Professional Documents
Culture Documents
واﻟﻌراﻗﻲ
إﻋداد
ﺻﺑﺎح ﻧﺎطق ﺻﺑﺎح ﺻﺑﺎح
إﺷراف
اﻟدﻛﺗور أﺣﻣد اﻟﻠوزي
ﻗدﻣت ھذه اﻟرﺳﺎﻟﺔ اﺳﺗﻛﻣﺎﻻ ً ﻟﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ درﺟﺔ اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم
ﻗﺳم اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم
ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق
ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺷرق اﻻوﺳط
ﻛﺎﻧون اﻟﺛﺎﻧﻲ2017/
ب
ج
د
اﻟﺸﻜﺮ واﻟﺘﻘﺪﻳﺮ
ﻧﻌﻤﺘﻪ
واﺟﺘﻬﺎد ﺗﻜﻠﻠﺖ ﺑﺈﻳﺠﺎزِ ﻫﺬﻩ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ...أﺣﻤﺪ اﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ ﻋﻠﻰ ِ
ٍ وﻣﻌﺮﻓﺔ
ٍ ﺑﺤﺚ
رﺣﻠﺔ ٍ
ﺑﻌﺪ ِ
ﻋﺒﺎرات
ِ أﺧﺺ ﺑﺄﺳﻤﻰ
ﺷﻲء ...ﻛﻤﺎ ﻻ ﻳﺴﻌﻨﻲ إﻻ أن َ
ﻛﻞ ٍ
واﻟﻤﺘﻔﻀﻞ ﻗﺒﻞ ِ
اﻟﻤﻨﻌﻢ ُ
ﻣَﻦ ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻲﱠ ﻓﻬﻮ ُ
اﻟﺘﻲ ﱠ
ﺟﻬﺪ
ﺑﺎﻻﺷﺮاف ﻋﻠﻰ رﺳﺎﻟﺘﻲ ...وﻣﺎ ﻗﺪﻣﻪ ﻟﻲ ﻣﻦ ٍ
ِ اﻟﺸﻜﺮِ واﻟﺘﻘﺪﻳﺮ ﻟﻠﺪﻛﺘﻮر أﺣﻤﺪ اﻟﻠﻮزي اﻟﺬي ﺗﻔﻀﻞَ
واﻟﺸﻜﺮ ﻣﻮﺻﻮل ﻟﻠﺪﻛﺘﻮر ﻋﺒﺪ اﻟﺴﻼم اﻟﻬﻤﺎش ﻓﻲ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺤﻘﻮق ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺸﺮق اﻻوﺳﻂ اﻟﺬي
ﻗـﺎم ﺑﻤﺴﺎﻧﺪﺗﻲ وﺗﺸﺠﻴﻌﻲ ودﻋﻤﻲ وزرع اﻟﺜﻘﺔ ﺑﺪاﺧﻠﻲ ،وﻛﺎﻧﺖ ﻟﻤﻼﺣﻈﺎﺗﻪ وﺗﻌﻠﻴﻤﺎﺗﻪ اﻷﺛﺮ اﻟﻜﺒﻴﺮ ﻓﻲ
ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ أﺳﺎﺗﺬﺗﻲ اﻟﻜﺮام اﻟﺬﻳﻦ ﻗـﺎﻣﻮا ﺑﻤﺴﺎﻧﺪﺗﻲ ﻃﻴﻠﺔ ﻓﺘﺮة دراﺳﺘﻲ ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺸﺮق اﻻوﺳﻂ:
اﻷﺳﺘﺎذ اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺠﺒﻮر ،اﻷﺳﺘﺎذ اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻧﺰار اﻟﻌﻨﺒﻜﻲ ،اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺸﺒﺎﻃﺎت ،واﻟﺬﻳﻦ
وﺑﻜـ ــﻞ اﻟﺤـ ــﺐ واﻟﻮﻓ ـ ــﺎء وﺑـ ــﺄرق ﻛﻠﻤـ ــﺎت اﻟﺸـ ــﻜﺮ واﻟﺜﻨـ ــﺎء ،أﺗﻘـ ــﺪم ﺑﺨـ ــﺎﻟﺺ ﺟﻬـ ــﺪي وأﻣﺘﻨـ ــﺎﻧﻲ اﻟـ ــﻰ
ﻣـﻴﺲ إﺣﺴـﺎن اﻟﻌﺒﻴـﺪي ،أﺣﻤــﺪ ﺿـﻴﺎء ﻋﺒـﺪ ،ﻓﻬــﺪ ﻓﺮﻳـﺪ ﺟﺒـﺮ ،ﻣــﻮج ﻓﻬـﺪ ،ﺳـﺠﻰ اﻟﻌﺒﻴــﺪي ،أﻗـﺪم ﻟﻜـﻢ أﺟﻤــﻞ
اﻻﻫﺪاء
إﻟﻰ ﻣﻦ ﺟﺮع اﻟﻜﺄس ﻓـﺎرﻏﺎً ﻟﻴﺴﻘﻴﻨﻲ ﻗﻄﺮة ﺣﺐ ...إﻟﻰ ﻣﻦ ﻛﻠﺖ أﻧﺎﻣﻠﻪ ﻟﻴﻘﺪم ﻟﻨﺎ ﻟﺤﻈﺔ
ﺳﻌﺎدة ...إﻟﻰ ﻣﻦ ﺣﺼﺪ اﻷﺷﻮاك ﻋﻦ درﺑﻲ ﻟﻴﻤﻬﺪ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﻌﻠﻢ ...إﻟﻰ اﻟﻘـﻠﺐ اﻟﻜﺒﻴﺮ أﺑﻲ
اﻟﺤﺒﻴﺐ.
إﻟﻰ ﻣﻦ ﻏﻤﺮﺗﻨﻲ ﺑﺤﺒﻬﺎ وﺣﻨﺎﻧﻬﺎ ...إﻟﻲ رﻣﺰ اﻷﻣﻦ واﻟﺤﺐ وﺑﻠﺴﻢ اﻟﺸﻔـﺎء ...إﻟﻰ اﻟﻘـﻠﺐ اﻟﻨﺎﺻﻊ
إﻟﻰ اﻟﻘـﻠﻮب اﻟﻄﺎﻫﺮة اﻟﺮﻗﻴﻘﺔ واﻟﻨﻔﻮس اﻟﺒﺮﻳﺌﺔ ...إﻟﻰ رﻳﺎﺣﻴﻦ ﺣﻴﺎﺗﻲ أﻧﺘﻦ زﻫﺮات ﻋﻤﺮي
إﻟﻰ اﻟﺮوح اﻟﺘﻲ ﺳﻜﻨﺖ روﺣﻲ ...اﻵن ﺗﻔﺘﺢ اﻷﺷﺮﻋﺔ وﺗﺮﻓﻊ اﻟﻤﺮﺳﺎة ﻟﺘﻨﻄﻠﻖ اﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻓﻲ ﻋﺮض
ﺑﺤﺮ واﺳﻊ ﻣﻈﻠﻢ ...ﻫﻮ ﺑﺤﺮ اﻟﺤﻴﺎة وﻓﻲ ﻫﺬﻩ اﻟﻈﻠﻤﺔ ﻻ ﻳﻀﻲء اﻹ ﻗﻨﺪﻳﻞ اﻟﺬﻛﺮﻳﺎت ذﻛﺮﻳﺎت
اﻟﺒﺎﺣﺜﺔ
ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣﺣﺗوﯾﺎت
رﻗم اﻟﻣوﺿوع
اﻟﺻﻔﺣﺔ
أ اﻟﻌﻧوان
ب اﻟﺗﻔوﯾض
ه اﻻﻫداء
1 ﻣﻘدﻣﺔ
14 اﺻطﻼﺣﺎ
ً اﻟﻣطﻠب اﻻول :ﺗﻌرﯾف اﻟﺣدث ﻟﻐﺔً و
15 اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﺗﻌرﯾف اﻟﺣدث ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم اﻻﻧﺳﺎﻧﯾﺔ واﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ واﻟﻌرﺑﯾﺔ
55 اﻟﻔرع اﻻول :ﻣﻬﺎم اﻟﺿﺎﺑطﺔ اﻟﻌدﻟﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻوﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻻردﻧﻲ
60 اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﻣﻬﺎم اﻟﺿﺑط اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻓﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻوﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻌراﻗﻲ
65 اﻟﻔرع اﻻول :ﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﺣدث ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻوﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻻردﻧﻲ
67 اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﺣدث ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻوﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻌراﻗﻲ
92 ﺑﻣﺣﺎم
ٍ اﻟﻔرع اﻟﺧﺎﻣس :ﺣق اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ
116 اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﻗ اررات ﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻋﻧد اﻧﺗﻬﺎء اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣﻊ اﻻﺣداث
ي
117 اﻟﻣطﻠب اﻻول :ﻗ اررات اﻟﻣدﻋﻲ اﻟﻌﺎم ﻋﻧد اﻧﺗﻬﺎء اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣﻊ اﻻﺣداث ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻻردﻧﻲ
122 اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث :ﻗرار اﻻﺣﺎﻟﺔ اﻟﻰ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﻘرار اﻟظن أو اﻻﺗﻬﺎم
125 اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﻗ اررات ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻋﻧد اﻧﺗﻬﺎء اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣﻊ اﻻﺣداث ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌراﻗﻲ
125 ﻧﻬﺎﺋﯾﺎ
ً اﻟﻔرع اﻻول :رﻓض اﻟﺷﻛوى وﻏﻠق اﻟدﻋوى
129 ﻣؤﻗﺗﺎ
ً اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث :اﻻﻓراج ﻋن اﻟﻣﺗﻬم وﻏﻠق اﻟدﻋوى
132 اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ
134 اﻟﺗوﺻﯾﺎت
136 اﻟﻣراﺟﻊ
ك
إﻋداد اﻟطﺎﻟﺑﺔ
إﺷراف
اﻟﻣﻠﺧص
ﺣﺎوﻟت اﻟدراﺳﺔ ﺗﺳﻠﯾط اﻟﺿوء ﻋﻠﻰ أﻫم ﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣﻊ اﻻﺣداث ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ ﻣﺎ ﻗﺑل اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ
واﻟﻘواﻋد اﻻﺟراﺋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺑﻌﻬﺎ اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﺎﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣن اﺟل ﺻﯾﺎﻧﺔ وﺣﻣﺎﯾﺔ ﺿﻣﺎﻧﺎت وﺣﻘوق
اﻻﺣداث ﻣن اﻟﻌﺑث ﻓﻲ ﻛل ﻣن ﻗﺎﻧون اﻻﺣداث اﻻردﻧﻲ رﻗم) (32ﻟﺳﻧﺔ 2014وﻗﺎﻧون رﻋﺎﯾﺔ اﻻﺣداث اﻟﻌراﻗﻲ
رﻗم) (76ﻟﺳﻧﺔ ،1983وذﻟك ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر ان ﻓﺋﺔ اﻻﺣداث ﻟﻬﺎ ﺧﺻوﺻﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻟﻌدم ﺗﻣﻛن اﻟﺣدث
ﻋﻠﻰ ﺗﻣﯾﯾز اﻻﻓﻌﺎل وادراك اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺗﻲ ﻗد ﺗط أر ﻣن ﺟراء اﻓﻌﺎﻟﻬم.
وﺧرﺟت اﻟدراﺳﺔ ﺑﺎﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ :ﺗﺣدﯾد ﺳن اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻟﻼﺣداث ﯾﺧﺗﻠف ﻓﻲ ﻛﻼ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾن
اﻻردﻧﻲ واﻟﻌراﻗﻲ .وﻋﺎﻟﺞ ﻛل ﻣن اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾن ﻣﺳﺄﻟﺔ ﻋزل اﻻﺣداث اﻟﺟﺎﻧﺣﯾن ﻋن اﻟﻣﺗﻬﻣﯾن اﻟﺑﺎﻟﻐﯾن اﻟﻰ ان ﯾﺗم
ﺗﺣوﯾﻠﻬم اﻟﻰ اﻟﺟﻬﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﺎﻟﺗﺣﻘﯾق واﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ .وﺳﻊ اﻟﻣﺷرع اﻻردﻧﻲ ﺻﻼﺣﯾﺔ ﺷرطﺔ اﻻﺣداث وذﻟك
طرﻓﺎ ﻓﯾﻬﺎ .ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺗوﻗﯾف اﻟﺣدث ﻓﻠم ﯾﺣدد اﻟﻣﺷرع اﻟﻌراﻗﻲ
ً ﺑﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻛون ا ﻟﺣدث
ﻣدة ﻟﺗوﻗﯾف اﻟﺣدث .وﻗد ﺟﻌل اﻟﻣﺷرع اﻻردﻧﻲ دور ﻣراﻗب اﻟﺳﻠوك اﺳﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﺣﺿور ﺟﻠﺳﺎت اﻟﺣﻘﯾق
واﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ ،اﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻌراﻗﻲ ﻓﻘد اﻗﺗﺻر دور ﻣراﻗب اﻟﺳﻠوك ﻋﻠﻰ ﺣﺿور ﺟﻠﺳﺎت اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ ﻓﻘط دون
اﻻﻟ ازم ﻋﻠﻰ ﺣﺿورﻩ ﺟﻠﺳﺎت اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣﻊ اﻟﺣدث.
اﻟﻔﺻل اﻻول
ﻣﻘدﻣﺔ :
ﺗﺧﺗﻠف اﻟﻔﺋﺎت اﻟﻌﻣرﯾﺔ داﺧل اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟواﺣد ،إذ أ ن اﻟﺗﻘﺳﯾم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟﻣﻌﺗﺑر ﻟﺗﻠك اﻟﻔﺋﺎت داﺧل اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ
إﻣﺎ أن ﺗﻛون ﻛﺎﻣﻠﺔ اﻷﻫﻠﯾﺔ ٕ ،واﻣﺎ ﻧﺎﻗﺻﺔ اﻷﻫﻠﯾﺔ ﻟﻌﻠﺔ اﻟﺳنٕ ،واﻣﺎ ﻋدﯾﻣﺔ اﻷﻫﻠﯾﺔ ،وﺗدﻋﻰ ﺗﻠك اﻟﻔﺋﺔ اﻟﺗﻲ ﻟم
ﻗﺎﻧوﻧﺎ ﻟﻛﻲ ﺗﻛون ﻛﺎﻣﻠﺔ اﻻﻫﻠﯾﺔ ﺑﺎﻷﺣداث ،وﺗﻌﺗﺑر ﻓﺋﺔ اﻷﺣداث ﻣن اﻟﻔﺋﺎت اﻟﺗﻲ ﻟﻬﺎ
ً ﺗﻛﻣل اﻟﺳن اﻟﻣﻌﺗﺑرة
ﺧﺻوﺻﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ واﻟﺗﻲ ﺧﺻص ﻟﻬﺎ اﻟﻣﺷرع ﻗﺎﻧوﻧﺎً ﺧﺎص ﺑﻬﺎ أﺧﺗﻠﻔت ﺗﺳﻣﯾﺗﻪ ﺣﺳب ﻗواﻧﯾن وأﻋراف
اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت ،ﻓﺄطﻠق اﻟﻣﺷرع اﻷردﻧﻲ ﻋﻠﻰ ذﻟك اﻟﺗﺷرﯾﻊ ﺑﻘﺎﻧون اﻷﺣداث ،وﻗﺎﻧون رﻋﺎﯾﺔ اﻷﺣداث ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ
اﺣﻛﺎﻣﺎ ﺧﺎﺻﺔ ﻟﻬذﻩ اﻟﻔﺋﺔ اﻟﻌﻣرﯾﺔ ،وأن اﻷﻓﻌﺎل ﻏﯾر اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺻدر ﻣن اﻷﺣداث ﺗﻌود
ً اﻟﻌراﻗﻲ ،ووﺿﻊ
ﻋﻠﻰ اﻟدوﻟﺔ واﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻛﻛل ﺑﺂﺛﺎرﻫﺎ ،وﺳﺗؤﺛر ﻫذﻩ اﻷﻋﻣﺎل ﻏﯾر اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﻣو اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ،ﻟذﻟك ﻓﺈن ظﺎﻫرة
اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺎﺳب ﻫذﻩ اﻟﻔﺋﺔ اﻟﻌﻣرﯾﺔ)اﻷﺣداث( ﻋﻠﻰ أﻋﺗﺑﺎر أن اﻷﺣداث ﻻ ﯾﺗﻣﺗﻌون ﺑﺎﻷﻫﻠﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗرﺗب
ﺟﺎء اﻟﻘﺎﻧون ﻟﯾﻧظم ﺳﻠوﻛﯾﺎت اﻷﻓراد ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ وﯾﺿﻣن وﯾﺣﻔظ ﺣﻘوق وﺣرﯾﺎت اﻻﻓراد ،وﯾﻔرض
ﻣﺧﺎﻟﻔﺗﻪ ٕ ،وان ﺣق اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ ﻓﻲ اﻷﻣن واﻟطﻣﺄﻧﯾﻧﺔ ﻻ ﯾﺄﺗﻲ اﻻ ﺑﺈﻧزال اﻟﻌﻘﺎب اﻟﻌﺎدل ﺑﺎﻟﺟﺎﻧﻲ ،ﻓﺈن
ِ اﻟﺟزاء ﻋﻠﻰ
وﻗﻌت ﺟرﯾﻣﺔ ،ﻛﺎن ﻻﺑد ﻣن إﺟراءات ﺗﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﺳرﯾﻌﺔ ﺗﻧﺗﻬﻲ ﺑﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻘوﺑﺔ ﺑﺣق اﻟﻔﺎﻋل أو اﻟﻔﺎﻋﻠﯾن وﺷرﻛﺎﺋﻬم
ﻣن أﺟل أن ﺗﻛون اﻟﻌﻘوﺑﺔ أﻛﺛر ردﻋﺎً ) .(1أﻣﺎ ﺣق اﻟﻔرد-ﺧﺎﺻﺔ اﻟﻣﺗﻬم -ﻓﻣﺎ ﯾﻬﻣﻪ ﺗوﻓﯾر اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﻛﻔﯾﻠﺔ
) (1ﻋﺑد اﻟﻠطﯾف ،ﺑراء ﻣﻧذر ،(2009)،ﺷرح ﻗﺎﻧون اﺻول اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺎت اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ،دار اﻟﺣﺎﻣد ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،ﻋﻣﺎن ،ص13.
2
اﻟﻔﺋﺔ اﻟﻌﻣرﯾﺔ ﺑﻌض اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺗﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻷوﻟﻲ واﻟﺗﺣﻘﯾق اﻷﺑﺗداﺋﻲ ﺑﺎﻷﺿﺎﻓﺔ اﻟﻰ اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﺗﻲ
وردت ﻓﻲ ﻗﺎﻧون أﺻول اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺎت اﻟﺟزاﺋﯾﺔ) ،(3وﻣن أ ﻫﻣﻬﺎ ﻗرﯾﻧﺔ اﻟﺑراءة ٕواﺣﺎطﺔ اﻟﺣدث ﺑﺎﻷﺟراءات اﻟﺧﺎﺻﺔ
ﺑﺎﻟﻘﺑض واﻟﺗﻔﺗﯾش واﻟﺗوﻗﯾف) ،(4ﺑﻣﺎ ﯾﻧﺳﺟم ﻣﻊ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ اﻷﺣداث ،ان ﻗﺎﻧون
اﻷﺣداث ﻗد ﺣدد ﺿﻣﺎﻧﺎت ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣﻊ اﻷﺣداث ،واﻟﺗﻲ ﺗﺿﻣن ﻟﻠﺣدث ﺳﯾﺎﺳﺔ ﻓﻲ ﺗﻔرﯾد اﻟﻌﻘوﺑﺎت
واﻟﺗداﺑﯾر ﺑﻣﺎ ﯾﺗﻧﺎﺳب وأدراﻛﻪ وﻣدى ﻣﺳؤوﻟﯾﺗﻪ ﻋن اﻷﻓﻌﺎل اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ﺑﻬﺎ ،ﻟذﻟك ﻓﺈن ﻣن ﺣق اﻟﻣﺗﻬم اﻟﺣدث أن
ﯾوﻛل ﻏﯾرﻩ ﻟﻠدﻓﺎع ﻋﻧﻪ ،اﻷﺻل أن ﯾﻛون ﻣﺣﺎﻣﯾﺎً ،ﻏﯾر أن ﺑﻌض اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﺗﺟﯾز ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ أن ﺗﻘﺑل
وﻟﯾﻪ أو أﺣد أﻗﺎر ِﺑﻪ أو أﺣد ﻣﻣﺛﻠﻲ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻷﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ دون اﻟﺣﺎﺟﺔ اﻟﻰ وﻛﺎﻟﺔ) ،(5وﻫذا
ﻟﻠدﻓﺎع ﻋن اﻟﺣدث ِ
ﻣن اﻟﻣﺳﻠم ﺑﻪ ﻓﻘﻬﺎً وﻗﺎﻧوﻧﺎًنإ ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﺣق ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻗﺑﺔ أي ﻣﺟرم ﻋن أي ﺟرﯾﻣﺔ ﯾرﺗﻛﺑُ ﻬﺎ ،وﻓﻲ ﺣﺎل
ﻓﻲ اﻟﺗطﺑﯾق؛ ﻓﺎﻷﺟراءات اﻟﻣﺗﺑﻌﺔ ﻋﻧد ﻣﺑﺎﺷرة اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣﻊ اﻻﺣداث ﺗﺧﺗﻠف ﻋن اﻷﺟراءات اﻟﻣﺗﺑﻌﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق
ﺳﻠطﺎت
ٍ وﺟود
َ اﻟﻔﺋﺔ اﻟﻌﻣر ِﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻧطوي ﺗﺣﺗﻬﺎ اﻷﺣداث ،اﻷﻣر اﻟذي ﯾﺗطﻠب
ﻣﻊ اﻟﺑﺎﻟﻐﯾن ،ﻧظراً ﻹﺧﺗﻼف ِ
ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻟدوﻟ ﺔ ﺗﺗوﻟﻰ ﻣﻬﺎم اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣﻊ اﻷﺣداث ،ﻓﺎﻟوظﯾﻔﺔ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻬذﻩ اﻟﺳﻠطﺎت ﻫﻲ اﻟﺗﺣري واﻟﺗﻌرف
أﺟل ﻣﺣﺎﻛﻣﺔ اﻟﺣدث اﻟذي ﺧﻠص اﻟﺗﺣﻘﯾق ﺑﺄﻧﻪ ﻣﺗﻬم ﺑﺄرﺗﻛﺎب اﻟﺟرم.
) (2اﻟﺟﺎﺳم ،ﺣﻣودي ،(1962)،دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻓﻲ اﺻول اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺎت اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ،ﻣطﺑﻌﺔ اﻟﻌﺎﻧﻲ ،ﺑﻐداد ،ص7.
) .(3اﻟﻣواد) ،(147 ،100 ،114ﻣن ﻗﺎﻧون اﻻﺻول اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻻردﻧﻲ رﻗم )( 9ﻟﻌﺎم ) (1961اﻟﻣﻌدل.
.
) .(4اﻟطراوﻧﺔ ،ﻣﺣﻣد ،(2009)،دراﺳﺎت ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﻋداﻟﺔ اﻻﺣداث دراﺳﺎت ﻧظرﯾﺔ وﺗطﺑﯾﻘﯾﺔ ،ﻣطﺑﻌﺔ اﻟﺷﻌب ،اﻻردن ،ص27
) (5ﻋﺑد اﻟﻠطﯾف ،ﺑراء ﻣﻧذر ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص238
) (6اﻟﻣﺎدة) (60ﻣن ﻗﺎﻧون رﻋﺎﯾﺔ اﻻﺣداث اﻟﻌراﻗﻲ رﻗم) (76ﻟﺳﻧﺔ 1983اﻟﻣﻌدل.
3
إن ﻣوﻗف ﻛل ﻣن اﻟﻣﺷرع اﻷردﻧﻲ واﻟﻣﺷرع اﻟﻌراﻗﻲ ﺑﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻷﺣداث ﺟﺎء
ﻣواﻓﻘﺎً ﻟﻠﻛﺛﯾر ﻣن اﻷﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ أﻫﺗﻣت ﺑﻣوﺿوع اﻷﺣداث ،وأزداد اﻷﻫﺗﻣﺎم ﺑﻬذﻩ اﻟﻔﺋﺎت اﻟﻌﻣرﯾﺔ ﻋن
طرﯾق ﻧﺷوء اﻷﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ذات اﻟﺷﺄن إﻟﻰ أن ﺻدرت ﻋﺎم 1989أﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺣﻘوق اﻟطﻔل وﺑﺎﺗت ﺑﻔﺿﻠﻬﺎ ﺣﻘوق
ﺗﺟﺎﻫﻠﻬﺎ ،وﻗد ﺻﺎدﻗت ﻣﻌظم دول اﻟﻌﺎﻟم ﻋﻠﯾﻬﺎ ،واﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت أﺑرز ﻣﺣﺎورﻫﺎ
اﻷطﻔﺎل ﺣﻘوﻗﺎً أﺳﺎﺳﯾﺔ ﻻ ﯾﻣﻛن ُ
ﺗﻣﯾﯾز ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻷﺣداث اﻟﺟﺎﻧﺣﯾن ﻋن اﻟﻣﺟرﻣﯾن اﻟﺑﺎﻟﻐﯾن ،وذﻛرت ﻫذﻩ اﻷﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺑﻌض ﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣﻊ
ﺗﻛﻣن ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟدراﺳﺔ ﺑﺄن ﻗﺎﻧون ﻟﻸﺣداث اﻷردﻧﻲ رﻗم) (32ﻟﺳﻧﺔ 2014وﻗﺎﻧون رﻋﺎﯾﺔ اﻻﺣداث اﻟﻌراﻗﻲ
رﻗم) (76ﻟﺳﻧﺔ 1983ﻓﯾﻬﻣﺎ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺛﻐرات ﻓﻲ اﻷﺟراءات اﻟﻣﺗﺑﻌﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣﻊ اﻷﺣداث ،وﻗﻠﺔ
اﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗوﺿﺢ اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣﻊ ﻫذﻩ اﻟﻔﺋﺔ اﻟﻌﻣرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺣددت ﻟﻬﺎ
ﻛل ﻣن اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾن
-2ﻣن اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﺎﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣﻊ اﻷﺣداث ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺗﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻷوﻟﻲ واﻷﺑﺗداﺋﻲ ﻓﻲ ٍ
اﻷردﻧﻲ واﻟﻌراﻗﻲ؟
-3ﻣﺎ ﻣدى ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻷﺟراءات اﻟﻣﺗﺑﻌﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻷﺑﺗداﺋﻲ ﻣﻊ اﻷﺣداث واﻟﺗﻲ ﺗﺻدر ﻣن اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ
أﻫداف اﻟدراﺳﺔ:
ﺗﻬدف ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ اﻟﻰ ﺑﯾﺎن ﻣﻔﻬوم اﻟﺣدث واﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ،وﺗﺣدﯾد اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﺎﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣﻊ
اﻻﺣداث ،وﺑﯾﺎن اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﺎﻟﺗﺣﻘﯾق واﻟﻘﺎﺋﻣون ﺑﻪ ﻣﻊ اﻻﺣداث واﻟﺗطرق اﻟﻰ ﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺗﺣﻘﯾق ،ﻣﻧﻬﺎ ﻛﯾﻔﯾﺔ
ﺗوﻗﯾف اﻟﺣدث وﻣﻛﺎن اﯾداﻋﻪ ﻋﻧد اﻟﺗوﻗﯾف وﻛﯾﻔﯾﺔ ﻋرﺿﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﻛﺗب دراﺳﺔ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ واﺣﺎﻟﺗﻬم اﻟﻰ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ
اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ وﺑﯾﺎن أﻫم اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻣﻘررة ﻟﻠﺣدث ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ ﻣﺎ ﻗﺑل اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ ،وﺗوﺿﯾﺢ اﻟﺷﺑﻪ واﻻﺧﺗﻼف ﺑﯾن
أﻫﻣﯾﺔ اﻟدراﺳﺔ:
-ﺗﻛﻣن أﻫﻣﯾﺔ اﻟدراﺳﺔ" ﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣﻊ اﻷﺣداث ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ ﻣﺎ ﻗﺑل اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾن اﻷردﻧﻲ
ﻛل ﻣن اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾن
واﻟﻌراﻗﻲ" ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻧظرﯾﺔ ﻓﻲ ﺑﯾﺎن اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻣﺗﺑﻌﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣﻊ اﻷ ﺣداث ﻓﻲ ٍ
اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣﻊ اﻟﺑﺎﻟﻐﯾن؛ وذﻟك ﺑﺣﻛم اﻟﺳن واﻟﺗﻛوﯾن اﻟﺟﺳﻣﺎﻧﻲ واﻟﻌﻘﻠﻲ واﻟﻌﺎطﻔﻲ واﻟﻧﻔﺳﻲ ﻟﻸﺣداث ﻋن
اﻷﺷﺧﺎص اﻟﺑﺎﻟﻐﯾن.
-وﺗﺑرز أﻫﻣﯾﺔ اﻟدراﺳﺔ ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﺑﺑﯾﺎن أوﺟﻪ اﻟﺷﺑﻪ واﻷﺧﺗﻼف ﻓﻲ اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﺗﻲ ﻣﻧﺣﻬﺎ ﻗﺎﻧون
اﻷﺣداث اﻷردﻧﻲ وﻗﺎﻧون رﻋﺎﯾﺔ اﻷﺣداث اﻟﻌ ارﻗﻲ ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺗﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻷوﻟﻲ واﻷﺑﺗداﺋﻲ ﻣﻊ اﻷﺣداث.
6
ﺣدود اﻟدراﺳﺔ:
-1اﻟﺣدود اﻟزﻣﺎﻧﯾﺔ :اﻟﻔﺗرة اﻟﺗﻲ ﺗم ﻓﯾﻬﺎ ﺗطﺑﯾق ﻗﺎﻧون اﻷﺣداث اﻷردﻧﻲ رﻗم ) (32ﻟﺳﻧﺔ 2014وﻗﺎﻧون رﻋﺎﯾﺔ
اﻷﺣداث اﻟﻌراﻗﻲ رﻗم) (76ﻟﺳﻧﺔ 1983اﻟﻣﻌدل ,وﺣﺗﻰ ﺗﺎرﯾﺦ أﻋداد ﻫذﻩ اﻟرﺳﺎﻟﺔ .
اﻟﻌراق.
ﻣﺣددات اﻟدراﺳﺔ:
ﺳﺗﻘﺗﺻر اﻟدراﺳﺔ ﺣول ﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣﻊ اﻷﺣداث اﻟﻣﺗﺑﻌﺔ أو اﻟﻣﻌﻣول ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺗﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق
اﻷوﻟﻲ)اﻟﺗﻣﻬﯾدي( واﻟﺗﺣﻘﯾق اﻷﺑﺗداﺋﻲ دون اﻟﺑﺣث أو اﻟﺧوض ﻓﻲ اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻣﺗﺑﻌﺔ ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق
اﻟﻧﻬﺎﺋﻲ)اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ(.
وﺳﺗﺗم اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﯾن ﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣﻊ اﻷﺣداث ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻻﺣداث اﻷردﻧﻲ رﻗم) (32ﻟﺳﻧﺔ 2014وﻗﺎﻧون
ﻣﺻطﻠﺣﺎت اﻟدراﺳﺔ:
-ﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﺗﺣﻘﯾق :ﻫﻲ اﻻﺟراءات اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻔرﺿﻬﺎ اﻟﻣﺷرع ﻋﻠﻰ ﻛل ﻣن ﯾﻣﺎرس ﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق،
ﺧﺷﯾﺔ اﻟﻣﺳﺎس ﺑﺣﻘوق وﺣرﯾﺎت اﻷﻓراد ،وﺣﺗﻰ ﯾﻛون اﻹﺟراء ﻗد اﺗﺧذ ﺿﻣن اﻟﺣدود اﻟﺗﻲ رﺳﻣﻬﺎ اﻟﻣﺷرع ،وذﻟك
-اﻷﺣداث :اﻟﺣدث ﻫو طﻔل أو ﺷﺧص ﺻﻐﯾر اﻟﺳن ﯾﺟوز ﺑﻣوﺟب اﻟﻧظم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ذات اﻟﻌﻼﻗﺔ ،ﻣﺳﺎءﻟﺗﻪ
-ﻣرﺣﻠﺔ ﻣﺎ ﻗﺑل اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ :ﻫﻲ اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺄﺻول اﻟﺗﺣﻘﯾق ،واﻟﺗﻲ ﺗﺑدأ ﺑﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق
اﻷوﻟﻲ)اﻷﺳﺗدﻻل( واﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﻌد ﻣن ﻣراﺣل اﻟدﻋوى اﻟﺟزاﺋﯾﺔ وأﻧﻣﺎ ﺗﻬدف اﻟﺑﺣث ﻋن اﻟﺟرﯾﻣﺔ ،وﺟﻣﻊ اﻷدﻟﺔ
اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ وﻫﻲ ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻷﺑﺗداﺋﻲ واﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﺑﻬﺎ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﺎﻟﺗﺣﻘﯾق وﻫﻲ اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ
ﻋن اﻷدﻟﺔ وﺗﻘدﯾرﻫﺎ واﻟﻛﺷف ﻋن اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻓﻲ ﺷﺄن ﺟرﯾﻣﺔ أُرﺗﻛﺑت ﻟﺗﻘرﯾر ﻟزوم ﻣﺣﺎﻛﻣﺔ اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﻪ أو ﻋدم
ﻟزوﻣﻬﺎ).(10
) (7ﺳرور،اﺣﻣد ﻓﺗﺣﻲ) (1981اﻟﺷرﻋﯾﺔ واﻹﺟراءات اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ،دار اﻟﻧﮭﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،اﻟﻘﺎھرة ،ﻣﺻر ،ص. 740
) (8أﻧظر اﻟﻣﺎدة)أ (2-2/ﻗواﻋد اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة اﻟدﻧﯾﺎ ﻹدارة ﺷؤون اﻷﺣداث)ﻗواﻋد ﺑﻛﯾن(.
) (9ﺛروت ،ﺟﻼل) (1986اﺻول اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺎت اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ،ﺳﯾر اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،اﻟدار اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ ،ﺑﯾروت ،ص .4
) (10اﻟﺟوﺧدار ،ﺣﺳن)،(2011اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻﺑﺗداﺋﻲ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﺻول اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺎت اﻟﺟزاﺋﯾﺔ دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ،دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،ﻋﻣﺎن ،ص .11
8
اﻹطﺎر اﻟﻧظري:
ﺗﺗﻧﺎول ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ اﻟﻣوﺳوﻣﺔ ﺑـ" ﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣﻊ اﻻﺣداث ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ ﻣﺎ ﻗﺑل اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ ﻓﻲ
اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾن اﻻردﻧﻲ واﻟﻌراﻗﻲ" دراﺳﺔ اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﺗﻲ ﻓرﺿﻬﺎ ﻗﺎﻧون اﻻﺣداث ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺗﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻷوﻟﻲ
ﺿﻣﺎﻧﺎ ﻟﺣﻘوق ﻫذﻩ اﻟﻔﺋﺔ
ً ﻛل ﻣن ﻗﺎﻧون اﻻﺣداث اﻻردﻧﻲ وﻗﺎﻧون رﻋﺎﯾﺔ اﻻﺣداث اﻟﻌراﻗﻲ ،وذﻟك
واﻻﺑﺗداﺋﻲ ﻓﻲ ٍ
اﻟﻌﻣرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗٌﻌد ﻧﺎﻗﺻﺔ اﻷﻫﻠﯾﺔ او ﻋدﯾﻣﺔ اﻷﻫﻠﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻛﻧﻬﺎ ﻣن اﻛﺗﺳﺎب اﻟﺣﻘوق وﺗﺣﻣل
ﻗﺎﻧوﻧﺎ ﺧﺎﺻﺎً ﯾﺿﻣن ﻟﻸﺣداث ﻋدم اﻟﻣﺳﺎس ﺑﺣﻘوﻗﻬم واﻋطﺎﺋﻬم اﻟﺣق
ً اﻻﻟﺗزاﻣﺎت ،ﻟذﻟك ﻓﻘد ﺣدد اﻟﻣﺷرع ﻟﻬﺎ
ﻓﻲ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت ﺳواءاً ﻛﺎﻧت ﺿﻣﺎﻧﺎت )ﻋﺎﻣﺔ او ﺧﺎﺻﺔ( ﻣن ﺣﯾﺎد اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﺎﻟﺗﺣﻘﯾق
ﺑﻣﺣﺎم،
ٍ واﻟﺳرﻋﺔ ﻓﻲ اﻧﺟﺎز اﻟﺗﺣﻘﯾق ،وﺗدوﯾن اﺟراءات اﻟﺗﺣﻘﯾق ،وﺳرﯾﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق ،وﺣق اﻟﻣﺗﻬم ﻓﻲ اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ
وﺗﻘدﯾم ﺗﻘرﯾراً ﺧطﯾﺎً ﻣﻔﺻﻼ ﻣن ﻣراﻗب اﻟﺳﻠوك ،وﻗد اﺧﺗﻠﻔت اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد اﻟﺳن اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ
ﺗﻌﺗﺑر ﻣﻧﺎط اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ وذﻟك ﻣن ﺣﯾث طﺑﯾﻌﺔ ﻧﺷﺄة اﻟﺣدث واﻟظروف اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﻋﻠﻰ وﺿﻊ
اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ وﺣﺗﻰ ﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗﻛوﯾن ﻫذﻩ اﻟﻔﺋﺔ اﻟﻌﻣرﯾﺔ ﻓﻬﻲ ﺗﺧﺗﻠف ﻣن ﻣﺟﺗﻣﻊ ﻵﺧر .وﻟﻘد ﺣددت اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ
اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﺎﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣﻊ اﻻﺣداث ،وﻫﻲ ﺗﺧﺗﻠف ﺑﺎﺧﺗﻼف ﻣراﺣل اﻟﺗﺣﻘﯾق ،ﻓﻔﻲ ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻوﻟﻲ
ﻓﻘد ﺣدد اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻬﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﺎﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻوﻟﻲ )اﻟﺗﻣﻬﯾدي( وﻫﻲ اﻟﺿﺎﺑطﺔ اﻟﻌدﻟﯾﺔ وﻫذا ﻣﺎ اﺧذ ﺑﻪ اﻟﻣﺷرع
اﻻردﻧﻲ ،واﻋﺿﺎء اﻟﺿﺑط اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻌراﻗﻲ) ،(11ووظﯾﻔﺗﻬﺎ اﻟﺗﺣري ﻋن اﻟﺟراﺋم واﺳﺗﻘﺻﺎﺋﻬﺎ وﺟﻣﻊ
اﻻدﻟﺔ واﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻋﻧﻬﺎ وﻋن ﻣرﺗﻛﺑﻬﺎ ﻣن ﺧﻼل اﺳﺎﻟﯾب ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺣددﻫﺎ اﻟﻣﺷرع ،أﻣﺎ اﻟﺟﻬﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﻓﻲ
ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻﺑﺗداﺋﻲ ﻓﻬﻲ ﺑﺎﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ وﻫم ﻗﺿﺎة أﻧﯾطت ﺑﻬم ﺳﻠطﺔ اﻷﺗﻬﺎم واﻟﺗﺣﻘﯾق اﻷﺑﺗداﺋﻲ
واﻟﺗﺻرف وﻓق ﻣﺳﻣﯾﺎت وﺗﺳﻠﺳل ﻣﺣدد ﻓﻲ ﻣﻣﺎرﺳﺗﻬم ﻷﻋﻣﺎﻟﻬم ،وﻣن اﻻﺟراءات اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﺑﻬﺎ اﺳﺗﺟواب
اﻟﻣﺗﻬم واﻟﺗوﻗﯾف وﺳﻣﺎع اﻟﺷﻬود وﺿﺑط اﻟﻣواد اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺟرﯾﻣﺔ.
) (11اﻧظراﻟﻣﺎدة) (41ﻣن ﻗﺎﻧون اﺻول اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺎت اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﻌراﻗﻲ رﻗم) (23ﻟﺳﻧﺔ 1971وﺗﻌدﯾﻼﺗﮫ ،اﻟﻣﻧﺷور ﺑﺎﻟوﻗﺎﺋﻊ اﻟﻌراﻗﯾﺔ رﻗم ،2004ﺻﻔﺣﺔ
) ،(1ﺗﺎرﯾﺦ.1971/5/31:
9
اﻟدراﺳﺎت اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ
-دراﺳﺔ ﻋوﯾن ،زﯾﻧب أﺣﻣد ،(12)(2003)،ﺑﻌﻧوان :ﻗﺿﺎء اﻷﺣداث ،ﺗﺑرز اﻫﻣﯾﺔ ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ ﻓﻲ ﻛوﻧﻬﺎ
ﺗوﺿﺢ ﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗﻧظﯾم ﻗﺿﺎء اﻻﺣداث ﻣن ﺣﯾث ﺗﺷﻛﯾل ﻣﺣﺎﻛم اﻻﺣداث ،وﻛﯾﻔﯾﺔ اﻧﻌﻘﺎد اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ،وﺗوﺿﯾﺢ
ﻟﻠطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻣﺣﺎﻛم اﻻﺣداث ،واﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ اﻟﺣدث ﻣن ﺣﯾث ﺳرﯾﺔ اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ ،واﻟﻔﺻل
ﺑﻘﺿﺎﯾﺎ اﻻﺣداث ﺑﺻﻔﺔ ﻣﺳﺗﻌﺟﻠﺔ ،وﺣﺿور وﻟﻲ اﻣر اﻟﺣدث ،واﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺄﻋﺗراف اﻟﺣدث اﺛﻧﺎء
اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ ،وﺗوﺻﻠت اﻟﻰ ﻧﺗﺎﺋﺞ ﻣن ﺣﯾث ﻣدى ﻣﻼﺋﻣﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﻣﺣﺎﻛﻣﺔ اﻻﺣداث ﻣﻊ ﻣدى
ﺿروف اﻟﺣدث.
ورﻛزت دراﺳﺔ ﻋوﯾن ﻋﻠﻰ ﻣوﺿوع ﻣﺣﺎﻛﻣﺔ اﻷﺣداث دون أن ﺗﻘوم ﺑﺎﻟﺑﺣث ﺑﺷﻛل ﻣﻌﻣق ﺑﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق
اﻷوﻟﻲ وﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻷﺑﺗداﺋﻲ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌراﻗﻲ ،وﺑﻬذا ﺳﺗرﻛز ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ وﺑﺷﻛل ﻣﻌﻣق ﻋﻠﻰ ﺿﻣﺎﻧﺎت
-دراﺳﺔ اﻟﻌﺎﺑورة ،رﺣﺎب ﻣوﺳﻰ ﻣﺣﻣد) ،(13)(2007اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻟﻸﺣداث ﺑﻣوﺟب ﻗﺎﻧون اﻷﺣداث
اﻷردﻧﻲ ،ﻫدﻓت ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ اﻟﻰ ﺑﯾﺎن اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻧﺎظﻣﺔ ﻟﻣرﺣﻠﺗﻲ اﻷﺳﺗدﻻل واﻟﺗﺣﻘﯾق وﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ ﻣﻊ
اﻷﺣداث ﺑﻣوﺟب ﻗﺎﻧون اﻷﺣداث اﻷردﻧﻲ اﻟﺳﺎﺑق ،وذﻟك ﻣن ﺧﻼل اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ ادوات اﻟﺑﺣث اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ
ﺑﺎﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﺗﺣﻠﯾﻠﻲ واﻻﺳﺗرﺷﺎد ﺑﺎﻟﻔﻘﻪ اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ،وذﻟك ﻣن ﺧﻼل ﺗﻘﺳﯾم اﻟدراﺳﺔ اﻟﻰ ﻓﺻول ﺗم ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺗوﺿﯾﺢ
اﺟراءات اﻟﺣﻘﯾق ﻣﻊ اﻻﺣداث وﺑﯾﺎن اﺟراءات اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ ﻣﻊ اﻻﺣداث ﻓﻲ ظل ﻗﺎﻧون اﻷﺣداث اﻻردﻧﻲ اﻟﺳﺎﺑق،
وﺳﺗرﻛز ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ ﻋﻠﻰ ﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣﻊ اﻷﺣداث ﺑﻣوﺟب ﻗﺎﻧون اﻷﺣداث اﻻردﻧﻲ رﻗم) (32ﻟﺳﻧﺔ
) (12ﻋوﯾن ،زﯾﻧب أﺣﻣد ،(2003)،ﻗﺿﺎء اﻷﺣداث ،رﺳﺎﻟﺔ دﻛﺗوراه ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻧﮭرﯾن ،ﺑﻐداد ،اﻟﻌراق.
) (13اﻟﻌﺎﺑورة ،رﺣﺎب ﻣوﺳﻰ ﻣﺣﻣد) ،(2007اﻟﻣﺣﺎﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻟﻸﺣداث ﺑﻣوﺟب ﻗﺎﻧون اﻷﺣداث اﻷردﻧﻲ ،اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻻردﻧﯾﺔ ،ﻋﻣﺎن ،اﻻردن.
10
2014وﻗﺎﻧون رﻋﺎﯾﺔ اﻷﺣداث اﻟﻌراﻗﻲ رﻗم) (76ﻟﺳﻧﺔ 1983اﻟﻣﻌدل ،دون اﻟﺗطرق ﻟﻣرﺣﻠﺔ ﻣﺣﺎﻛﻣﺔ
اﻷﺣداث.
دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ،ﻫدﻓت ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ اﻟﻰ اﻟوﻗوف ﻋﻠﻰ ﻧطﺎق اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻟﻸﺣداث وﺗم ﻋرض ﻣوﺿوع
اﻟدراﺳﺔ ﻣن ﺧﻼل ﺗﻧﺎول ﻣﻔﻬوم اﻟﺣدث ﻣن ﺣﯾت ﺗﻌرﯾف اﻟﺣدث ﻟدى ﻋﻠﻣﺎء اﻻﺟﺗﻣﺎع واﻟﻧﻔس وﻟدى ﻓﻘﻬﺎء
اﻟﻘﺎﻧون وﺗﻘدﯾر ﺳن اﻟﺣدث ،وﺑﯾﺎن ﻧطﺎق اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻟﻼﺣداث ﻣن ﺣﯾث ﻣرﺣﻠﺔ اﻧﻌدام اﻟﺗﻣﯾﯾز واﻟﺣﻣﺎﯾﺔ
اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ اﻷﻫﻠﯾﺔ اﻟﻧﺎﻗﺻﺔ ،واﯾﺿﺎ ﺗﻧﺎوﻟت اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟﺟراﺋﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﻣﻼﺣﻘﺔ اﻻﺣداث
وﻣﺣﺎﻛﻣﺗﻬم وذﻛرت ﻓﯾﻪ اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻣﻘررة ﻟﻸﺣداث ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻﺑﺗداﺋﻲ واﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻻﺟراﺋﯾﺔ
ﺗﻧﺎوﻟت ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ ﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻷﺑﺗداﺋﻲ وﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ اﻟﻣﺗﺑﻌﺔ ﻓﻲ ﺟﻧوح اﻷﺣداث
ﻣﻧﻔردة ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻷﺣداث اﻷردﻧﻲ ،ﻓﻲ ﺣﯾن ﺗﺧﺗص ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺳﺗﺗﻧﺎول ﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣﻊ
اﻷﺣداث ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ ﻣﺎ ﻗﺑل اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺟﺎء ﺑﻬﺎ ﻗﺎﻧون اﻷﺣداث اﻷردﻧﻲ رﻗم ) (32ﻟﺳﻧﺔ 2014وﻗﺎﻧون
-دراﺳﺔ رﺣﻣﺎن ،ﻧﺳﯾم ﻋﻣر) ،(15)(2012ﺑﻌﻧوان :ﺿﻣﺎﻧﺎت ﺗوﻗﯾف اﻟﺣدث ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻌراﻗﻲ ،وﺗﻬدف
ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ اﻟﻰ ﺗﻘدﯾم ﺿﻣﺎﻧﺎت ﺗوﻗﯾف اﻟﻣﺗﻬم اﻟﺣدث ﻣن ﺣﯾث ﺗﻘﺳﯾم اﻟدراﺳﺔ اﻟﻰ ﻣﺑﺎﺣث ،اﻟﻣﺑﺣث اﻻول
ﺗﻧﺎول ﻓﯾﻪ اﻟﺑﺎﺣث دراﺳﺔ اﻟﺗوﻗﯾف وﻣﺑرراﺗﻪ واﻟﺟﻬﺔ اﻟﻣﺧوﻟﺔ ﺑﻪ ،واﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ ﺗﻧﺎول ﺣﺎﻻت اﻟﺗوﻗﯾف،
) (14اﻟﺣداد ،ﻣﺣﻣد ﺑﻛر) ،(2010اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻟﻸﺣداث أﺛﻧﺎء اﻟﺗﺣﻘﯾق واﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ،رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺟدارا ،ارﺑد ،اﻻردن.
) (15رﺣﻣﺎن ،ﻧﺳﯾم ﻋﻣر) ،(2012ﺿﻣﺎﻧﺎت ﺗوﻗﯾف اﻟﺣدث ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻌراﻗﻲ ،ﺑﺣث ﻣﻘدم إﻟﻰ ﻣﺟﻠش اﻟﻘﺿﺎء ﻓﻲ أﻗﻠﯾم ﻛوردﺳﺗﺎن اﻟﻌراق ،اﻟﻌراق.
11
واﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻟث ﺗﻧﺎول ﻣدة اﻟﺗوﻗﯾف وﻣﻛﺎﻧﻪ .ﻣن اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺗﻲ ﺗوﺻل ﻟﻬﺎ اﻟﺑﺎﺣث ﻫﻲ ﺳﻛوت ﻗﺎﻧون رﻋﺎﯾﺔ
اﻷﺣداث ﻋن ﺗﺣدﯾد ﻣدة اﻟﺗوﻗﯾف وﺗﻣدﯾدﻫﺎ ﻓﻲ ﻛل ﻣرة أو ﺑﯾﺎن ﺣدﻫﺎ اﻷﻗﺻـﻰ وﻛﯾﻔﯾﺔ اﺣﺗﺳﺎﺑﻬﺎ وﺗﻧزﯾﻠﻬﺎ ﻣن
ﻣدة اﻟﺗدﺑﯾر اﻟﻣﺣﻛوم ﺑﻪ ﻟﻠﺣدث ،ورﻛزت دراﺳﺔ رﺣﻣﺎن ﻋﻠﻰ دراﺳﺔ ﺗوﻗﯾف اﻷﺣداث ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌ ارﻗﻲ ،ﺑﯾﻧﻣﺎ
ﺳﺗرﻛز اﻟدراﺳﺔ اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣﻊ اﻷﺣداث ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ ﻣﺎ ﻗﺑل اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾن اﻷردﻧﻲ
-دراﺳﺔ اﻟطراوﻧﺔ ،واﻟﻣرازﯾق ،(16)(2013)،ﺑﻌﻧوان :اﻟﻌداﻟﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻟﻸﺣداث اﻻردن ،ﺗﻛﻣن اﻫﻣﯾﺔ ﻫذﻩ
اﻟدراﺳﺔ ﻓﻲ ﺗوﺿﯾﺢ ﻧظﺎم ﻋداﻟﺔ ﻟﻸﺣداث ﻋن طرﯾق اﻟﺟﻬود اﻟﺗﻲ ﯾﺑذﻟﻬﺎ اﻟﻣرﻛز اﻟوطﻧﻲ ﻟﺣﻘوق اﻻﻧﺳﺎن ﻓﻲ
ﻣﺟﺎل ﻋداﻟﺔ اﻷﺣداث ،وﺗﺑرز اﻫﻣﯾﺔ ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎﻻت ﻋدﯾدة ﻣﺛل أﻧﺷﺎء ﻣﺣﺎﻛم ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺟراﺋم
اﻷﺣداث ٕواﻧﺷﺎء ﺷرطﺔ ﻣﺧﺗﺻﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣﻊ اﻷﺣداث واﻷﺧذ ﺑﺑﻌض اﻟﺗداﺑﯾر اﻟﺑدﯾﻠﺔ ﻟﻠﺗداﺑﯾر اﻻﺣﺗ ارزﯾﺔ او
اﻟﺳﺎﻟﺑﺔ ﻟﻠﺣرﯾﺔ ،وﺗوﺻل اﻟدراﺳﺔ اﻟﻰ اﻫﻣﯾﺔ وﺳﺎﺋل اﻻﻋﻼم ﻓﻲ رﺳم اﻟﻌداﻟﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻟﻸﺣداث ﻋن طرﯾق ﻧﺷر
ﺳﺗﺧﺗﻠف ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ ﻓﻲ اﻧﻬﺎ ﺳﺗﺗﻣﺣور ﺣول دراﺳﺔ ﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣﻊ اﻷﺣداث وﺑﺄﺳﺗﺧدام اﻟﻣﻧﻬﺞ
اﻟﻣﻘﺎرن ﻣن ﺧﻼل ﻣﻘﺎرﻧﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت ذات اﻟﺻﻠﺔ ﻣﺎ ﺑﯾن اﻟﻣﺷرع اﻷردﻧﻲ واﻟﻣﺷرع اﻟﻌراﻗﻲ دون أن ﺗﻘوم
)(16
اﻟطراوﻧﺔ ،ﻣﺣﻣد ،واﻟﻣرازﯾق ،ﻋﯾﺳﻰ ،(2013)،اﻟﻌداﻟﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻟﻸﺣداث اﻷردن ،اﻟﻣرﻛز اﻟوطﻧﻲ ﻟﺣﻘوق اﻻﻧﺳﺎن ،ﻋﻣﺎن.
12
ﻣﻧﻬﺟﯾﺔ اﻟدراﺳﺔ
-اﻟﻣﻧﺎﻫﺞ اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ ﻓﻲ اﻟدراﺳﺔ :ﺳﺗﻌﺗﻣد ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟوﺻﻔﻲ اﻟﺗﺣﻠﯾﻠﻲ)ﺗﺣﻠﯾل اﻟﻣﺣﺗوى(
ﻣن ﺧﻼل دراﺳﺔ وﺗﺣﻠﯾل اﺣﻛﺎم ﻗﺎﻧون اﻷﺣداث اﻷردﻧﻲ رﻗم) (32ﻟﺳﻧﺔ 2014وﻗﺎﻧون رﻋﺎﯾﺔ اﻻﺣداث اﻟﻌراﻗﻲ
رﻗم) (76ﻟﺳﻧﺔ 1983اﻟﻣﻌدل ﺑﺎﻟرﺟوع اﻟﻰ اﻟﻛﺗب وآراء اﻟﻔﻘﻬﺎء وﻗ اررات اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻬذا اﻟﻣوﺿوع
وﺗﺣﻠﯾﻠﻬﺎ ﻹزﻟﺔ اﻟﻠﺑس واﻟﻐﻣوض اﻟذي ﯾواﺟﻪ ﺑﻌض اﻻﺣﻛﺎم .واﺳﺗﺧدام اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﻣﻘﺎرن ،وذﻟك ﻣن ﺧﻼل ﻣﻘﺎرﻧﺔ
ﻛل ﻣن اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾن
اﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣﻊ اﻻﺣداث ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ ﻣﺎ ﻗﺑل اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ ﻓﻲ ٍ
اﻻردﻧﻲ واﻟﻌراﻗﻲ ،وذﻟك ﻟﺗﺣدﯾد اﻟﺗﺷﺎﺑﻪ واﻻﺧﺗﻼف ﺑﯾن اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾن وﻹﯾﺿﺎح ﻣواﺿﻊ اﻟﻠﺑس واﻟﻐﻣوض اﻟﺗﻲ
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﻻﺑد ان ﯾﺗم اﻟﺗطرق ﻟﻣﻔﻬوم اﻟﺣدث ودراﺳﺔ ﻣﺎﻫﯾﺔ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻟﻸﺣداث ﻛﻲ ﺗﺳﺗطﯾﻊ اﻟﺑﺎﺣﺛﺔ
اﻹﻟﻣﺎم اﻟﻛﺎﻓﻲ ﺑﻣﺎﻫﯾﺔ اﻟﺣدث واﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻗﺑل اﻟﺷروع ﻓﻲ دراﺳﺔ ﻣراﺣل اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣﻊ اﻻﺣداث
واﺟراءات وﻗ اررات ﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻﺑﺗداﺋﻲ .وﻣن أﺟل ذﻟك ﺳﺗﻘوم اﻟﺑﺎﺣﺛﺔ ﺑدراﺳﺔ ﻣﻔﻬوم اﻟﺣدث وﻣﺎﻫﯾﺔ
اﻟﻣﺑﺣث اﻷول
ﻣﻔﻬوم اﻟﺣدث
اﺻطﻼﺣﺎ،
ً ﻟﻐﺔ و
دراﺳﺔ ﻣﻔﻬوم اﻟﺣدث ﻣن ﺧﻼل ﻋدة ﻣطﺎﻟب ،ﺳﻧﺗﻧﺎول ﻓﻲ اﻟﻣطﻠب اﻷول ﺗﻌرﯾف اﻟﺣدث ً
واﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ ﺗﻌرﯾف اﻟﺣدث ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم اﻻﻧﺳﺎﻧﯾﺔ واﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ واﻟﻌرﺑﯾﺔ ،واﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث اﻟﺗﻌرﯾف
اﻟﻣطﻠب اﻷول
ﻟﻐوﯾﺎ ﺑﻔﺗﺢ اﻟدال واﻟﺣﺎء وﻫو ﺻﻐﯾر اﻟﺳن أي ﺷﺎب ﻓﺈن ذﻛر اﻟﺳن ﯾﻘﺎل ﺣدﯾث اﻟﺳن،
ً اﻟﺣدث
ﯾُ ﻌرف َ َ
َث أي أﻧﻪ
ورﺟل َﺣد ٌ
ٌ ورﺟل َﺣدث اﻟﺳن،
ُ ﺷﺎب َﺣدَث أي ﻓﺗﻲ اﻟﺳن،
)ﺣدﺛﺎن( أي أﺣداث ،وﯾﻘﺎل ٌ
ُ وﻏﻠﻣﺎن
ﺷﺎب) .(17وﺟﺎء ﻓﻲ ﻛﺗﺎب ﻣﺧﺗﺎر اﻟﺻﺣﺎح ﺑﺄن اﻟﺣدث ﻫو" ﺻﻐﯾر اﻟﺳن ،أو ﺣدﯾث اﻟﺳن ،وﯾﻘﺎل)ﻏﻼم( أي
ﺣدث ،وﻗد ﯾﻘﺎل)رﺟل ﺣدث( أي ﺷﺎب ﻛﻧﺎﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺷﺑﺎب وأول اﻟﻌﻣر) .(18وﻋﻠﻰ ذﻟك ﺗطﻠق ﻋﺑﺎرة ﺣداﺛﺔ
اﻟﺳن ﻋﻠﻰ اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻻوﻟﻰ ﻟﻠﻌﻣر وﻫﻲ ﻣرﺣﻠﺔ اﻟطﻔوﻟﺔ وﻫﻲ ﻛﻧﺎﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺻﺑﻲ اﻟذي ﯾدﻋﻰ طﻔﻼ إﻟﻰ أن
ﯾﺣﺗﻠم).(19
ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻓﺈن اﻟدﻻﺋل اﻟﻠﻐوﯾﺔ ﺗوﺿﺢ أن ﻣﻔﻬوم اﻟﺣدث ﻫو ﺻﻐﯾر اﻟﺳن واﻟﻣﻘﺻود ﺑﻪ اﻟﺷﺎب ،ﻟذﻟك ﻓﺈﻧﻪ
وﺑﻧﺎءاً ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺟﺎء ذﻛرﻩ ﻓﺄن اﻟدﻻﺋل ﻟم ﺗﻔرق ﺑﯾن اﻟﺣدث اﻟطﻔل واﻟﺣدث اﻟﺷﺎب ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن اﻻﺧﺗﻼف
اﻟﺷﺎﺋﻊ ﺑﯾن اﻟﻣﻔﻬوﻣﯾن واﻟﻣرﺗﺑطﺎن ﺑﺎﻟﺳن اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟﻣﻌﺗﺑر ﻟﻘﯾﺎم اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ وﻋدم اﻻﺧذ ﺑﻌﯾن اﻻﻋﺗﺑﺎر
ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن اﻟطﻔل واﻟﺷﺎب ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص اﻟﻧﻣو واﻻدراك ﻟﻣﻔﺎﻫﯾم اﻻﻣور.
ﯾﻌرف اﻟﺣدث اﺻطﻼﺣﺎ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ":ﻋﺑﺎرة ﻋن ﺗﻌﺑﯾر ﻣرادف ﻟﻠﺷﺧص ﺻﻐﯾر اﻟﺳن" وﯾطﻠق وﺻف
اﻟﺣدث ﻋﻠﻰ اﻟﺷﺧص اﻟذي وﺻل ﻟﺳن اﻟﺑﻠوغ وﻟم ﯾﺗﺟﺎوز اﻟﺛﺎﻣﻧﺔ ﻋﺷرة ،أي ﯾﻘﺗﺻر ﻋﻠﻰ ﻓﺋﺔ ﻋﻣرﯾﺔ ﻣﺣددة.
وﺗﺧﺿﻊ ﺗﻠك اﻟﻔﺋﺔ ﻷﺣﻛﺎم ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﻗواﻋد اﻟﺗﺟرﯾم واﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ،وﺗﺧﺗﻠف ﻋﻣﺎ ﻫو ﻣﻘرر ﻟذات
) (17اﻟﻌﻼﯾﻠﻲ ،ﻋﺑدﷲ ) ،(1974اﻟﺻﺣﺎح ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ واﻟﻌﻠوم ،إﻋداد وﺗﺻﻧﯾف ﻧدﯾم ﻣرﻋﺷﻠﻲ وأﺳﺎﻣﺔ ﻣرﻋﺷﻠﻲ ،اﻟﻣﺟﻠد اﻻول ،دار اﻟﺣﺿﺎرة اﻟﻌرﺑﯾﺔ،
ﺑﯾروت ،ص.240
) (18اﻟرازي ،ﺳﻌد ﺑن اﺑﻲ ﺑﻛر ﺑن ﺑﻛر ﻋﺑد اﻟﻘﺎدر ،(1953)،ﻣﺧﺗﺎر اﻟﺻﺣﺎح ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺳﺎﺑﻌﺔ ،اﻟﻣطﺑﻌﺔ اﻻﻣﯾرﯾﺔ ،ﻣﺻر ،ص.125
) (19اﺑن ﻣﻧظور) ،(1997ﻟﺳﺎن اﻟﻌرب ،اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ ،دار ﺻﺎدر ،ﺑﯾروت ،ص.132
15
اﻟﻣﺳﻣﻰ ﻣن اﻟﺑﺎﻟﻐﯾن)ٕ .(20وان أﻟﻔﺎظ اﻟطﻔل واﻟﺻﺑﻲ ﺗطﻠق ﻋﻠﻰ ﻣن ﻟم ﯾﺑﻠﻎ اﻟﺣﻠم ،ﻓﻌﻧد اﻟﺑﻠوغ ﺗﻧﺗﻬﻲ ﻫذﻩ
ﻣﺧﺗﻠﻔﺎ ﻋن ﺗﻠك اﻷﻟﻔﺎظٕ ،وان ﻟﻔظ اﻟﺣدث ﻫو أﻛﺛر اﺳﺗﻌﻣﺎﻻً اﻟﯾوم ﻟﻠﺻﻐﯾر
ً ﻟﻔظﺎ
اﻟﺻﻔﺔ ،وﯾﺄﺧذ اﻟﺷﺧص ً
).(21
اﻟﻣﻧﺣرف ﻛﻣﺻطﻠﺢ ﻟذﻟك
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﻫﺗﻣت اﻟﻌﻠوم اﻻﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﻣﺛل ﻋﻠﻣﻲ اﻻﺟﺗﻣﺎع واﻟﻧﻔس ﺑﺗﻌرﯾف ﻟﻠﺻﻐﯾر اﻟﺣدث ،وذﻟك ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟدور
اﻟﻛﺑﯾر ﻟﻬذﻩ اﻟﻌﻠوم ﻓﻲ ﻣﻌرﻓﺔ اﻟظروف اﻟﺗﻲ أدت اﻟﻰ ﺟﻧوح اﻟﺣدث .ﻛذﻟك ﺟﺎء ﺗﻌرﯾف اﻟﺣدث ﻓﻲ ﻋدﯾد ﻣن
اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ اﻫﺗﻣت ﺑﻣوﺿوع اﻻﺣداث ﻣن ﺣﯾث ﺗﺷﻐﯾﻠﻬم أو اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺗوﻓﯾر اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ
اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺣﻘوق وﺣرﯾﺎت اﻻﺣداث ،وﻋﻠﯾﻪ ﺳﯾﺗم ﺗﻧﺎول ﺗﻌرﯾف اﻟﺣدث ﻓﻲ ﻋﻠﻣﻲ اﻻﺟﺗﻣﺎع واﻟﻧﻔس ﻓﻲ اﻟﻔرع
) (20اﻟﻣﺟﺎﻟﻲ ،ﻧظﺎم ﺗوﻓﯾق ) ،(2012ﺟواﻧب اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻼﺣداث ،دراﺳﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻷردﻧﻲ ،اﻟدﻟﯾل اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻟﻌرﺑﻲ ،ص ،4ﻣﻧﺷور
ﻋﻠﻰ اﻟﻣوﻗﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ ، www.Arablawifo.comﺗﺎرﯾﺦ ووﻗت اﻟزﯾﺎرة 2016-7-2اﻟﺳﺎﻋﺔ 12:05م.
