You are on page 1of 320

‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية‬

‫األرضية‬

‫‪The Science of‬‬


‫‪Geomatics‬‬

‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬


‫‪Gomaa M. Dawod‬‬

‫النسخة األولي‬
‫‪ ١٤٣٥‬ھـ ‪٢٠١٤ /‬م‬
‫ب‬
‫اتفاقية االستخدام‬

‫ھذا الكتاب وقف تعالى و يخضع لجميع قواعد الوقف اإلسالمي مم ا يعن ي أن ه يج وز‬
‫لكل مسلم و مسلمة إعادة توزيع ه ف ي ص ورته االلكتروني ة أو أع اده طبع ه أو ت صويره ب شرط‬
‫عدم التربح منه بأي صورة من الصور أو تغيير أي شئ م ن محتويات ه ‪ ،‬أم ا بخ الف ذل ك فالب د‬
‫من الحصول علي موافقة مكتوبة من المؤلف‪.‬‬

‫_____________________________________________________‬
‫لإلشارة الى ھذا الكتاب ‪ -‬كمرجع – برجاء إتباع النموذج التالي‪:‬‬
‫باللغة العربية‪:‬‬
‫داود ‪ ،‬جمعة محمد ‪ ، ٢٠١٤ ،‬الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية ‪ ،‬مكة المكرم ة ‪ ،‬المملك ة‬
‫العربية السعودية‪.‬‬
‫باللغة االنجليزية‪:‬‬
‫‪Dawod, Gomaa M., 2014, Science of Geomatics (in Arabic), Holy‬‬
‫‪Makkah, Saudi Arabia.‬‬
‫_____________________________________________________‬

‫ت‬
‫مقدمة النسخة األولى‬

‫بسم ﷲ الرحمن الرحيم و الحمد العليم القدير الذي وھبن ي علم ا ووفقن ي ف ي حي اتي ‪،‬‬
‫والصالة والسالم علي معلم األمم و خير البرية محمد بن عبد ﷲ عليه الصالة و السالم‪.‬‬
‫أدعو و أبتھل الى موالي و خالقي عز و جل أن يتقبل مني ھذا العمل لوجھه الكريم فم ا‬
‫أردت إال إرضاؤه تعالى وتحقيقا لق ول رس وله الك ريم أن عم ل اب ن ادم ينقط ع بع د موت ه إال م ن‬
‫ثالث أحدھم‪ :‬علم ينتفع به‪.‬‬

‫أردت أن أقدم عمال باللغة العربية ع ن المب ادئ والمف اھيم األساس ية لعل م الجيوم اتكس‬
‫بما يناسب طالب المستوي األول بالمرحلة الجامعية‪ ،‬فھذا ليس مرجع ا ش امال‪ ،‬وإنم ا ھ و م دخل‬
‫فقط‪ .‬وأود أن أشير الي قيامي بترجمة بعض المصطلحات التقنية الي اللغة العربية‪ ،‬فان كن ت ق د‬
‫أصبت في الترجمة فلي أجر و إن كنت قد أخطأت فلي أجران كما قال رسول ﷲ صلي ﷲ علي ه‬
‫وسلم‪ ،‬فأرجو أال تستغربوا من بعض ھذه المصطلحات العربية الجديدة‪.‬‬

‫والكت اب الح الي ھ و الث امن ‪ -‬بف ضل ﷲ تع الى و توفيق ه ‪ -‬م ن سل سلة كتب ي الرقمي ة‬
‫المخص صة لوج ه ﷲ تع الى وابتغ اء مرض اته‪ ،‬وھ ي الموج ودة ف ي العدي د م ن مواق ع ش بكة‬
‫االنترنت‪.‬‬

‫أدعو كل قارئ و كل مستفيد من ھذا الكتاب أن يدعو ﷲ تبارك و تع الى أن يغف ر ل ي و‬


‫لوالدي ‪ ،‬وأيضا أال يحرمني من رأيه و تعليقاته وتصويباته ‪ -‬فال يوجد كتاب إال و به ن واقص و‬
‫أخطاء ‪ -‬سواء عبر البريد االلكتروني أو عبر منتدى الھندسة المساحية في‪:‬‬

‫‪http://surveying.ahlamontada.com/‬‬

‫بسم ﷲ الرحمن الرحيم ‪ .....‬وقل ربي زدني علما ‪ ....‬صدق ﷲ العظيم‪.‬‬

‫جمعة محمد داود‬


‫‪dawod_gomaa@yahoo.com‬‬

‫مكة المكرمة‪ ١ :‬محرم ‪ ١٤٣٥‬ھـ‬

‫ث‬
‫إھداء‬

‫الي أعز و أغلي ما وھبني ﷲ‬

‫الي زھرة حياتي ونبض قلبي‬

‫الي أجمل مخلوقة علي سطح األرض‬

‫الى ابنتي ذات األثنا عشر ربيعا‬

‫الى‬

‫سلمى‬

‫ج‬
‫كتب أخري للمؤلف‬

‫‪ -١‬المدخل الى الخرائط‬


‫‪ -٢‬المدخل الى الخرائط الرقمية‬
‫‪ -٣‬التحليل المكاني في إطار نظم المعلومات الجغرافية‬
‫‪ -٤‬مبادئ المساحة‬
‫‪ -٥‬المدخل الى النظام العالمي لتحديد المواقع‬
‫‪ -٦‬أسس المساحة الجيوديسية و الجي بي أس‬
‫‪ -٧‬مقدمة في الصور الجوية و المرئيات الفضائية‬

‫وك ل ھ ذه الكت ب المجاني ة )باإلض افة لم واد تدريبي ة و ملف ات تعليمي ة أخ ري( متاح ة‬
‫للتحميل كاملة في عدد كبير من مواقع شبكة االنترنت و منھم علي سبيل المثال‪:‬‬

‫‪ -‬صفحتي علي موقع جامعة أم القري في الرابط‪:‬‬


‫‪http://www.uqu.edu.sa/staff/ar/4260086‬‬

‫‪ -‬صفحتي علي موقع أكاديميا في الرابط‪:‬‬


‫‪http://nwrc-egypt.academia.edu/GomaaDawod‬‬

‫‪ -‬المكتبة الرقمية المساحية المجانية في الرابط‪:‬‬


‫‪http://www.4shared.com/u/vJBH8xk_/__online.html‬‬

‫ح‬
‫المحتويات‬

‫صفحة‬
‫ت‬ ‫اتفاقية االستخدام‬
‫ث‬ ‫مقدمة النسخة األولي‬
‫ج‬ ‫اإلھداء‬
‫د‬ ‫قائمة المحتويات‬

‫‪١‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬تعريف الجيوماتكس‬


‫‪١‬‬ ‫‪ ١-١‬مقدمة‬
‫‪٢‬‬ ‫‪ ٢-١‬تعريف الجيوماتكس‬
‫‪٥‬‬ ‫‪ ٣-١‬مكونات الجيوماتكس‬
‫‪١٠‬‬ ‫‪ ٤-١‬أخصائي الجيوماتكس‬

‫‪١١‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬عناصر الكارتوجرافيا‬


‫‪١١‬‬ ‫‪ ١-٢‬مقدمة‬
‫‪١٢‬‬ ‫‪ ٢-٢‬نبذة تاريخية‬
‫‪٢٠‬‬ ‫‪ ٣-٢‬شكل األرض‪ :‬االليبسويد و الجيويد‬
‫‪٢٦‬‬ ‫‪ ٤-٢‬النظم المرجعية و المراجع‬
‫‪٢٧‬‬ ‫‪ ٥-٢‬نظم اإلحداثيات‬
‫‪٢٩‬‬ ‫‪ ١-٥-٢‬اإلحداثيات الجغرافية أو الجيوديسية‬
‫‪٣١‬‬ ‫‪ ٢-٥-٢‬اإلحداثيات الكروية‬
‫‪٣٢‬‬ ‫‪ ٣-٥-٢‬اإلحداثيات الجيوديسية الكارتيزية أو الفراغية أو الديكارتية‬
‫‪٣٢‬‬ ‫‪ ٤-٥-٢‬التحويل بين اإلحداثيات‬
‫‪٣٣‬‬ ‫‪ ٦-٢‬إسقاط الخرائط‬
‫‪٣٥‬‬ ‫‪ ١-٦-٢‬أنواع إسقاط الخرائط‬
‫‪٣٩‬‬ ‫‪ ٢-٦-٢‬اختيار مسقط لخريطة‬
‫‪٣٩‬‬ ‫‪ ٣-٦-٢‬بعض أنواع مساقط الخرائط‬
‫‪٤٦‬‬ ‫‪ ٤-٦-٢‬نظم اإلحداثيات المسقطة‬
‫‪٥١‬‬ ‫‪ ٧-٢‬مقياس الرسم‬
‫‪٥١‬‬ ‫‪ ١-٧-٢‬أنواع مقياس الرسم‬
‫‪٥٧‬‬ ‫‪ ٢-٧-٢‬مقارنة بين مقاييس الرسم‬
‫‪٥٨‬‬ ‫‪ ٨-٢‬رموز و مفتاح الخريطة‬
‫‪٥٨‬‬ ‫‪ ١-٨-٢‬الرموز النقطية أو الموضعية‬
‫‪٦١‬‬ ‫‪ ٢-٨-٢‬الرموز الخطية‬
‫‪٦١‬‬ ‫‪ ٣-٨-٢‬الرموز المساحية‬
‫‪٦٣‬‬ ‫‪ ٤-٨-٢‬مفتاح الخريطة‬
‫‪٦٦‬‬ ‫‪ ٩-٢‬تصميم الخريطة‬
‫‪٦٦‬‬ ‫‪ ١-٩-٢‬عناصر محتوى الخريطة‬
‫‪٦٧‬‬ ‫‪ ٢-٩-٢‬عرض محتويات الخريطة‬
‫‪٧٣‬‬ ‫‪ ١٠-٢‬تصنيف الخرائط‬
‫‪٧٩‬‬ ‫‪ ١١-٢‬الكارتوجرافيا الرقمية‬

‫خ‬
‫المحتويات‬
‫صفحة‬
‫‪٨٠‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬القياس من الصور الجوية‬
‫‪٨٠‬‬ ‫‪ ١-٣‬مقدمة‬
‫‪٨٠‬‬ ‫‪ ٢-٣‬نبذة تاريخية‬
‫‪٨٣‬‬ ‫‪ ٣-٣‬مميزات و تطبيقات الصور الجوية‬
‫‪٨٤‬‬ ‫‪ ٤-٣‬آالت و معدات التصوير الجوي‬
‫‪٨٥‬‬ ‫‪١-٤-٣‬كاميرا التصوير الجوي‬
‫‪٨٨‬‬ ‫‪ ٢-٤-٣‬أنواع الصور الجوية‬
‫‪٩١‬‬ ‫‪ ٣-٤-٣‬الفروق بين الصورة الجوية و الخريطة‬
‫‪٩٣‬‬ ‫‪ ٥-٣‬أسس التصوير الجوي‬
‫‪٩٣‬‬ ‫‪١-٥-٣‬الضوء الكھرومغناطيسي‬
‫‪٩٦‬‬ ‫‪ ٢-٥-٣‬العدسات‬
‫‪٩٨‬‬ ‫‪ ٣-٥-٣‬األفالم‬
‫‪٩٩‬‬ ‫‪ ٦-٣‬القياس من الصور الجوية‬
‫‪٩٩‬‬ ‫‪١-٦-٣‬حساب مقياس رسم الصور الجوية‬
‫‪١٠٣‬‬ ‫‪ ٢-٦-٣‬تطبيقات مقياس رسم الصور الجوية في تصميم الطيران‬
‫‪١٠٣‬‬ ‫‪ ٣-٦-٣‬حساب اإلحداثيات األرضية للمعالم‬
‫‪١٠٤‬‬ ‫‪ ٤-٦-٣‬اإلزاحة علي الصور الجوية‬
‫‪١٠٩‬‬ ‫‪ ٥-٦-٣‬اإلبصار المجسم‬
‫‪١١٤‬‬ ‫‪ ٦-٦-٣‬التداخل بين الصور الجوية‬
‫‪١١٦‬‬ ‫‪ ٧-٦-٣‬االبتعاد و قياس االرتفاعات من الصور الجوية‬
‫‪١١٩‬‬ ‫‪ ٧-٣‬تصميم خطة الطيران و التصوير الجوي‬
‫‪١٢٣‬‬ ‫‪ ٨-٣‬المساحة التصويرية الرقمية‬

‫‪١٢٥‬‬ ‫الفصل الرابع‪ :‬االستشعار عن بعد‬


‫‪١٢٥‬‬ ‫‪١-٤‬مقدمة‬
‫‪١٢٧‬‬ ‫‪ ٢-٤‬نبذة تاريخية‬
‫‪١٢٩‬‬ ‫‪ ٣-٤‬مكونات االستشعار عن بعد‬
‫‪١٣٤‬‬ ‫‪ ٤-٤‬خصائص المرئيات الفضائية‬
‫‪١٣٤‬‬ ‫‪ ١-٤-٤‬الفروق بين الصور الجوية و المرئيات الفضائية‬
‫‪١٣٥‬‬ ‫‪ ٢-٤-٤‬مواصفات المرئيات الفضائية‬
‫‪١٤١‬‬ ‫‪ ٥-٤‬معالجة المرئيات الفضائية‬
‫‪١٤١‬‬ ‫‪ ١-٥-٤‬المعالجة األولية للمرئيات الفضائية‬
‫‪١٤٢‬‬ ‫‪ ٢-٥-٤‬تحليل المرئيات الفضائية‬
‫‪١٤٣‬‬ ‫‪ ٣-٥-٤‬تصنيف المرئيات الفضائية‬
‫‪١٤٥‬‬ ‫‪ ٦-٤‬تفسير المرئيات الفضائية‬
‫‪١٤٥‬‬ ‫‪ ١-٦-٤‬أھمية تفسير المرئيات‬
‫‪١٤٦‬‬ ‫‪ ٢-٦-٤‬خطوات تفسير المرئيات‬
‫‪١٤٧‬‬ ‫‪ ٣-٦-٤‬عناصر تفسير المرئيات‬
‫‪١٥١‬‬ ‫‪ ٤-٦-٤‬المعالم الجغرافية علي المرئيات‬

‫د‬
‫المحتويات‬
‫صفحة‬
‫‪١٥٣‬‬ ‫‪ ٧-٤‬تقنيات أخري‬
‫‪١٥٣‬‬ ‫‪ ١-٧-٤‬تقنيات المسح الليزري باألقمار الصناعية‬
‫‪١٥٥‬‬ ‫‪ ٢-٧-٤‬تقنيات المسح الليزري بالطائرات‬
‫‪١٥٦‬‬ ‫‪ ٣-٧-٤‬االستشعار الراداري الفاعل باألقمار الصناعية‬

‫‪١٥٧‬‬ ‫الفصل الخامس‪ :‬المساحة األرضية‬


‫‪١٥٧‬‬ ‫‪ ١-٥‬مقدمة‬
‫‪١٥٧‬‬ ‫‪ ٢-٥‬نبذة تاريخية‬
‫‪١٥٩‬‬ ‫‪ ٣-٥‬أقسام المساحة‬
‫‪١٦٣‬‬ ‫‪ ٤-٥‬القياسات المساحية‬
‫‪١٦٣‬‬ ‫‪ ١-٤-٥‬قياس المسافات‬
‫‪١٦٥‬‬ ‫‪ ٢-٤-٥‬قياس الزوايا‬
‫‪١٦٩‬‬ ‫‪ ٣-٤-٥‬قياس المناسيب‬
‫‪١٧٥‬‬ ‫‪ ٥-٥‬األجھزة المساحية‬
‫‪١٧٥‬‬ ‫‪ ١-٥-٥‬جھاز الثيودوليت‬
‫‪١٧٧‬‬ ‫‪ ٢-٥-٥‬جھاز المحطة الشاملة‬
‫‪١٧٩‬‬ ‫‪ ٣-٥-٥‬جھاز الميزان‬

‫‪١٨٣‬‬ ‫الفصل السادس‪ :‬النظم العالمية لتحديد المواقع‬


‫‪١٨٣‬‬ ‫‪ ١-٦‬مقدمة‬
‫‪١٨٣‬‬ ‫‪ ٢-٦‬نبذة تاريخية‬
‫‪١٩٠‬‬ ‫‪ ٣-٦‬النظام العالمي لتحديد المواقع‬
‫‪١٩٣‬‬ ‫‪ ١-٣-٦‬مكونات نظام الجي بي أس‬
‫‪١٩٨‬‬ ‫‪ ٢-٣-٦‬فكرة عمل الجي بي أس في تحديد المواقع‬
‫‪٢٠٠‬‬ ‫‪ ٣-٣-٦‬إشارات األقمار الصناعية في الجي بي أس‬
‫‪٢٠٢‬‬ ‫‪ ٤-٣-٦‬مصادر األخطاء في قياسات الجي بي أس‬
‫‪٢٠٧‬‬ ‫‪ ٥-٣-٦‬أرصاد الجي بي أس‬
‫‪٢١٢‬‬ ‫‪ ٦-٣-٦‬طرق الرصد بتقنية الجي بي أس‬
‫‪٢١٧‬‬ ‫‪ ٤-٦‬نظم مالحية أخري لتحديد المواقع‬
‫‪٢١٧‬‬ ‫‪١-٤-٦‬النظام الروسي جلوناس‬
‫‪٢١٨‬‬ ‫‪ ٢-٤-٦‬النظام األوروبي جاليليو‬
‫‪٢٢٠‬‬ ‫‪ ٣-٤-٦‬النظام الصيني بيدو‬
‫‪٢٢١‬‬ ‫‪ ٤-٤-٦‬نظم مالحية إقليمية‬
‫‪٢٢١‬‬ ‫‪ ٥-٦‬النظم العالمية للمالحة باألقمار الصناعية‬
‫‪٢٢٢‬‬ ‫‪ ٦-٦‬نظم االزدياد‬

‫ذ‬
‫المحتويات‬
‫صفحة‬
‫‪٢٢٧‬‬ ‫الفصل السابع‪ :‬نظم المعلومات الجغرافية‬
‫‪٢٢٧‬‬ ‫‪ ١-٧‬مقدمة‬
‫‪٢٢٨‬‬ ‫‪ ٢-٧‬نبذة تاريخية‬
‫‪٢٢٩‬‬ ‫‪ ٣-٧‬ماھية نظم المعلومات الجغرافية‬
‫‪٢٣٣‬‬ ‫‪ ٤-٧‬مكونات نظم المعلومات الجغرافية‬
‫‪٢٣٥‬‬ ‫‪ ١-٤-٧‬أجھزة نظم المعلومات الجغرافية‬
‫‪٢٣٨‬‬ ‫‪٢-٤-٧‬برامج نظم المعلومات الجغرافية‬
‫‪٢٣٩‬‬ ‫‪ ٥-٧‬تمثيل البيانات في نظم المعلومات الجغرافية‬
‫‪٢٤٤‬‬ ‫‪ ٦-٧‬دقة و مواصفات البيانات المكانية الرقمية‬
‫‪٢٤٤‬‬ ‫‪١-٦-٧‬دقة الخريطة المطبوعة‬
‫‪٢٤٧‬‬ ‫‪ ٢-٦-٧‬دقة الخريطة والبيانات الرقمية‬
‫‪٢٤٩‬‬ ‫‪ ٣-٦-٧‬دقة الخريطة والتقنيات المكانية الحديثة‬
‫‪٢٥٥‬‬ ‫‪ ٧-٧‬مراحل تطوير نظام معلومات جغرافي‬

‫‪٢٥٦‬‬ ‫الفصل الثامن‪ :‬اإلحصاء و تحليل البيانات‬


‫‪٢٥٦‬‬ ‫‪ ١-٨‬مقدمة‬
‫‪٢٥٦‬‬ ‫‪ ٢-٨‬نظرية األخطاء‬
‫‪٢٥٦‬‬ ‫‪١-٢-٨‬مصادر و أنواع األخطاء‬
‫‪٢٥٨‬‬ ‫‪ ٢-٢-٨‬مبادئ إحصائية للتعامل مع البيانات‬
‫‪٢٥٩‬‬ ‫‪ ٣-٨‬التحليل اإلحصائي للبيانات‬
‫‪٢٦٩‬‬ ‫‪ ٤-٨‬مبدأ الوزن في القياسات‬
‫‪٢٧٠‬‬ ‫‪ ٥-٨‬نظرية ضبط شبكات األرصاد‬
‫‪٢٧٢‬‬ ‫‪ ٦-٨‬التحليل المكاني للبيانات‬
‫‪٢٧٢‬‬ ‫‪ ١-٦-٨‬مقاييس النزعة المركزية المكانية‬
‫‪٢٧٣‬‬ ‫‪ ٢-٦-٨‬مقاييس التشتت و االنتشار المكانية‬
‫‪٢٨١‬‬ ‫‪ ٧-٨‬تحليالت طبقات نظم المعلومات المكانية‬
‫‪٢٨١‬‬ ‫‪ ١-٧-٨‬أدوات تحليل التراكب‬
‫‪٢٨٣‬‬ ‫‪ ٢-٧-٨‬أدوات تحليل االقتراب‬

‫‪٢٨٥‬‬ ‫الفصل التاسع‪ :‬جديد الجيوماتكس‬


‫‪٢٨٥‬‬ ‫‪ ١-٩‬مقدمة‬
‫‪٢٨٥‬‬ ‫‪ ٢-٩‬جديد تجميع البيانات‬
‫‪٢٨٥‬‬ ‫‪ ١-٢-٩‬أجھزة الجي بي أس المخصصة لنظم المعلومات الجغرافية‬
‫‪٢٨٧‬‬ ‫‪ ٢-٢-٩‬نظم الخرائط المحمولة‬
‫‪٢٨٨‬‬ ‫‪ ٣-٩‬جديد تحليل و نمذجة البيانات‬
‫‪٢٨٨‬‬ ‫‪ ١-٣-٩‬طرق الذكاء الصناعي في تحليل البيانات‬
‫‪٢٩٤‬‬ ‫‪ ٢-٣-٩‬خدمات حسابات الجي بي أس علي االنترنت‬
‫‪٢٩٥‬‬ ‫‪ ٤-٩‬جديد عرض و مشاركة البيانات‬
‫‪٢٩٧‬‬ ‫‪ ٥-٩‬جديد تطبيقات نظم المعلومات المكانية‬

‫ر‬
‫المحتويات‬
‫صفحة‬

‫‪٣٠٢‬‬ ‫المراجع‬
‫‪٣٠٢‬‬ ‫المراجع العربية‬
‫‪٣٠٣‬‬ ‫المراجع األجنبية‬

‫‪٣٠٨‬‬ ‫نبذة عن المؤلف‬

‫ز‬
‫تعريف الجيوماتكس‬ ‫الفصل األول‬
‫______________________________________________________________‬

‫الفصل األول‬
‫تعريف الجيوماتكس‬

‫‪ ١-١‬مقدمة‪:‬‬
‫م ن مق والت الع الم اإلغريق ي ال شھير ايرات وثنيس )‪ ١٩٣-٢٧٥‬قب ل الم يالد(‪" :‬آلالف‬
‫السنوات وكل إنسان يعتمد علي ملكيته الخاص ة‪ ،‬لك ن قي اس المح يط المك اني س يجعل ك ل إن سان‬
‫يخرج من حدود قريته ويتجاوز أو يسمو فوق أرضه الخاصة وسيصبح وريثا لكوكب ألرض"‪.‬‬

‫منذ بدء الخليقة واإلنسان يحاول أن يكتشف المكان ال ذي يع يش في ه و األم اكن المحيط ة‬
‫به‪ .‬ومع سعي اإلنسان لمعرفة أماكن توافر الموارد الطبيعية وتحديد األم اكن المناس بة للزراع ة‬
‫ب دأ عل م الجغرافي ا من ذ آالف ال سنين‪ .‬وف ي الق رن الع شرين الم يالدي ب دأت أن شطة علمي ة كثي رة‬
‫تتجاوز المفھوم التقليدي للجغرافيا من خالل ما يمكن أن نطل ق علي ه القياس ات األرض ية الكوني ة‬
‫‪ Earth observations‬م ن خ الل تطبي ق واس تخدام قياس ات أرض ية ي تم جمعھ ا بواس طة‬
‫الم سح األرض ي ‪ Ground Survey‬و نظ م تحدي د المواق ع المعتم دة عل ي األقم ار ال صناعية‬
‫‪ Global‬و الم سح الت صويري‬ ‫‪Satellite‬‬ ‫‪Positioning‬‬ ‫‪Systems‬‬
‫‪ Photogrammetry‬واالست شعار ع ن بع د ‪ Remote Sensing‬س واء بالط ائرات أو‬
‫باألقم ار ال صناعية‪ .‬وي تم جم ع ك ل ھ ذه القياس ات و البيان ات‪ ،‬م ع اخ تالف ق درتھا التوض يحية‬
‫المكاني ة ‪ Resolution‬و اخ تالف دقتھ ا ‪ ،Accuracy‬ق ي طبق ات ي تم تخزينھ ا و تحليلھ ا‬
‫وإدارتھ ا ف ي نظ م معلوم ات جغرافي ة ‪ Geographic Information Systems‬و نظ م‬
‫اتخاذ القرار ‪ Decision Support Systems‬اعتمادا علي تطوير ما يع رف ب النظم الذكي ة‬
‫‪ .Expert Systems‬وھذا الكم الھائل من البيانات يجب بالضرورة تنظيم ه و تحليل ه وإتاحت ه‬
‫للمستخدمين بدون أي تأخير للحصول علي التمثيل الدقيق للوضع المكاني‪ .‬ومن ھنا فق د تزاي دت‬
‫الحاج ة ال ي التعام ل م ع ك ل ھ ذه البيان ات و القياس ات بأس لوب معرف ي متع دد التخص صات‪.‬‬
‫وق د ُأطل ق عل ي ھ ذا األس لوب المعرف ي الجدي د اس م "الجيوم اتكس ‪ "Geomatics‬وھ ي كلم ة‬
‫مكون ة م ن مقطع ين‪ geo :‬بمعن ي األرض و ‪ matics‬اخت صارا لكلم ة ‪ informatics‬بمعن ي‬
‫علوم أو معلومات‪ ،‬ومن ھنا فيمكننا أن نقول أن مصطلح الجيوماتكس يدل علي عل م المعلوماتي ة‬
‫األرضية‪.‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪١‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫تعريف الجيوماتكس‬ ‫الفصل األول‬
‫______________________________________________________________‬

‫‪ ٢-١‬تعريف الجيوماتكس‪:‬‬

‫ظھ ر م صطلح الجيوم اتكس للم رة األول ى ف ي بداي ة الثمانين ات م ن الق رن الع شرين‬
‫الم يالدي ف ي جامع ة الف ال ‪ Laval‬الكندي ة‪ ،‬اعتم ادا عل ي مفھ وم أن تقني ة الحاس بات ق د أنتج ت‬
‫ثورة علمية في المسح أو القياسات األرضية وفي تمثيل البيانات رقميا بدرجة تناسب التعامل مع‬
‫كم ضخم من البيانات‪ .‬ومن ھنا فأن تعريف الجيوماتكس يتمثل في‪:‬‬
‫"أسلوب متكامل متعدد التخصصات الختيار األجھزة و التقنيات المناس بة لجم ع و‬
‫تخ زين ونمذج ة و تحلي ل و اس ترجاع و ع رض و توزي ع المعلوم ات المكاني ة ‪-‬‬
‫الناتجة من عدة مصادر و المحددة الدقة و الخصائص ‪ -‬في صورة رقمية"‬
‫‪Geomatics is defined as a systemic, multidisciplinary,‬‬
‫‪integrated approach to selecting the instruments and the‬‬
‫‪appropriate techniques for collecting, storing, integrating,‬‬
‫‪modeling, analyzing, retrieving at will, transforming,‬‬
‫‪displaying and distributing spatially georeferenced data‬‬
‫‪from different sources with well-defined accuracy‬‬
‫‪characteristics, continuity and in a digital format.‬‬

‫ويعتمد علم أو تخصص الجيوماتكس في جوھره عل ي ع دد م ن التخص صات العلمي ة أو‬


‫العلوم األساسية وأيضا التقنيات والتي تشمل‪:‬‬
‫‪ -‬عل م الكمبي وتر ‪ :Computer Science‬وي ستخدم ف ي تمثي ل و ت شغيل )ح ساب(‬
‫المعلومات المجمعة من خالل تطوير أجھزة تقني ة )عت اد أو ‪ (hardware‬و ط رق و‬
‫نماذج و نظم تقنية )برامج أو ‪.(software‬‬
‫‪ -‬عل م الجيودي سيا ‪ :Geodesy‬وي ستخدم لتحدي د ش كل و حج م األرض والنم اذج‬
‫الرياض ية الم ستخدمة ف ي ھ ذا التمثي ل مث ل ال سطوح المرجعي ة أو االليب سويد‬
‫‪ Ellipsoids‬و نم اذج الجيوي د ‪ Geoid Models‬وأي ضا لتمثي ل مج ال الجاذبي ة‬
‫األرضية‪.‬‬
‫‪ -‬علم المساحة ‪ :Surveying‬وھو الذي يجمع الطرق و األجھزة و التقنيات المستخدمة‬
‫في قياس و تمثيل تفاصيل معالم وتضاريس سطح األرض‪.‬‬
‫‪ -‬علم الخرائط ‪ :Cartography‬يقدم علم الكارتوجرافيا قواعد و أسس و ط رق تمثي ل‬
‫المعالم الطبيعية و البشرية لسطح األرض سواء تمثيال ورقيا )خرائط تقليدية( أو رقميا‬
‫)خرائط رقمية(‪.‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٢‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫تعريف الجيوماتكس‬ ‫الفصل األول‬
‫______________________________________________________________‬

‫‪ -‬عل م الم ساحة الت صويرية ‪ :Photogrammetry‬يح دد مواق ع و أش كال األھ داف‬
‫األرضية من خالل القياسات علي الصور الجوية‪.‬‬
‫‪ -‬االستشعار عن بع د ‪ :Remote Sensing‬للح صول عل ي معلوم ات مكاني ة و بيئي ة‬
‫دون االحتكام المباشر مع األھداف األرضية )أي من بعد(‪.‬‬
‫‪ -‬النظ ام الع المي لتحدي د المواق ع ‪: Global Positioning System or GPS‬‬
‫للحصول علي اإلحداثيات الثالثية األبعاد لألھداف الثابتة أو المتحركة ألي مك ان عل ي‬
‫سطح األرض وتحت أية ظروف مناخية‪.‬‬
‫‪ -‬نظ م الم سح اللي زري ‪ :Laser Scanning System‬لتحدي د األھ داف وقي اس‬
‫م سافاتھا م ن خ الل اس تخدام األش عة ف ي النط اق الب صري ) م ن ‪ ٠.٣‬ال ى ‪١٥‬‬
‫مايكرومتر(‪.‬‬
‫‪ -‬نظم المعلومات الجغرافي ة ‪: Geographic Information Systems or GIS‬‬
‫ت سمح بق درات قوي ة للغاي ة ف ي تخ زين و معالج ة و تحلي ل و ع رض ك م ھائ ل م ن‬
‫البيانات المكانية‪.‬‬
‫‪ -‬نظ م اتخ اذ الق رار ‪ :Decision Support System or DSS‬لتطبي ق نظ م‬
‫معلوم ات جغرافي ة معق دة أو مركب ة بھ دف إيج اد س يناريوھات محتمل ة لنمذج ة الواق ع‬
‫الحقيقي علي األرض و توفير مجموعة من الحلول لمتخذي القرار‪.‬‬
‫‪ -‬النظم الذكية ‪ :Expert System or ES‬تأخذ في االعتب ار أجھ زة ت ستطيع أن تقل د‬
‫عملي ة اإلدراك ل دي الخب راء وق دراتھم عل ي إدارة الحق ائق المركب ة وذل ك بطريق ة‬
‫حسابية رقمية‪.‬‬
‫‪ -‬نظ م المعلوم ات الجغرافي ة العنكبوتي ة ‪ :WebGIS‬لت وفير و إتاح ة و توزي ع البيان ات‬
‫المكانية من خالل حاسبات )كمبيوترات( عن بعد بطريقة الشبكات الحاسوبية‪.‬‬
‫‪ -‬علم الوجود ‪ :Ontology‬لتحديد المفاھيم والعالقات لعنصر أو مجموعة من العناصر‬
‫من خالل نظره إدراكية أو مفھوميه للعالم تستخدم في تطبيق محدد‪.‬‬

‫واألجزاء التالية تقدم وصفا مختصرا لكل عنصر من ھذه العناصر المكونة للجيوماتكس‪.‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٣‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫تعريف الجيوماتكس‬ ‫الفصل األول‬
‫______________________________________________________________‬

‫شكل )‪ (١-١‬بعض مكونات الجيوماتكس الرئيسية والعالقات بينھم‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٤‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫تعريف الجيوماتكس‬ ‫الفصل األول‬
‫______________________________________________________________‬

‫‪ ٣-١‬مكونات الجيوماتكس‪:‬‬

‫علم الكمبيوتر‪:‬‬
‫يعتمد علم المعلوماتية ‪ Informatics‬بصفة رئيسية علي علم الكمبي وتر ب شقيه التقني ين‬
‫سواء تقنيات العت اد أو األجھ زة المادي ة ‪ Hardware‬و تقني ات الب رامج ‪ Software‬الت ي تع د‬
‫وسيلة استنباط المعلومات‪ .‬وقد زادت حاجة اإلنسان لعلم المعلوماتي ة ف ي العق ود القليل ة الماض ية‬
‫لحاجته الماسة للتعام ل م ع ك م ھائ ل م ن البيان ات المركب ة ف ي جمي ع مج االت حيات ه‪ .‬ول و أمعن ا‬
‫النظر فسنجد أن المخ البشري في حد ذاته يتعامل مع البيانات و يحللھا ومن ثم يستطيع الوصول‬
‫الي معلومات وبناءا عليھا يقوم باتخاذ قرارات ه‪ .‬وتق وم أجھ زة الحاس وب بتخ زين مجموع ة م ن‬
‫البيان ات و الخط وات و اإلرش ادات وم ن ث م تنفي ذ ھ ذه الخط وات بتت ابع‪ ،‬بينم ا تع د الب رامج‬
‫الحاسوبية ھي طريقة تنفيذ الخطوات المطلوبة بدقة و سرعة عالية‪.‬‬

‫البيانات و المعلومات‪:‬‬
‫ي ستخدم الكثي رون م صطلحي البيان ات ‪ Data‬و المعلوم ات ‪ Information‬بطريق ة‬
‫مترادفة‪ ،‬مع أنھما مختلفين تماما في المعنى‪ .‬فإذا أخذنا مثاال ب سيطا ف أن مجموع ة م ن الح روف‬
‫األبجدية ھي "بيانات" بينما تع د الكلم ة المكون ة م ن ھ ذه الح روف بمثاب ة "معلوم ات"‪ .‬فالبيان ات‬
‫ھي قياسات للعالم الخارجي‪ ،‬بينما المعلومات ھي ما يستطيع أي نظام ذكي )سواء الم خ الب شري‬
‫أو نظام الكتروني( الحصول عليه من معلومات بناءا علي تحلي ل ھ ذه البيان ات‪ .‬أي أن الح صول‬
‫عل ي معلوم ة ھ و عملي ة إدراكي ة مبني ة عل ي البيان ات‪ .‬فكمث ال ف أن قواع د البيان ات الرقمي ة ھ ي‬
‫بيانات بينما نتائج االستعالم ع ن س ؤال مح دد ُتع د معلوم ات‪ .‬وكمث ال متعل ق بالجيوم اتكس فم ن‬
‫الممكن القول أن الصورة الخام القمر الصناعي ھي نوع من البيانات بينما المعلومات ھنا ھي ما‬
‫يمكن استنباطه من ھذه الصورة مثل الخرائط الطبوغرافية أو الموضوعية‪.‬‬

‫الجيوديسيا و الكارتوجرافيا‪:‬‬
‫من ذ الق دم ك ان م ن أھ م التح ديات أم ام العلم اء و الب احثين كيفي ة تمثي ل س طح األرض‬
‫بطريقة اصطناعية شاملة و دقيقة بق در اإلمك ان‪ .‬ويع د عل م الكارتوجرافي ا ھ و عل م تمثي ل س طح‬
‫األرض علي خريطة بناءا علي قواعد محددة‪ .‬ويقدم االتحاد العالمي للكارتوجرافيا تعريفا ش امال‬
‫للخريط ة وھ و‪ :‬الخريط ة ھ ي تمثي ل اص طناعي للواق ع الجغراف ي يمث ل مظ اھر مخت ارة أو‬
‫خصائص معينة ‪ -‬يتم تمثيلھا بن اءا عل ي وجھ ة نظ ر مع د الخريط ة ‪ -‬وي تم ت صميم ھ ذا التمثي ل‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٥‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫تعريف الجيوماتكس‬ ‫الفصل األول‬
‫______________________________________________________________‬

‫الس تخدامه عن دما تك ون المعلوم ات المكاني ة ھ ي األس اس المطل وب التعام ل مع ه‪ .‬ويبن ي عل م‬


‫الكارتوجرافيا علي عدد من العل وم األساس ية األخ رى مث ل عل وم الفيزي اء والجغرافي ا و الھندس ة‬
‫والرياضيات باإلضافة للعل وم التقني ة الحديث ة مث ل التقني ات اإلح صائية و الحاس وبية للتعام ل م ع‬
‫البيانات‪.‬‬
‫يھ تم عل م الجيودي سيا بتحدي د ش كل و أبع اد كوك ب األرض م ن خ الل ش قيه الجيودي سيا‬
‫الفيزيقي ة و الجيودي سيا الھندس ية‪ .‬تق وم الجيودي سيا الفيزيقي ة أو الطبيعي ة بتحدي د مج ال الجاذبي ة‬
‫األرضية لألرض ومن ثم تحديد الشكل الحقيقي لألرض المعروف باسم الجيوي د‪ .‬وعل ي الجان ب‬
‫اآلخر فأن أفرع الجيوديسيا الھندسية ‪ -‬مثل الفل ك ‪ -‬تق وم بتحدي د مواق ع النق اط والظ اھرات عل ي‬
‫األرض وذل ك م ن خ الل القياس ات الفلكي ة عل ي النج وم الطبيعي ة أو م ن خ الل القياس ات عل ي‬
‫األقمار الصناعية‪.‬‬

‫المساحة‪:‬‬
‫المساحة أو الطبوغرافيا )مشتقة من مقطعين‪ :‬طبو بمعني مك ان و غرافي ا بمعن ي كتاب ة(‬
‫ھي علم وصف معالم سطح األرض باستخدام الرسم و القياس‪ .‬ومنذ القدم فيعد علم المساحة أحد‬
‫ف روع العل وم الھندس ية التطبيقي ة حي ث عرفت ه الب شرية من ذ آالف ال سنين خاص ة لتمثي ل وتحدي د‬
‫الملكي ات‪ .‬وم ع بداي ة الق رن الع شرين الم يالدي دخل ت تقني ات الت صوير الج وي و الت صوير‬
‫الفضائي لتكمل الصورة العامة لمفھوم المساحة‪.‬‬

‫المساحة التصويرية‪:‬‬
‫تعرف المساحة التصويرية علي أنھا عملية اشتقاق معلومات مترية عن ھدف محدد م ن‬
‫خالل قياسات تتم علي صور جوية )ملتقطة من الط ائرات( مم ا يق ود ال ي عملي ة تف سير ال صور‬
‫)بصريا أو من خالل أجھ زة( للح صول أي ضا عل ي معلوم ات وص فية ع ن الھ دف‪ .‬وم ع تطبي ق‬
‫التصوير باستخدام األشعة غير المرئي ة فق د توس ع مفھ وم الم ساحة الت صويرية و تف سير ال صور‬
‫ليشمل االستشعار ع ن بع د و أي ضا التف سير الرقم ي لل صور ‪digital image processing‬‬
‫باستخدام أجھزة و برامج حاسوبية‪ .‬ومن ثم فقد أصبح ھناك تعريفا جديدا للمساحة الت صويرية و‬
‫االستشعار عن بعد ليصبح‪:‬‬
‫علم و فن و تقنية الحصول علي معلومات عن أھداف طبيعية وعن البيئة من خ الل‬
‫عملي ة جم ع و قي اس و تحلي ل ال صور )الفوتوغرافي ة أو الرقمي ة( وعملي ة النمذج ة‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٦‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫تعريف الجيوماتكس‬ ‫الفصل األول‬
‫______________________________________________________________‬

‫الرياض ية للطاق ة الكھرومغناطي سية الم سجلة بواس طة أجھ زة )ك اميرات أو‬
‫ماسحات( دون االحتكاك المباشر مع ھذه األھداف‪.‬‬

‫االستشعار عن بعد‪:‬‬
‫يشمل االستشعار عن بعد تقني ات اش تقاق معلوم ات ع ن ھ دف أو موق ع مح دد يق ع عل ي‬
‫م سافة م ن جھ از االست شعار )المست شعر(‪ .‬وھن اك م ا يع رف باالست شعار ع ن بع د ال سالب‬
‫‪ passive remote sensing‬حي ث يك ون م صدر المعلوم ات ھ و األش عة المنبعث ة أو‬
‫المنعكسة أو الممتصة بواسطة الھدف وھي ما تسمح لنا بدراسة وتحديد طبيعة الھدف م ن خ الل‬
‫مدي تفاعل ه م ع ھ ذه األش عة‪ .‬فلك ل عن صر م ن عناص ر األرض طبيع ة مح ددة ف ي التعام ل م ع‬
‫األش عة م ن حي ث درج ة أو ن سبة االمت صاص أو االنعك اس أو االنبع اث وذل ك بن اءا عل ي‬
‫الخصائص الطبيعية و الكيمائية والتكوينية لھذا العنصر‪ .‬وفي ھذا النوع من االست شعار ع ن بع د‬
‫)ال سالب( تك ون ال شمس ھ ي الم صدر الرئي سي لألش عة أو الطاق ة الم ستخدمة ف ي عملي ة‬
‫االست شعار‪ ،‬أي أن المست شعر يق وم فق ط باس تقبال األش عة أو الطاق ة‪ .‬أم ا االست شعار ع ن بع د‬
‫الموجب أو الفاعل ‪ active remote sensing‬فأن جھاز االست شعار ذات ه ھ و م ن يطل ق ث م‬
‫ي ستقبل الطاق ة الكھرومغناطي سية‪ ،‬وذل ك مث ل مفھ وم ال رادار حي ث ي تم إط الق أش عة ترت د م ن‬
‫الھدف ومن خالل قياس الفترة الزمنية يمكن حساب المسافة بين الھدف و جھاز الرادار‪.‬‬
‫وتتع دد التطبيق ات البيئي ة لالست شعار ع ن بع د )والت صوير الج وي أي ضا ( لت شمل‬
‫الجيولوجي ا و الجيومورفول وجي )عل م أش كال س طح األرض( و الھي درولوجيا و عل م دراس ة‬
‫المحيط ات ودراس ات الم وارد الطبيعي ة و الزراعي ة والتل وث البيئ ي والتخط يط العمران ي و‬
‫اإلقليم ي ودراس ة و متابع ة المخ اطر البيئي ة وتطبيق ات أخ رى كثي رة‪ .‬وتج در اإلش ارة ال ى أن‬
‫االستشعار عن بعد ال يجمع معلومات مباش رة ع ن البيئ ة لك ن اش تقاق المعلوم ات ي تم م ن خ الل‬
‫تحوي ل ق يم الطاق ة الكھرومغناطي سية ال ي ق يم مح ددة تعب ر ع ن الطبيع ة الكيمائي ة و الفيزيقي ة و‬
‫الحيوية لألھداف المستشعرة‪ ،‬ومن ثم فأن نت ائج االست شعار ع ن بع د تعتم د أساس ا عل ي الب رامج‬
‫الحاس وبية و النم اذج الرياض ية الم ستخدمة ف ي تف سير و تحلي ل الطاق ة الت ي ي ستقبلھا و ي سجلھا‬
‫جھاز االستشعار‪.‬‬
‫ويتميز االستشعار عن بعد )خاصة باألقمار الصناعية( بإمكاني ة است شعار نف س المنطق ة‬
‫الجغرافية عدة مرات في فترة زمنية تتراوح من عدة ساعات الي عدة أسابيع‪ ،‬وھذا ما يسمح لن ا‬
‫بإمكانية الحصول علي خرائط محدثة بصفة دوري ة وأي ضا إمكاني ة متابع ة الظ اھرات الجغرافي ة‬
‫المتحركة أو الديناميكية‪.‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٧‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫تعريف الجيوماتكس‬ ‫الفصل األول‬
‫______________________________________________________________‬

‫النظم العالمية لتحديد المواقع‪:‬‬


‫ت سمح نظ م تحدي د المواق ع بالح صول عل ي اإلح داثيات ثالثي ة األبع اد ‪three-‬‬
‫‪ dimensional positions‬لألھداف الثابتة أو المتحركة في أي مك ان عل ي األرض و تح ت‬
‫أي ة ظ روف مناخي ة‪ .‬والفك رة األساس ية ف ي ھ ذه ال نظم تعتم د عل ي إرس ال األقم ار ال صناعية‬
‫لموجات من الراديو يتم استقبالھا و تسجيلھا من خ الل أجھ زة اس تقبال أرض ية خاص ة‪ ،‬وم ن ث م‬
‫ح ساب إح داثيات موق ع جھ از االس تقبال‪ .‬وتعتم د تل ك الح سابات عل ي معرف ة إح داثيات القم ر‬
‫الصناعي ذاته )في لحظة إرسال اإلشارة الراديوي ة( اعتم ادا عل ي المعرف ة الم سبقة لم دار القم ر‬
‫ال صناعي ف ي الف ضاء من سوبة ال ي نظ ام إح داثيات و مرج ع جيودي سي مح دد )مث ل المرج ع‬
‫الجيودي سي الع المي ‪ .(WGS84‬وي تم تحدي د إح داثيات موق ع جھ از االس تقبال )أو األنتن ا‬
‫‪ (antenna‬من خالل حساب المسافة بين الجھاز و القم ر ال صناعي بمعرف ة ال زمن الم ستغرق‬
‫بين لحظة إرسال الشارة من القمر الصناعي و لحظة استقبالھا في جھاز االستقبال‪.‬‬
‫حالي ا يوج د نظ امين ع الميين م ن ال نظم العالمي ة لتحدي د المواق ع وھم ا النظ ام األمريك ي‬
‫المعروف باس م النظ ام الع المي لتحدي د المواق ع ‪ Global Positioning System‬المع روف‬
‫اختصارا باسم الجي بي أس ‪ ، GPS‬والنظام الروسي لتحدي د المواق ع المع روف باس م جلون اس‬
‫‪ .GLONASS‬كما يقوم االتحاد األوروبي بتطوير نظام عالمي جديد لتحديد المواقع تح ت اس م‬
‫جاليليو ‪ ،Galileo‬وأيضا تقوم الصين بتطوير نظام مشابه‪.‬‬

‫المسح الليزري‪:‬‬
‫تعد تقنية المسح الليزري تقنية مساحية مميزة للحصول عل ي األبع اد الثالثي ة بدق ة عالي ة‬
‫وفي مستوي ملموس من اآللية و اإلنتاجية العالية‪ .‬تعتمد ھذه التقنية علي وجود مصدر أو جھ از‬
‫)ثابت أو متحرك سواء علي األرض أو من خالل طائرة( إلطالق أشعة اللي زر تغط ي مجموع ة‬
‫كبيرة من النقاط‪ ،‬ومن خالل استقبال األشعة المنعكسة من كل نقطة يمك ن تحدي د األبع اد الثالثي ة‬
‫لكال منھ ا وم ن ث م الح صول عل ي ص ورة ثالثي ة األبع اد لك ل مع الم المنطق ة‪ .‬وتع د تقني ة الم سح‬
‫اللي زري تط ورا ثوري ا ف ي مفھ وم الم ساحة الت صويرية حي ث أص بح م ن األس ھل و األس رع‬
‫الح صول عل ي اإلح داثيات الثالثي ة لألھ داف دون الحاج ة لت وافر ال صور المزدوج ة ‪stereo‬‬
‫‪ pair of photographs‬مم ا س مح بتخف يض خط وات و تكلف ة عملي ة اش تقاق اإلح داثيات‬
‫وجعلھا تتم بصورة شبة أوتوماتيكية و بمعدل عالي من اإلنتاجية‪.‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٨‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫تعريف الجيوماتكس‬ ‫الفصل األول‬
‫______________________________________________________________‬

‫نظم المعلومات الجغرافية‪:‬‬


‫كبرن امج حاس وبي إلدارة المعلوم ات الجغرافي ة ظھ رت نظ م المعلوم ات الجغرافي ة‬
‫‪ - Geographic Information Systems‬أو اخت صارا ‪ - GIS‬ألول م رة ف ي منت صف‬
‫الستينات من القرن العشرين الميالدي‪ .‬إال أن التسعينات من القرن الع شرين ش ھدت زي ادة ھائل ة‬
‫في انتشار تطبيقات نظم المعلومات الجغرافية مع زيادة ق دراتھا عل ي تخ زين و أرش فة و ت شغيل‬
‫و نمذجة و تحليل البيان ات بھ دف تمثي ل الواق ع الحقيق ي‪ .‬وتوج د ع دة تعريف ات ل نظم المعلوم ات‬
‫الجغرافية و منھم علي سبيل المث ال تعري ف ‪ :Aronoff 1989‬نظ م المعلوم ات الجغرافي ة ھ ي‬
‫مجموع ة م ن الخط وات الحاس وبية ت ستخدم لتخ زين و إدارة و معالج ة البيان ات المكاني ة أو‬
‫الجغرافية ‪ ،‬وأيضا تعريف ‪ :Burrough 1997‬نظم المعلومات الجغرافية ھي مجموعة فعال ة‬
‫من األدوات لجمع و تخزين و تحليل و عرض البيانات المكانية ع ن الواق ع الحقيق ي لغ رض أو‬
‫أع راض مح ددة‪ .‬ويعتم د تمثي ل البيان ات المكاني ة عل ي‪) :‬أ( البيان ات المكاني ة وت شمل الموق ع أو‬
‫اإلح داثيات من سوبة لنظ ام مح دد‪) ،‬ب( البيان ات غي ر المكاني ة لألھ داف أو المع الم مث ل االس م و‬
‫النوع والمساحة ‪ ....‬الخ‪) ،‬ج( العالقات المكانية بين األھداف أو المعالم )الطبولوجي(‪.‬‬

‫نظم اتخاذ القرار و النظم الذكية‪:‬‬


‫تطور تعريف تقنية نظم المعلوم ات الجغرافي ة لين تج م ا يمك ن أن نطل ق علي ه اس م تقني ة‬
‫نظ م اتخ اذ الق رار ‪ Decision Support Systems‬أو اخت صار ‪ DSS‬والت ي يمك ن‬
‫تعريفھ ا كالت الي‪ :‬ھ ي مجموع ة فعال ة م ن األدوات لجم ع و تخ زين و تحلي ل و ع رض البيان ات‬
‫المكانية عن الواقع الحقيقي بھدف إمداد متخذي القرار بتقديرات موضوعية عن المشاكل البيئي ة‪.‬‬
‫وتھ دف نظ م اتخ اذ الق رار ال ي دراس ة الب دائل المختلف ة لم شكلة مح ددة بھ دف بي ان وتحدي د‬
‫التداعيات أو اآلثار المحتملة لكال منھم‪ .‬فكمثال عند دراسة حدوث فيضان أو بركان في تم دراس ة‬
‫قوت ه و امت داده المك اني وآث اره المتوقع ة بھ دف الوص ول ال ي وض ع خط ة مح ددة للتعام ل مع ه‬
‫وتحديد خطة إخالء السكان‪.‬‬

‫المعلومات المكانية‪:‬‬
‫‪Spatial Data‬‬ ‫ف ي ع ام ‪٢٠٠٣‬م ظھ ر م صطلح معلوم ات البيان ات المكاني ة‬
‫‪ Information‬مع إنشاء منظمة البنية التحتية للمعلومات العالمية ‪Global Spatial Data‬‬
‫‪ Infrastructure‬والت ي عرف ا اخت صارا باس م ‪ .GSDI‬وتھ دف ھ ذه المنظم ة لزي ادة التع اون‬
‫الدولي لتكوين بنية تحتية للمعلومات المكانية علي الم ستويات الوطني ة و العالمي ة والت ي ست سمح‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٩‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫تعريف الجيوماتكس‬ ‫الفصل األول‬
‫______________________________________________________________‬

‫لألم م بدراس ة أدق للظ واھر االجتماعي ة و االقت صادية و البيئي ة‪ .‬وم ن ث م فق د أص بح م صطلح‬
‫المعلومات المكاني ة ‪) GeoSpatial Information‬أو اخت صارا ‪ (GI‬م صطلحا مقب وال عل ي‬
‫المستوي العالمي للتحديد الدقيق للعالم الذي نعيش فيه‪.‬‬

‫الجغرافيا‪:‬‬
‫تعتمد الجغرافيا علي عدة عل وم طبيعي ة و ب شرية لت شكل مع ا مفھوم ا تف سيريا لتحلي ل و‬
‫تفسير العالقات و المؤثرات لألھداف المتطورة باستمرار‪ .‬وم ن ث م فت شمل الدراس ات الجغرافي ة‬
‫أسس علوم األرض )مثل الجيولوجيا و المناخ و دراس ة اس تخدامات األراض ي ‪ ...‬ال خ( والعل وم‬
‫الرياضية الطبيعية )مثل الرياضيات و اإلحصاء و الفيزياء ‪ ..‬ال خ( والعل وم اإلن سانية المجتمعي ة‬
‫)مث ل الت اريخ و االجتم اع ‪ ...‬ال خ( وأي ضا العل وم ال سياسية و االقت صادية )مث ل االقت صاد و‬
‫السياسة و القانون و التخطيط ‪ ...‬الخ(‪ .‬ومن ھنا فأن دراسة الجغرافيا للمكان ال تعتم د فق ط عل ي‬
‫الموقع بل تمتد لتشمل مفاھيم التوزي ع واالنت شار و الت رابط و العالق ات المكاني ة ب ين المظ اھر و‬
‫المعالم األرضية‪.‬‬

‫‪ ٤-١‬أخصائي الجيوماتكس‪:‬‬
‫مع الزيادة الكبيرة في تطبيقات المعلوم ات المكاني ة والحاج ة لع دة تخص صات و تقني ات‬
‫للتعامل معھا فقد تطور حديثا تخصص علمي جديد تحت مسمي أخصائي أو خبير الجيوم اتكس‪.‬‬
‫فإذا نظرنا للتطور التاريخي فنجد تخ صص الم ساحة األرض ية ق د ظھ ر م ع بداي ة الق رن ال سابع‬
‫ع شر الم يالدي لي دل عل ي عل م يجم ع عل وم الرياض يات و الفيزي اء و الفل ك‪ .‬وم ع بداي ة الق رن‬
‫التاسع ع شر وزي ادة اعتم اد الم ساحة عل ي الرياض يات و أجھ زة القي اس الدقيق ة فق د ت م ت صنيف‬
‫المساحة األرضية كأحد تخصصات أو أفرع الھندس ة المدني ة‪ .‬وم ع توس ع تخص صات و تقني ات‬
‫المساحة لتشمل الجيوديسيا و التصوير الجوي و االستشعار عن بعد و نظم المعلومات الجغرافية‬
‫ونظم اتخ اذ الق رار فل م يع د م صطلح "الم ساح" أو "مھن دس الم ساحة" ش امال لك ل ھ ذه التقني ات‬
‫ومن ثم ظھر تخصص "أخصائي أو خبير الجيوماتكس" وھو الفرد الذي ي ستطيع أن يتعام ل م ع‬
‫كل مكونات علم الجيوماتكس بصورة تكاملية‪.‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪١٠‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫عناصر الكارتوجرافيا‬ ‫الفصل الثاني‬
‫______________________________________________________________‬

‫الفصل الثاني‬
‫عناصر الكارتوجرافيا‬

‫‪ ١-٢‬مقدمة‬
‫للكارتوجرافي ا أھمي ة رئي سية للبيان ات المكاني ة )الت ي لھ ا إح داثيات( حي ث أن‬
‫الكارتوجرافيا ھي علم تقديم وصف لشكل و حجم األرض ومعالمھا الطبيعية و الب شرية وإظھ ار‬
‫ھذا الوصف علي الخرائط‪ .‬وتشمل الوظائف األساسية للكارتوجرافيا‪:‬‬
‫‪ -‬إعط اء المعرف ة الدقيق ة للمنطق ة باالعتم اد عل ي قياس ات لك ل ھ دف أو معل م وإعط اء‬
‫معرفة عامة من وجھة نظر كونية‪.‬‬
‫‪ -‬السماح بتط وير ط رق و وس ائل اس تنتاجيه و اس تقرائية لعالق ات التواج د و التق ارب و‬
‫التكرار‪.‬‬
‫‪ -‬العمل كمصدر أساسي يخدم تصنيف و تخطيط و إدارة األراضي‪.‬‬

‫إن الخريطة الكارتوجرافية ھي تمثيل تقريبي مسطح و رمزي لسطح األرض أو أج زاء‬
‫من ه‪ ،‬وھ ذا يتطل ب نظ م لتمثي ل ش كل األرض البي ضاوي )االليب سويد( عل ي م ستوي وم ن خ الل‬
‫عالمات أو رموز محددة‪ .‬وتتعدد مراحل تطوير الخريطة لتشمل‪:‬‬
‫‪ -‬مسح )قياس( و اختيار البيانات المكانية‪.‬‬
‫‪ -‬التوحيد القياسي للبيانات ‪.Data Standardization‬‬
‫‪ -‬تعميم البيانات ‪.Data Generalization‬‬
‫‪ -‬تحويل نقاط سطح األرض الحقيقي الي م ا يقابلھ ا عل ي س طح مرجع ي ‪reference‬‬
‫‪ surface‬من خالل االعتماد علي نظم إحداثيات مرجعية‪.‬‬
‫‪ -‬تمثيل السطح المرجعي لألرض علي الخريطة من خالل نماذج رياض ية ت سمح بتمثي ل‬
‫المعالم أو النقاط األرضية علي الخريطة أو علي شاشة الحاسوب‪.‬‬
‫‪ -‬إدراك الخريطة ‪ realization‬من خالل الرموز و مفتاح الخريطة‪.‬‬

‫يقدم ھ ذا الف صل أس س موض وعات تحدي د ش كل و حج م األرض والمراج ع الجيودي سية‬


‫المرجعية و نظم اإلحداثيات وإسقاط الخرائط وأنواع الخرائط و الكارتوجرافيا الرقمية الحديثة‪.‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪١١‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫عناصر الكارتوجرافيا‬ ‫الفصل الثاني‬
‫______________________________________________________________‬

‫‪ ٢-٢‬نبذة تاريخية‪:‬‬
‫تع د الخ رائط ج سرا ي ربط ب ين الع الم ال داخلي لعق ل اإلن سان والع الم الخ ارجي والبيئ ة‬
‫المحيط ة ب ه‪ ،‬كم ا أنھ ا م ن أق دم وس ائل االت صال ونق ل المعلوم ات ب ين جماع ات الب شر‪ .‬يق ول‬
‫المؤرخون أن اإلنسان قد عرف الخرائط حتى قبل أن يعرف الكتابة‪ ،‬فقد درج اإلن سان من ذ ق ديم‬
‫األزل أن"يرسم" طريقا الي ھدفا أو موقعا جغرافيا معين ا لي سھل علي ه الوص ول إل ى ھ ذا المك ان‬
‫أو الھدف‪ .‬وق د كان ت الجماع ات الب شرية ف ي الع صر الب دائي تتج ول ف ي من اطق شاس عة بھ دف‬
‫الح صول عل ي الطع ام و الم اء مم ا جع ل معرف ة االتجاھ ات و الم سافات و "رس مھا" ف ي غاي ة‬
‫األھمية لھم‪ .‬وقد أكتشف اإلنسان القديم أن "الرسم" يمكنه من توثيق و نقل الكثير من المعلوم ات‬
‫وخاصة المكانية بطريقة أكثر سھولة و دقة من "الكالم"‪ .‬وقد وجد األثريون العديد مما يمك ن أن‬
‫نطلق عليه "خرائط" للحضارات البدائية أو حضارات ما قب ل الت اريخ‪ ،‬مم ا جع ل ال بعض يرج ع‬
‫عمر الخرائط لحوالي ‪ ٨٠٠٠‬عام‪ .‬ومع أن البعض يعيد التاريخ المعروف للخرائط الي الخ رائط‬
‫البابلية‪ ،‬إال أنه قد تم العثور ف ي ع ام ‪١٩٦٣‬م )‪ ١٣٨٢‬ھ ـ( عل ي م ا يمك ن أن نطل ق علي ه "رس م‬
‫خرائط ي" عل ي الج دران بط ول ت سعة أق دام ف ي أنق رة بتركي ا و يع ود تقريب ا لع ام ‪ ٦٢٠٠‬قب ل‬
‫الميالد‪ ،‬ووج د أن ھ ذا "الرس م" ي صف قلع ة ھي وك ف ي األناض ول وأمك ن التع رف عل ي ح والي‬
‫ثمانين مبني داخل القلعة والجبال البركانية المحيطة بھا‪ .‬وتوجد ھذه اللوحة الجداري ة ف ي متح ف‬
‫جامعة ھارفارد األمريكية‪.‬‬

‫شكل )‪ (١-٢‬أقدم "رسم خرائطي" يعود لعام ‪ ٦٢٠٠‬قبل الميالد‬

‫خرائط الحضارات القديمة‬


‫تعود أقدم الخرائط المعروفة الى الحضارة البابلي ة ف ي الع راق )ح والي ‪ ٢٥٠٠‬ع ام قب ل‬
‫الميالد( حيث أنشأت الخرائط كأساس لتقدير الضرائب وكانت ترسم علي لوحات م ن الصل صال‬
‫المحروق‪ .‬وتوجد ف ي متح ف آث ار جامع ة ھارف ارد األمريكي ة أق دم خريط ة بابلي ة معروف ة باس م‬
‫"خريطة جاسور" التي تم اكتشافھا ف ي مدين ة جاس ور ش مال باب ل ف ي ع ام ‪١٩٣٠‬م وھ ي عب ارة‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪١٢‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫عناصر الكارتوجرافيا‬ ‫الفصل الثاني‬
‫______________________________________________________________‬

‫عن لوح من الصلصال مساحته ‪ ٦.٨ × ٧.٦‬سنتيمتر موض حا عليھ ا ج زء م ن نھ ر و م ا يح يط‬


‫به من مرتفعات و تالل‪.‬‬

‫شكل )‪ (٢-٢‬خريطة جاسور لعام ‪ ٢٥٠٠‬قبل الميالد‬

‫كما أسھمت الحضارة الفرعونية في مصر القديمة إس ھاما قوي ا ف ي تط ور عل م الخ رائط‬
‫حيث برع قدماء المصريين في علوم المساحة و الفلك و الرياضيات‪ .‬أيضا كان الھدف األساس ي‬
‫من وضع الخرائط حينئذ ھو تقدير الضرائب علي األراضي الزراعي ة‪ ،‬إال أن ق دماء الم صريين‬
‫كانوا يرسمون الخرائط علي ورق البردي المعرض للتل ف س ريعا مم ا جع ل الخ رائط الم صرية‬
‫القديمة نادرة في وجودھا حتى اليوم‪ .‬وتوجد أقدم الخرائط المصرية المعروفة في متحف تورينو‬
‫ويعود تاريخھا إلي عام ‪ ١٣٢٠‬قبل الم يالد وتوض ح موق ع أح د من اجم ال ذھب ف ي جن وب م صر‬
‫وما يحيط بھ ذه المنطق ة م ن مع الم جغرافي ة حي ث يظھ ر بھ ا ط ريقين مت وازيين يم ران بمن اطق‬
‫جبلية‪ ،‬بينما يظھر أحد األودية يربط بين نھر النيل و البحر األحمر‪ ،‬ويظھ ر موق ع م نجم ال ذھب‬
‫ب اللون األحم ر عل ي الخريط ة‪ .‬وتعب ر ھ ذه الخريط ة التاريخي ة ع ن فھ م اإلن سان الق ديم ألھمي ة‬
‫الخرائط وما يمكنھا أن تحتوي من معلومات جغرافية عن مكان مح دد حت ى ل و ك ان ھ ذا المك ان‬
‫تحت سطح األرض‪.‬‬

‫شكل )‪ (٣-٢‬خريطة المنجم الفرعوني لعام ‪ ١٣٢٠‬قبل الميالد‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪١٣‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫عناصر الكارتوجرافيا‬ ‫الفصل الثاني‬
‫______________________________________________________________‬

‫أيضا ساھمت الحضارة الصينية القديمة في عل م الخ رائط إس ھاما ف اعال حي ث ق ام الع الم‬
‫"ب ي ھي سين" ف ي ح والي ع ام ‪ ٢٢٧‬قب ل الم يالد بوض ع أس س لعل م ص ناعة الخ رائط )عل م‬
‫الكارتوجرافيا( عند صنع الخرائط لكافة مناطق الح ضارة ال صينية الت ي امت دت م ن إي ران غرب ا‬
‫إل ي الياب ان ش رقا‪ .‬وربم ا ترج ع البداي ة العلمي ة الحقيقي ة لعل م الكارتوجرافي ا إل ي الح ضارة‬
‫اإلغريقية التي بنيت علي مبادئ المساحة و الفلك و الرياضيات التي عرفتھا الح ضارات البابلي ة‬
‫و الفرعوني ة و ال صينية ث م محاول ة رس م خ رائط للع الم كل ه )المع روف ف ي ذل ك الوق ت(‪ .‬وم ن‬
‫أش ھر الخ رائط العالمي ة اإلغريقي ة "خريط ة ھي رودوت" ح والي ع ام ‪ ٤٥٠‬قب ل الم يالد والت ي‬
‫رس مھا بن اءا عل ي المعلوم ات الجغرافي ة الحقيقي ة الت ي جمعھ ا م ن البح ارة‪ ،‬وأي ضا "خريط ة‬
‫ايراتوستين" حوالي ‪ ٢٠٠‬عام قبل الميالد وھ و ال ذي ش غل من صب أم ين مكتب ة اإلس كندرية ف ي‬
‫ذلك الوقت وقام بأول محاولة علمية لحساب محيط األرض‪ .‬أما رائ د عل م الكارتوجرافي ا العلمي ة‬
‫فھ و الع الم الكبي ر "بطليم وس" – ح والي ‪ ١٠٠‬ع ام قب ل الم يالد ‪ -‬وال ذي ظل ت نظريات ه ع ن‬
‫الجغرافيا و الخرائط قائمة لمدة أربعة عشر قرن ا حت ى حل ت مكانھ ا نظري ات ني وتن ف ي الع صر‬
‫الح ديث‪ .‬وتج در اإلش ارة ال ي أن مفھ وم األرض ف ي الح ضارات القديم ة ك ان أنھ ا عب ارة ع ن‬
‫قرص من اليابسة يطفو فوق سطح مياه البحار و المحيطات‪.‬‬

‫شكل )‪ (٥-٢‬خريطة العالم لبطليموس‬ ‫شكل )‪ (٤-٢‬خريطة العالم لھيرودوت‬


‫‪ ١٠٠‬قبل الميالد‬ ‫‪ ٤٥٠‬قبل الميالد‬

‫شكل )‪ (٦-٢‬تصور األرض كقرص من اليابسة يطفو فوق سطح المياه‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪١٤‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫عناصر الكارتوجرافيا‬ ‫الفصل الثاني‬
‫______________________________________________________________‬

‫ويعتمد رسم الخريطة علي معرفة شكل األرض و حجمھا حيث أن الخريط ة م ا ھ ي إال‬
‫رسم مصغر لألرض أو جزء منھ ا‪ .‬ل ذلك أس ھم الرياض يون و الفلكي ون إس ھاما علمي ا كبي را ف ي‬
‫علم الخرائط‪ ،‬وتعد تجربة العالم اليون اني ايراتوس تين ح والي ‪ ٢٠٠‬ع ام قب ل الم يالد أول تجرب ة‬
‫علمية لتقدير محيط األرض باعتبار أنھا ك رة ولي ست ق رص‪ .‬الح ظ ايراتوس تين أن ال شمس ق ي‬
‫يوم ‪ ٢١‬يونيو )حزيران( من كل ع ام تك ون مرئي ة ف ي مي اه بئ ر بمدين ة أس وان ‪ ،‬أي أنھ ا تك ون‬
‫عمودية تماما في ھذا الموقع ‪ ،‬وبعد ذلك أفترض أن مدين ة اإلس كندرية تق ع إل ي ال شمال مباش رة‬
‫من مدينة أسوان‪ .‬ثم قام بقياس زاوية ميل أش عة ال شمس عن د اإلس كندرية ووج دھا ‪ ٧.٢‬درج ة ‪،‬‬
‫وقدر أن ھذا الجزء – بين اإلسكندرية و أس وان – يع ادل ‪ ٥٠/١‬م ن ال دائرة الت ي تمث ل األرض‬
‫)شكل ‪ .(٧-٢‬وبعد ذلك قام بقياس المسافة بين كال المدينتين فكانت حوالي ‪ ٥٠٠٠‬أستاديا )وحدة‬
‫قياس المسافات ف ي ذل ك الوق ت( أي م ا يع ادل ‪ ٥٠٠‬مي ل أو ‪ ٨٠٠‬كيل ومتر‪ ،‬وم ن ث م تمك ن ھ ذا‬
‫العالم من حساب محيط األرض )‪ ٥٠‬ضعف الم سافة المقاس ة ب ين أس وان و اإلس كندرية( ليك ون‬
‫في تق ديره ح والي ‪ ٢٥٠٠٠‬م يال‪ .‬وم ن الم ذھل أن نع رف أن ھ ذه التجرب ة الجيودي سية ف ي ذل ك‬
‫الزمن البعيد و باستخدام آالت بدائية لم تكن بعيدة إال قليال عن طول مح يط األرض ال ذي نعرف ه‬
‫اليوم وھو ‪ ٢٤٩٠١‬ميال‪.‬‬

‫شكل )‪ (٧-٢‬تجربة العالم ايراتوستين لتقدير محيط األرض‬

‫وبعد ذلك وتقريبا في عام ‪ ١٥٠‬قبل الميالد تمكن عالم الرياضيات اليون اني أب رخش )أو‬
‫ھيبارخوس( من وضع أول نظام إحداثيات للخ رائط حي ث ق سم األرض ال ي ش بكة م ن الخط وط‬
‫العرضية و الطولية علي مسافات متساوية بناءا علي الحسابات الفلكية‪.‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪١٥‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫عناصر الكارتوجرافيا‬ ‫الفصل الثاني‬
‫______________________________________________________________‬

‫شكل )‪ (٨-٢‬خريطة أبرخش ‪ ١٥٠‬قبل الميالد‪ :‬أول خريطة لھا نظام إحداثيات‬

‫خرائط الحضارة اإلسالمية‬


‫عن ي ال دين اإلس المي الحني ف من ذ بدايت ه ب العلم عل ي اخ تالف أنواع ه و مذاھب ه وح ث‬
‫الم سلمين عل ي ال تعلم و طل ب العل م مھم ا بع د المك ان‪ .‬وم ع ازدي اد رقع ة الدول ة والح ضارة‬
‫اإلسالمية أھتم علماء المسلمين بعل وم الخ رائط و الجغرافي ا و الفل ك و الرياض يات‪ ،‬فق اموا أوال‬
‫بترجمة الكتب والنظريات الجغرافية السابقة إلي اللغة العربية ثم قاموا باإلبداع العلم ي و تط وير‬
‫ھ ذه األس س ب صورة علمي ة دقيق ة للغاي ة‪ .‬فق د ق ام الع الم اإلس المي الكبي ر "محم د ب ن موس ي‬
‫الخ وارزمي" بوض ع األس س الرياض ية لعل م الجغرافي ا ف ي كتاب ه "ص ور األرض" ف ي الن صف‬
‫األول من القرن التاسع الميالدي‪ .‬تجدر اإلشارة إلي أن الحضارة األوروبية قد أنصف إس ھامات‬
‫ھذا العالم الكبير وتخليدا ل ه فق د ت م إط الق أس م خ وارزم ‪ Algorithm‬عل ي عملي ة و خط وات‬
‫تطوير برامج الكمبيوتر‪ .‬أيضا أھتم علماء المسلمين بالقياسات الدقيقة الت ي م ن ش أنھا زي ادة دق ة‬
‫و جودة الخرائط المرسومة‪ ،‬فقاموا ب اختراع أول جھ از لقي اس الزواي ا و االتجاھ ات وھ و جھ از‬
‫اإلسطرالب‪ .‬وبجمع قياسات فلكية عديدة و دقيق ة لألج رام ال سماوية و أماكنھ ا و حركاتھ ا تمك ن‬
‫علماء المسلمين من صنع أول نموذج مجسم للكرة السماوية مما أدي لتأسيس قواعد علمية جديدة‬
‫لعلم الفلك‪.‬‬

‫نموذج مجسم للكرة السماوية‬ ‫جھاز اإلسطرالب لقياس االتجاھات‬


‫شكل )‪ (٩-٢‬من ابتكارات علماء المسلمين في الخرائط و الفلك‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪١٦‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫عناصر الكارتوجرافيا‬ ‫الفصل الثاني‬
‫______________________________________________________________‬

‫أيضا قام "أبو زيد أحمد بن سھل البلخي" بإعداد أطلس يضم مجموعة من الخرائط وھو‬
‫المعروف باسم أطل س البلخ ي أو أطل س اإلس الم‪ .‬وف ي المراج ع العلمي ة و كت ب ت اريخ الخ رائط‬
‫أطلق الجغرافيين مصطلح "مدرس ة البلخ ي" عل ي ع دد كبي ر م ن ص ناع الخ رائط ف ي الح ضارة‬
‫اإلسالمية لما تميز به ھذا العالم الجليل من ابتكارات علمي ة ورؤي ة دقيق ة لعملي ة رس م الخ رائط‪،‬‬
‫واستمرت ھذه المدرس ة ع دة ق رون‪ .‬أم ا أش ھر ص ناع الخ رائط الم سلمين فھ و "أب و ح سن عل ي‬
‫المسعودي" والذي تعتبر خريطته أدق الخرائط العربية الت ي تح دد مع الم الع الم ف ي ذل ك الوق ت‪،‬‬
‫وأي ضا الع الم الكبي ر احم د ب ن عب د ﷲ اإلدري سي ‪ -‬ف ي الن صف األول م ن الق رن الث اني ع شر‬
‫الميالدي ‪ -‬والذي يعد كتابه "نزھة المشتاق في أخبار اآلفاق" من أعمدة الكتب الجغرافية النفيسة‬
‫وأحتوي الكتاب علي خريطته الشھيرة للعالم‪ .‬كما دأب علماء المسلمين علي وضع ج داول تح دد‬
‫المواق ع الجغرافي ة )خط وط الط ول و الع رض( للمع الم الجغرافي ة حت ى يمك ن اس تخدام ھ ذه‬
‫"اإلحداثيات" في إعداد الخرائط و في الترحال في الدولة اإلسالمية المترامية األط راف‪ ،‬وكان ت‬
‫ھ ذه الج داول الن صية م ن أھ م االبتك ارات الجغرافي ة للح ضارة اإلس المية‪ .‬أي ضا ابتك ر علم اء‬
‫الم سلمين م ا يع رف اآلن باس م "الخ رائط المناخي ة" حي ث ك انوا يق سمون المن اطق الجغرافي ة‬
‫الظاھرة علي الخرائط الي نطاقات مناخية‪ .‬وباإلضافة لذلك فقد أس ھم علم اء الم سلمين إس ھامات‬
‫علمية كبيرة في ابتكار مع ادالت و ق وانين رياض ية جدي دة ف ي عل م الم ساحة و الجيودي سيا )عل م‬
‫القياسات علي سطح األرض( وخاصة العالم الكبير أبو الريح ان محم د ب ن أحم د البيرون ي ال ذي‬
‫كان له انجازات قوية في تحديد اإلحداثيات الدقيقة )خطوط الطول و العرض( للمواقع الجغرافية‬
‫علي األرض وذلك في القرن الحادي عشر الميالدي )القرن الخامس الھجري(‪ ،‬و ظلت نظرياته‬
‫العلمي ة مطبق ة ح ول الع الم حت ى مطل ع الق رن ال سابع ع شر الم يالدي )الق رن الح ادي ع شر‬
‫الھجري(‪.‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪١٧‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫عناصر الكارتوجرافيا‬ ‫الفصل الثاني‬
‫______________________________________________________________‬

‫خريطة العالم لإلدريسي‬ ‫خريطة العالم لإلصطخري‬


‫تقريبا ‪ ٥٦٦‬ھـ ‪ ١١٧٠ /‬م‬ ‫تقريبا ‪٥٨٨‬ھـ ‪١١٩٣ /‬م‬

‫خريطة العالم البن السعيدي‬ ‫خريطة العالم للقزويني‬


‫تقريبا ‪ ٩٧٨‬ھـ ‪ ١٥٧٠ /‬م‬ ‫في القرن ‪ ٩‬ھـ ‪ /‬القرن ‪ ١٥‬ميالدي‬
‫شكل )‪ (١٠-٢‬بعض الخرائط اإلسالمية القديمة‬

‫خرائط الحضارة األوروبية‬


‫مع بدء عصر النھضة في أوروبا تم ترجمة الكت ب العربي ة إل ي اللغ ات األوروبي ة وم ن‬
‫ثم انتقلت أسس الجغرافيا والخرائط التي سادت الحضارة اإلسالمية إلي أوروبا‪ ،‬وبدأ العلماء ف ي‬
‫تحسين الخرائط القديمة وإضافة المعالم والمناطق الجغرافية التي ل م تك ن معروف ة س ابقا وتوال ت‬
‫ظھ ور الخ رائط ف ي ال دول األوروبي ة فيم ا ب ين ع امي ‪١٤٢٥‬م و ‪١٤٦٠‬م‪ ٨٦٤ - ٨٢٨).‬ھ ـ(‬
‫وظھرت الطباعة في ھذه الفترة مم ا س اعد عل ي إنت اج مئ ات ب ل آالف الخ رائط ب سھولة ل م تك ن‬
‫معروفة فيما قبل حيث كانت الخرائط تعتمد علي الرس م الي دوي‪ .‬ويع د "جي رار ميريك اتور" م ن‬
‫أش ھر علم اء الكارتوجرافي ا ف ي أوروب ا بع د بطليم وس حي ث ص نع خريط ة ألوروب ا ف ي ع ام‬
‫‪١٥٥٤‬م وأعقبھ ا بن شر خريطت ه للع الم ف ي ع ام ‪١٥٦٩‬م )‪ ٩٧٦‬ھ ـ( ث م ظھ ر الج زء األول م ن‬
‫األطلس الذي قام بإعداده في عام ‪١٥٨٥‬م )‪ ٩٩٢‬ھـ(‪.‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪١٨‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫عناصر الكارتوجرافيا‬ ‫الفصل الثاني‬
‫______________________________________________________________‬

‫عام ‪ ١٥٦٥‬م )‪ ٩٧٢‬ھـ(‬ ‫عام ‪ ١٤٨٢‬م )‪ ٨٨٧‬ھـ(‬

‫عام ‪ ١٧١٦‬م )‪ ١١٢٨‬ھـ(‬ ‫عام ‪ ١٦٦٤‬م )‪ ١٠٧٤‬ھـ(‬

‫عام ‪ ١٨٠٨‬م )‪ ١٢٢٣‬ھـ(‬


‫شكل )‪ (١١-٢‬نماذج للخرائط التاريخية للعالم‬

‫خريطة عام ‪ ١٨٥١‬م )‪ ١٢٦٧‬ھـ(‬ ‫خريطة عام ‪١٦٦٦‬م )‪ ١٠٧٦‬ھـ(‬


‫لمصر‬ ‫لشبة الجزيرة العربية‬
‫شكل )‪ (١٢-٢‬نماذج للخرائط التاريخية للعالم العربي‬
‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪١٩‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫عناصر الكارتوجرافيا‬ ‫الفصل الثاني‬
‫______________________________________________________________‬

‫‪ ٣-٢‬شكل األرض‪ :‬االليبسويد و الجيويد‪:‬‬


‫يھ تم عل م الجيودي سيا بتحدي د ش كل و حج م األرض اعتم ادا عل ي القياس ات الدقيق ة مث ل‬
‫قي اس الم سافات وتحدي د مواق ع النج وم و قي اس ق وة الجاذبي ة األرض ية ‪ ....‬ال خ‪ .‬ف األرض وان‬
‫كانت شبه كروية ال شكل ‪ Almost Spherical‬إال أن ش كلھا الحقيق ي ل يس ش كال منتظم ا كم ا‬
‫أثبت ت الدراس ات الحديث ة‪ .‬وإن افترض نا أن س طح األرض أمل س ‪ smooth‬تمام ا )ب دون‬
‫ت ضاريس( ف سنجد أن الم سافات ب ين أي نقط ة عل ي ال سطح و مرك ز األرض لي ست م سافات‬
‫متساوية وأن قوة الجذب متغيرة من نقطة ألخرى بسبب‪:‬‬
‫‪ -‬دوران األرض ح ول محورھ ا يول د ق وة ط رد مركزي ة ‪ centrifugal force‬تك ون‬
‫عمودية علي محور الدوران‪.‬‬
‫‪ -‬وجود انبعاج و نتوءات ‪ bulges‬في ش كل األرض عن د دائ رة االس تواء و أي ضا عن د‬
‫القطبين‪.‬‬
‫‪ -‬اختالف مكونات و كثافة طبقات األرض من مكان آلخر‪.‬‬

‫بناءا علي معرفة مجال الجاذبية األرضية لكوكب األرض يمكن تحديد ال شكل المرجع ي‬
‫‪ reference surface‬ل ألرض وھ و م ا ُأطل ق علي ه اس م "الجيوي د ‪ ."Geoid‬فلنتخي ل إذا‬
‫أمسكنا بحبل ووضعنا في نھايت ه ثق ل ف ي الف راغ ودون وج ود أي ة م ؤثرات خارجي ة علي ه )مث ل‬
‫الھ واء و الري اح( ف أن اتج اه الحب ل أو الخ ط الرأس ي ) ُي سمي خ يط ال شاغول ‪(Plumb Line‬‬
‫سيحدد اتجاه قوة الجاذبية عند ھذه النقطة‪ .‬ولألسباب السابقة فأن اتجاه خيط الشاغول سيتغير من‬
‫نقطة آلخري علي األرض‪ ،‬وھذا التغير يسمح لنا بوصف شكل األرض ذاته من خالل ال سطوح‬
‫مت ساوية الجھ د أو ال سطوح المتزن ة ‪equipotential surfaces or level surfaces‬‬
‫وھي السطوح التي تكون عمودية علي الخط الرأسي )خيط الشاغول( عند كل نقطة‪ .‬ومع وجود‬
‫العدي د م ن األس طح مت ساوية الجھ د الممكن ة فق د ت م ‪ -‬افتراض يا ‪ -‬اختي ار أح دھا ليمث ل ال شكل‬
‫الحقيقي لألرض وھو الذي يمكن تحديده من خالل مستوي سطح البحر ‪Mean Sea Level‬‬
‫)‪ (MSL‬وت م إط الق اس م "الجيوي د" عل ي ھ ذا ال سطح‪ .‬وم ن ث م ف أن الجيوي د ھ و س طح أمل س‬
‫متصل يمكن اعتباره شكال مرجعيا لألرض‪ ،‬ويمكن الحصول عليه بصورة "تقريبية" م ن خ الل‬
‫تحديد مستوي س طح البح ر )ف ي البح ار و المحيط ات( بقياس ات محط ات الم د و الج زر ‪Tide-‬‬
‫‪ .Gauges‬لكن تحديد سطح الجيويد المعمور تحت اليابسة يحت اج ألن واع أخ ري م ن القياس ات‬
‫ومن أھمھا قياس قيم الجاذبية األرضية بأجھزة الجرافيمتر ‪.gravimeters‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٢٠‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫عناصر الكارتوجرافيا‬ ‫الفصل الثاني‬
‫______________________________________________________________‬

‫شكل )‪ (١٣-٢‬الجيويد‬

‫إن التعرج الشديد في شكل الجيويد ال يسمح بوص فه م ن خ الل مع ادالت رياض ية يمك ن‬
‫استخدامھا في الكارتوجرافيا و تطوير الخرائط‪ ،‬فالجيوي د وم ع أن ه ال شكل الحقيق ي ل ألرض‪ ،‬إال‬
‫أنه شكل نظري غير حقيقي بالغ التعرج ‪.Irregular theoretical surface‬‬

‫شكل )‪ (١٤-٢‬األرض و الجيويد غير منتظمي الشكل‬

‫وم ن ث م فب دأ علم اء الجيودي سيا ف ي البح ث ع ن ش كل ھندس ي أو ش كل رياض ي يمث ل‬


‫الجيوي د بدرج ة جي دة ويمك ن االعتم اد عل ي معادالت ه الرياض ية ف ي القياس ات األرض ية و إنت اج‬
‫الخ رائط الت ي تمث ل مع الم األرض‪ .‬وتوص ل العلم اء ال ي أن االليب سويد أو ال شكل البي ضاوي أو‬
‫القط ع الن اقص ‪ Ellipsoid‬ھ و أق رب األش كال الھندس ية الت ي تقت رب بدرج ة كبي رة م ن ش كل‬
‫الجيويد‪ ،‬وم ن ث م يمك ن اعتب اره ال سطح المرجع ي ‪ reference surface‬ل ألرض‪ .‬ول م يك ن‬
‫ھذا االعتقاد حديثا فقد طور العالم الشھير اسحق نيوتن في عام ‪١٦٧٠‬م )‪ ١٠٨٠‬ھـ( عدة مب ادئ‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٢١‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫عناصر الكارتوجرافيا‬ ‫الفصل الثاني‬
‫______________________________________________________________‬

