ما خلأت الق�صواء ‪ ،‬وما ذاك لها بخلق ‪ ،‬ولكن‬
‫ا�ستوعب �ش�ؤون حياته ك ِّلها‪ ،‬وقد جاء عن عائ�شة ڤ قالت‪ " :‬كان‬
‫حب�سها حاب�س الفيل " رواه البخاري ‪.‬‬
‫النبي يذكر اهلل على كل �أحيانه " �أخرجه م�سلم‪.‬‬ ‫ُّ‬
‫‪21‬‬ ‫‪20‬‬
‫قال‪ :‬كان �أكرث دعوة يدعو بها‬ ‫ومن دعائه ما جاء عن �أن�س‬
‫ذكره لله تعالى‬ ‫النبي ‪ " :‬ربنا �آتنا يف الدنيا ح�سنة ويف الآخرة ح�سنة وقنا عذاب‬ ‫ُّ‬
‫كان �أكمل اخللق ذك ًرا هلل تعاىل‪ ،‬حيث كان ذكره هلل تعاىل يجري‬ ‫النار" متفق عليه‪ ،‬وكان كث ًريا ما يدعو به�ؤالء الدعوات‪ " :‬اللهم �إين �أعوذ‬
‫مع �أنفا�سه قائ ًما وقاعدً ا وعلى جنبه‪ ،‬يف م�شيه وركوبه وم�سريه ونزوله‬ ‫بك من الهم واحلزن ‪ ،‬والعجز والك�سل ‪ ،‬والبخل واجلنب ‪ ،‬و�ضلع الدين ‪،‬‬
‫و�سفره و�إقامته ‪.‬‬ ‫وقهر الرجال" ‪ " ،‬وكان ي�ستعيذ باهلل �أن يرد �إىل �أرذل العمر‪ ،‬ومن فتنة‬
‫كان �إذا ا�ستيقظ من نومه قال‪ " :‬احلمد هلل الذي �أحيانا بعد ما‬ ‫الدنيا ‪ ،‬ومن عذاب القرب » رواهما البخاري ‪.‬‬
‫�أماتنا و�إليه الن�شور " �أخرجه البخاري وم�سلم‪ ،‬ثم " �إذا �صلى الفجر جل�س‬ ‫وكان من عادته �أن يلهج بالدعوات بح�سب املقام واحلال ‪ ،‬فيدعو‬
‫يف م�صاله يذكر اهلل تعاىل حتى تطلع ال�شم�س " �أخرجه م�سلم‪ ،‬وكان‬ ‫بالربكة للمت�صدقني والباذلني ‪ ،‬ويدعو بك�شف الغم والهم للمع�سرين‬
‫يذكر اهلل تعاىل عند دخول البيت واخلروج منه‪ ،‬ويذكر اهلل تعاىل على‬ ‫واملت�ضررين ‪ ،‬وبالعلم والفهم للمتعلمني وال�سائلني ‪.‬‬
‫طعامه و�شرابه ولبا�سه وجماعه لأهله‪ ،‬ويذكر ربه عند دخول اخلالء‬
‫دفاعه عن المظلوم‬
‫ذ‬ ‫واخلروج منه‪ ،‬وكان يفزع �إىل ذكر اهلل عند امل�صائب والنوازل و�إذا‬ ‫ِّ‬
‫النبي ينهى عن الظلم وميتثل العدل يف �أموره كلها ‪ ،‬وكان يقف‬ ‫كان ُّ‬
‫�أن النبي كان �إذا نزل به‬ ‫هم �أو حزن كما قال �أن�س‬
‫غ�شيه ّ‬
‫مع املظلوم �أيا كان جن�سه ولونه ‪� ،‬صغ ًريا �أو كب ًريا ‪ ،‬امر�أة �أو رج ًال ‪ ،‬بل �إنه‬
‫ه ٌّم �أو غ ٌّم قال‪( :‬يا حي يا قيوم برحمتك �أ�ستغيث) �أخرجه الرتمذي وح�سنه‬
‫وقف مداف ًعا عن ناقته الق�صواء ملا بركت ورف�ضت امل�سري يف احلديبية‬
‫الألباين‪ ،‬وكان يذكر ربه �إذا �أوى �إىل فرا�شه ‪.‬‬
‫قري ًبا من مكة ‪ ،‬حيث تعجل بع�ض النا�س وقالوا‪ :‬خلأت الق�صواء ‪ ،‬فقال‬
‫ويف هديه و�سنته من الأذكار والدعوات ما ي�شهد ب�أنَّ ذكر اهلل تعاىل‬
‫ر�سول اهلل ‪ :‬واهلل ما خلأت الق�صواء ‪ ،‬وما ذاك لها بخلق ‪ ،‬ولكن‬
‫ا�ستوعب �ش�ؤون حياته ك ِّلها‪ ،‬وقد جاء عن عائ�شة ڤ قالت‪ " :‬كان‬
‫حب�سها حاب�س الفيل " رواه البخاري ‪.‬‬
‫النبي يذكر اهلل على كل �أحيانه " �أخرجه م�سلم‪.‬‬ ‫ُّ‬
‫‪23‬‬ ‫‪22‬‬
‫قال‪� :‬سمعت ر�سول اهلل يقول‪ " :‬واهلل �إين‬ ‫وعن �أبي هريرة‬
‫رحمته‬ ‫لأ�ستغفر اهلل و�أتوب �إليه يف اليوم �أكرث من �سبعني مرة " �أخرجه البخاري‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫لقد ام َّ‬
‫نت اهلل على عباده ب�إر�سال نب ِّيه رحمة للنا�س كلهم‪ ،‬م�سلمهم‬ ‫قال‪ " :‬ك َّنا نع ُّد لر�سول اهلل يف املجل�س الواحد‬ ‫وعن ابن عمر‬
‫جل �ش�أنه‪ :‬ﭽ ﮐ ﮑ‬ ‫وكافرهم ذكرهم و�أنثاهم‪ ،‬فقال اهلل َّ‬ ‫مائة مرة‪ " :‬رب اغفر يل وتب علي �إنك �أنت التواب الرحيم " �أخرجه �أبو داود‬
‫ﮒﮓ ﮔﭼ [األنبياء‪ ،]107 :‬و�أثنى اهلل على نب ِّيه بقوله‪:‬‬ ‫قال‪ :‬قال ر�سول اهلل ‪ " :‬لأن‬ ‫و�صححه الألباين‪ ،‬وعن �أبي هريرة‬
‫ﭽﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ‬ ‫يل مما‬‫�أقول‪� :‬سبحان اهلل‪ ،‬واحلمد هلل‪ ،‬وال �إله �إال اهلل‪ ،‬واهلل �أكرب‪� ،‬أحب �إ َّ‬
‫ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚﭼ [التوبة‪.]128:‬‬ ‫طلعت عليه ال�شم�س " �أخرجه م�سلم‪.‬‬
‫وعن عائ�شة ڤ قالت‪�« :‬إن كان ر�سول اهلل ليدع العمل‪ ،‬وهو ُّ‬
‫يحب‬
‫�أن يعمل به خ�شية �أن يعمل به النا�س‪ ،‬فيفر�ض عليهم » ‪ ،‬وعن �أبي قتادة‬ ‫ذكر اسمه في القرآن‬
‫قال‪ :‬قال ر�سول اهلل ‪�« :‬إين لأقوم يف ال�صالة و�أنا‬ ‫الأن�صاري‬ ‫النبي يف القر�آن با�سمه " حممد " يف �أربعة موا�ضع‪ :‬قال‬
‫ُذكر ُّ‬
‫ال�صبي‪ ،‬ف�أجتوز يف �صالتي كراهية �أن‬
‫ِّ‬ ‫�أريد �أن �أطول فيها‪ ،‬ف�أ�سمع بكاء‬ ‫تعاىل‪:‬ﭽﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻﭼ [آل عمران‪:‬‬
‫قال‪ " :‬ما‬ ‫�أ�شقَّ على � ِّأمه» �أخرجهما البخاري ‪ ،‬وعن �أن�س بن مالك‬ ‫‪ ،]144‬ﭽﯧ ﯨﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ‬
‫ر‬
‫ر�أيت �أحدً ا �أرحم بالعيال من ر�سول اهلل " �أخرجه م�سلم‪.‬‬ ‫ﯲﭼ [األحزاب‪ ،]40:‬ﭽﭞ ﭟﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤﭥﭦﭧﭼ‬
‫[محمد‪ ،]2:‬ﭽﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙ ﭚﭛﭼ‬
‫رضاعته ونشأته‬ ‫[الفتح‪ ، ]29 :‬و�أما " �أحمد " فجاءت حكاية عن عي�سى عليه ال�سالم يف‬
‫ولد عام الفيل �سنة ‪571‬م‪ ،‬يف يوم االثنني‪ ،‬التا�سع من ربيع الأول‬ ‫قوله تعاىل‪ :‬ﭽ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨﭩﭼ [الصف‪. ]6 :‬‬
‫على القول الراجح كما بينته الدرا�سات والبحوث‪ ،‬وكانت والدته يف مكة‪،‬‬
‫‪23‬‬ ‫‪22‬‬
‫قال‪� :‬سمعت ر�سول اهلل يقول‪ " :‬واهلل �إين‬ ‫وعن �أبي هريرة‬
‫رحمته‬ ‫لأ�ستغفر اهلل و�أتوب �إليه يف اليوم �أكرث من �سبعني مرة " �أخرجه البخاري‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫لقد ام َّ‬
‫نت اهلل على عباده ب�إر�سال نب ِّيه رحمة للنا�س كلهم‪ ،‬م�سلمهم‬ ‫قال‪ " :‬ك َّنا نع ُّد لر�سول اهلل يف املجل�س الواحد‬ ‫وعن ابن عمر‬
‫جل �ش�أنه‪ :‬ﭽ ﮐ ﮑ‬ ‫وكافرهم ذكرهم و�أنثاهم‪ ،‬فقال اهلل َّ‬ ‫مائة مرة‪ " :‬رب اغفر يل وتب علي �إنك �أنت التواب الرحيم " �أخرجه �أبو داود‬
‫ﮒﮓ ﮔﭼ [األنبياء‪ ،]107 :‬و�أثنى اهلل على نب ِّيه بقوله‪:‬‬ ‫قال‪ :‬قال ر�سول اهلل ‪ " :‬لأن‬ ‫و�صححه الألباين‪ ،‬وعن �أبي هريرة‬
‫ﭽﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ‬ ‫يل مما‬‫�أقول‪� :‬سبحان اهلل‪ ،‬واحلمد هلل‪ ،‬وال �إله �إال اهلل‪ ،‬واهلل �أكرب‪� ،‬أحب �إ َّ‬
‫ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚﭼ [التوبة‪.]128:‬‬ ‫طلعت عليه ال�شم�س " �أخرجه م�سلم‪.‬‬
‫وعن عائ�شة ڤ قالت‪�« :‬إن كان ر�سول اهلل ليدع العمل‪ ،‬وهو ُّ‬
‫يحب‬
‫�أن يعمل به خ�شية �أن يعمل به النا�س‪ ،‬فيفر�ض عليهم » ‪ ،‬وعن �أبي قتادة‬ ‫ذكر اسمه في القرآن‬
‫قال‪ :‬قال ر�سول اهلل ‪�« :‬إين لأقوم يف ال�صالة و�أنا‬ ‫الأن�صاري‬ ‫النبي يف القر�آن با�سمه " حممد " يف �أربعة موا�ضع‪ :‬قال‬
‫ُذكر ُّ‬
‫ال�صبي‪ ،‬ف�أجتوز يف �صالتي كراهية �أن‬
‫ِّ‬ ‫�أريد �أن �أطول فيها‪ ،‬ف�أ�سمع بكاء‬ ‫تعاىل‪:‬ﭽﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻﭼ [آل عمران‪:‬‬
‫قال‪ " :‬ما‬ ‫�أ�شقَّ على � ِّأمه» �أخرجهما البخاري ‪ ،‬وعن �أن�س بن مالك‬ ‫‪ ،]144‬ﭽﯧ ﯨﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ‬
‫ر‬
‫ر�أيت �أحدً ا �أرحم بالعيال من ر�سول اهلل " �أخرجه م�سلم‪.‬‬ ‫ﯲﭼ [األحزاب‪ ،]40:‬ﭽﭞ ﭟﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤﭥﭦﭧﭼ‬
‫[محمد‪ ،]2:‬ﭽﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙ ﭚﭛﭼ‬
‫رضاعته ونشأته‬ ‫[الفتح‪ ، ]29 :‬و�أما " �أحمد " فجاءت حكاية عن عي�سى عليه ال�سالم يف‬
‫ولد عام الفيل �سنة ‪571‬م‪ ،‬يف يوم االثنني‪ ،‬التا�سع من ربيع الأول‬ ‫قوله تعاىل‪ :‬ﭽ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨﭩﭼ [الصف‪. ]6 :‬‬
‫على القول الراجح كما بينته الدرا�سات والبحوث‪ ،‬وكانت والدته يف مكة‪،‬‬
‫‪25‬‬ ‫‪24‬‬
‫�أنَّ ر�سول اهلل �سئل عن �صوم يوم‬ ‫وقد جاء عن �أبي قتادة‬
‫في الدنيا‬ ‫زهده‬ ‫االثنني‪ ،‬فقال‪ ( :‬ذاك يوم ولدت فيه ) �أخرجه م�سلم‪ ،‬قال ابن القيم رحمه‬
‫اهلل‪( :‬ال خالف �أنه ولد مبكة‪ ،‬و�أنَّ مولده كان عام الفيل)‪.‬‬
‫كان ي�ؤثر النا�س على نف�سه‪ ،‬ويعطي العطاء اجلزيل‪ ،‬ومي�ضي عليه‬ ‫النبي هذا العمل‬ ‫أياما‪ ،‬وقدّر ُّ‬
‫وقد �أر�ضعته ثويبة موالة �أبي لهب � ً‬
‫ال�شهر وال�شهران ال يوقد يف بيته نار‪ ،‬وكان متقل ًال من الدنيا وقد ملك‬ ‫لها حتى �آخر حياتها‪ ،‬ف�أكرمها و�أراد �أن يعتقها ف�أبى �أبو لهب‪.‬‬
‫من �أق�صى اجلزيرة �إىل حدود ال�شام‪.‬‬ ‫و�أر�ضعته حليمة ال�سعدية‪ ،‬و�أقام يف بادية بني �سعد قرابة �أربع �سنني‪،‬‬
‫‪ :‬لقد ر�أيت ر�سول اهلل يظ ُّل اليوم يتل ّوى ما يجد من‬ ‫قال عمر‬ ‫و�صار له �إخوة من الر�ضاعة هم‪ :‬عمه حمـزة بن عبد املطلب‪ ،‬وابن عمه‬
‫ال َّدقل ما ميلأ بطنه ‪� :‬أخرجه م�سلم ‪ ،‬وال َّدقل‪ :‬رديء التمر والياب�س منه ‪.‬‬ ‫�أبو �سفيان بن احلارث‪ ،‬و�أبو �سلمة املخزومي‪ ،‬وعبداهلل وال�شيماء و�أني�سة‬
‫قال‪" :‬كان النب ُّي يبيت الليايل املتتابعة طاو ًيا‬ ‫وعن ابن عبا�س‬ ‫�أوالد حليمة من احلارث بن عبد العزى املكنى ب�أبي كب�شة‪.‬‬
‫و�أهله‪ ،‬ال يجدون ع�شا ًء‪ ،‬وكان �أكرث خبزهم خبز ال�شعري "‪� .‬أخرجه الرتمذي‬ ‫وقد ن�ش�أ يتي ًما حيث تويف والده عبد اهلل وهو جنني يف بطن �أمه‪،‬‬
‫و�أحمد و�صححه الألباين ‪ ،‬وعن عمرو بن احلارث قال ‪ « :‬ما ترك ر�سول اهلل‬ ‫وتوفيت والدته �آمنة وله من العمر �ست �سنوات‪.‬‬
‫عند موته دره ًما وال دينا ًرا وال �شي ًئا‪� ،‬إال بغلته البي�ضاء‪ ،‬و�سالحه و� ً‬
‫أر�ضا‬ ‫فكفله جدُّه عبد املطلب‪ ،‬فلما بلغ ثمان �سنوات مات عبد املطلب‪ ،‬فكفله‬
‫جعلها البن ال�سبيل �صدقة» �أخرجه البخاري ‪ ،‬وعن عائ�شة ڤ قالت‪« :‬ما‬ ‫عمه �أبو طالب‪ ،‬وطهره اهلل ‪ ۵‬من دن�س اجلاهلية فلم يعظم �صن ًما يف‬
‫ز‬ ‫�أكل �آل حممد �أكلتني يف يوم �إال �إحداهما متر» �أخرجه البخاري ‪.‬‬ ‫قط‪ ،‬ومل يح�ضر م�شهدً ا من م�شاهد كفرهم‪ ،‬وكانوا يطلبونه لذلك‬ ‫عمره ّ‬
‫وكان لتق ّلله من الدنيا ينوي �صيام التطوع و�سط النهار �إن مل يجد �شيئاً‬ ‫فيمتنع ويع�صمه اهلل تعاىل من ذلك‪ ،‬وهذا من لطف اهلل به �أن بر�أه من‬
‫ي�أكله‪ ،‬ورمبا �أ�صبح �صائ ًما ف�إن وجد ما ي�أكله �أفطر كما ثبت ذلك عنه يف‬ ‫كل عيب‪ ،‬ومنحه كل خلق جميل‪.‬‬
‫�صحيح م�سلم‪.‬‬
‫‪25‬‬ ‫‪24‬‬
‫�أنَّ ر�سول اهلل �سئل عن �صوم يوم‬ ‫وقد جاء عن �أبي قتادة‬
‫في الدنيا‬ ‫زهده‬ ‫االثنني‪ ،‬فقال‪ ( :‬ذاك يوم ولدت فيه ) �أخرجه م�سلم‪ ،‬قال ابن القيم رحمه‬
‫اهلل‪( :‬ال خالف �أنه ولد مبكة‪ ،‬و�أنَّ مولده كان عام الفيل)‪.‬‬
‫كان ي�ؤثر النا�س على نف�سه‪ ،‬ويعطي العطاء اجلزيل‪ ،‬ومي�ضي عليه‬ ‫النبي هذا العمل‬ ‫أياما‪ ،‬وقدّر ُّ‬
‫وقد �أر�ضعته ثويبة موالة �أبي لهب � ً‬
‫ال�شهر وال�شهران ال يوقد يف بيته نار‪ ،‬وكان متقل ًال من الدنيا وقد ملك‬ ‫لها حتى �آخر حياتها‪ ،‬ف�أكرمها و�أراد �أن يعتقها ف�أبى �أبو لهب‪.‬‬
‫من �أق�صى اجلزيرة �إىل حدود ال�شام‪.‬‬ ‫و�أر�ضعته حليمة ال�سعدية‪ ،‬و�أقام يف بادية بني �سعد قرابة �أربع �سنني‪،‬‬
‫‪ :‬لقد ر�أيت ر�سول اهلل يظ ُّل اليوم يتل ّوى ما يجد من‬ ‫قال عمر‬ ‫و�صار له �إخوة من الر�ضاعة هم‪ :‬عمه حمـزة بن عبد املطلب‪ ،‬وابن عمه‬
‫ال َّدقل ما ميلأ بطنه ‪� :‬أخرجه م�سلم ‪ ،‬وال َّدقل‪ :‬رديء التمر والياب�س منه ‪.‬‬ ‫�أبو �سفيان بن احلارث‪ ،‬و�أبو �سلمة املخزومي‪ ،‬وعبداهلل وال�شيماء و�أني�سة‬
‫قال‪" :‬كان النب ُّي يبيت الليايل املتتابعة طاو ًيا‬ ‫وعن ابن عبا�س‬ ‫�أوالد حليمة من احلارث بن عبد العزى املكنى ب�أبي كب�شة‪.‬‬
‫و�أهله‪ ،‬ال يجدون ع�شا ًء‪ ،‬وكان �أكرث خبزهم خبز ال�شعري "‪� .‬أخرجه الرتمذي‬ ‫وقد ن�ش�أ يتي ًما حيث تويف والده عبد اهلل وهو جنني يف بطن �أمه‪،‬‬
‫و�أحمد و�صححه الألباين ‪ ،‬وعن عمرو بن احلارث قال ‪ « :‬ما ترك ر�سول اهلل‬ ‫وتوفيت والدته �آمنة وله من العمر �ست �سنوات‪.‬‬
‫عند موته دره ًما وال دينا ًرا وال �شي ًئا‪� ،‬إال بغلته البي�ضاء‪ ،‬و�سالحه و� ً‬
‫أر�ضا‬ ‫فكفله جدُّه عبد املطلب‪ ،‬فلما بلغ ثمان �سنوات مات عبد املطلب‪ ،‬فكفله‬
‫جعلها البن ال�سبيل �صدقة» �أخرجه البخاري ‪ ،‬وعن عائ�شة ڤ قالت‪« :‬ما‬ ‫عمه �أبو طالب‪ ،‬وطهره اهلل ‪ ۵‬من دن�س اجلاهلية فلم يعظم �صن ًما يف‬
‫ز‬ ‫�أكل �آل حممد �أكلتني يف يوم �إال �إحداهما متر» �أخرجه البخاري ‪.‬‬ ‫قط‪ ،‬ومل يح�ضر م�شهدً ا من م�شاهد كفرهم‪ ،‬وكانوا يطلبونه لذلك‬ ‫عمره ّ‬
‫وكان لتق ّلله من الدنيا ينوي �صيام التطوع و�سط النهار �إن مل يجد �شيئاً‬ ‫فيمتنع ويع�صمه اهلل تعاىل من ذلك‪ ،‬وهذا من لطف اهلل به �أن بر�أه من‬
‫ي�أكله‪ ،‬ورمبا �أ�صبح �صائ ًما ف�إن وجد ما ي�أكله �أفطر كما ثبت ذلك عنه يف‬ ‫كل عيب‪ ،‬ومنحه كل خلق جميل‪.‬‬
‫�صحيح م�سلم‪.‬‬
‫‪27‬‬ ‫‪26‬‬
‫زوجاته‬
‫سالحه‬ ‫النبي طيلة خم�سني عا ًما من عمره يجد �أنه مل يتزوج‬ ‫من نظر �إىل حياة ِّ‬
‫للنبي ثالثة رماح‪ ،‬وثالثة �أقوا�س‪ ،‬و�ستة �أ�سياف‪ ،‬ودرعان‪،‬‬ ‫كان ِّ‬ ‫�سوى خديجة ڤ التي وقفت معه يف ال�شدائد وامللمات‪ ،‬وقد تزوجها بعد‬
‫وتر�س‪ ،‬وكان من ع َّدته يف احلرب‪ :‬راية �سوداء مربعة‪ ،‬ولواء �أبي�ض‪.‬‬ ‫�أن طلقت من رجلني وكان لها منهما �أوالد‪ ،‬ومل يجد �أ�ش ّد �أعدائه له‬
‫مغم ًزا يف هذه الفرتة احلا�سمة من حياته قبل النب َّوة وبعدها ‪.‬‬
‫سماحته‬ ‫وملا كان للأرحام وامل�صاهرة ت�أثري كبري يف حياة العرب القبلية‬
‫النبي يتحلى بال�سماحة يف كل �أموره‪ ،‬وكان ذلك خل ًقا يعرفه به‬ ‫كان ُّ‬ ‫النبي قد و ّثق �صالته باخللفاء الرا�شدين الأربعة‬‫واالجتماعية‪ ،‬جند �أنَّ َّ‬
‫ك ُّل من خالطه واقرتب منه‪ ،‬ورمبا حث �أ�صحابه بلطف ليمتثلوه‪ " :‬رحم‬ ‫بذلك‪ ،‬وكان زواجه بالعدد الكثري من الن�ساء يف �أواخر عمره ناب ًعا من‬
‫�سمحا �إذا باع و�إذا ا�شرتى و�إذا اقت�ضى " �أخرجه البخاري‪.‬‬
‫اهلل رج ًال ً‬ ‫حكمة �إلهية لها �أثرها يف حقن الدماء وك�سر َ�س ْو َرة عداء القبائل للإ�سالم‬
‫النبي يريد �أن يتقا�ضى حقَّه‬ ‫‪� :‬أنَّ رجال �أتى َّ‬ ‫عن �أبي هريرة‬ ‫وبناء املجتمع امل�سلم ‪.‬‬
‫النبي �أغلظ‬ ‫يف بعري كان قد ا�ستقر�ضه منه‪ ،‬فلما وقف بني يدي ِّ‬ ‫هن أمهات المؤمنين ‪ ،‬وقد توفي عن تسع نسوة‪:‬‬ ‫وزوجاته‬
‫عليه يف القول ؛ ف�أقبل ال�صحابة عليه لريدعوه‪ ،‬فقال ر�سول اهلل ‪:‬‬
‫‪ -1‬عائ�شة بنت �أبي بكر ال�صديق ‪ -2‬حف�صة بنت عمر بن اخلطاب‬
‫" دعوه‪ ،‬ف�إنَّ ل�صاحب احلق مقا ًال "‪ ،‬ثم قال ا�شرتوا له بع ًريا مثل بعريه‬
‫‪�-3‬أم حبيبة رملة بنت �أبي �سفيان �سيد قري�ش ‪� -4‬أم �سلمة هند بنت �أبي‬
‫و�أعطوه �إياه ‪ ،‬فبحثوا فلم يجدوا �إال �أف�ضل من بعريه و�أغلى ثم ًنا ‪ ،‬فقال‬
‫�أمية املخزومية ‪ -5‬ميمونة بنت احلارث الهاللية ‪ -6‬جويرية بنت احلارث‬
‫�س‬ ‫�أعطوه �إياه ‪ ،‬ف�إنَّ خريكم �أح�سنكم ق�ضاء‪ ،‬فقال الرجل ‪� " :‬أوفيتني‬
‫اخلزاعية ‪� -7‬صفية بنت حيي �سيد اليهود ‪� -8‬سودة بنت زمعة القر�شية‬
‫�أوفى اهلل بك" �أخرجه البخاري وم�سلم ‪.‬‬
‫‪ -9‬زينب بنت جح�ش التي زوجها اهلل لنبيه و�أبطل بها قاعدة التبني‪.‬‬
‫‪27‬‬ ‫‪26‬‬
‫زوجاته‬
‫سالحه‬ ‫النبي طيلة خم�سني عا ًما من عمره يجد �أنه مل يتزوج‬ ‫من نظر �إىل حياة ِّ‬
‫للنبي ثالثة رماح‪ ،‬وثالثة �أقوا�س‪ ،‬و�ستة �أ�سياف‪ ،‬ودرعان‪،‬‬ ‫كان ِّ‬ ‫�سوى خديجة ڤ التي وقفت معه يف ال�شدائد وامللمات‪ ،‬وقد تزوجها بعد‬
‫وتر�س‪ ،‬وكان من ع َّدته يف احلرب‪ :‬راية �سوداء مربعة‪ ،‬ولواء �أبي�ض‪.‬‬ ‫�أن طلقت من رجلني وكان لها منهما �أوالد‪ ،‬ومل يجد �أ�ش ّد �أعدائه له‬
‫مغم ًزا يف هذه الفرتة احلا�سمة من حياته قبل النب َّوة وبعدها ‪.‬‬
‫سماحته‬ ‫وملا كان للأرحام وامل�صاهرة ت�أثري كبري يف حياة العرب القبلية‬
‫النبي يتحلى بال�سماحة يف كل �أموره‪ ،‬وكان ذلك خل ًقا يعرفه به‬ ‫كان ُّ‬ ‫النبي قد و ّثق �صالته باخللفاء الرا�شدين الأربعة‬‫واالجتماعية‪ ،‬جند �أنَّ َّ‬
‫ك ُّل من خالطه واقرتب منه‪ ،‬ورمبا حث �أ�صحابه بلطف ليمتثلوه‪ " :‬رحم‬ ‫بذلك‪ ،‬وكان زواجه بالعدد الكثري من الن�ساء يف �أواخر عمره ناب ًعا من‬
‫�سمحا �إذا باع و�إذا ا�شرتى و�إذا اقت�ضى " �أخرجه البخاري‪.‬‬
‫اهلل رج ًال ً‬ ‫حكمة �إلهية لها �أثرها يف حقن الدماء وك�سر َ�س ْو َرة عداء القبائل للإ�سالم‬
‫النبي يريد �أن يتقا�ضى حقَّه‬ ‫‪� :‬أنَّ رجال �أتى َّ‬ ‫عن �أبي هريرة‬ ‫وبناء املجتمع امل�سلم ‪.‬‬
‫النبي �أغلظ‬ ‫يف بعري كان قد ا�ستقر�ضه منه‪ ،‬فلما وقف بني يدي ِّ‬ ‫هن أمهات المؤمنين ‪ ،‬وقد توفي عن تسع نسوة‪:‬‬ ‫وزوجاته‬
‫عليه يف القول ؛ ف�أقبل ال�صحابة عليه لريدعوه‪ ،‬فقال ر�سول اهلل ‪:‬‬
‫‪ -1‬عائ�شة بنت �أبي بكر ال�صديق ‪ -2‬حف�صة بنت عمر بن اخلطاب‬
‫" دعوه‪ ،‬ف�إنَّ ل�صاحب احلق مقا ًال "‪ ،‬ثم قال ا�شرتوا له بع ًريا مثل بعريه‬
‫‪�-3‬أم حبيبة رملة بنت �أبي �سفيان �سيد قري�ش ‪� -4‬أم �سلمة هند بنت �أبي‬
‫و�أعطوه �إياه ‪ ،‬فبحثوا فلم يجدوا �إال �أف�ضل من بعريه و�أغلى ثم ًنا ‪ ،‬فقال‬
‫�أمية املخزومية ‪ -5‬ميمونة بنت احلارث الهاللية ‪ -6‬جويرية بنت احلارث‬
‫�س‬ ‫�أعطوه �إياه ‪ ،‬ف�إنَّ خريكم �أح�سنكم ق�ضاء‪ ،‬فقال الرجل ‪� " :‬أوفيتني‬
‫اخلزاعية ‪� -7‬صفية بنت حيي �سيد اليهود ‪� -8‬سودة بنت زمعة القر�شية‬
‫�أوفى اهلل بك" �أخرجه البخاري وم�سلم ‪.‬‬
‫‪ -9‬زينب بنت جح�ش التي زوجها اهلل لنبيه و�أبطل بها قاعدة التبني‪.‬‬
‫‪29‬‬ ‫‪28‬‬