) (21اﻟﻣﺎﺿﻲ ،ﺣﻣد ﺑن ﻣﺣﻣد ﺑن ﺣﻣد (2000)،اﻟﻘﺿﺎء ﻓﻲ ﺟراﺋم اﻷﺣداث ،دراﺳﺔ ﺗطﺑﯾﻘﯾﺔ ،ﺳﻠﺳﻠﺔ ﻛﺗﺎب اﻟرﯾﺎض ،اﻟﻌدد ،85ﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﯾﻣﺎﻣﺔ اﻟﺻﺣﻔﯾﺔ،
اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﺳﻌودﯾﺔ ،ص .159
16
اﻟﻔرع اﻻول
ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟﺣدث ﻓﻲ اﻟﻣﻔﻬوم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ واﻟﻧﻔﺳﻲ ﻫو اﻟﺻﻐﯾر ﻣﻧذ وﻻدﺗﻪ ﺣﺗﻰ ﯾﺗم ﻧﺿوﺟﻪ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ
واﻟﻧﻔﺳﻲ ،وﺗﺗﻛﺎﻣل ﻟدﯾﻪ ﻋﻧﺎﺻر اﻟرﺷد اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ اﻻدراك أي اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ ﻓﻬم ﻣﺎﻫﯾﺔ وطﺑﯾﻌﺔ ﻓﻌﻠﻪ وﺗﻘدﯾر
ﻧﺗﺎﺋﺟﻪ ،ﻣﻊ ﺗواﻓر اﻹرادة ﻟدﯾﻪ أي اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ ﺗوﺟﯾﻪ ﻧﻔﺳﻪ إﻟﻰ ﻓﻌل ﻣﻌﯾن أو إﻟﻰ اﻻﻣﺗﻧﺎع ﻋﻧﻪ) .(22ﺣﯾث
اﻋﺗﻣد ﻓﻘﻬﺎء ﻋﻠم اﻻﺟﺗﻣﺎع ﻓﻲ ﺗﻌرﯾف اﻟﺣدث ﻋﻠﻰ ﻋﻧﺎﺻر ﺟوﻫرﯾﺔ ﺗﺗﻣﺛل ﺑﻘدرة اﻟﺣدث ﻋﻠﻰ اﻻدراك
وﻋﻧﺎﺻر اﻟرﺷد ﻟدى اﻟﺣدث ،وﻗد ورد ﺗﻌرﯾف اﺧر ﻟﻠﺣدث ﻋﻠﻰ أﻧﻪ "اﻟﺻﻐﯾر ﻣﻧذ وﻻدﺗﻪ وﺣﺗﻰ ﯾﺗم ﻟﻪ اﻟﻧﺿﺞ
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ،وﺗﺗﻛﺎﻣل ﻟدﯾﻪ ﻋﻧﺎﺻر اﻟرﺷد") ،(23إذن ﻓﺎﻟﺣدث ﻫو اﻟﺻﻐﯾر اﻟذي ﻟم ﺗﺗﻛﺎﻣل ﻟدﯾﻪ ﻋﻧﺎﺻر اﻟرﺷد
ﻓﻲ اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ اﻻدراك وﻟم ﯾﺗم ﻧﺿوﺟﻪ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ .وﻣﻣﺎ ﺗﻘدم ﯾﺗﺿﺢ ان اﻟﺣدث ﻫو"اﻟﺻﻐﯾر اﻟذي ﻟم ﺗﺗوﻓر
ﻟدﯾﻪ اﻟﻘدرة اﻟﻛﺎﻓﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻌرﻓﺔ ﻧﺗﺎﺋﺞ اﻓﻌﺎﻟﻪ وﺗوﺟﯾﻪ ﻧﻔﺳﻪ ﻟﻔﻌل ﻣﻌﯾن او اﻻﻣﺗﻧﺎع").(24
أورد ﻓﻘﻬﺎء ﻋﻠم اﻟﻧﻔس ﻣﻔﺎﻫﯾم واﺳﻌﺔ ﻟﻸﺣداث اذ أن ﻣﺻطﻠﺢ اﻟﺣدث ﻻ ﯾطﻠق ﻓﻘط ﻋﻠﻰ اﻟﺻﻐﯾر ﻣﻧذ
وﻻدﺗﻪ ﺑل ﺣﺗﻰ وﻫو ﺟﻧﯾن ﻓﻲ رﺣم أﻣﻪ ،وﺗﻧﺗﻬﻲ ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺣداﺛﺔ ﺑﺎﻟﺑﻠوغ اﻟﺟﻧﺳﻲ اﻟذي ﺗﺧﺗﻠف ﻣظﺎﻫرﻩ ﻓﻲ ﻛﻼ
اﻟﺑﻠوغ اﻟﺟﻧﺳﻲ ﻟﻠﺣدث ،أي اﻧﻪ ﻻ ﯾﻌﺗﺑر ﺣدث ﻛل ﻣن ظﻬرت ﻋﻠﯾﻪ ﻋﻼﻣﺎت اﻟﺑﻠوغ اﻟﺟﻧﺳﻲ ﻓﻲ ﻋﻣر اﻟﺣﺎدي
ﻋﺷر ﻓﻲ ﺣﯾن اﻧﻪ ﯾﻌﺗﺑر اﻟﺷﺧص اﻟذي ﯾﺑﻠﻎ ﺳن اﻟﻌﺷرﯾن ﻣن ﻋﻣرﻩ ﺣدﺛﺎً اذا ﻟم ﺗظﻬر ﻋﻠﯾﻪ ﻋﻼﻣﺎت اﻟﺑﻠوغ
) (22ﻗواﺳﻣﯾﺔ ،ﻣﺣﻣد ﻋﺑداﻟﻘﺎدر ،(1992)،ﺟﻧوح اﻷﺣداث ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري ،اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﻠﻛﺗﺎب اﻟﺟزاﺋري ،ص.49
) (23اﻟﻌﺻرة ،ﻣﻧﯾر ،اﺑو اﻟﺧﯾر ،طﮫ) ،(1961اﻧﺣراف اﻻﺣداث ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻻوﻟﻰ ،ﻣﻧﺷﺄة اﻟﻣﻌﺎرف ،اﻻﺳﻛﻧدرﯾﺔ ،ص. 28
) (24اﺑراھﯾم ،اﻛرم ﻧﺷﺄت ،(1981)،ﺟﻧوح اﻻﺣداث ﻋواﻣﻠﮫ واﻟرﻋﺎﯾﺔ اﻟوﻗﺎﺋﯾﺔ واﻟﻌﻼﺟﯾﺔ ﻟﻣواﺟﮭﺗﮫ ،ﻣﺟﻠد اﻟﺑﺣوث اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ،ﻋدد ،1ﺑﻐداد،
ص.37
) (25رﺳﻼن ،ﻧﺑﯾﻠﺔ) ،(1978ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻻﺣداث ﺟﻧﺎﺋﯾﺎ ،رﺳﺎﻟﺔ دﻛﺗوراه ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻘﺎھرة ،ﻣﺻر ،ص.21
17
اﻟﺟﻧﺳﻲ ،وﻋﻠﯾﻪ وﺑﺣﺳب ﻋﻠﻣﺎء اﻟﻧﻔس ﺗﺗﻣﺛل ﻣراﺣل ﺣﯾﺎة اﻻﺷﺧﺎص ﺑﺛﻼث ﻣراﺣل رﺋﯾﺳﯾﺔ ،اﻻوﻟﻰ ﻫﻲ ﻣرﺣﻠﺔ
اﻟﺗﻛوﯾن اﻟذاﺗﻲ وﻫﻲ ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ اﻟذات ،واﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻫﻲ ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ اﻟﻐﯾر ،واﻟﻣرﺣﻠﺔ
اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻧﺿوج اﻟﻧﻔﺳﻲ وﻓﯾﻬﺎ ﺗﺗﻛﺎﻣل اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ واﻟﻘدرات اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻟدى اﻟﺣدث اﻟذي ﯾﻛون ﻓﯾﻬﺎ ﻗﺎد ار ﻋﻠﻰ
).(26
اﻟﺗﻔﺎﻋل واﻻﻧدﻣﺎج ﻣﻊ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ
ﯾﻘﺳم ﻋﻠﻣﺎء اﻻﺟﺗﻣﺎع واﻟﻧﻔس ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺣداﺛﺔ إﻟﻰ ﻋدة ﻣراﺣل ﻛﺎﻵﺗﯾﺔ):(27
) (26ﻣوﺳﻰ ،ﻣﺣﻣود ﺳﻠﻣﺎن ،(2006)،ﻗﺎﻧون اﻟطﻔوﻟﺔ اﻟﺟﺎﻧﺣﺔ واﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻟﻸﺣداث ،دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ،ﻣﻧﺷﺎة اﻟﻣﻌﺎرف ،اﻻﺳﻛﻧدرﯾﺔ ،ص،120
واﻧظر ﻛذﻟك ﻗواﺳﻣﯾﺔ ،ﻣﺣﻣد ﻋﺑداﻟﻘﺎدر ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .50
) (27ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن ،ﻧﺎﺋل واﺧرون) ،(1983اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدﻓﺎع اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ،اﻟﻣطﺑﻌﺔ اﻻردﻧﯾﺔ ،ﻋﻣﺎن ،ص.23
18
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﻟﻘد ازدادت ﻓﻲ اﻻوﻧﺔ اﻻﺧﯾر ﻣﻌدﻻت اﻟﺟراﺋم اﻟﺗﻲ ﯾرﺗﻛﺑﻬﺎ او ﯾﻛون ﺟزءاً ﻣﻧﻬﺎ اﻻﺣداث ،وﻫﻲ ﺗﻌد ﻣن
اﻟﻣﺷﻛﻼت اﻟﺗﻲ ﺗﻬم اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟدوﻟﻲ وﻻ ﺗﻧﺻب ﻓﻘط ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت اﻟﻌرﺑﯾﺔ او اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ،واﻟﺗﻲ ادت اﻟﻰ
اﻫﺗﻣﺎم اﻟدول ﻛﺎﻓﺔ ﺑﺈﯾﺟﺎد وﺳﺎﺋل دوﻟﯾﺔ ﻣن اﺟل اﻟﺣد ﻣن ﻫذﻩ اﻟﻣﺷﻛﻼت واﻻﻧﺣراﻓﺎت اﻟﺗﻲ ﺗؤدي ﺑﻬذﻩ اﻟﻔﺋﺔ
اﻟﻌﻣرﯾﺔ ﻟﻼﻧﺣطﺎط ﻓﻲ ﺑؤرة اﻟﺟراﺋم ،ﻣﻣﺎ دﻓﻊ اﻟدول اﻻﻋﺿﺎء ﻓﻲ اﻻﻣم اﻟﻣﺗﺣدة اﻟﻰ اﺑرام اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت دوﻟﯾﺔ واﻟﺗﻲ
ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ ﯾﺗم اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﺣﻘوق اﻻﺣداث وﺣرﯾﺎﺗﻬم وﻣن ﻫذﻩ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت :اﻋﻼن ﺣﻘوق اﻟطﻔل ،1959
اﻟﻌﻬد اﻟدوﻟﻲ ﻟﻠﺣﻘوق اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،اﻟﻘواﻋد اﻟﻧﻣوذﺟﯾﺔ اﻟدﻧﯾﺎ ﻹدارة ﺷؤون ﻗﺿﺎء اﻻﺣداث )ﻗواﻋد ﺑﻛﯾن(،
ورد ﻓﻲ اﻟﻣﯾﺛﺎق أﻧﻪ "ﻻ ﯾﺟوز ﻓرض ﺣﻛم اﻻﻋدام ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺟراﺋم اﻟﺗﻲ ﯾرﺗﻛﺑﻬﺎ أﺷﺧﺎص ﺗﻘل أﻋﻣﺎرﻫم ﻋن
ﺛﻣﺎن ﻋﺷر ﺳﻧﺔ") ،(28وﻣﺎ ﯾؤﺧذ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻬد اﻧﻪ ﻟم ﯾﻌرف ﻋﺑﺎرة اﻟطﻔل وﻟم ﯾﺣدد اﻟطﻔوﻟﺔ ﺑﺷﻛل ﺻرﯾﺢ وواﺿﺢ
ﻣﻣﺎ اﺑﻘﻰ اﻟﻐﻣوض ﻗﺎﺋﻣﺎ ﺑﺷﺄن ﻣرﺣﻠﺔ ﻣﺎﻗﺑل ﺑﻠوغ ﺳن اﻟرﺷد .وورد ﻛذﻟك ﺿﻣن أﺣﻛﺎم اﻟﻣﯾﺛﺎق ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﯾﺟب
ﻓﺻل اﻟﻣﺗﻬﻣون اﻷﺣداث ﻋن اﻟﺑﺎﻟﻐﯾن ،ﻓﺿﻼً ﻋن وﺟوب إﺣﺎﻟﺗﻬم ﺑﺎﻟﺳرﻋﺔ اﻟﻣﻣﻛﻧﺔ ﻟﻠﻘﺿﺎء ﻟﻛﻲ ﯾﻔﺻل ﻓﻲ
) (28اﻧظر اﻟﻣﺎدة) (5-6ﻣن اﻟﻌﮭد اﻟدوﻟﻲ ﻟﻠﺣﻘوق اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻟﺳﻧﺔ .1966
19
ﻗﺿﺎﯾﺎﻫم ﻣﻊ ﻣراﻋﺎة أن اﻟﻬدف اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﻧظﺎم اﻟﺳﺟون ﻫو إﺻﻼح اﻷﺣداث ٕواﻋﺎدة ﺗﺄﻫﯾﻠﻬم
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ).(29
ﺗﻧﺎوﻟت اﻟﻘواﻋد اﻟﻧﻣوذﺟﯾﺔ اﻟدﻧﯾﺎ ﻟﻸﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ﻹدراة ﺷؤون ﻗﺿﺎء اﻷﺣداث واﻟﺗﻲ ﺗﻌرف ﺑﻘواﻋد ﺑﻛﯾن
ﻋﻠﻰ أن اﻟﺣدث اﻟﻣﺟرم ﻫو":طﻔل أو ﺷﺧص ﺻﻐﯾر اﻟﺳن ،اﻟذي ﯾﺟوز ﺑﻣوﺟب اﻟﻧظم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ذات اﻟﻌﻼﻗﺔ،
ﻣﺳﺎءﻟﺗﻪ ﻋن ﺟرم ﺑطرﯾﻘﺔ ﺗﺧﺗﻠف ﻋن طرﯾﻘﺔ ﻣﺳﺎءﻟﺔ اﻟﺑﺎﻟﻎ") ،(30وﯾﺗﺿﺢ ﻟﻠﺑﺎﺣﺛﺔ ﻣﻣﺎ ﺳﺑق ان ﻗواﻋد ﺑﻛﯾن
ﻋرﻓت اﻟﺣدث اﻟﻣﺟرم ﺑﻧطﺎق واﺳﻊ ،ﺣﯾث ﻋرﻓت ﻫذﻩ اﻟﻘواﻋد اﻟﺣدث واﻟﻣﺟرم اﻟﺣدث ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر ان ﻫذﻩ
اﻟوﺻﻔﯾن ﻫﻣﺎ اﻟﻣوﺿوع اﻟرﺋﯾﺳﻲ ﻟﻠﻘواﻋد اﻟﻧﻣوذﺟﯾﺔ اﻟدﻧﯾﺎ)ﻗواﻋد ﺑﻛﯾن( ،اﻻ ان ﻫذﻩ اﻟﻘواﻋد ﻟم ﺗﺣدد ﺳن ﻣﻌﯾﻧﺔ
ﻟﻠﺣدث وﻫذا اﺣﺗراﻣﺎ ﻟﻠﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ واﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻟدول ،وﻫذا ﯾﺟﻌل
ﻣﻔﺗوﺣﺎ اﻣﺎم اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﺗﺣدﯾد ﺳن اﻟﺣدث وﺣﺳب اﻟظروف واﻻوﺿﺎع اﻟﺳﺎﺋدة ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ،
ً اﻟﻣﺟﺎل
ﻋرﻓت اﻟﻣﺎدة اﻷوﻟﻰ ﻣن اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺣﻘوق اﻟطﻔل ﺗﺳﻣﯾﺔ اﻟطﻔل ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ":ﻛل إﻧﺳﺎن ﻟم ﯾﺗﺟﺎوز اﻟﺛﺎﻣﻧﺔ
ﻋﺷرة ﻣن ﻋﻣرﻩ ﻣﺎ ﻟم ﯾﺑﻠﻎ ﺳن اﻟرﺷد ﻗﺑل ذﻟك ﺑﻣوﺟب اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣطﺑق ﻋﻠﻰ اﻟطﻔل") .(31وﻣن اﻟﻣﻼﺣظ أن
ﺷﺎﺋﻌﺎ
ً اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﻗد أطﻠﻘت اﺳم" اﻟطﻔل" ﻋﻠﻰ اﻟﺣدث ،وﻫو اﻟﻣﺻطﻠﺢ اﻟﻣﺗﻌﺎرف ﻋﻠﯾﻪ دوﻟﯾﺎً واﻟذي ﯾﻌﺗﺑر
اﺻطﻼﺣﺎً .
ﺗﻌﺗﺑر ﻫذﻩ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﻣن اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟﻣﻠزﻣﺔ واﻟﻣﺗﺧﺻﺻﺔ ﻓﻲ رﻋﺎﯾﺔ اﻻطﻔﺎل وﻫﻲ ﻣﻠزﻣﺔ ﻟﺟﻣﯾﻊ اﻟدول
اﻻﻋﺿﺎء ﻓﻲ ﻫﯾﺋﺔ اﻻﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ﺑﺄﺳﺗﺛﻧﺎء اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻻﻣرﯾﻛﯾﺔ واﻟﺻوﻣﺎل) .(32اﻟﺗﻲ اﻛدت ﻋﻠﻰ اﻫﻣﯾﺔ
ورد ﻣﻔﻬوم اﻟﺣدث ﺿﻣن ﻗواﻋد اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ﺑﺷﺄن ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻷﺣداث اﻟﻣﺟردﯾن ﻣن ﺣرﯾﺗﻬم ﻋﻠﻰ أﻧﻪ"
ﻫو ﻛل ﺷﺧص دون اﻟﺛﺎﻣﻧﺔ ﻋﺷرة ﻣن اﻟﻌﻣر ،وﯾﺣدد اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺳن اﻟﺗﻲ ﯾﻧﺑﻐﻲ دوﻧﻬﺎ اﻟﺳﻣﺎح ﺑﺗﺟرﯾد اﻟطﻔل
ﻣن ﺣرﯾﺗﻪ أو اﻟطﻔﻠﺔ ﻣن ﺣرﯾﺗﻬﺎ) .(34وﻋرﻓت اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﻌﻣل اﻟدوﻟﯾﺔ ﺑﺷﺄن ﺣظر أﺳوأ أﺷﻛﺎل ﻋﻣل اﻷطﻔﺎل
ﺗﻌﺑﯾر اﻟطﻔل ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻧﻪ "ﯾطﺑق ﺗﻌﺑﯾر اﻟطﻔل ﻓﻲ ﻣﻔﻬوم ﻫذﻩ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺟﻣﯾﻊ اﻷﺷﺧﺎص
)(32
Volz, Anna,(2009), advocacy strategies, Training manual, General Comment, Cheldrens Rights in Juvenile
justice, Volzdefence for children international ,NO.10 ( DCI), Switzerland.
) (33اﻧظر اﻟﻣﺎدة 1/40ﻣن اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺣﻘوق اﻟطﻔل ﻟﻌﺎم ،1989واﻟﻣﺻﺎدق ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻣن ﻗﺑل اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ اﻻردﻧﯾﺔ اﻟﮭﺎﺷﻣﯾﺔ ﺑﻘﺎﻧون اﻟﺗﺻدﯾق ﻋﻠﻰ اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺣﻘوق
اﻟطﻔل رﻗم) (50ﻟﺳﻧﺔ 2006واﻟﻣﻧﺷورة ﻓﻲ اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻋدد ،4787ص .3991ﺻﺎدق اﻟﻌراق ﻋﻠﻰ اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺣﻘوق اﻟطﻔل ﻟﺳﻧﺔ 1989ﺑﺎﻟﻘﺎﻧون
3500ﻣﺗﺣﻔظﺎ ً ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻘرة)أ/أوﻻ ً( ﻣن اﻟﻣﺎدة)(14ﻣن اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ واﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺣق اﻟطﻔل ﺑﺄﺧﺗﺑﺎر
، رﻗم) (3ﻟﺳﻧﺔ ،1994واﻟﻣﻧﺷورة ﻓﻲ اﻟوﻗﺎﺋﻊ اﻟﻌراﻗﯾﺔ ﻋدد
اﻟدﯾن ،ﻻﻧﮫ ﯾﺗﻌﺎرض ﻣﻊ اﺣﻛﺎم اﻟدﯾن.
) (34اﻧظر اﻟﺑﻧد) (11ﻣن ﻗواﻋد اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ﺑﺷﺄن ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻷﺣداث اﻟﻣﺟردﯾن ﻣن ﺣرﯾﺗﮭم ،اﻟﺗﻲ أوﺻﻰ ﻣؤﺗﻣر اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة اﻟﺳﺎدس ﺑﺈﻋﺗﻣﺎدھﺎ ﻟﻣﻧﻊ
اﻟﺟرﯾﻣﺔ وﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﻣﺟرﻣﯾن اﻟﻣﻌﻘود ﻓﻲ ھﺎﻓﺎﻧﺎ ﻣن 27آب إﻟﻰ 7أﯾﻠول ﻣن ﻋﺎم ،1990وﻛﻣﺎ اﻋﺗﻣدت وﻧﺷرت ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻸ ﺑﻣوﺟب ﻗرار اﻟﺟﻣﯾﻌﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ
ﻟﻸﻣم اﻟﻣﺗﺣدة رﻗم ) (113/45اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 14ﻛﺎﻧون اﻷول ﻣن ﻋﺎم .1990
) (35اﺗﻔﺎﻗﯿﺔ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺪوﻟﯿﺔ ﺑﺸﺄن ﺣﻈﺮ أﺳﻮأ اﺷﻜﺎل ﻋﻤﻞ اﻷطﻔﺎل واﻻﺟﺮاءات اﻟﻔﻮرﯾﺔ ﻟﻠﻘﻀﺎء ﻋﻠﯿﮭﺎ ،رﻗﻢ ) ،(182اﻋﺘﻤﺪت ﻣﻦ طﺮف اﻟﻤﺆﺗﻤﺮ اﻟﻌﺎم
ﻟﻤﻨﻈﻤﺔ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺪوﻟﯿﺔ ﻓﻲ .1999/6/17ﺻﺎدق اﻷردن ﻋﻠﻰ اﻻﺗﻔﺎﻗﯿﺔ رﻗﻢ ) ،(182ﻋﺎم 2000وﻧﺸﺮت ﻓﻲ اﻟﺠﺮﯾﺪة اﻟﺮﺳﻤﯿﺔ رﻗﻢ 4623ﺑﺘﺎرﯾﺦ
. 2003/10/1
21
ﺟﺎء ﺗﻌرﯾف اﻟﺣدث ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة اﻻوﻟﻰ ﻣن اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﺑﺷﺄن ﻋﻣل اﻟﺣدث ﻋﻠﻰ اﻧﻪ" ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟﺣدث ﻓﻲ
ﻣﺟﺎل ﺗطﺑﯾق اﺣﻛﺎم ﻫذﻩ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﺷﺧص اﻟذي أﺗم اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ﻋﺷرة وﻟم ﯾﺗم اﻟﺛﺎﻣﻧﺔ ﻋﺷرة ﻣن ﻋﻣرﻩ ،ﺳواء ﻛﺎن
اﺳﺗﻛﻣﺎﻻ
ً ذﻛراً أو اﻧﺛﻰ") ،(36وﻫﻲ اول اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﻋرﺑﯾﺔ ﻣﺗﺧﺻﺻﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﻋﻣل اﻻطﻔﺎل ،واﻟﺗﻲ ﺟﺎءت
ﻣﻣﺎ ﺗﻘدم ﯾﺗﺿﺢ ﻟﻠﺑﺎﺣﺛﺔ أن اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﺑﺷﺄن ﻋﻣل اﻟﺣدث ﻫﻲ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟوﺣﯾدة اﻟﺗﻲ ﺗم اﻟﺗطرق
ﻟﺗﻌرﯾف اﻟﺣدث ﺑﻬﺎ ،ﻓﻠم أﻟﻣس دور اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻛﻣﺎ ﻓﻲ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ﺑﺧﺻوص ﻣوﺿوع اﻻﺣداث،
وﻣدى اﻫﺗﻣﺎم اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ﺑوﺿﻊ ﻗواﻋد واﺟراءات وﺗﻌرﯾﻔﺎت ﻟﻠﺣدث وﻛﯾﻔﯾﺔ اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻌﻪ.
) (36اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﺑﺷﺄن ﻋﻣل اﻷﺣداث رﻗم) (18ﻟﻌﺎم ،1996اﻟﻣﻌﺗﻣدة ﻣن ﻗﺑل ﻣؤﺗﻣر اﻟﻌﻣل اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﻣﻧﻌﻘد ﻓﻲ دورﺗﮫ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ واﻟﻌﺷرﯾن ﺑﺎﻟﻘﺎھرة
ﺧﻼل اﻟﻔﺗرة ﻣن 17إﻟﻰ 23ﻣﺎرس .1996
22
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث
ﯾﻌرف اﻟﺣدث ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﺻﻐﯾر اﻟﺳن اﻟذي وﺻل ﺳن اﻟﺗﻣﯾﯾز وﻟم ﯾﺑﻠﻎ ﺳن اﻟرﺷد ،واﺗﻔﻘت اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت
اﻟﻌرﺑﯾﺔ واﻻﺟﻧﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ ان اﻟﺣدث ﻫو ﻣن ﻟم ﯾﺗم اﻟﺛﺎﻣﻧﺔ ﻋﺷر ﻣن ﻋﻣرﻩ .إﻻ أن دوﻻً ﻗد ﻋﻣﻠت ﻋﻠﻰ رﻓﻊ ﺳن
اﻟﺣدث اﻟﻰ اﻟواﺣد واﻟﻌﺷرﯾن ﺳﻧﺔ ﻛﺎﻟﺳوﯾد ،أو ﺗﻧﻘﺻﻪ إﻟﻰ ﺳن ﻋﺷرة ﻛﺎﻟﻬﻧد ،وﻫذا ﯾرﺟﻊ ﻟﻸﺧﺗﻼف ﻓﻲ
اﻟﻌواﻣل اﻷﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ واﻟﻣﻧﺎﺧﯾﺔ ﻟﻠدول) .(37وﺳﺗﺗم دراﺳﺔ اﻟﺗﻌرﯾف اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﺣدث ﻓﻲ ﻛل ﻣن اﻟﺗﺷرﯾﻊ
اﻷردﻧﻲ واﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻌراﻗﻲ ﻟﻠوﻗوف ﻋﻠﻰ أﺑرز أوﺟﻪ اﻟﺗﺷﺎﺑﻪ واﻻﺧﺗﻼف إن وﺟدت ﺗﺑﺎﻋﺎً .
اﻟﻔرع اﻻول
ﯾﻌﺗﺑر ﻗﺎﻧون اﻷﺣداث اﻷردﻧﻲ رﻗم ) (83ﻟﺳﻧﺔ 1951أول ﻗﺎﻧون وﺿﻌﻪ اﻟﻣﺷرع اﻷردﻧﻲ ﺑﺷﺄن
اﻷﺣداث واﻟﺟراﺋم اﻟﺗﻲ ﯾرﺗﻛﺑوﻧﻬﺎ وﻗد ﺳﻣﻲ ذﻟك اﻟﻘﺎﻧون اﺳم " ﻗﺎﻧون اﻷﺣداث اﻟﻣﺟرﻣﯾن" ،وﺻدر ﻋﺎم 1954
ﻗﺎﻧون أطﻠق ﻋﻠﯾﻪ "ﻗﺎﻧون إﺻﻼح اﻷﺣداث" ،وأﺻدر اﻟﻣﺷرع اﻷردﻧﻲ ﺑﻌد ذﻟك ﻗﺎﻧون اﻷﺣداث رﻗم) (24ﻟﺳﻧﺔ
1968واﻟذي أﻟﻐﻰ اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻷﺣداث اﻟﺟﺎﻧﺣﯾن وﺟرى ﺗﻌدﯾل ﺑﻌض أﺣﻛﺎﻣﻪ ﻋﺎم1983
إﻟﻰ أن ﺻدر ﻗﺎﻧون ﻗﺎﻧون اﻷﺣداث رﻗم) (32ﻟﺳﻧﺔ 2014واﻟذي أﻟﻐﻰ اﻟﻘﺎﻧون اﻟذي ﺳﺑﻘﻪ واﻟﺗﻌدﯾﻼت اﻟﺗﻲ
) (37أﺑو اﻟﻧﯾل ،ﻣﺣﻣود اﻟﺳﯾد) ،(1985ﻋﻠم اﻟﻧﻔس اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ،دراﺳﺎت ﻋرﺑﯾﺔ وﻋﺎﻟﻣﯾﺔ ،دار اﻟﻧﮭﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،ﺑﯾروت ،ص.2
23
طرأت ﻋﻠﯾﻪ ﻣﻊ اﻻﺳﺗﻣرار ﺑﺎﻟﻌﻣل ﺑﺎﻷﻧظﻣﺔ واﻟﺗﻌﻠﯾﻣﺎت اﻟﺻﺎدرة ﺑﻣﻘﺗﺿﺎﻩ إﻟﻰ أن ﺗﻠﻐﻰ او ﺗﻌدل او أن ﺗﺳﺗﺑدل
ﺑﻐﯾرﻫﺎ ﺧﻼل ﻣدة أﻗﺻﺎﻫﺎ ﺳﻧﺔ ﻛﻣﺎ ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة) (46ﻣن ﻗﺎﻧون اﻻﺣداث اﻻردﻧﻲ رﻗم) (32ﻟﺳﻧﺔ.2014
ورد ﻣﻔﻬوم اﻟﺣدث ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻷﺣداث اﻷردﻧﻲ رﻗم ) (32ﻟﺳﻧﺔ 2014ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ":ﻛل ﻣن ﻟم ﯾﺗم
اﻟﺛﺎﻣﻧﺔ ﻋﺷرة ﻣن ﻋﻣرﻩ") ،(38وورد ﺗﻌرﯾف آﺧر ﻟﻠﺣدث ﻓﻲ ﻗﺎﻧون ﻣراﻗﺑﺔ اﻟﺳﻠوك اﻷﺣداث ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ":ﻛل
ﺷﺧص أﺗم اﻟﺳﺎﺑﻌﺔ وﻟم ﯾﺗم اﻟﺛﺎﻣﻧﺔ ﻋﺷرة ﻣن ﻋﻣرﻩ ذﻛ ًار ﻛﺎن أو أﻧﺛﻰ").(39
ﻟﻘد أورد اﻟﻣﺷرع اﻷردﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة) (6ﻗﺎﻧون اﻻﺣداث اﻻردﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ واﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣﻧﻪ ﺗﻌﯾﯾن
اﻟﺳن اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﺣدث ،ﺣﯾث أن اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ ﺗﻌﺗﺑر ﺑﻧود اﻷﺣوال اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﺑﯾﻧﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺎرﯾﺦ ﻣﯾﻼد اﻟﺣدث ﻣﺎ ﻟم
ﯾﺛﺑت ﺗزوﯾرﻫﺎ ،واﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﺑﯾﻧت أن اﻟﻐﺎﯾﺔ ﻓﻲ ﺗطﺑﯾق ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون واﻋﺗﻣﺎدﻫﺎ وﻗت ارﺗﻛﺎب اﻟﻔﻌل ﺣﻣﺎﯾﺔ
اﻟﺣدث ورﻋﺎﯾﺗﻪ) .(40ﻓﺎﻟﻣﺷرع اﻷردﻧﻲ ﻗد رﺑط ﺗﻌرﯾف اﻟﺣدث ﺑﺑﻠوغ اﻟﺷﺧص ﺳن اﻟﺳﺎﺑﻌﺔ وﻋدم ﺑﻠوﻏﻪ ﺳن
اﻟﺛﺎﻣﻧﺔ ﻋﺷرة ،إذ أن اﻟﺷﺧص ﺑﺑﻠوﻏﻪ ﺳن اﻟﺛﺎﻣﻧﺔ ﻋﺷرة ﯾﺧرج ﻣن ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺣداﺛﺔ إﻟﻰ ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ
اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﻛﺎﻣﻠﺔ .وﻣن ﺧﻼل دراﺳﺔ ﻗﺎﻧون اﻷﺣداث اﻷردﻧﻲ ﻟﺳﻧﺔ 2014ﯾﺗﺿﺢ أن اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻌﻣرﯾﺔ اﻟﺗﻲ
ﺗﻧطﺑق ﻋﻠﯾﻬﺎ أﺣﻛﺎم اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﺷﺎر إﻟﯾﻪ وﻫﻲ اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘﻊ ﻋﻧد اﺗﻣﺎم ﺳن اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻋﺷرة وﺣﺗﻰ ﻧﻬﺎﯾﺔ
ﻗﺳم ذات اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻷﺣداث ﺣﺳب اﻟﻔﺋﺔ اﻟﻌﻣرﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ إﻟﻰ ﺛﻼث ﻣراﺣل ﻋﻣرﯾﺔ):(41
أ -اﻟﺣدث :ﻛل ﺷﺧص أﺗم اﻟﺳﺎﺑﻌﺔ ﻣن ﻋﻣرﻩ وﻟم ﯾﺗم اﻟﺛﺎﻣﻧﺔ ﻋﺷرة ذﻛ ًار ﻛﺎن أم أﻧﺛﻰ.
) (38اﻟﻣﺎدة) (2ﻣن ﻗﺎﻧون اﻷﺣداث اﻷردﻧﻲ رﻗم) (32ﻟﺳﻧﺔ ،2014اﻟﻣﻧﺷور ﻋﻠﻰ اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻋدد) (5310ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺻﺣﺔ) ،(6371ﺑﺗﺎرﯾﺦ -11-2
.2014
) (39اﻟﻣﺎدة) (2ﻣن ﻗﺎﻧون ﻣراﻗﺑﺔ ﺳﻠوك اﻷﺣداث اﻷردﻧﻲ رﻗم) (37ﻟﺳﻧﺔ ،2006اﻟﻣﻧﺷور ﻋﻠﻰ اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ رﻗم ،4759 :ﺑﺗﺎرﯾﺦ .2006/5/16
) (40اﻟﻣﺎدة) (6ﻣن ﻗﺎﻧون اﻷﺣداث اﻷردﻧﻲ رﻗم) (32ﻟﺳﻧﺔ .2014
) (41اﻧظر اﻟﻣﺎدة) (2ﻣن ﻗﺎﻧون اﻷﺣداث اﻷردﻧﻲ رﻗم ) (32ﻟﺳﻧﺔ .2014
24
ب -اﻟﻣراﻫق :ﻣن أﺗم اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻋﺷرة وﻟم ﯾﺗم اﻟﺛﺎﻣﻧﺔ ﻋﺷرة.
ج -اﻟﻔﺗﻰ :ﻣن أﺗم اﻟﺧﺎﻣﺳﺔ ﻋﺷرة وﻟم ﯾﺗم اﻟﺛﺎﻣﻧﺔ ﻋﺷرة.
إن اﻟﻌﻠﺔ اﻟﺗﻲ اﺑﺗﻐﺎﻫﺎ اﻟﻣﺷرع ﻣن ﺗﻘﺳﯾﻣﻪ ﻟﺗﻠك اﻟﻔﺋﺎت اﻟﻌﻣرﯾﺔ ﻣدى ادراك اﻟﺣدث ﻟﻸﻓﻌﺎل اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم
ﺑﻬﺎ وﻣدى ﺧطورﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ،إذ أن اﻻدراك ﯾﺧﺗﻠف ﻣن ﻣرﺣﻠﺔ ﻋﻣرﯾﺔ إﻟﻰ أﺧرى ﺧﻼل اﻟﻣراﺣل اﻟﺗﻲ
آﺧذا
ﯾﻣر ﺑﻬﺎ اﻟﺣدث ،واﻟﺗﻲ ﯾطﻠق ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺣدث واﻟﻣراﻫق واﻟﻔﺗﻰ ،ﺣﯾث أن اﻟﻣﺷرع ﻗد رﺗب اﻟﺟزاءات ً
ﺑﻌﯾن اﻻﻋﺗﺑﺎر ﺗﻠك اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻌﻣرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻘﻊ ﺿﻣﻧﻬﺎ اﻟﺷﺧص ﻣرﺗﻛب اﻟﺟرم اﻟﺟزاﺋﻲ وﺣﺳﻧﺎً ﻓﻌل ﺑذﻟك .وﻣن
اﻟﻣﺳﻠم ﺑﻪ أﻧﻪ ﻛﻠﻣﺎ ازداد ﺳن اﻟﺣدث ﻛﻠﻣﺎ زاد وﻋﯾﻪ ٕوادراﻛﻪ وﺻوﻻ إﻟﻰ ﻣرﺣﻠﺔ اﻻدراك واﻟﺗﻣﯾﯾز اﻟﻛﺎﻣﻠﯾن،
ﺗوﺻﻠت اﻟﺑﺎﺣﺛﺔ اﻟﻰ ان اﻟﻣﺷرع اﻷردﻧﻲ ﻗد طور ﻣﻧظورﻩ ﻟﻸﺣداث اﻟﺟﺎﻧﺣﯾن اﻟذﯾن ﯾرﺗﻛﺑون ﺟراﺋم ،وذﻟك
ﻣن ﺧﻼل ﺗﻐﯾر اﺳم اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص ﺑﻘﺿﺎﯾﺎ اﻻﺣداث ،ﺣﯾث ﻛﺎن ﯾﻌد ﻗﺎﻧون اﻻﺣداث اﻻردﻧﻲ اﻟﺻﺎدر ﺳﻧﺔ
1951اﻻﺣداث ﻋﻠﻰ اﻧﻬم ﻣﺟرﻣﯾن ﻗﺎﻣوا ﺑﺈرﺗﻛﺎب اﻓﻌﺎﻻً ﺟرﻣﯾﺔ وﯾﺟب ﻣﺣﺎﺳﺑﺗﻬم ﻋﻠﯾﻬﺎ ،وﻟم ﯾﺄﺧذ اﻟﻣﺷرع
ﻓﻲ ﺗﺳﻣﯾﺔ اﻻﺣداث اﻟﺟﺎﻧﺣﯾن ﺑﺎﻟﻣﺟرﻣﯾن ﺑﻣدى اﻻﺛﺎر اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗط أر ﻋﻠﻰ ﻧﻔس اﻟﺣدث ،وﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻊ ﻗﺎﻧون
اﻻﺣداث ﻟﺳﻧﺔ 1954واﻟذي ﺳﻣﻲ ﺑﻘﺎﻧون إﺻﻼح اﻷﺣداث ،ﻓﻘد أوﺿﺢ اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻐﺎﯾﺔ
واﻟﻬدف ﻣن وﺟود ﻗﺎﻧون ﺧﺎص ﻟﻼﺣداث وﻫو اﺻﻼح اﻟﺣدث اﻟﺟﺎﻧﺢ او اﻟﻣﻌرض ﻟﻠﺟﻧوح .وﻓﻲ ﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق
ﺑﺗﺳﻣﯾﺔ ﻗﺎﻧون اﻻﺣداث اﻻردﻧﻲ رﻗم) (32ﻟﺳﻧﺔ 2014وﻫو ﻋدم ﺗطرق اﻟﻣﺷرع ﻻي ﻣﺻطﻠﺢ ﯾﻣﯾﯾز ﻫذا
اﻟﻘﺎﻧون واﻟﻬدف ﻣﻧﻪ ﻫو ان ﻗﺎﻧون اﻻﺣداث ﻫو ﻗﺎﻧون ﺷﺎﻣل ﻋﻠﻰ اﻟرﻋﺎﯾﺔ واﻻﺻﻼح وﻣراﻋﺎة اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ
اﻟﻔﺿﻠﻰ ﻟﻠﺣدث اﻟﺟﺎﻧﺢ او اﻟﻣﻌرض ﻟﻠﺟﻧوح ،وﻫذا ﺗطور ﯾﺷﻬد ﻟﻠﻣﺷرع اﻻردﻧﻲ اﻟذي ﯾﺳﻌﻰ داﺋﻣﺎ ﻟﻠوﺻول اﻟﻰ
اﻟﻌداﻟﺔ واﻟﻣﺳﺎواة.
25
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﻟﻘد ورد ﻣﺻطﻠﺢ اﻟﺣدث واﻟﺻﻐﯾر ﻓﻲ ﻋدة ﻗواﻧﯾن ﻋراﻗﯾﺔ ﻓﻘد ﻋرف اﻟﻣﺷرع اﻟﻌراﻗﻲ اﻟﺣدث ﻓﻲ
اﻟﺛﺎﻣﻧﺔ ﻋﺷرة") ،(42وﯾﺗﺿﺢ ﻣن ﻫذا اﻟﻧص ﺑﺄن اﻟﺣدث ﻫو اﻟﺷﺧص اﻟذي اﺗم اﻟﺗﺎﺳﻌﺔ ﻣن اﻟﻌﻣر وﻟم ﯾﺗم
اﻟﺛﺎﻣﻧﺔ ﻋﺷر ،وﺑﻧﺎءاً ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻘد ﺣدد اﻟﻣﺷرع اﻟﻌراﻗﻲ ﺳن اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ،ﺣﯾث إﻧﻪ ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﺗﻘﺎم دﻋوى
ﺟزاﺋﯾﺔ اﻻ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اذا ﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﺣدث ﻗد أﺗم اﻟﺗﺎﺳﻌﺔ ﻣن اﻟﻌﻣر) ،(43وﺣددت ذات اﻟﻣﺎدة ان ﻟﻠﺣدث ﺗﺳﻣﯾﺗﯾن
ﺗﺧﺗﻠف ﺑﺄﺧﺗﻼف اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻌﻣرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻣﺛﻠﻬﺎ ،وﻫﻣﺎ اﻟﺣدث اﻟﺻﺑﻲ واﻟﺣدث اﻟﻔﺗﻰ ،وﻫذا ﻣﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ
اﺑﻌﺎ -ﯾﻌﺗﺑر اﻟﺣدث ﻓﺗﻰ اذا اﺗم اﻟﺧﺎﻣﺳﺔ ﻋﺷرة ﻣن ﻋﻣرﻩ وﻟم ﯾﺗم اﻟﺛﺎﻣﻧﺔ
ﻣن ﻋﻣرﻩ وﻟم ﯾﺗم اﻟﺧﺎﻣﺳﺔ ﻋﺷرة .ر ً
ﻋﺷرة".
ﻋرف ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻣل اﻟﻌﺎﻣل اﻟﺣدث وﻫو":ﻛل ﺷﺧص ذﻛراً ﻛﺎن ام اﻧﺛﻰ ﺑﻠﻎ اﻟﺧﺎﻣﺳﺔ ﻋﺷرة ﻣن اﻟﻌﻣر وﻟم
ﯾﺗم اﻟﺛﺎﻣﻧﺔ ﻋﺷرة ﻣن اﻟﻌﻣر") .(44واﻟﻐرض ﻣن ﺗﺣدﯾد ﺳن ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻟﻠﺣدث ﻫو ﻣﻧﻊ ﺗﺷﻐﯾل اﻻطﻔﺎل اﻟذﯾن ﺗﻘل
) (42اﻧظر اﻟﻣﺎدة) (3ﻗﺎﻧون رﻋﺎﯾﺔ اﻻﺣداث اﻟﻌراﻗﻲ رﻗم) (78ﻟﺳﻧﺔ 1983اﻟﻣﻌدل ،ﺗﺎرﯾﺦ اﻻﺻدار ،20/Jul/1983ﺗﺄرﯾﺦ اﻟﻧﺷر.1/Aug/1983:
) (43اﻧظر اﻟﻣﺎدة)/47اوﻻ ً( ﻗﺎﻧون رﻋﺎﯾﺔ اﻻﺣداث اﻟﻌراﻗﻲ رﻗم) (78ﻟﺳﻧﺔ 1983اﻟﻣﻌدل.
) (44اﻧظر اﻟﻣﺎدة)/1ﻋﺷرون( ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻣل اﻟﻌراﻗﻲ رﻗم) (37ﻟﺳﻧﺔ ،2015اﻟﻣﻧﺷور ﻓﻲ اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻋدد) ،(4386ﻓﻲ ﺗﺎرﯾﺦ /9ﺗﺷرﯾن
اﻟﺛﺎﻧﻲ.2015/
) (45اﻧظر اﻟﻣﺎدة) (7ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻣل اﻟﻌراﻗﻲ رﻗم) (37ﻟﺳﻧﺔ .2015
26
ﻋرف ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻌراﻗﻲ اﻟﺣدث ﻋﻠﻰ اﻧﻪ ":ﯾﻌﺗﺑر ﺣدﺛﺎ ﻣن ﻛﺎن وﻗت ارﺗﻛﺎب اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻗد اﺗم اﻟﺳﺎﺑﻌﺔ
ﻣن ﻋﻣرﻩ وﻟم ﯾﺗم اﻟﺛﺎﻣﻧﺔ ﻋﺷرة ٕواذا ﻟم ﯾﻛن اﻟﺣدث ﻗد اﺗم اﻟﺧﺎﻣﺳﺔ ﻋﺷرة اﻋﺗﺑر ﺻﺑﯾﺎ أﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﻗد أﺗﻣﻬﺎ وﻟم
أﻣﺎ ﺑﺧﺻوص ﻣﺻطﻠﺢ اﻟﺻﻐﯾر ﻓﻘد ﻋرف ﻓﻲ ﻗﺎﻧون رﻋﺎﯾﺔ اﻻﺣداث رﻗم) (76ﻟﺳﻧﺔ 1983اﻟﺻﻐﯾر
ﺑﺄﻧﻪ :ﻣن ﻟم ﯾﺗم اﻟﺗﺎﺳﻌﺔ ﻣن ﻋﻣرﻩ .وﺑﻧﺎءا ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﺄن اﻟﺻﻐﯾر ﻫﻧﺎ ﻫو ﻣن ﻟم ﯾﺗم اﻟﺗﺎﺳﻌﺔ ﻣن ﻋﻣرﻩ
ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﻌراﻗﻲ ﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن اﻟﺻﻐﯾر اﻟﻣﻣﯾز واﻟﺻﻐﯾر ﻏﯾر اﻟﻣﻣﯾز ﻓﻲ ان اﻟﻣﺷرع ﺣدد
ﺳن اﻟﺗﻣﯾز ﺑﺳﺑﻌﺔ ﺳﻧوات ﻛﺎﻣﻠﺔ) .(48اﻟﺻﻐﯾر اﻟﻣﻣﯾز :وﻫو ﻣن اﺗم اﻟﺳﺎﺑﻌﺔ ﻣن اﻟﻌﻣر وﻟم ﯾﺗم اﻟﺛﺎﻣﻧﺔ ﻋﺷرة،
وﺗﻌد ﺗﺻرﻓﺎﺗﻪ اﻟﻧﺎﻓﻌﺔ ﻧﻔﻌﺎ ﻣﺣﺿﺎ ﺻﺣﯾﺣﺔ وان ﻟم ﯾﺄذن ﺑﻬﺎ وﻟﯾﻪ ،وﻻ ﻗﯾﻣﺔ ﻟﺗﺻرﻓﺎﺗﻪ اﻟﺿﺎرة ،اﻣﺎ ﺗﺻرﻓﺎﺗﻪ
اﻟداﺋرة ﺑﯾن اﻟﻧﻔﻊ واﻟﺿرر ﻓﺗﻌد ﻣوﻗوﻓﺔ ﻋﻠﻰ اﺟﺎزة وﻟﯾﻪ) ،(49واﻟﺻﻐﯾر ﻏﯾر اﻟﻣﻣﯾز :وﻫو ﻣن ﻟم ﯾﺗم اﻟﺳﺎﺑﻌﺔ ﻣن
ﺧﻠﺻت اﻟﺑﺎﺣﺛﺔ ﻓﻲ ﻣﺎ ﺳﺑق ان اﻟﻣﺷرع اﻟﻌراﻗﻲ ﻗد ﻓرق ﺑﯾن اﻟﺣدث اﻟﺻﺑﻲ واﻟﺣدث اﻟﻔﺗﻰ ،اﻟﺻﺑﻲ ﻫو
اﻟﺣدث اﻟذي أﺗم اﻟﺗﺎﺳﻌﺔ وﻟم ﯾﺗم اﻟﺧﺎﻣﺳﺔ ﻋﺷرة ،واﻟﻔﺗﻰ ﻫو ﻣن اﺗم اﻟﺧﺎﻣﺳﺔ ﻋﺷرة وﻟم ﯾﺗم اﻟﺛﺎﻣﻧﺔ ﻋﺷرة،
واﻟﻐﺎﯾﺔ ﻣن ﻫذا اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن اﻟﻔﺋﺎت اﻟﻌﻣرﯾﺔ ﻫو ﻧظ ًار ﻻﺧﺗﻼف اﻟﺗداﺑﯾر اﻟﺗﻲ ﯾﻔرﺿﻬﺎ ﻗﺎﻧون رﻋﺎﯾﺔ اﻻﺣداث
) (46اﻧظر اﻟﻣﺎدة) (66ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻌراﻗﻲ رﻗم) (111ﻟﺳﻧﺔ ،1969اﻟﻣﻧﺷورة ﻓﻲ اﻟوﻗﺎﺋﻊ اﻟﻌراﻗﯾﺔ ،رﻗم اﻟﻌدد ،1778:ﺗﺎرﯾﺦ.1969/15/9 :
) (47اﻧظر اﻟﻣﺎدة)/3اوﻻ( ﻣن ﻗﺎﻧون رﻋﺎﯾﺔ اﻻﺣداث اﻟﻌراﻗﻲ رﻗم) (76ﻟﺳﻧﺔ 1983اﻟﻣﻌدل.
) (48اﻧظر اﻟﻣﺎدة) (2/97اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﻌراﻗﻲ رﻗم) (40ﻟﺳﻧﺔ 1951وﺗﻌدﯾﻼﺗﮫ ،اﻟﻣﻧﺷور ﻓﻲ اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ اﻟﻣﺳﻣﺎة ﺑﺎﻟوﻗﺎﺋﻊ اﻟﻌراﻗﯾﺔ ،ﻋدد)(3015
ﺻﻔﺣﺔ) (243ﺑﺗﺎرخ.1953/9/8 :
) (49اﻧظر اﻟﻣﺎدة) (1/97اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﻌراﻗﻲ.
) (50اﻧظر اﻟﻣﺎدة) (96اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﻌراﻗﻲ.
27
اﻟﻌﻣل اﻟﻌراﻗﻲ واﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ،اﻻ اﻧﻪ ﻣن اﻻﺟدر ﺑﺎﻟﻣﺷرع اﻟﻌراﻗﻲ اﻟﺗﻌدﯾل ﻋﻠﻰ ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟذي ﺣدد
ﺳن اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺑﺳﺑﻌﺔ ﺳﻧوات ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺎﻟﺗطرق ﻟﺳن اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻟﻠﺣدث ﻓﻲ ﻗﺎﻧون
اﻟﻣطﻠب اﻟراﺑﻊ
ﺟﻧوح اﻷﺣداث
ﯾﺗﻣﺛل اﻧﺣراف اﻻﺣداث ﻓﻲ اﻟﺳﻠوك اﻟﺳﯾﺊ اﻟﻣﺿﺎد ﻟﻠﺳﻠوك اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ اﻟﺳوي ،وﯾﺗﺿﺢ ذﻟك ﻓﻲ
اﻷﺣداث أو اﻧﺣراﻓﻬم ﻣن اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﺗﻲ ﻟﻬﺎ دور ﻫﺎم ﻓﻲ اﻟدراﺳﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻣﺎ ﻟﻬذﻩ اﻟﻔﺋﺔ اﻟﻌﻣرﯾﺔ ﻣن أﻫﻣﯾﺔ،
ﻓﻘد اﻫﺗﻣت اﻟدول ﺑﻣﺷﻛﻠﺔ ﺟﻧوح اﻷﺣداث وﻗﺎﻣت ﺑﺳن اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﻣﻼﺋﻣﺔ ﻟﻬذﻩ اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ وﻋﻣﻠت ﻋﻠﻰ ﺗطوﯾر
اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت ذات اﻟﺷﺄن وﻣﺎ ﺗزال اﻟدول ﺗطور ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﺎﺳﺗﻣرار ﻛﻲ ﺗواﻛب اﻟﺗطور اﻟذي راﻓق ﻣﯾﺎدﯾن اﻟﺣﯾﺎة
اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ؛ وﺳﺗﺗم دراﺳﺔ ﻫذا اﻟﻣطﻠب ﻟﻠوﻗوف ﻋﻠﻰ ﻣدﻟول ﺟﻧوح اﻷﺣداث ﻣن ﺧﻼل ﻓرﻋﯾن ،ﺳﯾﺗﻧﺎول ﻓﻲ اﻟﻔرع
) (51إﺑراھﯾم ،أﻛرم ﻧﺷﺄت) ،(1960ﺟﻧوح اﻻﺣداث ﻓﻲ اﻟﻌراق ،ﻣطﺑﻌﺔ ﺑﻐداد ،اﻟﻌراق ،ص.39
28
اﻟﻔرع اﻻول
ﯾﻌود اﺻل ﻛﻠﻣﺔ ﺟﻧوح ﻟﻐ ًﺔ اﻟﻰ اﻟﺟذر اﻟﺛﻼﺛﻲ)ﺟﻧﺢ( ﺑﻣﻌﻧﻰ ﻣﺎل .واﺷﺗﻘﺎق ﻛﻠﻣﺔ اﻟﺟﻧوح ﻣن ََﺟﻧَﺢ،
اﻟﺟﻧﺎح ﻫﻲ اﻷﺛم) .(52وﻗد ﻋرف اﻟﺟﻧﺎح ﺑﺄﻧﻪ ":ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﯾﻘوم ﺑﻬﺎ اﻟﺟﺎﻧﺢ وﯾﻌﺎﻗب ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون،
ﯾﺟﻧﺢ ،ﺟﻧوﺣﺎً ،و ُ
ﻣوﻗف ﯾﻣﻛن ان ﯾﻌرض ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣﻛوم وﯾﺻدر ﻓﯾﻪ ﺣﻛم ﻗﺿﺎﺋﻲ) .(54وﻋرف ﻛذﻟك ﻋﻠﻰ اﻧﻪ :اﻟﻔﺷل ﻓﻲ أداء
اﻟواﺟب ،أو أﻧﻪ ارﺗﻛﺎب اﻟﺧطﺄ ،أو أﻧﻪ ﺧرق ﻟﻠﻘﺎﻧون ﻋﻧد اﻷطﻔﺎل اﻟﺻﻐﺎر ،وﻫذا اﻟﺳﻠوك ﻏﺎﻟﺑﺎً ﻣﺎ ﯾﻛون
ﺻﺎدراً ﻋن طﻔل أﻗل ﻣن ﺛﻣﺎﻧﯾﺔ ﻋﺷرة ﺳﻧﺔ ،إذ ﺗﺳﺗدﻋﻲ اﻧﺗﺑﺎﻩ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﯾﻪ ،وﻫذا ﯾطﻠق ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت
ﯾﻌﺗﺑر اﻟﺣدث اﻟﺟﺎﻧﺢ ﻫو اﻟﺷﺧص اﻟذي ﯾﻘﻊ ﺿﻣن اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ وﻟم ﯾﺻل ﻟﺳن اﻻﻫﻠﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ،
ﻣؤﺛﻣﺎ
ً ﻓﺎﻟﺟﻧوح ﻫﻲ ﺻﻔﺔ ﺗطﻠق ﻋﻠﻰ اﻟﺻﻐﯾر اﻟذي ﻟم ﯾﺗم اﻟﺛﺎﻣﻧﺔ ﻋﺷرة ﻣن ﻋﻣرﻩ ،ﻓﺈذا ارﺗﻛب اﻟﺣدث
اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺎً أو اﺧﻼﻗﯾﺎً وﻟﻛﻧﻪ ﻏﯾر ﻣؤﺛم ﺟﻧﺎﺋﯾﺎ ،ﻓﻼ ﯾﻌﺗﺑر ﻫذا اﻟﻔﻌل ﺟﻧوﺣﺎً أو ﺟﻧﺎﺣًﺎ؛ وذﻟك ﻻن ﺟﻧوح اﻻﺣداث
ﻫو ﺗﻌﺑﯾر ﻋن ﺗﺧﺻص ﻧوﻋﻲ ﻟﺣﺎﻟﺔ ﻣن اﻟﺳﻠوك اﻻﺟراﻣﻲ اﻟﻣﻘﺗرن ﺑﺻﻐر اﻟﺳن).(56
) (52اﻟزاوي ،اﻟظﺎھر اﺣﻣد) ،(1983ﻣﺧﺗﺎر اﻟﻘﺎﻣوس ،اﻟدار اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻟﻠﻛﺗﺎب ،اﻟﻘﺎھرة ،ص.119
) (53اﻟﻌﯾﺳوي ،ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن) ،(1995اﻟﻣرﺟﻊ ﻓﻲ ﻋﻠم اﻟﻧﻔس اﻟﺣدﯾث ،دار اﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،ﻣﺻر ،ص. 1975
) (54ﺟﻌﻔر ،ﻋﻠﻲ ﻣﺣﻣد) ،(1990اﻻﺣداث اﻟﻣﻧﺣرﻓون :دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ،اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ﻟﻠدراﺳﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،ﺑﯾروت ،ص.9
) (55اﻟﻌﯾﺳوي ،ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن) ،(1984ﺳﯾﻛوﻟوﺟﯾﺔ اﻟﺟﻧوح ،دار اﻟﻧﮭﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻻوﻟﻰ ،ﺑﯾروت ،ص.29
) (56ﻋﺑد اﻟﻣﻠك ،ﺟﻧدي ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص.272
29
ﺗﺳﺗﺧﻠص اﻟﺑﺎﺣﺛﺔ ﻣن اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ اﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﻪ ﺑﯾن ﻓﻘﻬﺎء اﻟﻘﺎﻧون ﻓﻲ ﺗﻌرﯾف اﻟﺟﻧوح وﻫو
ﺧرق ﻟﻠﻘﺎﻋدة اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻣن ﻗﺑل اﻟﺣدث اﻟذي ﻟم ﯾﻛﻣل اﻟﺛﺎﻣﻧﺔ ﻋﺷرة ﻣن ﻋﻣرﻩ ،ﻟذﻟك ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻬذﻩ اﻻﻓﻌﺎل أو
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ
أن ﺟﻧوح اﻟﺻﻐﺎر ﻛﺈﺟرام اﻟﻛﺑﺎر ﯾﻌود ﺑﺎﻟﺿرر اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ،وﻋﻠﻰ ﺣﯾﺎة اﻷﻓراد وﺳﻼﻣﺗﻬم،
وﺑﻣﺎ أن اﻷﺣداث ﻫم اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل اﻟواﻋد ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ وأﻣﻠﻪ ﻓﺄن ﺟﻧوح اﻻﺣداث ﯾﻌود ﺑﺎﻟﺿرر ﻋﻠﯾﻬم وﻋﻠﻰ
ﻣﺟﺗﻣﻌﺎﺗﻬم وأﺳرﻫم).(57
ﻟﺟﻧوح اﻷﺣداث ﺻورﺗﯾن ،اﻟﺻورة اﻻوﻟﻰ اﻟﺟﻧوح اﻟﻔﻌﻠﻲ أو اﻻﯾﺟﺎﺑﻲ)اﻟﺟﻧوح اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ( ،واﻟﺻورة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ
اﻟﺟﻧوح اﻟﺣﻛﻣﻲ)اﻟﺟﻧوح اﻻﻋﺗﺑﺎري أو اﻻﻓﺗراﺿﻲ( ،وﺳﯾﺗم دراﺳﺔ ﻫذﻩ اﻟﺻور واﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ﺗﺑﺎﻋﺎً.
ﯾطﻠق ﻋﻠﻰ اﻟﺟﻧوح اﻟﻔﻌﻠﻲ اﻟﺟﻧوح اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ أو اﻻﺻﻠﻲ أو اﻻﯾﺟﺎﺑﻲ ،وﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺟﻧوح ﯾﻛون ﻓﯾﻪ
اﻟﺣدث ﻣرﺗﻛب ﻟﺟرﯾﻣﺔ ﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ،ﻛﺄن ﺗﻛون ﺟرﯾﻣﺔ ﺳرﻗﺔ أو ﺗزوﯾر أو اﯾذاء أو ﺿرب ،و أذا ﻗﺎم اﻟﺣدث
ﺣدﺛﺎ ﺟﺎﻧﺣﺎً.
ﺑﺄرﺗﻛﺎب اﻓﻌﺎﻻً ﺗؤ ﺛر ﻓﻲ ﻣﻠك اﻟﻐﯾر ،ﻛﺄن ﯾﻘوم ﺑﺄﺷﻌﺎل اﻟﻧﺎر ﻓﻲ ﻣﻠك اﻟﻐﯾر ﻓﯾﻌﺗﺑر ً
) (57اﻟﺟوﺧدار ،ﺣﺳن) ،(1992ﻗﺎﻧون اﻷﺣداث اﻟﺟﺎﻧﺣﯾن ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،ﻣﻛﺗﺑﺔ دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،ﻋﻣﺎن ،ص .8
30
ﯾﻌﺗﺑر اﻟﺟﻧوح اﻟﻔﻌﻠﻲ أو اﻻﯾﺟﺎﺑﻲ ،اﻟﻧﻣوذج اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻟﺟﻧوح اﻟﺣدث اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ،ﻻﻧﻪ ﯾﻛﺷف ﺑﺷﻛل ﻗطﻌﻲ
اﯾﺿﺎ ﻻﻧﻪ اﻟﺻورة اﻟﻣؤﺛرة اﻛﺛر ﻣن ﻏﯾرﻩ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻣن ﺣﯾث اﻻﺛﺎر اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ
ﻋن اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻻﺟراﻣﯾﺔ ﻟﻠﺣدث و ً
ﻋن اﻟﺳﻠوك اﻻﺟراﻣﻲ ﻟﻠﺣدث واﻟﺗﻲ ﺗﻣس أﻣن وطﻣﺄﻧﯾﻧﺔ اﻷﻓراد واﻟﻣﺟﺗﻣﻊ.
ﺗﻌﺗﺑر اﻟﺧطورة اﻻﺟراﻣﯾﺔ ﻣﻧﺎط اﻟﺟﻧوح اﻟﻔﻌﻠﻲ ﺣﯾث ﺗﻘوم اﻟﺧطورة اﻻﺟراﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﺣﺗﻣﺎﻟﯾﺔ إﻗدام
اﻟﺣدث ﻋﻠﻰ ارﺗﻛﺎب اﻓﻌﺎﻻً ﺟرﯾﻣﺔ ﺗﺎﻟﯾﺔ أي ﻣرة اﺧرى ،واﻟﻣﻘﺻود ﺑﻪ ﻫو ﻗﯾﺎم اﻟﺣدث ﺑﺎرﺗﻛﺎب ﺟرﯾﻣﺔ ﺳﺎﺑﻘﺔ
وﻟدت ﻟدﯾﻪ اﻟﺧطورة اﻻﺟراﻣﯾﺔ وﯾﺧﺷﻰ ﻋﻠﯾﻪ ﻣن ان ﯾرﺗﻛب ﺟرﯾﻣﺔ ﺟدﯾدة ،ﻓﺎﻟﺧطورة اﻻﺟراﻣﯾﺔ ﻫﻲ ﻧﺗﯾﺟﺔ
ﺟﺎﻧﺣﺎً ،ﺣﺗﻰ وأن ﺗواﻓرت ﻟدﯾﻪ اﺣﺗﻣﺎﻻت اﻻﻗدام ﻋﻠﻰ أرﺗﻛﺎب اﻓﻌﺎﻻً ﺟرﻣﯾﺔ ﻣﺳﺗﻘﺑﻼً .وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺈن اﻷﺳﺎس اﻟذي
ﯾﻌﺗد ﺑﻪ اﻟﻣﺷرع ﻟﻘﯾﺎم اﻟﺧطورة اﻻﺟراﻣﯾﺔ ﻫو ﻗﯾﺎم اﻟﺣدث ﺑﺄﻓﻌﺎل ﺟرﻣﯾﺔ ﺳﺎﺑﻘﺔ وﻟدت ﻟدﯾﺔ اﻟﺧطورة اﻻﺟراﻣﯾﺔ
ﯾﻘﺻد ﺑﻬذﻩ اﻟﺻورة ﻣن اﻟﺟﻧوح ﻫﻲ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﻻ ﯾرﺗﻛب ﻓﯾﻬﺎ اﻟﺣدث اي ﻓﻌل او ﺳﻠوك إﺟراﻣﻲ ،وﻟﻛﻧﻪ
ﯾﻛون ﻋرﺿﺔ ﻟﻠﺟﻧوح ،وﻟﻬذا ﯾطﻠق ﻋﻠﯾﻪ ﺟﻧوح ﺣﻛﻣﻲ أو اﻓﺗراﺿﻲ ،أي اﻧﻪ ﺻوري وﻟﯾس ﺣﻘﯾﻘﻲ وﯾطﻠق ﻋﻠﻰ
ﺗﺗواﻓر ﻫذﻩ اﻟﺻورة ﻣن اﻟﺟﻧوح ﻓﻲ ﺣﺎل ﺗواﺟد اﻟﺣدث ﻓﻲ إﺣدى اﻟﺣﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﻧص ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون ﻋﻠﻰ
ﺳﺑﯾل اﻟﺣﺻر ،ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻻت ﺗُﻌرض اﻟﺣدث ﻹرﺗﻛﺎب اﻟﺟراﺋم ،واﻟﺗﻲ ﯾﻔﺗرض ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون إﻧﻬﺎ
اﻟﺧطورة اﻷﺟراﻣﯾﺔ ﻟﻠﺣدث ،واﻟﺗﻲ ﯾﻛون ﻓﯾﻬﺎ اﻟﺣدث ﺑﺣﺎﺟﺔ ﻣﺎﺳﺔ اﻟﻰ اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ واﻟﻌﻧﺎﯾﺔ واﻟﻣﺳﺎﻋدة ،ﻣن أﺟل
ﻋدم اﻧﺧراط اﻟﺣدث ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟظروف اﻟﺗﻲ ﻓﺛرﺿت ﻋﻠﯾﻪ وﺟﻌﻠﺗﻪ ﻓﻲ ﻣوﻗف ﻏﯾر ﻣﻼﺋم ﻟطﺑﯾﻌﺗﻪ أو ﻧﻣوﻩ
ﻣﻌرﺿﺎ
ً اﻟﻌﻘﻠﻲ أو اﻟﺑدﻧﻲ ،وﻟذﻟك ﺗﻛون ﻣﻬﻣﺔ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﺣﻣﺎﯾﺔ ﻫذا اﻟﺣدث ﻣن ﺗﻠ ك اﻟظروف اﻟﺗﻲ ﺗﺟﻌﻠﻪ
ﻟﻠﺟﻧوح.
ﺗﻔﺿل ﺑﻌض اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﻌرﺑﯾﺔ أﺳﺗﺧدام ﻣﺻطﻠﺢ)اﻟﺣدث اﻟﻣﺷرد( وﻫو ﻧﻔس اﻟﺗﻌﺑﯾر اﻟذي ﯾﻘﺻد ﺑﻪ
ﺻورة اﻟﺟﻧوح اﻟﺣﻛﻣﻲ أو اﻷﻓﺗراﺿﻲ ،ﻓﺎﻟﺣدث اﻟﻣﺷرد ﻫو اﻟﺣدث اﻟﻣﻌرض ﻟﻠﺟﻧوح ،وﺣﺎﻻت اﻟﺗﺷرد ﻫﻲ
ﺟﺎء ﻣوﻗف اﻟﻣﺷرع اﻻردﻧﻲ ﻣﻐﺎﯾر ﻋن ﻣوﻗف أﻏﻠب اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ وﺿﻌت اﺣﻛﺎﻣﺎً ﺗﻧظم
اﺣوال اﻟﺣدث اﻟﻣﺷرد ،ﻓﻘد ﺟرى ﺗﻌدﯾل ﻋﻠﻰ ﺑﻌض اﻟﻣﺻطﻠﺣﺎت اﻟواردة ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻻﺣداث اﻟﻘدﯾم وﻣن
ﺿﻣﻧﻬﺎ ﻣﺻطﻠﺢ اﻻﺣداث اﻟﻣﺷردﯾن ﻓﻘد اﺳﺗﺑدل اﻟﻣﺷرع ﺗﺳﻣﯾﺔ اﻟﻣﺷردﯾن ﺑـ)اﻟﻣﺣﺗﺎﺟﯾن ﻟﻠﺣﻣﺎﯾﺔ أو
اﻟرﻋﺎﯾﺔ() ،(60وذﻟك ﻣن اﺟل ان ﯾﺗﻔق ﻗﺎﻧون اﻻﺣداث اﻟﺟدﯾد رﻗم) (32ﻟﺳﻧﺔ 2014وﻣﻘﺎﺻد اﻟﻘواﻋد اﻟﻧﻣوذﺟﯾﺔ
اﻟدﻧﯾﺎ)ﻗواﻋد ﺑﻛﯾن(.
أﻣﺎ اﻟﻣﺷرع اﻟﻌراﻗﻲ ﻓﻘد ﺧﺻص اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣن اﻟﺑﺎب اﻟﺛﺎﻟث ﻣن ﻗﺎﻧون رﻋﺎﯾﺔ اﻻﺣداث اﻟﻌراﻗﻲ
ﺑﺄﺣوال اﻟﺣدث اﻟﻣﺷرد وﻣﻧﺣرف اﻟﺳﻠوك ،ﻓﻘد ﻋرف اﻟﺣدث اﻟﻣﺷرد ﺑﺄﻧﻪ) :(61اوًﻻ -ﯾﻌﺗﺑر اﻟﺻﻐﯾر أو اﻟﺣدث
ﻣﺷرداً اذا :أ -وﺟد ﻣﺗﺳوﻻ ﻓﻲ اﻻﻣﺎﻛن اﻟﻌﺎﻣﺔ او ﺗﺻﻧﻊ اﻻﺻﺎﺑﺔ ﺑﺟروح او ﻋﺎﻫﺎت او اﺳﺗﻌﻣل اﻟﻐش ﻛوﺳﯾﻠ ﺔ
ﻟﻛﺳب ﻋطف اﻟﺟﻣﻬور ﺑﻬدف اﻟﺗﺳول .ب -ﻣﺎرس ﻣﺗﺟوﻻ ﺻﺑﻎ اﻻﺣذﯾﺔ او ﺑﯾﻊ اﻟﺳﻛﺎﯾر او اﯾﺔ ﻣﻬﻧﺔ اﺧرى
ﺗﻌرﺿﻪ ﻟﻠﺟﻧوح ،وﻛﺎن ﻋﻣرﻩ اﻗل ﻣن ﺧﻣس ﻋﺷرة ﺳﻧﺔ .ﺟـ -ﻟم ﯾﻛن ﻟﻪ ﻣﺣل اﻗﺎﻣﺔ ﻣﻌﯾن او اﺗﺧذ اﻻﻣﺎﻛن
اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﺎوى ﻟﻪ .د -ﻟم ﺗﻛن ﻟﻪ وﺳﯾﻠﺔ ﻣﺷروﻋﺔ ﻟﻠﺗﻌﯾش وﻟﯾس ﻟﻪ وﻟﻲ او ﻣرب .ﻫـ -ﺗرك ﻣﻧزل وﻟﯾﻪ او اﻟﻣﻛﺎن
اﻟذي وﺿﻊ ﻓﯾﻪ ﺑدون ﻋذر ﻣﺷروع .ﺛﺎﻧﯾﺎ -ﯾﻌﺗﺑر اﻟﺻﻐﯾر ﻣﺷردا اذا ﻣﺎرس اﯾﺔ ﻣﻬﻧﺔ او ﻋﻣل ﻣﻊ ﻏﯾر ذوﯾﻪ".
ﺗﻌﺗﺑر اﻟﺧطورة اﻷﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻫﻲ ﻣﻧﺎط ﻗﯾﺎم اﻟﺟﻧوح اﻟﺣﻛﻣﻲ ﺣﯾث ﺗﻌد اﻟﺧطورة اﻷﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ
اﻷﺳﺎس اﻟذي ﺗﻘوم ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻛرة اﻟﺟﻧوح اﻟﺣﻛﻣﻲ ،وﺗﺗﻣﯾز ﻋن اﻟﺧطورة اﻟﺟرﻣﯾﺔ ﻓﻲ أن اﻟﺣدث اﻟذي ﯾﺗﺻف
ﻧﺎﺷﺋﺎ ﻋن
ً ﻧطﺎﻗﺎ أذ ﯾﺷﻣل ﻛل ﺿرر ﯾﺻﯾب اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ وﻟو ﻟم ﯾﻛن
ً ﺗﻌﺗﺑر اﻟﺧطورة اﻷﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ أوﺳﻊ
ﺟرﯾﻣﺔ ﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ،وان اﺣوال اﻟﺧطورة اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻻ ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺟراﺋم واﻻﻓﻌﺎل اﻟﻣؤﺛرة ﺟﻧﺎﺋﯾﺎ ،وﻟﻛﻧﻬﺎ ﺗرﺗﺑط ﺑﻣرﺣﻠﺔ
ﺳﺎﺑﻘﺔ ﻋﻠﻰ ارﺗﻛﺎب اﻟﺟرﯾﻣﺔ ،وﺣرﺻﺎً ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷرع ﻓﻘد أراد ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺣدث ﻣن اﻻﻧزﻻق ﻓﻲ ﺗﯾﺎر اﻟﺟرﯾﻣﺔ ،وذﻟك
ﻓﻲ أن ﯾواﺟﻪ ﻫذﻩ اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﺑﻘﺻد اﻟﻘﺿﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﻌواﻣل واﻟظروف اﻟﺗﻲ ﺗﺑﻧﻰ ﺑﺎﺣﺗﻣﺎل أرﺗﻛﺎب اﻟﺣدث ﺟرﯾﻣﺔ
طﺎﺑﻌﺎ ﻋﻠﻣﯾﺎً ،ﺣﯾث أﻧﻪ ﯾﻔﺗرض دراﺳﺔ ﻟﻠﻌواﻣل اﻷﺟراﻣﯾﺔ وﺗﺣدﯾد ﻗوﺗﻬﺎ وأﺳﺗﺧﻼص ﻟﻣﺎ
ً ﻣﺳﺗﻘﺑﻼًٕ .وان ﻟﻼﺣﺗﻣﺎل
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث
ﻫﻧﺎﻟك ﻓروق ﺟوﻫرﯾﺔ ﺑﯾن ﺻورﺗﻲ اﻟﺟﻧوح ،ﻟذﻟك ﯾﺟب اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن ﻫﺎﺗﯾن اﻟﺻورﺗﯾن ﻟﻠﺟﻧوح واﻟذي
ﯾرﺗﻛز ﻋﻠﻰ اﻷﺧﺗﻼف ﻓﻲ ﻣﺿﻣون ﻛل ﺻورة ﻣﻧﻬﻣﺎ ،وأﻫم ﻫذﻩ اﻟﻔروق ﻫﻲ أن اﻟﺟﻧوح اﻟﻔﻌﻠﻲ ﻫو ﺟﻧوح
ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون.
ﯾﻌد اﻟﺟﻧوح اﻟﺣﻛﻣﻲ ﻫو ﺟﻧوح أﻓﺗراﺿﻲ ﻣن ﺻﻧﻊ اﻟﻣﺷرع ،وﯾرﺗﻛز ﻋﻠﻰ اﻟﺧطورة اﻻﺟراﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ
ظروف وﺣﺎﻻت ﺣددﻫﺎ اﻟﻣﺷرع ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﺣﺻر واﻟﺗﻲ ﺗﺟﻌل اﻟﺣدث
ٍ ﯾﺳﺗدل ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣن ﺗواﺟد اﻟﺣدث ﻓﻲ
ﻋرﺿﺔ ﻟﻠﺟﻧوح.
ﺗم اﻻﺷﺎرة اﻟﻰ أﻫﻣﯾﺔ اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن ﺻور اﻟﺟﻧوح ﻓﻲ اﻟﺣﻠﻘﺔ اﻟدراﺳﯾﺔ ﻟﻠﺷرق اﻷوﺳط ﻟﻣﻧﻊ اﻟﺟرﯾﻣﺔ
وﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﻣذﻧﺑﯾن اﻟﺗﻲ ﻋﻘدت ﻓﻲ ﻛوﺑﻧﻬﺎﺟن ﻋﺎم ،1955ﺣﯾث اوردت ﻓﻲ ﻣﻘرراﺗﻬﺎ" أن ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم اﻻﺋﺗﻼف
أو اﻟﺗﻛﯾف ﻣن ﺟﻬﺔ ،وﺣﺎﻟﺔ اﻷﺟرام ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ،ﻻ ﯾﻌﺗﺑ ار ﻣﺗﻣﺎﺛﻠﯾن أو ﻣﺗرادﻓﯾن ﯾﻣﻛن أن ﯾﺣل أﺣدﻫﻣﺎ
ﻣﺣل اﻵﺧر ،ﺑل ﻫﻣﺎ ﻧوﻋﺎن ﻣﺧﺗﻠﻔﺎن ،وﻟﻬذا ﯾﺟب أن ﯾﻛون ﻛل ﺗﻌﺑﯾر ﻣﻧﻬﻣﺎ ﻣﺧﺗﻠﻔﺎً ﻋن اﻵﺧر ﻓﻲ اﻟﻣﻌﻧﻰ
واﻟﻣدﻟول ،وﻓﻲ ﺿوء ذﻟك ،ﯾﺟب ان ﯾﻔﻬم ﺑﺈﺟرام اﻷﺣداث ،اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺄﺗﻲ ﻓﯾﻬﺎ اﻟﺣدث ﻓﻌﻼً ﯾﻌد ﺟرﯾﻣﺔ
ﯾﻌﺎﻗب ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون ،إذا أرﺗﻛﺑﻪ اﻟﺑﺎﻟﻎ" ،وﻫذا ﻣﺎ أﻛدﻩ اﻟﻣؤﺗﻣر اﻟدوﻟﻲ اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻟﻸﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ﻟﻣﻧﻊ اﻟﺟرﯾﻣﺔ
34
وﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﻣذﻧﺑﯾن اﻟذي ﻋﻘد ﻓﻲ ﻟﻧدن ﻋﺎم ،1960واﻟذي أﻗر ﻋﻠﻰ ﺿرورة اﻟﺗﻔرﯾق ﺑﯾن اﻟﺣدث اﻟﺟﺎﻧﺢ واﻟﺣدث
اﻟﻣﻌرض ﻟﻠﺟﻧوح).(63
ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻬذا اﻷﺧﺗﻼف ﺑﯾن ﺻورﺗﻲ اﻟﺟﻧوح ﻓﺄن اﻵﺛﺎر اﻟﺗﻲ ﺗﺗرﺗب ﻋﻠﻰ اﻟﺟﻧوح ﺗﺧﺗﻠف ﺑﺄﺧﺗﻼف ﻛل
اﻟﺗداﺑﯾر اﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻟﺗوﻓﯾر اﻟﻣﺳﺎﻋدة واﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﻟﻠﺣدث ،وﻫﻲ ﺗداﺑﯾر ﺗرﺑوﯾﺔ وﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ ،وﻟﯾس ﻟﻬﺎ أي طﺎﺑﻊ ﻋﻘﺎﺑﻲ،
ﻋﻘوﺑﺎت ﺟﻧﺎﺋﯾﺔ،
ٍ ﻓﺎﻟﺣدث اﻟﻣﻌرض ﻟﻠﺟﻧوح اﻟﺣﻛﻣﻲ ﻻ ﯾﺟوز أﺧﺿﺎﻋﻪ ﻷي ﻧوع ﻣن اﻟﺗداﺑﯾر اﻟوﻗﺎﺋﯾﺔ وﻻ
ﻓﺎﻟﺣدث ﻟم ﯾرﺗﻛب أﻓﻌﺎﻻً ﺟرﻣﯾﺔ ،أﻣﺎ اﻟﺟﻧوح اﻟﻔﻌﻠﻲ وﻫﻲ اﻟﺻورة اﻟﺗﻲ ﯾﺧﺿﻊ ﻟﻬﺎ اﻟﺣدث ﻟﻠﺗداﺑﯾر اﻟوﻗﺎﺋﯾﺔ
وﻟﺑﻌض اﻟﻌﻘوﺑﺎت ﻓﻲ ﺑﻌض اﻷﺣوال اﻟﻣﻌﯾﻧﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون واﻟﺗﻲ ﯾﻛون اﻟﻬدف ﻣﻧﻬﺎ اﻟردع ،ﺑﺄﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﺟزًاء
اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ
أﻗرت اﻻﻣم اﻟﻘدﯾﻣﺔ ﻓﻲ ﻗواﻧﯾﻧﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟطﻔل ﻓﻲ اﻻﻓﻌﺎل اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ﺑﻬﺎ ،ﻣﺳﺗﻧدة اﻟﻰ ذﻟك
أﺧذا
ﺑﻣﺳﺄﻟﺗﯾن :اﻻوﻟﻰ ﺑﺄﻋﺗﺑﺎرﻩ أﺣد اﻓراد ﺟﻣﺎﻋﺗﻪ وأﺳرﺗﻪ ،ﻓﺄذا ارﺗﻛب اﺣدﻫم ﻓﻌﻼً ﻓﺄﻧﻪ ﯾﻌﺗﺑر ﻣﺳؤول ﻋﻧﻬﺎ ً
ﺑﺎﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ .واﻟﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻫﻲ ﻣﺳؤوﻟﯾﺗﻪ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﻋن اﻻﻓﻌﺎل اﻟﺗﻲ ﯾرﺗﻛﺑﻬﺎ ﻫو ﺑﺎﻟذات وﻛﺎن
وﺧﺻوﺻﺎ ﻓﻲ ﻛل ﻣن اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ
ً أ ن ﻓﺋﺔ ﺻﻐﺎر اﻟﺳن واﻟﺷﺑﺎب ﺗﺷﻛل أﻏﻠﺑﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت اﻟﻌرﺑﯾﺔ
اﻷردﻧﻲ واﻟﻌراﻗﻲ ،وﻫذﻩ اﻟﻔﺋﺔ ﻫﻲ ﻧواة اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ،وﻟﻬذا اﻫﺗﻣت ﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟدول ﺑﻬذﻩ اﻟﻔﺋﺔ ﻣن ﺣﯾث ﺟﻧوﺣﻬﺎ و
ﻣﺳؤوﻟﯾﺗﻬﺎ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ إذا ﻣﺎ ﺟﻧﺣت ﻣﻊ اﻟﺗﺄﻛﯾد ﻋﻠﻰ أن ﻓﻛرة اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻓﻛرة ﻣﻌﻘدة ﺗﻬﺗم ﺑﻬﺎ ﻋﻠوم ﻣﺗﻌددة ،وﺳﯾﺗم
دراﺳﺔ ﻣدﻟول ﻣﻔﻬوم اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻟﻸﺣداث ﻣن ﺧﻼل ﻓرﻋﯾن ،اﻟﻔرع اﻷول ﺳﯾﺗﻧﺎول ﻣﻔﻬوم اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ
) (65اﻟﻛواري،أﺣﻣد ﺑن ﻋﺑدﷲ) ،(2011ﺣﻘوق اﻟﺣدث أﻣﺎم ﻗﺿﺎء اﻷﺣداث ،دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ،ﻣطﺎﺑﻊ اﻟدار اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻟﻠﻌﻠوم ،ﺑﯾروت ،ص .5أﺧذا ً ﻋن
اﻟﺗوﻧﺟﻲ ،ﻋﺑد اﻟﺳﻼم ،(1971)،ﻣواﻧﻊ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ :ﻣﻌﮭد اﻟﺑﺣوث واﻟدراﺳﺎت اﻟﻌرﺑﯾﺔ.