‫نظرية علمية وكان أھمھا‪ :‬أن ال شكل المت وازن لكتل ة مائع ة متجان سة خاض عة لق وانين الج ذب و‬
‫تدور حول محورھا ليس ھو شكل الكرة كاملة االستدارة لكنه شكل مفلطح قل يال باتج اه القطب ين‪.‬‬
‫وفي عام ‪١٧٣٥‬م قامت أكاديمية العلوم الفرنسية بتنظيم بعثت ين إلج راء القياس ات الالزم ة للتأك د‬
‫من ھذه الفرضية وأثبتت النتائج فعال أن األرض مفلطحة وليست كروية الشكل تماما‪.‬‬

‫وللتعبي ر ع ن ش كل االليب سويد رياض يا يلزمن ا معرف ة عن صرين )الح ظ أن الك رة يعب ر‬
‫عنھا بعنصر واحد فقط ھو نصف قطرھا(‪:‬‬
‫‪ -‬نصف المحور األكبر )المحور في مستوي خط االستواء( ويرمز له بالرمز ‪a‬‬
‫‪ -‬نصف المحور األصغر )المحور بين كال القطبين( ويرمز له بالرمز ‪b‬‬
‫كما يمكن التعبير عن االليبسويد بطريقة أخري من خالل العنصرين‪:‬‬
‫‪ -‬نصف المحور األكبر )المحور في مستوي خط االستواء( ويرمز له بالرمز ‪a‬‬
‫‪ -‬معامل التفلطح ‪ flattening‬ويرمز له بالرمز ‪ f‬ويتم حسابه من المعادلة‪:‬‬

‫‪f=(a–b)/a‬‬ ‫‪or‬‬ ‫) ‪f = 1- (b / a‬‬ ‫)‪(2-1‬‬

‫وتكون معادلة تمثيل االليبسويد من خالل اإلحداثيات الثالثية األبعاد ‪ x, y, z‬ھي‪:‬‬

‫‪[ (x2 + y2 ) / a2 ] + [ z2 / b2 ] = 1‬‬ ‫)‪(2-2‬‬

‫شكل )‪ (١٥-٢‬االليبسويد‬

‫ويتميز شكل االليبسويد بعدة خصائص مثل )شكل ‪:(١٦-٢‬‬


‫أ‪ -‬سھولة إجراء الحسابات علي سطحه )حيث أنه شكل ھندسي معروف(‪.‬‬
‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٢٢‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫عناصر الكارتوجرافيا‬ ‫الفصل الثاني‬
‫______________________________________________________________‬

‫ب‪ -‬ال يختلف سطح االليبسويد الرياضي عن سطح الجيوي د الفيزيق ي كثي را )أكب ر ف رق ب ين‬
‫كالھما ال يتع دي ‪ ١٠٠‬مت ر فق ط‪ .‬الح ظ أن الف رق ب ين الجيوي د و الك رة ي صل إل ي ‪٢١‬‬
‫كيلومتر تقريبا(‪.‬‬

‫شكل )‪ (١٦-٢‬العالقة بين الجيويد و االليبسويد‬

‫وي تم ح ساب عن صري تحدي د االليب سويد )س واء ‪ a, b‬أو ‪ ( a, f‬م ن خ الل القياس ات‬
‫المتع ددة األن واع مث ل الم سافات و االنحراف ات والقياس ات الفلكي ة و قياس ات الجاذبي ة األرض ية‬
‫وح ديثا قياس ات األقم ار ال صناعية ‪ ...‬ال خ‪ .‬وكلم ا زاد ع دد و دق ة ھ ذه القياس ات كلم ا ن تج ل دينا‬
‫تحديدا أكثر دق ة لعناص ر تعري ف االليب سويد‪ ،‬وم ن ث م فق د أص بح ل دينا ع دد كبي ر م ن تعريف ات‬
‫االليبسويد علي مر السنين‪ .‬ويعد المرجع الجيوديسي العالمي لعام ‪World Geodetic ١٩٨٤‬‬
‫‪) System 1984‬المع روف اخت صارا باس م ‪ (WGS84‬أح دث و أدق االليب سويد الم ستخدم‬
‫عالميا‪.‬‬

‫جدول )‪ (١-٢‬بعض نماذج االليبسويد المستخدمة عالميا‬


‫نصف المحور‬ ‫نصف المحور األكبر‬ ‫اسم االليبسويد‬
‫األصغر )‪ (b‬بالمتر‬ ‫)‪ (a‬بالمتر‬

‫‪٦٢٥٦٨١٨‬‬ ‫‪٦٣٧٨٢٠٠‬‬ ‫‪Helmert 1906‬‬


‫‪٦٣٥٦٦٥١‬‬ ‫‪٦٣٧٨٢٧٤‬‬ ‫‪Clarke 1866‬‬
‫‪٦٣٥٦٠٧٩‬‬ ‫‪٦٣٧٧٣٩٧‬‬ ‫‪Bassel 1841‬‬
‫‪٦٣٥٦٢٥٧‬‬ ‫‪٦٣٧٧٥٦٣‬‬ ‫‪Airy 1830‬‬
‫‪٦٣٥٦٧٥٠‬‬ ‫‪٦٣٧٨١٣٥‬‬ ‫‪WGS72‬‬
‫‪٦٣٥٦٧٥٢‬‬ ‫‪٦٣٧٨١٣٧‬‬ ‫‪WGS84‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٢٣‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫عناصر الكارتوجرافيا‬ ‫الفصل الثاني‬
‫______________________________________________________________‬

‫إال أن الم شكلة الكارتوجرافي ة م ا زال ت قائم ة وھ ي أن الجيوي د وم ع أن ه ھ و ال شكل‬


‫الحقيق ي ل ألرض ‪ -‬وال ذي نق وم ب إجراء القياس ات األرض ية علي ه ‪ -‬ف ال يمك ن وص فه أو تمثيل ه‬
‫رياضيا‪ ،‬بينما االليبسويد المحدد رياضيا )المستخدم في حسابات اإلحداثيات وتحديد المواقع( ھ و‬
‫مجرد تقريب للجيويد وليس الجيويد ذاته‪ .‬وھذه الم شكلة تمث ل أح د أھ داف عل م الجيودي سيا‪ ،‬ف إذا‬
‫اس تطعنا قي اس ارتف اع أي نقط ة ع ن س طح ھ ذا االليب سويد )وي سمي االرتف اع االليب سويدي‬
‫‪ Ellipsoidal Height‬أو االرتفاع الجيوديسي ‪ Geodetic Height‬ولنرمز ل ه ب الرمز ‪(h‬‬
‫وأيضا استطعنا قياس ارتفاع نفس النقطة عن من سوب متوس ط س طح البح ر ‪ MSL‬وال ذي يمث ل‬
‫شكل الجيويد )ويسمي االرتفاع األرثومتري ‪ Orthometric Height‬ولنرم ز ل ه ب الرمز ‪(H‬‬
‫فأن الفرق بين سطح االليبسويد و سطح الجيويد ھو الفرق بين ھذين االرتفاعين عند ھ ذه النقط ة‬
‫)وي سمي حي ود الجيوي د ‪ Geoid Undulation‬أو ارتف اع الجيوي د ‪Geoidal Height‬‬
‫ولنرمز له بالرمز ‪ (N‬كما في شكل ‪ .١٧-٢‬أي أن‪:‬‬

‫‪N=h-H‬‬ ‫)‪(2-3‬‬

‫شكل )‪ (١٧-٢‬الفرق بين الجيويد و االليبسويد‬

‫ويق وم متخص صي الجيودي سيا بعم ل ھ ذه القياس ات )بع دة ط رق و تقني ات و أجھ زة(‬
‫وتحديد الفروق بين سطحي الجيوي د و االليب سويد عن د ع دد كبي ر ج دا م ن النق اط الموزع ة عل ي‬
‫سطح األرض‪ ،‬ومن ثم إنتاج ما يعرف باسم نماذج الجيويد ‪.Geoid Models‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٢٤‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫عناصر الكارتوجرافيا‬ ‫الفصل الثاني‬
‫______________________________________________________________‬

‫شكل )‪ (١٨-٢‬نموذج لسطح الجيويد علي المستوى العالمي‬

‫شكل )‪ (١٩-٢‬نموذج لسطح الجيويد في جمھورية مصر العربية‬

‫شكل )‪ (٢٠-٢‬نموذج لسطح الجيويد في المملكة العربية السعودية‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٢٥‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫عناصر الكارتوجرافيا‬ ‫الفصل الثاني‬
‫______________________________________________________________‬

‫‪ ٤-٢‬النظم المرجعية و المراجع‪:‬‬


‫النظ ام المرجع ي ‪ Reference System‬ھ و مجموع ة م ن القياس ات و القواع د‬
‫المستخدمة في تحديد مواقع النقاط األرضية بناءا علي نظام إح داثيات مح دد‪ .‬فبع د تحدي د ال شكل‬
‫الفيزيقي الحقيقي لألرض )الجيويد( والشكل الھندسي الممث ل ل ه )االليب سويد( يتبق ي تحدي د كيفي ة‬
‫تمثي ل اإلح داثيات ثنائي ة األبع اد عل ي الخريط ة‪ .‬ولتحدي د نظ ام مرجع ي يلزمن ا اختي ار اليب سويد‬
‫معين وھل سيكون اليبسويد مركزي عالمي ‪ Global or Geocentric‬أم سيكون اليبسويد له‬
‫توجيه معين محلي ‪.Local Orientation‬‬
‫كانت كل دولة عند بدء إقامة الھيكل الجيوديسي أو المساحي لھا بغرض الب دء ف ي إنت اج‬
‫الخ رائط غالب ا م ا تخت ار أح دث اليب سويد – ف ي ذل ك الوق ت – لتتخ ذه ال سطح المرجع ي لنظ ام‬
‫خرائطھا‪ .‬فإذا ظھر بعد عدة سنوات اليبسويد آخر لم يك ن ممكن ا – ألس باب تقني ة و مادي ة – أن‬
‫تقوم ھذه الدولة بتغيير السطح المرجعي لھا و إعادة إنتاج و طباعة كل خرائطھا من جدي د‪ .‬لك ن‬
‫ما ھو المرجع؟ من المعروف أن أي اليبسويد يك ون أق رب م ا يمك ن لتمثي ل س طح األرض عل ي‬
‫المستوي العالمي ‪ ،‬أي أن الفروق بينه وبين الجيويد تختلف من مكان لمكان عل ي س طح األرض‬
‫لكنھا أقل ما يمك ن عل ي الم ستوي الع المي‪ .‬لك ن ك ل دول ة عن دما تعتم د اليب سويد مع ين تري د أن‬
‫يكون الفرق بينه و بين الجيويد أقل ما يمك ن ف ي ح دودھا وال تھ تم إن كان ت ھ ذه الف روق كبي رة‬
‫في مناطق أخري من العالم‪ .‬لذلك كانت كل دولة تلجأ لتعديل وض ع االليب سويد المرجع ي قل يال‬
‫‪ Re-Position‬لكي يحقق ھذا الھدف‪ .‬وفي ھذه الحالة – أي بعد إجراء ھذا التع ديل الب سيط –‬
‫فلم يعد ھذا االليبسويد كما كان في األصل لكنه ص ار ف ي وض ع مختل ف‪ ،‬وھن ا نطل ق علي ه اس م‬
‫مرج ع أو مرج ع جيودي سي أو مرج ع وطن ي أو بي ان ‪A geodetic Datum, a local‬‬
‫‪ .datum, or simply a datum‬أي أن المرج ع ال وطني ألي دول ة م ا ھ و إال اليب سويد‬
‫ع المي ق د ت م تع ديل وض عه ب صورة أو ب آخري ليناس ب ھ ذه الدول ة ويك ون أق رب تمث يال ل شكل‬
‫الجيويد )الشكل الحقيقي لألرض( عند ھذه الدولة‪ .‬كما يج ب اإلش ارة إل ي أن ه كلم ا قل ت الف روق‬
‫بين المرج ع ال وطني لدول ة م ا و الجيوي د كلم ا زادت دق ة الخ رائط المرس ومة اعتم ادا عل ي ھ ذا‬
‫المرجع‪ .‬ولتوضيح ھذه النقطة الھامة أكثر سنأخذ مثال لجمھورية مصر العربية‪ .‬عند بدء أعمال‬
‫الجيوديسيا و إنشاء الخرائط في م صر ف ي بداي ة الق رن الع شرين ك ان أح دث اليب سويد مت اح ف ي‬
‫ذلك الوقت ھو اليب سويد ھلم رت ‪ .١٩٠٦‬ت م اتخ اذ الق رار باختي ار ھ ذا االليب سويد ليك ون س طحا‬
‫مرجعيا لمصر‪ .‬وبعد ذل ك ت م إج راء ع دد م ن التع ديالت عل ي وض ع ھ ذا االليب سويد ليتك ون م ا‬
‫يع رف باس م المرج ع ال وطني الم صري ‪ Old Egyptian Datum ١٩٠٧‬أو اخت صارا‬
‫‪ .OED1970‬أحد ھذه التعديالت كان الفرض ب أن االرتف اع ع ن س طح االليب سويد = االرتف اع‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٢٦‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫عناصر الكارتوجرافيا‬ ‫الفصل الثاني‬
‫______________________________________________________________‬

‫عن متوسط سطح البحر عند النقطة األساسية الم سماة ‪ F1‬أو نقط ة الزھ راء بجب ل المقط م‪ .‬ھ ذا‬
‫الفرض يعني أننا افترضنا أن سطح اليبسويد ھلمرت ‪ ١٩٠٦‬ينطبق م ع س طح الجيوي د عن د ھ ذه‬
‫النقطة )ھذا غير حقيقي لكنه فرض أساس ي لت سھيل ب دء الح سابات الجيودي سية ل شبكات الثواب ت‬
‫األرض ية الم ساحية(‪ .‬وبمعن ي آخ ر أنن ا قمن ا برف ع س طح اليب سويد ھلم رت ‪ ١٩٠٦‬ع دة أمت ار‬
‫لينطب ق م ع س طح الجيوي د عن د ھ ذه النقط ة المح ددة ‪ ،‬وبالت الي ل م يع د ھلم رت ‪ ١٩٠٦‬ھ و ذل ك‬
‫االليبسويد الع المي ال ذي ت م تحدي د ش كله و حجم ه ووض عه ليك ون أق رب م ا يمك ن لتمثي ل ش كل‬
‫األرض علي المستوي العالمي ‪ ،‬إنما صار له وضع جديد يناس ب المنطق ة الجغرافي ة لجمھوري ة‬
‫مصر العربية فقط‪ .‬ھنا ال نقول أنه اليبسويد أنما نطلق عليه اسم المرج ع الم صري‪ .‬أم ا المملك ة‬
‫العربي ة ال سعودية فق د اعتم دت االليب سويد الع المي لع ام ‪International Ellipsoid ١٩٢٤‬‬
‫‪) 1924‬حي ث ن صف المح ور األكب ر = ‪ ٦٣٧٨٣٨٨‬مت ر و ال تفلطح ‪ (٢٩٧ = 1/f‬ك سطح‬
‫مرجع ي‪ ،‬وبن اءا عل ي تعديل ه فق د تح ول ال ي مرجعھ ا الجيودي سي ال وطني الم سمي ع ين العب د‬
‫‪ .Ain Al-Abd 1970 ١٩٧٠‬كم ا يج ب اإلش ارة ف ي ھ ذا ال سياق إل ي وج ود مراج ع وطني ة‬
‫عديدة لدول مختلفة كلھا تعتمد علي نفس االليب سويد الع المي‪ ،‬لك ن ك ل مرج ع م نھم يع دل وض ع‬
‫ھ ذا االليب سويد ب صورة مختلف ة‪ ،‬فكمث ال ف ان المراج ع الوطني ة لك ال م ن ال سودان و ت ونس و‬
‫المغرب و الجزائر و اإلمارات و عمان تعتمد جميعھا عل ي اليب سويد ‪ Clarke 1880‬لك ن ك ل‬
‫مرجع له وضع مختلف‪.‬‬

‫‪ ٥-٢‬نظم اإلحداثيات‪:‬‬
‫اإلحداثيات ‪ Coordinates‬ھي القيم التي بواسطتھا نعبر عن موق ع مع ين عل ي س طح‬
‫األرض أو علي الخريطة‪ .‬وتتع دد أنظم ة اإلح داثيات تبع ا الخ تالف ال سطح المرجع ي ال ذي ي تم‬
‫تمثيل المواقع عليه‪ .‬فعند اختيار المستوي كسطح مرجعي )مثل الخريطة( فأن اإلح داثيات تك ون‬
‫‪Two-Dimensional‬‬ ‫‪(or‬‬ ‫)‪2D‬‬ ‫إح داثيات م ستوية أو م سقطة أو ثنائي ة األبع اد‬
‫‪ .Coordinates‬ويرجع اسم ثنائية األبع اد إل ي أن ك ل نقط ة – عل ي الخريط ة م ثال – يلزمھ ا‬
‫قيمت ين لتحدي د موقعھ ا ول يكن م ثال س ‪ ،‬ص‪ .‬بينم ا عن د اعتم اد الك رة أو االليب سويد ك سطح‬
‫مرجع ي فأنن ا نتعام ل م ع ن وع اإلح داثيات الفراغي ة أو اإلح داثيات ثالثي ة األبع اد ‪Three-‬‬
‫‪ Dimensional (or 3D) Coordinates‬حي ث يج ب إض افة ارتف اع النقط ة ع ن س طح‬
‫المرج ع كبع د ثال ث لتحدي د موقعھ ا ال دقيق ‪ ،‬أي نحت اج لمعرف ة الق يم الثالث ة س ‪ ،‬ص ‪ ،‬ع لك ل‬
‫‪Spherical‬‬ ‫موق ع‪ .‬وف ي حال ة الك رة ت سمي اإلح داثيات باس م اإلح داثيات الكروي ة‬
‫‪Geodetic‬‬ ‫‪ Coordinates‬بينم ا ف ي حال ة االليب سويد ت سمي باإلح داثيات الجيودي سية‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٢٧‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫عناصر الكارتوجرافيا‬ ‫الفصل الثاني‬
‫______________________________________________________________‬

‫‪ Coordinates‬أو اإلح داثيات الجغرافي ة ‪ Geographic Coordinates‬أو اإلح داثيات‬


‫‪ .Ellipsoidal‬كم ا توج د إح داثيات أحادي ة البع د ‪One-‬‬ ‫االليب سويدية ‪Coordinates‬‬
‫‪ Dimensional (or 1D) Coordinates‬وھي غالبا التي تعبر فقط عن ارتفاع النقطة م ن‬
‫سطح الشكل المرجعي الم ستخدم‪ .‬وف ي التطبيق ات الجيودي سية و الجيوفيزيقي ة عالي ة الدق ة توج د‬
‫إحداثيات رباعية األبعاد ‪ Four-Dimensional (or 4D) Coordinates‬حيث ي تم تحدي د‬
‫موقع النقطة في زمن محدد بحيث تكون إحداثياتھا ھي س ‪ ،‬ص ‪ ،‬ع ‪ ،‬ن حيث البعد الرابع "ن"‬
‫يعب ر ع ن زم ن قي اس ھ ذه اإلح داثيات لھ ذا الموق ع‪ .‬وسن ستعرض بع ض أنظم ة اإلح داثيات‬
‫بالتفصيل في األجزاء التالية‪.‬‬

‫من ذ ق رون م ضت أبتك ر العلم اء طريق ة لتمثي ل موق ع أي نقط ة عل ي س طح األرض‬


‫)باعتبار أن األرض كرة( وذلك عن طريق‪:‬‬
‫‪ -‬تم اتخاذ الخط األساسي األفقي ھو تل ك ال دائرة العظم ي )أي الت ي تم ر بمرك ز األرض(‬
‫والتي تقع في منتصف المسافة بين القطبين وسميت بدائرة االستواء‪.‬‬
‫‪ -‬أتخذ الخط األساسي الرأسي ليكون ھو نصف الدائرة التي تصل بين القطب ين ال شمالي و‬
‫الجنوبي وتمر ببلدة جرينتش بانجلترا )شكل ‪ ٢١-٢‬أ(‪.‬‬
‫‪ -‬قسمت دائرة االستواء إلي ‪ ٣٦٠‬قسما متساويا و رس م عل ي س طح األرض ‪ ٣٦٠‬ن صف‬
‫دائرة )وھمية أو اصطالحية( تصل بين القطب ين وتم ر بأح دي نق اط التق سيم عل ي دائ رة‬
‫االس تواء ‪ ،‬وك ل ن صف دائ رة ت سمي خ ط ط ول ‪ .Longitude‬ويت ضح م ن ذل ك أن‬
‫الزاوية عند مركز األرض بين نقطتي تقسيم متجاورتين تساوي ‪ ١‬درجة )يرمز للدرجة‬
‫ب الرمز ‪ (o١‬الن ‪ ٣٦٠‬درج ة تقاب ل ‪ ٣٦٠‬ق سما‪ .‬وت م ت رقيم خ ط ط ول ج رينتش ب الرقم‬
‫ص فر وخ ط الط ول المج اور ل ه م ن جھ ة ال شرق ‪ o١‬ش رق ‪ ،‬ث م ‪ o٢‬ش رق ‪ .... ،‬إل ي‬
‫‪ o١٨٠‬ش رق وب نفس الطريق ة للخط وط الواقع ة غ رب ج رينتش م ن ‪ o١‬غ رب ‪ ،‬إل ي‬
‫‪ o١٨٠‬غ رب‪ .‬وتك ون زاوي ة خ ط الط ول )ش كل ‪ ٢١ -٢‬ب( ھ ي الزاوي ة الواقع ة ف ي‬
‫مستوي دائرة االستواء والمحصورة بين ضلعين يمر أحدھما بخ ط ط ول ج رينتش بينم ا‬
‫يمر اآلخر بخط طول النقطة ذاتھا‪.‬‬
‫‪ -‬تم تقسيم خط الطول األساس ي )ج رينتش( إل ي ‪ ١٨٠‬ق سما مت ساويا ورس م عل ي األرض‬
‫دوائر صغري وھمية )الدائرة الصغرى ھي التي ال تمر بمرك ز األرض( ت وازي دائ رة‬
‫االس تواء وتم ر ك ل دائ رة منھ ا بأح دي نق اط تق سيم خ ط ط ول ج رينتش‪ .‬وب ذلك تك ون‬
‫الزاوي ة عن د مرك ز األرض ب ين نقطت ين متج اورتين م ن نق اط التق سيم ت ساوي ‪ o١‬الن‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٢٨‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫عناصر الكارتوجرافيا‬ ‫الفصل الثاني‬
‫______________________________________________________________‬

‫‪ ١٨٠‬درجة تقابل ‪ ١٨٠‬قسما ‪ ،‬وأطلق علي ھذه الدوائر اس م دوائ ر الع رض وم نھم ‪٩٠‬‬
‫دائرة شمال دائرة االستواء و ‪ ٩٠‬دائرة جنوبه‪ .‬وبنفس األسلوب تم ترقيم دائرة االستواء‬
‫بالرقم صفر ودائ رة الع رض المج اور لھ ا م ن جھ ة ال شمال ‪ o١‬ش مال ‪ ،‬ث م ‪ o٢‬ش مال ‪،‬‬
‫‪o‬‬
‫‪ ....‬إل ي ‪ o٩٠‬ش مال وب نفس الطريق ة لل دوائر الواقع ة جن وب دائ رة االس تواء م ن ‪١‬‬
‫جنوب ‪ ،‬إلي ‪ o٩٠‬جنوب‪ .‬زاوية الع رض ‪ Latitude‬ھ ي الزاوي ة الواقع ة ف ي م ستوي‬
‫دائرة من دوائر الطول و رأسھا عند مركز الدائرة و ضلعھا األساس ي يم ر ف ي م ستوي‬
‫االستواء و الضلع اآلخر يمر في دائرة من دوائر العرض )شكل ‪ ٢١-٢‬ج(‪.‬‬

‫شكل )‪ (٢١-٢‬تحديد المواقع علي الكرة‬

‫‪ ١-٥-٢‬اإلحداثيات الجغرافية أو الجيوديسية‪:‬‬


‫نظام اإلح داثيات الجيودي سية ھ و أح د نظ م اإلح داثيات ال ذي مرك زه ھ و مرك ز األرض‬
‫ومحاوره مثبته مع األرض أثناء دورانھا ولذلك يطلق عليه نظام مركزي أرضي ثابت ‪Earth-‬‬
‫‪ Centered Earth-Fixed‬أو اخت صارا ‪ .ECEF‬مرك ز النظ ام يق ع ف ي مرك ز جاذبي ة‬
‫األرض‪ ،‬وينطب ق مح وره الرأس ي ‪ z‬م ع مح ور دوران األرض ‪ ،‬يتج ه مح وره األفق ي األول ‪x‬‬
‫ناحية خط طول جرينتش بينما مح وره األفق ي الث اني ‪ y‬يك ون عمودي ا عل ي مح ور ‪) x‬ش كل ‪-٢‬‬
‫‪.(٢٢‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٢٩‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫عناصر الكارتوجرافيا‬ ‫الفصل الثاني‬
‫______________________________________________________________‬

‫شكل )‪ (٢٢-٢‬نظام اإلحداثيات الجغرافية أو الجيوديسية‬

‫يتم تمثيل موقع أي نقطة في ھذا النظام بثالثة قيم أو ثالثة إحداثيات ‪ ،‬أي أن ھ ذا النظ ام‬
‫ثالثي األبعاد ‪) 3D‬شكل ‪: (٢٣-٢‬‬
‫‪ ‬خط الط ول ‪ Longitude‬ويرم ز ل ه ب الرمز الالتين ي ‪) ‬ينط ق الم دا( ‪ ،‬وھ و الزاوي ة‬
‫المقاس ة ف ي م ستوي دائ رة االس تواء ب ين خ ط ط ول ج رينتش )وھ و خ ط الط ول ال ذي‬
‫أصطلح دوليا أن يكون رقم صفر( و خط طول النقطة المطلوبة‪.‬‬
‫‪ ‬دائرة العرض ‪ Latitude‬ويرمز له بالرمز الالتيني ‪) ‬ينطق فاي( ‪ ،‬وھي الزاوية ف ي‬
‫الم ستوي الرأس ي والت ي ي صنعھا االتج اه العم ودي الم ار بالنقط ة المطلوب ة م ع م ستوي‬
‫دائ رة االس تواء )يالح ظ ف ي ال شكل أن االتج اه العم ودي عل ي س طح االليب سويد ال يم ر‬
‫بمركز االليبسويد عكس حالة الكرة حيث يمر العمودي علي سطح الكرة بمركزھا(‪.‬‬
‫‪ ‬االرتف اع ع ن س طح االليب سويد ويرم ز ل ه ب الرمز ‪ h‬وي سمي االرتف اع الجيودي سي أو‬
‫االرتفاع االليبسويدي ‪Geodetic or Ellipsoidal Height‬‬

‫شكل )‪ (٢٣-٢‬اإلحداثيات الجغرافية أو الجيوديسية‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٣٠‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫عناصر الكارتوجرافيا‬ ‫الفصل الثاني‬
‫______________________________________________________________‬

‫وتوجد عدة نظم للوحدات الم ستخدمة ف ي التعبي ر ع ن خط وط الط ول و دوائ ر الع رض‬
‫أشھرھا نظام الوحدات الستيني ‪ ،‬وفيه يتم تقسم الدائرة الكاملة إلي ‪ ٣٦٠‬درجة )رمز الدرجة ھو‬
‫‪ (o‬ث م تق سم الدرج ة إل ي ‪ ٦٠‬ج زء ك ال م نھم ي سمي الدقيق ة )رم ز الدقيق ة ھ و '( ث م الحق ا تق سم‬
‫الدقيقة الواحدة إلي ‪ ٦٠‬جزء يسمي الواحد منھم بالثانية )رمز الثانية ھو "(‪ .‬كمث ال‪ :‬خ ط الط ول‬
‫"‪ 30o 45' 52.3‬يعني أن موقع ھذه النقطة عند ‪ ٣٠‬درجة و ‪ ٤٥‬دقيقة و ‪ ٥٢.٣‬ثانية‪.‬‬

‫وتكون خطوط الطول أما شرق خط طول جرينتش )يرم ز لھ ا بإض افة ح رف ق أو ‪(E‬‬
‫أو غرب جرينتش )يرمز لھا بإضافة ح رف غ أو ‪ .(W‬أم ا بالن سبة ل دوائر الع رض فتك ون أم ا‬
‫شمال دائ رة االس تواء )يرم ز لھ ا بإض افة ح رف ش أو ‪ (N‬أو جن وب خ ط االس تواء )يرم ز لھ ا‬
‫بإضافة حرف ج أو ‪.(S‬‬

‫‪ ٢-٥-٢‬اإلحداثيات الكروية‪:‬‬
‫ي شبه نظ ام اإلح داثيات الكروي ة ‪ Spherical Coordinates‬نظ ام اإلح داثيات‬
‫الجيوديسية أو الجغرافية أال في اختالف واحد فقط أال وھو أن السطح المرجعي ھنا ھ و الك رة و‬
‫ليس االليبسويد )ش كل ‪ .(٢٤-٢‬يالح ظ ف ي ال شكل )خاص ة لقي اس دائ رة الع رض ‪ (‬أن االتج اه‬
‫العم ودي عل ي س طح الك رة يم ر بمركزھ ا عك س حال ة االليب سويد حي ث ال يم ر العم ودي عل ي‬
‫سطح االليبسويد بمركزه‪.‬‬

‫شكل )‪ (٢٤-٢‬اإلحداثيات الكروية‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٣١‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫عناصر الكارتوجرافيا‬ ‫الفصل الثاني‬
‫______________________________________________________________‬

‫‪ ٣-٥-٢‬اإلحداثيات الجيوديسية الكارتيزية أو الفراغية أو الديكارتية‪:‬‬


‫ھو نظام إحداثيات مشابه تماما في تعريفه لنظام اإلحداثيات الجيوديسية أال أن ه يتمي ز أن‬
‫إحداثياته الثالثة تك ون طولي ة )أي ب المتر أو الكيل ومتر( و ل يس منحني ة )بال درجات( مم ا يجعل ه‬
‫أسھل في التعامل وخاصة في الحسابات ‪ ،‬وقد أبتكره الع الم الفرن سي ديك ارت ف ي الق رن ال سابع‬
‫ع شر‪ .‬نقط ة األص ل لنظ ام اإلح داثيات الجيودي سية الكارتيزي ة ‪Cartesian Geodetic‬‬
‫‪ Coordinates‬ھ ي مرك ز األرض ومح وره األول ‪ X‬ين شأ م ن تق اطع م ستوي خ ط الط ول‬
‫المار بجرينتش مع مستوي دائرة االستواء ومحوره الثاني ‪ Y‬ھو العم ودي عل ي مح ور ‪ X‬بينم ا‬
‫المح ور الثال ث )الرأس ي( ‪ Z‬ھ و مح ور دوران األرض و ال ذي يم ر بمرك ز األرض وك ال‬
‫القطبين‪ .‬ويعبر عن موقع كل نقطة بثالثة إحداثيات‪) X, Y, Z :‬شكل ‪.(٢٥-٢‬‬

‫شكل )‪ (٢٥-٢‬اإلحداثيات الجيوديسية الكارتيزية‬

‫‪ ٤-٥-٢‬التحويل بين نظم اإلحداثيات‪:‬‬


‫يمكن باستخدام مجموع ة المع ادالت التالي ة تحوي ل اإلح داثيات الجيودي سية أو الجغرافي ة‬
‫)‪ (, , h‬إلي اإلحداثيات الجيوديسية الكارتيزية )‪:(X, Y, Z‬‬

‫‪X = (c + h) cos  cos ‬‬


‫‪Y = (c + h) cos  sin ‬‬ ‫)‪(2-4‬‬
‫‪Z = [ h + c ( 1-e2) ] sin ‬‬

‫حيث ‪ c‬يسمي نصف قطر التكور ‪ e ، radius of curvature‬تسمي المركزية األولي ‪first‬‬
‫‪ eccentricity‬ويتم حسابھما كالتالي‪:‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٣٢‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫عناصر الكارتوجرافيا‬ ‫الفصل الثاني‬
‫______________________________________________________________‬

‫‪a‬‬
‫‪c = ----------------------‬‬ ‫)‪(2-5‬‬
‫) ‪ (1 – e2 sin2 ‬‬

‫‪e = [  (a2 - b2) ] / a‬‬ ‫)‪(2-6‬‬

‫أم ا للتحوي ل م ن اإلح داثيات الجيودي سية الكارتيزي ة )‪ (X, Y, Z‬إل ي اإلح داثيات‬
‫الجيوديسية أو الجغرافية )‪ (, , h‬فأحد الحلول يتمثل في المعادالت التالية‪:‬‬
‫‪tan  = Y / X‬‬
‫)‪Z /  (X2 + Y2‬‬
‫‪tan  = ---------------------------------‬‬ ‫)‪(2-7‬‬
‫) )‪1 – e2 (c / ( c + h‬‬
‫)‪ (X2+Y2‬‬
‫‪h = ----------------- - c‬‬
‫‪cos ‬‬

‫ونالحظ في ھذه المعادالت أننا نحتاج لمعرفة قيمة ‪ c‬لكي نستطيع حساب قيمة ‪ ‬و ‪، h‬‬
‫لكن لنحسب قيمة ‪ c‬من المعادلة ‪ ٥-٢‬فأننا نحتاج لمعرفة قيمة ‪ ! ‬ول ذلك ي تم ح ساب ھ ذا الن وع‬
‫من التحويل بطريقة تكراري ة ‪ ، Iterative‬حي ث نب دأ باس تخدام قيم ة تقريبي ة ل دائرة الع رض ‪‬‬
‫ونحسب قيم ة تقريبي ة لن صف قط ر التك ور ‪ c‬ث م نأخ ذ قيم ة ‪ c‬ھ ذه لنح سب منھ ا قيم ة جدي دة ‪‬‬
‫وھكذا لع دد م ن الم رات إل ي أن نج د ع دم وج ود أي ف رق ج وھري ‪ Significant‬ب ين قيمت ين‬
‫متتاليتين لدائرة العرض ‪.‬‬

‫‪ ٦-٢‬إسقاط الخرائط‪:‬‬
‫إن األرض عبارة عن جسم شبه كروي يحتاج لثالثة أبعاد أو قيم أو إحداثيات للتحديد‬
‫الدقيق لموقع أي نقطة علي ھذا المجسم‪ ،‬بينما نجد علي الجانب اآلخر أن الخريطة عبارة عن‬
‫سطح مستوي وال يحتاج إال لبعدين أو إحداثيين فقط لتحديد موقع أي نقطة عليھا‪ .‬والسؤال الذي‬
‫يتبادر لألذھان ھو‪ :‬كيف يمكن تمثيل ھذه الكرة أو ھذا الشكل البيضاوي )األرض( علي سطح‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٣٣‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫عناصر الكارتوجرافيا‬ ‫الفصل الثاني‬
‫______________________________________________________________‬

‫مستوي )الخريطة( لتكون الخريطة تمثيال دقيقا مصغرا لسطح األرض و معالمھا؟ وكيف يمكن‬
‫تحويل اإلحداثيات الثالثية ألي نقطة علي األرض الي إحداثيات ثنائية علي الخريطة؟ تكمن‬
‫إجابة ھذا السؤال في "إسقاط الخرائط ‪."Map or Cartographic Projection‬‬

‫شكل )‪ (٢٦-٢‬إسقاط الخرائط‬

‫وال يع د عل م إس قاط الخ رائط علم ا ح ديثا‪ ،‬فق د وج دت مؤلف ات للع الم اإلغريق ي ال شھير‬
‫بطليموس )في القرن الثاني قبل الميالد( تشرح طريقة أو فكرة لكيفية رسم الك رة ال سماوية عل ي‬
‫س طح م ستوي‪ .‬أم ا الع الم الھولن دي ال شھير جي رار ميريك اتور فيع د أول م ن تح رر م ن طريق ة‬
‫بطليم وس و س لك طريق ا جدي دا ف ي رس م الخ رائط )ف ي ع ام ‪١٥٥٤‬م‪ ٩٦٠ /‬ھ ـ( باس تخدام‬
‫المخ روط وق ام بإن شاء طريق ة جدي دة إلس قاط الخ رائط أس ماھا باس مه ومازال ت م ستخدمة حت ى‬
‫اآلن‪ .‬وفي القرن الثامن عشر الميالدي ظھرت عدة طرق جديدة من ط رق اإلس قاط مث ل طريق ة‬
‫العالم األماني المبرت‪.‬‬

‫إن إسقاط الخرائط عبارة عن طرق و معادالت رياضية تھدف الي تحويل إحداثيات‬
‫المواقع الحقيقية الموجودة علي سطح األرض الي إحداثيات مناظرة لھا علي الخريطة بھدف‬
‫إعداد الخريطة لتمثل الواقع الحقيقي بكل دقة وان كان بصورة مصغرة‪ .‬وأولي الصعوبات التي‬
‫تواجه طرق إسقاط الخرائط أنه ال يمكن تمثيل )رسم( الشكل المجسم الحقيقي لألرض علي‬
‫سطح مستوي بصورة تامة التماثل‪ .‬فلكي يكون التماثل تاما )‪ (%١٠٠‬يجب أن تتحقق ثالثة‬
‫شروط ھندسية وھي‪:‬‬
‫)‪ (١‬تمثل المسافات علي الخريطة ما يقابلھا علي الطبيعة تماما‪.‬‬
‫)‪ (٢‬تمثل المساحات علي الخريطة ما يقابلھا علي الطبيعة تماما‪.‬‬
‫)‪ (٣‬تمثل االتجاھات علي الخريطة ما يقابلھا علي الطبيعة تماما‪.‬‬
‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٣٤‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫عناصر الكارتوجرافيا‬ ‫الفصل الثاني‬
‫______________________________________________________________‬

‫وال توجد أيه طريقة رياضية تحقق ھذه الشروط الثالثة معا‪ ،‬ومن ثم فأن ھناك عشرات‬
‫من مساقط الخرائط )طرق إسقاط الخرائط( و لكال منھا مميزات و استخدامات محددة‪ ،‬والشكل‬
‫الناتج علي الخريطة من تطبيق طريقة اإلسقاط يسمي "مسقط"‪ .‬وبصفة عامة فال توجد طريقة‬
‫إسقاط إال و بھا "تشوه"‪ ،‬أي جزء بسيط من عدم التطابق أو عدم التماثل بين ما ھو علي‬
‫الخريطة و ما ھو علي الطبيعة‪.‬‬

‫شكل )‪ (٢٧-٢‬مفھوم التشوه في إسقاط الخرائط‬

‫وتجدر اإلشارة الي أن الخرائط كبيرة المقياس جدا )المخططات التي تمثل أجزاء‬
‫صغيرة جدا من سطح األرض مثل مشروع ھندسي أو جزء من حي داخل مدينة( ال تحتاج‬
‫إلسقاط الخرائط حيث أننا نفترض أن ھذا الجزء الصغير جدا من األرض ھو سطح مستوي‬
‫ولن يكون لكروية األرض أي تأثير به‪ ،‬ومن ثم يمكننا رسم القياسات الميدانية مباشرة علي ھذه‬
‫المخططات‪.‬‬

‫‪ ١-٦-٢‬أنواع مساقط الخرائط‬


‫فلنتخيل أن ھناك مصدر ضوئي مشع موجود في مكان ما علي سطح األرض وأن ھناك‬
‫لوحة مستوية )أي الخريطة( موجودة بحيث أن مصدر الضوء ھذا سيلقي ظالال للمعالم‬
‫الجغرافية علي ھذه اللوحة المستوية‪ ،‬وھذه الظالل ھي ما سيتم رسمه علي الخريطة‪ .‬طبقا‬
‫لموضع المصدر الضوئي )ھل ھو عند أحد قطبي األرض أم عند دائرة االستواء أم في مكان‬
‫آخر( فستكون لدينا نماذج مختلفة لما سيظھر علي اللوحة المستوية‪ ،‬أي سيكون لدينا عدد من‬
‫المساقط‪ .‬أيضا إذا تغير موضع اللوحة المستوية ذاتھا )ھل ھي عند القطبين أم عند دائرة‬
‫االستواء ‪ ....‬الخ( سينتج أنواع أخري من مساقط الخرائط‪ .‬واآلن نتخيل أننا بدال مكن أن نضع‬
‫اللوحة المستوية بشكلھا كما ھي سنقوم بلفھا كاسطوانة حول سطح األرض‪ ،‬أو بلفھا كمخروط‬
‫حول األرض‪ ،‬وبالتالي سيكون لدينا أنواع أخري من طرق تمثيل معالم سطح األرض علي ھذه‬
‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٣٥‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫عناصر الكارتوجرافيا‬ ‫الفصل الثاني‬
‫______________________________________________________________‬

‫اللوحة في وضعھا الجديد‪ .‬وبناءا علي ذلك فتوجد عشرات من أنواع و طرق إسقاط الخرائط‪،‬‬
‫وأيضا توجد عده تقسيمات أو عدة تصنيفات لھذه األنواع المختلفة‪.‬‬

‫)أ( التقسيم المعتمد علي شكل لوحة اإلسقاط‪:‬‬


‫‪ -‬مساقط مستوية )أو اتجاھية( ‪Zenithal or Stereographic‬‬
‫‪ -‬مساقط اسطوانية ‪Cylindrical‬‬
‫‪ -‬مساقط مخروطية ‪Conical‬‬
‫)ب( التقسيم المعتمد علي وضع لوحة اإلسقاط‪:‬‬
‫كلما تغير وضع لوحة اإلسقاط )سواء كانت مستوية أم اسطوانة أم مخروط فھل ستكون‬
‫عمودية أم أفقية أم مائلة علي سطح األرض( كلما نتج أنواع مختلفة من المساقط‪:‬‬
‫‪ -‬مساقط عادية ‪ Normal‬حيث ال يكون سطح اإلسقاط مائال علي سطح األرض‪.‬‬
‫‪ -‬مساقط مستعرضة ‪ Transverse‬حيث يكون سطح اإلسقاط مائال بزاوية ‪ ٩٠‬درجة‬
‫علي سطح األرض‪.‬‬
‫‪ -‬مساقط مائلة ‪ Oblique‬حيث يكون سطح اإلسقاط مائال بأي زاوية علي سطح‬
‫األرض‪.‬‬
‫)ج( التقسيم المعتمد علي الخصائص الھندسية للمسقط‪:‬‬
‫ال يوجد إسقاط يمكنه المحافظة علي التطابق التام بين كل الخصائص الھندسية للمعالم‬
‫الجغرافية الموجودة علي سطح األرض وما يقابلھا علي الخريطة‪ ،‬وفي ھذا الصدد توجد عدة‬
‫أنواع من المساقط‪:‬‬
‫‪ -‬مساقط تحافظ علي االتجاھات و األشكال ‪ Conformal‬وتسمي أيضا بالمساقط‬
‫التشابھية حيث أن الزوايا ستظھر بحقيقتھا تماما )أي ستظھر شبكة اإلحداثيات‬
‫الجغرافية ‪ -‬من دوائر عرض و خطوط طول ‪ -‬متعامدة علي الخريطة(‬
‫‪ -‬مساقط تحافظ علي المساحات ‪ Equal-Area‬وتسمي أيضا بالمساقط التكافؤية‪.‬‬
‫‪ -‬مساقط تحافظ علي المسافات ‪Equal-Distance‬‬
‫)د( التقسيم المعتمد علي وضع مصدر الضوء‪:‬‬
‫بناءا علي موضع مصدر الضوء الذي سيسقط علي األرض ليتم تمثيلھا علي الخريطة‬
‫فتوجد عدة أنواع من المساقط‪:‬‬
‫‪ -‬مساقط مركزية ‪ Centrographic‬حيث يكون مصدر الضوء في مركز األرض‪.‬‬
‫‪ -‬مساقط سطحية ‪ Stereographic‬حيث يكون مصدر الضوء علي سطح األرض‪.‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٣٦‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫عناصر الكارتوجرافيا‬ ‫الفصل الثاني‬
‫______________________________________________________________‬

‫‪ -‬مساقط خارجية ‪ Scenographic‬حيث يكون مصدر الضوء خارج األرض‪.‬‬


‫‪ -‬مساقط عمودية ‪ Orthographic‬حيث يكون مصدر الضوء علي مسافة بعيدة جدا‬
‫)تقريبا ما ال نھاية( من األرض مما يجعل ِاألشعة الساقطة علي األرض متوازية‬
‫وعمودية علي سطح األرض‪.‬‬
‫)ذ( التقسيم المعتمد علي المنطقة الجغرافية علي المسقط‪:‬‬
‫بناءا علي المنطقة التي سيتم تمثيلھا علي المسقط )أي الخريطة( توجد عدة أنواع من‬
‫المساقط‪:‬‬
‫‪ -‬مساقط خاصة برسم العالم‪.‬‬
‫‪ -‬مساقط خاصة برسم نصف الكرة األرضية‪.‬‬
‫‪ -‬مساقط خاصة برسم قارة أو إقليم‪.‬‬

‫وغالبا فأن أي طريقة إسقاط تحمل خاصيتين من الخصائص السابقة ويكون اسم‬
‫الطريقة معبرا عن مواصفاتھا‪ ،‬فنقول مثال المسقط المخروطي متساوي المساحات )أي أن‬
‫اللوحة عبارة عن مخروط والمسقط الناتج يحافظ علي التطابق والتماثل التام في المساحات(‬
‫ومثال المسقط االتجاھي متساوي المسافات )أي أن لوحة اإلسقاط عبارة عن مستوي والمسقط‬
‫الناتج يحافظ علي التطابق التام في المسافات(‪ .‬وبعض المساقط يجمل اسم العالم الذي قام‬
‫بابتكار طريقة اإلسقاط ھذه‪ ،‬كأن نقول مسقط ميريكاتور نسبة للعالم الشھير ميريكاتور‪.‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٣٧‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫عناصر الكارتوجرافيا‬ ‫الفصل الثاني‬
‫______________________________________________________________‬

‫)أ( طرق اإلسقاط المستوية أو االتجاھية‬

‫)ب( طرق اإلسقاط االسطواني‬

‫)ج( طرق اإلسقاط المخروطي‬

‫شكل )‪ (٢٨-٢‬طرق اإلسقاط بناءا علي شكل اللوحة‬

‫شكل )‪ (٢٩-٢‬طرق اإلسقاط بناءا علي موضع مصدر الضوء‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٣٨‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫عناصر الكارتوجرافيا‬ ‫الفصل الثاني‬
‫______________________________________________________________‬

‫‪ ٢-٦-٢‬اختيار مسقط لخريطة‬


‫لوجود أنواع عدة من مساقط الخريطة فأن اختيار المسقط المناسب لخريطة معينة يجب‬
‫أن يتم بدقة و عناية حتى تفي الخريطة الناتجة باألھداف و الخصائص المطلوبة‪ .‬ومن ثم يجب‬
‫علي الكارتوجرافي أن يلم بمواصفات المساقط و كيفية المفاضلة و االختبار بينھم‪ .‬وللمفاضلة‬
‫بين أنواع المساقط طبقا لنوع لوحة )أو سطح( اإلسقاط فأن المساقط االسطوانية تكون أكثر‬
‫مالئمة للمناطق االستوائية بينما تكون المساقط المخروطية أكثر مناسبة للمناطق الواقعة بين‬
‫االستواء و القطب‪ ،‬أما للمناطق القطبية فأن المساقط االتجاھية تكون ھي األمثل‪.‬‬

‫كما يعتمد اختيار المسقط المالئم علي الغرض الذي من أجله سيتم إنشاء الخريطة‪،‬‬
‫فخرائط التوزيعات ذات مقاييس الرسم الصغيرة )أي تغطي مساحات كبيرة من سطح األرض(‬
‫يجب أن تمثل علي مساقط متساوية المساحات‪ .‬أما إن كان الھدف من الخريطة ھو قياس‬
‫االتجاھات و الزوايا )مثل الخرائط المالحية( فيجب أن يكون مسقطھا من النوع الذي ينتج عنه‬
‫تطابق و تماثل تام في االتجاھات‪ ،‬وأيضا تستخدم المساقط االتجاھية متساوية المسافات للخرائط‬
‫التي سيتم االعتماد عليھا في قياس المسافات علي سطح األرض‪ .‬أما الخرائط األطلسية التي‬
‫تعني بإبراز الشكل المجسم لألرض وتختص بدراسة األرض ككل فأن المسقط المستوي أو‬
‫االتجاھي يكون ھو األفضل لھا‪.‬‬

‫أيضا يلعب شكل المنطقة الجغرافية المطلوب إسقاطھا دورا مھما في تحديد طريقة‬
‫اإلسقاط المناسبة‪ ،‬فكمثال نختار طريقة إسقاط مستوية إذا كانت شكل المنطقة شبه دائري و‬
‫طريقة إسقاط اسطوانية للمناطق شبه المستطيلة و طريقة إسقاط مخروطية للمناطق شبه‬
‫المثلثيه‪.‬‬

‫‪ ٣-٦-٢‬بعض أنواع مساقط الخرائط‪:‬‬


‫في الجزء التالي سن ستعرض وب صورة مب سطة غي ر تف صيلية بع ضا م ن نم اذج م ساقط‬
‫الخرائط الشھيرة‪:‬‬

‫مسقط ساينسويدال متساوي المساحات ‪: Sinusoidal Equal-Area Projection‬‬


‫ھ و م سقط يح افظ عل ي الم ساحات )تط ابق ت ام ب ين الم ساحة عل ي الخريط ة و الم ساحة‬
‫المناظرة علي األرض(‪ ،‬وفيه تتعامد دوائر العرض علي خط الطول المركزي فقط )خط الط ول‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٣٩‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫عناصر الكارتوجرافيا‬ ‫الفصل الثاني‬
‫______________________________________________________________‬

‫الذي يحدث عنده تماس بين لوحة اإلسقاط و األرض(‪ ،‬بينما مع باقي خط وط الط ول ف أن دوائ ر‬
‫الع رض تك ون مقوس ة بم ا ي شبه منحن ي جي ب الزاوي ة ‪) sin curves‬م ن ھن ا ج اء اس م ھ ذا‬
‫المسقط‪ :‬المسقط الجيبي(‪ .‬ويكون مقياس الرسم صحيحا فقط عند خط الط ول المرك زي و دوائ ر‬
‫العرض ‪ ،‬ويستخدم ھذا المسقط للمناطق التي تمتد في أنجاه شمال‪-‬جنوب‪.‬‬

‫شكل )‪ (٣٠-٢‬مسقط ساينسويدال متساوي المساحات‬

‫مسقط المبرت المخروطي المتماثل‪: Lambert Conformal Conic Projection‬‬


‫ي ستخدم ھ ذا الم سقط المخ روط كلوح ة إس قاط‪ ،‬ويح دث تم اس ب ين المخ روط و س طح‬
‫األرض عند دائرتي عرض تسميان دائرتي العرض القياسيتين ‪ .Standard Parallels‬وف ي‬
‫ھ ذا الن وع م ن الم ساقط تك ون الم ساحات و األش كال متماثل ة عن د دائرت ي الع رض القياس يتين‬
‫ويزداد التشوه كلما ابتعدنا عنھما ‪ ،‬كما تكون االتجاھات صحيحة في مناطق محدودة‪.‬‬

‫شكل )‪ (٦-٥‬مسقط المبرت المخروطي المتماثل‬

‫وھذا المسقط مستخدم في المملكة العربية السعودية للخرائط ذات مقياس الرس م ال صغير‬
‫)أصغر م ن ‪ ( ١،٠٠٠،٠٠٠ : ١‬إلظھ ار األش كال و الم ساحات مت ساوية بھ دف إعط اء ص ورة‬
‫عامة صحيحة عن مساحة المملكة و مناطقھا اإلدارية‪.‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٤٠‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫عناصر الكارتوجرافيا‬ ‫الفصل الثاني‬
‫______________________________________________________________‬

‫شكل )‪ (٣١-٢‬مسقط المبرت المخروطي في خرائط السعودية‬

‫م سقط المب رت ال سمتي مت ساوي الم ساحات ‪Lambert Azimuthal Equal-Area‬‬


‫‪:Projection‬‬
‫يستخدم ھذا المسقط المستوي )وليس االسطوانة أو المخروط(‪ ،‬وھ و مطب ق غالب ا لرس م‬
‫مناطق واسعة من المحيطات‪ .‬وفيه يكون خ ط الط ول المرك زي خط ا م ستقيما بينم ا تك ون ب اقي‬
‫خطوط الطول منحنية‪.‬‬

‫شكل )‪ (٣٢-٢‬مسقط المبرت السمتي متساوي المساحات‬

‫المسقط االرثوجرافي أو المتعامد ‪: Orthographic Projection‬‬


‫ھ و م سقط م ستوي أو س متي أي ضا )أي ي ستخدم الم ستوي ف ي اإلس قاط( ي ستخدم غالب ا‬
‫إلظھار صورة عامة أو منظور لنصف الكرة األرض ية‪ .‬وب ه يوج د ت شوه لك ال م ن الم ساحات و‬
‫األشكال وتكون المسافات صحيحة علي دائرة االستواء ودوائر العرض األخرى‪.‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٤١‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫عناصر الكارتوجرافيا‬ ‫الفصل الثاني‬
‫______________________________________________________________‬

‫شكل )‪ (٣٣-٢‬المسقط المتعامد أو األرثوجرافي‬

‫مسقط ميريكاتور ‪: Mercator Projection‬‬


‫ھو مسقط أسطواني يحقق ش رط أن خط وط الط ول و دوائ ر الع رض تتق اطع ف ي زواي ا‬
‫قائمة تماما‪ .‬و يكون المقياس صحيحا عند دائرة االستواء أو عن د دائرت ي ع رض قياس يتين عل ي‬
‫مسافات متساوية من االستواء‪ .‬وغالبا يستخدم ھذا المسقط في الخرائط البحرية‪.‬‬

‫شكل )‪ (٣٤-٢‬مسقط ميريكاتور‬

‫مسقط ميريكاتور المستعرض ‪: Transverse Mercator Projection‬‬


‫ين تج ھ ذا الم سقط م ن إس قاط األرض عل ي اس طوانة تم سھا عن د خ ط ط ول مرك زي‬
‫‪ .Central Meridian‬وغالبا يستخدم ھذا المسقط للمناطق الت ي تمت د ف ي اتج اه ش مال‪-‬جن وب‬
‫أكبر من امتدادھا في اتجاه شرق‪-‬غرب‪ .‬يزداد التشوه )ف ي المقي اس و الم سافة و الم ساحة( كلم ا‬
‫ابتعدنا عن خط الطول المركزي ‪ ،‬ولذلك نلجأ إلي فكرة الشرائح عند استخدام ھ ذا الم سقط حي ث‬
‫يكون عرض الشريحة الواحدة – في اتجاه الشرق – ثالثة أو أربعة درجات م ن خط وط الط ول‬
‫بحي ث ال يك ون مق دار الت شوه كبي را عن د أط راف ال شريحة الت ي يق ع خ ط طولھ ا المرك زي ف ي‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٤٢‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫عناصر الكارتوجرافيا‬ ‫الفصل الثاني‬
‫______________________________________________________________‬

‫منتصفھا‪ .‬مسقط ميريكاتور المستعرض مستخدم في خرائط الكثير م ن دول الع الم مث ل م صر و‬
‫بريطانيا‪.‬‬

‫شكل )‪ (٣٥-٢‬مسقط ميريكاتور المستعرض‬

‫م سقط ميريك اتور الم ستعرض الع المي ‪Universal Transverse Mercator‬‬
‫‪:Projection‬‬
‫يعد ھذا المسقط أشھر أنواع مساقط الخرائط علي المستوي العالمي و يرمز له اختصارا‬
‫ب أحرف ‪ ،UTM‬وھ و م ن الم ساقط الت ي تح افظ عل ي الم ساحات‪ .‬أي ضا ألن ه يعتم د عل ي فك رة‬
‫تقسيم األرض الي شرائح صغيرة فأن التشوه يكون بسيطا مما يجعل ھذا المسقط مناسبا للخرائط‬
‫كبيرة المقياس‪ .‬كما زادت أھميت ه ف ي ال سنوات األخي رة ب سبب أن ه أح د الم ساقط الم ستخدمة ف ي‬
‫أجھزة تقنية النظام العالمي لتحديد المواقع ‪.GPS‬‬
‫ويتكون المسقط من عدد من النقاط تشمل‪:‬‬
‫‪ ‬يعتمد مسقط ‪ UTM‬علي إيجاد طريقة لرسم خرائط الع الم كل ه وذل ك ع ن طري ق تق سيم‬
‫األرض إلي ‪ ٦٠‬شريحة ‪ zones‬كال منھا يغط ي ‪ ٦‬درج ات م ن خط وط الط ول بحي ث‬
‫يكون لكل شريحة مسقط ‪ UTM‬له خط طول مرك زي ‪ Central Meridian‬يق ع ف ي‬
‫مركز ھذه الشريحة‪.‬‬
‫‪ ‬تمتد شرائح مسقط ‪ UTM‬من دائرة العرض ‪ ٨٠‬جنوبا إلي دائرة العرض ‪ ٨٤‬شماال‪.‬‬
‫‪ ‬ترقم الشرائح من رقم ‪ ١‬إلي رق م ‪ ٦٠‬ب دءا م ن خ ط الط ول ‪ o١٨٠‬غ رب ‪ ،‬بحي ث تمت د‬
‫ال شريحة األول ي م ن ‪ o١٨٠‬غ رب إل ي ‪ o١٧٤‬غ رب ويك ون خ ط طولھ ا المرك زي‬
‫‪ meridian central‬عند ‪ o١٧٧‬غرب‪.‬‬
‫‪ ‬تقسم كل شريحة طولية إلي مربعات كل ‪ ٨‬درجات من دوائر العرض‪.‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٤٣‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫عناصر الكارتوجرافيا‬ ‫الفصل الثاني‬
‫______________________________________________________________‬

‫‪ ‬يكون ھناك حرف خاص – كاسم ‪ -‬لكل مربع م ن ھ ذه المربع ات ‪ ،‬وتب دأ الح روف م ن‬
‫ح رف ‪ C‬جنوب ا إل ي ح رف ‪ X‬ش ماال م ع اس تبعاد حرف ي ‪ I‬و ‪) O‬لق رب ال شبه بينھم ا‬
‫وبين األرقام االنجليزية!(‪.‬‬

‫‪ ‬يك ون معام ل المقي اس ‪ scale factor‬م ساويا ‪ ٠.٩٩٩٦‬عن د خ ط الط ول المرك زي ‪،‬‬
‫بحيث مع ازدياد التشوه كلم ا بع دنا ع ن خ ط الط ول المرك زي ف أن أق صي قيم ة لمعام ل‬
‫القياس عند أطراف الشريحة ستكون ‪ ١.٠٠٠٩٧‬عن د خ ط االس تواء أو ‪ ١.٠٠٠٢٩‬عن د‬
‫دائرة عرض ‪ o٤٥‬ش‪.‬‬
‫لتحديد رقم شريحة ‪ UTM‬ألي موقع جغرافي‪:‬‬

‫المعادلة ال سابقة لحال ة أن الموق ع الجغراف ي يق ع ش مال دائ رة االس تواء‪ ،‬أم ا إن ك ان الموق ع يق ع‬
‫جنوب خط االستواء فيتم استخدام معادلة أخري ھي‪:‬‬
‫ترتيب الحرف = ) دائرة العرض ‪٨ ÷ ( ٨٠ -‬‬
‫ولحساب رقم الشريحة‪:‬‬

‫المعادلة السابقة لحال ة أن الموق ع الجغراف ي يق ع ش رق ج رينتش‪ ،‬أم ا إن ك ان الموق ع يق ع غ رب‬


‫جرينتش فيتم استخدام معادلة أخري ھي‪:‬‬
‫رقم الشريحة = ) خط الطول ÷ ‪٣٠ - ( ٦‬‬
‫علي أن يتم في كلتا المعادلتين ‪ ٨-٤‬و ‪ ٩-٤‬أخذ الرقم الصحيح للناتج فقط ودون تقريب‪.‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٤٤‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫عناصر الكارتوجرافيا‬ ‫الفصل الثاني‬
‫______________________________________________________________‬

‫شكل )‪ (٣٦-٢‬شرائح مسقط ميريكاتور المستعرض العالمي‬

‫شكل )‪ (٣٧-٢‬شرائح مسقط ميريكاتور المستعرض للدول العربية‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٤٥‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫عناصر الكارتوجرافيا‬ ‫الفصل الثاني‬
‫______________________________________________________________‬

‫‪ ٤-٦-٢‬نظم اإلحداثيات المسقطة‬


‫ھن اك ع دة نظ م إح داثيات أخ ري ال تعتم د عل ي فك رة اإلح داثيات الجغرافي ة )دوائ ر‬
‫العرض و خطوط الطول( التي تغطي األرض حيث أن استخدام قيم ھ ذه اإلح داثيات )بال درجات‬
‫و الدقائق و الثواني( ال يكون أحيانا مناسبا لعدد كبير من مستخدمي الخرائط‪ .‬أي ضا ف أن خط وط‬
‫الطول تتقارب كلما اتجھنا ناحية أحد قطبي األرض مما يجعل المسافة بين خط ي ط ول متت اليين‬
‫ليست مسافة ثابتة‪ ،‬فھذه المسافة )المقابل ة لدرج ة واح دة م ن خط وط الط ول( تب دأ بقيم ة ‪١١١.٣‬‬
‫كيل ومتر عن د دائ رة االس تواء‪ ،‬ث م تب دأ ف ي التن اقص فت صل ‪ ١٠٧.٦‬كيل ومتر عن د دائ رة ع رض‬
‫‪ o١٥‬ثم تصل ‪ ٩٦.٥‬كيلومتر عن د دائ رة ع رض ‪ o٣٠‬ال ي أن ت صبح ص فر كيل ومتر عن د دائ رة‬
‫عرض ‪ o٠‬أي عند القطب‪ .‬أي ضا و ب سبب أن األرض لي ست تام ة االس تدارة ف أن الم سافات ب ين‬
‫دوائر العرض أي ضا ل ن تك ون مت ساوية‪ ،‬وان ك ان التغي ر فيھ ا ب سيط ج دا بالمقارن ة ب التغير ف ي‬
‫خطوط الطول‪.‬‬
‫المسافة المقابلة لدرجة‬ ‫المسافة المقابلة لدرجة‬ ‫عند دائرة‬
‫واحدة من خطوط الطول‬ ‫واحدة من دوائر العرض‬ ‫عرض‬
‫‪o‬‬
‫‪ ١١١.٣٢٠‬كم‬ ‫‪ ١١٠.٥٧٤‬كم‬ ‫‪٠‬‬
‫‪o‬‬
‫‪ ١٠٧.٥٥١‬كم‬ ‫‪ ١١٠.٦٤٩‬كم‬ ‫‪١٥‬‬
‫‪o‬‬
‫‪ ٩٦.٤٨٦‬كم‬ ‫‪ ١١٠.٨٥٢‬كم‬ ‫‪٣٠‬‬
‫‪o‬‬
‫‪ ٧٨.٨٤٧‬كم‬ ‫‪ ١١١.١٣٢‬كم‬ ‫‪٤٥‬‬
‫‪o‬‬
‫‪ ٥٥.٨٠٠‬كم‬ ‫‪ ١١١.٤١٢‬كم‬ ‫‪٦٠‬‬
‫‪o‬‬
‫‪ ٢٨.٩٠٢‬كم‬ ‫‪ ١١١.٦١٨‬كم‬ ‫‪٧٥‬‬
‫‪o‬‬
‫كم‬ ‫‪٠‬‬ ‫‪ ١١١.٦٩٤‬كم‬ ‫‪٩٠‬‬

‫ومن ثم أبتك ر العلم اء ‪ -‬من ذ ع دة ق رون ‪ -‬نظ م أخ ري ت سمي نظ م اإلح داثيات الم سقطة‬
‫)أي بعد إس قاط األرض عل ي الخريط ة( كم ا ت سمي نظ م اإلح داثيات التربيعي ة )ألن ش كل ش بكة‬
‫اإلح داثيات س تكون ش بكة مربع ات متعام دة( وأي ضا ت سمي نظ م اإلح داثيات المتري ة )ألن‬
‫اإلحداثيات ستكون بوحدات األمتار(‪.‬‬
‫ويع د نظ ام إح داثيات ميريك اتور الم ستعرض الع المي ‪ UTM‬أش ھر نظ م اإلح داثيات‬
‫الم سقطة أو التربيعي ة أو المتري ة‪ .‬وھ ذا النظ ام مطب ق ف ي خ رائط ع دد كبي ر م ن ال دول وم ن‬
‫ضمنھا المملكة العربية السعودية‪.‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٤٦‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫عناصر الكارتوجرافيا‬ ‫الفصل الثاني‬
‫______________________________________________________________‬

‫يتكون نظام اإلحداثيات المسقطة في ‪ UTM‬من‪:‬‬


‫‪ ‬نقطة األصل )صفر ‪ ،‬صفر( للشريحة تقع في تقاطع خط الطول المركزي لل شريحة م ع‬
‫دائرة االستواء‪.‬‬
‫‪ ‬اإلحداثي السيني ‪ X‬في اتجاه الشرق‪.‬‬
‫‪ ‬اإلحداثي الصادي ‪ Y‬في اتجاه الشمال‪.‬‬
‫‪ ‬تكون قيم اإلحداثيين السيني و الصادي بوحدات األمتار‪.‬‬
‫‪ ‬حتى ال نحصل علي قيم إحداثيات سالبة فيتم فرض قيمة إحداثيات شرقية زائفة ‪False‬‬
‫‪ Easting‬لنقطة األصل بقيمة ‪ ٥٠٠،٠٠٠‬متر )لذلك فأن اإلحداثي السيني ال يزيد ع ن‬
‫‪ ٦‬خانات من األرقام(‪.‬‬
‫‪ ‬ال تعطي أي قيمة إحداثيات شمالية زائفة ‪ False Easting‬لنقطة األصل‪ ،‬أي أن قيمة‬
‫الصفر في اتجاه الشمال تكون بالفعل عند دائرة االستواء )وبذلك فأن اإلح داثي ال صادي‬
‫قد يصل إلي ‪ ٧‬خانات(‪.‬‬

‫شكل )‪ (٣٨-٢‬اإلحداثيات المترية في نظام ميريكاتور المستعرض العالمي‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٤٧‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫عناصر الكارتوجرافيا‬ ‫الفصل الثاني‬
‫______________________________________________________________‬

‫تجدر اإلشارة لوج ود بع ض المواق ع عل ي ش بكة االنترن ت الت ي تق دم خ دمات آني ة ‪on-‬‬
‫‪ line‬إلجراء حسابات و تحويل اإلحداثيات م ن نظ ام اإلح داثيات الجغرافي ة ال ي نظ ام إح داثيات‬
‫ميريكاتور المستعرض العالمي‪ ،‬ومنھم علي سبيل المثال‪:‬‬
‫‪http://www.rcn.montana.edu/resources/tools/coordinates.aspx‬‬
‫‪http://gis.dep.wv.gov/convert/llutm_conus.php‬‬
‫‪http://www.geod.nrcan.gc.ca/tools-‬‬
‫‪outils/tools_info_e.php?apps=gsrug‬‬
‫‪http://home.hiwaay.net/~taylorc/toolbox/geography/geoutm.html‬‬

‫و تتكون معادالت التحويل من اإلحداثيات الجغرافية )خط الطول و دائرة الع رض( إل ي‬
‫اإلحداثيات المترية بنظام ‪ UTM‬من عدة معادالت لي ست ب سيطة وال يمك ن ح سابھا بآل ة حاس بة‬
‫ب ل تحت اج لبرن امج كمبي وتر إلتمامھ ا‪ .‬ال شكل الت الي يق دم ھ ذه المع ادالت ب صورة ش املة دون‬
‫الدخول في تفاصيلھا الكاملة‪.‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٤٨‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫عناصر الكارتوجرافيا‬ ‫الفصل الثاني‬
‫______________________________________________________________‬

‫شكل )‪ (٣٩-٢‬معادالت تحويل اإلحداثيات من نظام ‪ UTM‬إلي النظام الجغرافي‬


‫) المرجع‪( http://www.uwgb.edu/dutchs/usefuldata/utmformulas.htm :‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٤٩‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫عناصر الكارتوجرافيا‬ ‫الفصل الثاني‬
‫______________________________________________________________‬

‫شكل )‪ (٤٠-٢‬معادالت تحويل اإلحداثيات من النظام الجغرافي إلي نظام ‪UTM‬‬


‫) المرجع‪( http://www.uwgb.edu/dutchs/usefuldata/utmformulas.htm :‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٥٠‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫عناصر الكارتوجرافيا‬ ‫الفصل الثاني‬
‫______________________________________________________________‬

‫‪ ٧-٢‬مقياس الرسم‪:‬‬
‫ال يمكن بأي حال م ن األح وال رس م األرض أو ج زء منھ ا ب نفس األبع اد الحقيقي ة عل ي‬
‫الخريط ة الت ي مھم ا كب رت ال تزي د ع ن المت ر المرب ع الواح د‪ ،‬ل ذلك نح ن ف ي حاج ة ال ي ن سبة‬
‫تصغير محددة لرسم الخريطة وھذه النسبة ھي ما يطل ق عليھ ا اس م مقي اس الرس م‪ .‬وھ ذه الن سبة‬
‫يج ب أن تك ون ثابت ة ف ي كاف ة أج زاء الخريط ة‪ ،‬ف ال يمك ن اس تخدام قيم ة معين ة ف ي ج زء م ن‬
‫الخريطة و استخدام قيمة أخري في جزء آخر من نفس الخريطة‪.‬‬
‫يعرف مقياس الرسم علي أنه‪" :‬النسبة العددية الثابتة ب ين ط ول أي بع د عل ي الخريط ة‬
‫والط ول الحقيق ي المن اظر ل ه عل ي الطبيع ة"‪ .‬وكم ا س بق ال ذكر ف أن مقي اس الرس م م ن األس س‬
‫الرياضية التي تبني عليھا الخرائط‪ ،‬وبدون مقياس الرسم ستتحول الخريطة ال ي رس م أو ص ورة‬
‫أو اسكتش‪ .‬ومعرفة قيمة مقياس رسم أي خريطة ھو الذي يمكنن ا م ن معرف ة )ح ساب أو قي اس(‬
‫قيم المسافات و األطوال و المساحات الحقيقية للمعالم الجغرافية الظاھرة عل ي الخريط ة‪ .‬كم ا أن‬
‫مقياس الرسم ھو ما يجعلنا نحسب الط ول المناس ب عل ي الخريط ة ال الزم لتوقي ع أو رس م ط ول‬
‫مقاس فعال في الطبيعة‪.‬‬

‫شكل )‪ (٤١-٢‬مفھوم مقياس الرسم‬

‫‪ ١-٧-٢‬أنواع مقياس الرسم‬


‫يكتب مقياس الرسم علي الخريطة أو يرسم عليھا‪ ،‬ولذلك فأن مقاييس الرسم تصنف ال ي‬
‫نوعين رئيسين وھما المقاييس الكتابية و المقاييس الخطية‪.‬‬
‫مقياس الرسم العددي‬
‫يكتب مقياس الرسم الع ددي عل ي الخريط ة ف ي اح دي ثالث ة ص ور‪ :‬المقي اس المباش ر و‬
‫المقياس النسبي و المقياس الكسري‪.‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٥١‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫عناصر الكارتوجرافيا‬ ‫الفصل الثاني‬
‫______________________________________________________________‬

‫مقياس الرسم المباشر‪:‬‬


‫يكتب ھذا المقياس مباشرة في جملة بسيطة ليدل علي مقياس رسم الخريطة مثل‪:‬‬
‫السنتيمتر يمثل كيلومتر‬
‫‪ ١‬سنتيمتر = ‪ ٥٠٠‬متر‬
‫ا سنتيمتر يساوي ‪ ١٠٠٠‬متر‬
‫ومع أن المقياس المباشر أسھل مقاييس الرسم الكتابية إال أنه لم يعد مستخدما في الخرائط اآلن‪.‬‬

‫مقياس الرسم النسبي‪:‬‬


‫يعد ھذا المقياس ھو األكثر شيوعا بين مقاييس الرسم الكتابية المستخدمة في كاف ة أن واع‬
‫الخرائط‪ ،‬ويكتب في صورة نسبة الجزء األول منھا يساوي الوح دة الم ستخدمة ف ي القي اس عل ي‬
‫الخ رائط بينم ا الج زء الث اني م ن الن سبة يعب ر ع ن الوح دة المن اظرة عل ي الطبيع ة‪ .‬فم ثال عن دما‬
‫نكتب مقياس رسم الخريطة في الصورة النسبية التالية‪:‬‬
‫‪١٠٠٠ : ١‬‬
‫فھذا يدل علي أن‪:‬‬
‫كل وحدة علي الخريطة = ‪ ١٠٠٠‬وحدة )من نفس النوع( علي الطبيعة‪ ،‬أي أن‪:‬‬
‫كل ‪ ١‬سنتيمتر علي الخريطة = ‪ ١٠٠٠‬سنتيمتر في الطبيعة‪.‬‬
‫كل ‪ ١‬ملليمتر علي الخريطة = ‪ ١٠٠٠‬ملليمتر في الطبيعة‪.‬‬

‫مقياس الرسم الكسري‪:‬‬


‫يختلق ھذا المقياس عن المقياس النسبي في أنه يكتب في صورة كسر حي ث الب سط يعب ر‬
‫عن الوحدة علي الخريطة و المقام يعبر عن الوحدة المناظرة علي الطبيعة‪ .‬فالمقياس‪:‬‬

‫يساوي المقياس النسبي ‪١٠٠٠ : ١‬‬


‫أي أن‪:‬‬
‫كل وحدة علي الخريطة = ‪ ١٠٠٠‬وحدة )من نفس النوع( علي الطبيعة‪ ،‬بمعني أن‪:‬‬
‫كل ‪ ١‬سنتيمتر علي الخريطة = ‪ ١٠٠٠‬سنتيمتر في الطبيعة‪.‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٥٢‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫عناصر الكارتوجرافيا‬ ‫الفصل الثاني‬
‫______________________________________________________________‬

‫والجدول التالي يمثل عدة أنواع من مقاييس الرسم المستخدمة في الخرائط‪:‬‬


‫نوع الخريطة‬ ‫المقياس النسبي‬ ‫المقياس المباشر‬
‫خريطة مليونية )صغيرة‬ ‫‪١،٠٠٠،٠٠٠ : ١‬‬ ‫سنتيمتر = ‪ ١٠‬كيلومتر‬
‫المقياس(‬
‫‪١٠٠،٠٠٠ : ١‬‬ ‫سنتيمتر = كيلومتر‬
‫خريطة متوسطة المقياس‬ ‫‪٥٠،٠٠٠ : ١‬‬ ‫سنتيمتر = ‪ ٥٠٠‬متر‬
‫‪٢٥،٠٠٠ : ١‬‬ ‫سنتيمتر = ‪ ٢٥٠‬متر‬
‫‪١٠،٠٠٠ : ١‬‬ ‫سنتيمتر = ‪ ١٠٠‬متر‬
‫خريطة كبيرة المقياس‬ ‫‪٥٠٠٠ : ١‬‬ ‫سنتيمتر = ‪ ٥٠‬متر‬
‫‪٢٥٠٠ : ١‬‬ ‫سنتيمتر = ‪ ٢٥‬متر‬
‫مخططات )كبيرة‬ ‫‪١٠٠٠ : ١‬‬ ‫سنتيمتر = ‪ ١٠‬متر‬
‫المقياس جدا(‬ ‫‪١٠٠ : ١‬‬ ‫سنتيمتر = متر‬

‫مقياس الرسم الخطي‬


‫ف ي ھ ذا الن وع م ن مق اييس الرس م ي تم "رس م" المقي اس عل ي الخريط ة ف ي ص ورة خ ط‬
‫مج زأ ال ي ع دد م ن األق سام‪ ،‬بحي ث تك ون وح دات المقي اس مرس ومة بوح دات الخريط ة )مث ل‬
‫السنتيمتر( ويكتب علي كل جزء منھا ما يمثله من أط وال حقيقي ة عل ي الطبيع ة‪ .‬وتتمي ز مق اييس‬
‫الرسم تلك من أنھ ا ست صغر أو تكب ر ب نفس الن سبة عن دما ي تم ت صغير أو تكبي ر الخريط ة ذاتھ ا‪.‬‬
‫وتتعدد مقاييس الرسم الخطية لتشمل المقياس البسيط و الدقيق و الشبكي و المقارن و الزمني‪.‬‬

‫المقياس الخطي البسيط‪:‬‬


‫ھ و عب ارة ع ن خ ط )أو م ستطيل عرض ه ب سيط ج دا( ويق سم ال ي ع دة أق سام مت ساوية‬
‫ويكتب أعلي كل قسم ما يمثله غلي الطبيعة‪.‬‬

‫شكل )‪ (٤٢-٢‬نموذج لمقياس الرسم الخطي البسيط‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٥٣‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫عناصر الكارتوجرافيا‬ ‫الفصل الثاني‬
‫______________________________________________________________‬

‫ومن الممكن رسم مقياس الرسم في ص ورة م ستطيل عرض ه قلي ل ج دا )ملليمت ر م ثال( ب دال م ن‬
‫الخط المستقيم ليكون أكثر وضوحا علي الخريطة‪ ،‬مع تلوين أجزاؤه ب اللونين األب يض و األس ود‬
‫بالتتابع ليكون أكثر جماال‪:‬‬

‫شكل )‪ (٤٣-٢‬نموذج آخر لمقياس رسم خطي بسيط‬

‫المقياس الخطي الدقيق‪:‬‬


‫يطلق مصطلح "دقة المقي اس" عل ي أص غر وح دة مرس ومة م ن وح دات مقي اس الرس م‪،‬‬
‫فعلي سبيل المثال فأن دقة المقياس الخطي البسيط في الشكل ب أعلى ت ساوي ‪ ١‬كيل ومتر حي ث أن‬
‫أصغر جزء يمكن قياسه علي ھذا المقياس ھ و الكيل ومتر ال صحيح‪ .‬وتج در اإلش ارة ال ي أن دق ة‬
‫المقياس ال تعتمد علي قيم ة الوح دات المكتوب ة ص راحة علي ه‪ ،‬فف ي ال شكل الت الي فم ا ت زال دق ة‬
‫المقياس تساوي ‪ ١‬كيلومتر مع أن الوحدات مكتوبة كل ‪ ٢‬كيلومتر‪:‬‬

‫إذا أردن ا قي اس م سافة عل ي الخريط ة فكان ت أط ول بقلي ل م ن ال سنتيمتر الواح د فكي ف‬


‫نعرف قيمة المسافة المناظرة لھا علي الطبيعة؟ ستكون بالتأكيد أكبر م ن الكيل ومتر الواح د‪ ،‬لك ن‬
‫بأي قيمة حقيقية؟ فھذا المقياس ال يسمح لنا إال بقياس الكيلومترات الصحيحة فقط‪ .‬في ھذه الحالة‬
‫نلجأ للنوع الثاني من أنواع مقاييس الرسم الخطية أال و ھو المقياس الخطي الدقيق‪.‬‬

‫المقي اس الخط ي ال دقيق ھ و مقي اس خط ي ب سيط م ضافا إلي ه وح دة واح دة عل ي ي سار‬


‫الصفر مقسمة الي عدد من األقسام الفرعي ة ال صغيرة‪ .‬ويك ون ع دد ھ ذه األق سام الفرعي ة مناس با‬
‫للحصول علي الدقة الجديدة المطلوبة للمقياس‪ .‬أي أن المقياس الخط ي ال دقيق يتك ون م ع مقي اس‬
‫خطي بسيط باإلضافة لجزء أدق علي يسار صفر المقياس‪.‬‬

‫شكل )‪ (٤٤-٢‬نموذج لمقياس رسم خطي دقيق‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٥٤‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫عناصر الكارتوجرافيا‬ ‫الفصل الثاني‬
‫______________________________________________________________‬

‫المقياس الخطي الشبكي‪:‬‬


‫يع د ھ ذا الن وع م ن مق اييس الرس م الخطي ة أكث ر األن واع دق ة‪ ،‬ويأخ ذ ش كل ش بكة م ن‬
‫الخطوط ومن ھنا جاء أسمه‪ .‬ويستعمل المقياس الخطي الشبكي عن دما نحت اج دق ة عالي ة لمقي اس‬
‫الرسم وال يمكننا رسمھا علي المقياس الدقيق حيث أنھا ستحتاج لعدد كبي ر م ن األج زاء الفرعي ة‬
‫مما ال يجعل شكل المقياس متناسقا‪.‬‬

‫شكل )‪ (٤٥-٢‬نموذج لمقياس رسم خطي شبكي‬

‫والشكل التالي يقدم تطبيقا علي استخدام مقياس الرسم الشبكي‪:‬‬


‫المسافة األولي سيبلغ طولھا في الحقيقية = ‪ ٤٠‬مترا من مقياس الرسم البسيط ‪ +‬ص فر مت ر م ن‬
‫المستوي السفلي لمقياس الرسم الدقيق )حيث أنھا لم تصل للجزء األول من أجزاء ھ ذا المقي اس(‬
‫‪ ٢ +‬متر من المستوي الثاني لمقياس الرسم الشبكي = ‪ ٤٢ = ٢ + ٠ + ٤٠‬مترا‬
‫المسافة الثانية سيبلغ طولھا علي الطبيع ة = ‪ ٨٠‬مت ر م ن مقي اس الرس م الب سيط ‪ ١٠ +‬مت ر م ن‬
‫المستوي السفلي لمقياس الرسم الدقيق )حيث أنھا تجاوزت قيمة ‪ ١٠‬متر لكنھا ل م ت صل ال ي ‪١٥‬‬
‫متر علي ھذا المقياس( ‪ ٤ +‬أمتار م ن الم ستوي الراب ع لمقي اس الرس م ال شبكي = ‪+ ١٠ + ٨٠‬‬
‫‪ ٩٤ = ٤‬مترا‪.‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٥٥‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫عناصر الكارتوجرافيا‬ ‫الفصل الثاني‬
‫______________________________________________________________‬

‫مقاييس خطية أخري‪:‬‬


‫توجد أنواع أخري من مق اييس الرس م الخطي ة وان كان ت ل م تع د م ستخدمة بكث رة اآلن‪،‬‬
‫ومنھا علي سبيل المثال مقياس الرسم المقارن و مقياس الرسم الزمني‪.‬‬

‫يتكون مقياس الرسم المقارن من مقياسين متالصقين من مقاييس الرسم وان كان ا يختل ف‬
‫في وحدات القياس علي الطبيع ة‪ ،‬ف يمكن عم ل مقي اس رس م خط ي يق رأ الم سافات عل ي الطبيع ة‬
‫ب الكيلومترات بينم ا المقي اس الخط ي الث اني يق رأ الم سافات عل ي الطبيع ة باألمي ال‪ .‬وم ع س ھولة‬
‫عمليات تحويل المسافات باستخدام اآلالت الحاس بة وب رامج الكمبي وتر فل م يع د المقي اس المق ارن‬
‫شائعا بكثرة في الخ رائط الحديث ة‪ ،‬وان كان ت بع ض الخ رائط تحم ل مقياس ين رس م مختلف ين ف ي‬
‫وحدات القياس علي الطبيعة إال أنھما غالبا ال يرسما متالصقين‪.‬‬

‫شكل )‪ (٤٦-٢‬نموذج لمقياس رسم خطي مقارن‬

‫تقوم فكرة مقياس الرسم الزمني علي مقارن ة وح دات قي اس الم سافات عل ي الطبيع ة م ع‬
‫الوح دات الزمني ة‪ ،‬وك ان ھ ذا الن وع م ن مق اييس الرس م م ستخدما ف ي الماض ي ف ي الخ رائط‬
‫العسكرية و خرائط الكشافة و الرحالت‪ .‬يتكون المقياس الزمني من مقياسي رسم أحدھما لق راءة‬
‫المسافات علي الطبيع ة )أي مقي اس خط ي ب سيط ع ادي( واآلخ ر مخ صص لل زمن ال ذي يتطلب ه‬
‫قطع ھذه المسافة ويكون م درجا بال دقائق أو ال ساعات‪ .‬ف إذا ق ام م ستخدم الخريط ة بقي اس م سافة‬
‫معين ة عليھ ا فيمكن ه معرف ة الم سافة الحقيقي ة المن اظرة عل ي الطبيع ة م ن المقي اس األعل ى‪،‬‬
‫وب افتراض س رعة ثابت ة لل سير يمكن ه أي ضا معرف ة ال زمن الم ستغرق لقط ع ھ ذه الم سافة م ن‬
‫المقياس السفلي‪.‬‬

‫شكل )‪ (٤٧-٢‬نموذج لمقياس رسم خطي زمني‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٥٦‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫عناصر الكارتوجرافيا‬ ‫الفصل الثاني‬
‫______________________________________________________________‬

‫‪ ٢-٧-٢‬مقارنة بين مقاييس الرسم‬


‫يتميز كل نوع من نوعي مقاييس الرسم بممي زات ع ن الن وع اآلخ ر‪ ،‬فالمق اييس الكتابي ة‬
‫أسھل ف ي الفھ م والتعام ل‪ .‬فبمج رد النظ ر ال ي مقي اس الرس م الكت ابي يع رف م ستخدم الخريط ة‬
‫مقياس ر سمھا بسھولة‪ ،‬بينما المقاييس الخطية المرسومة عل ي الخريط ة تحت اج بع ض القياس ات‬
‫و الحسابات لتحديد قيمة مقياس رسم الخريطة‪ .‬وعلي الجانب اآلخر ف أن مق اييس الرس م الخطي ة‬
‫تتميز بسھولة تحويل األبعاد المقاسة علي الخريطة الي ما يناظرھا عل ي الطبيع ة بمج رد القي اس‬
‫باس تخدام الم سطرة‪ ،‬بينم ا تتطل ب مق اييس الرس م الكتابي ة إج راء بع ض الح سابات إلتم ام ھ ذه‬
‫الخط وة‪ .‬أم ا أھ م عي وب مق اييس الرس م الكتابي ة فھ ي أنھ ا ال تتغي ر إذا ت م تكبي ر أو ت صغير‬
‫الخريط ة‪ ،‬فعل ي س بيل المث ال ف أن مقي اس الرس م الخط ي المكت وب ف ي ص ورة "‪ "٥٠٠٠/١‬ل ن‬
‫تتغي ر حروف ه عن دما نكب ر أو ن صغر ھ ذه الخريط ة وس تظھر نف س الجمل ة "‪ "٥٠٠٠/١‬عل ي‬
‫الخريطة المصغرة مع أنھا ستكون جملة خاطئ ة‪ .‬وف ي المقاب ل ف أن أھ م ممي زات مق اييس الرس م‬
‫الخطي ة أنھ ا ك صورة مرس ومة عل ي الخريط ة س تكبر أو ت صغر ب نفس ن سبة تكبي ر أو ت صغير‬
‫الخريطة‪ ،‬وبالتالي سيظل مقياس الرسم الخطي صحيحا‪.‬‬
‫يتم استخدام كال نوعي مقياس الرسم علي الخ رائط بحي ث ي تم كتاب ة قيم ة مقي اس الرس م‬
‫وأيضا استخدام مقياس رسم خطي علي الخريطة‪ .‬ويعد ھذا أفضل الحل ول الكارتوجرافي ة بحي ث‬
‫يجمع مميزات كال نوعي مقياس الرسم‪ .‬أم ا ف ي حال ة أنن ا م ضطرون الس تخدام ن وع واح د فق ط‬
‫من مقاييس الرسم فأن المقياس الخطي ھو األفضل‪.‬‬

