You are on page 1of 2

‫المطلب االول‪ :‬تشريعات المادة البنكية في حقبة ما قبل االستقالل‬

‫عن دما انفتح المغ رب خالل الق رن ‪ 19‬على عالق ات تجاري ة دولي ة‪ ،‬ك ان لالختالف الشاس ع بين النظ امين‬
‫االقتصاديين السائدين‪ ،‬حيث ظهرت الحاجة إلى تطوير النظام المالي المغربي لمسايرة المحيط الدولي‪.‬‬
‫فقد أدى االحتكاك بين النظامين إلى نشأة طبقة بورجوازية وسيطة مكون ة أساس ا من اليه ود المغارب ة‪ ،‬ومن بعض‬
‫األس ر التجاري ة العريق ة‪ ،‬وهي الفئ ة ال تي اس تفادت من التب ادل التج اري م ع الغ رب‪ ،‬وحص لت على حماي ات‬
‫قنصلياته‪ ،‬وأصبحت تتطلع إلى المزيد من الثروة‬
‫وفي سنة ‪ 1902‬أعلن «سان روني طايندي»‪ ،‬الوزير المفوض لفرنسا بالمغرب‪ ،‬بأن كل من يتوفر على رس اميل‬
‫ويمنح قروضا فهو في الوقت نفسه بنكي‪ ،‬ويحق له أن يضارب في سعر صرف العمالت‪ ،‬وأن يض ارب أيض ا في‬
‫األوراق التجاري ة المحس وبة على األبن اك األوربي ة‪ ،‬وال تي ق د يش تريها في الم وانئ األطلس ية وباإلض افة إلى‬
‫المضاربة في العمل ة واألوراق التجاري ة‪ ،‬فق د ك انت المع امالت الربوي ة ش ائعة ومنتش رة في المغ رب‪ ،‬ف رغم أن‬
‫اإلقراض بفائدة محرم شرعا‪ ،‬فقد ظل يمارس على يد اليهود الذين احتكروا هذا النشاط‪،‬‬
‫بعد دالك تم احداث البنك المخزني المغربي بموجب اتفاقية الجزيرة الخضراء – الخزيرات – المبرمة في ‪ 7‬أبريل‬
‫‪ 1906‬من قبل مندوبي اثنتا عشرة دولة أوربية باإلضافة إلى الوالي ات المتح دة األمريكي ة والمغ رب‪ ،‬واتخ ذ ه ذا‬
‫البنك شكل شركة مساهمة مقرها المركزي في مدين ة طنج ة الدولي ة‪ ،‬وك انت جمي ع ال دول الموقع ة على االتفاقي ة‬
‫السابقة تمتلك حصة فيها‪ ،‬غير أن فرنسا تمكنت من تفويت بعض حصص الدول لص الحها فأص بحت تمل ك حص ة‬
‫األسد في رأسمال هذا البنك‪.‬‬
‫وقد عرفت مرحلة الحماية التي عاشها المغرب صدور أول قانون ينظم القطاع‪ ‬الذي خول بمقتضاه السلطان محم د‬
‫الخامس لمدير المالية (وزير المالية حاليا) سلطة تنظيمية في كل ما يتعلق بالقيم المنقولة والمهن ة البنكي ة‪ ،‬فبت اريخ‬
‫‪ 24‬ربيع األول ‪ 31 /1362‬م ارس ‪ 1943‬أص در م دير المالي ة ق راره ال ذي يعت بر أول إط ار ق انوني لمراقب ة‬
‫النشاط البنكي اقتباسا على النهج الذي سار عليه القانون البنكي الفرنسي لسنة ‪ , 1941‬حيث لم تعد ممارسة المهنة‬
‫البنكية مسموحا بها ألي كان وقد قام بوضع شروط ممارسة المهنة البنكية والرقابة عليها‬
‫وق د ح دد ظه ير ‪ 1943‬ش روط ممارس ة المهن ة البنكي ة‪ ،‬كم ا بين ح االت المن ع من التأس يس أو التس يير على‬
‫األش خاص المحك وم عليهم من أج ل اق تراف ج رائم الس رقة‪ ،‬خيان ة األمان ة أو االختالس‪ ،‬باإلض افة إلى ال تزام‬
‫المؤسسات البنكية في التسجيل في الالئحة العامة الرسمية للبنوك العاملة في المغ رب وك ذا تأس يس لجن ة االئتم ان‬
‫مكونة من ممثلي هده البنوك برئاسة المدير العام للبنك المخزني‬
‫ولقد جاء تعزيزا لهذا الظهير عدة قرارات متممة كان أبرزها في‪ 15 :‬يناير ‪ ،1954‬و‪ 17‬يناير ‪ 1955‬وكذا ‪16‬‬
‫أبريل ‪ ،1955‬حيث سعت هذه القرارات إلى ضبط شروط ممارسة المهن ة البنكي ة والرقاب ة عليه ا وتحدي د نط اق‬
‫نشاط المؤسسات البنكية واحداث لجن ة الق رض والس وق المالي ة كهيئ ة استش ارية‪ .‬إال أن ه ذه الق رارات لم تش كل‬
‫ضوابط قانونية محددة لنشاط البنوك‪ ،‬خصوصا أن غايتها األساسية هي حماية األبناك األجنبية األصل على حساب‬
‫الزبون‬
‫ولقد استمر العمل بظهير ‪ 1943‬وما أعقبه من قرارات كإط ار تش ريعي ينظم النش اط البنكي ب المغرب إلى ح دود‬
‫سنة ‪ 1967‬التي ستشهد على محطة جديدة للقانون البنكي المغربي‪ ،‬بعد حصول المغرب على االستقالل‬

‫تاريخ نشأة البنوك في المغرب…من فروع وملحقات‪ ‬البنوك األوروبية إلى إحداث «بنك الدولة ‪ « 24‬مايو‪ ،2020‬جريدة اخبار‬
‫نور الدين الفقيهي‪ ،‬المعين في فهم القانون البنكي المغربي‪ ،‬طبعة نونبر ‪ ،2015‬دون ذكر المطبعة‪ ،‬ص‪.15 :‬‬

You might also like