You are on page 1of 4

‫اقتصاد بريطانيا‬

‫●اقتصاد بريطانيا قبل جائحة كورونا‬


‫بريكست وحروب التجارة الدولية أبطأت االقتصاد البريطاني في ‪2019‬‬
‫رغم أن عام ‪ 2019‬لم يكن جيداً لالقتصاد العالمي ككل‪ ،‬فإن االقتصاد البريطاني عانى بشكل خاص من تبعات عاملين‬
‫أساسيين‪ ،‬هما وضع االقتصاد العالمي‪ ،‬بخاصة الحروب التجارية بين الواليات المتحدة وشركائها التجاريين‪ ،‬وعدم اليقين‬
‫الناجم عن تأجيل موعد خروج بريطانيا من االتحاد األوروبي "بريكست"‪ ،‬وما صاحبه من فوضى سياسية انتهت‬
‫بانتخابات مبكرة‪.‬‬
‫ويعتمد هذا البحث على تقييم أساسي لمصدرين رئيسيين‪ ،‬من خالل بياناتهما المختلفة على مدار العام وكذلك التوقعات‬
‫للعام المقبل‪ ،‬وهما بنك إنجلترا (المركزي البريطاني) وغرفة التجارة البريطانية‪ ،‬وكان تقييم بنك إنجلترا من البداية أن‬
‫"البريكست"‪ ،‬حتى لو جرى حسب استفتاء ‪ 2016‬في موعده ومن دون االضطرابات التي حدثت هذا العام‪ ،‬سيكون له‬
‫أثر سلبي على االقتصاد البريطاني‪.‬‬
‫وال يقتصر األمر على ما سيكون على بريطانيا دفعه لالتحاد األوروبي مقابل الخروج (أكثر من ‪ 60‬مليار دوالر)‪ ،‬وإنما‬
‫العتماد بريطانيا على دول االتحاد كشريك تجاري رئيس تزيد حصته على نصف تجارة بريطانيا‪ ،‬وكذلك فقدان حي المال‬
‫واألعمال في لندن (سيتي أوف لندن) عدداً من المؤسسات‪ L‬المالية العالمية الكبرى مع ما يعنيه ذلك من هبوط حاد في‬
‫تدفقات األموال في االقتصاد البريطاني‪.‬‬
‫وهناك عدد كبير من االقتصاديين يوافق على رؤية البنك المركزي‪ ،‬رغم الدعاية السياسية التي صاحبت االستفتاء على‬
‫"البريكست" قبل أكثر من ثالث سنوات‪ ،‬وكسب بها المحافظون االنتخابات األخيرة هذا الشهر‪ ،‬بأن "البريكست" سيجعل‬
‫اقتصاد بريطانيا أفضل‪.‬‬