36
اﻟﻣطﻠب اﻷول
ﺗﻌﻧﻲ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺑﺻورة ﻋﺎﻣﺔ ﻫﻲ أن ﯾﺗﺣﻣل اﻻﻧﺳﺎن ﻧﺗﺎﺋﺞ اﻓﻌﺎﻟﻪ واﻋﻣﺎﻟﻪ ﻏﯾر اﻟﻣﺷروﻋﺔ او
اﻟﻣﺣرﻣﺔ واﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ﺑﻬﺎ ﺑطوﻋﻪ واﺧﺗﯾﺎرﻩ ،وﯾﺗﺿﺢ ﻟﻧﺎ أن أﺳﺎس اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻫو اﻟﺗﻣﯾﯾز واﻻدراك واﻟﺗﻲ
ﺗﺗﺳم ﺑ ﺣرﯾﺔ اﻷﺧﺗﯾﺎر ،وﺗﺗوﻗف ﻫذﻩ اﻟﺣرﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﻪ اﻟﺟﺎﻧﻲ ﻣن ﺗﻣﯾﯾز وأرادة أﺛﻧﺎء اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺄﻓﻌﺎﻟﻪ
اﺻطﻼﺣﺎ
ً ﻟﻐﺔ و
أوﻻ :ﺗﻌرﯾف اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ً
ﺗﻌﺎﻟﻰِ":ﻔُوﻫُْ م إِﻧﱠﻬ ُ م
َ وﻗ ﯾﻘﺎل ﻣن َﺳﺄَل ﯾﺳﺄل ﺑﻣﻌﻧﻰ طﻠب وﯾطﻠب ،واﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻷﻣر اﻟﻣطﻠوب؛ وﻣﻧﻪ ﻗوﻟﻪ
وﺟوﺑﺎ ﻓﻘد ﺗﻛون اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻷﻣر اﻟﻣطﻠوب وﺟوﺑﺎً ،ﻛﻣﺎ ﻓﻲ ﻗوﻟﻪ ﻋز وﺟل":ﻟﱠﻬ ُْ م
ً ﺋُوﻟُون") .(66وﻗد ﯾﺿﺎف
ﻣْﱠﺳ َ
واﻟﻬﻣزة واﻟﻼم ،ﻛﻠﻣﺔ واﺣدة ﻓﯾﻘﺎل ﺳﺄل ﯾﺳﺄل ﺳؤاﻻً ،وﻣﺳﺄﻟﺔ واﺳم اﻟﻔﺎﻋل ﻣﻧﻪ اﻟﺳﺎﺋل ،واﺳم اﻟﻣﻔﻌول
ﻣﺳؤول) ،(68وﺗﻌﻧﻲ ﻛذﻟك اﻟﻣطﻠوب اﻟوﻓﺎء ﺑﻪ ،وﺗﻌﻧﻲ اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ ﻋﻧﻪ وﻫﻲ ﻓﻲ ﺟوﻫرﻫﺎ اﻟﺗزام ﺷﺧﺻﻲ).(69
اﺻطﻼﺣﺎ ﺑﺄﻧﻬﺎ أﻫﻠﯾﺔ اﻟﺷﺧص ﺑﺄن ﯾﻧﺳب إﻟﯾﻪ ﻓﻌﻠﻪ وﯾﺣﺎﺳب ﻋﻠﯾﻪ ،أو أﻧﻬﺎ اﻟﺗﺑﻌﺔ
ً ﺗﻌرف اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ
اﻟﺗﻲ ﺗﺗرﺗب ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻗول أو ﻓﻌل ﺻﺎدر ﺑﻧﯾﺔ ﻣن اﻟﻣﺳؤول وﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻬﺎ آﺛﺎراً دﻧﯾوﯾﺔ وآﺧروﯾﺔ).(70
ﻓﻘﻬﺎ
ﻧﯾﺎ :ﺗﻌرﯾف اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ً
ﺛﺎ ً
ﺗﻌرف اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻓﻘﻬﺎ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻣﺳﺎﺋﻠﺔ ﻣن ﯾﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﻪ أﻣر ﻋن ﺗﺑﻌﺎت ذﻟك اﻷﻣر .وﯾﻘﺎل أﻧﺎ ﺑرئ ﻣن
أﺧﻼﻗﯾﺎ ﻋﻠﻰ اﻻﻟﺗزام ﺑﻣﺎ ﯾﺻدر ﻋﻧﻪ ﻗوﻻً أو ﻋﻣﻼً ) .(71وﺗﻌﻧﻲ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻛذﻟك
ً اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻟﻬذا اﻟﻌﻣل ،وﺗطﻠق
ﺗﺣﻣل اﻻﻧﺳﺎن ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻋﻣﻠﻪ ،ﻓﺎﻹﻧﺳﺎن ﯾﺳﺄل ﻋﻣﺎ ﯾﻘﻊ ﻣﻧﻪ ﻣن ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ أﻓﻌﺎﻟﻪ وﺗﺻرﻓﺎﺗﻪ ﺳواء أﻛﺎﻧت ﺳﻠﺑﯾﺔ أم
إﯾﺟﺎﺑﯾﺔ) .(72واﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻓﻬﻲ اﻷﻟﺗزام ﺑﺗﺣﻣل اﻵﺛﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺗواﻓر أرﻛﺎن اﻟﺟرﯾﻣﺔ،
وﻣوﺿوع ﻫذا اﻻﻟﺗزام ﻓرض ﻋﻘوﺑﺔ ،أو ﺗدﺑﯾر أﺣﺗرازي ﺣددﻫﺎ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋﻲ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻗﯾﺎم ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ أي
ﺷﺧص ﻋن اﻟﺟرﯾﻣﺔ).(73
ﻗﺎﻧوﻧﺎ
ً ﺛﺎﻟﺛﺎ :ﺗﻌرﯾف اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ
ً
أن اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﺑﺣﻛم اﻟﻘﺎﻧون ﺗﺗوﻟد ﻣﻊ وﺟود ﺣرﯾﺔ اﻻﺧﺗﯾﺎر وﺗواﻓر اﻹدراك واﻟﺗﻣﯾﯾز ،واﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ
) (70ﻛﻣﺎل اﻟدﯾن ،اﻣﺎم ﻣﺣﻣد) ،(1991اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ أﺳﺎﺳﮭﺎ وﺗطورھﺎ ،دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟوﺿﻌﻲ واﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻻﺳﻼﻣﯾﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ،
اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ﻟﻠدراﺳﺎت واﻟﻧﺷر ،ﺑﯾروت ،ص .219
) (71أﻧﯾس ورﻓﺎﻗﮫ ،(1988)،اﻟﻣﻌﺟم اﻟوﺳﯾط ،اﻟﺟزء اﻷول ،دار واﺋل ﻟﻠﻧﺷر ،اﻷردن ،ص.411
) (72ﺳرور ،أﺣﻣد ﻓﺗﺣﻲ ،(2001)،اﻟوﺳﯾط ﻓﻲ ﺷرح ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت ،اﻟﻘﺳم اﻟﻌﺎم ،دار اﻟﻧﮭﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،اﻟﻘﺎھرة ،ص.493
) (73ﺳرور ،أﺣﻣد ﻓﺗﺣﻲ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص. 493
38
وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺈن اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻫﻲ دﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻣل اﻟﺷﺧص ﻟﺗﺑﻌﺔ أﻋﻣﺎﻟﻪ وﺗﺻرﻓﺎﺗﻪ اﻟﺗﻲ ارﺗﻛﺑﻬﺎ ﻣﺧﺎﻟﻔﺎً ﺑﻪ
اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،وﺗﺗﺻف ﻫذﻩ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ أدﺑﯾﺔ ،وأﻣﺎ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻓﻬﻲ اﻟﺗزام اﻟﺷﺧص ﺑﺗﺣﻣل
اﻻﺛﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﻠوﻛﻪ اﻟذي ﯾﻌﺗﺑر ﺟرﯾﻣﺔ ﻓﻲ ﻧظر اﻟﻘﺎﻧون.
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﯾراﻋﻲ اﻟﻣﺷرع درﺟﺔ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺣﻣﻠﻬﺎ اﻟﺣدث اﺳﺗﻧﺎداً ﻟﻠﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻌﻣرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻧﺗﻣﻲ إﻟﯾﻬﺎ ،ﺣﯾث
ﺗﺗدرج اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺣﺗﻰ ﺗﺻل إﻟﻰ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻛﺎﻣﻠﺔ ﺗﺑﻌﺎً ﻟﺗﻘدم اﻟﻌﻣر واﻛﺗﻣﺎل اﻟوﻋﻲ واﻹدراك .وﻫﻧﺎﻟك
ﺳﺎﺋدا ﻓﻲ ﻣﻌظم اﻟﻧظم اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺣداﺛﺔ ،وﺗﺗدرج اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﻰ ﺛﻼث ﻣراﺣل :ﻣرﺣﻠﺔ
ً ﺗﻘﺳﯾﻣﺎ
ً
اﻧﻌدام اﻻدراك)اﻧﻌدام اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ( ،وﻣرﺣﻠﺔ اﻻدراك اﻟﺟزﺋﻲ ،وﻣرﺣﻠﺔ اﻻدراك اﻟﺗﺎم)اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ(.
ﻫﻲ اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻌﻣرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻌﻔﻰ ﻣﻌﻬﺎ اﻟﺣدث ﻣن ﺗﺣﻣل ﺗﺑﻌﺎت اﻋﻣﺎﻟﻪ واﻓﻌﺎﻟﻪ وذﻟك ﺑﺳﺑب ﻋدم اﻛﺗﻣﺎل
اﻻدراك اﻟﻌﻘﻠﻲ واﻟوﻋﻲ اﻟﻔﻛري ﻟﻠﺣدث ،واﻓﺗراض ﻋدم ﻣﻌرﻓﺗﻪ ﻟﻠﻌﻣل اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ وﻋواﻗﺑﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ .وﺗﻌﻠﯾل
وراء اﻧﺗﻔﺎء اﻟﺗﻣﯾﯾز ﻟﻠﺣدث ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺳن اﻟﻣﻌﯾن اﻧﻪ ﯾﺗطﻠب ﺗواﻓر ﻗوى ذﻫﻧﯾﺔ ﯾﻣﻛﻧﻬﺎ ﺗﻔﺳﯾر ﺗﻌﺎﺑﯾر اﻻﻓﻌﺎل
39
وﺗوﻗﻊ اﻻﺛﺎر اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋﻠﯾﻬﺎ ،وﻻ ﺗﺗواﻓر ﻫذﻩ اﻟﻘوى اﻟذﻫﻧﯾﺔ اﻻ اذا ﻧﺿﺟت ﻓﻲ ﺟﺳم اﻟﺣدث اﻻﺟزاء اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻛﻧﻪ
ﻣن اﻟوﻋﻲ اﻟﻛﺎﻣل واﻻدراك .وﺗﺗﻔق ﻣﻌظم اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت ﻋﻠﻰ ﺗﺣدﯾد ﺳن اﻟﺳﺎﺑﻌﺔ ﻛﺳن ﻣﺎﻧﻊ ﻟﻠﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ،
وﻫذا ﻣﺎ اﺧذ ﺑﻪ اﻟﻣﺷرع اﻟﻌراﻗﻲ ﻓﻲ اﻧﻪ ﻻ ﺗﻘﺎم اﻟدﻋوى اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻻ ﻋﻠﻰ ﻣن اﺗم اﻟﺳﺎﺑﻌﺔ ﻣن ﻋﻣرﻩ ﺑﻌد ارﺗﻛﺎب
اﻟﻔﻌل اﻟﺟرﻣﻲ وﻫذا ﻣﺎ اﻛدت اﻟﻣﺎدة) (64ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻌراﻗﻲ رﻗم) (111ﻟﺳﻧﺔ 1969ﺣﯾث ﻧﺻت
ﻋﻠﻰ اﻧﻪ ":ﻻ ﺗﻘﺎم اﻟدﻋوى اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣن ﻟم ﯾﻛن وﻗت ارﺗﻛﺎب اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻗد اﺗم اﻟﺳﺎﺑﻌﺔ ﻣن ﻋﻣرﻩ" ،اﻻ ان
اﻟﻣﺷرع ﻋﺎد وﻧﺎﻗض ﻧﻔﺳﻪ ﻋﻧدﻣﺎ ﻧص ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة)/47اوﻻً( ﻣن ﻗﺎﻧون رﻋﺎﯾﺔ اﻻﺣداث اﻟﻌراﻗﻲ ﻋﻠﻰ اﻧﻪ ":ﻻ
ﺗﻘﺎم اﻟدﻋوى اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣن ﻟم ﯾﻛن وﻗت ارﺗﻛﺎب اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻗد اﺗم اﻟﺗﺎﺳﻌﺔ ﻣن ﻋﻣرﻩ" ،وﯾﺗﺿﺢ ﻣن ﻧص
اﻟﻣﺎدة ان اﻟﻣﺷرع اﻟﻌراﻗﻲ ﻗد ﺣدد ﺳن اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻟﻠﺣدث اﻟﺟﺎﻧﺢ ﺑﻌﻣر اﻟﺗﺎﺳﻌﺔ ،وﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻬذا اﻟﺗﻧﺎﻗض
ﺑﯾن اﻟﻣﺎدﺗﯾﯾن ﻓﺗطﺑق ﻗﺎﻋدة اﻟﻌﺎم ﯾﻘﯾد اﻟﺧﺎص ﻓﯾطﺑق ﻗﺎﻧون رﻋﺎﯾﺔ اﻻﺣداث اﻟﻌراﻗﻲ ﻓﻲ ﻣﺳﺄﻟﺔ ﺗﺣدﯾد ﺳن
اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر ان ﻗﺎﻧون رﻋﺎﯾﺔ اﻻﺣداث اﻟﻌراﻗﻲ ﻗﺎﻧون ﺧﺎص ﺑﻘﺿﺎﯾﺎ اﻻﺣداث.
ﯾﻘﺻد ﻛذﻟك ﺑﺎﻟﺣد اﻻدﻧﻰ ﻟﻠﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﺣد اﻻدﻧﻰ ﻟﻠﺳن اﻟﺗﻲ ﯾﻔﺗرض ان اﻟطﻔل ﻗﺑل اﻟوﺻول
اﻟﯾﻬﺎ ﻻ ﯾﻣﻠك اﻟﻣﻘدرة ﻋﻠﻰ ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋﻲ وﺗﺣدﯾد ﻫذا اﻟﺣد اﻻدﻧﻰ ﯾﻔﺗرض ﺑﺄن اﻟطﻔل إذا ﺧﺎﻟف
اﺋﯾﺎ).(74
اﻟﻘﺎﻧون ﻗﺑل اﻟوﺻول اﻟﯾﻪ ﻓﻼ ﯾﺟوز اﻋﺗﺑﺎرﻩ ﻣﺳؤوﻻً ﺟز ً
ﻓﺟﺎء ﻣوﻗف اﻟﻣﺷرع اﻻردﻧﻲ ﻓﻲ ظل ﻗﺎﻧون اﻻﺣداث اﻻﺧﯾر رﻗم) (32ﻟﺳﻧﺔ 2014ﻣﻐﺎﯾراً ﻟﻣوﻗف
اﻟﻣﺷرع اﻟﻌراﻗﻲ ﻓﻘد رﻓﻊ ﺳن اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻗﺎﻣﺔ دﻋوى ﺟزاﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺣدث اﻟﺟﺎﻧﺢ اﻟﻰ
اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻋﺷرة ﻣن اﻟﻌﻣر) ،(75وﻋﻠﯾﻪ ﻓﻼ ﯾﺟوز ﺗوﻗﯾﻊ أﯾﺔ ﻋﻘوﺑﺔ ﻋﻠﯾﻪ ﻛوﻧﻪ ﻻ ﯾﻌﺗﺑر ﻣﺳؤوﻻ ﺟزاﺋﯾﺎً ﻋن أﻋﻣﺎﻟﻪ
)(74
Defence for children in international dci, fact sheet 4,general comment no.10,children rights in juvenile justice,
p.1
) (75اﻧظر اﻟﻣﺎدة)/4ب( ﻣن ﻗﺎﻧون اﻻﺣداث اﻻردﻧﻲ رﻗم) (32ﻟﺳﻧﺔ .2014
40
أو أﻓﻌﺎﻟﻪ ﺑﺣﻛم اﻟﻘﺎﻧون ،واﻟﻌﺑرة ﻓﻲ اﻗﺎﻣﺔ اﻟدﻋوى اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻫﻲ ﻟﺳن اﻟﺣدث وﻗت أرﺗﻛﺎب اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻻ ان ﻫذا
ﻻ ﯾﻣﻧﻊ ذﻟك ﻣن ﻓرض ﺑﻌض اﻟﺗداﺑﯾر اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ اﻟﻼزﻣﺔ واﻟﺗﻲ ﻧص ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون اﯾﺿﺎً ).(76
ﺗﺟد اﻟﺑﺎﺣﺛﺔ ﻣن اﻟﺗطﺑﯾﻘﺎت اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ أن ﻫﻧﺎك ﺟراﺋم ﻣﻧظورة أﻣﺎم اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺟﻧﺎﺗﻬﺎ ﻣن اﻻﺣداث
اﺳﺗﻧﺎدا
ً اﻟواﻗﻌﯾن ﺿﻣن اﻟﻔﺋﺔ اﻟﻌﻣرﯾﺔ اﻟﻣﻘﺻودة ،وﻧظراً ﻟوﺟود اﻟﻧص اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ اﻟذي ﯾﻣﻧﻊ ﻣﺟﺎزاة ﺗﻠك اﻟﻔﺋﺔ
ﻟﻘﺎﻧون اﻻﺣداث اﻷردﻧﻲ ﺑﺎت ﯾُزج ﺑﻬم ﻣن ﻗﺑل اﻟﺑﺎﻟﻐﯾن ﻻرﺗﻛﺎب اﻟﺟراﺋم وﯾﺗم اﺳﺗﺧداﻣﻬم ﻛﺄدوات ﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺟراﺋم
واﻟﺗﻲ ﻗد ﺗﻛون ﻋﻠﻰ درﺟﺔ ﻋﺎﻟﯾﺔ ﻣ ن اﻟﺧطورةٕ ،وان أُﻋﻣل اﻟﻧص اﻟﺟزاﺋﻲ اﻷردﻧﻲ اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺳن اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ
اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻻ ﺗﻘﻊ أﯾﺔ ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﺟزاﺋﯾﺔ ﻋﻠﯾﻬم ﺣﯾث ﯾﺗوﺟب اطﻼق ﺳراﺣﻬم ﻓو ار اذا ﻣﺎ ﺗم ﻣﻼﺣﻘﺗﻬم ﺟزاﺋﯾﺎ اذا ﻣﺎ
ﺗﺑﯾن أﻧﻬم ﻣن اﻻﺷﺧﺎص اﻟذﯾن ﯾﻌﺗﺑرون دون ﺳن اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ،وﻗد اظﻬرت اﻟدراﺳﺎت ﺑﺄن اﻟﻣرﺣﻠﺔ
اﺑﺗدا ﻣن 7وﺣﺗﻰ ﺳن 12ﻣرﺣﻠﺔ ﺗظﻬر ﻓﯾﻬﺎ اﻟدﻻﺋل ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻔﻛﯾر اﻟﻣﻧطﻘﻲ واﻟﺳﻠﯾم واﻟﻣﻧظم واﻟﻘﯾﺎم
اﻟﻌﻣرﯾﺔ ً
ﺑﺄﻋﻣﺎل ﻣﻌﻘدة وﻓﻘﺎً ﻟﺗﺳﻠﺳل ﻣﻧطﻘﻲ وﻗدرة اﻛﺑر ﻋﻠﻰ اﺟراء ﺣﻠول ﻣﺗراﺑطﺔ ﻟﻠﻣﺷﺎﻛل ،ﻣﻊ ﻣراﻋﺎة وﺟود اﻟﻔروق
ﺗرى اﻟﺑﺎﺣﺛﺔ ان ﻧﻬﺞ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋﻲ اﻟﺧﺎص ﺑﺎﻷﺣداث ﺟدﯾر ﺑﺎﻻﺣﺗرام ﺣﯾث إن رﻓﻊ ﺳن اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ
اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻟﻸﺣداث ﻣواﻓق ﻟﻣﺎ ﺗﻧﺎدي ﺑﻪ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ،ﻛون ان رﻓﻊ ﺳن اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻟﻠﺣدث ﯾﺣﻘق
) (76اﻧظر اﻟﻣﺎدة)/47ﺛﺎﻧﯾﺎ ً( ﻣن ﻗﺎﻧون رﻋﺎﯾﺔ اﻻﺣداث اﻟﻌراﻗﻲ رﻗم) (76ﻟﺳﻧﺔ .1983
)(77
Jean Piaget (2011), A Developmental biologist, stages of intellectual development in children and teenagers,
through , www.Childdevelopmentinfo.com , date:15/9/2016.
41
ﺑذات اﻟوﻗت ﻓﺈن اﻟﺑﺎﺣﺛﺔ ﺗﺟد أن ﻣوﻗف اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻌراﻗﻲ ﻣن اﺳﻧﺎد اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻟﻠﺣدث ﻋﻧد ﺳن
اﻟﺗﺎﺳﻌﺔ أﻣر ﺑﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ إﻋﺎدة ﻧظر ﻛون ان اﻟوﻗت اﻟذي ﻧﻌﯾش ﻓﯾﻪ ﻟم ﯾﻌد ﻛﺎﻟﺳﺎﺑق وﻣﺳﺗوى ادراك اﻷﺣداث
ﻟﻸﻓﻌﺎل اﻟﻣﺟرﻣﺔ ﻗﺎﻧوﻧﺎً ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻊ أﻗراﻧﻬم ﺑﺎﻟﺳﺎﺑق اﻧﺧﻔﺿت ﺑﺳﺑب اﻟظروف اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﺗﻲ
ﺗﻌﺻف ﺑﺎﻟﻣﻧطﻘﺔ ،وﻧظراً ﻟﺗدﻧﻲ ﻣﺳﺗوى اﻟﺗﻌﻠﯾم ﻟدى اﻷﺣداث ﺑﺳﺑب اﻟﺣروب واﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﻣﺷﺗﻌﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻧطﻘﺔ.
ﺗﺗﻣﯾز ﻫذﻩ اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﻓﻲ أن اﻟﻘﺎﻧون ﯾﻔﺗرض أن اﻟﺣدث ﻗد ﺣﺻل ﻋﻠﻰ ﻗدر ﻣﻌﯾن ﻣن اﻻدراك وﺣرﯾﺔ
اﻻﺧﺗﯾﺎر ،وﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن ذﻟك ﻓﻬو ﻻ ﯾﺳﻣﺢ ﺑﻔرض اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻟﻠﺣدث ،واﻧﻣﺎ ﯾﺟﯾز ﻓﻘط ﻣﺳﺎﺋﻠﺔ
اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺎ ﺑﻘﺻد اﺻﻼﺣﻪ واﻋﺎدة ﺗﺄﻫﯾﻠﻪ وذﻟك ﻋن طرﯾق ﻓرض اﻟﺗداﺑﯾر اﻟﺗﺄدﯾﺑﺔ واﻟﺗﻬذﯾﺑﯾﺔ ﻟﻠﺣدث،
ً اﻟﺣدث
وﺗﻌﺗﺑر ﻫذﻩ اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﻫﻲ اﻣﺗداد ﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻧﻌدام اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ،ﻓﻬﻲ ﻻ ﺗوﻗﻊ اي ﺟزاء ﻋﻠﻰ اﻟﺣدث ﻣﻬﻣﺎ
ﻛﺎﻧت ﺟﺳﺎﻣﺔ ذﻟك اﻟﻔﻌل اﻟذي ﻗﺎم ﺑﻪ ،وﻟﻛن اﻟﻔرق ﺑﯾﻧﻬﺎ وﺑﯾن ﻣرﺣﻠﺔ ﻧﻌدام اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻫو ﺟواز ﻣﺳﺎءﻟﺔ
اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺎ أي ﺑﻔرض ﺑﻌض اﻟﺗداﺑﯾر ﻣن اﺟل اﻋﺎدة ﺗﺄﻫﯾل اﻟﺣدث اﻟﻘﺎﺑل ﻟﻠﺟﻧوح) .(78وﻫذا ﻣﺎ اﺧذ ﺑﻪ
ً اﻟﺣدث
اﻟﻣﺷرع اﻷردﻧﻲ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣراﻫق ﻓﺗﻔرض ﻋﻠﯾﻪ ﺗداﺑﯾر ﺗﻛون أﻗل وطﺄة ﻣن اﻟﺗداﺑﯾر اﻟﺗﻲ ﺗﻔرض ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺗﻰ
اﻟذي ﯾﻛون ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ ﻋﻣرﯾﺔ أﻛﺑر ﻣن اﻟﻣراﻫق ﻧظ ًار ﻟزﯾﺎدة اﻟوﻋﻲ واﻻدراك ﻛﻠﻣﺎ ﺗﻘدم اﻟﺣدث ﻓﻲ ﻋﻣرﻩ).(79
أﻣﺎ اﻟﺣﺎل ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻌراﻗﻲ ﻓﻘد ﻗﺳم اﻟﻣﺷرع اﻟﻌراﻗﻲ ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟﻼﺣداث اﻟﻰ
ﻓﺋﺗﯾن ﻋﻣرﯾﺗﯾن ﺗﺷﻣل اﻟﺻﺑﻲ واﻟﻔﺗﻰ ،وﺧطﺔ اﻟﻣﺷرع اﻟﻌراﻗﻲ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻬذﻩ اﻟﻔﺗرة ﻓﻬﻲ ﻋدم اﺧﺿﺎع اﻟﺻﺑﻲ او
اﻟﻔﺗﻰ ﻟﻠﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﺎل ارﺗﻛﺎﺑﻪ ﺟرﯾﻣﺔ ﻣﺎ ،واﻧﻣﺎ ﺗﻔرض ﻋﻠﯾﻪ ﺗداﺑﯾر ﺗﺄدﯾﺑﺔ وﺗﺄﻫﯾﻠﯾﺔ .وﺗﺧﺗﻠف اﻟﺗداﺑﯾر
ﺣﺳب ﻧوع اﻟﺟرم واﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋﻠﯾﻬﺎ ،ﻓﺄن اﻟﻣﺷرع اﻟﻌراﻗﻲ أورد ﻋﻘوﺑﺎت وﺟزاءات ﻣﻘﯾدة ﻟﻠﺣرﯾﺔ ﻟﻔﺋﺔ
ﺗﺑدأ ﻫذﻩ اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﺑﺑﻠوغ اﻟﺣدث ﺳن اﻟرﺷد ،وﺗﺣدد أﻏﻠب اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت ﺳن اﻟرﺷد ﺣﯾن ﯾﺗم اﻟﺣدث
اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﻣن آﺛﺎر ،ﻓﺗوﻗﻊ ﻋﻠﯾﻪ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻣﻘررة ﻟﻠﺟراﺋم واﻷﻓﻌﺎل اﻟﺗﻲ ﯾرﺗﻛﺑﻬﺎ ،وﻻ ﺗﺧﻔف ﻫذﻩ اﻟﻌﻘوﺑﺎت
ﺑﻧﺎءا ﻋﻠﻰ ﻗواﻋد ﻋﺎﻣﺔ ﻣﻘررة ﺿﻣن اﺣﻛﺎم اﻟﻘواﻧﯾن وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﻼ ﻣﺟﺎل ﻻن ﯾطﺑق اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺧﺎص
ً اﻻ
ﺑﺎﻻﺣداث ﻋﻠﻰ ﻣن وﺻل ﻫذﻩ اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻌﻣرﯾﺔ ﻓﯾﺧرج ﻣن ﻧطﺎق ﺗطﺑﯾق ﻗﺎﻧون اﻷﺣداث اﻟﺧﺎص وﻻ ﯾﺣﺎﻛم
أﻣﺎم ﻗﺿﺎء اﻷﺣداث ،ﻓﻘد ﻧص اﻟﻣﺷرع اﻻردﻧﻲ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻻﺣداث رﻗم) (32ﻟﺳﻧﺔ 2014ان اﻟﺣدث ﻫو ﻣن
ﻟم ﯾﺗم اﻟﺛﺎﻣﻧﺔ ﻋﺷرة ﻣن ﻋﻣرﻩ ﻓﻘد ﺣدد اﻟﻣﺷرع اﻟﺣد اﻻﻋﻠﻰ ﻟﻠﺣدث ﺑﺛﻣﺎﻧﯾﺔ ﻋﺷر ﻋﺎم) ،(81وﻫذا ﻣﺎ اﺧذ ﺑﻪ
اﻟﻣﺷرع اﻟﻌراﻗﻲ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون رﻋﺎﯾﺔ اﻻﺣداث اﻟﻌراﻗﻲ ﺣﯾث ﻧص ﻋﻠﻰ اﻧﻪ ":ﺗﻧﺗﻬﻲ اﻻﺟراءات اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﻠب
اﻟوﻻﯾﺔ ﻋﻧد اﺗﻣﺎم اﻟﺻﻐﯾر او اﻟﺣدث اﻟﺛﺎﻣﻧﺔ ﻋﺷرة ﻣن اﻟﻌﻣر" .وﻟﻬذا ﻛﺎﻧت ﻫﻧﺎﻟك ﺿرورة ﻣن ﺗﺣدﯾد ﺳن
وﺗﺟد اﻟﺑﺎﺣﺛﺔ ان ﺿرورة ﻣﻌرﻓﺔ ﺳن اﻟﺟﺎﻧﻲ وﻗت وﻗوع اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﯾﻛﻣن ﻓﻲ ﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻘﺎﻧون واﺟب اﻟﺗطﺑﯾق ﻋﻠﻰ
اﻟﻔﺎﻋل ،ﻓﺈذا ﻣﺎ ارﺗﻛب اﻟﺟﺎﻧﻲ ﻓﻌﻼً ﯾﻌﺎﻗب ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻘﺎﻧون) ﺳﻧداً ﻻﺣﻛﺎم ﻗﺎﻧون اﻻﺣداث اﻻردﻧﻲ( ﻓﺗطﺑق ﻋﻠﯾﻪ
وﺳﻧدا
ً اﺣﻛﺎم اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص طﺎﻟﻣﺎ ﻗد اﺗم اﻟﺣدث اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻋﺷر ﻣن ﻋﻣرﻩ وﻟم ﯾﺗم اﻟﺛﺎﻣﻧﺔ ﻋﺷر ﻣن ﻋ ﻣرﻩ،
ﻷﺣﻛﺎم ﻗﺎﻧون رﻋﺎﯾﺔ اﻻﺣداث اﻟﻌراﻗﻲ ﻓﺈن ﻗﺎﻧون رﻋﺎﯾﺔ اﻻﺣداث اﻟﻌراﻗﻲ ﯾطﺑق ﻋﻠﻰ اﻟﺟﺎﻧﻲ إذا ﻣﺎ ارﺗﻛب
ﺟرﻣﯾﺎ وﻛﺎن ﻗد اﺗم اﻟﺗﺎﺳﻌﺔ ﻣن ﻋﻣرﻩ وﻟم ﯾﺗم اﻟﺛﺎﻣﻧﺔ ﻋﺷرة ﻣن ﻋﻣرﻩ.
ً ﻓﻌﻼً
ﺣﺳﻧﺎ ﻓﻌل ﺑذﻟك اﻟﻣﺷرع اﻻردﻧﻲ واﻟﻌراﻗﻲ ﻣن ﺣﯾث ﺳن اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻟﻠﺣدث ﺑﺣدﻫﺎ اﻻﻗﺻﻰ
ً
ﻛون اﻟﺷﺧص إذا ﻣﺎ اﺗم اﻟﺣدث اﻟﺛﺎﻣﻧﺔ ﻋﺷر ﻣن ﻋﻣرﻩ ﻓﻘد وﺻل ﻟدرﺟﺔ ﻋﻘﻠﯾﺔ ﺗﺳﺗدﻋﻲ ﻣؤاﺧذﺗﻪ دون أي
ﺗﺧﻔﯾف ﻛﻣﺎ ﻫو اﻟﺣﺎل ﻟدى اﻻﺣداث أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺣد اﻻدﻧﻰ ﻟﻠﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻓﻘد ﺳﺑق واﺷﺎرت اﻟﺑﺎﺣﺛﺔ اﻟﻰ رأﯾﻬﺎ
ﺳﺎﺑﻘﺎً.
44
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث
ﯾﻌﺗﺑر اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣرﺣﻠﺔ ﻫﺎﻣﺔ ﻣن ﻣراﺣل اﻟدﻋوى اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ،ﺣﯾث ﯾﻌرف اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻟﻐﺔً ﻣن اﻟﻔﻌل اﻟﺛﻼﺛﻲ
ﺷﯾﺋﺎ
ﺣﻘق ،واﺷﺗﻘﺎﻗﺎﺗﻬﺎ ﯾﺣﻘق ﺗﺣﻘﯾﻘﺎً ) ،(83وﯾﻌﻧﻲ ﻛذﻟك اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﺑﺣث ﻋن اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ،ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر ان ﻫﻧﺎﻟك ً
ﻣﻔﻘوداً وﻣﺟﻬوﻻً وﯾﻛﺗﻧﻔﻪ اﻟﻐﻣوض ،وﻋن طرﯾق اﻟﺗﺣﻘﯾق ﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻟﻣﺣﻘق ازاﻟﺔ ﻫذا اﻟﻐﻣوض ﻣن اﺟل اﻟوﺻول
اﻟﻰ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ .ﺣﯾث ﯾﻌرف اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻋﻠﻰ ان ﻣﺻدرﻩ ﺣق ،وﺣق اﻻﻣر أي ﺻﺢ وﺛﺑت وﺻدق ،وﺣﻘق اﻻﻣر أي
أﺛﺑﺗﻪ وﺻدﻗﻪ أو ﻋرف ﺣﻘﯾﻘﺗﻪ؛ وﯾﻘﺎل ﺣﻘق اﻟﺿن وﺣﻘق اﻟﻘول) ،(84واﻟﺗﺣﻘﯾق ﻓﻲ أﻣر ﻣﻌﻧﺎﻩ ﺑذل اﻟﺟﻬد ﻓﯾﻪ
ﻟﻠﻛﺷف ﻋن ﺣﻘﯾﻘﺔ اﻣرﻩ ،وﺟﺎء ﺗﻌرﯾف اﺧر ﻟﻠﺗﺣﻘﯾق ﻋﻠﻰ اﻧﻪ ":ﺣﻘق ﻗوﻟﻪ وظﻧﻪ ﺗﺣﻘﯾﻘﺎً ،أي ﺻدﻗﻪ وﻛﻼم
ﻣﺣﻘق أي رﺻﯾن).(85
ﯾﻌرف اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻗﺎﻧوﻧﺎً ﻋﻠﻰ اﻧﻪ" ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻻﺟراءات اﻟﻣﺷروﻋﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ﺑﻬﺎ ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق او
اﻟﻣﺣﻘق اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ﻣن اﺟل اﻛﺗﺷﺎف اﻟﺟرﯾﻣﺔ وذﻟك ﻋن طرﯾق ﺟﻣﻊ اﻻدﻟﺔ واﻟﻘراﺋن واﻟﺗﻲ ﺗﺛﺑت اداﻧﺔ اﻟﻔﺎﻋل او
اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ﺑﺄﻧﻪ اﻻﺟراءات اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻻدارﯾﺔ واﻟﻔﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﺑﻬﺎ ﺳﻠطﺔ رﺳﻣﯾﺔ ذات اﺧﺗﺻﺎص ﺑﻘﺻد
) (83اﻟﻐﺎﻧﻲ ،رﯾﺎﺿﻲ ﻋﺑد ،(2001)،ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق ،اﻟﺟزء اﻻول ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻻوﻟﻰ ،ﻣطﺑﻌﺔ دار اﻟﺳﻼم ،اﻟﻣﻐرب ،ص.4
) (84اﻟﻣﻌﺟم اﻟوﺟﯾز) ،(1999طﺑﻌﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑوزارة اﻟﺗرﺑﯾﺔ واﻟﺗﻌﻠﯾم ،ص .163
) (85ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد ،ﻣﺣﻣد ﻣﺣﻲ اﻟدﯾن ،واﻟﺳﺑﻛﻲ ،ﻣﺣﻣد ﻋﺑد اﻟﻠطﯾف ،(1934)،اﻟﻣﺧﺗﺎر ﻣن ﺻﺣﺎح اﻟﻠﻐﺔ ،دار اﻻﺳﺗﻘﺎﻣﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺧﺎﻣﺳﺔ ،اﻟﻘﺎھرة،
ص.177
) (86اﻟرداﯾدة ،ﻋﺑد اﻟﻛرﯾم ،(2013)،إﺟراءات اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ وأﻋﻣﺎل اﻟﺿﺎﺑطﺔ اﻟﻌدﻟﯾﺔ :اﻟﺟﺎﻣﻊ اﻟﺷرطﻲ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻻوﻟﻰ ،دار ﺣﺎﻣد ﻟﻠﻧﺷر ،اﻻردن،
ص .19
45
اﻟﻛﺷف ﻋن اﻟﺟرﯾﻣﺔ واﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ اﻟﺟﻧﺎة واﻟﻣﺗﺿررﯾن ﻣن اﻟﺟرﯾﻣﺔ وﺟﻣﻊ اﻻدﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻘق اﻟﻌداﻟﺔ
اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ).(87
ﻋﻠﯾﻪ ﺗﺟد اﻟﺑﺎﺣﺛﺔ ﻣﻣﺎ ﺳﺑق ﺑﺄن اﻟﺗﺣﻘﯾق ﯾﻌﺗﺑر ﻣن أﻫم اﻻﺟراءات اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺧذ ﺑﻌد وﻗوع اﻟﺟرﯾﻣﺔ ،وذﻟك
ﻟﻛﺷف اﻟﺟرﯾﻣﺔ واﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ ﻣرﺗﻛﺑﻬﺎ وﺟﻣﻊ اﻻدﻟﺔ واﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﻛﺎﻓﯾﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ،وﻟﯾس اﻟﻣﻘﺻود ﻣﻧﻪ ﻫو
اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻓﻲ اﻟﺟﻧﺎﯾﺎت ﻓﻘط ﺑل ﻫو اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻓﻲ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﺟراﺋم ،اﻻ ان ﻛﻠﻣﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻗﺗرﻧت ﺑﻣﺻطﻠﺢ اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ،
وذﻟك ﻧظراً ﻻﻫﻣﯾﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻓﻲ اﻟﺟﻧﺎﯾﺎت ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر اﻧﻬﺎ ﻓﻲ اﻋﻠﻰ ﻣراﺗب اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻣن ﺣﯾث اﻟﺗﺻﻧﯾف ،أذن
ﻓﺄن اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ﻫو اﻟذي ﯾﺿﻊ ﻧﺻوص ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت وﻗﺎﻧون اﺻول اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺎت اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻣوﺿﻊ
اﻟﺗﻧﻔﯾذ واﻟﺗطﺑﯾق ،وﻫو اﻟذي ﯾﺑث اﻟﺣﯾﺎة ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ وﻟوﻻﻩ ﻟﻣﺎ ﻛﺎن ﻫﻧﺎﻟك ﺗطﺑﯾق ﻟﻬذﻩ
ﺳﺎﺑﻘﺎ ﯾﺟب ان ﻧوﺿﺢ ﻣراﺣل اﻟﺗﺣﻘﯾق واﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﻪ اﻻﺟراءات اﻟﺗﻲ ﯾﻘوﻣون
ً ﻋﻠﯾﻪ وﻣ ﻣﺎ ﺗﻘدم
ﺑﻬﺎ ﻣن اﺟل اﻟوﺻول اﻟﻰ اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﻣرﺟوة ﻣن اﻟﺗﺣﻘﯾق وﺑﯾﺎن اﻫﻣﯾﺔ ﻣراﺣل اﻟﺗﺣﻘﯾق ،ﻟذﻟك ﺳﯾﺗم ﺗﻘﺳﯾم اﻟﻔﺻل
ﻛﺎﻻﺗﻲ:
اﻟﻣﺑﺣث اﻻول
ﺗﻛﻣن اﻫﻣﯾﺔ ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻوﻟﻰ او ﻛﻣﺎ ﯾطﻠق ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗﻣﻬﯾدي وﻛﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ
اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻌراﻗﻲ او ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻﺳﺗدﻻل ﻛﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻻردﻧﻲ ﻓﻲ ﺟﻣﻊ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ،وﻏﺎﯾﺗﻬﺎ
ﺗوﺿﯾﺢ وﻗﺎﺋﻊ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻛﻲ ﺗﺗﺻرف ﻋﻠﻰ وﺟﻪ ﻣﻌﯾن ،وﻻ ﺗﻌﺗﺑر ﻣرﺣﻠﺔ اﻻﺳﺗدﻻل ﻣن ﻣراﺣل
اءات أوﻟﯾﺔ ﺗﻣﻬد ﻟﻘﯾﺎم اﻟدﻋوى اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ،وﻻ ﺗﻌد ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻوﻟﻲ ذات
اﻟدﻋوى اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ،ﺑل ﻫﻲ اﺟر ٍ
ﺿرورة ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ،ﺑل ﻫﻲ ﻣرﺣﻠﺔ ﯾﻔرﺿﻬﺎ اﻟواﻗﻊ ﻓﻲ ﻛﺛﯾر ﻣن اﻻﺣﯾﺎن ،ﻓﺄن اﻟﻘﺎﻧون ﻟم ﯾﻧص ﻋﻠﻰ وﺟوب اﻟﻘﯾﺎم
ﺑﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻوﻟﻲ ﻋﻧد ﻣﺑﺎﺷرة اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﺟزاﺋﻲ ،ﻓﺎﻻﻣر ﻣﺗروك ﻟﺣﻛم اﻟواﻗﻊ وﻟﺗﻘدﯾر ﻣﺄﻣور اﻟﺿﺑط
اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ وﻫذا ﻣﺎ ﺟﺎء ﺑﻪ اﻟﻣﺷرع اﻟﻌراﻗﻲ او رﺟﺎل اﻟﺿﺎﺑطﺔ اﻟﻌدﻟﯾﺔ اﻟﻣﺳﺎﻋدة)اﻟﺷرطﺔ( ﻛﻣﺎ ﻫو اﻟﺣﺎل ﻓﻲ
اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻻردﻧﻲ او ﻣﺗروك ﻟﺗﻘدﯾر اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،وﻻ ﯾﻌﺗﺑر ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧون ﻗﯾﺎم اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﻣﺑﺎﺷرة اﻟدﻋوى
اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻣن دون اﻻﺧذ ﺑﺈﺟراءات اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻوﻟﻲ او اﻟﺗﻣﻬﯾدي ،ورﻏم ذﻟك ﻓﺄﻧﻬﺎ ﺗﺗﯾﺢ ﻟﺳﻠطﺎت اﻟﺗﺣﻘﯾق
اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت واﻟﺣﻘﺎﺋق ﻓﻲ ﺷﺄن اﻟﺟرﯾﻣﺔ واﻟﺗﻲ ﻣﺎ زال أﻣرﻫﺎ ﯾﺗﺻف ﺑﺎﻟﺧﻔﺎء او اﻟﻐﻣوض.
ﻋﻠﯾﻪ ﺳﯾﺗم ﺗﻧﺎول ﻣوﺿوع ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻوﻟﻲ ﻣن ﺣﯾث دراﺳﺔ ﻣﻔﻬوم اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻوﻟﻲ ،اﻟﺳﻠطﺔ
اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﺎﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻوﻟﻲ ﻣﻊ اﻻﺣداث ،وﻣﻬﺎم ﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻوﻟﻲ ﻣﻊ اﻻﺣداث ،وﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﺣدث ﻓﻲ
اﻟﻣطﻠب اﻻول
اﻟﻣﻘﺻود ﺑﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻوﻟﻲ ﻫﻲ" ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻻﺟراءات اﻻوﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺑق ﺗﺣرﯾك اﻟدﻋوى
اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ،ﺑﻬدف ﺟﻣﻊ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻓﻲ ﺟرﯾﻣﺔ ارﺗﻛﺑت ﻣن ﻟﺣظﺔ وﻗوﻋﻬﺎ واﺗﺧﺎذ اﻻﺟراءات اﻟﻔورﯾﺔ واﻟﺳرﯾﻌﺔ
اﻻﺟراءات اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ﺑﻬﺎ اﻋﺿﺎء اﻟﺿﺎﺑطﺔ اﻟﻌدﻟﯾﺔ ﻋﻘب ﻋﻠﻣﻬم ﺑوﻗوع ﺟرﯾﻣﺔ ﻣﺎ ﻟﻪ اﻫﻣﯾﺔ ﻛﺑﯾرة ،اذ ﯾﺿﻊ ﻓﻲ
ﯾد اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺷﺗﻰ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺟرﯾﻣﺔ وﻣرﺗﻛﺑﻬﺎ ،ﻓﺄذا ﺗﺑﯾن ﻟﻠﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ أ ن اﻻﺧﺑﺎر أو اﻟﺷﻛوى
ﻛﯾدﯾﺔ ﺗﻘوم ﺑﺣﻔظ اﻻوراق ،واذا ﻗررت اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻗﺎﻣﺔ اﻟدﻋوى ﺑﻧﺎءاً ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﻛﺎﻓﯾﺔ ﻟدﯾﻬﺎ ،ﻓﺄن
ﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗﻲ ﺗﺿﻊ ﯾدﻫﺎ ﻓﻲ اﻟدﻋوى ﯾﻛون أﻣﺎﻣﻬﺎ اﻻدﻟﺔ اﻻزﻣﺔ ،وﻫذا اﻻﻣر ﯾﺳﻬل ﻋﻣل اﻟﻣﺣﻘق
وﺳرﻋﺔ اﻧﺟﺎزﻩ").(89ان ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻوﻟﻲ ﻻ ﺗدﺧل ﺿﻣن اﻟﻣﻔﻬوم اﻟدﻗﯾق ﻟﻠﺗﺣﻘﯾق ﻓﻲ دﻋوى اﻟﺣق اﻟﻌﺎم،
ﻛوﻧﻬﺎ ﺳﺎﺑﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﯾﺎم ﺗﻠك اﻟدﻋوى ،ﻟذا ﻓﺄن اﺟراءات اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻوﻟﻲ ﻫﻲ اﺟراءات ذات طﺑﯾﻌﺔ ادارﯾﺔ أي
ﻏﯾر ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻛس اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻﺑﺗداﺋﻲ اﻟذي ﺗﻌﺗﺑر اﺟراءاﺗﻪ ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ ،اذ ﯾﻌد ﻣرﺣﻠﺔ اﺳﺎﺳﯾﺔ ﻣن ﻣراﺣل
اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ).(90
ﯾطﻠق ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻻردﻧﻲ ﺑﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻوﻟﻲ ،وﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻌراﻗﻲ ﺑﻣرﺣﻠﺔ
اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻوﻟﻲ أو اﻟﺗﻣﻬﯾدي ،وﺗﻌﺗﺑر ﻫذﻩ اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﻣن أﻫم وأﺧطر اﻟوظﺎﺋف اﻟﻣﻧﺎطﺔ ﺑﺎﻟﺷرطﺔ ،أذ ﯾﺗوﻗف ﻋﻠﻰ
ﺣﺳن اﺟراءﻫﺎ وﻣدى ﻓﺎﻋﻠﯾﺔ اﻻﺟراءات اﻟﻣﺗﺑﻌﺔ ﻓﯾﻬﺎ ﺳﯾر ﻣراﺣل اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻﺣﻘﺔ ﺑﺄﻧﺗظﺎم.
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻوﻟﻲ)اﻷﺳﺗدﻻﻟﻲ( اﻫﻣﯾﺔ ﻛﺑﯾرة ﻓﻲ ﻛﺷف اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ،ﺣﯾث ﺗﻣﻛن ﻫذﻩ اﻟﻣرﺣﻠﺔ رﺟﺎل
اﻟﺿﺎﺑطﺔ اﻟﻌدﻟﯾﺔ)اﻟﺷرطﺔ( ﻣن ﺣﻔظ اﻟﺷﻛﺎوى واﻟﺑﻼﻏﺎت ﻏﯾر اﻟﻣدﻋﻣﺔ واﻟﺗﻲ ﻻ ﯾﺟدي اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻓﯾﻬﺎ ﻻﺛﺑﺎت
وﺣرﯾﺎﺗﻬم).(91
ﻛﻣﺎ وﯾﺳﻣﺢ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻوﻟﻲ ﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻوﻟﻲ أن ﺗﺗﺻرف ﺑﺷﺄن ﺗﺣرﯾك اﻟدﻋوى اﻟﺟزاﺋﯾﺔ وﻫﻲ
ﻋﻠﻰ ﻋﻠم وﺑﯾﻧﺔ ﻛﺎﻓﯾﺔ ﺑﺣﻘﺎﺋق اﻻﻣور ﻟﻣﺎ ﺗﺗﺻف ﺑﻪ ﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻوﻟﻰ ﻣن ﻓﺎﻋﻠﯾﺔ وﻧﺷﺎط اﻛﺛر ﻣن ﺳﻠطﺔ
اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻﺑﺗداﺋﻲ ،وﯾﻣﻛن اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻوﻟﻲ ﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣن اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺟرﯾﻣﺔ ،وﻻ
ﺗﻌﺗﺑر ﻣﻬﻣﺔ ﺿﺑط اﻟﺟراﺋم ﻫﻲ اﻟﻣﻬﻣﺔ اﻟوﺣﯾدة ﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻوﻟﻲ ﺑل ان ﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺿﺎﺑطﺔ اﻟﻌدﻟﯾﺔ ﻣﻬﻣﺔ
ﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻوﻟﻰ اﻫﻣﯾﺔ ﻛﺑﯾرة ﻣن ﺣﯾث اﻻﻋداد ﻟﻠﺗﺣﻘﯾق أو اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ ،ﻓﻬﻲ ﺗﻌﺗﺑر ﻣن ﻣراﺣل
اﺛﺑﺎت اﻟدﻋوى وذﻟك ﻻن اﻟﻬدف ﻣن اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻوﻟﻲ ﻫو اﻟوﺻول اﻟﻰ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ،وأﯾﺿﺎً ﺟﻣﻊ اﻷدﻟﺔ اﻟﻛﺎﻓﯾﺔ
ﻹﺛﺑﺎت اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻣرﺗﻛﺑﻬﺎ واﻟﺗﺣﺿﯾر ﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻷﺑﺗداﺋﻲ ،واذا ﻛﺎﻧت ﻟﻬذﻩ اﻟﻣرﺣﻠﺔ أﻫﻣﯾﺔ ﻛﺑﯾرة ﻓﻲ
ﻣواﺟﻬﺔ اﻷﺣداث اﻟﻣﻧﺣرﻓﯾن أو اﻟﻣﻌرﺿﯾن ﻟﻸﻧﺣراف ﻓﯾﺟب وﺿﻊ ﻗواﻋد ٕواﺟراءات ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق
) (91ﺳرور ،اﺣﻣد ﻓﺗﺣﻲ) (1993اﻟوﺳﯾط ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻻﺟراءات اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ،طﺑﻌﺔ اﻟﺳﺎﺑﻌﺔ ،دار اﻟﻧﮭﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،اﻟﻘﺎھرة ،ص.331
) (92ﺣﺳﻧﻲ ،ﻣﺣﻣود ﻧﺟﯾب) (1995ﺷرح ﻗﺎﻧون اﻹﺟرءات اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ،دار اﻟﻧﮭﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،اﻟﻘﺎھرة ،ص .380
49
اﻷوﻟﻲ ﻣﻊ اﻷﺣداث ﺣﺗﻰ ﯾﻌﺗﺑر ﻫذا اﻟدور اﻻول ﻹﺻﻼح اﻟﺣدث اﻟﻣﻧﺣرف أو اﻟﻣﻌرض ﻟﻸﻧﺣراف) .(93وﻣﻣﺎ
-2ﺗﻛﻣن اﻫﻣﯾﺔ ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻوﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺟﻧﺢ اﻟﺻﻠﺣﯾﺔ وذﻟك ﻻﻧﻪ ﯾﻣﻛن ﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻوﻟﻲ ﻣن رﻓﻊ
-3ﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻوﻟﻲ اﻫﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻧﻬﺎ ﺗﻣﻛن اﻟﻣدﻋﻲ اﻟﻌﺎم ﻣن ان ﯾﺑﺎﺷر اﺧﺗﺻﺎﺻﺗﻪ ﺑﺎﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻﺑﺗداﺋﻲ
وذﻟك ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻣﺎ ﺗوﺻﻠت اﻟﯾﻪ ﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻوﻟﻲ ﻣن ﺗﺣﻘﯾﻘﺎت ﺑﺧﺻوص اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻣﻌروﺿﺔ أﻣﺎ اﻟﻣدﻋﻲ
اﻟﻌﺎم.
-4ان وظﯾﻔﺔ اﻟﺿﺎﺑطﺔ اﻟﻌدﻟﯾﺔ ﻫﻲ اﺳﺗﻘﺻﺎء اﻟﺟراﺋم وﺟﻣﻊ اﻻدﻟﺔ واﻟﺗﺣﻘق ﻣﻧﻬﺎ وﺗﻣﺣﯾﺻﻬﺎ ،وذﻟك ﻣن اﺟل
ان ﺗﻛون اﻻدﻟﺔ واﺿﺣﺔ وﺳﻠﯾﻣﺔ ﻋﻧدة ﻋرﺿﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻣﺧﺗص.
-5وﺗﺗﺿﺢ اﻫﻣﯾﺔ ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻوﻟﻲ ﻓﻲ ان اﻟﺿﺎﺑطﺔ اﻟﻌدﻟﯾﺔ وﻫﻲ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﺎﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻوﻟﻲ
ﺗﻛون ﻟدﯾﻬﺎ ﺳرﻋﺔ اﻟﺣرﻛﺔ ﻟﻠوﺻول اﻟﻰ ﻣﻛﺎن وﻗوع اﻟﺟرﯾﻣﺔ وﺟﻣﻊ اﻻدﻟﺔ وﺿﺑط ﻛل ﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺟرﯾﻣﺔ.
اﻟﺟرﯾﻣﺔ.
) (93اﻟﺣﺿوري ،ﺣﺳﯾن اﺣﻣد(2009)،إﺟراءات اﻟﺿﺑط واﻟﺗﺣﻘﯾق ﻟﺟراﺋم اﻻﺣداث :دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ،دار اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،اﻻﺳﻛﻧدرﯾﺔ ،ص.47
) (94اﻟرداﯾدة ،ﻋﺑد اﻟﻛرﯾم ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص.74
) (95اﻧظر اﻟﻣﺎدة) (37ﻗﺎﻧون ﻣﺣﺎﻛم اﻟﺻﻠﺢ رﻗم) (15ﻟﺳﻧﺔ 1952وﺗﻌدﯾﻼﺗﮫ ،اﻟﻣﻧﺷور ﺑﺎﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ رﻗم) (1102ﺑﺗﺎرﯾﺦ.1952/1/1
50
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث
ﺗﺧﺗﻠف اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﺈﺟراء اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗﻲ ﺗﻛون ﻣوﺟﻬﺔ ﻻﻛﺗﺷﺎف اﻟﺟرﯾﻣﺔ واﻟﻣﺟرﻣﯾن ٕواﺣﺎﻟﺗﻬم
ﻟﻠﺟﻬﺎت اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﻛﻲ ﺗوﻗﻊ اﻟﺟزاء ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺗﻬﻣﯾن ،وﺗﺧﺗﻠف ﺗﺳﻣﯾﺔ اﻟﺟﻬﺎت اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﺎﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻوﻟﻲ ﻣن
دوﻟﺔ اﻟﻰ اﺧرى ،وﺳﺗﻘوم اﻟﺑﺎﺣﺛﺔ ﺑﺗﻘﺳﯾم ﻫذا اﻟﻣطﻠب اﻟﻰ ﻓرﻋﯾن ،ﺳﯾﺗﻧﺎول اﻟﻔرع اﻻول اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ
ﺑﺎﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻوﻟﻲ ﻣﻊ اﻻﺣداث ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻻردﻧﻲ ،واﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﺎﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻوﻟﻲ ﻣﻊ
اﻟﻔرع اﻻول
ﺣدد اﻟﻣﺷرع اﻻردﻧﻲ ﺑﺷﻛل ﻋﺎم اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺧوﻟﺔ ﺑﺎﻟﻘﯾﺎم ﺑﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻوﻟﻲ ﻓﻲ ﻧص اﻟﻣﺎدة)(1/8
ﻣن ﻗﺎﻧون اﺻول اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺎت اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻻردﻧﻲ" ﻣوظﻔوا اﻟﺿﺎﺑطﺔ اﻟﻌدﻟﯾﺔ ﻣﻛﻠﻔون ﺑﺎﺳﺗﻘﺻﺎء اﻟﺟراﺋم وﺟﻣﻊ
ادﻟﺗﻬﺎ واﻟﻘﺑض ﻋﻠﻰ ﻓﺎﻋﻠﯾﻬﺎ واﺣﺎﻟﺗﻬم اﻟﻰ اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻟﻣوﻛول اﻟﯾﻬﺎ أﻣر ﻣﻌﺎﻗﺑﺗﻬم" .وﻋرف اﻟﻣﺷرع اﻻردﻧﻲ ﻓﻲ
اﻟﻣﺎدة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣن ﻗﺎﻧون اﻻﺣداث اﻻردﻧﻲ رﻗم) (32ﻟﺳﻧﺔ 2014ﺷرطﺔ اﻻﺣداث ﻋﻠﻰ اﻧﻬﺎ ":ادارة ﺷرطﺔ
اﻻﺣداث اﻟﻣﻧﺷﺄة ﺑﻣوﺟب اﺣﻛﺎم ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون ﻓﻲ ﻣدﯾرﯾﺔ اﻻﻣن اﻟﻌﺎم واﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﺷؤون اﻻﺣداث" ،ﺣﯾث ﺗم
اﺳﺗﺣداث ادارة ﺷرطﺔ ﻓﻲ ﻣدﯾرﯾﺔ اﻻﻣن اﻟﻌﺎم ﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﺎﻻﺣداث وﻫﻲ اﻟﺟﻬﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﻓﻲ اﻷردن ﺑﺎﻟﺗﺣﻘﯾق
ﻓﻲ اﻟﺟراﺋم اﻟﻣرﺗﻛﺑﺔ ﻣن ﻗﺑل اﻻﺣداث وﻣﺑﺎﺷرة اﻻﺟراءات اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺑﻬﺎ وﻓﻘﺎ ﻟﻠﺻﻼﺣﯾﺎت اﻟﻣﻣﻧوﺣﺔ ﻟﻠﺷرطﺔ،
51
واﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻧزاﻋﺎت ﻓﻲ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت واﻟﺟﻧﺢ اﻟﻣرﺗﻛﺑﺔ ﻣن ﻗﺑل اﻻﺣداث وذﻟك ﻟﺗﺟﻧﯾﺑﻬم اﻟﻣرور ﺑداﺋرة
اﻟﺗﻘﺎﺿﻲ واﻟﻠﺟوء ﻣﺎ أﻣﻛن إﻟﻰ اﺳﺗﺧدام اﻟﺗداﺑﯾر ﻏﯾر اﻟﺳﺎﻟﺑﺔ ﻟﻠﺣرﯾﺔ وﻣراﻋﺎة ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟطﻔل اﻟﻔﺿﻠﻰ ،وذﻟك
ﺑﺗواﻓر ﻋدة ﺷروط وﻫﻲ ان ﺗﻛون ﻋﻘوﺑﺔ اﻟﻔﻌل ﻻ ﺗزﯾد ﻋن ﺳﻧﺗﯾن ،وﻣواﻓﻘﺔ اطراف اﻟﻧزاع ﻋﻠﻰ ﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻧزاع
ﻣن ﻗﺑل اﻟﺿﺎﺑطﺔ اﻟﻌدﻟﯾﺔ ،واﯾﺿﺎ ﯾﺟب ان ﺗﻛون اﻟﺗﺳوﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟراﺋم اﻟﺗﻲ ﯾﺗوﻗف اﻟﻧظر ﻓﯾﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻘدﯾم
ﺷﻛوى ﻣن اﻟﻣﺿرور ،ﻓﺄذا ﺗوﻓرت ﻫذﻩ اﻟﺷروط ﯾﻣﻛن ﻟﻠﺿﺎﺑطﺔ اﻟﻌدﻟﯾﺔ ان ﺗﻘوم ﺑﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻧزاع دون اﻻﺣﺎل
ﻟﻠﻘﺿﺎء).(96
ﻫﻧﺎﻟك دور اﺳﺗﺛﻧﺎﺋﻲ ﻟرﺟﺎل اﻟﺿﺎﺑطﺔ اﻟﻌدﻟﯾﺔ ﻧص ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻘﺎﻧون اﺻول اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺎت اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻻردﻧﻲ،
ﻓﻘد أﻋطﺎﻫم اﻟﻘﺎﻧون ﺳﻠطﺎت ﺗدﺧل ﺿﻣن اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ وﻫﻲ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﺎﻟﺗﺣﻘﯾق
اﻻﺑﺗداﺋﻲ ،ﻓﻲ اﺣوال ﺣددﻫﺎ اﻟﻣﺷرع ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﺣﺻر ،ﺣﯾث ان اﻟﺿﺎﺑطﺔ اﻟﻌدﻟﯾﺔ ﺗﺳﺗطﯾﻊ وﺑﻘوة اﻟﻘﺎﻧون
اﺗﺧﺎذ ﺑﻌض اﻻﺟراءات اﻟﻣﺎﺳﺔ ﺑﺣرﯾﺎت اﻻﺷﺧﺎص وﺣرﻣﺔ ﻣﺳﺎﻛﻧﻬم ،وﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻻت ﺗﺷﻣل اﻟﺟرم اﻟﻣﺷﻬود،
ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ طﻠب ﺻﺎﺣب اﻟﻣﺳﻛن) ،(97ﺣﯾث ﯾﻘوم ﻣوظﻔوا اﻟﺿﺎﺑطﺔ اﻟﻌدﻟﯾﺔ
واﻟﺟراﺋم اﻟواﻗﻌﺔ داﺧل ا ﻟﻣﺳﺎﻛن ً
ﺑﺗﻧظﯾم اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟﺗﻲ ﻫﻲ ﻓﻲ ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻻﺣوال ﻣن وظﺎﺋف اﻟﻣدﻋﻲ اﻟﻌﺎم ﻣﻊ ﻣراﻋﺎة اﻟﺗﻘﯾﯾد ﺑﺎﻟﺻﯾﻐﺔ
واﻟﻘواﻋد اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑوظﺎﺋف اﻟﻣدﻋﻲ اﻟﻌﺎم اﻟﻣﺑﯾﻧﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة) (46ﻣن ﻗﺎﻧون اﺻول اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺎت
ﻣوظﻔﻲ اﻟﺿﺎﺑطﺔ اﻟﻌدﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﺣدود ﻣﺎ ﯾﻘوﻣون ﺑﻪ ﻣن اﻻﻋﻣﺎل اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻻﻋﻣﺎل اﻟﻣذﻛورة ﻓﻲ اﻟﻣواد)(9،10
ﻣن ﻗﺎﻧون اﺻول اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺎت اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻻردﻧﻲ ،وﻋﺿو اﻟﺿﺎﺑطﺔ اﻟﻌدﻟﯾﺔ وﻫو اﻟﺷﺧص اﻟﻣﺳؤول ﻛذﻟك ﻋن
ﺗﺣرﯾك دﻋوى اﻟﺣق اﻟﻌﺎم ،وﻣﺑﺎﺷرة اﻟدﻋوى اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻓﻲ ﻛﺎﻓﺔ ﻣراﺣل اﻟﺗﺣﻘﯾق).(99
ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻘد ﺗوﺻﻠت اﻟﺑﺎﺣﺛﺔ اﻟﻰ ان اﺟراءات ﺳﻠطﺔ ﻣوظﻔﻲ اﻟﺿﺎﺑطﺔ اﻟﻌدﻟﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺻرف ﺑﺎﻟﺗﺣﻘﯾق
-1ﺻﻼﺣﯾﺔ ﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻧزاﻋﺎت ﻣن ﻗﺑل ﺷرطﺔ اﻻﺣداث إذا ﻛﺎن ﻣوﺿوع اﻟﻧزاع ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺟرﯾﻣﺔ ﯾﺗوﻗف
ﺗﺣرﯾﻛﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺷﻛوى ﻣن اﻟﻣﺗﺿرر او ذوﯾﯾﻪ ،وأن ﺗﻛون ﻋﻘوﺑﺔ اﻟﻔﻌل اﻟذي ﻗﺎم ﺑﻬﺎ اﻟﺟدث ﻻ ﺗزﯾد
-2ان ﯾﻘوﻣوا ﺑﺈﺣﺎﻟﺔ اﻻوراق اﻟﺗﺣﻘﯾﻘﯾﺔ اﻟﻰ ﻗﺎﺿﻲ ﺻﻠﺢ اﻻﺣداث ﻓﻲ اﻻﻓﻌﺎل اﻟﺗﻲ ﺗﺻدر ﻋن اﻟﺣدث
-3إﺣﺎﻟﺔ اوراق اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﻰ اﻟﻣدﻋﻲ اﻟﻌﺎم اﻟﻣﺧﺗص ﻓﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣﻊ اﻻﺣداث ﻓﻲ اﻻﻓﻌﺎل اﻟﺗﻲ ﺗﺷﻛل
ﺟﻧﺣﺔ ﺗزﯾد ﻋﻘوﺑﺗﻬﺎ ﻋن ﺳﻧﺗﯾن)ﺟﻧﺢ ﺑداﺋﯾﺔ( أو ﯾﺷﻛل اﻟﻔﻌل اﻟﺻﺎدر ﻋن اﻟﺣدث ﺟﻧﺎﯾﺔ.