‫شجاعته‬ ‫يف جمل له كان قد اعت َّل يف ال�سفر‪،‬‬ ‫وقد بايع ر�سول جاب ًرا‬
‫يتقا�ضى الثمن �أعطاه‬ ‫فباعه �إياه ب�أوقية ذهب‪ ،‬وملا جاء جابر‬
‫م�ضرب املثل‪ ،‬وحمط النظر‪ ،‬حيث كان‬ ‫النبي‬
‫كانت �شجاعة ِّ‬
‫النبي الثمن واجلمل م ًعا " متفق عليه ‪.‬‬
‫يت�ص َّدر املواقف وامل�صاعب بقلب ثابت و�إميان را�سخ‪ ،‬وقد ف َّرت منه‬
‫قال ‪ " :‬كان ر�سول اهلل رج ًال �سه ًال‪ ،‬حتى �إذا‬ ‫وعن جابر‬
‫جيو�ش الأعداء وقادة الكفر يف كثري من املواجهات مع �أنهم يفوقونه يف‬
‫هَ ِو َي ْت عائ�شة ڤ ال�شيء تابعها عليه " �أخرجه م�سلم ‪.‬‬
‫العتاد والعدة ‪.‬‬
‫َ‬ ‫يوما �إىل م�سجده ف�صلى ركعتني ‪ ،‬ثم قال ‪ :‬اللهم‬ ‫أعرابي ً‬
‫ودخل � ٌّ‬
‫يوما من �صوت �أ َر َاعهم ب�إحدى نواحي املدينة‪ ،‬فخرجوا‬ ‫وقد فزع النا�س ً‬
‫النبي ‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫ارحمني وحممدً ا ‪ ،‬وال ترحم معنا �أحدً ا ‪ ،‬فالتفت �إليه ُّ‬
‫النبي على فر�س بدون‬ ‫باجتاهه‪ ،‬وبينما هم كذلك �إذ �أقبل عليهم ُّ‬
‫"لقد حتجرت وا�س ًعا " ‪ ،‬ثم مل يلبث �أن بال يف امل�سجد ‪ ،‬ف�أ�سرع النا�س‬
‫�سرج راف ًعا �سيفه‪ ،‬وقد �سبقهم �إىل �شرف املدينة ويقول لهم‪" :‬لن تراعوا‬
‫�إليه لريدعوه‪ ،‬فقال لهم ر�سول اهلل ‪� " :‬إمنا بعثتم مي�سرين‪ ،‬ومل‬
‫لن تراعوا" متفق عليه ‪.‬‬
‫تبعثوا مع�سرين ‪� ،‬أهريقوا عليه دلوا من ماء " رواه �أحمد و�أ�صله يف البخاري ‪.‬‬
‫‪� :‬أفررمت عن ر�سول اهلل يوم حنني يا �أبا‬ ‫�س�أل رجل الرباء‬
‫عمارة ؟! فقال الرباء‪ :‬لكن ر�سول اهلل مل يف ّر‪ ،‬ولكن النا�س تلقتهم‬ ‫سواكه‬
‫هوازن بالنبل فانهزموا‪ ،‬ور�سول اهلل مقبل على العد ِّو بوجهه على‬ ‫كان يحب ال�سواك من �شجر الأراك‪ ،‬وكان يقول‪ " :‬لوال �أن �أ�شقَّ على‬
‫النبي ال كذب ‪� ---‬أنا ابن عبد املطلب"‬
‫بغلته البي�ضاء وهو يقول‪�" :‬أنا ُّ‬ ‫�أمتي لأمرتهم بال�سواك‪" ...‬متفق عليه وكان ي�ستاك مفط ًرا و�صائ ًما‪،‬‬
‫متفق عليه‪ ،‬ففي َح ْو َمة الوغى وقد انك�شف عنه اجلي�ش َي ْر ُك�ض بغلته‬ ‫وي�ستاك عند االنتباه من النوم وعند الو�ضوء وعند ال�صالة وعند دخول‬
‫التي ال ت�صلح لك ٍّر وال ف ٍّر باجتاه العد ِّو وينادي با�سمه يف وجوه �أعدائه‬ ‫املنزل‪ ،‬وقب�ض عليه ال�صالة وال�سالم وال�سواك يف فمه‪.‬‬
‫�ش‬ ‫املرتب�صني به‪ ،‬وهذا غاية ما يكون من الإقدام والب�سالة‪.‬‬
‫‪29‬‬ ‫‪28‬‬

‫شجاعته‬ ‫يف جمل له كان قد اعت َّل يف ال�سفر‪،‬‬ ‫وقد بايع ر�سول جاب ًرا‬
‫يتقا�ضى الثمن �أعطاه‬ ‫فباعه �إياه ب�أوقية ذهب‪ ،‬وملا جاء جابر‬
‫م�ضرب املثل‪ ،‬وحمط النظر‪ ،‬حيث كان‬ ‫النبي‬
‫كانت �شجاعة ِّ‬
‫النبي الثمن واجلمل م ًعا " متفق عليه ‪.‬‬
‫يت�ص َّدر املواقف وامل�صاعب بقلب ثابت و�إميان را�سخ‪ ،‬وقد ف َّرت منه‬
‫قال ‪ " :‬كان ر�سول اهلل رج ًال �سه ًال‪ ،‬حتى �إذا‬ ‫وعن جابر‬
‫جيو�ش الأعداء وقادة الكفر يف كثري من املواجهات مع �أنهم يفوقونه يف‬
‫هَ ِو َي ْت عائ�شة ڤ ال�شيء تابعها عليه " �أخرجه م�سلم ‪.‬‬
‫العتاد والعدة ‪.‬‬
‫َ‬ ‫يوما �إىل م�سجده ف�صلى ركعتني ‪ ،‬ثم قال ‪ :‬اللهم‬ ‫أعرابي ً‬
‫ودخل � ٌّ‬
‫يوما من �صوت �أ َر َاعهم ب�إحدى نواحي املدينة‪ ،‬فخرجوا‬ ‫وقد فزع النا�س ً‬
‫النبي ‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫ارحمني وحممدً ا ‪ ،‬وال ترحم معنا �أحدً ا ‪ ،‬فالتفت �إليه ُّ‬
‫النبي على فر�س بدون‬ ‫باجتاهه‪ ،‬وبينما هم كذلك �إذ �أقبل عليهم ُّ‬
‫"لقد حتجرت وا�س ًعا " ‪ ،‬ثم مل يلبث �أن بال يف امل�سجد ‪ ،‬ف�أ�سرع النا�س‬
‫�سرج راف ًعا �سيفه‪ ،‬وقد �سبقهم �إىل �شرف املدينة ويقول لهم‪" :‬لن تراعوا‬
‫�إليه لريدعوه‪ ،‬فقال لهم ر�سول اهلل ‪� " :‬إمنا بعثتم مي�سرين‪ ،‬ومل‬
‫لن تراعوا" متفق عليه ‪.‬‬
‫تبعثوا مع�سرين ‪� ،‬أهريقوا عليه دلوا من ماء " رواه �أحمد و�أ�صله يف البخاري ‪.‬‬
‫‪� :‬أفررمت عن ر�سول اهلل يوم حنني يا �أبا‬ ‫�س�أل رجل الرباء‬
‫عمارة ؟! فقال الرباء‪ :‬لكن ر�سول اهلل مل يف ّر‪ ،‬ولكن النا�س تلقتهم‬ ‫سواكه‬
‫هوازن بالنبل فانهزموا‪ ،‬ور�سول اهلل مقبل على العد ِّو بوجهه على‬ ‫كان يحب ال�سواك من �شجر الأراك‪ ،‬وكان يقول‪ " :‬لوال �أن �أ�شقَّ على‬
‫النبي ال كذب ‪� ---‬أنا ابن عبد املطلب"‬
‫بغلته البي�ضاء وهو يقول‪�" :‬أنا ُّ‬ ‫�أمتي لأمرتهم بال�سواك‪" ...‬متفق عليه وكان ي�ستاك مفط ًرا و�صائ ًما‪،‬‬
‫متفق عليه‪ ،‬ففي َح ْو َمة الوغى وقد انك�شف عنه اجلي�ش َي ْر ُك�ض بغلته‬ ‫وي�ستاك عند االنتباه من النوم وعند الو�ضوء وعند ال�صالة وعند دخول‬
‫التي ال ت�صلح لك ٍّر وال ف ٍّر باجتاه العد ِّو وينادي با�سمه يف وجوه �أعدائه‬ ‫املنزل‪ ،‬وقب�ض عليه ال�صالة وال�سالم وال�سواك يف فمه‪.‬‬
‫�ش‬ ‫املرتب�صني به‪ ،‬وهذا غاية ما يكون من الإقدام والب�سالة‪.‬‬
‫‪31‬‬ ‫‪30‬‬
‫وكان من �أ�شجع ال�صحابة و�أقواهم يف القتال‪ ( :‬كنا �إذا‬ ‫قال علي‬
‫صبره واحتماله أذى الناس‬
‫ملا ا�شت َّد البالء من �سفهاء قومه عليه مبكة �أ َّول الإ�سالم‪ ،‬خرج �إىل‬ ‫القوم‪ ،‬اتقينا بر�سول اهلل فما يكون �أح ٌد �أقرب‬‫ا�شت َّد الب�أ�س‪ ،‬ولقي القو ُم َ‬
‫الطائف يلتم�س الن�صرة واملنعة ‪ ،‬ويبحث عن منبت لر�سالة اهلل يف‬ ‫�إىل العد ِّو منه ) �أخرجه �أحمد و�صححه الألباين‪.‬‬
‫الأر�ض‪ ،‬ف�إذا به ينال من �أهل الطائف ما مل ينله من قومه وي�ؤذونه‬
‫شرابه‬
‫�أ�ش َّد الأذى‪ ،‬فجعلوا يرمونه باحلجارة وهو راكب على راحلته حتى دميت‬
‫أحب ال�شراب �إىل ر�سول اهلل احللو‬ ‫عن عائ�شة ڤ قالت‪" :‬كان � ُّ‬
‫قدماه‪ ،‬وغاب عنه وعيه ‪ ..‬فلم يفق �إال وهو على ظهر بعريه ي�سري يف‬
‫قال‪ " :‬كان‬ ‫البارد"‪� .‬أخرجه الرتمذي و�صححه الألباين‪ ،‬وعن �أن�س‬
‫قرن الثعالب ‪ -‬يف ال�سيل الكبري – مب�سافة تزيد على (‪ )15‬كلم من‬
‫النبي �إذا �شرب تنف�س ثال ًثا‪ ،‬ويقول‪ :‬هو �أهن أ� و�أمر أ� و�أبر�أ" متفق عليه‪،‬‬
‫ُّ‬
‫الطائف‪ ،‬و�إذا مبلك اجلبال يناديه‪ " :‬يا حممد �إن �شئت �أن �أطبق عليهم‬
‫وكان من هديه املعتاد ال�شرب قاعدً ا‪ ،‬وي�س ّمي اهلل يف �أوله ويحمد اهلل‬
‫الأخ�شبني !" فقال‪ " :‬بل �أرجو �أن يخرج اهلل من �أ�صالبهم من يعبد اهلل‬
‫يف �آخره‪.‬‬
‫وحده ال �شريك له "‪� .‬أخرجه البخاري وم�سلم‪ .‬والأخ�شبان هما ‪ :‬جبال مكة‬
‫قعيقعان و�أبو قبي�س �سميا بذلك لعظمهما وخ�شونتهما ‪.‬‬ ‫شعراؤه‬
‫صالته‬ ‫‪،‬‬ ‫كان من �شعرائه الذين يذ ّبون عن الإ�سالم‪ :‬كعب بن مالك‬
‫النبي يقف يف ال�صالة بني يدي ربه يف خ�شوع وخ�ضوع‪ ،‬فتمتلئ‬ ‫كان ُّ‬ ‫‪.‬‬ ‫‪ ،‬وح�سان بن ثابت‬ ‫وعبد اهلل بن رواحة‬
‫جوارحه بالأمن والطم�أنينة والثقة واليقني‪ ،‬فيخ�شع راك ًعا ويخ�شع‬
‫�ساجدً ا ؛ ليجد راحته و�أن�سه فيها؛ فتنزاح عنه الهموم وينجلي عنه‬
‫التعب واللأواء‪ ،‬وكان يقول‪ " :‬يا بالل �أرحنا بال�صالة "‪ُ " ،‬جعلت قرة‬
‫�ص‬
‫‪31‬‬ ‫‪30‬‬
‫وكان من �أ�شجع ال�صحابة و�أقواهم يف القتال‪ ( :‬كنا �إذا‬ ‫قال علي‬
‫صبره واحتماله أذى الناس‬
‫ملا ا�شت َّد البالء من �سفهاء قومه عليه مبكة �أ َّول الإ�سالم‪ ،‬خرج �إىل‬ ‫القوم‪ ،‬اتقينا بر�سول اهلل فما يكون �أح ٌد �أقرب‬‫ا�شت َّد الب�أ�س‪ ،‬ولقي القو ُم َ‬
‫الطائف يلتم�س الن�صرة واملنعة ‪ ،‬ويبحث عن منبت لر�سالة اهلل يف‬ ‫�إىل العد ِّو منه ) �أخرجه �أحمد و�صححه الألباين‪.‬‬
‫الأر�ض‪ ،‬ف�إذا به ينال من �أهل الطائف ما مل ينله من قومه وي�ؤذونه‬
‫شرابه‬
‫�أ�ش َّد الأذى‪ ،‬فجعلوا يرمونه باحلجارة وهو راكب على راحلته حتى دميت‬
‫أحب ال�شراب �إىل ر�سول اهلل احللو‬ ‫عن عائ�شة ڤ قالت‪" :‬كان � ُّ‬
‫قدماه‪ ،‬وغاب عنه وعيه ‪ ..‬فلم يفق �إال وهو على ظهر بعريه ي�سري يف‬
‫قال‪ " :‬كان‬ ‫البارد"‪� .‬أخرجه الرتمذي و�صححه الألباين‪ ،‬وعن �أن�س‬
‫قرن الثعالب ‪ -‬يف ال�سيل الكبري – مب�سافة تزيد على (‪ )15‬كلم من‬
‫النبي �إذا �شرب تنف�س ثال ًثا‪ ،‬ويقول‪ :‬هو �أهن أ� و�أمر أ� و�أبر�أ" متفق عليه‪،‬‬
‫ُّ‬
‫الطائف‪ ،‬و�إذا مبلك اجلبال يناديه‪ " :‬يا حممد �إن �شئت �أن �أطبق عليهم‬
‫وكان من هديه املعتاد ال�شرب قاعدً ا‪ ،‬وي�س ّمي اهلل يف �أوله ويحمد اهلل‬
‫الأخ�شبني !" فقال‪ " :‬بل �أرجو �أن يخرج اهلل من �أ�صالبهم من يعبد اهلل‬
‫يف �آخره‪.‬‬
‫وحده ال �شريك له "‪� .‬أخرجه البخاري وم�سلم‪ .‬والأخ�شبان هما ‪ :‬جبال مكة‬
‫قعيقعان و�أبو قبي�س �سميا بذلك لعظمهما وخ�شونتهما ‪.‬‬ ‫شعراؤه‬
‫صالته‬ ‫‪،‬‬ ‫كان من �شعرائه الذين يذ ّبون عن الإ�سالم‪ :‬كعب بن مالك‬
‫النبي يقف يف ال�صالة بني يدي ربه يف خ�شوع وخ�ضوع‪ ،‬فتمتلئ‬ ‫كان ُّ‬ ‫‪.‬‬ ‫‪ ،‬وح�سان بن ثابت‬ ‫وعبد اهلل بن رواحة‬
‫جوارحه بالأمن والطم�أنينة والثقة واليقني‪ ،‬فيخ�شع راك ًعا ويخ�شع‬
‫�ساجدً ا ؛ ليجد راحته و�أن�سه فيها؛ فتنزاح عنه الهموم وينجلي عنه‬
‫التعب واللأواء‪ ،‬وكان يقول‪ " :‬يا بالل �أرحنا بال�صالة "‪ُ " ،‬جعلت قرة‬
‫�ص‬
‫‪32‬‬
‫عيني يف ال�صالة "‪ ،‬بل �إليها " كان يفزع �إذا حزبه �أمر " لي�ستعني بها‬
‫على ما يلقاه من �أنواع امل�شقة والبالء‪ ،‬وهي �آخر ما عهد به لأمته وهو‬
‫يف �آخر رمق من حياته حيث كان يقول‪ " :‬ال�صالة ال�صالة وما ملكت‬
‫أخف النا�س �صالة على النا�س‪،‬‬ ‫�أميانكم "‪ ،‬ومع ذلك فقد كان " � َّ‬
‫و�أطول النا�س �صالة لنف�سه " خرج هذه الأحاديث ‪� :‬أحمد و�صححها الألباين‪.‬‬
‫وقد ُح�سب جمموع الركعات التي يحافظ عليها يوم ًيا طوال العام‪ :‬فكانت‬
‫قرابة �أربعني ركعة مبا فيها الفري�ضة‪.‬‬

‫صيامه‬
‫يخ�ص رم�ضان من بني ال�شهور‬ ‫�صام النب ُّي ت�سع رم�ضانات‪ ،‬وكان ُّ‬
‫بالعبادة حتى �إنه ليوا�صل فيه �أحيا ًنا �صيام اليومني والثالثة ليو ِّفر �ساعات‬
‫ليله ونهاره ملزيد من الطاعات والقربات‪ ،‬وكان من هديه فيه الإكثار‬
‫من ال�صدقة والإح�سان وتالوة القر�آن وال�صالة والذكر واالعتكاف ‪.‬‬
‫ومن هديه يف �صوم التطوع �أنه مل يكن يخرج عليه �شهر حتى ي�صوم‬
‫منه‪ ،‬وكان يحافظ على �صيام يوم االثنني‪ ،‬ويتحرى �صيام عا�شوراء‪،‬‬
‫وي�صوم يوم عرفة ‪ ،‬وينوي �أحيا ًنا �صوم التطوع و�سط النهار �إن مل يجد‬
‫�شيئ ًا ي�أكله‪ ،‬كما ثبت ك ُّل ذلك يف �أحاديث �صحيحة ‪.‬‬
‫�ض‬
‫‪33‬‬