‫تفادي الركود‪:‬‬
‫وتفادى االقتصاد البريطاني الركود "تقنيا ً" مع إعالن مكتب اإلحصاء الوطني أن الربع الثالث‪ ،‬من يوليو (تموز) إلى‬
‫سبتمبر (أيلول)‪ ،‬شهد نمو الناتج المحلي اإلجمالي بنسبة ‪ ،%0.4‬ويعد أي اقتصاد تقنيا ً في حالة ركود إذا انكمش الناتج‬
‫المحلي اإلجمالي ربعين متتاليين في العام‪ ،‬وكان الناتج المحلي اإلجمالي البريطاني انكمش بالفعل في الربع الثاني من‬
‫أبريل (نيسان) إلى يونيو (حزيران) بنسبة ‪ ،%-0.2‬بينما حقق نمواً في الربع األول بنسبة تزيد على نصف نقطة مئوية‪.‬‬
‫أما سبب نمو الربع األول فيعود إلى زيادة كبيرة في النشاط التجاري استعداداً للموعد األصلي لـلبريكست في ‪ 31‬مارس‬
‫(آذار)‪ ،‬قبل أن يؤجل أكثر من مرة إلى ‪ 12‬أبريل‪ ،‬ثم ‪ 31‬أكتوبر (تشرين األول)‪ ،‬ثم أخيراً إلى ‪ 31‬يناير (كانون الثاني)‬
‫‪ ، 2020‬ويرى أغلب المحللين أن تجارة الربعين األول والثاني تكدست كلها في الربع األول تحسبا ً للبريكست‪ ،‬ما أدى‬
‫حتما ً إلى انكماش‪ L‬االقتصاد في الربع الثاني‪.‬‬
‫وربما لهذا السبب‪ ،‬مع توقع أن ينجز رئيس الوزراء بوريس جونسون البريكست‪ L‬في موعده نهاية يناير‪ ،‬ال تزيد توقعات‬
‫نمو الناتج المحلي اإلجمالي في الربع الرابع واألخير من العام على نصف ما حققه االقتصاد في الربع الثالث‪ ،‬أي ‪.%0.2‬‬
‫وتؤكد تقديرات االقتصاديين ما صدر عن مكتب اإلحصاء الوطني بشأن زيادة صادرات السلع في الربع الثالث‪ ،‬ما أدى‬
‫بدوره إلى انخفاض عجز الحساب الجاري إلى ‪ 21‬مليار دوالر (‪ 15.86‬مليار جنيه إسترليني)‪ ،‬بينما كان العجز في‬
‫الربع الثاني ‪ 32‬مليار دوالر (‪ 24.15‬مليار جنيه إسترليني)‪.‬‬
‫تكاد تجمع المؤسسات شبه الرسمية على توقع أن يحقق الناتج المحلي اإلجمالي البريطاني نمواً في ‪ 2019‬في حدود‬
‫‪ ،%1.3‬بعدما حقق فعليا ً نمواً بنسبة ‪ %1.1‬في األشهر التسعة األولى من العام التي صدرت أرقامها‪ L‬النهائية حتى اآلن‬
‫(أرقام الربع الرابع واألخير تصدر في بداية ‪.)2020‬‬

‫تباطؤ شديد‪:‬‬
‫ومع ذلك يظل نمو االقتصاد البريطاني أقل من نصف معدل نمو االقتصاد العالمي المتوقع لعام ‪( 2019‬ما بين ‪ 3‬و‬
‫‪ ،)% 3.5‬وبالكاد يتجاوز نصف معدل نمو اقتصاد دول االتحاد األوروبي (في المتوسط) للعام‪.‬‬
‫ويعود هذا التباطؤ إلى عوامل محلية داخلية بريطانية‪ ،‬باإلضافة إلى العاملين األساسيين‪ ،‬وهما الحروب التجارية في العالم‬
‫ومشكالت البريكست‪ L،‬وإذا كانت الحروب التجارية تؤثر سلبا ً على االقتصاد العالمي ككل واقتصاد أغلب دول العالم‪،‬‬
‫فيمكن إخراج هذا العامل من المعادلة عند مقارنة أداء االقتصاد البريطاني بأي اقتصاد لدولة من دول مجموعة الدول‬
‫المتقدمة‪.‬‬

‫يبقى السبب الرئيس في تباطؤ االقتصاد البريطاني الشديد‪ ،‬وبمعدل أكبر مما هو الحال في بقية الدول الرأسمالية الرئيسة‪،‬‬
‫وهو مشكلة البريكست‪ L،‬ليس فقط لألسباب التي أكد عليها بنك إنجلترا‪ ،‬وإنما نتيجة عدم اليقين خالل هذا العام الذي أدى‬
‫إلى فقدان الثقة‪.‬‬
‫ولعل أبرز دليل على ذلك ما جاء في أحدث أرقام غرفة التجارة البريطانية عن انكماش االستثمار في األعمال في ‪2019‬‬
‫بنسبة ‪ ،%- 1‬ويرجع ذلك بالطبع إلى تردد المستثمرين في شراء األصول البريطانية نتيجة فقدان الثقة مع االضطراب‬
‫بشأن البريكست‪.‬‬
‫وباإلضافة إلى ذلك فإنه منذ اختار الناخبون البريطانيون الخروج من االتحاد األوروبي‪ ،‬بدأت كبرى المصارف‬
‫االستثمارية والمؤسسات‪ L‬المالية البحث عن مكان آخر غير لندن‪ ،‬لعدم وضوح ما ستكون عليه اإلجراءات واللوائح التي‬
‫يتعاملون على أساسها منذ أربعة عقود (أي اإلجراءات األوروبية التي سرت في بريطانيا كعضو في االتحاد)‪.‬‬
‫وبحلول الربع األول من العام كانت بعض تلك المصارف وبيوت المال الكبرى إما نقلت القدر األكبر من نشاطها إلى‬
‫مراكز أوروبية كفرانكفورت مثالً‪ ،‬أو على األقل قلَّصت وجود مقارها الرئيسة في لندن‪ ،‬وال تقتصر تبعات ذلك على‬
‫القطاع المالي والمصرفي من تسريح عاملين وتضاؤل فرص العمل أمام البريطانيين‪ ،‬وإنما أيضا ً ما كان يفيد االقتصاد‬
‫البريطاني من عمليات بالمليارات ُتجرى يوميا عبر تلك المراكز في لندن‪.‬‬
‫هذا من دون أن نعدد القطاعات األخرى التي تأثرت سلبا ً بالبريكست حتى قبل إنجازه من زراعة وتصنيع وبناء وتشييد‪،‬‬
‫إلخ‪.‬‬