) (99اﻧظر اﻟﻣواد ) 15و (16ﻣن ﻗﺎﻧون اﺻول اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺎت اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻻردﻧﻲ
53
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﯾﻌد أﻋﺿﺎء اﻟﺿﺑط اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﺟﻬﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﻣﻬﻣﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻوﻟﻲ ،ﺣﯾث ﯾﻘوم ﻋﺿو اﻟﺿﺑط
اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﺑﺟﻣﻊ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت واﻻدﻟﺔ ﺑﻌد وﺻول اﻟﺷﻛوى واﻻﺧﺑﺎر اﻟﯾﻪ ﺑوﻗوع ﺟرﯾﻣﺔ ﻣﺎ ،ﺣﯾث ﯾﻘوم ﺑﺎﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ
ﻋﻠﻰ ادﻟﺔ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ،وأوﺿﺣت اﻟﻣﺎدة) (39ﻣن ﻗﺎﻧون اﺻول اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺎت اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﻌراﻗﻲ ﺑﺄن أﻋﺿﺎء اﻟﺿﺑط
اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻫم اﻻﺷﺧﺎص اﻻﺗﻲ ﺑﯾﺎﻧﻬم ﻓﻲ ﺟﻬﺎت اﺧﺗﺻﺎﺻﻬم –1 ":ﺿﺑﺎط اﻟﺷرطﺔ وﻣﺎﻣوروا اﻟﻣراﻛز
واﻟﻣﻔوﺿون –2 .ﻣﺧﺗﺎر اﻟﻘرﯾﺔ واﻟﻣﺣﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﻋن اﻟﺟراﺋم وﺿﺑط اﻟﻣﺗﻬم وﺣﻔظ اﻻﺷﺧﺎص اﻟذﯾن ﺗﺟب
اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﯾﻬم –3 .ﻣدﯾر ﻣﺣطﺔ اﻟﺳﻛك اﻟﺣدﯾدﯾﺔ وﻣﻌﺎوﻧﻪ وﻣﺎﻣور ﺳﯾر اﻟﻘطﺎر واﻟﻣﺳؤول ﻋن ادارة اﻟﻣﯾﻧﺎء
اﻟﺑﺣري او اﻟﺟوي ورﺑﺎن اﻟﺳﻔﯾﻧﺔ او اﻟطﺎﺋرة وﻣﻌﺎوﻧﻪ ﻓﻲ اﻟﺟراﺋم اﻟﺗﻲ ﺗﻘﻊ ﻓﯾﻬﺎ –4 .رﺋﯾس اﻟداﺋرة او اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ
اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ او اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟرﺳﻣﯾﺔ وﺷﺑﻪ اﻟرﺳﻣﯾﺔ اﻟﺟراﺋم اﻟﺗﻲ ﺗﻘﻊ ﻓﯾﻬﺎ –5 .اﻻﺷﺧﺎص اﻟﻣﻛﻠﻔون ﺑﺧدﻣﺔ ﻋﺎﻣﺔ
اﻟﻣﻣﻧوﺣون ﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺣري ﻋن اﻟﺟراﺋم واﺗﺧﺎذ اﻻﺟراءات ﺑﺷﺎﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﺣدود ﻣﺎ ﺧوﻟوا ﺑﻪ ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ اﻟﻘواﻧﯾن
اﻟﺧﺎﺻﺔ" ،ﺣﯾث إن وظﯾﻔﺔ ﻋﺿو اﻟﺿﺑط اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻫو اﻟﺗﺣري ﻋن اﻟﺟرﯾﻣﺔ وﻗﺑول اﻻﺧﺑﺎرات واﻟﺷﻛوى اﻟﺗﻲ
ﺗرد اﻟﯾﻪ ،وﻣﺳﺎﻋدة ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق أو اﻟﻣﺣﻘق ﻓﻲ ﺗزوﯾدﻫم ﺑﺎﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت وادﻟﺔ اﻟﺟرﯾﻣﺔ وﺿﺑط ﻣرﺗﻛﺑﻬﺎ وﺗﺳﻠﯾﻣﻪ
اﻟﻰ اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﺎﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣﻌﻪ ،وأوﺟب اﻟﻘﺎﻧون ﻋﻠﻰ أﻋﺿﺎء اﻟﺿﺑط اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ أن ﯾﺛﺑﺗوا ﺟﻣﯾﻊ
اﺟراءات اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗﻲ ﻗﺎﻣوا ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺣﺎﺿر وﺗرﺳل ﻣﻊ اﻻدﻟﺔ اﻟﻣﺿﺑوطﺔ اﻟﻰ ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﻣﺧﺗص)،(100
وﻫذا ﻣﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺎدة) (41ﻓﻌﻠﻰ اﻧﻪ" اﻋﺿﺎء اﻟﺿﺑط اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻣﻛﻠﻔون ﻓﻲ ﺟﻬﺎت اﺧﺗﺻﺎﺻﻬم ﺑﺎﻟﺗﺣري
ﻋن اﻟﺟراﺋم وﻗﺑول اﻻﺧﺑﺎرات واﻟﺷﻛﺎوى اﻟﺗﻲ ﺗرد اﻟﯾﻬم ﺑﺷﺎﻧﻬﺎ وﻋﻠﯾﻬم ﺗﻘدﯾم اﻟﻣﺳﺎﻋدة ﻟﺣﻛﺎم اﻟﺗﺣﻘﯾق واﻟﻣﺣﻘﻘﯾن
وﺿﺑﺎط اﻟﺷرطﺔ وﻣﻔوﺿﯾﻬﺎ وﺗزوﯾدﻫم ﺑﻣﺎ ﯾﺻل اﻟﯾﻬم ﻣن اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻋن اﻟﺟراﺋم وﺿﺑط ﻣرﺗﻛﺑﯾﻬﺎ وﺗﺳﻠﯾﻣﻬم
اﻟﻰ اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ،وﻋﻠﯾﻬم ان ﯾﺛﺑﺗوا ﺟﻣﯾﻊ اﻻﺟراءات اﻟﺗﻲ ﯾﻘوﻣون ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺣﺎﺿر ﻣوﻗﻌﺔ ﻣﻧﻬم وﻣن
اﻟﺣﺎﺿرﯾن ﯾﺑﯾن ﻓﯾﻬﺎ اﻟوﻗت اﻟذي اﺗﺧذت ﻓﯾﻪ اﻻﺟراءات وﻣﻛﺎﻧﻬﺎ وﯾرﺳﻠوا اﻻﺧﺑﺎرات واﻟﺷﻛﺎوى واﻟﻣﺣﺎﺿر
ﻗد ﻧص ﻗﺎﻧون رﻋﺎﯾﺔ اﻻﺣداث اﻟﻌراﻗﻲ رﻗم) (76ﻟﺳﻧﺔ 1983ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة) (23ﻋﻠﻰ أن ﺷرطﺔ اﻻﺣداث
ﻫﻲ ﻣن ﺗﺗوﻟﻰ اﻟﺑﺣث ﻋن اﻟﺻﻐﺎر واﻻﺣداث اﻟﺿﺎﻟﯾن واﻟﻬﺎرﺑﯾن ﻣن أﺳرﻫم واﻟﻣﻬﻣﺷﯾن ،وﻛذﻟك اﻟﻛﺷف ﻋن
اﻻﺣداث اﻟﻣﻌرﺿﯾن ﻟﻠﺟﻧوح ﻓﻲ اﻣﺎﻛن ﺟذب اﻻﺣداث ،ﻛﺎﻟﻣﻘﺎﻫﻲ واﻟﻣﺷﺎرب واﻟﻣراﻗص ودور اﻟﺳﯾﻧﻣﺎ ﻓﻲ
ﺳﺎﻋﺎت ﻣﺗﺄﺧرة ﻣن اﻟﻠﯾل ،وﻛذﻟك ﻧﺻت اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣن ذات اﻟﻣﺎدة ان ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﺗﺳﻠﯾم اﻟﺣدث اﻟﻰ ذوﯾﻪ ﻋﻧد
اﻟﻌﺛور ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ اﻻﻣﺎﻛن اﻟﺗﻲ ﺗﻌرﺿﻪ ﻟﻠﺟﻧوح ﺗﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﺷرطﺔ اﻻﺣداث).(101
ﻓﻲ ﺣﺎل ﻣﺎ اذا ﺗم اﻟﻘﺎء اﻟﻘﺑض ﻋﻠﻰ اﻟﺣدث ﻣن ﻗﺑل اﻟﺷرطﺔ ﻏﯾر اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﺎﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ اﻻﺣداث
ﯾﺻﺎر اﻟﻰ ﺗﺳﻠﯾﻣﻪ ﻓور اﻟﻘﺑض ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻰ ﺷرطﺔ اﻻﺣداث ﻓﻲ اﻻﻣﺎﻛن اﻟﺗﻲ ﺗوﺟد ﻓﯾﻬﺎ ﺷرطﺔ اﺣداث ﻟﺗﺗوﻟﻰ
رﺳﻣﯾﺔ ﺗﺗﺻل ﺑﺎﻟﺣدث وﻫﻲ اﻟﺟﻬﺔ اﻻﻛﺛر ﺗﺧﺻﺻﺎ وﺗﺄﻫﯾﻼ ﻓﻲ اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ اﻻﺣداث ،وﻣﻣﺎ ﻻ ﺷك ﻓﯾﻪ ان
ﻣﻬﻣﺎ ﻓﻲ ﺣﯾﺎة وﻣﺳﺗﻘﺑل اﻟﺣدث ،ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر ان اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻠﻘﺎﻫﺎ اﻟﺣدث ﺗﻌﻛس
ﻫذا اﻻﺗﺻﺎل ﯾﻠﻌب دو ًار ً
ﻟدﯾﺔ اﻻﻧطﺑﺎع ﺑطﺑﯾﻌﺔ اﻟﺳﻠطﺔ وﻋداﻟﺔ اﻟﻘﺎﻧون .ﻓﻣﺎ ﯾﺗوﻟد ﻟﻠﺣدث ﻣن اﺣﺗرام ووﺧﺿوع وﺗﻣرد ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﺳﻠطﺔ
ﻫوﻧﺎ ﺑﻣدى ﺛﻘﺗﻪ واﺣﺗراﻣﻪ ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻌﺎﻣل ﻣﻌﻪ ،ﻓﺄن ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﺣدث ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ ﺟﻣﻊ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت
ﻣر ً
واﻻﺳﺗدﻻﻻت اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﺑﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻوﻟﻲ ﺗﻌد اول ﻣرﺣﻠﺔ ﻟﺗﻘوﯾم اﻟﺣدث وﺗﻬذﯾﺑﻪ ،اي ﻫﻲ اﻟﻌﺎﻣل اﻻول
ﺗﺟد اﻟﺑﺎﺣﺛﺔ ﺑﻌد دراﺳﺗﻬﺎ ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﺎﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣﻊ اﻻﺣداث ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻻردﻧﻲ واﻟﻌراﻗﻲ اﻟﻰ ان
ﻗﺎﻧون اﻻﺣداث اﻻردﻧﻲ رﻗم) (32ﻟﺳﻧﺔ 2014ﻗد أﻋطﻰ ﺻﻼﺣﯾﺔ ﻟﺷرطﺔ اﻻﺣداث ﻟﻠﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺗﺳوﯾﺔ
اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﯾرﺗﻛﺑﻬﺎ اﻻﺣداث ﺑﺷروط ،اﻻﻣر اﻟذي ﯾﺣﻘق اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻔﺿﻠﻰ ﻟﻼﺣداث .وﺗﺟد اﻟﺑﺎﺣﺛﺔ ان
اﻻﻓﺿل ﻣن اﻟﻣﺷرع اﻟﻌراﻗﻲ اﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺗﻌدﯾل ﻗﺎﻧون رﻋﺎﯾﺔ اﻻﺣداث اﻟﻌراﻗﻲ وﻣﻧﺢ ﺷرطﺔ اﻻﺣداث
ﺻﻼﺣﯾﺎت اﻛﺛر واوﺳﻊ ﻣن اﻟﺑﺣث واﻟﺗﻧﻘﯾب ﻋن ﻣرﺗﻛب اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺗﺳوﯾﺔ اﻟزاﻋﺎت اﻟﺑﺳﯾطﺔ واﻟﺗﻲ
اﻟﻣطﻠب اﻟراﺑﻊ
ﻫﻧﺎﻟك ﻣﻬﺎم اﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻوﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣﻊ اﻻﺣداث او اﻟﺑﺎﻟﻐﯾن ،ﺣﯾث ﺳﯾﺗم ﺗوﺿﯾﺢ
ﻫذﻩ اﻟﻣﻬﺎم ﻓﻲ ﻛل ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻻردﻧﻲ واﻟﻌراﻗﻲ ،ﺣﯾث ﺳﯾﺗم ﺗﻧﺎول ﻣﻬﺎم ﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻوﻟﻲ ﻣﻊ اﻻﺣداث
ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻻردﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻔرع اﻻول ،وﻣﻬﺎم ﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻوﻟﻲ ﻣﻊ اﻻﺣداث ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻌراﻗﻲ ﻓﻲ اﻟﻔرع
اﻟﺛﺎﻧﻲ.
56
اﻟﻔرع اﻻول
ﻣن ﻣﻬﺎم ﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻوﻟﻲ ﺗﻠﻘﻲ اﻻﺧﺑﺎرات واﻟﺷﻛﺎوى وﺗﻌﺗﺑر ﻣن اﻟﻣﻬﺎم اﻻﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﻣدﻋﻲ اﻟﻌﺎم
اﻟذي ﯾﻌد رﺋﯾس ﻟﻠﺿﺎﺑطﺔ اﻟﻌدﻟﯾﺔ ،ﺣﯾث ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة) (20ﻣن ﻗﺎﻧون اﺻول اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺎت اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻻردﻧﻲ
ﻋﻠﻰ اﻧﻪ" ﯾﺗﻠﻘﻰ اﻟﻣدﻋﻲ اﻟﻌﺎم اﻻﺧﺑﺎرات واﻟﺷﻛﺎوى اﻟﺗﻲ ﺗرد اﻟﯾﻪ" .وﻋﻠﯾﻪ ﯾﺟب ﻋﻠﻰ رﺟﺎل اﻟﺿﺎﺑطﺔ اﻟﻌدﻟﯾﺔ ان
اﻟﻔرق ﺑﯾن اﻻﺧﺑﺎر واﻟﺷﻛوى ﻫو ان اﻟﻣﻘﺻود ﺑﺎﻻﺧﺑﺎر" ﺑﻼغ ﯾﻘدﻣﻪ أي ﺷﺧص ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﻋن
ﺟرﯾﻣﺔ ﻗد ارﺗﻛﺑت ﺑﻬدف اﯾﺻﺎل ﻋﻠم ﺑوﻗوع اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻟﻠﺟﻬﺎت اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ" ،وأﻣﺎ اﻟﺷﻛوى ﻓﻬﻲ" اﺧﺑﺎر ﻋن ﺟرﯾﻣﺔ
ﻧﺻت ﺑﻪ اﻟﻣﺎدة) (25ﻣن اﺻول اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺎت اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻻردﻧﻲ ﻋﻠﻰ اﻧﻪ" ﻋﻠﻰ ﻛل ﺳﻠطﺔ رﺳﻣﯾﺔ أو ﻣوظف
ﻋﻠم اﺛﻧﺎء اﺟراء وظﯾﻔﺗﻪ ﺑوﻗوع ﺟﻧﺎﯾﺔ أو ﺟﻧﺣﺔ أن ﯾﺑﻠﻎ اﻷﻣر ﻓﻲ اﻟﺣﺎل ﻟﻠﻣدﻋﻲ اﻟﻌﺎم اﻟﻣﺧﺗص وأن ﯾرﺳل اﻟﯾﻪ
ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت واﻟﻣﺣﺎﺿر واﻻوراق اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺟرﯾﻣﺔ" ،وﻗد ﯾﻛون اﻻﺧﺑﺎر وﺟوﺑﯾﺎً ﻟﻛل ﻣن ﻋﻠم ﺑوﻗوع
اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻓﻘد ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة) (26ﻣن ﻗﺎﻧون اﺻول اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺎت اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻻردﻧﻲ ﻋﻠﻰ اﻧﻪ" -1ﻛل ﻣن ﺷﺎﻫد
اﻋﺗداء ﻋﻠﻰ اﻻﻣن اﻟﻌﺎم أو ﻋﻠﻰ ﺣﯾﺎة أﺣد اﻟﻧﺎس أو ﻋﻠﻰ ﻣﺎﻟﻪ ﯾﻠزﻣﻪ أن ﯾﻌﻠم ﺑذﻟك اﻟﻣدﻋﻲ اﻟﻌﺎم اﻟﻣﺧﺗص.
-2ﻛل ﻣن ﻋﻠم ﻓﻲ اﻻﺣوال اﻻﺧرى ﺑوﻗوع ﺟرﯾﻣﺔ ﯾﻠزﻣﻪ ان ﯾﺧﺑر ﻋﻧﻬﺎ اﻟﻣدﻋﻲ اﻟﻌﺎم".
ﺑﻧﺎءاً ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺳﺑق ﯾﺗﺿﺢ ﻟﻠﺑﺎﺣﺛﺔ ﺑﺄﻧﻪ ﻣن اﻟﻣﺗﺻور ان ﺗرد اﻟﺷﻛوى اﻟﻰ اﻟﻣدﻋﻲ اﻟﻌﺎم اﻟﻣﺧﺗص
ﻣﺑﺎﺷرة دون اﻟﻣرور ﺑﺎﻟﺿﺎﺑطﺔ اﻟﻌدﻟﯾﺔ ،ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أن ﻣن اﺧﺗﺻﺎﺻﺎت اﻟﻣدﻋﻲ اﻟﻌﺎم اﻻﺻﯾﻠﺔ ﺗﻠﻘﻲ
اﻻﺧﺑﺎرات واﻟﺷﻛﺎوى ﺣﺳب ﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة) (20ﻣن ﻗﺎﻧون اﺻول اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺎت اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻻردﻧﻲ رﻗم)(9
ﻟﺳﻧﺔ 1961وﺗﻌدﯾﻼﺗﻪ ،وﻣن اﻟﻣﻣﻛن ﻛذﻟك ان ﯾﺗم ﺗﻠﻘﻲ اﻻﺧﺑﺎرات واﻟﺷﻛوى ﻣن اﻟﺿﺎﺑطﺔ اﻟﻌدﻟﯾﺔ اﻟﻣﺳﺎﻋدة
ﻛذﻟك ﻣن اﺧﺗﺻﺎﺻﺎت اﻟﺿﺎﺑطﺔ اﻟﻌدﻟﯾﺔ أﺳﺗﻘﺻﺎء اﻟﺟراﺋم واﻟﻣﻘﺻود ﺑﻬﺎ ﻫو" اﻟﻛﺷف ﻋن اﻟﺟرﯾﻣﺔ
واﻟﺑﺣث ﻋن اﻟﻣﺟرﻣﯾن وﺟﻣﻊ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺳﺗﻌﺎن ﺑﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق واﻟدﻋوى ﺛم ﺗﺣرﯾر اﻟﻣﺣﺎﺿر اﻟﺗﻲ
ﺗﺛﺑت ﻣﺎ ﻗﺎم ﺑﻪ ﻣوظﻔوا اﻟﺿﺎﺑطﺔ اﻟﻌدﻟﯾﺔ ﻣن اﺟراءات ﻣن ﺧﻼل اﻟوﺻول اﻟﻰ ﻫذﻩ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت").(104
ﺳﻧدا
ً ان ﻣﻬﻣﺔ اﺳﺗﻘﺻﺎء اﻟﺟراﺋم ﺗﻌﺗﺑر ﻣن اﻫم اﻟﻣﻬﺎم اﻟﺗﻲ ﺧوﻟﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون ﻟﻠﺿﺎﺑطﺔ اﻟﻌدﻟﯾﺔ
ﻟﻠﻣﺎدة) (1/8ﻣن ﻗﺎﻧون اﺻول اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺎت اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻻردﻧﻲ ﺣﯾث ﻧﺻت ﻋﻠﻰ ان" ﻣوظﻔوا اﻟﺿﺎﺑطﺔ اﻟﻌدﻟﯾﺔ
ﻣﻛﻠﻔون ﺑﺎﺳﺗﻘﺻﺎء اﻟﺟراﺋم وﺟﻣﻊ ادﻟﺗﻬﺎ واﻟﻘﺑض ﻋﻠﻰ ﻓﺎﻋﻠﯾﻬﺎ ٕواﺣﺎﻟﺗﻬم ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻟﻣوﻛول إﻟﯾﻬﺎ أﻣر
ﻣﻌﺎﻗﺑﺗﻬم" .ﺣﯾث اوﺿﺣت ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة ان ﻣن وظﺎﺋف اﻟﺿﺎﺑطﺔ اﻟﻌدﻟﯾﺔ ﻫو اﺳﺗﻘﺻﺎء اﻟﺟراﺋم وﺟﻣﻊ ادﻟﺗﻬﺎ
واﻟﻘﺑض ﻋﻠﻰ ﻓﺎﻋل اﻟﺟرم واﺣﺎﻟﺗﻬم ﻟﻠﻘﺿﺎء اﻟﻣﺧﺗص ﻟﻣﻌﺎﻗﺑﺔ ﻣرﺗﻛب اﻟﻔﻌل اﻟﻣﺧﺎﻟف .وﻣﻬﻣﺔ اﺳﺗﻘﺻﺎء
اﻟﺟراﺋم ﺗﻌﺗﺑر ﻣن اﻟﻣﻬﺎم اﻟﺗﻲ ﺧوﻟﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون ﻟرﺋﯾس اﻟﺿﺎﺑطﺔ اﻟﻌدﻟﯾﺔ)اﻟﻣدﻋﻲ اﻟﻌﺎم( ﻓﻘد ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة)(17
ﻋﻠﻰ اﻧﻪ -1 ":اﻟﻣدﻋﻲ اﻟﻌﺎم ُﻣﻛﻠف ﺑﺎﺳﺗﻘﺻﺎء اﻟﺟراﺋم وﺗﻌﻘب ﻣرﺗﻛﺑﺑﻬﺎ" .أذن ﻓﺈن ﻟﻠﻣدﻋﻲ اﻟﻌﺎم اﻫﻣﯾﺔ ﻓﻲ
) (104ﻋﺑد اﻟﺳﺗﺎر ،ﻓوزﯾﺔ) (1986ﺷرح ﻗﺎﻧون اﻻﺟراءات اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ،دار اﻟﻧﮭﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،اﻟﻘﺎھرة ،ص.369
58
ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻوﻟﻲ واﻻﺑﺗداﺋﻲ ﻓﻬو ﯾﻌﺗﺑر رﺋﯾس ﻟﻠﺿﺎﺑطﺔ اﻟﻌدﻟﯾﺔ اﻟﻣﺳؤوﻟﺔ ﻋن اﺳﺗﻘﺻﺎء اﻟﺟراﺋم وﺟﻣﻊ
اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت وﺑذات اﻟوﻗت ﯾﻌﺗﺑر اﻟﻣدﻋﻲ اﻟﻌﺎم اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﺎﻟﺗﺣﻘﯾق ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻﺑﺗداﺋﻲ.
ان اﻟﻣﺷرع اﻻردﻧﻲ ﻟم ﯾﻧص ﺻراﺣﺔً ﻋﻠﻰ ﻗرﯾﻧﺔ اﻟﺑراءة ﻓﻲ اﻟدﺳﺗور اﻻردﻧﻲ ﺑل اﻛﺗﻔﻰ ﺑﺎﻟﻣﺎدة اﻟﺳﺎﺑﻌﺔ
ﻣن اﻟدﺳﺗور ﻋﻠﻰ اﻟﻧص ﺑﺄن اﻟﺣرﯾﺔ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﻣﺻوﻧﺔ ،اي ان اﻟﺣرﯾﺔ ﻣﺻﺎﻧﺔ ﻷي ﺷﺧص ﺣﺗﻰ ﺗﺛﺑت اداﻧﺗﻪ
ﺑﻔﻌل ﺟرﻣﻲ .ﺣﯾث ﺗﺗرﺗب آﺛﺎر ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻗرﯾﻧﺔ اﻟﺑراءة ،وﻣﻧﻬﺎ ان ﻋبء اﺛﺑﺎت اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﯾﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗق
ﺳﻠطﺔ اﻻﺗﻬﺎم ،واﻟﺷك ﯾﻔﺳر ﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻬم ﻻن اﻻﺻل ﻫو ﺑرءاة اﻟﻣﺗﻬم ﺣﺗﻰ ﺗﺛﺑت اداﻧﺗﻪ ،وﻻﻫﻣﯾﺔ ﻫذﻩ
اﻟﺿﻣﺎﻧﺔ ﻓﻘد ﻧص ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻻﻋﻼن اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﻟﺣﻘوق اﻻﻧﺳﺎن ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة) (11واﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﺣﻘوق اﻟﻣدﻧﯾﺔ
واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ) .(2/14ﻓﺄن اﺟراء اﻟﻘﺑض ﯾﻌﺗﺑر ﻣن اﻻﺟراءات اﻟﻣﺎﺳﺔ ﺑﺎﻟﺣرﯾﺔ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﻟﻠﻔرد وﻣﺎﺳﺔ
ﺑﻘرﯾﻧﺔ اﻟﺑراءة ،ﻟﻬذا ﻻ ﯾﻣﻛن اﻟﻘﺑض ﻋﻠﻰ اي ﺷﺧص واﺗﺧﺎذ ﻫذا اﻻﺟراء ﻓﻲ ﺣﻘﻪ ،وﯾﺟب ان ﺗﺗواﻓر ﻓﻲ
اﻟدﻻﺋل واﻟﻘراﺋن اﻟﻛﺎﻓﯾﺔ ﻟﺻﺣﺔ اﻟﻘﺑض ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷﺗﻛﻰ ﻋﻠﯾﻪ .وﻓﻲ ﺣﺎل اﻟﻘﺑض ﻋﻠﻰ اﻟﺣدث ﯾﺟب ان ﯾﺗﻼﺋم ﻣﻊ
اﻟظروف اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ واﻟﻌﻘﻠﯾﺔ وﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﺣدث وﯾﺟب ﻣﻌﺎﻣﻠﺗﻪ ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﺗﺧﺗﻠف ﻋن ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﺑﺎﻟﻐﯾن ،ﺣﯾث اﻧﻪ
ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﺿﺎﺑطﺔ اﻟﻌدﻟﯾﺔ ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻘوم ﺑﺎﻟﻘﺑض ﻋﻠﻰ اﻟﺣدث ان ﺗراﻋﻲ ﺻﻐر اﻟﺳن ،واﯾﺿﺎ ان ﺗراﻋﻲ ﻓﯾﻣﺎ
اذا ﻛﺎن اﻟﻘﺑض ﻋﺎدﻻ واﻧﻪ ﯾﺣﻘق اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﻟﺣﻘوق اﻟﺣدث ،ﻟذﻟك ﺣﺗﻰ ﺗﻛون اﺟراءات اﻟﻘﺑض ﻋﻠﻰ اﻟﺣدث
-ﯾﺟب ان ﺗﻛون اﻟدﻻﺋل ﻛﺎﻓﯾﺔ ﻻﺗﻬﺎم اﻟﺣدث ،واﻟﻣﻘﺻود ﺑﺎﻟدﻻﺋل ﻫو ﻣﺎ ﯾﺛﺎر ﻣن ﺷﺑﻬﺎت) وﻗد ﺗﻛون ﻋﻠﻰ
ﺻورة ﻗول او ﻓﻌل او ﻣﺟرد ﻣﺎ ﯾرﺗﺳم ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﻟﺣدث ﻣن ﻣﻼﻣك ﻻرﺗﻛﺎب اﻟﻔﻌل( ﻣﺳﺗﻧدة اﻟﻰ ظروف
) (105اﻟزﻋﺑﻲ ،ﻧﮭﯾل ﻋﺑد اﻟﻛرﯾم) ،(2016اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣﻘررة ﻟﻼﺣداث ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻻوﻟﻰ ،دار واﺋل ﻟﻠﻧﺷر ،اﻻردن ،ص .48
59
اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺑﻌث ﻋﻠﻰ اﻻﻋﺗﻘﺎد ﻟدى رﺟﺎل اﻻﻣن اﻟﻌﺎم ﺑﺄن اﻟﺣدث اﻟذي ﯾراد اﻟﻘﺑض ﻋﻠﯾﻪ ﻟﻪ ﻋﻼﻗﺔ
ﺑﺎﻟﺟرﯾﻣﺔ.
-ﻓﻲ اﻟﺟراﺋم اﻟﺗﻲ ﺗﺗوﻗف ﻣﻼﺣﻘﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺷﻛوى ﻓﻼ ﯾﺟوز اﻟﻘﺑض ﻋﻠﻰ اﻟﺣدث اﻟﻣﺷﺗﻛﻰ ﻋﻠﯾﻪ اﻻ اذا ﺻرح
ﻣن اﺧﺗﺻﺎﺻﺎت اﻟﺿﺎﺑطﺔ اﻟﻌدﻟﯾﺔ اﻟﻘﺑض ﻋﻠﻰ اﻻﺷﺧﺎص اﻟذﯾن ﺗدور ﺣوﻟﻬم اﻟﺷﻛوك ﺑﺄرﺗﻛﺎب ﺟرم،
وﻟﻌل ﻣن اﺑرز اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﺗﻲ ﺟﺎءت ﺑﻬﺎ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ واﻟدﺳﺎﺗﯾر وﻻ ﺳﯾﻣﺎ اﻟﻘواﻧﯾن وﻫﻲ اﺣﺗرام ﺣرﯾﺔ
اﻻﻓراد وﺻﯾﺎﻧﺔ ﺣﻘوﻗﻬم ،وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺄﻧﻪ ﻻ ﯾﺟوز ﺗﻘﯾد ﺣرﯾﺔ اﻧﺳﺎن ﺑدون ﺳﺑب او ﻣﺑرر أو ﻟﻐﺎﯾﺔ اﻟﺷك ﺑﺎﻟﺷﺧص.
وﻋﻠﯾﻪ ﻓﻘد ﺣرﺻت اﻟﻘواﻋد اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﻣﺎﯾﺔ ﺣﻘوق وﺣرﯾﺎت اﻻﻓراد ﻣن اﻟﺗﻘﯾد ،ﺣﯾث ﺗﻘوم ﻫذﻩ اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﻋﻠﻰ
ﻗﺎﻋدة ﺳﺎﻣﯾﺔ أﻻ وﻫﻲ ﻗرﯾﻧﺔ اﻟﺑراءة واﻟﺗﻲ ﺗﻌﻧﻲ اﻓﺗراض ﺑراءة اﻟﻣﺗﻬم ﺣﺗﻰ ﺗﺛﺑت اداﻧﺗﻪ ،وﺗﻌﺗﺑر ﻫذﻩ اﻟﻘرﯾﻧﺔ
ﻗﺎﻋدة اﺳﺎﺳﯾﺔ ﻣن ﻗواﻋد اﻻﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻓﻬﻲ اﺳﺎس ﻻﻋﻣﺎل ﻣﺑدأ اﻟﺷرﻋﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺣﯾث ﯾﺗﻛﻔل اﻟﻘﺎﻧون
ﺑﺣﻣﺎﯾﺔ ﻫذﻩ ﺣﻘوق وﺣرﯾﺎت اﻻﻓراد ﺑﺄﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﺿﻣﺎﻧﺔ ﻣن ﺿﻣﺎﻧﺎت اﻻﺷﺧﺎص ﺑﺄﺷراف اﻟﻘﺿﺎء).(106
ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة) (99ﻣن ﻗﺎﻧون اﺻول اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺎت اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻻردﻧﻲ ﺣﯾث اﻗرت ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة اﻟﺟﻬﺔ اﻟﻣﺧول
ﻟﻬﺎ ﻗﺎﻧوﻧﺎ اﺻدا ر اﻣر اﻟﻘﺑض ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷﺗﻛﻰ ﻋﻠﯾﻪ وﻫﻲ اﻟﺿﺎﺑطﺔ اﻟﻌدﻟﯾﺔ ﻓﺧوﻟﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون اﺻدار اﻣ ًار ﺑﺎﻟﻘﺎء
اﻟﻘﺑض ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷﺗﻛﻰ ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ ﺣﺎل ﻣﺎ اذا ﻛﺎﻧت اﻟﻘراﺋن واﻟﺑراﻫن ﺗدل ﻋﻠﻰ اﺗﻬﺎﻣﻪ ﺳواء ﺑﺟﻧﺎﯾﺔ او ﺟﻧﺣﺔ
وﺗطﺑق ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻻت ﻋﻠﻰ اﻟﺑﺎﻟﻐﯾن واﻻﺣداث ،وﯾﺳﺗﺧﻠص ﻣن ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة اﻟﺷروط اﻟﺗﻲ ﯾﺟب ﻋﻠﻰ رﺟﺎل
اﻟﺿﺎﺑطﺔ اﻟﻌدﻟﯾﺔ اﺗﺑﺎﻋﻬﺎ ﻟﻠﻘﺑض ﻋﻠﻰ اﻟﺣدث وﻫﻲ ان ﯾﻛون اﻟﺣدث ﺣﺎﺿراً ﻓﻲ ﻣوﻗﻊ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ،وان ﺗﻛون
ﻫﻧﺎﻟك دﻻﺋل ﻛﺎﻓﯾﺔ ﻻﺗﻬﺎم اﻟﺣدث ﺑﺎﻟﺟرم اﻟﻣﻧﺳوب اﻟﯾﻪ) .(107وﺣددت اﻟﻔﻘرة اﻻوﻟﻰ ﻣن اﻟﻣﺎدة) (100ﻣن ﻗﺎﻧون
اﺻول اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺎت اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻻردﻧﻲ اﻻﺟراءات اﻟﺗﻲ ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﺿﺎﺑطﺔ اﻟﻌدﻟﯾﺔ اﺗﺑﺎﻋﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻘﺑض
اﻟﻔور ﻣن اﻟﻘﺎء اﻟﻘﺑض ﻋﻠﻰ اﻟﺣدث ﻋﻠﻰ ان ﯾرﺳل اﻟﺣدث اﻟﺟﺎﻧﺢ ﺧﻼل 24ﺳﺎﻋﺔ اﻟﻰ اﻟﻣدﻋﻲ اﻟﻌﺎم
اﻟﻣﺧﺗص ﺑﻘﺿﺎﯾﺎ اﻻﺣداث وﻋﻠﻰ اﻟﻣدﻋﻲ اﻟﻌﺎم ان ﯾﻘوم ﺑﺎﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣﻊ اﻻﺣداث ﺧﻼل 24ﺳﺎﻋﺔ وﺣﺳب
اﻟﺟراﺋم وﺟﻣﻊ ادﻟﺗﻬﺎ واﻟﻘﺑض ﻋﻠﻰ ﻓﺎﻋﻠﯾﻬﺎ واﺣﺎﻟﺗﻬم ﻟﻠﻣﺣﺎﻛم اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ واﻟﻣوﻛول اﻟﯾﻬﺎ اﻣر ﻣﻌﺎﻗﺑﺗﻬم.
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﻟم ﯾﺧﺗﻠف ﻣوﻗف اﻟﻣﺷرع اﻟﻌراﻗﻲ ﻋن ﻣوﻗف اﻟﻣﺷرع اﻻردﻧﻲ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻻﺧﺑﺎرات واﻟﺷﻛوى ،ﻓﻘد ﺳن
ﻗﺎﻧون اﺻول اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺎت اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﻌراﻗﻲ ﻛﯾﻔﯾﺔ اﻻﺧﺑﺎر ،ﻓﯾﺛور اﻟﺗﺳﺎﺋل ﻫﻧﺎ ﺣول اﻟﺟﻬﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن ان ﯾﻘدم
ﻟﻬﺎ اﻻﺧﺑﺎر؟
ﻓﻘد ﻧص اﻟﻣﺎدة)/1أ( ﻣن ﻗﺎﻧون اﺻول اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺎت اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﻌراﻗﻲ ﻋﻠﻰ اﻧﻪ ":أ– ﺗﺣرك اﻟدﻋوى
اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺑﺷﻛوى ﺷﻔوﯾﺔ او ﺗﺣرﯾرﯾﺔ ﺗﻘدم اﻟﻰ ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق او اﻟﻣﺣﻘق او اي ﻣﺳؤول ﻓﻲ ﻣرﻛز اﻟﺷرطﺔ او
اي ﻣن اﻋﺿﺎء اﻟﺿﺑط اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻣن اﻟﻣﺗﺿرر ﻣن اﻟﺟرﯾﻣﺔ او ﻣن ﯾﻘوم ﻣﻘﺎﻣﻪ ﻗﺎﻧوﻧﺎ او اي ﺷﺧص ﻋﻠم
ﺑوﻗوﻋﻬﺎ او ﺑﺎﺧﺑﺎر ﯾﻘدم اﻟﻰ اي ﻣﻧﻬم ﻣن اﻻدﻋﺎء اﻟﻌﺎم ﻣﺎ ﻟم ﯾﻧص اﻟﻘﺎﻧون ﻋﻠﻰ ﺧﻼف ذﻟك .وﯾﺟوز ﺗﻘدﯾم
اﻟﺷﻛوى ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺟرم اﻟﻣﺷﻬود اﻟﻰ ﻣن ﯾﻛون ﺣﺎﺿ ار ﻣن ﺿﺑﺎط اﻟﺷرطﺔ وﻣﻔوﺿﯾﻬﺎ" .وﯾﺗﺿﺢ ﻣن ﻧص
اﻟﻣﺎدة اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ان ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻫو اول ﺷﺧص ﯾﻘدم ﻟﻪ اﻻﺧﺑﺎر ،وﻫﻲ اﻟواﺟﻬﺔ اﻻوﻟﻰ اﻟﺗﻲ ﺗﻘدم ﻟﻬﺎ
اﻟﺷﻛوى ،وﯾﻣﻛن ان ﺗﻘدم اﻟﺷﻛوى او اﻻﺧﺑﺎر اﯾﺿﺎً اﻟﻰ اﻟﻣﺣﻘق أو اﻟﻣﺳؤول ﻓﻲ ﻣراﻛز اﻟﺷرطﺔ او اﻋﺿﺎء
اﻟﺿﺑط اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ،وﯾﻣﻛن ﻻي ﺟﻬﺔ ﺗم ذﻛرﻫﺎ ان ﺗﻘوم ﺑﻣﺑﺎﺷرة اﻟﺗﺣﻘﯾﻘﺎت ﻋن اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﺑﻧﺎءاً ﻋﻠﻰ اﺧﺑﺎر ﻣن
اﻟﻣدﻋﻲ اﻟﻌﺎم ﺑوﻗوع ﺟرﯾﻣﺔ .وﻗد ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة)/53أ( ﻣن ﻗﺎﻧون اﺻول اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺎت اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﻌراﻗﻲ ﻋﻠﻰ اﻧﻪ":
أ– ﯾﺣدد اﺧﺗﺻﺎص اﻟﺗﺣﻘﯾق ﺑﺎﻟﻣﻛﺎن اﻟذي وﻗﻌت ﻓﯾﻪ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻛﻠﻬﺎ او ﺟزء ﻣﻧﻬﺎ او اي ﻓﻌل ﻣﺗﻣم ﻟﻬﺎ او اﯾﺔ
ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺗرﺗﺑت ﻋﻠﯾﻬﺎ او ﻓﻌل ﯾﻛون ﺟزءا ﻣن ﺟرﯾﻣﺔ ﻣرﻛﺑﺔ او ﻣﺳﺗﻣرة او ﻣﺗﺗﺎﺑﻌﺔ او ﻣن ﺟراﺋم اﻟﻌﺎدة ﻛﻣﺎ ﯾﺣدد
ﺑﺎﻟﻣﻛﺎن اﻟذي وﺟد اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠﯾﻪ ﻓﯾﻪ او وﺟد ﻓﯾﻪ اﻟﻣﺎل اﻟذي ارﺗﻛﺑت اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﺑﺷﺎﻧﻪ ﺑﻌد ﻧﻘﻠﻪ اﻟﯾﻪ ﺑواﺳطﺔ
ﻣرﺗﻛﺑﻬﺎ او ﺷﺧص ﻋﺎﻟم ﺑﻬﺎ" .وﯾﺗﺿﺢ ﻣﻣﺎ ﺳﺑق اﻧﻪ إذا ﻟم ﯾﻛن ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﻣﺧﺗص ﺣﺎﺿ ًار وﻗت ارﺗﻛﺎب
اﻟﺟرﯾﻣﺔ ووﺟد ﻗﺎﺿﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﺧر ﺧﺎرج ﺻﻼﺣﯾﺗﻪ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺗﻠﻘﻲ اﻟﺷﻛﺎوى ،ﻓﻔﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻟﻪ ﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق
ﻏﯾر اﻟﻣﺧﺗص اﺗﺧﺎذ اﻻﺟراءات ﺑﺻدد اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﺗﻲ ارﺗﻛﺑت ﻣن ﺣﯾث اﻟﻣﻛﺎن اﻟذي وﻗﻌت ﻓﯾﻪ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻛﻠﻬﺎ
او ﺟزء ﻣﻧﻬﺎ ،أو اﻟﻣﻛﺎن اﻟذي وﺟد ﻓﯾﻪ اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠﯾﻪ أو اﻟﻣﺎل اﻟذي ارﺗﻛﺑت اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻣن اﺟﻠﻪ.
ﻫﻧﺎﻟك ﺗﻌدد ﻓﻲ وﺳﺎﺋل ﻋﻠم ﺷرطﺔ اﻻﺣداث ﺑوﻗوع اﻟﺟرﯾﻣﺔ او ﺗﻌرض اﻟﺣدث ﻟﻼﻧﺣراف ،ﻓﯾﻣﻛن ان ﯾﻛون
ﺷﺧﺻﯾﺎ ﺣﯾث ﯾﻣﻛن ﻟﺷرطﺔ اﻻﺣداث اﻻﺳﺗدﻻل ﺑﻣواطن اﻻﻧﺣراف ﻟﻼﺣداث ﻋن طرﯾق اﻟﻧزول
ً اﻟﻌﻠم ﺑﺎﻟﺟرﯾﻣﺔ
62
اﻟﻰ ﺑﯾﺋﺎت اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻟﻛﺷف اﺳﺑﺎب اﻧﺣراف اﻻﺣداث ،او اﻻﺳﺗدﻻل ﻋن طرﯾق اﻟﻐﯾر وذﻟك ﻋن طرﯾق
اﻻﺧﺑﺎر واﻟﺷﻛوى ،ﺣﯾث ﯾﻌﺗﺑر اﻻﺧﺑﺎر واﻟﺷﻛوى ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﺑﻼغ ﻋن ﺟرﯾﻣﺔ ﻣﺎ او ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻌرض ﻟﻼﻧﺣراف.
ﻣن اﻟﻣﺗﺻور ان ﺗرد اﻻﺧﺑﺎرات واﻟﺷﻛﺎوى اﻟﻰ ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق او اﻟﺷرطﺔ وذﻟك ﺳﻧداً ﻟﻧص
اﻟﻣﺎدة) (48،47ﻣن ﻗﺎﻧون اﺻول اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺎت اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﻌراﻗﻲ ﺣﯾث ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة) (48ﻣن ﻗﺎﻧون اﺻول
اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺎت اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﻌراﻗﻲ ﻋﻠﻰ وﺟوﺑﯾﺔ اﻻﺧﺑﺎر ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣوظﻔﯾن اﻟﻌﻣوﻣﯾن ﺣﯾث ﻧﺻت ﻋﻠﻰ اﻧﻪ ":ﻛل
ﻣﻛﻠف ﺑﺧدﻣﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻋﻠم اﺛﻧﺎء ﺗﺄدﯾﺔ ﻋﻣﻠﻪ أو ﺑﺳﺑب ﺗﺄدﯾﺗﻪ ﺑوﻗوع ﺟرﯾﻣﺔ أو أﺷﺑﺗﻪ ﻓﻲ وﻗوع ﺟرﯾﻣﺔ ﺗﺣرك
اﻟدﻋوى ﻓﯾﻬﺎ ﺑﻼ ﺷﻛوى وﻛل ﻣن ﻗدم ﻣﺳﺎﻋدة ﺑﺣﻛم ﻣﻬﻧﺗﻪ اﻟطﺑﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﯾﺷﺗﺑﻪ ﻣﻌﻬﺎ ﺑوﻗوع ﺟرﯾﻣﺔ وﻛل
ﺷﺧص ﻛﺎن ﺣﺎﺿراً أرﺗﻛﺎب ﺟﻧﺎﯾﺔ ﻋﻠﯾﻬم أن ﯾﺧﺑروا ﻓوراً أﺣداً ﻣﻣن ذﻛروا ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة) ."(47وﻧﺻت
اﻟﻣﺎدة) (1/47ﻣن ﻗﺎﻧون اﺻول اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺎت اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﻌراﻗﻲ ﻋﻠﻰ اﻧﻪ ":ﻟﻣن وﻗﻌت ﻋﻠﯾﻪ ﺟرﯾﻣﺔ وﻟﻛل ﻣن ﻋﻠم
ﺑوﻗوع ﺟرﯾﻣﺔ ﺗﺣرك اﻟدﻋوى ﻓﯾﻬﺎ ﺑﻼ ﺷﻛوى او ﻋﻠم ﺑوﻗوع ﻣوت ﻣﺷﺗﺑﻪ ﺑﻪ ان ﯾﺧﺑر ﺣﺎﻛم اﻟﺗﺣﻘﯾق او اﻟﻣﺣﻘق
او اﻻدﻋﺎء اﻟﻌﺎم او اﺣد ﻣراﻛز اﻟﺷرطﺔ" .وﯾﻣﻛن أن ﯾﻛون اﻷﺧﺑﺎر ﺟوازﯾﺎً ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺑﺎﻗﻲ اﻷﻓراد ،وﻻ ﯾﺷﺗرط
ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص اﺳﺗﻘﺻﺎء اﻟﺟراﺋم ﻓﻘد اوﺿﺣت اﻟﻣﺎدة) (41ﻣن ﻗﺎﻧون اﺻول اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺎت اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﻌراﻗﻲ ان
ﻋﻠﯾﻪ ﻓﺈن إﺟراء اﺳﺗﻘﺻﺎء اﻟﺟراﺋم ﯾﻌﺗﺑر ﺧطوة ﻣﻬﻣﺔ ﺗﺳﺑق ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻﺑﺗداﺋﻲ ،واﻟﻣﻘﺻود ﺑﻬذا اﻧﻪ
ﯾﺟوز ﻟﻠﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ان ﺗﺑﺎﺷر اﺟراءات اﻟدﻋوى اﻟﺟزاﺋﯾﺔ وﻣﻬﺎﻣﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻﺑﺗداﺋﻲ دون ان ﯾﺳﺑﻘﻬﺎ اي
اﺟراء ﻣن اﺟراءات اﻻﺳﺗدﻻل او اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻوﻟﻲ ،اﻻ اﻧﻪ ﯾﻛون ﻣن اﻟﺻﻌب ﻋﻠﻰ اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟوﺻول
63
ﻟﻠﺣﻘﯾﻘﺔ وﻣﻌرﻓﺔ ﻣﻼﺑﺳﺎت اﻟﺟرﯾﻣﺔ واﻟظروف اﻟﺗﻲ اﺣﺎطت ﺑﺎﻟﺟرﯾﻣﺔ واﻟﺟﺎﻧﻲ اﻟﺣدث ﻣن دون اﻻﺧذ
ﺑﺎﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺄﺗﻲ ﻋن طرﯾق اﻟﺿﺎﺑطﺔ اﻟﻌدﻟﯾﺔ وذﻟك ﻟﻛوﻧﻬﺎ ﺗﻣﻠك اﻣﻛﺎﻧﯾﺎت ﺑﺷرﯾﺔ وﻋﻠﻣﯾﺔ وﻣﺎدﯾﺔ ﺗﺳﺗطﯾﻊ
ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ اﻟﺗواﺟد ﻓﻲ ﻣوﻗﻊ اﻟﺟرﯾﻣﺔ وﺟﻣﻊ اﻻدﻟﺔ واﻻﺛﺑﺎﺗﺎت ﻋﻠﻰ ﺗﻔﺎﺻﯾﻠﻬﺎ.
ﺑﻘﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق او اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ او ﻣن اﻟﺟﻬﺔ اﻟﺗﻲ أﺟﺎز ﻟﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون وذﻟك ﻓﻲ أﺣوال ﻣﻌﯾﻧﺔ).(109
وﺣددت اﻟﻣﺎدة) (93ﻣن ﻗﺎﻧون اﺻول اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺎت اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﻌراﻗﻲ اﻻﺟراءات اﻟﺗﻲ ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﺟﻬﺔ اﻟﻣﺧوﻟﺔ
ﻗﺎﻧوﻧﺎ ﺑﺎﻟﻘﺑض ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺗﻬم اﺗﺑﺎﻋﻬﺎ ﺣﯾث ﻧﺻت ﻋﻠﻰ اﻧﻪ" ﺣﯾث ﯾﺷﻣل اﻣر اﻟﻘﺑض اﺳم اﻟﻣﺗﻬم وﻟﻘﺑﻪ وﻫوﯾﺗﻪ
واوﺻﺎﻓﻪ ان ﻛﺎﻧت ﻣﻌروﻓﺔ وﻣﺣل اﻗﺎﻣﺗﻪ وﻣﻬﻧﺗﻪ وﻧوع اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻣﺳﻧدة اﻟﯾﻪ وﻣﺎدة اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﻧطﺑﻘﺔ ﻋﻠﯾﻬﺎ
وﺗﺎرﯾﺦ اﻻﻣر وﺗوﻗﯾﻊ ﻣن اﺻدرﻩ وﺧﺗم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ وﯾﺟب اﺿﺎﻓﺔ اﻟﻰ اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ان ﯾﺷﺗﻣل اﻣر اﻟﻘﺑض
ﻋﻠﻰ ﺗﻛﻠﯾف اﻋﺿﺎء اﻟﺿﺑط اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ واﻓ ارد اﻟﺷرطﺔ ﺑﺎﻟﻘﺑض ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺗﻬم وارﻏﺎﻣﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺣﺿور ﻓﻲ اﻟﺣﺎل
اذا رﻓض ذﻟك طوﻋﺎ" .واوﺟﺑت اﻟﻣﺎدة) (103ﻣن ﻗﺎﻧون أﺻول اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺎت اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻛل ﻓرد ﻣن اﻓراد
اﻟﺳﻠطﺔ او ﻋﺿو ﻣن اﻋﺿﺎء اﻟﺿﺑط اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ان ﯾﻘﺑض ﻋﻠﻰ ﻛل ﻣن ﻛﺎن ﺣﺎﻣﻼ ﺳﻼﺣﺎ ظﺎﻫ ار او ﻣﺧﺑﺄ
ﺧﻼﻓﺎ ﻻﺣﻛﺎم اﻟﻘﺎﻧون وﻛل ﺷﺧص ظن ﻻﺳﺑﺎب ﻣﻌﻘوﻟﺔ اﻧﻪ ارﺗﻛب ﺟﻧﺎﯾﺔ او ﺟﻧﺣﺔ ﻋﻣدﯾﺔ وﻟم ﯾﻛن ﻟﻪ ﻣﺣل
اﻗﺎﻣﺔ ﻣﻌﯾن ،ﻛل ﻣن ﺗﻌرض ﻻﻋﺿﺎء اﻟﺿﺑط اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ او أي ﻣﻛﻠف ﺑﺧدﻣﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻓﻲ اداء واﺟﺑﻪ .واوﺿﺣت
اﻟﻣﺎدة) (48ﻣن ﻗﺎﻧون رﻋﺎﯾﺔ اﻻﺣداث اﻟﻌراﻗﻲ ﻋﻠﻰ ان "ﯾﺳﻠم اﻟﺣدث ﻓور اﻟﻘﺑض ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻰ ﺷرطﺔ اﻻﺣداث
ﻓﻲ اﻻﻣﺎﻛن اﻟﺗﻲ ﺗوﺟد ﻓﯾﻬﺎ ﺷرطﺔ اﺣداث ﻟﺗﺗوﻟﻰ اﺣﺿﺎرﻩ اﻣﺎم ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق او ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺣداث" ،ﺣﯾث
راﻋﻰ اﻟﻘﺎﻧون ﻣﺑدأ اﻟﺳرﻋﺔ ﻓﻲ ﺗﺳﻠﯾم اﻟﺣدث اﻟﺟﺎﻧﺢ اﻟﻰ ﺷرطﺔ اﻻﺣداث ،ﺣﺗﻰ ﺗﻘوم ﺷرطﺔ اﻻﺣداث ﺑﺗﺣوﯾﻠﻪ
اوﺟب اﻟﻣﺷرع اﻟﻌراﻗﻲ ﻋﻠﻰ رﺟﺎل اﻟﺿﺑط اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ان ﯾﺛﺑﺗوا ﺟﻣﯾﻊ اﻻﺟراءات اﻟﺗﻲ ﻗﺎﻣوا ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺣﺿر
ﺧﺎص وﯾﻘوﻣوا ﺑﺈرﺳﺎل اﻟﻣﺣﺿر واﻟﻣواد اﻟﻣﺿﺑوطﺔ اﻟﻰ ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق وان ﯾﺛﺑﺗوا ﻓﻲ اﻟﻣﺣﺿر ﻣﻛﺎن اﻟﺟرﯾﻣﺔ
وﺗﺎرﯾﺧﻬﺎ واﻟوﻗت اﻟذي ﺑﺎﺷرت ﻓﯾﻪ ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻣﻬﺎﻣﻬﺎ ،وﯾﺟب ﻋﻠﻰ ﻋﺿو اﻟﺿﺑط اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ان
ﯾﺳﻣﻊ اﻗوال اﻻﺷﺧﺎص اﻟذﯾن ﻟدﯾﻬم ﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻋن اﻟﺟرﯾﻣﺔ وظروﻓﻬﺎ ،وان ﯾﺧﺑر اﻟﻘﺎﺿﻲ واﻻدﻋﺎء اﻟﻌﺎم
ﺑوﻗوﻋﻬﺎ ،وﯾﻣﻛن ﻟﻌﺿو اﻟﺿﺑط اﻟﻘﺎﺿﻲ ان ﯾﺳﺗﻌﯾن ﺑﺎﻟﺷرطﺔ ،وﯾﻘوم ﺑﺗدوﯾن اﻓﺎدة اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠﯾﻪ واﻟﺣﺎﺿرﯾن،
ﻋﻠﻰ اﻧﻪ ﻻ ﯾﺟوز ﻟﻪ ﺗﺣﻠﯾف اﻟﺷﺎﻫد اﻟﯾﻣﯾن اﻻ ﻓﻲ ﺣﺎﻻت اﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﻛﺄن ﯾﻛون اﻟﺷﺎﻫد ﻋﻠﻰ ﻓراش اﻟﻣوت أو
ﻣﺣﺗﻣل ﺳﻔرﻩ).(110
ﯾﺗﺿﺢ ﻟﻠﺑﺎﺣﺛﺔ ﻣﻣﺎ ﺳﺑق أن اﻟﻘﺑض ﻫو ﺗﻘﯾﯾد ﺣرﯾﺔ ﺷﺧص وﺣﺟزﻩ وﺣرﻣﺎﻧﻪ ﻣن ﺣرﯾﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﺗﻧﻘل ﻟﻣﻧﻌﻪ
ﻣن اﻟﻬرب ﺗﻣﻬﯾداً ﻻﺗﺧﺎذ اﺟراءات ﺿدﻩ ،وﯾﺻدر اﻣر اﻟﻘﺑض إﻣﺎ ﻣن ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﻣﺧﺗص أو ﻣن
اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ،وﯾﻘوم رﺟﺎل اﻟﺿﺑط اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﺑﺗﻧﻔﯾذ اﻣر اﻟﻘﺑض ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺗﻬم اﻟﺣدث ﺣﺗﻰ ﯾﺗم ﺗﺣوﯾﻠﻪ اﻟﻰ
ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻻﺳﺗﺟواﺑﻪ ،وﺗطﺑق ﺑﻬذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺟﺎءت ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﺻول اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺎت
اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﻌراﻗﻲ ﺑﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺈﺟراءات اﻟﻘﺑض ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺗﻬم ،وﺗطﺑق ﻫذﻩ اﻻﺟراءات ﻋﻠﻰ اﻻﺣداث اﻟﺟﺎﻧﺣﯾن
ﺑﺣﺎﻟﺔ اﻟﻘﺑض ﻋﻠﯾﻬم وذﻟك ﻟﺧﻠو ﻗﺎﻧون رﻋﺎﯾﺔ اﻻﺣداث اﻟﻌراﻗﻲ ﻣن اﻟﻧص ﻋﻠﻰ اﺟراءات اﻟﻘﺑض ﻋﻠﻰ اﻟﺣدث.
ان اﻻﺟدر ﺑﺎﻟﻣﺷرع اﻟﻌراﻗﻲ ﺗﻌدﯾل ﻗﺎﻧون رﻋﺎﯾﺔ اﻻﺣداث اﻟﻌراﻗﻲ وﺗﺿﻣﯾﻧﻪ ﻧﺻوص ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺗﺗﻌﻠق
ﺑﺈﺟراءات اﻟﻘﺑض ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺗﻬم اﻟﺣدث ﻛون اﻟﻘﺑض ﻋﻠﻰ اﻻﺣداث اﻟﺟﺎﻧﺣﯾن ﯾﺗطﻠب ﺧﺻوﺻﯾﺔ ﻧظراً ﻟﻣﺎ ﺗﺗطﻠﺑﻪ
اﻟﻣطﻠب اﻟﺧﺎﻣس
ﻫﻧﺎك ﺣﺎﺟﺔ ﻣﺎﺳﺔ اﻟﻰ ان ﺗﻛون اﺟراءات ﻣﻼﺣﻘﺔ اﻻﺣداث ﺗﺧﺗﻠف ﻋن اﻻﺟراءات اﻟﻣﺗﺑﻌﺔ ﻓﻲ ﻣﻼﺣﻘﺔ
اﯾﺿﺎ
اﻟﺑﺎﻟﻐﯾن ﻧظ ًار اﻟﻰ ان اﻟﻬدف ﻣن إﺣﺎﻟﺔ اﻟﺣدث اﻟﺟﺎﻧﺞ ﻟﻠﻘﺿﺎء ﻫو ﻣن اﺟل اﺻﻼﺣﻪ واﻋﺎدة ﺗﻬذﯾﺑﻪ ،و ً
ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻼﺧﺗﻼف اﻟﻔﺳﯾوﻟوﺟﻲ واﻟﻧﻔﺳﻲ ﻟﻠﺣدث وذﻟك ﻟﻌدم اﻛﺗﻣﺎل ﻧﺿوﺟﻪ اﻟﻔﻛري ،اﺿﺎﻓﺔ اﻟﻰ ذﻟك ﻓﺈن ﻣن
اﻟواﺟب ان ﺗﻛون اﻻﺟراءات اﻟﻣﺗﺑﻌﺔ ﻓﻲ ﻗﺿﺎﯾﺎ اﻻﺣداث ﻣﻧﺳﺟﻣﺔ ﻣﻊ اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻣﻘررة ﻟﻠﺣدث ﻓﻲ ﻗﺎﻧون
اﻻﺣداث وﻗﺎﻧون اﺻول اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺎت اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻻردﻧﻲ واﻟﻌراﻗﻲ .ﻣن اﺟل دراﺳﺔ ﻫذا اﻟﻣوﺿوع ﺳﻧﻘوم
ﺑﺎﺳﺗﻌراض اﺑرز اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻣﻘررة ﻟﻠﺣدث ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻوﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻻردﻧﻲ واﻟﻌراﻗﻲ ﺗﺑﺎﻋﺎً.
66
اﻟﻔرع اﻻول
ﻓﻲ ﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﻣوﺿوع اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﺗﻲ اﺟﺎزﻫﺎ اﻟﻣﺷرع اﻻردﻧﻲ ﻟﻠﻣﺷﺗﻛﻰ ﻋﻠﯾﻪ اﻟﺣدث ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ
اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻوﻟﻲ ،ﻓﻘد أﺳﺗﺣدث اﻟﻣﺷرع اﻻردﻧﻲ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺣري ﻋن ﺟراﺋم اﻻﺣداث وﺟﻣﻊ
اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﺑﺷرطﺔ اﻻﺣداث ،وﻫذا ﯾﻌﺗﺑر ﺗﻘدم ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﻗﺎﻧون اﻻﺣداث اﻻردﻧﻲ ،ﺑﻌد ان ﻛﺎﻧت ﻣﻬﻣﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق
اﻻوﻟﻲ ﺗﻧﺎط ﺑﺎﻟﺷرطﺔ اﻟﻌﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﻘوم ﺑﺎﻟﺗﻌﺎﻣل ﺑﺟراﺋم اﻻﺣداث دون ﻣراﻋﺎة واﻫﺗﻣﺎم ﺑﺎﻟوﺿﻊ اﻟﻧﻔﺳﻲ
واﻟﻔﺳﯾوﻟوﺟﻲ ﻟﻠﺣدث ،اﻻ ان ﺷرطﺔ اﻻﺣداث ﯾﺟب ان ﺗﻛون ﻣؤﻫﻠﺔ ﻟﻠﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ وﺿﻊ اﻟﺣدث ودراﺳﺔ
اﻟﺿروف اﻟﺗﻲ دﻓﻌت ﺑﻪ ﻟﻠﺟﻧوح واﻟﻘﯾﺎم ﺑﺎﻻﻓﻌﺎل اﻟﺟرﻣﯾﺔ .وﻗد اﻋطﻰ اﻟﻣﺷرع اﻻردﻧﻲ ﻫذﻩ اﻟﺳﻠطﺔ ﺑﻌض
اﻟﺻﻼﺣﯾﺎت ﻓﻲ اﻟﺗﺻرف ﺑﺎﻟوﻗﺎﺋﻊ اﻟﺗﻲ ﯾﻛون اﻟﺣدث ﻫو اﻟﻣﺷﺗﻛﻰ ﻋﻠﯾﻪ ﻓﯾﻬﺎ ،أي اﺟﺎز اﻟﻣﺷرع اﻻردﻧﻲ
ﻟﺷرطﺔ اﻻﺣداث ﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻧزاﻋﺎت ﻓﻲ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت واﻟﺟﻧﺢ اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗزﯾد ﻋﻘوﺑﺔ اﻟﻔﻌل ﻓﯾﻬﺎ ﻋن ﺳﻧﺗﯾن وﺑﻣواﻓﻘﺔ
اطراف اﻟﻧزاع ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺳوﯾﺔ وﻓﻲ اﻟﺟراﺋم اﻟﺗﻲ ﯾﺗوﻗف اﻟﻧظر ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺷﻛوى ﻣن اﻟﻣﺗﺿرر) ،(111وﺗﻌﺗﺑر
اﺟراءات ﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻧزاﻋﺎت ﺳرﯾﺔ وﻻ ﯾﺟوز اﻻﺣﺗﺟﺎج ﺑﻬﺎ أﻣﺎ اي ﻣﺣﻛﻣﺔ او ﺟﻬﺔ ﻛﺎﻧت) ،(112أي ان ﻫذﻩ
ﻣن اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻬﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺳﺗﻔﯾد ﻣﻧﻬﺎ اﻟﺣدث واﻟﺗﻲ ﺗﺣﻔظ ﺣرﯾﺔ وﻛراﻣﺗﻪ ،ان اﻋﺿﺎء اﻟﺿﺎﺑطﺔ
اﻟﻌدﻟﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﻣﻧوﺣﺔ ﻟﻬم ﺑﺣﻛم اﻟﻘﺎﻧون ﻓﻲ ﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻧزاﻋﺎت ﻓﻬم ﯾﺧﺿﻌون ﻟرﻗﺎﺑﺔ ﺳﻠطﺔ
ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ وﻫﻲ اﻟﻣدﻋﻲ اﻟﻌﺎم ﻓﻲ ﻛﺎﻓﺔ اﻻﺟراءات اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﺷرطﺔ اﻻﺣداث .وان اﻟﻣﺷرع اﻻردﻧﻲ أﻟزم ﻣوظﻔﻲ
اﻟﺿﺎﺑطﺔ اﻟﻌدﻟﯾﺔ ﺑﺄن ﯾوﻋوا اﻟﻰ اﻟﻣدﻋﻲ اﻟﻌﺎم اﻻﺧﺑﺎرات وﻣﺣﺎﺿر اﻟﺿﺑط اﻟﺗﻲ ﯾﻧظﻣوﻧﻬﺎ ﻓﻲ اﻻﺣوال اﻟﺗﻲ
ﯾﺟﯾز اﻟﻘﺎﻧون ﻟﻬم ذﻟك ﻣﻊ ﺑﺎﻗﻲ اﻻوراق واﻻدﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﺗم اﻟﺗﺣرز ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣن ﻣوﻗﻊ اﻟﺟرﯾﻣﺔ).(113
ﻣﻣﺎ ﺳﺑق ﺗﺟد اﻟﺑﺎﺣﺛﺔ إن اﺟراءات اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻوﻟﻲ ﺗﻌﺗﺑر ﻣن اﻻﺟراءات اﻟﻣﻬﻣﺔ واﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﻣد ﻣﻬد
ﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻﺑﺗداﺋﻲ ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن اﻧﻬﺎ ﻟﯾﺳت ﺟزء ﻣن اﺟراءات اﻟدﻋوى اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻻ ان ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق
اﻻﺑﺗداﺋﻲ ﺗﻌﺗﻣد ﻋﻠﯾﻬﺎ ،وﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺿﺑط اﻟﺟرﯾﻣﺔ وﻣرﺗﻛﺑﻬﺎ واﻻدﻟﺔ اﻟﺑراﻫﯾن اﻟﺗﻲ ﺗؤدي اﻟﻰ ﻣﻌرﻓﺔ ﻣﺟرﯾﺎت
اﻟﻔﻌل اﻟﺟرﻣﻲ وﻣرﺗﻛب اﻟﺟرﯾﻣﺔ ،وﻣن اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﺑر ﺿﻣﺎﻧﺔ ﻫﺎﻣﺔ ﻫﻲ ﯾﺟب ان ﺗﻛون ﻛﺎﻓﺔ اﺟراءات
اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻوﻟﻲ او اﻻﺳﺗدﻻﻟﻲ ﺳرﯾﺔ ﺑﻣﺎ ﯾﻧﺳﺟم ﻣﻊ اﻟﻣﻌﺎﯾر اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻬذﻩ اﻟﻔﺋﺔ وﻟﻣﺎ ﻟﻬﺎ ﻣن ﺧﺻوﺻﯾﺔ ﻓﻲ
اﻟﺗﻌﺎﻣل ،وﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أن اﺟراءات اﻟﻣﺗﺧذة ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻﺑﺗداﺋﻲ وﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ ﺗﺗم ﺑﺻورة ﺳرﯾﺔ
ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻼﺣداث.
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﻟﻘد ﺣددت اﻟﻣﺎدة)(48ﻣن ﻗﺎﻧون رﻋﺎﯾﺔ اﻻﺣداث اﻟﻌراﻗﻲ اﻻﺟراءات اﻟﺗﻲ ﯾﺟب اﺗﺑﺎﻋﻬﺎ اﺛﻧﺎء اﻟﻘﺑض
ﻋﻠﻰ اﻟﺣدث اﻟﻣﺷﺗﻛﻰ ﻋﻠﯾﻪ ،ﺣﯾث ﯾﺟب ان ﯾﺳﻠم اﻟﺣدث اﻟﻰ ﺷرطﺔ اﻻﺣداث ﻓﻲ اﻻﻣﺎﻛن اﻟﺗﻲ ﯾوﺟد ﻓﯾﻬﺎ
ﺷرطﺔ اﺣداث ﻟﻛﻲ ﺗﻘوم ﺑﺗﺣوﯾل اﻟﺣدث ﻟﻘﺎﺿﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻻﺣداث أو اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ،اﻻ ان اﻟﻣﺷرع اﻟﻌراﻗﻲ ﻓﻲ
ﻗﺎﻧون رﻋﺎﯾﺔ اﻻﺣداث اﻟﻌراﻗﻲ اﻏﻔل دور ﺷرطﺔ اﻻﺣداث ﻓﻲ اﻻﻫﺗﻣﺎم ﺑوﺿﻊ اﻟﺣدث ﺑﻌﯾداً ﻋن ﺗﺣوﯾﻠﻪ اﻟﻰ
اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر ان ﺷرطﺔ اﻻﺣداث أﻗرب ﺳﻠطﺔ ﻟﻠﺣدث واﻛﺛر ﻣﻌرﻓﺔ ﺑﺿروﻓﻪ ،وان
اﻻﺟراءات اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻗد ﺗودي ﺑﺂﺛﺎر ﺳﻠﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺳﯾﺔ اﻟﺣدث اﻟﺟﺎﻧﺢ .ﻓﺈن ﺗﻘﯾﯾد ﻟﻠدور اﻟوﻗﺎﺋﻲ ﻟﺷرطﺔ
ﻟﻠﺗﺻرف ﺑوﺿﻊ اﻟﺣدث ﺑﻣﺎ ﯾﺣﻘق ﻣﺻﻠﺣﺗﻪ اﻟﻔﺿﻠﻰ ﯾﻌﺗﺑر اﺗﻧﻬﺎك ﻟﺿﻣﺎﻧﺔ ﻣﻬﻣﺔ ﻣن ﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﺗﻲ ﻧﺻت
ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻘد اﻏﻔل ﻗﺎﻧون رﻋﺎﯾﺔ اﻻﺣداث اﻻﻫﺗﻣﺎم ﺑﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﺣدث ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻوﻟﻲ ،واﻟﺗﻲ
اﻛدت ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ،ﻓﻘد اﻛدت اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﻘواﻋد اﻟﻧﻣوذﺟﯾﺔ اﻟدﻧﯾﺎ ﻻدارة ﺷؤون ﻗﺿﺎء اﻻﺣداث ﻧﺻت
ﺻراﺣﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة) (3/2ﺣﯾث دﻋت اﻟﻰ ﺿرورة ﺳن ﺗﺷرﯾﻌﺎت وطﻧﯾﺔ ﻣﺣددة ﺗﺗﺿﻣن ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻗواﻋد واﺣﻛﺎم
ﺗﻬﺗم ﺑﺎﻟﻣﺗﻬﻣﯾن اﻻﺣداث ،وﺗﻬدف اﻟﻰ ﺗﻠﺑﯾﺔ اﻻﺣﺗﯾﺎﺟﺎت اﻟﻣﺗﻧوﻋﺔ ﻟﻼﺣداث اﻟﺟﺎﻧﺣﯾن وﺣﻣﺎﯾﺔ ﺣﻘوﻗﻬم اﻻﺳﺎﺳﯾﺔ
وﺗﺿﻣن ﻫذﻩ اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت ﺗﻧﻔﯾذ وﺗطﺑﯾق ﻫذﻩ اﻟﻘواﻋد .وﺑﺎﻻﺳﺗﻧﺎد اﻟﻰ اﻟﻣﺎد) (108ﻣن ﻗﺎﻧون رﻋﺎﯾﺔ اﻻﺣداث
اﻟﻌراﻗﻲ اﻟﺗﻲ ﺗؤﻛد ﺗطﺑﯾق اﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺎﺋل اﻟﺗﻲ ﻟم ﯾﺗطرق ﻟﻬﺎ ﻗﺎﻧون رﻋﺎﯾﺔ اﻻﺣداث اﻟﻌراﻗﻲ ،ﻟذﻟك
ﯾﺗوﺟب ﻋﻠﯾﻧﺎ اﻟرﺟوع اﻟﻰ اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﺗﻲ اﻫﺗم ﺑﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم ﺑﺷﺄن ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻوﻟﻲ.
69
ﻣن اﻫم اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﺗﻲ ﺟﺎء ﺑﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم واﻟﺗﻲ ﺗطﺑق ﻋﻠﻰ اﻻﺣداث واﻟﺑﺎﻟﻐﯾن ﻫﻲ ﻣﺷروﻋﯾﺔ
اﻻﺟراءات اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺧذﻫﺎ اﻋﺿﺎء اﻟﺿﺑط اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻓﻲ اﻟﺑﺣث واﻟﺗﺣري ﻋن اﻟﺟرﯾﻣﺔ وﺟﻣﻊ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت وﻣﻌرﻓﺔ
ﻣرﺗﻛب اﻟﺟرﯾﻣﺔ واﻟﺗﻲ ﺗﻔﯾد اﻟﺗﺣﻘﯾق ،ﻓﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻋﺿﺎء اﻟﺿﺑط اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﺗﺧﺎذ اﻻﺟراءات اﻟﻣﺷروﻋﺔ ﻓﻲ
اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﺣﺗﻰ ﻻ ﯾﺣدث ﻣﺳﺎس ﺑﺣﻘوق وﺣرﯾﺎت اﻻﻓراد ،وﺣددت اﻟﻣﺎدة) (46ﻣن ﻗﺎﻧون
اﺻول اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺎت اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻧﻪ ﯾﺟب ﻋﻠﻰ رﺟﺎل اﻟﺿﺑط اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﺗﺧﺎذ اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﺗﻲ ﺗﺣﺎﻓظ ﻋﻠﻰ ادﻟﺔ
اﻟﺟرﯾﻣﺔ) ،(114ﻟم ﯾﺣدد اﻟﻘﺎﻧون اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﺗﻲ ﯾﺟب اﺗﺑﺎﻋﻬﺎ اﻻ اﻧﻪ ﺗرك ﺗﺣدﯾد ﻫذﻩ اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﻰ ﻋﺿو اﻟﺿﺑط
اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻰ اﻻﺧذ ﺑﺎﻟوﺳﺎﺋل اﻟﺗﻲ ﯾراﻫﺎ ﺿرورﯾﺔ ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑواﺟﺑﺎﺗﻪ وﻫذا ﻣﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺎدة) (42ﻣن ﻗﺎﻧون
ﻣن اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻬﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻوﻟﻲ ﻫﻲ ﺧﺿوع اﻋﺿﺎء اﻟﺿﺑط اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻰ رﻗﺎﺑﺔ
ﻋﻠﻰ اﻻﻋﻣﺎل اﻟﺗﻲ ﯾﻘوﻣون ﺑﻬﺎ واﻻﺟراءات اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺧذوﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﺟﻣﻊ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ،ﺣﯾث ﺣددت اﻟﻣﺎدة) (40ﻣن
ﻗﺎﻧون اﺻول اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺎت اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﻌراﻗﻲ ﻋﻠﻰ اﻧﻪ ":أ– ﯾﻘوم اﻋﺿﺎء اﻟﺿﺑط اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﺑﺎﻋﻣﺎﻟﻬم ﻛل ﻓﻲ ﺣدود
اﺧﺗﺻﺎﺻﻪ ﺗﺣت اﺷراف اﻻدﻋﺎء اﻟﻌﺎم وطﺑﻘﺎ ﻻﺣﻛﺎم اﻟﻘﺎﻧون .ب– ﯾﺧﺿﻊ اﻋﺿﺎء اﻟﺿﺑط اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻟرﻗﺎﺑﺔ
ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق وﻟﻪ ان ﯾطﻠب ﻣن اﻟﺟﻬﺔ اﻟﺗﺎﺑﻌﯾن ﻟﻬﺎ اﻟﻧظر ﻓﻲ اﻣر ﻣن ﺗﻘﻊ ﻣﻧﻪ ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻟواﺟﺑﺎﺗﻪ او ﺗﻘﺻﯾر
ﻓﻲ ﻋﻣﻠﻪ وﻣﺣﺎﻛﻣﺗﻪ اﻧﺿﺑﺎطﯾﺎ وﻻ ﯾﺧل ذﻟك ﺑﻣﺣﺎﻛﻣﺗﻬم ﺟزاﺋﯾﺎ اذا وﻗﻊ ﻣﻧﻬم ﻣﺎ ﯾﺷﻛل ﺟرﯾﻣﺔ" .ﺣﯾث ﯾﺧﺿﻊ
اﻋﺿﺎء اﻟﺿﺑط اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻰ اﺷراف اﻻدﻋﺎء اﻟﻌﺎم ورﻗﺎﺑﺔ ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق وﻓﻲ ﺣﺎل ﻗﺎﻣوا ﺑﺎﺗﺧﺎذ وﺳﺎﺋل ﻏﯾر
ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻋﺿﺎء اﻟﺿﺑط اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ان ﯾﻘوﻣوا ﺑﺗﺣرﯾر ﻣﺣﺿر ﺑﺎﻻﺟراءات اﻟﺗﻲ ﯾﻘوﻣون ﺑﻬﺎ،
وﯾرﺳﻠوﻫﺎ ﻓو ًار اﻟﻰ ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق وﻫذا ﻣﺎ ﺗم ﺗوﺿﯾﺣﻪ ﺳﺎﺑﻘﺎً .ﻓﯾﻌﺗﺑر ﺗدون ﻫذﻩ اﻻﺟراءات ﺿﻣﺎﻧﻪ ﻟﻠﻣﺗﻬم ﻓﻲ
ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻوﻟﻲ وذﻟك ﻻﻧﻬﺎ ﺗﺣﺎﻓظ ﻋﻠﻰ ﺣﻘوق اﻟﻣﺷﺗﻛﻰ ﻋﻠﯾﻪ ﻣن اﻟﻌﺑث او اﻟﺗزوﯾر.