‫شكل )‪ (٤٨-٢‬نموذج لعدة صور لمقياس الرسم علي خريطة‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٥٧‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫عناصر الكارتوجرافيا‬ ‫الفصل الثاني‬
‫______________________________________________________________‬

‫‪ ٨-٢‬رموز و مفتاح الخريطة‬


‫يتم رسم الظاھرات الجغرافية )التفاصيل المكانية والمعلومات غير المكانية( علي‬
‫الخريطة من خالل ‪ ٣‬صور‪ :‬النقطة‪ ،‬الخط‪ ،‬المضلع‪ .‬وبناءا علي ذلك التمثيل للظاھرات فأن‬
‫الرموز المستخدمة في الخرائط تنقسم أيضا الى ‪ ٣‬أنواع من الرموز‪:‬‬
‫‪ ‬الرموز النقطية أو المكانية‬
‫‪ ‬الرموز الخطية‬
‫‪ ‬الرموز المساحية‬
‫وف ي ك ل ن وع م ن ھ ذه األن واع الرئي سية يوج د ق سمين ف رعين للرم وز النوعي ة )لتمثي ل ن وع‬
‫الظاھرة( والرموز الكمية )لتمثيل نوع و حجم أو قيمة الظاھرة(‪.‬‬

‫شكل )‪ (٤٩-٢‬أنواع الرموز علي الخرائط‬

‫‪ ١-٨-٢‬الرموز النقطية )أو الموضعية(‪:‬‬


‫تتكون من مجموعتين فھي إما رموز نوعية أو رموز كمية‪.‬‬
‫الرموز النقطية النوعية‪:‬‬
‫تنقسم الى عدة أنواع فرعية‪:‬‬
‫)أ( الرموز الھندسية‪:‬‬
‫ھ ي أش كال ھندس ية ص غيرة مث ل النقط ة و ال دائرة و المرب ع و الم ستطيل و المثل ث و‬
‫المعين و متوازي األضالع ‪ ...‬الخ تحدد موق ع الظ اھرة عل ي الخريط ة‪ .‬كم ا يمك ن تغيي ر أل وان‬
‫كل رم ز للح صول عل ي رم وز موض عية أخ ري‪ .‬وف ي حال ة الخ رائط الموض وعية الكمي ة ف أن‬
‫حجم الرمز يكون داال علي قيمة الظاھرة‪ ،‬فمثال كلما كبر حجم الدائرة في خرائط توزيع ال سكان‬
‫كان ذلك داال علي زيادة عدد سكان ھذه المنطقة الجغرافية‪.‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٥٨‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫عناصر الكارتوجرافيا‬ ‫الفصل الثاني‬
‫______________________________________________________________‬

‫شكل )‪ (٥٠-٢‬رموز موضعية ھندسية‬


‫)ب( الرموز التصويرية‪:‬‬
‫عبارة عن صور صغيرة لنوع الظاھرات التي ترمز لھا‪ ،‬إال أن ھ ذا الن وع م ن الرم وز‬
‫مستخدم فقط في الخرائط السياحية والتعليمية‪.‬‬

‫شكل )‪ (٥١-٢‬رموز تصويرية‬


‫)ج( رموز الحروف األبجدية‪:‬‬
‫عب ارة ع ن ح روف )عربي ة أو انجليزي ة( تمث ل عل ي الخ رائط لتب ين مواض ع و ن وع‬
‫الظاھرات التي تمثلھا‪ ،‬مثل استخدام حرف ‪ H‬للداللة علي موقع مست شفي‪ .‬أي ضا ف أن ھ ذا الن وع‬
‫من الرموز غير مستحب في الخرائط الجغرافية و الھندسية بصفة عامة‪.‬‬
‫)د( الرموز التعبيرية‪:‬‬
‫عبارة عن رس وم )ص غيرة( تعب ر ع ن الت ي ترم ز لھ ا ب صورة فني ة‪ ،‬مث ل رس م ص ورة‬
‫جمل للتعبير عن مناطق المراعي‪ .‬أيضا من غير المستحب اس تخدام ھ ذا الن وع م ن الرم وز ف ي‬
‫الخرائط الجغرافية و الھندسية‪.‬‬

‫الرموز النقطية الكمية‪:‬‬


‫تتكون من نوعين رئيسين ھما رموز النقطة و الرموز النسبية‪:‬‬
‫)أ( رموز النقطة‪:‬‬
‫ي تم اس تخدام رم ز النقط ة للتعبي ر ع ن قيم ة مح ددة للظ اھرة المطل وب تمثيلھ ا عل ي‬
‫الخريطة‪ ،‬وبناءا علي قيمة الظاھرة في منطقة معينة يتم حساب عدد النق اط الت ي ستوض ع داخ ل‬
‫ھذه المساحة علي الخريطة‪ .‬فمثال عند اس تخدام رم وز النق اط ف ي تمثي ل ع دد ال سكان ف ي أحي اء‬
‫مدين ة مك ة المكرم ة فأنن ا نح دد القيم ة الت ي س تعبر عنھ ا النقط ة الواح دة )ول يكن م ثال ‪ ٢٠‬أل ف‬
‫نسمة(‪ ،‬ثم نق سم ع دد س كان ك ل ح ي م ن أحي اء المدين ة عل ي قيم ة النقط ة الواح دة فنح سب ع دد‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٥٩‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫عناصر الكارتوجرافيا‬ ‫الفصل الثاني‬
‫______________________________________________________________‬

‫النقاط الت ي تعب ر ع ن س كان ك ل ح ي وھ ذا الن وع م ن الخ رائط ي سمي خ رائط النق اط أو خ رائط‬
‫الكثافة‪.‬‬

‫شكل )‪ (٥٢-٢‬نموذج لخرائط النقاط أو خرائط الكثافة‬


‫)ب( الرموز النسبية‪:‬‬
‫في ھذا النوع م ن الخ رائط ي تم التعبي ر ع ن قيم ة الظ اھرة باس تخدام الرم وز الموض عية‬
‫الھندسية )الدائرة و المربع و المثل ث و الم ستطيل ‪ ...‬ال خ( ب صورة ن سبية للدالل ة ع ن التغي رات‬
‫الكمية بين مفردات الظاھرة‪ .‬فمثال يمكن التعبير عن عدد س كان محافظ ات منطق ة مك ة المكرم ة‬
‫اإلدارية باستخدام األعمدة بحيث يكون ط ول العم ود معب را ع ن القيم ة الن سبية لع دد ال سكان ف ي‬
‫كل محافظة‪ .‬أيضا يمكن استخدام رمز الدائرة لتمثيل عدد السكان بحيث يكب ر حج م ال دائرة كلم ا‬
‫كب ر ع دد ال سكان ف ي ك ل محافظ ة‪ .‬تعط ي طريق ة الرم وز الن سبية ص ورة س ريعة للق ارئ ع ن‬
‫التغي رات الن سبية لقيم ة الظ اھرة الممثل ة عل ي الخريط ة و التب اين أو االخ تالف المك اني‬
‫)الجغرافي( لتوزيع ھذه الظاھرة‪.‬‬

‫شكل )‪ (٥٣-٢‬نموذج لخرائط األعمدة النسبية‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٦٠‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫عناصر الكارتوجرافيا‬ ‫الفصل الثاني‬
‫______________________________________________________________‬

‫شكل )‪ (٥٤-٢‬نموذج لخرائط الدوائر النسبية‬

‫‪ ٢-٨-٢‬الرموز الخطية‪:‬‬
‫تستخدم الرموز الخطية للتعبير ع ن الظ اھرات الت ي لھ ا امت داد ط ولي ف ي الطبيع ة مث ل‬
‫األنھار و الطرق و الشوارع و شبكات المياه و الصرف الصحي وخطوط نقل البت رول واألنف اق‬
‫و الح دود ال سياسية والح دود اإلداري ة ‪...‬ال خ‪ .‬ف ي حال ة اس تخدام الرم وز الخطي ة للتعبي ر ع ن‬
‫الظاھرات الكمية فأن سمك )عرض( الخ ط ي دل عل ي قيم ة الظ اھرة‪ ،‬فكمث ال يمك ن تغيي ر س مك‬
‫الخطوط المعبرة عن الطرق بحيث يمث ل س مك الخ ط ع رض الطري ق وب ذلك يمك ن التفرق ة ب ين‬
‫الط رق ال سريعة و الط رق العادي ة و ال شوارع الداخلي ة‪ .‬أي ضا يمك ن اس تخدام األل وان المتع ددة‬
‫للحصول علي رموز خطية جديدة لنفس الخط المرسوم علي الخريطة‪.‬‬

‫شكل )‪ (٥٥-٢‬رموز خطية‬


‫‪ ٣-٨-٢‬الرموز المساحية‪:‬‬
‫ت ستخدم الرم وز الم ساحية للتعبي ر ع ن ن وع وكمي ة الظ اھرات الت ي لھ ا م ساحة عل ي‬
‫الخريطة )وأيضا في الطبيعة( مثل األحياء داخل المدينة و الم زارع وال سبخات ومن اطق الرع ي‬
‫و المناطق الصناعية والسكنية‪ ...‬الخ‪ .‬تعتمد الرموز المساحية عل ي مل ئ الم ضلع المرس وم عل ي‬
‫الخريطة برمز معين يعبر عن ھذا النوع من الظاھرات‪.‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٦١‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫عناصر الكارتوجرافيا‬ ‫الفصل الثاني‬
‫______________________________________________________________‬

‫عن د تمثي ل الظ اھرات المكاني ة تمث يال نوعي ا عل ي الخ رائط فھن اك ع دة ط رق للرم وز‬
‫المساحية منھا‪:‬‬
‫‪ ‬رموز مساحية نوعية خطية )طريقة التظليل أو الظالل(‪.‬‬
‫‪ ‬رموز مساحية نوعية تعتمد علي األلوان‪.‬‬
‫‪ ‬رموز مساحية نوعية نقطية‪.‬‬
‫‪ ‬رموز مساحية نوعية تستخدم األشكال الھندسية‪.‬‬
‫‪ ‬رموز مساحية نوعية تعبيرية‪.‬‬

‫شكل )‪ (٥٦-٢‬رموز مساحية نوعية‬

‫شكل )‪ (٥٧-٢‬نموذج لطريقة التمثيل النوعي باستخدام األلوان‬

‫أيضا عند تمثيل الظاھرات المكانية تمثيال كميا علي الخرائط فھن اك ع دة ط رق للرم وز‬
‫المساحية منھا‪:‬‬
‫‪ ‬رموز مساحية نوعية خطية )طريقة التظليل أو الظالل(‪.‬‬
‫‪ ‬رموز مساحية نوعية تعتمد علي األلوان‪.‬‬
‫‪ ‬رموز مساحية نوعية نقطية‪.‬‬
‫‪ ‬رموز مساحية نوعية تستخدم األشكال الھندسية‪.‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٦٢‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫عناصر الكارتوجرافيا‬ ‫الفصل الثاني‬
‫______________________________________________________________‬

‫شكل )‪ (٥٨-٢‬نموذج لطريقة التمثيل الكمي باستخدام األلوان‬

‫شكل )‪ (٥٩-٢‬نموذج لطريقة التمثيل الكمي باستخدام الظالل‬

‫‪ ٤-٨-٢‬مفتاح الخريطة‬
‫تعرف الخريطة علي أنھا تمثيل مصغر لسطح األرض مرسوم باستخدام رموز خاص ة‪،‬‬
‫ولذلك ف أن مفت اح الخريط ة ھ و ترجم ة لھ ذه الرم وز الظ اھرة عل ي الخريط ة لك ي ي سھل فھ م و‬
‫تفسير الخريطة و ما تمثله من ظاھرات مكانية‪ .‬يعتم د نج اح الخريط ة عل ي نج اح م صممھا ف ي‬
‫اختيار الرموز السھلة و المعبرة‪ ،‬فالرموز علي الخريطة تدل علي‪:‬‬
‫‪ ‬مواقع الظاھرات الجغرافية‬
‫‪ ‬أشكال الظاھرات الجغرافية‬
‫‪ ‬نمط انتشار الظاھرات الجغرافية‬
‫‪ ‬دينامكية الظاھرات الجغرافية‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٦٣‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫عناصر الكارتوجرافيا‬ ‫الفصل الثاني‬
‫______________________________________________________________‬

‫تقوم الجھات المسئولة عن إنتاج الخرائط ف ي ك ل دول ة بوض ع و ت صميم مف اتيح قياس ية‬
‫للخرائط طبقا لنوع الخريطة و مقياس رسمھا‪ .‬قد تختلف الرموز المستخدمة في مفت اح الخريط ة‬
‫م ن دول ة ألخ رى‪ ،‬إال أن االس تفادة م ن ھ ذه النم اذج القياس ية تزي د م ن خب رة م صمم الخريط ة‪.‬‬
‫األش كال التالي ة تعط ي نم اذج لمف اتيح الخ رائط ف ي ك ال م ن جمھوري ة م صر العربي ة و المملك ة‬
‫العربية السعودية والواليات المتحدة األمريكية‪.‬‬

‫شكل )‪ (٦٠-٢‬نموذج لمفتاح الخريطة المليونية في السعودية‬

‫شكل )‪ (٦١-٢‬نموذج لمفتاح الخريطة الطبوغرافية مقياس رسم ‪ ٥٠،٠٠٠ : ١‬في السعودية‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٦٤‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫عناصر الكارتوجرافيا‬ ‫الفصل الثاني‬
‫______________________________________________________________‬

‫شكل )‪ (٦٢-٢‬نموذج لمفتاح الخريطة التفصيلية مقياس رسم ‪ ٥٠٠٠ : ١‬في مصر‬

‫شكل )‪ (٦٣-٢‬نموذج لمفتاح الخريطة الطبوغرافية مقياس رسم ‪ ٢٥،٠٠٠ : ١‬في أمريكا‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٦٥‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫عناصر الكارتوجرافيا‬ ‫الفصل الثاني‬
‫______________________________________________________________‬

‫‪ ٩-٢‬تصميم الخريطة‪:‬‬
‫إن الكارتوجرافيا ھي علم و فن إعداد الخرائط كما سبق تعريفھا‪ ،‬فھي كعل م تعتم د عل ي‬
‫قواع د و أس س رياض ية ل ضمان أن الخريط ة تمث ل وبدق ة الواق ع الحقيق ي عل ي س طح األرض‪.‬‬
‫وعلي الجانب اآلخر فان إعداد خريطة "جي دة" يتطل ب رؤي ة فني ة لھ ا بھ دف أن تتمت ع الخريط ة‬
‫بمظھر جمالي مناسب وأن تستطيع نق ل المعلوم ات الممثل ة عليھ ا بطريق ة س ھلة و س ريعة لع ين‬
‫قارئ أو مستخدم الخريطة‪ .‬لذلك فعل ي الك ارتوجرافي أن ي ضع ف ي ذھن ه حقيق ة ھام ة أال و ھ ي‬
‫كيف يصمم خريطة "جيدة و مريحة و سھلة االستنباط" تؤدي الغ رض األساس ي المطل وب من ه‪،‬‬
‫وھذا ما يسمي باالتصال الخرائطي أي االتصال ال ذھني ب ين من شأ الخريط ة و م ستخدمھا‪ .‬وم ع‬
‫أنه ال توجد قواعد علمية ثابتة لكيفية ت صميم الخريط ة برؤي ة فني ة و جمالي ة‪ ،‬إال أن ھ ذا الف صل‬
‫يح اول أن يق دم بع ض الخط وط العري ضة لعملي ة ت صميم الخ رائط م ن حي ث اختي ار العناص ر‬
‫الظاھرة علي الخريطة وكيفي ة ع رض محتوي ات الخريط ة م ن حي ث الموض ع أو الحج م وأي ضا‬
‫اختيار األلوان المستخدمة في الخرائط‪.‬‬

‫‪ ١-٩-٢‬عناصر محتوى الخريطة‬


‫قب ل الب دء ف ي إع داد ت صميم للخريط ة يق وم الك ارتوجرافي بتحدي د العناص ر الت ي س يتم‬
‫إظھارھا علي ھذه الخريطة )بخالف المحتوي الجغرافي لھا(‪ .‬فالخرائط تحت وي عل ي ع دد كبي ر‬
‫من العناصر سواء األساسية أو المساعدة أو المتممة والتي ق د تختل ف م ن خريط ة ألخ رى طبق ا‬
‫للھدف المنشود من الخريطة وأيضا مساحة ورقة الخريطة المطبوع ة و مقي اس رس مھا‪ .‬وت شمل‬
‫عناصر محتوي الخريطة ما يلي‪:‬‬
‫)أ( عناصر رئيسية‪:‬‬
‫‪ -‬العنوان الرئيسي للخريطة‬
‫‪ -‬عنوان فرعي‬
‫‪ -‬مفتاح الخريطة‬
‫‪ -‬اتجاه الشمال‬
‫‪ -‬شبكة اإلحداثيات‬
‫‪ -‬مسقط الخريطة‬
‫)ب( عناصر ثانوية‪:‬‬
‫‪ -‬مصادر بيانات الخريطة‬
‫‪ -‬أشكال بيانية‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٦٦‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫عناصر الكارتوجرافيا‬ ‫الفصل الثاني‬
‫______________________________________________________________‬

‫‪ -‬جداول بيانية‬
‫‪ -‬خرائط مصغرة‬
‫‪ -‬تاريخ إنتاج الخريطة‬
‫‪ -‬جھة إنتاج الخريطة‬
‫‪ -‬شعار الجھة المنشأة للخريطة‬
‫‪ -‬صور فوتوغرافية‬
‫‪ -‬رقم الخريطة‬
‫‪ -‬حقوق الملكية‬
‫‪ -‬نصوص أخري‬
‫ويبدأ الكارتوجرافي عمله بسؤال‪ :‬ما ھي العناصر الھامة للخريطة قيد اإلعداد؟ وتختلف‬
‫إجاب ة ھ ذا ال سؤال م ن خريط ة ألخ رى بطبيع ة الح ال‪ .‬وربم ا ي ضع الك ارتوجرافي نف سه مك ان‬
‫قارئ الخريطة ليسأل‪ :‬ھل كان ضروريا وجود ھذا العنصر علي الخريطة؟‪ .‬وحديثا وم ع ت وافر‬
‫تقني ات و ب رامج حاس وبية إلع داد الخ رائط ف يمكن للك ارتوجرافي إع داد ع دة "ت صاميم" مختلف ة‬
‫للخريط ة قب ل إن شاؤھا فعلي ا ليق رر م ا ھ و الت صميم األمث ل وم ا ھ ي العناص ر المناس بة لھ ذه‬
‫الخريطة‪.‬‬

‫‪ ٢-٩-٢‬عرض محتويات الخريطة‬


‫يختلف موضع و حجم كل عنصر من عناصر محتوي الخريطة من حي ث األھمي ة وم ن‬
‫حي ث ت وفير ق در أكب ر م ن االت صال الخرائط ي‪ .‬وبالت الي ف أن "رؤي ة" الك ارتوجرافي و خبرت ه‬
‫الفني ة ت ؤثر بدرج ة كبي رة عل ي المظھ ر الجم الي النھ ائي للخريط ة‪ .‬وسن ستعرض ھن ا خطوط ا‬
‫عريضة لكيفية تنفيذ كل عنصر من عناصر الخريطة بصورة كارتوجرافية مناسبة‪.‬‬
‫عنوان الخريطة‪:‬‬
‫يعد عنوان الخريطة أھم أساسياتھا حيث أنه يدل علي محت وي و ھ دف تط وير الخريط ة‬
‫والمنطقة الجغرافية التي تمثلھا )للخريط ة العام ة( أو الظ اھرة الرئي سية الت ي تبرزھ ا )للخريط ة‬
‫الموضوعية(‪ .‬يجب أن يكون العنوان مناسبا و داال علي المعلومة الرئيسية التي يقدمھا لم ستخدم‬
‫الخريطة‪ ،‬فال يجب أن يكون طويال جدا أو قصيرا جدا‪ .‬أما موضع العنوان علي الخريطة فھناك‬
‫عدة مواضع يمكن االختيار فيما بينھم كما في الشكل التالي‪:‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٦٧‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫عناصر الكارتوجرافيا‬ ‫الفصل الثاني‬
‫______________________________________________________________‬

‫شكل )‪ (٦٤-٢‬مواضع شائعة لعنوان الخريطة‬

‫مفتاح الخريطة‪:‬‬
‫مفتاح الخريطة أيضا من أھ م عناص رھا األساس ية فھ و ال ذي يق دم تعريف ا لكاف ة الرم وز‬
‫المستخدمة علي الخريطة و ما يمثله كل رمز‪ .‬يتكون مفتاح الخريط ة م ن مجموع ة م ن الرم وز‬
‫و بجوار كل رم ز )غالب ا عل ي ي ساره( ن ص ي دل عل ي معن اه‪ .‬ف ي حال ة وج ود ع دة رم وز ي تم‬
‫ترتيبھم أما أفقي ا أو رأس يا س واء ف ي عم ود واح د أو ف ي ع دة أعم دة طبق ا لم ساحة المفت اح عل ي‬
‫الخريطة ذاتھا‪ .‬وقد يوض ع ن ص "مفت اح الخريط ة" أو ن ص "م صطلحات الخريط ة" ف ي الج زء‬
‫العلوي من مساحة المفتاح‪ .‬وقد يوضع مفتاح الخريطة في أسفلھا أو علي أحد طرفيھا‪.‬‬
‫اتجاه الشمال‪:‬‬
‫يوضع اتجاه )أو سھم( الشمال في الجزء العل وي م ن الخريط ة ب صفة عام ة س واء عل ي‬
‫يمينھا أو يسارھا‪ .‬وقد يوضع داخ ل المحت وي الجغراف ي للخريط ة أو خارج ه‪ ،‬عل ي أن يك ون ذا‬
‫حجم مناسب يوض ح لم ستخدم الخريط ة كيفي ة توجي ه الخريط ة ب سھولة و س رعة‪ .‬وي ري بع ض‬
‫الك ارتوجرافيين ع دم أھمي ة وض ع اتج اه ال شمال عل ي الخ رائط طالم ا وج دت ش بكة اإلح داثيات‬
‫حيث أن ھذه الشبكة تدل علي كيفية توجيه الخريط ة‪ ،‬إال أن وج ود س ھم ال شمال ي ساعد م ستخدم‬
‫الخريطة ‪ -‬وبمجرد النظر‪ -‬علي سرعة توجيھا دون أية خطوات تفصيلية‪.‬‬
‫مقياس الرسم‪:‬‬
‫سواء كان كتابي ا أو خطي ا ف أن مقي اس رس م الخريط ة م ن مكوناتھ ا األساس ية فھ و ال ذي‬
‫يسمح بمعرفة العالقة بين أية قياسات علي الخريطة و ما تمثله في الطبيع ة عل ي س طح األرض‪.‬‬
‫ومن األفضل وضع مقياس رس م كت ابي وآخ ر خط ي عل ي نف س الخريط ة‪ ،‬ب ل أحيان ا يك ون م ن‬
‫المناسب وضع مقياسي رسم خطيين يختلفان في وحدات القياس )أح دھما ب الكيلومترات و اآلخ ر‬
‫باألميال( علي نفس الخريطة‪ .‬وغالبا يوضع مقياس الرسم في الجھة السفلي من الخريطة‪.‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٦٨‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫عناصر الكارتوجرافيا‬ ‫الفصل الثاني‬
‫______________________________________________________________‬

‫شبكة اإلحداثيات‪:‬‬
‫تمثل خطوط الطول و دوائر العرض )في نظام اإلحداثيات الجغرافية( أو قيم‬
‫اإلحداثيات الشرقية و اإلحداثيات الشمالية )في نظم اإلحداثيات المسقطة أو المترية( التي تغطي‬
‫كامل سطح المحتوي الجغرافي للخريطة‪ .‬وتوجد عدة نماذج لشبكات اإلحداثيات مثل أن تكون‬
‫الشبكة مرسومة علي اإلطار الخارجي فقط‪ ،‬أو تكون مرسومة علي كل سطح المحتوي‬
‫الجغرافي‪ ،‬أو مرسومة علي اإلطار الخارجي مع وضع عالمات عند نقاط تقاطع اإلحداثيات‬
‫علي المحتوي الجغرافي للخريطة‪:‬‬

‫)ب( شبكة اإلحداثيات علي اإلطار‬ ‫)أ( شبكة اإلحداثيات علي كل‬
‫الخارجي فقط‬ ‫سطح المحتوي الجغرافي‬

‫)ج( شبكة اإلحداثيات علي اإلطار الخارجي مع وضع عالمات عند نقاط تقاطع اإلحداثيات‬
‫شكل )‪ (٦٥-٢‬نماذج شبكات اإلحداثيات علي الخريطة‬

‫العناوين الفرعية‪:‬‬
‫ي شمل العن وان الفرع ي معلوم ة أخ ري ع ن الخريط ة تك ون أق ل أھمي ة م ن العن وان‬
‫الرئيسي للخريط ة لكنھ ا مازال ت تمث ل أھمي ة ض رورية لفھ م الخريط ة فھم ا ك امال‪ .‬فعل ي س بيل‬
‫المثال فأن اسم الجھة المنتجة للخريطة يمثل عنوانا فرعيا لھ ا حي ث أن ه يق دم لم ستخدم الخريط ة‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٦٩‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫عناصر الكارتوجرافيا‬ ‫الفصل الثاني‬
‫______________________________________________________________‬

‫معلومة ھامة عن مصداقية ھذه الخريطة فقارئ الخريطة س يتحقق م ن م صداقيتھا عن دما يع رف‬
‫أنھا من جھة حكومية مسئولة عن إنتاج الخرائط الرس مية ف ي ھ ذه الدول ة‪ .‬غالب ا يوض ع العن وان‬
‫الفرعي )إن وجد( أسفل العنوان الرئيسي للخريطة مع استخدام بنط أقل في كتابة نصه‪.‬‬
‫جھة و تاريخ إنتاج الخريطة‪:‬‬
‫من المعلومات الھامة علي الخريطة أن يعرف مستخدم الخريط ة اس م الجھ ة الت ي قام ت‬
‫بإنتاجھ ا و ت اريخ اإلنت اج‪ .‬فالخريط ة تمثي ل للواق ع الموج ود ف ي لحظ ة زمني ة معين ة‪ ،‬فق د نج د‬
‫خريطتين مختلفتين لنفس المنطقة أو نفس الظاھرة بسبب أن كال منھما قد تم تطويرھا في ت اريخ‬
‫محدد يختلف عن الخريطة األخرى‪ .‬عادة يوض ع ن ص جھ ة و إنت اج الخريط ة ف ي أس فلھا س واء‬
‫من جھة اليمين أو من جھة اليسار‪.‬‬
‫حقوق ملكية الخريطة‪:‬‬
‫ع ادة ف ي الخ رائط الحكومي ة يوض ع ن ص عل ي الخريط ة يح دد الحق وق الفكري ة لملكي ة‬
‫الخريطة بحيث تعود ھذه الحقوق للجھة التي أنتجت الخريطة‪ .‬وغالب ا تك ون حق وق الملكي ة ‪ -‬إن‬
‫وجدت ‪ -‬في أسفل الخريطة‪.‬‬
‫إطار محتويات الخريطة‪:‬‬
‫غالبا ف أن عناص ر محتوي ات الخريط ة ي تم جمعھ م ف ي إط ار )م ستطيل أو مرب ع( واح د‬
‫وعادة يوضع في أسفل الخريطة‪ .‬وقد يكون اإلطار مقسما الي أجزاء باستخدام الخطوط الرأس ية‬
‫أو يحتوي علي إطارات أخري داخلية لكل عنصر من عناصر المحتوي‪.‬‬

‫شكل )‪ (٦٦-٢‬مواضع إطار عناصر الخريطة‬


‫مصادر بيانات الخريطة‪:‬‬
‫قد توضع علي الخريطة معلومات عن مصادر البيانات التي تم استخدامھا في إنتاج ھ ذه‬
‫الخريطة‪ ،‬وغالبا يكون موضع ھذه النصوص في أسفل الخريطة أو علي أحد طرفيھا‪.‬‬
‫شعار الجھة المنشأة للخريطة‪:‬‬
‫غالبا تقوم الجھة المنتجة للخريطة بوضع شعارھا )رس م أو لوج و( إض افة الس مھا عل ي‬
‫الخريطة‪ ،‬ومن األفضل أن يكون الشعار بحجم مناسب و موضوعا بجانب اس م الجھ ة ف ي أس فل‬
‫الخريطة‪.‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٧٠‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫عناصر الكارتوجرافيا‬ ‫الفصل الثاني‬
‫______________________________________________________________‬

‫أشكال و جداول بيانية‪:‬‬


‫في الخرائط الموضوعية وخاصة خرائط التوزيعات الكمية قد يكون مناسبا وضع بعض‬
‫األشكال و الجداول البيانية التي تعطي معلومات إح صائية ع ن الظ اھرة )أو الظ اھرات( الممثل ة‬
‫علي الخريطة‪ .‬وعادة توضع ھذه األشكال البيانية وبحجم مناسب علي أحد جانبي الخريطة‪.‬‬
‫صور فوتوغرافية‪:‬‬
‫تفي د ال صور الفوتوغرافي ة ف ي جع ل م ستخدم الخريط ة ي ري الواق ع وال صورة الحقيقي ة‬
‫ل بعض مع الم الخريط ة‪ ،‬وع ادة ت ستخدم ال صور الفوتوغرافي ة إلض فاء ق در أكب ر م ن المظھ ر‬
‫الجمالي علي الخريطة خاصة الخرائط السياحية و التعليمية‪.‬‬
‫رقم الخريطة‪:‬‬
‫يكون لكل خريطة رقم محدد في حالة تطوير سلسلة أو مجموع ة م ن الخ رائط‪ ،‬وم ن ث م‬
‫يوضع رقم الخريطة ‪ -‬إن وجد ‪ -‬مع العناصر األخرى للخريطة‪.‬‬
‫مسقط الخريطة‪:‬‬
‫مسقط الخريطة أحد أھم عناصر األساس الرياضي ال ذي بني ت علي ه الخريط ة‪ ،‬وم ن ث م‬
‫فيجب وضع نص يدل علي نوع مسقط الخريطة‪ .‬عادة يوضع مسقط الخريطة بجوار )أو أس فل(‬
‫مقياس رسمھا‪.‬‬
‫خرائط مصغرة‪:‬‬
‫في أحيان كثيرة يحتاج الكارتوجرافي لوضع خريطة مصغرة علي الخريط ة بھ دف )‪(١‬‬
‫بيان الموقع الجغرافي العام للمحتوي الجغرافي للخريطة األصلية‪ (٢) ،‬تكبير جزء من الخريط ة‬
‫األصلية لبيان تفاصيل أكثر عنه‪ .‬عادة توضع الخرائط المصغرة في أعلي الخريطة األصلية ف ي‬
‫أحد جانبيھا‪.‬‬

‫شكل )‪ (٦٧-٢‬نماذج للخرائط المصغرة‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٧١‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫عناصر الكارتوجرافيا‬ ‫الفصل الثاني‬
‫______________________________________________________________‬

‫إطار الخريطة‪:‬‬
‫عادة يوضع إطار شامل يضم كافة محتوي ات الخريط ة س واء المحت وي الجغراف ي لھ ا و‬
‫كافة عناصر الخريطة‪.‬‬

‫ال يوجد نظام محدد لترتي ب مواض ع العناص ر الت ي تتك ون منھ ا الخريط ة‪ ،‬إنم ا تخ ضع‬
‫عملية التصميم لخبرة الكارتوجرافي و رؤيته الفنية و الجمالي ة‪ .‬وكلم ا كان ت الخريط ة ب سيطة و‬
‫تتمتع بتناسق كبير بين أحجام عناصرھا و األلوان المستخدمة فيھا كلم ا كان ت أكث ر ج ودة وكلم ا‬
‫حققا قدرا أكبر من االتصال الخرائطي بين الكارتوجرافي و مستخدم الخريطة‪ .‬واألش كال التالي ة‬
‫تقدم نماذج لبعض الخرائط و أساليب تصميمھا‪.‬‬

‫شكل )‪ (٦٨-٢‬نماذج لتصميم و إخراج الخرائط‬


‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٧٢‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫عناصر الكارتوجرافيا‬ ‫الفصل الثاني‬
‫______________________________________________________________‬

‫‪ ١٠-٢‬تصنيف الخرائط‪:‬‬
‫تتعدد أنواع الخرائط بصورة كبيرة جدا نظرا ألھميتھا و تعدد استخداماتھا في المجاالت‬
‫العلمية و التطبيقات العملية بصورة كبيرة‪ .‬ومن الممكن القول أنه تقريب ا ال يوج د اآلن تخ صص‬
‫علمي ال يستخدم نوعا من أنواع الخرائط بصورة أو بأخرى‪ .‬ومع ذلك فيمكن ‪ -‬بصورة عام ة ‪-‬‬
‫وضع تقسيمات للخرائط بناءا علي أربع ة عناص ر‪ :‬مقي اس الرس م‪ ،‬الھ دف م ن الخريط ة‪ ،‬ط رق‬
‫تمثيل الظواھر‪ ،‬المادة المتوفر عليھا الخريطة‪.‬‬

‫شكل )‪ (٦٩-٢‬أنواع الخرائط‬


‫أنواع الخرائط بناءا على مقياس الرسم‪:‬‬
‫يع رف مقي اس الرس م ‪ -‬ب صورة مب سطة ‪ -‬بأن ه ن سبة ت صغير الواق ع الحقيق ي عل ى‬
‫الخريطة‪ ،‬فال يمك ن رس م المنطق ة الجغرافي ة ب نفس أبعادھ ا الحقيقي ة عل ي الخريط ة‪ .‬وكمث ال إذا‬
‫كان لدينا طري ق عل ي األرض طول ه الحقيق ي خم سة كيل ومترات ورس مناه عل ي الخريط ة كخ ط‬
‫طول ه خم سة س نتمترات ف أن مقي اس الرس م ھن ا ي صبح أن ك ل س نتيمتر عل ي الخريط ة يمث ل أو‬
‫يساوي واحد كيلومتر علي الطبيعة‪ .‬والعالقة بين قيمة مقياس الرسم و مساحة المنطقة الجغرافية‬
‫الممثلة علي الخريطة ھي عالقة عكسية‪ ،‬بمعني أنه كلما كب رت م ساحة المنطق ة الجغرافي ة كلم ا‬
‫صغر مقياس رسم الخريط ة وكلم ا ص غرت م ساحة المنطق ة الجغرافي ة كلم ا ك ان مقي اس الرس م‬
‫أكبر‪ .‬وألھمية مقياس الرسم في الخرائط و تعدد تطبيقاته فسيتم إفراد فصل مستقل له‪.‬‬
‫طبقا لمقياس رسم الخريطة فيمكن تصنيف أو تقسيم أنواع الخرائط الي عدة أقسام تشمل‪:‬‬
‫الخرائط العامة‪ :‬ويطلق عليھا أي ضا اس م الخ رائط الجغرافي ة والخ رائط األطل سية‪ ،‬وھ ي خ رائط‬
‫ص غيرة المقي اس )أي أنھ ا تمث ل م ساحات كبي رة م ن س طح األرض( ت ستخدم لتمثي ل ال دول و‬
‫القارات‪ .‬وإذا استخدمت الخريطة العامة لتمثيل العالم كل ه فت سمي الخ رائط العالمي ة‪ ،‬وم ن أش ھر‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٧٣‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫عناصر الكارتوجرافيا‬ ‫الفصل الثاني‬
‫______________________________________________________________‬

‫أنواع الخرائط العامة ما يطلق عليه الخرائط المليونية والت ي يك ون مقي اس رس مھا أن ك ل وح دة‬
‫علي الخريطة تمثل مليون وحدة علي الطبيع ة‪ .‬وحي ث أن الخريط ة العام ة تمث ل ج زء كبي ر م ن‬
‫سطح األرض فأنھا ال تتسم بإظھار أية تفاصيل المعالم الجغرافية فھي تبرز فقط المع الم المكاني ة‬
‫الرئيسية الموجودة في ھذه المنطقة الجغرافي ة‪ .‬وغالب ا ت ستخدم ھ ذه الخ رائط كوس ائل تعليمي ة أو‬
‫كوسائل إيضاح أو في األطالس و الكتب الدراسية‪.‬‬
‫الخرائط الطبوغرافية‪ :‬وھي خرائط متوسطة مقياس الرس م حي ث أنھ ا تمث ل م ساحات أو من اطق‬
‫جغرافية متوسطة المساحة )مدينة مثال( كما أنھا تشتمل علي تفاصيل أكثر من تلك الموجودة في‬
‫الخ رائط العام ة‪ .‬وغالب ا تظھ ر ف ي الخ رائط الطبوغرافي ة مع الم تف صيلية للظ اھرات الطبيعي ة و‬
‫الب شرية مث ل البحي رات و األنھ ار و الغاب ات و الكثب ان الرملي ة و الم دن و ط رق المواص الت‬
‫واألودية ‪...‬الخ‪ .‬وھذا النوع من الخرائط ھو األكثر استخداما من قبل الجغرافيين و المخططين‪.‬‬
‫الخرائط التفصيلية‪ :‬وھي خرائط تبرز تفاص يل المنطق ة الجغرافي ة الممثل ة عل ي الخريط ة )وم ن‬
‫ھنا ج اء أس مھا( ول ذلك يك ون مقي اس رس مھا كبي ر لح د م ا‪ .‬ويمك ن مالحظ ة التفاص يل ف ي ھ ذا‬
‫الن وع م ن الخ رائط حي ث تظھ ر التق سيمات العقاري ة واألحي اء و الخ دمات وش بكات النق ل و‬
‫المواص الت ف ي خ رائط الم دن‪ ،‬وأي ضا التق سيمات والملكي ات الزراعي ة لخ رائط األري اف‪ .‬كم ا‬
‫يطل ق عل ي ھ ذا الن وع م ن الخ رائط اس م الخ رائط الكادس ترالية حي ث أن كلم ة "كادس ترال‬
‫"‪ Cadastre‬في اللغ ة االنجليزي ة تعن ي تفاص يل الملكي ات‪ .‬وأكث ر م ن ي ستخدم ھ ذا الن وع م ن‬
‫الخ رائط ھ م م سئولو البل ديات والمحافظ ات و أمان ات الم دن ف ي التطبيق ات التخطيطي ة المتعلق ة‬
‫بالمدن و القري‪.‬‬
‫المخططات‪ :‬وھي نوع من أنواع الخ رائط الت ي تت سم بظھ ار كاف ة التفاص يل ف ي منطق ة ص غيرة‬
‫ج دا‪ ،‬أي أنھ ا خ رائط كبي رة المقي اس ج دا‪ .‬وغالب ا ف أن المھندس ين ھ م أكث ر م ن ي ستخدم ھ ذه‬
‫المخططات‪.‬‬

‫شكل )‪ (٧٠-٢‬خريطة عامة للمملكة العربية السعودية‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٧٤‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫عناصر الكارتوجرافيا‬ ‫الفصل الثاني‬
‫______________________________________________________________‬

‫شكل )‪ (٧١-٢‬خريطة طبوغرافية لمدينة مكة المكرمة‬

‫أنواع الخرائط بناءا على الھدف من الخريطة‪:‬‬


‫تصنف الخرائط طبقا للھدف أو الغرض الذي ِأنشأت من أجل ه ال ي مجم وعتين رئي ستين‬
‫وھم ا الخ رائط الطبيعي ة و الخ رائط الب شرية‪ .‬ويختل ف مقي اس رس م ك ل خريط ة طبق ا لم ساحة‬
‫المنطقة الجغرافية الممثلة عليھا‪ ،‬أي أن ھذا التق سيم أو الت صنيف للخ رائط ال يعتم د عل ي مقي اس‬
‫رسم الخريطة‪.‬‬
‫الخ رائط الطبيعي ة‪ :‬تتن اول تمثي ل المظ اھر الجغرافي ة الطبيعي ة الموج ودة عل ي س طح األرض‪،‬‬
‫وغالبا فأن كل خريطة تھتم بإبراز تفاصيل نوع واحد من المظاھر الطبيعية‪ .‬ومن أمثلة الخرائط‬
‫الطبيعي ة‪ :‬الخ رائط الجيولوجي ة‪ ،‬الخ رائط المناخي ة‪ ،‬الخ رائط النباتي ة‪ ،‬خ رائط الترب ة‪ ،‬الخ رائط‬
‫الكنتورية )التضاريسية(‪.‬‬
‫الخ رائط الب شرية‪ :‬وھ ي الت ي تتن اول تمثي ل المظ اھر الجغرافي ة الب شرية الموج ودة عل ي س طح‬
‫األرض‪ .‬ومن أمثلة الخرائط البشرية‪ :‬الخرائط السياسية التي تحدد الح دود ال سياسية ب ين ال دول‪،‬‬
‫والخرائط اإلدارية التي تحدد الحدود بين المناطق اإلدارية مثل المحافظات و المراك ز‪ ،‬وخ رائط‬
‫ش بكات النق ل و المواص الت‪ ،‬و الخ رائط ال سكانية الت ي تب رز التوزي ع المك اني لل سكان والنم و‬
‫ال سكاني والھج رة ال سكانية‪ ،‬والخ رائط االقت صادية‪ ،‬والخ رائط ال صناعية‪ ،‬والخ رائط التعديني ة‪،‬‬
‫والخرائط الزراعية التي تمثل التركيب المحصولي ومناطق التوسع الزراعي‪ ،‬وخرائط التربة‪.‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٧٥‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫عناصر الكارتوجرافيا‬ ‫الفصل الثاني‬
‫______________________________________________________________‬

‫الكثافة السكانية في مدينة مكة المكرمة‬ ‫استخدامات األرض في مدينة مكة المكرمة‬
‫شكل )‪ (٧٢-٢‬نماذج للخرائط الطبيعية و البشرية‬

‫أنواع الخرائط بناءا على طرق تمثيل الظاھرات‪:‬‬


‫يمكن أيضا تصنيف الخ رائط طبق ا للط رق الم ستخدمة ف ي تمثي ل المظ اھر الممثل ة عل ي‬
‫الخريط ة‪ ،‬وف ي ھ ذا التق سيم للخ رائط نج د الخ رائط الجوي ة و خ رائط البع د الثال ث و الخ رائط‬
‫الموضوعية‪.‬‬
‫الخ رائط الجوي ة أو خ رائط ال صور الجوي ة‪ :‬ب الرغم م ن وج ود بع ض االختالف ات العلمي ة ب ين‬
‫الخريطة و الصورة الجوية )الملتقطة بك اميرا مثبت ة ف ي ط ائرة( إال أن ال صورة الجوي ة ف ي ح د‬
‫ذاتھ ا تمث ل نوع ا م ن الخ رائط الت ي تب رز ‪ -‬بمقي اس رس م مح دد ‪ -‬جمي ع الظ واھر و المع الم‬
‫الجغرافية في منطقة من س طح األرض‪ .‬وم ن ث م ف أن ال صور الجوي ة المتج اورة لمنطق ة مكاني ة‬
‫معينة يمكن اعتبارھا خريطة تفصيلية لھذه البقعة الجغرافية‪ .‬فإذا تم تجمي ع ع دة ص ور متج اورة‬
‫لمنطقة ف أن ال صورة المجمع ة يطل ق عليھ ا اس م الموزاي ك أو الفسيف ساء‪ ،‬وھ ي تمث ل أح د أن واع‬
‫الخرائط‪ .‬ومع انتشار تطبيق ات الت صوير م ن الف ضاء باألقم ار ال صناعية )تقني ة االست شعار ع ن‬
‫بعد( فأنه يمكن أيضا اس تخدام المرئي ات الف ضائية ف ي تط وير ھ ذا الن وع م ن الخ رائط‪ .‬ويختل ف‬
‫مقياس رسم ھذا النوع من الخرائط باختالف مقياس رس م ال صور الجوي ة أو المرئي ات الف ضائية‬
‫الم ستخدمة‪ ،‬فق د نج د خريط ة جوي ة كبي رة المقي اس لمدين ة وأي ضا نج د خريط ة جوي ة ص غيرة‬
‫المقياس لمحافظة أو منطقة كبيرة من سطح األرض‪.‬‬
‫خرائط البعد الثالث‪ :‬وھي خرائط تھ تم ب إبراز و تمثي ل البع د الثال ث وھ و االرتفاع ات‪ ،‬حي ث أن‬
‫معظم الخرائط العادية ال تبرز إال بعدين فقط )الطول و العرض أو س و ص( للمعالم الجغرافي ة‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٧٦‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫عناصر الكارتوجرافيا‬ ‫الفصل الثاني‬
‫______________________________________________________________‬

‫الممثل ة عليھ ا‪ .‬وتوج د ع دة أن واع م ن خ رائط البع د الثال ث مث ل الخ رائط الكنتوري ة و الخ رائط‬
‫المجسمة‪.‬‬
‫الخرائط الموض وعية‪ :‬تمث ل الخريط ة العام ة كاف ة المع الم الجغرافي ة س واء الطبيعي ة أو الب شرية‬
‫الموجودة في منطقة مكاني ة مح ددة م ن س طح األرض‪ .‬إال أنن ا نحت اج ف ي بع ض التطبيق ات ال ي‬
‫خريط ة تھ تم ب إبراز تفاص يل ن وع واح د مع ين م ن ھ ذه المظ اھر أو المع الم‪ ،‬وھ ذا الن وع م ن‬
‫الخرائط يسمي الخرائط الموض وعية حي ث أن ك ل خريط ة تھ تم بموض وع واح د فق ط‪ ،‬كم ا أنھ ا‬
‫أي ضا ت سمي ب الخرائط الخاص ة حي ث أن ك ل خريط ة تخ تص بظ اھرة مح ددة‪ ،‬وأي ضا ت سمي‬
‫بخرائط التوزيعات حيث أن ھذه الخرائط تبرز توزيع ظاھرة معينة طبيعية كانت أم بشرية‪.‬‬

‫شكل )‪ (٧٣-٢‬نماذج لخرائط البعد الثالث‬

‫شكل )‪ (٧٤-٢‬نموذج للخرائط الجوية‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٧٧‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫عناصر الكارتوجرافيا‬ ‫الفصل الثاني‬
‫______________________________________________________________‬

‫أنواع الخرائط بناءا على مادة إنتاجھا‪:‬‬


‫ظل ت الخريط ة الورقي ة لمئ ات ال سنين ھ ي الن وع الوحي د إلنت اج و تمثي ل الخ رائط و‬
‫رسمھا علي قطعة من الورق‪ .‬وفي منتصف القرن العشرين الميالدي و م ع ابتك ار الكمبي وتر أو‬
‫الحاسوب ظھرت الخريطة الرقمية أو الخريطة االلكترونية‪ .‬وكان ھذا ثورة علمية ھائلة في علم‬
‫الكارتوجرافيا وصناعة الخرائط حيث أصبح رسم و تعديل و تصميم و تخزين و تحليل الخرائط‬
‫يتم في صورة رقمية باس تخدام ب رامج كمبي وتر متخص صة‪ ،‬وأص بحت الخريط ة الرقمي ة عب ارة‬
‫عن ملفات الكتروني ة متاح ة ف ي ص ور متع ددة مث ل األق راص المدمج ة ‪ CD‬و وس ائل التخ زين‬
‫المحمولة )الفالش ميموري(‪.‬‬
‫خلقت الخرائط الرقمية تحديا علمي ا للك ارتوجرافيين ف ي الوق ت الح الي‪ ،‬فالك ارتوجرافي‬
‫يجب أن يتعامل مع أجھزة و برامج و تقنيات الخرائط الرقمية لما ت وفره م ن ممي زات ھائل ة ف ي‬
‫السرعة و الدقة و الجودة لھذا النوع من الخرائط‪ .‬بل أننا يمكنن ا الق ول أن معظ م إن ل م يك ن ك ل‬
‫الخرائط المنتجة اآلن ھي خرائط رقمية‪.‬‬
‫وتعدي األم ر ذل ك بع د أن ت وافرت الخ رائط )بكاف ة أنواعھ ا( عل ي ش بكة االنترن ت مم ا‬
‫يجع ل الح صول عل ي أي خريط ة ألي بقع ة ف ي الع الم ش يئا مي سورا‪ .‬وم ن أش ھر تطبيق ات‬
‫الكمبيوتر في الخرائط الرقمية برنامج جوجل ايرث ‪ Google Earth‬وموقع ويكي مابي ا عل ي‬
‫شبكة االنترنت في الرابط‪:‬‬
‫‪http://wikimapia.org‬‬
‫وأي ضا موق ع خ رائط نوكي ا والت ي أص بحت خ رائط رقمي ة يمك ن تحميلھ ا عل ي أجھ زة الھ اتف‬
‫المحمول )الجوال( في الرابط‪:‬‬
‫‪http://www.nokia.com/maps‬‬
‫كما قامت عدة جھات عربي ة بتط وير مواق ع خرائطي ة تع رض الخ رائط التف صيلية لمدين ة معين ة‬
‫علي شبكة االنترنت‪ ،‬ومن أمثلة ھذه المواقع‪:‬‬
‫مستكشف مدينة مكة المكرمة في الرابط‪:‬‬
‫‪http://maps.holymakkah.gov.sa/‬‬
‫مستكشف مدينة الرياض في الرابط‪:‬‬
‫‪http://gis.alriyadh.gov.sa/riyadhexplorer/‬‬
‫مستكشف مدينة القاھرة في الرابط‪:‬‬
‫‪http://www.cairo.gov.eg/1.aspx‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٧٨‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫عناصر الكارتوجرافيا‬ ‫الفصل الثاني‬
‫______________________________________________________________‬

‫‪ ١١-٢‬الكارتوجرافيا الرقمية‪:‬‬
‫ح ديثا أص بحت الكارتوجرافي ا تتعام ل م ع االنت شار ال سريع لتقي ات المعلوم ات وم ن ث م‬
‫أصبحت علما حيويا لكل ف رد ول يس فق ط ف ي التطبيق ات العلمي ة‪ .‬فالمھ ارات الكارتوجرافي ة ھ ي‬
‫م ن ت تحكم اآلن ف ي البيان ات وط رق عرض ھا ب ل و ط رق اس تخدامھا وتخط ت مرحل ة‬
‫الكارتوجرافيا الورقية لتدخل مرحلة الكارتوجرافيا الرقمية م ع انت شار تطبيق ات نظ م المعلوم ات‬
‫الجغرافي ة ‪ .GIS‬إن الكارتوجرافي ا الرقمي ة وم ع أنھ ا تح افظ عل ي الخ صائص الرئي سية‬
‫للكارتوجرافيا التقليدية إال أنھا تتميز بنقاط جديدة تشمل‪:‬‬
‫‪ -‬تخزين البيانات‪ :‬أصبح ف ي ص ورة رقمي ة عل ي الوس ائط المغناطي سية )مث ل األق راص‬
‫المدمجة و القرص الصلب(‪.‬‬
‫‪ -‬ع رض البيان ات‪ :‬أص بح أي ضا ي تم عل ي الوس ائل الرقمي ة )مث ل ال شاشات( م ع وج ود‬
‫إمكانية الطباعة التقليدية علي الورق‪.‬‬
‫‪ -‬مقياس الرسم‪ :‬اختالفا عن الكارتوجرافيا التقليدي ة فق د أص بح ع رض البيان ات ي تم ب أي‬
‫مقياس رسم حيث يمكن أن يتغير مقي اس رس م الخريط ة الرقمي ة ب صورة لحظي ة عل ي‬
‫الشاشة )التكبير و التصغير ‪.(zoom in, zoom out‬‬
‫‪ -‬العملي ات الكارتوجرافي ة‪ :‬بعك س الكارتوجرافي ا التقليدي ة ف أن الكارتوجرافي ا الرقمي ة‬
‫تمك ن الم ستخدم م ن إج راء عملي ات االختي ار و الت صنيف و التحلي ل اإلح صائي‬
‫والمكاني لألھداف أو المعالم بصورة آلية سريعة‪.‬‬
‫‪ -‬طبيعة البيانات المكانية‪ :‬كانت الكارتوجرافيا التقليدية تتعام ل م ع البيان ات المكاني ة م ن‬
‫خالل بعديھا األفقي ين )م ع إمكاني ة وج ود خط وط الكنت ور لتمثي ل االرتفاع ات أو البع د‬
‫الثالث(‪ ،‬إال أن الكارتوجرافيا الرقمية تتعامل م ع اإلح داثيات ثالثي ة األبع اد لك ل ھ دف‬
‫أو معلم بصورة تكاملية‪.‬‬
‫‪ -‬تمثيل البع د الراب ع‪ :‬مكن ت الكارتوجرافي ا الرقمي ة م ستخدميھا م ن إض افة البع د الراب ع‬
‫)الزمن( للمتغيرات المكانية من خالل التعامل مع بيانات مختلفة التاريخ ل نفس المنطق ة‬
‫المكانية‪ ،‬مما يسمح بمتابعة التغيرات الزمنية للظاھرات المكانية بصورة رقمية دقيقة‪.‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٧٩‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫القياس من الصور الجوية‬ ‫الفصل الثالث‬
‫______________________________________________________________‬

‫الفصل الثالث‬
‫القياس من الصور الجوية‬

‫‪ ١-٣‬مقدمة‬
‫القياس م ن ال صور )أو الم ساحة الت صويرية( ‪ Photogrammetry‬ھ ي تقني ة ت سمح‬
‫بقياس معلم دون لمسه‪ ،‬حيث تجري القياسات من خالل الصور سواء الصور الجوية أو ال صور‬
‫من األقمار الصناعية‪ .‬إال أن التصوير باستخدام األقمار الصناعية قد أطلق علي ه ح ديثا م صطلح‬
‫االستشعار عن بعد‪ ،‬مع أن التصوير الجوي ھو أول تقنية من تقنيات االستشعار عن بعد‪.‬‬

‫‪ ٢-٣‬نبذة تاريخية‪:‬‬
‫تع د ال صور الجوي ة ابتك ارا تقني ا غاي ة ف ي األھمي ة ف ي ت اريخ تق دم العل وم الجغرافي ة و‬
‫الھندسية علي وجه الخصوص وعلوم أخري كثي رة‪ .‬إن ال صورة الجوي ة )الملتقط ة بال ة ت صوير‬
‫ف ي الج و( تمث ل كم ا ھ ائال م ن المعلوم ات الدقيق ة ع ن الواق ع الجغراف ي و المع الم المكاني ة ف ي‬
‫المنطق ة الت ي تظھ ر بھ ا‪ .‬وم ن ث م ف أن ھ ذه ال صورة يمك ن اس تخدامھا ف ي العدي د م ن التطبيق ات‬
‫العملية مثل إنت اج الخ رائط بطريق ة اقت صادية رخي صة عن د مقارنتھ ا بط رق القياس ات الم ساحية‬
‫الميداني ة باھظ ة التك اليف‪ .‬ومن ذ اخت راع الت صوير الج وي فط ن علم اء الخ رائط و الجغرافي ا و‬
‫المساحة ألھميته الجمة ومميزاته المتعددة‪ ،‬وصار اآلن أح د أھ م وأدق و أس رع ط رق الح صول‬
‫علي المعلومات المكانية المستخدمة في الكثير من التخصصات و التطبيقات البيئية و الھندس ية و‬
‫التنموية علي المستوي العالمي‪.‬‬

‫بدأ اإلنسان يفكر في ماھية ال ضوء من ذ زم ن بعي د ج دا‪ ،‬وك ان الع الم اإلغريق ي أرس طو‬
‫في القرن الثاني قبل الميالد أول من بدأ البحث عن طبيعة الضوء وأول من أشار الي أن ال ضوء‬
‫قد يمر من بعض األجسام دون األخ رى‪ .‬وف ي الق رن العاش ر الم يالدي )الق رن الراب ع الھج ري(‬
‫كان الع الم الكبي ر الح سن ب ن الھي ثم أول م ن أش ار ال ي أن ال ضوء ي أتي م ن األج سام ال ي الع ين‬
‫ول يس العك س كم ا ك ان ش ائعا ف ي نظري ات أرس طو وم ن س بقه‪ ،‬وأي ضا ك ان أول م ن تع رض‬
‫لتف سير وإج راء تجرب ة عملي ة لطريق ة عم ل آل ة ‪ -‬ت شبه فك رة آل ة الت صوير‪ -‬ع ن طري ق م رور‬
‫الضوء من ثقب صغير الي حجرة مظلمة حي ث تتك ون ص ورة ك ل م ا ھ و موج ود عل ي الجان ب‬
‫اآلخ ر‪ .‬وف ي ع ام ‪ ١٠٧٦) ١٦٦٦‬ھ ـ تقريب ا( ك ان اس حق ني وتن أول م ن أش ار ال ي أن ال ضوء‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٨٠‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫القياس من الصور الجوية‬ ‫الفصل الثالث‬
‫______________________________________________________________‬

‫األبيض ‪ -‬كما نراه ‪ -‬يمكن تحليله )م ن خ الل الم رور ف ي من شور زج اجي( ال ي س بعة مكون ات‬
‫فرعية أو ألوان‪.‬‬

‫بدأ التصوير الضوئي ف ي ع ام ‪ ١٢٥٤) ١٨٣٩‬ھ ـ( عن دما ق ام ك ال م ن ني يس ت البوت و‬


‫لويس داجور بأول عملية ت صوير ض وئي أو ت صوير فوت وغرافي حي ث ت م إس قاط ال ضوء عل ي‬
‫صفائح معدنية مغطاة بمادة أيوديد الفضة كمادة حساسة للضوء‪ .‬و ك ان الع الم ھيرش يل أو م ن‬
‫استخدم مصطلح التصوير الضوئي أو الفوتوغرافيا ‪ photography‬وھ و م شتق م ن مقطع ين‬
‫يونانيين‪ :‬فوتو بمعني الضوء وجرافيا بمعني الرسم‪ ،‬أي أن الفوتوغرافيا ھي الرسم بالضوء‪ .‬أما‬
‫أھم المراحل التاريخية في التصوير الجوي فقد بدأھا الضابط الفرنسي ايمي لوسيه عندما بدأ ف ي‬
‫تثبيت آلة التصوير )الكاميرا( في بالون أو طائرة ورقية ترتفع عن سطح األرض لتكون ال صور‬
‫الملتقطة ألول مرة من الج و ول يس م ن عل ي س طح األرض‪ .‬وف ي ع ام ‪ ١٢٧٥) ١٨٥٩‬ھ ـ( ق ام‬
‫لوسيه بالتقاط عدد من الصور الجوية بكاميرا موضوعة ف ي ب الون وم ن ھ ذه ال صور تمك ن م ن‬
‫عم ل خريط ة لمدين ة ب اريس العاص مة الفرن سية‪ ،‬ول ذلك يطل ق عل ي ھ ذا الع الم اس م رائ د عل م‬
‫التصوير الجوي والمساحة التصويرية‪.‬‬

‫شكل )‪ (١-٣‬صورة جوية لمدينة بوسطن األمريكية في عام ‪١٢٧٦) ١٨٦٠‬ھـ(‬

‫تم اختراع الطائرة في عام ‪ ١٣١٩) ١٩٠٢‬ھـ( علي يد األخوين أورفيل و ويلبر راي ت‪،‬‬
‫مما دف ع بعل م الت صوير الج وي خط وات تقني ة واس عة ج دا باس تبدال الب الون و المنط اد بالط ائرة‬
‫لتوضع الكاميرا داخلھا ويتم التقاط الصور الجوي ة م ن خاللھ ا‪ .‬والتقط ت أول ص ورة جوي ة م ن‬
‫الط ائرة ف ي ع ام ‪ ١٣٢٦) ١٩٠٩‬ھ ـ( لمنطق ة ف ي ايطالي ا‪ .‬وم ع قي ام الح رب العالمي ة األول ي‬
‫‪ ١٣٣٧-١٣٣٢) ١٩١٩-١٩١٤‬ھـ( تم االعتماد علي التصوير الجوي كأحد وسائل االستطالع و‬
‫االستخبارات العسكرية خلف خطوط العدو‪ ،‬مما زاد من أھمية ھذا العلم في التطبيقات الع سكرية‬
‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٨١‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫القياس من الصور الجوية‬ ‫الفصل الثالث‬
‫______________________________________________________________‬

‫ب صورة كبي رة‪ .‬ودفع ت أعم ال الح رب العالمي ة الثاني ة )‪ ١٩٥٥-١٩٤١‬المواف ق ‪١٣٦٤-١٣٥٩‬‬
‫ھـ( الي زيادة االعتماد علي علوم التصوير الجوي والمساحة الجوية بھ دف إنت اج الخ رائط‪ ،‬مم ا‬
‫ساعد علي تطور ھذه العلوم و أجھزتھا و معداتھا من كاميرات و أفالم بصورة مت سارعة‪ .‬وم ن‬
‫ھن ا ب دأ ظھ ور ش ركات تجاري ة متخص صة ف ي أف رع الت صوير الج وي و تطبيقات ه‪ ،‬مث ل ش ركة‬
‫كوداك للكاميرات و األفالم والتي تأسست في عام ‪ ١٣٦٠) ١٩٤٢‬ھـ(‪.‬‬

‫شكل )‪ (٣-٣‬التصوير الجوي‬ ‫شكل )‪ (٢-٣‬نموذج ألول طائرة في التاريخ‬

‫تقدم التصوير الجوي تقدما كبيرا مع اختراع الحاسبات اآللية ف ي الخم سينات م ن الق رن‬
‫الع شرين الم يالدي‪ ،‬حي ث تط ورت ب سرعة كبي رة أجھ زة و مع دات الت صوير وتخ زين و حف ظ‬
‫الصور الجوية الكترونيا و كذلك طرق إنتاج الخرائط المعتمدة عل ي ال صور الجوي ة‪ .‬وم ع بداي ة‬
‫الثمانين ات م ن الق رن الع شرين الم يالدي ظھ ر ف رع الم ساحة الت صويرية الرقمي ة ‪Digital‬‬
‫‪ Photogrammetry‬كأح د ف روع عل م الت صوير الج وي و إنت اج الخ رائط اعتم ادا عل ي‬
‫الحاسبات اآللية‪ .‬كما ظھر أيضا أحد تطبيقات الصور عالية الدقة واستخداماتھا الھندس ية وأطل ق‬
‫علي ه اس م الم سح الت صويري األرض ي ‪ ،Terrestrial Photogrammetry‬حي ث توض ع‬
‫الكاميرا الدقيقة علي حامل ثالثي علي األرض اللتقاط ص ور للمع الم الجغرافي ة )خاص ة المب اني‬
‫و المنشئات الھندسية( واستخدام ھذه الصور بعد معالجتھا في القياسات الھندسية لھذه المعالم‪.‬‬

‫شكل )‪ (٥-٣‬المسح التصويري األرضي‬ ‫شكل )‪ (٤-٣‬المساحة التصويرية الرقمية‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٨٢‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫القياس من الصور الجوية‬ ‫الفصل الثالث‬
‫______________________________________________________________‬

‫‪ ٣-٣‬مميزات و تطبيقات الصور الجوية‬


‫للصور الجوية العديد م ن الممي زات و الخ صائص الت ي تجعلھ ا أداة تقني ة م ستخدمة ف ي‬
‫العديد من المجاالت الھندسية و الجغرافية و البيئية و العسكرية‪ ،‬ومنھا‪:‬‬
‫‪ -‬تتمي ز ال صورة الجوي ة بالدق ة ب صفة عام ة مم ا ي سمح ب إجراء القياس ات الدقيق ة )مث ل‬
‫المسافات و المساحات( بدقة مناسبة‪.‬‬
‫‪ -‬تغط ي ال صورة الجوي ة م ساحة كبي رة م ن س طح األرض مم ا يجع ل م ن ال سھل‬
‫واألرخص اقتصاديا رسم خريطة للمظاھر الجغرافية الموجودة‪.‬‬
‫‪ -‬إنتاج الخرائط من الصور الجوي ة ي ستغرق وقت ا أق ل و بالت الي فھ و أرخ ص تكلف ة م ن‬
‫استخدام القياسات المساحية الميدانية‪.‬‬
‫‪ -‬توفر بعض أنواع من الصور الجوية صورة مجسمة ثالثية األبعاد للمعالم المكانية مم ا‬
‫يسھل من التعرف عل ي طبيع ة المظ اھر ب سرعة‪ ،‬وأي ضا ي وفر إمكاني ة رس م الخ رائط‬
‫الطبوغرافية التي تمثل تضاريس سطح األرض‪.‬‬
‫‪ -‬لل صور الجوي ة الملتقط ة ف ي ت واريخ متع ددة مي زة أنھ ا يمكنن ا م ن متابع ة التغي رات‬
‫الزمنية في المظاھر الجغرافية )مثل متابعة حركة الكثبان الرملية(‪.‬‬
‫‪ -‬توضح الصور الجوية مع الم وخ صائص ال يمك ن للع ين الب شرية رؤيتھ ا‪ ،‬خاص ة عن د‬
‫التصوير باألشعة تحت الحمراء )مثل التفرقة بين النبات ال سليم و النب ات الم ريض ف ي‬
‫منطقة زراعية(‪.‬‬
‫‪ -‬الصورة الجوي ة لھ ا مقي اس رس م مح دد مم ا يجعلھ ا تب رز بدق ة العالق ات المكاني ة ب ين‬
‫الظواھر الجغرافية‪.‬‬
‫‪ -‬الصور الجوية ال ترتبط بالواقع السياسي بين الدول حي ث يمك ن الح صول عل ي ص ور‬
‫)شديدة الميل مثال( لمنطقة حدودية بين دولتين‪.‬‬
‫‪ -‬يمكن لبعض أنواع من الصور الجوية أن تبرز المع الم الموج ودة تح ت س طح األرض‬
‫علي أعماق بسيطة‪ ،‬مثل المياه الجوفية‪.‬‬
‫‪ -‬تستطيع الصور الجوية إبراز المعالم المكانية في المناطق النائية التي ال يمكن لإلن سان‬
‫الوصول إليھا بسھولة من سطح األرض )مثل منطقة الربع الخالي في المملكة العربي ة‬
‫السعودية(‪.‬‬
‫يع د إنت اج و تح ديث الخ رائط أھ م تطبيق ات الت صوير الج وي ف ي المج الين الجغراف ي و‬
‫الھندسي لما تتميز به الصور من خصائص الدقة و الشمولية ورخص التكلف ة‪ .‬وأص بح الت صوير‬
‫الجوي أھم تقنيات إنتاج و تحديث الخرائط التفصيلية و الطبوغرافي ة ف ي الكثي ر م ن دول الع الم‪.‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٨٣‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫القياس من الصور الجوية‬ ‫الفصل الثالث‬
‫______________________________________________________________‬

‫كما يعد االستفادة من ال صور الجوي ة ف ي تف سير المع الم الجغرافي ة و اس تنباط معلوم ات دقيق ة و‬
‫حديثة عنھا من أھم تطبيقات الصور الجوية في عدد كبير م ن األعم ال و الم شروعات التطبيقي ة‬
‫و التنموية مثل‪:‬‬
‫‪ -‬الزراع ة‪ :‬ح صر م ساحات من اطق المحاص يل المختلف ة‪ ،‬تحدي د النب ات الم ريض أثن اء‬
‫فترة نموه‪ ،‬و عمليات مقاومة آفات النباتات في الوقت المناسب‪.‬‬
‫‪ -‬التربة‪ :‬تصنيف أنواع التربة و عمل الخرائط التي تبين أنواع التربة‪.‬‬
‫‪ -‬البيئ ة‪ :‬مراقب ة التل وث البيئ ي‪ ،‬متابع ة و مراقب ة آث ار انت شار الك وارث الطبيعي ة مث ل‬
‫الفيضانات‪.‬‬
‫‪ -‬الجيولوجي ا‪ :‬ت صنيف أن واع التراكي ب الجيولوجي ة ل سطح األرض وعم ل الخ رائط‬
‫الجيولوجية‪.‬‬
‫‪ -‬الھندس ة المدني ة‪ :‬تخط يط الم شروعات الھندس ية واختي ار أن سب المواق ع الجغرافي ة و‬
‫تطوير خرائط استخدامات األراضي‪.‬‬
‫‪ -‬التخط يط العمران ي‪ :‬إع داد المخطط ات‪ ،‬تخط يط و متابع ة تنفي ذ م شروعات التوس ع‬
‫العمراني‪ ،‬تطوير خرائط استخدامات األراضي‪.‬‬
‫‪ -‬النق ل‪ :‬تخط يط الم شروعات الجدي دة ل شبكات الط رق و الج سور و األنف اق و ال سكك‬
‫الحديدية‪.‬‬
‫‪ -‬ال سكان‪ :‬أعم ال الح صر ف ي تع دادات ال سكان و الم ساكن والتع دادات الزراعي ة و‬
‫الصناعية‪.‬‬
‫‪ -‬المرور‪ :‬مراقبة و حل االختناقات المرورية‪.‬‬
‫‪ -‬التطبيقات العسكرية‪ :‬االستخبارات العسكرية خاصة علي الحدود بين الدول‪.‬‬

‫‪ ٤-٣‬آالت و معدات التصوير الجوي‬


‫تتنوع اآلالت و المعدات المستخدمة في التصوير الجوي بصورة كبي رة بتع دد ال شركات‬
‫المصنعة والتقنيات المستخدمة فيھا‪ .‬بصفة عامة يمكن تقسيم آالت التصوير الجوي )الك اميرات(‬
‫الي قسمين رئيسين‪ (١) :‬الكاميرا العادية أو التقليدية التي تستخدم األفالم كوسيلة لتخ زين وحف ظ‬
‫الصور الملتقطة‪ (٢) ،‬الكاميرا الرقمية التي تحفظ الصور بطريق ة الكتروني ة عل ي أق راص ثابت ة‬
‫أو وس ائل أخ ري للتخ زين الرقم ي‪ .‬وم ع أن الن وع الث اني ھ و األكث ر تق دما واألعل ى م ن حي ث‬
‫المواصفات التقنية‪ ،‬إال أن الكاميرات التقليدية مازالت مستخدمة في أعمال التصوير الجوي‪.‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٨٤‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫القياس من الصور الجوية‬ ‫الفصل الثالث‬
‫______________________________________________________________‬

‫)ب( كاميرا رقمية‬ ‫)أ( كاميرا عادية‬


‫شكل )‪ (٦-٣‬كاميرات التصوير الجوي‬

‫‪ ١-٤-٣‬كاميرا التصوير الجوي‬


‫تتن وع ك اميرات الت صوير الج وي التقليدي ة تنوع ا كبي را‪ ،‬وب صفة عام ة توج د )‪(١‬‬
‫ك اميرات ت ستخدم عدس ة واح دة‪ (٢) ،‬ك اميرات متع ددة العدس ات‪ ،‬أي ت ستطيع التق اط أكث ر م ن‬
‫ص ورة ف ي نف س الوق ت‪ (٣) ،‬ك اميرات الت صوير البانورامي ة أو الك اميرات ش املة الرؤي ة الت ي‬
‫تستخدم في تصوير صور بانورامية تغطي األفق‪ (٤) ،‬كاميرات الت صوير ال شريطية وھ ي الت ي‬
‫تبقي عملية التصوير مستمرة من بداية الفيلم الي نھايته‪.‬‬
‫وتع د ك اميرا الت صوير الج وي ذات العدس ة الواح دة ھ ي األكث ر اس تخداما‪ ،‬وت شمل‬
‫مكوناتھا الرئيسية أربعة أجزاء وھي مجموعة العدس ات و ملحقاتھ ا و ج سم الك اميرا و مخ روط‬
‫الكاميرا و مخزن الفيلم‪.‬‬

‫شكل )‪ (٧-٣‬مكونات كاميرا التصوير الجوي‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٨٥‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫القياس من الصور الجوية‬ ‫الفصل الثالث‬
‫______________________________________________________________‬

‫مجموعة العدسات و ملحقاتھا ‪Lenses‬‬


‫تصنع العدسات ‪ lenses‬المستخدمة ف ي الت صوير الج وي م ن زج اج ع الي النق اء )أو‬
‫مواد أخري شبيھه( بحيث تخلو العدسة من العيوب‪ .‬وتتكون عدسة ك اميرا الت صوير الج وي إم ا‬
‫من عدسة بسيطة )عدسة واحدة( أو عدسة مركبة )مجموع ة م ن العدس ات(‪ .‬وم ع العدس ة توج د‬
‫مجموعة من الملحقات األخرى و تشمل‪:‬‬
‫‪ -‬الغالق )أو مصراع الكاميرا( ‪ :shutter‬جھاز يتحكم في الفترة الزمنية للسماح بمرور الضوء‬
‫من العدسة )تتراوح ھذه الفترة من ‪ ٠.٠١‬الي ‪ ٠.٠٠١‬من الثانية(‪ ،‬اي أن الغ الق ي تحكم‬
‫في درجة سطوع الصورة وھو من أھم عوامل الصور الجوية‪.‬‬
‫‪ -‬الحاجب )أو الحجاب الحاجز(‪ :diaphragm‬جھاز ينظم كمية ال ضوء ال ذي يم ر م ن العدس ة‬
‫ال ي الف يلم‪ .‬وكمي ة ال ضوء الداخل ة للف يلم ھ ي حاص ل ض رب م ساحة فتح ة الحاج ب ف ي‬
‫زمن فتح العدسة‪ ،‬وھي كمية ثابتة طبقا لحساسية الفيلم المستخدم في التصوير‪.‬‬
‫‪ -‬مرشح اللون ‪ :filter‬جھاز لجعل توزيع ال ضوء مت ساوي ف ي كاف ة أنح اء ال صورة مم ا يعط ي‬
‫تب اين واض ح للمع الم األرض ية الم صورة‪ .‬أي ضا فمرش حات األل وان ھ ي المتحكم ة ف ي‬
‫انتقاء الطيف الم راد اس تخالص البيان ات من ه‪ .‬كم ا توظ ف المرش حات أي ضا ف ي حماي ة‬
‫سطح العدسة من الرھج )الجزئيات الطائرة من األتربة( والتي م ن الممك ن أن تقل ل م ن‬
‫كفاءة العدسة أو تصيبھا بالضرر‪.‬‬
‫مخزن الفيلم ‪Film Magazine‬‬
‫يحت وي بك رتين ل شريط الف يلم الح ساس األول ي )عجل ة االس تالم( تحت وي الف يلم قب ل‬
‫التصوير بينما الثانية )عجلة التموين( تحتوي الفيلم بعد التصوير‪.‬‬
‫مخروط الكاميرا ‪Camera Cone‬‬
‫يھدف مخروط الكاميرا الي ربط أجزاء مجموعة العدسات و ملحقاتھا معا كما أنه يحمل‬
‫العدسة علي مسافة معينة ثابتة من الل وح ال سالب )الف يلم( ول ذلك فھ و غالب ا ي صنع م ن مع دن ذو‬
‫معامل تمدد حراري صغير‪ ،‬باإلضافة الي أنه يمنع الضوء عن الفيلم نفسه‪.‬‬
‫جسم الكاميرا ‪Camera Body‬‬
‫ي شمل اإلط ار الخ ارجي للك اميرا باإلض افة ال ي الموت ور و ب اقي األجھ زة الكھربائي ة و‬
‫الميكانيكية الالزمة إلدارة الكاميرا‪.‬‬

‫وباإلض افة لك اميرا الت صوير الج وي ذاتھ ا توج د ع دة أجھ زة أخ ري تحتاجھ ا عملي ة‬
‫التصوير الجوي وتشمل‪:‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٨٦‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫القياس من الصور الجوية‬ ‫الفصل الثالث‬
‫______________________________________________________________‬

‫‪ -‬جھاز تثبيت الكاميرا في موضعھا الصحيح بغض النظ ر ع ن انح راف الط ائرة أو ميلھ ا‬
‫أثناء التصوير‪.‬‬
‫‪ -‬جھاز قياس ارتفاع الطيران‪.‬‬
‫‪ -‬جھاز تحديد الفترة الزمنية بين كل صورتين متتاليتين‪.‬‬
‫‪ -‬جھ از ال تحكم ال ضوئي ال ذي ي تحكم ف ي زم ن ف تح العدس ة طبق ا ل شدة إض اءة المنطق ة‬
‫األرضية المصورة‪.‬‬
‫‪ -‬جھاز فرد أو شد الفيلم والذي يجعل الفيلم مستويا تماما أثناء التصوير عن طري ق تفري غ‬
‫الھواء بين الفيلم و العدسة‪.‬‬

‫ت ستخدم ال صور الجوي ة ب صفة أساس ية ف ي إنت اج و تح ديث الخ رائط وذل ك ع ن طري ق‬
‫عم ل القياس ات الدقيق ة م ن ال صورة لتحويلھ ا ال ي خريط ة‪ .‬ويتطل ب ذل ك الھ دف الرئي سي ع دة‬
‫مواص فات أو خ صائص للك اميرات واألجھ زة الم ستخدمة ف ي الت صوير الج وي لل صول ال ي‬
‫مستوي الدقة المنشود إلتمام عملية إنتاج الخرائط‪ .‬ومن ھذه الخصائص‪:‬‬
‫‪ -‬أن تك ون عدس ات ك اميرا الت صوير الج وي عل ي درج ة عالي ة م ن النق اء و خالي ة م ن‬
‫التشوه حتى تكون الصور الجوية عالية الوضوح في إبراز المعالم األرضية‪.‬‬
‫‪ -‬أن تكون الكاميرا علي درجة تقنية عالية في مواصفاتھا لتعطي ق درة عالي ة عل ي إظھ ار‬
‫تفاصيل المعالم األرضية‪.‬‬
‫‪ -‬أن تتمتع الكاميرا و أجھزتھا بالتحكم الدقيق ف ي كمي ة ال ضوء الم ارة بالعدس ة ال ي الف يلم‬
‫حتى تنتج صور عالية الوضوح و الدقة‪.‬‬
‫‪ -‬أن يك ون الف يلم داخ ل الك اميرا عل ي اس تواء كام ل أثن اء عملي ة التق اط ال صور لتف ادي‬
‫المناطق غير الواضحة التي قد تظھر علي الصورة‪.‬‬
‫‪ -‬بصفة عامة يجب أن تتمتع كاميرا التصوير الجوي بكف اءة عالي ة ف ي ت شغيل مكوناتھ ا و‬
‫أجھزتھا اللتقاط الصورة ف ي زم ن قلي ل حت ى ال تت أثر ج ودة ال صور بحرك ة الط ائرة و‬
‫اھتزازھا‪.‬‬
‫‪ -‬أن تق وم الك اميرا بت سجيل المعلوم ات األساس ية الالزم ة لعملي ة الت صوير والت ي ت شمل‬
‫تسجيل كال من‪:‬‬
‫رقم الصورة‬ ‫‪-‬‬
‫رقم خط الطيران‬ ‫‪-‬‬
‫تاريخ التصوير‬ ‫‪-‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٨٧‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫القياس من الصور الجوية‬ ‫الفصل الثالث‬
‫______________________________________________________________‬

‫وقت التصوير‬ ‫‪-‬‬


‫ارتفاع الطيران‬ ‫‪-‬‬
‫درجة الميل‬ ‫‪-‬‬
‫رقم الكاميرا‬ ‫‪-‬‬
‫البعد البؤري للكاميرا‬ ‫‪-‬‬
‫عالمات اإلسناد )عالمات إطار الصورة(‬ ‫‪-‬‬

‫شكل )‪ (٨-٣‬نماذج للمعلومات المسجلة علي الصورة الجوية‬

‫‪ ٢-٤-٣‬أنواع الصور الجوية‬


‫تصنف الصور الجوي ة ال ي ع دة أن واع أو مجموع ات طبق ا لط رق تق سيم مختلف ة ومنھ ا‬
‫الت صنيف طبق ا الت ساع زاوي ة الت صوير و الت صنيف طبق ا الرتف اع الطي ران و الت صنيف طبق ا‬
‫ألبعاد الصورة والتصنيف طبقا لمقياس رسم ال صورة والت صنيف طبق ا ل شكل ال صورة وإمكاني ة‬
‫تجسيمھا والتصنيف طبقا لدرجة الميل وھذا األخير ھو أھم التصنيفات‪ .‬ف طبق ا الت ساع زاوي ة‬
‫عدس ة الت صوير فتوج د ص ور ذات زاوي ة عادي ة‪ ،‬و ص ور ذات زاوي ة ض يقة‪ ،‬و ص ور ذات‬
‫زاوية عريضة‪ ،‬و صور ذات زاوية عريضة ج دا‪ .‬وت ستخدم ال صور عري ضة الزاوي ة لت صوير‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٨٨‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫القياس من الصور الجوية‬ ‫الفصل الثالث‬
‫______________________________________________________________‬

‫المناطق المتسعة و الصحاري ورسم الخرائط ذات مقاييس الرسم الصغيرة‪ ،‬بينم ا تك ون ال صور‬
‫ذات الزاوية العادية لتصوير المدن بحيث ينتج عنھا خرائط ذات مقياس رسم كبي ر ال ي متوس ط‪.‬‬
‫كما تصنف الصور الجوية طبقا الرتفاع الطيران الي ثالث ة أن واع‪ :‬ال صور الملتقط ة م ن ارتف اع‬
‫عال و الصور الملتقطة من ارتفاع متوسط و الصور الملتقطة من ارتفاع منخفض‪ .‬وبالطبع فأنه‬
‫كلما زاد ارتفاع الطي ران زادت م ساحة المنطق ة األرض ية الظ اھرة عل ي ال صورة‪ .‬أم ا ت صنيف‬
‫الصور الجوية طبقا ألبعادھا فأن الصور أما أن تكون ذات أبعاد ‪ ٢٣×٢٣‬سنتيمتر أو ذات أبع اد‬
‫‪ ١٨×١٨‬سنتيمتر‪ ،‬وھن اك ن وع غي ر ش ائع وھ و ذو أبع اد ‪ ٢٣×١٨‬س نتيمتر‪ .‬أم ا أن واع ال صور‬
‫الجوي ة طبق ا لمقي اس رس مھا في شمل ال صور ذات مق اييس الرس م ال صغيرة ) ‪ ٥٠،٠٠٠ : ١‬و‬
‫أصغر( والصور ذات مقاييس الرسم المتوسطة ) ‪ ( ٢٥،٠٠٠ : ١‬وال صور ذات مق اييس الرس م‬
‫الكبيرة ) ‪ ١٠،٠٠٠ : ١‬و أكبر(‪ .‬ومن حيث شكل الصور الجوية وإمكانيات تجسيمھا )الحصول‬
‫علي صورة مجسمة ثالثية األبعاد للمعالم األرضية( فتوجد صور غير مجسمة و صور مجسمة‪.‬‬
‫الصور الجوية غير المجسمة ھ ي ص ورة ثنائي ة األبع اد وتنق سم ال ي ص ورة مف ردة أو موزاي ك‪.‬‬
‫الموزايك ھو ضم أكثر من صورة جوية معا للحصول علي صورة تغط ي منطق ة أرض ية أكب ر‪.‬‬
‫فعلي سبيل المثال إذا أردنا دراسة التوسع العمراني لمدين ة معين ة وكان ت ھ ذه المدين ة تظھ ر ف ي‬
‫أكث ر م ن ص ورة جوي ة فأنن ا نق وم ب ضم ھ ذه ال صور مع ا لنح صل عل ي ص ورة واح دة مجمع ة‬
‫)موزايك أو فسيفساء( للمدينة كلھا‪ .‬أما الن وع الث اني م ن ال صور الجوي ة فھ ي تل ك ال صور الت ي‬
‫تسمح ‪ -‬بأجھزة وخطوات معينة ‪ -‬بالحصول علي رؤية مجسمة للمعالم األرضية علي ال صورة‪،‬‬
‫وتسمي ھذه الصور بأزواج الصور أو الصور المزدوجة‪.‬‬

‫شكل )‪ (٩-٣‬أنواع الصورة الجوية طبقا لشكلھا‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٨٩‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫القياس من الصور الجوية‬ ‫الفصل الثالث‬
‫______________________________________________________________‬

‫كما يعد تقسيم الصور طبقا لزاوية الميل ھو أھم أنواع تصنيفات الصور الجوية‬
‫من حيث طبيعة اس تخدام ك ل ن وع م ن ھ ذه األن واع‪ .‬تنق سم ال صور الجوي ة ف ي ھ ذا التق سيم ال ي‬
‫ثالثة أنواع‪ :‬الصور الرأسية والصور قليلة الميل )أو الصور المائل ة( وال صور ش ديدة المي ل )أو‬
‫الصور الميالة(‪ .‬الصورة الجوية الرأسية ھي تلك الصورة الملتقط ة ومح ور الك اميرا ف ي وض ع‬
‫رأس ي م ع س طح األرض )أي مح ور الك اميرا عم ودي تمام ا عل ي س طح األرض(‪ .‬وتع د ھ ذه‬
‫ال صور ھ ي األدق و األن سب ف ي إنت اج الخ رائط حي ث تك ون الخ صائص الھندس ية لل صورة‬
‫متساوية‪ ،‬فإذا تخيلنا مجموعة من المربعات المتساوية علي سطح األرض فأنھا ستظھر مربع ات‬
‫متساوية علي الصورة الرأسية أيضا‪ .‬كما أن م ساحة المنطق ة الم صورة س تكون ب سيطة ف ي ھ ذا‬
‫النوع من الصور الجوية‪ .‬لكن وعلي الجانب اآلخر فأن الح صول عل ي ص ور جوي ة رأس ية يع د‬
‫أمرا صعب التحقيق بسبب ظروف الت صوير و حرك ة الط ائرة حي ث ال يمك ن ال تحكم ف ي وض ع‬
‫الطائرة ووضع الكاميرا تماما أثناء الطيران‪.‬‬