‫ضحكه وتبسمه‬
‫النبي �ضحو ًكا با�س ًما‪ ،‬وكان من هديه �أال يتكلف ال�ضحك‬ ‫كان ُّ‬
‫و�إمنا ي�سرتعيه �إذا وجد �سببه من غري �أن ميلك عليه �شعوره‪ ،‬قالت‬
‫النبي م�ستجم ًعا �ضاح ًكا حتى تبدو منه لهواته‬‫عائ�شة ڤ‪ " :‬ما ر�أيت َّ‬
‫‪ " :‬ما‬ ‫يتب�سم " �أخرجه البخاري‪ ،‬وقال عبد اهلل بن احلارث‬
‫�إمنا كان َّ‬
‫ر�أيت �أحدً ا �أكرث تب�س ًما من ر�سول اهلل " �أخرجه الرتمذي و�صححه الألباين‪،‬‬
‫‪ " :‬ما حجبني ر�سول اهلل منذ �أ�سلمت‬ ‫وقال جرير بن عبد اهلل‬
‫وال ر�آين �إال �ضحك " �أخرجه البخاري وم�سلم‪.‬‬
‫‪ :‬كان ر�سول اهلل‬ ‫وكان هذا �ش�أنه مع ال�صغري والكبري‪ ،‬قال �أن�س‬
‫يوما حلاجة فقلت‪ :‬واهلل ال �أذهب‪،‬‬ ‫من �أح�سن النا�س خل ًقا‪� ،‬أر�سلني ً‬
‫نبي اهلل فخرجت من عنده‬ ‫ويف نف�سي �أن �أذهب ملا �أمرين به ُّ‬
‫فمررت على ال�صبيان وهم يلعبون يف ال�سوق‪ ،‬فوقفت معهم‪ ،‬ف�إذا ر�سول‬
‫اهلل قد قب�ض بقفاي من ورائي‪ ،‬فنظرت �إليه وهو ي�ضحك‪ ،‬فقال‪ :‬يا‬
‫أُ�ني�س هل ذهبت حيث �أمرتك ؟ قلت‪ :‬نعم �أنا �أذهب يا ر�سول اهلل‪ ،‬قال‬
‫�أن�س ‪ :‬واهلل لقد خدمت ر�سول اهلل ع�شر �سنني‪ ،‬ما علمته قال ل�شيء‬
‫�صنعته‪َ :‬مل فعلت كذا ؟ ‪� ،‬أو ل�شيء تركته‪ :‬هال فعلت كذا " متفق عليه‪.‬‬
‫‪35‬‬ ‫‪34‬‬
‫ط‬ ‫وعن عائ�شة ڤ قالت‪� " :‬أتيت ر�سول اهلل بخزيرة طبختها له‬
‫طعامه‬ ‫والنبي بيني وبينها‪-‬‬
‫ُّ‬ ‫( حلم مقطع فيه دقيق ود�سم ) فقلت ل�سودة‪- :‬‬
‫كان النب ُّي الير ّد موجودًا وال يتكلف مفقودًا‪ ،‬فما ُق ِّرب �إليه �شيء من‬ ‫كلي‪ ,‬ف�أبت �أن ت�أكل‪ ,‬فقلت لها ‪ :‬لت�أكلِنّ �أو لألطخنّ وجهك‪ ،‬ف�أبت ‪,‬‬
‫الطيبات �إال �أكله‪� ،‬إال �أن تعافه نف�سه‪ ،‬فيرتكه من غري حترمي‪ ،‬وما عاب‬ ‫النبي‬
‫فو�ضعت يدي يف اخلزيرة فطليت وجهها ‪-‬بالد�سم‪ ،-‬ف�ضحك ُّ‬
‫طعا ًما قط‪� ،‬إن ا�شتهاه �أكله و�إال تركه‪ ،‬وكان يحب �أكل احللوى والع�سل‪،‬‬ ‫‪ ،‬فو�ضع بيده لها‪ ،‬وقال ل�سودة‪ " :‬الطخي وجهها " فلطخت وجهي‪,‬‬
‫و�أكل حلم اجلزور وال�ض�أن والدجاج والأرانب وطعام البحر‪ ،‬و�أكل ال�شواء‪،‬‬ ‫فنادى ‪ :‬يا عبد اهلل‪ ,‬يا‬ ‫النبي � ً‬
‫أي�ضا‪ ،‬فم ّر عمر‬ ‫ف�ضحك ُّ‬
‫و�أكل الرطب والتمر‪ ..‬وغري ذلك‪ ،‬وكان معظم مطعمه يو�ضع على الأر�ض‬ ‫النبي �أنَّ عمر �سيدخل‪ ،‬فقال لهما‪" :‬قوما فاغ�سال‬ ‫ُّ‬ ‫عبد اهلل‪ ،‬فظنَّ‬
‫يف ال�سفرة‪ ،‬وكان ي�أكل ب�أ�صابعه الثالثة ويلعقها �إذا فرغ‪ ،‬وال ي�أكل متكئ ًا‪،‬‬ ‫وجوهكما"‪ ،‬قالت عائ�شة ڤ ‪ :‬فما زلت �أهاب عمر‪ ,‬لهيبة ر�سول اهلل‬
‫وكان ي�سمي اهلل تعاىل �أول طعامه‪ ،‬ويحمده يف �آخره‪.‬‬ ‫�إياه " �أخرجه �أبويعلى وح�سنه الألباين‪ .‬وبهذه الب�ساطة وهذا اللطف كان‬
‫وكان �إذا كان �صائ ًما �أفطر قبل �أن ي�صلي على رطب �أو متر ف�إن مل يجد‬ ‫يداعب �أهله وي�ضاحكهم ويدخل ال�سرور عليهم‪.‬‬
‫فعلى ح�سوات من ماء‪.‬‬ ‫ومن الطريف ما جاء يف �صحيح البخاري �أنَّ ر�سول اهلل كان يق�ص‬
‫على ال�صحابة عن �آخر رجل يدخل اجلنة ‪ ،‬و�أنَّ اهلل ‪ ۵‬ملا قال له‪:‬‬
‫طيبه وعطره‬ ‫اذهب فادخل اجلنة ف�إنَّ لك مثل الدنيا وع�شرة �أمثالها ‪ ،‬فقال ذلك‬
‫وكان �صب ًيا ‪" :‬م�سح ر�سول اهلل خدي‬ ‫قال جابر بن �سمرة‬ ‫الرجل حني مل ي�ستوعب تلك املقالة ‪� :‬أت�سخر بي و�أنت رب العاملني؟ ‪،‬‬
‫ريحا ك�أمنا �أخرجها من ُج�ؤْنة عطار " �أخرجه‬
‫بيده‪ ،‬فوجدت ليده بردًا �أو ً‬ ‫ف�ضحك ر�سول اهلل من قولته تلك حتى بدت نواجذه ‪.‬‬
‫م�سلم ‪ ،‬قالت عائ�شة ڤ‪ " :‬كنت �أطيب ر�سول اهلل ب�أطيب ما �أجد"‬
‫�أخرجه البخاري‪.‬‬
‫‪35‬‬ ‫‪34‬‬
‫ط‬ ‫وعن عائ�شة ڤ قالت‪� " :‬أتيت ر�سول اهلل بخزيرة طبختها له‬
‫طعامه‬ ‫والنبي بيني وبينها‪-‬‬
‫ُّ‬ ‫( حلم مقطع فيه دقيق ود�سم ) فقلت ل�سودة‪- :‬‬
‫كان النب ُّي الير ّد موجودًا وال يتكلف مفقودًا‪ ،‬فما ُق ِّرب �إليه �شيء من‬ ‫كلي‪ ,‬ف�أبت �أن ت�أكل‪ ,‬فقلت لها ‪ :‬لت�أكلِنّ �أو لألطخنّ وجهك‪ ،‬ف�أبت ‪,‬‬
‫الطيبات �إال �أكله‪� ،‬إال �أن تعافه نف�سه‪ ،‬فيرتكه من غري حترمي‪ ،‬وما عاب‬ ‫النبي‬
‫فو�ضعت يدي يف اخلزيرة فطليت وجهها ‪-‬بالد�سم‪ ،-‬ف�ضحك ُّ‬
‫طعا ًما قط‪� ،‬إن ا�شتهاه �أكله و�إال تركه‪ ،‬وكان يحب �أكل احللوى والع�سل‪،‬‬ ‫‪ ،‬فو�ضع بيده لها‪ ،‬وقال ل�سودة‪ " :‬الطخي وجهها " فلطخت وجهي‪,‬‬
‫و�أكل حلم اجلزور وال�ض�أن والدجاج والأرانب وطعام البحر‪ ،‬و�أكل ال�شواء‪،‬‬ ‫فنادى ‪ :‬يا عبد اهلل‪ ,‬يا‬ ‫النبي � ً‬
‫أي�ضا‪ ،‬فم ّر عمر‬ ‫ف�ضحك ُّ‬
‫و�أكل الرطب والتمر‪ ..‬وغري ذلك‪ ،‬وكان معظم مطعمه يو�ضع على الأر�ض‬ ‫النبي �أنَّ عمر �سيدخل‪ ،‬فقال لهما‪" :‬قوما فاغ�سال‬ ‫ُّ‬ ‫عبد اهلل‪ ،‬فظنَّ‬
‫يف ال�سفرة‪ ،‬وكان ي�أكل ب�أ�صابعه الثالثة ويلعقها �إذا فرغ‪ ،‬وال ي�أكل متكئ ًا‪،‬‬ ‫وجوهكما"‪ ،‬قالت عائ�شة ڤ ‪ :‬فما زلت �أهاب عمر‪ ,‬لهيبة ر�سول اهلل‬
‫وكان ي�سمي اهلل تعاىل �أول طعامه‪ ،‬ويحمده يف �آخره‪.‬‬ ‫�إياه " �أخرجه �أبويعلى وح�سنه الألباين‪ .‬وبهذه الب�ساطة وهذا اللطف كان‬
‫وكان �إذا كان �صائ ًما �أفطر قبل �أن ي�صلي على رطب �أو متر ف�إن مل يجد‬ ‫يداعب �أهله وي�ضاحكهم ويدخل ال�سرور عليهم‪.‬‬
‫فعلى ح�سوات من ماء‪.‬‬ ‫ومن الطريف ما جاء يف �صحيح البخاري �أنَّ ر�سول اهلل كان يق�ص‬
‫على ال�صحابة عن �آخر رجل يدخل اجلنة ‪ ،‬و�أنَّ اهلل ‪ ۵‬ملا قال له‪:‬‬
‫طيبه وعطره‬ ‫اذهب فادخل اجلنة ف�إنَّ لك مثل الدنيا وع�شرة �أمثالها ‪ ،‬فقال ذلك‬
‫وكان �صب ًيا ‪" :‬م�سح ر�سول اهلل خدي‬ ‫قال جابر بن �سمرة‬ ‫الرجل حني مل ي�ستوعب تلك املقالة ‪� :‬أت�سخر بي و�أنت رب العاملني؟ ‪،‬‬
‫ريحا ك�أمنا �أخرجها من ُج�ؤْنة عطار " �أخرجه‬
‫بيده‪ ،‬فوجدت ليده بردًا �أو ً‬ ‫ف�ضحك ر�سول اهلل من قولته تلك حتى بدت نواجذه ‪.‬‬
‫م�سلم ‪ ،‬قالت عائ�شة ڤ‪ " :‬كنت �أطيب ر�سول اهلل ب�أطيب ما �أجد"‬
‫�أخرجه البخاري‪.‬‬
‫‪37‬‬ ‫‪36‬‬
‫يحب الطيب ويكرث التط ُّيب‪ ،‬ويعرف بريح الطيب �إذا �أقبل‪،‬‬ ‫وكان " ُّ‬
‫ظنه بالله وثقته به‬ ‫أحب الطيب �إليه امل�سك‪ ،‬وكان ال ير ُّد الطيب �إذا ُقدِّ م �إليه " �أخرجه‬ ‫و� ُّ‬
‫ظ‬ ‫النبي �أوثق عباد اهلل بجود اهلل وف�ضله‪ ،‬كان �أقرب عباد اهلل‬ ‫ملا كان ُّ‬ ‫الدارمي و�صححه الألباين‪.‬‬
‫كل خري واقرتب من كل ف�ضل‪ ،‬وكان‬ ‫�إىل اهلل و�أزكاهم عنده‪� ،‬سبق �إىل ِّ‬ ‫‪ " :‬ما �شممت م�سكة وال عنربة �أطيب من‬ ‫قال �أن�س بن مالك‬
‫يو�صي �أ�صحابه ومن بعدهم بالظنِّ احل�سن باهلل ‪.۵‬‬ ‫رائحة ر�سول اهلل " �أخرجه م�سلم‪.‬‬
‫النبي قبل موته بثالثة �أيام يقول‪" :‬ال‬ ‫قال‪� :‬سمعت َّ‬ ‫عن جابر‬
‫ميوتنَّ �أحدكم �إال وهو يح�سن الظنَّ باهلل تعاىل" �أخرجه م�سلم‪.‬‬ ‫طهارته ونظافته‬
‫وقد يلمح �إىل �أ�صحابه المتثال هذا املعنى النبيل‪ :‬فعن �أبي هريرة‬ ‫النبي بطهارة الظاهر والباطن ‪ ،‬فهو يطهر قلبه من‬ ‫لقد اعتنى ُّ‬
‫النبي " يقول اهلل تعاىل‪� :‬أنا عند ظنِّ عبدي بي‪،‬‬ ‫قال‪ :‬قال ُّ‬ ‫احلقد وال�ضغينة واحل�سد‪ ،‬ويعمر قلبه بذكر اهلل وطاعته‪ ،‬ويطهر بدنه‬
‫و�أنا معه �إذا ذكرين‪ ،‬ف�إن ذكرين يف نف�سه ذكرته يف نف�سي‪ ،‬و�إذا ذكرين‬ ‫وينظف ج�سده ويزيل ما علق بثوبه �أو نعله من �أذىً �أو قذر ‪.‬‬
‫ل خري منهم " �أخرجه البخاري وم�سلم‪.‬‬ ‫يف ملأ ذكرته يف م أ‬ ‫ولقد كان ي�أمر بالتط ُّهر ويحثُّ على النظافة يف �أ�شياء كثرية ‪ :‬فكان‬
‫بحثوا عنهما يف ِّ‬
‫كل‬ ‫النبي و�أبي بكر‬‫وملا ج َّدت قري�ش يف طلب ِّ‬ ‫ي�أمر باالغت�سال من اجلنابة ‪ ،‬ويحثُّ على الغ�سل يوم اجلمعة ‪ ،‬وكان‬
‫النبي و�أبو بكر‬ ‫مكان‪ :‬وانتهوا �إىل باب " غار ثور " فوقفوا عليه‪ ،‬وكان ُّ‬ ‫بق�ص الأظافر و�إزالة �شعر العانة والإبطني ِّ‬
‫وحف ال�شوارب ‪،‬‬ ‫ي�أمر ِّ‬
‫ي�سمعان كالمهم فوق ر�ؤو�سهما‪ ،‬ولكنَّ اهلل �سبحانه �أعمى �أب�صارهم عن‬ ‫ويدعو لتنظيف املالب�س وطهارتها ‪ ،‬وتنظيف الأفنية ‪ ،‬و�إماطة الأذى‬
‫وهو ينظر �إىل �أقدام امل�شركني‪ :‬يا ر�سول‬ ‫ر�ؤيتهما‪ ،‬فقال �أبو بكر‬ ‫عن الطريق ‪ ،‬وكان ينهى عن تلويث الأماكن العامة ‪ ،‬والطرق و�أماكن‬
‫النبي ‪ " :‬يا‬ ‫اهلل لو �أنَّ �أحدهم نظر ما حتت قدميه لأب�صرنا‪ ،‬فقال ُّ‬ ‫الظل و�إف�ساد املياه‪ ،‬ودعا �إىل االهتمام ب�أمر ال�سواك وتطهري الفم مع‬‫ِّ‬
‫�أبا بكر ما ظ ُّنك باثنني اهلل ثالثهما‪ ..‬ال حتزن �إنَّ اهلل معنا "‪.‬متفق عليه‪.‬‬ ‫ِّ‬
‫كل �صالة يتق َّرب بها العبد �إىل ربه ومواله ‪.‬‬
‫‪37‬‬ ‫‪36‬‬
‫يحب الطيب ويكرث التط ُّيب‪ ،‬ويعرف بريح الطيب �إذا �أقبل‪،‬‬ ‫وكان " ُّ‬
‫ظنه بالله وثقته به‬ ‫أحب الطيب �إليه امل�سك‪ ،‬وكان ال ير ُّد الطيب �إذا ُقدِّ م �إليه " �أخرجه‬ ‫و� ُّ‬
‫ظ‬ ‫النبي �أوثق عباد اهلل بجود اهلل وف�ضله‪ ،‬كان �أقرب عباد اهلل‬ ‫ملا كان ُّ‬ ‫الدارمي و�صححه الألباين‪.‬‬
‫كل خري واقرتب من كل ف�ضل‪ ،‬وكان‬ ‫�إىل اهلل و�أزكاهم عنده‪� ،‬سبق �إىل ِّ‬ ‫‪ " :‬ما �شممت م�سكة وال عنربة �أطيب من‬ ‫قال �أن�س بن مالك‬
‫يو�صي �أ�صحابه ومن بعدهم بالظنِّ احل�سن باهلل ‪.۵‬‬ ‫رائحة ر�سول اهلل " �أخرجه م�سلم‪.‬‬
‫النبي قبل موته بثالثة �أيام يقول‪" :‬ال‬ ‫قال‪� :‬سمعت َّ‬ ‫عن جابر‬
‫ميوتنَّ �أحدكم �إال وهو يح�سن الظنَّ باهلل تعاىل" �أخرجه م�سلم‪.‬‬ ‫طهارته ونظافته‬
‫وقد يلمح �إىل �أ�صحابه المتثال هذا املعنى النبيل‪ :‬فعن �أبي هريرة‬ ‫النبي بطهارة الظاهر والباطن ‪ ،‬فهو يطهر قلبه من‬ ‫لقد اعتنى ُّ‬
‫النبي " يقول اهلل تعاىل‪� :‬أنا عند ظنِّ عبدي بي‪،‬‬ ‫قال‪ :‬قال ُّ‬ ‫احلقد وال�ضغينة واحل�سد‪ ،‬ويعمر قلبه بذكر اهلل وطاعته‪ ،‬ويطهر بدنه‬
‫و�أنا معه �إذا ذكرين‪ ،‬ف�إن ذكرين يف نف�سه ذكرته يف نف�سي‪ ،‬و�إذا ذكرين‬ ‫وينظف ج�سده ويزيل ما علق بثوبه �أو نعله من �أذىً �أو قذر ‪.‬‬
‫ل خري منهم " �أخرجه البخاري وم�سلم‪.‬‬ ‫يف ملأ ذكرته يف م أ‬ ‫ولقد كان ي�أمر بالتط ُّهر ويحثُّ على النظافة يف �أ�شياء كثرية ‪ :‬فكان‬
‫بحثوا عنهما يف ِّ‬
‫كل‬ ‫النبي و�أبي بكر‬‫وملا ج َّدت قري�ش يف طلب ِّ‬ ‫ي�أمر باالغت�سال من اجلنابة ‪ ،‬ويحثُّ على الغ�سل يوم اجلمعة ‪ ،‬وكان‬
‫النبي و�أبو بكر‬ ‫مكان‪ :‬وانتهوا �إىل باب " غار ثور " فوقفوا عليه‪ ،‬وكان ُّ‬ ‫بق�ص الأظافر و�إزالة �شعر العانة والإبطني ِّ‬
‫وحف ال�شوارب ‪،‬‬ ‫ي�أمر ِّ‬
‫ي�سمعان كالمهم فوق ر�ؤو�سهما‪ ،‬ولكنَّ اهلل �سبحانه �أعمى �أب�صارهم عن‬ ‫ويدعو لتنظيف املالب�س وطهارتها ‪ ،‬وتنظيف الأفنية ‪ ،‬و�إماطة الأذى‬
‫وهو ينظر �إىل �أقدام امل�شركني‪ :‬يا ر�سول‬ ‫ر�ؤيتهما‪ ،‬فقال �أبو بكر‬ ‫عن الطريق ‪ ،‬وكان ينهى عن تلويث الأماكن العامة ‪ ،‬والطرق و�أماكن‬
‫النبي ‪ " :‬يا‬ ‫اهلل لو �أنَّ �أحدهم نظر ما حتت قدميه لأب�صرنا‪ ،‬فقال ُّ‬ ‫الظل و�إف�ساد املياه‪ ،‬ودعا �إىل االهتمام ب�أمر ال�سواك وتطهري الفم مع‬‫ِّ‬
‫�أبا بكر ما ظ ُّنك باثنني اهلل ثالثهما‪ ..‬ال حتزن �إنَّ اهلل معنا "‪.‬متفق عليه‪.‬‬ ‫ِّ‬
‫كل �صالة يتق َّرب بها العبد �إىل ربه ومواله ‪.‬‬
‫‪39‬‬ ‫‪38‬‬
‫حا�ضا امل�ؤمنني �أن ين�صروا ر�سوله ‪ :‬ﭽ ﮥ‬
‫وقد قال اهلل ‪ ۵‬يف كتابه ً‬
‫عبادته بالليل‬ ‫ﮦﮧﮨﮩﮪﮫ ﮬﮭﮮﮯ‬
‫النبي ليلة من الفرا�ش‪ ،‬فظننت �أنه‬ ‫ُّ‬ ‫افتقدت‬ ‫عن عائ�شة ڤ قالت‪:‬‬ ‫ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜﯝ‬
‫ع‬ ‫ذهب �إىل بع�ض ن�سائه‪ ،‬فتح�س�ست فوقعت يدي على بطن قدميه وهو‬ ‫ﯞ ﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥ ﯦ‬
‫�ساجد يقول‪ " :‬اللهم �إين �أعوذ بر�ضاك من �سخطك‪ ،‬ومبعافاتك من‬ ‫ﯧ ﯨ ﯩ ﯪﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯﯰ‬
‫عقوبتك‪ ،‬و�أعوذ بك منك‪ ،‬ال �أح�صي ثناء عليك‪� ،‬أنت كما �أثنيت على‬ ‫ﯱ ﯲ ﯳﭼﭼ [التوبة‪. ]40:‬‬
‫نف�سك"‪ ،‬فقالت عائ�شة‪ :‬ب�أبي �أنت و�أمي �إين لفي �ش�أن و�إنك لفي �آخر‪.‬‬ ‫ومن ثقته باهلل وح�سن ظ ِّنه به ما جاء يف غزوة ذات الرقاع ملا جاء وقت‬
‫�أخرجه م�سلم‪.‬‬ ‫الظهرية‪ ،‬تف َّرق النا�س ي�ستظلون بال�شجر‪ ،‬ونزل ر�سول اهلل حتت‬
‫النبي �صلى حتى تورمت قدماه‪،‬‬ ‫�أنَّ َّ‬ ‫وعن املغرية بن �شعبة‬ ‫�شجرة فع َّلق بها �سيفه ونام حتتها‪ ،‬فجاء رجل من امل�شركني فاخرتط‬
‫فقيل له‪� :‬أتفعل هذا وقد غفر اهلل لك ما تقدم من ذنبك وما ت�أخر ؟‬ ‫�سيف ر�سول اهلل ووقف عند �صدره وقال‪ :‬من مينعك مني يا حممد ؟‬
‫قال‪� " :‬أفال �أكون عبدً ا �شكو ًرا " متفق عليه‪.‬‬ ‫النبي بقلب مطمئن مليء بالثقة بربه‪ " :‬اهلل " فجلجلت تلك‬ ‫فقال ُّ‬
‫نبي اهلل ي�صلي بالليل �إحدى ع�شرة‬ ‫وعن عائ�شة ڤ قالت‪ " :‬كان ُّ‬ ‫الكلمة قلب الأعرابي فوقع ال�سيف من يده ‪َ ،‬ف َت َّله ر�سول اهلل و�ألقاه‬
‫ركعة يوتر منها بواحد ٍة‪ ،‬ف�إذا فرغ منها ا�ضطجع على �شقه الأمين "‬ ‫على الأر�ض‪ ،‬ووقف منه ذات املوقف‪ ،‬وقال‪ :‬من مينعك مني ؟ ‪ ،‬قال‬
‫أحب �أن يداوم عليها‪ ،‬و�إذا غلبه نوم �أو وجع عن‬‫و " كان �إذا �صلى �صالة � َّ‬ ‫الأعرابي كن خري �آخذ يا حممد‪ ،‬قال‪� :‬أت�شهد �أن ال �إله �إال اهلل و�أين‬
‫نبي اهلل قر�أ‬‫قيام الليل �صلى من النهار ثنتي ع�شرة ركعة‪ ،‬وال �أعلم َّ‬ ‫ر�سول اهلل ؟ قال‪ :‬ال‪ ،‬ولكن �أعاهدك �أن ال �أقاتلك وال �أكون مع قوم‬
‫القر�آن يف ليلة ‪ ،‬وال �صلى ليلة حتى ال�صباح " �أخرجه البخاري‪.‬‬ ‫يقاتلونك‪ ،‬فخ َّلى ر�سول اهلل �سبيله‪ ،‬فرجع الأعرابي �إىل قومه وقال‪:‬‬
‫" جئتكم من عند خري النا�س "�أخرجه البخاري‬
‫‪39‬‬ ‫‪38‬‬
‫حا�ضا امل�ؤمنني �أن ين�صروا ر�سوله ‪ :‬ﭽ ﮥ‬
‫وقد قال اهلل ‪ ۵‬يف كتابه ً‬
‫عبادته بالليل‬ ‫ﮦﮧﮨﮩﮪﮫ ﮬﮭﮮﮯ‬
‫النبي ليلة من الفرا�ش‪ ،‬فظننت �أنه‬ ‫ُّ‬ ‫افتقدت‬ ‫عن عائ�شة ڤ قالت‪:‬‬ ‫ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜﯝ‬
‫ع‬ ‫ذهب �إىل بع�ض ن�سائه‪ ،‬فتح�س�ست فوقعت يدي على بطن قدميه وهو‬ ‫ﯞ ﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥ ﯦ‬
‫�ساجد يقول‪ " :‬اللهم �إين �أعوذ بر�ضاك من �سخطك‪ ،‬ومبعافاتك من‬ ‫ﯧ ﯨ ﯩ ﯪﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯﯰ‬
‫عقوبتك‪ ،‬و�أعوذ بك منك‪ ،‬ال �أح�صي ثناء عليك‪� ،‬أنت كما �أثنيت على‬ ‫ﯱ ﯲ ﯳﭼﭼ [التوبة‪. ]40:‬‬
‫نف�سك"‪ ،‬فقالت عائ�شة‪ :‬ب�أبي �أنت و�أمي �إين لفي �ش�أن و�إنك لفي �آخر‪.‬‬ ‫ومن ثقته باهلل وح�سن ظ ِّنه به ما جاء يف غزوة ذات الرقاع ملا جاء وقت‬
‫�أخرجه م�سلم‪.‬‬ ‫الظهرية‪ ،‬تف َّرق النا�س ي�ستظلون بال�شجر‪ ،‬ونزل ر�سول اهلل حتت‬
‫النبي �صلى حتى تورمت قدماه‪،‬‬ ‫�أنَّ َّ‬ ‫وعن املغرية بن �شعبة‬ ‫�شجرة فع َّلق بها �سيفه ونام حتتها‪ ،‬فجاء رجل من امل�شركني فاخرتط‬
‫فقيل له‪� :‬أتفعل هذا وقد غفر اهلل لك ما تقدم من ذنبك وما ت�أخر ؟‬ ‫�سيف ر�سول اهلل ووقف عند �صدره وقال‪ :‬من مينعك مني يا حممد ؟‬
‫قال‪� " :‬أفال �أكون عبدً ا �شكو ًرا " متفق عليه‪.‬‬ ‫النبي بقلب مطمئن مليء بالثقة بربه‪ " :‬اهلل " فجلجلت تلك‬ ‫فقال ُّ‬
‫نبي اهلل ي�صلي بالليل �إحدى ع�شرة‬ ‫وعن عائ�شة ڤ قالت‪ " :‬كان ُّ‬ ‫الكلمة قلب الأعرابي فوقع ال�سيف من يده ‪َ ،‬ف َت َّله ر�سول اهلل و�ألقاه‬
‫ركعة يوتر منها بواحد ٍة‪ ،‬ف�إذا فرغ منها ا�ضطجع على �شقه الأمين "‬ ‫على الأر�ض‪ ،‬ووقف منه ذات املوقف‪ ،‬وقال‪ :‬من مينعك مني ؟ ‪ ،‬قال‬
‫أحب �أن يداوم عليها‪ ،‬و�إذا غلبه نوم �أو وجع عن‬‫و " كان �إذا �صلى �صالة � َّ‬ ‫الأعرابي كن خري �آخذ يا حممد‪ ،‬قال‪� :‬أت�شهد �أن ال �إله �إال اهلل و�أين‬
‫نبي اهلل قر�أ‬‫قيام الليل �صلى من النهار ثنتي ع�شرة ركعة‪ ،‬وال �أعلم َّ‬ ‫ر�سول اهلل ؟ قال‪ :‬ال‪ ،‬ولكن �أعاهدك �أن ال �أقاتلك وال �أكون مع قوم‬
‫القر�آن يف ليلة ‪ ،‬وال �صلى ليلة حتى ال�صباح " �أخرجه البخاري‪.‬‬ ‫يقاتلونك‪ ،‬فخ َّلى ر�سول اهلل �سبيله‪ ،‬فرجع الأعرابي �إىل قومه وقال‪:‬‬
‫" جئتكم من عند خري النا�س "�أخرجه البخاري‬
‫‪41‬‬ ‫‪40‬‬