‫توقعات غير متفائلة‪:‬‬


‫ورغم الفوز الكبير لحزب المحافظين في االنتخابات المبكرة بما يضمن لبوريس جونسون تنفيذ البريكست في موعده‪ ،‬فإن‬
‫العوامل التي ضغطت على االقتصاد البريطاني نحو التباطؤ والتراجع ال تزال موجودة‪ ،‬بل إنها مرشحة للتفاعل مع‬
‫إصرار جونسون على عدم تمديد فترة التفاوض مع االتحاد األوروبي على ترتيبات الخروج إلى ما بعد نهاية العام المقبل‪،‬‬
‫ما يفتح الباب أمام احتمال الخروج من دون اتفاق في يناير ‪.2021‬‬
‫والمؤشر األهم هو ما صدر عن غرفة التجارة البريطانية من توقع استمرار انكماش االستثمار في األعمال ليكون بنسبة‬
‫‪ %-0.7‬في ‪ ،2020‬وال يُتوقع أن تزيد نسبة النمو في اإلنفاق الحكومي كثيراً على تقديرات عام ‪ 2019‬عند ‪،%3.3‬‬
‫إنما األهم أن اقتراض الحكومة والقطاع العام مرشح للزيادة الهائلة‪ ،‬إذ تتوقع الغرفة أن تقترض الحكومة ما يصل إلى‬
‫‪ 111‬مليار دوالر (‪ 83.4‬مليار جنيه إسترليني) في السنوات الثالث المقبلة‪ ،‬وبغض النظر عن عبء زيادة حجم الدين‬
‫ونسبته إلى الناتج المحلي اإلجمالي فإن هذا سيزيد من األعباء على الميزانية‪.‬‬
‫وإذا كانت التوقعات باستمرار زيادة األجور بأكثر من معدل التضخم‪ ،‬فإن األرجح أال يزيد ذلك من الضغوط التضخمية‪،‬‬
‫كما أن اإلنفاق االستهالكي ربما ال يزيد كثيراً على نسبته في ‪ 2019‬عند ‪ ،%1.1‬ومعروف أن اإلنفاق االستهالكي يمثل‬
‫العمود الفقري لنمو الناتج المحلي اإلجمالي‪.‬‬
‫وكان للبريكست بكل مشكالته‪ L‬األثر األكبر في التراجع االقتصادي في ‪ ،2019‬وهو أيضا ً مرشح ألن يكون السبب‬
‫الرئيس وراء عدم تعافي االقتصاد على األقل في العامين المقبلين‪.‬‬

‫● اقتصاد بريطانيا بعد الجائحه‬


‫تباطأ االنتعاش القتصاد بريطانيا بشدة بعد رفع إجراءات العزل العام في أيار (مايو)‪ ،‬على الرغم من تخفيف أكبر لقواعد‬
‫التباعد االجتماعي‪ ،‬وفقا لبيانات رسمية كشفت أيضا تضرر شركات صناعة السيارات في البالد جراء نقص عالمي‬
‫للرقائق‪ ،‬وفقا لـ"رويترز"‪.‬‬
‫وبحسب "رويترز"‪ ،‬قال مكتب اإلحصاءات الوطنية إن الناتج المحلي اإلجمالي نما ‪ 0.8‬في المائة على أساس شهري‪،‬‬
‫ليسجل وتيرة أسرع بكثير مما كان عليه بشكل تقليدي قبل الجائحة لكنه مثل انخفاضا‪ ،‬مقارنة بارتفاع ‪ 2‬في المائة‪ ،‬في‬
‫نيسان (أبريل)‪.‬‬
‫وعانت بريطانيا إحدى أكبر الضربات من الجائحة بين االقتصادات المتقدمة العام الماضي وكان الناتج المحلي اإلجمالي‬
‫في أيار (مايو) منخفضا ‪ 3.1‬في المائة‪ ،‬عن مستواه في شباط (فبراير) ‪ ،2020‬آخر شهر كامل قبل أن تدخل البالد في‬
‫إجراءات عزل عام‪ ،‬وانخفض الجنيه االسترليني قليال بعد نشر األرقام‪.‬‬