‫شكل )‪ (١٠-٣‬الصورة الجوية الرأسية‬


‫الصورة الجوية قليلة الميل ھي تلك ال صورة الملتقط ة بحي ث يمي ل مح ور الك اميرا م يال‬
‫بسيطا ‪ -‬ال يتجاوز ‪ ٤‬درجات ‪ -‬عن الوض ع الرأس ي‪ .‬وف ي ھ ذه ال صورة س يختلف ش كل المع الم‬
‫األرضية عن شكلھا الحقيقي‪ ،‬حيث لن تكون شبكة المربع ات ‪ -‬التخيلي ة ‪ -‬المت ساوية عل ي س طح‬
‫األرض ظاھرة مت ساوية عل ي ال صورة وإنم ا س تختلف م ساحة المربع ات م ن مك ان آلخ ر عل ي‬
‫الصورة‪ .‬لكن يمكن استخدام طرق علمية و أجھزة تقنية معينة لتحويل الصور الجوية قليلة الميل‬
‫الي صور رأسية‪ ،‬ومن ثم استخدامھا في إنتاج الخرائط‪.‬‬

‫شكل )‪ (١١-٣‬الصورة الجوية قليلة الميل‬


‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٩٠‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫القياس من الصور الجوية‬ ‫الفصل الثالث‬
‫______________________________________________________________‬

‫ال صور الجوي ة ش ديدة المي ل ھ ي تل ك ال صور الملتقط ة ومح ور الك اميرا يمي ل بدرج ة‬
‫كبيرة عن الوض ع الرأس ي‪ ،‬بحي ث يظھ ر األف ق ف ي ال صورة‪ .‬وف ي ھ ذه ال صور س يختلف ش كل‬
‫المعالم األرضية اختالفا كبيرا من جانب آلخر علي الصورة‪ .‬وھذا الن وع م ن ال صور الجوي ة ال‬
‫يمكن استخدامه في إنتاج الخ رائط لكن ه مفي د ج دا ف ي تطبيق ات تف سير ال صور الجوي ة للح صول‬
‫علي معلومات عن الظواھر الجغرافية وخاصة و أن الصورة شديدة الميل تظھر منطقة جغرافية‬
‫كبيرة بالمقارنة بالصور الرأسية أو الصور قليلة الميل‪.‬‬

‫شكل )‪ (١٢-٣‬الصورة الجوية شديدة الميل‬

‫‪ ٣-٤-٣‬الفروق بين الصورة الجوية و الخريطة‬


‫أكثر استخدامات الصور الجوية في المج الين الجغراف ي و الھندس ي ھ و إنت اج و تح ديث‬
‫الخرائط‪ ،‬ومن ثم فيجب فھم طبيع ة وخ صائص ك ال م ن الخريط ة و ال صور الجوي ة والفروق ات‬
‫بينھما مما سيعطي صورة واضحة ‪ -‬وان كانت مبدئية ف ي ھ ذا الف صل ‪ -‬ع ن كيفي ة التعام ل م ع‬
‫الصور الجوية وإمكانية إنتاج الخرائط منھا‪.‬‬
‫يتمثل أھم الفروق بين الصورة و الخريطة ف ي طبيع ة اإلس قاط ‪ projection‬الم ستخدم‬
‫في تمثيل المعالم المكانية‪ .‬فالخريطة يتم رسمھا بناءا علي المسقط األفقي لألش عة المتوازي ة الت ي‬
‫تسقط عمودية علي سطح األرض ‪ .orthogonal projection‬فعل ي س بيل المث ال فل و تخيلن ا‬
‫مبن ي عل ي س طح األرض )كلي ة م ثال( ف سيظھر عل ي الخريط ة ف ي م سقطه األفق ي )طول ه و‬
‫عرضه فق ط( ول ن يظھ ر ارتف اع المبن ي أو ع دد أدواره‪ ،‬أو بمعن ي آخ ر ف أن قم ة المبن ي و ق اع‬
‫المبني س ينطبقان عل ي الخريط ة‪ .‬وعل ي الجان ب اآلخ ر ف أن ال صورة الجوي ة ملتقط ة م ن مرك ز‬
‫عدسة الكاميرا )أي أن كل األشعة تمر بنقطة مركز العدسة ثم تسقط علي الفيلم ب داخل الك اميرا(‬
‫وبالتالي فأن طبيعة اإلسقاط ھنا ھ ي الم سقط المرك زي أو الم سقط المخروط ي ‪perspective‬‬
‫‪ .projection‬فل و تخيلن ا نف س المث ال ال سابق )مبن ي كلي ة( فم ن الممك ن أن تظھ ر التفاص يل‬
‫الجانبية للمبني في الصورة المائلة ويمكننا تمييز ارتفاع المبني ذاته‪ .‬أي أن ال صورة الجوي ة م ن‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٩١‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫القياس من الصور الجوية‬ ‫الفصل الثالث‬
‫______________________________________________________________‬

‫الممكن أن توضح قمة و قاع المعلم المكاني‪ ،‬وبالتالي ستكون مختلفة عن تمثيل نفس المعلم عل ي‬
‫الخريط ة ب سبب طبيع ة اإلس قاط‪ .‬بن اءا عل ي ذل ك فيمكنن ا الق ول أنن ا ال ن ستطيع رس م خريط ة‬
‫مباشرة من الصورة الجوية‪ ،‬ويجب أوال أن نزيل ت أثير الم سقط المرك زي لل صورة حت ى ي صبح‬
‫م ن ن وع الم سقط األفق ي مث ل الخريط ة )وھ و م ا ن سميه ال صورة العمودي ة كم ا س يتم ش رحھا‬
‫الحقا(‪.‬‬
‫يتمث ل ث اني الف روق الھام ة ب ين الخريط ة و ال صورة الجوي ة ف ي ت أثير ارتفاع ات‬
‫وت ضاريس المع الم المكاني ة‪ .‬ف ي الخريط ة ي تم إس قاط جمي ع المظ اھر الجغرافي ة عل ي م ستوي‬
‫المقارنة المتمثل في متوسط س طح البح ر‪ ،‬وحي ث أن األش عة ال ساقطة عل ي ھ ذا الم ستوي تك ون‬
‫عمودي ة فل ن يح دث ت أثير لف روق االرتفاع ات ب ين المع الم الجغرافي ة عل ي ش كلھا و موقعھ ا‬
‫الصحيح علي الخريطة‪ .‬في الصورة الجوية ‪ -‬وكما سبق الذكر ‪ -‬فأن مقياس رسم الصور يتغي ر‬
‫من مكان آلخر علي نفس الصورة ب سبب ق رب أو بع د المعل م المك اني م ن مرك ز عدس ة ك اميرا‬
‫الت صوير الج وي‪ ،‬فكلم ا زاد من سوب المعل م كلم ا زاد مقي اس الرس م عل ي ال صورة وكلم ا ك ان‬
‫المعل م منخف ضا كلم ا ق ل مقي اس رس مه عل ي ال صورة‪ .‬و بمعن ي آخ ر ف أن ارتفاع ات المظ اھر‬
‫الجغرافية عن سطح المقارنة )المناسيب( تؤثر علي موض ع المعل م عل ي ال صورة الجوي ة ذاتھ ا‪.‬‬
‫وبن اءا عل ي ذل ك فيمكنن ا الق ول م رة أخ ري أنن ا ال ن ستطيع رس م خريط ة مباش رة م ن ال صورة‬
‫الجوي ة‪ ،‬ويج ب أوال أن نزي ل ت أثير اخ تالف مناس يب المع الم الجغرافي ة )وھ و م ا ن سميه ت أثير‬
‫اإلزاحة كما سيتم شرحھا الحقا( قبل أن نستخدم الصورة الجوية في رسم الخريطة‪.‬‬
‫أي ضا يوج د ف رق ثال ث مھ م ب ين الخريط ة و ال صورة الجوي ة حي ث ي تم رس م الخريط ة‬
‫باس تخدام الرم وز وتحت وي الخريط ة عل ي أس ماء المع الم الجغرافي ة )مث ل ال شوارع و األحي اء(‬
‫واتجاه الشمال و شبكة اإلحداثيات‪ ،‬بينما الصورة الجوية تمثل الواقع كما ھو وبدون أية إضافات‬
‫أو رموز خاصة‪.‬‬

‫شكل )‪ (١٣-٣‬فرق اإلسقاط بين الخريطة والصورة الجوية‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٩٢‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫القياس من الصور الجوية‬ ‫الفصل الثالث‬
‫______________________________________________________________‬

‫‪ ٥-٣‬أسس التصوير الجوي‬


‫يعتم د الت صوير الج وي عل ي ع دة أس س علمي ة لعل وم ال ضوء و الب صريات حي ث أن‬
‫كاميرات التصوير الجوي )التقليدية( تحتوي علي عدس ة أو ع دة عدس ات ت سمح بم رور ال ضوء‬
‫الي الفيلم‪ .‬يتعرض ھذا الفصل لألسس العام ة لل ضوء الكھرومغناطي سي و أج زاؤه وللعدس ات و‬
‫أنواعھ ا وأي ضا لألف الم ومكوناتھ ا‪ ،‬وكلھ ا معلوم ات ھام ة للغاي ة ل دارس الت صوير الج وي‬
‫واالستشعار عن بعد‪.‬‬

‫‪ ١-٥-٣‬الضوء الكھرومغناطيسي‬
‫تسير الموجات الضوئية في الفراغ مكونة مجالين من الطاقة‪ (١) :‬المجال الكھربائي في‬
‫اتج اه ال سير و )‪ (٢‬المج ال المغناطي سي العم ودي عل ي اتج اه ال سير‪ ،‬وك ال المج الين ي سيران‬
‫بسرعة ثابتة ف ي الف راغ وھ ي م ا يطل ق عليھ ا اس م س رعة ال ضوء‪ .‬م ن ھن ا ي سمي ال ضوء بأن ه‬
‫ضوء كھرومغناطيسي أو أشعة كھرومغناطيسية‪.‬‬

‫شكل )‪ (١-٣‬الضوء الكھرومغناطيسي‬

‫ال ضوء الكھرومغناطي سي ل يس نوع ا واح دا‪ ،‬ب ل يوج د بداخل ه مئ ات م ن األن واع أو‬
‫األق سام أو األش عة الت ي تختل ف ف ي مواص فاتھا وأي ضا ف ي اس تخداماتھا‪ .‬ولك ي نف رق ب ين ھ ذه‬
‫األن واع يج ب وض ع معي ار مح دد‪ ،‬وھن اك معي ارين أو قيمت ين تمكنن ا م ن تق سيم ال ضوء‬
‫الكھرومغناطي سي ال ي أق سم وھم ا )‪ (١‬الط ول الم وجي‪ ،‬و )‪ (٢‬الت ردد‪ .‬وقب ل ال دخول ف ي‬
‫تفاصيلھما سنتعرض للوحدات المستخدمة في القياس حيث‪:‬‬
‫‪٢‬‬
‫سنتيمتر )سم(‬ ‫= ‪ ١٠٠‬أو ‪١٠‬‬ ‫‪ ١‬متر‬
‫ملليمتر )مللي(‬ ‫= ‪١٠‬‬ ‫‪ ١‬سنتيمتر‬
‫‪٣‬‬
‫مايكرومتر )ميكرو أو الرمز الالتيني ‪(‬‬ ‫= ‪ ١٠٠٠‬أو ‪١٠‬‬ ‫‪ ١‬ملليمتر‬
‫‪٣‬‬
‫نانومتر‬ ‫= ‪ ١٠٠٠‬أو ‪١٠‬‬ ‫‪ ١‬مايكرومتر‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٩٣‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫القياس من الصور الجوية‬ ‫الفصل الثالث‬
‫______________________________________________________________‬

‫ي سير ال ضوء المغناطي سي ف ي الف راغ ف ي ص ورة منحن ي )ول يس خط ا م ستقيما( ي شبه‬
‫منحني دالة الجيب ‪ ،sin‬أي أنه ‪ -‬وبصورة تخيلي ة ‪ -‬ي زداد لي صل ال ي أق صي قيم ة )قم ة ‪ (١‬ث م‬
‫يبدأ ف ي االنخف اض حت ى ي صل ال ي ال صفر ث م ي ستمر لي صل ال ي أق صي قيم ة س البة ف ي الجھ ة‬
‫األخرى )قمة ‪ (٢‬ثم يبدأ في الزيادة ليصل لمستوي الصفر مرة أخ ري‪ .‬وھ ذه الحرك ة أو ال دورة‬
‫نطلق عليھا اسم "موجة"‪ ،‬وتتكرر ھذه الموجات طوال خط س ير ال ضوء‪ .‬والم سافة الت ي تف صل‬
‫ب ين قمت ين متت اليتين ھ ي م ا يطل ق عليھ ا اس م "ط ول الموج ة" أو "الط ول الم وجي ‪wave‬‬
‫‪ "length‬للضوء‪ ،‬وغالبا يستخدم الحرف الالتيني )ينطق ‪ ‬المدا( للتعبير عن الطول الم وجي‪.‬‬
‫وب ذلك ف أن أن واع ال ضوء الكھرومغناطي سي تختل ف ف ي قيم ة الط ول الم وجي لھ ا م ن ن وع ال ي‬
‫آخر‪.‬‬

‫شكل )‪ (٢-٣‬الطول الموجي للضوء الكھرومغناطيسي‬

‫يع د الت ردد ‪ frequency‬ھ و المعي ار الث اني الم ستخدم ف ي التفرق ة ب ين ن وع ض وء‬
‫كھرومغناطيسي و نوع آخر‪ ،‬ويعرف التردد علي أنه ع دد ال دورات الكامل ة )الموج ات( لل ضوء‬
‫في فترة زمنية محددة‪ ،‬أو بصورة أخري فالتردد ھ و ع دد الموج ات ف ي الثاني ة الواح دة‪ .‬ويق اس‬
‫التردد بوحدات الھرتز وال ذي ي ساوي ‪ ١‬دورة‪/‬ثاني ة‪ ،‬وم ضاعفاتھا مث ل الكيل و ھرت ز والم ساوي‬
‫‪) ١٠٠٠‬أي ألف( دورة‪/‬ثاني ة أو الميج ا ھرت ز والب الغ ‪) ١،٠٠٠،٠٠٠‬أي ملي ون( دورة‪/‬ثاني ة أو‬
‫الجيجا ھرتز والبالغ ‪) ١،٠٠٠،٠٠٠،٠٠٠‬أي مليار( دورة‪/‬ثانية‪.‬‬
‫العالقة بين الطول الموجي و التردد ألي نوع م ن أن واع ال ضوء الكھرومغناطي سي ھ ي‬
‫عالقة ثابتة حيث أن‪:‬‬
‫التردد × الطول الموجي = سرعة الضوء‬
‫‪frequency x wave length = light speed‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٩٤‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫القياس من الصور الجوية‬ ‫الفصل الثالث‬
‫______________________________________________________________‬

‫من المعروف أن سرعة الضوء ثابتة )حوالي ‪ ٣٠٠،٠٠٠‬كيلومتر‪/‬ثانية( فيمكنن ا ح ساب‬


‫التردد أو الطول الموجي لن وع مح دد م ن ال ضوء إذا علمن ا قيم ة اآلخ ر‪ .‬كم ا ي دل ذل ك عل ي أن‬
‫العالقة بين التردد و سرعة الضوء عالقة عك سية‪ ،‬ف إذا زاد الت ردد ق ل الط ول الم وجي والعك س‬
‫ص حيح أي ضا‪ .‬ول ذلك س نعتمد عل ي قيم ة ط ول الموج ة ف ي تعري ف أن واع أو أق سام ال ضوء‬
‫المغناطيسي في الجزء التالي‪.‬‬
‫طبقا للطول الموجي فأن الضوء الكھرومغناطيسي يت راوح ب ين أط وال موج ات ق صيرة‬
‫ج دا )مث ل أش عة جام ا و أش عة اك س أو األش عة ال سينية( ال ي أط وال موج ات كبي رة ج دا )مث ل‬
‫موجات بث الراديو و التلفزيون(‪ ،‬ومن ھنا فيوجد عدد كبير جدا من أنواع أو أقسام الضوء‪.‬‬

‫شكل )‪ (٣-٣‬أقسام الضوء الكھرومغناطيسي بناءا علي طول الموجة‬

‫ما تستطيع عين اإلنسان رؤيته م ن أن واع ال ضوء الكھرومغناطي سي ھ و م ا نطل ق علي ه‬
‫اسم الضوء المرئي‪ ،‬بينما كل األشعة التي ال تستطيع العين البشرية التعامل معھ ا ت سمي ال ضوء‬
‫غير المرئي‪ .‬والضوء المرئ ي ھ و ال ضوء ال ذي يت راوح طول ه الم وجي ب ين ‪ ٠.٤‬م ايكرومتر و‬
‫‪ ٠.٧‬مايكرومتر‪ ،‬أي أن أي ضوء له طول موجه أقل م ن ‪ ٠.٤‬م ايكرومتر وأي ض وء ل ه ط ول‬
‫موجه أكبر من ‪ ٠.٧‬م ايكرومتر ل ن ن ستطيع رؤيت ه ول ذلك ي سمي ال ضوء غي ر المرئ ي‪ .‬ويتق سم‬
‫الضوء المرئي الي ‪ ٣‬أقسام رئيسية وھي‪:‬‬
‫‪ -‬اللون األزرق‪ :‬يتراوح طول الموجة من ‪ ٠.٤‬الي ‪ ٠.٥‬مايكرومتر‬
‫‪ -‬اللون األخضر‪ :‬يتراوح طول الموجة من ‪ ٠.٥‬الي ‪ ٠.٦‬مايكرومتر‬
‫‪ -‬اللون األحمر‪ :‬يتراوح طول الموجة من ‪ ٠.٦‬الي ‪ ٠.٧‬مايكرومتر‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٩٥‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫القياس من الصور الجوية‬ ‫الفصل الثالث‬
‫______________________________________________________________‬

‫شكل )‪ (٤-٣‬الضوء الكھرومغناطيسي المرئي وغير المرئي‬

‫يستخدم الضوء المرئي في التصوير الجوي ب صفة أساس ية‪ ،‬وان كان ت ھن اك أن واع م ن‬
‫معدات التصوير الجوي و أيضا التصوير الفضائي تستخدم باإلض افة لل ضوء المرئ ي أن واع م ن‬
‫الضوء غي ر المرئ ي ذات أط وال موج ات قريب ة‪ .‬فاألش عة ف وق البنف سجية ‪ - ultraviolet‬الت ي‬
‫تتراوح أط وال موجاتھ ا ب ين ‪ ٠.١‬م ايكرومتر و ‪ ٠.٤‬م ايكرومتر ‪ -‬ت ستخدم ف ي تطبيق ات معين ة‬
‫من التصوير خاصة التصوير الفضائي )االستشعار عن بعد( في مجال الجيولوجيا وتحديد أن واع‬
‫ال صخور‪ .‬كم ا ت ستخدم األش عة تح ت الحم راء ‪ infrared‬س واء االنعكاس ية )ط ول موجاتھ ا‬
‫يت راوح ب ين ‪ ٠.٧‬و ‪ ٣‬م ايكرومتر( أو األش عة تح ت الحم راء الحراري ة أو االنبعاثي ة )ط ول‬
‫موجاتھا يتراوح بين ‪ ٣‬و ‪ ١٢‬مايكرومتر( في التصوير الجوي و التصوير الف ضائي خاص ة ف ي‬
‫التطبيقات الزراعية و المائية و العسكرية‪.‬‬

‫شكل )‪ (٥-٣‬الضوء المستخدم في التصوير الجوي و التصوير الفضائي‬

‫‪ ٢-٥-٣‬العدسات‬
‫العدسة ھي قطعة من الزجاج النقي التي عندما يسقط الضوء علي سطحھا إم ا أن ت سمح‬
‫له باالنكسار )المرور( أو أن تعكسه )أو ترده( مرة أخ ري كم ا ف ي حال ة الم رآة‪ .‬وتتك ون أن واع‬
‫العدسات إما مع عدسة بسيطة )عدسة واحدة( أو عدسة مركبة )مجموعة من العدسات(‪ .‬وتتكون‬
‫العدسة البسيطة من نوعين‪:‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٩٦‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫القياس من الصور الجوية‬ ‫الفصل الثالث‬
‫______________________________________________________________‬

‫عدسة محدبة‪:‬‬
‫يك ون وس ط العدس ة أس مك م ن أطرافھ ا‪ ،‬وب ذلك فھ ي ت ستخدم ف ي تجمي ع األش عة ال ضوئية بع د‬
‫مرورھا بالعدسة ومن ثم فيطلق عليھا أيضا العدسة الالمة أو العدسة الموجبة‪.‬‬
‫عدسة مقعرة‪:‬‬
‫يكون وسط العدسة أقل سمكا من أطرافھا‪ ،‬وبذلك فھ ي ت ستخدم ف ي تفري ق األش عة ال ضوئية بع د‬
‫مرورھا بالعدسة ومن ثم فيطلق عليھا أيضا العدسة المفرقة أو العدسة السالبة‪.‬‬

‫شكل )‪ (٦-٣‬أنواع العدسات‬

‫لكل عدسة مركز بصري ‪ optical center‬وھو النقطة التي إذا مر بھا شعاع ال ضوء‬
‫ف ال يح دث ل ه أي انك سار أو انح راف‪ ،‬أي أن اتج اه دخ ول ال ضوء ال ي العدس ة ھ و نف س اتج اه‬
‫خروجه من العدسة‪ .‬والمركز الب صري للعدس ة ينطب ق عل ي مركزھ ا الھندس ي أي مرك ز تك ور‬
‫سطح العدسة‪ .‬أما الخط الذي إذا مر ش عاع ال ضوء م ن خالل ه ف ال يح دث ل ه أي انك سار في سمي‬
‫المحور البصري ‪ optical axis‬للعدسة‪ ،‬وھو بالطبع يمر من خالل المركز البصري للعدسة‪.‬‬
‫الب ؤرة أو النقط ة األساس ية ‪ focus‬للعدس ة ھ ي نقط ة عل ي المح ور الب صري للعدس ة‬
‫تتجم ع عن دھا األش عة الموازي ة للمح ور الب صري‪ .‬ف إذا وض ع أي ھ دف ف ي موض ع الب ؤرة فل ن‬
‫تتكون له ص ورة خل ف العدس ة‪ .‬وتع رف الم سافة ب ين المرك ز الب صري للعدس ة و ب ؤرة العدس ة‬
‫باسم البعد البؤري ‪ focal length‬للعدسة‪ ،‬حيث لكل عدسة بعد بؤري ثابت ال يتغير‪.‬‬

‫شكل )‪ (٧-٣‬الخصائص األساسية للعدسة‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٩٧‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫القياس من الصور الجوية‬ ‫الفصل الثالث‬
‫______________________________________________________________‬

‫‪ ٣-٥-٣‬األفالم‬
‫الفيلم ھو شريحة من البالستيك المغطاة بطبقة من مادة نترات الف ضة‪ ،‬وھ ي الم ادة الت ي‬
‫تتمي ز بتأثرھ ا أو ح ساسيتھا لل ضوء طبق ا ل شدته‪ .‬وب صفة عام ة تنق سم األف الم الم ستخدمة ف ي‬
‫الت صوير الج وي ‪ -‬طبق ا الس تخدامات الت صوير الج وي ‪ -‬إل ي ع دة أن واع ت شمل أساس ا األف الم‬
‫ال ضوئية واألف الم غي ر ال ضوئية‪ ،‬وف ي ك ل ن وع منھم ا يوج د أف الم ملون ة و أف الم غي ر ملون ة‪.‬‬
‫فاألفالم الضوئية ھ ي تل ك الح ساسة ألن واع الطي ف الكھرومغناطي سي المرئ ي فق ط‪ ،‬بينم ا الن وع‬
‫الثاني م ن األف الم يك ون ح ساسا وق ادرا عل ي ت سجيل بع ض أن واع ال ضوء غي ر المرئ ي خاص ة‬
‫األشعة تحت الحمراء‪.‬‬
‫ومن أنواع أفالم التصوير الجوي‪:‬‬
‫‪ -‬الفيلم البانكروماتي أو الفيلم الح ساس لل ضوء المرئ ي‪ :‬الف يلم المرئ ي الع ادي الم ستخدم‬
‫ف ي الت صوير األب يض و أس ود ‪ ،‬وھ و يتمي ز ب سعره الم نخفض‪ ،‬وم ازال ھ و األكث ر‬
‫اس تخداما ف ي الت صوير الج وي خاص ة بھ دف إنت اج الخ رائط وأي ضا ف ي التطبيق ات‬
‫الجيولوجية و الھيدرولوجية و التربة‪.‬‬
‫‪ -‬الف يلم األب يض و األس ود الح ساس لألش عة تح ت الحم راء‪ :‬تمت د ح ساسية م ادة الف يلم‬
‫لتشمل باإلضافة للضوء المرئي األشعة تحت الحمراء أيضا‪ .‬ت ستخدم ھ ذه النوعي ة م ن‬
‫األف الم ف ي التع رف عل ي ج ودة و ص حة النبات ات حي ث تظھ ر النبات ات ذات األوراق‬
‫الممتلئة بالكلورفور )اليخضور( تظھر بلون أبيض بينما النباتات المريضة تظھر بل ون‬
‫داك ن‪ .‬كم ا أن ھ ذه النوعي ة م ن األف الم تك ون مفي دة ف ي التميي ز ب ين الم اء و الياب سة‬
‫واكتشاف المسطحات المائية مھما صغرت مساحتھا‪.‬‬
‫‪ -‬الف يلم المل ون الع ادي‪ :‬حي ث تظھ ر المع الم الطبيعي ة ف ي ال صورة بألوانھ ا الطبيعي ة‬
‫المعت ادة كم ا تراھ ا الع ين الب شرية‪ ،‬كم ا أن ع ين اإلن سان ت ستطيع أن تمي ز ب ين أل وان‬
‫أكثر كثيرا مما تستطيع أن تميز من تدرجات اللون الرمادي ف ي األف الم البانكروماتي ة‪.‬‬
‫وقديما كان سعر األفالم الملونة مرتفعا ولم تكن ھذه األفالم منتشرة بكثرة في تطبيق ات‬
‫الت صوير الج وي إال أنھ ا أص بحت اآلن أكث ر اس تخداما خاص ة ف ي تف سير ال صور‬
‫الجوية‪.‬‬
‫‪ -‬الف يلم المل ون الح ساس لألش عة تح ت الحم راء‪٠:‬وت سمي أي ضا األف الم الملون ة الكاذب ة‬
‫حيث تظھر المع الم الخ ضراء بل ون ازرق عل ي ال صورة باس تثناء النبات ات كم ا تظھ ر‬
‫المع الم الحم راء بل ون اخ ضر عل ي ال صورة وتظھ ر األھ داف الت ي ال تراھ ا ع ين‬
‫اإلنسان )خارج نطاق الضوء المرئ ي( بل ون أحم ر عل ي ال صورة‪ .‬ي ستخدم ھ ذا الن وع‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٩٨‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫القياس من الصور الجوية‬ ‫الفصل الثالث‬
‫______________________________________________________________‬

‫من األفالم في التطبيقات الزراعية لتحديد أنواع و أمراض النباتات وكذلك التمييز ب ين‬
‫المي اه ال صافية أو العذب ة و المي اه العك رة أو ش ديدة األم الح‪ ،‬وأي ضا ف ي التطبيق ات‬
‫العسكرية والمخابراتية‪.‬‬

‫‪ ٦-٣‬القياس من الصور الجوية‬

‫‪ ١-٦-٣‬حساب مقياس رسم الصور الجوية‬


‫مقي اس رس م ال صورة الجوي ة ھ و الن سبة العددي ة ب ين أي ط ول عل ي ال صورة و طول ه‬
‫الحقيقي علي األرض‪ .‬وتجدر اإلشارة الي أن تعري ف مقي اس رس م الخريط ة ھ و نف س التعري ف‬
‫إال أنن ا ن ضيف علي ه كلم ة "الن سبة العددي ة الثابت ة"‪ ،‬وم ن ھن ا ن ستنتج أن مقي اس رس م ال صورة‬
‫الجوية غير ثابت لنفس الصورة و إنما يختلف من نقطة ألخرى عليھا بعكس الخريط ة‪ .‬وال سبب‬
‫الرئي سي واألساس ي وراء ھ ذا االخ تالف ھ و طبيع ة اإلس قاط المرك زي لل صورة الجوي ة وال ذي‬
‫يت سبب ف ي أن مقي اس رس مھا س يعتمد عل ي من سوب ك ل نقط ة )أي طبيع ة ت ضاريس المنطق ة‬
‫الجغرافي ة الم صورة(‪ .‬وتوج د ع دة عوام ل أخ ري وراء ع دم ثب ات قيم ة مقي اس رس م ال صورة‬
‫الجوية مثل ميل الصورة و أخطاء العدسة و أخطاء الفيلم وطبيعة تكور سطح األرض ذاتھ ا‪ ،‬إال‬
‫أن معظم ھذه العوامل قد تم التغلب عليھا بتق دم التقني ات الحديث ة الم ستخدمة ف ي إنت اج مع دات و‬
‫أفالم التصوير الجوي حاليا‪.‬‬
‫توجد عدة طرق لحساب مقياس رسم صورة جوية طبقا للمعلومات المتاحة و أيضا طبقا‬
‫لتغير تضاريس سطح األرض )المناسيب( للمنطقة الجغرافية الظاھرة علي الصورة‪.‬‬

‫مقياس الرسم لمنطقة مستوية‬


‫لقياس ارتفاع أي نقطة علي س طح األرض فأنن ا ن ستخدم م ستوي س طح البح ر عل ي أن ه‬
‫مستوي المقارنة )الصفر( الذي يبدأ قياس االرتفاع من عنده‪ ،‬ومن ھنا نطل ق عل ي ھ ذا االرتف اع‬
‫مصطلح "المنسوب" لنفرق بينه وبين أي طريقة أخري لقي اس االرتفاع ات‪ .‬فالمن سوب ھ و قيم ة‬
‫ارتف اع النقط ة ع ن م ستوي س طح البح ر‪ .‬فعن د ت صوير منطق ة منب سطة أو م ستوية الت ضاريس‬
‫تكون مناسيب المعالم الجغرافية تقريبا واحدة أو قريبة من بعضھا البعض مما يجعلنا نفترض أن‬
‫فروق المناسيب لن يكون لھا تأثير كبير علي حساب مقياس رسم الصورة الجوية‪.‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٩٩‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫القياس من الصور الجوية‬ ‫الفصل الثالث‬
‫______________________________________________________________‬

‫بالنظر للشكل التالي نجد أن مركز الصورة أو النقطة األساس ية )م( ومرك ز العدس ة )د(‬
‫يقع ان عل ي خ ط واح د وھ و المح ور الب صري للعدس ة‪ .‬ف إذا قمن ا بم د المح ور الب صري عل ي‬
‫استقامته حتى يقطع األرض فأن مسقط مركز العدسة سيقع عند نقط ة ت سمي نقط ة النظي ر )ب(‪.‬‬
‫أيضا يمكننا مالحظة أن المنطقة األرضية قد تم تصغيرھا علي الصورة الجوية بنفس النسبة بين‬
‫الم سافة م د ال ي الم سافة د ب‪ ،‬أو بمعن ي آخ ر ف أن ن سبة الت صغير عل ي ال صورة ت ساوي نف س‬
‫النسبة بين البعد البؤري للكاميرا ) المسافة م د ( وارتفاع الكاميرا عن سطح األرض )الم سافة د‬
‫ب( وھذا األخير ما ھو الفرق بين ارتفاع الطي ران و من سوب األرض‪ .‬ون سبة ت صغير ال صورة‬
‫الجوية ما ھي إال مقياس رسم ھذه الصورة‪ ،‬ومن ث م يمكنن ا الق ول أن مقي اس رس م ال صورة ھ و‬
‫النسبة بين البعد البؤري و فرق ارتفاع الطيران و المنسوب‪.‬‬

‫شكل )‪ (٨-٣‬الخصائص الھندسية للصورة الجوية الرأسية‬

‫و في ھذه الحالة تكون معادلة حساب مقياس رسم الصورة الجوية كالتالي‪:‬‬
‫‪s f‬‬ ‫) ‪(h  H‬‬ ‫‪3-1‬‬
‫حيث‪:‬‬
‫‪ s‬مقياس رسم الصورة الجوية‬
‫‪ f‬البعد البؤري‬
‫‪ h‬ارتفاع الطيران‬
‫‪ H‬منسوب النقطة )ارتفاعھا عن متوسط سطح البحر(‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪١٠٠‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫القياس من الصور الجوية‬ ‫الفصل الثالث‬
‫______________________________________________________________‬

‫مقياس الرسم لمنطقة مختلفة التضاريس‬


‫في حالة اختالف تضاريس المنطقة المصورة )أي اختالف مناسيب معالمھا عن مستوي‬
‫س طح البح ر( س يكون ھن اك مقي اس رس م لك ل نقط ة يختل ف ع ن مقي اس رس م النقط ة األخ رى‪.‬‬
‫فبالنظر للشكل التالي سنجد أن المسافتين ف‪ ، ١‬ف‪ ٢‬متساويتين علي األرض لكنھما مختلفتين في‬
‫المنسوب مما سيجعل صورتيھما علي الصورة الجوية ف'‪ ، ١‬ف'‪ ٢‬ل ن يكون ا مت ساويتين‪ .‬أي أن ه‬
‫كلما كان الھدف أقرب للكاميرا )أي أعلي منسوبا( كلما ظھر علي الصورة الجوية بمقي اس رس م‬
‫أكبر‪.‬‬

‫شكل )‪ (٩-٣‬اختالف التضاريس و ـأثيره علي مقياس رسم الصورة الجوية‬

‫وفي حالة اختالف المناسيب )التضاريس( فنستخدم المعادالت التالية‪:‬‬


‫لحساب مقياس الرسم عند النقطة األولي ‪:a‬‬
‫‪sa  f‬‬ ‫) ‪(h  H a‬‬ ‫‪3-2‬‬
‫حيث‪:‬‬
‫‪ sa‬مقياس رسم الصورة الجوية عند النقطة ‪a‬‬
‫‪ Ha‬منسوب النقطة ‪a‬‬
‫لحساب مقياس الرسم عند النقطة الثانية ‪:b‬‬
‫‪sb  f‬‬ ‫) ‪(h  H b‬‬ ‫‪3-3‬‬
‫حيث‪:‬‬
‫‪ sb‬مقياس رسم الصورة الجوية عند النقطة ‪b‬‬
‫‪ Hb‬منسوب النقطة ‪b‬‬
‫أما لحساب مقياس الرسم المتوسط للصورة الجوية‪:‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪١٠١‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫القياس من الصور الجوية‬ ‫الفصل الثالث‬
‫______________________________________________________________‬

‫‪sm  f‬‬ ‫) ‪(h  H m‬‬ ‫‪3-4‬‬


‫حيث‪:‬‬
‫‪ sm‬مقياس رسم الصورة الجوية المتوسط‬
‫‪ Hm‬المنسوب المتوسط‬

‫طرق أخري لحساب مقياس رسم الصورة الجوية‬


‫يمكن حساب مقياس رسم تقريبي للصورة الجوية ‪ -‬ف ي حال ة ع دم معرف ة البع د الب ؤري‬
‫للكاميرا و ارتفاع الطيران ‪ -‬بعدة طرق أخري‪:‬‬

‫)أ( قياس مسافة علي الصورة ومعرفة المسافة الحقيقية لھا علي األرض‪:‬‬
‫إذا قمنا بقياس مسافة )جزء من طريق مثال( علي الصورة الجوية وك ان معلوم ا الط ول الحقيق ي‬
‫علي األرض لھذه المسافة فيمكن حساب مقياس رسم الصورة كالتالي‪:‬‬
‫‪s  D photo D ground‬‬ ‫‪3-5‬‬

‫حيث‪:‬‬
‫‪ Dphoto‬المسافة علي الصورة الجوية‬
‫‪ Dground‬المسافة الحقيقية المناظرة علي األرض‬

‫)ب( قياس مسافة علي الصورة وقياسھا علي خريطة معلومة‪:‬‬


‫إذا قمن ا بقي اس م سافة )ج زء م ن طري ق م ثال( عل ي ال صورة الجوي ة وقمن ا بقي اس طول ه عل ي‬
‫خريطة معلومة مقياس الرسم فيمكن حساب مقياس رسم الصورة كالتالي‪:‬‬
‫‪s  ( L photo Lmap )  s map‬‬ ‫‪3-6‬‬

‫حيث‪:‬‬
‫‪ Lphoto‬الطول علي الصورة الجوية‬
‫‪ Lmap‬الطول المناظر علي الخريطة‬
‫‪ Smap‬مقياس رسم الخريطة‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪١٠٢‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫القياس من الصور الجوية‬ ‫الفصل الثالث‬
‫______________________________________________________________‬

‫)ج( قياس مسافة بين نقطتين علي الصورة ومعرفة اإلحداثيات األرضية لھما‪:‬‬
‫إذا قمنا بقياس م سافة ب ين نقطت ين معل ومتين عل ي ال صورة الجوي ة وت وافر ل دينا ق يم اإلح داثيات‬
‫األرضية )‪ (x,y‬لكلتا النقطتين فيمكن حساب مقياس رسم الصورة كالتالي‪:‬‬

‫‪s  D photo‬‬ ‫‪( x 2  x1 ) 2  ( y 2  y1 ) 2‬‬ ‫‪3-7‬‬

‫حيث‪:‬‬
‫‪ Dphoto‬المسافة علي الصورة الجوية بين النقطتين‬
‫‪ x1,y1‬اإلحداثيات األرضية للنقطة األولي‬
‫‪ x2,y2‬اإلحداثيات األرضية للنقطة الثانية‬

‫‪ ٢-٦-٣‬تطبيقات مقياس رسم الصور الجوية في تصميم الطيران‬


‫ف ي حال ة معرف ة مقي اس الرس م المطل وب لت صوير منطق ة معين ة يمكنن ا التحدي د الم سبق‬
‫الرتفاع الطيران المطلوب أو البعد البؤري للكاميرا الواجب استخدامھا إلتمام ھذا التصوير‪.‬‬

‫حساب ارتفاع الطيران المناسب لمقياس رسم‬


‫تتطل ب بع ض تطبيق ات الت صوير الج وي التق اط ال صور بمقي اس رس م مح دد س لفا طبق ا‬
‫ألھ داف م شروع الت صوير ذات ه‪ ،‬ويتطل ب ھ ذا تحدي د ارتف اع الطي ران المناس ب للح صول عل ي‬
‫مقي اس الرس م المطل وب‪ .‬يعتم د ح ساب ارتف اع الطي ران ف ي ھ ذه الحال ة عل ي معرف ة ت ضاريس‬
‫المنطقة الجغرافية‪ ،‬وفي ھذه الحالة نستخدم المعادلة ‪ ٤-٣‬لنستنج أن‪:‬‬
‫) ‪h  H m  ( f  Sm‬‬ ‫‪3-8‬‬

‫حساب البعد البؤري المناسب لمقياس رسم‬


‫بنفس الطريقة السابقة فمن الممكن حساب البعد البؤري للكاميرا المطلوبة إلتمام ت صوير‬
‫جوي محدد المقياس ومعلوم ارتفاع الطيران‪:‬‬
‫‪f  (h  H m )  S m‬‬ ‫‪3-9‬‬

‫‪ ٣-٦-٣‬حساب اإلحداثيات األرضية للمعالم‬


‫لقياس اإلحداثيات علي الصورة الجوية يتم االعتماد علي نظام إحداثيات يتكون من‪:‬‬
‫‪ .١‬مركز النظام في النقطة الرئيسية أو مركز الصورة‪.‬‬
‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪١٠٣‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫القياس من الصور الجوية‬ ‫الفصل الثالث‬
‫______________________________________________________________‬

‫‪ .٢‬المحور السيني الموجب ‪ x‬ھو اتجاه الطيران‪.‬‬


‫‪ .٣‬المحور الصادي الموجب ‪ y‬ھو االتجاه العمودي علي اتجاه الطيران‪.‬‬
‫تتكون الخطوة األولي في حساب اإلحداثيات األرضية للمع الم الجغرافي ة الظ اھرة عل ي ال صورة‬
‫الجوية من استخدام نظام إح داثيات أرض ية ن سبية )أي أنھ ا من سوبة لإلح داثيات األرض ية لنقط ة‬
‫النظير ذاتھا( يتكون من‪:‬‬
‫‪ .١‬مركز النظام في مسقط النقطة الرئيسية علي األرض‪ ،‬أي نقطة النظير ‪.Nadir‬‬
‫‪ .٢‬المح ور ال سيني عل ي األرض ‪ X‬يق ع ف ي م ستوي رأس ي واح د م ع المح ور ال سيني‬
‫للصورة‪.‬‬
‫‪ .٣‬المح ور ال صادي عل ي األرض ‪ Y‬يق ع ف ي م ستوي رأس ي واح د م ع المح ور ال صادي‬
‫للصورة‪.‬‬

‫شكل )‪ (١٠-٣‬اإلحداثيات علي الصورة الجوية وعلي األرض‬

‫من المعادالت التالية يمكننا حساب قيم اإلحداثيين السيني و الصادي )الن سبية( عل ي األرض ألي‬
‫معلم جغرافي )‪ (XA, YA‬تم قياس إحداثياته علي الصورة الجوية )‪: (xA, yA‬‬
‫‪X A  (h  H A )  xa / f‬‬ ‫‪3-10‬‬

‫‪YA  (h  H A )  y a / f‬‬ ‫‪3-11‬‬


‫حيث‪:‬‬
‫اإلحداثيات األرضية النسبية للنقطة ‪A‬‬ ‫‪XA, YA‬‬
‫اإلحداثيات علي الصورة الجوية للنقطة ‪A‬‬ ‫‪xA, yA‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪١٠٤‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫القياس من الصور الجوية‬ ‫الفصل الثالث‬
‫______________________________________________________________‬

‫منسوب النقطة ‪A‬‬ ‫‪HA‬‬


‫ارتفاع الطيران‬ ‫‪h‬‬
‫البعد البؤري للكاميرا‬ ‫‪f‬‬
‫ف إذا عرفن ا اإلح داثيات األرض ية الحقيقي ة لنقط ة النظي ر )م ن خ رائط قديم ة أو باس تخدام أجھ زة‬
‫الج ي ب ي أس( يمك ن ح ساب اإلح داثيات األرض ية الحقيقي ة ألي معل م جغراف ي عل ي ال صورة‬
‫الجوية‪.‬‬

‫‪ ٤-٦-٣‬اإلزاحة علي الصور الجوية‬


‫تختلف الصورة الجوية عن الخريطة اختالفا جوھريا ناتجا من طبيعة اإلسقاط المستخدم‬
‫في كالھما‪ ،‬فالخريطة ناتجة عن إسقاط عم ودي ‪ Orthogonal Projection‬بينم ا ال صورة‬
‫ناتج ة م ن إس قاط مرك زي للمع الم الجغرافي ة ‪ .Perspective Projection‬تع رف الخريط ة‬
‫بأنھا المسقط األفقي الناتج عن إسقاط أشعة متوازية عمودي ة عل ي األرض‪ .‬وحي ث أن ت ضاريس‬
‫سطح األرض مختلف ة م ن مك ان ال ي آخ ر ف أن الخريط ة تمث ل م سقط ھ ذه األش عة عل ي م ستوي‬
‫معين للمقارنة وھو م ستوي س طح البح ر‪ .‬وحي ث أن األش عة متوازي ة ف ي حال ة إس قاط الخريط ة‬
‫فأن النقط ة األرض ية )أ( ف ي الج زء األيم ن م ن ال شكل الت الي س تقع ھ ي و م سقطھا عل ي س طح‬
‫البحر )أ'( في نفس الموضع عل ي الخريط ة‪ .‬وبمعن ي آخ ر ف أن م ا يظھ ر عل ي الخريط ة ‪ -‬طبق ا‬
‫لتعريفھا ‪ -‬ھو مسقط النقطة علي سطح البحر‪ ،‬وھذا ھو األساس العلمي للخريطة أيا ك ان نوعھ ا‬
‫و مقياس رسمھا‪ .‬وبذلك فأنه لو كانت النقطة األرضية تقع أعلي م ن م ستوي س طح البح ر )مث ل‬
‫النقطة أ( أو كانت تقع أسفل مستوي سطح البحر )مثل النقطة ب( فأن موقعھا عل ي الخريط ة ل ن‬
‫يتغي ر‪ .‬أي أن اخ تالف ت ضاريس س طح األرض ال ي ؤثر ف ي إع داد الخ رائط ب سبب طبيع ة و‬
‫خصائص ھذا اإلسقاط العمودي المستخدم في إنتاج الخرائط‪.‬‬
‫عل ي الجان ب األخ ر ف أن ال صورة الجوي ة ملتقط ة م ن نقط ة مركزي ة أال وھ ي مرك ز‬
‫العدسة في الكاميرا الجوية حيث أن كل األشعة تتجمع في ھذا المركز قبل أن تصل ال ي م ستوي‬
‫الف يلم داخ ل الك اميرا‪ .‬ول ذلك ف أن ن وع اإلس قاط الم ستخدم ف ي الت صوير الج وي ھ و اإلس قاط‬
‫المركزي كما يتضح من الجزء األيسر في الشكل التالي‪ .‬وبتدقيق النظر في ھذا الشكل س نجد أن‬
‫النقطة الحقيقية الظ اھرة ف ي ال صورة الجوي ة ھ ي نقط ة )أ( أي النقط ة األرض ية الحقيقي ة‪ ،‬بينم ا‬
‫المطلوب لكي نتمكن من رسم الخريط ة أن نع رف موض ع النقط ة أ' عل ي ال صورة )وھ ي نقط ة‬
‫تخيلية غير موجودة فعال( حيث أنھا ھي التي تعبر عن مسقط النقطة عل ي م ستوي س طح البح ر‬
‫وھي التي يجب أن تكون ممثلة علي الخريطة‪ .‬وبكلمات أخري ف أن النقط ة االفتراض ية )أ'( ھ ي‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪١٠٥‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫القياس من الصور الجوية‬ ‫الفصل الثالث‬
‫______________________________________________________________‬

‫التي يجب أن تظھر علي الصورة في حالة أننا نري د أن نح ول ھ ذه ال صورة ال ي خريط ة‪ ،‬بينم ا‬
‫الموجود فعال علي الصورة ھي النقطة )أ(‪ .‬ومن ھن ا نق ول أن النقط ة المطلوب ة )أ'( ق د انزاح ت‬
‫أو تحركت من مكانھا الحقيقي أو مكانھا المفترض علي الخريطة الي موقع آخر )أ( ھ و الظ اھر‬
‫فعال علي الصورة الجوية‪.‬‬

‫شكل )‪ (١١-٣‬اإلزاحة الناتجة عن التضاريس‬

‫تع رف اإلزاح ة ‪ Displacement‬بأنھ ا ظھ ور تفاص يل س طح األرض منزاح ة أو‬


‫متحرك ة ع ن مواقعھ ا الحقيقي ة )المطلوب ة عل ي الخريط ة(‪ .‬فقيم ة اإلزاح ة عن د النقط ة )أ( ف ي‬
‫الشكل ھي المسافة بين كال من النقط ة الظ اھرة )أ( و النقط ة االفتراض ية الحقيقي ة )أ'(‪ .‬وبالت الي‬
‫ف أن اإلزاح ة تت سبب ف ي ع دم احتف اظ الظ اھرات الجغرافي ة عل ي ال صور الجوي ة لم سافات و‬
‫عالقات مكانية مماثلة للم سافات و العالق ات المن اظرة عل ي الخريط ة‪ .‬وم ن ھن ا فيج ب إزال ة أو‬
‫تصحيح اإلزاحة قبل التعامل مع الصور الجوية بھدف إنتاج الخرائط‪ .‬تتعدد األسباب التي ت ؤدي‬
‫لوجود اإلزاحة علي الصور الجوية وتشمل اختالف تضاريس س طح األرض‪ ،‬واخ تالف مقي اس‬
‫رس م ال صور الجوي ة م ن موق ع آلخ ر عل ي ال صورة‪ ،‬و عي وب العدس ات و الك اميرات‪ ،‬و مي ل‬
‫الطائرة أثناء التصوير‪ ،‬وأي ضا عي وب األف الم وال ورق الم ستخدم ف ي ت صوير و طباع ة ال صور‬
‫الجوية‪ .‬لكن كل ھذه العوامل قد تم التغلب عليھا بتق دم التقني ات الم ستخدمة ف ي الت صوير الج وي‬
‫سواء في العدس ات عالي ة الدق ة واألجھ زة و المع دات التقني ة الحديث ة‪ .‬ويبق ي اخ تالف ت ضاريس‬
‫سطح األرض ‪ Relief Displacement‬ھو أھم أس باب اإلزاح ة الت ي يج ب ح سابه و ح ذف‬
‫تأثيره من الصور الجوية قبل استخدامھا في إنتاج الخرائط‪.‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪١٠٦‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫القياس من الصور الجوية‬ ‫الفصل الثالث‬
‫______________________________________________________________‬

‫للتعرف أكثر علي خصائص اإلزاحة نالحظ في الشكل التالي )وھ و مج رد تكبي ر لج زء‬
‫من الشكل السابق( أن‪:‬‬
‫‪ -‬عند النقطة أ التي منسوبھا أعلي من مستوي س طح البح ر ف أن موض ع النقط ة الحقيقي ة‬
‫عل ي ال صورة الجوي ة )أ'( ق د ان زاح عل ي امت داد الخ ط الواص ل بينھ ا وب ين مرك ز‬
‫الصورة أو النقط ة الرئي سية ف ي االتج اه للخ ارج ‪ -‬أي بعي دا ع ن مرك ز ال صورة ‪ -‬و‬
‫بمسافة تساوي أ' ‪ -‬أ‪.‬‬
‫‪ -‬عند النقطة ب التي منسوبھا أقل من مستوي س طح البح ر ف أن موض ع النقط ة الحقيقي ة‬
‫عل ي ال صورة الجوي ة )ب'( ق د ان زاح عل ي امت داد الخ ط الواص ل بينھ ا وب ين مرك ز‬
‫الصورة أو النقطة الرئي سية ف ي االتج اه لل داخل ‪ -‬أي مقترب ا م ن مرك ز ال صورة ‪ -‬و‬
‫بمسافة تساوي ب'‪ -‬ب‪.‬‬
‫‪ -‬بذلك نستنتج أنه كلما زاد منسوب الظاھرة الجغرافية )ارتفاعھا عن سطح البح ر( كلم ا‬
‫زادت قيم ة اإلزاح ة عن دھا عل ي ال صورة الجوي ة ‪ ،‬والعك س ص حيح أي ضا فكلم ا ق ل‬
‫منسوب الظاھرة الجغرافية )ارتفاعھا عن سطح البحر( كلما قلت قيم ة اإلزاح ة عن دھا‬
‫علي الصورة الجوية‪.‬‬

‫شكل )‪ (١٢-٣‬خصائص اإلزاحة الناتجة عن التضاريس‬

‫حساب قيمة اإلزاحة‬


‫يمكن حساب قيمة اإلزاحة ألي معلم علي الصورة الجوية بمعرفة منسوب قمته )ارتف اع‬
‫القمة عن مستوي سطح البحر( و ارتفاع الطيران للصورة الجوي ة ث م قي اس بع د ھ ذا المعل م ع ن‬
‫النقطة الرئيسية )مركز( الصورة الجوية بالمعادلة التالية‪:‬‬
‫‪D  H top  d / h‬‬ ‫‪3-12‬‬

‫حيث‪:‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪١٠٧‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫القياس من الصور الجوية‬ ‫الفصل الثالث‬
‫______________________________________________________________‬

‫اإلزاحة‬ ‫‪D‬‬
‫‪ Htop‬منسوب قمة الظاھرة‬
‫بعد قمة الظاھرة علي الصورة عن النقطة الرئيسية‬ ‫‪d‬‬
‫ارتفاع الطيران‬ ‫‪h‬‬

‫االستفادة من اإلزاحة‬
‫المعالم الجغرافية الرأسية )أي لھا ميل واحد ثابت وليست متدرجة الميول( مث ل األب راج‬
‫و المباني السكنية تظھر أحيانا علي الصورة الجوية بحيث يمكن تحديد قمة المعل م و قاع ه أي ضا‬
‫عل ي ال صورة‪ .‬وف ي مث ل ھ ذه الحال ة ف أن اإلزاح ة الحادث ة لھ ذا المعل م تع د ھ ي الم سافة عل ي‬
‫الصورة الجوية بين قمة المعلم و قاعه‪ ،‬أي يمكن قياسھا بالمسطرة علي ال صورة‪ .‬ھن ا يمكنن ا أن‬
‫نستفيد من قياس اإلزاحة لمثل ھذه المعالم الرأسية في ح ساب ارتف اع المعل م‪ ،‬أي ح ساب ارتف اع‬
‫قمة المعلم عن قاعه وليس منسوب المعلم )فالمنسوب مرة أخري ھو االرتفاع عن سطح البحر(‪.‬‬

‫شكل )‪ (١٣-٣‬مثال لصورة بھا إزاحة ناتجة عن التضاريس‬

‫‪hitem  D  h / d‬‬ ‫‪3-13‬‬


‫حيث‪:‬‬
‫‪ hitem‬ارتفاع الظاھرة الرأسية‬
‫اإلزاحة‬ ‫‪D‬‬
‫بعد قمة الظاھرة علي الصورة عن النقطة الرئيسية‬ ‫‪d‬‬
‫ارتفاع الطيران‬ ‫‪h‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪١٠٨‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫القياس من الصور الجوية‬ ‫الفصل الثالث‬
‫______________________________________________________________‬

‫الصور الجوية المصححة‬


‫تع د اإلزاح ة أح د أھ م أخط اء ال صور الجوي ة قليل ة المي ل والت ي يج ب معالجتھ ا و‬
‫ت صحيحھا قب ل اس تخدام ال صور الجوي ة ف ي إنت اج الخ رائط‪ .‬وت تم ھ ذه العملي ة باس تخدام أجھ زة‬
‫خاص ة ت سمي أجھ زة ‪ Orthophotoscope‬وال ذي يق وم بتحوي ل ال صورة قليل ة المي ل ال ي‬
‫صورة رأسية يطلق عليھا اسم ال صورة الجوي ة العمودي ة أو األورث و فوت و ‪ Ortho Photo‬أو‬
‫ال صورة الجوي ة الخالي ة م ن ت أثير إزاح ة الت ضاريس و مي ل الك اميرا‪ .‬وتتمي ز ال صورة الجوي ة‬
‫العمودية بأنھا مازال ت تحت وي ص ورة جمي ع المع الم الجغرافي ة وك ل معلوم ات ال صورة الجوي ة‬
‫األصلية إال أنھا ذات مسقط عمودي وبالتالي يمكن استخدامھا في إنتاج الخرائط‪.‬‬

‫شكل )‪ (١٤-٣‬تصحيح اإلزاحة و إنتاج الصور الجوية العمودية‬

‫وم ن أن واع الخ رائط م ا ي سمي ب الخرائط الم صورة الجوي ة أو ‪Ortho Photomap‬‬
‫وھي الصورة الجوية العمودية بعد إضافة أساسيات الخريطة عليھ ا )مث ل مقي اس الرس م و اتج اه‬
‫الشمال و شبكة اإلحداثيات( مع أسماء المعالم الجغرافية )مثل أسماء الشوارع(‪.‬‬

‫شكل )‪ (١٥-٣‬مثال للخرائط المصورة الجوية‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪١٠٩‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫القياس من الصور الجوية‬ ‫الفصل الثالث‬
‫______________________________________________________________‬

‫‪ ٥-٦-٣‬اإلبصار المجسم‬
‫ھل سألت نفسك مرة لماذا خلق ﷲ عز و جل لك عينين و ل يس عين ا واح دة؟ ھ ل س ألت‬
‫نفسك كيف تستطيع أن تشعر وأنت تعبر الطريق بأن السيارة القادم ة مازال ت بعي دة عن ك؟ كي ف‬
‫يمكنك اإلحساس بمدي بعد أو قرب األشياء من حولك؟ كيف تتم عملية الرؤية عند اإلنسان؟ تبدأ‬
‫العملية بسقوط األشعة ال ضوئية عل ي األج سام ث م ترت د أو ت نعكس منھ ا ال ي ع ين اإلن سان )مث ل‬
‫العدسة في الكاميرا( لتمر ھذه األشعة من بؤرة العين وتسقط علي الشبكية الموجودة داخل الع ين‬
‫)مثل الفيلم في الكاميرا( لتتكون صورة داخل الشبكية لھذه األجسام ثم ي تم نق ل ھ ذه ال صورة م ن‬
‫خ الل األع صاب ال ي الم خ ال ذي يق وم بتف سير ھ ذه ال صورة ومعرف ة طبيع ة ك ل ج سم م ن ھ ذه‬
‫األج سام )ش جرة أم س يارة ‪ .....‬ال خ(‪ .‬حت ى اآلن ف أن عملي ة الرؤي ة عن د اإلن سان ال تحت اج إال‬
‫صورة واحدة أو عين واحدة‪ ،‬فما الھدف من وجود العين الثانية أو تك وين ال صورة الثاني ة )الت ي‬
‫تتكون بنفس الطريقة من األشعة الداخلة للعين الثانية( في المخ؟ فلننظر الي الشكل التالي‪ :‬للنقطة‬
‫)أ( ستتكون صورتين في المخ أحداھما صورة قادمة من العين اليمني والثانية ص ورة قادم ة م ن‬
‫الع ين الي سرى‪ ،‬وي ستطيع الم خ أن يق در قيم ة الزاوي ة ب ين ال شعاعين ال صادرين م ن النقط ة )أ(‬
‫ولن سميھا زاوي ة ال سقوط )أو زاوي ة االبتع اد( عن د أ‪ .‬أم ا الھ دف الث اني أو النقط ة الثاني ة )ب(‬
‫فستتكون لھا صورتين أيضا من كل عين من العين ين وأي ضا ي ستطيع الم خ أن يق در قيم ة زاوي ة‬
‫السقوط عند ب‪ .‬ت أتي الخط وة الثاني ة م ن قي ام الم خ بمقارن ة قيم ة زاوي ة ال سقوط عن د أ وزاوي ة‬
‫السقوط عند ب‪ ،‬وحيث أن زاوية السقوط عند أ أكبر من زاوية السقوط عند ب فأن المخ ي ستنتج‬
‫أن الھ دف الموج ود عن د النقط ة أ أق رب لإلن سان م ن الھ دف الموج ود عن د النقط ة ب‪ .‬وب ذلك‬
‫يستطيع المخ أن يشعر بالمسافات و يفرق بين األھداف القريبة و األھداف البعي دة‪ ،‬وھ ذه العملي ة‬
‫تعتم د عل ي وج ود ص ورتين لك ل ھ دف حت ى يمك ن تق دير زاوي ة ال سقوط‪ .‬إذن وج ود عين ين‬
‫لإلنسان ھو الشرط األساسي ليتمكن مخه من تقدير مسافات األھداف المحيطة به‪ ،‬وھذا ما نطلق‬
‫عليه اسم "اإلبصار المجسم ‪."Stereoscopic Vision‬‬

‫شكل )‪ (١٦-٣‬مفھوم اإلبصار المجسم في العين البشرية‬


‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪١١٠‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫القياس من الصور الجوية‬ ‫الفصل الثالث‬
‫______________________________________________________________‬

‫اإلبصار المجسم ھو القدرة علي تقدير األبعاد الثالثية لألھداف والح صول عل ي أش كالھا‬
‫الحقيقية في الفراغ‪ ،‬بمعني أن ه الق درة عل ي رؤي ة وتق دير األبع اد الثالثي ة لألھ داف والت ي ت شمل‬
‫البعدين األفقي ين )الط ول و الع رض( والبع د الثال ث العم ودي وھ و الم سافات )م دي االقت راب و‬
‫االبتع اد(‪ .‬وتج در اإلش ارة لوج ود ق درة مح ددة للم خ الب شري ف ي تق دير قيم ة زاوي ة ال سقوط‬
‫وتت راوح تقريب ا ب ين الح د األدن ى الب الغ ‪ ٢٠‬ثاني ة )الثاني ة = ‪ ٣٦٠٠/١‬م ن الدرج ة( و الح د‬
‫األق صى الب الغ ‪ ١٦‬درج ة‪ ،‬وم ن ث م ف أن الم سافات الت ي ي ستطيع الم خ الب شري تق ديرھا تت راوح‬
‫تقريبا بين ‪ ٢٠‬سنتيمتر و ‪ ٧٠٠‬س نتيمتر ف ي المتوس ط‪ .‬أم ا م ا ھ و خ ارج ھ ذا النط اق ف أن الم خ‬
‫يعتمد علي تقدير المسافات بطريقة تقريبية من خالل مقارنة األحجام و المواقع النسبية لألھداف‪.‬‬
‫ي أتي اآلن ال سؤال الھ ام و الحي وي أال وھ و كي ف يمك ن االس تفادة م ن مفھ وم اإلب صار‬
‫المجسم لإلنسان في تطبيقات التصوير الجوي؟ أو بمعني آخر‪ :‬ھل يمكنن ا إب صار األھ داف عل ي‬
‫الصور الجوية إبصارا مجسما بحيث نراھا بشكلھا الحقيقي وبأبعادھا الثالثي ة؟ نع م يمك ن تحقي ق‬
‫ذلك لكن بعدة شروط تسمي شروط اإلبصار المجسم وھي‪:‬‬
‫‪ .١‬أن يتوافر صورتين جويتين لنفس المنطقة ملتقطتين من نفس االرتفاع وفي نفس اللحظ ة‬
‫تقريبا‪.‬‬
‫‪ .٢‬أن ن ضع ال صورتين أم ام عين ي الم ستخدم ب نفس ترتي ب التق اطھم )أي ن ضع ال صورة‬
‫اليمني أمام العين اليمني و الصورة اليسري أمام العين اليسري(‪.‬‬
‫‪ .٣‬أن تنظر العين اليمن ي ال ي ال صورة اليمن ي فق ط )ال ت ري ال صورة الي سري( وأي ضا أن‬
‫تنظر العين اليسري الي الصورة اليسري فقط‪.‬‬
‫‪ .٤‬أن تكون قدرة أو قوة الرؤية لكلتا العينين متساوية أو متقاربة‪.‬‬

‫أجھزة و طرق اإلبصار المجسم من الصور الجوية‬

‫)أ( أجھزة االستريسكوب‬


‫أجھزة االستريسكوب ‪ Stereoscopes‬ھي أجھزة مخصصة لعملية اإلبصار المجسم‬
‫م ن ال صور‪ .‬تعتم د الفك رة العام ة ألجھ زة االستري سكوب عل ي وج ود عدس تين ك ل واح دة‬
‫مخص صة ألح دي عين ي الم ستخدم بحي ث توض ع ال صورتين تح ت العدس تين ويق وم الم ستخدم‬
‫بمالصقة عينه اليمن ي عل ي العدس ة اليمن ي ومالص قة عين ه الي سري عل ي العدس ة الي سري حت ى‬
‫يستطيع الحصول علي اإلبصار المجسم للصور‪.‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪١١١‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫القياس من الصور الجوية‬ ‫الفصل الثالث‬
‫______________________________________________________________‬

‫شكل )‪ (١٧-٣‬مفھوم عمل أجھزة االستريسكوب‬

‫يوجد نوعين أساسين من أجھ زة االستري سكوب وھم ا استري سكوب ال صور ال صغيرة و‬
‫استريسكوب الصور الكبيرة‪.‬‬
‫استريسكوب الصور الصغيرة‪:‬‬
‫يعد ھذا النوع ھو األب سط و األرخ ص م ن أن واع أجھ زة االستري سكوب للح صول عل ي‬
‫اإلب صار المج سم‪ ،‬ويتك ون م ن عدس تين ص غيرتين مثبتت ين ف ي إط ار مع دني خفي ف‪ .‬ولحجم ه‬
‫البسيط فيطلق علي ھذا النوع اسم االستريسكوب الجيبي ‪ Pocket Stereoscope‬حي ث أن ه‬
‫يمكن وض عه ف ي الجي ب‪ .‬وم ن عيوب ه أن عدس اته ب سيطة وذات ق وة تكبي ر لي ست عالي ة )تكبي ر‬
‫بقوة ضعفين أو ثالثة أضعاف بحد أق صي( ‪ ،‬كم ا أن ه وب سبب حجم ه ف ال ي صلح إال للتعام ل م ع‬
‫الصور الصغيرة فقط ولذلك فھو ال يستخدم إال للتدريب‪ ،‬كم ا ان ه ال ي صلح للقياس ات الدقيق ة م ن‬
‫الصور‪.‬‬

‫شكل )‪ (١٨-٣‬االستريسكوب الجيبي‬

‫استريسكوب الصور الكبيرة‪:‬‬


‫تعتمد فكرة عمل ھذه النوعية من أجھزة االستريسكوب علي تكبير المسافة بين األھ داف‬
‫المتناظرة علي الصورتين لتتناسب مع المسافة بين عين ي الم ستخدم‪ ،‬وذل ك ع ن طري ق اس تخدام‬
‫مجموع ة م ن المراي ا أو المناش ير‪ ،‬وبالت الي ف يمكن اس تخدام ص ور كبي رة للح صول منھ ا عل ي‬
‫اإلب صار المج سم‪ .‬كم ا ت شتمل ھ ذه النوعي ة أي ضا م ن األجھ زة عل ي عدس ات مكب رة تجع ل‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪١١٢‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫القياس من الصور الجوية‬ ‫الفصل الثالث‬
‫______________________________________________________________‬

‫المستخدم يري أدق تفاصيل الصور الجوية الكبيرة‪ .‬لكن ھذا النوع من األجھزة أغل ي س عرا م ن‬
‫أجھزة االستريسكوب الجيبي‪.‬‬

‫شكل )‪ (١٩-٣‬استريسكوب الصور الكبيرة‬

‫تنق سم أجھ زة استري سكوب ال صور الكبي رة ال ي ن وعين‪ :‬االستري سكوب ذو المراي ا‬
‫‪ Mirror Stereoscope‬و االستري سكوب ال زووم ‪ .Zoom Stereoscope‬ف ي الن وع‬
‫األول يتم وضع مرآتان خارجيت ان ف ي ھيك ل الجھ از وأي ضا مرآت ان ص غيرتان داخليت ان بھ دف‬
‫تكبي ر الم سافات ب ين ال صورتين و زي ادة مج ال الرؤي ة مم ا ي سمح بالتعام ل م ع ال صور الجوي ة‬
‫الكبيرة وبقوة تكبير عالية‪ .‬كما ي ضاف أي ضا للجھ از منظ ار ذا ق وة تكبي ر عالي ة )ت صل ال ي ‪٨‬‬
‫أضعاف( ليسمح للمستخدم بتكبير تفاصيل معالم الصور الجوية‪ .‬أما االستري سكوب ال زووم فيع د‬
‫أكثر تقدما من االستريسكوب ذو المرايا حي ث أن ه لدي ه إمكاني ة التح رك ‪ -‬ف ي االتج اھين ‪ -‬عل ي‬
‫المنضدة الموض وع عليھ ا ال صورتين وذل ك ب دال م ن تحري ك ال صورتين ف ي االستري سكوب ذو‬
‫المراي ا‪ ،‬مم ا يجع ل اس تخدامه أس ھل وأس رع‪ .‬أي ضا ف أن ق وة التكبي ر ف ي أجھ زة االستري سكوب‬
‫الزووم قد تصل الي خمسة عشر ضعفا مما يسمح بروية دقيقة لمعالم الصور الجوية‪.‬‬

‫)ب( طرق أخري لإلبصار المجسم‬


‫توجد ط رق أخ ري للح صول عل ي اإلب صار المج سم م ن ال صور الجوي ة ومنھ ا طريق ة‬
‫األلوان المتكاملة )أو األناجليف(‪ .‬في ھذه الطريقة يتم طباعة كل صورة جوية بل ون متكام ل م ع‬
‫لون الصورة الثانية )لونين مجموعھم ا يعط ي الل ون األس ود(‪ ،‬ك أن ي تم طباع ة ال صورة األول ي‬
‫باللون األحمر و الصورة الثانية باللون األزرق‪ .‬ولتطبيق شرط اإلبصار المج سم ‪ -‬ال ذي يتطل ب‬
‫أال تري عين ي الراص د إال ال صورة المقابل ة لھ ا فق ط ‪ -‬ي تم اس تخدام نظ ارة لھ ا عدس ة حم راء و‬
‫األخرى زرقاء‪ .‬فعندما تكون الصورة الحمراء أم ام الع ين الت ي ت ضع العدس ة الحم راء ف أن ھ ذه‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪١١٣‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫القياس من الصور الجوية‬ ‫الفصل الثالث‬
‫______________________________________________________________‬

‫العدسة ال تسمح إال بمرور األشعة الحمراء فقط وبالتالي فأن ھذه العين لن تري األش عة الزرق اء‬
‫القادمة من الصورة الثانية‪ ،‬ونفس الوضع سيتكرر مع العدسة الزرقاء التي لن ت سمح إال بم رور‬
‫األشعة الزرقاء القادمة من الصورة الثانية الي العين الثانية للم ستخدم وبالت الي ف أن ك ل ع ين ل ن‬
‫تري إال صورة واحدة فقط من الصورتين مما سينتج عته إبصارا مجسما في مخ المستخدم‪.‬‬

‫شكل )‪ (٢٠-٣‬طريقة األلوان المتكاملة )األناجليف(‬

‫يمكن أيضا استخدام طريقة األلوان المتكاملة مع أجھ زة الحاس وب حي ث يت صل بالجھ از‬
‫شاشتين ويتم عرض كل صورة من الصورتين الجويتين علي شاش ة ويرت دي الم ستخدم النظ ارة‬
‫المخصصة بحيث تكون عدستھا الحمراء مقابلة للشاشة التي تعرض الصورة الحم راء وعدس تھا‬
‫الزرقاء مقابلة للشاشة التي تعرض الصورة الزرقاء‪ .‬حديثا ي تم اس تخدام أجھ زة حاس وب خاص ة‬
‫لتطبيقات القياس من الصور الجوية تسمي محطات العمل ذات الشاشتين‪ ،‬وھي أجھزة ذات تقنية‬
‫عالية ولھا برامج متخصصة تسمح بعرض الصور المتتالي ة ف ي نف س المك ان ب سرعة فائق ة ج دا‬
‫مما يسمح للمستخدم رؤية الصورتين لنفس المنطقة بطريقة مستمرة فينتج عنھا إبصارا مجسما‪.‬‬

‫شكل )‪ (٢١-٣‬محطات العمل الرقمية ذات الشاشتين‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪١١٤‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫القياس من الصور الجوية‬ ‫الفصل الثالث‬
‫______________________________________________________________‬

‫‪ ٦-٦-٣‬التداخل بين الصور الجوية‬


‫من أھم شروط اإلب صار المج سم الح صول عل ي ص ورتين ل نفس المنطق ة ملتقطت ين ف ي‬
‫نفس الوقت تقريبا )كما في الصورتين اللتين تتكونان من كلت ا عين ي اإلن سان(‪ ،‬فكي ف س يتم ذل ك‬
‫ف ي ال صور الجوي ة الملتقط ة م ن الط ائرة؟‪ .‬تطي ر الط ائرة ب سرعة ال ت سمح بالتق اط ص ورتين‬
‫متت اليتين ل نفس المنطق ة الجغرافي ة‪ ،‬لك ن إن اس تطعنا ال تحكم ف ي عملي ة التق اط ال صور ب سرعة‬
‫تتناسب مع سرعة الطائرة فستوجد منطقة مشتركة بين كل صورتين متت اليتين‪ ،‬أي أن نف س ھ ذه‬
‫المنطق ة س تظھر ف ي ال صورة األول ي و س تظھر أي ضا ف ي ال صورة الثاني ة‪ .‬وھ ذا المب دأ ھ و م ا‬
‫يسمي بمبدأ التداخل بين الصور الجوية ‪.Overlap‬‬

‫يوج د ن وعين م ن أن واع الت داخل ب ين ال صور الجوي ة‪ (١) :‬الت داخل الط ولي‬
‫‪ Longitudinal Overlap‬و )‪ (٢‬التداخل الجانبي ‪ . Side Overlap‬التداخل الطولي ھ و‬
‫وج ود منطق ة م شتركة ب ين ك ل ص ورتين متت اليتين ف ي نف س خ ط الطي ران‪ .‬وغالب ا تبل غ ن سبة‬
‫التداخل الطولي بين كل صورتين متتاليتين ‪ %٦٠‬من مساحة المنطقة‪ ،‬أي أن ‪ %٦٠‬من مساحة‬
‫المنطقة الظاھرة في الصورة األولي ستظھر أيضا ف ي ال صورة الثاني ة‪ ،‬وبالمث ل ف أن ‪ %٦٠‬م ن‬
‫مساحة المنطقة الظاھرة في الصورة الثانية ستظھر أيضا في الصورة الثالثة‪ .... ،‬وھكذا‪.‬‬

‫شكل )‪ (٢٢-٣‬التداخل الطولي‬

‫الت داخل الط ولي ھ و ال ذي يحق ق ش روط الح صول عل ي اإلب صار المج سم م ن ال صور‬
‫الجوي ة‪ ،‬وبالت الي فھ و أس اس م ن أساس يات القياس ات الدقيق ة بھ دف إنت اج الخ رائط م ن ال صور‬
‫الجوية‪ .‬فالمنطقة المشتركة بين ال صورتين المتت اليتين ھ ي الت ي تحق ق ش روط اإلب صار المج سم‬
‫وھي التي يتم استخدامھا ف ي عم ل القياس ات الدقيق ة لخ صائص المع الم الجغرافي ة‪ .‬أم ا ف ي حال ة‬
‫التصوير الج وي بھ دف تف سير المع الم الجغرافي ة )وال ذي ال يتطل ب قياس ات دقيق ة م ن ال صور(‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪١١٥‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫القياس من الصور الجوية‬ ‫الفصل الثالث‬
‫______________________________________________________________‬

‫فالتداخل ليس شرطا أساسيا في مثل ھذه المشروعات‪ ،‬لكن إذا تحق ق ت داخل ب سيط )‪(%٣٠-٢٠‬‬
‫فسيكون مفيدا عند عمل الموزايك أو الفسيفساء‪ .‬كما يفيد التداخل أيضا في إمكانية االستغناء ع ن‬
‫أية ص ور بھ ا عي وب )مث ل ض عف اإلض اءة أو ش دة المي ل( دون الحاج ة إلع ادة الت صوير م رة‬
‫أخري‪ ،‬حيث سيظھر ھذا الجزء من سطح األرض في عدة صور أخري‪.‬‬
‫في حالة كون المنطقة المراد تصويرھا ال تظھر كاملة ف ي خ ط طي ران واح د في تم تنفي ذ‬
‫ع دد م ن خط وط الطي ران المتتالي ة لت صوير كام ل ھ ذه المنطق ة‪ .‬ولترتي ب ال صور ب ين خط وط‬
‫الطيران المختلفة نلجأ الي النوع الثاني من أنواع التداخل وھو التداخل الجانبي‪ .‬الت داخل الج انبي‬
‫ھو توافر منطقة مشتركة بين كل خطي طيران متتاليين‪ ،‬وتبلغ نسبة التداخل الج انبي ف ي الغال ب‬
‫‪.%٣٠‬‬

‫شكل )‪ (٢٣-٣‬التداخل الجانبي‬

‫‪ ٧-٦-٣‬االبتعاد وقياس االرتفاعات من الصور الجوية‬


‫االبتعاد )أو االبتعاد االستريسكوبي أو االبتعاد المطل ق أو الب اراالكس ‪ ( Parallax‬ھ و‬
‫اختالف المواضع النسبية للنقاط علي الصور الجوي ة المتتالي ة نتيج ة اخ تالف موض ع الت صوير‪.‬‬
‫ولنأخذ مثال لنقطة ظھرت في الصورة الجوية األولي عند إح داثيات )‪ (٤-،٥‬عل ي س بيل المث ال‪،‬‬
‫ونتيجة حركة الكاميرا الموجودة في الطائرة فأنھا ستقطع مسافة معينة ف ي خ ط الطي ران قب ل أن‬
‫تلتقط الصورة الثانية والتي فيھا سيتغير موضع ھذه النقطة لتظھ ر عن د إح داثيات )‪ (٤-،٣-‬عل ي‬
‫سبيل المثال‪ .‬الحظ أن المحور ال سيني ف ي نظ ام إح داثيات ال صور الجوي ة يك ون ف ي اتج اه خ ط‬
‫الطيران )أرجع للشكل ‪ .(٣-٤‬ويحدث االبتعاد في المح ور ال سيني )اتج اه خ ط الطي ران( فتتغي ر‬
‫قيم ة اإلح داثي ال سيني للنقط ة م ن ال صور األول ي ال ي ال صورة الثاني ة نتيج ة لالبتع اد و تغي ر‬
‫موضع التصوير نفسه بين الصورتين‪.‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪١١٦‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫القياس من الصور الجوية‬ ‫الفصل الثالث‬
‫______________________________________________________________‬

‫شكل )‪ (٢٤-٣‬االبتعاد علي الصور الجوية‬

‫يعد االبتع اد م ن أساس يات الح صول عل ي اإلب صار المج سم وبالت الي فھ و مفي د ج دا ف ي‬
‫إج راء القياس ات الدقيق ة م ن ال صور الجوي ة‪ .‬كم ا أن قيم ة االبتع اد تتناس ب طردي ا م ع من سوب‬
‫النقطة‪ ،‬فكلم ا زاد من سوب النقط ة )ارتفاعھ ا غ ن م ستوي س طح البح ر( كلم ا زاد ابتعادھ ا عل ي‬
‫الصور الجوية المتتالية والعكس صحيح‪.‬‬

‫حساب االبتعاد‬
‫توج د ع دة ط رق لح ساب قيم ة االبتع اد لألھ داف الظ اھرة عل ي ال صور الجوي ة‪ ،‬إال أن‬
‫أبسط ھذه الطرق لحساب قيمة االبتعاد ) أو االبتعاد المطلق( ألي نقطة يتم من خالل مقارن ة ق يم‬
‫اإلحداثي السيني لھذه النقطة علي الصورتين المتتاليتين‪ ،‬فاالبتعاد ما ھو إال الف رق أو التغي ر ف ي‬
‫موقع النقطة علي كلتا الصورتين‪:‬‬
‫‪P  x1  x 2‬‬ ‫‪3-14‬‬
‫حيث‪:‬‬
‫االبتعاد‬ ‫‪P‬‬
‫اإلحداثي السيني علي الصورة األولي‬ ‫‪x1‬‬
‫اإلحداثي السيني علي الصورة الثانية‬ ‫‪x2‬‬

‫قياس االبتعاد علي الصور الجوية‬


‫يعد قياس فرق االبتعاد بين نقطتين أسھل و أسرع م ن قي اس االبتع اد المطل ق لك ل نقط ة‬
‫منھما علي حدي‪ .‬عمليا فأنه إذا توافرت نقطة معلومة االبتعاد )أي تم قياس االبتعاد المطلق لھ ا(‬
‫وأمكن قياس فرق االبتعاد بين ھذه النقط ة و نقط ة أخ ري ف يمكن ح ساب االبتع اد للنقط ة الثاني ة‪،‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪١١٧‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫القياس من الصور الجوية‬ ‫الفصل الثالث‬
‫______________________________________________________________‬

‫وھك ذا ف أن قي اس ف رق االبتع اد يمكنن ا م ن ح ساب ق يم االبتع اد المطل ق لك ل النق اط ف ي منطق ة‬


‫التداخل بصورة سريعة‪ .‬وھذا المبدأ ھو الذي تم تطبيقه لتطوير جھاز يستخدم ف ي قي اس االبتع اد‬
‫علي الصور الجوية وھو ما أطلق عليه اسم "ذراع االبتعاد ‪ "parallax bar‬أو االس تريوميتر‪،‬‬
‫ويستخدم مع أجھزة االستريسكوب‪.‬‬

‫شكل )‪ (٢٥-٣‬ذراع قياس االبتعاد علي الصور الجوية‬

‫االستفادة من قيمة االبتعاد‬


‫يستخدم االبتعاد في حساب عدد من القياس ات الت ي يمك ن اس تنباطھا م ن ال صور الجوي ة‬
‫والتي تكون أساسية في رسم الخرائط‪ ،‬فاالبتعاد يستخدم في ح ساب اإلح داثيات األرض ية لجمي ع‬
‫المع الم المكاني ة الظ اھرة ف ي منطق ة الت داخل ب ين ال صورتين وأي ضا ف ي ح ساب مناس يب ھ ذه‬
‫المعالم باإلضافة لقياس ارتفاع األبراج و المنشئات الرأسية‪.‬‬

‫)أ( حساب المناسيب‪:‬‬


‫يمكن حساب منسوب أي نقطة من خالل قياس االبتعاد عندھا ومعرفة قيمة كال م ن خ ط‬
‫القاع دة الجوي ة ‪) Air Base‬الم سافة األرض ية الحقيقي ة ب ين مرك زي ال صورتين( و ارتف اع‬
‫الطيران و البعد البؤري للكاميرا المستخدمة كالتالي‪:‬‬
‫) ‪H A  h  ( B  f  PA‬‬ ‫‪3-15‬‬
‫حيث‪:‬‬
‫منسوب النقطة ‪A‬‬ ‫‪HA‬‬
‫ارتفاع الطيران‬ ‫‪h‬‬
‫خط القاعدة الجوية‬ ‫‪B‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪١١٨‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫القياس من الصور الجوية‬ ‫الفصل الثالث‬
‫______________________________________________________________‬

‫البعد البؤري‬ ‫‪f‬‬


‫ابتعاد النقطة ‪A‬‬ ‫‪PA‬‬

‫)ب( حساب اإلحداثيات األرضية‪:‬‬


‫يمكن حساب اإلح داثيات األرض ية ألي نقط ة )من سوبة ال ي نقط ة النظي ر( بمعرف ة قيم ة‬
‫االبتع اد عن د ھ ذه النقط ة باإلض افة ال ي إح داثيات ھ ذه النقط ة عل ي ال صورة الجوي ة وقيم ة خ ط‬
‫القاعدة الجوية كالتالي‪:‬‬

‫‪X A  x a  B  PA‬‬ ‫‪3-16‬‬

‫‪Y A  y a  B  PA‬‬ ‫‪3-17‬‬


‫حيث‪:‬‬
‫اإلحداثيات األرضية للنقطة ‪A‬‬ ‫‪XA, YA‬‬
‫اإلحداثيات علي الصورة للنقطة ‪A‬‬ ‫‪xa, ya‬‬
‫خط القاعدة الجوية‬ ‫‪B‬‬
‫ابتعاد النقطة ‪A‬‬ ‫‪PA‬‬

‫‪ ٧-٣‬تصميم خطة الطيران والتصوير الجوي‬


‫يتكون تصميم خط الطيران و التصوير الجوي من تحدي د ع دة عناص ر مث ل تحدي د ع دد‬
‫خط وط الطي ران و تحدي د ارتف اع الطي ران و تحدي د الفت رة الزمني ة ب ين التق اط ك ل ص ورتين‬
‫متت اليتين وعناص ر أخ ري كثي رة‪ .‬إال أن تحدي د الھ دف م ن م شروع الت صوير الج وي ھ و أھ م‬
‫العناصر المؤثرة ف ي ت صميم خط ة الطي ران و الت صوير‪ .‬فكم ا س بق ال ذكر أن الت صوير الج وي‬
‫وب صفة عام ة إم ا أن يھ دف ال ي إنت اج و تح ديث الخ رائط أو أن يھ دف ال ي الح صول عل ي‬
‫معلومات عن المعالم الجغرافية م ن تف سير ال صور الجوي ة‪ .‬ولك ل ھ دف منھم ا متطلب ات خاص ة‬
‫ف ي ال صور الجوي ة وعناص ر مح ددة ف ي خط ة الطي ران و طبيع ة الت صوير الج وي ذات ه‪ .‬فعل ي‬
‫سبيل المثال فأن إنتاج الخرائط وعمل القياسات الدقيقة من الصور الجوية يتطلب الح صول عل ي‬
‫اإلبصار المجسم مما يعني أنه ال بد من وجود ‪ %٦٠‬ت داخل ط ولي ب ين ك ل ص ورتين متت اليتين‬
‫مما يتطلب تحديد فترة زمنية معينة بين التقاط كل صورتين متتاليتين‪ .‬وعلي الجان ب اآلخ ر ف ان‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪١١٩‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫القياس من الصور الجوية‬ ‫الفصل الثالث‬
‫______________________________________________________________‬

‫كان ھدف مشروع التصوير الجوي ھو تفسير الصور فالتداخل ھن ا ل يس ش رطا أساس يا أو عل ي‬
‫األقل ليس من الضروري االلتزام بقيمة ‪ %٦٠‬من التداخل الطولي‪.‬‬