‫وسراياه‬ ‫غزواته‬ ‫عطاؤه وبذله‬


‫أحب �شيء �إىل نف�سه ‪ ،‬وكان �أعظم النا�س عطاء‬ ‫كان العطاء والبذل � َّ‬
‫نبي الرحمة‪ ,‬وكان ه ُّمه‬
‫حري�صا �أال يراق دم �إن�سان فهو ُّ‬
‫ً‬ ‫النبي‬
‫كان ُّ‬
‫مبا ملكت يده ‪ ،‬كان �سروره وفرحه مبا يعطيه �أعظم من �سرور الآخذ مبا‬
‫ن�شر هداية الإ�سالم وتعبيد النا�س لربهم‪ ،‬ولقد كان عظي ًما يف رحمته‬
‫ي�أخذه ‪ ،‬وكان �إذا عر�ض له حمتاج �آثره على نف�سه ‪ ،‬تارة بطعامه ‪ ،‬وتارة‬
‫بالنا�س عظي ًما يف ا�ستعداده للحرب‪ ،‬عظي ًما يف خططه‪ ،‬عظي ًما يف حتقيق‬
‫غ‬ ‫بلبا�سه ‪ ،‬وكان �أجود النا�س باخلري ‪ ،‬ال ي�ستكرث �شيئ ًا �أعطاه هلل تعاىل وال‬
‫الن�صر وا�ستثماره‪ ،‬وكانت بع�ض حروبه �أ�شبه باحلروب اال�ستباقية حني‬
‫ي�ستقلُّه ‪ ،‬وال ي�س�أله �أحد �شيئ ًا عنده �إال �أعطاه قلي ًال كان �أو كث ًريا ‪ ،‬وكان‬
‫خم�سا وع�شرين غزوة‪ ،‬وبعث‬ ‫يباغت الأعداء املرتب�صني به ‪ ،‬ولقد غزى ً‬
‫عطا�ؤه عطاء من ال يخ�شى الفقر ‪.‬‬
‫�ستًا وخم�سني �سرية ‪ ،‬وكان من �أه ِّمها‪ :‬الغزوات الع�شر الكربى ‪:‬‬
‫وكان ين ّوع يف �أ�صناف عطائه ‪ :‬فتارة بالهبة ‪ ،‬وتارة بال�صدقة ‪ ،‬وتارة‬
‫تاريخها‬ ‫الغزوة‬ ‫تاريخها‬ ‫الغزوة‬
‫بالهدية ‪ ،‬وتارة ب�شراء ال�شيء ثم يعطي البائع الثمن وال�سلعة جمي ًعا‪،‬‬
‫محرم ‪7‬هـ‬ ‫غزوة خيبر‬ ‫رمضان ‪2‬هـ‬ ‫بدر الكبرى‬
‫‪ ،‬وتارة كان يقرت�ض ال�شيء فريد �أكرث‬ ‫كما فعل ببعري جابر‬
‫جماد األولى ‪8‬هـ‬ ‫غزوة مؤتة‬ ‫شوال ‪3‬هـ‬ ‫غزوة أحد‬
‫منه ويقول‪� " :‬إنَّ خريكم �أح�سنكم ق�ضا ًء " �أخرجه البخاري ‪ ،‬وي�شرتي‬
‫رمضان ‪8‬هـ‬ ‫فتح مكة‬ ‫شوال ‪5‬هـ‬ ‫غزوة اخلندق‬
‫ال�شيء فيعطي �أكرث من ثمنه‪ ،‬ويقبل الهدية ويكافئ عليها ب�أكرث منها �أو‬
‫شوال ‪8‬هـ‬ ‫ذو القعدة ‪5‬هـ حنني والطائف‬ ‫بني قريظة‬
‫وتنوعا يف �ضروب ال�صدقة والإح�سان ‪.‬‬ ‫ب�أ�ضعافها‪ ،‬تلط ًفا ً‬
‫رجب ‪9‬هـ‬ ‫غزوة تبوك‬ ‫صلح احلديبية ذو القعدة ‪6‬هـ‬
‫وكان هدفه من القتال‪ ،‬ن�شر دين اهلل ون�صرة ال�ضعفاء واالنت�صار‬
‫للمظلومني ‪ ،‬وعتقهم من عبودية اخللق �إىل عبودية اخلالق‪ ،‬وكفالة‬
‫احلريات للنا�س‪ ،‬بحيث ال يطغى �أحد على �أحد وال يتجرب �أحد على �أحد‪،‬‬
‫‪41‬‬ ‫‪40‬‬