ﺗوﺻﻠت اﻟﺑﺎﺣﺛﺔ ﻣﻣﺎ ﺳﺑق اﻟﻰ ان اﺑرز ﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻻﺣداث اﻻردﻧﻲ رﻗم) (32ﻟﺳﻧﺔ 2014
أﻋطﻰ ﻟﺷرطﺔ اﻻﺣداث ﺻﻼﺣﯾﺔ ﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻛون اﻟﺣدث طرﻓﺎً ﻓﯾﻬﺎ ﺑﺷروط ﺗم اﯾﺿﺎﺣﻬﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎً،
إﺿﺎﻓﺔ اﻟﻰ اﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﺳﺗﺧدام ﺑﻌض اﻟﺗداﺑﯾر ﻏﯾر اﻟﺳﺎﻟﺑﺔ ﻟﻠﺣرﯾﺔ ﻣراﻋﺎةً ﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﺣدث اﻟﻔﺿﻠﻰ .اﻻﻣر اﻟذي
ﻟم ﺗﺟدﻩ اﻟﺑﺎﺣﺛﺔ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون رﻋﺎﯾﺔ اﻻﺣداث اﻟﻌراﻗﻲ رﻗم) (76ﻟﺳﻧﺔ 1983ﻓﻛﺎن اﻻﺟدر ﻣن اﻟﻣﺷرع اﻟﻌراﻗﻲ ان
ﯾﺣذو ﺣذو اﻟﻣﺷرع اﻻردﻧﻲ ﺑﺈﻋطﺎء ﺻﻼﺣﯾﺎت ﻟﺷرطﺔ اﻻﺣداث ﻛﻣﺎ ﻗﺎم ﺑﻪ اﻟﻣﺷرع اﻻردﻧﻲ ﺑﻘﺎﻧون اﻻﺣداث
اﻻردﻧﻲ.
71
اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﺧذت اﻏﻠب ﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻻﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ وﻣﻧﻬﺎ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻻردﻧﻲ واﻟﻌراﻗﻲ ﺑﺄﻋﻣﺎل اﻟﺗﺣﻘﯾق ،ﺑﻐﯾﺔ
اﻟوﺻول اﻟﻰ اﺛﺑﺎت اﻟﻔﻌل اﻟﺟرﻣﻲ وﺗﺣدﯾد ﻓﺎﻋل اﻟﺟرم واﺗﺧﺎذ اﻻﺟراءات اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻠوﺻول اﻟﻰ ذﻟك ﻣﺗﻰ ﻛﺎﻧت
ﻫذﻩ اﻻﺟراءات ﻣﻧﺎطﺔ ﺑﺎﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ ،وﺑﻌض ﻫذﻩ اﻻﺟراءات ﯾﻬدف اﻟﻰ ﺟﻣﻊ اﻻدﻟﺔ وﻣﻧﻬﺎ ﯾﻬدف اﻟﻰ اﻟﺗﺣﻔظ
ﻋﻠﻰ ﺷﺧص اﻟﻣﺗﻬم وﻋدم ﺗﻣﻛﯾﻧﻪ ﻣن اﻟﻬروب أو اﺧﻔﺎءﻩ ﻟﻸدﻟﺔ اﻟﺟرﯾﻣﺔ .وﻟﻠﻣﺣﻘق ﻛﺎﻣل اﻟﺣرﯾﺔ ﻓﻲ أﺗﺑﺎع
اﻟﺗرﺗﯾب اﻟذي ﯾراﻩ ﻣﻼﺋﻣﺎ ﻓﻲ اﻋﻣﺎل اﻟﺗﺣﻘﯾق وﻓﻘﺎ ﻟطﺑﯾﻌﺔ ﻛل ﺟرﯾﻣﺔ وظروﻓﻬﺎ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﻬﺎ).(116
ﺳﯾﺗم ﺗﻧﺎول ﻣﻔﻬوم اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻﺑﺗداﺋﻲ ﻓﻲ اﻟﻣطﻠب اﻻول ،واﻫﻣﯾﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻﺑﺗداﺋﻲ ﻓﻲ اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ،
واﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﺎﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻﺑﺗداﺋﻲ ﻣﻊ اﻻﺣداث ﻓﻲ اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث ،وﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﺣدث ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق
اﻟﻣطﻠب اﻻول
طﺑﻘﺎ
ﯾﻌرف اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻﺑﺗداﺋﻲ ﻋﻠﻰ اﻧﻪ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻻﺟراءات اﻟﺗﻲ ﺗﺑﺎﺷرﻫﺎ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﺎﻟﺗﺣﻘﯾق ً
ارﺗﻛﺑت ﻟﺗﻘدﯾر ﻟزوم ﻣﺣﺎﻛﻣﺔ اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﻪ او ﻋدم ﻟزوﻣﻬﺎ ،وﻛذﻟك ﯾﻌد اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻﺑﺗداﺋﻲ اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻻوﻟﻰ
ﻟﻠدﻋوى اﻟﺟزاﺋﯾﺔ وﺗﻌﺗﺑر اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ ﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻوﻟﻲ واﻟﺗﻲ ﺗﺳﺑق اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﻧﻬﺎﺋﻲ)ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ(،
إذ أن ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻوﻟﻲ ﻫﻲ ﻣرﺣﻠﺔ ﺗﻣﻬﯾد ﻟﻠﺗﺣﻘﯾق اﻻﺑﺗداﺋﻲ ،ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن ان اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻗد ﻗﺎﻣت
ﺗﺑدأ ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻﺑﺗداﺋﻲ ﻣﻧذ ﻟﺣظﺔ اﯾداع اﻻوراق اﻟﺗﺣﻘﯾﻘﯾﺔ اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻣن ﻗﺑل اﻟﺿﺎﺑطﺔ اﻟﻌدﻟﯾﺔ
ﻟﻠﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻣﻣﺛﻠﺔ ﺑﺎﻻدﻋﺎء اﻟﻌﺎم ،وﻟﻠﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﻬﻣﺎت ﻋدﯾدة ﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻗﻲ ﻗواﻧﯾن اﻹﺟراءات
اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ،وأﻫﻣﻬﺎ اﻗﺎﻣﺔ اﻟدﻋوى اﻟﺟزاﺋﯾﺔ وﻣﺗﺎﺑﻌﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ ﻣراﺣﻬﺎ ،ﺣﯾث ﺗﻘوم اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﻔﺣص اوراق
اﻟﺗﺣﻘﯾق وذﻟك ﻟﻠﺗﺄﻛد ﻣن ﺻﺣﺔ اﻻدﻋﺎءات اﻟﻣﻘدﻣﺔ ﻣن اﻻطراف واﻟﺗﺄﻛد ﻣن ﻋدم وﺟود أي ﺗﻌﺳف ﻓﻲ
أﺳﺗﺧدام اﻟﺳﻠطﺔ ﻣن ﻗﺑل رﺟﺎل اﻟﺿﺎﺑطﺔ اﻟﻌدﻟﯾﺔ ،ﻟﯾﺻل ﺑﺎﻟﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﻰ اﻛﻣﺎل اﻹﺟراءات اﻟﺗﺣﻘﯾﻘﯾﺔ اﻟواﺟب
) (117اﻟﺟوﺧدار،ﺣﺳن) ،(2011اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻﺑﺗداﺋﻲ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﺻول اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺎت اﻟﺟزاﺋﯾﺔ :دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ،دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻧﺷر ،اﻻردن ،ص
11وﻣﺎ ﯾﻠﯾﮭﺎ.
) (118اﻟرداﯾدة ،ﻋﺑد اﻟﻛرﯾم ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص.75
73
ﻻ ﺗﻛﺗﻔﻲ اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﻘﺿﺎء اﻻﺣداث ﺑﺎﻟﺑﺣث ﻋن اﻟﻔﻌل اﻟذي ارﺗﻛﺑﻪ اﻟﺣدث واﻻدﻟﺔ
ﺗﻣﻬﯾدا ﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺗﻪ ،واﻧﻣﺎ ﺗﺗﺟﺎوز ذﻟك ﻟﻧظر ﻓﻲ اﻟظروف اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﻟﻠﺣدث وﺑﯾﺋﺗﻪ ودراﺳﺗﻪ
ً اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﺿدﻩ
ﺗﺣﻘﯾﻘﺎ
ً وﻣﺳﻠﻛﻪ اﻟﻌﺎم ،وذﻟك ﻟﻠﺣﻛم ﻋﻠﯾﻪ ﺑﺎﻟﺗداﺑﯾر اﻟﻣﻧﺎﺳﺑﻪ ﻟﻪ ،ﻓﯾﻛون اﻟﻬدف اﻻﺳﺎﺳﻲ ﻣن اﻟدﻋوى ﻫو ﻟﯾس
ﻟﻠﻌداﻟﺔ واﯾﻘﺎع اﻟﺟزاء ﻓﻘط واﻧﻣﺎ ﯾﻛون اﻟﻬدف ﻣﻧﻪ ﻫو ﺣﻣﺎﯾﺔ ﻟﻠطﻔل او اﻟﺣدث ﻣﺳﺗﻘﺑﻼً ).(119
أن دور اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﻘﺿﺎﯾﺎ اﻻﺣداث ﯾﺧﺗﻠف ﻋن دور اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻌﺎدي ،ﻓﺄذا
ﻛﺎن دور اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻌﺎدﯾﺔ ﻫو اداﻧﺔ اﻟﻣﺗﻬم أو إﺻدار اﻟﻘرار ﺑﺑراءﺗﻪ ﻓﺄن دور اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ
ﺑﻘﺿﺎﯾﺎ اﻻﺣداث ﻟﯾس ﻣﻘﺗﺻ ًار ﻋﻠﻰ اداﻧﺔ اﻟﺣدث او اﻟﺣﻛم ﺑﺑراءﺗﻪ ﻓﻘط ،واﻧﻣﺎ ﺗﺳﻌﻰ اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ
ﺑﻘﺿﺎﯾﺎ اﻻﺣداث اﻟﻰ ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺣدث ﻣن اﻻﻧﺣراف ﻣﺳﺗﻘﺑﻼً .وﻛﻠﻣﺎ ﻛﺎﻧت اﻻﺟراءات اﻟﻣﺗﺑﻌﺔ ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق
اﻻﺑﺗداﺋﻲ ﻣﻊ اﻻﺣداث ﺗﺗﺳم ﺑﺎﻟﺻﺣﺔ واﻟﻧزاﻫﺔ ﺳﺎﻫﻣت ﻫذﻩ اﻹﺟراءات ﻓﻲ اﻻﻗﺗراب ﻣن اﻟﺟرم اﻟﻣرﺗﻛﺑﺔ
واﻟوﺻول اﻟﻰ اﻟﻔﺎﻋل اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ وﺻوﻻً اﻟﻰ اﺻدار ﺣﻛﻣﺎً ﻋﺎدﻻً ﻓﻲ اﻟﻘﺿﯾﺔ .وﺗﺧﺗﻠف اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻓﻲ
ﺗﺣدﯾد اﻟﺟﻬﺔ اﻟﻣﺧوﻟﺔ ﺑﺎﻟﺗﺣﻘﯾق اﻷﺑﺗداﺋﻲ ،ﻓﺑﻌض اﻷﻧظﻣﺔ ﺗﺄﺧذ ﺑﻧظﺎم اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻣﻧﺎط ﺑﻬﺎ ﻣﻬﻣﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق
اﻷوﻟﻲ ،واﻟﺑﻌض اﻻﺧر ﯾﺄﺧذ ﺑﻧظﺎم ﻗﺿﺎء اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻷﺗﻣﺎم ﻣﻬﻣﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻﺑﺗداﺋﻲ.
) (119اﻟﻔﻘﻲ ،أﺣﻣد ﻋﺑد اﻟﻠطﯾف ،(2003)،اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ وﺣﻘوق ﺿﺣﺎﯾﺎ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻻوﻟﻰ ،دار اﻟﻔﺟر ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻟﻘﺎھرة ،ص.91
74
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﺗﻌﺗﺑر ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻷﺑﺗداﺋﻲ ﻫﻲ اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﺣﺿﯾرﯾﺔ ﻟﻠﻣﺣﺎﻛﻣﺔ؛ وذﻟك ﻻن ﻫذﻩ ﻣرﺣﻠﺔ ﻣن اﻟﺗﺣﻘﯾق ﺗﺑدأ
ﻋﻧد وﻗوع اﻟﺟرﯾﻣﺔ واﻟﺗﻲ ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ ﯾﻣﻛن ﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻷﺑﺗداﺋﻲ ﺟﻣﻊ اﻷدﻟﺔ وﻧﺳﺑﺗﻬﺎ اﻟﻰ اﻟﻣﺗﻬم اﻟذي ﻗﺎم
ﺑﺎﻟﻔﻌل اﻟﺟرﻣﻲ ،وﺗﺗﺿﺢ أﻫﻣﯾﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻﺑﺗداﺋﻲ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ أول ﻣرﺣﻠﺔ ﻣن ﻣراﺣل اﻟدﻋوى اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ،وﻟﻬذا
ﯾﺟب أن ﺗﻛون ﻫذﻩ اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﻣﺑﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ إﺟراءات ﺻﺣﯾﺣﺔ ﺣﺗﻰ ﺗﻘوم اﻟدﻋوى اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻗوي ﯾﻣﻛن
ﻣن ﺧﻼﻟﻪ اﻟوﺻول ﻟﻠﺣﻘﯾﻘﺔ ،ﻓﺗﻛﻣن ﻣﻬﻣﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻷﺑﺗداﺋﻲ ﻓﻲ اﻟﺑﺣث واﻟﺗﻧﻘﯾب ﻋن اﻷدﻟﺔ أزاء ﻋﻧﺎﺻر
أن ﻣﻬﻣﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻷﺑﺗداﺋﻲ ﺗﺗم ﻣن ﻗﺑل ﻗﺿﺎة ﯾﻣﺎرﺳون ﺻﻼﺣﯾﺎﺗﻬم ﺑﺣﻛم اﻟﻘﺎﻧون ،ﻟذﻟك ﯾﺟب أن ﯾﺗم
اﻟﺗﺣﻘﯾق ﺑﻛل ﻣوﺿوﻋﯾﺔ وﺣﯾﺎد ،وﯾﻠﺗزم اﻟﻘﺿﺎة اﻟﻣﺧﺻﺻون ﺑﺎﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻﺑﺗداﺋﻲ ﺑﺎﻟﻘواﻋد اﻻﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﺗﺣﻘﯾق
اﻻﺑﺗداﺋﻲ ،وﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن ذﻟك ﻓﺄﻧﻪ ﯾﺟب ﻋﻠﻰ ﻣن ﯾﻣﺎرس ﻣﻬﻣﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻﺑﺗداﺋﻲ ﻣراﻋﺎة روح اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻰ
ﺟﺎن اﻟﻘواﻋد اﻻﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﺗﺣﻘﯾق ،وان ﯾﻛون اﻟﻬدف ﻣن وراء اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻫو اﻟوﺻول ﻟﻠﺣﻘﯾﻘﺔ وﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻔﺎﻋل
اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ وﺗﻘدﯾﻣﻪ ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ ﻟﺗﻘوم ﺑﺄﯾﻘﺎع اﻟﻌﻘﺎب اﻟﻣﻧﺎﺳب ﻋﻠﯾﻪ ،ﻓﻼ ﯾﺟب ان ﯾﻛون اﻟﻣﺣﻘق ﻣﺗﺣﯾ ًاز ﺿد اﻟﻣﺗﻬم
ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر ان واﺟﺑﻪ ﻫو اظﻬﺎر اﻻدﻟﺔ ﺿدﻩ ﺑل ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣﻘق ان ﯾﻘوم ﺑﺄﺳﺗظﻬﺎر ﺟﻣﯾﻊ اﻻدﻟﺔ ﺣﺗﻰ
اﻻدﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺻب ﻓﻲ ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻬم) .(121وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺄذا ﻛﺎن اﻟﻬدف ﻣن اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻﺑﺗداﺋﻲ ﻣﻊ اﻟﺑﺎﻟﻐﯾن ﻫو
اﻟﺗﺄﻛد ﻣن وﻗوع اﻟﺟرﯾﻣﺔ واﻟﺗﺄﻛد ﻣن ﻋﻧﺎﺻرﻫﺎ وﺷﺧص اﻟﻣﺟرم اﯾﺿﺎً ،ﻓﺄن اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻﺑﺗداﺋﻲ ﻣﻊ اﻷﺣداث
) (120ﻧﻣور ،ﻣﺣﻣد ﺳﻌﯾد)(2011أﺻول اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ :ﺷرح ﻟﻘﺎﻧون اﺻول اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺎت اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ،دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ،
ﻋﻣﺎن ،ص .328
) (121ﺣﺳﻧﻲ ،ﻣﺣﻣود ﻧﺟﯾب ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .617
75
ﯾﻬدف اﻟﻰ دراﺳﺔ ﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﺣدث واﻟظروف اﻟﺗﻲ دﻓﻌت ﺑﻪ ﻟﻸﻧﺣراف ،وﻟذﻟك ﺑﻬدف اﺻﻼح اﻟﺣدث وﺗﺄﻫﯾﻠﻪ،
ﻟﻬذا ﻓﺄن اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻﺑﺗداﺋﻲ ﻣﻊ اﻷﺣداث ﯾﺗﻣﯾز ﺑﺑﻌض اﻻﺟراءات اﻟﻣﻐﺎﯾرة ﻋن اﺟراءات اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻﺑﺗداﺋﻲ ﻣﻊ
اﻟﺑﺎﻟﻐﯾن).(122
ﯾﺗﺿﺢ ﻟﻠﺑﺎﺣﺛﺔ ﻣ ﻣﺎ ﺳﺑق أن اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻷﺑﺗداﺋﻲ ﻣﻊ اﻷﺣداث ﯾﺗﻣﯾز ﻋن اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻷﺑﺗداﺋﻲ ﻣﻊ اﻟﺑﺎﻟﻐﯾن
ﻓﻲ ﻛون اﻟﻬدف ﻣن اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣﻊ اﻟﺑﺎﻟﻐﯾن ﻫو ﻓﻘط ﻛﺷف ﻋﻧﺎﺻر اﻟﺟرﯾﻣﺔ وﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻣﺟرم واﺣﺎﻟﺗﻪ ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ
ﻟﻣﻌﺎﻗﺑﺗﻪ ،ﻋﻠﻰ ﺧﻼف ﻣﺎ ﯾﺗﻣﯾز ﺑﻪ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻﺑﺗداﺋﻲ ﻣﻊ اﻻﺣداث ﻓﻲ اﻧﻪ ﻻ ﯾﻬدف ﻓﻘط ﻟﺑﯾﺎن ﻋﻧﺎﺻر
اﻟﺟرﯾﻣﺔ وﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻣﺟرم او ﻣرﺗﻛب اﻟﻔﻌل اﻟﺟرﻣﻲ وأﻧﻣﺎ ﯾﻬدف اﻟﻰ دراﺳﺔ ﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﺣدث اﻟﻣﻧﺣرف او
اﻟﻣﻌرض ﻟﻼﻧﺣراف ودراﺳﺔ ﺑﯾﺋﺗﻪ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻣن اﺟل اﻟوﻗوف ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻘﺎط اﻟﺗﻲ دﻓﻌت ﺑﺎﻟﺣدث اﻟﻣﻧﺣرف اﻟﻘﯾﺎم
واﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ اﻟﺣدث اﻟﻣﻧﺣرف ﺣﺗﻰ ﯾﻣﻛن اﻋﺎدة ﺗﺄﻫﯾل اﻟﺣدث اﻟﻣﻧﺣرف.
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث
ﺳﯾﺗم ﺗﻧﺎول اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﺎﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻﺑﺗداﺋﻲ ﻣﻊ اﻻﺣداث ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻻردﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻔرع اﻻول ،واﻟﺳﻠطﺔ
اﻟﻔرع اﻻول
أﺧذ اﻟﻣﺷرع اﻷردﻧﻲ ﺑﻧظﺎم اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣﻊ اﻷﺣداث ،وﻋﻠﻰ ﻏرار ذﻟك ﻓﻘد ﻧﺻت
اﻟﻣﺎدة اﻟﺳﺎﺑﻌﺔ ﻣن ﻗﺎﻧون اﻷﺣداث اﻷردﻧﻲ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ "ﯾﺗوﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺟﻠس اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﺗﺧﺻﯾص أﻋﺿﺎء ﻣن
اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻧظر ﻓﻲ ﻗﺿﺎﯾﺎ اﻷﺣداث" ،أذ ﻧص اﻟﻣﺷرع اﻻردﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﺗﺧﺻﯾص ﻣﻣﺛل ﻟﻠﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ
ﻟﻣﺑﺎﺷرة وﻣﺗﺎﺑﻌﺔ ﻗﺿﺎﯾﺎ اﻷﺣداث وﺳﯾر اﻟﺗﺣﻘﯾﻘﺎت ،وﺗﻌد اﻟوظﯾﻔﺔ اﻷوﻟﻰ ﻟﻠﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻫﻲ ﺗﻣﺛﯾل اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻓﻲ
ﺗوﺟﯾﻪ اﻷﺗﻬﺎم وﻣﺑﺎﺷرﺗﻪ ﻓﻲ إﻗﺎﻣﺔ دﻋوى اﻟﺣق اﻟﻌﺎم ،وﻫذا ﻣﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺎدة اﻻوﻟﻰ ﻣن ﻗﺎﻧون اﺻول
اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺎت اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻷردﻧﻲ) .(123وﻧﺻت اﻟﻣﺎدة) (11ﻣن ﻗﺎﻧون اﺻول اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺎت اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ان ﻣن ﯾﺗوﻟﻰ
اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻫم ﻗﺿﺎة ﯾﻣﺎرﺳون ﺻﻼﺣﯾﺎﺗﻬم ﺑﺣﻛم اﻟﻘﺎﻧون واﻧﻬم ﻣرﺗﺑطون ﺑﻘﺎﻋدة ﺗﺳﻠﺳل اﻟﺳﻠطﺔ وﺗﺎﺑﻌون
ﺣددت اﻟﻣﺎدة) (15ﻣن ﻗﺎﻧون اﺻول اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺎت اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺳﻠطﺔ اﻟﻣدﻋﻲ اﻟﻌﺎم ﺑﺄﻋﺗﺑﺎرﻩ رﺋﯾﺳﺎً ﻟﻠﺿﺎﺑطﺔ
اﻟﻌدﻟﯾﺔ وﯾﺧﺿﻊ ﻟرﻗﺎﺑﺗﻪ ﺟﻣﯾﻊ ﻣوظﻔوا اﻟﺿﺎﺑطﺔ اﻟﻌدﻟﯾﺔ) ،(125وﻋﻠﯾﻪ ﺗﻛﻣن اﻫﻣﯾﺔ وﺟود ﻧﯾﺎﺑﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻣﺗﺧﺻﺻﺔ
ﻓﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣﻊ اﻻﺣداث ﻓﻲ اﻧﻪ ﯾﺟب ﺗوﻛﯾل ﻣﻬﻣﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﻰ ﺳﻠطﺔ ﻣﺧﺗﺻﺔ وﻣؤﻫﻠﺔ ،ﺣﯾث ﯾﺗم اﺧﺗﯾﺎر
اﻋﺿﺎﺋﻬﺎ ﻟﯾس ﻓﻘط ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻛﻔﺎءة اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ واﻟﺗﻛوﯾن اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﺷﺧص ،ﺑل ﯾﺟب اﯾﺿﺄ ان ﺗﻛون ﻟدﯾﻪ
اﻻطﻔﺎل ،ﺑﻣﺎ ﯾﺗﻼﺋم واﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ ﻫذﻩ اﻟﻔﺋﺔ اﻟﻌﻣرﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﺗﺗﺳم ﺑﺧﺻﺎﺋص اﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ،ﺣﯾث ﯾﺳﺗوﺟب اﻟﺗﺣﻘﯾق
ﻣﻊ اﻻﺣداث اﻟﻰ اﻟﺗﻌﻣق واﻟﺧوض ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟﺣدث ﻟﻠوﻗوع ﻋﻠﻰ اﺑرز اﻻﺳﺑﺎب اﻟﺗﻲ دﻓﻌﺗﻪ ﻟﻠﺟﻧوح ،ﻓﻬذﻩ
اﻟظروف واﻻﺳﺑﺎب اﻟﺗﻲ دﻓﻌت ﺑﺎﻟﺣدث ﻟﻠﺟﻧوح ﺗﺷﻛل اﻻﺳﺎس ﻓﻲ ﻣراﺣل اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣﻊ اﻻﺣداث وﻟﻬذا ﻻ ﯾﻛﻔﻲ
ان ﯾﻛون ﻋﺿو ﻧﯾﺎﺑﺔ اﻻﺣداث ﻣن اﻋﺿﺎء اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑل ﯾﺟب ان ﯾﺧﺿﻊ اﻟﻰ دورات وﺑراﻣﺞ ﺗﺄﻫﯾﻠﺔ
وﺗدرﯾﺑﯾﺔ ﺗﺗﺿﻣن اﻟﻌﻠوم اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺣدث اﻟﺟﺎﻧﺢ ،واﻟﻘواﻧﯾن اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟطﻔوﻟﺔ اﻟﺟﺎﻧﺣﺔ ،ﻗﺑل ﻣﺑﺎﺷرﺗﻪ ﻋﻣﻠﻪ ﻓﻲ
اﯾﺿﺎً ﻫذا ﻣﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺎدة) (1/22ﻣن ﻗواﻋد اﻻﻣم اﻟﻣﺗﺣدة اﻟدﻧﯾﺎ اﻟﻧﻣوذﺟﯾﺔ ﻻدارة ﺷؤون اﻻﺣداث
ﻋﻠﻰ اﻧﻪ ﯾﺟب ان ﺗﻛون ﻫﻧﺎﻟك دورات ﺗدرﯾﺑﯾﺔ وﺗﻌﻠﯾم ﻣﻬﻧﻲ ﻣن اﺟل ان ﺗﺣﻘق ﻫذﻩ اﻟﺑراﻣﺞ ﻟﺟﻣﯾﻊ اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن
ﺗﺟد اﻟﺑﺎﺣﺛﺔ ﻣﻣﺎ ﺳﺑق اﻧﻪ ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن ﺗﺧﺻﯾص ﻧﯾﺎﺑﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻟﻠﻧظر ﻓﻲ ﻗﺿﺎﯾﺎ اﻻﺣداث اﻻ اﻧﻬﺎ
ﺗﺧﺿﻊ ﻟﻠﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣن ﺣﯾث ﺗﺷﻛﯾل وﻣﻬﺎم اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،وﻣﻣﺎ ﺳﺑق ﯾﺗﺿﺢ ﻟﻧﺎ اﻟدور اﻟﻣﻬم واﻟﻔﻌﺎل ﻟﻠﻧﯾﺎﺑﺔ
اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣﻊ اﻻﺣداث ﺣﯾث اﻧﻬﺎ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﻓﻲ اﻻﺗﻬﺎم ،وﻛوﻧﻬﺎ اﻻﻛﺛر دراﯾﺔ
ﺿﺣﯾﺔ ﻻ ﻣﺟرم .ﻟﻬذا ﯾﺟب ان ﺗﻛون ﻫﻧﺎﻟ ك ﻗواﻋد ﺧﺎﺻﺔ ﺗﺣﻛم ﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗﺷﻛﯾل اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ
ﺑﺎﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣﻊ اﻻﺣداث ،ﺣﯾث ان اﻟﻘواﻋد واﻻﺟراءات اﻟﺗﻲ ﺗﺧﺿﻊ ﻟﻬﺎ اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣﻊ اﻟﺑﺎﻟﻐﯾن
ﻫﻲ ذاﺗﻬﺎ اﻟﻘواﻋد واﻻﺟراءات اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺧذﻫﺎ ﻣﻊ اﻟﺣدث وذﻟك ﺑﺳﺑب ﻋدم وﺟود ﻧﺻوص ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺗﺣدد اﻟﻘواﻋد
واﻻﺟراءات اﻟﺗﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻧظر ﻓﻲ ﻗﺿﺎﯾﺎ اﻻﺣداث اﺗﺑﺎﻋﻬﺎ.
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﺧذ اﻟﻣﺷرع اﻟﻌراﻗﻲ ﺑﻧظﺎم اﻻدﻋﺎء اﻟﻌﺎم ،ﺣﯾث ﺧﺻص ﻧﺎﺋب ﻣدﻋﻲ ﻋﺎم ﻟﻛل ﻣﺣﻛﻣﺔ اﺣداث ،وﻧﺎﺋب
ﻣدﻋﻲ ﻋﺎم اﺧر ﻟﻛل ﻗﺎﺿﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﺣداث) .(128ﻓﻘد ﺣدد اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة)/49اوﻻً ( ﻣن ﻗﺎﻧون رﻋﺎﯾﺔ
اﻻﺣداث اﻟﻌراﻗﻲ اﻟﺟﻬﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺗوﻟﻰ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻓﻲ ﻗﺿﺎﯾﺎ اﻻﺣداث ﺣﯾث ﻧص ﻋﻠﻰ اﻧﻪ ":ﯾﺗوﻟﻰ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻓﻲ
وﺑﻧﺎءا
ً ﻗﺿﺎﯾﺎ اﻻﺣداث ﻗﺎﺿﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻻﺣداث ،وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم وﺟودﻩ ﯾﺗوﻟﻰ ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق او اﻟﻣﺣﻘق ذﻟك"،
ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻧص ﻓﺄن ﻗﺎﺿﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻻﺣداث ﻫو اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﺑﻘﺿﺎﯾﺎ اﻻﺣداث
وﺑﺻورة ﻣﺑﺎﺷرة او ﺑﺈﺷراﻓﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﻛﺎن وﻗوع اﻟﺟرﯾﻣﺔ ،وﻓﻲ ﺣﺎل اذا ﻟم ﯾﻛن ﻫﻧﺎﻟك ﻗﺎﺿﻲ ﺗﺣﻘﯾق ﻣﺧﺗص ﻓﻲ
ﻗﺿﺎﯾﺎ اﻻﺣداث ﻓﺄﻧﻪ ﯾﺗوﻟﻰ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻗﺎﺿﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻟوﺣدة اﻻدارﯾﺔ ،وﻋﻧد ﺗﻘدﯾم اﻻوراق اﻟﺗﺣﻘﯾﻘﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ
ﺑﺎﻻﺣداث ﯾﺟب ﻋﻠﻰ ﻗﺎﺿﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻻﺣداث او ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻟﻠوﺣدة اﻻدارﯾﺔ اﺗﺧﺎذ ﻛﺎﻓﺔ اﻻﺟراءات
اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗؤدي اﻟﻰ اﻛﺗﺷﺎف ﻣﻌﺎﻟم اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺟري اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻓﯾﻬﺎ واﺗﺑﺎع اﻻﺳﻠوب اﻟﻣﻧﺎﺳب اﻟذي ﯾراﻩ
ﻋﻠﯾﻪ ﻓﺈن اﻟﺷروط اﻟواﺟب ﺗواﻓرﻫﺎ ﻓﻲ ﻗﺎﺿﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻻﺣداث ﻫﻲ ذاﺗﻬﺎ اﻟﺗﻲ ﯾﺟب ان ﺗﺗواﻓر ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ
ﻟﻠﻣﺣﻘق ﻓﻲ ﺣﺎل ﻏﯾﺎب ﻗﺎﺿﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻻﺣداث ،ﻓﺎﻟﻣﺣﻘق ﻫو" اﻟﺷﺧص اﻟذي ﯾﻘوم ﺑﺎﻟﺗﺣﻘﯾق ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻧواع
اﻟﺟراﺋم ﻹﺛﺑﺎت ﺣﻘﯾﻘﺔ وﻗوع اﻟﺟرﯾﻣﺔ وﻛﯾﻔﯾﺔ ارﺗﻛﺎﺑﻬﺎ وﻣدى ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻣﺗﻬم ﺑﻬﺎ").(130
) (128ﻋوﯾن ،زﯾﻧب اﺣﻣد ،(2003)،ﻗﺿﺎء اﻻﺣداث :دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ،دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻧﺷر ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻻوﻟﻰ ،اﻻردن ،ص.96
) (129اﻟﻧﺻراوي ،ﺳﺎﻣﻲ (1976) ،دراﺳﺔ ﻓﻲ اﺻول اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺎت اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ،ﻣطﺑﻌﺔ دار اﻟﺳﻼم ،اﻟﺟزء اﻻول ،ﺑﻐداد ،ص.205
) (130اﻟﺷﺎوي ،ﺳﻠطﺎن)(2009أﺻول اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻﺟراﻣﻲ ،ﻧﺷر وﺗوزﯾﻊ اﻟﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،ﺑﻐداد ،ص.13
80
ﺑذﻟك ﯾﺗﺿﺢ ان اﻟﻣﺷرع اﻟﻌراﻗﻲ ﻗد أﺧذ ﺑﻣﺑدأ اﻟﺗﺧﺻص ﻓﻲ ﻗﺿﺎﯾﺎ اﻻﺣداث ،وﺗﺿﺢ ذﻟك ﺑﺄن اﻟﺳﻠطﺔ
اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﺎﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣﻊ اﻻﺣداث ﻫﻲ ﻗﺎﺿﻲ ﺗﺣﻘﯾق ﻣﺧﺗص ﺑﻘﺿﺎﯾﺎ اﻻﺣداث ﻓﻲ اﻻﻣﺎﻛن اﻟﺗﻲ ﯾوﺟد ﻓﯾﻬﺎ ،أﻣﺎ
ﻓﻲ ﺣﺎل ﻋدم وﺟود ﻗﺎﺿﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻻﺣداث ﻓﯾﻘوم ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق أو اﻟﻣﺣﻘق ﺑﺎﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣﻊ اﻻﺣداث ،اﻻ ان
ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة ﻻ ﺗزال ﻣﺣﺻورة ﻓﻲ ﻣﺣﺎﻓظﺔ ﺑﻐداد وﺑﻌض ﻣراﻛز اﻟﻣﺣﺎﻓظﺎت .وﯾﻼﺣظ ان وﺟود ﻗﺎﺿﻲ ﺗﺣﻘﯾق
ﺧﺎص ﺑﺎﻻﺣداث ﻓﻲ ﻣرﻛز اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻻ ﯾﻌﻧﻲ ذﻟك اﺧﺗﺻﺎص ﻗﺎﺿﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻻﺣداث ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ ﺟراﺋم
اﻻﺣداث ،واﻧﻣﺎ ﯾﻘﺗﺻر اﺧﺗﺻﺎﺻﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺟراﺋم اﻟﻣرﺗﻛﺑﺔ ﻓﻲ ﻣرﻛز اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻓﻘط وﻫذا ﻣﺎ ذﻫﺑت اﻟﯾﻪ ﻣﺣﻛﻣﺔ
اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﻘرارﻫﺎ اﻟذي ﺟﺎء ﻓﯾﻪ" ....إن ﺣﺎﻛﻣﯾﺔ ﺗﺣﻘﯾق اﻻﺣداث ﺑﺑﻐداد ﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﺎﻟﺗﺣﻘﯾق ﻓﻲ ﻗﺿﺎﯾﺎ اﻻﺣداث
اﻟﺗﻲ ﺗﻘﻊ ﺿﻣن أﻣﻧﺔ اﻟﻌﺎﺻﻣﺔ .وﻟﻣﺎ ﻛﺎﻧت اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻣوﺿوع اﻟدﻋوى وﻗﻌت اﺑﺗداء ﻓﻲ ﺣﻲ) 30ﺗﻣوز( اﻟذي
ﯾﻘﻊ ﻓﻲ ﻧﺎﺣﯾﺔ أﺑﻲ ﻏرﯾب اﻟﺧﺎﺿﻌﺔ ﻻﺧﺗﺻﺎص ﻗﺎﺿﻲ ﺗﺣﻘﯾق أﺑﻲ ﻏرﯾب اﻟﻣﻛﺎﻧﻲ ،وﺣﯾث إن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ
اﻟﻣذﻛورة ﺗﻘﻊ ﺧﺎرج أﻣﺎﻧﺔ ﺑﻐداد اﻟﻌﺎﺻﻣﺔ ،وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺈن اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻘﺿﯾﺔ ﻣن اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻘﺎﺿﻲ
اﻟﻣذﻛور .(131)"...ﻧﺻت اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣن اﻟﻣﺎدة) (49ﻋﻠﻰ ﺗﺷﻛﯾل ﻣﺣﻛﻣﺔ ﺗﺣﻘﯾق ﻟﻼﺣداث اﻟﻰ ﺟﺎﻧب ﻛل ﻣن
ﻣﺣﻛﻣﺔ اﺣداث اﻟرﺻﺎﻓﺔ وﻣﺣﻛﻣﺔ اﺣداث اﻟﻛرخ ﻓﻲ ﺑﻐداد ،وﻣﺣﻛﻣﺔ اﺣداث ﻓﻲ ﻛل ﻣن ﻣﺣﺎﻓظﺗﻲ اﻟﻣوﺻل
واﻟﺑﺻرة ،اﻣﺎ ﺑﺎﻗﻲ اﻟﻣﺣﺎﻓظﺎت ﻓﺑﻘﻲ اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻌﺎدي ﯾﺗوﻟﻰ ﻣﻬﺎم اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻﺑﺗداﺋﻲ ﻣﻊ اﻻﺣداث اﻟﻰ ﺟﺎﻧب
اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣﻊ اﻟﺑﺎﻟﻐﯾن).(132
ﺗﺷﻛل اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻣﺧﺻﺻﺔ ﻟﻠﺗﺣﻘﯾق ﻣﻊ اﻻﺣداث ﺳواء اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﺎدﯾﺔ او ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺣداث ﻣن ﻗﺎﺿﻲ
اﻟﺗﺣﻘﯾق وﻋدد ﻣن اﻟﻣﺣﻘﻘﯾن ﯾﺗوﻟون اﻟﺗﺣﻘﯾق ﺑﺈﺷراﻓﻪ ،وﯾوﺟد ﻓﻲ ﻛل ﻣﺣﻛﻣﺔ ﻣﺗﺧﺻﺻﺔ ﻟﻠﺗﺣﻘﯾق ﻋﺿو
) (131اﻧظر ﻗرار ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺗﻣﯾﯾزاﻟﻌراﻗﯾﺔ ،رﻗم /15ھﯾﺋﺔ ﻋﺎﻣﺔ ،1980/ﻓﻲ ،1980/1/16ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻻﺣﻛﺎم اﻟﻌدﻟﯾﺔ -اﻟﻌدد اﻻول -اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺣﺎدﯾﺔ ﻋﺷرة
،1980ص.91
) (132ﻋوﯾن ،زﯾﻧب اﺣﻣد ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص.90
81
ﻟﻼدﻋﺎء اﻟﻌﺎم ﯾﺑﺎﺷر ﻣﻬﺎم اﻟﻣدﻋﻲ اﻟﻌﺎم واﯾﺿﺎ ﯾﻣﺎرس ﺻﻼﺣﯾﺔ ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻋﻧد اﻟﺣﺎﺟﺔ ﻟﻬﺎ) ،(133وﻧﺻت
ﻏﯾﺎﺑﻪ ﻓﻲ ﻣﻛﺎن اﻟﺣﺎدث") ،(134ﻓﻬذﻩ اﻟﻣﺎدة ﺗﻌطﻲ ﺗﺧوﯾ ًﻼ ﻣن اﻟﻘﺎﻧون ﻓﻲ ﺣﺎل ﻏﯾﺎب ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﻣﺧﺗص
ﻋن ﻣﻛﺎن وﻗوع اﻟﺟرﯾﻣﺔ ،ﺣﯾث ﯾﻘوم اﻟﻣدﻋﻲ اﻟﻌﺎم ﺑﻣﻬﺎم اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻﺑﺗداﺋﻲ ﻣﻊ اﻻﺣداث ،وذﻟك ﺣﺗﻰ ﻻ ﯾﺗم
اﻟﺣدث اﻟﺟﺎﻧﺢ.
اﻟﻣطﻠب اﻟراﺑﻊ
ﺳﻧﺗﻧﺎول ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣطﻠب اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻘررﻫﺎ ﻛل ﻣن ﻗﺎﻧون اﻻﺣداث اﻻردﻧﻲ رﻗم) (32ﻟﺳﻧﺔ2014
وﻗﺎﻧون رﻋﺎﯾﺔ اﻻﺣداث اﻟﻌراﻗﻲ رﻗم) (76ﻟﺳﻧﺔ ،1983وﻗﺎﻧون اﺻول اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺎت اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻻردﻧﻲ وﻗﺎﻧون
اﺻول اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺎت اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﻌراﻗﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺎﺋل اﻟﺗﻲ ﻟم ﯾﻧص ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص ﺑﻘﺿﺎﯾﺎ اﻻﺣداث ﻓﻲ
ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻﺑﺗداﺋﻲ .وﻣن ﻫذﻩ اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت ﻣﺎ ﯾﺧص ﻋدم ﺗﻘﯾد اﻟﺣدث ،وﺳرﯾﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق ،ﺗدوﯾن اﻟﺗﺣﻘﯾق،
ﺑﻣﺣﺎم ﺗﺑﺎﻋﺎً.
ٍ ودراﺳﺔ ﺷﺧﺻﺔ اﻟﺣدث ،ﻣﻬﺎم ﻣراﻗب اﻟﺳﻠوك وﻣﻛﺗب دراﺳﺔ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ،وﺣق اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ
اﻟﻔرع اﻻول
ﯾﺟب ﻋﻠﻰ رﺟﺎل اﻟﺿﺎﺑطﺔ اﻟﻌدﻟﯾﺔ ﺗﺟﻧب وﺿﻊ اﻟﻘﯾود اﻟﺣدﯾدﯾﺔ ﻓﻲ اﯾدي اﻟﺣدث ،وﻋدم اﺻطﺣﺎب
اﻻﺣداث اﻟﻰ اﻟﻣﺣﺎﻛم وﻫم ﻣدﺟﺟون ﺑﺎﻟﺳﻼح ،وذﻟك ﻻﻧﻪ ﻣن ﺷﺄن ﻫذﻩ اﻻﻓﻌﺎل ﺗﺛﯾر ﺷﻌور اﻷﻟم واﻟﺣﻘد ﻓﻲ
ﻧﻔس اﻟﺣدث وﻫﻲ أﺑﺳط اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻧظرﯾﺎت اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻻﺣداث اﻟﺟﺎﻧﺣﯾن،
ﻋﻧﻔﺎ
وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺄﻧﻪ ﻻ ﯾﺟوز ﺗﻘﯾ د اﻟﺣدث أو اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻘوة ﺿدﻩ أو ﻋزﻟﻪ اﻻ ﻓﻲ ﺣﺎل اذا أظﻬر ﺷراﺳﺔ وﺗﻣرد أو ً
أو ﻗد ﯾﺧﺷﻰ ﻋﻠﯾﻪ وﻋﻠﻰ ﻏﯾرﻩ ﻣن ﻗﯾﺎﻣﻪ ﺑﺄﻓﻌﺎل ﺗؤذﯾﻪ وﻣن ﺣوﻟﻪ ،وﻫذا اﻻﺳﺗﺛﻧﺎء ﯾﺟب ان ﯾﻛون ﻓﻲ ﺣدود ﻣﺎ
ﺗﻘﺗﺿﯾﻪ اﻟﺿرورة) ،(135ﻓﻘد ﻧص اﻟﻣﺷرع اﻻردﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﻋدم ﺗﻘﯾد اﻟﺣدث ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ ﻣراﺣل اﻟﺗﺣﻘﯾق واﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ
وﻟﻛن ﻫﻧﺎك اﺳﺗﺛﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﻘﺎﻋدة ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗدﻋﻲ ﻗﯾﺎم اﻟﺟﻬﺎت اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﺗﻘﯾد اﻟﺣدث ﻣن اﺟل
اﻟﻌراﻗﻲ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ ﻋدم ﺗﻘﯾد اﻟﺣدث ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗطﺑق اﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻋﻧد اﻟﻘﺑض ﻋﻠﻰ اﻟﺣدث .واﻟﺑﺎﺣﺛﺔ ﺗوﺻﻲ
ان ﯾﻛون ﻧص ﻣﺗﻌﻠق ﺑﻌدم ﺗﻘﯾد اﻟﺣدث ﻓﻲ ﻗﺎﻧون رﻋﺎﯾﺔ اﻻﺣداث اﻟﻌراﻗﻲ.
ﺗوﺻﻠت اﻟﺑﺎﺣﺛﺔ اﻟﻰ ان ﻗﺎﻧون رﻋﺎﯾﺔ اﻻﺣداث اﻟﻌراﻗﻲ ﻟم ﯾﺣﺗوي ﻋﻠﻰ ﺿﻣﺎﻧﺔ ﻋدم ﺗﻘﯾد اﻟﺣدث ﻛﻣﺎ ﻫو
اﻟﺣﺎل ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﺷرع اﻻردﻧﻲ .وذﻟك ﻷﻫﻣﯾﺗﺔ ﻋدم ﺗﻘﯾد اﻟﺣدث ،ﻧظراً ﻟﻣﺎ ﻟﺗﻘﯾد اﻟﺣدث ﻣن اﺛر ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺳﯾﺗﻪ،
وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺈن ﻣوﻗف اﻟﻣﺷرع اﻟﻌراﻗﻲ ﯾﻌﺗﺑر ﻣوﻗف ﻏﯾر ﺳﻠﯾم ﻓﻲ ﺣﯾن اﻧﻪ ﯾﺟب ﻣراﻋﺎة ﻧﻔﺳﯾﺔ اﻟﺣدث اﻟﺟﺎﻧﺢ
وﻓرض اﻟطﻣﺄﻧﯾﻧﺔ اﻟﻰ ﻧﻔﺳﯾﺗﻪ ﻛﻣﺎ ﻫو اﻟﺣﺎل ﻓﻲ اﻟﻣﺷرع اﻻردﻧﻲ اﻟﺧﺎص ﺑﺎﻻﺣداث .وﺣﯾث ان ﺟﻣﻬورﯾﺔ
اﻟﻌراق ﺻﺎدﻗت ﻋﻠﻰ ﻋدة ﻣواﺛﯾق واﺗﻔﺎﻗﯾﺎت دوﻟﯾﺔ ﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻻﺣداث وﻣﻌﺎﻣﻠﺗﻬم اﻟﻔﺿﻠﻰ ﻛﻣﺎ ﻫو اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ
ﻟﻠﻣﻣﻠﻛﺔ اﻻردﻧﯾﺔ اﻟﻬﺎﺷﻣﯾﺔ ،ﻓﺎﻻﺟدر ﻣن اﻟﻣﺷرع اﻟﻌراﻗﻲ ان ﯾﻘوم ﺑﺎﻟﻧص ﺻراﺣﺔ ﻋﻠﻰ ﻋدم ﺗﻘﯾد اﻟﺣدث ﻛﻣﺎ
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﯾﻘﺻد ﺑﺳرﯾﺔ اﺟراءات اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻫو ﻋدم اﻟﺳﻣﺎح ﻟﻠﺟﻣﻬور ﺑﺣﺿور اﺟراءات اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻﺑﺗداﺋﻲ ،وﺗﺗم
اﻻﺟراءات ﻓﻲ ﺟو ﻣن اﻟﺳرﯾﺔ واﻟﻛﺗﻣﺎن ،اي ﻻ ﺗﻌرض ﻣﺣﺎﺿر اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻟﻛﻲ ﻻ ﯾطﻠﻊ ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،وﻻ ﯾﺟوز
ﻧﺷرﻫﺎ واذاﻋﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺻﺣف ،أﻣﺎ ﻣﺎ ﯾﺧص اﻟﺧﺻوم ﻓﺄن اﻟﻘﺎﻋدة اﻻﺳﺎﺳﯾﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻬم ﻫو ﺣﺿور اﺟراءات
اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻﺑﺗداﺋﻲ وذﻟك ﻻن ﺣﺿورﻫم ﯾﻐرس اﻟﺛﻘﺔ واﻟطﻣﺄﻧﯾﻧﺔ ﻓﻲ ﻧﻔوﺳﻬم ،وﯾﺟﻌﻠﻬم ﻋﻠﻰ ﻣﻌرﻓﺔ ﺑﺳﯾر اﻟﺗﺣﻘﯾق
ﻓﺎﻟﺗﺣﻘﯾق ﯾﺗم ﺑﻐﯾر ﺣﺿور ﻋﺎﻣﺔ اﻟﻧﺎس ﺑﺳﺑب ان اﻟﻌﻠﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾطرﺣﻬﺎ اﻟﻧظﺎم اﻻﺗﻬﺎﻣﻲ ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣراﺣل
اﻟﺗﻲ ﺗﻣر ﺑﻬﺎ اﻟﺗﻬم ﻗد ﯾﻌﯾق اظﻬﺎر اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﻓﺿﻼ ﻋن أﻧﻬﺎ ﻟﯾس ﻟﻬﺎ ﺗﻠك اﻟﺧطورة ﻻن
اﻟﻘ اررات اﻟﺗﻲ ﺳوف ﺗﺻدر ﻋن اﻟﻣدﻋﻲ اﻟﻌﺎم ﺳﺗدﺧل ﺿﻣن ﺳﻠطﺔ ﻗﺿﺎء اﻟﺣﻛم ،وان اﺟﺎزة اﻟﻘﺎﻧون ﻟﺑﻌض
اﻻﺷﺧﺎص ﺣﺿور اﺟراءات اﻟﺗﺣﻘﯾق ﺗﻌد ﺿﻣﺎﻧﺔ اﺳﺎﺳﯾﺔ ﻣن ﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻﺑﺗداﺋﻲ واﻟﺗﻲ ﺗﻬدف اﻟﻰ
اﯾﺟﺎد ﻧوع ﻣن اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣﻘق ﻓﻲ ﻣﺑﺎﺷرﺗﻪ ﻻﺟراءات اﻟﺗﺣﻘﯾق وﺗﺗﺣﯾث ﺑذﻟك اﻟوﻗت اﻻطﻣﺄﻧﺎن ﻋﻠﻰ
ﺳﻼﻣﺔ اﻻﺟراءات اﻟﻣﺗﺑﻌﺔ وﺗﻔﻧﯾد اﻻدﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘدم ﺿدﻫم ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟﻣﻧﺎﺳب.
) (136ﻧﺟم ،ﻣﺣﻣد ﺻﺑﺣﻲ) (2000ﻗﺎﻧون اﺻول اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺎت اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻻوﻟﻰ ،دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ واﻟﻧﺷر ،ﻋﻣﺎن ،ص.242
84
إن اﻻﺻل اﻟﻌﺎم ﻫو أن ﺗﻛون اﺟراءات اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻋﻠﻧﯾﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻻطراف اﻟدﻋوى ووﻛﻼﺋﻬم وﯾﻛون ذﻟك ﻣن
ﺧﻼل ﺣﺿور اﺟراءات اﻟﺗﺣﻘﯾق وﺳرﯾﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻐﯾر ،وﯾﺗﻣﺛل ذﻟك ﺑﻌدم اﻟﺳﻣﺎح ﻻي ﻓرد ﻣن اﻟﺟﻣﻬور ﺑﺎرﺗﯾﺎد
ﻣﻛﺎن اﻟﺗﺣﻘﯾق وﻣﺷﺎﻫدة اﻻﺟراءات ،وﻋﻠﯾﻪ ﺗﺗم اﺟراءات اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻﺑﺗداﺋﻲ ﻣﻊ اﻻﺣداث ﺑﺷﻛل ﺳري ﻣﻊ
ﻣﻼﺣظﺔ ان اﻟﻘﺎﻧون ﻗد اﺑﺎح ﻟﻠﺧﺻوم واﻟﻣﺣﺎﻣﯾن ووﻛﻼﺋﻬم وﻣ ارﻗب اﻟﺳﻠوك ﺣﺿور ﺟﻠﺳﺎت اﻟﺗﺣﻘﯾق واﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ
ﺗﻛﻣن اﻻﻫﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﺳرﯾﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣﻊ اﻻﺣداث اﻟﻰ ﺿﻣﺎن ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﺣدث وﺻﯾﺎﻧﺔ ﺳﻣﻌﺗﻪ وﺳﻣﻌﺔ
أﺳرﺗﻪ واﺑﻌﺎدﻩ ﻗدر اﻻﻣﻛﺎن ﻋن ﺟو اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ وﻣﺎ ﯾﺗﺑﻌﻪ ﻣن ﺧوف ورﻫﺑﺔ .اﻻ اﻧﻪ ﻟم ﯾرد ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻻﺣداث
اﻻردﻧﻲ وﻛذﻟك ﻗﺎﻧون رﻋﺎﯾﺔ اﻻﺣداث اﻟﻌراﻗﻲ ﻧص ﺻرﯾﺢ ﯾﻘرر اﻟﺳرﯾﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺗﺣﻘﯾق اﻻﺑﺗداﺋﻲ ،اﻻ ان
اﻟﻣﺎدة) (1/64ﻣن ﻗﺎﻧون اﺻول اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺎت اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻻردﻧﻲ ﻧﺻت ﻋﻠﻰ اﻧﻪ ":ﻟﻠﻣﺷﺗﻛﻰ ﻋﻠﯾﻪ و اﻟﻣﺳؤول
ﺑﺎﻟﻣﺎل واﻟﻣدﻋﻲ اﻟﺷﺧﺻﻲ ووﻛﻼﺋﻬم اﻟﺣق ﻓﻲ ﺣﺿور ﺟﻣﯾﻊ اﺟراءات اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣﺎ ﻋدا ﺳﻣﺎع اﻟﺷﻬود".
وﻧﺻت اﻟﻣﺎدة) (1/57ﻣن ﻗﺎﻧون اﺻول اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺎت اﻟﺟزاﺋﻲ اﻟﻌراﻗﻲ ﻋﻠﻰ اﻧﻪ ":ﻟﻠﻣﺗﻬم وﻟﻠﻣﺷﺗﻛﻲ وﻟﻠﻣدﻋﻲ
ﺑﺎﻟﺣق اﻟﻣدﻧﻲ وﻟﻠﻣﺳؤول ﻣدﻧﯾﺎ ﻋن ﻓﻌل اﻟﻣﺗﻬم ووﻛﻼﺋﻬم ان ﯾﺣﺿروا اﺟراءات اﻟﺗﺣﻘﯾق .وﻟﻠﻘﺎﺿﻲ او اﻟﻣﺣﻘق
ان ﯾﻣﻧﻊ اﯾﺎ ﻣﻧﻬم ﻣن اﻟﺣﺿور اذا اﻗﺗﺿﻰ اﻻﻣر ذﻟك ﻻﺳﺑﺎب ﯾدوﻧﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺣﺿر ﻋﻠﻰ ان ﯾﺑﯾﺢ ﻟﻬم اﻻطﻼع
ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﺑﻣﺟرد زوال ﻫذﻩ اﻟﺿرورة وﻻ ﯾﺟوز ﻟﻬم اﻟﻛﻼم اﻻ اذا اذن ﻟﻬم ،واذا ﻟم ﯾﺎذن وﺟب ﺗدوﯾن ذﻟك
ﻓﻲ اﻟﻣﺣﺿر".
ﯾﺗﺿﺢ ﻟﻠﺑﺎﺣﺛﺔ ﻣ ﻣﺎ ﺳﺑق أﻧﻪ ﻻ ﯾﺟوز ﻟﻐﯾر ﻫؤﻻء ﺣﺿور اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻﺑﺗداﺋﻲ ،أي أن اﻟﺗﺣﻘﯾق ﺳري ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ
ﻟﻐﯾرﻫم ،وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺄن اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻﺑﺗداﺋﻲ ﻣﻊ اﻻﺣداث ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻻردﻧﻲ واﻟﻌراﻗﻲ ﺳري ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻧﺎس،
وﻋﻠﻧﻲ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺧﺻوم ووﻛﻼﺋﻬم ،وﻫذا ﻣﺎ اﺧذ ﺑﻪ اﻟﻣﺷرﻋﯾن ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﺻول اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺎت اﻟﺟزاﺋﯾﺔ رﻏم ان
85
اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص اﻻﺣداث ﻟم ﯾرد ﻓﯾﻪ ﻧص ﺧﺎص ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺳرﯾﺔ اﺟراءات اﻟﺗﺣﻘﯾق .ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻﺑﺗداﺋﻲ
ﻣرﺣﻠﺔ ﺳﺎﺑﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ ،ﻛﻣﺎ وان ﺳرﯾﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣﻊ اﻻﺣداث ﺗﻛون ﻻزﻣﺔ ﻓﻲ ﺑﻌض اﻻﺣﯾﺎن ﻟﻠوﺻول
اﻟﻰ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ،وﻫﻲ ﺗﻌﺗﺑر اﯾﺿﺎً ﺿﻣﺎﻧﺔ ﻣﻬﻣﺔ ﻟﻠﺣدث وذﻟك ﺑﺳﺑب ﺣﯾﺎد اﻟﻣﺣﻘق أي ﻻ ﯾﻛون ﻣﺗﺄﺛراً ﺑﺎﻟرأي
اﻟﻌﺎم ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﺗﻣﻛن اﻟﻣدﻋﻲ اﻟﻌﺎم ﻣن اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺎﺟراءاﺗﻪ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺗﺣﻘﯾق ﻋﻠﻰ اﻟوﺟﻪ اﻟﻼزم ﻟﺿﻣﺎن ﻣﺻﻠﺣﺔ
اﻟﺣدث اﻟﻔﺿﻠﻰ.
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث
ﺣﯾث ﺗﻘﺿﻲ اﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻻﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ وﺟوب ﺗدوﯾن اﻻﺟراءات اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺑﻊ ﻓﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق ،وذﻟك
ﺿﻣﺎﻧﺎ ﻟﺣق اﻟﻣﺗﻧﺎزﻋﯾن ﻓﯾﺳﺗطﯾﻊ ﻛل ﻣﻧﻬم اﻟرﺟوع ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻻﺟراءات ،وﻋدم وﺟود ﻣﺛل ﻫﻛذا ﺿﻣﺎﻧﺔ ﯾؤدي
ً
اﻟﻰ اﻓﺗراض ﻋدم ﻣﺑﺎﺷرة اﻻﺟراء وﯾﺗطﻠب ﺗدوﯾن اﻻﺟراءات وﺟود ﻛﺎﺗب ﯾﻘوم ﺑﺗدوﯾن اﻻﺟراءات اﻟﺗﺣﻘﯾﻘﯾﺔ
واﻟﻬدف ﻣن ذﻟك ﻫو ﺣﺗﻰ ﯾﺗﺳﻧﻰ ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﺎﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣن اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺄﻋﻣﺎﻟﻪ) .(137واﻟﺗدوﯾن ﺳﻣﺔ ﻣن
ﺳﻣﺎت اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻﺑﺗداﺋﻲ وﻣﺑدأ اﺳﺎﺳﻲ ﻣن ﻣﺑﺎدﺋﻪ واﻟﺗﻲ ﺗﻘﺿﻲ ان ﺗﻛون اﻻﺟراءات ﺛﺎﺑﺗﺔ ﻛﺗﺎﺑﺗﺎً ،وﯾﻌد
اﻟﺗﺣﻘﯾق ﺑﻬذﻩ اﻟطرﯾﻘﺔ ﺣﺟﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻛﺎﻓﺔ ،وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺄﻧﻪ ﻻ ﯾﺟوز اﺛﺑﺎت ﺣﺻول اﻻﺟراء ﺑﻐﯾر اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ وﺑﻐﯾر
اﻟﻣﺣﺿر اﻟذي دون ﻓﯾﻪ ،ﻓﺎﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ﻫﻲ اﻟﺳﻧد اﻟذي ﯾدل ﻋﻠﻰ ﺣدوث اﻻﺟراء ،وﻋدم اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ﯾؤدي اﻟﻰ اﻓﺗراض
ﻋدم ﻣﺑﺎﺷرﺗﻪ).(138
ﺗطرق اﻟﻣﺷرع اﻻردﻧﻲ اﻟﻰ ﺗدوﯾن اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻓﻧﺻت اﻟﻣﺎدة) (3/63ﻣن ﻗﺎﻧون اﺻول اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺎت اﻟﺟزاﺋﯾﺔ
اﻻردﻧﻲ ﻋﻠﻰ اﻧﻪ" إذا أدﻟﻰ اﻟﻣﺷﺗﻛﻰ ﻋﻠﯾﻪ ﺑﺈﻓﺎدة ﯾُ دوﻧﻬﺎ اﻟﻛﺎﺗب ﺛم ﯾﺗﻠوﻫﺎ ﻋﻠﯾﻪ ﻓﯾوﻗﻌﻬﺎ ﺑﺈﻣﺿﺎﺋﻪ أو ﺑﺑﺻﻣﺗﻪ
ﯾُﺻدق ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻣدﻋﻲ اﻟﻌﺎم واﻟﻛﺎﺗب ٕواذا اﻣﺗﻧﻊ اﻟﻣﺷﺗﻛﻰ ﻋﻠﯾﻪ ﻋن ﺗوﻗﯾﻌﻬﺎ ﺑﺈﻣﺿﺎﺋﻪ أو ﺑﺑﺻﻣﺗﻪ ﯾُ دون اﻟﻛﺎﺗب
و
ذﻟك ﺑﺎﻟﻣﺣﺿر ﻣﻊ ﺑﯾﺎن ﺳﺑب اﻻﻣﺗﻧﺎع وﯾُﺻﺎدق ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻣدﻋﻲ اﻟﻌﺎم واﻟﻛﺎﺗب".
اﺣﺔ ﺑﺄن اﺟراءات اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣﻊ اﻟﻣﺷﺗﻛﻰ ﻋﻠﯾﻪ اﻟﺣدث ﯾﺗم ﺗدوﯾﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺣﺿر ﺧﺎص
ﺗوﺿﺢ ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة ﺻر ً
وﯾﺻدق ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻣﺷﺗﻛﻰ ﻋﻠﯾﻪ اﻟﺣدث ﻓﯾﻘوم اﻟﻛﺎﺗب ﺑﺗدون اﻻﻓﺎدة وﻣن ﺛم ﯾﻘوم اﻟﻛﺎﺗب ﺑﻘراءة اﻻﻓﺎدة ﻣرة اﺧرى
ﻋﻠﻰ اﻟﺣدث ﺣﺗﻰ ﯾﻘوم اﻟﺣدث ﺑﺎﻟﺗوﻗﯾﻊ ﻋﻠﻰ اﻻﻓﺎدة ،واذا رﻓض ﯾدون ذﻟك اﯾﺿﺎً ﻓﻲ ﻣﺗن اﻟﻣﺣﺿر ،وﺑﻌدﻫﺎ
أﻣﺎ اﻟﻣﺎدة) (70ﻣن ﻗﺎﻧون اﺻول اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺎت اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻻردﻧﻲ ﻋﻠﻰ اﻧﻪ"ﯾﺳﺗﻣﻊ اﻟﻣدﻋﻲ اﻟﻌﺎم ﺑﺣﺿور
ﻛﺎﺗﺑﻪ اﻟﻰ ﻛل ﺷﺎﻫد ﻋﻠﻰ ﺣدة وﻟﻪ ان ﯾواﺟﻪ اﻟﺷﻬود ﺑﻌﺿﻬم ﺑﺑﻌض إذا اﻗﺗﺿﻰ اﻟﺗﺣﻘﯾق ذﻟك" ،ﺣﯾث أوﺟب
اﻟﻣﺎدة اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣدﻋﻲ اﻟﻌﺎم ﺑﺣﺿور ﻛﺎﺗﺑﻪ اﻟﻰ اﻻﺳﺗﻣﺎع اﻟﻰ ﻛل ﺷﺎﻫد ﻋﻠﻰ ﺣدة وﻟﻪ ان ﯾواﺟﻪ اﻟﺷﻬود
ﺑﻌﺿﻬم ﺑﺑﻌض .ﯾﺗﺿﺢ ﺑﺄن اﺟراءات اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣﻊ اﻟﺷﻬود ﯾﺟب ﺗدوﯾﻧﻬﺎ ﻣن اﺟل ﺳﻬوﻟﺔ اﻟﻌودة ﻟﻬﺎ .وﻧﺻت
اﻟﻣﺎدة) (1/72ﻋﻠﻰ اﻧﻪ" ﺗُدون إﻓﺎدة ﻛل ﺷﺎﻫد ﻓﻲ ﻣﺣﺿر ﯾﺗﺿﻣن اﻻﺳﺋﻠﺔ اﻟﻣوﺟﻬﺔ اﻟﯾﻪ وأﺟوﺑﺗﻪ ﻋﻠﯾﻬﺎ".
وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺈن اﻟﻣﺎدة اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﺗﺳﺗوﺟب ﻋﻠﻰ ان ﺗدون اﻓﺎدة ﻛل ﺷﺎﻫد ﻓﻲ ﻣﺣﺿر ﺧﺎص ﯾﺗﺿﻣن اﻻﺳﺋﻠﺔ واﻻﺟوﺑﺔ
وﺗﺧﻠص اﻟﺑﺎﺣﺛﺔ اﻟﻰ ان اﻟﺗدوﯾن اﺟراء ﻻزم وﺑذات اﻟوﻗت ﯾﻌﺗﺑر ﺿﻣﺎﻧﺔ ﻟﻠﺣدث وان ﺗم اﻏﻔﺎﻟﻬﺎ ﺗﻛون
اﻻﺟراءات ﺑﺎطﻠﺔ .وﻟم ﯾﻧص اﻟﻣﺷرع اﻟﻌراﻗﻲ ﺻراﺣﺔ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون رﻋﺎﯾﺔ اﻻﺣداث اﻟﻌراﻗﻲ ﻋﻠﻰ وﺟوب ﺗدوﯾن
اﺟراءات اﻟﺗﺣﻘﯾ ق ،اﻻ أن اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻﺑﺗداﺋﻲ ﺗﺳري ﻋﻠﯾﻪ اﺣﻛﺎم ﻗﺎﻧون اﺻول اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺎت اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﻌراﻗﻲ،
87
ﻗﺎﻧوﻧﺎ ﻫو ﻗﯾﺎم ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﺑﺗدوﯾن ﺟﻣﯾﻊ اﺟراءات اﻟﺗﺣﻘﯾق ﺳواء ﻓﻲ ﺣﺎل ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ
ً وﻣن اﻟﻣﺗﻌﺎرف ﻋﻠﯾﻪ
اﻟﻣﺗﻬم اﻟﺣدث أو ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ اﻟﺧﺻوم أو ﺣﺗﻰ ﻋﻧد ﺳﻣﺎع ﺷﻬﺎدة اﻟﺷﻬود ﯾﺟب ان ﺗﻛون ﻣدوﻧﺔ ﺣﯾت ﯾﺗﺳﻧﻰ
ﻟﻠﺧﺻوم او ﻛل ذي ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟرﺟوع ﻋﻠﯾﻬﺎ .وﻧﺻت اﻟﻣﺎدة) (57ﻣن ﻗﺎﻧون اﺻول اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺎت اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﻌراﻗﻲ
ﻋﻠﻰ ﺑﺄﻧﻪ" ا– ﻟﻠﻣﺗﻬم وﻟﻠﻣﺷﺗﻛﻲ وﻟﻠﻣدﻋﻲ ﺑﺎﻟﺣق اﻟﻣدﻧﻲ وﻟﻠﻣﺳؤول ﻣدﻧﯾﺎ ﻋن ﻓﻌل اﻟﻣﺗﻬم ووﻛﻼﺋﻬم ان
ﯾﺣﺿروا اﺟراءات اﻟﺗﺣﻘﯾق .وﻟﻠﻘﺎﺿﻲ او اﻟﻣﺣﻘق ان ﯾﻣﻧﻊ اﯾﺎ ﻣﻧﻬم ﻣن اﻟﺣﺿور اذا اﻗﺗﺿﻰ اﻻﻣر ذﻟك
ﻻﺳﺑﺎب ﯾدوﻧﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺣﺿر ﻋﻠﻰ ان ﯾﺑﯾﺢ ﻟﻬم اﻻطﻼع ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﺑﻣﺟرد زوال ﻫذﻩ اﻟﺿرورة وﻻ ﯾﺟوز ﻟﻬم
اﻟﻛﻼم اﻻ اذا اذن ﻟﻬم ،واذا ﻟم ﯾﺎذن وﺟب ﺗدوﯾن ذﻟك ﻓﻲ اﻟﻣﺣﺿر .ب– ﻻي ﻣﻣن ﺗﻘدم ﺗﻘدم ذﻛرﻫم ان ﯾطﻠب
ﻋﻠﻰ ﻧﻔﻘﺗﻪ ﺻو ار ﻣن اﻻوراق واﻻﻓﺎدات اﻻ اذا رأى اﻟﻘﺎﺿﻲ ان اﻋطﺎءﻫﺎ ﯾؤﺛر ﻋﻠﻰ ﺳﯾر اﻟﺗﺣﻘﯾق او ﺳرﯾﺗﻪ".
وﯾﻔﻬم ﻣن اﻟﻧص اﻟﺳﺎﺑق ان اﺟراءات اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ﺑﻬﺎ ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق او اﻟﻣﺣﻘق ﺗﺗم ﺑﺻورة ﺳرﯾﺔ وﻣﻊ
ﻫذا ﯾﺟب ﺗدوﯾﻧﻬﺎ ،ﺣﺗﻰ ﯾﺗﻣﻛن اﻟﺧﺻوم ﻣن اﻟﻌودة اﻟﯾﻬﺎ واﻟﻣوﺿوع ﺗﻘدﯾري ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اذا ﻣﺎ ﻛﺎن
ﺧﻠﺻت اﻟﺑﺎﺣﺛﺔ ﻣن اﻟﻣواد اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺗدوﯾن ﺑﺄن اﺟراءات اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﻣﺗﺑﻌﺔ ﺳواء ﻣﻊ اﻟﺣدث او
اﻟﺑﺎﻟﻎ ﯾﺟب ان ﺗﻛون ﻛﻠﻬﺎ ﺛﺎﺑﺗﺔ ﻟﻠرﺟوع اﻟﯾﻬﺎ وﯾﻛون ذﻟك ﻣﻣﻛﻧﺎً ﻣﺗﻰ ﻛﺎﻧت ﻣدوﻧﺔ ﻓﻲ ﻣﺣﺎﺿر ﺧﺎﺻﺔ ،وﻗد
أوﺟب ﻗﺎﻧون اﺻول اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺎت اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻻردﻧﻲ وﻛذﻟك ﻗﺎﻧون اﻻﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﻌراﻗﻲ ﻛﺗﺎﺑﺔ ﻛﺎﻓﺔ
اﻻﺟراءات اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ﺑﻬﺎ اﻟﻣﺣﻘق ،ﻛﺳﻣﺎع ﺷﻬﺎدة اﻟﺷﻬود ،واﺳﺗﺟواب اﻟﻣﺷﺗﻛﻰ ﻋﻠﯾﻪ ،واﻟﺗﻔﺗﯾش ،وﺿﺑط
اﻻﺷﯾﺎء اﻟﻣﺗﺣﺻﻠﺔ ﻣن اﻟﺗﻔﺗﯾش .وﻓﻲ اﻟواﻗﻊ ﻓﺈن ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗدوﯾن ﺳﺎﺋر اﻻﺟراءات اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺧذ ﻓﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق
اﻻﺑﺗداﺋﻲ ﻫﻲ اﺳﺎﺳﯾﺔ ﻻﺛﺑﺎت ﺣدوث ﻫذﻩ اﻻﺟراءات واﻟﺗﻘﯾد ﺿﻣن اﻻﺻول اﻟﻣﺣددة ﻓﻲ ﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧون ،أذن
88
ﺑﺎﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ،ﻧظ ًار ﻻﺳﺗﺣﺎﻟﺔ اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ ذاﻛرة اﻟﻣﺣﻘق اﻟﺗﻲ ﻗد ﺗﺧوﻧﻪ ﺑﻣرور اﻟوﻗت.
اﻟﻔرع اﻟراﺑﻊ
إن اﻟدور اﻻﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﻌﻠم اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ﻫو اﻻﻫﺗﻣﺎم ﺑدراﺳﺔ اﻟﺟرﯾﻣﺔ وذﻟك ﻣن اﺟل وﺿﻊ طرق ﻋﻼﺟﯾﺔ ووﻗﺎﺋﯾﺔ
ﻧﺎﻓﻌﺔ ﺗﺟﻧب اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻣﺳﺎوئ اﻟﺗﻲ ﺳﺗﺗوﻟﻰ ﻣن ﻫذﻩ اﻟظﺎﻫرة ،ﻓﺿﻼ ﻋﻠﻰ اﻫﻣﯾﺔ دراﺳﺔ ﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻣﺗﻬم دراﺳﺔ
ﻣﺗﻛﺎﻣﻠﺔ ﺑﺗروي واﺧﻼص واﻧﺗﺷﺎﻟﻪ ﻣن اﻟﻔﺳﺎد وارﺟﺎﻋﻪ اﻟﻰ اﻟﺧﯾر واﻟرﺷﺎد) .(139ﻟذﻟك زاد اﻻﻫﺗﻣﺎم ﺑﺷﺧص
اﻟﺣدث اﻟﻣﺗﻬم اﻟذي ﯾﻌﺗﺑر ﻣن اﻫم رﻛﺎﺋز اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻟﻠﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ،ﺣﯾث ﺑﺎت ﯾﺳﺗﻧد ﺣﻛم
ﻟﻘد ُﻋرف ﻣراﻗب اﻟﺳﻠوك ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة) (2ﻣن ﻗﺎﻧون اﻻﺣداث اﻻردﻧﻲ" ﻫو اﻟﻣوظف اﻟو ازرة اﻟذي ﯾﺗوﻟﻰ
ﻣراﻗﺑﺔ ﺳﻠوك اﻻﺣداث وﻓﻘﺎ ﻻﺣﻛﺎم ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون واﻻﻧظﻣﺔ اﻟﺻﺎدرة ﺑﻣﻘﺗﺿﺎﻩ" ،وﻟﻘد اﺳﺗﻣد اﻟﻣﺷرع اﻻردﻧﻲ ﻫذﻩ
اﻟﺗﺳﻣﯾﺔ ﻣن ﻣﻔﻬوم اﻟﻣراﻗﺑﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌد ﺟوﻫر ورﻛﯾزة ﻋﻣل ﻣراﻗب اﻟﺳﻠوك ،وﯾﺳﺗﻧد ﻣراﻗب اﻟﺳﻠوك ﻓﻲ
اﻻﻋﻣﺎل اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ﺑﻬﺎ اﻟﻰ ﻗﺎﻧون اﻻﺣداث اﻻردﻧﻲ ،وﻛذﻟك ﻓﺄن ﻣراﻗب اﻟﺳﻠوك ﯾﺳﺗﻣد ﺻﻼﺣﯾﺎﺗﻪ ﻟﻣﺑﺎﺷرة
اﻋﻣﺎﻟﻪ ﻣن اﻟﻧﺻوص اﻟﻧﺎظﻣﺔ ﻟﻌﻣﻠﻪ اﻟواردة ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،ﻓﻬو ﻣوظف ﻋﺎم ﺗﻛﻠﻔﻪ و ازرة
اﻟﺷؤون اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﺑﻣراﻗﺑﺔ ﺗرﺑﯾﺔ اﻟﺣدث وﺗﻘدﯾم اﻟﺗوﺟﯾﻬﺎت واﻻرﺷﺎدات ﻟﻪ وﻟﻠﻘﺎﺋﻣﯾن ﻋﻠﻰ ﺗرﺑﯾﺗﻪ.