‫تشمل عناصر تصميم خطة الطيران النقاط الرئيسية التالية‪:‬‬

‫)‪ (١‬تحديد مقياس الرسم المتوسط للصور‪:‬‬


‫يعتمد تحديد مقياس الرسم المتوسط للصور الجوية المطلوبة بھ دف إنت اج الخ رائط عل ي‬
‫قيم ة مقي اس رس م الخ رائط المطل وب إنتاجھ ا‪ .‬إن ك ان الھ دف م ن الت صوير ھ و إنت اج الخ رائط‬
‫التفصيلية فأن الصور الجوية تتطلب درج ة تميي ز عالي ة ب ين المع الم الجغرافي ة أي أن الت صوير‬
‫يجب أن يتم بمقاييس رسم كبي رة )م ثال ‪ .(٥٠٠٠ : ١‬بينم ا إن كان ت الخ رائط المطل وب إنتاجھ ا‬
‫خرائط جيولوجية أو خرائط تربة عل ي س بيل المث ال فھ ي ال تتطل ب الدق ة العالي ة وم ن ث م يمك ن‬
‫الت صوير بمق اييس رس م ص غيرة )م ثال ‪ .( ١٠٠،٠٠٠ : ١‬وب صفة عام ة ف أن مقي اس الرس م‬
‫المتوسط للصور الجوية يكون أصغر من مقياس رسم الخريطة المطلوبة بحدود ‪ ٥-٣‬مرات‪.‬‬
‫)‪ (٢‬تحديد نوع الكاميرا‪:‬‬
‫يعتمد نوع الكاميرا المستخدمة في التصوير الجوي علي البعد البؤري لھا باإلض افة ال ي‬
‫مجال الرؤية لھا‪ .‬وكما سبق الذكر ف ي الف صل ال سابق ف أن البع د الب ؤري للك اميرا م ؤثر وي دخل‬
‫في حساب كال من ارتفاع الطيران و مقياس الرسم المتوسط للصور الجوية‪.‬‬
‫)‪ (٣‬تحديد ارتفاع الطيران‪:‬‬
‫بمعرفة كال من البعد البؤري للكاميرا الم ستخدمة و متوس ط من سوب المنطق ة الجغرافي ة‬
‫المراد تصويرھا يمكن حساب قيمة ارتفاع الطيران المطلوب )كما س بق ال شرح ف ي الج زء ‪٣-٤‬‬
‫من الفصل السابق(‪ .‬وبصفة عامة فكلما كان مقياس الرسم المطل وب كبي را كلم ا انخف ض ارتف اع‬
‫الطيران الالزم‪ ،‬والعكس صحيح‪.‬‬
‫الجدول التالي يقدم أمثلة للعالقات بين ارتفاع الطيران و مقياس الرس م المتوس ط لل صور الجوي ة‬
‫ومقياس الرسم المطلوب إلنتاج الخرائط بفرض أن التصوير سيتم بكاميرا ذات بعد ب ؤري ‪١٥٣‬‬
‫ملليمتر‪:‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪١٢٠‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫القياس من الصور الجوية‬ ‫الفصل الثالث‬
‫______________________________________________________________‬

‫مقياس رسم الخريطة‬ ‫مقياس الرسم المتوسط‬ ‫ارتفاع الطيران‬


‫المطلوبة‬ ‫للصور الجوية‬ ‫)متر(‬
‫‪٥٠٠ : ١‬‬ ‫‪٢٠٠٠ : ١‬‬ ‫‪٣٥٠‬‬
‫‪١٢٥٠ : ١‬‬ ‫‪٥٠٠٠ : ١‬‬ ‫‪٧٥٠‬‬
‫‪٢٥٠٠ : ١‬‬ ‫‪١٠،٠٠٠ : ١‬‬ ‫‪١٥٠٠‬‬
‫‪٥٠٠٠ : ١‬‬ ‫‪٢٠،٠٠٠ : ١‬‬ ‫‪٣٠٠٠‬‬
‫‪١٠،٠٠٠ : ١‬‬ ‫‪٤٠،٠٠٠ : ١‬‬ ‫‪٦٠٠٠‬‬
‫‪٢٥،٠٠٠ : ١‬‬ ‫‪١٠٠،٠٠٠ : ١‬‬ ‫‪١٥٠٠٠‬‬

‫ونالحظ انه كلما زاد ارتفاع الطائرة كلما صفر مقياس رسم الصورة وبالتالي كلما زادت م ساحة‬
‫األرض المغطاة بھا‪ .‬ومن الناحية التقنية فانه كلما زاد ارتفاع الطائرة كلم ا كان ت طبق ات الھ واء‬
‫أكث ر اس تقرارا وق ل ب ذلك اھت زاز الط ائرة وكان ت إمكاني ة الطي ران ف ي خط وط م ستقيمة أكث ر‬
‫تحكما‪ .‬وغالبا يتم التصوير الج وي م ن ارتفاع ات ال تق ل ع ن ‪ ١.٥‬كيل ومترا و ال تزي د ع ن ‪١٥‬‬
‫كيلومترا‪.‬‬
‫)‪ (٤‬تحديد اتجاه خطوط الطيران‪:‬‬
‫ف ي حال ة ك ون المنطق ة الم راد ت صويرھا ال يمك ن تغطيتھ ا بخ ط طي ران واح د فيتطل ب‬
‫التصوير عدد من خطوط الطيران المتوازية‪ .‬يعتمد تحديد اتجاه خطوط الطيران علي‪(١) :‬اتج اه‬
‫تضاريس المنطقة الجغرافية‪ ،‬فاألف ضل أن ي تم الت صوير موازي ا التج اه ت ضاريس األرض‪(٢) ،‬‬
‫اتجاه سرعة الرياح في وقت التصوير حيث يتم اختيار االتجاه األكثر اس تقرارا لحرك ة الط ائرة‪.‬‬
‫أما في حالة عدم وجود رياح مؤثرة وكون تضاريس األرض ال تتغير بصورة كبيرة فيتم اختيار‬
‫خط الطيران في اتجاه ال ضلع األط ول للمنطق ة بحي ث ي تم تقلي ل ع دد خط وط الطي ران المطلوب ة‬
‫لتغطية كامل المنطقة الجغرافية‪.‬‬
‫)‪ (٥‬تحديد قيمة التداخل‪:‬‬
‫كما أش رنا م ن قب ل ف أن الت داخل الط ولي بن سبة ‪ %٦٠‬و الت داخل الج انبي بن سبة ‪%٣٠‬‬
‫يكون ان ض روريان للت صوير الج وي ال ذي يھ دف ال ي إنت اج الخ رائط و القياس ات الدقيق ة‪ .‬أم ا‬
‫لمشروعات التصوير الجوي الھادفة لتفسير الصور الجوي ة فق د تق ل ھ ذه الن سب ال ي الن صف أو‬
‫أقل‪ ،‬حيث أن التداخل ب ين ال صور الجوي ة ف ي مث ل ھ ذه الم شروعات يھ دف فق ط لوج ود منطق ة‬
‫تداخل بسيطة بين كل صورتين متتاليتين إلتمام عملية تكوين الموزايك‪.‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪١٢١‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫القياس من الصور الجوية‬ ‫الفصل الثالث‬
‫______________________________________________________________‬

‫)‪ (٦‬تحديد الفترة الزمنية بين كل صورتين‪:‬‬


‫يعتم د ح ساب الفت رة الزمني ة ب ين التق اط ك ل ص ورتين متت اليتين عل ي مقي اس الرس م‬
‫المتوسط المطلوب للصور الجوية و عل ي أبع اد ال صور الجوي ة ذاتھ ا و س رعة الطي ران وأي ضا‬
‫علي إن كان التداخل الطولي مطلوبا أم ال‪.‬‬
‫)‪ (٧‬تحديد عدد خطوط الطيران‪:‬‬
‫يعتمد عدد خطوط الطيران الالزمة لتصوير منطقة جغرافية معينة علي عرض المنطق ة‬
‫وأبعاد الصورة الجوية و نسبة الت داخل الج انبي المطلوب ة باإلض افة ال ي مقي اس الرس م المتوس ط‬
‫للصور الجوية‪.‬‬
‫)‪ (٨‬تحديد الوقت المناسب للتصوير‪:‬‬
‫يعتمد اختيار الوقت المناسب لعملية التصوير الجوي علي الظ روف المناخي ة كالري اح و‬
‫األمط ار والعواص ف الترابي ة‪ ،‬ويج ب اختي ار أن سب األوق ات المالئم ة لحرك ة الط ائرة وع دم‬
‫تعرضھا لتقلبات مناخية تؤثر في طيرانھا وميلھا أثن اء الت صوير‪ .‬وكم ا س بق ال ذكر ف أن ال صور‬
‫الجوية المستخدمة في إنتاج الخرائط ھي التي ال يزيد ميل محور التصوير فيھ ا ع ن ‪ ٤‬درج ات‪.‬‬
‫وان زاد الميل عن ھ ذه الح دود ف ال يمك ن تق ويم ال صور المائل ة ال ي ص ور رأس ية وبالت الي فل ن‬
‫يمكن إتمام عملية اإلبصار المجسم و القياس الدقيق من ھذه الصور‪ .‬كم ا أن اختي ار أن سب وق ت‬
‫خالل اليوم لعملية التصوير يجب أن يتم بعناية شديدة حت ى تظھ ر المع الم الجغرافي ة عل ي س طح‬
‫األرض واضحة من حيث اإلضاءة وأال توجد سحب أو غيوم في السماء تؤثر علي وض وح ھ ذه‬
‫المعالم علي الصور الجوية‪.‬‬
‫)‪ (٩‬وضع عالمات أرضية قبل التصوير‪:‬‬
‫للحصول علي اإلحداثيات الحقيقية لكافة المع الم الظ اھرة عل ي ال صور الجوي ة يج ب أن‬
‫نعرف اإلحداثيات الحقيقية ل بعض م ن ھ ذه المع الم‪ ،‬فكم ا رأين ا م ن قب ل أن ح سابات اإلح داثيات‬
‫األرضية من الصور الجوية تتم أوال في صورة نسبية حيث يتم ح ساب إح داثيات أي نقط ة عل ي‬
‫ال صورة ن سبة لنقط ة النظي ر ف ي ھ ذه ال صورة‪ .‬عن د ت صوير المن اطق ف ي الم دن نق وم بقي اس‬
‫اإلح داثيات الحقيقي ة ل بعض المع الم الظ اھرة عل ي ال صورة باس تخدام أجھ زة و ط رق الم ساحة‬
‫األرضية أو استخدام تقنية الرصد علي األقمار الصناعية المعروفة باسم الجي بي أس‪ .‬وتتم ھ ذه‬
‫العملية قبل أو بعد إتمام التصوير الجوي ذاته‪ ،‬ومن خالل برامج حاسوبية يتم مقارنة اإلحداثيات‬
‫الحقيقي ة لھ ذه المع الم بقيم ة إح داثياتھا عل ي ال صورة الجوي ة وم ن ث م يمك ن ح ساب اإلح داثيات‬
‫الحقيقية لكافة المعالم األخرى علي الصورة‪ .‬أم ا عن د ت صوير المن اطق الزراعي ة و ال صحراوية‬
‫والت ي ال يت وافر بھ ا مع الم مح ددة يمك ن قي اس إح داثياتھا عل ي ال صور فأنن ا نق وم قب ل عملي ة‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪١٢٢‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫القياس من الصور الجوية‬ ‫الفصل الثالث‬
‫______________________________________________________________‬

‫التصوير بإنشاء عالمات اص طناعية عل ي األرض ونق يس إح داثياتھا الحقيقي ة بحي ث أنھ ا تك ون‬
‫عالمات واضحة تظھر فيما بعد علي الصور الجوية عند التصوير‪.‬‬

‫شكل )‪ (٢٦-٣‬عالمات أرضية اصطناعية‬

‫‪ ٨-٣‬المساحة التصويرية الرقمية‬


‫تعد الم ساحة الت صويرية الرقمي ة ‪ Digital Photogrammetry‬تط ورا تقني ا لط رق‬
‫المسح الت صويري التقلي دي باالعتم اد عل ي أجھ زة الكمبي وتر ف ي مراح ل الت صوير و التحلي ل و‬
‫القي اس م ن ال صور الجوي ة‪ .‬فب دال م ن الت صوير بالك اميرات التقليدي ة باس تخدام األف الم لت سجيل‬
‫الصور فيتم استخدام الكاميرات الرقمية الت ي ت سجل ال صور بطريق ة رقمي ة عل ي ش ريحة ذاك رة‬
‫داخلية‪ .‬وفي ھذه الحالة ال توجد حاج ة لعملي ات تحم يض األف الم و طباع ة ال صور عل ي ال ورق‬
‫حيث يتم نقل الصورة مباشرة من ذاكرة الكاميرا الرقمية الي جھاز الحاسب اآللي‪.‬‬
‫تتمي ز الم ساحة الت صويرية الرقمي ة بع دة خ صائص منھ ا‪ :‬درج ة الوض وح المك اني‬
‫‪ resolution‬العالي ة‪ ،‬س رعة الح صول عل ي ال صور‪ ،‬الت شغيل والتحلي ل اآلل ي‪ ،‬إع ادة إنت اج‬
‫الصور ب سرعة و تكلف ة أق ل‪ ،‬إمكاني ة ال دمج المباش ر ف ي نظ م المعلوم ات‪ .‬كم ا ظھ ر أي ضا أح د‬
‫تطبيقات الصور عالية الدقة واستخداماتھا الھندسية وأطلق عليه اسم المسح التصويري األرض ي‬
‫‪ Terrestrial Photogrammetry‬أو المسح التصويري القريب المدى ‪Close Range‬‬
‫‪ ،Photogrammetry‬حيث توض ع الك اميرا الدقيق ة عل ي حام ل ثالث ي عل ي األرض اللتق اط‬
‫ص ور للمع الم الجغرافي ة )خاص ة المب اني و المن شئات الھندس ية( واس تخدام ھ ذه ال صور بع د‬
‫معالجتھا في القياسات الھندسية لھذه المعالم‪.‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪١٢٣‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫القياس من الصور الجوية‬ ‫الفصل الثالث‬
‫______________________________________________________________‬

‫شكل )‪ (٢٧-٣‬طرق الحصول علي الصور‬

‫وح ديثا ي تم االعتم اد عل ي أجھ زة الماس حات ‪ scanners‬لتحوي ل ال صور التقليدي ة‬


‫)المطبوعة ورقي ا( ال ي ص ور رقمي ة وم ن ث م اس تخدام ب رامج الم ساحة الت صويرية الرقمي ة ف ي‬
‫تحليلھا و إنتاج الخرائط المساحية منھا بصورة آلية‪ .‬ويتك ون نظ ام الم ساحة الت صويرية الرقمي ة‬
‫من عدة أجھزة تشمل‪ :‬جھاز حاسب الي بمواصفات تقنية عالية من حيث س رعة المع الج و س عة‬
‫التخ زين وس رعة ت داول أو نق ل البيان ات ب ين مكونات ه المادي ة‪ ،‬شاش ة )أو غالب ا شاش تين( رؤي ة‬
‫مج سمة لھ ا الق درة عل ي ع رض ال صور بطريق ة ت سمح للم ستخدم ‪ -‬م ن خ الل أدوات ب سيطة ‪-‬‬
‫رؤية النموذج المجسم‪ ،‬نظارات الرؤية المجسمة‪ ،‬أدوات القياس المج سم مث ل الف أرة المخص صة‬
‫لعمل القياسات ثالثية األبعاد ألي نقطة علي النم وذج المج سم‪ ،‬باإلض افة لوح دات اإلخ راج مث ل‬
‫الطابعات ‪ Printers‬و الراسمات ‪ .Plotters‬وتوجد عدة برامج حاسوبية للمساحة الت صويرية‬
‫الرقمية ومنھم علي سبيل المثال برامج ‪.PS, PDV, Socetset‬‬

‫شكل )‪ (٢٨-٣‬نماذج لنظم مساحة تصويرية رقمية‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪١٢٤‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫االستشعار عن بعد‬ ‫الفصل الرابع‬
‫______________________________________________________________‬

‫الفصل الرابع‬
‫االستشعار عن بعد‬

‫‪ ١-٤‬مقدمة‬
‫بصفة عامة فأن القي اس م ن ال صور يعتم د عل ي تقني ات ت سمح بقي اس معل م دون لم سه‪،‬‬
‫حيث تجري القياسات من خالل الصور سواء الصور الجوية أو ال صور م ن األقم ار ال صناعية‪.‬‬
‫إال أن الت صوير باس تخدام األقم ار ال صناعية ق د أطل ق علي ه م صطلح االست شعار ع ن بع د أو‬
‫االستشعار من بعد أو التحسس النائي ‪ ،Remote Sensing‬كما أطلق علي الصور الف ضائية‬
‫اس م المرئي ات ‪ Images‬للتفرق ة بينھ ا وب ين ال صور الجوي ة ‪ .Photographs‬ويتمي ز‬
‫االستشعار عن بع د بثالث ة خ صائص رئي سية‪ (١) :‬النظ رة ال شاملة ‪ synoptic vision‬ل سطح‬
‫األرض و معالم ه والغي ر متاح ة عن د اس تخدام الوس ائل التقليدي ة‪ (٢) ،‬ال دورة التكراري ة‬
‫‪ repeating cycle‬حيث يمكن تجميع األرصاد علي فترات زمنية متكررة مما يسمح بمتابع ة‬
‫التغيرات و تحديث البيانات باستمرار‪ (٣) ،‬الحصول عل ي البيان ات ف ي ع دد م ن أطي اف الطاق ة‬
‫الكھرومغناطيسية ‪.multispectral‬‬
‫يتكون الحصول علي المعلوم ات بط رق االست شعار ع ن بع د م ن ثالث ة مراح ل‪ :‬تجمي ع‬
‫البيانات ‪ data collection‬سواء باستخدام نظم استشعار أرضية أو جوي ة أو ف ضائية‪ ،‬إج راء‬
‫‪data‬‬ ‫‪ ، data‬تف سير و تحلي ل البيان ات‬ ‫الح سابات الالزم ة للبيان ات‪processing‬‬
‫‪ interpretation‬ثم عرض النتائج والتي غالبا تكون في ص ورة خ رائط ورقي ة أو رقمي ة‪ .‬أم ا‬
‫البيانات نفسھا فمن الممكن تقسيمھا الي مجموعتين‪ :‬قياسات مباشرة و مرئيات‪.‬‬

‫شكل )‪ (١-٤‬مراحل عملية االستشعار عن بعد‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪١٢٥‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫االستشعار عن بعد‬ ‫الفصل الرابع‬
‫______________________________________________________________‬

‫ومن الممكن أي ضا تق سيم أجھ زة االست شعار ع ن بع د ‪ -‬م ن حي ث م صدر الطاق ة ‪ -‬ال ي‬
‫مجموعتين‪:‬‬
‫‪ .١‬مست شعرات س البة ‪ passive sensors‬ت ستقبل و ت سجل الطاق ة الكھرومغناطي سية‬
‫المنعكسة أو المنبعثة من سطح األرض حيث تكون الشمس ھي مصدر تلك الطاقة‪،‬‬
‫‪ .٢‬مستشعرات موجبة أو فاعل ة ‪ active sensors‬تق وم بنف سھا بتولي د و ب إطالق الطاق ة‬
‫ثم تستقبلھا مرة أخري بعد ارتدادھا من سطح األرض )مثل الرادار(‪.‬‬

‫شكل )‪ (٢-٤‬االستشعار عن بعد السلبي و االيجابي‬

‫أما من حيث ع دد نطاق ات ‪ bands‬الطاق ة الكھرومغناطي سية الت ي ي تم التعام ل معھ ا و‬


‫تسجيلھا فأن المستشعرات )أجھزة االستشعار عن بعد( تنقسم الي عدة مجموعات تشمل‪:‬‬
‫‪ .١‬مستشعرات بصرية ‪ :optical‬تتعامل مع الطيف الكھرومغناطيسي ف ي النط اق المرئ ي‬
‫والنطاق القريب منه في الفترة من ‪ ٠.٣‬الي ‪ ١٥‬مايكرومتر )أجھزة االستشعار ع ن بع د‬
‫السالب(‪ ،‬وبصفة عامة فأنه كلما زاد عدد نطاقات االستشعار ك ان ذل ك أف ضل‪ .‬وت شمل‬
‫ھذه الفئة‪:‬‬
‫‪ -‬مستشعرات أحادية النطاق ‪ :panchromatic‬تتعامل مع الضوء المرئ ي كأن ه نط اق‬
‫واحد )أبيض و أسود(‪.‬‬
‫‪ -‬مستشعرات متعددة النطاقات ‪ .multispectral‬تتعامل مع من ‪ ٢‬الي ‪ ٩‬نطاقات‪.‬‬
‫‪ -‬مستشعرات كثيرة النطاقات ‪ : super-spectral‬تتعامل مع من ‪ ١٠‬الي ‪ ١٦‬نطاق‪.‬‬
‫‪ -‬مستشعرات فائقة النطاقات ‪ :hyper-spectral‬تتعامل مع أكثر من ‪ ١٦‬نطاق‪.‬‬
‫‪ .٢‬مستشعرات الرادار ‪ :radar‬وھي األجھزة التي تقوم بتوليد و إطالق الطاقة الم ستخدمة‬
‫في عملية االستشعار )أجھزة االستشعار عن بعد الموجب أو الفاع ل( ف ي النط اق م ن ‪١‬‬
‫ملليمتر الي ‪ ١‬متر‪ ،‬وتشمل‪:‬‬
‫‪ -‬مستشعرات أحادية التردد ‪،single frequency‬‬
‫‪ -‬مستشعرات متعددة الترددات ‪،multi- frequency‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪١٢٦‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫االستشعار عن بعد‬ ‫الفصل الرابع‬
‫______________________________________________________________‬

‫‪ ٢-٤‬نبذة تاريخية‬
‫استمر التصوير الجوي لعدة عقود معتمدا علي وضع آالت الت صوير ف ي الط ائرات ال ي‬
‫أن بدأ عصر األقمار الصناعية مع بداية النصف الثاني من القرن العشرين الميالدي‪ .‬ف ي البداي ة‬
‫كانت األقمار الصناعية مخصصة للتطبيقات العسكرية مثل إطالق الصواريخ والتحكم فيھا أثن اء‬
‫س يرھا لم سافات طويل ة ع ابرة للق ارات‪ ،‬إال أن فك رة وض ع آل ة ت صوير داخ ل القم ر ال صناعي‬
‫ب دأت ف ي الظھ ور ال ي أن ت م إط الق أول قم ر ص ناعي مخ صص للت صوير الف ضائي ف ي ع ام‬
‫‪ ١٣٩١) ١٩٧٢‬ھ ـ(‪ .‬ومن ذ ذل ك الت اريخ ظھ ر عل م االست شعار ع ن بع د وب دأ اس تخدام م صطلح‬
‫المرئيات الفضائية للداللة علي الصور الملتقطة من األقمار الصناعية‪.‬‬

‫القمر الصناعي ھو جھاز أو آلة من صنع البشر يدور في مدار محدد في الفضاء‬
‫الخارجي حول األرض‪ .‬في عام ‪ ١٣٧٦) ١٩٥٧‬ھـ( قام االتحاد السوفيتي ‪ -‬روسيا اآلن ‪-‬‬
‫بإطالق أول قمر صناعي )القمر سبوتنيك‪ (١-‬الي الفضاء الخارجي لتبدأ البشرية عصرا جديدا‬
‫من عصور العلم و التقنيات‪ .‬ومنذ ذلك التاريخ تم إطالق آالف من األقمار الصناعية التي تدور‬
‫حول األرض وتستخدم في العديد من التطبيقات المدنية و العسكرية‪.‬‬

‫بصفة عامة يمكن تقسيم أنواع األقمار الصناعية الي ثالثة مجموعات رئيسية تشمل‪:‬‬
‫‪ -‬أقمار صناعية لالتصاالت‪ :‬وھي أقمار تساعد في نقل البيانات )مثل البث اإلذاعي و‬
‫التلفزيوني( وتوزيعھا علي أجزاء كبيرة من سطح األرض لتتغلب علي مشكلة كروية‬
‫األرض التي تعيق النقل المباشر األرضي لھذه البيانات‪ .‬ومن أمثلة ھذه النوعية من‬
‫األقمار الصناعية‪ :‬النيل سات و العرب سات المستخدمين في البث التلفزيوني‪.‬‬
‫‪ -‬أقمار صناعية مالحية‪ :‬يكون ھدفھا األساسي تقديم تقنيات ووسائل دقيقة لعمليات‬
‫المالحة بين موقعين )سواء المالحة األرضية أو البحرية أو الجوية أو حتى المالحة‬
‫الفضائية( ‪ ،‬وتأتي في ھذه المجموعة من األقمار الصناعية نظم أو تقنيات مثل نظام‬
‫الجي بي أس األمريكي و نظام جاليليو األوروبي و نظام جلوناس الروسي‪.‬‬
‫‪ -‬أقمار صناعية لدراسة موارد األرض‪ :‬ومنھا أقمار صناعية خاصة بدراسة البحار و‬
‫أخري خاصة بدراسة الطقس و ثالثة مخصصة للتصوير الفضائي أو االستشعار عن‬
‫بعد‪.‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪١٢٧‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫االستشعار عن بعد‬ ‫الفصل الرابع‬
‫______________________________________________________________‬

‫بدأت األقمار الصناعية كأقمار مخصصة لألغراض العسكرية في المقام األول إال أنھا‬
‫أصبحت تستخدم في العديد من التطبيقات المدنية سواء الھندسية أو البيئية أو الزراعية أو‬
‫الجيولوجية ‪ ....‬الخ‪ .‬وطوال ثالثة عقود كانت معظم األقمار الصناعية حكومية وكان الحصول‬
‫علي المرئيات الفضائية يتم من خالل الجھات الحكومية في الدول من خالل اتفاقيات موقعة مع‬
‫الدولة صاحبة القمر الصناعي‪ .‬إال أنه في السنوات األخيرة ومن انتشار تطبيقات المرئيات‬
‫الفضائية في عدة مجاالت فقد زاد الطلب علي منتجات األقمار الصناعية مما جعل بعض‬
‫الشركات الكبرى تدخل ھذا المجال المربح اقتصاديا‪ .‬واآلن أصبحت ھناك عدة أقمار صناعية‬
‫تجارية يمكن شراء منتجاتھا بسھولة و يسر‪ .‬الجدول التالي يقدم بعض المعلومات عن بعض‬
‫األقمار الصناعية المخصصة لالستشعار عن بعد‪.‬‬

‫أوال‪ :‬بعض األقمار الصناعية الحكومية‬


‫تاريخ اإلطالق‬ ‫الدولة‬ ‫أسم القمر‬
‫‪١٩٩٩-٤-١٥‬م‬ ‫أمريكي‬ ‫الندسات ‪٧‬‬
‫‪٢٠٠٢-٥-٣‬م‬ ‫فرنسي‬ ‫سبوت ‪٥‬‬
‫‪٢٠٠٥-٥-٥‬م‬ ‫ھندي‬ ‫اي أر أس ‪٥‬‬
‫‪٢٠٠٧-١٢-١٤‬م‬ ‫كندي‬ ‫رادار سات ‪٢‬‬
‫‪٢٠٠٧-٤-١٧‬م‬ ‫مصري‬ ‫ايجيبت سات ‪١‬‬
‫‪٢٠١١-٨-١٧‬م‬ ‫تركي‬ ‫را سات‬
‫‪٢٠٠٧-٤-١٧‬م‬ ‫سعودي‬ ‫سعودي سات ‪٢‬‬
‫ثانيا‪ :‬بعض األقمار الصناعية التجارية‬
‫تاريخ اإلطالق‬ ‫الشركة‬ ‫أسم القمر‬
‫‪١٩٩٩-٩-٢٤‬م‬ ‫سباس ايماج‬ ‫ايكونوس ‪٢‬‬
‫‪٢٠٠١-١٠-١٨‬م‬ ‫ديجيتال جلوب‬ ‫كويك بيرد ‪٢‬‬
‫‪٢٠٠٨-٩-٦‬م‬ ‫جيو أي‬ ‫جيو أي ‪١‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪١٢٨‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫االستشعار عن بعد‬ ‫الفصل الرابع‬
‫______________________________________________________________‬

‫شكل )‪ (٣-٤‬بعض األقمار الصناعية‬

‫‪ ٣-٤‬مكونات االستشعار عن بعد‬


‫تتك ون عملي ة التح سس أو االست شعار م ن ع دد م ن العناص ر ت شمل م صدر الطاق ة و‬
‫الغ الف الج وي و التعام ل م ع األھ داف األرض ية و اس تقبال و ت سجيل و تحلي ل الطاق ة‬
‫الكھرومغناطيسية‪.‬‬

‫شكل )‪ (٤-٤‬مكونات عملية االستشعار عن بعد‬

‫‪ -١‬مصدر الطاقة‪:‬‬
‫أولي خطوات عملية االستشعار من بعد تتطلب وج ود م صدر للطاق ة الكھرومغناطي سية‬
‫التي ستقع علي األھداف المكانية علي سطح األرض‪.‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪١٢٩‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫االستشعار عن بعد‬ ‫الفصل الرابع‬
‫______________________________________________________________‬

‫تعد الشمس ھي المصدر الرئيسي للطاقة في أغل ب تطبيق ات االست شعار ع ن بع د‪ ،‬وھ ذا‬
‫النوع يسمي باالستشعار عن بعد ال سلبي حي ث أن القم ر ال صناعي ي سجل فق ط الطاق ة المنعك سة‬
‫من سطح األرض‪ .‬أما االستشعار عن بعد الفاعل أو االيجابي فھو الذي يقوم فيه القمر الصناعي‬
‫ذات ه بإرس ال أش عة كھرومغناطي سية )مث ل أش عة ال رادار( ال ي س طح األرض ث م ي سجلھا بع د‬
‫انعكاسھا و ارتدادھا إليه مرة أخري‪.‬‬
‫‪ -٢‬الغالف الجوي‪:‬‬
‫تم ر الطاق ة المنبعث ة م ن الم صدر م ن خ الل طبق ات الغ الف الج وي ل ألرض حت ى‬
‫وص ولھا ل سطح األرض‪ ،‬ث م تم ر م رة أخ ري ف ي ھ ذه الطبق ات عن د انعكاس ھا ال ي الجھ از‬
‫المستشعر‪ .‬وت ؤثر طبق ات الغ الف الج وي عل ي األش عة الكھرومغناطي سية بثالث ة ص ور متع ددة‬
‫ت شمل الت شتت و االمت صاص و النفاذي ة‪ ،‬وطبق ا لط ول الموج ة لك ل ن وع م ن أن واع الطي ف‬
‫الكھرومغناطيسي فستختلف درجات التعامل مع الغالف الجوي‪.‬‬
‫‪ -٣‬التعامل مع سطح األرض‪:‬‬
‫بوصول الطاقة الكھرومغناطيسية الي سطح األرض فأنھا ستتفاعل مع األھداف المكانية‬
‫بط رق مختلف ة اعتم ادا عل ي طبيع ة و خ صائص ھ ذه األھ داف‪ .‬فج زء م ن ھ ذه الطاق ة س يتم‬
‫امتصاصه بواس طة األھ داف المكاني ة بينم ا س ينفذ ج زء آخ ر ال ي ب اطن األرض وس يكون ھن اك‬
‫ج زء آخ ر م ن الطاق ة س يتم عك سه أو ارت داه م رة أخ ري وھ ذا ھ و الج زء الھ ام ف ي عملي ة‬
‫االستشعار عن بعد‪ .‬لكل مادة علي األرض نمط ممي ز لكيفي ة التعام ل م ع الطاق ة ال ساقطة عليھ ا‬
‫وھذا ما يطلق عليه اسم البصمة الطيفية‪ ،‬وھذا النمط ھو ما يمكننا من تمييز مواد س طح األرض‬
‫عن بعضھا البعض‪.‬‬

‫شكل )‪ (٥-٤‬مثال لتعامل مواد سطح األرض مع الطاقة‬


‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪١٣٠‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫االستشعار عن بعد‬ ‫الفصل الرابع‬
‫______________________________________________________________‬

‫‪ -٤‬تسجيل الطاقة من خالل المستشعرات‪:‬‬


‫ت نعكس األش عة م ن س طح األرض لت صل ال ي القم ر ال صناعي‪ ،‬وھن ا ال ب د م ن وج ود‬
‫جھاز الستقبال و تسجيل ھذه الطاق ة المنعك سة‪ .‬ق د يك ون ھ ذا الجھ از ك اميرا ت سجل المعلوم ات‬
‫فوتوغرافيا أو جھاز رقمي يتحسس األشعة الكترونيا ويسمي جھاز المستشعر أو المج س‪ .‬ويق وم‬
‫جھاز المستشعر بتقوية األشعة المنعكسة ثم تسجيلھا بطريقة تعتمد عل ي ش دة ك ل ش عاع م نعكس‬
‫من الھدف األرضي‪ .‬تجدر اإلشارة لوجود تقنيات لالست شعار ع ن بع د بواس طة الط ائرات أي ضا‬
‫كمنصة توضع داخلھا المستشعرات‪.‬‬
‫‪ -٥‬بث و استقبال الطاقة‪:‬‬
‫يقوم القمر الصناعي في ھ ذه المرحل ة بب ث األش عة الم سجلة ‪ -‬ف ي ص ورة رقمي ة ‪ -‬ال ي‬
‫محطات االستقبال الموجودة علي سطح األرض حيث يتم تحليلھا‪.‬‬
‫‪ -٦‬التفسير و التحليل‪:‬‬
‫بعد استقبال األشعة المرسلة من القمر الصناعي تبدأ مرحلة تفسير و تحلي ل ھ ذه األش عة‬
‫)المرئيات الفضائية( الستنباط المعلومات عن األھداف المكانية الموجودة علي سطح األرض‪.‬‬
‫‪ -٧‬التطبيقات‪:‬‬
‫تتكون آخر مراحل عملية االستشعار ع ن بع د م ن تطبي ق المعلوم ات الت ي ت م الح صول‬
‫عليھا واستخدامھا في مجاالت و مشروعات التنمية‪ .‬وق د انت شرت تطبيق ات االست شعار ع ن بع د‬
‫في الفترة الماضية بدرج ة كبي رة ج دا لت دخل اس تخدامات المرئي ات الف ضائية ف ي ع دد كبي ر م ن‬
‫المجاالت تشمل‪:‬‬
‫‪ -‬الدراسات الحضرية مثل تحديد أنواع استخدامات األراضي‪.‬‬
‫‪ -‬إعداد الخرائط التفصيلية‪.‬‬
‫‪ -‬إعداد الخرائط الكنتورية لبيان تضاريس سطح األرض‪.‬‬
‫‪ -‬دراسة النباتات و تحديد أنواع المحاصيل و تحديد المحاص يل المري ضة و مراقب ة نم و‬
‫النباتات أثناء مراحل الزراعة‪.‬‬
‫‪ -‬إعداد خرائط رطوبة التربة في الحقول الزراعية‪.‬‬
‫‪ -‬إعداد خرائط التربة‪.‬‬
‫‪ -‬إعداد خرائط المواقع األثرية‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد ف روع األنھ ار و قن وات المي اه و الم ستنقعات و ح دود ال شواطئ وتحدي د أعم اق‬
‫المياه‪.‬‬
‫‪ -‬دراسات تخطيط شبكات النقل و المواصالت‪.‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪١٣١‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫االستشعار عن بعد‬ ‫الفصل الرابع‬
‫______________________________________________________________‬

‫‪ -‬دراسات توزيع الخدمات العامة‪.‬‬


‫‪ -‬مراقبة ومتابعة الفيضانات وتأثيراتھا البيئية‪.‬‬
‫‪ -‬إعداد الخرائط الجيولوجية‪.‬‬
‫‪ -‬متابعة التغيرات الزمنية لنمو و امتداد وحركة الظاھرات الجغرافية مثل حركة الكثب ان‬
‫الرملية و التصحر‪.‬‬
‫‪ -‬دراسات تلوث الھواء‪.‬‬
‫‪ -‬متابعة ظاھرة ذوبان الجليد في المناطق القطبية‪.‬‬
‫‪ -‬متابع ة الظ اھرات البحري ة مث ل التي ارات البحري ة ودرج ات ح رارة مي اه البح ار و‬
‫المحيطات‪.‬‬
‫‪ -‬متابعة الظاھرات المناخية مثل حركة و خصائص الرياح والسحب‪.‬‬
‫‪ -‬البحث عن الموارد الطبيعية مثل البترول و المعادن‪.‬‬
‫‪ -‬البحث عن المياه الجوفية‪.‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪١٣٢‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫االستشعار عن بعد‬ ‫الفصل الرابع‬
‫______________________________________________________________‬

‫تحديد أنواع و كثافة المزروعات‬ ‫تحديد النبات المريض علي‬


‫مرئية تحت حمراء )لونه أزرق(‬

‫تصنيف استخدامات األراضي‬ ‫تحديد حركة الكثبان الرملية‬

‫مراقبة التغير في بحيرة ناصر )مصر( نتيجة البخر‬

‫شكل )‪ (٦-٤‬بعض تطبيقات االستشعار عن بعد‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪١٣٣‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫االستشعار عن بعد‬ ‫الفصل الرابع‬
‫______________________________________________________________‬

‫‪ ٤-٤‬خصائص المرئيات الفضائية‬


‫‪ ١-٤-٤‬الفروق بين الصور الجوية و المرئيات الفضائية‬
‫يعتمد الت صوير الج وي ب صفة عام ة عل ي الت صوير الفوت وغرافي وت سجيل الطاق ة عل ي‬
‫األف الم ث م طباع ة ال صور الجوي ة‪ ،‬بينم ا يعتم د االست شعار ع ن بع د عل ي الت سجيل الرقم ي‬
‫)االلكترون ي( للطاق ة حي ث يق وم المست شعر بف صل و بت سجيل ك ل نط اق م ن نطاق ات الطي ف‬
‫الكھرومغناطيسي المطلوب في ھيئة رقمية منف صلة‪ ،‬وذل ك م ن خ الل المرش حات‪ .‬أي أن جھ از‬
‫االستشعار أو المجس يسجل نطاق الطيف المرئي األزرق ‪ -‬مثال ‪ -‬في جزء من الذاكرة الرقمي ة‬
‫كما يسجل نطاق الطيف المرئي األحمر في جزء آخر من ال ذاكرة وي سجل نط اق طي ف األش عة‬
‫تحت الحمراء في جزء ثالث من الذاكرة ‪ ... ،‬وھكذا‪ .‬ومن ثم فيطلق علي المرئية الف ضائية أنھ ا‬
‫متع ددة النطاق ات‪ ،‬أي أنھ ا تتك ون م ن ع دد م ن النطاق ات المختلف ة )الناتج ة ع ن المرش حات‬
‫المختلفة(‪ .‬وھذا األسلوب يتيح للمستخدم ‪ -‬بعد ذلك ‪ -‬من التعامل مع كل صورة أو كل نطاق من‬
‫نطاق ات الطي ف الكھرومغناطي سي ب صورة منف صلة أو أن يق وم بع رض مجموع ة م ن النطاق ات‬
‫علي شاشة الحاسب اآللي في نفس الوقت للحصول علي الصور الملونة‪.‬‬

‫شكل )‪ (٧-٤‬مفھوم نطاقات المرئيات الفضائية‬

‫تختل ف المرئي ات الف ضائية ع ن ال صور الجوي ة أي ضا ف ي أن ال صور الملتقط ة م ن‬


‫الطائرات يتم تصويرھا من داخل الغالف الجوي حيث أن ارتفاع الطيران غالبا يكون ف ي ح دود‬
‫عدة كيلومترات بينما ترتفع األقمار ال صناعية ع دة مئ ات م ن الكيل ومترات ف وق س طح األرض‪.‬‬
‫كما أن تكلفة شراء المرئيات الفضائية اآلن )م ن ش ركات األقم ار ال صناعية التجاري ة( أص بحت‬
‫أرخص اقتصاديا من عملية التصوير الجوي‪.‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪١٣٤‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫االستشعار عن بعد‬ ‫الفصل الرابع‬
‫______________________________________________________________‬

‫‪ ٢-٤-٤‬مواصفات المرئيات الفضائية‬


‫تتكون المرئية الفضائية من شبكة من األعمدة و الصفوف والت ي تك ون م ساحات مربع ة‬
‫صغيرة يطلق عليھا اسم الخلية أو البكسل‪ .‬لكل خلية رقم يمثل كم اإلشعاع الم نعكس م ن م ساحة‬
‫سطح األرض التي تمثلھا ھذه الخلية‪ ،‬ومن ھ ذا ال رقم يمك ن لبرن امج الحاس ب اآلل ي تحدي د م ادة‬
‫سطح األرض التي تمثل ھذه الخلية‪ .‬وھناك العديد من الخصائص التي تميز مرئي ة ف ضائية ع ن‬
‫أخري‪.‬‬

‫شكل )‪ (٨-٤‬مفھوم الخلية في االستشعار عن بعد‬

‫الدقة التمييزية المكانية ‪:spatial resolution‬‬


‫تع رف الدق ة التمييزي ة المكاني ة )أو درج ة الوض وح لمك اني أو الدق ة الم ساحية أو حج م‬
‫الخلي ة( بأنھ ا أص غر م ساحة م ن األرض يمك ن للمست شعر أن يميزھ ا عم ا حولھ ا‪ .‬فعل ي س بيل‬
‫المثال عندما نقول أن الدقة التمييزية المكانية لمرئية من قمر صناعي معين تبلغ ‪ ١×١‬مت ر فھ ذا‬
‫يدل علي أن ھ ذا القم ر ال صناعي ي ستطيع أن يمي ز م ساحة عل ي س طح األرض تبل غ ‪ ١×١‬مت ر‬
‫ويح دد م ادة ھ ذه الم ساحة أو الخلي ة ليميزھ ا ع ن الم واد الموج ودة حولھ ا عل ي األرض‪ .‬أم ا م ا‬
‫بداخل ھذه المساحة أو الخلية فال يمكن لھذا القمر الصناعي أن يحدد تفاصيلھا أو يميز محتواھ ا‪.‬‬
‫وم ن ھن ا فتختل ف قيم ة الدق ة التمييزي ة المكاني ة أو حج م الخلي ة م ن مرئي ة ف ضائية ال ي أخ ري‪،‬‬
‫فتوجد‪:‬‬
‫‪ -‬مرئيات فضائية ذات حجم خلية منخفض )أكب ر م ن ‪ ١٠٠×١٠٠‬مت ر(‪ ،‬وھ ي ت ستخدم‬
‫في تطبيقات التخطيط اإلقليمي والخرائط ذات مقاييس الرسم الصغيرة‪.‬‬
‫‪ -‬مرئيات فضائية ذات حجم خلية متوسط )تتراوح بين ‪ ٥×٥‬متر و ‪ ١٠٠×١٠٠‬متر(‪.‬‬
‫‪ -‬مرئيات فضائية ذات حجم خلية عالية )أقل من ‪ ٥×٥‬متر( وھي ت ستخدم ف ي التخط يط‬
‫الحضري و الخرائط ذات مقاييس الرسم الكبيرة‪.‬‬
‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪١٣٥‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫االستشعار عن بعد‬ ‫الفصل الرابع‬
‫______________________________________________________________‬

‫وكلما زادت الق درة التمييزي ة المكاني ة لمرئي ة كلم ا زادت درج ة وض وحھا المك اني وكلم ا أمك ن‬
‫التمييز بين معالم سطح األرض بقدرة كبيرة‪.‬‬

‫شكل )‪ (٩-٤‬مفھوم حجم الخلية أو الدقة التمييزية المكانية‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪١٣٦‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫االستشعار عن بعد‬ ‫الفصل الرابع‬
‫______________________________________________________________‬

‫الدقة التمييزية الطيفية ‪:spectral resolution‬‬


‫يق صد بالدق ة التمييزي ة الطيفي ة للمرئي ة الف ضائية م دي المنطق ة م ن الطي ف‬
‫الكھرومغناطي سي الت ي ي ستطيع جھ از المست شعر أن يعام ل معھ ا وتق سيمھا ال ي نطاق ات‪ .‬فعل ي‬
‫س بيل المث ال فالدق ة التمييزي ة الطيفي ة للمرئي ات الف ضائية البانكروماتي ة )غي ر الملون ة( تق ع ف ي‬
‫المدى من ‪ ٠.٤‬الي ‪ ٠.٧‬مايكرومتر حيث يقوم المستشعر بتسجيل الضوء الم نعكس م ن األرض‬
‫في ھذا المدى و يسجله في نطاق واحد‪ .‬ومن ھنا فأن المجسات أو المستشعرات الموجودة داخ ل‬
‫األقمار الصناعية يمكن تقسيمھا من حيث دقتھا التمييزية الطيفية الي‪:‬‬
‫‪ -‬مست شعرات أحادي ة النط اق‪ :‬تست شعر و ت سجل الطاق ة المنعك سة ف ي نط اق واح د‬
‫)المرئيات غير الملونة(‪.‬‬
‫‪ -‬مستشعرات متع ددة النطاق ات‪ :‬تست شعر الطاق ة المنعك سة وتق وم بت سجيلھا ف ي نطاق ات‬
‫متع ددة )أق ل م ن ‪ ١٠‬نطاق ات(مث ل النط اق األزرق و األحم ر و األخ ضر و تح ت‬
‫الحمراء ‪ ....‬الخ‪ ،‬ومن أمثلتھا المستشعرات الموجودة ف ي أقم ار س بوت ‪ ٥‬و الندس ات‬
‫‪.٧‬‬
‫‪ -‬مستشعرات عديدة النطاقات‪ :‬تستشعر الطاق ة المنعك سة وتق وم بت سجيلھا ف ي ع دد كبي ر‬
‫م ن النطاق ات )ع شرات أو مئ ات(‪ ،‬وم ن أمثلتھ ا مست شعرات القم ر ال صناعي "اي أو‬
‫أس موديز" والتي يصل عدد نطاقاتھا الي ‪ ٣٦‬نطاقا‪.‬‬

‫كلم ا زاد ع دد النطاق ات أو الدق ة التمييزي ة الطيفي ة لمرئي ة ف ضائية كلم ا كان ت الب صمة‬
‫الطيفية لمواد سطح األرض أكثر سھولة في التمييز و التفريق بينھا في تطبيقات تف سير و تحلي ل‬
‫المرئيات الفضائية‪ .‬أما المرئيات ذات النطاق الطيفي الواحد )المرئيات غي ر الملون ة( فست ستخدم‬
‫أساسا في إنتاج الخرائط‪.‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪١٣٧‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫االستشعار عن بعد‬ ‫الفصل الرابع‬
‫______________________________________________________________‬

‫شكل )‪ (١٠-٤‬مفھوم الدقة التمييزية الطيفية للمرئيات الفضائية‬


‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪١٣٨‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫االستشعار عن بعد‬ ‫الفصل الرابع‬
‫______________________________________________________________‬

‫الدقة التمييزية اإلشعاعية ‪:radiometric resolution‬‬


‫تعد الدقة التمييزية اإلشعاعية )أو الدقة الراديومترية( مقياسا لحساسية المستشعر لك شف‬
‫االختالفات التي تح دث ف ي ق وة اإلش ارة الكھرومغناطي سية أثن اء ت سجيلھا لألش عة المنعك سة م ن‬
‫سطح األرض‪ .‬ويعبر عن الدقة التمييزية اإلشعاعية بعدد البيتات المستخدمة لت سجيل بيان ات ك ل‬
‫خلي ه‪ ،‬و الب ت ھ و وح دة قي اس البيان ات الرقمي ة وھ و األس لل رقم ‪ .٢‬فعل ي س بيل المث ال فعن دما‬
‫نقول أن الدقة التمييزية اإلشعاعية لقمر صناعي معين تبلغ ‪ ١‬بيت فھذا يدل علي أن القمر يسجل‬
‫البيانات في ‪ ١٢‬أي ‪ ٢‬قيم عددية مختلفة لبيانات الخلية‪ ،‬أو بمعني آخ ر يق سم الخلي ة ال ي ‪ ٢‬أق سام‬
‫مختلفة أو ‪ ٢‬تدريج م ن ت دريجات الل ون الرم ادي‪ ،‬و عن دما نق ول أن الدق ة التمييزي ة اإلش عاعية‬
‫لقمر صناعي معين تبلغ ‪ ٢‬بيت فھذا يدل علي أن القمر ي سجل البيان ات ف ي ‪ ٢٢‬أي ‪ ٤‬ق يم عددي ة‬
‫مختلفة لبيانات الخلية‪ ،‬أو بمعني آخر يقسم الخلية الي ‪ ٤‬تدريجات من تدريجات الل ون الرم ادي‪،‬‬
‫و عندما نقول أن الدقة التمييزية اإلش عاعية لقم ر ص ناعي مع ين تبل غ ‪ ٨‬بي ت فھ ذا ي دل عل ي أن‬
‫القم ر ي سجل البيان ات ف ي ‪ ٨٢‬أي ‪ ٢٥٥‬ق يم عددي ة مختلف ة لبيان ات الخلي ة‪ ،‬أو بمعن ي آخ ر يق سم‬
‫الخلية الي ‪ ٢٥٥‬تدريجات من تدريجات اللون الرمادي‪ .‬ومن ثم فأن ه كلم ا زادت الدق ة التمييزي ة‬
‫اإلشعاعية لمرئية فضائية كلما كانت المرئية أوضح و أسھل في التفسير و التحليل‪ .‬وعل ي س بيل‬
‫المثال فتبلغ الدقة التمييزية اإلشعاعية ألقمار "سبوت ‪ "٥‬و "الندسات ‪ "٧‬قيمة ‪ ٨‬بيت‪ ،‬بينما تبلغ‬
‫‪ ١٠‬بيت للقمر "نواا" وتبلغ ‪ ١٢‬بيت للقمر "اي أو أس موديز"‪.‬‬

‫شكل )‪ (١١-٤‬مفھوم الدقة التمييزية اإلشعاعية للمرئيات الفضائية‬

‫الدقة التمييزية الزمنية ‪:temporal resolution‬‬


‫الدقة التمييزية الزمنية لقم ر ص ناعي مع ين ھ ي الوق ت أو ال زمن ال دوري ال الزم للقم ر‬
‫الصناعي لزي ارة نف س المنطق ة الجغرافي ة عل ي س طح األرض م رتين متت اليتين‪ .‬أي أنھ ا الوق ت‬
‫المستغرق بين تصوير نفس المنطقة الجغرافية مرتين متتاليتين‪ .‬وتختل ف الدق ة التمييزي ة الوقتي ة‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪١٣٩‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫االستشعار عن بعد‬ ‫الفصل الرابع‬
‫______________________________________________________________‬

‫لألقمار الصناعية باختالف ارتفاع القمر الصناعي ع ن س طح األرض و س رعة دوران ه‪ ،‬وغالب ا‬
‫تتراوح ھذه الفترة الزمنية بين عدة أيام الي ما ھو أقل من الشھر‪.‬‬

‫التغطية المكانية ‪:spatial coverage‬‬


‫التغطية المكانية لقمر صناعي ھي مساحة المنطقة األرضية التي يعطيھا المنظ ر الواح د‬
‫أو المرئي ة الف ضائية الواح دة‪ .‬وب الطبع فأن ه كلم ا زادت التغطي ة المكاني ة لقم ر ص ناعي كلم ا‬
‫انخف ضت الدق ة التمييزي ة المكاني ة ل ه‪ ،‬أي أن ه كلم ا كب رت م ساحة س طح األرض الظ اھرة عل ي‬
‫مرئية محددة كلما انخفض كم تفاصيل ھ ذه المرئي ة‪ ،‬والعك س ص حيح‪ .‬فالمرئي ات الف ضائية ذات‬
‫التغطية المكانية الكبيرة تستخدم في التطبيقات التي ال تعتم د عل ي إظھ ار ك م تفاص يل كبي ر مث ل‬
‫تطبيقات التخطيط اإلقليمي‪ ،‬بينما تتطلب تطبيقات تخطيط المدن و إنتاج الخرائط التفصيلية ق درة‬
‫تمييز مك اني كبي رة وم ن ث م االعتم اد عل ي المرئي ات الف ضائية ذات التغطي ة المكاني ة ال صغيرة‪.‬‬
‫ويقدم الجدول التالي مقارنة سريعة بين خ صائص المرئي ات الف ضائية ل بعض األقم ار ال صناعية‬
‫المستخدمة في تطبيقات االستشعار عن بعض في الوقت الراھن‪.‬‬
‫ايكونوس‬ ‫كويك‬ ‫أي أر أس‬ ‫سبوت ‪٥‬‬ ‫الندسات ‪٧‬‬ ‫القمر الصناعي‬
‫بيرد‬ ‫‪٢‬‬
‫حجم الخلية )الدقة التمييزية المكانية( بالمتر‬ ‫النطاق‬
‫‪٤‬‬ ‫‪٢.٤‬‬ ‫‪٣٠‬‬ ‫األزرق‬
‫‪٤‬‬ ‫‪٢.٤‬‬ ‫‪٢٣‬‬ ‫‪ ٢.٥‬أو ‪٥‬‬ ‫‪٣٠‬‬ ‫األخضر‬
‫‪٤‬‬ ‫‪٢.٤‬‬ ‫‪٢٣‬‬ ‫‪ ٢.٥‬أو ‪٥‬‬ ‫‪٣٠‬‬ ‫األحمر‬
‫‪٤‬‬ ‫‪٢.٤‬‬ ‫‪٢٣‬‬ ‫‪ ٥‬أو ‪١٠‬‬ ‫‪٣٠‬‬ ‫تحت الحمراء القريبة‬
‫‪٧٠‬‬ ‫‪ ١٠‬أو‪٢٠‬‬ ‫‪٣٠‬‬ ‫تحت الحمراء المتوسطة‬
‫‪٦٠‬‬ ‫تحت الحمراء الحرارية‬
‫‪٠.٨٢‬‬ ‫‪٠.٦١‬‬ ‫‪٥.٨‬‬ ‫‪ ٢.٥‬أو ‪٥‬‬ ‫‪١٥‬‬ ‫أبيض و أسود‬

‫‪١١‬‬ ‫‪١٦.٥‬‬ ‫‪١٤٢‬‬ ‫‪٦٠‬‬ ‫‪١٨٥‬‬ ‫التغطي ة المكاني ة أو أبع اد‬


‫الصورة )كيلومتر(‬
‫‪٣‬‬ ‫‪٣.٥‬‬ ‫‪٢٤‬‬ ‫‪٢٦‬‬ ‫‪١٦‬‬ ‫الدق ة التمييزي ة الزمني ة أو‬
‫دورية التصوير )يوم(‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪١٤٠‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫االستشعار عن بعد‬ ‫الفصل الرابع‬
‫______________________________________________________________‬

‫‪ ٥-٤‬معالجة المرئيات الفضائية‬


‫تھدف عمليات معالجة المرئيات الفضائية الي إعداد المرئيات في أفضل و أدق ص ورھا‬
‫قب ل تف سيرھا و اس تنباط المعلوم ات منھ ا‪ .‬فالمرئي ات الف ضائية الخ ام أو األولي ة كم ا ت أتي م ن‬
‫األقم ار ال صناعية تك ون بھ ا بع ض العي وب الواج ب ت صحيحھا أوال قب ل إتم ام عملي ة ت صنيف‬
‫المع الم والظ اھرات الجغرافي ة الظ اھرة عل ي المرئي ة‪ .‬وتت ضمن عملي ات معالج ة المرئي ات‬
‫خطوات أولية و خطوات تفصيلية ت شمل تح سين و دم ج و ت صنيف المرئي ات و اإلع داد النھ ائي‬
‫للمعلومات المكانية والخرائط المستنبطة من المرئيات الفضائية‪.‬‬

‫‪ ١-٥-٤‬المعالجة األولية للمرئيات الفضائية‬


‫تتكون المعالجة األولية للمرئيات من عدد من الخطوات تھدف لتصحيح أي ة ت شوھات أو‬
‫عيوب بالمرئية‪ ،‬وتشمل‪:‬‬

‫التصحيح الھندسي ‪:geometric correction‬‬


‫تؤثر سرعة القم ر و ال صناعي وانك سار األش عة ف ي طبق ات الغ الف الج وي و اإلزاح ة‬
‫الناتج ة ع ن الت ضاريس وعوام ل أخ ري عل ي المرئي ة الخ ام بحي ث يك ون بھ ا بع ض الت شوھات‬
‫الھندسية تمنع من استخدامھا مباشرة في إنتاج الخ رائط و القياس ات الدقيق ة‪ .‬وف ي أول ي خط وات‬
‫المعالجة األولية يتم التصحيح الھندسي للتغلب علي تشوھات المرئية‪ ،‬وھو يتك ون م ن خط وتين‪:‬‬
‫تصحيح التشوھات المنتظمة من خالل تطبيق معادالت رياضية تعتم د عل ي بيان ات و خ صائص‬
‫القمر الصناعي ذاته‪ ،‬وت صحيح الت شوھات غي ر المنتظم ة ع ن طري ق رب ط المرئي ة بنق اط تحك م‬
‫أرضية معلومة اإلحداثيات )مثال برصدھا بتقني ة الج ي ب ي أس( و موزع ة توزيع ا منتظم ا جي دا‬
‫عل ي أرك ان المرئي ة الف ضائية أو بمقارن ة المرئي ة الجدي دة بمرئي ة أو خريط ة س ابقة م صححة‬
‫ھندسيا‪.‬‬

‫شكل )‪ (١٢-٤‬التصحيح الھندسي للمرئيات الفضائية‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪١٤١‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫االستشعار عن بعد‬ ‫الفصل الرابع‬
‫______________________________________________________________‬

‫التصحيح الراديومتري ‪:radiometric correction‬‬


‫تتأثر المرئيات الفضائية ببعض المصادر التي ت سبب وج ود ت شوھات إش عاعية بھ ا مث ل‬
‫أخطاء بأحد المستشعرات أو تأثير طبقات الغ الف الج وي‪ .‬ويتعام ل الت صحيح الرادي ومتري م ع‬
‫مصادر ھذه األخطاء للتغلب علي أية تشوھات إشعاعية قد تتواجد علي المرئيات الفضائية‪.‬‬

‫إزالة الضجيج ‪:noise removal‬‬


‫ف ي ھ ذه الخط وة م ن خط وات المعالج ة األولي ة يق وم برن امج الحاس ب اآلل ي بتطبي ق‬
‫معادالت رياضية إلزالة أية ضجيج أو تشوھات أخري ق د تك ون ح دثت أثن اء عملي ة االست شعار‬
‫ذاتھا‪.‬‬

‫‪ ٢-٥-٤‬تحليل المرئيات الفضائية‬


‫تب دأ خط وات تحلي ل المرئي ات الف ضائية ‪ image interpretation‬بخط وة تح سين‬
‫المرئي ة ‪ image enhancement‬وھ ي خط وة ت تم بواس طة ب رامج الحاس ب اآلل ي و تھ دف‬
‫الي تحسين قابلية التفسير البصري للمرئية عن طريق تحسين تباين المرئي ة لزي ادة ق درة التميي ز‬
‫الب صري ب ين االختالف ات ال ضئيلة ب ين المع الم ف ي الت درجات اللوني ة المختلف ة )أو ت درجات‬
‫‪edge‬‬ ‫الرم ادي للمرئي ات غي ر الملون ة(‪ .‬ث م ت أتي أي ضا خط وة تح سين ح واف المرئي ة‬
‫‪ enhancement‬بھدف زيادة وضوح األھداف علي جوانبھا واستخالص معلومات دقيق ة م ن‬
‫األطراف‪.‬‬

‫شكل )‪ (١٣-٤‬تحسين المرئيات الفضائية‬

‫تعد خطوة دمج المرئيات ‪ mosaic‬من أھ م خط وات االس تفادة الق صوى م ن المرئي ات‬
‫الف ضائية ب صفة عام ة‪ ،‬ف دمج ع دة مرئي ات ف ضائية ف ي مرئي ة واح دة كبي رة )موزاي ك( ي سمح‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪١٤٢‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫االستشعار عن بعد‬ ‫الفصل الرابع‬
‫______________________________________________________________‬

‫للمستخدم بدراسة الظاھرات المكانية في منطقة مكاني ة كبي رة م ن س طح األرض‪ .‬أي ضا ي ستخدم‬
‫دمج المرئيات في دمج ع دة مرئي ات مختلف ة الخ صائص بھ دف الح صول عل ي معلوم ات أكث ر‪،‬‬
‫فمثال يمكن دمج مرئية غير ملونة )بانكروماتية أو أحادية النطاق( لھ ا ق درة تميي ز مك اني كبي رة‬
‫مع مرئية من نوع آخر متعدد األطياف لھا قدرة تمييز مكانية قليلة‪ ،‬ومن ث م نح صل عل ي مرئي ة‬
‫جديدة لھا قدرة تمييز مكانية كبيرة ولھا عدة نطاقات طيفية أيضا‪.‬‬

‫شكل )‪ (١٤-٤‬دمج المرئيات الفضائية‬

‫‪ ٣-٥-٤‬تصنيف المرئيات الفضائية‬


‫يتم تحليل الصور الجوية ب صورة ب شرية تعتم د عل ي الخب رة العالي ة و الت دريب المكث ف‬
‫وتتطلب وقتا طويال كما سبق اإلش ارة إلي ه ف ي الف صل ال سابق‪ ،‬إال أن تحلي ل و تف سير المرئي ات‬
‫الفضائية غالبا يتم بصورة حاسوبية تعتمد علي استخدام برامج متخصصة‪ .‬عملية الت صنيف ھ ي‬
‫عملية الغرض منھا تقسيم المرئية الفضائية الي عدد من الفئ ات أو المجموع ات بحي ث تمث ل ك ل‬
‫فئ ة منھ ا ظ اھرة جغرافي ة مح ددة عل ي س طح األرض‪ .‬وتعتم د عملي ة الت صنيف عل ي طبيع ة‬
‫المنطقة )حضرية أو صحراوية أو جبلية أو زراعية ‪...‬الخ( و الدقة الم ساحية و الدق ة الطيفي ة و‬
‫الدقة الراديومترية للمرئية الفضائية المستخدمة‪.‬‬

‫ھناك أسلوبين إلتمام عملية تصنيف أو تفسير معالم المرئية الف ضائية‪ (١) :‬الت صنيف أو‬
‫التفسير غير المراقب ‪ unsupervised‬أو التصنيف اآللي‪ (٢) ،‬التصنيف أو التفسير المراق ب‬
‫‪ supervised‬أو التصنيف األكثر دقة‪.‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪١٤٣‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫االستشعار عن بعد‬ ‫الفصل الرابع‬
‫______________________________________________________________‬

‫شكل )‪ (١٥-٤‬مفھوم تصنيف المرئيات الفضائية‬

‫التصنيف غير المراقب‪:‬‬


‫التصنيف غير المراقب أو الت صنيف غي ر الموج ه أو الت صنيف اآلل ي ھ و عملي ة تف سير‬
‫المرئية الفضائية اعتمادا علي برنامج متخصص دون تدخل م ن الم ستخدم‪ .‬فكم ا س بق ال ذكر أن‬
‫لكل خلية من خاليا المرئية الفضائية عدد رقم ي يمث ل القيم ة ال ضوئية أو ك م اإلش عاع الم نعكس‬
‫من مساحة سطح األرض التي تمثلھا ھذه الخلية‪ ،‬ومن ثم يقوم البرن امج بتحدي د الخالي ا الت ي لھ ا‬
‫نفس العدد الرقمي أو التي تقع في فئة أو فترة محددة )مثال العدد الرقمي يتراوح بين ‪ ٥٥‬و ‪(٩٠‬‬
‫ويضم ھذه الخاليا في مجموعة واحدة‪ .‬توجد بعض األنظم ة القياس ية العالمي ة الموح دة لت صنيف‬
‫الفئات )مثل نظ ام تق سيم اس تعماالت األراض ي م ن ھيئ ة الم ساحة الجيولوجي ة األمريكي ة( وھ ي‬
‫نظ م تح دد ن وع الظ اھرة الجغرافي ة بن اءا عل ي فئ ات األع داد الرقمي ة أو الق يم ال ضوئية للخالي ا‪.‬‬
‫أيضا توجد بعض نظ م الت صنيف الوطني ة أو المحلي ة ومنھ ا عل ي س بيل المث ال النظ ام الم صري‬
‫لتصنيف األراضي الساحلية للمناطق الجافة و شبه الجافة‪ .‬ومن ثم يمكن للبرنامج أن يحدد فئ ات‬
‫تصنيف ظاھرات المرئية الفضائية اعتمادا علي أحد ھذه النظم القياسية للتصنيف‪.‬‬

‫التصنيف المراقب‪:‬‬
‫في ھذا األسلوب يقوم المستخدم بمراقبة أو توجيه عملي ة الت صنيف اآلل ي الت ي يق وم بھ ا‬
‫البرنامج عن طريق التدخل في تحديد دليل تصنيف عددي يمثل الخصائص الطيفية لكل نمط من‬
‫أنماط المعالم والظاھرات الجغرافية‪ .‬ويتم ھ ذا الت دخل الب شري م ن خ الل معلوم ات مح ددة ل دي‬
‫الم ستخدم م ن خ الل دراس ته للمنطق ة الجغرافي ة و معرف ة معلوم ات موثوق ا بھ ا ع ن طبيعتھ ا‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪١٤٤‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫االستشعار عن بعد‬ ‫الفصل الرابع‬
‫______________________________________________________________‬

‫وجغرافيتھ ا و مظاھرھ ا وذل ك م ن خ الل خ رائط أو مرئي ات ف ضائية قديم ة م صنفة فع ال‪ .‬وت تم‬
‫عملي ة الت دخل الب شري ھ ذه )وت سمي مرحل ة الت دريب( ف ي أج زاء م ن المرئي ة حي ث يمتل ك‬
‫الم ستخدم معلوم ات حقيقي ة ع ن طبيع ة ظ اھرات أو مع الم ھ ذه األج زاء وم ن ث م يق وم بعملي ة‬
‫تصنيف بشري لتحديد مجموعات وخصائص الظاھرات ف ي من اطق الت دريب تل ك‪ .‬ث م ت أتي بع د‬
‫ذلك مرحلة التصنيف لكامل المرئية الفضائية حيث تتم مقارنة القيمة الضوئية لكل خلية مع فئات‬
‫ت صنيف مرحل ة الت دريب‪ ،‬وف ي المرحل ة األخي رة م ن مراح ل الت صنيف المراق ب أو الت صنيف‬
‫الموج ه ي تم اس تخراج المن تج النھ ائي لعملي ة الت صنيف م ع إع داد دلي ل الت صنيف )ي شبه مفت اح‬
‫الخريطة( لتحديد طبيعة الظاھرات الجغرافية الممثل ة عل ي المرئي ة الف ضائية م ع إع داد الج داول‬
‫اإلحصائية لكل ظاھرة من ھذه الظاھرات )مثل المساحة والعدد و النسب المئوية ‪...‬الخ(‪.‬‬

‫‪ ٦-٤‬تفسير المرئيات الفضائية‬


‫تفسير المرئيات )وأيضا الصور الجوية( ھو علم و فن اس تنباط معلوم ات م ن المرئي ات‬
‫عن الخصائص النوعية للمعالم الجغرافية علي سطح األرض‪ .‬فھو علما مبني ا عل ي أس س علمي ة‬
‫كما أنه فن يعتمد عل ي خب رة الم ستخدم و قدرت ه عل ي التع رف عل ي الظ واھر المكاني ة‪ .‬وم ع أن‬
‫تف سير المرئي ات الف ضائية أص بح ي تم اآلن م ن خ الل ب رامج حاس وبية متخص صة إال أن دور‬
‫المستخدم و قدرته علي التفسير البصري لمعالم الصور مازال مؤثرا و حيويا‪.‬‬

‫‪ ١-٦-٤‬أھمية تفسير المرئيات‬


‫عل م تف سير المرئي ات ذا أھمي ة كبي رة ف ي ع دة تطبيق ات تنموي ة و بيئي ة لم ا تتمي ز ب ه‬
‫المرئيات ذاتھا من خصائص تشمل‪:‬‬
‫‪ -‬تحت وي المرئي ة عل ي ك م ھائ ل م ن المعلوم ات الت ي يمك ن اس تنباطھا للتع رف عل ي‬
‫خصائص معالم سطح األرض‪.‬‬
‫‪ -‬تمثل المرئية الواقع الحقيقي لجميع المعالم المكانية في لحظة التصوير‪.‬‬
‫‪ -‬تغطي المرئية مساحات كبيرة من س طح األرض مم ا ي سمح ب التعرف عل ي ع دد كبي ر‬
‫من المعالم و خصائصھا‪.‬‬
‫‪ -‬التصوير المتكرر علي فترات زمنية لنفس المنطقة الجغرافية يسمح باكتشاف و متابع ة‬
‫توزيع الظاھرات الجغرافية‪.‬‬
‫‪ -‬توضح المرئيات تفاصيل المناطق التي يصعب الوصول إليھا‪.‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪١٤٥‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫االستشعار عن بعد‬ ‫الفصل الرابع‬
‫______________________________________________________________‬

‫‪ -‬المرئي ات ال تعت رف بالح دود اإلداري ة و ال سياسية ب ين المن اطق مم ا ي سمح بمتابع ة‬
‫ظاھرة ممتدة بين عدة مناطق أو حتى عدة دول‪.‬‬

‫‪ ٢-٦-٤‬خطوات تفسير المرئيات‬


‫للبدء في تف سير مرئي ة ف ضائية )أو ص ورة جوي ة( ي تم التركي ز عل ي أربع ة خط وات أو‬
‫أربعة وظائف يقوم بھا مفسر المرئية‪:‬‬
‫التصنيف‪:‬‬
‫تصنيف المعالم علي المرئية ال ي مجموع ات مث ل مجموع ة المع الم ال سكنية و مجموع ة‬
‫المعالم الصناعية و مجموعة المعالم الزراعية و مجموعة الطرق ‪ ....‬الخ‪ .‬وتساعد ھ ذه الخط وة‬
‫المفسر فيما بعد الي التركيز علي تفسير كل مجموعة من ھذه المجموعات عل ي ح دي لم ا تتمت ع‬
‫به عناصر كل مجموعة من خصائص متشابھة‪.‬‬
‫التحديد‪:‬‬
‫يقوم مفسر المرئية بوضع حدود علي ال صورة لك ل مجموع ة م ن مجموع ات الت صنيف‬
‫السابق‪.‬‬
‫الترقيم‪:‬‬
‫للمعالم المتجانسة يبدأ المفسر في عد أو ت رقيم ھ ذه المع الم‪ ،‬فم ثال يح صي ع دد المن ازل‬
‫في الصورة أو عدد المصانع في المرئية‪.‬‬
‫القياس‪:‬‬
‫يقوم المفسر أيضا بإجراء بعض القياس ات العام ة مث ل الم سافات ب ين المع الم المكاني ة و‬
‫م ساحة امت داد ك ل ظ اھرة مح ددة‪ .‬وھ ذه القياس ات تك ون مفي دة ف ي التع رف عل ي الخ صائص‬
‫النوعية و االنتشار المكاني لكل ظاھرة جغرافية‪.‬‬

‫يجب توافر بع ض ال شروط ف ي مف سر ال صور الجوي ة حت ى يمكن ه إتم ام عملي ة التف سير‬
‫البصري للمرئية بكفاءة و إتقان‪ ،‬ومنھا علي سبيل المثال‪:‬‬
‫‪ -‬أن يكون لديه خلفية علمي ة جي دة ع ن تقني ات االست شعار ع ن بع د و الت صوير الج وي‪،‬‬
‫فعلي سبيل المثال وكما سبق الذكر أن ألوان المرئيات أو الصور الجوية باألشعة تح ت‬
‫الحمراء تختلف كلية عن ألوان الصور الجوية العادية‪.‬‬
‫‪ -‬أن يك ون لدي ه خلفي ة علمي ة والمام ا جي دا بأس س عل وم األرض‪ ،‬مث ل الزراع ة )أن واع‬
‫المحاصيل( و التربة )أنواع التربة( و الجيولوجيا )أنواع الصخور(‪.‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪١٤٦‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫االستشعار عن بعد‬ ‫الفصل الرابع‬
‫______________________________________________________________‬

‫‪ -‬أن يكون لديه ت دريبا جي دا عل ي اس تخدام األجھ زة المناس بة مث ل االستري سكوب والت ي‬
‫تساعده في عملية تفسير الصور‪.‬‬
‫‪ -‬أن يت وافر لدي ه معلوم ات جي دة ع ن المنطق ة الم صورة وذل ك م ن خ الل الخ رائط‬
‫الطبوغرافية و الجيولوجية لھذه المنطقة‪.‬‬

‫‪ ٣-٦-٤‬عناصر تفسير المرئيات‬


‫لتحديد خصائص و أنواع المعالم الجغرافي ة عل ي المرئي ة ي تم فح ص ع دد م ن العناص ر‬
‫الھامة التي من خاللھا يمكن التع رف عل ي طبيع ة المع الم و أنواعھ ا‪ ،‬ومنھ ا‪ :‬الحج م و ال شكل و‬
‫درجة اللون و الظل و النمط و المظھر و الموقع‪.‬‬

‫الحجم‪:‬‬
‫حجم الھدف علي المرئي ة م ن أھ م خصائ صه‪ ،‬فبقي اس ط ول و ع رض أي معل م مك اني‬
‫عل ي ال صورة ومعرف ة مقي اس رس م المرئي ة ذاتھ ا يمك ن تق دير م ساحة المع الم المكاني ة عل ي‬
‫األرض ومن ثم التفرقة بين المعالم حتى و إن كانت متشابھة في ال شكل‪ .‬فعل ي س بيل المث ال ف أن‬
‫شكل منزل عادي أو قصر أو برج سكني ربم ا يكون وا مت شابھين ف ي المرئي ة‪ ،‬إال أن الم ساحات‬
‫س تختلف مم ا يمك ن المف سر م ن تحدي د أن واع ھ ذه المن شئات ال سكنية‪ .‬كم ا أن تميي ز المجمع ات‬
‫التجاري ة الكبي رة داخ ل المن اطق ال سكنية ق د يك ون س ھال م ن التع رف عل ي حجمھ ا و م ساحاتھا‬
‫الكبيرة نسبيا مقارنة بما حولھا من معالم‪.‬‬

‫شكل )‪ (١٦-٤‬حجم المعالم الجغرافية عند تفسير الصور الجوية‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪١٤٧‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫االستشعار عن بعد‬ ‫الفصل الرابع‬
‫______________________________________________________________‬

‫الشكل‪:‬‬
‫توجد عدة أنواع من المع الم المكاني ة ذات ش كل مح دد متع ارف علي ه م ن حي ث التك وين‬
‫والتركيب العام لھا وبالتالي يمكن تمييزھا بسھولة علي المرئي ات أو ال صور الجوي ة م ن ش كلھا‪.‬‬
‫فمثال يمكن التمييز بين الطرق والتي غالبا تك ون ف ي خط وط م ستقيمة و ب ين الت رع و المج اري‬
‫المائية التي قد تأخذ خطوطا متعرجة‪ .‬كما أن أشكال بعض المعالم المكاني ة ‪ -‬مث ل مالع ب ك رة‬
‫القدم و المطارات ‪ -‬تكون شبه ثابتة ولھ ا خ صائص مح ددة تجع ل تمييزھ ا عل ي ال صور الجوي ة‬
‫سريعا‪.‬‬

‫شكل )‪ (١٧-٤‬شكل المعالم الجغرافية عند تفسير الصور الجوية‬


‫الظالل‪:‬‬
‫تلعب ظالل المعالم المكانية دورا ھاما في التمييز بين أنواع الظاھرات‪ ،‬فمثال من خ الل‬
‫الظل يمكن التفرق ة ب ين األش جار و أعم دة اإلن ارة و الكھرب اء )ق د يك ون ال شكل متق ارب بي نھم(‬
‫وبين الطرق و الكباري‪ .‬كما أن قياس الظل و معرفة وقت و ت اريخ المرئي ة أو ال صورة الجوي ة‬
‫يساعد المفسر في حساب ارتفاعات المعالم المكانية مثل األبراج و الخزانات‪.‬‬

‫شكل )‪ (١٨-٤‬ظالل المعالم الجغرافية عند تفسير الصور الجوية‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪١٤٨‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫االستشعار عن بعد‬ ‫الفصل الرابع‬
‫______________________________________________________________‬

‫درجة اللون‪ /‬التدرج اللوني‪:‬‬


‫ف ي المرئي ات و ال صور الجوي ة غي ر الملون ة )أب يض و أس ود( يمك ن االس تدالل عل ي‬
‫معلومات ھامة للمعالم المكانية علي الصورة م ن خ الل مالحظ ة درج ة لونھ ا أو م دي إض اءتھا‬
‫وسطوعھا النسبي علي الصورة‪ .‬فلكل ظاھرة مكاني ة ق درة مح ددة عل ي عك س ج زء م ن الطاق ة‬
‫الكھرومغناطيسية الواقعة عليھا‪ ،‬مما يجعل كل ظ اھرة تظھ ر عل ي المرئي ة بدرج ة م ن درج ات‬
‫اللون الرمادي تختلف عن درجة الظاھرات األخرى‪ .‬فالظاھرات الملساء أو الناعمة تظھر بل ون‬
‫رمادي فاتح بينما الظاھرات ذات األسطح الخشنة ستظھر بلون داكن‪ .‬وكمثال فأن الترب ة الجاف ة‬
‫س تظھر عل ي المرئي ة بل ون ف اتح بينم ا الترب ة الرطب ة س تظھر بل ون داك ن‪ .‬أم ا ف ي المرئي ات و‬
‫الصور الجوية الملونة فأن التدرج اللوني يكون ذو داللة ھام ة ف ي تف سير ال صور و التميي ز ب ين‬
‫الظاھرات الجغرافية ذات اللون الواحد‪ .‬فالتربة الجافة مثال س تظھر بل ون بن ي ف اتح بينم ا الترب ة‬
‫الرطبة س تظھر بل ون بن ي داك ن‪ ،‬وف ي ال سواحل س تكون المي اه غي ر العميق ة زرق اء فاتح ة بينم ا‬
‫ستظھر المناطق العميقة من البحار بلون أزرق داكن‪.‬‬

‫شكل )‪ (١٩-٤‬التدرج اللوني للمعالم الجغرافية عند تفسير الصور الجوية‬

‫النموذج‪:‬‬
‫بع ض الظ اھرات المكاني ة يك ون لھ ا نموذج ا أو نمط ا معين ا ف ي انت شارھا المك اني مم ا‬
‫يساعد مفسر المرئي ات و ال صور الجوي ة عل ي تمييزھ ا و التفرق ة بينھ ا و ب ين المع الم األخ رى‪.‬‬
‫فعلي سبيل المثال فأن نم ط انت شار الب ساتين يك ون منتظم ا م ن حي ث الم سافات الت ي تف صل ب ين‬
‫األش جار الت ي تك ون بحج م كبي ر ن سبيا‪ ،‬بينم ا يك ون نم ط أو نم وذج حق ول الحب وب ف ي خط وط‬
‫طويل ة منتظم ة وذات حج م أق ل‪ .‬وف ي داخ ل الم دن يمك ن التميي ز ب ين ال نمط المن تظم لألحي اء‬
‫المخطط ة م ن حي ث انتظ ام ال شوارع والمب اني و ال نمط الع شوائي للمن اطق الع شوائية غي ر‬
‫المخططة عمرانيا من حيث الشوارع الضيقة غير منتظمة الشكل‪.‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪١٤٩‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫االستشعار عن بعد‬ ‫الفصل الرابع‬
‫______________________________________________________________‬

‫شكل )‪ (٢٠-٤‬نموذج المعالم الجغرافية عند تفسير الصور الجوية‬

‫المظھر أو النسيج‪:‬‬
‫المظھر أو النسيج ھو مدي نعوم ة أو خ شونة ش كل الظ اھرة الجغرافي ة عل ي المرئي ة أو‬
‫الصورة الجوية‪ ،‬وھو خاصية مفيدة للتمييز بين أنواع المع الم المكاني ة وان ك ان لھ ا نف س درج ة‬
‫اللون‪ .‬فمثال السطح المعدني يكون لونه ناعم علي ال صورة بينم ا يظھ ر ال سطح ال صخري بل ون‬
‫خشن‪ ،‬وأيضا تظھر الحشائش ناعمة علي الصور الجوية بينما تكون األشجار خشنة المظھر‪.‬‬

‫شكل )‪ (٢١-٤‬مظھر المعالم الجغرافية عند تفسير الصور الجوية‬

‫الوقت‪:‬‬
‫يلعب تاريخ و وقت التصوير دورا ھاما في تفسير المعالم المكانية علي الصور الجوي ة‪،‬‬
‫فمثال سيختلف شكل المحاصيل الزراعية في بداية مرحلة زراعتھا ع ن ش كلھا أثن اء فت رة نموھ ا‬
‫و شكلھا قبل الحصاد‪ .‬ومن ثم فأن معرف ة ت اريخ الت صوير الف ضائية أو الت صوير الج وي ي ساعد‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪١٥٠‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫االستشعار عن بعد‬ ‫الفصل الرابع‬
‫______________________________________________________________‬

‫المفسر ف ي تحدي د أن واع المحاص يل الزراعي ة‪ .‬كم ا أن الح صول عل ي ع دد م ن ال صور الجوي ة‬
‫مختلفة التاريخ يساعد ف ي دراس ة التغي ر الزمن ي و النم و العمران ي الح ادث ف ي منطق ة جغرافي ة‬
‫معينة‪.‬‬

‫شكل )‪ (٢٢-٤‬تاريخ المعالم الجغرافية عند تفسير الصور الجوية‬

‫الموقع‪:‬‬
‫يفيد موقع المعلم المكاني علي المرئيات و الصور الجوي ة ف ي اس تنباط معلوم ات أح ري‬
‫مفي دة‪ ،‬فم ثال وج ود مج ري م ائي ي دل عل ي منطق ة منخف ضة الت ضاريس‪ ،‬ووج ود ح شائش أو‬
‫مراعي يدل علي أن التربة و المناخ في ھذه المنطقة مالئمين لبعض أنواع الزراعات‪.‬‬

‫االستعماالت األرضية‪:‬‬
‫يعطي وجود ظاھرة جغرافية معينة عل ي المرئي ة أو ال صورة الجوي ة معلوم ات إض افية‬
‫ع ن اس تعماالت األراض ي ف ي ھ ذه المنطق ة‪ .‬فم ثال وج ود آب ار ي دل عل ي ت وافر مخ زون م ائي‬
‫جوفي‪ ،‬ووجود مزرعة يدل عل ي ترب ة مناس بة للزراع ة ووج ود محج ر ي دل عل ي بع ض أن واع‬
‫الصخور وھكذا‪.‬‬

‫‪ ٤-٦-٤‬المعالم الجغرافية علي المرئيات‬


‫ق د تختل ف ش كل الظ اھرات الجغرافي ة ف ي الحقيق ة ع ن ش كلھا الظ اھر ف ي المرئي ات أو‬
‫ال صور الجوي ة خاص ة ف ي ال صور ذات مق اييس الرس م ال صغيرة‪ ،‬إال أن مف سر المرئي ة وبع د‬
‫التدريب الجيد واكتساب الخبرة الالزمة يستطيع التمييز بسرعة بين المعالم الجغرافية خاصة م ع‬
‫استخدام أجھزة االستريسكوب )في حالة وجود تداخل( أو أجھزة تكبير و تجسيم الصور‪.‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪١٥١‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫االستشعار عن بعد‬ ‫الفصل الرابع‬
‫______________________________________________________________‬

‫تعد تضاريس سطح األرض من الظاھرات التي يسھل التعرف عليھا في الصور الجوية‬
‫وتحدي د المرتفع ات والمن اطق الجبلي ة وتمييزھ ا ع ن المن اطق الم ستوية و المنخف ضات‪ .‬كم ا أن‬
‫التمييز بين أنواع التكوينات الجيولوجي ة ل سطح األرض يمك ن مالحظت ه ب سھولة لمف سر المرئي ة‬
‫ذو الخب رة الجي دة‪ .‬وكم ا س بق ال ذكر أن االس تعانة ب الخرائط الطبوغرافي ة و الجيولوجي ة ل نفس‬
‫المنطقة ‪ -‬حتى و إن كان ت قديم ة بع ض ال شيء ‪ -‬يع د ع امال م ساعدا للمف سر ف ي إتم ام التف سير‬
‫الجيد‪.‬‬

‫شكل )‪ (٢٣-٤‬تضاريس سطح األرض عند تفسير المرئية الفضائية‬

‫تظھ ر النبات ات الطبيعي ة عل ي المرئي ات أو ال صور الجوي ة بل ون داك ن ف ي الغال ب وان‬


‫كان ت درج ة الل ون تختل ف بن اءا عل ي أن واع و عم ر األش جار‪ .‬أم ا ط رق المواص الت ف يمكن‬
‫التمييز ب ين الط رق المرص وفة والت ي تظھ ر بل ون داك ن أمل س والط رق غي ر المرص وفة والت ي‬
‫تظھر بلون فاتح خشن‪.‬‬

‫شكل )‪ (٢٤-٤‬طرق المواصالت عند تفسير الصور الجوية‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪١٥٢‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫االستشعار عن بعد‬ ‫الفصل الرابع‬
‫______________________________________________________________‬

‫‪ ٧-٤‬تقنيات أخري‬
‫معظم األقمار الصناعية العاملة في مجال االستشعار عن بع د تتعام ل م ع ص ور منف ردة‬
‫أي بدون وجود تداخل بين كل صورتين متتاليتين‪ ،‬مما يجعل من عملية قي اس ارتفاع ات المع الم‬
‫المكانية علي المرئيات غير ممكن ة‪ .‬إال أن ھن اك بع ض األقم ار ال صناعية )مث ل القم ر الفرن سي‬
‫سبوت ‪ (٥‬تتيح إمكاني ة التح سس المت داخل للح صول عل ي المرئي ات المزدوج ة وم ن ث م إمكاني ة‬
‫قياس المناسيب و استخدامھا في تطوير الخرائط الكنتورية و نماذج االرتفاعات الرقمية‪ .‬وعل ي‬
‫الجان ب اآلخ ر فتوج د أن واع م ن األقم ار ال صناعية المخص صة للعم ل بأش عة ال رادار )أي أنھ ا‬
‫أقمار فاعلة وليست س لبية( وتت يح بياناتھ ا اس تنباط المناس يب و بي ان اختالف ات الت ضاريس عل ي‬
‫سطح األرض‪.‬‬