‫االقتصاد البريطاني ينتعش بسرعة بسبب تخفيف اإلغالق‪:‬‬


‫ويتوقع بنك إنجلترا المركزي نمو اقتصاد بريطانيا ‪ 7.25‬في المائة هذا العام‪ ،‬وهي أسرع وتيرة نمو سنوية منذ ‪1941‬‬
‫حين كانت بريطانيا تعيد تسليح نفسها خالل الحرب العالمية الثانية‪ ،‬وفي العام الماضي هوى الناتج قرابة ‪ 10‬في المائة‪،‬‬
‫في أكبر تراجع في أكثر من ‪ 300‬عام‪.‬‬
‫وشهد نيسان (أبريل) تخفيف القيود المفروضة على شركات البيع بالتجزئة غير األساسية‪ ،‬ومحال تصفيف الشعر‪،‬‬
‫والمطاعم‪ ،‬التي في إمكانها‪ L‬خدمة الزبائن خارجها‪ .‬وفي أيار (مايو)‪ ،‬جرى السماح للشركات العاملة في أنشطة الضيافة‬
‫باستئناف تقديم الخدمات‪ L‬في الداخل‪.‬‬
‫ونما اإلنتاج الصناعي ‪ 0.8‬في المائة‪ ،‬لكن أنشطة التصنيع انكمشت قليال‪ ،‬وقال مكتب اإلحصاءات إن نقص الرقائق يؤثر‬
‫في شركات صناعة السيارات‪ ،‬ما أدى ألكبر انخفاض في إنتاجها منذ نيسان (أبريل) ‪.2020‬‬
‫وعلى الرغم من أن الناتج المحلي اإلجمالي أقل من مستواه في شباط (فبراير) ‪ 2020‬قبل تفشي جائحة كورونا‪ ،‬إال أن‬
‫بنك إنجلترا يتوقع عودة االقتصاد للعمل بكامل طاقته بحلول نهاية العام الجاري‪.‬‬
‫ويؤدي تحسن األوضاع االقتصادية إلى ضغوط سعرية ويثير تكهنات بشأن موعد قيام البنك المركزي بتخفيف برنامج‬
‫التحفيز االقتصادي‪ ،‬غير أن المخاطر ال تزال تحيط باآلفاق االقتصادية في البالد‪ ،‬في الوقت الذي بدأت فيه الحكومة تقليل‬
‫العمل ببرامج دعم الوظائف‪ ،‬مع اعتزام رئيس الوزراء بوريس جونسون رفع باقي القيود بحلول ‪ 19‬تموز (يوليو)‬
‫الجاري‪ ،‬على الرغم من أن الساللة المتحورة الجديدة دلتا من الفيروس تتسبب في موجة جديدة من اإلصابات‪.‬‬
‫وهناك مخاوف من أن يؤدي رفع القيود‪ ،‬على الرغم من أن الماليين لم يحصلوا على جرعتي اللقاح المضاد لفيروس‬
‫كورونا‪ ،‬إلى نتيجة عكسية‪ ،‬وقد يضطر ذلك الحكومة إلى إعادة فرض القيود مجددا‪.‬‬
‫وشهدت قطاعات الفندقة والمطاعم انتعاشا على وجه الخصوص‪ ،‬حيث تحسنت نتائجها ‪ 37.1‬في المائة‪ ،‬في أيار (مايو)‪،‬‬
‫مقارنة بالشهر السابق عليه‪ ،‬مع بدء عودة الزبائن إلى المطاعم وانتعاش حركة الحجوزات للرحالت السياحية‪.‬‬
‫ونقلت وكالة األنباء البريطانية "بي‪.‬إيه‪.‬ميديا" عن جوناثان أثو‪ ،‬نائب رئيس مكتب اإلحصاء البريطاني قوله إن "االقتصاد‬
‫حقق نموا للشهر الرابع على التوالي‪ ،‬وعلى الرغم من أن وتيرة النمو جاءت‪ L‬أقل مما تحقق في اآلونة األخيرة‪ ،‬إال أنها ما‬