) (139ﺑﺳﯾﺳو ،ﺳﻌدي) ،(1949ﻣﺣﺎﻛم اﻻﺣداث واﻟﻣدارس اﻻﺻﻼﺣﯾﺔ ،ﻣطﺑﻌﺔ اﻟﺗﻔﯾض ،ﺑﻐداد ،ص.11
89
اﺧذ اﻟﻣﺷرع اﻻردﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة)/10ب( ﻗﺎﻧون اﻻﺣداث اﻻردﻧﻲ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ "ﯾراﻋﻰ ﻣﺎ اﻣﻛن اﻋﺗﻣﺎد ﻣراﻗب
اﻟﺳﻠوك اﻟذي ﺗم اﺳﺗدﻋﺎﺋﻪ ﻟدى ﺷرطﺔ اﻻﺣداث ﻟﺟﻣﯾﻊ ﻣراﺣل اﻟﺗﺣﻘﯾق واﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ اذا ﻛﺎن ﯾﻌﻣل ﻓﻲ
اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﻛﺎﻧﻲ ذاﺗﻪ" .وﯾﺗﺿﺢ ﻣن اﻟﻧص اﻧﻪ ﯾراﻋﻰ ﻗدر اﻻﻣﻛﺎن اﻋﺗﻣﺎد ﻣراﻗب ﺳﻠوك ﻟﻠﺣدث اﻟﺟﺎﻧﺢ
اﻟذي ﺗم اﺣﺿﺎرﻩ اﻟﻰ ﺟﻠﺳﺎت اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻوﻟﻲ واﻻﺑﺗداﺋﻲ وذﻟك ﻻطﻼﻋﻪ اﻟﻛﺎﻣل ﻣﺟرﯾﺎت اﻟﺗﺣﻘﯾق واﻟظروف
اﻟﺗﻲ ادت ﺑﺎﻟﺣدث اﻟﻰ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻬذﻩ اﻻﻓﻌﺎل اﻟﺟرﻣﯾﺔ ،واوﺿﺣت اﻟﻣﺎدة) (11ﻣن ذات اﻟﻘﺎﻧون ان ﻋﻠﻰ ﻣراﻗب
اﻟﺳﻠوك ان ﯾﻘدم ﺗﻘرﯾ ًار اﻟﻰ اﻟﻣدﻋﻲ اﻟﻌﺎم ﻋﻧد ﻣﺑﺎﺷرة اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻﺑﺗداﺋﻲ ﻣﻊ اﻟﺣدث اﻟﺟﺎﻧﺢ ،وﯾﺗﺿﻣن اﻟﺗﻘرﯾر
اﻟﻣﻘدم ﻣن ﻣراﻗب اﻟﺳﻠوك وﯾﺣﺗوي ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺄﺣوال اﻟﺣدث واﺣوال اﺳرﺗﻪ اﻟﻣﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ
اﺧذ اﻟﻣﺷرع اﻻردﻧﻲ ﺑﺿرورة ﻋﻣل ﻣراﻗب اﻟﺳﻠوك وﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺎدة) (18ﻣن ﻗﺎﻧون اﻻﺣداث اﻻردﻧﻲ
اﻣﺎ ﻟﺣرﯾﺔ وﺣﻘوق اﻟﺣدث اﻟﺟﺎﻧﺢ) .(141ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻗﺑل اﻟﺑت ﻓﻲ
اﯾﺿﺎ اﺣﺗر ً
اﻟﺳﻠوك واﻟﺑﯾﻧﺎت اﻟﻣﻘدﻣﺔ و ً
اﻟدﻋوى ان ﯾﻛون ﻟدﯾﻬﺎ ﺗﻘرﯾر ﻣﻘدم ﻣن ﻣراﻗب اﻟﺳﻠوك وﯾﺣﺗوي ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺄﺣوال اﻟﺣدث،
ﺑﺎﻻﺿﺎﻓﺔ اﻟﻰ اﺣﺗواء اﻟﺗﻘرﯾر ﻋﻠﻰ ﺗوﺻﯾﺎت ﺑﺷﺄن اﻟﺗداﺑﯾر ،ﻓﻔﻲ ﻛﺛﯾر ﻣن اﻻﺣوال ﯾﺗوﻗف اﻟﺑت ﻓﻲ ﻗﺿﺎﯾﺎ
اﻻﺣداث ﻋﻠﻰ ﺗﻘرﯾر ﻣراﻗب اﻟﺳﻠوك ،ﺣﯾث ان اﻋداد اﻟﺗﻘرﯾر ﯾﺗطﻠب ﺣﺿور اﻟﺣدث ووﻟﯾﻪ ،واﻻ ﻓﺄن ﻣراﻗب
اﻟﺳﻠوك ﻟن ﯾﺗﺳطﯾﻊ اﻋداد ﺗﻘرﯾر ﺑﺷﺄن دراﺳﺔ ﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﺣدث ،ﻓﻔﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻣن اﻟﻣﻔﺗرض ﻋﻠﻰ ﻣراﻗب
اﻟﺳﻠوك زﯾﺎرة اﻟﺣدث ﻓﻲ ﺑﯾﺋﺗﺔ وﻣﻧزﻟﻪ ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت واﻋداد ﺗﻘرﯾر وﺗﻘدﯾﻣﻪ ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ).(142
ﯾﺗﺿﺢ ﻟﻠﺑﺎﺣﺛﺔ ﻣﻣﺎ ﺳﺑق ان ﻋﻣل ﻣراﻗب اﻟﺳﻠوك ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻻردﻧﻲ ﯾﺷﺗﻣل ﻋﻠﻰ اﻋداد ﺗﻘرﯾر ﯾﺗﺿﻣن
ﺟﻣﯾﻊ ﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﺣدث اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺣﯾﺎﺗﻲ واﺳرﺗﻪ وﺣﺗﻰ ﺗﺣﺻﯾﻠﻪ اﻟﻌﻠﻣﻲ ،وﯾﻘﺗرح ﺑﻌض اﻟﺗداﺑﯾر اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن
اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻣن ان ﯾﻛون ﻗرارﻫﺎ اﻗرب اﻟﻰ اﻟﻌداﻟﺔ ﻟﻛﻲ ﯾﺗم اﺻﻼح اﻟﺣدث اﻟﺟﺎﻧﺢ ،واﯾﺿﺎً ﻣن ﺻﻣﯾم ﻋﻣل
ﻣراﻗب اﻟﺳﻠوك ﻫو ﺗﻘدﯾم ﺗﻘرﯾر ﻋن اﻟﺣدث ﻋﻧد اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﺑﺎﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻﺑﺗداﺋﻲ ﻣﻊ اﻟﺣدث ﻋﻠﻰ ان ﯾﻛون ﻣراﻗب
اﻟﺳﻠوك ﺣﺎﺿراً ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ ﻣراﺣل اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣﻊ اﻟﺣدث وﯾﻘوم ﺑوﺿﻊ اﻟﺗﻘﺎرﯾر وﺗﺳﻠﯾﻣﻬﺎ اﻟﻰ اﻟﺟﻬﺎت اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ
ﻗد ﻧظم ﻗﺎﻧون رﻋﺎﯾﺔ اﻻﺣداث اﻟﻌراﻗﻲ ﻣﺳﺄﻟﺔ دراﺳﺔ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﻓﻘد ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة) (51ﻋﻠﻰ اﻧﻪ ":اوًﻻ-
ﻋﻠﻰ ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻋﻧد اﺗﻬﺎم ﺣدث ﺑﺟﻧﺎﯾﺔ وﻛﺎﻧت اﻻدﻟﺔ ﺗﻛﻔﻲ ﻻﺣﺎﻟﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺣداث ان ﯾرﺳﻠﻪ اﻟﻰ
ﺛﺎﻧﯾﺎ -ﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻋﻧد اﺗﻬﺎم ﺣدث ﺑﺟﻧﺣﺔ ان ﯾرﺳﻠﻪ اﻟﻰ ﻣﻛﺗب دراﺳﺔ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ
ﻣﻛﺗب دراﺳﺔ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔً .
اذا ﻛﺎﻧت اﻻدﻟﺔ ﺗﻛﻔﻲ ﻻﺣﺎﻟﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺣداث وﻛﺎﻧت ظروف اﻟﻘﺿﯾﺔ او ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺣدث ﺗﺳﺗدﻋﻲ ذﻟك"،
وﯾﺗﺿﺢ ﻟﻠﺑﺎﺣﺛﺔ ﻣن اﻟﻧص اﻟﺳﺎﺑق ان اﻟﻘﺎﻧون ﻗد ﺣدد ﻛﯾﻔﯾﺔ ارﺳﺎل اﻟﺣدث اﻟﺟﺎﻧﺢ اﻟﻰ ﻣﻛﺗب دراﺳﺔ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ
ٕواﻟزام ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﺑﺎرﺳﺎل اﻟﺣدث اﻟﻰ ﻣﻛﺗب دراﺳﺔ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﺣﺳب ﺟﺳﺎﻣﺔ اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﯾرﺗﻛﺑﻬﺎ ﺟﻧﺣﻪ
ﻛﺎﻧت أم ﺟﻧﺎﯾﺔ ،ﺣﯾث اﻧﻪ إذا ﻛﺎﻧت اﻟﺗﻬﻣﺔ ﺟﻧﺎﯾﺔ وﻛﺎﻧت اﻻدﻟﺔ ﺗﻛﻔﻲ ﻻﺣﺎﻟﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺣداث ﻓﺟﻌل
اﻟﻣﺷرع ارﺳﺎل اﻟﺣدث اﻟﻰ اﻟﻣﻛﺗب اﻟزاﻣﻲ ،أﻣﺎ إذا اﺗﻬم ﺑﺟﻧﺣﺔ ﻓﺎن اﻻﻣر ﻣﺗروك ﻟﺗﻘدﯾر اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﺎرﺳﺎﻟﻪ اﻟﻰ
ﻣﻛﺗب دراﺳﺔ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ إذا ﻛﺎﻧت اﻷدﻟﺔ ﺗﻛﻔﻲ ﻹﺣﺎﻟﺗﻪ اﻟﻰ ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺣداث وﻛﺎﻧت ظروف اﻟﻘﺿﯾﺔ أو ﺣﺎﻟﺔ
اﻟﺣدث ﺗﺳدﻋﻲ ذﻟك .وﻋﺎﻟﺟت اﻟﻣﺎدة)/52اوﻻً( ﻣن ذات اﻟﻘﺎﻧون أﻧﻪ ﻻ ﯾوﻗف اﻟﺣدث ﻓﻲ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت وﻋﻠﯾﻪ ﻓﻼ
ﺗﻛون ﻫﻧﺎﻟك ﺣﺎﺟﺔ ﻻﺣﺎﻟﺔ اﻟﺣدث اﻟﻰ ﻣﻛﺗب دراﺳﺔ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ) .(143وﺑﯾﻧت اﻟﻣﺎدة) (14ﻣن ذات اﻟﻘﺎﻧون ﻣﻬﺎم
ﻣﻛﺗﺑﺔ دراﺳﺔ ﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﺣدث ﻓﻲ اﺟراء اﻟﻔﺣص اﻟطﺑﻲ واﻟﻧﻔﺳﻲ واﻟﺑﺣث اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ طﻠب ﻣن
اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ دراﺳﺔ ﺣﺎﺟﺔ اﻟﺣدث اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ودراﺳﺔ اﻟﺑﺋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻌﯾش ﻓﯾﻬﺎ ﻣن ﺧﻼل ﻣﻌﺎﯾر ﻣوﺿوﻋﯾﺔ وﻋﻠﻣﯾﺔ
وﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ،ﻗﺎﺋﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﺛﺑﺎت وﻗوع اﻟﺟرﯾﻣﺔ وﻣﻌرﻓﺔ اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،وﻟذﻟك وﺟدت ﻣﻛﺎﺗب ﻟدراﺳﺔ
ﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﺣدث ﻓﻲ ﻛل ﻣﺣﻛﻣﺔ اﺣداث ﻣن اﺟل ﻣﻌرﻓﺔ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺣدث اﻟﻌﻘﻠﯾﺔ واﻟﻧﻔﺳﯾﺔ واﻟﺑدﻧﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ،
واﻻﺳﺑﺎب اﻟﺗﻲ أدت اﻟﻰ ﺟﻧوح اﻟﺣدث ودﻓﻌﺗﻪ اﻟﻰ ارﺗﻛﺎب اﻟﺟرﯾﻣﺔ).(144
ﯾﺗﺿﺢ ﻟﻠﺑﺎﺣﺛﺔ ﻣﻣﺎ ﺳﺑق ان اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣﻊ اﻟﻣﺷﺗﻛﻰ ﻋﻠﯾﻪ اﻟﺣدث ﻻ ﯾﻘف ﻋﻧد اﺛﺑﺎت اﻟﺟرﯾﻣﺔ أو ﻧﻔﯾﻬﺎ ﻋﻧﻪ،
واﻧﻣﺎ ﯾﻛون دورﻩ اﻛﺑر ﻣن ذﻟك ،ﻓﺄذا اﻧﺗﻬﻰ دور ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﺗﺑدأ ﻣرﺣﻠﺔ ﺟدﯾدة ﯾﺗﻧﺎول ﻓﯾﻬﺎ دراﺳﺔ ﺷﺧﺻﯾﺔ
اﻟﺣدث اﻟذي ﻧﺳﺑت اﻟﯾﻪ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ،وﻣن ﺧﻼل دراﺳﺔ ﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﺣدث ﯾﻣﻛن اﻟﺗوﺻل اﻟﻰ اﻟظروف اﻟﺗﻲ ادت
ﺑﺎﻟﺣدث اﻟﻰ ارﺗﻛﺎب اﻟﺟرﯾﻣﺔ ،وان اﺣﺎﻟﺔ اﻟﺣدث اﻟﺟﺎﻧﺢ اﻟﻰ ﻣﻛﺗب دراﺳﺔ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﻣﻘﺗرﻧﺎً ﺑﺎﺗﻬﺎم ﻗﺎﺿﻲ
ﯾﻌﺗﺑر ﻣراﻗﺑﺔ ﺳﻠوك اﻟﺣدث ﻣن اﺑرز اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﺗﻲ اﻗرﻫﺎ ﻛل ﻣن اﻟﻣﺷرع اﻻردﻧﻲ واﻟﻣﺷرع اﻟﻌراﻗﻲ،
ﻟﻛوﻧﻪ ﺗدﺑﯾر ﻣن اﻟﺗداﺑﯾر اﻟﻌﻼﺟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻟﻬﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﻛﺑﯾر ﺑﺄﺻﻼح اﻟﺣدث واﻟﺗﻲ ﺧﺻص ﻟﻬﺎ اﻟﻣﺷرع اﻟﻌراﻗﻲ
ﺧﺎﺻﺎ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون رﻋﺎﯾﺔ اﻻﺣداث رﻗم) (76ﻟﺳﻧﺔ ،1983واﻟذي ﺗﺿﻣن ﺗﻌرﯾف ﻣراﻗﺑﺔ اﻟﺳﻠوك وﻣﻬﺎﻣﻪ
ً ﺑﺎﺑﺎ
ً
وآﻟﯾﺔ ﻋﻣﻠﻪ وﺗﺷﻛﯾﻠﻪ .ﻓﻘد ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة) (87ﻣن ﻗﺎﻧون رﻋﺎﯾﺔ اﻻﺣداث اﻟﻌراﻗﻲ ﻋﻠﻰ أن" ﻣراﻗﺑﺔ ﺳﻠوك ﻣن
اﻟﺗداﺑﯾر اﻟﻌﻼﺟﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﯾﻘﺻد ﺑﻬﺎ وﺿﻊ اﻟﺣدث ﻓﻲ ﺑﯾﺋﺗﻪ اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ﺑﯾن اﺳرﺗﻪ او اﺳرة ﺑدﯾﻠﺔ أذا ﻛﺎﻧت اﺳرﺗﻪ
ﻏﯾر ﺻﺎﻟﺣﺔ ،وذﻟك ﺑﺄﺷراف ﻣراﻗب اﻟﺳﻠوك ،ﺑﻘﺻد اﺻﻼﺣﻪ" .وﯾﺗوﻟﻰ ﻗﺳم ﻣراﻗﺑﺔ اﻟﺳﻠوك اﻟﻣرﺗﺑط ﺑو ازرة اﻟﻌدل
ﻣراﻗﺑﺔ ﺳﻠوك اﻟﺣدث واﻻﺷراف ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل ﻣراﻗﺑﻲ اﻟﺳﻠوك وﻓﻘﺎً ﻻﺣﻛﺎم اﻟﻘﺎﻧون وذﻟك ﻣﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ
اﻟﻣﺎدة) (88ﻣن ﻗﺎﻧون رﻋﺎﯾﺔ اﻻﺣداث .وﺗﻛﻣن ﻣﻬﻣﺔ ﻣراﻗب اﻟﺳﻠوك ﺑﻌد ﺗﺳﻠﻣﻪ ﻗرار اﻟﻣراﻗﺑﺔ او اﻻﺿﺑﺎرة
ﺑﺄﻋداد ﺧطﺔ ﺗﻔﺻﯾﻠﯾﺔ ﻟﺿﻣﺎن اﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﺻﻼح اﻟﺣدث ﺣﺗﻰ ﯾﺗﻣﻛن ﻣن اﻻﻧﺧراط ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ وذﻟك ﺧﻼل ﻣدة
اﻟﻣراﻗﺑﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣددﻫﺎ ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺣداث اﺳﺗﻧﺎداً اﻟﻰ ﺗﻘرﯾر ﻣﻛﺗب دراﺳﺔ ﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﺣدث اﻟذي ﯾﻘدﻣﻪ اﻟﻰ
اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ وذﻟك ﺳﻧدا ﻟﻠﻣﺎدة) (93ﻣن ذات اﻟﻘﺎﻧون وﺗوﺿﺢ ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن ﻣﻛﺗب دراﺳﺔ ﺷﺧﺻﯾﺔ
اﻟﺣدث وﻗﺳم ﻣراﻗﺑﺔ اﻟﺳﻠوك ،ﻓﻲ ان اﻻﺧﯾر ﯾﺳﺗﻠم ﺗﻘرﯾر ﻣﻛﺗب دراﺳﺔ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﺣول اﻟظروف اﻟﺗﻲ اﺣﺎطت
ﺑﺎﻟﺣدث اﻟﺟﺎﻧﺢ واﻟﺗﻲ دﻓﻌت ﺑﻪ ﻟﻼﻧﺣراف وارﺗﻛﺎب اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻣﻧﺳﺑﺔ اﻟﯾﻪ ،ﺣﺗﻰ ﯾﺗﻣﻛن ﻣراﻗب اﻟﺳﻠوك ﻣن
اوﺿﺣت اﻟﻣﺎدة)/94ﺛﺎﻧﯾﺎ( ﻣن ﻗﺎﻧون رﻋﺎﯾﺔ اﻻﺣداث ﻋﻠﻰ اﻧﻪ ﯾﺟب ﻋﻠﻰ ﻣراﻗب اﻟﺳﻠوك ان ﯾداوم ﺑﺷﻛل
دوري ﻋﻠﻰ ﺗزوﯾد ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺣداث وﻋﺿو اﻻدﻋﺎء اﻟﻌﺎم ﺗﻘرﯾ ًار ﯾﺗﺿﻣن ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺣدث وﻣدى ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ ﻗرار
اﻻﺣداث وﻋﺿو اﻻدﻋﺎء اﻟﻌﺎم اﻟﺗﻲ ﺗم اﺣﺎﻟﺔ ﻗرار ﻣراﻗب اﻟﺳﻠوك اﻟﯾﻬﺎ؟
اﻟﺟواب ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﺳؤال ﯾﻛﻣن ﻓﻲ ﻧص اﻟﻣﺎدة)/94ﺛﺎﻟﺛﺎ( واﻟﺗﻲ وأﺿﺣت ﻋﻠﻰ ان ﯾﻘﺗرح ﻋﺿو اﻻدﻋﺎء
اﻟﻌﺎم ﻋﻠﻰ ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺣداث ﻣﺎ ﯾراﻩ ﻣﻧﺎﺳﺑﺎً ﻓﻲ اﺟراءات ﻣراﻗب اﻟﺳﻠوك ﺑﻬدف ﺣﻣﺎﯾﺔ ووﻗﺎﯾﺔ اﻟﺣدث ﻣن اﻟﻌودة
اﻟﻔرع اﻟﺧﺎﻣس
ﺑﻣﺣﺎم
ٍ ﺣق اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ
ﯾﻌد ﻫذا اﻟﺣق ﻣن ﺣﻘوق اﻟدﻓﺎع اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﺑر ﺿﻣﺎﻧﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣﺷﺗﻛﻰ ﻋﻠﯾﻪ اﻟﺣداث او اﻟﺑﺎﻟﻐﯾن ﻋﻠﻰ
واﻻﺳﺑﺎب ،وأﻛدت ﻫذا اﻟﺣق اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ اﻟﻌﻬد اﻟدوﻟﻲ ﻟﻠﺣﻘوق اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻓﻲ
اﻟﻣﺎدة) (3/14ﻋﻠﻰ اﻧﻪ ":ﻟﻛل ﻣﺗﻬم ﺑﺟرﯾﻣﺔ أن ﯾﺗﻣﺗﻊ أﺛﻧﺎء اﻟﻧظر ﻓﻲ ﻗﺿﯾﺗﻪ ،وﻋﻠﻰ ﻗدم اﻟﻣﺳﺎواة اﻟﺗﺎﻣﺔ،
ﺑﺎﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟدﻧﯾﺎ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ) :ب( أن ﯾﻌطﻰ ﻣن اﻟوﻗت وﻣن اﻟﺗﺳﻬﯾﻼت ﻣﺎ ﯾﻛﻔﯾﻪ ﻹﻋداد دﻓﺎﻋﻪ وﻟﻼﺗﺻﺎل ﺑﻣﺣﺎم
ﯾﺧﺗﺎرﻩ ﺑﻧﻔﺳﻪ".
اﻻﺑﺗداﺋﻲ ﺑﻧﺻوص ﻗﺎطﻌﺔ ﻓﻘد ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة)/21ب( ﻣن ﻗﺎﻧون اﻻﺣداث اﻻردﻧﻲ ﻋﻠﻰ اﻧﻪ ":ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ
اﻟوﻛﯾل ﻋن اﻟﺣدث ﺣﺿور ﺟﻣﯾﻊ ﻣراﺣل اﻟﺗﺣﻘﯾق واﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ" .وﯾﺗﺿﺢ ﻣن اﻟﻧص أن اﻟﻘﺎﻧون أﻟزم اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ
اﻟوﻛﯾل ﻋن اﻟﺣدث ﺑﺄن ﯾﺣﺿر ﺟﻣﯾﻊ ﻣراﺣل اﻟﺗﺣﻘﯾق واﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺣدث ،وأﻟزم اﻟﻘﺎﻧون ﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق
ﺑﻣﺣﺎم وﺣﻘﻪ
ٍ ﻋﻧد ﻟﻘﺎﺋﻪ اﻟﻣﺷﺗﻛﻰ ﻋﻠﯾﻪ اﻟﺣدث أول ﻣرة وﻗﺑل اﻻﺳﺗﺟواب أن ﯾﻧﺑﻪ اﻟﺣدث اﻟﻰ ﺣﻘﻪ ﻓﻲ اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ
ﻓﻲ ﻋدم اﻻﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﺳﺋﻠﺔ اﻟﻣدﻋﻲ اﻟﻌﺎم اﻻ ﺑﺣﺿور ﻣﺣﺎﻣﯾﻪ ،وﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﻣدﻋﻲ اﻟﻌﺎم أن ﯾدون ذﻟك ﻓﻲ
طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة) (1/63ﻣن ﻗﺎﻧون اﺻول اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺎت اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻻردﻧﻲ ﺣﯾث ﻧﺻت ﻋﻠﻰ
ً ﻣﺣﺿر ﺧﺎص
اﻧﻪ":ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻣﺛل اﻟﻣﺷﺗﻛﻲ ﻋﻠﯾﻪ اﻣﺎم اﻟﻣدﻋﻲ اﻟﻌﺎم ﯾﺗﺛﺑت ﻣن ﻫوﯾﺗﻪ وﯾﺗﻠو ﻋﻠﯾﻪ اﻟﺗﻬﻣﺔ اﻟﻣﻧﺳوﺑﺔ اﻟﯾﻪ وﯾطﻠب
ﺟواﺑﻪ ﻋﻧﻬﺎ ﻣﻧﺑﻬﺎ اﯾﺎﻩ ان ﻣن ﺣﻘﻪ ان ﻻ ﯾﺟﯾب ﻋﻧﻬﺎ اﻻ ﺑﺣﺿور ﻣﺣﺎم ،وﯾدون ﻫذا اﻟﺗﻧﺑﯾﻪ ﻓﻲ ﻣﺣﺿر
94
اﻻ ان ﻫﻧﺎﻟك اﺳﺗﺛﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺄﻟﺔ ﺣﺿور اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ﺟﻠﺳﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق وﻫو ﻣﺎ ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة)(2/63ﻣن ﻗﺎﻧون
اﺻول اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺎت اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻻردﻧﻲ ﻋﻠﻰ اﻧﻪ" ﯾﺟوز ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺳرﻋﺔ ﺑﺳﺑب اﻟﺧوف ﻣن ﺿﯾﺎع اﻻدﻟﺔ وﺑﻘرار
ﻣﻌﻠل ﺳؤال اﻟﻣﺷﺗﻛﻰ ﻋﻠﯾﻪ ﻋن اﻟﺗﻬﻣﺔ اﻟﻣﺳﻧدة اﻟﯾﻪ ﻗﺑل دﻋوة ﻣﺣﺎﻣﯾﻪ ﻟﻠﺣﺿور ﻋﻠﻰ ان ﯾﻛون ﻟﻪ ﺑﻌد ذﻟك
اﻻطﻼع ﻋﻠﻰ اﻓﺎدة ﻣوﻛﻠﻪ" .ﺣﯾث أﻗرت اﻧﻪ ﯾﺟوز اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺳؤال اﻟﻣﺷﺗﻛﻰ ﻋﻠﯾﻪ ﻋن اﻟﺗﻬﻣﺔ اﻟﻣﺳﻧدة اﻟﯾﻪ وﻗﺑل
دﻋوة ﻣﺣﺎﻣﯾﻪ وذﻟك ﻣن اﺟل اﻟﺳرﻋﺔ واﻟﺧوف ﻣن ﺿﯾﺎع اﻻدﻟﺔ وﯾﻛون ﻫذا اﻻﺳﺗﺛﻧﺎء ﺑﻘرار ﻣﻌﻠل ﻣن اﻟﻣدﻋﻲ
اﻟﻌﺎم ﻋﻠﻰ ان ﯾﻛون اﻟﺣق ﻟﻣﺣﺎﻣﻲ اﻟﻣﺷﺗﻛﻰ ﻋﻠﯾﻪ ﺑﻌ د ذﻟك اﻻطﻼع ﻋﻠﻰ اﻓﺎدة ﻣوﻛﻠﻪ.
ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﺷرع اﻟﻌراﻗﻲ ﻓﻘد ﺿﻣن ﺣق اﻟﻣﺷﺗﻛﻰ ﻋﻠﯾﻪ ﺑﺎﻟدﻓﺎع ﻋن ﻧﻔﺳﻪ ﺑﺎﻟدﺳﺗور اﻟﻌراﻗﻲ ﺣﯾث ﻧﺻت
اﻟﻣﺎدة)/ 19راﺑﻌﺎً( ﻋﻠﻰ اﻧﻪ ":ﺣق اﻟدﻓﺎع ﻣﻘدس وﻣﻛﻔول ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ ﻣراﺣل اﻟﺗﺣﻘﯾق واﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ" .وﻗد أورد
اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة) (50ﻣن ﻗﺎﻧون رﻋﺎﯾﺔ اﻻﺣداث اﻟﻌراﻗﻲ ﻋﻠﻰ اﻧﻪ ":ﯾﺟوز اﺟراء اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻏﯾر ﻣواﺟﻬﺔ اﻟﺣدث
ﻓﻲ اﻟﺟراﺋم اﻟﻣﺧﻠﻘﺔ ﺑﺎﻻﺧﻼق واﻵداب اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ أن ﯾﺣﺿر اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣن ﯾﺣق ﻟﻪ اﻟدﻓﺎع ﻋﻧﻪ .وﻋﻠﻰ ﻣﺣﻛﻣﺔ
اﻟﺗﺣﻘﯾق ﺗﺑﻠﯾﻎ اﻟﺣدث ﺑﺎﻻﺟراء اﻟﻣﺗﺧذ ﺑﺣﻘﻪ" .أذن ﯾﺗﺿﺢ ﻣﻣﺎ ﺳﺑق أن اﻟﻣﺷرع اﺟﺎز إﺟراء اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻓﻲ ﻏﯾر
ﻣواﺟﻬﺔ اﻟﺣدث ﻓﻲ اﻟﺟراﺋم اﻟﻣﺧﻠﺔ ﺑﺎﻵداب اﻟﻌﺎﻣﺔ ،واﻟﻬدف ﻣﻧﻪ ﻋدم اﻟﻣﺳﺎس ﺑﻛراﻣﺔ اﻟﺣدث وان ﻻ ﯾﻛون
ﻟﺗردﯾد اﻟﻌﺑﺎرات اﻟﻔﺎﺻﺣﺔ اﺛر ﺳﻠﺑﻲ ﻓﻲ ﻧﻔﺳﯾﺔ اﻟﺣدث) ،(146واﺷﺗرطت اﻟﻣﺎدة أن ﯾﺣﺿر اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣن ﻟﻪ اﻟﺣق
ﻓﻲ اﻟدﻓﺎع ﻋن اﻟﺣدث ،وﻓﻲ ذﻟك ﺿﻣﺎﻧﺔ ﻣن ﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻣﺗﻬم اﻟﺣدث أﺛﻧﺎء اﺟراء اﻟﺗﺣﻘﯾق ﺗﻣﻛﻧﻪ ﻣن درء
اﻻﺗﻬﺎم ﻋن ﻧﻔﺳﻪ ،وﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ان ﺗﻘوم ﺑﺗﺑﻠﯾﻎ اﻟﺣدث ﺑﺈﺟراء اﻟﻣﺗﺧذ ﺑﺣﻘﻪ.
) (146ھوﯾن ،ﺳﯾﻣﺎء ﻧﻌﯾم) (2011ﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻣﺗﮭم اﻟﺣدث ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق واﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ ،ﺑﺣث ﻣﻘدم ﻛﺟزء ﻣن ﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻟدراﺳﺔ ﻟﻠﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻓﻲ
اﻟﻣﻌﮭد اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ،ﺑﻐداد ،ص.44
95
ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ
ً ﯾﻼﺣظ ﻣن اﻟﻣﺎدة اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ أﻧﻬﺎ ﺟﻌﻠت ﻣن ﺣﺿور اﻟﺷﺧص اﻟﻣﺧول ﺑﺎﻟدﻓﺎع ﻋن اﻟﺣدث واﻟذي
وﺟوﺑﯾﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺑﺎﺷرة اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻓﻲ ﻏﯾر ﻣواﺟﻬﺔ اﻟﺣدث ،وﻟﻛن اﻟﺳؤال اﻟذي ﯾﺛﺎر
ً ﯾﻛون ﻣﺣﺎﻣﻲ اﻟﺣدث ،أﻣرًا
ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ ﻫل ﯾﻛون ﺣﺿور اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ أﻣ ًار ﺟوازﯾﺎً اذا ﻟم ﺗﻛن اﻟﺗﻬﻣﺔ اﻟﻣوﺟﻬﺔ ﻟﻠﺣدث ﻣﺧﻠﺔ ﺑﺎﻻداب
اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ؟
ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة)/123ب( ﻣن ﻗﺎﻧون اﺻول اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺎت اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﻌراﻗﻲ ﻋﻠﻰ اﻧﻪ" ب -ﻗﺑل اﺟراء اﻟﺗﺣﻘﯾق
ﻣﻊ اﻟﻣﺗﻬم ﯾﺟب ﻋﻠﻰ ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻋﻼم اﻟﻣﺗﻬم ﻣﺎ ﯾﻠﻲ :اوﻻ -ان ﻟﻪ اﻟﺣق ﻓﻲ اﻟﺳﻛوت ،وﻻ ﯾﺳﺗﻧﺗﺞ ﻣن
ﻣﻣﺎرﺳﺗﻪ ﻫذا اﻟﺣق اﯾﺔ ﻗرﯾﻧﺔ ﺿدﻩ .ﺛﺎﻧﯾﺎ -ان ﻟﻪ اﻟﺣق ﻓﻲ ان ﯾﺗم ﺗﻣﺛﯾﻠﻪ ﻣن ﻗﺑل ﻣﺣﺎﻣﻲ ،وان ﻟم ﺗﻛن ﻟﻪ
اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ ﺗوﻛﯾل ﻣﺣﺎﻣﻲ ﺗﻘوم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﺑﺗﻌﯾﯾن ﻣﺣﺎﻣﻲ ﻣﻧﺗدب ﻟﻪ ،دون ﺗﺣﻣﯾل اﻟﻣﺗﻬم اﺗﻌﺎﺑﻪ" .ﺣﯾث ﺟﺎء ﻓﻲ
اﻟﻣﺎدة ﺳﺎﻟﻔﺔ اﻟذﻛر اﻧﻪ ﯾﺟب ﻋﻠﻰ ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق أﺑﻼغ اﻟﻣﺗﻬم ان ﻟﻪ اﻟﺣق ﻓﻲ اﻟﺳﻛوت وﻋدم اﻻﺟﺎﺑﺔ ﻋن
اﺳﺋﻠﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق ،وان ﻟﻪ اﻟﺣق ﻓﻲ ﺗوﻛﯾل ﻣﺣﺎﻣﻲ ﻟﻠدﻓﺎع ﻋﻧﻪ ،أي وﺟوب ﺣﺿور اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ﻣﻊ اﻟﻣﺗﻬم ﻓﻲ
ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق وﻻ ﺳﯾﻣﺎ ﻓﻲ اﻻﺳﺗﺟواب وﻫو ﻣﺎ ﺳﯾﺗم ﺗوﺿﯾﺣﻪ ﻻﺣﻘﺎ ،وﻋدم ﻣﺑﺎﺷرة اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣﺎ ﻟم ﯾﻧﺗدب
ﻣﺣﺎم ،ودون ﺗﺣﻣل اﺗﻌﺎب اﻟﻣﺣﺎﻣﺎة .وأﻛدت اﻟﻣﺎدة) (27ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺣﺎﻣﺎة
ٍ ﻣﺣﺎم ﻟﻠﻣﺗﻬم اﻟذي ﻟﯾس ﻟدﯾﻪ
ٍ
رﻗم) (173ﻟﺳﻧﺔ 1965اﻟﻣﻌدل ﺑﺄﻧﻪ ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ اﻻطﻼع ﻋﻠﻰ اﻻوراق اﻟﺗﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ،وﻛل ﻣﺎ ﻟﻪ ﺻﻠﺔ
ﺑﺎﻟﺗﺣﻘﯾق.
ﯾﺗﺿﺢ ﻟﻠﺑﺎﺣﺛﺔ ﻣﻣﺎ ﺳﺑق أن اﻟﻣﺷرﻋﯾن اﻻردﻧﻲ واﻟﻌراﻗﻲ ﻗد أﻗروا ﺻراﺣﺔً ﻋﻠﻰ وﺟوب ﺣﺿور ﻣن ﯾداﻓﻊ
ﻋن اﻟﺣدث ،اﻻ ان ﻛل ﻣن ﻗﺎﻧون اﻻﺣداث اﻻردﻧﻲ وﻗﺎﻧون رﻋﺎﯾﺔ اﻻﺣداث اﻟﻌراﻗﻲ ﻗد ﺧﻼ ﻣن اﻟﻧص ﺻراﺣﺔ
ﻋﻠﻰ ﺿرورة ﺣﺿور وﻟﻲ أﻣر اﻟﺣدث أو اﻟوﺻﻲ ﻋﻠﯾﻪ أﺛﻧﺎء ﻣﺑﺎﺷرة اﻟﺗﺣﻘﯾق ،اﻻﻣر اﻟذي ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻪ إﻏﻔﺎل
96
ﺿﻣﺎﻧﺔ ﻫﺎﻣﺔ ﻣن ﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻣﺗﻬم اﻟﺣدث ،وﻋﻠﯾﻪ ﻧرﺟوا ﻣن اﻟﻣﺷرع اﻻردﻧﻲ واﻟﻣﺷرع اﻟﻌراﻗﻲ ان ﯾﺗدارﻛﻰ ﻫذﻩ
اﻟﻣﺳﺄل ﺑﺎﻟﻧص ﺻراﺣﺔ ﻋﻠﻰ ﺿرورة ﺣﺿور وﻟﻲ أﻣر اﻟﺣدث أو اﻟوﺻﻲ ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﺟراءات اﻟﺗﺣﻘﯾق
اﻟﻔﺻل اﻟراﺑﻊ
ﺗﻌﺗﺑر ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻﺑﺗداﺋﻲ ﻣن اﻟﻣراﺣل اﻟﻣﻬﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ ﯾﻣﻛن اﺣﺎﻟﺔ اﻟدﻋوى اﻟﻰ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ
اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﻣن اﺟل ﻣﻌﺎﻗﺑﺔ اﻟﻣﺷﺗﻛﻰ ﻋﻠﯾﻪ ﺑﺈرﺗﻛﺎب اﻟﻔﻌل اﻟﺟرﻣﻲ ،وﯾﺗوﻟﻰ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﻪ ،وﻣن
اﻻﺟراءات اﻟﻣﺧوﻟﺔ ﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻫﻲ اﺳﺗﺟواب اﻟﻣﺷﺗﻛﻰ ﻋﻠﯾﻪ ،وﺳﻣﺎع اﻟﺷﻬود ،وﻧدب اﻟﺧﺑراء ،وﻣن ﺛم
اﺻدار ﻗرار ﺑﺗوﻗﯾف اﻟﻣﺷﺗﻛﻰ ﻋﻠﯾﻪ ﻋﻠﻰ ذﻣﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق ،وﻟﻘد ﻣﻧﺢ ﻗﺎﻧون اﺻول اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺎت اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺳﻠطﺔ
اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗﺻرف ﺑﺎﻟﺗﺣﻘﯾق ﺑﻌد اﻻﻧﺗﻬﺎء ﻣﻧﻪ ،وﻋﻠﯾﻪ ﺳﯾﺗم ﺗﻧﺎول اﻻﺟراءات واﻟﻘ اررات اﻟﺗﻲ ﺗﺻدر ﻣن ﺳﻠطﺔ
اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﻗ اررات ﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻋﻧد إﻧﺗﻬﺎء اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻﺑﺗداﺋﻲ.
98
اﻟﻣﺑﺣث اﻻول
ﯾﺧﺗص ﺑﺈﺟراء اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻﺑﺗداﺋﻲ اﻟﻣدﻋﻲ اﻟﻌﺎم ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻻردﻧﻲ و ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ
اﻟﻌراﻗﻲ ،وﻟﻪ اﺗﺧﺎذ ﻛﺎﻓﺔ اﻻﺟراءات اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗؤدي اﻟﻰ اﻛﺗﺷﺎف اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﺑﺷﺄن اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟواﻗﻌﺔ أو
ظروﻓﻬﺎ ،اﻻ اﻧﻪ ﯾﺟب ﻋﻠﻰ ﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗﻘﯾﯾد ﺑﺎﻟﻘواﻋد واﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ أﻗر اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﻘﯾﯾد ﺑﻬﺎ ﻓﻲ
ﻫذﻩ اﻟﻣرﺣﻠﺔ .وﻋﻠﯾﻪ ﺳﯾﺗم ﺗﻧﺎول أﻫم اﻻﺟراءات اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺧذﻫﺎ اﻟﻣدﻋﻲ اﻟﻌﺎم ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻﺑﺗداﺋﻲ ﻣﻊ
اﻻﺣداث ،ﺣﯾث ﺳﯾﺗﻧﺎول اﻟﻣطﻠب اﻻول إﺳﺗﺟواب اﻟﺣدث ،واﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ ﺗوﻗﯾف اﻟﺣدث.
اﻟﻣطﻠب اﻻول
إﺳﺗﺟواب اﻟﺣدث
ﻋﻧد وﻗوع اﻟﺟرﯾﻣﺔ واﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﻋﻧﻬﺎ ﯾﺑﺎدر رﺟﺎل اﻟﺿﺎﺑطﺔ اﻟﻌدﻟﯾﺔ ﺑﺎﻟﻘﯾﺎم ﺑﺎﻟﺗﺣرﯾﺎت اﻻزﻣﺔ ﻣن اﺟل اﻟﻛﺷف
ﻋن اﻻﻓﻌﺎل اﻟﺟرﻣﯾﺔ وﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻔﺎﻋل ،ﺣﯾث ﺗﻧص ﻗواﻧﯾن اﻻﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻧﻪ ﻋﻠﻰ رﺟﺎل اﻟﺿﺎﺑطﺔ
اﻟﻌدﻟﯾﺔ ان ﯾدوﻧوا أﻗوال واﻓﻌﺎل اﻟﻣﺗﻬم ﻓﻲ ﻣﺣﺿر ﺧﺎص وﯾﺣﯾﻠوا اﻟﻣﺗﻬم اﻟﻰ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﺎﻟﺗﺣﻘﯾق
اﻻﺑﺗداﺋﻲ ﻣن أﺟل إﺳﺗﺟواب اﻟﻣﺷﺗﻛﻰ ﻋﻠﯾﻪ ،وﯾﺳﺗدل ﻣن اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ان اﻻﺳﺗﺟواب ﯾﻛون ﻣﻧﺎط ﺑﺳﻠطﺔ
اﻟﺗﺣﻘﯾق وﻫﻲ اﻟﻣدﻋﻲ اﻟﻌﺎم او ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق .وﻟﻬذا ﺳﯾﺗم ﺗﻧﺎول ﺗﻌرﯾف اﻻﺳﺗﺟواب ﻓﻲ اﻟﻔرع اﻻول ،وطﺑﯾﻌﺔ
99
اﻻﺳﺗﺟواب ﻓﻲ اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ،واﻟﻔرق ﺑﯾ ن اﻻﺳﺗﺟواب واﻟﻣواﺟﻬﺔ ﻓﻲ اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟثٕ ،واﺟراءات اﻻﺳﺗﺟواب ﻓﻲ
اﻟﻔرع اﻟراﺑﻊ.
اﻟﻔرع اﻻول
ﺗﻌرﯾف اﻻﺳﺗﺟواب
ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻻﺳﺗﺟواب" ﺳؤال اﻟﻣﺗﻬم ﻋن اﻟﺗﻬﻣﺔ أو اﻟﺗﻬم اﻟﻣوﺟﻬﺔ إﻟﯾﻪ واﻻدﻟﺔ ﺿدﻩ وﺳؤاﻟﻪ ﻋن دﻓﺎﻋﻪ،
اﻻﺳﺗﺟواب ﻫو" ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ اﻟﻣﺗﻬم ﺑﺷﺄن اﻻﻓﻌﺎل اﻟﻣﻧﺳوﺑﺔ اﻟﯾﻪ وﻣواﺟﻬﺗﻪ ﺑﺎﻻﺳﺗﻔﺳﺎرات واﻻﺳﺋﻠﺔ ﻋن اﻟﺗﻬﻣﺔ
واﺟوﺑﺗﻪ ﻋﻠﯾﻬﺎ وﻣواﺟﻬﺗﻪ ﺑﺎﻻدﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺷﯾر اﻟﯾﻪ ﺑﺎﻻﺗﻬﺎم وﻣطﺎﻟﺑﺗﻪ ﺑﺎﻟرد ﻋﻠﯾﻬﺎ") .(148وﯾﻌرف اﯾﺿﺎ ﻋﻠﻰ اﻧﻪ
"إﺟراء ﻫﺎن ﻣن اﺟراءات اﻻﺛﺑﺎت ،ﯾﺗوﺟﻪ ﺑواﺳطﺗﻪ اﻟﻣﺣﻘق اﻟﻰ اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﻪ ذاﺗﻪ ﻟﻠوﻗوف ﻋﻠﻰ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ
واﻟوﺻول اﻟﻰ اﻋﺗراف ﻣﻧﻪ ﯾﺛﺑت اﻟﺗﻬﻣﺔ اﻟﻣﻧﺳوﺑﺔ اﻟﯾﻪ أو اﻟﻰ دﻟﯾل ﯾدﺣﺿﻬﺎ").(149
وﻛذﻟك ﯾﻌرف اﻻﺳﺗﺟواب ﻋﻠﻰ اﻧﻪ" اﺟراء ﻣن اﺟراءات اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻﺑﺗداﺋﻲ ﻻ ﯾﺟوز ان ﯾﻣﺎرﺳﻪ اﻻ ﻣن
ﺧوﻟﻪ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺣق ﻓﻲ اﺟراء ﻫذا اﻟﺗﺣﻘﯾق وﯾﻘوم ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﺎﻗﺷﺔ اﻟﻣﻧﻔﺻل ﻟﻠﻣﺳﺗﺟوب ﺑﺎﻟﺗﻬﻣﺔ اﻟﻣﺳﻧدة اﻟﯾﻪ
واﻻدﻟﺔ اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﺿدﻩ") .(150وﯾﻌد اﻻﺳﺗﺟواب اﯾﺿﺎً " ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ اﻟﻣﺗﻬم ﺗﻔﺻﯾﻼ ﻓﻲ اﻻدﻟﺔ واﻟﺷﺑﻬﺎت اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﺿدﻩ
) (147ﻣﺻطﻔﻰ ،ﺟﻣﺎل ﻣﺣﻣد) (2004ﺷرح ﻗﺎﻧون اﺻول اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺎت اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ،ﻣطﺑﻌﺔ اﻟزﻣﺎن ،ﺑﻐداد ،ص.84
) (148اﻟﺣﻠﺑﻲ ،ﻣﺣﻣد ﻋﻠﻲ ﺳﺎﻟم) (1999اﻟوﺳﯾط ﻓﻲ ﺷرح ﻗﺎﻧون اﺻول اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺎت اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ،اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ ،ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﺗرﺑﯾﺔ ﻟﻠﻧﺷر ،ﺑﯾروت ،ص .11
) (149اﻟﺟوﺧدار ،ﺣﺳن ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص
) (150اﻟﻛﯾﻼﻧﻲ ،ﻓﺎروق) ،(1995اﺻول اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺎت اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻻردﻧﻲ واﻟﻣﻘﺎرن ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ،ﺷرﻛﺔ اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺷرﻗﯾﺔ ،ﺑﯾروت ،ص .34
100
واﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺎﻟرد ﻋﻠﯾﻬﺎ ،إﻣﺎ ﺑﺈﻧﻛﺎرﻫﺎ واﺛﺑﺎت ﻓﺳﺎدﻫﺎٕ ،واﻣﺎ اﻟﺗﺳﻠﯾم ﺑﻬﺎ وﻣﺎ ﺳﯾﺗﺑﻌﻪ ذﻟك ﻣن اﻋﺗراف
ﺑﺎﻟﺟرﯾﻣﺔ").(151
ﯾﺗﺿﺢ ﻟﻠﺑﺎﺣﺛﺔ ﻣن اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ان اﻻﺳﺗﺟواب ﻫو إﺟراء ﺗﺣﻘﯾﻘﻲ ﺗﻘوم ﺑﻪ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﺎﻟﺗﺣﻘﯾق
اﻻﺑﺗداﺋﻲ واﻟﻣﻧﺎطﺔ ﺑﺎﻟﻣدﻋﻲ اﻟﻌﺎم او ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق ،ﻣن اﺟل اﻟوﺻول اﻟﻰ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻋن طرﯾق ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ
اﻻﻓﻌﺎل اﻟﻣﻧﺳوﺑﺔ ﻟﻠﻣﺗﻬم واﻻدﻟﺔ واﻻﺛﺑﺎﺗﺎت ﺣول اﻟﻔﻌل اﻟﺟرﻣﻲ ،وذﻟك ﻷﺛﺑﺎت ﺑراءة اﻟﻣﺗﻬم أو اداﻧﺗﻪ ﺑﺎﻟﻔﻌل
اﻟﺟرﻣﻲ.
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ
طﺑﯾﻌﺔ اﻻﺳﺗﺟواب
ﯾﻌﺗﺑر اﺳﺗﺟواب اﻟﻣﺗﻬم إﺟراء ﻣن اﺟراءات اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻﺑﺗداﺋﻲ ﺗﻛﻣن ﻓﻲ طﺑﯾﻌﺗﻪ اﻻزدواﺟﯾﺔ ﺣﯾث ﯾﻌﺗﺑر
آن واﺣد ،ﻓﻬو ﯾﻌﺗﺑر اﺟراء اﺗﻬﺎم ﺣﯾث ﯾﻬدف اﻟﻰ ﺟﻣﻊ اﻻدﻟﺔ ﺑﺷﺄن اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟواﻗﻌﺔ
اﺟراء اﺗﻬﺎم ودﻓﺎع ﻓﻲ ٍ
وﻧﺳﺑﺗﻬﺎ اﻟﻰ ﻓﺎﻋﻠﻬﺎ اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ،ﺣﯾث اﻧﻪ اﻟوﺣﯾد اﻟذي ﯾﻌﻠم ﻣﻼﺑﺳﺎت اﻟﻔﻌل اﻟﺟرﻣﻲ وﻛﯾﻔﯾﺔ ارﺗﻛﺎﺑﻪ واﻟظروف
اﻟﺗﻲ دﻓﻌت اﻟﻰ ارﺗﻛﺎﺑﻪ ،وﻣن ﺟﻬﺔ اﺧرى ﻓﺎﻻﺳﺗﺟواب ﯾﻌﺗﺑر اﺟراء دﻓﺎع ﺣﯾث ﯾﺳﺎﻋد اﻟﻰ اﺳﺗﺟﻼء اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ
وذﻟك ﺑﺄﺗﺎﺣﺔ اﻟﻔرﺻﺔ ﻟﻠﻣﺗﻬم ﻟﻠدﻓﺎع ﻋن ﻧﻔﺳﻪ ﺑﻣﺎ اﺣﺎط ﺑﻪ ﻣن ﺷﺑﻬﺎت واﺛﺑﺎت ﺑراءﺗﻪ).(152
ﯾﻌﺗﺑر اﻻﺳﺗﺟواب ﻣن اﻻﺟراءات اﻟﻬﺎﻣﺔ واﻟﺧطﯾر واﻻﺳﺎﺳﯾﺔ وﻫو اﻟﺳﺑﯾل اﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق دﻓﺎع اﻟﻣﺗﻬم ،وان
ﻋدم اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻪ او اﻏﻔﺎﻟﻪ ﯾؤدي اﻟﻰ ﺑطﻼن اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻓﻲ ﺣﺎل اذا ﻛﺎن اﻟﻣﺗﻬم ﺣﺎﺿراً اﻻﺳﺗﺟواب ،أﻣﺎ إذا ﻟم ﯾﻛن
ﺣﺎﺿر أو دﻋﻲ ﺑﻣوﺟب ﻣﺣﺿر اﺣﺿﺎر وﻟم ﯾﺣﺿر ﻓﺈن ﻋدم اﺳﺗﺟواب اﻟﻣﺗﻬم ﻻ ﯾؤدي اﻟﻰ ﺑطﻼن اﺟراءات
اﻟﺗﺣﻘﯾق).(153
ﯾُ ﺣﺿر ﻋﻠﻰ اﻟﺿﺎﺑطﺔ اﻟﻌدﻟﯾﺔ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺎﻻﺳﺗﺟواب وﻫذا ﻣﺎ اﺧذت ﺑﻪ ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺗﻣﯾﯾز اﻻردﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﺣد
ﻗ ارراﺗﻬﺎ) ...ان اﻻﻗوال ﻗد ﺿﺑطت ﻣن ﻗﺑل اﺣد اﻓراد اﻟﺿﺎﺑطﺔ اﻟﻌدﻟﯾﺔ ﻗد اﺧذت ﺑطرﯾق اﻻﺳﺗﺟواب ﺧﻼ ًﻓﺎ
ﻻﺣﻛﺎم اﻟﻣﺎدة) (48ﻣن ﻗﺎﻧون اﺻول اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺎت اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺟﯾز اﺳﺗﺟواب اﻟﻣﺗﻬم ﻓﻘد اﺻﺎﺑت ﺑﺎﺳﺗﺑﻌﺎد
ﻫذﻩ اﻻﻗوال ﻣن ﻋداد اﻟﺑﯾﻧﺔ() ،(154ﻓﯾدور ﻣدى اﻻﺳﺗﺟواب ﺑﯾن اﻟﻣدﻋﻲ اﻟﻌﺎم اﻻﺣداث او ﻗﺎﺿﻲ ﺗﺣﻘﯾق
اﻻﺣداث وﺑﯾن اﻟﻣﺗﻬم ﺑﺄرﺗﻛﺎب اﻟﻔﻌل اﻟﺟرﻣﻲ وظروف اﻟﺟرﯾﻣﺔ وﻣﻼﺑﺳﺎﺗﻬﺎ وﻛﯾﻔﯾﺔ ارﺗﻛﺎﺑﻬﺎ .وﻗد ﯾودي
ﺑﻧﺎءا ﻋﻠﻰ ﻛﺛرة اﻻﺳﺋﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﺗؤﺛر ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺳﯾﺔ اﻟﻣﺗﻬم ﻣﻣﺎ ﯾدﻓﻌﻪ اﻟﻰ
ً اﻻﺳﺗﺟواب اﻟﻰ اداﻧﺔ اﻟﻣﺗﻬم وذﻟك
اﻻﻋﺗراف ﺑﺎﻟﺟرﯾﻣﺔ ،وﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ ﺟﻌل اﻻﺳﺗﺟواب ﻣﻊ اﻟﻣﺗﻬم إﺟراء اﻟزاﻣﻲ ﻓﻲ
ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻﺑﺗداﺋﻲ ،وذﻟك ﻻﻋﺗﺑﺎر ان اﻻﺳﺗﺟواب أﻟزاﻣﻲ وﺿروري ﻟﻔﺎﺋدة اﻟﻣﺗﻬم وذﻟك ﺑﺎﺑﻌﺎد اﻟﺷﻛوك
اﺻول اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺎت اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻻردﻧﻲ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻘﺑض ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷﺗﻛﻰ ﻋﻠﯾﻪ أﺳﺗﺟواﺑﻪ ﻓو ًار أو ﺧﻼل) (24ﺳﺎﻋﺔ
ﻣن اﻟﻘﺑض ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺗﻬم ﺳواء اﻟﺣدث أم اﻟﺑﺎﻟﻎ ،ﺣﯾث ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة) (1/111ﻣن ﻗﺎﻧون اﺻول اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺎت
اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻻردﻧﻲ ﻋﻠﻰ أن ":ﻟﻠﻣدﻋﻲ اﻟﻌﺎم ﻓﻲ دﻋﺎوى اﻟﺟﻧﺎﯾﺔ واﻟﺟﻧﺣﺔ ان ﯾﻛﺗﻔﻲ ﺑﺈﺻدار ﻣذﻛرة ﺣﺿور ﻋﻠﻰ
ان ﯾﺑدﻟﻬﺎ ﺑﻌد اﺳﺗﺟواب اﻟﻣﺷﺗﻛﻰ ﻋﻠﯾﻪ ﺑﻣذﻛرة ﺗوﻗﯾف إذا اﻗﺗﺿﻰ اﻟﺗﺣﻘﯾق ذﻟك" .وﯾﺗﺿﺢ ﻣن ﻧص اﻟﻣﺎدة
أﻋﻼﻩ ان اﻟﻣﺷرع اﻻردﻧﻲ ﺟﻌل اﻻﺳﺗﺟواب ﺷرطﺎً ﻟﻠﺗوﻗﯾف ،وﺧﻼف ذﻟك ﯾﻌد ﺑﺎطﻼً اﻷﻣر ﺑﺎﻟﺗوﻗﯾف اﻟذي
ﯾﺻدرﻩ اﻟﻣدﻋﻲ اﻟ ﻌﺎم ﺿد اﻟﻣﺗﻬم اﻟذي ﻟم ﯾﺗم اﺳﺗﺟواﺑﻪ أو ﻛﺎن اﻻﺳﺗﺟواب ﻏﯾر ﻗﺎﻧوﻧﻲ ،وﻟﻬذا ﻓﺄن اﻻﺳﺗﺟواب
أﻣﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص اﻟﻣﺷرع اﻟﻌراﻗﻲ ﻓﻘد اﻋﺗﺑر اﻻﺳﺗﺟواب اﺟراءاً اﺳﺎﺳﯾﺎً ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ
ﺑﺎﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻪ ﺑﻌد اﺣﺿﺎر اﻟﻣﺗﻬم اﻣﺎﻣﻬﺎ ،وأن اﻏﻔﺎل ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﻣﺧﺗص اﻻﺳﺗﺟواب ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻪ
اءا ﻣﻊ اﻟﺣدث أم اﻟﺑﺎﻟﻎ ،وﺑطﻼن ﺣﺗﻰ اﻻﺟراءات اﻻﺣﻘﺔ وذﻟك ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر ان
ﺑطﻼن اﺟراءات اﻟﺗﺣﻘﯾق ﺳو ً
اﻻﺳﺗﺟواب ﯾﻌﺗﺑر اﺟراء ﻣن اﺟراءات اﻟدﻓﺎع اﻟﺗﻲ وﻓرﻫﺎ اﻟﻘﺎﻧون ﻟﻠﻣﺗﻬم) .(157ﺣﯾث ﯾﻌﺗﺑر اﻻﺳﺗﺟواب وﺳﯾﻠﺔ
دﻓﺎع ﻟﻠﻣﺗﻬم ﻋن ﻧﻔﺳﻪ ﻣﻣﺎ ﻧﺳب اﻟﯾﻪ ،ﻟذﻟك ﻓﻘد اﺷﺗرط اﻟﻣﺷرع اﻟﻌراﻗﻲ اﺳﺗﺟواب اﻟﻣﺗﻬم ﻣن ﻗﺑل ﻗﺎﺿﻲ
اﻟﺗﺣﻘﯾق أو اﻟﻣﺣﻘق وﻋﻠﻰ ان ﯾﺟري اﻟﺗﺣﻘﯾق ﺧﻼل 24ﺳﺎﻋﺔ ﻣن ﻣﺛول اﻟﻣﺗﻬم أﻣﺎم ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق او
اﻟﻣﺣﻘق).(158
ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن ان اﻟﻣﺷرع اﻟﻌراﻗﻲ ﻗد ﻣﻧﺢ ﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻟﻠﻣﺣﻘق ،اﻻ اﻧﻪ رﺑط ﻫذﻩ ﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺣﻘق ﺑﺷرط
ﻫو ﺗدوﯾن اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣن ﻗﺑل ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﻣﺧﺗص ﻓﻲ ﺣﺎل اذا ﺗﺿﻣن اﻟﺗﺣﻘﯾق إﻓﺎدة اﻟﻣﺷﺗﻛﻰ ﻋﻠﯾﻪ
اﻻﻋﺗراف ﺑﺎﻟﺟرم اﻟﻣﻧﺳوب اﻟﯾﻪ ،وﻫذا ﻣﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺎدة)/128ب( ﻣن ﻗﺎﻧون اﺻول اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺎت اﻟﺟزاﺋﯾﺔ
اﻟﻌراﻗﻲ" ب – اذا ﺗﺿﻣﻧت اﻓﺎدة اﻟﻣﺗﻬم اﻗ ار ار ﺑﺎرﺗﻛﺎﺑﻪ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻓﻌﻠﻰ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺗدوﯾﻧﻬﺎ ﺑﻧﻔﺳﻪ وﺗﻼوﺗﻬﺎ ﻋﻠﯾﻪ ﺑﻌد
اﻟﻔراغ ﻣﻧﻬﺎ ،ﺛم ﯾوﻗﻌﻬﺎ اﻟﻘﺎﺿﻲ واﻟﻣﺗﻬم .واذا رﻏب اﻟﻣﺗﻬم ﻓﻲ ﺗدوﯾن اﻓﺎدﺗﻪ ﺑﺧطﻪ ﻓﻌﻠﻰ اﻟﻘﺎﺿﻲ ان ﯾﻣﻛﻧﻪ ﻣن
ﺗدوﯾﻧﻬﺎ ﻋﻠﻰ ان ﯾﺗم ذﻟك ﺑﺣﺿور اﻟﻘﺎﺿﻲ ،ﺛم ﯾوﻗﻌﻬﺎ اﻟﻘﺎﺿﻲ واﻟﻣﺗﻬم ﺑﻌد ان ﯾﺛﺑت ذﻟك ﻓﻲ اﻟﻣﺣﺿر".
) (156اﻟﺳﻌﯾد ،ﻛﺎﻣل (2008)،ﺷرح اﻻﺣﻛﺎم اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت :دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ،دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻧﺷر ،ﻋﻣﺎن ،ص .482
) (157اﻟﻧﺻراوي ،ﺳﺎﻣﻲ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .365
) (158ﻣﺻطﻔﻰ ،ﺟﻣﺎل ﻣﺣﻣد ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .85
103
وﻋﻠﯾﻪ ﯾﺟب أن ﺗدون إﻓﺎدة اﻟﻣﺗﻬم ﻣن ﻗﺿﺎة اﻟﺗﺣﻘﯾق وذﻟك ﻻن اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻫو اﻟﺟﻬﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻔرض
اﻻطﻣﺋﻧﺎن ﻟﻠﻣﺗﻬم ﻓﻲ اﻻدﻻء ﺑﺄﻋﺗراﻓﻪ و ﻫدف اﻟﻘﺎﺿﻲ اﯾﺿﺎً اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺣرﯾﺔ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﻟﻠﻣﺗﻬم.
ﻋﻠﯾﻪ ﯾﺗﺿﺢ ﻟﻠﺑﺎﺣﺛﺔ ان اﻟﻣﺷرع اﻻردﻧﻲ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻻﺣداث اﻻردﻧﻲ رﻗم) (32ﻟﺳﻧﺔ 2014ﻟم ﯾﻧص ﻋﻠﻰ
إﺟراءات اﺳﺗﺟواب اﻟﻣﺗﻬم اﻟﺣدث ،وﻛذﻟك ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﺷرع اﻟﻌراﻗﻲ ﻓﻠم ﯾﻧص ﻗﺎﻧون رﻋﺎﯾﺔ اﻻﺣداث اﻟﻌراﻗﻲ
رﻗم) (76ﻟﺳﻧﺔ 1983وﺗﻌدﯾﻼﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﺟراءات اﺳﺗﺟواب اﻟﻣﺗﻬم اﻟﺣدث اﻻ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ
ﺑﺎﻟﻘﯾﺎم ﺑﻪ ،ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن أن اﻻﺳﺗﺟواب ﯾﻌد ﻣن اﻫم اﺟراءات اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻓﻲ اﻟدﻋوى اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ،ﻻن اﻻﺳﺗﺟواب
ﯾرﺑط ﺑﯾن ﻛﺎﻓﺔ اﻟوﻗﺎﺋﻊ واﻟظروف اﻟﺗﻲ أدت اﻟﻰ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺎﻟﺟرﯾﻣﺔ ،ﻟﻠﺗوﺻل اﻟﻰ اﻟﻔﺎﻋل اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻟﯾس ﻓﻘط ﻣن
اﺟل اﯾﻘﺎع اﻟﺣﻌﻘﺎب ﻋﻠﯾﻪ واﻧﻣﺎ ﯾﻌﺗﺑر وﺳﯾﻠﺔ دﻓﺎع إذ ﯾﺣﺎط اﻟﻣﺷﺗﻛﻰ ﻋﻠﯾﻪ ﺑﻛﺎﻓﺔ اﻻﺗﻬﺎم اﻟﻣﻧﺳوﺑﺔ اﻟﯾﻪ واﻻدﻟﺔ
واﻟﻘراﺋن اﻟﻣﺛﺑﺗﺔ ﺿدﻩ ،ﻓﯾﺳﺎﻋدﻩ اﻻﺳﺗﺟواب اﻟﻰ أن ﯾظﻬر اﻟﻣﺷﺗﻛﻰ ﻋﻠﯾﻪ ﻣﺎ ﻟدﯾﻪ ﻣن اﯾﺿﺎﺣﺎت ﺗﺳﺎﻋد ﻓﻲ
اﻟﻛﺷف ﻋن اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ واظﻬﺎر ﺑراءﺗﻪ ،وﻋﻠﻰ ﻫذا ﯾﺗﺿﺢ ﺑﺄن اﻻﺳﺗﺟواب ذو طﺑﯾﻌﺔ ﻣزدوﺟﺔ أي ﻫو ﯾﻌد وﺳﯾﻠﺔ
ﺗﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﯾﺟرﯾﻪ اﻟﻣدﻋﻲ اﻟﻌﺎم او ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻟﻠوﺻول اﻟﻰ ادﻟﺔ اﺛﺑﺎت ،وﻫو ﻓﻲ اﻟوﻗت ذاﺗﻪ ﯾﻌد وﺳﯾﻠﺔ دﻓﺎع
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث
ﯾﻛون اﻟﻣﺗﻬم ﻫو اﻟﻣﺻدر اﻻول اﻟذي ﯾﻧطﻠق ﻣﻧﻪ ﻟﻣﻧﺎﻗﺷﺔ اﻟﻣﺗﻬم ﺗﻔﺻﯾﻠﯾﺎً ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺣﺎل اﻟﯾﻪ ﻣﻌﺗرﻓﺎً ﻓﻲ ﻣﺣﺿر
اﻟﺗﺣرﯾﺎت ،أو ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻌﺗرف ﺑﺎﻟﺗﻬﻣﺔ ﻋﻠﻰ أﺛر ﺳؤاﻟﻪ ﺷﻔوﯾﺎً ،وﻗد ﯾﻠﺟﺄ اﻟﻣﺣﻘق اﻟﻰ ﺗﺟﻣﯾﻊ اﻻدﻟﺔ ٕواﺟراء
اﻟﺗﺣرﯾﺎت وﺳؤال اﻟﺷﻬود وﻛﺎﻓﺔ إﺟراءات اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻﺧرى ،وذﻟك ﻻﺛﺑﺎت اﻟﺗﻬﻣﺔ ﻣن ﺧﺎرج إطﺎر اﻟﻣﺗﻬم ﺛم
ﯾﺳﺗﺟوﺑﻪ وﯾواﺟﻪ ﺑﺄﻗوال اﻟﺷﻬود واﻻدﻟﺔ") .(159وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺄن اﻻﺳﺗﺟواب ﯾﻘوم ﺑﺗواﻓر ﻋﻧﺻرﯾن ﻫﻣﺎ :اﻟﻌﻧﺻر اﻻول
ﻫو ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ اﻟﻣﺷﺗﻛﻰ ﻋﻠﯾﻪ ﺗﻔﺻﯾﻼ ﺑﺎﻟﺗﻬﻣﺔ اﻟﻣﻧﺳوﺑﺔ اﻟﯾﻪ ،واﻟﻌﻧﺻر اﻟﺛﺎﻧﻲ وﻫو ﻣواﺟﻬﺔ اﻟﻣﺗﻬم ﺑﺎﻻدﻟﺔ اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ
ﺿدﻩ).(160
أﻣﺎ اﻟﻣواﺟﻬﺔ ﻓﺗﻌرف ﻋﻠﻰ اﻧﻬﺎ" وﯾﻘﺻد ﺑﻬﺎ وﺿﻊ اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﻪ وﺟﻬﺎً ﻟوﺟﻪ أﻣﺎم اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﻪ آﺧر أو
ﺷﺎﻫد أو اﻛﺛر أو ﻣﻊ اﻟﻣدﻋﻲ اﻟﺷﺧﺻﻲ ،ﻛﻲ ﯾدﻟﻲ ﻛل ﻣﻧﻬم ﺑﺈﻓﺎدﺗﻪ ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ اﻵﺧر ،وﺗﻘﺗرن ﺑﻣﻧﺎﻗﺷﺔ
ﻣﻔﺻﻠﺔ ﻟﻠﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﻪ") .(161وﻓﻲ أﻏﻠب اﻻﺣﯾﺎن ﯾﻠﺟﺄ اﻟﻣدﻋﻲ اﻟﻌﺎم أو ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﻰ اﻟﻣواﺟﻬﺔ ﻋﻘب
اﺳﺗﺟواب اﻟﻣﺷﺗﻛﻰ ﻋﻠﯾﻪ وﺳﻣﺎع اﻟﺷﻬود ،ﺣﺗﻰ ﯾﺗﺿﺢ ﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﻛﺷف ﻋﻣﺎ ﯾﻛﺗﻧف اﻗوال اﻟطرﻓﯾن ﻣن
ﺗﻧﺎﻗض وﺗﺑﺎﯾن ،وﻋﻧدﻫﺎ ﯾطﻠب ﻣﻧﻬم اﻟﻣﺣﻘق ﺗﺄﻛﯾد اﻻﻗوال أو ﺗﻌدﯾﻠﻬﺎ ،وﯾدﻋو ﻛل واﺣد ﻣﻧﻬم اﻟﻰ ﺗﻔﻧﯾد أﻗول
اﻟطرف اﻻﺧر ﺣﺗﻰ ﯾؤﻛد اﻟوﻗﺎﺋﻊ اﻟﺻﺣﯾﺣﺔ ﻣن اﻗواﻟﻬم .وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺈن اﻟﻣواﺟﻬﺔ ﺗﻘوم ﻋﻠﻰ ﻋﻧﺻرﯾن اﻻول ﻫو
اﻟﻣﻘﺎﺑﻠﺔ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﯾﻘﺻد ﺑﻬﺎ اﻟﺟﻣﻊ ﺑﯾن اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﻪ واﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﻬم اﻻﺧرﯾن أو اﻟﺷﻬود ،واﻟﻌﻧﺻر
) (159اﻟزﻋﻧون ،ﺳﻠﯾم(2001)،اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ :اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺗﺣﻘﯾق اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ،اﻟﺟزء اﻻول ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟراﺑﻌﺔ ،دار ﻓﺎرس ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،ﻋﻣﺎن،
ص.196
) (160ﻧﻣور ،ﻣﺣﻣد ﺳﻌﯾد ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .362
) (161اﻟﺟوﺧدار ،ﺣﺳن ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .236
105
اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻫو اﻟﻣﻘﺎﺑﻠﺔ اﻟﻘوﻟﯾﺔ أي ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﻪ ﺑﺎﻻﻗوال واﻟﺷﺑﻬﺎت اﻟﺗﻲ أﺛﯾرت ﺿدﻩ ﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎﺑﻠﺔ
اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ،وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺄن اﻟﻣواﺟﻬﺔ ﻻ ﺗﻘوم اﻻ ﺑﺗواﻓر ﻫذﯾن اﻟﻌﻧﺻرﯾن واﻟﺗﻌﺎﺻر ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ﻓﻲ اﻟوﻗت ،وﻫذا ﯾﻌﻧﻲ
ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة ) (124ﻣن ﻗﺎﻧون اﺻول اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺎت اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﻌراﻗﻲ ﻋﻠﻰ اﻧﻪ" ﻟﻠﻣﺗﻬم اﻟﺣق ﻓﻲ ان ﯾﺑدي
اﻗواﻟﻪ ﻓﻲ اي وﻗت ﺑﻌد ﺳﻣﺎع اﻗوال اي ﺷﺎﻫد وان ﯾﻧﺎﻗﺷﻪ او ﯾطﻠب اﺳﺗدﻋﺎءﻩ ﻟﻬذا اﻟﻐرض" .واﻟﻣﻘﺻود ﻣن
اﻟﻧص اﻟﺳﺎﺑق اﻧﻪ ﻟﻠﻣﺗﻬم اﻟﺣق ﻓﻲ اﻟرد ﻋﻠﻰ اﻗوال اﻟﺷﻬود ﺑﻌد ﺳﻣﺎﻋﻬﺎ وان ﯾﻧﺎﻗش اﻟﻣﺗﻬم اﻟﺷﺎﻫد أو ﯾطﻠب
اﺳﺗدﻋﺎﺋﻪ ﺣﺗﻰ ﯾﻘوم ﺑﺎﻷدﻻء ﺑﺷﻬﺎدﺗﻪ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻣوﺿوع اﻟﺗﻬﻣﺔ اﻟﻣﻧﺳوﺑﺔ اﻟﯾﻪ.