‫وسراياه‬ ‫غزواته‬ ‫عطاؤه وبذله‬


‫أحب �شيء �إىل نف�سه ‪ ،‬وكان �أعظم النا�س عطاء‬ ‫كان العطاء والبذل � َّ‬
‫نبي الرحمة‪ ,‬وكان ه ُّمه‬
‫حري�صا �أال يراق دم �إن�سان فهو ُّ‬
‫ً‬ ‫النبي‬
‫كان ُّ‬
‫مبا ملكت يده ‪ ،‬كان �سروره وفرحه مبا يعطيه �أعظم من �سرور الآخذ مبا‬
‫ن�شر هداية الإ�سالم وتعبيد النا�س لربهم‪ ،‬ولقد كان عظي ًما يف رحمته‬
‫ي�أخذه ‪ ،‬وكان �إذا عر�ض له حمتاج �آثره على نف�سه ‪ ،‬تارة بطعامه ‪ ،‬وتارة‬
‫بالنا�س عظي ًما يف ا�ستعداده للحرب‪ ،‬عظي ًما يف خططه‪ ،‬عظي ًما يف حتقيق‬
‫غ‬ ‫بلبا�سه ‪ ،‬وكان �أجود النا�س باخلري ‪ ،‬ال ي�ستكرث �شيئ ًا �أعطاه هلل تعاىل وال‬
‫الن�صر وا�ستثماره‪ ،‬وكانت بع�ض حروبه �أ�شبه باحلروب اال�ستباقية حني‬
‫ي�ستقلُّه ‪ ،‬وال ي�س�أله �أحد �شيئ ًا عنده �إال �أعطاه قلي ًال كان �أو كث ًريا ‪ ،‬وكان‬
‫خم�سا وع�شرين غزوة‪ ،‬وبعث‬ ‫يباغت الأعداء املرتب�صني به ‪ ،‬ولقد غزى ً‬
‫عطا�ؤه عطاء من ال يخ�شى الفقر ‪.‬‬
‫�ستًا وخم�سني �سرية ‪ ،‬وكان من �أه ِّمها‪ :‬الغزوات الع�شر الكربى ‪:‬‬
‫وكان ين ّوع يف �أ�صناف عطائه ‪ :‬فتارة بالهبة ‪ ،‬وتارة بال�صدقة ‪ ،‬وتارة‬
‫تاريخها‬ ‫الغزوة‬ ‫تاريخها‬ ‫الغزوة‬
‫بالهدية ‪ ،‬وتارة ب�شراء ال�شيء ثم يعطي البائع الثمن وال�سلعة جمي ًعا‪،‬‬
‫محرم ‪7‬هـ‬ ‫غزوة خيبر‬ ‫رمضان ‪2‬هـ‬ ‫بدر الكبرى‬
‫‪ ،‬وتارة كان يقرت�ض ال�شيء فريد �أكرث‬ ‫كما فعل ببعري جابر‬
‫جماد األولى ‪8‬هـ‬ ‫غزوة مؤتة‬ ‫شوال ‪3‬هـ‬ ‫غزوة أحد‬
‫منه ويقول‪� " :‬إنَّ خريكم �أح�سنكم ق�ضا ًء " �أخرجه البخاري ‪ ،‬وي�شرتي‬
‫رمضان ‪8‬هـ‬ ‫فتح مكة‬ ‫شوال ‪5‬هـ‬ ‫غزوة اخلندق‬
‫ال�شيء فيعطي �أكرث من ثمنه‪ ،‬ويقبل الهدية ويكافئ عليها ب�أكرث منها �أو‬
‫شوال ‪8‬هـ‬ ‫ذو القعدة ‪5‬هـ حنني والطائف‬ ‫بني قريظة‬
‫وتنوعا يف �ضروب ال�صدقة والإح�سان ‪.‬‬ ‫ب�أ�ضعافها‪ ،‬تلط ًفا ً‬
‫رجب ‪9‬هـ‬ ‫غزوة تبوك‬ ‫صلح احلديبية ذو القعدة ‪6‬هـ‬
‫وكان هدفه من القتال‪ ،‬ن�شر دين اهلل ون�صرة ال�ضعفاء واالنت�صار‬
‫للمظلومني ‪ ،‬وعتقهم من عبودية اخللق �إىل عبودية اخلالق‪ ،‬وكفالة‬
‫احلريات للنا�س‪ ،‬بحيث ال يطغى �أحد على �أحد وال يتجرب �أحد على �أحد‪،‬‬
‫‪43‬‬ ‫‪42‬‬
‫فجاء بر�سالة تدين ك َّل �أ�شكال الظلم والعدوان و�إرهاب الأبرياء ‪،‬‬
‫وبركته‬ ‫فضله‬ ‫ودعا �إىل الأخ َّوة التي ال تف ِّرق بني النا�س على �أ�سا�س العرق �أو اللون �أو‬
‫اللغة �أو الرثاء �أو اجلن�س‪ ،‬و�إمنا دعا �إىل الأخ َّوة حتت راية الإ�سالم التي‬
‫خ�ص اهلل نب َّيه حممدًا من بني �سائر الأنبياء واملر�سلني بكونه خامتهم‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫جتعل النا�س �سوا�سية حيث قال �آخر حياته يف حجة الوداع‪�" :‬أيها النا�س‬
‫و�أنه �أف�ضل اخللق �أجمعني‪ ،‬و�صاحب املقام املحمود يوم القيامة‪ ،‬وكون‬ ‫�إنَّ ربكم واحد ‪ ،‬و�إنَّ �أباكم واحد ‪ ،‬ال ف�ضل لعربي على �أعجمي وال لعجمي‬
‫كل الثقلني اجلن والإن�س‪ ،‬ونزول القر�آن الكرمي الذي �أذعن‬ ‫ر�سالته �إىل ِّ‬ ‫على عربي وال لأحمر على �أ�سود وال لأ�سود على �أحمر �إال بالتقوى" �أخرجه‬
‫ف‬ ‫لإعجازه الإن�س واجلنُّ ‪ ،‬والإ�سراء به �إىل بيت املقد�س‪ ،‬واملعراج �إىل‬ ‫�أحمد و�صححه الألباين‪.‬‬
‫ال�سموات العلى �إىل �سدرة املنتهى �إىل م�ستوى �سمع فيه �صريف الأقالم‪.‬‬ ‫النبي يف احلرب �أنَّ دين الإ�سالم مي�ضي وينت�شر‬
‫لكل متتبع ل�سيا�سة ِّ‬ ‫فظهر ِّ‬
‫قال‪� :‬سمعت ر�سول اهلل يقول‪� ":‬إنَّ اهلل ‪۵‬‬ ‫عن وائلة بن الأ�سقع‬ ‫ب�سالح العقل ال ب�سالح القتل ؛ لأنه دين رب العاملني �إىل النا�س �أجمعني‪.‬‬
‫ا�صطفى كنانة من ولد �إ�سماعيل عليه ال�سالم‪ ،‬وا�صطفى ً‬
‫قري�شا من كنانة‪،‬‬
‫وا�صطفى من قري�ش بني ها�شم‪ ،‬وا�صطفاين من بني ها�شم " �أخرجه م�سلم‪.‬‬ ‫غضبه‬
‫قال‪ُ " :‬ف ِّ�ضلت على الأنبياء ب�ست‪� :‬أعطيت جوامع‬ ‫وعن �أبي هريرة‬ ‫عرف النب ُّي بجمال الأخالق وباحللم الوا�سع و�سعة ال�صدر على �أذى‬
‫الكلم‪ ،‬ون�صرت بالرعب‪ ،‬و�أحلت يل الغنائم‪ ،‬وجعلت يل الأر�ض م�سجدًا‬ ‫النا�س‪ ،‬ومل يكن يغ�ضب لنف�سه �أو ينتقم لنف�سه‪ ،‬لكنه �شديد الغ�ضب هلل �إذا‬
‫وطهو ًرا‪ ،‬و�أر�سلت �إىل اخللق كا َّفة‪ ،‬وختم بي النب ُّيون "‪ .‬متفق عليه‬ ‫رخ�ص ر�سول اهلل يف �أمر‬ ‫انتهكت حمارم اهلل‪ ،‬عن عائ�شة ڤ قالت‪ّ :‬‬
‫خ�ص اهلل بها نب َّيه على هذه الأمة‪� :‬أنها ُف ِر�ضت‬ ‫ومن اخل�صائ�ص التي ّ‬ ‫من الأمور‪ ،‬فتنزه عنه نا�س من النا�س‪ ،‬فبلغ ذلك النبي فغ�ضب حتى بان‬
‫وح ِّرمت عليه �أفعال مل تحُ َّرم على �سائر‬ ‫عليه �أ�شياء مل تفر�ض على غريه ُ‬ ‫الغ�ضب يف وجهه ثم قال‪ " :‬ما بال �أقوام يرغبون عما ُر ِّخ�ص يل فيه ؟! ‪،‬‬
‫�أمته و أُ�ح َّلت له �أ�شياء مل حت ّل لهم‪ ،‬ومن �أمثلة ذلك‪ :‬حترمي الزكاة عليه‬ ‫فواهلل لأنا �أعلمهم باهلل‪ ،‬و�أ�شدُّهم له خ�شية " �أخرجه البخاري وم�سلم‪.‬‬
‫‪43‬‬ ‫‪42‬‬
‫فجاء بر�سالة تدين ك َّل �أ�شكال الظلم والعدوان و�إرهاب الأبرياء ‪،‬‬
‫وبركته‬ ‫فضله‬ ‫ودعا �إىل الأخ َّوة التي ال تف ِّرق بني النا�س على �أ�سا�س العرق �أو اللون �أو‬
‫اللغة �أو الرثاء �أو اجلن�س‪ ،‬و�إمنا دعا �إىل الأخ َّوة حتت راية الإ�سالم التي‬
‫خ�ص اهلل نب َّيه حممدًا من بني �سائر الأنبياء واملر�سلني بكونه خامتهم‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫جتعل النا�س �سوا�سية حيث قال �آخر حياته يف حجة الوداع‪�" :‬أيها النا�س‬
‫و�أنه �أف�ضل اخللق �أجمعني‪ ،‬و�صاحب املقام املحمود يوم القيامة‪ ،‬وكون‬ ‫�إنَّ ربكم واحد ‪ ،‬و�إنَّ �أباكم واحد ‪ ،‬ال ف�ضل لعربي على �أعجمي وال لعجمي‬
‫كل الثقلني اجلن والإن�س‪ ،‬ونزول القر�آن الكرمي الذي �أذعن‬ ‫ر�سالته �إىل ِّ‬ ‫على عربي وال لأحمر على �أ�سود وال لأ�سود على �أحمر �إال بالتقوى" �أخرجه‬
‫ف‬ ‫لإعجازه الإن�س واجلنُّ ‪ ،‬والإ�سراء به �إىل بيت املقد�س‪ ،‬واملعراج �إىل‬ ‫�أحمد و�صححه الألباين‪.‬‬
‫ال�سموات العلى �إىل �سدرة املنتهى �إىل م�ستوى �سمع فيه �صريف الأقالم‪.‬‬ ‫النبي يف احلرب �أنَّ دين الإ�سالم مي�ضي وينت�شر‬
‫لكل متتبع ل�سيا�سة ِّ‬ ‫فظهر ِّ‬
‫قال‪� :‬سمعت ر�سول اهلل يقول‪� ":‬إنَّ اهلل ‪۵‬‬ ‫عن وائلة بن الأ�سقع‬ ‫ب�سالح العقل ال ب�سالح القتل ؛ لأنه دين رب العاملني �إىل النا�س �أجمعني‪.‬‬
‫ا�صطفى كنانة من ولد �إ�سماعيل عليه ال�سالم‪ ،‬وا�صطفى ً‬
‫قري�شا من كنانة‪،‬‬
‫وا�صطفى من قري�ش بني ها�شم‪ ،‬وا�صطفاين من بني ها�شم " �أخرجه م�سلم‪.‬‬ ‫غضبه‬
‫قال‪ُ " :‬ف ِّ�ضلت على الأنبياء ب�ست‪� :‬أعطيت جوامع‬ ‫وعن �أبي هريرة‬ ‫عرف النب ُّي بجمال الأخالق وباحللم الوا�سع و�سعة ال�صدر على �أذى‬
‫الكلم‪ ،‬ون�صرت بالرعب‪ ،‬و�أحلت يل الغنائم‪ ،‬وجعلت يل الأر�ض م�سجدًا‬ ‫النا�س‪ ،‬ومل يكن يغ�ضب لنف�سه �أو ينتقم لنف�سه‪ ،‬لكنه �شديد الغ�ضب هلل �إذا‬
‫وطهو ًرا‪ ،‬و�أر�سلت �إىل اخللق كا َّفة‪ ،‬وختم بي النب ُّيون "‪ .‬متفق عليه‬ ‫رخ�ص ر�سول اهلل يف �أمر‬ ‫انتهكت حمارم اهلل‪ ،‬عن عائ�شة ڤ قالت‪ّ :‬‬
‫خ�ص اهلل بها نب َّيه على هذه الأمة‪� :‬أنها ُف ِر�ضت‬ ‫ومن اخل�صائ�ص التي ّ‬ ‫من الأمور‪ ،‬فتنزه عنه نا�س من النا�س‪ ،‬فبلغ ذلك النبي فغ�ضب حتى بان‬
‫وح ِّرمت عليه �أفعال مل تحُ َّرم على �سائر‬ ‫عليه �أ�شياء مل تفر�ض على غريه ُ‬ ‫الغ�ضب يف وجهه ثم قال‪ " :‬ما بال �أقوام يرغبون عما ُر ِّخ�ص يل فيه ؟! ‪،‬‬
‫�أمته و أُ�ح َّلت له �أ�شياء مل حت ّل لهم‪ ،‬ومن �أمثلة ذلك‪ :‬حترمي الزكاة عليه‬ ‫فواهلل لأنا �أعلمهم باهلل‪ ،‬و�أ�شدُّهم له خ�شية " �أخرجه البخاري وم�سلم‪.‬‬
‫‪45‬‬ ‫‪44‬‬
‫التهجد بالليل عليه‪ ،‬والزيادة على �أربعة ن�سوة‪ ،‬و�أنه ال‬
‫وعلى �آله‪ ،‬ووجوب ُّ‬
‫قناعته‬ ‫يورث‪.‬‬
‫كثيرة مشهودة‬ ‫والمواقف التي فيها ذكر بركته‬
‫النبي بالقليل �أنه كان ينام على احل�صري‪ ،‬فرمبا ر�آه‬ ‫من قناعة ِّ‬ ‫‪ ،‬وقد وقعت �أمام جموع النا�س‪ ،‬و ُرويت يف ال�صحيحني وغريهما‪.‬‬
‫بع�ض ال�صحابة وقد �أثر احل�صري يف جنبه ف�أثر ذلك يف نفو�سهم ‪،‬‬ ‫قال‪ :‬عط�ش النا�س يوم احلديبية‬ ‫ومن بركته ما جاء عن جابر‬
‫فرا�شا لي ًنا يليق مبقامه ليجل�س عليه‪ ،‬فقال لهم‪:‬‬‫و�أرادوا �أن يعدُّوا له ً‬ ‫وبني يدي ر�سول اهلل �إناء يتو�ض�أ منه ‪� ،‬إذ جه�ش النا�س نحوه‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫«ما يل وللدنيا‪ ،‬ما �أنا يف الدنيا �إال كراكب ا�ستظل حتت �شجرة‪ ،‬ثم راح‬ ‫مالكم؟ ‪ ،‬فقالوا‪ :‬ما لنا ما نتو�ض�أ به وال ن�شرب �إال ما بني يديك‪ ،‬قال‪:‬‬
‫وتركها» �أخرجه الرتمذي و�صححه الألباين‪.‬‬ ‫فو�ضع النب ُّي يديه يف الإناء ودعا مبا �شاء اهلل �أن يدعو‪ ،‬وقال‪ " :‬حي‬
‫ق‬
‫النبي فيما يف �أيدي النا�س ومل يتطلع �إىل ما عند غريه من‬ ‫وملا زهد ُّ‬ ‫‪ :‬فلقد ر�أيت املاء يجري‬ ‫على الو�ضوء والربكة من اهلل "‪ ،‬قال جابر‬
‫متاع الدنيا الزائل‪� ،‬أقبل النا�س عليه و�أحبوه‪ ،‬وكان ير�ضى مبا عنده وال‬ ‫من حتت يده‪ ،‬فتو�ض أ� النا�س و�شربوا‪ ،‬فجعلت ال �آلو ما جعلت يف بطني منه‪،‬‬
‫ي�س�أل �أحدً ا �شي ًئا‪ ،‬بل كانت تعر�ض عليه الأموال التي يغنمها امل�سلمون يف‬ ‫فعلمت �أنه بركة‪ ،‬فقيل جلابر كم كنتم يومئذ ؟ ‪ ،‬قال‪� :‬أل ًفا و�أربعمائة ‪.‬‬
‫املعارك‪ ،‬فال ي�أخذ منها �شي ًئا ويوزعها بني �أ�صحابه‪.‬‬ ‫�أخرجه البخاري ‪.‬‬
‫و ملا كان يف مقام القدوة يف كل جوانب احلياة‪ ،‬ف�إنه ال يلبث �أحد يجل�س‬ ‫النبي‬
‫وقد كان من �ش�أن �صحابته ر�ضي اهلل عنهم �أنهم يت َّربكون بذات ِّ‬
‫يف جمل�سه �أو يناق�شه �أو يجادله �إال وتطيب نف�سه مبا قال عليه ال�صالة‬ ‫وما انف�صل من بدنه من ريق وعرق و�شعر‪ ،‬وقد انقطع ذلك مبوته‬
‫وال�سالم ‪.‬‬ ‫وذهاب ذلك الأثر ‪ ،‬وزوال تلكم الأ�شياء‪.‬‬
‫ومما جاء يف �صحيح البخاري وغريه �أنَّ عدي بن حامت الطائي ‪ -‬وكان‬
‫مطاعا يف قومه ‪ -‬قال ‪ :‬ملّا قدمتُ املدينة �أتيت ر�سول اهلل‬
‫ً‬ ‫�شري ًفا‬
‫‪45‬‬ ‫‪44‬‬
‫التهجد بالليل عليه‪ ،‬والزيادة على �أربعة ن�سوة‪ ،‬و�أنه ال‬
‫وعلى �آله‪ ،‬ووجوب ُّ‬
‫قناعته‬ ‫يورث‪.‬‬
‫كثيرة مشهودة‬ ‫والمواقف التي فيها ذكر بركته‬
‫النبي بالقليل �أنه كان ينام على احل�صري‪ ،‬فرمبا ر�آه‬ ‫من قناعة ِّ‬ ‫‪ ،‬وقد وقعت �أمام جموع النا�س‪ ،‬و ُرويت يف ال�صحيحني وغريهما‪.‬‬
‫بع�ض ال�صحابة وقد �أثر احل�صري يف جنبه ف�أثر ذلك يف نفو�سهم ‪،‬‬ ‫قال‪ :‬عط�ش النا�س يوم احلديبية‬ ‫ومن بركته ما جاء عن جابر‬
‫فرا�شا لي ًنا يليق مبقامه ليجل�س عليه‪ ،‬فقال لهم‪:‬‬‫و�أرادوا �أن يعدُّوا له ً‬ ‫وبني يدي ر�سول اهلل �إناء يتو�ض�أ منه ‪� ،‬إذ جه�ش النا�س نحوه‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫«ما يل وللدنيا‪ ،‬ما �أنا يف الدنيا �إال كراكب ا�ستظل حتت �شجرة‪ ،‬ثم راح‬ ‫مالكم؟ ‪ ،‬فقالوا‪ :‬ما لنا ما نتو�ض�أ به وال ن�شرب �إال ما بني يديك‪ ،‬قال‪:‬‬
‫وتركها» �أخرجه الرتمذي و�صححه الألباين‪.‬‬ ‫فو�ضع النب ُّي يديه يف الإناء ودعا مبا �شاء اهلل �أن يدعو‪ ،‬وقال‪ " :‬حي‬
‫ق‬
‫النبي فيما يف �أيدي النا�س ومل يتطلع �إىل ما عند غريه من‬ ‫وملا زهد ُّ‬ ‫‪ :‬فلقد ر�أيت املاء يجري‬ ‫على الو�ضوء والربكة من اهلل "‪ ،‬قال جابر‬
‫متاع الدنيا الزائل‪� ،‬أقبل النا�س عليه و�أحبوه‪ ،‬وكان ير�ضى مبا عنده وال‬ ‫من حتت يده‪ ،‬فتو�ض أ� النا�س و�شربوا‪ ،‬فجعلت ال �آلو ما جعلت يف بطني منه‪،‬‬
‫ي�س�أل �أحدً ا �شي ًئا‪ ،‬بل كانت تعر�ض عليه الأموال التي يغنمها امل�سلمون يف‬ ‫فعلمت �أنه بركة‪ ،‬فقيل جلابر كم كنتم يومئذ ؟ ‪ ،‬قال‪� :‬أل ًفا و�أربعمائة ‪.‬‬
‫املعارك‪ ،‬فال ي�أخذ منها �شي ًئا ويوزعها بني �أ�صحابه‪.‬‬ ‫�أخرجه البخاري ‪.‬‬
‫و ملا كان يف مقام القدوة يف كل جوانب احلياة‪ ،‬ف�إنه ال يلبث �أحد يجل�س‬ ‫النبي‬
‫وقد كان من �ش�أن �صحابته ر�ضي اهلل عنهم �أنهم يت َّربكون بذات ِّ‬
‫يف جمل�سه �أو يناق�شه �أو يجادله �إال وتطيب نف�سه مبا قال عليه ال�صالة‬ ‫وما انف�صل من بدنه من ريق وعرق و�شعر‪ ،‬وقد انقطع ذلك مبوته‬
‫وال�سالم ‪.‬‬ ‫وذهاب ذلك الأثر ‪ ،‬وزوال تلكم الأ�شياء‪.‬‬
‫ومما جاء يف �صحيح البخاري وغريه �أنَّ عدي بن حامت الطائي ‪ -‬وكان‬
‫مطاعا يف قومه ‪ -‬قال ‪ :‬ملّا قدمتُ املدينة �أتيت ر�سول اهلل‬
‫ً‬ ‫�شري ًفا‬
‫‪47‬‬ ‫‪46‬‬
‫فانطلق بي �إىل بيته ‪ ،‬فلقيته امر�أة �ضعيفة كبرية فا�ستوقفته‪ ،‬فوقف لها‬
‫كتابه‬ ‫طوي ًال تكلمه يف حاجتها ‪ ،‬و�أتاه رجل ف�شكى �إليه الفاقة‪ ،‬و�أتاه �آخر ف�شكى‬
‫�أنزل اهلل ‪ ۵‬القر�آن على نب ِّيه ور�سوله حممد ‪ ،‬وكان �أ َّول ما �أُنزل عليه منه قول‬ ‫�إليه قطع ال�سبيل ‪ ،‬ور�سول اهلل ُي�صبرِّ هم و ُي�سليهم‪.‬‬
‫اهلل تعاىل‪ :‬ﭽ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ‬ ‫ثم م�ضى بي ر�سول اهلل حتى �إذا دخل بيته تناول و�سادة من �أدم‬
‫ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﭼ [العلق‪ ، ]5-1:‬وكان من �آخر ما نزل‬ ‫يل ‪ ،‬و�أبى هو �أن يجل�س عليها‪ ،‬فجل�ست عليها‬ ‫حم�ش َّوة لي ًفا فقذفها �إ َّ‬
‫عليه من القر�آن قول اهلل تعاىل‪ :‬ﭽﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ‬ ‫وجل�س ر�سول اهلل بالأر�ض ‪ ،‬فقلت يف نف�سي‪ :‬واهلل ما هذا ب�أمر ملك‪،‬‬
‫ﮂﮃﮄﮅﭼ [المائدة‪ ، ]3:‬والقر�آن كتاب يربط القلوب بخالقها‬ ‫ثم قال ر�سول اهلل ‪« :‬يا عدي �أ�سلم ت�سلم‪ ،‬ثم قال‪� :‬أما �إين �أعلم الذي‬
‫وباريها ‪ ،‬ومن قر�أه ف�سيجد �أنه يذكر حقائق عن هذا الكون الف�سيح يف �آفاق‬ ‫مينعك من الإ�سالم �أن تقول ‪� :‬إمنا اتَّبعه �ضعفة النا�س ‪ ،‬ومن ال ق َّوة‬
‫ال�سماء و�أعماق الأر�ض والبحر ‪ ،‬وو�صول مثل هذه املعلومات الدقيقة �إىل رجل �أمي‬ ‫لهم‪ ،‬وقد رمتهم العرب ‪ ،‬فوالذي نف�سي بيده ليتمنَّ اهلل هذا الأمر‪ ،‬ولإن‬
‫ك‬ ‫طالت بك حياة لرتينَّ الظعينة ترحتل من احلرية حتى تطوف بالكعبة ال‬
‫ال يقر�أ وال يكتب يف ذلك الزمان البعيد ُي�شعر ك ُّل عاقل ب�أنَّ القر�آن كالم اهلل و�أنَّ‬
‫حممدًا نب ُّي من �أنبياء اهلل ‪ ،‬وقد تكفل اهلل بحفظ كتابه من �أي تغيري‪ ،‬وجعله‬ ‫تخاف �أحدً ا �إال اهلل ‪ ، ۵‬وليفتحنَّ اهلل كنوز ك�سرى بن هرمز‪ ،‬وليفي�ضنَّ‬
‫مهيم ًنا على ما �سبقه من الكتب ال�سماوية ‪.‬‬ ‫املال حتى ال يجد الرجل من يقب ُل �صدقته"‪.‬‬ ‫ُ‬
‫كتبه إلى الملوك‬ ‫النبي ا�ستب�شر ‪.‬‬‫عدي ‪ :‬ف�أ�سلمت فر�أيت وجه ِّ‬ ‫قال ٌّ‬
‫كتب النب ُّي �إىل ملوك الكفار يدعوهم �إىل اهلل ‪ ، ۵‬فعن �أن�س‪�« :‬أنَّ َّ‬
‫نبي اهلل‬
‫كل جبار يدعوهم �إىل اهلل‬ ‫كتب �إىل ك�سرى‪ ،‬و�إىل قي�صر‪ ،‬و�إىل النجا�شي‪ ،‬و�إىل ِّ‬
‫تعاىل» �أخرجه م�سلم ‪ ،‬وكان مما كتبه ‪« :‬ب�سم اهلل الرحمن الرحيم‪ ،‬من حممد ر�سول‬
‫اهلل �إىل هرقل عظيم الروم‪� ،‬سالم على من اتبع الهدى‪� ،‬أما بعد‪ :‬ف�إين �أدعوك‬
‫‪47‬‬ ‫‪46‬‬
‫فانطلق بي �إىل بيته ‪ ،‬فلقيته امر�أة �ضعيفة كبرية فا�ستوقفته‪ ،‬فوقف لها‬
‫كتابه‬ ‫طوي ًال تكلمه يف حاجتها ‪ ،‬و�أتاه رجل ف�شكى �إليه الفاقة‪ ،‬و�أتاه �آخر ف�شكى‬
‫�أنزل اهلل ‪ ۵‬القر�آن على نب ِّيه ور�سوله حممد ‪ ،‬وكان �أ َّول ما �أُنزل عليه منه قول‬ ‫�إليه قطع ال�سبيل ‪ ،‬ور�سول اهلل ُي�صبرِّ هم و ُي�سليهم‪.‬‬
‫اهلل تعاىل‪ :‬ﭽ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ‬ ‫ثم م�ضى بي ر�سول اهلل حتى �إذا دخل بيته تناول و�سادة من �أدم‬
‫ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﭼ [العلق‪ ، ]5-1:‬وكان من �آخر ما نزل‬ ‫يل ‪ ،‬و�أبى هو �أن يجل�س عليها‪ ،‬فجل�ست عليها‬ ‫حم�ش َّوة لي ًفا فقذفها �إ َّ‬
‫عليه من القر�آن قول اهلل تعاىل‪ :‬ﭽﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ‬ ‫وجل�س ر�سول اهلل بالأر�ض ‪ ،‬فقلت يف نف�سي‪ :‬واهلل ما هذا ب�أمر ملك‪،‬‬
‫ﮂﮃﮄﮅﭼ [المائدة‪ ، ]3:‬والقر�آن كتاب يربط القلوب بخالقها‬ ‫ثم قال ر�سول اهلل ‪« :‬يا عدي �أ�سلم ت�سلم‪ ،‬ثم قال‪� :‬أما �إين �أعلم الذي‬
‫وباريها ‪ ،‬ومن قر�أه ف�سيجد �أنه يذكر حقائق عن هذا الكون الف�سيح يف �آفاق‬ ‫مينعك من الإ�سالم �أن تقول ‪� :‬إمنا اتَّبعه �ضعفة النا�س ‪ ،‬ومن ال ق َّوة‬
‫ال�سماء و�أعماق الأر�ض والبحر ‪ ،‬وو�صول مثل هذه املعلومات الدقيقة �إىل رجل �أمي‬ ‫لهم‪ ،‬وقد رمتهم العرب ‪ ،‬فوالذي نف�سي بيده ليتمنَّ اهلل هذا الأمر‪ ،‬ولإن‬
‫ك‬ ‫طالت بك حياة لرتينَّ الظعينة ترحتل من احلرية حتى تطوف بالكعبة ال‬
‫ال يقر�أ وال يكتب يف ذلك الزمان البعيد ُي�شعر ك ُّل عاقل ب�أنَّ القر�آن كالم اهلل و�أنَّ‬
‫حممدًا نب ُّي من �أنبياء اهلل ‪ ،‬وقد تكفل اهلل بحفظ كتابه من �أي تغيري‪ ،‬وجعله‬ ‫تخاف �أحدً ا �إال اهلل ‪ ، ۵‬وليفتحنَّ اهلل كنوز ك�سرى بن هرمز‪ ،‬وليفي�ضنَّ‬
‫مهيم ًنا على ما �سبقه من الكتب ال�سماوية ‪.‬‬ ‫املال حتى ال يجد الرجل من يقب ُل �صدقته"‪.‬‬ ‫ُ‬
‫كتبه إلى الملوك‬ ‫النبي ا�ستب�شر ‪.‬‬‫عدي ‪ :‬ف�أ�سلمت فر�أيت وجه ِّ‬ ‫قال ٌّ‬
‫كتب النب ُّي �إىل ملوك الكفار يدعوهم �إىل اهلل ‪ ، ۵‬فعن �أن�س‪�« :‬أنَّ َّ‬
‫نبي اهلل‬
‫كل جبار يدعوهم �إىل اهلل‬ ‫كتب �إىل ك�سرى‪ ،‬و�إىل قي�صر‪ ،‬و�إىل النجا�شي‪ ،‬و�إىل ِّ‬
‫تعاىل» �أخرجه م�سلم ‪ ،‬وكان مما كتبه ‪« :‬ب�سم اهلل الرحمن الرحيم‪ ،‬من حممد ر�سول‬
‫اهلل �إىل هرقل عظيم الروم‪� ،‬سالم على من اتبع الهدى‪� ،‬أما بعد‪ :‬ف�إين �أدعوك‬
‫‪49‬‬ ‫‪48‬‬
‫بدعاية الإ�سالم �أ�سلم ت�سلم‪ ،‬و�أ�سلم ي�ؤتك اهلل �أجرك مرتني‪ ،‬و�إن توليت‬
‫لباسه‬ ‫ف�إنَّ عليك �إثم الأري�سيني‪ ،‬و ﭽﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ‬
‫كان من هديه �أن يلب�س ما تي�سر من لبا�س‪ :‬من ال�صوف تارة والقطن‬ ‫ﭱﭲ ﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽ ﭾ‬
‫تارة والكتان تارة‪ ،‬وكان يلب�س �أجمل ما يجد‪ ،‬وكان يتج َّمل للقاء الوفود‬ ‫ﭿ ﮀ ﮁ ﮂﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉﭼ �أخرجه م�سلم‬
‫على ما يليق به وبهم‪ ،‬ومبا ينا�سب مقاماتهم‪ ،‬وكانت الثياب البي�ض‬
‫كحله‬
‫ويح�ض �أ�صحابه على لب�سها‪ ،‬وكان‬ ‫ُّ‬ ‫�أف�ضل الثياب التي كان يلب�سها ‪،‬‬
‫النبي �أن يكتحل يف عينيه ثال ًثا عند النوم؛ ملا يف ذلك‬ ‫كان من هدي ِّ‬
‫أحب الثياب �إليه القمي�ص‪ ،‬وكان ك ُّم قمي�صه �إىل الر�سغ « مف�صل‬ ‫� ُّ‬ ‫من احلفظ ل�صحة العني حني ت�سكن عن احلركة؛ وملا فيه من التقوية‬
‫الكف »‪ ،‬و�سنته هي لب�س الثوب فوق الكعبني ‪ ،‬وقال‪ ":‬ال خري فيما‬ ‫ِّ‬
‫للنور البا�صر‪ ،‬وا�ستخراج للمادة امل�ض َّرة بها‪ ،‬وكان يقول �إذ ذاك‪:‬‬
‫�أ�سفل من ذلك " ونهى عنه ‪� ،‬أخرجه �أحمد و�صححه الألباين‪.‬‬
‫"عليكم بالإثمد ف�إنه منبتة لل�شعر مذهبة للقذى م�صفاة للب�صر "�أخرجه‬
‫لطفه مع أهل بيته‬ ‫الطرباين و�صححه املنذري وابن حجر‪.‬‬
‫ل‬ ‫كان جميل املع�شر مع �أهله متلط ًفا معهم‪ ،‬رفي ٌق مع �أوالده و�أحفاده‬ ‫كالمه‬
‫مكر ٌم لهم‪ ،‬وكان يقطع ملل احلياة الزوجية ب�شيء من املزاح من �أجل‬ ‫كان طويل ال�سكوت ال يتكلم يف غري حاجة‪ ،‬وال يتكلم فيما ال يعنيه‪ ،‬وال‬
‫الرتفيه عن �أهله ‪ ،‬ورمبا �سابقهم يف بع�ض �أ�سفاره جر ًيا على الأقدام ‪.‬‬ ‫بهذ م�سرع ال‬‫مف�صل لي�س ٍّ‬ ‫يتكلم �إال فيما يرجو ثوابه‪ ،‬وكان يتكلم بكالم َّ‬
‫وكان يقوم البنته فاطمة �إذا دخلت عليه ‪ ،‬وي�أخذ بيدها ويجل�سها يف‬ ‫يحفظ‪ ،‬وال منقطع تتخلله ال�سكتات‪ ،‬قالت عائ�شة ڤ‪" :‬كان كالم ر�سول‬
‫مكانه‪ ،‬وقد روي �أنه كان ُيخرج ل�سانه للح�سن واحل�سني �صغا ًرا مداع ًبا‬ ‫اهلل كال ًما ف�ص ًال يفهمه ك ُّل من �سمعه" �أخرجه �أبو داود و�صححه الألباين‪،‬‬
‫�إياهما‪ ،‬ويدين ظهره لهما لريكبا‪ ،‬وي�أخذ بك ِّفيه ح�س ًنا �أو ح�سي ًنا‪ ،‬ويجعل‬ ‫"وكان يتك َّلم بكالم بينِّ يحفظه من جل�س �إليه" �أخرجه البخاري وم�سلم‪ " ،‬وكان‬
‫ترق ‪ ،‬فريقى حتى ي�ضع قدمه على �صدره ‪.‬‬ ‫ترق ّ‬
‫قدميه على قدميه ‪ ،‬ويقول ‪ّ :‬‬ ‫رمبا يعيد الكلمة ثال ًثا لتعقل عنه " �أخرجه البخاري‪.‬‬
‫‪49‬‬ ‫‪48‬‬
‫بدعاية الإ�سالم �أ�سلم ت�سلم‪ ،‬و�أ�سلم ي�ؤتك اهلل �أجرك مرتني‪ ،‬و�إن توليت‬
‫لباسه‬ ‫ف�إنَّ عليك �إثم الأري�سيني‪ ،‬و ﭽﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ‬
‫كان من هديه �أن يلب�س ما تي�سر من لبا�س‪ :‬من ال�صوف تارة والقطن‬ ‫ﭱﭲ ﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽ ﭾ‬
‫تارة والكتان تارة‪ ،‬وكان يلب�س �أجمل ما يجد‪ ،‬وكان يتج َّمل للقاء الوفود‬ ‫ﭿ ﮀ ﮁ ﮂﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉﭼ �أخرجه م�سلم‬
‫على ما يليق به وبهم‪ ،‬ومبا ينا�سب مقاماتهم‪ ،‬وكانت الثياب البي�ض‬
‫كحله‬
‫ويح�ض �أ�صحابه على لب�سها‪ ،‬وكان‬ ‫ُّ‬ ‫�أف�ضل الثياب التي كان يلب�سها ‪،‬‬
‫النبي �أن يكتحل يف عينيه ثال ًثا عند النوم؛ ملا يف ذلك‬ ‫كان من هدي ِّ‬
‫أحب الثياب �إليه القمي�ص‪ ،‬وكان ك ُّم قمي�صه �إىل الر�سغ « مف�صل‬ ‫� ُّ‬ ‫من احلفظ ل�صحة العني حني ت�سكن عن احلركة؛ وملا فيه من التقوية‬
‫الكف »‪ ،‬و�سنته هي لب�س الثوب فوق الكعبني ‪ ،‬وقال‪ ":‬ال خري فيما‬ ‫ِّ‬
‫للنور البا�صر‪ ،‬وا�ستخراج للمادة امل�ض َّرة بها‪ ،‬وكان يقول �إذ ذاك‪:‬‬
‫�أ�سفل من ذلك " ونهى عنه ‪� ،‬أخرجه �أحمد و�صححه الألباين‪.‬‬
‫"عليكم بالإثمد ف�إنه منبتة لل�شعر مذهبة للقذى م�صفاة للب�صر "�أخرجه‬
‫لطفه مع أهل بيته‬ ‫الطرباين و�صححه املنذري وابن حجر‪.‬‬
‫ل‬ ‫كان جميل املع�شر مع �أهله متلط ًفا معهم‪ ،‬رفي ٌق مع �أوالده و�أحفاده‬ ‫كالمه‬
‫مكر ٌم لهم‪ ،‬وكان يقطع ملل احلياة الزوجية ب�شيء من املزاح من �أجل‬ ‫كان طويل ال�سكوت ال يتكلم يف غري حاجة‪ ،‬وال يتكلم فيما ال يعنيه‪ ،‬وال‬
‫الرتفيه عن �أهله ‪ ،‬ورمبا �سابقهم يف بع�ض �أ�سفاره جر ًيا على الأقدام ‪.‬‬ ‫بهذ م�سرع ال‬‫مف�صل لي�س ٍّ‬ ‫يتكلم �إال فيما يرجو ثوابه‪ ،‬وكان يتكلم بكالم َّ‬
‫وكان يقوم البنته فاطمة �إذا دخلت عليه ‪ ،‬وي�أخذ بيدها ويجل�سها يف‬ ‫يحفظ‪ ،‬وال منقطع تتخلله ال�سكتات‪ ،‬قالت عائ�شة ڤ‪" :‬كان كالم ر�سول‬
‫مكانه‪ ،‬وقد روي �أنه كان ُيخرج ل�سانه للح�سن واحل�سني �صغا ًرا مداع ًبا‬ ‫اهلل كال ًما ف�ص ًال يفهمه ك ُّل من �سمعه" �أخرجه �أبو داود و�صححه الألباين‪،‬‬
‫�إياهما‪ ،‬ويدين ظهره لهما لريكبا‪ ،‬وي�أخذ بك ِّفيه ح�س ًنا �أو ح�سي ًنا‪ ،‬ويجعل‬ ‫"وكان يتك َّلم بكالم بينِّ يحفظه من جل�س �إليه" �أخرجه البخاري وم�سلم‪ " ،‬وكان‬
‫ترق ‪ ،‬فريقى حتى ي�ضع قدمه على �صدره ‪.‬‬ ‫ترق ّ‬
‫قدميه على قدميه ‪ ،‬ويقول ‪ّ :‬‬ ‫رمبا يعيد الكلمة ثال ًثا لتعقل عنه " �أخرجه البخاري‪.‬‬
‫‪51‬‬ ‫‪50‬‬
‫قال‪ :‬ا�ست�أذن‬ ‫ومن لطفه مع ازواجه ما جاء عن النعمان بن ب�شري‬
‫مزاحه‬
‫النبي هو مالطفة �أ�صحابه حني خمالطتهم ‪ ،‬ومما جاء‬ ‫كان مزاح ِّ‬ ‫على ر�سول اهلل ف�سمع عائ�شة وهي رافعة �صوتها على‬ ‫�أبو بكر‬
‫�أن رج ًال من �أهل البادية كان ا�سمه زاه ًرا‬ ‫يف ذلك قول �أن�س‬ ‫ر�سول اهلل فدخل ف�أهوى �إليها بيده يلطمها‪ ،‬وقال‪� :‬أال �أ�سمعك ترفعني‬
‫النبي هدية من البادية‪ ،‬وكان يح ُّبه‪ ،‬وكان رج ًال‬ ‫وكان يهدي �إىل ِّ‬ ‫النبي بني �أبي بكر وعائ�شة حتى‬ ‫�صوتك على ر�سول اهلل ‪ ،‬فحال ُّ‬
‫يوما وهو يبيع متاعه‪ ،‬فاحت�ضنه من خلفه وهو ال‬ ‫ً‬ ‫النبي‬
‫دمي ًما‪ ،‬ف�أتاه ُّ‬ ‫ال ي�ضربها‪ ،‬وقال‪ " :‬ما �أنا مب�ستعذرك يا �أبا بكر بعد اليوم !! " ‪ ،‬فخرج‬
‫النبي ‪ ،‬فجعل ال‬ ‫يب�صره‪ ،‬فقال‪ :‬من هذا ؟ �أطلقني‪ ،‬فالتفت‪ ،‬فعرف َّ‬ ‫النبي يرت�ضاها يقول‪� :‬أال ترين �أين قد حلت بني الرجل‬ ‫�أبو بكر فجعل ُّ‬
‫النبي يقول‪:‬‬ ‫النبي حني عرفه‪ ،‬فجعل ُّ‬ ‫ي�ألو ما �أل�صق ظهره ب�صدر ِّ‬ ‫وبينك‪ ،‬ثم �أقبل �أبو بكر فوجده ي�ضاحكها فقال‪ :‬يا ر�سول اهلل‪� :‬أ�شركاين‬
‫« من ي�شرتي هذا العبد ؟ »‪ ،‬فقال‪ :‬يا ر�سول اهلل � ًإذا واهلل جتدين كا�سدً ا‪،‬‬ ‫يف �سلمكم كما �أ�شركتماين يف حربكم !!" �أخرجه �أحمد و�صححه الألباين‪.‬‬
‫النبي ‪ « :‬لكن عند اهلل ل�ست بكا�سد » �أو قال‪�« :‬أنت عند اهلل‬ ‫فقال ُّ‬ ‫لينه‬
‫غال» �أخرجه �أحمد و�صححه الألباين‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫النبي مع �أ�صحابه ورحمته بهم فقال‪ :‬ﭽﭙ‬ ‫�أخرب اهلل ‪ ۵‬عن لني ِّ‬
‫النبي يف بع�ض �أ�سفاره و�أنا‬ ‫وعن عائ�شة ڤ قالت‪ :‬خرجت مع ِّ‬ ‫ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ‬
‫م‬ ‫جارية مل �أحمل اللحم ومل �أبدن‪ ،‬فقال للنا�س‪ " :‬تق َّدموا " فتق َّدموا‪ ،‬ثم‬ ‫ﭧﭨ ﭼ[ آل عمران‪ ،] ١٥٩ :‬وجاء يف كتب ال�سرية‪ :‬ملا حا�صر ُّ‬
‫النبي‬
‫قال يل‪ " :‬تعايل حتى �أ�سابقك " ف�سابقته ف�سبقته‪ ،‬ف�سكت عني‪ ،‬حتى‬ ‫الطائف وطال به املقام ‪ ،‬و�أخذت ثقيف ت�ضرب امل�سلمني بالنبال ‪ ،‬قال‬
‫�إذا حملت اللحم وبدنت ون�سيت‪ ،‬خرجت معه يف بع�ض �أ�سفاره‪ ،‬فقال‬ ‫بع�ض ال�صحابة يا ر�سول اهلل ‪� :‬أحرقتنا نبال ثقيف فادع اهلل عليهم ‪،‬‬
‫للنا�س‪ " :‬تق َّدموا " فتق َّدموا‪ ،‬ثم قال‪ " :‬تعايل حتى �أ�سابقك " ف�سابقته‪،‬‬ ‫فقال ‪ :‬اللهم اهد ثقيفا ! ‪ ..‬ثم ترك ح�صارهم و�سار �إىل مكة ‪ ،‬وما‬
‫ف�سبقني‪ ،‬فجعل ي�ضحك‪ ،‬وهو يقول‪" :‬هذه بتلك" �أخرجه �أحمد و�صححه الألباين‬ ‫هي �إال �شهور قليلة حتى �أر�سلت ثقيف وفدهم �إىل ر�سول اهلل ‪ ،‬يخربونه‬
‫برغبتهم يف الإ�سالم وانف�ساح قلوبهم له ‪.‬‬
‫‪51‬‬ ‫‪50‬‬
‫قال‪ :‬ا�ست�أذن‬ ‫ومن لطفه مع ازواجه ما جاء عن النعمان بن ب�شري‬
‫مزاحه‬
‫النبي هو مالطفة �أ�صحابه حني خمالطتهم ‪ ،‬ومما جاء‬ ‫كان مزاح ِّ‬ ‫على ر�سول اهلل ف�سمع عائ�شة وهي رافعة �صوتها على‬ ‫�أبو بكر‬
‫�أن رج ًال من �أهل البادية كان ا�سمه زاه ًرا‬ ‫يف ذلك قول �أن�س‬ ‫ر�سول اهلل فدخل ف�أهوى �إليها بيده يلطمها‪ ،‬وقال‪� :‬أال �أ�سمعك ترفعني‬
‫النبي هدية من البادية‪ ،‬وكان يح ُّبه‪ ،‬وكان رج ًال‬ ‫وكان يهدي �إىل ِّ‬ ‫النبي بني �أبي بكر وعائ�شة حتى‬ ‫�صوتك على ر�سول اهلل ‪ ،‬فحال ُّ‬
‫يوما وهو يبيع متاعه‪ ،‬فاحت�ضنه من خلفه وهو ال‬ ‫ً‬ ‫النبي‬
‫دمي ًما‪ ،‬ف�أتاه ُّ‬ ‫ال ي�ضربها‪ ،‬وقال‪ " :‬ما �أنا مب�ستعذرك يا �أبا بكر بعد اليوم !! " ‪ ،‬فخرج‬
‫النبي ‪ ،‬فجعل ال‬ ‫يب�صره‪ ،‬فقال‪ :‬من هذا ؟ �أطلقني‪ ،‬فالتفت‪ ،‬فعرف َّ‬ ‫النبي يرت�ضاها يقول‪� :‬أال ترين �أين قد حلت بني الرجل‬ ‫�أبو بكر فجعل ُّ‬
‫النبي يقول‪:‬‬ ‫النبي حني عرفه‪ ،‬فجعل ُّ‬ ‫ي�ألو ما �أل�صق ظهره ب�صدر ِّ‬ ‫وبينك‪ ،‬ثم �أقبل �أبو بكر فوجده ي�ضاحكها فقال‪ :‬يا ر�سول اهلل‪� :‬أ�شركاين‬
‫« من ي�شرتي هذا العبد ؟ »‪ ،‬فقال‪ :‬يا ر�سول اهلل � ًإذا واهلل جتدين كا�سدً ا‪،‬‬ ‫يف �سلمكم كما �أ�شركتماين يف حربكم !!" �أخرجه �أحمد و�صححه الألباين‪.‬‬
‫النبي ‪ « :‬لكن عند اهلل ل�ست بكا�سد » �أو قال‪�« :‬أنت عند اهلل‬ ‫فقال ُّ‬ ‫لينه‬
‫غال» �أخرجه �أحمد و�صححه الألباين‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫النبي مع �أ�صحابه ورحمته بهم فقال‪ :‬ﭽﭙ‬ ‫�أخرب اهلل ‪ ۵‬عن لني ِّ‬
‫النبي يف بع�ض �أ�سفاره و�أنا‬ ‫وعن عائ�شة ڤ قالت‪ :‬خرجت مع ِّ‬ ‫ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ‬
‫م‬ ‫جارية مل �أحمل اللحم ومل �أبدن‪ ،‬فقال للنا�س‪ " :‬تق َّدموا " فتق َّدموا‪ ،‬ثم‬ ‫ﭧﭨ ﭼ[ آل عمران‪ ،] ١٥٩ :‬وجاء يف كتب ال�سرية‪ :‬ملا حا�صر ُّ‬
‫النبي‬
‫قال يل‪ " :‬تعايل حتى �أ�سابقك " ف�سابقته ف�سبقته‪ ،‬ف�سكت عني‪ ،‬حتى‬ ‫الطائف وطال به املقام ‪ ،‬و�أخذت ثقيف ت�ضرب امل�سلمني بالنبال ‪ ،‬قال‬
‫�إذا حملت اللحم وبدنت ون�سيت‪ ،‬خرجت معه يف بع�ض �أ�سفاره‪ ،‬فقال‬ ‫بع�ض ال�صحابة يا ر�سول اهلل ‪� :‬أحرقتنا نبال ثقيف فادع اهلل عليهم ‪،‬‬
‫للنا�س‪ " :‬تق َّدموا " فتق َّدموا‪ ،‬ثم قال‪ " :‬تعايل حتى �أ�سابقك " ف�سابقته‪،‬‬ ‫فقال ‪ :‬اللهم اهد ثقيفا ! ‪ ..‬ثم ترك ح�صارهم و�سار �إىل مكة ‪ ،‬وما‬
‫ف�سبقني‪ ،‬فجعل ي�ضحك‪ ،‬وهو يقول‪" :‬هذه بتلك" �أخرجه �أحمد و�صححه الألباين‬ ‫هي �إال �شهور قليلة حتى �أر�سلت ثقيف وفدهم �إىل ر�سول اهلل ‪ ،‬يخربونه‬
‫برغبتهم يف الإ�سالم وانف�ساح قلوبهم له ‪.‬‬
‫‪53‬‬ ‫‪52‬‬