‫‪ ١-٧-٤‬تقنيات المسح الراداري باألقمار الصناعية‬


‫أطلقت وكالة الفضاء األمريكية )ناسا( في عام ‪١٩٩٩‬م )‪ ١٤١٩‬ھـ( بالتعاون مع الياب ان‬
‫تقنية قياس االنعكاس الراديومتري الحراري المحمول فضائيا أو اختصارا "أستر"‪ .‬ي تم التح سس‬
‫أو االستشعار في ھذه التقنية من خالل ‪ ١٤‬نطاق ا م ن نطاق ات الطاق ة الكھرومغناطي سية تت راوح‬
‫م ا ب ين نطاق ات ال ضوء المرئ ي و نطاق ات األش عة تح ت الحم راء الحراري ة‪ .‬وتت يح ھ ذه التقني ة‬
‫مرئيات فضائية بتغطية مكانية ‪ ٦٠×٦٠‬كيل ومتر و ذات ق درة تميي ز مكاني ة ‪١٥‬مت ر لالست شعار‬
‫المرئ ي‪ ٣٠ ،‬لالست شعار باألش عة تح ت الحم راء القريب ة‪ ٩٠ ،‬مت ر لالست شعار باألش عة تح ت‬
‫الحمراء الحرارية‪ .‬لكن أھم مميزات تقنية أستر أنھا تتيح الت صوير الم زدوج )وج ود ت داخل ب ين‬
‫كل صورتين متتاليتين( مما يمك ن م ن اس تنباط مناس يب المع الم المكاني ة بھ دف تط وير الخ رائط‬
‫الطبوغرافية‪ .‬كما أن مرئيات ھذه التقنية متاحة مجان ا للم ستخدمين ح ول الع الم م ن خ الل موق ع‬
‫رابط‪:‬‬ ‫ي ال‬ ‫تف‬ ‫بكة االنترن‬ ‫يش‬ ‫ضاء عل‬ ‫ا للف‬ ‫ة ناس‬ ‫وكال‬
‫‪ . http://asterweb.jpl.nasa.gov/data.asp‬كما قامت وكالة الف ضاء األمريكي ة وم ن‬
‫خالل مرئيات تقنية أستر بتطوير نموذج ارتفاع ات رقمي ة يغط ي الع الم كل ه ويوض ح ت ضاريس‬
‫س طح األرض بدرج ة تميي ز مكاني ة )حج م الخلي ة( تبل غ ‪ ٣٠‬مت ر‪ .‬وھ ذا النم وذج مت اح للتحمي ل‬
‫مجانا للمستخدمين في الرابط‪. http://www.gdem.aster.ersdac.or.jp:‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪١٥٣‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫االستشعار عن بعد‬ ‫الفصل الرابع‬
‫______________________________________________________________‬

‫شكل )‪ (٢٥-٤‬نموذج لتضاريس مدينة مكة المكرمة بناءا علي تقنية أستر‬

‫أطلق ت وكال ة الف ضاء األمريكي ة )ناس ا( ف ي فبراي ر ‪٢٠٠٠‬م )ش وال ‪ ١٤٢٠‬ھ ـ( مك وك‬
‫الفضاء الت ابع لھ ا وعل ي متن ه جھ از رادار خ اص لقي اس مناس يب س طح األرض لمعظ م أج زاء‬
‫اليابسة )من دائرة عرض ‪ ٥٦‬جنوبا الي دائرة عرض ‪ ٦٠‬شماال( وأطلق عل ي ھ ذه المھم ة اس م‬
‫مھمة الرادار الطبوغرافي بمكوك الفضاء أو اختصارا "أس أر تي أم"‪ .‬ومن خ الل قياس ات ھ ذه‬
‫المھم التي استغرقت ‪ ١١‬يوم أمك ن بتط وير نم وذج ارتفاع ات رقمي ة يغط ي الع الم كل ه ويوض ح‬
‫ت ضاريس س طح األرض بدرج ة تميي ز مكاني ة )حج م الخلي ة( تبل غ ‪ ٩٠٠ ،٩٠ ،٣٠‬مت ر‪ .‬وھ ذا‬
‫النم وذج مت اح للتحمي ل مجان ا للم ستخدمين )لحج م الخلي ة ‪ ٩٠‬و ‪ ٩٠٠‬مت ر فق ط( ف ي ال رابط‪:‬‬
‫‪http://www2.jpl.nasa.gov/strm/‬‬

‫أس أر تي أم‬
‫شكل )‪ (٢٦-٤‬نموذج لتضاريس مدينة مكة المكرمة بناءا علي تقنية ٍ‬

‫تبلغ دقة نماذج االرتفاع ات الرقمي ة العالمي ة ع دة أمت ار )م ثال ‪ ٦ ±‬مت ر لنم وذج أس أر‬
‫تي أم و ‪ ٩ ±‬متر لنموذج أستر( مما يدل علي أنھا غير مناسبة للتطبيقات الھندسية أو الح ضرية‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪١٥٤‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫االستشعار عن بعد‬ ‫الفصل الرابع‬
‫______________________________________________________________‬

‫أو إنتاج الخرائط الطبوغرافية ذات مقاييس الرسم الكبيرة‪ .‬لكن وعلي الجان ب اآلخ ر ف أن وج ود‬
‫ھ ذه النم اذج العالمي ة متاح ة مجان ا تجعلھ ا مناس بة ‪ -‬م ن وجھ ة النظ ر االقت صادية ‪ -‬لكثي ر م ن‬
‫المستخدمين خاصة في التطبيقات اإلقليمية والبيئي ة و الخ رائط الطبوغرافي ة ذات مق اييس الرس م‬
‫المتوسطة و الصغيرة‪.‬‬

‫‪ ٢-٧-٤‬تقنيات المسح الليزري بالطائرات‬


‫ف ي العق دين األخي رين ت م تط وير تقني ة جدي دة أطل ق عليھ ا اس م نظ م التح سس و القي اس‬
‫الضوئي المحمولة أو اختصارا اسم ليدار‪ .‬تعتم د ھ ذه التقني ة عل ي وض ع جھ از لي زر عل ي م تن‬
‫طائرة حيث يق وم ب إطالق أش عة اللي زر واس تقبالھا و ت سجيلھا بع د انعكاس ھا م ن س طح األرض‪،‬‬
‫وم ن ھ ذه القياس ات يمك ن ح ساب مناس يب المع الم المكاني ة‪ .‬وبوج ود جھ از قي اس اإلح داثيات‬
‫بالرص د عل ي األقم ار ال صناعية )ج ي ب ي أس( عل ي م تن الط ائرة ف يمكن قي اس اإلح داثيات‬
‫الجغرافية األفقية )خط الط ول و دائ رة الع رض( لك ل لحظ ة م ن لحظ ات إط الق أش عة ال رادار‪،‬‬
‫وبالتالي فتتوافر اإلحداثيات الجغرافية الثالثية )خط الط ول ودائ رة الع رض و المن سوب( لجمي ع‬
‫النقاط المرصودة طوال مسار الطائرة‪ .‬ويوجد نوعين رئيسين من نظم الليدار أح دھما مخ صص‬
‫للمسح الراداري لليابسة بينما الثاني مخصص للمسح الراداري ألعماق البحار‪.‬‬

‫شكل )‪ (٢٧-٤‬تقنية المسح الليزري المحمول جوا‬

‫مع أن تقنية المسح الليزري المحمول جوا بدأت حكومية في المق ام األول ف ي الت سعينات‬
‫م ن الق رن الع شرين الم يالدي‪ ،‬إال أن انت شار تطبيقاتھ ا و اس تخداماتھا ف ي الم سح الطب وغرافي‬
‫جعلھا تتح ول أي ضا ال ي تقني ة تجاري ة ف ي ال سنوات األخي رة‪ .‬وتتف وق تقني ة اللي دار عل ي تقني ات‬
‫الت صوير الج وي ف ي أنھ ا تقني ة ش به آلي ة ال تحت اج لت دخل الم ستخدم كثي را ف ي عملي ات جم ع‬
‫البيان ات وتط وير الخ رائط الكنتوري ة‪ ،‬كم ا أن دق ة الم سح اللي زري ت صل ال ي ح دود ع شرة‬
‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪١٥٥‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫االستشعار عن بعد‬ ‫الفصل الرابع‬
‫______________________________________________________________‬

‫سنتيمترات أو أقل‪ ،‬كما يستطيع جھاز الليزر قياس مناسيب عدة نقاط )تصل ال ي ‪ ١٢‬نقط ة( ف ي‬
‫المتر المربع الواحد مما يزيد من كثافة النقاط ودق ة رس م التفاص يل الطبوغرافي ة‪ ،‬باإلض افة ال ي‬
‫أن التكلفة االقتصادية لھذه التقنية أقل كثيرا من تكلفة التصوير الجوي‪.‬‬

‫‪ ٣-٧-٤‬االستشعار الراداري الفاعل باألقمار الصناعية‬


‫توجد ع دة نظ م لتطبيق ات االست شعار الفاع ل حي ث يق وم القم ر ال صناعي ب إطالق أش عة‬
‫ال رادار وت سجيلھا بع د انعكاس ھا م رة أخ ري م ن س طح األرض‪ .‬وم ن ھ ذه ال نظم ‪ -‬عل ي س بيل‬
‫المثال ‪ -‬تقنية المنفذ الراداري الصناعي أو اختصارا "سار"‪ ،‬حيث يتم وضع جھاز الرادار عل ي‬
‫متن القمر الصناعي )وأحيانا علي متن طائرة(‪ .‬تعتمد ھذه التقنية علي استقبال األش عة المنعك سة‬
‫من سطح األرض من خالل طبق استقبال "أنتنا" مثبتة عل ي س طح القم ر ال صناعي‪ ،‬أي أن ع دة‬
‫مناطق من ھذا الطبق تستقبل األشعة المنعكسة مما يعني وجود أكثر من صورة للمعل م األرض ي‬
‫ومن ثم إمكانية تحديد طبيعة ھ ذا المعل م بق درة تمييزي ة كبي رة‪ .‬كم ا تتمي ز ھ ذه التقني ة ب أن أش عة‬
‫ال رادار ال تت أثر ب الغيوم و ال سحب الموج ودة ف ي طبق ات الغ الف الج وي مم ا يجع ل مرئياتھ ا‬
‫مناسبة لتطبيقات الزراعة و الجيولوجيا والھيدرولوجيا‪ .‬ومن أمثلة األقمار الصناعية الت ي تطب ق‬
‫تقني ة "س ار" القم ر ال صناعي األوروب ي أي أر أس ‪ ٢‬و القم ر ال صناعي الكن دي رادارس ات‪٢-‬‬
‫والقمر الصناعي االيطالي تيراسار اكس والقمر الصناعي الياباني ألوس‪.‬‬

‫شكل )‪ (٢٨-٤‬تقنية المنفذ الراداري الصناعي "سار"‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪١٥٦‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫المساحة األرضية‬ ‫الفصل الخامس‬
‫______________________________________________________________‬

‫الفصل الخامس‬
‫المساحة األرضية‬

‫‪ ١-٥‬مقدمة‬
‫عل م الم ساحة ھ و العل م ال ذي يبح ث ف ي تحدي د المواق ع للمظ اھر الطبيعي ة و الب شرية‬
‫الموجودة علي أو تحت سطح األرض وتمثي ل ھ ذه المظ اھر عل ي خ رائط تقليدي ة )مطبوع ة( أو‬
‫رقمية )باستخدام الحاس ب اآلل ي(‪ .‬أي ضا يمك ن تعري ف عل م الم ساحة بأن ه العل م ال ذي يبح ث ف ي‬
‫الط رق المناس بة لتمثي ل س طح األرض عل ى خ رائط بحي ث ي شمل ھ ذا التمثي ل بي ان جمي ع‬
‫المحتويات القائمة والموجودة على سطح األرض ‪ ،‬سواء أكانت طبيعية )مث ل الھ ضاب والجب ال‬
‫والصحاري واألنھار والبحار والمحيطات( أو كانت صناعية )مث ل الت رع والم صارف والقن اطر‬
‫والسدود والطرق وخطوط السكك الحديدية والمنشآت والمباني والمدن وحدود الدول السياسية( ‪،‬‬
‫صغرة‬
‫ّ‬ ‫وكذلك حدود الملكيات الخاصة والعامة‪ .‬ومن الواجب أن تكون الخريطة صورة صادقة م‬
‫للطبيعة التي تمثلھا‪ ،‬وأن تؤدي الغرض الذي عملت من أجله تاما كامال‪.‬‬

‫‪ ٢-٥‬نبذة تاريخية‬
‫ترج ع ب دايات عل م الم ساحة إل ي آالف ال سنين حي ث وج دت آث ار ت دل عل ي أن ق دماء‬
‫المصريين )ألف و خمسمائة عام قبل الميالد( قد استخدموا المساحة في قياس و تحديد الملكي ات‬
‫الزراعية وذل ك بھ دف ح ساب م ساحات األراض ي الزراعي ة لتق دير ال ضرائب لھ ا ‪ ،‬وأي ضا ف ي‬
‫إعادة تثبيت عالمات حدود الملكيات بعد حدوث فيضان ع الي لنھ ر الني ل‪ .‬وأس تخدم الم صريون‬
‫الق دماء أدوات ب سيطة لقي اس الم سافات و اخترع وا وح دات لھ ا‪ .‬وك ان يطل ق عل ي الع املين‬
‫بالمساحة أسم "شادي الحب ل" ‪ Rope Stretchers‬حي ث ك انوا ي ستخدمون الحب ال ف ي قي اس‬
‫المسافات‪ .‬كما تثبت الخصائص الھندسية ألھرامات الجيزة ف ي م صر )وخاص ة ت ساوي أض الع‬
‫األضالع بدقة و التوجه ال دقيق لجھ ة ال شمال( وك ذلك اختي ار موق ع معب د أب و س مبل ف ي جن وب‬
‫م صر )بحي ث تتعام د أش عة ال شمس عل ي وج ه تمث ال المل ك تحدي دا ف ي ي وم عي د م يالده( أن‬
‫المصريين القدماء كانت لديھم خبرة جيدة بأعمال المساحة‪.‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪١٥٧‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫المساحة األرضية‬ ‫الفصل الخامس‬
‫______________________________________________________________‬

‫شكل )‪ (١-٥‬قياسات المساحة في عھد قدماء المصريين‬

‫وم ن أش ھر التج ارب الم ساحية ف ي ذل ك الع صر م ا ق ام ب ه الع الم اإلغريق ي أراتوس تين‬
‫‪ - Eratosthenes‬في عام ‪ ٢٠٠‬قب ل الم يالد تقريب ا ف ي مدين ة اإلس كندرية ‪ -‬بمحاول ة ح ساب‬
‫محيط األرض والتي كانت بداية علم المساحة الجيوديسية‪ .‬وتال ذلك ابتكار اليون انيون والروم ان‬
‫لعدد من أجھزة المساحة لعمل التوجيه والتسوية‪ ،‬ويعتبر العالم اليون اني ھي رون ‪ - Heron‬ف ي‬
‫ع ام ‪ ١٢٠‬قب ل الم يالد ‪ -‬الرائ د األول ف ي الم ساحة وال ذي حولھ ا إل ي عل م متخ صص يحت اج‬
‫للدراسة و التدريب‪.‬‬

‫وقد أضاف علماء المسلمين إضافات علمية قوية لعلم المساحة فقد ابتك روا أجھ زة قي اس‬
‫الزوايا والتوجيه مثل جھاز اإلسطرالب واألجھزة الدقيق ة للت سوية ‪ ،‬كم ا برع وا ف ي الرياض يات‬
‫التي يقوم عليھا علم المساحة مثل الع الم الكبي ر الخ وارزمي ال ذي أن شأ أول خريط ة دقيق ة للع الم‬
‫عرفت باسم خريطة المأمون‪.‬‬

‫شكل )‪ (٢-٥‬جھاز اإلسطرالب لقياس الزوايا‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪١٥٨‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫المساحة األرضية‬ ‫الفصل الخامس‬
‫______________________________________________________________‬

‫ومع بداية القرن الثامن عشر الم يالدي ب دأ إن شاء ش بكات الثواب ت األرض ية ف ي أوروب ا‬
‫بھدف إقامة العالمات المساحية التي تسمح بالتحديد الدقيق للمواقع لكل دولة‪.‬‬

‫شكل )‪ (٣-٥‬نماذج ألجھزة ثيودوليت قديمة لقياس الزوايا‬

‫‪ ٣-٥‬أقسام المساحة‬
‫توجد عدة تق سيمات ألن واع تطبيق ات الم ساحة س واء م ن حي ث مج ال االس تخدام أو م ن‬
‫حيث الھدف من العمل الم ساحي أو م ن حي ث الجھ از الم ساحي الم ستخدم ‪ ...‬ال خ‪ .‬إال أن أق سام‬
‫المساحة ھي‪:‬‬

‫)أ( المساحة األرضية ‪:Terrestrial Survey‬‬


‫تشمل المساحة األرضية تطبيقات و قياسات علم المساحة علي س طح األرض م ن خ الل‬
‫أجھزة موضوعة علي سطح األرض ‪ ،‬وتنقسم طبقا لطبيعة ھذه القياسات إلي نوعين أساسيين‪:‬‬
‫أ‪ ١-‬المساحة الجيوديسية ‪:Geodetic Survey‬‬
‫في ھذا النوع من علوم المساحة يتم االعتماد علي الشكل الحقيقي ش به الك روي ل ألرض‬
‫‪ -‬وال ذي ھ و ش كل غي ر م ستوي ‪ -‬وم ن ث م تعتم د األجھ زة و ط رق الح سابات الم ستخدمة ف ي‬
‫الم ساحة الجيودي سية عل ي ھ ذا المب دأ الھ ام‪ .‬غالب ا ي تم اس تخدام الم ساحة الجيودي سية ف ي تمثي ل‬
‫مساحات كبيرة من سطح األرض‪.‬‬
‫أ‪ ٢-‬المساحة المستوية ‪:Plane Survey‬‬
‫عند إجراء القياسات الم ساحية ف ي منطق ة ص غيرة م ن س طح األرض )ع دة كيل ومترات‬
‫مربعة( يمكن إھمال ال شكل الحقيق ي ل ألرض واالكتف اء ب افتراض أن ھ ذا الج زء ال صغير يمك ن‬
‫تمثيله كمستوي ‪ ،‬ومن ھنا جاء أسم المساحة المستوية‪.‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪١٥٩‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫المساحة األرضية‬ ‫الفصل الخامس‬
‫______________________________________________________________‬

‫تنقسم المساحة الم ستوية إل ي ف رعين‪ (١) :‬الم ساحة التف صيلية ‪Cadastral Survey‬‬
‫والتي تھتم بتوضيح حدود الملكي ات العام ة و الخاص ة ويك ون ھ ذا التمثي ل باس تخدام بع دين فق ط‬
‫)الط ول و الع رض( لك ل ھ دف ول ذلك ي سمي ھ ذا الن وع م ن أق سام الم ساحة بالم ساحة ثنائي ة‬
‫األبعاد‪ (٢) ،‬المساحة الطبوغرافية ‪ Topographic Survey‬والتي تھ تم بقي اس البع د الثال ث‬
‫)االرتفاع أو االنخفاض( لكل ھدف بحيث يتم تمثيله من خ الل ثالث ة أبع اد‪ :‬الط ول و الع رض و‬
‫االرتفاع‪ .‬ولذلك تسمي المساحة الطبوغرافية باسم المساحة ثالثية األبعاد‪.‬‬

‫كما توج د بع ض التق سيمات األخ رى للم ساحة الم ستوية حي ث يق سمھا ال بعض إل ي ع دة‬
‫أنواع طبقا للھدف من المشروع المساحي ذاته مثل‪:‬‬
‫‪ -‬الم ساحة األرض ية أو التف صيلية ‪ :Land or Cadastral Survey‬تھ تم بالتحدي د‬
‫الدقيق للمواقع و الحدود لقطع األراضي في منطقة صغيرة‪.‬‬
‫‪ -‬الم ساحة الطبوغرافي ة ‪ :Topographic Survey‬تھ تم بجم ع األرص اد و القياس ات‬
‫األفقية وكذلك االرتفاعات للمظاھر الطبيعية و البشرية لتطوير الخرائط ثالثية األبعاد‪.‬‬
‫‪ -‬المساحة الھندسية أو اإلنشائية ‪ :Engineering or Construction Survey‬تھ تم‬
‫بجمع القياسات لكل مراحل تنفيذ المشروعات الھندسية‪.‬‬
‫‪ -‬م ساحة الط رق ‪ :Route Survey‬تھ تم لتنفي ذ العم ل الم ساحي المطل وب إلن شاء‬
‫مشروعات النقل مثل الطرق و السكك الحديدية ومد األنابيب وخطوط الكھرباء‪.‬‬

‫)ب( المساحة التصويرية أو الجوية ‪:Photogrammetry‬‬


‫تتكون المساحة الجوية من عمل قياسات م ن ال صور الملتقط ة بك اميرات موض وعة ف ي‬
‫طائرات ثم استخدام ھذه القياسات في إنتاج الخرائط المساحية‪.‬‬

‫)ج( المساحة البحرية أو الھيدروجرافية ‪:Hydrographic Survey‬‬


‫تھتم المساحة البحرية – كما ھو واضح من أسمھا – بتحديد مواقع الظاھرات الموج ودة‬
‫علي أو تحت سطح المياه في البحار واألنھار و المحيطات‪ .‬ومن أمثلة منتجات المساحة البحري ة‬
‫الخرائط الھيدروجرافية التي تمثل تضاريس قاع البحر‪.‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪١٦٠‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫المساحة األرضية‬ ‫الفصل الخامس‬
‫______________________________________________________________‬

‫شكل )‪ (٤-٥‬المساحة الھيدروجرافية‬

‫)د( المساحة الفلكية ‪:Astronomical Survey‬‬


‫يعتمد ھذا الفرع من أفرع المساحة علي رصد األجرام السماوية واستخدام ھذه القياسات‬
‫في تحديد مواقع الظاھرات الجغرافية الموجودة علي سطح األرض‪ .‬وكانت المساحة الفلكية أح د‬
‫أھم تطبيقات علم المساحة في إنشاء شبكات الثوابت األرضية )نق اط معلوم ة اإلح داثيات( ق ديما‪،‬‬
‫إال أن ھذا التطبيق أصبح اآلن يعتمد علي استخدام األقم ار ال صناعية ب دال م ن النج وم الطبيعي ة‪.‬‬
‫مازال االعتماد علي المساحة الفلكية ق سما ھام ا م ن أق سام عل م الم ساحة وخاص ة ف ي التطبيق ات‬
‫الم ساحية الت ي تتطل ب دق ة عالي ة ج دا ‪ -‬مث ل دراس ة تحرك ات الق شرة األرض ية ‪ -‬إال أن تقنيات ه‬
‫وأجھزته قد تغيرت و تطورت كثيرا في الفترة الماضية‪ ،‬مثل تقني ة ‪) VLBI‬تقني ة قي اس خط وط‬
‫القواعد الطويلة جدا باستقبال أشعة األجرام السماوية(‪.‬‬

‫شكل )‪ (٥-٥‬ھوائيات تحديد المواقع بتقنية ‪VLBI‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪١٦١‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫المساحة األرضية‬ ‫الفصل الخامس‬
‫______________________________________________________________‬

‫‪ ٤-٥‬القياسات المساحية‬

‫‪ ١-٤-٥‬قياس المسافات‬
‫تعد المسافات أحد أھم أنواع القياسات المساحية ‪ ،‬وان كانت ھي أق دمھا تاريخي ا إال أنھ ا‬
‫مازالت تحتل جانبا كبيرا من األھمية ف ي العم ل الم ساحي‪ .‬وكم ا ھ و مع روف فأنن ا نق وم بقي اس‬
‫المسافة المائل ة )المباش رة أو الفراغي ة( ف ي الطبيع ة ث م نحولھ ا – ح سابيا – إل ي الم سافة األفقي ة‬
‫الت ي ي تم توقيعھ ا ف ي الخ رائط‪ .‬يوج د أس لوبين لقي اس الم سافات ف ي الطبيع ة‪ :‬إم ا بال شريط أو‬
‫باستخدام جھاز قياس المسافات الكترونيا‪.‬‬

‫قياس المسافات بالشريط ‪:Tape‬‬


‫ت صنع ال شرائط إم ا م ن )‪ (١‬ال صلب أو م ن )‪ (٢‬م ادة الكت ان أو التي ل ‪ ،‬بينم ا للقياس ات‬
‫الدقيقة يتم استخدام )‪ (٣‬شريط األنف ار )‪ %٣٥‬م ن م ادة الني ل و ‪ %٦٥‬م ن الحدي د( حي ث أن ال‬
‫يت أثر كثي را ب الحرارة إال أن ه أغل ي س عرا م ن ك ال الن وعين ال سابقين‪ .‬ت أتي ال شرائط ف ي أط وال‬
‫مح ددة ھ ي ‪ ١٠٠ ، ٥٠ ، ٣٠ ، ٢٠ ،١٠‬مت ر‪ .‬يتمي ز ش ريط التي ل ب سھولة حمل ه ألن ه خفي ف‬
‫وعادة يتم استخدامه في األعمال التي ال تتطلب دقة عالي ة ألن ه يت أثر بالبل ل ويتغي ر طول ه نتيج ة‬
‫الشد‪ .‬أما الشريط الصلب فھو أدق من النوع األول نظرا لصالبته وقله تم دده أو انكماش ه إال أن ه‬
‫أثقل وزنا من الشريط الكتان كما أنه قابل للصدأ‪ .‬وف ي حال ة قي اس الم سافة عل ي أرض غي ر‬
‫منتظمة الميل فيتم تجزئتھا إل ي ع دة أق سام بحي ث يك ون ال شريط ف ي وض ع أفق ي ف ي ك ل ج زء‪،‬‬
‫وذلك باستخدام خبط الشاغول‪:‬‬

‫شكل )‪ (٧-٥‬قياس المسافات علي أرض مائلة‬ ‫شكل )‪ (٦-٥‬أنواع الشريط‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪١٦٢‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫المساحة األرضية‬ ‫الفصل الخامس‬
‫______________________________________________________________‬

‫قياس المسافات الكترونيا‪:‬‬


‫يعتمد مبدأ قياس المسافات الكترونيا علي المعادلة الرياضية التي تجمع ك ال م ن الم سافة‬
‫و السرعة و الزمن‪:‬‬
‫المسافة = السرعة × الزمن‬
‫ف إذا تمكنن ا م ن قي اس س رعة ش عاع أو موج ة )كھرومغناطي سية ‪ electro-magnetic‬أو‬
‫كھروبصرية ‪ (electro-optical‬أثناء انتقاله ب ين نقطت ين وقمن ا بقي اس ال زمن ال ذي اس تغرقته‬
‫ھذه الموجة للسفر بين كال النقطتين فيمكننا حساب المسافة بينھما‪ .‬بدأ تطبيق ھذا المبدأ في مجال‬
‫المساحة وذلك عن طريق إطالق موجة من جھاز )عند النقطة األولي من الخط المطلوب قياسه(‬
‫إلي النھاية الثانية للخ ط حي ث يوج د جھ از ع اكس يق وم بعك س ھ ذه الموج ه ف ي نف س م سارھا ‪،‬‬
‫ويقوم الجھاز المرسل بقياس الفترة الزمنية التي استغرقتھا ھذه الموجة منذ إطالقھا‪.‬ومن المعلوم‬
‫أن أي موجه تسير في الفضاء تكون سرعتھا ھي سرعة الضوء التي تعادل تقريب ا ثالثمائ ة أل ف‬
‫كيل ومتر ف ي الثاني ة )أو بال ضبط ‪ ٢٩٩٧٩٢.٤٥٨‬كيل ومتر ف ي الثاني ة( ‪ ،‬أي أن قي اس الفت رة‬
‫الزمنية للموجه ھو كل ما يلزم لحساب المسافة بين كال م ن جھ از اإلرس ال والع اكس‪ .‬وم ن ھن ا‬
‫‪Electronic‬‬ ‫‪Distance‬‬ ‫ج اءت فك رة ابتك ار أجھ زة قي اس الم سافات الكتروني ا‬
‫‪ Measurement‬والتي اختصرت إلي األحرف الثالثة ‪.EDM‬‬

‫شكل )‪ (٨-٥‬مبدأ قياس المسافات الكترونيا‬

‫ينتشر الضوء في الغالف الجوي علي ھيئة منحني أقرب ما يكون لمنحني جيب الزاوي ة‬
‫‪ sinusoidal curve‬المعروف الذي يحدد طول الموج ة الواح دة ‪) wavelength‬نرم ز لھ ا‬
‫بالرمز ‪ ( ‬وزاوية الطور ‪ Phase angle‬التي تبلغ ‪ o٣٦٠‬درج ة لل دورة الكامل ة )نرم ز لھ ا‬
‫بالرمز ‪.( ‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪١٦٣‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫المساحة األرضية‬ ‫الفصل الخامس‬
‫______________________________________________________________‬

‫شكل )‪ (٩-٥‬انتشار الضوء‬

‫وللوص ول لدق ة عالي ة ف ي قي اس الم سافات الكتروني ا ف أن أجھ زة ‪ EDM‬الب د أن تق يس‬


‫ف رق ال زمن للموج ة الكھرومغناطي سية بدق ة عالي ة ج دا مم ا يتطل ب وج ود س اعة ذري ة )وھ ذا‬
‫سيجعل سعر الجھاز عالي جدا أيضا(‪ .‬بدال من ذلك فأن أجھزة ‪ EDM‬تعتم د عل ي طريق ة ف رق‬
‫الط ور ‪ Phase Difference‬والت ي فيھ ا ي تم قي اس ع دد ال دورات الكامل ة باإلض افة لج زء‬
‫الدورة األخيرة للموجة المرسلة من جھاز اإلرسال وحتى وصولھا إليه مرة أخري بعد انعكاس ھا‬
‫من العاكس الموضوع في النھاية الثانية للخط المطلوب قياسه‪ .‬ويتم حساب المسافة كاآلتي‪:‬‬
‫‪D=(n+p)/2‬‬ ‫)‪(5-1‬‬

‫حيث‪:‬‬
‫المسافة المطلوب قياسھا‬ ‫‪D‬‬
‫عدد الموجات الصحيحة أو الكاملة‬ ‫‪n‬‬
‫الطول الموجي أو طول الموجة‬ ‫‪‬‬
‫طول جزء الموجة المتبقية‬ ‫‪p‬‬
‫ويتم حساب طول جزء الموجة المتبقية بنسبة قيم ة زاوي ة الط ور ل ه )‪ ٣٦٠ (‬درج ة م ن ط ول‬
‫الموجة الكاملة ‪ ،‬كاآلتي‪:‬‬
‫‪p = (  / 360 o ) ‬‬ ‫)‪(5-2‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪١٦٤‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫المساحة األرضية‬ ‫الفصل الخامس‬
‫______________________________________________________________‬

‫شكل )‪ (١٠-٥‬قياس المسافات الكترونيا بالموجات الكھرومغناطيسية‬

‫وتتع دد أن واع األش عة الم ستخدمة ف ي قي اس الم سافات الكتروني ا وت شمل )‪ (١‬موج ات‬
‫الرادي و وت ستخدم ف ي قي اس الم سافات الطويل ة حت ى ‪ ٦٠-٥٠‬كيل ومتر ‪ (٢) ،‬الموج ات تح ت‬
‫الحم راء وھ ي األكث ر اس تخداما اآلن ف ي أجھ زة المحط ات ال شاملة ‪ Total Station‬وت ستخدم‬
‫لقي اس الم سافات ‪ ٣٠-١٠‬كيل ومتر ‪ (٣) ،‬الموج ات ال ضوئية المرئي ة والت ي ت ستخدم لقي اس‬
‫الم سافات األق ل م ن ‪ ١٠‬كيل ومتر ‪ (٤) ،‬اللي زر المرئ ي للم سافات متناھي ة ال صغر والت ي تبل غ‬
‫عشرات األمت ار‪ .‬وتعتم د معظ م أجھ زة الم ساحة لقي اس الم سافات الكتروني ا عل ي وج ود ع اكس‬
‫‪ Reflector‬أو منشور عاكس ‪ Prism‬يق وم بعك س الموج ة إل ي جھ از االس تقبال م رة أخ ري‪.‬‬
‫يتك ون الع اكس م ن من شور م ن الزج اج النق ي مطل ي بم ادة الفلوري سنت ‪ -‬لزي ادة ق وة انعك اس‬
‫األشعة ‪ -‬يوضع غاليا داخل إطار بالستيكي ملون لسھولة رؤيته من مسافات كبيرة‪ .‬وق د يوض ع‬
‫الع اكس عل ي حام ل ثالث ي ل ضمان وقوع ه رأس يا أعل ي النقط ة المحتل ة بال ضبط )للقياس ات‬
‫المساحية الدقيقة( أو يوضع أعلي عصا ‪ pole‬يمسكھا الراصد بيده‪.‬‬

‫شكل )‪ (١١-٥‬عواكس أجھزة قياس المسافات الكترونيا‬

‫كما توجد أجھزة مساحية يمكنھ ا قي اس الم سافات الكتروني ا ب دون ع اكس ‪Reflector-‬‬
‫‪) Less‬للم سافات الق صيرة وحن ي مئ ات األمت ار( وذل ك باس تخدام موج ات تتمي ز بخاص ية‬
‫االنعكاس عند اصطدامھا بأي ھدف‪ .‬وبذلك ف أن ھ ذه النوعي ة م ن األجھ زة الم ساحية تمكنن ا م ن‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪١٦٥‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫المساحة األرضية‬ ‫الفصل الخامس‬
‫______________________________________________________________‬

‫قياس المسافات دون الحاجة الحتالل نقطة نھاية الخط ‪ ،‬أي يمكنھا قياس الم سافة إل ي أعل ي قم ة‬
‫برج أو إلي خط تيار كھربائي ‪ ....‬الخ‪.‬‬

‫‪ ٢-٤-٥‬قياس الزوايا‬
‫تعد قياسات الزواي ا م ن أھ م أن واع القياس ات الم ساحية والت ي عرفھ ا اإلن سان من ذ آالف‬
‫السنين‪ .‬يمكن اعتبار جھاز الجروما ‪ Groma‬ھو أول جھاز بدائي أبتكره قدماء الم صريين ف ي‬
‫ع ام ‪ ١٥٠٠‬قب ل الم يالد تقريب ا إلن شاء الزواي ا القائم ة ف ي الطبيع ة‪ .‬وربم ا أس تمر العم ل بھ ذا‬
‫الجھاز لعدة قرون قبل أن يتم ابتكار جھاز الديوبترا ‪ Dioptra‬م ن قب ل الروم ان ف ي ع ام ‪١٥٠‬‬
‫ميالدي تقريبا‪ .‬أما أول جھاز مالحي حقيقي فقد كان اإلسطرالب الذي أخترع ه علم اء الم سلمين‬
‫في حوالي القرن الثامن الميالدي‪.‬‬

‫شكل )‪ (١٢-٥‬أجھزة قياسات زاوية تاريخية‬

‫أما أسم الثيودوليت ‪ Theodolite‬فقد ظھر ألول مرة ف ي ع ام ‪١٥٧١‬م )‪ ٩٧٨‬ھ ـ( ف ي‬


‫كت اب للع الم ليون ارد ديج يس ‪ ، Leonard Digges‬ويتك ون الجھ از م ن ت دريج دائ ري أفق ي‬
‫مركب علي عمود رأسي حيث كانت تقاس الزوايا م ن خ الل زوج م ن النظ رات )أو ال شعرات(‬
‫مركبين علي مسطرة دوارة‪ .‬وفي عام ‪١٦٣١‬م )‪ ١٠٤٠‬ھـ( أخترع الع الم بيي ر فيرن ر ‪Pierre‬‬
‫‪ Vernier‬أول جھ از ورني ة ‪) Vernier‬أطل ق عليھ ا أس مه( وھ ي ت دريج إض افي يرك ب عل ي‬
‫التدريج األص لي لزاوي ة الثيودولي ت بحي ث يمك ن قي اس الزواي ا ب أجزاء م ن الدرج ة‪ .‬إال أن أھ م‬
‫أن واع أجھ زة الثيودولي ت الم ساحي ال دقيق ب دأ ف ي الظھ ور تقريب ا ف ي الع شرينات م ن الق رن‬
‫العشرين الميالدي علي ي د السوي سري ھينري ك فيل د ‪ Heinrich Wild‬وھ و االس م ال شھير ف ي‬
‫ع الم ت صنيع الثيودولي ت الم سمي بأس مه ‪ Wild‬ال ذي ظ ل لعق ود طويل ة أش ھر و أدق أن واع‬
‫األجھزة المساحية لقياس الزوايا‪.‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪١٦٦‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫المساحة األرضية‬ ‫الفصل الخامس‬
‫______________________________________________________________‬

‫شكل )‪ (١٣-٥‬أول جھاز ثيودوليت في التاريخ‬

‫الرفع المساحي بالثيودوليت‪:‬‬


‫تتكون خطوات الرفع المساحي بالثيودوليت من‪:‬‬
‫‪ .١‬االستكشاف وعمل كروكي عام للمنطقة‪.‬‬
‫‪ .٢‬اختيار و تثبيت نقاط المضلع األساسي‪.‬‬
‫‪ .٣‬قياسات المضلع األساسي‪.‬‬
‫‪ .٤‬الرفع التفصيلي للمعالم‪.‬‬
‫‪ .٥‬العمل المكتبي و الحسابات‪.‬‬
‫‪ .٦‬رسم الخريطة‪.‬‬

‫وتختل ف أجھ زة الثيودولي ت ف ي وض ع أو ت دريج ال دائرة الرأس ية )المخص صة لقي اس‬


‫الزوايا الرأسية(‪ ،‬فبعض األجھزة يكون الوضع األفقي لھا عند زاوية رأسية تساوي صفر درج ة‬
‫بينما توجد أجھزة أخري يكون األفق لھا عند زاوية رأسية تساوي ‪ ٩٠‬درجة‪ .‬ف ي الحال ة األول ي‬
‫ف أن الزاوي ة الرأس ية المرص ودة ت سمي زاوي ة االرتف اع ‪ Elevation Angle‬بينم ا ف ي الحال ة‬
‫الثاني ة ف أن الزاوي ة الرأس ية المرص ودة زاوي ة ال سمت ‪ .Zenith Angle‬يج ب معرف ة ن وع‬
‫الزاوية الرأسية لجھاز الثيودوليت المستخدم ألن حسابات االرتفاع بين النقاط المرصودة س تعتمد‬
‫علي نوع ھذه الزاوية‪ .‬العالقة بين كال نوعي الزاوية الرأسية ھي‪:‬‬
‫‪o‬‬
‫زاوية االرتفاع ‪ +‬زاوية السمت = ‪٩٠‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪١٦٧‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫المساحة األرضية‬ ‫الفصل الخامس‬
‫______________________________________________________________‬

‫شكل )‪ (١٤-٥‬زاوية االرتفاع و زاوية السمت‬

‫ولكل نقطة مرصودة زاوية رأسية بينما توجد زاوية أفقية واحدة بين كل نقطتين‪:‬‬

‫شكل )‪ (١٥-٥‬زوايا الثيودوليت األفقية والرأسية‬

‫تتكون قياسات المضلع الرئي سي م ن قي اس الزواي ا األفقي ة )الداخلي ة( والرأس ية للم ضلع‬
‫مع قياس كل أطوال أضالع المضلع سواء باستخدام الشريط أو باس تخدام جھ از قي اس الم سافات‬
‫الكترونيا ‪ EDM‬في حالة توافره‪ .‬بالمثل ف أن الرف ع الم ساحي بالثيودولي ت ي شمل قي اس الزاوي ة‬
‫األفقية والرأسية لكل معلم باإلضافة لقياس بعد المعلم عن احدي نقاط المضلع الرئيسي‪.‬‬

‫شكل )‪ (١٦-٥‬الرفع المساحي بالثيودوليت‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪١٦٨‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫المساحة األرضية‬ ‫الفصل الخامس‬
‫______________________________________________________________‬

‫‪ ٣-٤-٥‬قياس المناسيب‬
‫تستخدم تطبيقات المساحة مثل الشريط و الثيودليت في تحدي د مواق ع )إح داثيات( المع الم‬
‫الجغرافي ة ف ي م ستوي ‪ ،‬أي م ن خ الل تحدي د بع دين )س ‪ ،‬ص أو ‪ (x,y‬لك ل نقط ة‪ .‬إال أن‬
‫األرض لي ست م ستوي إنم ا ھ ي مج سم ش به ك روي وس طحه ل يس م ستويا ب ل تتخلل ه الجب ال و‬
‫الوديان و المنخفضات ‪ ،‬ولتمثيل أي معلم علي األرض يلزمنا ثالثة أبعاد ول يس أثن ين فق ط‪ .‬ھ ذا‬
‫البع د الثال ث )البع د الرأس ي ‪ (z‬ھ و الھ دف ال ذي ت سعي الميزاني ة لقياس ه‪ .‬الميزاني ة ھ ي ف رع‬
‫المساحة الذي يبحث في الطرق المختلفة لقياس البعد الثالث )االرتفاعات( للمعالم الجغرافية عل ي‬
‫سطح األرض‪ .‬وتعد الميزانية )أو التسوية( من أھم تطبيقات علم المساحة ف ي كاف ة الم شروعات‬
‫المدني ة و الع سكرية عل ي األرض‪ ،‬فھ ي أس اس العم ل الم ساحي ف ي تنفي ذ م شروعات البن اء و‬
‫الجسور و الكباري و الطرق و السكك الحديدية والترع و المصارف والسدود وتسوية األراض ي‬
‫‪ ...‬الخ‪.‬‬

‫المنسوب واالرتفاع‬
‫لتحديد البعد الرأسي )ارتفاع أو االنخفاض( لمجموعة من النقاط يل زم س طح مرجع ي أو‬
‫مستوي مقارنه تنسب إليه جميع القياسات ‪ ،‬أي سطح عين يكون االرتف اع عن ده م ساويا لل صفر‪.‬‬
‫يتكون كوكب األرض من مياه )بحار و محيطات( تغطي ‪ %٧٥‬من إجمالي سطح الكوكب بينم ا‬
‫تمثل اليابسة )القارات( الجزء المتبقي‪ .‬لذلك أتخذ علماء المساحة منذ مئات السنين مستوي سطح‬
‫البحر )وامتداده الوھمي تحت اليابسة( كسطح مرجعي لقياس االرتفاعات‪ .‬بم ا أن مي اه البح ار و‬
‫المحيطات تتأثر علي س طحھا بالتي ارات البحري ة اليومي ة و ت أثيرات الم د و الج زر ف أن م ستوي‬
‫المقارنة ھو متوس ط من سوب س طح البح ر ‪ Mean Sea Level‬أو اخت صارا ‪ .MSL‬ف إذا ت م‬
‫قي اس البع د الرأس ي ألي معل م ب دءا م ن أي مرج ع فنطل ق عل ي ھ ذا القي اس أس م "االرتف اع‬
‫‪ "Height‬بينما إذا تم القياس بدءا من متوسط منسوب سطح البحر ‪ MSL‬فنطلق علي ھذا البعد‬
‫أسم "المنسوب ‪ ."Level‬أي أن المنسوب ھو ارتف اع م ن ن وع خ اص ت م قياس ه أو تحدي ده ب دءا‬
‫من متوسط منسوب سطح البحر‪ .‬يكون المنسوب موجبا إن كان أعلي من منسوب متوسط س طح‬
‫البحر ‪ ،‬ويكون سالبا إن كان أقل منه‪.‬‬

‫قامت كل دولة بتحديد متوسط منسوب سطح البحر ‪ MSL‬ف ي نقط ة مح ددة وم ن ث م ت م‬
‫اعتبار تلك النقطة ھي أساس كل القياسات الرأس ية )المناس يب( ف ي ھ ذه الدول ة‪ .‬م ثال ف ي م صر‬
‫فأن محطة تحديد متوسط منسوب س طح البح ر كان ت ف ي مين اء اإلس كندرية )عل ي س احل البح ر‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪١٦٩‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫المساحة األرضية‬ ‫الفصل الخامس‬
‫______________________________________________________________‬

‫األبيض المتوسط( في عام ‪١٩٠٧‬م )‪ ١٣٢٤‬ھـ( ولذلك نجد في أسفل كل خريط ة م صرية جمل ة‬
‫"المناسيب مقاسه نسبة إلي متوسط منسوب سطح البحر عند اإلس كندرية ف ي ع ام ‪١٩٠٧‬م"‪ .‬أم ا‬
‫في المملكة العربية السعودية فالنقطة األساسية كانت في مدينة جدة )عل ي س احل البح ر األحم ر(‬
‫في عام ‪١٩٦٩‬م )‪ ١٣٨٨‬ھـ(‪.‬‬

‫شكل )‪ (١٧-٥‬االرتفاع و المنسوب‬

‫وبعد تحديد متوسط منسوب سطح البح ر للدول ة ي تم بن اء نقط ة ثواب ت )عالم ة أرض ية(‬
‫بالقرب من ھذا البئر وي تم قي اس ارتف اع ھ ذه النقط ة ع ن متوس ط من سوب س طح البح ر )أي ي تم‬
‫تحديد منسوب ھذه النقطة(‪ .‬أطلق أسم ‪ Bench Mark‬أو اختصارا "‪ "BM‬أو "الروبير" عل ي‬
‫ھ ذه النقط ة وعل ي ك ل نقط ة معلوم ة المن سوب‪ .‬وبطريق ة معين ة )الميزاني ة الت ي س نتحدث عنھ ا‬
‫الحقا( تم بناء مجموعة من عالم ات ‪ BM‬الروبي رات بحي ث تغط ي كاف ة األنح اء المعم ورة م ن‬
‫الدولة‪ ،‬وھذا ما يطلق عليه أسم شبكة الثوابت الرأسية أو شبكات الميزانية أو ال شبكات الم ساحية‬
‫الرأسية‪ .‬وبالتالي فتكون فأن من مھ ام الجھ ة الحكومي ة الم سئولة ع ن الم ساحة ف ي الدول ة )ھيئ ة‬
‫المساحة في م صر أو إدارة الم ساحة الع سكرية ف ي ال سعودية( ت وفير نق اط روبي رات داخ ل ك ل‬
‫مدينة في ھذه الدولة بحيث يمكن ألي مشروع ھندسي أن يب دأ م ن نقط ة ‪ BM‬معلوم ة المن سوب‬
‫بالقرب من موقع المشروع‪ .‬تكون الروبيرات أما مثبتة في حائط أي مبني )غالبا مبن ي حك ومي(‬
‫وتسمي روبي رات الح ائط أو مثبت ة ف ي األرض وت سمي روبي رات أرض ية‪ .‬وي تم الح صول عل ي‬
‫معلومات أي روبير )موقعه بالتحديد وقيمة منسوبة( من الجھة المسئولة عن أعمال الم ساحة ف ي‬
‫ھذه المدينة أو ھذه الدولة‪.‬‬

‫شكل )‪ (١٨-٥‬أنواع و نماذج روبيرات‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪١٧٠‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫المساحة األرضية‬ ‫الفصل الخامس‬
‫______________________________________________________________‬

‫الميزانية ‪:Levelling‬‬
‫الميزانية ھي العملية المساحية التي من خاللھ ا ي تم تحدي د ارتف اع أي نقط ة ع ن متوس ط‬
‫من سوب س طح البح ر‪ .‬تنق سم الميزاني ة إل ي ن وعين رئي سيان‪ (١) :‬ميزاني ة مباش رة أو ميزاني ة‬
‫ھندس ية ‪ (٢) ، Direct or Spirit Levelling‬ميزاني ة غي ر مباش رة مث ل الميزاني ة‬
‫البارومترية و الميزانية الھيدروس تاتيكية و الميزاني ة المثلثي ه‪ .‬تعتم د الميزاني ة البارومتري ة عل ي‬
‫مبدأ أن الضغط الجوي يتناسب عكسيا مع االرتفاع ف وق م ستوي س طح البح ر ‪ ،‬ف إذا تمكنن ا م ن‬
‫قياس فرق الضغط الج وي ب ين نقطت ين )باس تخدام جھ از الب ارومتر( ف يمكن تحويل ه ح سابيا إل ي‬
‫فرق المنسوب بين ھاتين النقطتين‪ .‬تعد دق ة الميزاني ة البارومتري ة دق ة منخف ضة وال ت ستخدم إال‬
‫في أعمال االستكشاف‪ .‬تعتم د الميزاني ة الھيدروس تاتيكية عل ي نظري ة األوان ي الم ستطرقة ‪ ،‬ف إذا‬
‫وضعنا أسطوانتين زجاجيتين مملوءتان بسائل )علي نقطتين( وبينھما أنبوب م ن المط اط ويوج د‬
‫تدريج علي جدار كال منھما فأن فرق قراءة ھذين التدريجيين يعبر ع ن ف رق المن سوب ب ين كلت ا‬
‫النقطتين‪ .‬ينحصر استخدام الميزانية الھيدروستاتيكية في الم سافات الق صيرة ج دا حي ث أن ط ول‬
‫األنبوب الواصل بين كال الزجاجتين ال يكون ط ويال ب صفة عام ة‪ .‬تعتم د الميزاني ة المثلثي ه عل ي‬
‫قياس الزاوية الرأسية بين نقطتين )باستخدام الثيودليت( وقي اس الم سافة المائل ة بينھم ا )بال شريط‬
‫أو باس تخدام ‪ (EDM‬ث م ح ساب ف رق االرتف اع ب ين ھ اتين النقطت ين‪ .‬ح ديثا أمك ن قي اس ف رق‬
‫االرتف اع ب ين النق اط باس تخدام تقني ة النظ ام الع المي لتحدي د المواق ع المع روف باس م ‪ GPS‬ث م‬
‫تحويله حسابيا إلي فرق المنسوب بين ھذه النقاط‪.‬‬

‫شكل )‪ (١٩-٥‬أجھزة الميزانية البارومترية‬

‫شكل )‪ (٢٠-٥‬الميزانية الھيدروستاتيكية‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪١٧١‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫المساحة األرضية‬ ‫الفصل الخامس‬
‫______________________________________________________________‬

‫تنقسم الميزانية المباشرة من حيث أسلوب تنفيذھا ف ي الطبيع ة إل ي ميزاني ة طولي ة ) ف ي‬


‫اتج اه ط ولي مث ل مح ور طري ق( و عرض ية )مث ل قطاع ات عرض ية عل ي المح ور األساس ي‬
‫للم شروع( و ش بكية )تغط ي منطق ة م ن األرض( ‪ ،‬وف ي حال ة الوص ول لدق ة عالي ة ف ي تحدي د‬
‫فروق المناسيب )باستخدام أجھزة خاصة عالية الدقة( فتسمي الميزانية بالميزانية الدقيقة‪.‬‬

‫شكل )‪ (٢١-٥‬الميزانية‬

‫تعتمد فكرة الميزانية المباشرة )أو الميزانية الھندسية( علي وج ود جھ از يح دد الم ستوي‬
‫األفقي بين نقطتين )يسمي جھاز الميزان( مع وجود مسطرة مدرجة )تسمي قام ة( توض ع رأس يا‬
‫عند كل نقطة‪ .‬فإذا تم تحديد تقاطع المستوي األفقي مع المسطرة )القامة( عند كل نقط ة وت سجيل‬
‫ھاتين القراءتين فأن فرق االرتفاع )فرق المنسوب( بين النقطتين ھو فرق قراءت ي الق امتين‪ .‬ف إذا‬
‫علمن ا من سوب نقط ة منھم ا أمك ن ح ساب من سوب النقط ة الثاني ة‪ .‬أذا أخ ذنا المث ال الت الي حي ث‬
‫وض عت القام ة األول ي عن د النقط ة أ معلوم ة المن سوب ووض عت القام ة الثاني ة عن د النقط ة ب‬
‫المطلوب تحديد منسوبھا‪ .‬وضع جھاز المي زان ب ين النقطت ين وكان ت ق راءة القام ة عن د أ تبل غ ‪٣‬‬
‫متر بينما قراءة القامة عند ب تبلغ ‪ ١‬متر‪ .‬إذن فرق الق راءتين ي ساوي ‪ ٢‬مت ر ‪ ،‬وھ و نف س قيم ة‬
‫فرق المنسوب بين النقطتين أ و ب‪ .‬فإذا علمنا من سوب النقط ة أ )ارتفاعھ ا ع ن من سوب متوس ط‬
‫سطح البحر( فيمكن حساب منسوب النقطة الثانية ب‪.‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪١٧٢‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫المساحة األرضية‬ ‫الفصل الخامس‬
‫______________________________________________________________‬

‫شكل )‪ (٢٢-٥‬مبدأ الميزانية المباشرة‬

‫شكل )‪ (٢٣-٥‬مثال للميزانية المباشرة‬

‫الميزانية الشبكية‪:‬‬
‫الھدف من الميزانية الشبكية ھو تحديد مناسيب مجموعة م ن النق اط ف ي منطق ة جغرافي ة‬
‫معين ة ‪ ،‬أي أنھ ا يمك ن تخيلھ ا أنھ ا مجموع ة م ن خط وط الميزاني ات الطولي ة و العرض ية الت ي‬
‫تكون شبكة فيما بينھا ومن ھنا جاء اسم الميزانية الشبكية‪ .‬من خالل قي اس ف روق المناس يب ب ين‬
‫ھذه النقاط يمكن رسم خريطة )أو خ رائط( لت ضاريس األرض ف ي ھ ذه المنطق ة الس تخدامھا ف ي‬
‫ح ساب كمي ات الحف ر أو ال ردم الالزم ة لم شروع ھندس ي مع ين‪ .‬أھ م تل ك الخ رائط الم ساحية ‪-‬‬
‫الناتجة ع ن الميزاني ة ال شبكية ‪ -‬ھ ي المعروف ة باس م الخريط ة الكنتوري ة حي ث خ ط الكنت ور ھ و‬
‫الخط الوھمي الذي يصل بين مجموعة من النقاط التي لھا نفس المنسوب‪ .‬وتوج د ع دة ب رامج‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪١٧٣‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫المساحة األرضية‬ ‫الفصل الخامس‬
‫______________________________________________________________‬

‫حاس ب إل ي ‪ software‬لعم ل الخريط ة الكنتوري ة مث ل برن امج ‪ Surfer‬وبرن امج ‪Global‬‬


‫‪ Mapper‬وأي ضا إمكاني ات الكنت ور ف ي ب رامج نظ م المعلوم ات الجغرافي ة مث ل برن امج ‪Arc‬‬
‫‪.GIS‬‬

‫شكل )‪ (٢٤-٥‬خطوط الكنتور‬

‫الميزانية العكسية‪:‬‬
‫من مواصفات إجراء الميزانية الطولية أن يكون الميزان – بقر اإلمك ان – ف ي منت صف‬
‫المسافة بين القامة األمامية و القامة الخلفية‪ .‬ف ان ل م يتحق ق ھ ذا ال شرط ف أن الميزاني ة س تتعرض‬
‫لتأثير أن خط النظر سيكون مائال وأيضا ستتعرض لت أثير تك ور س طح األرض‪ .‬ف ي ھ ذه الحال ة‬
‫ننفذ الميزانية العكسية والتي تتمثل في إجراء ميزانيتين مختلفتين في االتجاه )وم ن ھن ا ج اء أس م‬
‫الميزانية العكسية(‪ .‬من أمثلة ھذا الوضع أننا نريد قياس فرق المنسوب ب ين نقطت ين عل ي ج انبي‬
‫نھر أو مجري مائي حيث ال يمكن وضع المي زان ف ي منت صف الم سافة‪ .‬ن ضع المي زان ف ي أح د‬
‫جاني النھر )أو أيا كان المشروع( ونأخذ قراءتي قامة أحداھما نفس جانب النھر و األخرى علي‬
‫الجھة المقابلة من النھر‪ .‬ث م ننق ل المي زان لل ضفة األخ رى م ن النھ ر ونك رر نف س العم ل ونأخ ذ‬
‫الق راءات عل ي نف س الق امتين )دون أن يتحرك ا م ن مكانھم ا(‪ .‬نح سب ف رق المن سوب م ن ك ال‬
‫وضعي الميزان ثم نحسب متوسطھما ليكون ھو فرق المنسوب بين النقطتين‪.‬‬

‫شكل )‪ (٢٥-٥‬الميزانية العكسية‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪١٧٤‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫المساحة األرضية‬ ‫الفصل الخامس‬
‫______________________________________________________________‬

‫الميزانية الدقيقة‪:‬‬
‫الميزاني ة الدقيق ة ‪ Precise Levelling‬ھ ي ميزاني ة طولي ة عادي ة إال أنھ ا تھ دف‬
‫للوصول لدقة عالية في قياس فروق المناسيب بين نقطت ين مم ا يجع ل لھ ا مواص فات خاص ة ف ي‬
‫األجھ زة الم ستخدمة و أس لوب العم ل الحقل ي وخط وات الح ساب‪ .‬ت ستخدم الميزاني ة الدقيق ة ف ي‬
‫إنشاء عالمات روبير ‪ BM‬جديدة لتكون أساسا لتنفيذ أعمال الميزانية في منطقة المشروع ‪ ،‬كم ا‬
‫ت ستخدم أي ضا ف ي مراقب ة وقي اس ھب وط المن شئات الھندس ية ال ضخمة مث ل ال سدود و القن اطر‪.‬‬
‫ويسمي جھاز الميزان الم ستخدم ف ي الميزاني ة الدقيق ة ب الميزان ال دقيق ‪ Precise Level‬وھ و‬
‫ميزان ال يختلف في شكله أو تصميمه عن الميزان البصري العادي إال أنه يختل ف عن ه ف ي ع دة‬
‫نقاط جوھرية من حيث الدقة‪.‬‬

‫الميزانية المثلثيه‪:‬‬
‫يعتمد ھذا النوع من الميزانية علي قياس زاوي ة االرتف اع )أو االنخف اض( ع ن الم ستوي‬
‫األفقي بين نقطتين لحساب فرق المن سوب بينھم ا‪ .‬وحي ث أن الميزاني ة المثلثي ه ھ ي ن اتج ح سابي‬
‫لقي اس زواي ا ف أن جھ از الم ستخدم فيھ ا ھ و جھ از الثيودلي ت )أو جھ از المحط ة ال شاملة( ول يس‬
‫جھاز الميزان‪.‬‬

‫‪ ٥-٥‬األجھزة المساحية‬
‫توج د العدي د م ن أن واع األجھ زة الم ساحية إال أن أش ھرھا و أكثرھ ا اس تخداما‪ :‬جھ از‬
‫الثيودولي ت لقي اس الزواي ا‪ ،‬جھ از المحط ة ال شاملة لقي اس الزواي ا و الم سافات‪ ،‬جھ از المي زان‬
‫لقياس فرق المنسوب‪.‬‬

‫‪ ١-٥-٥‬جھاز الثيودوليت‬
‫يمكن تقسيم أجھزة الثيودوليت الم ساحية إل ي مجم وعتين‪ :‬األجھ زة الب صرية و األجھ زة‬
‫الرقمية‪ .‬كما توج د أن واع خاص ة م ن أجھ زة الثيودولي ت مث ل جھ از الجي رو‪-‬ثيودولي ت ‪Gyro-‬‬
‫‪ Theodolite‬المستخدم للقياسات تحت سطح األرض )في المناجم و األنفاق(‪.‬‬

‫الثيودوليت البصري‪:‬‬
‫يتكون الثيودوليت البصري )التقليدي( من عدد من األجزاء األساسية تشمل‪:‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪١٧٥‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫المساحة األرضية‬ ‫الفصل الخامس‬
‫______________________________________________________________‬

‫‪ ‬التربراخ‪ :‬القاعدة التي تجمع فوقھا كل أجزاء الجھاز والتي بھ ا ثالث ة مف اتيح ل ضبط أفقي ة‬
‫مي زان الت سوية )فقاع ة الم اء( المثب ت عليھ ا ‪ ،‬باإلض افة لمنظ ار ت سامت ض وئي ل ضمان‬
‫وقوع محور الجھاز أعلي النقطة األرضية‪.‬‬
‫‪ ‬الجزء السفلي‪ :‬يحتوي الدائرة األفقية لقياس الزواي ا األفقي ة ولھ ا مفت احين للحرك ة أح دھما‬
‫للحركة األفقية السريعة واآلخر للحركة األفقية البطيئة‪.‬‬
‫‪ ‬الجزء العلوي أو األليداد‪ :‬يحتوي الدائرة الرأسية لقياس الزواي ا الرأس ية باإلض افة لمي زان‬
‫تسوية )فقاعة( رأسي‪.‬‬
‫‪ ‬المنظ ار )التل سكوب( المجھ ز أي ضا بمفت احين للحرك ة الرأس ية )ال سريعة و البطيئ ة(‬
‫باإلضافة لعدستين عينية )القريب ة م ن ع ين الراص د( و ش يئية )الموجھ ة للھ دف( ومعھم ا‬
‫مفتاح لتوضيح الرؤية لكل عدسة‪.‬‬

‫شكل )‪ (٢٦-٥‬أجزاء الثيودوليت‬

‫لجھاز الثيودوليت ‪ ٤‬محاور تتكون من‪:‬‬


‫‪ .١‬المحور الرأسي ‪ :V-V‬يمر بمركز الدائرة األفقية ويدور الجھاز حوله في مستوي أفقي‪.‬‬
‫‪ .٢‬المح ور األفق ي ‪ :H-H‬يم ر بمرك ز ال دائرة الرأس ية وي دور الجھ از حول ه ف ي م ستوي‬
‫رأسي‪.‬‬
‫‪ .٣‬محور ميزان التسوية الطولي ‪ :L-L‬الخط المستقيم المماس لميزان التسوية الط ولي عن د‬
‫المنتصف‪.‬‬
‫‪ .٤‬محور خط النظر ‪ :Z-Z‬الخط الواصل بين نقطة تق اطع حام ل ال شعرات للعدس ة العيني ة‬
‫والمركز الضوئي للعدسة الشيئية‪.‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪١٧٦‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫المساحة األرضية‬ ‫الفصل الخامس‬
‫______________________________________________________________‬

‫شكل )‪ (٢٧-٥‬محاور الثيودوليت‬

‫الثيودوليت الرقمي‪:‬‬
‫الثيودولي ت الرقم ي أو االلكترون ي ھ و ثيودولي ت ع ادي ت م إض افة شاش ة الكتروني ة ل ه‬
‫لتظھر عليھا الزوايا المرصودة بدال من قرائنھا يدويا في الثيودولي ت الع ادي‪ .‬يحت اج الثيودولي ت‬
‫الرقم ي لبطاري ة لت شغيله وبع ض أنواع ه تحت وي عل ي ك ارت ذاك رة لتخ زين القياس ات ث م نقلھ ا‬
‫مباشرة للحاسب اآللي‪.‬‬

‫شكل )‪ (٢٨-٥‬الثيودوليت الرقمي‬

‫ويتميز الثيودولي ت الرقم ي ب سھولة ت شغيله وس رعته ف ي انج از العم ل الم ساحي إال أن ه‬
‫أغلي سعرا من الثيودوليت العادي‪.‬‬

‫‪ ٢-٥-٥‬جھاز المحطة الشاملة‬


‫يع د جھ از المحط ة ال شاملة أو المحط ة المتكامل ة ‪ Total Station‬أكث ر األجھ زة‬
‫المساحية استخداما و تكامال ودقة في الوقت الراھن‪ .‬يدل اسم الجھاز علي أنه ي شمل داخل ه ع دد‬
‫من األجھزة و اإلمكانيات في إطار متكامل كجھاز واحد‪.‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪١٧٧‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫المساحة األرضية‬ ‫الفصل الخامس‬
‫______________________________________________________________‬

‫ويتكون جھاز المحطة الشاملة من مجموعة من األجھزة )تم جمعھا في إطار واحد(‬
‫تشمل‪:‬‬
‫‪ .١‬جھاز ثيودوليت رقمي‪.‬‬
‫‪ .٢‬جھاز قياس المسافات الكترونيا ‪.EDM‬‬
‫‪ .٣‬ذاكرة الكترونية لتسجيل القياسات‪.‬‬
‫‪ .٤‬وحدة كمبيوتر ‪ micro-processor‬لتشغيل البرامج الحسابية‪.‬‬
‫‪ .٥‬أجھ زة ملحق ة مث ل البطاري ة ومجموع ة الع واكس والحام ل الثالث ي وكاب ل التوص يل‬
‫بالكمبيوتر‪.‬‬

‫شكل )‪ (٢٩-٥‬مثال لجھاز المحطة الشاملة‬

‫وتتميز أجھزة المحطات الشاملة بالعديد من المميزات و المواصفات مثل‪:‬‬


‫‪ .١‬الدقة في قياس الزوايا األفقية والرأسية )قد تصل إلي ثانية واحدة(‪.‬‬
‫‪ .٢‬الدقة في قياس المسافات )عدة ملليمترات(‪.‬‬
‫‪ .٣‬الرصد لمسافات كبيرة )تتعدي كيلومترات(‪.‬‬
‫‪ .٤‬منظار له قوة تكبير عالية إلمكانية رصد المعالم البعيدة‪.‬‬
‫‪ .٥‬تسمح وحدة الكمبيوتر بأداء الحسابات في الموقع والحصول علي اإلحداثيات آنيا‪.‬‬
‫‪ .٦‬إمكانية قياس المسافات بدون عاكس )بالليزر( لعدة مئات من األمتار‪.‬‬
‫‪ .٧‬سرعة في قياس المسافات الكترونيا )ثانية واحدة أو أقل(‪.‬‬
‫‪ .٨‬التحق ق م ن أخط اء ض بط أفقي ة الجھ از وتع ديلھا )ف ي حال ة وج ود م وازن‬
‫‪ Compensator‬بالجھاز( أو تصحيح القياسات حسابيا‪.‬‬
‫‪ .٩‬البطارية تمد الجھاز بالطاقة الالزمة لعدة ساعات‪.‬‬
‫‪ .١٠‬نظ ام ت شغيل مث ل النواف ذ ‪ windows‬ل سھولة العم ل )بع ض األجھ زة ت دعم اللغ ة‬
‫العربية(‪.‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪١٧٨‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫المساحة األرضية‬ ‫الفصل الخامس‬
‫______________________________________________________________‬

‫‪ .١١‬ذاكرة تخزين كبيرة لتخزين القياسات بالجھاز )ذاكرة داخلية أو كارت تخزين(‪.‬‬
‫‪ .١٢‬بعض األجھ زة ت سمح بتوص يل وح دة تحك م خارجي ة ‪ control unit‬أو وح دة تجمي ع‬
‫البيانات ‪ Data Collector‬لسھولة العمل‪.‬‬
‫‪ .١٣‬سھولة نقل البيانات للكمبيوتر )من خالل كابل أو وحدة بلوتوث(‪.‬‬
‫‪ .١٤‬القدرة علي تحمل ظ روف الطق س المختلف ة ف ي الموق ع )حت ى ح رارة ت صل ‪ ٥٠‬درج ة‬
‫مئوية(‪.‬‬
‫‪ .١٥‬بعض األجھزة بھا كاميرا رقمية داخلية لتصوير مواق ع الرص د كن وع م ن أن واع توثي ق‬
‫بيانات المشروع‪.‬‬
‫‪ .١٦‬صغر الحجم و خفة الوزن مما يسھل التنقل بھا بين المواقع المختلفة‪.‬‬

‫‪ ٣-٥-٥‬جھاز الميزان‬
‫المي زان ‪ Level‬ھ و الجھ از الم ساحي الم ستخدم للح صول عل ي م ستوي أفق ي وھم ي‬
‫يوازي متوسط منسوب سطح البحر‪ .‬تتكون أجھزة الميزان بصفة عامة م ن مجم وعتين المي زان‬
‫البصري والميزان االلكتروني أو الرقمي‪ .‬تشمل أجھزة الميزان البصري فئتين‪) :‬أ( ميزان ك وك‬
‫‪) Cook's Level‬الق ديم غي ر الم ستخدم حالي ا( وال ذي ك ان منظ اره مرك ب عل ي ط وقين أو‬
‫حلقتين بحيث يمكن فك المنظار وعكس اتجاھه ثم تركيبه علي قاعدته مرة أخ ري ‪) ،‬ب( مي زان‬
‫دمبي ‪ Dumby's Level‬وھو األحدث والشائع حاليا حيث منظاره غير قابل للعكس‪.‬‬

‫شكل )‪ (٣٠-٥‬أجھزة ميزان بصري من نوع دمبي‬

‫يتك ون جھ از المي زان الب صري م ن‪ :‬المنظ ار أو التل سكوب ويوج د عل ي أح د طرفي ه‬
‫العدس ة العيني ة وعل ي الط رف اآلخ ر العدس ة ال شيئية ومثب ت أع اله أداة التوجي ه نح و الھ دف‬
‫)الناشنكاه( ومركب علي جانبه مسمار توضيح الرؤية المسمي م سمار التطبي ق‪ ،‬عل ي الترب راخ‬
‫يوجد مسمار الحركة األفقية البطيئ ة للمي زان باإلض افة لمي زان الت سوية ال دائري وثالث ة م سامير‬
‫لضبط أفقية الجھاز‪ .‬ويركب الميزان علي قاعدته التي توض ع عل ي الحام ل الثالث ي )الخ شبي أو‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪١٧٩‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫المساحة األرضية‬ ‫الفصل الخامس‬
‫______________________________________________________________‬

‫األلمونيوم( عند الرصد‪ .‬بعض أجھزة الميزان بھا مراه أعلي ميزان التسوية الدائري لكي يتمكن‬
‫الراص د م ن التحق ق م ن أفقي ة الجھ از باس تمرار‪ .‬أجھ زة المي زان الحديث ة يوج د ب داخلھا مي زان‬
‫تسوية آخر يمكن رؤيته من داخل العدسة العينية لكي يتم الح صول عل ي أفقي ة تام ة للجھ از عن د‬
‫كل رصدة‪ .‬أيضا في بعض أجھزة المي زان يوج د أس فل الترب راخ ق رص )منقل ة أو دائ رة أفقي ة(‬
‫مدرج لقياس الزوايا األفقية ‪ ،‬بدقة الدرجة أو كسورھا‪.‬‬

‫وتعد القامة ‪ Staff‬أھم األدوات المستخدمة م ع جھ از المي زان إلج راء أعم ال الميزاني ة‬
‫)قياس فرق االرتفاع( في الطبيعة‪ .‬القامة ھي مسطرة مدرجة ألمتار وسنتيمترات يتراوح طولھا‬
‫بين ‪ ٣‬و ‪ ٥‬أمتار وان كان الطول الشائع للقامة ھو ‪ ٤‬أمتار‪ .‬تصنع القامة إما من الخ شب أو م ن‬
‫األلمونيوم و توجد عدة أن واع م ن القام ات فمنھ ا‪) :‬أ( القام ة المطوي ة الت ي تتك ون م ن أكث ر م ن‬
‫قطع ة مت صلين و يمك ن ط يھم و عن د االس تعمال تف رد القام ة ف ي اس تقامة واح دة ‪) ،‬ب( القام ة‬
‫التلسكوبية أو المتداخلة حي ث تتك ون م ن ثالث ة )أو أربع ة( أج زاء متداخل ة تنزل ق داخ ل بع ضھا‬
‫وتتمي ز ب صغر طولھ ا عن د ع دم االس تخدام و ض مان ع دم وج ود مي ل ف ي أي ج زء م ن أج زاء‬
‫القامة‪) ،‬ج( القامة المنزلقة وتتكون من جزأين منفصلين أحداھما ينزلق و راء اآلخر ف ي مج رى‬
‫ص غير ‪) ،‬د( القام ة ذات القطع ة الواح دة والت ي غالب ا ال يتج اوز طولھ ا المت رين حت ى ي سھل‬
‫حملھ ا‪ .‬ي تم اس تخدام ق امتين )أو أكث ر( م ع ك ل مي زان إلتم ام أعم ال الميزاني ة أو الت سوية وذل ك‬
‫لسرعة إتمام العمل الحقلي‪.‬‬

‫شكل )‪ (٣١-٥‬مكونات الميزان البصري‬

‫شكل )‪ (٣٢-٥‬القامة‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪١٨٠‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫المساحة األرضية‬ ‫الفصل الخامس‬
‫______________________________________________________________‬

‫ويوجد بالميزان حامل للشعرات يمكن الراصد م ن أخ ذ ‪ ٣‬ق راءات عل ي القام ة‪ :‬ال شعرة‬
‫الوسطي ھي التي تحدد قراءة القامة المستخدمة في حساب فرق المنسوب ‪ ،‬بينما الشعرتين العليا‬
‫و الوسطي )يطلق عليھم أسم شعرات االستاديا( يتم اس تخدامھما ف ي ح ساب الم سافة األفقي ة ب ين‬
‫القامتين‪.‬‬

‫شكل )‪ (٣٣-٥‬القراءات علي القامة‬

‫وق د تط ورت أجھ زة المي زان لتظھ ر مجموع ة أخ ري منھ ا ت سمي المي زان الرقم ي أو‬
‫االلكتروني والذي يتمي ز بإمكاني ة ت سجيل الق راءات ف ي ذاك رة المي زان )ب دال م ن اس تعمال دفت ر‬
‫الميزانية( وأيضا وجود لوحة مفاتيح علي الجھ از لت سجيل أي ة بيان ات متعلق ة بالم شروع‪ .‬بع ض‬
‫األجھ زة االلكتروني ة ت ستخدم قام ة م ن ن وع خ اص ‪) bar-code staff‬لي ست قام ة مدرج ة‬
‫باألرقام العادية( بحيث أن الميزان يحدد تقاطع المستوي األفقي مع ھذه القامة بصورة الكتروني ة‬
‫ومنھا يحس قيمة فرق االرتفاع بين الميزان و القامة‪ .‬وبالت الي فيزي د س عر المي زان الرقم ي ع ن‬
‫س عر مثيل ه الع ادي‪ .‬أي ضا توج د بع ض أن واع المي زان االلكترون ي ت سمي أجھ زة ذاتي ة ال ضبط‬
‫‪ self-levelling‬حي ث يوج د داخ ل المي زان جھ از موازن ة ‪ compensator‬يمكن ه الحف اظ‬
‫علي أفقية الميزان )بعد ضبطه أول مرة( ‪ ،‬فإذا مال المي زان قل يال يق وم جھ از الموازن ة بإعادت ه‬
‫مرة أخري للوضع األفقي السليم‪ .‬يستخدم الميزان ذاتي ال ضبط ف ي المواق ع اإلن شائية الت ي تكث ر‬
‫بھا حركة المعدات الثقيلة واھتزازات األرض مما يؤثر علي أفقية الميزان كثيرا‪.‬‬

‫شكل )‪ (٣٤-٥‬أجھزة ميزان بصري رقمي أو الكتروني‬


‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪١٨١‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫المساحة األرضية‬ ‫الفصل الخامس‬
‫______________________________________________________________‬

‫يعتم د مي زان اللي زر عل ي مب دأ إط الق أش عة لي زر ف ي م ستوي أفق ي حت ى ت نعكس عن د‬


‫اصطدامھا بقامة من نوع خاص وبالتالي يقوم جھاز مستقبل الليزر ‪ -‬الذي يتحرك عل ي القام ة ‪-‬‬
‫بتحديد قراءة تدريج ھذه النقطة الكترونيا ‪ ،‬ويتم تسجيل القياسات آليا داخل ذاكرة الجھاز‪ .‬أي أن‬
‫العمل بمي زان اللي زر ال يتطل ب أي توجي ه ب صري إل ي القام ة وبالت الي ف أن الراص د يتواج د م ع‬
‫القامة )وليس الميزان(‪ .‬يشيع استخدام أجھزة ميزان الليزر في أعمال التشييد والبناء لكن سعرھا‬
‫أغلي من أجھزة الميزان البصري‪.‬‬

‫شكل )‪ (٣٥-٥‬أجھزة ميزان ليزر‬


‫أما الميزان الدقيق ‪ Precise Level‬فھو مي زان ال يختل ف ف ي ش كله أو ت صميمه ع ن‬
‫الميزان البصري العادي إال أنه يختلف عنه في النقاط الجوھرية التالية‪:‬‬
‫‪ ‬المنظ ار ذو ق وة تكبي ر عالي ة )ال تق ل ع ن ‪ ٤٠‬ض عف( بغ رض أن تك ون ص ورة القام ة‬
‫واضحة جدا حتى من مسافات بعيدة‪.‬‬
‫‪ ‬أقل وحدة قياس ال تزيد عن ‪ ٠.١‬ملليمتر و دقة القياس ال تزيد عن ‪ ٠.٢‬ملليمتر‪/‬كيلومتر‪.‬‬
‫‪ ‬ال يكون المنظار مثبتا في المحور الرأسي بل يسمح بإمالة خط النظ ر دون تغيي ر من سوب‬
‫ھذا الخط‪.‬‬
‫‪Micrometer with‬‬ ‫‪ ‬ي زود المي زان ال دقيق بميكرومت ر داخل ي ذو ل وح مت وازي‬
‫‪ parallel plate‬وھو جھاز يسمح بقراءة القياس علي القامة بدقة ‪ ١‬ملليمتر أو أقل‪.‬‬
‫‪ ‬مي زان الت سوية يحت وي فقاع ة مائي ة طويل ة م ن ن وع ال يتغي ر طولھ ا ب اختالف درج ات‬
‫الحرارة ‪ ،‬وأن يكون ذو حساسية عالية‪.‬‬
‫‪ ‬تكون معظم الموازين الدقيقة من النوع ذاتي الضبط ‪.Self-Levelling‬‬

‫شكل )‪ (٣٦-٥‬ميزان دقيق‬


‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪١٨٢‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫النظم العالمية لتحديد المواقع‬ ‫الفصل السادس‬
‫______________________________________________________________‬

‫الفصل السادس‬
‫النظم العالمية لتحديد المواقع‬

‫‪ ١-٦‬مقدمة‬
‫‪Global Navigation Positioning‬‬ ‫تتع دد ال نظم العالمي ة لتحدي د المواق ع‬
‫‪ - Systems‬أو اختصارا ‪ - GNSS‬المستخدمة في الوقت الراھن لتشمل تقني ة الج ي ب ي أس‬
‫‪ GPS‬األمريكي ة و تقني ة الجلون اس ‪ GLONASS‬الروس ية‪ ،‬باإلض افة لق رب ت شغيل تقني ة‬
‫ج اليليو ‪ Galileo‬األوروبي ة وتقني ة بي دو ‪ Beidou‬ال صينية‪ .‬وتعتم د ك ل ھ ذه التقني ات عل ي‬
‫استخدام األقمار الصناعية لتحديد موقع )إحداثيات( أي ھدف علي سطح األرض سواء كان ثابت ا‬
‫أو متحركا‪.‬‬

‫‪ ٢-٦‬نبذة تاريخية‬
‫مع بداي ة الن صف الث اني م ن الق رن الع شرين الم يالدي دخل ت المعرف ة الب شرية منعطف ا‬
‫تقني ا جدي دا حي ث أس تطاع اإلن سان أن يرس ل أج ساما معدني ة إل ي خ ارج نط اق الغ الف الج وي‬
‫لكوكب األرض‪ ،‬وھي األجسام التي أصطلح علي تسميتھا باألقمار الصناعية ‪ .Satellites‬يع د‬
‫إط الق القم ر ال صناعي الروس ي األول "س بوتنيك‪ "Sputbik-1 ١-‬ف ي ‪ ٤‬أكت وبر ‪١٩٥٧‬‬
‫)‪ ١٣٧٧‬ھـ( ھو إع الن دخ ول اإلن سان لع صر األقم ار ال صناعية‪ .‬ھ ذا و ق د ب دأ إط الق األقم ار‬
‫الصناعية و غزو الفضاء – بصفة عامة – بعد أن تط ورت ع دة تقني ات و خاص ة ال صواريخ و‬
‫الرادار ‪ ،‬فالصاروخ ھو الوسيلة إليصال القمر الصناعي إلي الف ضاء )ك ان أول ص اروخ يطل ق‬
‫للفضاء بواسطة فريق علماء ألمان بقيادة براون في ع ام ‪ (١٩٣٤‬و ال رادار مھ م لتعق ب القم ر و‬
‫معرفة موقعه ‪ ،‬كما ساھم التطور في الحاسبات اآللية و أنظمة االتصاالت في اإلسراع بال دخول‬
‫إلي عصر الفضاء‪.‬‬

‫وقب ل ب دء ع صر األقم ار ال صناعية توص ل العلم اء إل ي طريق ة جدي دة لتحدي د المواق ع‬


‫باالعتماد علي الموجات الراديوية أو الكھرومغناطيسية ‪ ،‬وكان المبدأ األساسي ف ي ھ ذه الطريق ة‬
‫ھو قياس الزمن الذي تستغرقه الموج ه الراديوي ة ف ي الرحل ة ذھاب ا و ع ودة ب ين محط ة الب ث أو‬
‫اإلرس ال ‪ Transmitting Station‬وجھ از االس تقبال ‪ .Receiver‬ف إذا اس تخدمنا القاع دة‬
‫العلمية المعروفة‪:‬‬
‫المسافة = السرعة × الزمن‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪١٨٣‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫النظم العالمية لتحديد المواقع‬ ‫الفصل السادس‬
‫______________________________________________________________‬

‫وباعتبار أن سرعة الموجة تعادل سرعة الضوء )حوالي ‪ ٣٠٠‬ألف كيلومتر ف ي الثاني ة( فيمكنن ا‬
‫حساب المسافة بين محط ة اإلرس ال و جھ از الم ستقبل‪ .‬لك ن يتب ادر إل ي األذھ ان ال سؤال الت الي‪:‬‬
‫كي ف يمك ن لھ ذه الفك رة ‪ -‬أو ھ ذه الم سافة الت ي يمك ن ح سابھا – أن ت ستخدم ف ي تحدي د موق ع‬
‫شخص مع ين؟ اإلجاب ة س ھلة و تتك ون م ن )ش كل‪ :(١-٦‬نفت رض أن ب رج إرس ال ق د ت م وض عه‬
‫ف وق نقط ة معلوم ة الموق ع ول تكن نقط ة ‪ A‬عل ي س طح األرض ‪ ،‬ونح ن ل دينا وح دة أو جھ از‬
‫استقبال لھذه الموجات الراديوية في موقع م ا غي ر معل وم‪ .‬عن د ف تح جھ از االس تقبال وقي اس )أو‬
‫ح ساب( الم سافة ب ين ھ ذا الموق ع المجھ ول و المحط ة أو الب رج عن د ‪ A‬وج دنا أنھ ا ت ساوي‬
‫‪ ١٢.٣٢٥‬متر مثال‪ .‬إن ھذه المعلومة )شكل ‪ ١-٦‬أ( ال تخبرنا أين موقعنا بال ضبط ولكنھ ا تق رب‬
‫موقعنا إلي أي نقط ة عل ي مح يط ال دائرة الت ي ن صف قطرھ ا ي ساوي ‪ ١٢.٣٢٥‬مت ر ح ول ب رج‬
‫اإلرسال ‪) A‬وھو البرج المعلوم موقعه مسبقا(‪ .‬اآلن نفترض أننا قمنا بتثبيت برج إرسال ث اني‬
‫فوق نقطة معلومة أيضا ولتكن ‪ B‬علي سطح األرض ‪ ،‬و بنفس الطريقة قمنا بحساب )أو قياس(‬
‫الم سافة بواس طة جھ از اس تقبال الموج ات الراديوي ة فكان ت ت ساوي ‪ ٩.٧٩٢‬مت ر‪.‬ھ ذه المعلوم ة‬
‫الجديدة تخبرنا أيضا أننا نقع علي محيط دائرة مركزھا نقطة ‪ B‬ونصف قطرھ ا ي ساوي ‪٧.٧٩٢‬‬
‫متر‪ .‬أي أننا موجودين علي بعد ‪ ١٢.٣٢٥‬مت ر م ن نقط ة ‪ A‬وأي ضا عل ي بع د ‪ ٩.٧٩٢‬مت ر م ن‬
‫نقطة ‪ .B‬وھذا يؤدي بنا أننا نقع عند تقاطع ھاتين الدائرتين ‪ ،‬أم ا عن د نقط ة ‪ P‬أو عن د نقط ة ‪Q‬‬
‫)شكل ‪ ١-٦‬ب(‪ .‬أي أننا نستخلص أن وجود ب رجين إرس ال يمكنن ا م ن تحدي د احتم ال موق ع م ن‬
‫م وقعين ‪ ،‬وال يخبرن ا بال ضبط أي ن نح ن‪ .‬نحت اج اآلن لب رج إرس ال ثال ث ي تم وض عه عن د نقط ة‬
‫معلوم ة و ل تكن ‪ C‬عل ي س طح األرض ‪ ،‬و ب نفس الطريق ة نق وم بح ساب )أو قي اس( الم سافة‬
‫بواسطة جھاز استقبال الموجات الراديوية‪ .‬ھذه المسافة الثالثة ستخبرنا بك ل تأكي د ھ ل نح ن عن د‬
‫النقطة ‪ P‬أو عند النقطة ‪) Q‬شكل ‪ ١-٦‬ج(‪ .‬فإذا كانت األبراج أو محطات اإلرسال الثالثة تعمل‬
‫باستمرار وفي نفس الوقت ‪ ،‬فأن أي جھاز استقبال لھذه الموج ات الراديوي ة سي ستقبل اإلش ارات‬
‫المرس لة م ن المحط ات الثالث ة و يمكن ه ب سرعة تحدي د موقع ه ف ي ھ ذه اللحظ ة‪ .‬ف إذا ك ان جھ از‬
‫االستقبال ھذا متحركا )أي موجود علي سفينة مثال( فأنه باستطاعته تحديد موقعه باس تمرار عن د‬
‫كل لحظة في مسيرته‪ .‬فإذا أضفنا برج إرسال رابع فأن ھذه المنظوم ة س تكون ذات كف اءة عالي ة‬
‫الن الب رج الراب ع س يكون حكم ا للوث وق ف ي إش ارات األب راج الثالث ة األساس ية كم ا أن ه س يكون‬
‫احتياطيا في حالة عدم استقبال اإلشارات من أيا من األبراج الثالثة )ش كل ‪ ١-٦‬د(‪ .‬وت سمي ھ ذه‬
‫الطريقة لتحديد المواقع بنظم المالحة الراديوية ‪.Radio Navigation Systems‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪١٨٤‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫النظم العالمية لتحديد المواقع‬ ‫الفصل السادس‬
‫______________________________________________________________‬

‫شكل )‪ (١-٦‬المالحة الراديوية و تحديد المواقع‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪١٨٥‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫النظم العالمية لتحديد المواقع‬ ‫الفصل السادس‬
‫______________________________________________________________‬