ﯾﺗﺿﺢ ﻟﻠﺑﺎﺣﺛﺔ ﻣﻣﺎ ﺟﺎء ﯾﻌﺗﺑر اﻹﺳﺗﺟواب إﺟراءاً ﺧطﯾراً ﻣن اﻻﺟراءات اﻟﺗﺣﻘﯾﻘﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻬدف ﻓﻲ ﻧﻬﺎﯾﺗﻬﺎ
اﻟﻰ ﺟﻣﻊ اﻻدﻟﺔ ﻷداﻧﺔ اﻟﻣﺗﻬم او ﻷﺛﺑﺎت ﺑراﺋﺗﻪ ﻣن ﺧﻼل ﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻣﺗﻬم ﺑﺎﻟﺗﻬﻣﺔ اﻟﻣﺳﻧدة اﻟﯾﻪ وﻣﻧﺎﻗﺷﺗﻪ ﻟﻬﺎ،
ﻟﺗﻘدﯾم ﻣﺎ ﻟدﯾﻪ ﻣن ادﻟﺔ ﻟﻠدﻓﺎع ﻋن ﻧﻔﺳﻪ اﻧﻛﺎ ًار ﻟﻠﺗﻬﻣﺔ اﻟﻣوﺟﻪ اﻟﯾﻪ او إﻋﺗراﻓﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺳﻪ ﺑﺎﻧﻪ ﻗﺎم ﺑﺎرﺗﻛﺎب
اﻟﺟرﯾﻣﺔ .وﻫﻧﺎﻟك ﻓرق ﺑﯾن اﻻﺳﺗﺟواب اﻟذ ﻫو ﻣﺟﺎﺑﻬﺔ اﻟﻣﺗﻬم ﺑﺎﻻدﻟﺔ اﻟﻣﻧﺳوﺑﺔ اﻟﯾﻪ وﻣﻧﺎﻗﺷﺗﻪ ﻓﯾﻬﺎ ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ
ﺗﻔﺻﯾﻠﯾﺔ ،وﺑﯾن اﻟﻣواﺟﻬﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌد إﺟراء ﯾﺟﺎﺑﻪ ﻓﯾﻪ اﻟﻣﺷﺗﻛﻰ ﻋﻠﯾﻪ ﺑﺎﻟﻣﺷﺗﻛﻰ ﻋﻠﯾﻪ اﻵﺧر أو ﺷﺎﻫد آﺧر،
وﻣواﺟﻬﺗﻬم ﺑﺎﻻﻗوال اﻟﺗﻲ أﻗروﻫﺎ ﺑﺷﺄن اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻣرﺗﻛﺑﺔ أو اﻟظروف اﻟﺗﻲ أدت اﻟﻰ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺎﻟﺟرﯾﻣﺔ ،ﺣﺗﻰ
اﻟﻔرع اﻟراﺑﻊ
إﺟراءات اﻻﺳﺗﺟواب
أوﺿﺣت اﻟﻣﺎدة) (63ﻣن ﻗﺎﻧون اﺻول اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺎت اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻻردﻧﻲ اﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻼﺳﺗﺟواب ،ﺣﯾث
ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻔﻘرة اﻻوﻟﻰ ﻣﻧﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻧﻪ ﻋﻧد اﻣﺗﺛﺎل اﻟﻣﺷﺗﻛﻰ ﻋﻠﯾﻪ أﻣﺎ اﻟﻣدﻋﻲ اﻟﻌﺎم ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﻣدﻋﻲ اﻟﻌﺎم
اﻟﺗﺛﺑت ﻣن ﻫوﯾﺗﻪ وﯾﺗﻠو ﻋﻠﯾﻪ اﻟﺗﻬم اﻟﻣﻧﺳوﺑﺔ اﻟﯾﻪ ،وان ﯾطﻠب ﺟواب اﻟﻣﺗﻬم ﻋﻧﻬﺎ ،ﻋﻠﻰ ان ﯾﻘوم اﻟﻣدﻋﻲ اﻟﻌﺎم
ﺑﺗﻧﺑﯾﻪ اﻟﻣﺷﺗﻛﻰ ﻋﻠﯾﻪ ﺑﺣﻘﻪ ﻓﻲ ﻋدم اﻻﺟﺎﺑﺔ اﻻ ﺑﺣﺿور ﻣﺣﺎﻣﯾﻪ ،وأن ﯾﻘوم ﻛﺎﺗب اﻟﻣدﻋﻲ اﻟﻌﺎم ﺑﺗدوﯾن ﻣﺎ
أدﻻﻩ اﻟﻣﺷﺗﻛﻰ ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ ﻣﺣﺿر ﺧﺎص ﺛم ﯾﻘوم ﻛﺎﺗب اﻟﻣدﻋﻲ اﻟﻌﺎم ﺑﺗﻼوﺗﻪ ﻣرة اﺧرى ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷﺗﻛﻰ ﻋﻠﯾﻪ
ﺣﺗﻰ ﯾﻘوم ﺑﺎﻟﺗوﻗﯾﻊ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﻐﻣﺿﺎﺋﻪ او ﺑﺑﺻﻣﺗﻪ ،وﯾﺻدق ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻣدﻋﻲ اﻟﻌﺎم واﻟﻛﺎﺗب ،وﻓﻲ ﺣﺎل اﻣﺗﻧﺎع
اﻟﻣﺷﺗﻛﻰ ﻋﻠﯾﻪ ﻋن اﻟﺗوﻗﯾﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣﺿر ،ﯾﻘوم اﻟﻛﺎﺗب ﺑﺗدوﯾن ذﻟك اﻻﻣﺗﻧﺎع ﻣن طرف اﻟﻣﺷﺗﻛﻰ ﻋﻠﯾﻪ ﻣﻊ
ﻣن اﻟﻣﻣﻛن ان ﯾﻘوم اﻟﻣﺷﺗﻛﻰ ﻋﻠﯾﻪ ﺑﺈﻧﻛﺎر اﻟﺗﻬﻣﺔ اﻟﻣﻧﺳوﺑﺔ اﻟﯾﻪ ،وﻫﻧﺎ ﯾﺄﻣر اﻟﻣدﻋﻲ اﻟﻌﺎم ﺑﺗﺳﺟﯾل ﻫذا
اﻻﻧﻛﺎر ﻓﻲ اﻟﻣﺣﺿر اﻟﺧﺎص ﺑﺎﻟﺗﺣﻘﯾق ،وﺑﻌدﻫﺎ ﯾﻘوم اﻟﻣدﻋﻲ اﻟﻌﺎم ﺑﺳؤال اﻟﻣﺷﺗﻛﻰ ﻋﻠﯾﻪ أن ﻛﺎن ﯾﻣﺗﻠك ﺷﻬود
دﻓﺎع ،وﻓﻲ ﺣﺎل ﻛﺎن ﻟدى اﻟﻣﺷﺗﻛﻰ ﻋﻠﯾﻪ ﺷﻬود دﻓﺎع ﯾﺗم ﺗﺛﺑﯾت اﺳﻣﺎﺋﻬم ﻓﻲ اﻟﻣﺣﺿر ،وﯾﺄﻣر اﻟﻣدﻋﻲ اﻟﻌﺎم
ﺑﺈﺣﺿﺎرﻫم وﺳﻣﺎع اﻗواﻟﻬم ﻛﺷﻬود .وﺑﻌدﻫﺎ ﯾﻘوم اﻟﻣدﻋﻲ اﻟﻌﺎم ﺑﺈﺳﺗﺟواب اﻟﻣﺷﺗﻛﻰ ﻋﻠﯾﻪ وﯾطﻠﻌﻪ ﻋﻠﻰ اﻻدﻟﺔ
اﻟﻣﺗوﻓرة ﺿدﻩ ،وﯾﺳﺄﻟﻪ ان ﻛﺎن ﻟدﯾﻪ ﻣﺎ ﯾﻧﻔﻲ ﻫذﻩ اﻻدﻟﺔ او ﯾدﺣﺿﻬﺎ .أﻣﺎ اذا اﻋﺗرف اﻟﻣﺷﺗﻛﻰ ﻋﻠﯾﻪ ﺑﺎﻟﺗﻬﻣﺔ
اﻟﻣﻧﺳوﺑﺔ اﻟﯾﻪ ﻓﯾﺗم ﺗﺳﺟﯾل ذﻟك اﻻﻋﺗ ارف ﻓﻲ اﻟﻣﺣﺿر ﺑﻠﻐﺔ اﻗرب اﻟﻰ ﻟﻐﺗﺔ اﻟﻣﺷﺗﻛﻰ ﻋﻠﯾﻪ ،وﻣن ﺛم ﯾﺗم ﺳؤال
اﻟﻣﺷﺗﻛﻰ ﻋﻠﯾﻪ ﺑﻛﯾﻔﯾﺔ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺎﻟﺟرﯾﻣﺔ واﻟظروف واﻻﺳﺑﺎب اﻟﺗﻲ دﻓﻌت اﻟﻣﺷﺗﻛﻰ ﻋﻠﯾﻪ ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑذﻟك).(164
ﻓﻲ ﻣﺎ ﯾﺧص اﻻﺟراءات اﻟﻣﺗﺑﻌﺔ ﻓﻲ اﺳﺗﺟواب اﻟﻣﺗﻬم ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌراﻗﻲ ،ﻓﻘد اﻗر اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ
اﻟﻣﺎدة)/123أ( ﻋﻠﻰ اﻧﻪ" ﻋﻠﻰ ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق او اﻟﻣﺣﻘق ان ﯾﺳﺗﺟوب اﻟﻣﺗﻬم ﺧﻼل ارﺑﻊ وﻋﺷرﯾن ﺳﺎﻋﺔ ﻣن
ﺣﺿورﻩ ﺑﻌد اﻟﺗﺛﺑت ﻣن ﺷﺧﺻﯾﺗﻪ واﺣﺎطﺗﻪ ﻋﻠﻣﺎ ﺑﺎﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻣﻧﺳوﺑﺔ اﻟﯾﻪ .وﯾدون اﻗواﻟﻪ ﺑﺷﺎﻧﻬﺎ ﻣﻊ ﺑﯾﺎن ﻣﺎ ﻟدﯾﻪ
ﻣن ادﻟﺔ ﻟﻧﻔﯾﻬﺎ ﻋﻧﻪ وﻟﻪ ان ﯾﻌﯾد اﺳﺗﺟواب اﻟﻣﺗﻬم ﻓﯾﻣﺎ ﯾراﻩ ﻻزﻣﺎ ﻻﺳﺗﺟﻼء اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ" .وﯾﺗﺿﺢ ﻣﻣﺎ اﺟﺎء أﻧﻪ
ﯾﺟب ﻋﻠﻰ ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻋﻧد اﺣﺿﺎر اﻟﻣﺗﻬم اﻣﺎﻣﻪ ان ﯾﻘوم ﺑﺎﻟﺗﺛﺑﯾت ﻣن ﺷﺧﺻﯾﺗﻪ ،ﺛم اﺣﺎطﺗﻪ ﺑﺎﻟﺟرﯾﻣﺔ
اﻟﻣﻧﺳوﺑﺔ اﻟﯾﺔ وﺗدون أﻗوال اﻟﻣﺗﻬم ﺣول اﻟﻔﻌل اﻟﺟرﻣﻲ اﻟﻣﻧﺳوب اﻟﯾﻪ ،ﻓﺈذا اﻧﻛر اﻟﻣﺗﻬم ﯾﻌﻣد اﻟﻰ اﺳﺗﺟواﺑﻪ
وﯾواﺟﻪ ﺑﺎﻷدﻟﺔ اﻟﺗﻲ ظﻬرت ﺿدﻩ ،وﯾﺳﺎل ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق او اﻟﻣﺣﻘق اﻟﻣﺗﻬم أذا ﻛﺎن ﻟدﯾﻪ ﻣﺎ ﯾﻔﻧد ﻫذﻩ اﻻﻗوال
اﻟﻣﻧﺳوﺑﺔ اﻟﯾﻪ ،ﻛﺄن ﯾﻛون ﻟدﯾﻪ ﺷﻬود دﻓﺎع او ﻣﺳﺗﻧدات ﻷﺛﺑﺎت ﺑراءﺗﻪ .اﻣﺎ اذا اﻋﺗرف اﻟﻣﺗﻬم ﻓﻣن اﻟﻣﻣﻛن
ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة) (126ﻣن ﻗﺎﻧون اﺻول اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺎت اﻟﻌراﻗﻲ ﻋﻠﻰ اﻧﻪ" أ-ﻻ ﯾﺣﻠف اﻟﻣﺗﻬم اﻟﯾﻣﯾن اﻻ اذا
ﻛﺎن ﻓﻲ ﻣﻘﺎم اﻟﺷﻬﺎدة ﻋﻠﻰ ﻏﯾرﻩ ﻣن اﻟﻣﺗﻬﻣﯾن .ب– ﻻ ﯾﺟﺑر اﻟﻣﺗﻬم ﻋﻠﻰ اﻻﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺋﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﺗوﺟﻪ
اﻟﯾﻪ" .وﻋﻠﯾﻪ ﻓﻼ ﯾﺟوز ارﻏﺎم اﻟﻣﺷﺗﻛﻰ ﻋﻠﯾﻪ ﻋﻠﻰ اﻻﺟﺎﺑﺔ ﻋن اﻻﺳﺋﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﺗوﺟﻪ اﻟﯾﻪ وذﻟك اﺣﺗراﻣﺎً ﻟﺣرﯾ ﺔ
اﻟﻣﺗﻬم ﻓﻲ اﻻﻣﺗﻧﺎع ﻋن اﻻﺟﺎﺑﺔ ،ﻋﻠﻰ ان ﯾﻘوم ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق او اﻟﻣﺣﻘق ﺑﺗدوﯾن ذﻟك ﻓﻲ اﻟﻣﺣﺿر اﻟﺧﺎص.
وأوﺿﺣت اﻟﻣﺎدة)/128أ( ﻣن ذات اﻟﻘﺎﻧون اﻻﺟراءات اﻟﺗﻲ أﻗرﻫﺎ اﻟﻣﺷرع اﻟﻌراﻗﻲ ﻓﻲ ﺣﺎل اﺳﺗﺟواب اﻟﻣﺗﻬم
ﺳوًاء ﻛﺎن ﺑﺎﻟﻎ أم ﺣدث ﺣﯾث ﻧص ﻋﻠﻰ اﻧﻪ" أ– ﺗدون ﻓﻲ اﻟﻣﺣﺿر اﻗوال اﻟﻣﺗﻬم ﻣن ﻗﺑل اﻟﻘﺎﺿﻲ او اﻟﻣﺣﻘق
وﯾوﻗﻌﻬﺎ اﻟﻣﺗﻬم واﻟﻘﺎﺿﻲ او اﻟﻣﺣﻘق واذا اﻣﺗﻧﻊ اﻟﻣﺗﻬم ﻋن اﻟﺗوﻗﯾﻊ ﻓﯾﺛﺑت ذﻟك ﻓﻲ اﻟﻣﺣﺿر".
ﯾﺗﺿﺢ ﻟﻠﺑﺎﺣﺛﺔ ﻣﻣﺎ ﺳﺑق أن اﻟﻣﺷرع اﻻردﻧﻲ واﻟﻣﺷرع اﻟﻌراﻗﻲ ﻟم ﯾﻧص ﻛل ﻣﻧﻬﻣﺎ ﻋﻠﻰ طرﯾﻘﺔ ﻣﺣددة
ﺗﺣدﯾد اﺟراءات اﻹﺳﺗﺟواب ﻣﺗروك ﻟﺣﺳن ﺗﻌﺎﻣل ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق وﺗﻘدﯾرﻩ ،ﺣﯾث ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻣدﻋﻲ اﻟﻌﺎم ان ﯾﻘوم
ﺑﺈﺳﺗﺟواب اﻟﻣﺷﺗﻛﻰ ﻋﻠﯾﻪ ﺑﻌد ﺳﻣﺎع اﻟﺷﻬود أو اﺟراء اﻟﻣﻌﺎﯾﻧﺔ واﻟﺗﻔﺗﯾش ،ﻓﻲ ﺣﺎل اذا وﺟد ان ﻣﺛل ﻫذا
اﻻﺟراء ﯾﺳﺎﻋد ﻟﻠوﺻول ﻟﻠﺣﻘﯾﻘﺔ ﻓﻬو ﻣﺗروك ﻟﺗﻘدﯾر اﻟﻠﻣدﻋﻲ اﻟﻌﺎم او ﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق ،وﻋﻠﻰ اﻟﻣدﻋﻲ اﻟﻌﺎم ان
ﯾﺗﺑﻊ ﺧطﺔ ﻓﻲ اﻻﺳﺗﺟواب ﻓﻼ ﯾﻘوم ﺑطرح اﻻﺳﺋﻠﺔ ﻣرة واﺣدة ﺑل ﯾﺟب ﻋﻠﯾﻪ ﺗرﺗﯾب اﻻﺳﺋﻠﺔ وﻓﻘﺎً ﻟﺗﺳﻠﺳل ﻣﻌﯾن،
ﻗد ﯾﻘوم ﺑﺎﻟﺗدرج ﺑﺎﻻﺳﺋﻠﺔ وﻓﻘﺎً ﻟﻠظروف اﻟﻣﺣﯾطﺔ ﺑﺎﻟﺟرﯾﻣﺔ ،وان ﺗﻛون اﻻﺳﺋﻠﺔ ﺑﻌﺑﺎرات واﺿﺣﺔ ﺣﺗﻰ ﯾﺳﺗطﯾﻊ
اﻟﻔرع اﻟﺧﺎﻣس
ﺿﻣﺎﻧﺎت اﻻﺳﺗﺟواب
ﻧظراً ﻻﻫﻣﯾﺔ اﺟراء اﻻﺳﺗﺟواب ﻓﻘد أوﺟﺑت ﻣﻌظم اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت
ﻟﻠﻣﺗﻬم اﻟﺣدث أو اﻟﺑﺎﻟﻎ اﻟﺗﻲ ﺗﻛون ﻣن ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻬم أو اﻟﻣﺷﺗﻛﻰ ﻋﻠﯾﻪ ،ﻓﻘد أﻗر ﻛل ﻣن اﻟﻣﺷرع اﻻردﻧﻲ
واﻟﻌراﻗﻲ ﻋﻠﻰ ﺑﻌض اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ اﻻﺳﺗﺟواب واﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﺛل ﺑوﺟود ﺳﻠطﺔ ﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﺈﺳﺗﺟواب اﻟﻣﺷﺗﻛﻰ
ﻋﻠﯾﻪ ﻹﺣﺎطﺗﻪ ﺑﺎﻟﺗﻬم اﻟﻣﻧﺳوﺑﺔ اﻟﯾﻪ ،ودﻋوة وﻛﯾل اﻟﻣﺗﻬم ﻟﺣﺿور اﻻﺳﺗﺟواب ،وﺣق اﻟﻣﺗﻬم ووﻛﯾﻠﻪ ﻓﻲ اﻻطﻼع
109
ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻗﺑل اﻻﺳﺗﺟواب ،وﺣرﯾﺔ اﻟﻣﺗﻬم ﻓﻲ اﻟﻛﻼم ﺑﺈﻋﺗراﻓﻪ او اﻧﻛﺎرﻩ ﻟﻠﺗﻬم اﻟﻣﻧﺳوﺑﺔ اﻟﯾﻪ ،وﻋدم اﻛراﻩ
اﻟﻣﺷﺗﻛﻰ ﻋﻠﯾﻪ وﺳرﻋﺔ اﻻﺳﺗﺟواب اﻟﺗﻲ ﺣددﻫﺎ اﻟﻣﺷرع ﺑﻣدة زﻣﻧﯾﺔ .
ﻓﻲ ﻣﺎ ﯾﺧص اﻟﻣﺷرع اﻻردﻧﻲ ﻓﻘد ﺣدد اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﺎﻻﺳﺗﺟواب وﻫﻲ اﻟﻣدﻋﻲ اﻟﻌﺎم ﻋﻠﻰ اﻧﻪ ﯾﺣق
ﻓﯾﻪ اﺗﻬﺎم ﻟﻠﻣﺷﺗﻛﻰ ﻋﻠﯾﻪ وﻟﻬذا ﯾﺟب ان ﯾﺻدر ﻋن ﺟﻬﺔ ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ ﻓﻘط) .(166وأوﺟب ﻗﺎﻧون اﻻﺣداث اﻻردﻧﻲ
رﻗم) (32ﻟﺳﻧﺔ 2014ﻋﻠﻰ ﻣﺣﺎﻣﻲ اﻟﻣﺗﻬم اﻟﺣدث ﺣﺿور ﺟﻠﺳﺎت اﻟﺗﺣﻘﯾق واﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ وذﻟك ﻟﻠدﻓﺎع ﻋن
اﻟﺣدث) .(167وأﻗر اﻟﻘﺎﻧون ﻛذﻟك ﻋﻠﻰ ﻣراﻗب اﻟﺳﻠوك اﻟﻣﺗﺧﺻص ﻣﻛﺎﻧﯾﺎً واﻟﻣﻌﺗﻣد ﻟدى ﺷرطﺔ اﻻﺣداث ﺣﺿور
ﺟﻣﯾﻊ ﻣراﺣل اﻟﺗﺣﻘﯾق واﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ) ،(168وﺟﻣﯾﻊ ﻫذﻩ اﻟﻣواد ﺗدل ﻋﻠﻰ اﻫﻣﯾﺔ ﻣرﺣﻠﺔ اﺳﺗﺟواب ﻟﻠﻣﺷﺗﻛﻰ ﻋﻠﯾﻪ
ﻫذا ﻣﺎ اﺧذ ﺑﻪ اﻟﻣﺷرع اﻟﻌراﻗﻲ ﺣﯾث اورد ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﺻول اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺎت اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﻌراﻗﻲ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن
اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت ﻋﻧد اﺳﺗﺟواب اﻟﻣﺷﺗﻛﻰ ﻋﻠﯾﻪ ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻰ ﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻﻟﺗزام ﺑﻬﺎ ،ﺣﯾث ﺗﻧص
اﻟﻣﺎدة)/123ب/ﺛﺎﻧﯾﺎً ( اﻟﻣﻌدﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻧﻪ" ب -ﻗﺑل اﺟراء اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣﻊ اﻟﻣﺗﻬم ﯾﺟب ﻋﻠﻰ ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻋﻼم
ﺛﺎﻧﯾﺎ -ان ﻟﻪ اﻟﺣق ﻓﻲ ان ﯾﺗم ﺗﻣﺛﯾﻠﻪ ﻣن ﻗﺑل ﻣﺣﺎﻣﻲ ،وان ﻟم ﺗﻛن ﻟﻪ اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ ﺗوﻛﯾل
اﻟﻣﺗﻬم ﻣﺎ ﯾﻠﻲً :
ﻣﺣﺎﻣﻲ ﺗﻘوم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﺑﺗﻌﯾﯾن ﻣﺣﺎﻣﻲ ﻣﻧﺗدب ﻟﻪ ،دون ﺗﺣﻣﯾل اﻟﻣﺗﻬم اﺗﻌﺎﺑﻪ" .وﻋﻠﯾﻪ أﻧﻪ ﯾﺟب ﻋﻠﻰ ﻗﺎﺿﻲ
اﻟﺗﺣﻘﯾق ﺣﺳم ﻣوﺿوع رﻏﺑﺔ اﻟﻣﺗﻬم ﻓﻲ ﺗوﻛﯾل ﻣﺣﺎﻣﻲ ،أي وﺟوب ان ﯾﻛون ﻣﺣﺎﻣﻲ اﻟدﻓﺎع ﺣﺎﺿر ﻓﻲ
اﻻﺳﺗﺟواب ،وان ﻻ ﯾﺑﺎﺷر ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻﺳﺗﺟواب اﻻ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻧﺗدب ﻣﺣﺎﻣﻲ ﻟﻠﻣﺷﺗﻛﻰ ﻋﻠﯾﻪ .وﻻ ﯾﺟوز
ارﻏﺎم اﻟﻣﺗﻬم ﻋﻠﻰ اﻻﺟﺎﺑﺔ ﻋن اﻻﺳﺋﻠﺔ ،وﻻ ﯾﺟوز اﺳﺗﻌﻣﺎل اي وﺳﯾﻠﺔ ﻏﯾر ﻣﺷروﻋﺔ ﻟﻠﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﯾﻪ واﻻﻋﺗراف
ﺑﺎﻟﻔﻌل اﻟﻣﻧﺳب اﻟﯾﻪ ،وﻻ ﯾﺣﻠف ااﻟﻣﺷﺗﻛﻰ ﻋﻠﯾﻪ اﻟﯾﻣن اﻻ اذا ﻛﺎن ﻓﻲ ﻣﻘﺎم ﺷﺎﻫد ﻋﻠﻰ ﻏﯾرﻩ) ،(169وﯾﻣﻛن
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﺗوﻗﯾف اﻟﺣدث
ﻗد ﺗﺗطﻠب اﻻﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﺣﯾﺎﻧﺎً ﺗوﻗﯾف اﻟﺣدث اﻟﻣﺷﺗﻛﻰ ﻋﻠﯾﻪ ،وﺳواءاً ﻛﺎن ذﻟك ﻣن اﺟل اﻛﻣﺎل
اﺟراءات اﻟﺗﺣﻘﯾق او ﻟﺿﻣﺎن ﻋدم ﻫروب اﻟﺣدث ،او ﺣﻣﺎﯾﺔً ﻟﻪ ﻣن ﻣﺗﺎﺑﻌﺔ ﺳﻠوﻛﻪ اﻟﻣﺣرف ،أو ﺗﻌرﺿﻪ
ﻟﻠﻺﻧﺗﻘﺎم ﻣن ﻗﺑل اﻟﻣﺗﺿررﯾن ﻣن اﻟﻔﻌل اﻟﺟرﻣﻲ .وﻋﻠﯾﻪ ﺳﯾﺗم ﺗﻧﺎول ﺗﻌرﯾف اﻟﺗوﻗﯾف ﻓﻲ اﻟﻔرع اﻻول ،وﺣﺎﻻت
) (169اﻧظر اﻟﻣﺎدة) 126و (127ﻣن ﻗﺎﻧون اﺻول اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺎت اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﻌراﻗﻲ.
) (170اﻧظر اﻟﻣﺎدة) (27ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺣﺎﻣﺎة اﻟﻌراﻗﻲ رﻗم) (173ﻟﺳﻧﺔ 1965اﻟﻣﻌدل ،اﻟﻣﻧﺷور ﻓﻲ اﻟوﻗﺎﺋﻊ اﻟﻌراﻗﯾﺔ رﻗم) ،(1213ﺗﺎرﯾﺦ.1965/12/22 :
111
اﻟﻔرع اﻻول
ﺗﻌرﯾف اﻟﺗوﻗﯾف
ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟﺗوﻗﯾف ﻫو ":ﺳﻠب ﺣرﯾﺔ اﻟﻣﺗﻬم ﻣدة ﻣن اﻟزﻣن ﺗﺣددﻫﺎ ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﺗﺣﻘﯾق وﻣﺻﻠﺣﺗﻪ وﻓق ﺿواﺑط
ﻗررﻫﺎ اﻟﻘﺎﻧون") .(171وﺗﺑرر إﺟراءات اﻟﺗوﻗﯾف ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق واﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﻣن اﺟل اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﯾﻬﺎ
إداﻧﺔ).(172
ﯾﺗم ﺗﻘﯾد ﺣرﯾﺔ اﻟﻣﺷﺗﻛﻰ ﻋﻠﯾﻪ ﺑﺎﻟﺗوﻗﯾف وﻗﺑل ﺛﺑوت ِ
ﯾﻌﺗﺑر اﺟراء اﻟﺗوﻗﯾف ﻣن اﻻﺟراءات اﻻﻛﺛر ﺧطورة وذﻟك ﻻن ﯾﻣس ﺑﺎﻟﺣرﯾﺔ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ واﻟذي ﯾﻌﺗﺑر ﻣن
اﻟﺣﻘوق اﻟﻣﺻﺎﻧﺔ ﻟﻠﻣواطﻧﯾن ،واﻟﺧطورة ﺗزداد أذا ﻛﺎن اﻟﻣﺷﺗﻛﻰ ﻋﻠﯾﻪ ﺣدﺛﺎً ،ﻓﺄﻧﻪ ﯾﺣد ﻣن ﺣرﯾﺗﻪ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ
ﺑﺎﻻﺿﺎﻓﺔ اﻟﻰ ﺣرﻣﺎﻧﻪ ﻣن اﻟﺣﻧﺎن اﻻﺑوي ،وﻋزﻟﻪ ﻋن ﺑﯾﺗﻪ وﺑﯾﺋﺗﻪ اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ،وﻫذا اﻻﺟراء ﻗد ﯾﺳﺑب ﻟﻪ ﺻدﻣﺎت
ﻧﻔﺳﯾﺔ ﻗد ﺗﺳﺗﻣر ﻣﻌﻪ ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ ﻣراﺣل اﻟﺗﻘﺎﺿﻲ) .(173ﻓﺎﻟﻔرد ﻟﻪ اﻟﺣق اﻟﺣرﯾﺔ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ،وﻟﻛن ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻬدد
ﻫذﻩ اﻟﺣرﯾﺔ أﻣن اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ واﻟﺑﻠد ﻓﻬﻧﺎ ﺗﺗدﺧل اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ ﻣن اﺟل اﻟﺣد ﻣن ذﻟك اﻟﺗﺟواز واﻟﺗﻬدﯾد
ﯾﺗﺿﺢ ﻟﻠﺑﺎﺣﺛﺔ ﻣﻣﺎ ﺳﺑق أن إﺟراء ﺗوﻗﯾف اﻟﻣﺗﻬم ﻻ ﯾﻘل اﻫﻣﯾﺔ ﻋن اﺟراءات اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻﺧرى ،ﺑل ﻫو
ﯾﻣﺛل أﺧطرﻫﺎ ﻟﻣﺎ ﯾﻧطوي ﻋﻠﯾﻪ ﻣن ﺗﻘﯾد ﻟﺣرﯾﺔ اﻟﺻﻐﯾر اﻟﺣدث وﺣرﻣﺎﻧﻪ ﻣن واﻟدﯾﻪ وﻣﺳﺎس ﺑﺣﻘوﻗﻬن واﯾﺿﺎ
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﻟﻘد اورد اﻟﻣﺷرع اﻻردﻧﻲ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻻﺣداث اﻻردﻧﻲ رﻗم) (32ﻟﺳﻧﺔ 2014اﺣﻛﺎﻣﺎً ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺷﺄن
ﺗوﻗﯾف اﻻﺣداث ،ﺣﯾث ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة) (8ﻣن ﻗﺎﻧون اﻻﺣداث اﻻردﻧﻲ" ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣﻣﺎ ورد ﻓﻲ أي ﺗﺷرﯾﻊ
آﺧر ،ﻻ ﯾﺟوز ﺗوﻗﯾف اﻟﺣدث أو وﺿﻌﻪ ﻓﻲ أي ﻣن دور ﺗرﺑﯾﺔ اﻷﺣداث أو ﺗﺄﻫﯾل اﻷﺣداث أو رﻋﺎﯾﺔ اﻷﺣداث
اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون إﻻ ﺑﻣوﺟب ﻗرار ﻣن اﻟﺟﻬﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ" .ﺣﯾث ﺗوﺟب ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة أن
أو )(175
ﯾﻛون ﻗرار اﻟﺗوﻗﯾف ﺻﺎد ًار ﻋن ﺟﻬﺔ ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ واﻟﻣﻘﺻود ﺑﺎﻟﺟﻬﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻫﻲ اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ
اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﻣﺧﺗص ،وذﻟك ﻻن اﺟراء اﻟﺗوﻗﯾف ﻣن اﻻﺟراءات اﻟﻣﺎﺳﺔ ﺑﺣرﯾﺔ اﻟﺣدث وﺣﻘوﻗﻪ .وﺣددت اﻟﻣﺎدة)(9
ﻣن ذات اﻟﻘﺎﻧون أﻧﻪ ﯾﺗم ﺗوﻗﯾف اﻟﺣدث اﻟﺣﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﯾﺳﺗﻧدل اﻟﯾﻪ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺟﻧﺣﺔ أو ﺟﻧﺎﯾﺔ ،وﯾﻔﻬم ﻣن ﻗﺻد
اﻟﻣﺷرع ﻫو ﻋدم ﺟواز ﺗوﻗﯾف اﻟﺣد اﻻ ﻓﻲ ﻫﺎﺗﯾن اﻟﺣﺎﻟﺗﯾن ،أﻣﺎ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت ﻓﻼ ﯾﺟوز ﺗوﻗﯾف اﻟﺣدث ﻓﯾﻬﺎ وذﻟك
ﻧظراً ﻟﺑﺳﺎطﺔ اﻟﻔﻌل ،وﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن ذﻟك ﻓﻘد أوﺿﺣت اﻟﻔﻘرة اﻻوﻟﻰ واﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣن ذات اﻟﻣﺎدة أﻧﻪ ﯾﻣﻛن إﺧﻼء
ﺳﺑﯾل اﻟﺣدث اﻟﻣوﻗوف ﻓﻲ اﻟﺟﻧﺣﺔ ﻣﻘﺎﺑل ﺳﻧد ﻛﻔﺎﻟﺔ ﻣﺎﻟﯾﺔ أو ﺳﻧد ﺗﻌﻬد ﺷﺧﺻﻲ أو ﺗﺄﻣﯾن ﻧﻘدي ﯾﺿﻣن ﺑﻪ
ﺣﺿور اﻟﺣدث ﻣراﺣل اﻟﺗﺣﻘﯾق واﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ ،اﻻ ﻓﻲ ﺣﺎل اذا ﻛﺎﻧت ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﺣدث ﺗﻘﺗﺿﻲ اﻟﺗﺣﻔظ ﻋﻠﯾﻪ
واﻻﺳﺗﻣرار ﺑﺗوﻗﯾﻔﻪ اﻟﻰ اﻧﺗﻬﺎء اﺟراءات اﻟﺗﺣﻘﯾق ،أﻣﺎ ﻓﻲ ﺣﺎل ﻗﯾﺎم اﻟﺣدث ﺑﺟرﯾﻣﺔ ﻓﻠﻠﻣدﻋﻲ اﻟﻌﺎم أو اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ
إﺧﻼء ﺳﺑﯾل اﻟﺣدث اﻟﻣوﻗوف ﻣﻘﺎﺑل ﺳﻧد ﻛﻔﺎﻟﺔ ﻋدﻟﯾﺔ أو ﻣﺎﻟﯾﺔ ﯾﺿﻣن ﺣﺿور اﻟﺣدث ﻣراﺣل اﻟﺗﺣﻘﯾق
واﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ ﻫذا ﻓﻲ ﻣﺎ ﯾﺧص اﻟﺣﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﯾﺟوز ﻓﯾﻬﺎ ﺗوﻗﯾف اﻟﺣدث أو ﻋدم ﺟواز ﺗوﻗﯾﻔﻪ) .(176وﻣن اﻟﺣﺎﻻت
اﻟﺗﻲ ﻻ ﯾﺟوز ﻓﯾﻬﺎ ﺗوﻗﯾف اﻟﺣدث واﻟﺗﻲ ﻧص ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻣﺷرع اﻻردﻧﻲ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻻﺣداث اﻻردﻧﻲ وﻫﻲ ﻓﻲ أﺛﻧﺎء
ﻗﯾﺎم ﺷرطﺔ اﻻﺣداث ﺑﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻧزاﻋﺎت ﻓﻲ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت واﻟﺟﻧﺢ اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗزﯾد ﻋﻘوﺑﺗﻬﺎ ﻋن ﺳﻧﺗﯾن وﻫو ﻣﺎ ﺗم ذﻛرﻩ
ﺳﺎﻟﻔﺎً ،ﺣﯾث ﻣﻧﻊ اﻟﻣﺷرع ﺷرطﺔ اﻻﺣداث ﻓﻲ أﺛﻧﺎء اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻧزاع ﻣن ﺗوﻗﯾف اﻟﺣدث).(177
أﻣﺎ ﻓﻲ ﻣﺎ ﯾﺧص اﻟﻣﺷرع اﻟﻌراﻗﻲ ﻓﻘد ﺣدد ﻗﺎﻧون رﻋﺎﯾﺔ اﻻﺣداث اﻟﻌراﻗﻲ رﻗم) (76ﻟﺳﻧﺔ 1983اﻟﺣﺎﻻت
اﻟﺗﻲ ﯾﺣﺿر ﻓﯾﻬﺎ ﺗوﻗﯾف اﻟﺣدث واﻟﺣﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﯾﺟوز ﻓﯾﻬﺎ ﺗوﻗﯾف اﻟﺣدث ،ﻓﻘد ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة) (52ﻋﻠﻰ اﻧﻪ":
أوﻻ– ﻻ ﯾوﻗف اﻟﺣدث ﻓﻲ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت وﯾﺟوز ﺗوﻗﯾﻔﻪ ﻓﻲ اﻟﺟﻧﺢ واﻟﺟﻧﺎﯾﺎت ﻟﻐرض ﻓﺣﺻﻪ ودراﺳﺔ ﺷﺧﺻﯾﺗﻪ أو
ﻋﻧد ﺗﻌذر وﺟود ﻛﻔﯾل ﻟﻪ .ﺛﺎﻧﯾﺎ– ﯾوﻗف اﻟﺣدث اﻟﻣﺗﻬم ﺑﺟﻧﺎﯾﺔ ﻋﻘوﺑﺗﻬﺎ اﻻﻋدام اذا ﻛﺎن ﻋﻣرﻩ ﻗد ﺗﺟﺎوز اﻟراﺑﻌﺔ
ﻋﺷرة" .وﯾﺗﺿﺢ ﻟﻠﺑﺎﺣﺛﺔ ﻣن ﻧص اﻟﻣﺎدة اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ أن اﻟﻣﺷرع ﻗد أﺟﺎز ﺗوﻗﯾف اﻟﺣدث ﻓﻲ اﻟﺟﻧﺢ واﻟﺟﻧﺎﯾﺎت ﻣن
اﺟل اﻋﺎدة اﺻﻼﺣﻪ ودراﺳﺔ ﺳﺧﺻﯾﺗﻪ واﻻوﺿﺎع اﻟﺗﻲ دﻓﻌت ﺑﻪ ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑﺎﻻﻓﻌﺎل اﻟﺟرﻣﯾﺔ وظروف اﻟﺑﯾﺋﺔ
اﻟﻣﺣﯾطﺔ ﺑﻪ ،واﯾﺿﺎ اﺟﺎز ﺗوﻗﯾف اﻟﺣدث ﻓﻲ ﺣﺎل اذا ﻟم ﯾﻛن ﻟﻪ ﻛﻔﯾل ﯾﻛﻔل ﺧروﺟﻪ ﻣن اﻟﺗوﻗﯾف ،وﺣددث
ذات اﻟﻔﻘرة اﻧﻪ ﻻ ﯾﺟوز ﺗوﻗﯾف اﻟﺣدث ﻓﻲ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت .أﻣﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻓﻘد أوﺟﺑت ﺗوﻗﯾف اﻟﺣدث
اﻟﺣﺎﻟﺔ إذا اﺗم اﻟﺣدث اﻟراﺑﻌﺔ ﻋﺷر ﻣن ﻋﻣرﻩ .واﻟﺳؤال اﻟذ ﯾﺛﺎر ﻓﻲ ﻣﺎ ﯾﺧص ﻫذﻩ اﻟﻣﺳﺄل ،ﻫل ﯾﻌﺗﺑر اﯾﻘﺎف
اﻟﺣدث ﺟوازﯾﺎ ام وﺟوﺑﯾﺎ ﻓﻲ ﺣﺎل اذا ارﺗﻛب اﻟﺣدث ﺟﻧﺎﯾﺔ ﻋﻘوﺑﻬﺎ اﻻﻋدام ﻗﺑل ان ﯾﺑﻠﻎ اﻟراﺑﻌﺔ ﻋﺷر ﻣن
ﻋﻣرﻩ؟
أن اﻟﻬدف ﻣن ﺗﻔﺳر اﻟﻣﺎدة) (52ﻣن ﻗﺎﻧون رﻋﺎﯾﺔ اﻻﺣداث اﻟﻌراﻗﻲ رﻗم) (76ﻟﺳﻧﺔ ،1983ﻫو اﻟﻛﺷف
ﻋن ﻗﺻد اﻟﻣﺷرع اﻟذي ﯾﻬدف اﻟﻰ ﺗوﺿﯾﺢ ﻣﻌﻧﺎﻩ اﻻﺳﺎﺳﻲ وﻏﯾر اﻟﻣﺗﻧﺎﻗض ﻣﻊ ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﺣدث أو اﻟﺣق
اﻟﻣراد اﻟدﻓﺎع ﻋﻧﻪ ،وﻟﯾس ﻣﺗﻧﺎﻗﺿﺎً ﻣﻊ اﻻﻧظﻣﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣﻌﻣول ﺑﻬﺎ) .(178وﯾﺗﺿﺢ ﻣن ذﻟك ان ﻗﺻد اﻟﻣﺷرع
اﺗﺟﻪ اﻟﻰ ان ﺗوﻗﯾف اﻟﺣدث اﻟذي ارﺗﻛﺑﺔ ﺟﻧﺎﯾﺔ ﻋﻘوﺑﺗﻬﺎ اﻻﻋدام وﻟم ﯾﺑﻠﻎ اﻟراﺑﻌﺔ ﻋﺷرة ﻣن ﻋﻣرﻩ ﻫو أﻣر
ﺟوازي ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﺄﺻدار أﻣر اﻟﺗوﻗﯾف .وﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن ان اﻟﺣدث اﻟﻣﺷﺗﻛﻰ ﻋﻠﯾﻪ ﻗد ﺑﻠﻎ ﺳن
اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ )اﻟﻣﻧﺎط ﺑﺗﺳﻊ ﺳﻧوات ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌراﻗﻲ( اﻻ اﻧﻪ ﯾﻌﺗﺑر ﺗوﻗﯾف اﻟﺣدث اﻟذي ﯾﻘوم ﺑﺎرﺗﻛﺎب
ﺟﻧﺎﯾﺔ ﻋﻘوﺑﺗﻬﺎ اﻻﻋدام اذا ﻟو ﯾﺗم اﻟراﺑﻌﺔ ﻋﺷر ﻣن ﻋﻣرﻩ أﻣ ًار ﺟوازﯾﺎً .وﯾﺗﺿﺢ ﻣن ﻫذﻩ اﻟﻔﻘرة ان اﻟﻣﺷرع
اﻟﻌراﻗﻲ وﺿﻊ ﺳن ﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺣدث ﻋﻧد أرﺗﻛﺎﺑﻪ اﻟﺟﻧﺎﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻛون ﻋﻘوﺑﺗﻬﺎ اﻻﻋدام.
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث
ﻓرﺿﺗﻪ ﺧﺻوﺻﯾﺔ اﻟﺣدث ،ﻓﯾﻌﺗﺑر ذﻟك ﺿﻣﺎﻧﺔ أﻛﯾدة ﻟﻣراﻋﺎة ﺧﺻوﺻﯾﺔ اﻟﺣدث وﻣﻧﻌﻪ ﻣن اﻻﺧﺗﻼط
ﺑﺎﻟﻣﺟرﻣﯾن اﻟﺑﺎﻟﻐﯾن.
ﻟﻘد ﻓرق اﻟﻣﺷرع اﻻردﻧﻲ ﺑﯾن أﻣﺎﻛن ﺗوﻗﯾف اﻟﺣدث وأﻣﺎﻛن ﺗﻧﻔﯾذ اﻻﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﺻﺎدرة ﺑﺣق اﻟﺣدث
اﻟﻣﺗﻬم ،ﺣﯾث ﻋرف اﻟﻣﺷرع اﻟدار اﻟﻣﺧﺻﺻﺔ ﻟﺗوﻗﯾف اﻻﺣداث ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة) (2ﻣن ﻗﺎﻧون اﻻﺣداث اﻻردﻧﻲ
اﻟﻘﺎﻧون" .ﺣﯾث اوﺟب اﻟﻣﺷرع ﻋﻠﻰ ان ﯾﺗم ﻋزل اﻟﻣوﻗوﻓﯾن اﻻﺣداث ﻋن اﻟﻣﺗﻬﻣﯾن ﻣن اﻟﺑﺎﻟﻐﯾن ،وﻋزﻟﻬم ﻓﻲ
) (178اﻟﺷﻣري،ﻛﺎظم ﻋﺑدﷲ ،(2001)،ﺗﻔﺳﯾر اﻟﻧﺻوص اﻟﺟزاﺋﯾﺔ :دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻟﻔﻘﮫ اﻻﺳﻼﻣﻲ ،رﺳﺎﻟﺔ دﻛﺗوراه ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﻐداد ،ص.393
115
دار ﻣﺧﺻﺻﺔ ﻟﺗوﻗﯾﻔﻬم ﻟﻣﻧﻊ اﻻﺧﺗﻼط ،وﻋزل اﻻﺣداث اﻟﻣوﻗوﻓﯾن ﻋن اﻻﺣداث اﻟذﯾن ﺻدرت اﺣﻛﺎم ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ
ﻓﻲ ﻣﺎ ﯾﺧص ﻣدة ﺗوﻗﯾف اﻟﺣدث ﻓﻘد ﺣددت اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ واﻟراﺑﻌﺔ ﻣن اﻟﻣﺎدة) (9ﻣن ﻗﺎﻧون اﻻﺣداث
اﻻردﻧﻲ أﻧﻪ ﯾﺗم ﺗوﻗﯾف اﻟﺣدث ﻓﻲ اﻟﺟﻧﺢ واﻟﺟﻧﺎﯾﺎت ﻓﻲ دار ﺗرﺑﯾﺔ اﻻﺣداث وﻟﻣدة ﻻ ﺗزﯾد ﻋﻠﻰ 10أﯾﺎم ﻣﻊ
ﻣراﻋﺎة ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﺣدث اﻟﻔﺿﻠﻰ ،وﯾﺟوز ﻟﻠﻣدﻋﻲ اﻟﻌﺎم أن ﯾﺟدد ﻣدة ﺗوﻗﯾف اﻟﺣدث ﻟﻣرة واﺣدة وان ﯾﻘوم ﺑﺗﺑﻠﯾﻎ
دار ﺗرﺑﯾﺔ اﻻﺣداث اﻟﻣﺧﺻﺻﺔ ﻟﻼﺣداث اﻟﻣوﻗوﻓﯾن ﺑﻘرار اﻟﻣدﻋﻲ اﻟﻌﺎم ﺑﺗﺟدﯾد ﻣدة اﻟﺗوﻗﯾف ،و ﻓﻲ ﺣﺎل اذا
اﻗﺗﺿت ﻣﺟرﯾﺎت اﻟﺗﺣﻘﯾق ﺗﻣدﯾد ﻣدة ﺗوﻗﯾف اﻟﺣدث اﻛﺛر ﻣن ﻣرة واﺣدة ﻓﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﻣدﻋﻲ اﻟﻌﺎم أن ﯾطﻠب
ﻣن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺗﻣدﯾد اﻟﺗوﻗﯾف ﻟﻣدة ﻻ ﺗﺗﺟﺎوز اﻟﻌﺷر اﯾﺎم ﻓﻲ ﻛل ﻣرة).(180
ﯾﺗﺿﺢ ﻟﻠﺑﺎﺣﺛﺔ ﻣﻣﺎ ﺳﺑق أن اﻟﻣﺷرع اﻻردﻧﻲ ﻗد ﺣدد اﻟﺟﻬﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﺗوﻗﯾف اﻟﺣدث ﻋﻠﻰ ان ﺗﻛون ﺟﻬﺔ
ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ ،وﺣدد اﻟﺣد اﻻدﻧﻰ ﻟﺗوﻗﯾف اﻟﺣدث ﻻﻛﻣﺎل اﺟراءات اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻋﻠﻰ ان ﻻ ﺗﺗﺟﺎوز ﻣدة ﺗوﻗﯾف اﻟﺣدث
ﻋﺷرة اﯾﺎم ﻓﻲ ﺣل ﻣرة وﺑطﻠب ﻣﻘدم ﻣن اﻟﻣدﻋﻲ اﻟﻌﺎم ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ،اﻻ ان اﻟﻣﺷرع اﻻردﻧﻲ ﻟم ﯾﺣدد
اﻟﺣد اﻻﻗﺻﻰ ﻟﺗوﻗﯾف اﻟﺣدث ،ﻟذﻟك وﻋﻠﯾﻪ ﻧﺄﻣل ﻣن اﻟﻣﺷرع اﻻردﻧﻲ أن ﯾﻘوم ﺑﺗﻌدﯾل اﻟﻣﺎدة) (9ﻣن ﻗﺎﻧون
اﻻﺣداث اﻻردﻧﻲ وﯾﻘوم ﺑﺗﺣدﯾد ﻣدة ﺗوﻗﯾف اﻟﺣدث ﻣن ﺣﯾث اﻟﺣد اﻻدﻧﻰ واﻻﻗﺻﻰ.
ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﺷرع اﻟﻌراﻗﻲ ﻓﻘد ﺳﺎر ﻋﻠﻰ ﻧﻬﺞ ﺗﺣدﯾد ﻣﻛﺎن ﻣﺧﺻص ﻟﺗوﻗﯾف اﻻﺣداث ﺣﯾث ﻧﺻت
اﻟﻣﺎدة)/52ﺛﺎﻟﺛﺎ( ﻓﻲ ﻗﺎﻧون رﻋﺎﯾﺔ اﻻﺣداث اﻟﻌراﻗﻲ ﻋﻠﻰ اﻧﻪ ":ﺛﺎﻟﺛﺎ– ﯾﻧﻔذ ﻗرار ﺗوﻗﯾف اﻟﺣدث ﻓﻲ دار
اﻟﻣﻼﺣظﺔ" .ﺣﯾث ﺣدد اﻟﻘﺎﻧون اﻻﻣﻛﺎن اﻟﻲ ﯾﺟب أن ﯾوﻗف ﻓﯾﻬﺎ اﻟﺣدث ،ﺣﯾث أﻗر ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ اﻧﻪ
ﯾﺟب ﺗوﻗﯾف اﻟﺣدث ﻓﻲ دار اﻟﻣﻼﺣظﺔ ،وﻗت اوﺿﺣت اﻟﻣﺎدة)/10اوﻻً( اﻟﻣﻘﺻود ﺑدار اﻟﻣﻼﺣظﺔ ﺣﯾث ﻧﺻت
ﻋﻠﻰ اﻧﻪ ":دار اﻟﻣﻼﺣظﺔ – ﻣﻛﺎن ﻣﻌد ﻟﺗوﻗﯾف اﻟﺣدث ﺑﻘرار ﻣن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ او اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ وﯾﺟري ﻓﯾﻬﺎ
ﻓﺣﺻﻪ ﺑدﻧﯾﺎ وﻋﻘﻠﯾﺎ ودراﺳﺔ ﺷﺧﺻﯾﺗﻪ وﺳﻠوﻛﻪ ﻣن ﻗﺑل ﻣﻛﺗب دراﺳﺔ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﺗﻣﻬﯾدا ﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺗﻪ" .أﻣﺎ ﻓﻲ
اﻻﻣﺎﻛن اﻟﺗﻲ ﻻ ﯾوﺟد ﻓﯾﻬﺎ دار اﻟﻣﻼﺣظﺔ ﻓﺄوﺟب اﻟﻘﺎﻧون اﺗﺧﺎذ اﻟﺗداﺑﯾر اﻻزﻣﺔ ﻟﻣﻧﻊ اﺧﺗﻼط اﻟﻣوﻗوﻓﯾن
اﻻ اﻧﻪ وﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن ان اﻟﻣﺷرع اﻟﻌراﻗﻲ ﻗد اوﺟب ﺗوﻗﯾف اﻻﺣداث ﻓﻲ ﻣﻛﺎن ﻣﻧﻌزل ﻋن اﻟﺑﺎﻟﻐﯾن اﻻ
ان ﻗﺎﻧون رﻋﺎﯾﺔ اﻻﺣداث اﻟﻌراﻗﻲ ﻟم ﯾﺣدد اﻟﻣدة اﻟزﻣﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾوﻗف ﺑﻬﺎ اﻟﺣدث ،وﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن ذﻟك ﻓﯾﺗم
ﺗطﺑق اﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﺻول اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺎت اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﻌراﻗﻲ واﻟﺗﻲ ﺗطﺑق ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺗﻬﻣﯾن اﻟﺑﺎﻟﻐﯾن
واﻻﺣداث) ،(181ﺣﯾث ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة) (109ﻣن ﻗﺎﻧون اﺻول اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺎت اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﻌراﻗﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻣدد اﻟواﺟﺑﺔ
اﻻﺗﺑﺎع اﺛﻧﺎء ﺗوﻗﯾف اﻟﻣﺷﺗﻛﻰ ﻋﻠﯾﻪ ،ﻓﻘد اﺧذ اﻟﻣﺷرع اﻟﻌراﻗﻲ ﺑﺎﻟﺗﺟدﯾد اﻟدوري ﻟﻣدة ﻻ ﺗﺗﺟﺎوز) (15ﯾوم ،ﺣﯾث
ﺣددت ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة اﻟﺣد اﻻﻗﺻﻰ ﻟﻠﺗوﻗﯾف ﺣﯾث ﯾﻣﻛن ﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق إﺻدار أﻣر اﻟﺗوﻗﯾف ﻟﻣدة) (15ﯾوم وﻟﻪ
ان ﯾﻣدد اﻟﺗوﻗﯾف) (15ﯾوم اﺧرى ﻓﻲ ﻛل ﻣرة ،ﺑﺣﯾث ﻻ ﺗزﯾد ﻣدة اﻟﺗوﻗﯾف ﻋن رﺑﻊ اﻟﺣد اﻻﻗﺻﻰ ﻟﻠﻌﻘوﺑﺔ وﻻ
ﺗزﯾد ﻋن ﺳﺗﺔ أﺷﻬر ،ﻓﺈذا اﻧﻘﺿت اﻟﻣدة وﻟم ﯾﻧﺗﻬﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻓﯾﺟب ﻋﻠﻰ ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻋرض اﻻﻣر ﻋﻠﻰ
ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎﯾﺎت ﻟﺗﺳﻣﺢ ﻟﻪ ﺑﺗﻣدﯾد اﻟﺗوﻗﯾف ﻣدة ﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻋﻠﻰ ان ﻻ ﺗﺗﺟﺎوز رﺑﻊ اﻟﺣد اﻻﻗﺻﻰ ﻟﻠﻌﻘوﺑﺔ أو ﺗﻘرر
ﯾﺗﺿﺢ ﻟﻠﺑﺎﺣﺛﺔ ﻣﻣﺎ ﺳﺑق أن اﻟﻣﺷرع اﻟﻌراﻗﻲ ﻟم ﯾﺳﻠك ﻣﺳﻠك اﻟﻣﺷرع اﻻردﻧﻲ ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد ﻣدة ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻟﺗوﻗﯾف
اﻟﺣدث ،وﺗرك اﻻﻣر ﻟﻠﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﺻول اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺎت اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﻌراﻗﻲ ،وﻋﻠﯾﻪ ﻧﺄﻣل ﻣن اﻟﻣﺷرع
اﻟﻌراﻗﻲ ﺗدارك ﻫذا اﻻﻣر ﻓﻲ ان ﯾﻌﺎﻟﺞ اﻟﻧﻘص اﻟذي ﯾوﺟد ﻓﻲ ﻗﺎﻧون رﻋﺎﯾﺔ اﻻﺣداث اﻟﻌراﻗﻲ ،ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص ﻣدة
ﺗوﻗﯾف اﻟﺣدث ﻣﻣﺎ ﺳﻧﺳﺟم ﻣﻊ وﺿﻊ اﻟﺣدث ،وان ﻻ ﯾﺑﻘﻰ اﻟﺣدث ﻣدة طوﯾﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺗوﻗﯾف ،ﻟﻣﺎ ﻟﻬﺎ ﻣن اﺛر
اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﺑﻧﺎءا
ﯾﻧﺗﻬﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻﺑﺗداﺋﻲ ﻣﺗﻰ أرﺗﺄت اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﺎﻟﺗﺣﻘﯾق ﻻﺛﺑﺎت اﻟواﻗﻌﺔ اﻟﻣﻌروﺿﺔ ﻋﻠﯾﻬﺎ ً
ﻋﻠﻰ اﻻدﻟﺔ واﻟﺑراﻫﯾن اﻟﻣﺎﺛﻠﺔ اﻣﺎﻣﻬﺎ .وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺄن ﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗﺻرف ﻓﻲ اﻟدﻋوى واﻟﻣﺗﻣﺛل ﺑﺈﺗﺧﺎذ ﻗ ار ًار
ﺑﺷﺄن اﻻدﻟﺔ واﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﻣﺗوﻓرة ﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠواﻗﻌﺔ اﻟﺟرﻣﯾﺔ ،وﻋﻠﯾﻪ ﯾﺗم ﺑﻧﺎء اﻟطرﯾق اﻟذي ﺳوﻓﺔ ﺗﺳﻠﻛﻪ
ﻋﻠﯾﻪ ﺳﯾﺗم دراﺳﺔ اﻟﻘ اررات اﻟﺗﻲ ﯾﺗم اﺗﺧﺎذﻫﺎ ﻣن ﻗﺑل اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﺎﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣﻊ اﻻﺣداث ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾن
اﻟﻣطﻠب اﻻول
ﺗﻌﺗﺑر اﻟﻘ اررات اﻟﺗﻲ ﺗﺻدر ﻣن اﻟﻣدﻋﻲ اﻟﻌﺎم ﺑﻌد اﻧﺗﻬﺎء اﻟﺗﺣﻘﯾق ذات طﺑﯾﻌﺔ ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ) ،(183وﺗﺧرج
ﻫذﻩ اﻟﻘ اررات ﻣن ﺣوزة اﻟﻣدﻋﻲ اﻟﻌﺎم ،ﻓﻼ ﯾﻣﻛن ﻟﻪ ان ﯾﻌود ﻋن ﻫذﻩ اﻟﻘ اررات وﯾﻘوم ﺑﺎﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣرة اﺧرى اﻻ
ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ اﻟﻘﺎﻧون .وﻟم ﯾرد ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻻﺣداث اﻻردﻧﻲ رﻗم) (32ﻟﺳﻧﺔ 2014ﻋﻠﻰ اﻟﻘ اررات اﻟﺗﻲ ﯾﺟب ﻋﻠﻰ
اﻟﻣدﻋﻲ اﻟﻌﺎم اﺻدارﻫﺎ ﺑﻌد اﻻﻧﺗﻬﺎء ﻣن اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣﻊ اﻻﺣداث ،ﻟذﻟك ﯾﺗم ﺗطﺑق اﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﻣﺎ ﯾﺧص
ﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟﻘ اررات اﻟﺗﻲ ﯾﺻدرﻫﺎ اﻟﻣدﻋﻲ اﻟﻌﺎم واﻟﺗﻲ ﺟﺎء اﻟﻧص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﺻول اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺎت اﻟﺟزاﺋﯾﺔ
اﻻردﻧﻲ رﻗم) (9ﻟﺳﻧﺔ ، 1961واﻟﺗﻲ ﺗطﺑق ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻓﺔ اﻻﻓراد ﺳوًاء اﻟﺑﺎﻟﻐﯾن أو اﻻﺣداث ،وﻣن ﻗ اررات اﻟﻣدﻋﻲ
اﻟﻌﺎم اﻟﺗﻲ ﺳﯾﺗم ﺗﻧﺎوﻟﻬﺎ ،ﻗرار ﻣﻧﻊ اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ ،وﻗرار اﺳﻘﺎط دﻋوى ،اﻻﺣﺎﻟﺔ اﻟﻰ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﻘرار اﻟظن
أو اﻻﺗﻬﺎم.
) (183اﻟﻣﺟﺎﻟﻲ ،ﻧظﺎم)(2003اﻟﻘرار ﺑﺄن ﻻ وﺟﮫ ﻻﻗﺎﻣﺔ اﻟدﻋوى :ﻗرار ﻣﻧﻊ اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ ،دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،ﻋﻣﺎن ،ص .16
119
اﻟﻔرع اﻻول
ﯾﻘﺻد ﺑﻘرار ﻣﻧﻊ اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ" ﻫو اﻟﺗوﻗف ﻋن ﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟدﻋوى ﺿد اﻟﻣﺷﺗﻛﻰ ﻋﻠﯾﻪ ،ووﻗف ﺳﯾر إﺟراءاﺗﻬﺎ
ﻻﺳﺑﺎب ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺣددﻫﺎ اﻟﻣﺷرع") ،(184وﯾﻌﺗﺑر ﻗرار ﻣﻧﻊ اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ ﻣن اﻟﻘ اررات اﻟﺗﻲ ﺣددﻫﺎ اﻟﻣﺷرع اﻻردﻧﻲ
ﻟﻠﻣدﻋﻲ اﻟﻌﺎم ﺑﺎﻻﺿﺎﻓﺔ اﻟﻰ اﺳﻘﺎط اﻟدﻋوى أو اﻻﺣﺎﻟﺔ اﻟﻰ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻣﺧﺗص.
ﺣﯾث ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة) (130ﻣن ﻗﺎﻧون اﺻول اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺎت اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻻردﻧﻲ ﻓﻲ ﺷﻘﻬﺎ اﻻول ﻋﻠﻰ اﻧﻪ إذا
ﺟرﻣﺎ أي ﻟم ﯾرد ﻧص ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﺗﺟرﯾم ﻫذا اﻟﻔﻌل ،أو ﻟم ﯾﻘم اﻟدﻟﯾل
ً اﺗﺿﺢ ﻟﻠﻣدﻋﻲ اﻟﻌﺎم أن اﻟﻔﻌل ﻻ ﯾؤﻟف
ارا ﺑﻣﻧﻊ
اﻟﻌﺎم ﻻ ﺗﻧطﺑق ﻋﻠﻰ ﯾﻣﻛن ان ﺗﺛﺑت ﻗﯾﺎم اﻟﻣﺷﺗﻛﻰ ﻋﻠﯾﻪ ﺑﺎﻟﻔﻌل اﻟﺟرﻣﻲ ،ﻓﯾﺻدر اﻟﻣدﻋﻲ اﻟﻌﺎم ﻗر ً
ﻣﺣﺎﻛﻣﺔ اﻟﻣﺷﺗﻛﻰ ﻋﻠﯾﻪ ،ﻣﻬﻣﺎ ﻛﺎﻧت اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻣﻧﺳوﺑﺔ اﻟﻰ اﻟﻣﺷﺗﻛﻰ ﻋﻠﯾﻪ ،ﺳواء ﺟﻧﺎﯾﺔ ام ﺟﻧﺣﺔ او ﺣﺗﻰ
ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ).(185
ﺣﯾث ﺗﻌﺗﺑر ﻗ اررات ﻣﻧﻊ اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺻدر ﻋن ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻫو ﻗرار ﻏﯾر ﻧﻬﺎﺋﻲ ،وﯾﺻﺑﺢ ﻗرار
ﻧﻬﺎﺋﯾﺎ ﻓﻲ ﺣﺎل إذا اﻧﺗﻬت اﻟﻣدة اﻟﻣﺣددة ﻟﻠطﻌن اﻣﺎم ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺗﻣﯾﯾز ﻓﻲ اﻟﺟﻧﺎﯾﺎت ،أو اذا ﺗم
ً ﻣﻧﻊ اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ
ﻧﻬﺎﺋﯾﺎ وﻣﻠزﻣﺎً ﻻﻛﺎﻓﺔ اﻻطراف ،وﻫذا ﻣﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺎدة) (270ﻣن ﻗﺎﻧون اﺻول
ً ﺗﻣﯾﯾز ﻫذا اﻟﻘرار ﻓﯾﺻﺑﺢ
اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺎت اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻻردﻧﻲ ﻋﻠﻰ اﻧﻪ ":ﯾﻘﺑل اﻟطﻌن ﺑطرﯾق اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺟﻣﯾﻊ اﻻﺣﻛﺎم واﻟﻘ اررات اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟﺻﺎدرة
ﻋن ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف وﻗ اررات ﻣﻧﻊ اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ اﻟﺻﺎدر ﻋن اﻟﻧﺎﺋب اﻟﻌﺎم ﻓﻲ اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ" .أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺟﻧﺢ
ﻓﺈن ﺗﺻدﯾق اﻟﻧﺎﺋب اﻟﻌﺎم ﻋﻠﻰ ﻗرار اﻟﻣدﻋﻲ اﻟﻌﺎم ﯾﺟﻌﻠﻬﺎ ﻧﻬﺎﺋﯾﺔ) ،(186واﻟﺳؤال اﻟذي ﯾﺛﺎر ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ ﻓﻲ
ﺣﺎل ﺻدور اﻟﻣواﻓﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﻗرار اﻟﻣدﻋﻲ اﻟﻌﺎم ﻣن ﻗﺑل ﻣﺳﺎﻋد اﻟﻧﺎﺋب اﻟﻌﺎم ﻓﻬل ﺗﻌﺗﺑر ﻫذﻩ ﺗﻛﺗﺳب ﻗ اررات
ﻓﻘد ﻧﺻت ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺗﻣﯾﯾز اﻻردﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﺣد ﻗ ارراﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻧﻪ" ﯾﺳﺗﻔﺎد ﻣن اﻟﻣﺎدة) (130ﻣن ﻗﺎﻧون
اﻟﻣﺷﺗﻛﻰ ﻋﻠﯾﻪ ﻫو اﻟذي ارﺗﻛب اﻟﺟرم ﻓﯾﻘرر اﻟﻣدﻋﻲ اﻟﻌﺎم ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻟﺗﯾن ﻣﻧﻊ ﻣﺣﺎﻛﻣﺔ اﻟﻣﺷﺗﻛﻰ ﻋﻠﯾﻪ وان ﯾرﺳل
اﺿﺑﺎرة اﻟدﻋوى اﻟﻰ اﻟﻧﺎﺋب اﻟﻌﺎم اﻟذي ﻋﻠﯾﻪ ﺧﻼل ﺛﻼﺛﺔ اﯾﺎم ﻣن ورود اوراق اﻟدﻋوى اﻟﻰ دﯾواﻧﻪ إﻣﺎ ان ﯾﺻدر
ﻗ ارراً ﺑﺎﻟﻣواﻓﻘﺔ ﻋﻠﻰ ذﻟك اﻟﻘرار وﯾﺄﻣر ﺑﺈطﻼق ﺳراح اﻟﻣﺷﺗﻛﻰ ﻋﻠﯾﻪ إذا ﻛﺎن ﻣوﻗوﻓﺎً او إﺟراء ﺗﺣﻘﯾﻘﺎت أﺧرى
ﻓﻲ اﻟدﻋوى ﻓﯾﻌﯾد اﻟدﻋوى اﻟﻰ اﻟﻣدﻋﻲ اﻟﻌﺎم ﻹﻛﻣﺎل اﻟﻧواﻗص أو ﯾﻔﺳﺦ اﻟﻘرار .وﻓﻲ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣﻌروﺿﺔ أن ﻣﺎ
اﻟﻘﺎﻧون").(187
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﺣﯾث ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة)/130أ( ﻣن ﻗﺎﻧون اﺻول اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺎت اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻻردﻧﻲ ﻓﻲ ﺷﻘﻬﺎ اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻋﻠﻰ اﻧﻪ
"إذا ﺗﺑﯾن ﻟﻠﻣدﻋﻲ اﻟﻌﺎم...،أن اﻟﺟرم ﺳﻘط ﺑﺎﻟﺗﻘﺎدم أو ﺑﺎﻟوﻓﺎة أو ﺑﺎﻟﻌﻔو اﻟﻌﺎم ﯾﻘرر...إﺳﻘﺎط اﻟدﻋوى اﻟﻌﺎﻣﺔ
وﺗرﺳل إﺿﺑﺎرة اﻟدﻋوى ﻓوراً اﻟﻰ اﻟﻧﺎﺋب اﻟﻌﺎم" .ﺣﯾث ﯾﺗﺿﺢ ﻣن ذﻟك إذا أﺗﺿﺢ ﻟﻠﻣدﻋﻲ اﻟﻌﺎم ان اﻟﺟرم
اﻟﻣﻧﺳب ﻟﻠﻣﺷﺗﻰ ﻋﻠﯾﻪ ﻗد ﺳﻘط ﺑﺎﻟﺗﻘﺎدم ،أو ﺑﺎﻟوﻓﺎة ،أو ﺑﺎﻟﻌﻔو اﻟﻌﺎم وﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾﻘرر اﻟﻣدﻋﻲ اﻟﻌﺎم إﺳﻘﺎط
ﯾﻌرف اﻟﺗﻘﺎدم ﻋﻠﻰ اﻧﻪ" ﻫو ﻣﺿﻲ ﻓﺗرة ﻣن اﻟزﻣن ﯾﺣددﻫﺎ اﻟﻘﺎﻧون ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ وﻗوع اﻟﺟرﯾﻣﺔ دون ان
ﯾﺗﺧذ أي اﺟراء ﻣن اﺟراءات اﻟدﻋوى ،ﻣﻣﺎ ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻪ اﻧﻘﺿﺎء ﻫذﻩ اﻟدﻋوى") .(188ﺣﯾث ﯾﻌﺗﺑر ﻣﺿﻲ اﻟﻣدة
اﻟﻣﺣددة ﺑﺎﻟﻘﺎﻧون ﻫﻲ ﺗﻧﺎزل اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻋن ﺣﻘﻪ ﻓﻲ ﻣﻼﺣﻘﺔ اﻟﻣﺗﻬم واﻟﺳﯾر ﻓﻲ اﻟدﻋوى اﻟذي ﯾﻌد اﻟطرﯾق اﻟوﺣﯾد
ﻹداﻧﺔ ﻣرﺗﻛﺑﺔ اﻟﻔﻌل اﻟﺟرﻣﻲ وﻓرض اﻟﻌﻘوﺑﺔ ﻓﻲ ﺣﻘﻪ) .(189وﻗد ﺟﺎء ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﺻول اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺎت اﻟﺟزاﺋﯾﺔ
اﻻردﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺎدم دﻋوى اﻟﺣق اﻟﻌﺎم ودﻋوى اﻟﺣق اﻟﺷﺧﺻﻲ ،ﺣﯾث ﺗﺳﻘط اﻟﻣﻼﺣﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﺟﻧﺎﯾﺎت ﺑﻣرور
ﻓﻲ ﻣﺎ ﯾﺧص وﻓﺎة اﻟﻣﺷﺗﻛﻰ ﻋﻠﯾﻪ او ﻣرﺗﻛب اﻟﻔﻌل ﻓﻘد ﺗﺣدث اﻟوﻓﺎة ﻗﺑل ﺗﺣرﯾك اﻟدﻋوى اﻟﺟزاﺋﯾﺔ،
ﻓﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ان ﺗﺻدر ﻗ ارراً ﺑﺈﺳﻘﺎط اﻟدﻋوى ،ﻻﻧﻪ ﺑوﻓﺎة اﻟﻣﺷﺗﻛﻰ ﻋﻠﯾﻪ ﯾﺻﺑﺢ ﻣن اﻟﻣﺳﺗﺣﯾل
اﻟﻌﻔو اﻟﻌﺎم" وﻫو إزاﻟﺔ اﻟﺻﻔﺔ اﻟﺟرﻣﯾﺔ ﺑﺄﺛر رﺟﻌﻲ ﻋن ﻓﻌل أو اﻓﻌﺎل ﯾﺟرﻣﻬﺎ ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت ،وذﻟك
ﻣن ﺧﻼل ﻧص ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﺻﺎدر ﻋن اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ،ﻓﯾﺻﺑﺢ ﻫذا اﻟﻔﻌل ﻛﻣﺎ ﻟو ﻛﺎن ﻣﺑﺎﺣﺎً") ،(192وﻫو ﯾﻌﺗﺑر
ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﺗﻧﺎزل ﻣن ﻗﺑل اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻋن ﺣﻘوﻗﻬﺎ اﻟﺗﻲ ﻟدى ﻣرﺗﻛب اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻋن طرﯾق ﻧزﻋل اﻟﺻﻔﺔ
اﻟﺟرﻣﯾﺔ ﻋن اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﺑﺎﻟﻌﻔو اﻟﻌﺎم ،ﻓﻘد ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة) (50ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻻردﻧﻲ ﻋﻠﻰ اﺣﻛﺎم اﻟﻌﻔو اﻟﻌﺎم
واﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﺑﺄن اﻟﻌﻔو اﻟﻌﺎم ﯾﺻدر ﻣن ﻗﺑل اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ،وان ﯾزﯾل ﺣﺎﻟﺔ اﻻﺟرام ﻋن اﻟﻔﻌل ﻣن اﺳﺎﺳﻬﺎ،
وﻋﻧد ﺻدور اﻟﻌﻔو اﻟ ﻌﺎم ﻗﺑل ﺗﺣرﯾك اﻟدﻋوى ﻣن ﻗﺑل اﻟﻣدﻋﻲ اﻟﻌﺎم ﻓﯾﺟب ان ﯾﻘوم ﺑﺈﺻدار ﻗرار ﺑﺈﺳﻘﺎط
ﯾﺧﺗﻠف اﻟﻌﻔو اﻟﻌﺎم ﻋن اﻟﻌﻔو اﻟﺧﺎص ،ﻓﻲ ان اﻟﻌﻔو اﻟﻌﺎم ﻻ ﯾﺻدر اﻻ ﺑﻘﺎﻧون ﯾﺻدر ﻋن ﻣﺟﻠس
اﻻﻣﺔ ،وان اﻟﻌﻔو اﻟﻌﺎم ﯾزﯾل اﻟﺻﻔﺔ اﻟﺟرﻣﯾﺔ ﻋن اﻟﻔﻌل اﻟﺟرﻣﻲ .ﻓﻲ ﺣﯾن ان اﻟﻌﻔو اﻟﺧﺎص ﻫو ﺣق ﻣﻧﺣﻪ
اﻟدﺳﺗور ﻟﺟﻼﻟﺔ اﻟﻣﻠك رﺋﯾس اﻟدوﻟﺔ ،وﯾﻧﺻب اﺛرﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘوﺑﺔ ﻓﻘط ،ﻓﯾﺳﻘطﻬﺎ ﻛﻠﻬﺎ او ﺑﻌﺿﻬﺎ او ﯾﺑدﻟﻬﺎ
ﯾﺗﺿﺢ ﻟﻠﺑﺎﺣﺛﺔ ﻣ ﻣﺎ ﺳﺑق ان ﻗرار اﻗﺳﺎط اﻟدﻋوى اﻟﺻﺎدر ﻋن اﻟﻣدﻋﻲ اﻟﻌﺎم ﻫو ﻗرار ﻏﯾر ﻧﻬﺎﺋﻲ ﻓﻲ
اﻟﺣﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﺗم ذﻛرﻫﺎ ﺳﺎﻟﻔﺎً ،ﻋﻠﻰ اﻧﻬﺎ ﯾﻣﻛن ان ﺗﻛﺗﺳب اﻟﺻﻔﺔ اﻟﻧﻬﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﺎل ﻣﺻﺎدﻗﺔ اﻟﻧﺎﺋب اﻟﻌﺎم
ﻋﻠﯾﻬﺎ.