‫ويقظته‬ ‫نومه‬ ‫مشيته‬


‫النبي ي�أخذ من النوم فوق القدر املحتاج �إليه‪ ،‬وال مينع نف�سه‬ ‫مل يكن ُّ‬ ‫كان �أ�سرع النا�س ِم�شية و�أح�سنها و�أ�سكنها‪ ،‬و�إذا م�شى مل يلتفت‪ ،‬وكان‬
‫من القدر املحتاج �إليه منه‪ ،‬فينام �إذا دعته احلاجة �إىل النوم على‬ ‫مي�شي م�ش ًيا يعرف فيه �أنه لي�س بعاجز وال ك�سالن‪ ،‬ومي�شي حاف ًيا‬
‫�ش ِّقه الأمين‪ ،‬ذاك ًرا اهلل حتى تغلبه عيناه‪ ،‬وقد روى البخاري �أنَّ ر�سول‬ ‫ال‪ ،‬وكان ينهى عن امل�شي بنعل واحدة‪� .‬أوردها الألباين يف �سل�سلة‬ ‫ومنتع ً‬
‫اهلل كان �إذا �أخذ م�ضجعه من الليل و�ضع يده حتت خدِّ ه ‪ ،‬ثم يقول‪:‬‬ ‫الأحاديث ال�صحيحة‪.‬‬
‫" اللهم با�سمك �أموت و�أحيا " ‪ ،‬و�إذا ا�ستيقظ قال ‪ " :‬احلمد هلل الذي‬
‫�أحيانا بعد ما �أماتنا و�إليه الن�شور "‪.‬‬ ‫مؤذنوه‬
‫وكان ينام أ� َّول الليل وي�ستيقظ يف �أ َّول الن�صف الثاين فيقوم وي�ستاك‬ ‫‪ ،‬وعبد اهلل ابن �أم مكتوم‬ ‫له أربعة من المؤذنين‪ :‬بالل بن رباح‬
‫ويتو�ض�أ وي�صلي بني يدي ربه مناج ًيا له بكالمه‪ ،‬مثن ًيا عليه‪ ،‬راج ًيا له‪،‬‬ ‫بقباء‪.‬‬ ‫مبكة‪ ،‬و�سعد ال َق َرظ‬ ‫باملدينة‪ ،‬و�أبو حمذورة‬
‫وحظها من‬ ‫حظها من النوم والراحة‪َّ ،‬‬ ‫في�أخذ البدن والأع�ضاء والقوى َّ‬
‫الريا�ضة والطم�أنينة مع وفور الأجر‪ ،‬وهذا غاية �صالح القلب والبدن‬ ‫ودوابه‬ ‫مراكبه‬
‫و�صالح الدنيا والآخرة‪.‬‬ ‫للنبي عدة �أفرا�س‪ ،‬و أ� َّول فر�س ملكه ي�سمى " ّ‬
‫ال�سكب "‪ ،‬وله‬ ‫كان ِّ‬
‫هلل ا�ستيقظ من منامه يف ثلث‬ ‫ال�صحيحني � ََّأن َ‬
‫ر�سول ا ِ‬ ‫وقد جاء يف َّ‬
‫ْ‬ ‫بغلة ت�سمى " دُلدل " كان يركبها يف الأ�سفار وعا�شت بعده حتى كربت‬
‫ن‬
‫الليل الآخر فرفع ر�أ�سه �إىل ال�سماء ثم قر�أ الع�شر الآيات اخلواتيم من‬ ‫�سنها ‪ ،‬وقاتل عليها علي بن �أبي طالب اخلوارج‪ ،‬وكان له ناقة ت�سمى‬
‫نت و�صلى �إحدى ع�شرة ركعة ‪.‬‬ ‫�سورة �آل عمران ‪ََّ ،‬ثم قام فتو�ض أ� وا�س ّ‬ ‫"الق�صواء"‪ ،‬وله حمار يقال له " عفري " مات يف حجة الوداع ‪.‬‬
‫‪53‬‬ ‫‪52‬‬