‫ومن أمثلة ھذه ال نظم الراديوي ة لتحدي د المواق ع نظ ام ل وران ‪ LORAN‬وھ و اخت صارا‬
‫السم "المالحة للمساحات ال شاسعة ‪ "LOng RAnge Navigation‬وال ذي ب دأ ف ي الوالي ات‬
‫المتحدة األمريكية تقريبا في عام ‪ ١٩٥٠‬ويھدف أساسا لمساعدة السفن ف ي إبحارھ ا‪ .‬تك ون نظ ام‬
‫ل وران م ن ع دد م ن ال سالسل )السل سلة مكون ة م ن ‪ ٤‬أب راج إرس ال تغط ي ك ل محط ة أو ب رج‬
‫حوالي ‪ ٥٠٠‬ميل( ليمكن تغطية الساحل الغربي األمريكي كله‪ .‬لكن ھذه النظم المالحية كان لھ ا‬
‫بعض العيوب أو المعوقات مثل‪ (١) :‬أي نظام سيكون ذو تغطي ة مح دودة تبل غ ح والي ‪ %٥‬م ن‬
‫سطح األرض وبالتالي فل ن ي صلح ليك ون نظ ام مالح ة ع المي ‪ (٢) ،‬ي ستطيع ھ ذا النظ ام تحدي د‬
‫المواق ع ف ي اتج اھين فق ط – أي الموق ع األفق ي – لكن ه ال يمكن ه تحدي د االرتف اع ف ي االتج اه‬
‫الرأس ي‪ (٣) ،‬دق ة النظ ام كان ت ف ي ح دود ‪ ٢٥٠‬مت ر والت ي ق د يمك ن اعتبارھ ا مناس بة للمالح ة‬
‫البحري ة لكنھ ا غي ر مناس بة للمالح ة الجوي ة – للط ائرات – أو لط رق الم ساحة األرض ية الت ي‬
‫تتطلب دقة أعلي في تحديد المواقع‪.‬‬

‫ومع ظھور األقمار الصناعية طب ق العلم اء نف س مب دأ المالح ة الراديوي ة ف ي تط وير م ا‬


‫ع رف باس م المالح ة باألقم ار ال صناعية ‪ .Satellite Navigation‬ف إذا اس تبدلنا محط ات‬
‫اإلرسال األرض ية بأقم ار ص ناعية ترس ل موج ات راديوي ة ي ستطيع جھ از االس تقبال أن يتعام ل‬
‫معھا ويحسب المسافة من موقعه إلي موقع ك ل قم ر ص ناعي ف يمكن تحدي د الموق ع ال ذي ب ه ھ ذا‬
‫المستقبل‪ .‬ربما يتبادر إلي األذھان اآلن سؤال‪ :‬أبراج اإلرسال كانت ثابتة و معلومة الموقع وكن ا‬
‫نستخدمھا كعالمات مرجعية ‪ Reference Points‬تمكننا من حساب موقع جھاز االس تقبال ‪،‬‬
‫لكن األقمار الصناعية غير ثابتة فكيف سيمكن التعام ل معھ ا؟ اإلجاب ة ھ ي أن ك ل قم ر ص ناعي‬
‫يكون معلوم المدار الذي يدور عليه في الفضاء وتكون م ن أھ م مھ ام الجھ ة الم سئولة ع ن نظ ام‬
‫األقمار الصناعية أن تراق ب ك ل قم ر و تح دد موقع ه بك ل دق ة ف ي ك ل لحظ ة ‪ ،‬وبالت الي فيمكنن ا‬
‫القول أن موقع كل قمر صناعي يكون معلوما في أي لحظة طوال ‪ ٢٤‬س اعة يومي ا ‪ ،‬أي أن ك ل‬
‫قمر صناعي سيكون بمثابة نقطة مرجعية )شكل‪ .(٢-٦‬وطبقا لھذا المبدأ األساسي ف يمكن اعتب ار‬
‫القمر الصناعي – من وجھة النظر المساحية – علي أنه ھدف ‪ Target‬عالي االرتفاع ‪ ،‬بحي ث‬
‫إذا أمك ن رص ده م ن ثالث ة نق اط أرض ية معلوم ة اإلح داثيات ف يمكن تحدي د موق ع نقط ة مجھول ة‬
‫ترصد ھذا القمر الصناعي في نفس اللحظة )شكل‪.(٣-٦‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪١٨٦‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫النظم العالمية لتحديد المواقع‬ ‫الفصل السادس‬
‫______________________________________________________________‬

‫شكل )‪ (٢-٦‬المالحة باألقمار الصناعية‬

‫شكل )‪ (٣-٦‬المبدأ المساحي للمالحة باألقمار الصناعية‬

‫وقد تطورت نظم المالحة باألقمار الصناعية مع إطالق نظام المالحة األمريكي ‪Navy‬‬
‫‪ Navigation Satellite System‬الذي عرف باسم ترانزيت ‪ Transit‬وأيضا باس م نظ ام‬
‫دوبلر ‪ - Doppler‬في الستينات من القرن العشرين الميالدي‪ ،‬وكان الھدف الرئيسي منه تحدي د‬
‫مواقع القطع البحرية في البحار و المحيطات والمعرفة الدقيق ة إلح داثيات المواق ع اإلس تراتيجية‪.‬‬
‫وبالرغم من ھذه األھداف العسكرية إال أن المھندسين المدنيين قد استخدموا ھذا النظام في العديد‬
‫م ن التطبيق ات الم ساحية وخاص ة إن شاء ش بكات الثواب ت األرض ية الدقيق ة‪ .‬أعتم د نظ ام ال دوبلر‬
‫عل ي ع دد م ن األقم ار ال صناعية الت ي ت دور عل ي ارتف اع ح والي ‪ ١٠٠٠‬كيل ومتر م ن س طح‬
‫األرض حيث يكمل كل قمر دورة كاملة حول األرض في مدة تبلغ ‪ ١٠٧‬دقيقة وكانت دقة تحديد‬
‫المواقع األرضية اعتمادا علي ھذا النظام في ح دود ‪ ٤٠-٣٠‬مت ر‪ .‬وم ع أن أقم ار ال دوبلر تغط ي‬
‫معظ م أنح اء األرض إال أن ع ددھا )‪ ٦‬أقم ار ص ناعية فق ط( ل م يك ن ي سمح يتواص ل اإلش ارات‬
‫طوال ‪ ٢٤‬ساعة يومي ا – ب ل لع دة س اعات طبق ا للموق ع المطل وب عل ي األرض – مم ا ل م يلب ي‬
‫حاجة مستخدمي النظام سواء العسكريين أو المدنيين وأدي ذلك إلي ب دء وزارة ال دفاع األمريكي ة‬
‫‪ -‬مع بداية السبعينات ‪ -‬في تطوير نظام مالحي آخر‪.‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪١٨٧‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫النظم العالمية لتحديد المواقع‬ ‫الفصل السادس‬
‫______________________________________________________________‬

‫جيوديسيا األقمار الصناعية‪:‬‬


‫مع إطالق أول قم ر ص ناعي ف ي ع ام ‪ ١٩٥٧‬ب دأ ظھ ور م صطلح لف رع جدي د م ن عل م‬
‫الجيودي سيا )عل م القي اس عل ي س طح األرض لتحدي د ش كلھا و حجمھ ا ومج ال جاذبيتھ ا( وھ و‬
‫جيوديسيا األقمار الصناعية ‪ .Satellite Geodesy‬إال أن أساسيات ھ ذا التخ صص الھندس ي‬
‫الجديد ترجع جذورھا إلي ما ھو أبعد من ھذا التاريخ ‪ ،‬فمنذ بداي ة الق رن التاس ع ع شر الم يالدي‬
‫كانت ھن اك دراس ات عدي دة الس تخدام القم ر – الطبيع ي و ل يس ال صناعي – ف ي ح ساب بع ض‬
‫الق يم الھندس ية الت ي ت صف ش كل األرض‪ .‬فعل ي س بيل المث ال ق ام الع الم الفرن سي الب الس‬
‫‪ Laplace‬في ع ام ‪ ١٨٠٢‬بح ساب قيم ة تفلط ح س طح األرض ‪ Earth Flattening‬اعتم ادا‬
‫علي دراسة حركة القمر‪ .‬وطوال قرن و نصف توالت الدراسات الجيودي سية لتق يم أس سا علمي ة‬
‫جيوديسية انطلقت تطبيقاتھ ا س ريعا بمج رد إط الق أول قم ر ص ناعي ‪ ،‬ويكف ي أن ن شير إل ي أن‬
‫بعد مرور عام واحد فق ط م ن إط الق أول قم ر ص ناعي تمك ن الجيودي سين ف ي ع ام ‪ ١٩٥٨‬م ن‬
‫حساب قيمة أكثر دقة لتفلطح األرض اعتمادا علي قياسات ھذا القمر الصناعي‪ .‬وتتع دد تطبيق ات‬
‫تخصص جيوديسيا األقمار الصناعية لتشمل العديد من المجاالت العلمية المدنية منھا‪:‬‬
‫الجيوديسيا العالمية‪:‬‬
‫‪ -‬تحديد شكل و مجال جاذبية األرض‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد أقرب النماذج الرياضية لشكل األرض الحقيقي‪.‬‬
‫‪ -‬إنشاء نظام جيوديسي أرضي مرجعي ‪.Global terrestrial reference frame‬‬
‫‪ -‬تطوير نماذج الجيويد الدقيقة )أنظر تعريف الجيويد في الفصل القادم(‪.‬‬
‫‪ -‬الربط بين العديد من المراجع الجيوديسية المستخدمة حول العالم‪.‬‬
‫الثوابت الجيوديسية‪:‬‬
‫‪ -‬إنشاء نقاط شبكات جيوديسية مرجعية‪.‬‬
‫‪ -‬إنشاء شبكات جيوديسية ثالثية األبعاد‪.‬‬
‫‪ -‬الربط بين العديد من الشبكات الجيوديسية المتباعدة‪.‬‬
‫‪ -‬دراسة حركة القشرة األرضية‪.‬‬
‫المساحة المستوية و التطبيقية‪:‬‬
‫‪ -‬إج راء الم سح التف صيلي للظ واھر الطبيعي ة و الب شرية لتطبيق ات ح صر الملكي ات و‬
‫تخط يط الم دن و إقام ة الم شروعات المدني ة وتطبيق ات نظ م المعلوم ات الجغرافي ة‬
‫)‪.Geographic Information Systems (GIS‬‬
‫‪ -‬إقامة ثوابت أرضية لعمليات التصوير الجوي وضبط مرئيات االستشعار عن بعد‪.‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪١٨٨‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫النظم العالمية لتحديد المواقع‬ ‫الفصل السادس‬
‫______________________________________________________________‬

‫‪ -‬إدارة الموارد الطبيعية بصفة عامة و الموارد المائية بصفة خاصة‪.‬‬


‫‪ -‬الرفع الطبوغرافي و إنشاء الخرائط الكنتورية لمشروعات التنمية الوطنية‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد إحداثيات أجھزة التصوير داخل الطائرات‪.‬‬
‫المالحة الجيوديسية‪:‬‬
‫‪ -‬زيادة دقة المالحة سواء البرية أو البحرية أو الجوية‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد المواقع بدقة لتطبيقات الخ رائط البحري ة و استك شاف الم وارد الطبيعي ة والم ساحة‬
‫البحرية والجيولوجيا‪.‬‬
‫‪ -‬ضبط العالقات بين محط ات قي اس الم د و الج زر ‪) Tide gauges‬توحي د نظ م قي اس‬
‫االرتفاعات(‪.‬‬
‫‪ -‬تحدي د مواق ع القياس ات الجيوفيزيقي ة )مث ل مواق ع قي اس الجاذبي ة األرض ية والم سح‬
‫المغناطيسي( سواء علي البر أو في البحر‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد اتجاه و معدل حركة الكتل الجليدية عند كال القطبين‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد مدارات األقمار الصناعية ذاتھا بمختلف أنواعھا‪.‬‬
‫كما تجب اإلشارة لوجود عدد كبير من تقنيات تحديد المواقع الحديثة سواء تل ك الت ي تعتم د عل ي‬
‫رصد القمر الطبيعي أو األقمار الصناعية أو رصد النجوم )شكل‪.(٤-٦‬‬

‫شكل )‪ (٤-٦‬تقنيات تحديد المواقع‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪١٨٩‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫النظم العالمية لتحديد المواقع‬ ‫الفصل السادس‬
‫______________________________________________________________‬

‫‪ ٣-٦‬النظام العالمي لتحديد المواقع‬


‫مع بداية الستينات من القرن العشرين الميالدي اھتمت عدة جھات حكومية في الوالي ات‬
‫المتحدة األمريكية )مثل وزارة الدفاع ‪ DoD‬و وزارة النقل ‪ DoT‬وھيئ ة الطي ران الف ضاء ناس ا‬
‫‪ (NASA‬بتطوير نظام مالحي يعتمد علي رصد األقمار الصناعية‪ .‬وت م إط الق نظ ام ترنزي ت‬
‫‪ Transit‬ف ي ع ام ‪ ،١٩٦٤‬إال أن ه س رعان م ا ل م يلب ي حاج ات القط اعين الع سكري و الم دني‬
‫وخاصة في عنصري الدقة و االتاحية وبدأ التفكير إما في تطوير ھذا النظام أو البحث ع ن ب ديل‬
‫جديد له‪ .‬بدأت عدة جھات علمي ة و حكومي ة اقت راح نظ م جدي دة و ف ي ع ام ‪ ١٩٦٩‬قام ت وزارة‬
‫الدفاع بإنشاء برنامج جدي د تح ت اس م البرن امج الع سكري للمالح ة باألقم ار ال صناعية ‪DNSS‬‬
‫لتوحيد الجھود وراء إطالق نظام مالحي جديد‪ .‬وبالفعل تم اقتراح تقنية جديدة تحت اس م "النظ ام‬
‫الع المي المالح ي لتحدي د المواق ع بقي اس الم سافة و ال زمن باس تخدام األقم ار ال صناعية‬
‫‪NAVigation Satellite Timing And Ranging Global Positioning‬‬
‫"‪ System‬أو اختصارا باسم ‪ ، NAVSRAT GPS‬إال أنه ع رف عل ي نط اق واس ع – بع د‬
‫ذلك – باسم النظ ام الع المي لتحدي د المواق ع أو اخت صارا "ج ي ب ي أس ‪ ."GPS‬ت م إط الق أول‬
‫قمر صناعي في ھذا النظام في ‪ ٢٢‬فبراير ‪ ١٩٧٨‬وفي ‪ ٨‬ديسمبر ‪ ١٤١٤) ١٩٩٣‬ھـ( تم إعالن‬
‫اكتم ال النظ ام مب دئيا )‪ ، Initial Operational Capability (IOC‬أم ا اإلع الن النھ ائي‬
‫الكتم ال النظ ام رس ميا )‪ Fully Operational Capability (FOC‬فق د ك ان ف ي ‪٢٧‬‬
‫أبري ل ‪ .١٩٩٥‬وف ي بدايت ه ك ان الج ي ب ي أس مق صورا عل ي االس تخدامات الع سكرية للق وات‬
‫الم سلحة األمريكي ة وحلفاؤھ ا حت ى أعل ن ال رئيس األمريك ي ريج ان ف ي ع ام ‪ ١٩٨٤‬ال سماح‬
‫للم دنيين باس تخدامه )لك ن ل يس جمي ع مميزات ه أو م ستوي الدق ة العالي ة ف ي تحدي د المواق ع !( ‪،‬‬
‫وكان ذلك بعد حادث ة إس قاط الق وات الم سلحة الروس ية لط ائرة رك اب كوري ة مدني ة بع د دخولھ ا‬
‫بالخطأ في المجال الجوي الروسي‪ .‬ويدار الجي بي أس من خالل وزارة ال دفاع األمريكي ة وھ ي‬
‫الجھة المسئولة عن إطالق األقم ار ال صناعية و مراقبتھ ا و التأك د م ن كف اءة ت شغيلھا واس تبدالھا‬
‫كل فترة زمنية بحيث تكون إش ارات ھ ذه التقني ة متاح ة ‪ ٢٤‬س اعة يومي ا وعل ي م دار ك ل األي ام‬
‫لجمي ع الم ستخدمين عل ي س طح األرض‪ .‬وف ي ع ام ‪ ١٩٩٦‬ت م تك وين لجن ة علي ا ت ضم ع دد م ن‬
‫الوزارات األمريكية لكي تشرف علي نظام الجي بي أس و تضع السياسات الم ستقبلية الالزم ة ‪،‬‬
‫وسميت باللجنة التنفيذي ة م ابين ال وزارات ‪ Inter-Agency GPS Executive Board‬أو‬
‫ي‪:‬‬ ‫تف‬ ‫بكة االنترن‬ ‫يش‬ ‫رابط عل‬ ‫صارا ‪) IGEB‬ال‬ ‫اخت‬
‫‪. (http://www.igeb.gov/charter.shtml‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪١٩٠‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫النظم العالمية لتحديد المواقع‬ ‫الفصل السادس‬
‫______________________________________________________________‬

‫تشتمل تقنية الجي بي أس علي العديد من المميزات التي ساعدت علي انتشارھا ب صورة‬
‫لم يسبق لھا مثيل ومنھا‪:‬‬
‫‪ -‬متاح طوال ‪ ٢٤‬ساعة يوميا ليال و نھارا وعلي مدار العام كله‪.‬‬
‫‪ -‬يغطي جميع أنحاء األرض‪.‬‬
‫‪ -‬ال يتأثر بأية ظروف مناخية مثل درجات الحرارة و المط ر و الرطوب ة والرع د و ال رق‬
‫و العواصف‪.‬‬
‫‪ -‬الدقة العالية في تحديد المواقع لدرجة تصل إلي ملليمترات في بعض التطبيق ات و ط رق‬
‫الرصد الجيوديسية أو دقة أمتار قليلة )‪ ٥.٢‬متر في المتوسط( للتطبيقات المالحية‪.‬‬
‫‪ -‬ال وفرة االقت صادية بحي ث أن تكلف ة اس تخدام الج ي ب ي أس تق ل بن سبة أكب ر م ن ‪%٢٥‬‬
‫بالمقارنة بأي نظام مالحي أرضي أو فضائي آخر‪.‬‬
‫‪ -‬ال يحت اج لخب رة تقني ة متخص صة لت شغيل أجھ زة االس تقبال )وخاص ة المحمول ة ي دويا(‬
‫لدرجة أن بعض مستقبالت الجي بي أس أص بحت ت دمج ف ي ال ساعات اليدوي ة و أجھ زة‬
‫االتصال التليفوني‪.‬‬

‫وتتع دد التطبيق ات المدني ة لتقني ة الج ي ب ي أس ب صورة كبي رة ف ي مج االت متع ددة مث ل‬
‫)شكل‪ :(٥-٦‬المالحة البرية وتحديد مواقع المركبات المتحركة في الشوارع بغرض زي ادة كف اءة‬
‫النقل البري ‪ ،‬المالحة الفضائية و تحديد مواق ع المركب ات الف ضائية الخارجي ة ‪ ،‬المالح ة الجوي ة‬
‫وتحدي د مواق ع الط ائرات أثن اء الھب وط و اإلق الع و ط وال م سار ال رحالت الجوي ة ‪ ،‬الزراع ة‬
‫ورسم خرائط التربة وإرشاد الجرارات الزراعية أثن اء عملھ ا ‪ ،‬المالح ة البحري ة وتحدي د مواق ع‬
‫السفن ط وال م سار الرحل ة ‪ ،‬ال سكك الحديدي ة والتحدي د ال دقيق لمواق ع القط ارات بھ دف تح سين‬
‫مستوي السالمة واألمان و كف اءة الت شغيل ‪ ،‬التطبيق ات البيئي ة مث ل تحدي د مواق ع محط ات قي اس‬
‫المد و الجزر وربط بياناتھا علي المستوي العالمي بغرض مراقبة ظاھرة ارتف اع من سوب س طح‬
‫البح ر وك ذلك مراقب ة حرك ة الت سربات م ن ح امالت البت رول و مراقب ة و رس م خ رائط لمن اطق‬
‫حرائق الغابات ‪ ،‬السالمة العامة و الغوث م ن الك وارث الطبيعي ة وخاص ة ف ي اس تخدامات ف رق‬
‫البحث و اإلنقاذ للمناطق الت ي تعرض ت لمث ل ھ ذه الك وارث وأي ضا االس تجابة ال سريعة لح االت‬
‫الط وارئ ‪ ،‬تطبيق ات قي اس و ت زامن الوق ت مث ل دم ج بيان ات محط ات رص د مواق ع ال زالزل‬
‫وك ذلك ض بط ت زامن أجھ زة الكمبي وتر للبن وك العالمي ة متع ددة الف روع وأي ضا ل شركات توزي ع‬
‫الكھرباء ‪ ،‬باإلضافة لمجال الھندسة المساحية و إنشاء الخرائط‪.‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪١٩١‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫النظم العالمية لتحديد المواقع‬ ‫الفصل السادس‬
‫______________________________________________________________‬

‫وقد تعددت التطبيقات المساحية لتقنية الجي بي أس بصورة كبيرة في ال سنوات الماض ية‬
‫وتشمل بعضھا‪:‬‬
‫‪ -‬إنشاء الشبكات الجيوديسية للثوابت األرضية الدقيقة وتكثيف الشبكات القديم ة منھ ا )ع ن‬
‫طريق إضافة محطات جديدة لھا(‪.‬‬
‫‪ -‬رصد تحركات القشرة األرضية‪.‬‬
‫‪ -‬رصد إزاحة أو ھبوط المنشئات الحيوية كالكباري و الجسور و السدود و القناطر‪.‬‬
‫‪ -‬أعمال الرفع المساحي التفصيلي و الطبوغرافي‪.‬‬
‫‪ -‬إنتاج خرائط طبوغرافية و تفصيلية دقيقة و في صورة رقمية‪.‬‬
‫‪Aerial‬‬ ‫‪ -‬تحدي د المواق ع لعالم ات ال ضبط األرض ي لل صور الجوي ة‬
‫‪Photogrammetry‬و المرئي ات الف ضائية ل نظم االست شعار ع ن بع د ‪Remote‬‬
‫‪.Sensing‬‬
‫‪ -‬تطبيقات المساحة التصويرية األرضية ‪.Close-Range Photogrammetry‬‬
‫‪ -‬تطوير نماذج الجيويد الوطنية بالتكامل مع أسلوب الميزانية األرضية‪.‬‬
‫‪ -‬تجميع البيانات المكانية عند استخدام تقني ة نظ م المعلوم ات الجغرافي ة ‪Geographic‬‬
‫‪ Information Systems‬أو ‪ ، GIS‬وخاص ة لتطبيق ات تحدي د مواق ع الخ دمات‬
‫‪Intelligent‬‬ ‫المدني ة ‪ Location-Based Services‬وتطبيق ات النق ل ال ذكي‬
‫‪ Transportation‬وأيضا تطبيقات نظم معلومات األراضي ‪Land Information‬‬
‫‪ Systems‬أو ‪.LIS‬‬
‫‪ -‬ال ربط ب ين المراج ع الجيودي سية المختلف ة لل دول ف ي ح االت الم شروعات الحدودي ة‬
‫المشتركة‪.‬‬
‫‪ -‬نظم الخرائط المحمولة ‪ Mobile Mapping Systems‬أو ‪.MMS‬‬
‫الرفع الھيدروجرافي و تطوير الخرائط البحرية و النھرية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬تثبيت و توثيق مواقع العالمات الحدودية بين الدول‪.‬‬
‫‪ -‬ب دمج تقنيت ي الج ي ب ي أس و نظ م المعلوم ات الجغرافي ة أمك ن إنت اج خ رائط رقمي ة و‬
‫قواعد بيانات محمولة يدويا للمدن بكافة تفاصيلھا و خدماتھا‪.‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪١٩٢‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫النظم العالمية لتحديد المواقع‬ ‫الفصل السادس‬
‫______________________________________________________________‬

‫شكل )‪ (٥-٦‬بعض مجاالت تطبيقات الجي بي أس‬

‫‪ ١-٣-٦‬مكونات نظام الجي بي أس‪:‬‬


‫يتكون نظام الجي بي أس من ثالثة أجزاء أو أقسام )شكل‪ (٦-٦‬ھي‪:‬‬
‫‪ -‬قسم الفضاء ويحتوي األقمار الصناعية ‪.Space Segment‬‬
‫‪ -‬قسم التحكم و السيطرة ‪.Control Segment‬‬
‫‪ -‬قسم المستقبالت األرضية أو المستخدمون ‪.User Segment‬‬

‫شكل )‪ (٦-٦‬أقسام الجي بي أس‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪١٩٣‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫النظم العالمية لتحديد المواقع‬ ‫الفصل السادس‬
‫______________________________________________________________‬

‫قسم الفضاء أو األقمار الصناعية‪:‬‬


‫يتكون قسم الفضاء ‪ -‬اسميا ‪ -‬من ‪ ٢٤‬قمرا صناعيا )‪ ٢١‬قمر عامل ‪ ٣ +‬أقمار احتياطية‬
‫‪ spare‬موجدة في الفضاء( موزعة في ‪ ٦‬مدارات بحيث يكون ھناك ‪ ٤‬أقم ار ص ناعية ف ي ك ل‬
‫مدار مما يسمح بالتغطية الدائمة )أي وجود علي األقل ‪ ٤‬أقمار صناعية( لك ل موق ع عل ي س طح‬
‫األرض في أي لحظة طوال اليوم )شكل‪ .(٧-٦‬وقد يصل عدد األقمار الصناعية ف ي وق ت مع ين‬
‫إلي ما ھو أكثر من ‪ ٢٤‬قمرا طبقا لخطة إطالق األقمار الصناعية‪ .‬وتدور األقمار ال صناعية ف ي‬
‫م دارات ش به دائري ة عل ي ارتف اع ح والي ‪ ٢٠٢٠٠‬كيل ومتر م ن س طح األرض ليكم ل ك ل قم ر‬
‫ص ناعي دورة كامل ة ح ول األرض ف ي م دة ‪ ١١‬س اعة و ‪ ٥٦‬دقيق ة بالتوقي ت الزمن ي األرض ي‬
‫الع المي ‪ .GMT‬ويت راوح وزن القم ر ال صناعي ب ين ‪ ٤٠٠‬و ‪ ٨٥٠‬كيل وجرام ويبل غ عم ره‬
‫االفتراض ي )لألجي ال الحديث ة م ن األقم ار ال صناعية( ح والي س بعة س نوات و ن صف‪ ،‬وي ستمد‬
‫طاقته من خالل صفيحتين اللتقاط الطاقة الشمسية باإلضافة لوجود ثالثة بطاريات احتياطي ة م ن‬
‫النيكل تزوده بالطاق ة عن دما يم ر بمنطق ة ظ ل األرض‪ .‬ويق وم ك ل قم ر ص ناعي بتولي د م وجتين‬
‫علي ت رددين مختلف ين ‪ Frequency‬ي سموا ‪ L1‬و ‪ L2‬باإلض افة ل شفرتين ‪ Codes‬و رس الة‬
‫مالحية ‪ Navigation Message‬يتم بثھم عل ي ھ ذين الت رددين‪ .‬كم ا يحت وي ك ل قم ر عل ي‬
‫ع دد م ن ال ساعة الذري ة ‪ Atomic Watch‬س واء م ن ن وع ال سيزيوم ‪ cesium‬أو الرابي ديوم‬
‫‪.rubidium‬‬

‫تغيرت مواصفات و كفاءة األقمار الصناعية ف ي نظ ام الج ي ب ي أس عل ي م ر ال سنوات‬


‫بحيث يمكن تقسيم األقمار إلي عدد من األجي ال )ش كل‪ .(٨-٦‬ب دأت أقم ار الجي ل األول – ي سمي‬
‫‪ – Block I‬وع ددھم ‪ ١١‬قم را م ع بداي ة تقني ة الج ي ب ي أس من ذ إط الق القم ر األول ف ي ‪٢٢‬‬
‫فبراير ‪ ١٩٧٨‬وكان آخ ر أقم ار ھ ذا الجي ل ال ذي أطل ق ف ي ‪ ٩‬أكت وبر ‪ .١٩٨٥‬وك ان مي ل م دار‬
‫أقمار الجيل األول ‪ o٦٣‬علي مستوي دائ رة االس تواء والعم ر االفتراض ي الم صمم للقم ر الواح د‬
‫ھ و أربع ة س نوات و ن صف )إال أن بع ضھم بق ي يعم ل بكف اءة لح والي ع شرة س نوات(‪ .‬وك ان‬
‫الجيل الثاني من األقمار ال صناعية ‪ Block II/IIA‬أكث ر كف اءة م ن س ابقه وتك ون م ن ‪ ٢٨‬قم را‬
‫صناعيا تم إطالقھا في الفترة ب ين فبراي ر ‪ ١٩٨٩‬و ن وفمبر ‪ ١٩٩٧‬بحي ث يبل غ مي ل م دار القم ر‬
‫الصناعي ‪ o٥٥‬علي دائرة االستواء ‪ ،‬و زاد العمر االفتراضي للقمر الواحد إلي سبعة س نوات و‬
‫نصف‪ .‬ث م تع ددت األجي ال الفرعي ة م ن الجي ل الث اني لت صبح ھن اك أقم ار ‪ ٢١) IIR‬قم ر بعم ر‬
‫افتراضي يبل غ ع شرة س نوات( وأقم ار ‪ IIR-M‬وأقم ار ‪) IIF‬بعم ر افتراض ي ي صل إل ي خم سة‬
‫عشر عاما( ‪ ،‬كما بدأ العمل في تصميم أقمار الجيل الثالث من األقمار الصناعية ‪.Block III‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪١٩٤‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫النظم العالمية لتحديد المواقع‬ ‫الفصل السادس‬
‫______________________________________________________________‬

‫شكل )‪ (٧-٦‬قطاع الفضاء في تقنية الجي بي أس‬

‫شكل )‪ (٨-٦‬نماذج لألقمار الصناعية في نظام الجي بي أس‬

‫قسم التحكم و المراقبة‪:‬‬


‫يتكون قسم التحكم و المراقبة من محط ة ال تحكم الرئي سية ف ي والي ة كل ورادو األمريكي ة‬
‫وأربعة محطات مراقب ة ف ي ع دة مواق ع ح ول الع الم )ش كل‪ .(٩-٦‬ت ستقبل محط ات المراقب ة ك ل‬
‫إشارات األقمار الصناعية وتحسب منھا المسافات لكل األقمار المرصودة وترسل ھذه المعطيات‬
‫باإلضافة لقياسات األحوال الجوي ة إل ي محط ة ال تحكم الرئي سية والت ي ت ستخدم ھ ذه البيان ات ف ي‬
‫حساب المواقع الالحقة لألقم ار وس لوك )ت صحيحات( س اعاتھا وبالت الي تك ون الرس الة المالحي ة‬
‫لك ل قم ر ص ناعي‪ .‬تق وم محط ة ال تحكم الرئي سية بعم ل الت صحيحات الالزم ة لم دارات األقم ار‬
‫الصناعية وكذلك تصحيح ساعات األقم ار ‪ ،‬ث م تق وم بإرس ال ھ ذه المعلوم ات لألقم ار ال صناعية‬
‫)م رة ك ل ‪ ٢٤‬س اعة( والت ي تق وم بتع ديل م ساراتھا و أزمانھ ا وبع د ذل ك ترس ل ھ ذه البيان ات‬
‫المصححة كإشارات إلي أجھزة االستقبال األرضية‪.‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪١٩٥‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫النظم العالمية لتحديد المواقع‬ ‫الفصل السادس‬
‫______________________________________________________________‬

‫شكل )‪ (٩-٦‬قسم التحكم و السيطرة‬

‫قسم المستقبالت األرضية‪:‬‬


‫يضم ھذا القطاع أجھزة استقبال الجي ب ي أس )م ستخدمو النظ ام( الت ي ت ستقبل إش ارات‬
‫األقمار الصناعية وتقوم بح ساب موق ع – إح داثيات – المك ان الموج ود ب ه الم ستقبل س واء عل ي‬
‫األرض أو ف ي الج و أو ف ي البح ر ‪ ،‬باإلض افة ل سرعة واتج اه حرك ة الم ستقبل إن ك ان متحرك ا‬
‫أثناء فترة الرصد‪ .‬وبصفة عامة فيتكون جھاز االس تقبال م ن‪ :‬ھ وائي م ع م ضخم إش ارة ‪ ،‬وح دة‬
‫تردد راديوي أو القط اإلشارات‪ ،‬مولد ترددات ‪ ،‬وح دة ت أمين الطاق ة الكھربائي ة ‪ ،‬وح دة ال تحكم‬
‫للمستخدم ‪ ،‬باإلضافة إلي وحدة ذاكرة لتخزين القياسات‪.‬‬

‫تتعدد أنواع أجھزة االستقبال بصورة كبيرة جدا طبقا لعدد من العوامل منھا‪:‬‬
‫أ‪ -‬طبقا لطبيعة االستخدام‪ :‬توجد أجھزة استقبال عسكرية )تستطيع التعام ل م ع ال شفرة الع سكرية‬
‫الت ي تبثھ ا األقم ار ال صناعية وتف ك ش فرتھا للح صول عل ي دق ة عالي ة ج دا ف ي ح ساب‬
‫المواقع( وأجھزة استقبال مدنية‪.‬‬
‫ب‪ -‬طبقا لنوعي ة البيان ات الم ستقبلة‪ :‬توج د م ستقبالت ت سمي ب أجھزة ال شفرة ‪ Code‬وم شھورة‬
‫أيضا باسم األجھزة المالحية ‪ Navigation Receivers‬أو األجھزة المحمولة ي دويا‬
‫‪ ، Hand-Held Receivers‬وتوج د أجھ زة ت سمي ب أجھزة قي اس الط ور ‪Phase‬‬
‫ومعروف ة أي ضا باس م األجھ زة الھندس ية أو الجيودي سية ‪، Geodetic Receivers‬‬
‫وظھرت حديثا الفئة الثالثة من األجھزة والت ي أطل ق عليھ ا أجھ زة تجمي ع البيان ات ل نظم‬
‫المعلومات الجغرافية ‪.GIS-Specific Receivers‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪١٩٦‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫النظم العالمية لتحديد المواقع‬ ‫الفصل السادس‬
‫______________________________________________________________‬

‫ج‪ -‬طبق ا لع دد الت رددات‪ :‬توج د أجھ زة ت ستقبل ت ردد واح د م ن الت رددين ال ذين تبثھم ا األقم ار‬
‫ال صناعية وت سمي أجھ زة أحادي ة الت ردد ‪ Single-Frequency Receivers‬أو‬
‫أجھزة التردد األول ‪ ، L1-Receivers‬وأجھزة ثنائية التردد ‪Dual-Frequency‬‬
‫‪ Receivers‬الت ي ت ستطيع اس تقبال ك ال ت رددي الج ي ب ي أس ‪) L1 and L2‬وھ ي‬
‫أغلي قليال من األجھزة أحادية التردد(‪.‬‬
‫د‪ -‬طبقا لعدد النظم‪ :‬ھناك أجھ زة تتعام ل فق ط م ع إش ارات نظ ام الج ي ب ي أس ‪ ،‬وأجھ زة ثنائي ة‬
‫النظام تستقبل اإلشارات من كال من الجي بي أس و النظ ام المالح ي الروس ي جلون اس‪،‬‬
‫وأجھ زة ثالثي ة ال نظم حي ث يمكنھ ا أي ضا اس تقبال إش ارات النظ ام المالح ي األوروب ي‬
‫جاليليو عند بدء العمل به‪،‬‬

‫شكل )‪ (١٠-٦‬أنواع أجھزة استقبال الجي بي أس‬

‫شكل )‪ (١١-٦‬بعض أجھزة استقبال الجي بي أس‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪١٩٧‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫النظم العالمية لتحديد المواقع‬ ‫الفصل السادس‬
‫______________________________________________________________‬

‫‪ ٢-٣-٦‬فكرة عمل الجي بي أس في تحديد المواقع‪:‬‬


‫كما سبق س ابقا ف أن نظري ة عم ل نظ م المالح ة أو الجيودي سيا باألقم ار ال صناعية تعتم د‬
‫عل ي مب دأ قي اس ال زمن ال ذي ت ستغرقه الموج ة الراديوي ة من ذ ص دورھا م ن وح دة الب ث )القم ر‬
‫الصناعي( وحتى وصولھا لوحدة االستقبال )المستقبل( ‪ ،‬ومن ثم يمكن حساب المسافة بين القم ر‬
‫الصناعي و جھاز االستقبال من المعادلة‪:‬‬
‫‪D = c t‬‬ ‫)‪(6-1‬‬
‫حي ث ‪ D‬الم سافة ب ين القم ر ال صناعي و جھ از االس تقبال ‪ c ،‬س رعة اإلش ارة وت ساوي س رعة‬
‫الضوء = ‪ ٢٩٩٧٩٢.٤٥٨‬كيلومتر‪/‬ثانية ‪ t ،‬فرق ال زمن = زم ن االس تقبال – زم ن اإلرس ال‬
‫لھذه الموجة الراديوية‪.‬‬
‫ويمكن التعبير عن ھذه المسافة بداللة اإلحداثيات الجيوديسية الكارتيزية لكال من القمر الصناعي‬
‫)‪ (Xs, Ys, Zs‬و جھاز االستقبال )‪ (Xr, Yr, Zr‬كاآلتي‪:‬‬
‫] ‪D =  [ (Xs-Xr)2 +(Ys-Yr)2 +(Zs-Zr)2‬‬ ‫)‪(6-2‬‬
‫حيث أن إحداثيات القمر الصناعي في أي لحظة تكون معلومة فأن المعادلة ال سابقة تحت وي عل ي‬
‫‪ ٣‬قيم مجھولة وھم إحداثيات جھاز االستقبال ذاته )‪ .(Xr, Yr, Zr‬مما ي دل عل ي أن ه يل زم وج ود‬
‫‪ ٣‬معادالت حتى يمكن حلھم معا آنيا ‪ simultaneously‬لحساب قيم اإلحداثيات الثالثة لجھ از‬
‫االستقبال‪ .‬أي بمعني آخر‪ :‬يلزم لجھاز االستقبال رصد ‪ ٣‬أقمار صناعية في نفس اللحظة‪.‬‬

‫وحي ث أن س رعة اإلش ارة )س رعة ال ضوء( كبي رة ج دا فأن ه للوص ول لدق ة عالي ة ف ي‬
‫حساب المسافة يلزمنا دقة عالي ة أي ضا ف ي قي اس ال زمن أو ح ساب ف رق ال زمن ‪ t‬ف ي المعادل ة‬
‫)‪ .(١-٦‬الحظ أن اإلشارة ال تستغرق أكثر من ‪ ٠.٠٦‬ثانية لتقطع م سافة ‪ ٢٠،٠٠٠‬كيل ومتر م ن‬
‫القمر الصناعي إلي سطح األرض‪ .‬إن ال ساعة الموج ودة ف ي القم ر ال صناعي م ن الن وع ال ذري‬
‫عالي الدقة جدا في تحديد زمن اإلرسال )زمن خروج اإلشارة من القمر ال صناعي( لك ن ال ساعة‬
‫الموجودة في جھاز االستقبال ليست بنفس ھذه الدقة العالية )وإال فأن سعرھا سيكون مرتفع ا ج دا‬
‫بصورة تجعل سعر أجھزة االس تقبال غي ر متاح ة لك ل الم ستخدمين(‪ .‬أبتك ر العلم اء فك رة جدي دة‬
‫وذكية للتغلب علي مشكلة عدم دقة ال ساعة ف ي أجھ زة االس تقبال ‪ ،‬وھ ي إض افة قيم ة الخط أ ف ي‬
‫س اعة الم ستقبل وحلھ ا م ن خ الل معادل ة رياض ية‪ .‬أي أن المعادل ة )‪ (١-٦‬والمعادل ة )‪(٢-٦‬‬
‫ستتحوالن إلي‪:‬‬
‫)‪D = c . (t + Et‬‬ ‫)‪(6-3‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪١٩٨‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫النظم العالمية لتحديد المواقع‬ ‫الفصل السادس‬
‫______________________________________________________________‬

‫] ‪D + D =  [ (Xs-Xr)2 +(Ys-Yr)2 +(Zs-Zr)2‬‬ ‫)‪(6-4‬‬


‫حيث ‪ Et‬ھو الخطأ المطلوب حسابه لزمن االستقبال الذي يقيسه جھاز الم ستقبل ‪ D ،‬ھ و قيم ة‬
‫الخط أ ف ي الم سافة المح سوبة ب ين القم ر ال صناعي و جھ از االس تقبال‪ .‬وبالت الي ف أن ع دد الق يم‬
‫المجھولة ‪ Unknowns‬أصبح ‪ ٤‬وليس ‪) ٣‬ثالثة إحداثيات لموقع جھ از االس تقبال ‪Xr, Yr, Zr‬‬
‫وتصحيح المسافة الناتج ع ن خط أ س اعة الجھ از ‪ (D‬مم ا يل زم وج ود ‪ ٤‬مع ادالت حت ى يمك ن‬
‫حساب قيم العناصر األربعة المجھولة‪:‬‬

‫] ‪D1 + D1 =  [ (Xs1-Xr)2 +(Ys1-Yr)2 +(Zs1-Zr)2‬‬


‫] ‪D2 + D2 =  [ (Xs2-Xr)2 +(Ys2-Yr)2 +(Zs2-Zr)2‬‬ ‫)‪(6-5‬‬
‫] ‪D3 + D3 =  [ (Xs3-Xr)2 +(Ys3-Yr)2 +(Zs3-Zr)2‬‬
‫] ‪D4 + D4 =  [ (Xs4-Xr)2 +(Ys4-Yr)2 +(Zs4-Zr)2‬‬

‫حي ث ‪ D1, D2, D3, D4‬الم سافات المقاس ة ب ين جھ از االس تقبال و األقم ار ال صناعية األربع ة ‪،‬‬
‫)‪ (Xs1, Ys1, Zs1‬و)‪ (Xs2, Ys2, Zs2‬و )‪ (Xs3, Ys3, Zs3‬و )‪ (Xs4, Ys4, Zs4‬تمث ل‬
‫إحداثيات األقم ار ال صناعية األربع ة ‪ (Xr, Yr, Zr) ،‬تمث ل إح داثيات جھ از االس تقبال ‪ Er ،‬يمث ل‬
‫خطأ زمن جھاز االستقبال‪.‬‬

‫إذن‪ :‬المطلوب لحل مجموعة المعادالت ھذه ھو أن يقوم جھاز االستقبال برصد ‪ ٤‬أقمار‬
‫صناعية في نفس اللحظة‪ .‬وھذا ھو الشرط األساسي لحساب اإلحداثيات ثالثي ة األبع اد باس تخدام‬
‫الجي بي أس )نكتفي برصد ‪ ٣‬أقمار صناعية فق ط لح ساب اإلح داثيات ثنائي ة األبع اد أي بإھم ال‬
‫حساب ارتفاع الموقع(‪ .‬فإذا توفر لدينا عدد من المعادالت أكبر من ‪) ٤‬أي ت م رص د أكث ر م ن ‪٤‬‬
‫‪Redundant‬‬ ‫أقم ار ص ناعية ف ي نف س اللحظ ة( ف ستؤدي ھ ذه األرص اد الزائ دة‬
‫‪ Measurement‬إل ي زي ادة دق ة و ج ودة ح ل المع ادالت وم ن ث م زي ادة دق ة اإلح داثيات‬
‫المستنبطة‪.‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪١٩٩‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫النظم العالمية لتحديد المواقع‬ ‫الفصل السادس‬
‫______________________________________________________________‬

‫شكل )‪ (١٢-٦‬مبدأ الرصد في نظام الجي بي أس‬

‫‪ ٣-٣-٦‬إشارات األقمار الصناعية في الجي بي أس‪:‬‬


‫يقوم كل قمر صناعي من أقمار الجي بي أس بإرس ال إش ارتين رادي ويتين عل ي ت رددين‬
‫‪ carrier frequencies‬ومحم ل عليھم ا ن وعين م ن ال شفرات الرقمي ة ‪digital codes‬‬
‫باإلضافة لرسالة مالحية ‪ .navigation message‬يبل غ ت ردد اإلش ارة األول ي )ت سمي ‪(L1‬‬
‫‪ ١٥٧٥.٤٢‬ميجاھرتز بينما يبلغ ت ردد اإلش ارة الثاني ة )ت سمي ‪ ١٢٢٧.٦٠ (L2‬ميج اھرتز‪ .‬كم ا‬
‫يبلغ طول الموجة ‪ wavelength‬لتردد ‪ ١٩ L1‬سنتيمتر بينما يبلغ ‪ ٢٤.٤‬سنتيمتر لت ردد ‪.L2‬‬
‫السبب الرئيسي وراء وجود ترددين ص ادرين م ن ك ل قم ر ص ناعي ھ و تق دير و ح ساب الخط أ‬
‫ال ذي تتع رض ل ه اإلش ارات عن د مرورھ ا ف ي طبق ات الغ الف الج وي‪ .‬أم ا طريق ة وض ع‬
‫‪ modulation‬الشفرة علي الت ردد الحام ل ل ه فتختل ف م ن قم ر ص ناعي آلخ ر حت ى ي تم تقلي ل‬
‫أخطاء تداخل اإلشارات‪.‬‬

‫الشفرة األولي تسمي شفرة الحصول الخشن ‪ Coarse-Acquisition Code‬وترمز‬


‫لھ ا ب الرمز ‪ C/A‬وأحيان ا ن سميھا ال شفرة المدني ة )ألنھ ا المتاح ة لألجھ زة المدني ة للتعام ل معھ ا‬
‫وق راءة محتوياتھ ا( ‪ ،‬بينم ا ال شفرة الثاني ة ت سمي ال شفرة الدقيق ة ‪ Precise Code‬ويرم ز لھ ا‬
‫بالرمز ‪ P‬والبعض يطلق عليھا أحيانا اسم الشفرة الع سكرية )الن التعام ل معھ ا وقراءتھ ا ال ي تم‬
‫إال باستخدام أجھزة استقبال خاص ة غي ر متاح ة إال ألف راد الج يش األمريك ي(‪ .‬تتك ون ك ل ش فرة‬
‫من سيل من األرق ام ص فر و واح د ‪ ،‬ول ذلك تع رف ال شفرة بم صطلح ال ضجة الع شوائية الزائف ة‬
‫‪ Pseudo Random Noise‬أو ‪ PRN‬الن ال شفرة ت شبه اإلش ارة الع شوائية ‪ ،‬لك ن ف ي‬
‫الحقيقة فأن الشفرة يتم تولي دھا م ن خ الل نم وذج رياض ي ولي ست ع شوائية‪ .‬تحم ل ش فرة ‪C/A‬‬
‫علي التردد األول ‪ L1‬فقط بينما تحمل الشفرة ‪ P‬علي كال الترددين ‪ .L1, L2‬تج در اإلش ارة –‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٢٠٠‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫النظم العالمية لتحديد المواقع‬ ‫الفصل السادس‬
‫______________________________________________________________‬

‫دون الدخول في تفاصيل فنية معق دة – أن ال شفرة ‪ P‬أدق كثي را م ن ال شفرة ‪ C/A‬ول ذلك فق د ت م‬
‫من ع إمكاني ة قراءتھ ا م ن قب ل الم ستخدمين الم دنيين من ذ فبراي ر ‪ ١٩٩٤‬وق صرھا فق ط عل ي‬
‫التطبيقات العسكرية للواليات المتحدة األمريكية و حلفاؤھ ا )ع ن طري ق إض افة ق يم مجھول ة لھ ا‬
‫تسمي ‪ W-code‬بحيث تتغير الشفرة من ‪ P‬إلي ما يسمي الشفرة ‪.(Y-code‬‬

‫وبذلك يمكن القول أن نظام الجي بي أس يقدم نوعين من الخدمات‪:‬‬


‫‪ -‬خدم ة التحدي د القياس ي للمواق ع ‪ Standard Positioning Service‬أو اخت صارا‬
‫‪ SPS‬والتي تعتمد علي استقبال و قراءة واستخدام البيان ات م ن ال شفرة المدني ة ‪، C/A‬‬
‫ولذلك تسمي ھذه الخدمة بالخدمة المدنية‪.‬‬
‫‪ -‬خدم ة التحدي د ال دقيق للمواق ع ‪ Precise Positioning Service‬أو اخت صارا‬
‫‪ PPS‬والتي تعتمد علي استقبال و قراءة واستخدام البيانات من الشفرة الدقيقة ‪ P‬ول ذلك‬
‫تسمي ھذه الخدمة بالخدمة العسكرية‪.‬‬

‫وتتكون الرسالة المالحي ة لك ل قم ر ص ناعي م ن مجموع ة م ن البيان ات ‪ ،‬وھ ي ت ضاف‬


‫علي كال الترددين ‪ .L1, L2‬تحتوي بيانات الرس الة المالحي ة عل ي إح داثيات القم ر ال صناعي ‪،‬‬
‫معلومات عن حالة و كفاءة القمر )صحة القمر ‪ (satellite health‬وأي ضا األقم ار األخ رى ‪،‬‬
‫تصحيح خطأ ساعة القمر ‪ ،‬اإلحداثيات المتوقعة أو المحسوبة للقم ر ال صناعي )ولب اقي األقم ار(‬
‫في الفترة المستقبلة وتسمي ‪ ، almanac‬باإلضافة لبيانات عن الغالف الجوي‪.‬‬

‫شكل )‪ (١٣-٦‬التردد و الشفرة في إشارات األقمار الصناعية‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٢٠١‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫النظم العالمية لتحديد المواقع‬ ‫الفصل السادس‬
‫______________________________________________________________‬

‫‪ ٤-٣-٦‬مصادر األخطاء في قياسات الجي بي أس‪:‬‬


‫‪Random‬‬ ‫ك أي تقني ة ب شرية ‪ ،‬توج د ع دة م صادر لألخط اء الطبيعي ة الع شوائية‬
‫‪ Errors‬وأيضا األخطاء المنتظم ة ‪ Systematic Errors or Biases‬ت ؤثر عل ي ج ودة و‬
‫دقة عمل الجي بي أس‪ .‬أمكن للعلماء استنباط طرق و نماذج رياضية للتغلب عل ي ھ ذه األخط اء‬
‫أو عل ي األق ل الوص ول بھ ا ألدن ي ح د ممك ن حت ى يمك ن الح صول عل ي دق ة عالي ة ف ي تحدي د‬
‫المواقع‪.‬‬

‫من أھم مصادر األخطاء في نظام الجي بي أس‪:‬‬


‫أ‪ -‬االتاحية المنتقاة‬
‫ب‪ -‬تأثير طبقة التروبوسفير في الغالف الجوي‬
‫ت‪ -‬تأثير طبقة األيونوسفير في الغالف الجوي‬
‫ث‪ -‬خطأ ساعة القمر الصناعي‬
‫ج‪ -‬خطأ مدار القمر الصناعي‬
‫ح‪ -‬خطأ ساعة جھاز االستقبال‬
‫خ‪ -‬خطأ ھوائي جھاز االستقبال‬
‫د‪ -‬خطأ تعدد المسار‬
‫ذ‪ -‬تأثير الوضع الھندسي لألقمار الصناعية‬

‫شكل )‪ (١٤-٦‬مصادر أخطاء الجي بي أس‬

‫يعرض الجدول التالي أحد التقديرات لتأثير مصادر األخطاء عل ي دق ة تحدي د المواق ع أو ح ساب‬
‫إحداثيات أجھزة استقبال الجي بي أس‪:‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٢٠٢‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫النظم العالمية لتحديد المواقع‬ ‫الفصل السادس‬
‫______________________________________________________________‬

‫تأثير األخطاء علي دقة تحديد المواقع‬


‫)باستخدام شفرة ‪ C/A‬وعند مستوي ثقة ‪(%٩٥‬‬
‫الخطأ )بالمتر(‬ ‫نوع مصدر الخطأ‬
‫‪٠.٢‬‬ ‫طبقة التروبوسفير في الغالف الجوي‬
‫‪٧.٠‬‬ ‫طبقة األيونوسفير في الغالف الجوي‬
‫‪٢.٣‬‬ ‫خطأ ساعة ومدار القمر الصناعي‬
‫‪٠.٦‬‬ ‫خطأ جھاز االستقبال‬
‫‪١.٥‬‬ ‫تعدد المسارات‬
‫‪١.٥‬‬ ‫التوزيع الھندسي لمواضع األقمار الصناعية‬

‫خطأ االتاحية المنتقاة‪:‬‬


‫االتاحي ة المنتق اة ‪ Selective Availability‬أو اخت صارا ‪ SA‬ھ و خط أ متعم د حي ث‬
‫تضيف وزارة الدفاع األمريكية قيمة معينة من الخطأ لتقليل الدقة التي يمكن للمستخدم أن يحسب‬
‫إحداثيات ه اللحظي ة ‪ .Real-Time‬ك ان الھ دف الرئي سي وراء ف رض ھ ذا الخط أ ف ي إش ارات‬
‫األقمار الصناعية ھو منع التطبيقات الع سكرية )الت ي تتطل ب الح صول عل ي اإلح داثيات لحظي ا(‬
‫للجيوش المعادية للواليات المتحدة من التمتع بمميزات دق ة الج ي ب ي أس ‪ ،‬ول م يك ن ھ ذا الخط أ‬
‫ي ؤثر كثي را عل ي التطبيق ات المدني ة – ب صفة عام ة – حي ث ط ور العلم اء ع دة ط رق رياض ية‬
‫لتقدير ھذا الخطأ ومعالجته في مرحلة الحسابات المكتبية بع د انتھ اء العم ل الحقل ي‪ .‬أثن اء ف رض‬
‫خطأ ‪ SA‬كان ت الدق ة األفقي ة للخدم ة المدني ة ‪) SPS‬عن د م ستوي معنوي ة ‪ ١٠٠± (%٩٥‬مت ر‬
‫والدق ة األفقي ة تبل غ ‪ ٣٠٠±‬مت ر‪ .‬وف ي ‪ ١‬م ايو ‪ ٢٠٠٠‬وبع د دراس ات مكثف ة قام ت الحكوم ة‬
‫األمريكية بإيقاف العمل بھذا المصدر من مصادر األخطاء لتجعل إشارات األقمار ال صناعية ف ي‬
‫حالتھا الطبيعية‪ .‬ومنذ ذلك الحين فقد أصبحت الدق ة األفقي ة للخدم ة المدني ة ‪) SPS‬عن د م ستوي‬
‫معنوية ‪ ١٣± (%٩٥‬مت ر أو أق ل كمتوس ط عل ي الم ستوي الع المي وبح د أق صي ‪ ٣٦±‬مت ر ف ي‬
‫أسوأ الحاالت و المواقع ‪ ،‬بينما صارت الدقة الرأسية ‪ ٢٢±‬متر أو أق ل كمتوس ط عل ي الم ستوي‬
‫العالمي وبحد أقصي ‪ ٧٧±‬متر في أسوأ الحاالت و المواقع‪.‬‬

‫تأثير طبقة التروبوسفير في الغالف الجوي‪:‬‬


‫التروبوسفير ‪ Troposphere‬طبقة م ن طبق ات الغ الف الج وي ل ألرض تمت د ح والي‬
‫‪ ٥٠‬كيلومتر من سطح األرض‪ .‬تتسبب ھذه الطبقة – عند مرور إش ارات األقم ار ال صناعية بھ ا‬
‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٢٠٣‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫النظم العالمية لتحديد المواقع‬ ‫الفصل السادس‬
‫______________________________________________________________‬

‫– ف ي ت أخير أو إبط اء س رعة اإلش ارات مم ا ين تج عن ه خط أ ف ي ح ساب الم سافات ب ين جھ از‬


‫االس تقبال واألقم ار ال صناعية )حي ث تك ون الم سافة المح سوبة أط ول م ن الم سافة الحقيقي ة( ‪،‬‬
‫وبالتالي سينتج خطأ في تحديد إحداثيات موقع الرصد‪ .‬تت راوح ق يم خط أ طبق ة التروبوس فير ب ين‬
‫‪ ٢.٣‬متر لألقمار التي تقع رأسيا أعل ي جھ از االس تقبال ‪ ٩.٣ ،‬مت ر لألقم ار عل ي زاوي ة ارتف اع‬
‫‪ o١٥‬من جھاز االستقبال ‪ ٢٨-٢٠ ،‬متر لألقمار علي زاوية ارتفاع ‪ o٥‬فقط من جھاز االستقبال‪.‬‬
‫أبتكر العلماء عدة نماذج رياضية تمكن من تقدير قيمة خطأ التروبوسفير – بدقة معقول ة – وم ن‬
‫ث م إمكاني ة ت صحيح ت أثير ھ ذا الخط أ عل ي إش ارات األقم ار ال صناعية‪ .‬م ن أح دث ھ ذه النم اذج‬
‫نموذج ھيئة المحيطات و األجواء األمريكية ‪.NOAA‬‬

‫شكل )‪ (١٥-٦‬طبقيتي التروبوسفير و األيونوسفير في العالف الجوي‬

‫تأثير طبقة األيونوسفير في الغالف الجوي‪:‬‬


‫ف ي الطبق ات العلي ا م ن الغ الف الج وي ل ألرض ف أن األش عة ف وق البنف سجية و األش عة‬
‫السينية تتفاعل مع جزئيات و ذرات الغازات ‪ ،‬مما ينتج عنه الكترونيات و ذرات حرة في احدي‬
‫طبق ات الغ الف الج وي‪ .‬ت سمي ھ ذه الطبق ة باأليونوس فير ‪ Ionosphere‬أو طبق ة الت أين الح ر‬
‫وھي تمتد من ارتفاع حوالي ‪ ٥٠‬كيلومتر من سطح األرض إلي ارتف اع ح والي ‪ ١٠٠٠‬كيل ومتر‬
‫أو أكث ر‪ .‬ت ؤثر طبق ة األيونوس فير عل ي إش ارات الج ي ب ي أس المرس لة م ن األقم ار ال صناعية‬
‫بصورة تجعل اإلشارة أسرع قليال من سرعة الضوء ‪ ،‬أي أن المسافة المحسوبة بين الم ستقبل و‬
‫القمر الصناعي س تكون أق صر )ف ي حال ة اس تخدام أرص اد الط ور( و أط ول )ف ي حال ة اس تخدام‬
‫أرصاد الشفرة( من المسافة الحقيقية ‪ ،‬مم ا س ينتج عن ه خط أ ف ي تحدي د إح داثيات موق ع الرص د‪.‬‬
‫يعتمد تأثير خطأ األيونوسفير علي دورة النشاط الشمسي التي تتك رر ك ل ‪ ١١‬س نة ويبل غ أق صي‬
‫تأثير له عند قمة ھذه الدورة حيث تبلغ كمية اإلشعاع الشمسي أقصي مدي لھا‪ .‬كما يزداد النشاط‬
‫الشمسي )ومن ثم تأثير األيونوسفير( ف ي الح زام الجغراف ي ‪ o٣٠±‬خ ط االس تواء المغناطي سي و‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٢٠٤‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫النظم العالمية لتحديد المواقع‬ ‫الفصل السادس‬
‫______________________________________________________________‬

‫في مناطق الشفق القطبية‪ .‬عامة يتراوح تأثير خطأ األيونوسفير في تحديد اإلحداثيات م ن ‪ ٥‬إل ي‬
‫‪ ١٥‬متر ‪ ،‬وقد يبلغ حوالي ‪ ١٥٠‬متر ف ي فت رة اإلش عاع الشم سي الق صوى وخاص ة ب القرب م ن‬
‫المستوي األفقي ‪ Horizon‬في فترة منتصف اليوم‪ .‬حيث أن تأثير األيونوسفير يختلف باختالف‬
‫ت ردد الموج ة فق د تمك ن العلم اء م ن اس تنباط ط رق رياض ية لح ساب ھ ذا الت أثير عن د اس تخدام‬
‫أجھزة استقبال ثنائية التردد )أي تستقبل إشارات األقمار الصناعية علي كال الترددين ‪L1 and‬‬
‫‪ .(L2‬وھ ذا ھ و ال سبب وراء أن ھ ذه األجھ زة ثنائي ة الت ردد ھ ي الم ستخدمة ف ي األعم ال‬
‫الجيوديسية التي تتطلب دقة عالية في تحديد المواقع )مثل إنشاء شبكات الثوابت األرضية(‪ ،‬بينما‬
‫األجھ زة أحادي ة الت ردد )‪ L1‬فق ط( ت ستخدم ف ي تطبيق ات الرف ع الم ساحي الت ي ال تطل ب إال دق ة‬
‫سنتيمترات‪.‬‬

‫شكل )‪ (١٦-٦‬مناطق النشاط الشمسي المرتفع‬

‫خطأ ساعة القمر الصناعي‪:‬‬


‫مع أن الساعات الموجودة في األقمار ال صناعية ھ ي س اعات ذري ة دقيق ة ج دا ‪ ،‬إال أنھ ا‬
‫ليست تامة الدقة ‪ perfect‬وتكون دقتھا في ح دود م ن ‪ ٨.٦٤‬إل ي ‪ ١٧.٢٨‬نانوثاني ة‪/‬ي وم )الن انو‬
‫ثانية ھو الجزء من المليار من الثانية الواحدة(‪ .‬وھذه الدقة في قي اس ال زمن ف ي القم ر ال صناعي‬
‫تع ادل دق ة تت راوح ب ين ‪ ٢.٥٩‬و ‪ ٥.١٨‬مت ر ف ي قي اس الم سافة ب ين القم ر ال صناعي و جھ از‬
‫االس تقبال‪ .‬يق وم ق سم ال تحكم و ال سيطرة – ف ي منظوم ة الج ي ب ي أس – بمراقب ة أداء ال ساعات‬
‫الموجودة في األقمار الصناعية وح ساب قيم ة أي أخط اء بھ ا وم ن ث م يرس ل ھ ذه الت صحيحات‬
‫إل ي األقم ار ال صناعية و الت ي تق وم ب دورھا ف ي إع ادة ب ث ھ ذه المعلوم ات – داخ ل الرس الة‬
‫المالحية – إلي المستخدمين ألخذھا ف ي االعتب ار‪ .‬إال أن ھ ذه الت صحيحات ال تك ون كافي ة تمام ا‬
‫ويتبقي جزء بسيط من الخطأ يؤدي لوج ود خط أ ‪ -‬ف ي ح ساب إح داثيات أجھ زة االس تقبال ‪ -‬ف ي‬
‫حدود أمتار قليلة‪.‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٢٠٥‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫النظم العالمية لتحديد المواقع‬ ‫الفصل السادس‬
‫______________________________________________________________‬

‫خطأ مدار القمر الصناعي‪:‬‬


‫مدار كل قمر صناعي ي تم ح سابه بواس طة محط ة ال تحكم و ال سيطرة و إرس اله لألقم ار‬
‫الصناعية التي بدورھا ترسله للمستخدمين داخل ما يعرف بالرسالة المالحية في اإلشارات‪ .‬لك ن‬
‫القوي الحقيقية في الفضاء الخارجي المؤثرة علي حركة القمر الصناعي ف ي م داره ال تك ون ف ي‬
‫الصورة المثلي الم ستخدمة ف ي النم اذج الرياض ية لح ساب م دار ك ل قم ر ص ناعي ‪ ،‬مم ا س ينتج‬
‫عنه اختالف بين المدار المحسوب )أي إحداثيات القمر الصناعي( و المدار الحقيقي‪ .‬وعامة يبلغ‬
‫خطأ المدار قيمة تتراوح بين ‪ ٢‬و ‪ ٥‬متر‪.‬‬

‫شكل )‪ (١٧-٦‬خطأ مدار األقمار الصناعية‬

‫خطأ ساعة جھاز االستقبال‪:‬‬


‫تستخدم أجھزة االستقبال في قياس الزمن ساعات أرخص وأقل دقة من ال ساعات الذري ة‬
‫الموجودة في األقم ار ال صناعية ‪ ،‬مم ا ين تج عن ه خط أ ف ي قي اس الم سافة ل بن القم ر و الم ستقبل‬
‫تكون قيمته أكبر بكثير من خطأ ساعة القمر الصناعي‪ .‬لكن أخطاء ساعة جھ از االس تقبال يمك ن‬
‫معالجتھ ا بع دة ط رق منھ ا طريق ة إض افة مجھ ول أثن اء عملي ة ح ل المع ادالت ف ي ح سابات‬
‫إحداثيات جھاز االستقبال )المعادلتين ‪ ٣-٦‬و ‪.(٤-٦‬‬

‫خطأ ھوائي جھاز االستقبال‪:‬‬


‫م ن أھ م خ صائص ھ وائي جھ از االس تقبال ‪ Receiver Antenna‬دق ة تحدي د نقط ة‬
‫التقاط األش عة القادم ة م ن األقم ار ال صناعية وھ ي الم سماه "مرك ز ط ور الھ وائي ‪Antenna‬‬
‫"‪ .Phase Center‬عامة ال ينطبق مركز طور الھوائي مع المركز الھندس ي للھ وائي ‪ ،‬حي ث‬
‫أنه يختلف عنه بناءا علي ارتفاع و انحراف القمر الصناعي أثناء الرصد‪ .‬ويؤدي ذلك االختالف‬
‫إل ي خط أ ف ي قي اس الم سافات و ح ساب إح داثيات جھ از االس تقبال‪ .‬تختل ف قيم ة خط أ الھ وائي‬
‫باختالف نوع الھوائي ذاته ‪ ،‬ويكون عادة في حدود سنتيمترات قليلة‪ .‬وتوجد أنواه من الھوائي ات‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٢٠٦‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫النظم العالمية لتحديد المواقع‬ ‫الفصل السادس‬
‫______________________________________________________________‬

‫لألجھزة المساحية العادية و أنواع أخري لألجھزة الجيوديسية الت ي تتطل ب دق ة عالي ة ف ي تحدي د‬
‫المواقع‪.‬‬

‫خطأ تعدد المسار‪:‬‬


‫يعد خطأ تع دد الم سار م ن أھ م و أخط ر أن واع م صادر األخط اء ف ي قياس ات الج ي ب ي‬
‫أس‪ .‬ين تج ھ ذا الخط أ عن دما ت صل إش ارات األقم ار ال صناعية إل ي جھ از االس تقبال م ن خ الل‬
‫م سارات متع ددة ‪ ،‬أي ت صطدم اإلش ارة بع ائق )ش جرة أو مبن ي أو ج سم مع دني أو س طح م ائي‬
‫مثال( ثم ترتد إلي جھاز االستقبال‪ .‬من الممكن أن يصل تأثير ھذا الخطأ إلي ‪ ٥‬متر عند استخدام‬
‫قياسات الطور علي التردد األول ‪ ، L1‬بينما قد يصل إلي عشرات األمتار عن د اس تخدام أرص اد‬
‫الشفرة‪ .‬من ھنا جاءت أھمية اختيار أماكن أجھزة االستقبال بصورة مناسبة لتف ادي ھ ذا الخط أ ‪،‬‬
‫كما توجد أيضا أنواع من ھوائيات أجھزة االستقبال )تسمي ‪ (Chock-Ring Antenna‬تقل ل‬
‫بنسبة كبيرة من أخطاء تعدد المسار‪.‬‬

‫شكل )‪ (١٨-٦‬خطأ تعدد المسارات شكل )‪ (١٩-٦‬نوع ھوائي يقلل خطأ تعدد المسارات‬

‫‪ ٥-٣-٦‬أرصاد الجي بي أس‬


‫يوفر نظام الجي بي أس أربعة أنواع من األرصاد ) أو طرق قياس المسافات بين جھ از‬
‫االستقبال و األقمار الصناعية ( إال أن نوعين فقط ھما الشائعي االستخدام والمطبق ين ف ي أجھ زة‬
‫االستقبال ‪ ،‬وھما المسافة الكاذبة باستخدام الشفرة )البعض يسميھا أشباه المسافات( و ف رق ط ور‬
‫اإلشارة الحاملة‪ .‬تختلف دقة تحديد المواقع بدرجة كبيرة جدا باختالف نوع األرص اد ‪ ،‬ف األجھزة‬
‫المالحية تطبق طريقة المسافة الكاذبة ودقتھا في حساب اإلحداثيات بحدود عدة أمتار بينما تطبق‬
‫األجھزة الجيوديسية أسلوب فرق طور اإلشارة الحاملة لت صل إل ي م ستوي ع دة س نتيمترات ف ي‬
‫دقة تحديد المواقع‪ .‬وسنتعرض لكال نوعي األرصاد في األجزاء التالية‪.‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٢٠٧‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫النظم العالمية لتحديد المواقع‬ ‫الفصل السادس‬
‫______________________________________________________________‬

‫أرصاد المسافة الكاذبة باستخدام الشفرة‪:‬‬


‫يعتمد ھ ذا األس لوب أو ھ ذا الن وع م ن أرص اد الج ي ب ي أس عل ي الفك رة الب سيطة الت ي‬
‫تعرضنا إليھا في الفصل الثالث وھي أن المسافة بين جھ از االس تقبال و القم ر ال صناعي ت ساوي‬
‫سرعة اإلشارة م ضروبة ف ي ال زمن الم ستغرق )معادل ة ‪ .(١-٦‬لك ن ب سبب وج ود ع دة م صادر‬
‫لألخطاء فأن ھ ذه الم سافة المح سوبة ل ن ت ساوي الم سافة الحقيقي ة ب ين القم ر ال صناعي و جھ از‬
‫االستقبال ‪ ،‬ولذلك تسمي المسافة الكاذبة ‪.Pseudo range‬‬

‫شكل )‪ (٢٠-٦‬مبدأ المسافات الكاذبة‬

‫لقياس المسافة الكاذبة يقوم جھ از االس تقبال بتط وير ش فرة داخل ه )س واء ال شفرة المدني ة‬
‫‪ C/A‬أو ال شفرة الع سكرية الدقيق ة ‪ P‬طب ق لن وع جھ از االس تقبال ذات ه( مماثل ة لل شفرة الت ي‬
‫يستقبلھا م ن القم ر ال صناعي‪ .‬بمقارن ة ك ال ال شفرتين يمك ن ح ساب ف رق ال زمن ال ذي اس تغرقته‬
‫اإلش ارة من ذ ص دورھا م ن القم ر ال صناعي وحت ى وص ولھا لجھ از االس تقبال ‪ ،‬وم ن ث م يمك ن‬
‫حساب قيمة المسافة الكاذبة‪.‬‬

‫شكل )‪ (٢١-٦‬طريقة قياس المسافة الكاذبة باستخدام الشفرة‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٢٠٨‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫النظم العالمية لتحديد المواقع‬ ‫الفصل السادس‬
‫______________________________________________________________‬

‫يمكن التعبير عن المسافة الكاذبة بداللة إحداثيات كال من القمر الصناعي )اإلحداثيات المعلوم ة(‬
‫وجھاز االستقبال )اإلحداثيات المطلوب حسابھا( بالمعادلة التالية‪:‬‬
‫‪PRi = (( Xi-XB)2 +( Yi-YB)2 +( Zi-ZB)2 )1/2 + c dtu‬‬ ‫)‪(6-6‬‬
‫حيث‪:‬‬
‫‪ PRi‬المسافة الكاذبة المقاسة بين القمر الصناعي ‪ i‬وجھاز االستقبال ‪.B‬‬
‫)‪ (Xi , Yi , Zi‬إحداثيات القمر الصناعي‪.‬‬
‫)‪ (XB , YB , ZB‬إحداثيات جھاز االستقبال‪.‬‬
‫‪ c‬سرعة الضوء‪.‬‬
‫‪ dtu‬خطأ التزامن بين زمن نظام الجي بي أس و ساعة جھاز االستقبال‪.‬‬

‫شكل )‪ (٢٢-٦‬العالقات الھندسية في أرصاد المسافات الكاذبة‬

‫وطبق ا لوج ود العدي د م ن م صادر األخط اء الت ي ت ؤثر عل ي إش ارات األقم ار ال صناعية ف أن‬
‫المعادلة )‪ (٦-٦‬غير دقيقة و يجب أن تصبح‪:‬‬
‫‪PRi = (( Xi-XB)2 +( Yi-YB)2 +( Zi-ZB)2 )1/2 + c dtu + ‬‬ ‫)‪(6-7‬‬
‫حيث ‪ ‬يضم تأثيرات أخطاء األيونوسفير و التروبوسفير و باقي األخطاء األخرى الطبيعية منھا‬
‫و العشوائية‪.‬‬
‫وبرصد ‪ ٤‬أقمار صناعية )علي األقل( يمكن تكوين ‪ ٤‬معادالت من النوع )‪ (٧-٦‬وحلھم‬
‫آنيا لحساب قيم إحداثيات جھاز االستقبال‪ .‬من أھم مميزات ھا النوع م ن أرص اد تقني ة الج ي ب ي‬
‫أس أنه ال يتطلب مواصفات تقنية عالية تدخل في تصنيع أجھزة االس تقبال ‪ ،‬فاس تخدام ال شفرة ال‬
‫يتطلب أجزاء الكترونية متقدمة وبالتالي فأن سعر جھاز االستقبال لن يكون غالي ا‪ .‬وم ن ھن ا ف أن‬
‫جمي ع أجھ زة االس تقبال المالحي ة ‪ Navigation‬أو المحمول ة ي دويا ‪ Hand-Held‬تطب ق‬
‫أسلوب المسافة الكاذبة باستخدام الشفرة في تحديد المواقع‪ .‬وعلي الج اني اآلخ ر ف أن أھ م عي وب‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٢٠٩‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫النظم العالمية لتحديد المواقع‬ ‫الفصل السادس‬
‫______________________________________________________________‬

‫ھذا النوع من أرصاد الجي بي أس يتمثل في أن الدقة المتوقعة لتحديد المواقع بھ ذا األس لوب ل ن‬
‫تك ون عالي ة الدق ة‪ .‬يمك ن تق دير دق ة أرص اد الم سافة الكاذب ة بق يم تت راوح ب ين ‪ ٦±‬مت ر )عن د‬
‫انحراف معياري ‪ 1‬أي بنسبة احتمال تبلغ ‪ (%٦٨.٣‬و ‪ ١٩±‬متر )عند انح راف معي اري ‪3‬‬
‫أي بنسبة احتمال تبلغ ‪ (%٩٩.٧‬لإلحداثيات األفقية ‪ ،‬بينما ستكون الدقة أكبر من ھذه الحدود في‬
‫اإلح داثي الرأس ي )م ن ‪ ١١±‬إل ي ‪ ٤٢±‬مت ر(‪ .‬وب الطبع فق د تك ون ھ ذا الدق ة ف ي تحدي د المواق ع‬
‫مناس بة لألعم ال االستك شافية و الجغرافي ة والخ رائط ذات مقي اس الرس م ال صغير و بع ض‬
‫تطبيقات نظم المعلومات الجغرافية ‪ ،‬إال أنھا دقة غي ر مناس بة لألعم ال الم ساحية و الجيودي سية‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلي أن ھذا النوع من أرصاد الج ي ب ي أس ي سمي أي ضا التحدي د المطل ق للنقط ة‬
‫‪ Absolute Point Positioning‬حي ث أن ه يعتم د عل ي اس تخدام جھ از اس تقبال واح د فق ط‬
‫لتحديد موقع أو إحداثيات النقطة المرصودة في نفس لحظة رصدھا‪.‬‬

‫أرصاد فرق طور اإلشارة الحاملة‪:‬‬


‫يقوم جھاز االستقبال )الجيوديسي النوع( بتطوير موج ة داخلي ة ثابت ة ت شبه الموج ة الت ي‬
‫يبثھ ا القم ر ال صناعي ‪ ،‬ث م يق وم بمقارن ة ط ور ‪ phase‬ك ال الم وجتين ع ن طري ق قي اس ف رق‬
‫الط ور ‪ carrier phase or carrier beat phase‬وال ذي يك ون دال ة ف ي الم سافة ب ين‬
‫القم ر ال صناعي و جھ از االس تقبال ف ي لحظ ة الرص د‪ .‬لك ن ھ ذا الف رق ف ي الط ور يتك ون م ن‬
‫ج زأين‪ (١) :‬الع دد ال صحيح ‪ integer‬للموج ات الكامل ة ‪ (٢) ،‬أج زاء الموج ات عن د ك ال م ن‬
‫جھاز االستقبال و القمر الصناعي‪ .‬وھنا تأتي أھم المشاكل التي تواجه نوع ھذه األرص اد‪ :‬جھ از‬
‫االستقبال يستطيع وبكل دقة قياس أجزاء الموجات لكنه ال يستطيع تحديد ع دد الموج ات الكامل ة‪.‬‬
‫‪Integer‬‬ ‫وم ن ث م ف أن الع دد ال صحيح للموج ات الكامل ة وي سمي الغم وض ال صحيح‬
‫‪ Ambiguity‬أو اخت صارا الغم وض ‪ (N') Ambiguity‬ي تم اعتب اره قيم ة مجھول ة مطل وب‬
‫حسابھا أثناء إجراء حسابات تحديد المواقع‪.‬‬
‫ف رق الط ور ‪ B‬عن د جھ از االس تقبال ‪ B‬ھ و الف رق ب ين ط ور اإلش ارة الملتقط ة م ن القم ر‬
‫الصناعي ‪ CR‬وطور اإلشارة الثابتة المولدة في جھاز االستقبال ‪:o‬‬
‫‪B = CR - o‬‬ ‫)‪(6-8‬‬
‫والذي يمكن كتابته بصورة أخري كاآلتي‪:‬‬
‫) ‪CR = ( 2 / ' ) ( | Xi – XB | - N'Bi  + c dtU‬‬ ‫)‪(6-9‬‬
‫حيث‪:‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٢١٠‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫النظم العالمية لتحديد المواقع‬ ‫الفصل السادس‬
‫______________________________________________________________‬

‫‪ Xi‬متجه ‪ vector‬موقع القمر الصناعي‬


‫‪ XB‬متجه ‪ vector‬موقع جھاز االستقبال‬
‫'‪ ‬طول الموجة الحاملة )‪ ١٩‬سم للموجة األولي ‪ ٢٤ ، L1‬سم للموجة الثانية ‪.(L2‬‬
‫‪ c‬سرعة الضوء‪.‬‬
‫‪ dtu‬خطأ التزامن بين زمن نظام الجي بي أس و ساعة جھاز االستقبال‪.‬‬
‫'‪ N‬ھو الغموض أو عدد الموجات الصحيحة‪.‬‬

‫شكل )‪ (٢٣-٦‬أرصاد فرق طور الموجة الحاملة‬

‫شكل )‪ (٢٤-٦‬كيفية قياس فرق طور الموجة الحاملة‬

‫أي ضا وب سبب وج ود العدي د م ن م صادر األخط اء الت ي ت ؤثر عل ي إش ارات األقم ار‬
‫الصناعية فأن المعادلة )‪ (٩-٦‬غير دقيقة تماما و يجب أن تصبح‪:‬‬
‫‪CR = ( 2 /  ) ( | Xi – XB | - N'Bi ' + c dtU ) + ‬‬ ‫)‪(6-10‬‬
‫حيث ‪ ‬يضم تأثيرات أخطاء األيونوسفير و التروبوسفير و باقي األخطاء األخرى الطبيعية منھا‬
‫و العشوائية‪.‬‬
‫ومن عيوب ھا النوع من أرصاد تقني ة الج ي ب ي أس أن ه يتطل ب مواص فات تقني ة عالي ة‬
‫تدخل في تصنيع أجھزة االستقبال ‪ ،‬فتوليد موجة داخل أجھزة االستقبال يتطلب أجزاء الكتروني ة‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٢١١‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫النظم العالمية لتحديد المواقع‬ ‫الفصل السادس‬
‫______________________________________________________________‬

‫متقدمة وبالتالي فأن سعر جھاز االستقبال سيكون غالي ا مقارن ة ب أجھزة قي اس الم سافات الكاذب ة‪.‬‬
‫وم ن ھن ا ف أن أجھ زة االس تقبال المالحي ة ‪ Navigation‬أو المحمول ة ي دويا ‪ Hand-Held‬ال‬
‫تطبق ھذا األسلوب ‪ ،‬إنما ھو فقط مطبق في تحديد المواقع باستخدام األجھزة الجيوديسية‪ .‬وعل ي‬
‫الجاني اآلخر فأن أھم مميزات أرصاد الجي بي أس باستخدام فرق ط ور اإلش ارة الحامل ة يتمث ل‬
‫في أن الدقة المتوقعة لتحدي د المواق ع بھ ذا األس لوب تك ون عالي ة‪ .‬فالقاع دة العام ة أن أق ل م سافة‬
‫يمكن قياسھا بھذا النوع من األرصاد = )‪ (٣٦٠/٢‬من طول الموجة ‪ ،‬فم ثال ط ول موج ة الت ردد‬
‫األول ‪ ١٩ = L1‬سنتيمتر ‪ ،‬مما يسمح لنا بقياس مسافات تصل إلي ‪ ١‬ملليمتر‪ .‬وبالطبع ف أن ھ ذا‬
‫المستوي العالي من الدقة في تحديد المواقع مناسبة لألعمال المساحية و الجيوديسية‪.‬‬

‫‪ ٦-٣-٦‬طرق الرصد بتقنية الجي بي أس‬


‫لتحديد إحداثيات موقع أو نقطة معينة يكفي اس تخدام جھ از اس تقبال واح د يق وم باس تقبال‬
‫الموج ات المرس لة م ن األقم ار ال صناعية ‪ ،‬وھ ذا م ا يطل ق علي ه التحدي د المطل ق للمواق ع‬
‫‪ .Absolute Point Positioning‬لكن دقة ھذه اإلحداثيات ستكون في حدود عدة أمتار مم ا‬
‫يجع ل ھ ذا األس لوب مناس با للتطبيق ات المالحي ة وبع ض تطبيق ات نظ م المعلوم ات الجغرافي ة أو‬
‫للخ رائط ذات مقي اس الرس م ال صغير ‪ ،‬لكن ه ب الطبع ل ن يك ون مناس با للتطبيق ات الم ساحية و‬
‫الجيوديسية التي تتطلب دقة عالية في تحديد المواقع‪.‬‬

‫تتعدد طرق الرصد المساحية بنظام الجي بي أس بطريق ة كبي رة بن اءا عل ي ع دة عوام ل‬
‫مثل عدد أجھ زة االس تقبال المت وفرة و الدق ة المطلوب ة أو طبيع ة الم شروع‪ .‬يج ب عل ي م ستخدم‬
‫الجي بي أس أن يلم بمميزات و عيوب كل طريقة قبل أن يقرر الطريقة التي يتبعھا ف ي م شروع‬
‫مع ين‪ .‬وتعتم د الط رق الم ساحية لتجمي ع أرص اد الج ي ب ي أس عل ي أس لوب الرص د الن سبي أو‬
‫الرص د التفاض لي ‪ Relative or Differential‬حي ث يك ون ھن اك جھ ازي اس تقبال أح دھما‬
‫ي سمي القاع دة ‪ Base Receiver‬أو الجھ از المرجع ي ‪ Reference Receiver‬موج ودا‬
‫‪Rover‬‬ ‫عل ي نقط ة م ساحية معلوم ة اإلح داثيات ‪ ،‬بينم ا الجھ از الث اني ي سمي المتح رك‬
‫‪ Receiver‬وھ و ال ذي يت ولي رص د النق اط المطل وب تحدي د موقعھ ا ‪ ،‬ويق وم ك ال الجھ ازين‬
‫برص د األقم ار ال صناعية آني ا ‪ simultaneously‬ف ي نف سي الوق ت‪ .‬يق وم الجھ از الثاب ت أو‬
‫القاعدة بتحديد قيمة الخطأ في إشارات األقمار الصناعية في كل لحظة وذل ك ع ن طري ق مقارن ة‬
‫اإلحداثيات المعلومة لھذه النقطة مع إحداثياتھا المحسوبة من أرصاد الجي ب ي أس‪ .‬ب افتراض أن‬
‫المسافة بين جھاز القاع دة و الجھ از المتح رك لي ست كبي رة ف يمكن اعتم اد مب دأ أن ت أثير أخط اء‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٢١٢‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫النظم العالمية لتحديد المواقع‬ ‫الفصل السادس‬
‫______________________________________________________________‬

‫الرصد عند النقطة المتحركة تساوي تقريبا نفس التأثير عند النقطة القاعدة ‪ ،‬ومن ثم يمك ن أي ضا‬
‫تصحيح إحداثيات النقاط التي يرصدھا الجھاز اآلخر أو الجھاز المتحرك ‪ ،‬ع ن طري ق نق ل ھ ذه‬
‫التصحيحات من الجھاز الثابت إلي الجھاز المتحرك‪ .‬قد تتم عملية نق ل الت صحيحات ف ي المكت ب‬
‫بع د انتھ اء تجمي ع البيان ات الحقلي ة )ن سميھا المعالج ة الالحق ة ‪ (Post-Processing‬أو ت تم‬
‫لحظي ا ف ي الموق ع )ن سميھا الت صحيح اللحظ ي ‪ .(Real-Time‬وتج در اإلش ارة إل ي أن الح ل‬
‫الناتج من ھ ذه الط رق يك ون ح ال ن سبيا ‪ -‬أي ف رق اإلح داثيات ‪ -‬ب ين النقط ة المعلوم ة و النقط ة‬
‫المجھول ة )‪ (X, Y, Z‬وال ذي سي ضاف إل ي إح داثيات النقط ة المعلوم ة ليمكنن ا ح ساب‬
‫إحداثيات النقطة المجھولة‪.‬‬

‫وب صفة عام ة يمك ن تق سيم ط رق الرص د إل ي مجم وعتين رئي سيتين‪ :‬الط رق الثابت ة‬
‫‪ – Static‬ومنھ ا الطريق ة التقليدي ة و الطريق ة ال سريعة – والط رق المتحرك ة ‪Kinematic‬‬
‫ومنھا طرق تعتمد علي الحساب الالحق و أخ ري تعتم د عل ي اس تقبال ت صحيحات بھ دف إكم ال‬
‫عملية حساب اإلحداثيات في الموقع مباشرة‪ .‬وتجدر اإلشارة إلي أن الطريقة الثابتة التقليدي ة ھ ي‬
‫األن سب لم شروعات الم ساحة الجيودي سية الت ي تتطل ب دق ة عالي ة )مث ل إن شاء ش بكات الثواب ت‬
‫األرضية( بينما باقي الطرق تكون مناسبة لألعمال المساحية والرفع المساحي‪.‬‬

‫شكل )‪ (٢٥-٦‬مبدأ الرصد النسبي ألرصاد الجي بي أس‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٢١٣‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫النظم العالمية لتحديد المواقع‬ ‫الفصل السادس‬
‫______________________________________________________________‬