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث
ﯾﻌرف ﻗرار اﻻﺣﺎﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻧﻪ :اﻻﻣر اﻟﻣﻛﺗوب اﻟذي ﺗﻘرر ﻓﯾﻪ اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ إدﺧﺎل اﻟدﻋوى اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻓﻲ
ﺣوزة اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ،ﻓﺗﻧﺗﻘل ﺑﻪ ﻫذﻩ اﻟدﻋوى ﻣن ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻﺑﺗداﺋﻲ اﻟﻰ ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﻧﻬﺎﺋﻲ
وﻫﻲ اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ) .(195أي ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻘوم اﻟﻣدﻋﻲ اﻟﻌﺎم ﺑﺎﻟﺗﺣﻘق ﻣن وﻗوع اﻟﺟرﯾﻣﺔ واﻟﺗﺄﻛد ﻣن اﻟﻔﺎﻋل اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻓﯾﻘوم
ﻟﻘد ﺣدد ﻗﺎﻧون اﻻﺣداث اﻻردﻧﻲ رﻗم) (32ﻟﺳﻧﺔ 2014درﺟﺎت اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻟﺗﻲ ﯾﺟب ﻋﻠﻰ ﻣدﻋﻲ ﻋﺎم
اﻻﺣداث ان ﯾﺣﯾل اﻻﺣداث اﻟﯾﻬﺎ ،ﻓﻘد ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة)/15د/ه( ﻋﻠﻰ اﻧﻪ" د .ﺗﺷﻛل ﻣﺣﻛﻣﺔ ﺻﻠﺢ اﻻﺣداث ﻓﻲ
ﻛل ﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﻗل ،وﺗﺧﺗص ﺑﺎﻟﻧظر ﻓﻲ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت واﻟﺟﻧﺢ اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗزﯾد ﻋﻘوﺑﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﻧﺗﯾن وﺗداﺑﯾر
اﻟرﻋﺎﯾﺔ واﻟﺣﻣﺎﯾﺔ .ه .ﺗﺷﻛل ﻣﺣﻛﻣﺔ ﺑداﯾﺔ اﻻﺣداث ﻓﻲ ﻣرﻛز ﻛل ﻣﺣﺎﻓظﺔ إذا دﻋت اﻟﺣﺎﺟﺔ اﻟﻰ ذﻟك وﺗﺧﺗص
ﻓﯾﺟب ﻋﻠﻰ ﻣدﻋﻲ ﻋﺎم اﻻﺣداث ﺑﺈﺣﺎﻟﺔ اﻟﺣدث اﻟﻣﺷﺗﻛﻰ ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت واﻟﺟﻧﺢ اﻟﺑﺳﯾطﺔ واﻟﺗﻲ ﻻ ﺗزﯾد
ﻣدة ﻋﻘوﺑﺗﻬﺎ ﻋن ﺳﻧﺗﯾن اﻟﻰ ﻣﺣﻛﻣﺔ ﺻﻠﺢ اﻻﺣداث ،ﻓﻘد ﻗﺎم اﻟﻣﺷرع ﺑﺗﺣدﯾد ﻗﺿﺎء ﻣﺧﺗص ﻟﻠﻧظر ﻓﻲ ﻗﺿﺎﯾﺎ
اﻻﺣداث ،أﻣﺎ ﻓﻲ ﻣﺎ ﯾﺧص اﻟﺟﻧﺎﯾﺎت واﻟﺟﻧﺢ اﻟﺗﻲ ﺗزﯾد ﻋﻘوﺑﺗﻬﺎ ﻋن ﺳﻧﺗﯾن ﻓﯾﺟب ان ﯾﻘوم ﻣدﻋﻲ ﻋﺎم
ﯾﺗﺿﺢ ﻟﻠﺑﺎﺣﺛﺔ ﺑﺄن اﻻﺣﺎﻟﺔ ﺗؤدي اﻟﻰ ﺧروج اﻟدﻋوى ﻣن ﺳﻠطﺔ اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ ﻟﺗدﺧل ﻓﻲ ﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ
اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ،وان ﻗ اررات اﻟﻣدﻋﻲ اﻟﻌﺎم ﺑﺎﻻﺣﺎﻟﺔ اﻟﻰ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﻓﻲ ﻣﺎ ﯾﺧص اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت واﻟﺟﻧﺢ اﻟﺗﻲ
ﯾرﺗﻛﺑﻬﺎ اﻟﻣﺷﺗﻛﻰ ﻋﻠﯾﻪ ﻓﺗﻌﺗﺑر ﻗ اررات اﻟﻣدﻋﻲ اﻟﻌﺎم ﻓﯾﻬﺎ ﻧﻬﺎﺋﯾﺔ ﻻ ﺗﺧﺿﻊ ﻟرﻗﺎﺑﺔ وﺗدﻗﯾق اﻟﻧﺎﺋب اﻟﻌﺎم ،أي ان
ﻗرار اﻟﻣدﻋﻲ اﻟﻌﺎم ﺑﺎﻻﺣﺎﻟﺔ ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت واﻟﺟﻧﺢ ﻻ ﯾﻘﺑل اﻟطﻌن ،ﻓﯾﻘوم اﻟﻣدﻋﻲ اﻟﻌﺎم
ﺑﺈﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣﺷﺗﻛﻰ ﻋﻠﯾﻪ ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت ﻣن دون أن ﯾﺗﺧذ ﻗرار ظن ﺑﺣق اﻟﻣﺷﺗﻛﻰ ﻋﻠﯾﻪ ،أﻣﺎ
ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺟﻧﺢ ﻓﯾﺻدر اﻟﻣدﻋﻲ اﻟﻌﺎم ﻗرار ظن ﺑﺣق اﻟﻣﺷﺗﻛﻰ ﻋﻠﯾﻪ ﻗﺑل ان ﯾﺣﯾﻠﻪ اﻟﻰ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ
ﺑﻣﺣﺎﻛﻣﺗﻪ) ،(196وﻫذا ﻣﺎ ﺟﺎء ﺑﻪ ﻓﻲ ﻗرار ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺗﻣﯾﯾز اﻻردﻧﯾﺔ" ...ان ﻗرار اﻻﺣﺎﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت وﻗرار
اﻟظن ﻓﻲ اﻟﺟﻧﺢ ،أﻧﻣﺎ ﻫو ﻗرار ﻧﻬﺎﺋﻲ ﻻ ﯾﺧض ﻟﻌرﺿﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺎﺋب اﻟﻌﺎم.(197)"...
اﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺟﻧﺎﯾﺎت ﻓﻘد ﻧﺻت اﻟﻣﺎد) (133ﻣن ﻗﺎﻧون اﺻول اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺎت اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻻردﻧﻲ ﻋﻠﻰ اﻧﻪ
ﯾﺻدر اﻟﻣدﻋﻲ اﻟﻌﺎم ﻗ ارراﻟظن ﺑﺎﻟﻣﺷﺗﻛﻰ ﻋﻠﯾﻪ ﺑﺎﻟﺗﻬﻣﺔ اﻟﻣﻧﺳوﺑﺔ اﻟﯾﻪ وﯾرﺳل اﺿﺑﺎرة اﻟدﻋوى اﻟﻰ اﻟﻧﺎﺋب اﻟﻌﺎم،
ﺣﯾث ان ﻗ اررات اﻟﻣدﻋﻲ اﻟﻌﺎم ﺑﺈﺣﺎﻟﺔ ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﻓﻲ اﻟﺟﻧﺎﯾﺎت ﺗﺧﺿﻊ ﻟرﻗﺎﺑﺔ وﺗدﻗﯾق اﻟﻧﺎﺋب اﻟﻌﺎم
ﺣﯾث ﯾﻘوم ﺑﺗدﻗﯾﻘﻬﺎ واﻻطﻼع ﻋﻠﯾﻬﺎ وﯾﺻدر اﻟﻘرار ﺑﺧﺻوﺻﻬﺎ ،ﺣﯾث ﯾﻘوم اﻟﻧﺎﺋب اﻟﻌﺎم ﺑﺈﺻدار ﻗرار اﺗﻬﺎم
ﺑﺣق اﻟﻣﺷﺗﻛﻰ ﻋﻠﯾﻪ اذا وﺟد ان ﻗرار اﻟﻣدﻋﻲ اﻟﻌﺎم ﻓﻲ ﻣﺣﻠﻪ) ،(198وﺑﻌد ان ﯾﺻدر اﻟﻧﺎﺋب اﻟﻌﺎم ﻗرار اﻻﺗﻬﺎم
ﯾﻌﯾد ﻣﻠف اﻟدﻋوى اﻟﻰ اﻟﻣدﻋﻲ اﻟﻌﺎم ﻟﯾﻘدﻣﻬﺎ اﻟﻰ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ) ،(199أﻣﺎ اذا وﺟد اﻟﻧﺎﺋب اﻟﻌﺎم أن
) (196اﻧظر اﻟﻣواد) (132 ،131ﻣن ﻗﺎﻧون اﺻول اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺎت اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻻردﻧﻲ.
) (197ﻗرار ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺗﻣﯾﯾز اﻻردﻧﯾﺔ رﻗم ،66/108ﻟﺳﻧﺔ ،1966ص ،1399ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺗﻣﯾﯾز اﻻردﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ.
) (198اﻧظر اﻟﻣﺎدة) (1/133ﻣن ﻗﺎﻧون اﺻول اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺎت اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻻردﻧﻲ.
) (199اﻧظر اﻟﻣﺎدة) (2/133ﻣن ﻗﺎﻧون اﺻول اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺎت اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻻردﻧﻲ.
125
اﻟﺗﺣﻘﯾﻘﺎت اﻟﺗﻲ وردت اﻟﯾﻪ ﻣن اﻟﻣدﻋﻲ اﻟﻌﺎم ﻧﺎﻗﺻﺔ ﯾﻌﯾد اﻟﻧﺎﺋب اﻟﻌﺎم اﺿﺑﺎرة اﻟدﻋوى اﻟﻰ اﻟﻣدﻋﻲ اﻟﻌﺎم ﻟﻛﻲ
ﺗﺣﻘﯾﻘﺎت اﺧرى ﺣﺗﻰ ﯾﻘدﻣﻬﺎ اﻟﻰ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ) ،(200وﻓﻲ ﺣﺎل اذا وﺟد اﻟﻧﺎﺋب اﻟﻌﺎم ان ﻗرار
ٍ ﯾﻘو ﺑﺈﺟراء
اﻟﻣدﻋﻲ اﻟﻌﺎم ﻟﯾس ﻓﻲ ﻣﺣﻠﻪ ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ واﻟﺷﻛﻠﯾﺔ أو ﻟم ﯾﻘم دﻟﯾل ﻋﻠﻰ ان اﻟﻣﺷﺗﻛﻰ ﻋﻠﯾﻪ ﻗد
ارﺗﻛب اﻟﻔﻌل اﻟﺟرﻣﻲ أو ﻗد ﯾﻛون اﻟﺟرم ﺳﻘط أﻣﺎ ﺑﺎﻟﺗﻘﺎدم او ﺑﺎﻟوﻓﺎة او ﺑﺎﻟﻌﻔو اﻟﻌﺎم ﯾﻘرر اﻟﻧﺎﺋب اﻟﻌﺎم ﻣﻧﻊ
ﻣﺣﺎﻛﻣﺔ اﻟﻣﺷﺗﻛﻰ ﻋﻠﯾﻪ وﻓﺳﺦ ﻗرار اﻟﻣدﻋﻲ اﻟﻌﺎم وﯾﺳﻘط اﻟدﻋوى اﻟﻌﺎﻣﺔ) ،(201وﻓﻲ ﺣﺎل اذا وﺟد اﻟﻧﺎﺋب اﻟﻌﺎم
ان اﻟﻔﻌل اﻟﻣﻧﺳوب ﻟﻠﻣﺷﺗﻛﻰ ﻋﻠﯾﻪ ﯾؤﻟف ﺟﻧﺣﺔ وﻟﯾﺳت ﺟﻧﺎﯾﺔ ﻓﯾﺻدر ﻗرار ﺑﻔﺳﺦ ﻗرار اﻟﻣدﻋﻲ اﻟﻌﺎم وﯾﺻدر
ﻗرار ظن ﺑﺎﻟﻣﺷﺗﻛﻰ ﻋﻠﯾﻪ ﺑﺎﻟﺟﻧﺣﺔ وﯾﻌﯾد اﻟدﻋوى اﻟﻰ اﻟﻣدﻋﻲ اﻟﻌﺎم ﺣﺗﻰ ﯾﻘدﻣﻬﺎ اﻟﻰ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ).(202
ﻓﻲ ﻣﺎ ﯾﺧص اﺣﻛﺎم ٕواﺟراءات اﻟطﻌن اﻟﺗﻲ ﺗﺧﺿﻊ ﻟﻬﺎ ﻣﺣﻛﻣﺗﻲ ﺻﻠﺢ اﻻﺣداث وﺑداﯾﺔ اﻻﺣداث ﻫﻲ
ذاﺗﻬﺎ اﻻﺟراءات واﻻﺣﻛﺎم اﻟﺗﻲ ﻧص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻗﺎﻧون ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺻﻠﺢ اﻟﻌﺎدﯾﺔ وﻗﺎﻧون اﺻول اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺎت اﻟﺟزاﺋﯾﺔ
اﻻردﻧﻲ ،وﻟﻘد ﺧول اﻟﻣﺷرع ﻟﻠوﻟﻲ أو اﻟوﺻﻲ أو اﻟﺣﺎﺿن أو اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ اﻟوﻛﯾل ﻟﻠﺣدث ﺑﺄن ﯾﻧوﺑوا ﻋﻧﻪ ﺑﺎﻟﻘﯾﺎم
ﺑﺈﺟراءات اﻟطﻌن).(203
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﻟم ﯾﻘم اﻟﻣﺷرع اﻟﻌراﻗﻲ ﺑﺎﻟﺗطرق اﻟﻰ ﺟﻣﯾﻊ ﻗ اررات ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻓﻲ ﻗﺎﻧون رﻋﺎﯾﺔ اﻻﺣداث اﻟﻌراﻗﻲ ،اﻻ
اﻧﻪ ﻧص ﻓﻲ ﻗﺎﻧون رﻋﺎﯾﺔ اﻻﺣداث ﻋﻠﻰ ان ﺗطﺑق اﻻﺣﻛﺎم اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻣذﻛورة ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﺻول اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺎت
اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﻌراﻗﻲ واﻟﺗﻲ ﻟم ﯾﺗم اﻻﺷﺎرة اﻟﻰ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص ﺑﺎﻻﺣداث ،ﻓﻘد أﺷﺎر اﻟﻣﺷرع اﻟﻰ ﻧﺗﺎﺋﺞ
اﻟﺗﺣﻘﯾﻘﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ﺑﻬﺎ ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﻣﺧﺗص أو اﻟﻣﺣﻘق ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﺻول اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺎت اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺣﯾث وﻓر
ﺧﺎﺻﺎ أﺳﻣﺎﻩ ﻗ اررات اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻋﻧد اﻻﻧﺗﻬﺎء ﻣن اﻟﺗﺣﻘﯾق ،واﻟﺗﻲ ﺑﯾن ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻣﺷرع اﻟﻌراﻗﻲ
ً ﻟﻬﺎ اﻟﻣﺷرع ﺑﺎﺑﺎً
اﻟﻘ اررات اﻟﺗﻲ ﯾﺟب ﻋﻠﻰ ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﺗﺧﺎذﻫﺎ ﻣﻊ وﺟود ﻧوع ﻣن اﻟﺧﺻوﺻﯾﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق
اﻟﻣﺧﺗص ﻓﻲ ﺟراﺋم اﻻﺣداث ،وﻋﻠﯾﻪ ﺳﯾﺗم دراﺳﺔ ﻗ اررات ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗﻲ ﯾﺻدرﻫﺎ ﺑﻌد اﻻﻧﺗﻬﺎء ﻣن
اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣﻊ اﻻﺣداث.
اﻟﻔرع اﻻول
ﺣددت اﻟﻣﺎدة)/130أ( ﻣن ﻗﺎﻧون اﺻول اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺎت اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﻌراﻗﻲ اﻟﺣﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﯾﺟب ﻓﯾﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﺿﻲ
اﻟﺗﺣﻘﯾق أن ﯾﺻدر ﻗرًار ﺑرﻓض اﻟﺷﻛوى وﻏﻠق اﻟدﻋوى ﻧﻬﺎﺋﯾﺎً ":إذا وﺟد ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق ان اﻟﻔﻌل ﻻ ﯾﻌﺎﻗب
ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻘﺎﻧون او ان اﻟﻣﺷﺗﻛﻲ ﺗﻧﺎزل ﻋن ﺷواﻩ وﻛﺎﻧت اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻣﻣﺎ ﯾﺟوز اﻟﺻﻠﺢ ﻋﻧﻬﺎ دون ﻣواﻓﻘﺔ اﻟﻘﺎﺿﻲ او
127
ان اﻟﻣﺗﻬم ﻏﯾر ﻣﺳؤول ﻗﺎﻧوﻧﺎ ﺑﺳﺑب ﺻﻐر ﺳﻧﻪ ﻓﯾﺻدر اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻗ ار ار ﺑرﻓض اﻟﺷﻛوى وﻏﻠق اﻟدﻋوى ﻧﻬﺎﺋﯾﺎ".
ﺣﯾث أوﺿﺣت اﻟﻣﺎدة اﻋﻼﻩ ﺣﺎﻻت رﻓض اﻟﺷﻛوى وﻏﻠق اﻟدﻋوى ﻧﻬﺎﺋﯾﺎً ،اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻻوﻟﻰ إذا ﻛﺎن اﻟﻔﻌل اﻟذي
ﻗﺎم ﺑﻪ اﻟﻣﺷﺗﻛﻰ ﻋﻠﯾﻪ ﻻ ﯾﻌﺎﻗب ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻘﺎﻧون ﺑﺄي ﻋﻘوﺑﺔ ﻛﺎﻧت أي ﻋدم وﺟود ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﺟزاﺋﯾﺔ ﻟﻠﻣﺷﺗﻛﻰ ﻋﻠﯾﻪ،
أﻣﺎ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ إذا ﻗﺎم اﻟﻣﺷﺗﻛﻲ ﺑﺎﻟﺗﻧﺎزل ﻋن اﻟﺷﻛوى اﻟﻣﻘدﻣﺔ ﻣﻧﻪ ﺿد اﻟﻣﺷﺗﻛﻰ ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻛون
ﻣﻣﻛﻧﺎً ﻓﯾﻬﺎ اﻟﺻﻠﺢ ﺑﯾن اﻟﺧﺻوم اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﺷﺗرط ﻣواﻓﻘﺔ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻋﻠﻰ ﻗﯾﺎم اﻟﺻﻠﺢ ﺑﯾن اﻟطرﻓﯾن ،وﻋﻠﯾﻪ ﻓﻘد
اوﺿﺣت اﻟﻣﺎدة)/195أ( ﻣن ﻗﺎﻧون اﺻول اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺎت اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﻌراﻗﻲ ﻣﺗﻰ ﯾﻘﺑل اﻟﺻﻠﺢ دون ﻣواﻓﻘﺔ اﻟﻘﺎﺿﻲ
ﺣﯾث ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة ﻋﻠﻰ اﻧﻪ ":أ – اذا ﻛﺎﻧت اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻣﺷﺎر اﻟﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 194ﻣﻌﺎﻗﺑﺎ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﺎﻟﺣﺑس ﻣدة
اﻟذﻛر ﻓﺄن اﻟﺻﻠﺢ ﯾﻘﺑل ﻣن دون ﻣواﻓﻘﺔ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻓﻲ اﻟﺟراﺋم اﻟﺗﻲ ﯾﺗوﻗف ﺗﺣرﯾﻛﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺷﻛوى ﻣن اﻟﻣﺟﻧﻲ
ﻋﻠﯾﻪ ،واﻟﺗﻲ ﺗﻛون ﻋﻘوﺑﺗﻬﺎ اﻟﺣﺑس ﺳﻧﺔ ﻓﺄﻗل أو ﺑﺎﻟﻐراﻣﺔ) .(204وﯾﻘﺑل طﻠب اﻟﺻﻠﺢ ﻓﻲ أي ﻣرﺣﻠﺔ ﻣن ﻣراﺣل
ﻧﻬﺎﺋﯾﺎ ﻓﻲ ﺣﺎل
ً وﻓﻲ ﻣﺎ ﯾﺧص اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ﻓﯾﺻدر ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻗ ارراً ﺑرﻓض اﻟﺷﻛوى وﻏﻠق اﻟدﻋوى
ﻟدﯾﻪ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﺗﺣﻣل ﺗﺑﻌﺎت اﻓﻌﺎﻟﻪ) ،(207وﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻻت ﯾﺟب ﻋﻠﻰ ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق رﻓض
اﻟﺷﻛوى وﻏﻠق اﻟدﻋوى ﻧﻬﺎﺋﯾﺎً ،وﯾﺟب ﻋﻠﯾﻪ اﺧﻼء ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺗﻬم اﻟﻣوﻗوف).(208
اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟراﺑﻌﺔ ﺟﺎءت ﺑﻌض اﻟﺟراﺋم اﻟﺗﻲ ﯾﻘف ﺗﺣرﯾك اﻟدﻋوى اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻓﯾﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻘدﯾم اﻟﺷﻛوى ﻣن اﻟﻣﺟﻧﻲ
ﻋﻠﯾﻪ ،ﻓﺈذا ﺗرك اﻟﻣﺷﺗﻛﻲ دﻋواﻩ دون ﻣراﺟﻌﺔ وﻟﻣدة) (3أﺷﻬر وﺑدون ﻋذر ﺷرﻋﻲ ﻓﯾﺟب ﻋﻠﻰ ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ
وﻗد ورد ﻓﻲ اﻟﺷق اﻻول ﻣن اﻟﻔﻘرة)ب( ﻣن اﻟﻣﺎدة) (130ﻣن ﻗﺎﻧون اﺻول اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺎت اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ
اﻧﻪ ":ب -اذا ﻛﺎن اﻟﻔﻌل ﻣﻌﺎﻗﺑﺎ ﻋﻠﯾﻪ ووﺟد اﻟﻘﺎﺿﻲ ان اﻻدﻟﺔ ﺗﻛﻔﻲ ﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ اﻟﻣﺗﻬم ﻓﯾﺻدر ﻗ ار ار ﺑﺎﺣﺎﻟﺗﻪ ﻋﻠﻰ
اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ،".....وﻋﻠﯾﻪ ﯾﺻدر ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻗ ار ًار ﺑﺎﻻﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣﺗﻬم اﻟﻰ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﻓﻲ
ﻣﺗﻬﻣﺎ
ً واﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ أذا ﻛﺎﻧت أدﻟﺔ اﻻﺛﺑﺎت اﻟﻣﻧﺳوﺑﺔ ﻟﻠﻣﺗﻬم ﺗﻛﻔﻲ ﻻﺣﺎﻟﺗﻪ ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ ،وﻋ ﻠﯾﻪ ﻓﺈذا ﻛﺎن اﻟﺣدث
ﺑﺟﻧﺎﯾﺔ وﻛﺎﻧت اﻻدﻟﺔ ﻛﺎﻓﯾﺔ ﻹﺣﺎﻟﺗﻪ ﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺣداث ﻓﯾﺟب ﻋﻠﻰ ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق أن ﯾرﺳل اﻟﺣدث اﻟﻰ ﻣﻛﺗب
دراﺳﺔ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ،أﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧت اﻟﺗﻬﻣﺔ اﻟﻣﻧﺳوﺑﺔ اﻟﻰ اﻟﺣدث ﺟﻧﺣﺔ ﻓﯾﻛون ﻣوﺿوع ارﺳﺎل اﻟﺣدث اﻟﻣﺗﻬم اﻟﻰ
ﻣﺎ ﺗم ﺗوﺿﯾﺣﻪ ﺳﺎﺑﻘﺎً )ٕ ، (210واذا اﺗﻬم ﺣدث ﻣﻊ ﺑﺎﻟﻎ ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟﻔﻌل اﻟﺟرﻣﻲ ﻓﯾﺟب ﻋﻠﻰ ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق ان
وﺣددت اﻟﻣﺎدة) (135ﻣن ﻗﺎﻧون اﺻول اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺎت اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﻌراﻗﻲ أﻧﻪ ﻓﻲ ﺣﺎل ﻋدم ﺣﺿور اﻟﻣﺗﻬم أﻣﺎم
ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻻﺳﺗﺟواﺑﻪ واﻛﻣﺎل اﺟراءات اﻟﺗﺣﻘﯾق ،وﻟم ﯾﺗﺳﻧﻰ اﻟﻘﺑض ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺄﻋﻼم اﻟﻣﺗﻬم
ﻟﻠﺣﺿور اﻣﺎ ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق أو اﻟﻣﺣﻘق واﺳﺗﻧﻔﺎذ ﺟﻣﯾﻊ طرق اﻻﺟﺑﺎر ﻋﻠﻰ اﻟﺣﺿور ،أو ﻗد ﯾﻛون ﻗد ﻫرب
ﻣن اﻟﻘﺑض او اﻟﺗوﻗﯾف ،وﻛﺎ ن ﻟدى ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻدﻟﺔ اﻟﻛﺎﻓﯾﺔ ﺣﺗﻰ ﺗﺣﯾﻠﻪ اﻟﻰ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ،ﻓﻔﻲ
ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾﻘوم ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﺑﺄﺻدار ﻗرار اﻻﺣﺎﻟﺔ اﻟﻰ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺣﺗﻰ ﺗﻘوم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﺑﻣﺣﺎﻛﻣﺗﻪ
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث
اﻹﻓراج واﻟﻣﻘﺻود ﺑﻪ إﺧﻼء ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺗﻬم ﻣن اﻟﺗوﻗﯾف ،وﻏﻠق اﻟدﻋوى ﺑﺣﻘﻪ ان ﻟم ﺗﺟد اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻣﺎ
ﯾﻛﻔﻲ ﻣن اﻻدﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﺗدﯾﻧﻪ ﺑﺎﻟﻔﻌل اﻟﻣﻧﺳوب ﻋﻠﯾﻪ ،ﺣﯾث ﻧص اﻟﺷق اﻻﺧﯾر ﻟﻠﻔﻘرة)ب( ﻣن اﻟﻣﺎدة) (130ﻗﺎﻧون
اﺻول اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺎت اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﻌراﻗﻲ ﻋﻠﻰ اﻧﻪ .....":اﻣﺎ اذا ﻛﺎﻧت اﻻدﻟﺔ ﻻ ﺗﻛﻔﻲ ﻻﺣﺎﻟﺗﻪ ﻓﯾﺻدر ﻗ ار ار ﺑﺎﻻﻓراج
ﻋﻧﻪ وﻏﻠق اﻟدﻋوى ﻣؤﻗﺗﺎ ﻣﻊ ﺑﯾﺎن اﺳﺑﺎب ذﻟك" .وﻋﻠﯾﻪ ﯾﺟب ﻋﻠﻰ ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻋﻧد اﻻﻧﺗﻬﺎء ﻣن اﻟﺗﺣﻘﯾق
ﻣﻊ اﻟﺣدث واﻟﺗﺄﻛد ﻣن ان اﻻدﻟﺔ ﻻ ﺗﻛﻔﻲ ﻻﺣﺎﻟﺔ اﻟﺣدث اﻟﻣﺗﻬم ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ أن ﯾﻘوم ﺑﺎﻻﻓراج ﻋﻧﻪ وان ﯾﻘوم ﺑﻐﻠق
اﻟدﻋوى ﺑﺻورة ﻣؤﻗﺗﺔ ﻣﻊ ﺑﯾﺎن اﻻﺳﺑﺎب اﻟﺗﻲ دﻓﻌت ﺑﻘﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻻﺻدار ﻫذا اﻟﻘرار ،ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣو وﺟود
أدﻟﺔ ﺿد اﻟﻣﺗﻬم اﻻ اﻧﻪ ﻏﯾر ﻛﺎﻓﻲ ﻹداﻧﺔ اﻟﻣﺗﻬم ﺑﺎﻟﻔﻌل اﻟﻣﻧﺳوب اﻟﯾﻪ ،وﻻن اﻟﻣﺷرع اﻟﻌراﻗﻲ ﯾﺳﻌﻰ ﻟﺗوﻓﯾر
أﻓﺿل ﺳﺑل اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﻟﺣرﯾﺎت وﺣﻘوق اﻻﻓراد ﺳواء اﻟﺑﺎﻟﻐﯾن او اﻻﺣداث ،ﻓوﺟود ﺑﻌض اﻻدﻟﺔ اﻟﺿﻌﯾﻔﺔ ﻻ ﺗﻛﻔﻲ
ﻣؤﻗﺗﺎ
ً ﻻداﻧﺔ اﻟﻣﺗﻬم واﺣﺎﻟﺗﻪ اﻟﻰ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ .وﯾﻣﻛن ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق أﺻدار ﻗ ار ار ﺑﻐﻠق اﻟدﻋوى
واﻟﻣﻘﺻود ﺑﻪ ﻫو وﻗف اﺟراءات اﻟدﻋوى ﺑﺻورة ﻣؤﻗﺗﺔ ،ﻓﻘد ﺣدد اﻟﻣﺷرع اﻟﺣﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﻣدﻋﻲ
اﻟﻌﺎم اﺻدار ﻗرار ﺑﻐﻠق اﻟدﻋوى ﻣؤﻗﺗﺎً ،اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻻوﻟﻰ ﻫﻲ ﺑﺳﺑب ﻋدم ﻛﻔ ﺎﯾﺔ اﻻدﻟﺔ وﻫو ﻣﺎ ﺗم ﺗوﺿﯾﺣﻪ ﺳﺎﺑﻘﺎً.
أﻣﺎ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻫﻲ ﻓﻲ ﺣﺎل اذا ﻛﺎن ﻓﺎﻋل اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻣﺟﻬوﻻً ،أو وﻗوع اﻟﺣﺎدث ﻗﺿﺎء وﻗدراً أي ﻋدم ﺗوﻓر
اﻻ ان اﻟﻣﺷرع اﻟﻌراﻗﻲ ﻟم ﯾﺗرك ﻏﻠق اﻟدﻋوى ﻣؤﻗﺗﺎً ﺑﺷﻛل ﻣطﻠق ﺑل ﺟﻌل ﻫذا اﻟﻘرار ﻣﻘﯾداً ﺑﻔﺗرة ﺗﻘﺎدم
ﻓﺟﻌل اﻟﻣﺷرع اﻟﻔرﺻﺔ ﻗﺎﺋﻣﺔ ﺧﻼل ﺳﻧﺗﯾن إذا ﻛﺎن ﻗرار اﻻﻓراج ﺻﺎدر ﻣن ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق أو اي ﺳﻠطﺔ
ﺗﺣﻘﯾﻘﯾﺔ اﺧرى ،وﺑﻌد ﻣﺿﻲ ﻣدة اﻟﺗﻘﺎدم ﻻ ﯾﻣﻛن اﺗﺧﺎذ أي إﺟراء ﺑﺣق اﻟﻣﺗﻬم اﻟذي ﺗم اﻻﻓراج ﻋﻧﻪ وﯾﺗﺣول
ﻣؤﻗﺗﺎ اﻟﻰ اﻟﻘرار اﻟﻧﻬﺎﺋﻲ .وﻫذا ﻣﺎ اﻛدت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺎدة)/302ج( ﻗﺎﻧون اﺻول اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺎت
ً ﻗرار ﻏﻠق اﻟدﻋوى
اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﻌراﻗﻲ ﻧﺻت ﻋﻠﻰ اﻧﻪ ":اﻟﻘرار اﻟﺑﺎت اﻟﺻﺎدر ﺑﺎﻻﻓراج ﻋن اﻟﻣﺗﻬم وﻓق اﻟﻔﻘرة ب ﻣن اﻟﻣﺎدة ...130
ﻏﯾر اﻧﻪ ﻻ ﯾﺟوز اﺗﺧﺎذ اي اﺟراء اذا ﻣﺿت ﺳﻧﺔ ﻋﻠﻰ ﻗرار اﻻﻓراج اﻟﺻﺎدر ﻣن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ وﺳﻧﺗﺎن ﻋﻠﻰ اﻟﻘرار
اﻟﺻﺎدر ﻣن ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق ،وﯾﻛون ﻛل ﻣن ﻫذﯾن اﻟﻘ اررﯾن ﻧﻬﺎﺋﯾﺎ ﺗﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻪ اﻻﺛﺎر اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ
اﻟﻣﺎدة ."300
ﯾﺗﺿﺢ ﻟﻠﺑﺎﺣﺛﺔ ﻣن ذﻟك أن اﻟﻬدف ﻣن اﺻدار ﻗرار ﺑﻐﻠق اﻟدﻋوى ﻣؤﻗﺗﺎً ﻫو اﻋطﺎء اﻟﺣق ﻟﻠﻣﺟﻧﻰ
ﻋﻠﯾﻪ أو ذوﯾﺔ أو ﺣﺗﻰ اﻻدﻋﺎء اﻟﻌﺎم اﻟﻣﻣﺛل ﻟﻠﺷﻌب ﻟﻠﺑﺣث ﻋن أي دﻟﯾل اﺧر ﻣن ﺷﺄﻧﻪ ان ﯾﺛﺑت اﻟﻔﻌل
اﻟﺟرﻣﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷﺗﻛﻰ ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ،ﻓﺄذا ﺗوﻓر ﻫذا اﻟدﻟﯾل اﺟﺎز اﻟﻘﺎﻧون إﻋﺎدة ﻓﺗﺢ اﻟدﻋوى ﻣﺟدداً
اﻟﻔﺻل اﻟﺧﺎﻣس
اﻟﺧﺎﺗﻣﺔ
ﺗﻧﺎوﻟت دراﺳﺔ ﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣﻊ اﻻﺣداث ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ ﻣﺎ ﻗﺑل اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾن اﻻردﻧﻲ
واﻟﻌراﻗﻲ اﻟﺗطرق اﻟﻰ ﻣرﺣﻠﺗﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺑق ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ واﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﺑﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻوﻟﻲ وﻣرﺣﻠﺔ
اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻﺑﺗداﺋﻲ ،وﻗد ﺣدد ﻗﺎﻧون اﻻﺣداث اﻻردﻧﻲ رﻗم) (32ﻟﺳﻧﺔ 2014وﻗﺎﻧون رﻋﺎﯾﺔ اﻻﺣداث اﻟﻌراﻗﻲ
رﻗم) (76ﻟﺳﻧﺔ 1983اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﻟﻛل ﻣرﺣﻠﺔ ﻣن ﻣراﺣل اﻟﺗﺣﻘﯾق واﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﺛل ﺑﺷرطﺔ اﻻﺣداث و
رﺟﺎل اﻟﺿﺑط اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ،وﺗﺣدﯾد ﻣﻬﺎم ﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق واﻟﻣﻧﺎط ﺑﻬﺎ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣﻊ اﻻﺣداث.
أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﺗﻲ أﻗرﺗﻬﺎ اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻟﻠﺣدث ﻓﻲ ﻣراﺣل اﻟﺗﺣﻘﯾق واﻟﺗﻲ ﺟﺎء ﺗﻧﺎوﻟﻬﺎ ﻓﻲ
ﻗﺎﻧون اﻻﺣداث اﻻردﻧﻲ وﻗﺎﻧون اﺻول اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺎت اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻻردﻧﻲ وﻗﺎﻧون رﻋﺎﯾﺔ اﻻﺣداث اﻟﻌراﻗﻲ وﻗﺎﻧون
اﺻول اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺎت اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﻌراﻗﻲ وذﻟك ﺗطﺑﯾﻘﺎً ﻟﻣﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﻣوﺿوع اﻟﺣدث
واﺣﺗرام ﺣﻘوﻗﻪ وﺣﯾﺎﺗﻪ ،وﻋﻠﯾﻪ ﺟﺎءت اﻟﻘواﻧﯾن اﻟوطﻧﯾﺔ ﺗﻧدد ﺑﻬذﻩ اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت وﺗﻔرض ﻟﻬﺎ ﻧﺻوﺻﺎً ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺳواء
ﻛﺎن ذﻟك ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص ﺑﻘﺿﺎﯾﺎ اﻻﺣداث او ﻣﺎ ﺟﺎءت ﺑﻪ ﻗواﻧﯾن اﺻول اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺎت اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺑﺻورة
ﻋﺎﻣﺔ.
وﻣﻣﺎ ﻻ ﺷك ﻓﯾﻪ أن ﺗﺧﺻﯾص ﻓﺋﺔ اﻻﺣداث ﺑﻘواﻋد اﺟراﺋﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺳواء ﻛﺎﻧت ﻣوﺿوﻋﯾﺔ أم اﺟراﺋﯾﺔ،
ﻧﺻوص ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ
ٍ ﯾﺟد ﻣﺑرراﺗﻪ ﻓﻲ أﺧﺗﻼف اﻟﺣدث اﻟﺟﺎﻧﺢ ﻋن اﻟﻣﺟرم اﻟﺑﺎﻟﻎ ،وﻣن اﺟل ذﻟك ﻻﺑد ﻣن وﺟود
ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻛﯾﻔﯾﺔ اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ اﻟﺣدث اﻟﺟﺎﻧﺢ واﻟﺗﻲ ﯾﻧص ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص ﺑﻘﺿﺎﯾﺎ اﻻﺣداث.
واﺧﯾراً ﺗم اﻟﺗوﺻل اﻟﻰ ﻗﺎﺋﻣﺔ ﻣن اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ واﻟﺗوﺻﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﻧﺗﻣﻧﻰ ﻣن اﻟﻣﺷرﻋﯾن اﻻردﻧﻲ واﻟﻌراﻗﻲ أن
ﯾﺿﻌﺎﻫﺎ ﺑﻌﯾن اﻻﻋﺗﺑﺎر ﻋن اﺟراء ﺗﻌدﯾل ﻻﺣق ﻟﻘﺎﻧون اﻻﺣداث.
133
اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ:
اوﻻً -ﺗﻌﺗﺑر ﻣﺷﻛﻠﺔ ﺟﻧوح اﻷﺣداث ﻣﺷﻛﻠﺔ إﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ أﻛﺛر ﻣن اﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﻣﺷﻛﻠﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ،ﻛون ﺳﻠوك اﻷﺣداث
ﯾﺗﻔﺎﻋل ﻣﻊ ﻣﺎ ﯾدور ﺣوﻟﻪ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟذي ﯾﻌﯾش ﻓﯾﻪ ﻓﯾﺗﺄﺛرون ﺑﻣﺎ ﯾﺟدوﻧﻪ ﺣوﻟﻬم ،وﻟذﻟك دأب ﻋﻠﻣﺎء
اﻟﺗﺧﺻﺻﺎت اﻻﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﻟدراﺳﺔ ﺳﻠوك اﻷﺣداث ،وأﻫﺗم اﻟﻣﺷرﻋﯾن ﺑﺗطوﯾر طرق ﺗﺄﻫﯾل اﻻﺣداث ورﻋﺎﯾﺗﻬم رﻋﺎﯾﺔ
اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﺻﺎﻟﺣﺔ ﻣن ﺧﻼل ﻣﻧﻊ ﺟﻧوﺣﻬم ﺑﺷﺗﻰ اﻻﺳﺎﻟﯾب واﻟطرق اﻟﺗﻲ ﺗؤﻣن ﻟﻠﺣدث ﺷﺧﺻﯾﺔ ﺑﺎرزة ﻓﻲ
ﺛﺎﻧﯾﺎ -ﻫﻧﺎك ﺗﺑﺎﯾن ﺑﯾن اﻟﺣد اﻷدﻧﻰ ﻟﺳن اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻓﻲ ﻛل ﻣن اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت ﻣﺣل اﻟدراﺳﺔ ﺣﯾث ﻧص
ً
اﻟﻣﺷرع اﻷردﻧﻲ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻷﺣداث اﻷردﻧﻲ رﻗم) (32ﻟﺳﻧﺔ 2014ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر ﺳن اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ 12
ﺳﻧﺔ ﻟﻠﺣدث ،ﻋﻠﻰ ﺧﻼف ﺳن اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﻣﻧﺎطﺔ ﻟﻠﺣدث ﻓﻲ ﻗﺎﻧون رﻋﺎﯾﺔ اﻷﺣداث اﻟﻌراﻗﻲ ﺣﯾث
اﻋﺗﺑرﻫﺎ 9ﺳﻧوات.
ﺛﺎﻟﺛﺎ -أوﺟب ﻛﻼ اﻟﻣﺷرﻋﯾن اﻻردﻧﻲ واﻟﻌراﻗﻲ ﻋﻠﻰ ﺿرورة ﻋزل اﻟﻣﺷﺗﻛﻰ ﻋﻠﯾﻪ اﻟﺣدث ﻋن اﻟﻣﺗﻬﻣﯾن اﻟﺑﺎﻟﻐﯾن
ً
ﻋﻧد ﺗوﻗﯾﻔﻬم اﻟﻰ ان ﯾﺻﺎر ﺗﺣوﯾﻠﻬم اﻟﻰ اﻟﺟﻬﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﺎﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣﻌﻬم ،اﻻ ان اﻟﻣﺷرع اﻻردﻧﻲ
ﺗﻣﯾﯾز ﻓﻲ اﻧﻪ اوﺟب اﺗﺧﺎذ ﻛﺎﻓﺔ اﻻﺟراءات اﻟﺗﻲ ﺗﻠزم ﺑﻌزل اﻟﻣﺷﺗﻛﻰ ﻋﻠﯾﻬم اﻻﺣداث ﻋن ﺑﻌﺿﻬم اﻟﺑﻌض
اﺑﻌﺎ -ﻟم ﯾﻣﻧﺢ اﻟﻣﺷرع اﻟﻌراﻗﻲ ﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﺣق إﺣﺎﻟﺔ ﺑﻌض ﻗﺿﺎﯾﺎ اﻻﺣداث اﻟﺑﺳﯾطﺔ اﻟﻰ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت
ر ً
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﻧﻰ ﺑﺎﻟﺣدث ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑﺎﺻﻼﺣﺔ وﻣﻌﺎﻟﺟﺔ وﺿﻌﻪ اﻟﻧﻔﺳﻲ ﺑﻣﺎ ﯾﺗﻼﺋم ﻣﻊ اﻟﻣﺻﻠﺣﻰ اﻟﻔﺿﻠﻰ
ﻟﻠﺣدث ،ﻋﻠﻰ ﻋﻛس اﻟﻣﺷرع اﻻردﻧﻲ اﻟذي اﻋطﻰ اﻟﺣق ﻟﺷرطﺔ اﻻﺣداث ﺑﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻧزاع ﺑﯾن اﻻطراف دون
134
اﻻﺣﺎﻟﺔ اﻟﻰ اﻟﻘﺿﺎء ،ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن ان ﺷرطﺔ اﻻﺣداث ﻻ ﺗﻌﺗﺑر ﺳﻠطﺔ ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ اﻻ اﻧﻬﺎ ﺗﺧﺿﻊ ﻟرﻗﺎﺑﺔ
اﻟﻣدﻋﻲ اﻟﻌﺎم.
ُرد اﻟﻣﺷرع اﻟﻌراﻗﻲ ﻧص ﺻرﯾﺢ وﺧﺎص ﺑﻣدة ﺗوﻗﯾف اﻟﺣدث ،أي ﻟم ﯾﺣدد اﻟﺣد اﻻﻗﺻﻰ اﻟذي
ﺧﺎﻣﺳﺎ -ﻟم ﯾ
ً
ﯾﻣﻛن ﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﺗﺑﺎﻋﻪ ﻋﻧد اﻻﻣر ﺑﺗوﻗﯾف اﻟﺣدث ،وﺗرك ﻫذﻩ اﻟﻣﺳﺎءﻟﺔ ﻟﻠﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﺻول
اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺎت اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﻌ ارﻗﻲ .أﻣﺎ اﻟﻣﺷرع اﻻردﻧﻲ ﻓﻘد أﺟﺎز ﻟﻠﻣدﻋﻲ اﻟﻌﺎم إﯾﻘﺎف اﻟﺣدث ﻟﻣرة واﺣدة ،واذا
ﺗطﻠب اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻷﺳﺗﻣرار ﻓﻲ ﺗوﻗﯾف اﻟﺣدث ﻓﯾﺗوﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﻣدﻋﻲ اﻟﻌﺎم اﻟطﻠب ﻣن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﺗﻣدد اﻟﺗوﻗﯾف
ﺳﺎدﺳﺎً -ان وﺟود ﻣراﻗب اﻟﺳﻠوك ﺧﻼل اﺟراءات اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻﺑﺗداﺋﻲ ﻏﯾر ﻣﻌﻣم ﻓﻲ ﻗﺎﻧون رﻋﺎﯾﺔ اﻻﺣداث
اﻟﻌراﻗﻲ ،ﺣﯾث ﯾﻘوم ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﺑﺈﺣﺎﻟﺔ اﻟﺣدث اﻟﻰ ﻣﻛﺗﺑﺔ دراﺳﺔ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟﻧﺎﯾﺎت ،واﻻﻣر ﺟوازي
ﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﺑﺈﺣﺎﻟﺔ اﻟﺣدث اﻟﻰ ﻣﻛﺗﺑﺔ دراﺳﺔ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟﻧﺢ ،وﯾﻘﺗﺻر دور ﻣﻣﺛل ﻣﻛﺗب دراﺳﺔ
اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﺣﺿور ﺟﻠﺳﺎت اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﺗﻲ ﯾﻘدم ﺗﻘرﯾرﻩ ﻓﯾﻬﺎ ،ﻋﻠﻰ ﻋﻛس دور ﻣراﻗب اﻟﺳﻠوك ﻓﻲ
اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻻردﻧﻲ اﻟذي ﯾﻘوم ﺑﺣﺿور ﺟﻣﯾﻊ ﺟﻠﺳﺎت اﻟﺗﺣﻘﯾق واﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻛون اﻟﺣدث ﻫو اﻟﻣﺷﺗﻛﻰ ﻋﻠﯾﻪ.
ﺳﺎﺑﻌﺎ -ﻟم ﯾﺗﻌرض اﻟﻣﺷرع اﻟﻌراﻗﻲ اﻟﻰ ﺗﻧظﯾم اﺟراءات اﻟﻘﺑض ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷﺗﻛﻰ ﻋﻠﯾﻪ اﻟﺣدث ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق
ً
اﻟﺗوﺻﯾﺎت:
اوﻻً -ﺗوﺻﻲ اﻟﺑﺎﺣﺛﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷرع اﻻردﻧﻲ اﻻﻫﺗﻣﺎم ﺑﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣﻊ اﻻﺣداث ﺳواء ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻوﻟﻲ
او اﻻﺑﺗداﺋﻲ وذﻟك ﻣن ﺧﻼل ﺗﺿﻣﯾن ﻗﺎﻧون اﻷﺣداث اﻷردﻧﻲ ﻧﺻوص ﺗﺗﻌﻠق ﺑﻣراﺣل اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻷوﻟﻲ
واﻻﺑﺗداﺋﻲ ﻣﻊ اﻷﺣداث ،وذﻟك ﺑﺳﺑب ﻗﻠﺔ اﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗوﺿﺢ اﻻﺟراءات اﻟﺗﻲ ﯾﺟب ﻋﻠﻰ ﺳﻠطﺔ
اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ اﻻﺧذ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣﻊ اﻟﺣدث اﻟﺟﺎﻧﺢٕ ،وان ﻗﺎﻧون اﻻﺣداث اﻻردﻧﻲ رﻗم) (32ﻟﺳﻧﺔ
2014اﻫﺗم ﺑﺷﻛل ﻛﺑﯾر وواﺿﺢ ﺑﻣرﺣﻠﺔ ﻣﺣﺎﻛﻣﺔ اﻟﺣ دث اﻛﺛر ﻣن اﻫﺗﻣﺎﻣﻪ ﺑﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق ،ﺣﯾث ﺗﻌﺗﺑر
ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻﺳﺎس اﻟذي ﺗﻘوم ﻋﻠﯾﻪ ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ اﻟﻌﺎدﻟﺔ ﻟﻠﺣدث اﻟﺟﺎﻧﺢ.
ﺛﺎﻧﯾًﺎ -ﺗوﺻﻲ اﻟﺑﺎﺣﺛﺔ ﺑﺿرورة ﺗﺿﻣﯾن ﻧﺻوص ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺈﻟزاﻣﯾﺔ ﺣﺿور وﻟﻲ اﻣر اﻟﺣدث ﻣرﺣﻠﺔ
اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣﻊ اﻟﺣدث اﻟﺟﺎﻧﺢ ،ﺣﯾث ﻟم ﯾرد ﻧص ﺻرﯾﺢ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻻﺣداث اﻻردﻧﻲ رﻗم) (32ﻟﺳﻧﺔ 2014ﯾﺣﺗم
ﻋﻠﻰ وﻟﻲ أﻣر اﻟﺣدث ﺣﺿور ﺟﻠﺳﺎت اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣﻊ اﻟﺣدث ،ﻓﻘد رﻛز اﻟﻣﺷرع ﻋﻠﻰ وﺟوب ﺣﺿور وﻟﻲ اﻣر
اﻟﺣدث ﻓﻲ ﺟﻠﺳﺎت اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺣداث اﻟﺟﺎﻧﺢ وﻛذﻟك ﻛﺎن اﻟﺣﺎل ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون رﻋﺎﯾﺔ اﻷﺣداث
ﺛﺎﻟﺛًﺎ -وﺗوﺻﻲ اﻟﺑﺎﺣﺛﺔ ﺑوﺿﻊ اﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﻓﻌﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﺗﻌﯾﯾن ﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق واﻟﺷرطﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﻘﺿﺎﯾﺎ اﻻﺣداث،
ﺣﯾث ﯾﺟب اﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ ﺗدرﯾب وﺗﺄﻫﯾل اﻟﻛوادر اﻟﻣﺗﺧﺻﺻﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ اﻻﺣداث ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ
اﺑﻌﺎ -ﺗوﺻﻲ اﻟﺑﺎﺣﺛﺔ اﻟﻣﺷرع اﻟﻌراﻗﻲ ﺑﺎﺿﺎﻓﺔ ﻧﺻوص ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻌدم ﺗﻘﯾﯾد اﻟﺣدث اﻟذي ﯾﺗم اﻟﻘﺑض
ر ً
ﺧوﻓﺎ
ﻋﻠﯾﻪ ،ﺑﺳﺑب اﺛر ﺳﻠﺑﻲ اﻟذي ﯾؤﺛر ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺳﯾﺗﻪ اﻟﺣدث ،إﻻ ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﯾظﻬر ﻓﯾﻬﺎ اﻟﺷراﺳﺔ واﻟﺗﻣرد ً
ﺧﺎﻣﺳًﺎ -ﺗوﺻﻲ اﻟﺑﺎﺣﺔ اﻟﻣﺷرع اﻟﻌراﻗﻲ ﻓﻲ اﻋطﺎء ﺻﻼﺣﯾﺔ ﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻓﻲ اﻟﺗﺻرف ﺑوﺿﻊ اﻟﺣدث
اﻟﻣﺗﻬم ،وﻟذك ﺑﻣﻧﺢ ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﺣق ﻓﻲ إﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣﺗﻬم اﻟﺣدث ﻓﻲ اﻟﺟراﺋم اﻟﺑﺳﯾطﺔ اﻟﻰ ﻣؤﺳﺳﺔ اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ
ﺗﻬﺗم ﺑرﻋﺎﯾﺗﻪ واﺻﻼﺣﻪ دون اﻟﻠﺟوء اﻟﻰ اﻟﻘﺿﺎء ،ﺣﯾث ﯾﺣﻘق ﻫذا اﻻﺟراء ﻫدف ﻗﺎﻧون رﻋﺎﯾﺔ اﻻﺣداث ﻓﻲ اﻧﻪ
ﯾﺑﻌد ﻗد اﻻﻣﻛﺎن اﻟﺣدث ﻋن اﻟﻣﺳﺎءﻟﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋن اﻻﻓﻌﺎل اﻟﺟرﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ﺑﻬﺎ.
137
اﻟﻣراﺟﻊ
-اﻟﺟوﺧدار ،ﺣﺳن) ،(1992ﻗﺎﻧون اﻷﺣداث اﻟﺟﺎﻧﺣﯾن ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،ﻣﻛﺗﺑﺔ دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ،
ﻋﻣﺎن.
-اﻟﺟوﺧدار ،ﺣﺳن) ،(2011اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻﺑﺗداﺋﻲ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﺻول اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺎت اﻟﺟزاﺋﯾﺔ دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ،دار
اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،ﻋﻣﺎن.
-اﻟﺣﺿوري ،ﺣﺳﯾن اﺣﻣد ،(2009)،إﺟراءات اﻟﺿﺑط واﻟﺗﺣﻘﯾق ﻟﺟراﺋم اﻻﺣداث دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ،دار
اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،اﻻﺳﻛﻧدرﯾﺔ.
-اﻟﺣﻠﺑﻲ ،ﻣﺣﻣد ﻋﻠﻲ ﺳﺎﻟم) ،(1999اﻟوﺳﯾط ﻓﻲ ﺷرح ﻗﺎﻧون اﺻول اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺎت اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ،اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ،
ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﺗرﺑﯾﺔ ﻟﻠﻧﺷر ،ﺑﯾروت.
-اﻟدﺑﺎس ،ﻣﺣﻣد ﻧور) ،(2006دﻟﯾل اﻟﻣﺣﻘق ﻓﻲ اﺻول اﻟﺗﺣﻘﯾق ،دار ﯾﺎﻓﺎ ﻟﻠﻧﺷر ،اﻻردن.
-اﻟرازي ،ﺳﻌد ﺑن اﺑﻲ ﺑﻛر ﺑن ﺑﻛر ﻋﺑد اﻟﻘﺎدر ،(1953)،ﻣﺧﺗﺎر اﻟﺻﺣﺎح ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺳﺎﺑﻌﺔ ،اﻟﻣطﺑﻌﺔ
اﻻﻣﯾرﯾﺔ ،ﻣﺻر.
-اﻟرداﯾدة ،ﻋﺑد اﻟﻛرﯾم ،(2013)،إﺟراءات اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ وأﻋﻣﺎل اﻟﺿﺎﺑطﺔ اﻟﻌدﻟﯾﺔ اﻟﺟﺎﻣﻊ اﻟﺷرطﻲ،
اﻟطﺑﻌﺔ اﻻوﻟﻰ ،دار ﺣﺎﻣد ﻟﻠﻧﺷر ،اﻻردن.
-اﻟزاوي ،اﻟظﺎﻫر اﺣﻣد) ،(1983ﻣﺧﺗﺎر اﻟﻘﺎﻣوس ،اﻟدار اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻟﻠﻛﺗﺎب ،اﻟﻘﺎﻫرة.
138
-اﻟزﻋﺑﻲ ،ﻧﻬﯾل ﻋﺑد اﻟﻛرﯾم) ،(2016اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣﻘررة ﻟﻼﺣداث ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻻوﻟﻰ ،دار واﺋل ﻟﻠﻧﺷر،
اﻻردن.
-اﻟزﻋﻧون ،ﺳﻠﯾم) ،(2001اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺗﺣﻘﯾق اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ،اﻟﺟزء اﻻول ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟراﺑﻌﺔ،
دار ﻓﺎرس ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،ﻋﻣﺎن.
-اﻟﺳﻌﯾد ،ﻛﺎﻣل) ،(2008ﺷرح اﻻﺣﻛﺎم اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ،دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻧﺷر،
ﻋﻣﺎن.
-اﻟﺳﻣرﻗﻧدي ،ﻋﺑداﷲ ﺑن ﻋﺑداﻟرﺣﻣن) ،(1987ﺳﻧن اﻟدارﻣﻲ ،دار اﻟﻛﺗﺎب اﻟﻌرﺑﻲ ،ﻟﺑﻧﺎن.
-اﻟﺷﺎوي ،ﺳﻠطﺎن) ،(2009أﺻول اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻﺟراﻣﻲ ،ﻧﺷر وﺗوزﯾﻊ اﻟﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،ﺑﻐداد.
-اﻟطراوﻧﺔ ،ﻣﺣﻣد) ،(2009دراﺳﺎت ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﻋداﻟﺔ اﻻﺣداث دراﺳﺎت ﻧظرﯾﺔ وﺗطﺑﯾﻘﯾﺔ ،ﻣطﺑﻌﺔ اﻟﺷﻌب
ارﺑد ،اﻻردن.
-اﻟﻌﺻرة ،ﻣﻧﯾر،اﺑو اﻟﺧﯾر) ،(1961اﻧﺣراف اﻻﺣداث ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻻوﻟﻰ ،ﻣﻧﺷﺄة اﻟﻣﻌﺎرف ،اﻻﺳﻛﻧدرﯾﺔ.
-اﻟﻌﻼﯾﻠﻲ ،ﻋﺑداﷲ ) ،(1974اﻟﺻﺣﺎح ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ واﻟﻌﻠوم ،إﻋداد وﺗﺻﻧﯾف ﻧدﯾم ﻣرﻋﺷﻠﻲ وأﺳﺎﻣﺔ ﻣرﻋﺷﻠﻲ،
اﻟﻣﺟﻠد اﻻول ،دار اﻟﺣﺿﺎرة اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،ﺑﯾروت.
-اﻟﻌوﺟﻲ ،ﻣﺻطﻔﻰ) ،(1986اﻟﺣدث اﻟﻣﻧﺣرف او اﻟﻣﻬدد ﺑﺧطر اﻹﻧﺣراف ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻻوﻟﻰ،
اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،ﺑﯾروت.
-اﻟﻌﯾﺳوي ،ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن) ،(1984ﺳﯾﻛوﻟوﺟﯾﺔ اﻟﺟﻧوح ،دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻻوﻟﻰ ،ﺑﯾروت.
-اﻟﻌﯾﺳوي ،ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن) ،(1995اﻟﻣرﺟﻊ ﻓﻲ ﻋﻠم اﻟﻧﻔس اﻟﺣدﯾث ،دار اﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،ﻣﺻر.
-اﻟﻐﺎﻧﻲ ،رﯾﺎﺿﻲ ﻋﺑد ،(2001)،ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق ،اﻟﺟزء اﻻول ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻻوﻟﻰ ،ﻣطﺑﻌﺔ دار اﻟﺳﻼم،
اﻟﻣﻐرب.
-اﻟﻔﻘﻲ ،أﺣﻣد ﻋﺑد اﻟﻠطﯾف) ،(2003اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ وﺣﻘوق ﺿﺣﺎﯾﺎ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻻوﻟﻰ ،دار اﻟﻔﺟر
ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻟﻘﺎﻫرة.
-اﻟﻔﯾوﻣﻲ ،اﺣﻣد ﺑن ﻣﺣﻣد ،اﻟﻣﺻﺑﺎح اﻟﻣﻧﯾر ،اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ ،اﻟﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﻣﺻرﯾﺔ.
-اﻟﻛﯾﻼﻧﻲ ،ﻓﺎروق) ،(1995اﺻول اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺎت اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻻردﻧﻲ واﻟﻣﻘﺎرن ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ،ﺷرﻛﺔ اﻟﻣطﺑوﻋﺎت
اﻟﺷرﻗﯾﺔ ،ﺑﯾروت.
139
-اﻟﻣﺎﺿﻲ ،ﺣﻣد ﺑن ﻣﺣﻣد ﺑن ﺣﻣد) ،(2000اﻟﻘﺿﺎء ﻓﻲ ﺟراﺋم اﻷﺣداث ،دراﺳﺔ ﺗطﺑﯾﻘﯾﺔ ،ﺳﻠﺳﻠﺔ ﻛﺗﺎب
اﻟرﯾﺎض ،اﻟﻌدد ،85ﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﯾﻣﺎﻣﺔ اﻟﺻﺣﻔﯾﺔ ،اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﺳﻌودﯾﺔ.
-اﻟﻣﺟﺎﻟﻲ ،ﻧظﺎم ﺗوﻓﯾق) ،(2012ﺟواﻧب اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،دراﺳﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻷردﻧﻲ ،اﻟدﻟﯾل اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ
ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻟﻌرﺑﻲ.
-اﻟﻣﺟﺎﻟﻲ ،ﻧظﺎم) ،(2003اﻟﻘرار ﺑﺄن ﻻ وﺟﻪ ﻻﻗﺎﻣﺔ اﻟدﻋوى ﻗرار ﻣﻧﻊ اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ ،دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻧﺷر
واﻟﺗوزﯾﻊ ،ﻋﻣﺎن.
-اﻟﻧﺟدي ،ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن)1403ﻫـ( ،ﺣﺎﺷﯾﺔ اﻟروض اﻟﻣرﺑﻊ ﺷرح زاد اﻟﻣﺳﺗﻧﻘﻊ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ،اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻟث،
ﺑﯾروت.
-اﻟﻧﺻراوي ،ﺳﺎﻣﻲ) ،(1976دراﺳﺔ ﻓﻲ اﺻول اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺎت اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ،ﻣطﺑﻌﺔ دار اﻟﺳﻼم ،اﻟﺟزء اﻻول،
ﺑﻐداد.
-أﻧﯾس ورﻓﺎﻗﻪ ،(1988)،اﻟﻣﻌﺟم اﻟوﺳﯾط ،اﻟﺟزء اﻷول ،دار واﺋل ﻟﻠﻧﺷر ،اﻷردن.
-ﺑﺳﯾﺳو ،ﺳﻌدي) ،(1949ﻣﺣﺎﻛم اﻻﺣداث واﻟﻣدارس اﻻﺻﻼﺣﯾﺔ ،ﻣطﺑﻌﺔ اﻟﺗﻔﯾض ،ﺑﻐداد.
-ﺑﻼل ،أﺣﻣد ﻋوض) ،(1988اﻹﺛم اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ،دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ.
-ﺑن ﻧﺟﯾم ،زﯾن اﻟﻌﺎﺑدﯾن ﺑن اﺑراﻫﯾم)1405ﻫـ( ،اﻻﺷﺑﺎﻩ واﻟﻧظﺎﺋر ﻋﻠﻰ ﻣذﻫب اﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ اﻟﻧﻌﻣﺎن ،دار
اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ،ﺑﯾروت.
-ﺛروت ،ﺟﻼل) ،(1986اﺻول اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺎت اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺳﯾر اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،اﻟدار اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ ،ﺑﯾروت.
-ﺟﻌﻔر ،ﻋﻠﻲ ﻣﺣﻣد) ،(1990اﻻﺣداث اﻟﻣﻧﺣرﻓون :دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ،اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ﻟﻠدراﺳﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ،
ﺑﯾروت.
-ﺣﺳﻧﻲ ،ﻣﺣﻣود ﻧﺟﯾب) (1995ﺷرح ﻗﺎﻧون اﻹﺟرءات اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ،دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ،
اﻟﻘﺎﻫرة.
-ﺧوﯾن ،ﺣﺳن ﺑﺷﯾت) ،(1998ﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻣﺗﻬم ﻓﻲ اﻟدﻋوى اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻻوﻟﻰ ،دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻧﺷر
واﻟﺗوزﯾﻊ ،ﻋﻣﺎن.
-ﺳرور ،اﺣﻣد ﻓﺗﺣﻲ) ،(1981اﻟﺷرﻋﯾﺔ واﻹﺟراءات اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ،دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،اﻟﻘﺎﻫرة ،ﻣﺻر.
140
-ﺳرور ،اﺣﻣد ﻓﺗﺣﻲ) ،(1993اﻟوﺳﯾط ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻻﺟراءات اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ،طﺑﻌﺔ اﻟﺳﺎﺑﻌﺔ ،دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ،
اﻟﻘﺎﻫرة.
-ﺳرور ،أﺣﻣد ﻓﺗﺣﻲ ،(2001)،اﻟوﺳﯾط ﻓﻲ ﺷرح ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت ،اﻟﻘﺳم اﻟﻌﺎم ،دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ،
اﻟﻘﺎﻫرة.
-ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد ،ﻣﺣﻣد ﻣﺣﻲ اﻟدﯾن ،واﻟﺳﺑﻛﻲ ،ﻣﺣﻣد ﻋﺑد اﻟﻠطﯾف ،(1934)،اﻟﻣﺧﺗﺎر ﻣن ﺻﺣﺎح اﻟﻠﻐﺔ ،دار
اﻻﺳﺗﻘﺎﻣﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺧﺎﻣﺳﺔ ،اﻟﻘﺎﻫرة.
-ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن ،ﻧﺎﺋل واﺧرون) ،(1983اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدﻓﺎع اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ،اﻟﻣطﺑﻌﺔ اﻻردﻧﯾﺔ ،ﻋﻣﺎن.
-ﻋﺑد اﻟﺳﺗﺎر ،ﻓوزﯾﺔ) ،(1986ﺷرح ﻗﺎﻧون اﻻﺟراءات اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ،دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،اﻟﻘﺎﻫرة.
-ﻋﺑد اﻟﻠطﯾف ،ﺑراء ﻣﻧذر) ،(2009ﺷرح ﻗﺎﻧون اﺻول اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺎت اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ،دار اﻟﺣﺎﻣد ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ،
ﻋﻣﺎن.
-ﻋﺑد اﻟﻣﻠك ،ﺟﻧدي) ،(1931اﻟﻣوﺳوﻋﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ،اﻟﺟزء اﻻول ،دار اﻟﻛﺗب اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،اﻟﻘﺎﻫرة.
-ﻋزﯾز ،ﺳﺎﻣر ﺗوﻓﯾق ،(2013)،اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﺟزاﺋﻲ اﻻوﻟﻲ ﻣﺎﻫﯾﺗﻪ وﺿﻣﺎﻧﺎﺗﻪ :دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻻوﻟﻰ،
ﻣﻛﺗﺑﺔ زﯾن اﻟﺣﻘوﻗﯾﺔ ،ﻟﺑﻧﺎن.
-ﻋوﯾن ،زﯾﻧب اﺣﻣد ،(2003)،ﻗﺿﺎء اﻻﺣداث :دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ،دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻧﺷر ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻻوﻟﻰ ،اﻻردن.
-ﻗواﺳﻣﯾﺔ ،ﻣﺣﻣد ﻋﺑداﻟﻘﺎدر) ،(1992ﺟﻧوح اﻷﺣداث ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري ،اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﻠﻛﺗﺎب
اﻟﺟزاﺋري.
-ﻛﺎظم ،ﻣﺎﻫر ﺻﺑري ،(2010) ،ﺣﻘوق اﻻﻧﺳﺎن واﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ واﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻣطﺑﻌﺔ اﻟﻛﺗﺎب ،ﺑﻐداد.
-ﻛرﯾز ،أﺣﻣد ﻣﺣﻣد) ،(2009اﻟﺗداﺑﯾر اﻻﺻﻼﺣﯾﺔ ﻟﻸﺣداث اﻟﺟﺎﻧﺣﯾن :دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ،دار ﻋﻛرﻣﺔ ﻟﻠﻧﺷر،
دﻣﺷق.
-ﻛﻣﺎل اﻟدﯾن ،اﻣﺎم ﻣﺣﻣد) ،(1991اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ أﺳﺎﺳﻬﺎ وﺗطورﻫﺎ ،دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون
اﻟوﺿﻌﻲ واﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻻﺳﻼﻣﯾﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ،اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ﻟﻠدراﺳﺎت واﻟﻧﺷر ،ﺑﯾروت.
-ﻣﺻطﻔﻰ ،ﺟﻣﺎل ﻣﺣﻣد) ،(2004ﺷرح ﻗﺎﻧون اﺻول اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺎت اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ،ﻣطﺑﻌﺔ اﻟزﻣﺎن ،ﺑﻐداد.
-ﻣوﺳﻰ ،ﻣﺣﻣود ﺳﻠﻣﺎن ،(2006)،ﻗﺎﻧون اﻟطﻔوﻟﺔ اﻟﺟﺎﻧﺣﺔ واﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻟﻸﺣداث دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ،
ﻣﻧﺷﺎة اﻟﻣﻌﺎرف ،اﻻﺳﻛﻧدرﯾﺔ.
141
-ﻧﺟم ،ﻣﺣﻣد ﺻﺑﺣﻲ ) ،(2000ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻘﺳم اﻟﻌﺎم ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،اﻻﺻدار اﻟراﺑﻊ ،دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ
ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻷردن.
-ﻧﺟم ،ﻣﺣﻣد ﺻﺑﺣﻲ) ،(2000ﻗﺎﻧون اﺻول اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺎت اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻻوﻟﻰ ،دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ واﻟﻧﺷر،
ﻋﻣﺎن.
-ﻧﻣور ،ﻣﺣﻣد ﺳﻌﯾد) ،(2011أﺻول اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺷرح ﻟﻘﺎﻧون اﺻول اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺎت اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ
-اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ،دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،ﻋﻣﺎن.
-رﺣﻣﺎن ،ﻧﺳﯾم ﻋﻣر) (2012ﺿﻣﺎﻧﺎت ﺗوﻗﯾف اﻟﺣدث ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻌراﻗﻲ ،ﺑﺣث ﻣﻘدم إﻟﻰ ﻣﺟﻠش اﻟﻘﺿﺎء
ﻓﻲ أﻗﻠﯾم ﻛوردﺳﺗﺎن اﻟﻌراق ،اﻟﻌراق.
-رﺳﻼن ،ﻧﺑﯾﻠﺔ) ،(1978ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻻﺣداث ﺟﻧﺎﺋﯾﺎ ،رﺳﺎﻟﺔ دﻛﺗوراﻩ ﻏﯾر ﻣﻧﺷورة ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻘﺎﻫرة ،ﻣﺻر.
-ﻋﻠﻲ ،ﺣﻣﺎد) ،(1976اﻹﺟراءات اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ ﺟﻧوح اﻷﺣداث وﻣﺣﺎﻛﻣﺗﻬم ،رﺳﺎﻟﺔ دﺑﻠوم دراﺳﺎت ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم
اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ،ﻏﯾر ﻣﻧﺷورة ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر ،اﻟﺟزاﺋر.
-ﻋوﯾن ،زﯾﻧب أﺣﻣد) ،(2003ﻗﺿﺎء اﻷﺣداث ،رﺳﺎﻟﺔ دﻛﺗوراﻩ ﻏﯾر ﻣﻧﺷورة ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻧﻬرﯾن ،ﺑﻐداد ،اﻟﻌراق.
-ﻫوﯾن ،ﺳﯾﻣﺎء ﻧﻌﯾم) ،(2011ﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻣﺗﻬم اﻟﺣدث ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق واﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ ،ﺑﺣث ﻣﻘدم ﻛﺟزء ﻣن
ﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻟدراﺳﺔ ﻟﻠﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻌﻬد اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ،ﺑﻐداد.
.1986 ﻗواﻋد اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة اﻟدﻧﯾﺎ ﻹدارة ﺷؤون اﻷﺣداث)ﻗواﻋد ﺑﻛﯾن( ﻋﺎم-
.1990 ﻗواﻋد اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ﺑﺷﺄن ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻷﺣداث اﻟﻣﺟردﯾن ﻣن ﺣرﯾﺗﻬم ﻋﺎم-
.1952( ﻟﺳﻧﺔ15) ﻗﺎﻧون ﻣﺣﺎﻛم اﻟﺻﻠﺢ رﻗم-
اﻟﻣراﺟﻊ اﻻﺟﻧﺑﯾﺔ:ًراﺑﻌﺎ
- Defence for children in international dci, fact sheet 4,general comment
no.10,children rights in juvenile justice.
- Jean Piaget (2011), A Developmental biologist, stages of intellectual
development in children and teenagers, through , www.Childdevelopmentinfo.com
،date:15/9/2016.
- Volz, Anna,(2009), advocacy strategies, Training manual, General Comment,
NO.10, Cheldrens Rights in Juvenile justice, Volzdefence for children international
( DCI), Switzerland.