‫زالت أقل من ذروة معدالت النمو في مرحلة ما قبل جائحة كورونا بزهاء ‪ 3‬في المائة"‪.‬‬
‫إلى ذلك‪ ،‬تضاعف عدد الوظائف الشاغرة في قطاع المال واألعمال في العاصمة البريطانية لندن ثالث مرات خالل شهر‬
‫حزيران (يونيو) الماضي‪ ،‬مقارنة بالشهر نفسه من العام السابق‪ ،‬في ظل تصاعد اآلمال بشأن انتعاش االقتصاد بعد رفع‬
‫قيود الوقاية من جائحة كورونا في بريطانيا‪.‬‬
‫وبحسب بيانات مؤسسة مورجان ماكينلي للتوظيف‪ ،‬التي نشرتها أمس‪ ،‬وأوردتها وكالة "بلومبيرج" لألنباء‪ ،‬بلغ عدد‬
‫الوظائف الشاغرة بحلول نهاية الشهر الماضي ‪ 3330‬وظيفة‪ ،‬في أعلى مستوى للوظائف الشاغرة منذ كانون الثاني‬
‫(يناير) ‪ ،2019‬وبزيادة ‪ 192‬في المائة‪ ،‬مقارنة بشهر حزيران (يونيو) ‪.2020‬‬
‫وذكرت "بلومبيرج" أن الشهور الثالثة األخيرة شهدت‪ L‬أعلى وتيرة من الوظائف المتاحة منذ الربع الثالث من ‪.2019‬‬
‫وكشفت البيانات زيادة سنوية ‪ 49‬في المائة‪ ،‬في عدد الباحثين عن فرص عمل‪ ،‬مع بدء تعافي االقتصاد بعد أكثر من عام‬
‫من االضطرابات الناجمة عن جائحة كورونا‪.‬‬
‫يذكر أن نحو ثلث الشركات البريطانية‪ ،‬التي تتاجر مع االتحاد األوروبي عانت تراجعا أو خسارة في األعمال منذ دخول‬
‫قواعد ما بعد "بريكست"‪ L‬حيز التنفيذ‪ ،‬وفقا لمسح أجرته "فاينانشيال تايمز"‪.‬‬
‫ووجد االستطالع‪ ،‬الذي أجراه معهد المديرين‪ ،‬أن ‪ 17‬في المائة من الشركات البريطانية التي كانت تتاجر سابقا مع‬
‫االتحاد األوروبي توقفت إما بشكل مؤقت أو دائم منذ بداية العام‪.‬‬
‫وترسم النتائج صورة قاتمة لترتيبات التجارة مع أوروبا‪ ،‬وال سيما للشركات‪ L‬الصغيرة‪ ،‬التي ال تملك الموارد الالزمة‬
‫للتغلب على الحواجز‪ ،‬التي تعترض التجارة ونتجت عن خروج المملكة المتحدة من السوق الموحدة لالتحاد األوروبي‬
‫واالتحاد الجمركي‪.‬‬
‫وبعد نحو ستة أشهر من "بريكست"‪ L،‬أفادت الشركات بأنها تواصل االعتراك مع الروتين الجديد‪ ،‬الذي جاء مع اتفاقية‬
‫التجارة والتعاون بين المملكة المتحدة واالتحاد األوروبي‪.‬‬
‫وعلى الرغم من أن صفقة بريكست‪ ،‬التي تم االتفاق عليها عشية عيد الميالد‪ ،‬أكدت عدم وجود رسوم جمركية وعدم‬
‫تداول حصص بين بريطانيا واالتحاد األوروبي‪ ،‬إال أنها تتطلب ترتيبات جديدة من الشركات واالمتثال لفحوص وضوابط‬
‫جمركية وبيروقراطية مكلفة‪ ،‬ما زاد من االحتكاك في التجارة‪.‬‬

You might also like