‫ويقظته‬ ‫نومه‬ ‫مشيته‬


‫النبي ي�أخذ من النوم فوق القدر املحتاج �إليه‪ ،‬وال مينع نف�سه‬ ‫مل يكن ُّ‬ ‫كان �أ�سرع النا�س ِم�شية و�أح�سنها و�أ�سكنها‪ ،‬و�إذا م�شى مل يلتفت‪ ،‬وكان‬
‫من القدر املحتاج �إليه منه‪ ،‬فينام �إذا دعته احلاجة �إىل النوم على‬ ‫مي�شي م�ش ًيا يعرف فيه �أنه لي�س بعاجز وال ك�سالن‪ ،‬ومي�شي حاف ًيا‬
‫�ش ِّقه الأمين‪ ،‬ذاك ًرا اهلل حتى تغلبه عيناه‪ ،‬وقد روى البخاري �أنَّ ر�سول‬ ‫ال‪ ،‬وكان ينهى عن امل�شي بنعل واحدة‪� .‬أوردها الألباين يف �سل�سلة‬ ‫ومنتع ً‬
‫اهلل كان �إذا �أخذ م�ضجعه من الليل و�ضع يده حتت خدِّ ه ‪ ،‬ثم يقول‪:‬‬ ‫الأحاديث ال�صحيحة‪.‬‬
‫" اللهم با�سمك �أموت و�أحيا " ‪ ،‬و�إذا ا�ستيقظ قال ‪ " :‬احلمد هلل الذي‬
‫�أحيانا بعد ما �أماتنا و�إليه الن�شور "‪.‬‬ ‫مؤذنوه‬
‫وكان ينام أ� َّول الليل وي�ستيقظ يف �أ َّول الن�صف الثاين فيقوم وي�ستاك‬ ‫‪ ،‬وعبد اهلل ابن �أم مكتوم‬ ‫له أربعة من المؤذنين‪ :‬بالل بن رباح‬
‫ويتو�ض�أ وي�صلي بني يدي ربه مناج ًيا له بكالمه‪ ،‬مثن ًيا عليه‪ ،‬راج ًيا له‪،‬‬ ‫بقباء‪.‬‬ ‫مبكة‪ ،‬و�سعد ال َق َرظ‬ ‫باملدينة‪ ،‬و�أبو حمذورة‬
‫وحظها من‬ ‫حظها من النوم والراحة‪َّ ،‬‬ ‫في�أخذ البدن والأع�ضاء والقوى َّ‬
‫الريا�ضة والطم�أنينة مع وفور الأجر‪ ،‬وهذا غاية �صالح القلب والبدن‬ ‫ودوابه‬ ‫مراكبه‬
‫و�صالح الدنيا والآخرة‪.‬‬ ‫للنبي عدة �أفرا�س‪ ،‬و أ� َّول فر�س ملكه ي�سمى " ّ‬
‫ال�سكب "‪ ،‬وله‬ ‫كان ِّ‬
‫هلل ا�ستيقظ من منامه يف ثلث‬ ‫ال�صحيحني � ََّأن َ‬
‫ر�سول ا ِ‬ ‫وقد جاء يف َّ‬
‫ْ‬ ‫بغلة ت�سمى " دُلدل " كان يركبها يف الأ�سفار وعا�شت بعده حتى كربت‬
‫ن‬
‫الليل الآخر فرفع ر�أ�سه �إىل ال�سماء ثم قر�أ الع�شر الآيات اخلواتيم من‬ ‫�سنها ‪ ،‬وقاتل عليها علي بن �أبي طالب اخلوارج‪ ،‬وكان له ناقة ت�سمى‬
‫نت و�صلى �إحدى ع�شرة ركعة ‪.‬‬ ‫�سورة �آل عمران ‪ََّ ،‬ثم قام فتو�ض أ� وا�س ّ‬ ‫"الق�صواء"‪ ،‬وله حمار يقال له " عفري " مات يف حجة الوداع ‪.‬‬
‫‪55‬‬ ‫‪54‬‬
‫وملا كانت نومة القيلولة منت�صف النهار تذهب بت�أثري التعب‪ ،‬وتعيد‬
‫همه‬ ‫اال�ستقرار واحليوية والن�شاط للذهن واجل�سم‪ ،‬فقد كان من هديه‬
‫النبي وكان العطاء للدين‬ ‫لقد كان ه ُّم الدعوة �إىل دين اهلل ميلأ قلب ِّ‬ ‫�أن ينام تلك الفرتة حني ا�شتداد احل ِّر وقت الظهرية‪ ،‬وكان يحافظ عليها‬
‫ل جنباته حتى �إنَّ نف�سه‬ ‫والبذل له وت�سخري احلياة من �أجله مت أ‬ ‫يف ح ِّله وترحاله ‪ ،‬وحني قفوله من بع�ض غزواته‪.‬‬
‫م�سخرة لهذا الدين‪.‬‬ ‫وبكل طاقاتها َّ‬ ‫العظيمة مب�شاعرها ووجدانها ِّ‬ ‫البخاري عن ‏� ِّأم حرام ڤ �أنَّ ر�سول اهلل ‏‏ ‏قال عندهم‬ ‫ُّ‬ ‫وقد �أخرج‬
‫عا�ش يف جهاد طويل ‪-‬ثال ًثا وع�شرين �سنة‪ -‬كلُّها من �أجل هذا الدين‪،‬‬ ‫‪� -‬أي ‪ :‬نام يف القائلة ‪ ، -‬فا�ستيقظ وهو ي�ضحك ‪ ،‬قالت‪ :‬فقلت يا ر�سول‬
‫ليله ونهاره‪� ،‬سره وجهاره‪ ،‬ذهابه و�إيابه‪ ،‬بيعه و�شرا�ؤه‪� ،‬ضحكه وبكا�ؤه‪،‬‬ ‫قوما ممن يركب ظهر هذا البحر‬ ‫اهلل‪ :‬ما �أ�ضحكك؟ ‪ ،‬قال‪ :‬‏"ر�أيت ً‬
‫جهاده ودعوته‪� ،‬صدقته و�إح�سانه‪ ،‬كلُّها من �أجل خدمة هذا الدين‪ ،‬ي�ؤلف‬ ‫كامللوك على الأ�سرة‪ ،‬قالت‪ :‬يا ر�سول اهلل‪ ،‬ادع اهلل �أن يجعلني منهم‪،‬‬
‫وين�صح وينكر وي�صلح ويدعو وير�شد‪ ،‬فلم يدع فر�صة للعمل للدين‬ ‫إنك منهم‪ ،‬قالت‪ :‬ثم نام فا�ستيقظ وهو ي�ضحك‪ ،‬فقلت يا ر�سول‬ ‫قال‪ :‬ف� ِ‬
‫تفلت‪ ،‬وال فر�صة للعطاء للدين ت�ضيع‪ ،‬ومل ت�شغله هموم الدنيا عن ِّ‬
‫همه‬ ‫اهلل ما �أ�ضحكك ؟ ‪ ،‬فقال مثل مقالته‪ ،‬قالت‪ :‬قلت يا ر�سول اهلل‪ ،‬ادع اهلل‬
‫هم املعاد ‪-‬‬‫الكبري بل كان كما قال ‪ " :‬من جعل الهموم ه ًّما واحدً ا ‪ََّ -‬‬ ‫�أن يجعلني منهم‪ ،‬قال‪� :‬أنت من الأولني"‪.‬‬
‫هم دنياه‪ ،‬ومن ت�شعبت به الهموم يف �أحوال الدنيا مل يبال اهلل‬ ‫كفاه اهلل َّ‬ ‫ح�ض �أ�صحابه على نومة الظهرية‪ ،‬حيث قال‪ " :‬قيلوا ف�إنَّ‬ ‫وجاء عنه �أنه ّ‬
‫يف �أي �أوديته هلك " �أخرجه ابن ماجه وح�سنه الألباين‪.‬‬ ‫ال�شياطني ال تقيل " �أخرجه ابن حبان و�صححه الألباين‪.‬‬
‫ونومة القيلولة تقارب «ال�ساعة» فتنق�ص عنها �أو تزيد قلي ًال‪.‬‬
‫هديته‬
‫ّ‬
‫هـ‬ ‫ملا كانت الهدية من مفاتيح القلوب وت�شيع الو َّد واملحبة وتذهب بحزازات‬
‫النبي ا�ستطاع �أن يك�سب بها قلوب النا�س ويت�ألفهم‬
‫النفو�س‪ ،‬جند �أنَّ َّ‬
‫‪55‬‬ ‫‪54‬‬
‫وملا كانت نومة القيلولة منت�صف النهار تذهب بت�أثري التعب‪ ،‬وتعيد‬
‫همه‬ ‫اال�ستقرار واحليوية والن�شاط للذهن واجل�سم‪ ،‬فقد كان من هديه‬
‫النبي وكان العطاء للدين‬ ‫لقد كان ه ُّم الدعوة �إىل دين اهلل ميلأ قلب ِّ‬ ‫�أن ينام تلك الفرتة حني ا�شتداد احل ِّر وقت الظهرية‪ ،‬وكان يحافظ عليها‬
‫ل جنباته حتى �إنَّ نف�سه‬ ‫والبذل له وت�سخري احلياة من �أجله مت أ‬ ‫يف ح ِّله وترحاله ‪ ،‬وحني قفوله من بع�ض غزواته‪.‬‬
‫م�سخرة لهذا الدين‪.‬‬ ‫وبكل طاقاتها َّ‬ ‫العظيمة مب�شاعرها ووجدانها ِّ‬ ‫البخاري عن ‏� ِّأم حرام ڤ �أنَّ ر�سول اهلل ‏‏ ‏قال عندهم‬ ‫ُّ‬ ‫وقد �أخرج‬
‫عا�ش يف جهاد طويل ‪-‬ثال ًثا وع�شرين �سنة‪ -‬كلُّها من �أجل هذا الدين‪،‬‬ ‫‪� -‬أي ‪ :‬نام يف القائلة ‪ ، -‬فا�ستيقظ وهو ي�ضحك ‪ ،‬قالت‪ :‬فقلت يا ر�سول‬
‫ليله ونهاره‪� ،‬سره وجهاره‪ ،‬ذهابه و�إيابه‪ ،‬بيعه و�شرا�ؤه‪� ،‬ضحكه وبكا�ؤه‪،‬‬ ‫قوما ممن يركب ظهر هذا البحر‬ ‫اهلل‪ :‬ما �أ�ضحكك؟ ‪ ،‬قال‪ :‬‏"ر�أيت ً‬
‫جهاده ودعوته‪� ،‬صدقته و�إح�سانه‪ ،‬كلُّها من �أجل خدمة هذا الدين‪ ،‬ي�ؤلف‬ ‫كامللوك على الأ�سرة‪ ،‬قالت‪ :‬يا ر�سول اهلل‪ ،‬ادع اهلل �أن يجعلني منهم‪،‬‬
‫وين�صح وينكر وي�صلح ويدعو وير�شد‪ ،‬فلم يدع فر�صة للعمل للدين‬ ‫إنك منهم‪ ،‬قالت‪ :‬ثم نام فا�ستيقظ وهو ي�ضحك‪ ،‬فقلت يا ر�سول‬ ‫قال‪ :‬ف� ِ‬
‫تفلت‪ ،‬وال فر�صة للعطاء للدين ت�ضيع‪ ،‬ومل ت�شغله هموم الدنيا عن ِّ‬
‫همه‬ ‫اهلل ما �أ�ضحكك ؟ ‪ ،‬فقال مثل مقالته‪ ،‬قالت‪ :‬قلت يا ر�سول اهلل‪ ،‬ادع اهلل‬
‫هم املعاد ‪-‬‬‫الكبري بل كان كما قال ‪ " :‬من جعل الهموم ه ًّما واحدً ا ‪ََّ -‬‬ ‫�أن يجعلني منهم‪ ،‬قال‪� :‬أنت من الأولني"‪.‬‬
‫هم دنياه‪ ،‬ومن ت�شعبت به الهموم يف �أحوال الدنيا مل يبال اهلل‬ ‫كفاه اهلل َّ‬ ‫ح�ض �أ�صحابه على نومة الظهرية‪ ،‬حيث قال‪ " :‬قيلوا ف�إنَّ‬ ‫وجاء عنه �أنه ّ‬
‫يف �أي �أوديته هلك " �أخرجه ابن ماجه وح�سنه الألباين‪.‬‬ ‫ال�شياطني ال تقيل " �أخرجه ابن حبان و�صححه الألباين‪.‬‬
‫ونومة القيلولة تقارب «ال�ساعة» فتنق�ص عنها �أو تزيد قلي ًال‪.‬‬
‫هديته‬
‫ّ‬
‫هـ‬ ‫ملا كانت الهدية من مفاتيح القلوب وت�شيع الو َّد واملحبة وتذهب بحزازات‬
‫النبي ا�ستطاع �أن يك�سب بها قلوب النا�س ويت�ألفهم‬
‫النفو�س‪ ،‬جند �أنَّ َّ‬
‫‪57‬‬ ‫‪56‬‬
‫بالأعطيات‪ ،‬وكان يراعي حالهم بها من غري تكلُّف‪ ،‬وكث ًريا ما كان يهدي‬
‫وصاياه‬
‫النبي جامعة عظيمة القدر ‪ ،‬فقد �أو�صى بكتاب اهلل‪،‬‬ ‫كانت و�صايا ِّ‬ ‫�إىل بع�ض �أ�صحابه في�سعدهم بهديته‪ ،‬ولقد �أهدى بردته التي كان‬
‫وبالإح�سان �إىل ال ِّأم ‪ ،‬و�أو�صى باجلار ‪ ،‬و�أو�صى باملر�أة ‪ ،‬وقبل �أن تفي�ض‬ ‫‪ ،‬و�أهدى �سيفه " ذا الفقار " لعلي‬ ‫يلب�سها لكعب بن زهري‬
‫روحه �إىل باريها كان يو�صي �أ َّمته بال�صالة ‪.‬‬ ‫‪ ،‬ومن الهدايا التي كان‬ ‫ومثلها لأ�سامة‬ ‫و�أهدى ُح َّلة لعمر‬
‫�أنه قال ‪ :‬من �أراد �أن ينظر �إىل و�صية‬ ‫وجاء عن ابن م�سعود‬ ‫النبي هدايا الطعام‪ ،‬حتى �إنه ليحث �أ�صحابه �إذا طبخ‬ ‫يقدِّ مها ُّ‬
‫حممد التي عليها خامته فليقر أ� الآيات الثالث من �سورة الأنعام ‪:‬‬ ‫‏قال‪:‬‬ ‫�أحدهم �أن يكرث املرق ليعطي منه جريانه‪ ،‬فعن ‏‏�أبي ذ ٍّر‬
‫"قل تعالوا �أتل ما حرم ربكم عليكم ‪� " ...‬أخرجه البيهقي يف ال�شعب ‪.‬‬ ‫‏ قال ر�سول اهلل ‪" :‬ال يحقرنَّ �أحدكم �شيئ ًا من املعروف‪،‬‏و�إن ا�شرتيت‬
‫النبي قبل موته بثالثة �أيام يقول ‪:‬‬ ‫قال‪� :‬سمعت َّ‬ ‫وعن جابر‬ ‫حل ًما �أو طبخت قد ًرا ف�أكرث مرقته واغرف جلارك منه" �أخرجه الرتمذي‬
‫«ال ميوتنَّ �أحدكم �إال وهو يح�سن الظنَّ باهلل تعاىل » �أخرجه م�سلم‪.‬‬ ‫و�صححه الألباين‪ ،‬وقال ‪ " :‬تهادوا حتابوا " �أخرجه �أبو يعلى وح�سنه الألباين‪.‬‬
‫والته وأمراؤه‬ ‫ورمبا ت�ألف بع�ض �أ�شراف العرب و�ساداتهم ب�أعطيات جزيلة ك�أن يعطي‬
‫النبي تنفذ �إىل والته بالأمر والنهي فلم يكن �أحد من والته‬ ‫مل تزل كتب ِّ‬ ‫�أحدهم مئة من الإبل �أو غن ًما بني جبلني ونحو ذلك‪.‬‬
‫يرتك �إنفاذ �أمره ‪ ،‬وقد �أ َّمر على مكة عتاب بن �أ�سيد ‪ ،‬وعلى الطائف‬ ‫وكان �إذا �أهديت �إليه هدية فقبلها‪ ،‬كاف أ� عليها ب�أكرث منها‪ ،‬و�إن ر َّدها‬
‫عثمان بن �أبي العا�ص ‪ ،‬وعلى البحرين العالء بن احل�ضرمي ‪ ،‬وعلى‬ ‫اعتذر �إىل مهديها كقوله لل�صعب بن جثامة ملا �أهدى �إليه حلم �صيد‪:‬‬
‫عمان عمرو بن العا�ص ‪ ،‬وعلى جنران �أبا �سفيان بن حرب ‪ ،‬و�أ َّمر على‬ ‫"�إنا مل نر َّده عليك �إال �أ ّنا ُح ُر ٌم" �أخرجه البخاري‪.‬‬
‫�صنعاء وجبال اليمن باذان ‪ ،‬و أ� َّمر على ال�سواحل �أبا مو�سى الأ�شعري ‪،‬‬
‫و أ� َّمر عمرو بن �سعيد على وادي القرى‪ ،‬ويزيد بن �أبي �سفيان على تيماء‪،‬‬
‫و‬ ‫وثمامة بن �أثال على اليمامة ‪ ،‬و�أ َّمر على اجلند معاذ بن جبل ‪.‬‬
‫‪57‬‬ ‫‪56‬‬
‫بالأعطيات‪ ،‬وكان يراعي حالهم بها من غري تكلُّف‪ ،‬وكث ًريا ما كان يهدي‬
‫وصاياه‬
‫النبي جامعة عظيمة القدر ‪ ،‬فقد �أو�صى بكتاب اهلل‪،‬‬ ‫كانت و�صايا ِّ‬ ‫�إىل بع�ض �أ�صحابه في�سعدهم بهديته‪ ،‬ولقد �أهدى بردته التي كان‬
‫وبالإح�سان �إىل ال ِّأم ‪ ،‬و�أو�صى باجلار ‪ ،‬و�أو�صى باملر�أة ‪ ،‬وقبل �أن تفي�ض‬ ‫‪ ،‬و�أهدى �سيفه " ذا الفقار " لعلي‬ ‫يلب�سها لكعب بن زهري‬
‫روحه �إىل باريها كان يو�صي �أ َّمته بال�صالة ‪.‬‬ ‫‪ ،‬ومن الهدايا التي كان‬ ‫ومثلها لأ�سامة‬ ‫و�أهدى ُح َّلة لعمر‬
‫�أنه قال ‪ :‬من �أراد �أن ينظر �إىل و�صية‬ ‫وجاء عن ابن م�سعود‬ ‫النبي هدايا الطعام‪ ،‬حتى �إنه ليحث �أ�صحابه �إذا طبخ‬ ‫يقدِّ مها ُّ‬
‫حممد التي عليها خامته فليقر أ� الآيات الثالث من �سورة الأنعام ‪:‬‬ ‫‏قال‪:‬‬ ‫�أحدهم �أن يكرث املرق ليعطي منه جريانه‪ ،‬فعن ‏‏�أبي ذ ٍّر‬
‫"قل تعالوا �أتل ما حرم ربكم عليكم ‪� " ...‬أخرجه البيهقي يف ال�شعب ‪.‬‬ ‫‏ قال ر�سول اهلل ‪" :‬ال يحقرنَّ �أحدكم �شيئ ًا من املعروف‪،‬‏و�إن ا�شرتيت‬
‫النبي قبل موته بثالثة �أيام يقول ‪:‬‬ ‫قال‪� :‬سمعت َّ‬ ‫وعن جابر‬ ‫حل ًما �أو طبخت قد ًرا ف�أكرث مرقته واغرف جلارك منه" �أخرجه الرتمذي‬
‫«ال ميوتنَّ �أحدكم �إال وهو يح�سن الظنَّ باهلل تعاىل » �أخرجه م�سلم‪.‬‬ ‫و�صححه الألباين‪ ،‬وقال ‪ " :‬تهادوا حتابوا " �أخرجه �أبو يعلى وح�سنه الألباين‪.‬‬
‫والته وأمراؤه‬ ‫ورمبا ت�ألف بع�ض �أ�شراف العرب و�ساداتهم ب�أعطيات جزيلة ك�أن يعطي‬
‫النبي تنفذ �إىل والته بالأمر والنهي فلم يكن �أحد من والته‬ ‫مل تزل كتب ِّ‬ ‫�أحدهم مئة من الإبل �أو غن ًما بني جبلني ونحو ذلك‪.‬‬
‫يرتك �إنفاذ �أمره ‪ ،‬وقد �أ َّمر على مكة عتاب بن �أ�سيد ‪ ،‬وعلى الطائف‬ ‫وكان �إذا �أهديت �إليه هدية فقبلها‪ ،‬كاف أ� عليها ب�أكرث منها‪ ،‬و�إن ر َّدها‬
‫عثمان بن �أبي العا�ص ‪ ،‬وعلى البحرين العالء بن احل�ضرمي ‪ ،‬وعلى‬ ‫اعتذر �إىل مهديها كقوله لل�صعب بن جثامة ملا �أهدى �إليه حلم �صيد‪:‬‬
‫عمان عمرو بن العا�ص ‪ ،‬وعلى جنران �أبا �سفيان بن حرب ‪ ،‬و�أ َّمر على‬ ‫"�إنا مل نر َّده عليك �إال �أ ّنا ُح ُر ٌم" �أخرجه البخاري‪.‬‬
‫�صنعاء وجبال اليمن باذان ‪ ،‬و أ� َّمر على ال�سواحل �أبا مو�سى الأ�شعري ‪،‬‬
‫و أ� َّمر عمرو بن �سعيد على وادي القرى‪ ،‬ويزيد بن �أبي �سفيان على تيماء‪،‬‬
‫و‬ ‫وثمامة بن �أثال على اليمامة ‪ ،‬و�أ َّمر على اجلند معاذ بن جبل ‪.‬‬
‫‪59‬‬ ‫‪58‬‬
‫�أما �أمراء ال�سرايا والبعوث فكانت �إمرتهم تنتهي بانتهاء تلك الغزوة‬
‫يقينه بالله وتوكله عليه‬ ‫و�أما �أمراء القرى ف�إنهم ي�ستمرون فيها ‪.‬‬
‫النبي موق ًنا كل اليقني ب�أنَّ اهلل �سين�صره ويظهره على العاملني‪،‬‬
‫كان ُّ‬
‫حتى وهو يف �أق�سى مواقف اال�ضطهاد واحل�صار والأذى ‪ ،‬ومل ي�ستبطئ‬ ‫وفاته‬
‫ن�صر اهلل ووعده �ساعة من نهار ‪ ،‬وكيف ال يكون موق ًنا يف �أموره ك ِّلها‬ ‫تويف ر�سول اهلل يوم االثنني ‪11/3/12‬هـ وله من العمر ثالث‬
‫واهلل تعاىل معه ‪ ،‬و ُينزِّ ل عليه من القر�آن قوله ‪ :‬ﭽ ﭠ ﭡ ﭢﭣ‬ ‫فقبله بني عينيه وقال‬ ‫و�ستون �سنة‪ ،‬وملا تويف دخل عليه �أبو بكر‬
‫ﭤ ﭥ ﭦ ﭧﭼ [النمل‪. ]٧٩ :‬‬ ‫طبت ح ًيا وميتًا يا ر�سول اهلل‪ ،‬وملا ُغ ِّ�سل و�أدرج يف �أكفانه ُو�ضع على‬
‫وقد روى الإمام �أحمد ب�إ�سناد ح�سن �أنَّ ر�سول اهلل ملا �أمر بحفر‬ ‫فوجا ال ي�ؤمهم‬ ‫فوجا ً‬‫�شفري القرب ثم دخل النا�س �أر�سا ًال ي�صلون عليه ً‬
‫اخلندق عر�ضت لهم �صخرة ال ت�أخذ فيها املعاول ‪ ،‬ف�شكوها �إىل ر�سول‬ ‫�أحد‪ ،‬ثم �أنزله القرب‪ " :‬عمه العبا�س وابنه الف�ضل وعلي بن �أبي طالب‬
‫اهلل ‪ ،‬فجاء فو�ضع ثوبه ثم هبط �إىل ال�صخرة ‪ ،‬ف�أخذ املعول فقال‪:‬‬ ‫و�شقران ر�ضي اهلل عنهم " ‪ ،‬وو�ضعوه يف اللحد‪ ،‬وبنوا عليه ت�سع لبنات‪،‬‬
‫" ب�سم اهلل " ف�ضرب �ضربة فك�سر ثلث احلجر‪ ،‬وقال‪ " :‬اهلل �أكرب‬ ‫ثم �أهالوا الرتاب‪ ،‬و ُرفع قربه من الأر�ض نح ًوا من �شرب‪ ،‬قال �أن�س‬
‫�أعطيت مفاتيح ال�شام ‪ ،‬واهلل �إين لأب�صر ق�صورها احلمر من مكاين‬ ‫‪" :‬ملا كان اليوم الذي دخل فيه ر�سول اهلل املدينة �أ�ضاء‬
‫هذا " ‪ .‬ثم قال ‪ " :‬ب�سم اهلل " و�ضرب �أخرى فك�سر ثلث احلجر فقال ‪:‬‬ ‫منها ك ُّل �شيء‪ ،‬فلما كان اليوم الذي مات فيه �أظلم منها ك ُّل �شيء‪،‬‬
‫" اهلل �أكرب ‪� ،‬أعطيت مفاتيح فار�س ‪ ،‬واهلل �إين لأب�صر املدائن ‪ ،‬و�أب�صر‬ ‫وما نف�ضنا �أيدينا من الرتاب �إال وقد �أنكرنا قلوبنا " �أخرجه م�سلم‪.‬‬
‫ق�صرها الأبي�ض من مكاين هذا " ثم قال ‪ " :‬ب�سم اهلل " و�ضرب �ضربة‬ ‫يخت�ص به مما يتعلق بوفاته‪:‬‬ ‫ُّ‬ ‫ومما‬
‫�أخرى فقلع بقية احلجر فقال‪ " :‬اهلل �أكرب �أعطيت مفاتيح اليمن‪ ،‬واهلل‬ ‫�أنه يقرب حيث ميوت‪ ،‬و�أنَّ الأر�ض ال ت�أكل ج�سده‪ ،‬قال ‪� « :‬إنَّ اهلل ح َّرم‬
‫�إين لأب�صر �أبواب �صنعاء من مكاين هذا" ‪.‬‬ ‫على الأر�ض �أن ت�أكل �أج�ساد الأنبياء » �أخرجه �أبو داود و�صححه الألباين‪.‬‬

‫ي‬
‫‪59‬‬ ‫‪58‬‬
‫�أما �أمراء ال�سرايا والبعوث فكانت �إمرتهم تنتهي بانتهاء تلك الغزوة‬
‫يقينه بالله وتوكله عليه‬ ‫و�أما �أمراء القرى ف�إنهم ي�ستمرون فيها ‪.‬‬
‫النبي موق ًنا كل اليقني ب�أنَّ اهلل �سين�صره ويظهره على العاملني‪،‬‬
‫كان ُّ‬
‫حتى وهو يف �أق�سى مواقف اال�ضطهاد واحل�صار والأذى ‪ ،‬ومل ي�ستبطئ‬ ‫وفاته‬
‫ن�صر اهلل ووعده �ساعة من نهار ‪ ،‬وكيف ال يكون موق ًنا يف �أموره ك ِّلها‬ ‫تويف ر�سول اهلل يوم االثنني ‪11/3/12‬هـ وله من العمر ثالث‬
‫واهلل تعاىل معه ‪ ،‬و ُينزِّ ل عليه من القر�آن قوله ‪ :‬ﭽ ﭠ ﭡ ﭢﭣ‬ ‫فقبله بني عينيه وقال‬ ‫و�ستون �سنة‪ ،‬وملا تويف دخل عليه �أبو بكر‬
‫ﭤ ﭥ ﭦ ﭧﭼ [النمل‪. ]٧٩ :‬‬ ‫طبت ح ًيا وميتًا يا ر�سول اهلل‪ ،‬وملا ُغ ِّ�سل و�أدرج يف �أكفانه ُو�ضع على‬
‫وقد روى الإمام �أحمد ب�إ�سناد ح�سن �أنَّ ر�سول اهلل ملا �أمر بحفر‬ ‫فوجا ال ي�ؤمهم‬ ‫فوجا ً‬‫�شفري القرب ثم دخل النا�س �أر�سا ًال ي�صلون عليه ً‬
‫اخلندق عر�ضت لهم �صخرة ال ت�أخذ فيها املعاول ‪ ،‬ف�شكوها �إىل ر�سول‬ ‫�أحد‪ ،‬ثم �أنزله القرب‪ " :‬عمه العبا�س وابنه الف�ضل وعلي بن �أبي طالب‬
‫اهلل ‪ ،‬فجاء فو�ضع ثوبه ثم هبط �إىل ال�صخرة ‪ ،‬ف�أخذ املعول فقال‪:‬‬ ‫و�شقران ر�ضي اهلل عنهم " ‪ ،‬وو�ضعوه يف اللحد‪ ،‬وبنوا عليه ت�سع لبنات‪،‬‬
‫" ب�سم اهلل " ف�ضرب �ضربة فك�سر ثلث احلجر‪ ،‬وقال‪ " :‬اهلل �أكرب‬ ‫ثم �أهالوا الرتاب‪ ،‬و ُرفع قربه من الأر�ض نح ًوا من �شرب‪ ،‬قال �أن�س‬
‫�أعطيت مفاتيح ال�شام ‪ ،‬واهلل �إين لأب�صر ق�صورها احلمر من مكاين‬ ‫‪" :‬ملا كان اليوم الذي دخل فيه ر�سول اهلل املدينة �أ�ضاء‬
‫هذا " ‪ .‬ثم قال ‪ " :‬ب�سم اهلل " و�ضرب �أخرى فك�سر ثلث احلجر فقال ‪:‬‬ ‫منها ك ُّل �شيء‪ ،‬فلما كان اليوم الذي مات فيه �أظلم منها ك ُّل �شيء‪،‬‬
‫" اهلل �أكرب ‪� ،‬أعطيت مفاتيح فار�س ‪ ،‬واهلل �إين لأب�صر املدائن ‪ ،‬و�أب�صر‬ ‫وما نف�ضنا �أيدينا من الرتاب �إال وقد �أنكرنا قلوبنا " �أخرجه م�سلم‪.‬‬
‫ق�صرها الأبي�ض من مكاين هذا " ثم قال ‪ " :‬ب�سم اهلل " و�ضرب �ضربة‬ ‫يخت�ص به مما يتعلق بوفاته‪:‬‬ ‫ُّ‬ ‫ومما‬
‫�أخرى فقلع بقية احلجر فقال‪ " :‬اهلل �أكرب �أعطيت مفاتيح اليمن‪ ،‬واهلل‬ ‫�أنه يقرب حيث ميوت‪ ،‬و�أنَّ الأر�ض ال ت�أكل ج�سده‪ ،‬قال ‪� « :‬إنَّ اهلل ح َّرم‬
‫�إين لأب�صر �أبواب �صنعاء من مكاين هذا" ‪.‬‬ ‫على الأر�ض �أن ت�أكل �أج�ساد الأنبياء » �أخرجه �أبو داود و�صححه الألباين‪.‬‬

‫ي‬
‫‪61‬‬ ‫‪60‬‬
‫النبي‬
‫وقد �أمر اهلل ر�سوله بالتوكل يف موا�ضع من كتابه‪ ،‬فتوكل ُّ‬
‫ختاما لو رآك محمد ألحبك‬ ‫ً‬ ‫على اهلل �أعظم التوكل و�أح�سنه ‪ ،‬ومن ذلك قوله تعاىل ‪ :‬ﭽ َو َت َو َّك ْل َع َلى‬
‫قال ر�سول اهلل " وددت �أين لقيت �إخواين‪ ،‬قال ال�صحابة‪� :‬أو لي�س‬ ‫الحْ َ ِّي ا َّل ِذي لاَ يمَ ُ وتُ َو َ�س ِّب ْح ِب َح ْم ِد ِه ﭼ [الفرقان‪ ،] 58 :‬وقوله ‪ :‬ﭽ َو َت َو َّك ْل‬
‫نحن �إخوانك ؟ قال‪� :‬أنتم �أ�صحابي‪ ،‬ولكن �إخواين الذين �آمنوا بي ومل‬ ‫يم ﭼ [الشعراء‪.]217 :‬‬ ‫َع َلى ا ْل َع ِز ِيز ال َّر ِح ِ‬
‫يروين " �أخرجه �أحمد و�صححه الألباين فهل ا�شتقت �إليه كما ا�شتاق هو �إليك‪،‬‬ ‫قال "ح�سبنا اهلل ونعم الوكيل " قالها �إبراهيم‬ ‫وعن ابن عبا�س‬
‫وهل �أحببت اللقاء به كما �أحب هو لقاءك ؟ ‪.‬‬ ‫عليه ال�سالم حني �ألقي يف النار‪ ،‬وقالها حممد حني قالوا له‪� " :‬إنَّ‬
‫‪:‬‬ ‫بين يديك أخي المسلم ( ‪ ) 10‬وسائل لنصرة نبيك محمد‬ ‫النا�س قد جمعوا لكم فاخ�شوهم فزادهم �إميا ًنا وقالوا ح�سبنا اهلل ونعم‬
‫وتعظيمه وحمبته �أكرث من حمبة النف�س والأهل‬ ‫النبي‬
‫‪� -1‬إجالل ِّ‬ ‫الوكيل "‪� .‬أخرجه البخاري‪.‬‬
‫واملال والولد‪.‬‬ ‫وما �أخ َّل ر�سول اهلل ب�شيء من الأ�سباب وقد ظاهر بني درعني يوم‬
‫‪ -2‬قراءة �سريته واالهتداء بهديه وربطها بحياتنا وواقعنا‪.‬‬ ‫�صف القتال متجردًا من ال�سالح قط بل كان يع ُّد العدة‪،‬‬ ‫�أحد‪ ،‬ومل يح�ضر َّ‬
‫‪ -3‬االقتداء به يف معاملته لأهل بيته‪ ،‬ومع �أهله وجريانه‪.‬‬ ‫وا�ست�أجر يف طريق الهجرة �إىل املدينة رج ًال م�شر ًكا يدله الطريق‪ ،‬وكان‬
‫النبي واحرتامهم والعناية بهم ‪.‬‬ ‫‪� -4‬إكرام �أهل بيت ِّ‬ ‫�إذا �سافر يف جهاد �أو حج �أو عمرة حمل الزاد واملزاد وهو �إمام املتوكلني‪،‬‬
‫‪ -5‬تربية الأبناء على حمبته ‪.‬‬
‫وقد هدى اهلل به العاملني وع�صمه من النا�س �أجمعني‪.‬‬
‫بالنبي و�إظهار جمال �سريته ومواقفه ‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫‪ -6‬التعريف‬
‫الذب عنه وعن عر�ضه والدفاع عن �سنته‪.‬‬
‫‪ُّ -7‬‬
‫‪ -8‬حمبة العلماء وتقديرهم؛ ملكانتهم و�صلتهم مبرياث النب َّوة‪.‬‬
‫‪ -9‬الفرح بظهور �سنته بني النا�س‪ ،‬والدعوة �إليها‪.‬‬
‫‪ -10‬الرتبية على ف�ضائل الأخالق والأعمال التي كان يحث عليها ‪.‬‬
‫‪61‬‬ ‫‪60‬‬
‫النبي‬
‫وقد �أمر اهلل ر�سوله بالتوكل يف موا�ضع من كتابه‪ ،‬فتوكل ُّ‬
‫ختاما لو رآك محمد ألحبك‬ ‫ً‬ ‫على اهلل �أعظم التوكل و�أح�سنه ‪ ،‬ومن ذلك قوله تعاىل ‪ :‬ﭽ َو َت َو َّك ْل َع َلى‬
‫قال ر�سول اهلل " وددت �أين لقيت �إخواين‪ ،‬قال ال�صحابة‪� :‬أو لي�س‬ ‫الحْ َ ِّي ا َّل ِذي لاَ يمَ ُ وتُ َو َ�س ِّب ْح ِب َح ْم ِد ِه ﭼ [الفرقان‪ ،] 58 :‬وقوله ‪ :‬ﭽ َو َت َو َّك ْل‬
‫نحن �إخوانك ؟ قال‪� :‬أنتم �أ�صحابي‪ ،‬ولكن �إخواين الذين �آمنوا بي ومل‬ ‫يم ﭼ [الشعراء‪.]217 :‬‬ ‫َع َلى ا ْل َع ِز ِيز ال َّر ِح ِ‬
‫يروين " �أخرجه �أحمد و�صححه الألباين فهل ا�شتقت �إليه كما ا�شتاق هو �إليك‪،‬‬ ‫قال "ح�سبنا اهلل ونعم الوكيل " قالها �إبراهيم‬ ‫وعن ابن عبا�س‬
‫وهل �أحببت اللقاء به كما �أحب هو لقاءك ؟ ‪.‬‬ ‫عليه ال�سالم حني �ألقي يف النار‪ ،‬وقالها حممد حني قالوا له‪� " :‬إنَّ‬
‫‪:‬‬ ‫بين يديك أخي المسلم ( ‪ ) 10‬وسائل لنصرة نبيك محمد‬ ‫النا�س قد جمعوا لكم فاخ�شوهم فزادهم �إميا ًنا وقالوا ح�سبنا اهلل ونعم‬
‫وتعظيمه وحمبته �أكرث من حمبة النف�س والأهل‬ ‫النبي‬
‫‪� -1‬إجالل ِّ‬ ‫الوكيل "‪� .‬أخرجه البخاري‪.‬‬
‫واملال والولد‪.‬‬ ‫وما �أخ َّل ر�سول اهلل ب�شيء من الأ�سباب وقد ظاهر بني درعني يوم‬
‫‪ -2‬قراءة �سريته واالهتداء بهديه وربطها بحياتنا وواقعنا‪.‬‬ ‫�صف القتال متجردًا من ال�سالح قط بل كان يع ُّد العدة‪،‬‬ ‫�أحد‪ ،‬ومل يح�ضر َّ‬
‫‪ -3‬االقتداء به يف معاملته لأهل بيته‪ ،‬ومع �أهله وجريانه‪.‬‬ ‫وا�ست�أجر يف طريق الهجرة �إىل املدينة رج ًال م�شر ًكا يدله الطريق‪ ،‬وكان‬
‫النبي واحرتامهم والعناية بهم ‪.‬‬ ‫‪� -4‬إكرام �أهل بيت ِّ‬ ‫�إذا �سافر يف جهاد �أو حج �أو عمرة حمل الزاد واملزاد وهو �إمام املتوكلني‪،‬‬
‫‪ -5‬تربية الأبناء على حمبته ‪.‬‬
‫وقد هدى اهلل به العاملني وع�صمه من النا�س �أجمعني‪.‬‬
‫بالنبي و�إظهار جمال �سريته ومواقفه ‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫‪ -6‬التعريف‬
‫الذب عنه وعن عر�ضه والدفاع عن �سنته‪.‬‬
‫‪ُّ -7‬‬
‫‪ -8‬حمبة العلماء وتقديرهم؛ ملكانتهم و�صلتهم مبرياث النب َّوة‪.‬‬
‫‪ -9‬الفرح بظهور �سنته بني النا�س‪ ،‬والدعوة �إليها‪.‬‬
‫‪ -10‬الرتبية على ف�ضائل الأخالق والأعمال التي كان يحث عليها ‪.‬‬
‫‪63‬‬ ‫‪62‬‬

‫أبرز المراجع والمصادر‬ ‫حقوقه‬

‫تعددت املراجع وامل�صادر التي �أفدت منها يف هذا الدليل املخت�صر ‪،‬‬ ‫‪ -1‬الإميان به كما �أمر اهلل ‪ ۵‬يف كتابه‪ :‬ﭽﯘ ﯙ ﯚ‬
‫َّ‬
‫ولعل من �أبرزها ‪:‬‬ ‫ﯛﯜﯝﯞﯟ ﯠﯡﯢ‬
‫‪ /1‬كتب ال�سنة ( البخاري وم�سلم ‪ ،‬وال�سنن الأربعة ‪ ،‬ومعجم الطرباين‬ ‫ﯣﭼ [األعراف‪. ]158:‬‬
‫و�سنن البيهقي ‪ ،‬وم�سند �أحمد و�أبي يعلى املو�صلي ‪ ،‬و�سنن الدارمي ‪،‬‬ ‫‪ -2‬طاعته وامتثال �أمره والعمل ب�سنته‪ ،‬واتباعه واالقتداء به‪،‬‬
‫و�صحيح ابن حبان ‪ ،‬و�شعب الإميان للبيهقي ) ‪.‬‬ ‫وجمانبة البدع واملحدثات‪.‬‬
‫‪ /2‬م�ؤلفات الألباين احلديثية ‪.‬‬ ‫‪ -3‬احرتامه وتوقريه وتعظيمه‪ ،‬وتقدمي حمبته على حمبة كل �أحد‪.‬‬
‫‪ /3‬زاد املعاد البن القيم ‪.‬‬ ‫‪ -4‬تقدمي قوله على قول ِّ‬
‫كل �أحد‪ ،‬وت�صديقه فيما �أخرب به من الغيوب‬
‫‪ /4‬فتح الباري البن حجر ‪.‬‬ ‫املا�ضية وامل�ستقبلة‪.‬‬
‫‪ /5‬ال�شمائل املحمدية للرتمذي ‪.‬‬ ‫‪ -5‬وجوب التحاكم �إىل �سنته و�شرعه والر�ضا بحكمه‪ ،‬كما قال اهلل‬
‫النبي يف القر�آن وال�سنة للحداد ‪.‬‬
‫‪� /6‬أخالق ِّ‬ ‫تعاىل‪ :‬ﭽ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ‬
‫‪ /7‬ال�سرية النبوية للنووي ‪.‬‬ ‫ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮﭼ‬
‫‪ /8‬نزهة الف�ضالء تهذيب �سري �أعالم النبالء للدكتور حممد ال�شريف‪.‬‬ ‫[النساء‪.]65:‬‬
‫‪ /9‬فقه ال�سرية للغزايل ‪.‬‬ ‫واحلمد هلل �أو ًال و�آخ ًرا وظاه ًرا وباط ًنا‪ ،‬و�صلى اهلل و�سلم وبارك على‬
‫‪ /10‬الرحيق املختوم للمباركفوري ‪.‬‬ ‫عبده ور�سوله حممد وعلى �آله و�صحبه �أجمعني‪.‬‬
‫‪ /11‬رحمة للعاملني للقا�ضي حممد املن�صورفوري‬
‫‪63‬‬ ‫‪62‬‬

‫أبرز المراجع والمصادر‬ ‫حقوقه‬

‫تعددت املراجع وامل�صادر التي �أفدت منها يف هذا الدليل املخت�صر ‪،‬‬ ‫‪ -1‬الإميان به كما �أمر اهلل ‪ ۵‬يف كتابه‪ :‬ﭽﯘ ﯙ ﯚ‬
‫َّ‬
‫ولعل من �أبرزها ‪:‬‬ ‫ﯛﯜﯝﯞﯟ ﯠﯡﯢ‬
‫‪ /1‬كتب ال�سنة ( البخاري وم�سلم ‪ ،‬وال�سنن الأربعة ‪ ،‬ومعجم الطرباين‬ ‫ﯣﭼ [األعراف‪. ]158:‬‬
‫و�سنن البيهقي ‪ ،‬وم�سند �أحمد و�أبي يعلى املو�صلي ‪ ،‬و�سنن الدارمي ‪،‬‬ ‫‪ -2‬طاعته وامتثال �أمره والعمل ب�سنته‪ ،‬واتباعه واالقتداء به‪،‬‬
‫و�صحيح ابن حبان ‪ ،‬و�شعب الإميان للبيهقي ) ‪.‬‬ ‫وجمانبة البدع واملحدثات‪.‬‬
‫‪ /2‬م�ؤلفات الألباين احلديثية ‪.‬‬ ‫‪ -3‬احرتامه وتوقريه وتعظيمه‪ ،‬وتقدمي حمبته على حمبة كل �أحد‪.‬‬
‫‪ /3‬زاد املعاد البن القيم ‪.‬‬ ‫‪ -4‬تقدمي قوله على قول ِّ‬
‫كل �أحد‪ ،‬وت�صديقه فيما �أخرب به من الغيوب‬
‫‪ /4‬فتح الباري البن حجر ‪.‬‬ ‫املا�ضية وامل�ستقبلة‪.‬‬
‫‪ /5‬ال�شمائل املحمدية للرتمذي ‪.‬‬ ‫‪ -5‬وجوب التحاكم �إىل �سنته و�شرعه والر�ضا بحكمه‪ ،‬كما قال اهلل‬
‫النبي يف القر�آن وال�سنة للحداد ‪.‬‬
‫‪� /6‬أخالق ِّ‬ ‫تعاىل‪ :‬ﭽ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ‬
‫‪ /7‬ال�سرية النبوية للنووي ‪.‬‬ ‫ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮﭼ‬
‫‪ /8‬نزهة الف�ضالء تهذيب �سري �أعالم النبالء للدكتور حممد ال�شريف‪.‬‬ ‫[النساء‪.]65:‬‬
‫‪ /9‬فقه ال�سرية للغزايل ‪.‬‬ ‫واحلمد هلل �أو ًال و�آخ ًرا وظاه ًرا وباط ًنا‪ ،‬و�صلى اهلل و�سلم وبارك على‬
‫‪ /10‬الرحيق املختوم للمباركفوري ‪.‬‬ ‫عبده ور�سوله حممد وعلى �آله و�صحبه �أجمعني‪.‬‬
‫‪ /11‬رحمة للعاملني للقا�ضي حممد املن�صورفوري‬
‫‪65‬‬ ‫‪64‬‬
‫فهرس الكتاب‬ ‫‪ /12‬بطل الأبطال لعبدالرحمن عزام ‪.‬‬
‫‪ /13‬ال�سرية النبوية للندوي ‪.‬‬
‫ال�صفحة‬ ‫املو�ضوع‬ ‫م‬ ‫‪ /14‬مو�سوعة الغزوات الكربى لبا�شميل ‪.‬‬
‫‪2‬‬ ‫علماء الغرب يقولون‬ ‫‪1‬‬ ‫‪ /15‬ال�سرية النبوية لعلي ال�صالبي ‪.‬‬
‫‪3‬‬ ‫مقدمة ‪ :‬مع �إمام الأنبياء‬ ‫‪2‬‬ ‫‪ /16‬ت�أمالت يف �سرية الر�سول للوكيل ‪.‬‬
‫‪5‬‬ ‫ا�سمه ون�سبه ‪� -‬أعمامه وعماته ‪� -‬أوالده ‪� -‬أمانته‬ ‫‪3‬‬
‫‪7‬‬ ‫بعثته ‪ -‬بالغته وف�صاحته ‪ -‬بيعه و�شرا�ؤه‬ ‫‪4‬‬ ‫النبي ووفاته خلالد �أبو �صالح ‪.‬‬‫‪ /17‬مر�ض ِّ‬
‫‪9‬‬ ‫تعليمه ‪ -‬تعامله مع غري امل�سلمني ‪ -‬توا�ضعه‬ ‫‪5‬‬ ‫‪ /18‬الأخالق الإ�سالمية للميداين ‪.‬‬
‫‪11‬‬ ‫ثباته ‪ -‬ثنا�ؤه‬ ‫‪6‬‬ ‫‪ /19‬تهذيب مدارج ال�سالكني للعزي ‪.‬‬
‫‪13‬‬ ‫جماله ‪ -‬جوده‬ ‫‪7‬‬ ‫‪ /20‬املكتبة ال�شاملة ‪.‬‬
‫‪15‬‬ ‫حجه وعمرته ‪ -‬حلمه ‪ -‬حيا�ؤه‬ ‫‪8‬‬ ‫‪ /21‬قالوا عن الإ�سالم لعماد الدين خليل ‪.‬‬
‫‪17‬‬ ‫خامت نبوته ‪ -‬خامته ‪ -‬خدمه ‪ -‬خ�شيته هلل‬ ‫‪9‬‬ ‫‪ /22‬كتاب اليوم النبوي للدكتور عبد الوهاب الطريري ‪.‬‬
‫‪19‬‬ ‫دعوته ‪ -‬دعا�ؤه ‪ -‬دفاعه عن املظلوم‬ ‫‪10‬‬ ‫‪ /23‬ق�صيدة ال�سراج املنري يف مدح ر�سول الهدى للدكتور نا�صر الزهراين‬
‫‪21‬‬ ‫ذكره هلل ‪ -‬ذكر ا�سمه يف القر�آن‬ ‫‪11‬‬ ‫‪ / 24‬حبي العظيم للم�سيح عليه ال�سالم قادين للإ�سالم ل�ساميون الفريدو ‪.‬‬
‫‪23‬‬ ‫رحمته ‪ -‬ر�ضاعته ون�ش�أته‬ ‫‪12‬‬ ‫‪ /25‬ل�سان العرب البن منظور ‪.‬‬
‫‪25‬‬ ‫زهده يف الدنيا ‪ -‬زوجاته‬ ‫‪13‬‬ ‫‪ /26‬النهاية يف غريب احلديث والأثر البن الأثري ‪.‬‬
‫‪27‬‬ ‫�سالحه ‪� -‬سماحته ‪� -‬سواكه‬ ‫‪14‬‬
‫‪ /27‬املعجم الو�سيط ‪.‬‬
‫‪29‬‬ ‫�شجاعته ‪� -‬شرابه ‪� -‬شعرا�ؤه‬ ‫‪15‬‬
‫‪31‬‬ ‫�صربه واحتماله �أذى النا�س ‪� -‬صالته ‪� -‬صيامه‬ ‫‪16‬‬
‫‪65‬‬ ‫‪64‬‬
‫فهرس الكتاب‬ ‫‪ /12‬بطل الأبطال لعبدالرحمن عزام ‪.‬‬
‫‪ /13‬ال�سرية النبوية للندوي ‪.‬‬
‫ال�صفحة‬ ‫املو�ضوع‬ ‫م‬ ‫‪ /14‬مو�سوعة الغزوات الكربى لبا�شميل ‪.‬‬
‫‪2‬‬ ‫علماء الغرب يقولون‬ ‫‪1‬‬ ‫‪ /15‬ال�سرية النبوية لعلي ال�صالبي ‪.‬‬
‫‪3‬‬ ‫مقدمة ‪ :‬مع �إمام الأنبياء‬ ‫‪2‬‬ ‫‪ /16‬ت�أمالت يف �سرية الر�سول للوكيل ‪.‬‬
‫‪5‬‬ ‫ا�سمه ون�سبه ‪� -‬أعمامه وعماته ‪� -‬أوالده ‪� -‬أمانته‬ ‫‪3‬‬
‫‪7‬‬ ‫بعثته ‪ -‬بالغته وف�صاحته ‪ -‬بيعه و�شرا�ؤه‬ ‫‪4‬‬ ‫النبي ووفاته خلالد �أبو �صالح ‪.‬‬‫‪ /17‬مر�ض ِّ‬
‫‪9‬‬ ‫تعليمه ‪ -‬تعامله مع غري امل�سلمني ‪ -‬توا�ضعه‬ ‫‪5‬‬ ‫‪ /18‬الأخالق الإ�سالمية للميداين ‪.‬‬
‫‪11‬‬ ‫ثباته ‪ -‬ثنا�ؤه‬ ‫‪6‬‬ ‫‪ /19‬تهذيب مدارج ال�سالكني للعزي ‪.‬‬
‫‪13‬‬ ‫جماله ‪ -‬جوده‬ ‫‪7‬‬ ‫‪ /20‬املكتبة ال�شاملة ‪.‬‬
‫‪15‬‬ ‫حجه وعمرته ‪ -‬حلمه ‪ -‬حيا�ؤه‬ ‫‪8‬‬ ‫‪ /21‬قالوا عن الإ�سالم لعماد الدين خليل ‪.‬‬
‫‪17‬‬ ‫خامت نبوته ‪ -‬خامته ‪ -‬خدمه ‪ -‬خ�شيته هلل‬ ‫‪9‬‬ ‫‪ /22‬كتاب اليوم النبوي للدكتور عبد الوهاب الطريري ‪.‬‬
‫‪19‬‬ ‫دعوته ‪ -‬دعا�ؤه ‪ -‬دفاعه عن املظلوم‬ ‫‪10‬‬ ‫‪ /23‬ق�صيدة ال�سراج املنري يف مدح ر�سول الهدى للدكتور نا�صر الزهراين‬
‫‪21‬‬ ‫ذكره هلل ‪ -‬ذكر ا�سمه يف القر�آن‬ ‫‪11‬‬ ‫‪ / 24‬حبي العظيم للم�سيح عليه ال�سالم قادين للإ�سالم ل�ساميون الفريدو ‪.‬‬
‫‪23‬‬ ‫رحمته ‪ -‬ر�ضاعته ون�ش�أته‬ ‫‪12‬‬ ‫‪ /25‬ل�سان العرب البن منظور ‪.‬‬
‫‪25‬‬ ‫زهده يف الدنيا ‪ -‬زوجاته‬ ‫‪13‬‬ ‫‪ /26‬النهاية يف غريب احلديث والأثر البن الأثري ‪.‬‬
‫‪27‬‬ ‫�سالحه ‪� -‬سماحته ‪� -‬سواكه‬ ‫‪14‬‬
‫‪ /27‬املعجم الو�سيط ‪.‬‬
‫‪29‬‬ ‫�شجاعته ‪� -‬شرابه ‪� -‬شعرا�ؤه‬ ‫‪15‬‬
‫‪31‬‬ ‫�صربه واحتماله �أذى النا�س ‪� -‬صالته ‪� -‬صيامه‬ ‫‪16‬‬
‫‪66‬‬
‫‪33‬‬ ‫�ضحكه وتب�سمه‬ ‫‪17‬‬
‫‪35‬‬ ‫طعامه ‪ -‬طيبه وعطره ‪ -‬طهارته ونظافته‬ ‫‪18‬‬
‫‪37‬‬ ‫ظنه باهلل وثقته به‬ ‫‪19‬‬
‫‪39‬‬ ‫عبادته بالليل ‪ -‬عطا�ؤه وبذله‬ ‫‪20‬‬
‫‪41‬‬ ‫غزواته و�سراياه ‪ -‬غ�ضبه‬ ‫‪21‬‬
‫‪43‬‬ ‫ف�ضله وبركته‬ ‫‪22‬‬
‫‪45‬‬ ‫قناعته‬ ‫‪23‬‬
‫‪47‬‬ ‫كتابه ‪ -‬كتبه �إىل امللوك ‪ -‬كحله ‪ -‬كالمه‬ ‫‪24‬‬
‫‪49‬‬ ‫لبا�سه ‪ -‬لطفه مع �أهل بيته ‪ -‬لينه‬ ‫‪25‬‬
‫‪51‬‬ ‫مزاحه ‪ -‬م�شيته ‪ -‬م�ؤذنوه ‪ -‬مراكبه ودوابه‬ ‫‪26‬‬
‫‪53‬‬ ‫نومه ويقظته‬ ‫‪27‬‬
‫‪55‬‬ ‫همه ‪ -‬هديته‬ ‫‪28‬‬
‫‪57‬‬ ‫و�صاياه ‪ -‬والته وامرا�ؤه ‪ -‬وفاته‬ ‫‪29‬‬
‫‪59‬‬ ‫يقينه باهلل وتوكله عليه‬ ‫‪30‬‬
‫‪61‬‬ ‫لو ر�آك حممد لأحبك‬ ‫‪31‬‬
‫‪62‬‬ ‫حقوقه‬ ‫‪32‬‬
‫‪63‬‬ ‫�أبرز املراجع وامل�صادر‬ ‫‪33‬‬
‫‪65‬‬ ‫الفهر�س‬ ‫‪34‬‬

You might also like