‫شكل )‪ (٢٦-٦‬طرق رصد الجي بي أس‬

‫طريقة الرصد الثابت التقليدي ‪:Static‬‬


‫في ھذه الطريقة يحتل الجھاز الثابت نقطة معلومة اإلح داثيات بينم ا يق وم الجھ از اآلخ ر‬
‫)أو عدد من األجھزة( باحتالل النقطة )أو النقاط( المجھولة المطلوب تحديد مواقعھا ‪ ،‬وفي نف س‬
‫الوقت تبدأ كل األجھزة في استقبال إشارات األقمار الصناعية‪ .‬األجھزة الجيوديسية ثنائية الت ردد‬
‫‪ Dual-Frequency Geodetic Receivers‬ھ ي األجھ زة الم ستخدمة ف ي ھ ذه الطريق ة‬
‫حتى يمكن الوص ول لم ستوي الدق ة المطلوب ة ‪ ،‬وان ك ان يمك ن اس تخدام األجھ زة أحادي ة الت ردد‬
‫‪ Single-Frequency Receivers‬للم سافات ال صغيرة الت ي ال تتج اوز ‪ ٢٠‬كيل ومتر‪.‬‬
‫تتراوح فترة الرصد الم شترك ‪ session‬الت ي تعم ل خاللھ ا أجھ زة االس تقبال ب ين ‪ ٣٠‬دقيق ة و‬
‫عدة ساعات طبقا لط ول الم سافات ب ين الجھ از الثاب ت و األجھ زة األخ رى )م ا يطل ق علي ه خ ط‬
‫القاع دة أو خط وط القواع د ‪ .(Base Line‬تق وم أجھ زة االس تقبال بتجمي ع األرص اد بمع دل‬
‫)‪ (Sample Rate‬رص ده ك ل ‪ ٢٠-١٥‬ثاني ة‪ .‬وبع د انتھ اء تجمي ع األرص اد الحقلي ة ي تم نق ل‬
‫البيانات )من جميع األجھزة( إلي الحاسب اآلل ي حي ث تت ولي ب رامج متخص صة ‪GPS Data‬‬
‫‪ Processing Software‬تنفيذ عمليات الحساب و الضبط للوصول إلي قيم دقيقة إلح داثيات‬
‫النقاط المجھولة‪ .‬وتبلغ الدقة المتوقع ة لطريق ة الرص د الثاب ت التقليدي ة ‪ ٥‬ملليمت ر ‪ ١ ±‬ج زء م ن‬
‫المليون )‪ (ppm‬أي ‪ ٥‬ملليمتر ‪ +‬ملليمتر لكل واحد كيلومتر من طول خط القاعدة‪.‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٢١٤‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫النظم العالمية لتحديد المواقع‬ ‫الفصل السادس‬
‫______________________________________________________________‬

‫طريقة الرصد الثابت السريع ‪:Rapid Static‬‬


‫في حالة وقوع النقاط المجھولة )المطلوب تحديد إحداثياتھا( ف ي نط اق م سافة ق صيرة –‬
‫في حدود ‪ ١٥-١٠‬كيلومتر ‪ -‬من موقع النقطة المعلومة أو المرجعية ف يمكن للجھ از المتح رك أن‬
‫يرصد نقطة مجھولة لمدة زمني ة ب سيطة ‪ ،‬ث م ينتق ل لرص د نقط ة مجھول ة ثاني ة و ثالث ة و ھك ذا‪.‬‬
‫يكون الجھاز القاعدة أو الجھاز المرجعي مستمرا في تجميع األرصاد طوال فترات الرص د كلھ ا‬
‫لتتوفر أرصاد مشتركة مع الجھاز المتحرك عند ك ل نقط ة مجھول ة يق وم برص دھا‪ .‬ل ذلك س ميت‬
‫ھ ذه الطريق ة بالرص د الثاب ت ال سريع ‪ .Fast or Rapid Static‬تت راوح فت رة الرص د‬
‫‪ session‬عن د ك ل نقط ة مجھول ة ب ين ‪ ٢‬و ‪ ١٠‬دق ائق ‪ ،‬وبمع دل رص د ‪ sample rate‬ك ل‬
‫‪ ٢٠-١٥‬ثاني ة مث ل الطريق ة الثابت ة التقليدي ة‪ .‬وأي ضا ي تم نق ل األرص اد م ن ك ال الجھ ازين إل ي‬
‫الحاسب اآللي إلجراء عمليات الحسابات و استنتاج إحداثيات النق اط المجھول ة الت ي ت م رص دھا‪.‬‬
‫وتتميز طريقة الرصد الثابت السريع أنھ ا تقل ل بدرج ة كبي رة م ن الوق ت ال الزم لتجمي ع البيان ات‬
‫الحقلية ‪ ،‬مما يجعلھا مناسبة لألعمال المساحية التفصيلية و الطبوغرافية في منطقة صغيرة‪ .‬لكن‬
‫وعلي الجانب اآلخر فأن الدقة المتوقع ة لھ ذه الطريق ة )‪ ١٠‬ملليمت ر ‪ (ppm ١ ±‬ال ت صل ل نفس‬
‫م ستوي دق ة طريق ة الرص د الثاب ت التقليدي ة مم ا يجعلھ ا غي ر مطبق ة ف ي األعم ال الجيودي سية‬
‫الدقيقة‪.‬‬

‫طرق الرصد المتحركة ‪:Kinematic‬‬


‫تعتم د فك رة الرص د المتح رك عل ي وج ود جھ از ثاب ت مرجع ي ‪ Base‬عل ي النقط ة‬
‫المعلومة بينم ا يتح رك الجھ از اآلخ ر ‪) Rover‬أو األجھ زة( لرص د ع دد م ن النق اط المجھول ة‪.‬‬
‫تختل ف ط رق الرص د المتح رك بن اءا عل ي ع املين‪ :‬أس لوب حرك ة الجھ از الث اني ‪ ،‬طريق ة نق ل‬
‫التصحيحات من الجھاز الثابت لباقي األجھزة‪.‬‬

‫طرق الرصد المتحرك والحساب الحقا‪:‬‬


‫في ھذه النوعية من أساليب الرصد المتح رك ي تم االعتم اد عل ي أن الت صحيحات ‪ -‬الت ي‬
‫يقوم بحسابھا الجھاز المثبت فوق النقطة المعلوم ة – س يتم نقلھ ا إل ي أرص اد األجھ زة المتحرك ة‬
‫عن طريق برنامج الحساب ‪ software‬ف ي الحاس ب اآلل ي بع د انتھ اء األعم ال الحقلي ة‪ .‬أي أن‬
‫ح ساب إح داثيات النق اط المرص ودة س يكون ف ي المكت ب أو ‪ Post-Processing‬ول يس ف ي‬
‫الحقل)تسمي ھذه الطرق ‪ PPK‬اختصارا لكلمات ‪.(Post-Processing Kinematic‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٢١٥‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫النظم العالمية لتحديد المواقع‬ ‫الفصل السادس‬
‫______________________________________________________________‬

‫أول ي ھ ذه النوعي ة طريق ة ال ذھاب و التوق ف ‪ Stop and Go‬وفيھ ا يتوق ف الجھ از المتح رك‬
‫‪ Rover‬لم دة ‪ ٣٠-١٥‬ثاني ة ليرص د ك ل نقط ة م ن النق اط المجھول ة‪ .‬ف ي أول ي النق اط المجھول ة‬
‫يتوقف جھاز لالستقبال لمدة ‪ ١٠-٥‬دق ائق يجم ع فيھ ا ع دد م ن أرص اد األقم ار ال صناعية ي سمح‬
‫بحساب قيمة الغموض ‪ ، Ambiguity‬وتسمي ھذه الخط وة‪ :‬اإلع داد ‪ .Initialization‬ث م يب دأ‬
‫التحرك إلي النقطة الثاني ة ث م الثالث ة و ھك ذا وھ و م ستمر ف ي تجمي ع األرص اد‪ .‬طالم ا ل م ينقط ع‬
‫االت صال )اس تمرارية اس تقبال الموج ات( ب ين الم ستقبل و األقم ار ال صناعية فت ستمر حرك ة‬
‫الجھ از‪ ،‬إم ا إذا أنقط ع ھ ذا االس تمرار – أي ح دث خط أ تغي ر ال دورة ‪ – Cycle Slip‬فيج ب‬
‫العودة آلخر نقطة مرصودة و البق اء أعالھ ا ف ي وض ع الثب ات لم دة ‪ ١٠-٥‬دق ائق )عملي ة إع داد‬
‫جدي دة(‪ ،‬وم ن ھن ا ج اء اس م ھ ذه الطريق ة‪ :‬ال ذھاب و التوق ف‪ ،‬والت ي تناس ب الرف ع الم ساحي‬
‫التف صيلي ف ي ح دود ‪ ١٥-١٠‬كيل ومتر ح ول النقط ة المعلوم ة‪ .‬تقلي ديا كان ت طريق ة ال ذھاب و‬
‫التوق ف أق دم ط رق الرص د المتح رك – ت م تطويرھ ا ف ي نھاي ة الثمانين ات م ن الق رن الع شرين‬
‫الميالدي – وربما لم تعد مستخدمة بكثرة اآلن‪.‬‬

‫أم ا ث اني و أح دث ط رق الرص د المتح رك فھ ي م ا تع رف باس م طريق ة الرص د ش به‬


‫المتح رك ‪ Pseudo-Kinematic‬وال بعض ي سميھا طريق ة الرص د المتح رك ‪Kinematic‬‬
‫مباشرة‪ .‬وأھم مميزاتھا أنھا ال تتطلب الوقوف عند كل نقطة مجھولة ‪ ،‬إنما تكتفي برصدھا حت ى‬
‫ولو ثانية واحدة‪ .‬أيضا ال تتطلب طريقة الرصد شبه المتحرك إجراء عملي ة اإلع داد ألنھ ا تطب ق‬
‫مبدأ رياض ي ح ديث ي سمح بح ساب قيم ة الغم وض أثن اء ب دء حرك ة الجھ از ‪ Rover‬م ن نقط ة‬
‫آلخري )يسمي الحل الط ائر ‪ On-The-Fly‬أو اخت صارا ‪ .(OFT‬أي ضا ف ي ھ ذه الطريق ة ي تم‬
‫ضبط جھاز االستقبال بحيث يسجل األرصاد آليا كل فترة زمنية معينة )مثال كل ثانية( وال توجد‬
‫حاجة للمستخدم إلعطاء أمر الرصد في جھاز االس تقبال عن د ك ل نقط ة مجھول ة كم ا ف ي طريق ة‬
‫الذھاب و التوقف‪ .‬كل ھذه المميزات جعلت طريقة الرصد شبه المتحرك أكث ر جاذبي ة وأس ھل و‬
‫أرخص لتطبيقات الرفع المساحي‪.‬‬

‫طرق الرصد المتحرك مع الحساب اللحظي‪:‬‬


‫كانت الطرق التقليدية للرصد المتحرك تعتمد علي فك رة تجمي ع األرص اد ف ي الموق ع ث م‬
‫إجراء الحسابات علي الحاس ب اآلل ي ف ي المكت ب‪ .‬لك ن وج د مھندس و الم ساحة أن ھن اك ح االت‬
‫معينة – مثل توقيع نقاط معلومة اإلح داثيات عل ي أرض الواق ع ‪ – Stack Out‬تحت اج ح ساب‬
‫قيم إحداثيات النقط المرصودة في نفس لحظة الرصد‪ .‬من ھنا بدأ التفكير في تطوير طرق رص د‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٢١٦‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫النظم العالمية لتحديد المواقع‬ ‫الفصل السادس‬
‫______________________________________________________________‬

‫متحركة جديدة‪ .‬تعتمد ھذه الطرق عل ي وج ود جھ از رادي و عن د النقط ة الثاب ت يق وم بإرس ال أو‬
‫بث التصحيحات التي يقوم الجھاز المرجعي بحسابھا إلي الجھ از )أو األجھ زة( المتح رك وال ذي‬
‫بدورھا يكون متصل بجھاز راديو السلكي آخر‪ .‬أي أن الجھ از المتح رك س يتكون م ن وح دتين‪:‬‬
‫وح دة اس تقبال إش ارات األقم ار ال صناعية ‪ ،‬باإلض افة إل ي وح دة اس تقبال ال س لكية الس تقبال‬
‫التصحيحات المرسلة م ن الجھ از الثاب ت‪ .‬م ن أرص اد األقم ار ال صناعية يق وم الجھ از المتح رك‬
‫بحساب إحداثيات النقطة المرصودة )لكنھا إحداثيات غي ر دقيق ة تمام ا( وم ن ت صحيحات الجھ از‬
‫المرجعي يقوم الجھاز المتحرك بتصحيح اإلحداثيات للوصول إل ي ق يم دقيق ة ف ي نف س اللحظ ة ‪،‬‬
‫ول ذلك فت سمي ھ ذه الط رق بط رق الرص د المتح رك اآلن ي ‪ .Real-Time‬وبن اء عل ي ن وع‬
‫التصحيحات التي يحسبھا الجھاز الثابت فتوجد طريقتين من طرق الرصد المتحرك م ع الح ساب‬
‫اللحظي‪ .‬إذا كانت التصحيحات خاصة بأرصاد الشفرة ‪ code‬فأن الطريقة ت سمي الج ي ب ي أس‬
‫التفاض لي ‪ Differential GPS‬أو اخت صارا ‪ .DGPS‬بينم ا إن ك ان الجھ از الثاب ت يق وم‬
‫بح ساب و ت صحيح أرص اد ط ور الموج ة ‪ Carrier Phase‬ف أن الطريق ة ت سمي الرص د‬
‫المتح رك اللحظ ي ‪ Real-Time Kinematic‬أو اخت صارا ‪ .RTK‬وكم ا س بق اإلش ارة ف أن‬
‫أرصاد طور الموجة تكون أكثر دقة من أرصاد الشفرة مم ا ي ؤدي إل ي أن دق ة طريق ة الج ي ب ي‬
‫أس التفاضلي ‪ DGPS‬تكون عدة ديسيمترات أو ما ھو أق ل م ن المت ر‪ ،‬بينم ا ت صل دق ة طريق ة‬
‫الرصد المتحرك اللحظي ‪ RTK‬إلي ‪ ٥-٢‬سنتيمتر‪ .‬ولذلك ف أن ط رق الرص د التفاض لي ت ستخدم‬
‫في التطبيقات المالحية و نظم المعلومات الجغرافي ة بينم ا طريق ة الرص د المتح رك اللحظ ي ھ ي‬
‫المطبقة في األعمال المساحية‪.‬‬

‫‪ ٤-٦‬نظم مالحية أخري لتحديد المواقع‪:‬‬


‫ال يعد الجي بي أس ھو النظام المالحي الوحي د المت وافر حالي ا لتحدي د المواق ع باس تخدام‬
‫األقمار الصناعية ‪ ،‬فتوجد ع دة نظ م ش بيھه س واء نظ م عالمي ة )تغط ي خ دماتھا ك ل األرض( أو‬
‫نظم إقليمية )تغطي خدماتھا مناطق معينة(‪.‬‬

‫‪ ١-٤-٦‬النظام الروسي جلوناس‪:‬‬


‫تت شابه ب دايات النظ ام الروس ي للمالح ة باألقم ار ال صناعية )أس مه باللغ ة الروس ية ھ و‪:‬‬
‫‪ GLObal'naya NAvigatsionnaya Sputnikovaya Sistema‬وباالنجليزي ة‪:‬‬
‫‪ (GLObal Navigation Satellite System‬المع روف اخت صارا باس م جلون اس‬
‫‪ GLONASS‬مع بدايات الجي ب ي أس م ن حي ث أن ه نظ ام ع سكري ب دأ التفكي ر بتط ويره ف ي‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٢١٧‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫النظم العالمية لتحديد المواقع‬ ‫الفصل السادس‬
‫______________________________________________________________‬

‫عام ‪ ١٩٧٦‬أثناء فترة الحرب الباردة بين الواليات المتحدة األمريكية واالتح اد ال سوفيتي ال سابق‬
‫)روسيا اآلن( ‪ ،‬كما أنه مثل الجي ب ي أس في دار بواس طة وزارة ال دفاع‪ .‬ف ي ‪ ١٢‬أكت وبر ‪١٩٨٢‬‬
‫تم إطالق أول قمر صناعي في نظام جلوناس وأعلن النظام يعمل مب دئيا ف ي ‪ ٢٤‬س بتمبر ‪١٩٩٣‬‬
‫)‪ ١٤١٤‬ھـ(‪.‬‬

‫يتك ون نظ ام جلون اس – رس ميا – م ن ‪ ٢١‬قم را ص ناعيا موزع ة ف ي ‪ ٣‬م دارات ح ول‬


‫‪o‬‬
‫سطح األرض ‪ ،‬وت دور عل ي ارتف اع ‪ ١٩١٠٠‬كيل ومتر م ن س طح األرض وزاوي ة مي ل ‪٦٤.٨‬‬
‫بحيث يكمل كل قم ر )ش كل ‪ (٢١-٣‬دورة ح ول األرض ك ل ‪ ١١‬س اعة و ‪ ١٥‬دقيق ة‪ .‬يرس ل ك ل‬
‫قم ر ص ناعي ن وعين م ن الخ دمات‪ :‬اإلش ارة الدقيق ة ‪ Precision Signal‬أو اخت صارا ‪،SP‬‬
‫اإلشارة عالية الدقة ‪ High-Precision Signal‬أو اختصارا ‪ HP‬علي ت رددات تت راوح ب ين‬
‫‪ ١٦٠٢.٥٦٢٥‬و ‪ ١٦١٥.٥‬ميجاھرتز)في النطاق المعروف باسم ت ردد ‪ .(L1‬تبل غ الدق ة المدني ة‬
‫جراء استخدام إشارات نظام جلوناس حوالي ‪ ٥٥‬متر أفقيا و ‪ ٧٠‬متر رأسيا عن د رص د ‪ ٤‬أقم ار‬
‫صناعية‪ ،‬لكن دقة اإلشارة عالي ة الدق ة ‪ HP‬تك ون أدق بكثي ر م ن ھ ذه الم ستويات‪ .‬وتق ع محط ة‬
‫التحكم الرئيسية في موسكو بينما توجد ‪ ٤‬محطات مراقبة أخري داخل األراضي الروسية‪ .‬وق د‬
‫أثرت األزمات المالية ‪ -‬في روسيا ‪ -‬بشدة علي استكمال خطوات تطوير جلون اس مم ا ل م يجع ل‬
‫النظام يصل لحالته النھائية الكاملة‪.‬‬

‫شكل )‪ (٢٥-٦‬أحد األقمار الصناعية في نظام جلوناس‬

‫‪ ٢-٤-٦‬النظام األوروبي جاليليو‪:‬‬


‫في عام ‪ ١٩٩٩‬تم اقتراح إقام ة نظ ام ج اليليو كم شروع م شترك ب ين االتح اد األوروب ي‬
‫‪ EU‬و وكال ة الف ضاء األوروبي ة ‪ ESA‬كب ديل م دني ت ديره جھ ة مدني ة بعك س وزارت ي ال دفاع‬
‫اللتين تديران كال من الجي بي أس و جلوناس‪ .‬كما أن مشروع نظام مالحي فضائي بھ ذا الحج م‬
‫سيتيح قدرات ھائلة للصناعة في الدول األوروبية التي تشترك في تنفي ذه ‪ ،‬حي ث م ن المتوق ع أن‬
‫يتيح المشروع وظائف لحوالي ‪ ١٠٠‬ألف شخص في أوروبا ‪ ،‬وسيكون العائد االقتصادي للنظام‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٢١٨‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫النظم العالمية لتحديد المواقع‬ ‫الفصل السادس‬
‫______________________________________________________________‬

‫ضخما حيث سيبلغ عدد مستخدميه ‪ ٣.٦‬ملي ون م ستخدم حت ى ع ام ‪ ١٤٤١) ٢٠٢٠‬ھ ـ(‪ .‬كم ا ت م‬
‫ال سماح لع دة دول غي ر أوروبي ة )مث ل ال صين و كوري ا الجنوبي ة و إس رائيل و المغ رب و‬
‫السعودية( بالمشاركة في تطوير جاليليو عن طريق المساعدات المادي ة أو ال صناعية أو البحثي ة‪.‬‬
‫اكتمل ت الدراس ات التقني ة المبدئي ة لھ ذا الم شروع العم الق ‪ ،‬وب دأت مرحل ة التط وير ف ي ع ام‬
‫‪ ، ٢٠٠١‬ومن المتوقع اكتمال النظام في عام ‪.٢٠١٥‬‬

‫س يتكون نظ ام ج اليليو م ن ‪ ٣٠‬قم ر ص ناعي )‪ ٢٧‬قم ر عام ل ‪ ٣ +‬أقم ار احتياطي ة(‬


‫م وزعين ف ي ثالث ة م دارات تمي ل بزاوي ة ‪ o٥٦‬و عل ي ارتف اع ‪ ٢٣٦١٦‬كيل ومتر م ن س طح‬
‫األرض‪ ،‬بحي ث يكم ل ك ل قم ر دورة ح ول األرض ك ل ‪ ١٤‬س اعة و ‪ ٧‬دق ائق‪ .‬وس يكون ھن اك‬
‫مركزين أرضيين للمراقب ة و ال تحكم ف ي األقم ار ال صناعية‪ .‬س تقوم األقم ار ال صناعية ف ي نظ ام‬
‫ج اليليو بب ث ‪ ١٠‬إش ارات‪ ٦ :‬مخص صة للخدم ة العام ة و خدم ة البح ث و االتق اد ‪ ٢ ،‬للخدم ة‬
‫التجاري ة ‪ ٢ ،‬لخدم ة المراف ق العام ة‪ .‬وس تكون اإلش ارات ف ي نط اقين م ن الت رددات‪-١١٦٤ :‬‬
‫‪ ١٢١٥‬ميج اھرتز ‪ ١٥٩١-١٥٥٩ ،‬ميج اھرتز‪ .‬وق د ت م إط الق أول قم ر ص ناعي ف ي منظوم ة‬
‫ج اليليو )‪ (GIOVE-A‬ف ي ‪ ٢٨‬دي سمبر ‪ ٢٠٠٥‬وك ان إط الق القم ر التجريب ي الث اني‬
‫)‪ (GIOVE-B‬في عام ‪ ٢٠٠٨‬لوض ع اللم سات النھائي ة عل ي النظ ام و مواص فاته و التأك د م ن‬
‫تشغيله بجودة عالية )شكل ‪.(٢٣-٣‬‬

‫توجد عدة خدمات )أو أنظمة( الستخدام جاليليو‪:‬‬


‫‪ -١‬الخدم ة المفتوح ة )‪ Open Service (OS‬وھ ي الخدم ة المجاني ة المتاح ة لجمي ع‬
‫المستخدمين في العالم والتي من المتوقع أن تكون دقتھا في حدود ‪ ٤‬مت ر أفقي ا و ‪ ٨‬مت ر‬
‫رأسيا لألجھزة ثنائية التردد‪.‬‬
‫‪ -٢‬خدم ة س المة األرواح )‪ Safety of Live Service (SoL‬وتتمي ز ع ن الخدم ة‬
‫المفتوح ة بإرس ال رس ائل وقتي ة )إن ذارات( للم ستخدم ف ي حال ة ح دوث أي م شاكل ف ي‬
‫النظام ال تسمح بضمان دقة اإلحداثيات المحسوبة‪،‬‬
‫‪ -٣‬الخدم ة التجاري ة )‪ Commercial Service (CR‬وھ ي خدم ة تجاري ة باش تراك‬
‫ودقتھا أحسن من دقة الخدمة المفتوحة‪.‬‬
‫‪ -٤‬خدمة المرافق العامة )‪ Public Regulated Service (PRS‬وھي خدم ة خاص ة‬
‫للمراف ق العام ة مث ل ال شرطة واإلس عاف و المط افي وخاص ة ف ي أوق ات الط وارئ أو‬
‫الحروب حيث من الممكن أن تتأثر الخدمة العامة‪.‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٢١٩‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫النظم العالمية لتحديد المواقع‬ ‫الفصل السادس‬
‫______________________________________________________________‬

‫‪ -٥‬خدم ة البح ث و اإلنق اذ )‪ Search and Rescue Service (S&R‬وھ ي خاص ة‬


‫ستضاف للنظم العالمية الموجودة حاليا لتحسن من دقتھا في أعمال اإلغاثة واإلنقاذ‪.‬‬

‫شكل )‪ (٢٦-٦‬األقمار التجريبية في نظام جاليليو‬

‫‪ ٣-٤-٦‬النظام الصيني بيدو‪:‬‬


‫بدأ نظام بيدو ‪) Beidou‬أو البوصلة( كنظام مالحي يھدف لتغطية الصين فقط ‪ ،‬إال أنه‬
‫تطور الحقا بھدف تحقيق تغطية إقليمية ثم الوصول بعد ذل ك إل ي التغطي ة العالمي ة‪ .‬م ن المتوق ع‬
‫أن يتك ون النظ ام م ن ‪ ٥‬أقم ار ص ناعية ثابت ة الم دار ‪Geostationary Erath Orbit‬‬
‫‪ Satellites‬أو اختصارا ‪ GEO‬باإلضافة إلي ‪ ٣٠‬قمرا صناعيا متوس طة الم دار ‪Medium‬‬
‫‪ Earth Orbiting Satellites‬أو اخت صارا ‪ MEO‬م وزعين ف ي ‪ ٦‬م دارات عل ي ارتف اع‬
‫‪ ٢١٥٠٠‬كيل ومتر م ن س طح األرض وبزاوي ة مي ل ‪ ،o٥٥‬وينتظ ر اكتم ال ھ ذا النظ ام الع المي‬
‫بحل ول ع ام ‪ ١٤٤١) ٢٠٢٠‬ھ ـ(‪ .‬ترس ل األقم ار ال صناعية إش ارتھا ف ي ع دد م ن الت رددات‪:‬‬
‫‪-١٥٨٧.٦٩ ، ١٥٦٣.١٥-١٥٥٩.٠٥ ،١٢٨٠.٥٢-١٢٥٦.٥٢ ، ١٢١٩.١٤ ، ١١٩٥.١٤‬‬
‫‪ ١٥٩١.٧٩‬ميجاھرتز‪ .‬وتم إطالق القمر الصناعي الثاني في ھذا النظ ام ال صيني ف ي ‪ ١٤‬أبري ل‬
‫‪ ، ٢٠٠٩‬والذي قامت األكاديمية ال صينية للف ضاء و التكنولوجي ا بت صنيعه‪ .‬يتك ون قط اع ال تحكم‬
‫والسيطرة من ‪ ٣‬محطات‪ :‬محطة تحكم رئيسية ‪ ،‬محطة متابعة ‪ ،‬و محطة إرسال بيانات لألقمار‬
‫ال صناعية‪ .‬م ن المتوق ع أن ي وفر نظ ام البوص لة خدمات ه بأس لوبين‪ :‬الخدم ة المفتوح ة ‪Open‬‬
‫‪ Service‬لك ل الم ستخدمين والت ي س توفر دق ة تحدي د المواق ع ف ي ح دود ‪ ١٠‬مت ر ‪ ،‬الخدم ة‬
‫الخاصة ِ‪ Authorized Service‬للمستخدمين الخاصين‪.‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٢٢٠‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫النظم العالمية لتحديد المواقع‬ ‫الفصل السادس‬
‫______________________________________________________________‬

‫شكل )‪ (٢٧-٦‬إطالق قمر صناعي صيني‬

‫‪ ٤-٤-٦‬نظم مالحية إقليمية‪:‬‬


‫باإلضافة للنظم المالحية األربعة )الج ي ب ي أس و جلون اس و ج اليليو و بي دو( الت ي لھ ا‬
‫تغطية عالمية فتوجد عدة نظم مالحية أخري تھدف لزيادة كفاءة المالح ة باألقم ار ال صناعية ف ي‬
‫مناطق محددة من األرض‪ .‬قامت الياب ان بتط وير نظ ام ‪) QZSS‬مك ون م ن ‪ ٣‬أقم ار ص ناعية(‬
‫ليغطي حدودھا اإلقليمي ة‪ .‬أي ضا تق وم الھن د بتط وير نظ ام مالح ي إقليم ي – ي سمي ‪– IRNSS‬‬
‫ليتم االنتھ اء من ه فيم ا ب ين ع امي ‪ ٢٠٠٨‬و ‪ ٢٠١١‬ليزي د كف اءة المالح ة ف ي ح دودھا الجغرافي ة‬
‫اإلقليمية‪.‬‬

‫شكل )‪ (٢٨-٦‬مجال تغطية النظام الياباني اإلقليمي ‪QZSS‬‬

‫‪ ٥-٦‬النظم العالمية للمالحة باألقمار الصناعية‪:‬‬


‫م ع نھاي ة الت سعينات م ن الق رن الع شرين الم يالدي اس تأنفت روس يا إط الق األقم ار‬
‫ال صناعية لنظامھ ا الع المي جلون اس ‪ ،‬مم ا ب دأ مع ه تفكي ر العلم اء و الم ستخدمين ف ي إمكاني ة‬
‫اس تخدام ك ال النظ امين مع ا‪ .‬ومن ذ ذل ك الح ين ظھ ر م صطلح "ال نظم العالمي ة للمالح ة باألقم ار‬
‫ال صناعية ‪ "Global Navigation Satellite Systems‬وال ذي ع رف اخت صارا باس م‬
‫‪ .GNSS‬وتوس ع مفھ وم ‪ GNSS‬الحق ا لي صبح إمكاني ة اس تخدام ‪ ٤‬نظ م مالحي ة عالمي ة ف ي‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٢٢١‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫النظم العالمية لتحديد المواقع‬ ‫الفصل السادس‬
‫______________________________________________________________‬

‫إطار متكامل )الجي بي أس و الجلوناس و ج اليليو و بي دو(‪ .‬وب الطبع ف أن ھ ذه اإلمكاني ة – عن د‬


‫تحقيقھا الكامل قريبا‪ -‬سيكون لھا مميزات تقنية رائعة ‪ ،‬فعل ي س بيل المث ال س يزداد ع دد األقم ار‬
‫ال صناعية المتاح ة للرص د ف ي أي موق ع جغراف ي ف ي الع الم مم ا س ينعكس عل ي خف ض الوق ت‬
‫الالزم لتجميع البيانات الحقلية وأيضا ستزيد مستويات دقة تحديد المواقع‪.‬‬

‫وسيبلغ حج م ال سوق المتوق ع ل نظم ‪ GNSS‬ح والي ‪ ٢٩٠‬ملي ار دوالر أمريك ي بحل ول‬
‫عام ‪ ١٤٣٩) ٢٠١٨‬ھـ(‪ ،‬حيث ب دأ بالفع ل ظھ ور أجھ زة اس تقبال ‪ GNSS‬ت ستطيع اس تقبال و‬
‫التعامل مع إشارات عدة نظم )حتى الوصول لعدد ‪ ٤‬نظم عالمية(‪ .‬فعلي سبيل المثال فق د أنتج ت‬
‫ش ركة ليك ا السوي سرية أول ھ وائي ي ستقبل إش ارات األقم ار ال صناعية لل نظم األربع ة م ن نظ م‬
‫‪ ،GNSS‬وكذلك طورت شركة توبكون جھاز استقبال ‪ G3‬وط ورت ش ركة ترمب ل جھ از ‪R8‬‬
‫و ال ذين ي ستقبالن إش ارات الج ي ب ي أس و جلون اس و ج اليليو‪ .‬وت م ح ديثا إج راء ع دد م ن‬
‫الدراس ات الجيودي سية التطبيقي ة باس تخدام بيان ات ‪ GNSS‬مث ل تقي يم نم اذج الجيوي د العالمي ة ‪،‬‬
‫استنباط طرق جديدة عالية الكفاءة للحصول علي إشارات األقمار الصناعية المتع ددة ‪ ،‬الح صول‬
‫علي قيم المناسيب من أرصاد ‪. GNSS‬‬

‫شكل )‪ (٢٩-٦‬أجھزة استقبال ‪GNSS‬‬

‫‪ ٦-٦‬نظم االزدياد‪:‬‬
‫نظم االزدياد )أو التكبير أو التعزي ز( ‪ Augmentation Systems‬ھ ي نظ م تھ دف‬
‫لزيادة دقة و جودة تحديد المواقع باستخدام جھاز استقبال واحد ‪ .Stand-alone‬المبدأ النظري‬
‫وراء تطوير مثل ھذه النظم يعتمد علي ح ساب ت صحيح إلش ارات األقم ار ال صناعية المرص ودة‬
‫)يتم حسابه من خالل أجھزة تحتل نقاط معلومة اإلحداثيات( وبث ھذا التصحيح في نطاق منطقة‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٢٢٢‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫النظم العالمية لتحديد المواقع‬ ‫الفصل السادس‬
‫______________________________________________________________‬

‫جغرافي ة مح ددة بحي ث يك ون جھ از الج ي ب ي أس ق ادرا عل ي اس تقباله وم ن ث م يق وم بت صحيح‬


‫اإلحداثيات التي يحصل عليھا من نظام الجي بي أس‪ .‬يتم بث ھ ذه الت صحيحات بع دة ط رق‪ :‬إم ا‬
‫باس تخدام الب ث الرادي وي الالس لكي ‪ ،‬أو بإرس ال الت صحيحات المح سوبة إل ي أقم ار ص ناعية‬
‫خاص ة والت ي تعي د إرس اله م رة أخ ري لت ستقبله الم ستقبالت األرض ية )ت سمي نظ م االزدي اد‬
‫باالعتم اد عل ي األقم ار ال صناعية ‪ Satellite-Based Augmentation Systems‬أو‬
‫اخت صارا ‪ ،(SBAS‬أو ع ن طري ق ش بكات التليف ون الخل وي )الموباي ل أو الج وال( ‪ ،‬أو ع ن‬
‫طريق شبكة المعلومات الدولية )االنترنت(‪ .‬كما ت شمل أي ضا نظ م االزدي اد دم ج أجھ زة اس تقبال‬
‫الجي ب ي أس م ع أن واع أخ ري م ن األجھ زة األرض ية )مث ل أجھ زة الق صور ال ذاتي ‪Inertial‬‬
‫‪ (Sensors‬التي تقوم بتحديد المواق ع ف ي حال ة غي اب إش ارات األقم ار ال صناعية مثلم ا يح دث‬
‫في المناطق ال سكنية أو داخ ل األنف اق ف ي الم دن الكب رى‪ .‬باس تخدام جھ از ج ي ب ي أس ي ستطيع‬
‫التعام ل م ع نظ ام م ن نظ م االزدي اد يمك ن ح سين دق ة تحدي د المواق ع م ن ع دة أمت ار إل ي بع ض‬
‫عشرات من السنتيمترات فقط‪.‬‬

‫من أمثلة نظم االزدياد الموجودة في بعض الدول األوروبية و العربية‪:‬‬


‫‪ -‬نظ ام االزدي اد للمن اطق ال شاسعة ‪Wide Area Augmentation System‬‬
‫المع روف باس م ‪ WASS‬وال ذي يغط ي الوالي ات المتح دة األمريكي ة وت ديره وكال ة‬
‫الطيران االتحادية األمريكي ة‪ .‬يتك ون نظ ام ‪ WASS‬م ن ‪ ٢٥‬محط ة جيودي سية أرض ية‬
‫ترصد أقمار الجي ب ي أس وتح سب الت صحيحات الالزم ة لك ل قم ر ف ي ك ل لحظ ة ‪ ،‬ث م‬
‫تقوم بإرسال التصحيحات إلي المحطة الرئيسية والتي تقوم بدورھا بإرساله إلي القم رين‬
‫الصناعيين التابعين لمنظومة ‪ ، WASS‬ثم يرسل ھذين القمرين التصحيحات من خالل‬
‫ت رددات ت ستطيع معظ م أن واع أجھ زة الج ي ب ي أس )م ستخدمي ‪ (WASS‬اس تقبالھا‬
‫لتصحيح مواقعھا المحسوبة‪ .‬تبلغ دقة تحديد المواقع باستخدام ‪ GPS/WASS‬أق ل م ن‬
‫‪ ٣‬أمتار باستخدام أجھزة االستقبال المالحية المحمولة يدويا‪.‬‬
‫‪ -‬النظ ام المالح ي األوروب ي الثاب ت ‪European Geostationary Navigation‬‬
‫‪ Overlay Service‬المع روف اخت صارا باس م ‪ EGNOS‬وت ديره ھيئ ة الف ضاء‬
‫األوروبية ويغطي قارة أوروبا‪ ،‬ويتيح تصحيحات – من خالل ‪ ٣‬أقم ار ص ناعية ‪ -‬لك ال‬
‫من نظام الجي بي أس وأيضا نظام جلوناس‪.‬‬
‫‪ -‬نظ ام االزدي اد األمريك ي الع سكري ‪ Wide Area GPS Enhancement‬أو‬
‫اختصارا ‪ WAGE‬وتديره وزارة الدفاع األمريكية لألغراض العسكرية فقط‪.‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٢٢٣‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫النظم العالمية لتحديد المواقع‬ ‫الفصل السادس‬
‫______________________________________________________________‬

‫‪ -‬نظام االزدي اد متع دد األغ راض ‪Multifunctional Satellite Augmentation‬‬


‫‪ System‬أو ‪ MSAS‬والذي تديره وزارة األراضي و النقل في اليابان‪.‬‬
‫‪ -‬نظام االزدياد لمدينة جده بالمملكة العربية السعودية والذي تديره أمانة جدة‪ ،‬والذي يوفر‬
‫دقة أفقية في تحديد المواقع تصل إلي مستوي السنتيمتر‪.‬‬
‫‪ -‬نظام االزدياد لمدينة دبي باإلمارات العربي ة المتح دة وال ذي ت ديره بلدي ة دب ي ويق دم دق ة‬
‫‪ ٣-٢‬سنتيمتر في تحديد المواقع‪.‬‬
‫‪ -‬نظ ام االزدي اد المالح ي الم صري وي سمي‪ :‬ال شبكة اإلقليمي ة الم صرية لتحدي د المواق ع‬
‫باألقمار الصناعية باستخدام األسلوب الفرق ي ‪) DGPS‬ت ديره الھيئ ة الم صرية ل سالمة‬
‫المالح ة البحري ة‪ :‬م صلحة الم واني و المن ائر الم صرية س ابقا( بغ رض تق ديم خدمات ه‬
‫للسفن المبحرة في ك ال البح رين األحم ر و األب يض المتوس ط‪ .‬يتك ون ھ ذا النظ ام م ن ‪٧‬‬
‫محطات أرضية كال منھا تبث إرس الھا )خدم ة الت صحيحات( الس لكيا ف ي منطق ة دائري ة‬
‫يبلغ نصف قطرھا حوالي ‪ ٢٠٠‬كيلومتر‪.‬‬
‫‪ -‬نظام االزدياد في مملكة البحرين ومكون من ‪ ٥‬محطات‪.‬‬
‫‪ -‬نظ ام االزدي اد )تح ت اإلن شاء( ف ي الع راق وال ذي يب ث ت صحيحاته م ن خ الل ش بكات‬
‫التليفون الجوال‪.‬‬

‫شكل )‪ (٣٠-٦‬المحطات األرضية في نظام االزدياد األمريكي ‪WASS‬‬

‫شكل )‪ (٣١-٦‬مجال تغطية نظام االزدياد األوروبي ‪EGNOS‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٢٢٤‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫النظم العالمية لتحديد المواقع‬ ‫الفصل السادس‬
‫______________________________________________________________‬

‫شكل )‪ (٣٢-٦‬المحطات األرضية في نظام االزدياد لمدينة جدة السعودية‬

‫شكل )‪ (٣٣-٦‬المحطات األرضية في نظام االزدياد لمدينة دبي اإلماراتية‬

‫شكل )‪ (٣٤-٦‬المحطات األرضية ومجال تغطيتھا في نظام االزدياد لھيئة المواني المصرية‬

‫شكل )‪ (٣٥-٦‬المحطات األرضية في نظام االزدياد بمملكة البحرين‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٢٢٥‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫النظم العالمية لتحديد المواقع‬ ‫الفصل السادس‬
‫______________________________________________________________‬

‫أيضا تجدر اإلشارة لوجود نظم ازدياد تجارية )بخالف النظم ال سابقة والت ي ع ادة تك ون‬
‫حكومي ة وتق دم خ دماتھا مجان ا للم ستخدمين( وم نھم ‪ -‬عل ي س بيل المث ال – نظ ام ش ركة‬
‫‪ OmniStar‬الت ي تت يح خ دماتھا عل ي الم ستوي الع المي مقاب ل اش تراكات مالي ة‪ ،‬م ن خ الل ‪٣‬‬
‫أنواع من الخدمة‪ :‬خدمة ‪ VBS‬بدقة أقل من متر واحد ‪ ،‬خدمة ‪ HP‬بدق ة ح والي ‪ ٣٠‬س نتيمتر ‪،‬‬
‫خدم ة ‪ XP‬بدق ة ح والي ‪ ١٠‬س نتيمتر‪ .‬ويغط ي أح د أقم ار ‪ OmniStar‬المنطق ة العربي ة كلھ ا‬
‫بحيث يتيح خدماته لكل المستخدمين بھا‪.‬‬

‫شكل )‪ (٣٦-٦‬تغطية نظام االزدياد ‪ OmniStar‬في المنطقة العربية‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٢٢٦‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫نظم المعلومات الجغرافية‬ ‫الفصل السابع‬
‫______________________________________________________________‬

‫الفصل السابع‬
‫نظم المعلومات الجغرافية‬

‫‪ ١-٧‬مقدمة‬
‫تع د نظ م المعلوم ات الجغرافي ة ‪) Geographic Information Systems‬أو‬
‫اختصارا ‪ (GIS‬من أھم التقنيات التي دخلت مج ال الم ساحة والخ رائط وإدارة البيان ات المكاني ة‬
‫ف ي الن صف األخي ر م ن الق رن الع شرين الم يالدي‪ ،‬وس اھمت ف ي ابتك ار العدي د م ن التطبيق ات‬
‫الجدي دة‪ .‬فمن ذ ذل ك الح ين وج دت الخ رائط الرقمي ة ‪ Digital Maps‬والخ رائط المحمول ة‬
‫‪ Portal Maps‬مثل تلك التي أصبحت متوافرة في أجھ زة الج واالت )التليف ون المحم ول(‪ .‬ب ل‬
‫أن نظ م المعلوم ات الجغرافي ة كان ت أح د األس باب الت ي أدت إل ي ظھ ور عل وم أو تخص صات‬
‫جديدة مثل الجيوماتكس‪.‬‬

‫توج د ع دة أس ماء أو م صطلحات أخ ري ل نظم المعلوم ات المعتم دة عل ي تمثي ل الواق ع‬


‫الحقيق ي لظ اھرات س طح األرض‪ ،‬ومنھ ا عل ي س بيل المث ال م صطلح نظ م المعلوم ات المكاني ة‬
‫‪ Spatial Information Systems‬أو اختصارا ‪ .SIS‬ويري ال بعض أن ھ ذه ال نظم يمك ن‬
‫تقسيمھا الي ثالثة أنواع فرعية طبقا لمحتوي و طبيعة البيانات المستخدمة وتشمل‪:‬‬
‫‪ -‬نظ م معلوم ات األراض ي ‪) Land Information Systems‬اخت صارا ‪(LIS‬‬
‫وتعتم د عل ي التعام ل م ع بيان ات الملكي ات س واء الزراعي ة أو العقاري ة بن اءا عل ي‬
‫الخرائط التفصيلية )الكادسترالية( كبيرة المقياس‪.‬‬
‫‪Topographic‬‬ ‫‪Information‬‬ ‫‪ -‬نظ م المعلوم ات الطبوغرافي ة ‪Systems‬‬
‫)اخت صارا ‪ (TIS‬وتعتم د عل ي التعام ل م ع البيان ات بأبعادھ ا الثالثي ة ‪ X,Y,Z‬بھ دف‬
‫التمثيل المجسم لظاھرات سطح األرض‪.‬‬
‫‪ -‬نظم المعلومات الجغرافية )اختصارا ‪ (GIS‬وھي التي تتعام ل م ع البيان ات المكاني ة و‬
‫غير المكانية بھدف تمثيل ظاھرات أجزاء كبيرة من سطح األرض من خ الل الخ رائط‬
‫الجغرافية و الموضوعية صغيرة المقياس‪.‬‬

‫وي ري آخ رون أن نظ م المعلوم ات المكاني ة ‪ - SIS‬ب صفة عام ة ‪ -‬يمك ن تق سيمھا ال ي‬


‫ثالثة مستويات من حيث طبيعة تمثيل البيانات و استخدامھا‪ ،‬وھي‪:‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٢٢٧‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫نظم المعلومات الجغرافية‬ ‫الفصل السابع‬
‫______________________________________________________________‬

‫‪ -‬المستوي األول‪ :‬حيث يتم تمثيل البيانات المكانية )المواقع( رقميا بھدف إنشاء الخرائط‬
‫الرقمية وطباعتھا الحقا لعرض البيانات‪ ،‬وھذا المستوي ھو األقرب لتعري ف م صطلح‬
‫تطوير الخرائط الرقمية ‪.Computer Mapping‬‬
‫‪ -‬المستوي الثاني‪ :‬حيث يتم إدارة البيانات المكانية و غير المكانية )أو البيانات الوصفية(‬
‫معا في إطار متكامل وحساب و تحليل ھذه البيانات بھدف اشتقاق معلومات عن طبيعة‬
‫ظاھرات سطح األرض‪ ،‬ويمثل ھذا المستوي الحالة العامة لنظم المعلومات المكانية‪.‬‬
‫‪ -‬المستوي الثالث‪ :‬ويشمل كال المستويين السابقين باإلض افة ال ي فھ م و نمذج ة طبيع ة و‬
‫ديناميكية الظاھرات األرضية من خالل طرق و نماذج رياضية ت سمح باتخ اذ ق رارات‬
‫معينة في حالة حدوث س يناريوھات مح ددة‪ ،‬وھ ذا ھ و تط ور نظ م المعلوم ات المكاني ة‬
‫الي ما يسمي نظم اتخاذ القرارات ‪ Decision Support Systems‬أو ‪.DSS‬‬

‫شكل )‪ (١-٧‬نظم المعلومات المكانية‬

‫‪ ٢-٧‬نبذة تاريخية‬
‫مع ابتكار أجھزة الحاسبات اآللية ظھرت قواعد المعلومات ‪ Data Bases‬التي تجم ع‬
‫العديد من المعلومات حول ھدف معين في ص ورة رقمي ة‪ ،‬مث ل قواع د معلوم ات الم شتركين ف ي‬
‫البنوك من أسم العميل ورق م ح سابه ومعلومات ه الشخ صية ‪....‬ال خ‪ .‬ويحت اج ھ ذا الك م الكبي ر م ن‬
‫المعلومات إلي نظام إلدارة المعلومات وتصنيفھا و فھرستھا و ترتيبھ ا وس رعة البح ث داخلھ ا ‪،‬‬
‫ومن ثم ظھرت نظم إدارة المعلومات ‪ Management Information System‬وبرامجھا‬
‫الحاسوبية مثل ‪.Oracle and Microsoft Access‬‬

‫أيضا ساعدت الحاسبات اآللية علي ابتكار برامج ووسائل تقنية لرسم الخ رائط باس تخدام‬
‫الحاس وب وب رامج الت صميم باس تخدام الحاس وب )‪Computer-Aided Design (CAD‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٢٢٨‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫نظم المعلومات الجغرافية‬ ‫الفصل السابع‬
‫______________________________________________________________‬

‫ومن أشھرھا برنامج ‪ .AutoCAD‬تميزت ھذه الوسائل التقنية بالقدرة العالية عل ي تمثي ل مع الم‬
‫األرض سواء في بعدين )مسقط أفقي( أو ثالثة أبع اد )مج سمات(‪ .‬إال أنھ ا – ف ي نف س الوق ت –‬
‫ل م تك ن لت سمح بتخ زين أي ة معلوم ات أخ ري غي ر مكاني ة ع ن ھ ذه المع الم ‪ ،‬فم ثال يمك ن رس م‬
‫تفاص يل ش بكة م ن الط رق ف ي مدين ة معين ة لك ن م ن ال صعب تخ زين بيان ات ك ل طري ق )ن وع‬
‫اإلسفلت ‪ ،‬ت اريخ آخ ر معالج ة للطري ق ‪ ،‬ع رض الطري ق ‪ ،‬ع دد ح ارات الم رور ب الطريق ‪....‬‬
‫الخ( داخل الملف‪ .‬بالتالي أصبح لدينا نوعين مختلفين من البيانات للمعالم الجغرافية‪ :‬ملف مكاني‬
‫)خريطة( وملف بيانات أخري غير مكانية ‪ ،‬وكالھما في إطار منفصل عن اآلخر‪ .‬ومع انط الق‬
‫عصر األقمار الصناعية وما توفره المرئي ات الف ضائية م ن ك م ھائ ل م ن المعلوم ات ع ن س طح‬
‫األرض تزايدت الحاجة لتطوير تقنية تسمح بتسجيل و تخزين ھذا الكم الكبير م ن البيان ات س واء‬
‫المكانية أو غير المكانية عن موقع محدد من األرض والمساعدة في تحليل ھ ذه البيان ات ومعرف ة‬
‫العالقات المكانية بين الظواھر‪.‬‬

‫ي ري الكثي رون أن بداي ة تط ور نظ م المعلوم ات الجغرافي ة ق د ب دأت ف ي ع ام ‪١٩٦٤‬م‬


‫)‪ ١٣٨٤‬ھـ( في كندا عندما تم تطوير عملي ة ت رقيم للخ رائط )تحويلھ ا م ن ال صورة الورقي ة إل ي‬
‫صورة رقمية ف ي الحاس بات اآللي ة( ورب ط ھ ذه الخ رائط الرقمي ة م ع معلوم ات غي ر مكاني ة )أو‬
‫معلومات وصفية( ‪ attribute data‬علي شكل قوائم مم ا أدي إلن شاء ع دة طبق ات للزراع ة و‬
‫التربة و الثروة الحيوانية و استخدامات األراضي لمنطق ة الم شروع ال ذي أطل ق علي ه أس م نظ ام‬
‫المعلوم ات الجغرافي ة الكن دي‪ .‬وف ي نف س الوق ت أي ضا كان ت تج ري جھ ود مماثل ة ف ي جامع ة‬
‫ھارفارد األمريكية حي ث ت م إن شاء معم ل حاس ب ال ي متخ صص ف ي الرس ومات اآللي ة و تحلي ل‬
‫البيانات‪ .‬وفي عام ‪١٩٦٩‬م تم تأسيس شركة معھد البح وث وال نظم البيئي ة ‪Environmental‬‬
‫‪ Systems Research Institute‬المعروفة باسم ‪ ESRI‬ف ي الوالي ات المتح دة األمريكي ة‬
‫علي يد جاك دينجرموند لتصبح أول شركة خاص ة ف ي مج ال تط وير برمجي ات نظ م المعلوم ات‬
‫الجغرافي ة )وأش ھرھم حت ى اآلن عل ي الم ستوي الع المي(‪ .‬وف ي ع ام ‪١٩٧٠‬م عق د أول م ؤتمر‬
‫دولي في نظم المعلومات الجغرافية ونظمه االتح اد الع المي للجغ رافيين ب دعم م ن منظم ة العل وم‬
‫والثقافة باألمم المتحدة )اليونسكو(‪ .‬ومع انطالق القمر ال صناعي األمريك ي ‪ Landsat‬ف ي ع ام‬
‫‪١٩٧٢‬م زادت الحاجة إلي نظم المعلومات الجغرافي ة لتخ زين وتحلي ل وع رض ھ ذا الك م الھائ ل‬
‫من المعلومات عن سطح األرض واستنباط الخرائط منھا‪ .‬ومع بدء العمل بالنظام العالمي لتحديد‬
‫المواق ع ‪ GPS‬ف ي منت صف الثمانين ات م ن الق رن الع شرين الم يالدي أص بح تجمي ع القياس ات‬
‫الميدانية أسرع و أسھل ومن ثم زاد انتشار و تطبيقات نظم المعلومات الجغرافية‪ .‬ومن ھنا بدأت‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٢٢٩‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫نظم المعلومات الجغرافية‬ ‫الفصل السابع‬
‫______________________________________________________________‬

‫العديد من الجامعات في تدريس ھذه التقنية الجديدة )أو ھذا التخ صص العلم ي الجدي د( وتطبيقھ ا‬
‫في العديد من العلوم الھندسية و الجغرافية و الزراعية و البيئية‪.‬‬

‫‪ ٣-٧‬ماھية نظم المعلومات الجغرافية‬


‫ال يوجد تعري ف مح دد ل نظم المعلوم ات الجغرافي ة ويرج ع ال سبب ف ي ذل ك إل ي انت شار‬
‫تطبي ق ھ ذه التقني ة ف ي العدي د م ن المج االت س واء الحاس وبية أو الھندس ية أو الجغرافي ة أو‬
‫الزراعية أو البيئية ‪ ....‬ال خ ‪ ،‬وبالت الي فك ل فري ق يق دم تعريف ا ل نظم المعلوم ات الجغرافي ة طبق ا‬
‫لمفھومه و طريقة تطبيقه واستفادته من ھذه التقنية‪ .‬ومن ھذه التعريفات‪:‬‬

‫تعري ف ‪ :Smith 1987‬نظ ام المعلوم ات الجغراف ي ھ و نظ ام قاع دة المعلوم ات ال ذي يحت وي‬


‫عل ي معلوم ات مكاني ة مرتب ة باإلض افة الحتوائ ه عل ي مجموع ة م ن العملي ات الت ي تق وم‬
‫باإلجابة علي استفسارات عن زاھرة مكانية من قواعد المعلومات‪.‬‬
‫تعريف ‪ :Parker 1988‬نظم المعلومات الجغرافية ھي نظ م تكنولوجي ة للمعلوم ات تق وم عل ي‬
‫تخزين و تحليل و عرض المعلومات المكانية وغير المكانية‪.‬‬
‫تعري ف ‪ :Devine and Field 1986‬نظ م المعلوم ات الجغرافي ة ھ ي نم ط م ن نظ م‬
‫المعلومات يتيح عرض خرائط المعلومات عامة‪.‬‬
‫تعريف ‪ :Zoeltz 1989‬يت شعب مفھ وم نظ م المعلوم ات الجغرافي ة ف ي ش قين أح دھما الب رامج‬
‫وكيفية حصر المعلومات و تخزينھا و معالجتھا لالستفادة منھا لتحقيق ھدف معين واآلخر‬
‫قاعدة معلومات تعتمد علي اإلحداثيات الجيوديسية التي تسھل التعامل معه‪.‬‬
‫تعري ف ‪ :Cowen 1988‬نظ م المعلوم ات الجغرافي ة ھ ي نظ م دع م الق رار بواس طة دم ج‬
‫المعلومات المكانية لخدمة حل القضايا البيئية‪.‬‬
‫تعري ف مؤس سة ‪ :ESRI 1990‬نظ م المعلوم ات الجغرافي ة ھ ي مجم ع متناس ق ي ضم مكون ات‬
‫الحاسب اآللي و البرامج و قواع د البيان ات واألف راد الم دربين ويق وم ھ ذا المجم ع بح صر‬
‫دقي ق للمعلوم ات المكاني ة و غي ر المكاني ة و تخزينھ ا و تح ديثھا و معالجتھ ا و تحليلھ ا و‬
‫عرضھا‪.‬‬
‫وربما يكون تعريف مؤسسة ‪ ESRI‬ھو األعم و األش مل ال ذي يق دم ص ورة عام ة واض حة ع ن‬
‫مكونات و أھداف نظم المعلومات الجغرافية‪.‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٢٣٠‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫نظم المعلومات الجغرافية‬ ‫الفصل السابع‬
‫______________________________________________________________‬

‫شكل )‪ (٢-٧‬نظم المعلومات الجغرافية‬

‫نظم المعلومات الجغرافية مبنية – في جزء كبير منھا ‪ -‬عل ي أساس يات ع دد م ن العل وم‬
‫األخرى التي يجب أن يل م بھ ا المتخ صص ف ي نظ م المعلوم ات الجغرافي ة ومنھ ا عل وم الم ساحة‬
‫األرضية ‪ ،‬المساحة التصويرية سواء الجوية أو االستشعار عن بعد ‪ ،‬اإلحصاء ‪ ،‬عل وم الحاس ب‬
‫اآللي ‪ ،‬الجغرافيا ‪ ،‬و علم الخرائط أو الكارتوجرافيا‪.‬‬

‫يختلف الكثيرون في تحديد ما إذا كانت نظم المعلوم ات الجغرافي ة علم ا أم مج رد تقني ة‪.‬‬
‫يري البعض أنھا علم ا يق ع ب ين منطق ة الت داخل ب ين ع دة عل وم أخ ري مث ل الم ساحة و الحاس ب‬
‫اآللي واإلحصاء و الجغرافيا‪ .‬كل مفتاح يتم النقر عليه في أي برنامج من برامج نظم المعلوم ات‬
‫الجغرافي ة م ا ھ و إال تنفي ذ مجموع ة م ن الخط وات الت ي يرج ع أص لھا إل ي واح دة م ن العل وم‬
‫المذكورة‪ .‬فعلي سبيل المثال فأن أمر "تغيي ر الم سقط" داخ ل برن امج نظ م المعلوم ات الجغرافي ة‬
‫ق ائم عل ي تنفي ذ مجموع ة م ن المع ادالت الم ساحية الرياض ية )الم ساحة الجيودي سية( الت ي تح دد‬
‫خطوات حساب تغيير مسقط الخريطة ‪ Map Projection‬من نوع ألخر وكذلك معادالت نق ل‬
‫اإلحداثيات من مرجع جيوديسي ألخر‪ .‬بن اءا عل ي ذل ك ف ان نظ م المعلوم ات الجغرافي ة تك ون –‬
‫من وجھة نظر من يقوم بتطويرھا وابتكار أدوات جديدة بداخلھا – علما من العل وم الحاس وبية و‬
‫المعلوماتية‪ .‬علي الجانب األخر فان من يقوم باستخدام برامج نظم المعلوم ات الجغرافي ة – كم ا‬
‫ھي ‪ -‬في مجال تخصصه ينظر إليھا علي أنھا تقنية جديدة تساعده في تطبيقات عملي ة ف ي مج ال‬
‫عمله وھؤالء ھم مستخدمي نظم المعلومات الجغرافية‪.‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٢٣١‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫نظم المعلومات الجغرافية‬ ‫الفصل السابع‬
‫______________________________________________________________‬

‫النظ رة العام ة لتطبي ق نظ م المعلوم ات الجغرافي ة أنھ ا تق دم لم ستخدميھا اإلجاب ة عل ي‬


‫خم سة أس ئلة للوص ول إلجاب ات تن اقش ك ال م ن‪ :‬الموق ع ‪ Location‬وال شرط ‪ Condition‬و‬
‫المنحي ‪ Trend‬و النمط ‪ Pattern‬و النموذج ‪.Model‬‬
‫)أ( الموقع‪ :‬ماذا يوجد في موقع محدد؟ تجيب نظم المعلومات الجغرافية بعرض بيانات )خريط ة‬
‫وبيانات وصفية( للمظاھر الموجودة في مكان محدد‪.‬‬
‫)ب( الشرط‪ :‬أين يقع ھذا المطلوب؟ تجيب نظم المعلومات الجغرافية بتحديد المواقع التي يت وافر‬
‫بھا شروط أو مواصفات معينة‪.‬‬
‫)ج( المنح ي‪ :‬م ا ال ذي تغي ر؟ تجي ب نظ م المعلوم ات الجغرافي ة بتحدي د حال ة موق ع مع ين ف ي‬
‫تواريخ مختلفة للتعرف عن المتغيرات الحادثة به‪.‬‬
‫)د( النمط‪ :‬كيف تتوزع الظاھرات مكانيا؟ تجي ب نظ م المعلوم ات الجغرافي ة بتحدي د نم ط توزي ع‬
‫ظاھرة معينة في بقعة جغرافية محددة‪.‬‬
‫)ذ(النموذج‪ :‬ماذا لو؟ تجيب نظم المعلومات الجغرافية بصياغة ظاھرة طبيعية و فھم تواريخھا و‬
‫أماكن حدوثھا بحيث يمكن التنبؤ بالتغيرات التي قد تطرأ عليھا‪.‬‬

‫وتتميز نظم المعلومات الجغرافية بالعديد من المميزات التي تشمل‪:‬‬


‫‪ ‬دمج المعلومات المكانية وغير المكانية في قاعدة معلومات واحدة‪.‬‬
‫‪ ‬القدرة العالية علي تحليل البيانات المكانية وغير المكانية‪.‬‬
‫‪ ‬سرعة الوصول لكم كبير من المعلومات بفاعلية عالية‪.‬‬
‫‪ ‬سھولة العمل و توفير الوقت‪.‬‬
‫‪ ‬توثيق البيانات بمواصفات محددة‪.‬‬
‫‪ ‬القدرة علي التمثيل المرئي للمعلومات المكانية‪.‬‬
‫‪ ‬الق درة عل ي اإلجاب ة عل ي االس تعالمات و االستف سارات الخاص ة بالمك ان أو معلومات ه‬
‫الوصفية‪.‬‬
‫‪ ‬المساعدة علي اتخاذ القرار في أسرع وقت‪.‬‬
‫‪ ‬نشر المعلومات لقاعدة كبيرة من المستفيدين‪.‬‬
‫‪ ‬التخطيط الدقيق للمشروعات الجديدة و التوسعية‪.‬‬
‫‪ ‬التنبؤ و التوقع المستقبلي‪.‬‬
‫‪ ‬التنسيق بين الجھات ذات العالقة قبل اتخاذ القرار‪.‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٢٣٢‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫نظم المعلومات الجغرافية‬ ‫الفصل السابع‬
‫______________________________________________________________‬

‫وتستخدم نظم المعلومات الجغرافية في العديد من المجاالت منھا‪:‬‬


‫‪ -‬الم ساحة و تط وير الخ رائط الرقمي ة بكاف ة أنواعھ ا الھندس ية و الجيولوجي ة و الزراعي ة‬
‫‪.....‬الخ‪.‬‬
‫‪ -‬دراسات سطح األرض ومظاھرھا و استخداماتھا و ملكياتھا‪.‬‬
‫‪ -‬الخ دمات العام ة وتخط يط ش بكات المي اه و الكھرب اء و الھ اتف و المواص الت و النق ل‬
‫‪....‬الخ‪.‬‬
‫‪ -‬عل وم األرض والجيولوجي ا و استك شاف الم وارد الطبيعي ة م ن مع ادن و بت رول و غ از‬
‫ومياه جوفية ‪.......‬الخ‪.‬‬
‫‪ -‬المجاالت الحيوية و البيئية والزراعية‪.‬‬
‫‪ -‬الخدمات البشرية التاريخية و األثرية والسياحية وخدمات الط وارئ م ن إس عاف و دف اع‬
‫مدني‪.‬‬
‫‪ -‬البنية التحتية في المدن و التجمعات السكنية‪.‬‬
‫‪ -‬التخطيط العمراني و المدني و اإلقليمي‪.‬‬
‫‪ -‬االستخدامات العسكرية و األمنية‪.‬‬

‫‪ ٤-٧‬مكونات نظم المعلومات الجغرافية‬


‫يتكون نظام المعلومات الجغرافية من خمسة مكونات أساس ية ت شمل البيان ات و األجھ زة‬
‫و البرامج والطرق واألفراد‪.‬‬

‫شكل )‪ (٣-٧‬مكونات نظم المعلومات الجغرافية‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٢٣٣‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫نظم المعلومات الجغرافية‬ ‫الفصل السابع‬
‫______________________________________________________________‬

‫تنقسم البيانات في نظم المعلومات الجغرافي ة إل ي‪ (١) :‬بيان ات مكاني ة ‪Spatial Data‬‬
‫تعب ر ع ن مواق ع )إح داثيات( الظ واھر المكاني ة و )‪ (٢‬بيان ات غي ر مكاني ة أو بيان ات وص فية‬
‫‪ Attribute Data‬والت ي ت شمل كاف ة البيان ات المتعلق ة ب الموقع بخ الف إحداثيات ه‪ .‬فم ثال عن د‬
‫إنشاء نظام معلومات جغرافية للمدارس في مدينة ما فأن البيانات المطلوبة ستتكون من إحداثيات‬
‫موق ع ك ل مدرس ة )بيان ات مكاني ة( و البيان ات الوص فية لك ل مدرس ة مث ل أس مھا و مرحلتھ ا‬
‫الدراسية وعدد طالبھا و ع دد معلميھ ا ‪ ....‬ال خ‪ .‬ي تم الح صول عل ي البيان ات المكاني ة م ن خ الل‬
‫ع دد م ن الوس ائل ت شمل‪ :‬الرف ع الم ساحي األرض ي ‪ ،‬قياس ات النظ ام الع المي لتحدي د المواق ع‬
‫‪ ، GPS‬الخ رائط والمخطط ات الھندس ية المت وفرة للمنطق ة ‪ ،‬ال صور الجوي ة و المرئي ات‬
‫الف ضائية‪ .‬بينم ا ي تم الح صول عل ي البيان ات الوص فية )غي ر المكاني ة( م ن ع دة م صادر مث ل‪:‬‬
‫الخرائط ‪ ،‬الصور الجوي ة و المرئي ات الف ضائية ‪ ،‬اإلح صائيات و التق ارير الحكومي ة‪ ،‬الوس ائط‬
‫المتعددة من أفالم و صور فوتوغرافية ‪ ،‬الزيارات الميدانية‪.‬‬

‫شكل )‪ (٤-٧‬مصادر البيانات في نظم المعلومات الجغرافية‬

‫تنوع البيانات إلي مكانية و غير مكانية ھو الفرق الرئي سي ب ين تقنيت ي الخ رائط الرقمي ة‬
‫‪ Computer Mapping‬و نظ م المعلوم ات الجغرافي ة‪ .‬فف ي الخ رائط اآللي ة أو الرقمي ة‬
‫فالبرامج )مثل برنامج األوتوكاد ‪ AutoCAD‬ال شھير( تتعام ل م ع البيان ات المكاني ة فق ط لرس م‬
‫الخريط ة والت صميم باس تخدام الكمبي وتر‪ .‬بينم ا تتعام ل ب رامج نظ م المعلوم ات الجغرافي ة م ع‬
‫الخ رائط الرقمي ة )البيان ات المكاني ة( باإلض افة لقواع د البيان ات غي ر المكاني ة مم ا يت يح ع دة‬
‫مميزات لھذه البرامج في الربط بين كال نوعي البيانات وإمكانيات التحليل اإلح صائي و المك اني‬
‫للبيان ات‪ .‬إن الھ دف الرئي سي م ن تقني ة الخ رائط الرقمي ة ھ و اس تخدام األجھ زة الحديث ة إلع داد‬
‫نسخة رقمية من بيانات تم الحصول عليھا م ن خ رائط قديم ة )مطبوع ة كان ت أو رقمي ة( أو م ن‬
‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٢٣٤‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫نظم المعلومات الجغرافية‬ ‫الفصل السابع‬
‫______________________________________________________________‬

‫مرئيات فضائية و صور جوية أو بيان ات ت م قياس ھا ف ي الطبيع ة )ب أجھزة الم ساحة األرض ية أو‬
‫أجھزة النظام العالمي لتحديد المواقع المعروف باسم ‪ (GPS‬ثم تخزين كل ھذه البيانات المتعددة‬
‫ف ي بيئ ة رقمي ة داخ ل الكمبي وتر لك ي ي تم إع داد خريط ة رقمي ة تمث ل مع الم المنطق ة المطل وب‬
‫دراستھا‪ .‬أما تقني ة نظ م المعلوم ات الجغرافي ة ‪ GIS‬فت شمل ك ل م ا س بق – الخ رائط الرقمي ة –‬
‫باإلضافة إلي معالجة البيان ات )تنفي ذ عملي ات ح سابية و إح صائية الش تقاق معلوم ات جدي دة( ث م‬
‫تحلي ل ھ ذه البيان ات )تحل يال إح صائيا و تحل يال مكاني ا( بھ دف دراس ة م شكلة معين ة ف ي موق ع‬
‫جغرافي محدد بھدف الوصول إلي فھ م توزي ع الظ اھرة قي د الدراس ة س واء مكاني ا أو ف ي قيمتھ ا‬
‫المطلقة ومن ثم محاولة الوصول إلي حلول جديدة لھذه المشكلة‪.‬‬

‫شكل )‪ (٥-٧‬نظم المعلومات الجغرافية والخرائط الرقمية‬

‫يتطل ب إن شاء نظ ام معلوم ات جغرافي ة ع ددا م ن األف راد الم دربون تقني ا عل ي اس تخدام‬
‫األجھزة و البرامج بكفاءة‪ .‬تتعدد وظائف فريق نظم المعلومات الجغرافية لتشمل‪ :‬م دخل بيان ات‪،‬‬
‫م رقم أو راس م خ رائط‪ ،،‬مب رمج نظ م‪ ،‬محل ل نظ م‪ ،‬م دير قواع د بيان ات‪ ،‬م دير نظ ام معلوم ات‬
‫جغرافي‪ .‬أي أن نظام المعلوم ات الجغرافي ة يحت اج ع ددا م ن التخص صات الت ي ت شمل مھندس ي‬
‫المساحة والجغرافيون ومبرمجي الحاسبات اآللية ومتخصصي قواعد البيانات الرقمية‪.‬‬

‫أما مصطلح الط رق أو المن اھج ‪ -‬الم ستخدم كأح د مكون ات نظ م المعلوم ات الجغرافي ة‪-‬‬
‫فيعود إلي األعمال النظامي ة المتعلق ة ب ادرة و تط وير النظ ام والت ي ال تتعل ق بالجان ب التقن ي ل ه‪.‬‬
‫تشمل الطرق إدارة المشروعات وتدريب الموارد البشرية و الجوانب المالية و القانوني ة المتعلق ة‬
‫بنظام المعلومات الجغرافية‪.‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٢٣٥‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫نظم المعلومات الجغرافية‬ ‫الفصل السابع‬
‫______________________________________________________________‬

‫‪ ١-٤-٧‬أجھزة نظم المعلومات الجغرافية‬


‫تشمل األجھزة أو العتاد ‪ Hardware‬الالزمة ل نظم المعلوم ات الجغرافي ة‪ (١) :‬أجھ زة‬
‫الحاس بات‪ (٢) ،‬أجھ زة إدخ ال ‪ (٣) ،Input‬أجھ زة إخ راج ‪ .Output‬تتع دد أجھ زة الحاس بات‬
‫‪ Work‬ذات‬ ‫ب ين أجھ زة حاس بات شخ صية ‪ PC‬أو أجھ زة محط ات العم ل ‪Stations‬‬
‫المواصفات و القدرات التقني ة العالي ة م ن حي ث س رعة المعالج ات ‪ Processors Speed‬و‬
‫قدرات التخزين‪.‬‬

‫تشمل أجھزة إدخال البيانات عدة أنواع منھا‪:‬‬


‫‪ ‬لوحة المفاتيح‬
‫‪ ‬الفارة أو الماوس‬
‫‪ ‬الفالش واألقراص المدمجة ‪CD or DVD‬‬
‫‪ ‬القلم الضوئي‬
‫‪ ‬الكاميرا الرقمية‬
‫‪ ‬الميكروفون‬
‫‪ ‬أجھزة المساحة سواء األرضية أو الجيوديسية )مثل الميزان الرقمي و الثيودليت الرقمي‬
‫و المحطة الشاملة و أجھزة ‪ (GPS‬التي تتصل مباش رة بالحاس ب اآلل ي وم ن ث م تفري غ‬
‫كل القياسات الحقلية مباشرة للكمبيوتر‪.‬‬
‫‪ ‬طاولة الترقيم أو المرقم ‪ :Digitizer‬لوحة تشبه لوح ة الرس م لكنھ ا تحت وي عل ي ش بكة‬
‫الكترونية أسفلھا بحيث تمثل شبكة إحداثيات )س‪،‬ص( تغطي الطاول ة‪ ،‬باإلض افة للم رقم‬
‫وھو فأرة أو ماوس من نوع خاص متصل بالطاولة إما س لكيا أو الس لكيا وتك ون طاول ة‬
‫الت رقيم مت صلة بالحاس ب اآلل ي بكاب ل‪ .‬تعتم د فك رة عم ل طاول ة الت رقيم عل ي است شعار‬
‫موقع المرقم بالنسبة للطاول ة وتحدي د إحداثيات ه ونقلھ ا إل ي الحاس ب اآلل ي‪ .‬إذا ت م وض ع‬
‫خريط ة عل ي طاول ة الت رقيم )نتخي ل أنن ا وض عنا ش فافة ف وق الخريط ة( فأنن ا ن ستخدم‬
‫الم رقم كم ا ل و ك ان قل م رص اص )أو مرس مه( لرس م ن سخة م ن الخريط ة‪ .‬ي تم نق ل‬
‫إحداثيات كل نقطة يمر عليھا المرقم – من خالل الضغط علي زر من مف اتيح الم رقم –‬
‫إلي الحاسب اآللي ‪ ،‬وتستمر ھذه العملية إلي أن يتم رسم كافة تفاصيل المعالم الموج ودة‬
‫علي الخريطة األصلية ومن ثم نح صل عل ي ن سخة الكتروني ة أو رقمي ة منھ ا‪ .‬ق د تك ون‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٢٣٦‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫نظم المعلومات الجغرافية‬ ‫الفصل السابع‬
‫______________________________________________________________‬

‫طاولة الترقيم صغيرة الحج م لت رقيم الخ رائط ال صغيرة بحج م ‪A4 or A3‬أو ق د تك ون‬
‫طاولة كبيرة لترقيم الخرائط الكبيرة بحجم ‪.A0‬‬
‫‪ ‬الماسح الضوئي ‪ :Scanner‬جھ از ي شبه آل ة ت صوير الم ستندات م ن حي ث أن ه يغط ي‬
‫الخريطة بأشعة ضوئية لن سخھا لكن ه يرس ل النتيج ة إل ي الحاس ب اآلل ي ول يس طباعتھ ا‬
‫عل ي ال ورق‪ .‬تعتم د فك رة عم ل الم رقم عل ي ت سجيل االنعك اس ال ضوئي م ن الخريط ة‬
‫األص لية وإرس ال ھ ذه الق يم للحاس ب اآلل ي لي ستطيع ترجمتھ ا وتجميعھ ا ليك ون ن سخة‬
‫رقمية من الخريطة األصلية‪ .‬توجد عدة أنواع من الماسحات ال ضوئية تختل ف م ن حي ث‬
‫الحجم و اإلمكانيات التقني ة‪ .‬بع ض الماس حات ت ستطيع التفرق ة ب ين الظ واھر المرس ومة‬
‫علي الخريطة األصلية )من اختالف انعكاسھا ال ضوئي بك ل دق ة( وم ن ث م يمكنھ ا رس م‬
‫الخريطة الرقمية مكونة من عدد من الظاھرات )خطوط و م ضلعات و نق اط(‪ ،‬لك ن ھ ذا‬
‫النوع من الماس حات ال ضوئية مرتف ع ال ثمن ج دا‪ .‬أم ا الم سحات ال ضوئية الب سيطة تقني ا‬
‫ورخيصة الثمن فھي ال تستطيع التفرقة بين ق يم االنعك اس ال ضوئي بدق ة عالي ة وبالت الي‬
‫فھي تكون صورة من الخريط ة األص لية لكنھ ا ال تف رق ب ين ن وع ظ اھرة وأخ ري عل ي‬
‫الخريطة )أي أنھا كما لو كانت مج رد ص ورة فوتوغرافي ة م ن الخريط ة األص لية(‪ .‬أم ا‬
‫من حيث الحج م فتوج د ماس حات ض وئية ص غيرة ورخي صة لم سح الخ رائط م ن مق اس‬
‫‪ A4 or A3‬كما توجد ماسحات ضوئية كبيرة الحجم للخرائط من مقاس ‪.A0‬‬

‫شكل )‪ (٦-٧‬بعض أجھزة إدخال البيانات في نظم المعلومات الجغرافية‬

‫وم ع أن الماس حات ال ضوئية ذات المواص فات التقني ة العالي ة تع د أس ھل وأس رع ف ي‬
‫التعامل مع الخرائط الورقية وتحويلھا إل ي خ رائط رقمي ة مباش رة م ع التميي ز ب ين ك ل ظ اھرة و‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٢٣٧‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫نظم المعلومات الجغرافية‬ ‫الفصل السابع‬
‫______________________________________________________________‬

‫أخري‪ ،‬إال أنھا مرتفعة الثمن وقد ال تناسب كل مستخدمي نظم المعلومات الجغرافية‪ .‬أي ضا فم ن‬
‫عيوب طاوالت الترقيم أنھا متصلة بحاسب إلي واحد وال يمكن نقل الطاولة من مك ان ألخ ر مم ا‬
‫يجع ل عملي ة الت رقيم ذاتھ ا عملي ة متعب ة و بطيئ ة‪ .‬م ن ھن ا ت م ابتك ار أس لوب الت رقيم م ن عل ي‬
‫الشاشة ‪ On-Screen Digitizing‬ليجمع ب ين ممي زات ك ال الجھ ازين لك ن بأس لوب رخ يص‬
‫الثمن‪ .‬في ھذا األسلوب يتم استخدام الماسحات الضوئية البسيطة ف ي الح صول عل ي ص ورة م ن‬
‫الخريط ة األص لية )س يتعامل معھ ا الحاس ب عل ي أنھ ا مج رد ص ورة ال ي ستطيع التفرق ة ب ين‬
‫معالمھا( ويتم وضع ھذه الصورة علي الشاشة ثم استخدام فأرة الكمبيوتر )الماوس( كم ا ل و ك ان‬
‫قل م رص اص )مرس مه( ل شف ك ل معل م م ن مع الم ص ورة الخريط ة ورس مه بك ل دق ة ف ي مل ف‬
‫رقمي يعطي الخريطة الرقمية بكفاءة‪.‬‬

‫أيضا تتعدد أجھزة إخراج البيانات في نظم المعلومات الجغرافية وتشمل‪:‬‬


‫‪ ‬الشاشة‬
‫‪ ‬السماعات‬
‫‪ ‬الفالش واألقراص المدمجة ‪CD or DVD‬‬
‫‪ ‬الطابعات ‪Printers‬‬
‫‪ ‬الراسمات )طابعات الخرائط( ‪Plotters‬‬

‫شكل )‪ (٧-٧‬بعض أجھزة إخراج البيانات في نظم المعلومات الجغرافية‬

‫‪ ٢-٤-٧‬برامج نظم المعلومات الجغرافية‬


‫تتعدد برامج نظم المعلومات الجغرافية ‪ GIS Software‬لتشمل عدد كبير من البرامج‬
‫التجارية المتاحة في األس واق‪ .‬لك ن ربم ا يع د برن امج ‪ Arc GIS‬م ن إنت اج ش ركة ‪ ESRI‬ھ و‬
‫األش ھر خاص ة ف ي المنطق ة العربي ة‪ .‬كم ا أنتج ت ش ركة ‪ AutoDesk‬ص احبة برن امج الرس م‬
‫والت صميم ال شھير ‪ AutoCAD‬برنامجھ ا ل نظم المعلوم ات الجغرافي ة الم سمي ‪AutoCAD‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٢٣٨‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫نظم المعلومات الجغرافية‬ ‫الفصل السابع‬
‫______________________________________________________________‬

‫‪ .Map 3D‬كم ا تحت ل ب رامج ‪ GeoMedia‬و ‪ Map Info‬مكان ة متقدم ة ف ي ب رامج نظ م‬


‫المعلومات الجغرافية‪.‬‬

‫وفي الفترة األخيرة بدأ ظھور برامج نظم معلومات جغرافية مفتوح ة الم صدر ‪Open‬‬
‫‪ Source‬وھي برامج غي ر تجاري ة يتع اون بع ض م صممي الب رامج و المتخص صين م ن ع دة‬
‫تخصصات علمية في تطويرھا مع إتاحة برامج التشغيل األساسية لھا ‪ Source Codes‬لكافة‬
‫المستخدمين بحيث يكون لديھم إمكانية تطوير البرنامج ذاته وإضافة أدوات جديدة ل ه ك ال ح سب‬
‫تخصصه و استخداماته‪ .‬ومن ھذه البرامج مفتوحة المصدر برنامج ‪ Map Window‬وبرن امج‬
‫‪ Quantum‬وبرنامج ‪.GRASS‬‬

‫يأتي برنامج ‪ Arc GIS‬في ثالثة مستويات تقنية من حي ث اإلمكاني ات الفني ة‪ :‬الم ستوي‬
‫األساس ي المع روف باس م ‪ ، Arc View‬الم ستوي القياس ي المع روف باس م ‪ ،Arc Editor‬ث م‬
‫المستوي األكثر تقدما وال شامل لجمي ع اإلمكاني ات الفني ة والمع روف باس م ‪ .Arc Info‬والن سخة‬
‫الحالية من ‪ Arc GIS‬ھي اإلصدار العاشر‪ .‬يتكون ‪ Arc GIS‬من عدد من البرامج تشمل‪:‬‬
‫‪ ‬برنامج ‪ Arc Map‬لتحرير البيانات والتحليل ورسم الخرائط‪.‬‬
‫‪ ‬برنامج ‪ Arc Catalogue‬إلدارة الملفات من نسخ و حذف و إنشاء ‪ ...‬الخ‪.‬‬
‫‪ ‬برنامج ‪ Arc Toolbox‬الذي يضم أدوات تحليل و معالجة البيانات وأدوات تخص صية‬
‫في كافة التخصصات مثل الھيدرولوجي و الخرائط ومعالجة المرئيات‪.‬‬
‫‪ ‬برن امج ‪ Arc Object‬للبرمج ة ‪ programming‬وإع داد أدوات جدي دة داخ ل ‪Arc‬‬
‫‪ GIS‬باستخدام لغة )‪.Visual Basic Application (VBA‬‬
‫‪ ‬برنامج ‪ Arc Globe‬لعرض البيانات العالمية ثالثية األبعاد )ال ضخمة( عل ي الم ستوي‬
‫العالمي‪.‬‬
‫‪ ‬برنامج ‪ Arc Scene‬للعرض التف اعلي المتح رك للبيان ات مث ل الطي ران التخيل ي ف وق‬
‫منطقة معلوم لھا أبعادھا الثالثية ‪.3D Animation‬‬

‫كما توجد برامج أخري من شركة ‪ ESRI‬مثل‪:‬‬


‫‪ ‬برنامج ‪ Arc Reader‬وھو برنامج مج اني لع رض ملف ات نظ م المعلوم ات الجغرافي ة‬
‫التي تم تطويرھا ببرنامج ‪.Arc GIS‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٢٣٩‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫نظم المعلومات الجغرافية‬ ‫الفصل السابع‬
‫______________________________________________________________‬

‫‪ ‬برنامج ‪) Arc IMS‬تغير أسمه إلي ‪ (ArcGIS Server‬لتبادل ومشاركة بيان ات نظ م‬


‫المعلومات الجغرافية علي االنترنت بين عدد من المستخدمين‪.‬‬
‫‪ ‬برن امج ‪ Arc Publisher‬لع رض البيان ات عل ي االنترن ت حت ى لم ن ل يس ل ديھم‬
‫البرنامج األصلي ‪.Arc GIS‬‬
‫‪ ‬برنامج ‪ Arc PAD‬لألجھزة المحمولة سواء الجواالت )الموبايل( أو أجھزة ‪.ipad‬‬

‫‪ ٥-٧‬تمثيل البيانات في نظم المعلومات الجغرافية‬


‫يقوم نظام المعلومات الجغرافي ة بتمثي ل الظ اھرات الموج ودة ف ي بقع ة معين ة م ن س طح‬
‫األرض م ن خ الل ع دة ملف ات أو م ا يع رف باس ط الطبق ات ‪ .Layers‬تك ون ك ل طبق ة ممثل ة‬
‫لنوع محدد من الظاھرات الجغرافية‪ ،‬فعلي سبيل المث ال عن د تمثي ل ح ي م ن أحي اء مدين ة معين ة‬
‫فأننا نقوم برسم الشوارع في طبق ة و المب اني ال سكنية ف ي طبق ة ثاني ة و األش جار ف ي طبق ة ثالث ة‬
‫‪ ....‬الخ ‪ ،‬فإذا قمنا بعرض كل ھذه الطبقات علي الشاشة في نفس الوقت فأننا نحصل علي تمثيل‬
‫للواقع الحقيقي الموجود في ھذه المنطقة‪.‬‬

‫شكل )‪ (٨-٧‬تمثيل البيانات في نظم المعلومات الجغرافية‬

‫وي تم تمثي ل البيان ات ف ي نظ م المعلوم ات الجغرافي ة م ن خ الل نم وذجين‪ (١) :‬البيان ات‬
‫الخطية أو االتجاھية ‪ (٢) ،Vector Data‬البيانات الشبكية أو الخلوية ‪.Raster Data‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٢٤٠‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫نظم المعلومات الجغرافية‬ ‫الفصل السابع‬
‫______________________________________________________________‬

‫شكل )‪ (٩-٧‬أنواع البيانات في نظم المعلومات الجغرافية‬

‫نم وذج البيان ات الخطي ة ‪ Vector‬ھ و تمثي ل كاف ة ظ اھرات طبق ة م ن خ الل سل سلة‬
‫متتابع ة م ن اإلح داثيات كم ا ف ي الخريط ة الورقي ة‪ .‬فالنقط ة عب ارة ع ن إح داثيين س‪،‬ص لموق ع‬
‫محدد وليس لھا مساحة أو بعد‪ ،‬بينما الخط عبارة عن سلسلة م ن النق اط المح ددة اإلح داثيات ول ه‬
‫بعد )طول( وليس له مساحة‪ ،‬بينم ا الم ضلع عب ارة ع ن ظ اھرة معين ة تنت شر ف ي م ساحة مح ددة‬
‫ويحيط بھا خ ط‪ .‬وبالت الي ف أن نم وذج البيان ات الخطي ة يتك ون م ن ثالث ة أن واع م ن ط رق تمثي ل‬
‫الظ اھرات إم ا ف ي نقط ة ‪ Point‬أو خ ط ‪ Line or Arc‬أو م ضلع ‪ .Polygon‬ق د تختل ف‬
‫طريقة تمثيل نفس الظاھرة بناءا علي مقياس الرسم المستخدم وحدود المنطقة الممثلة في الطبق ة‪،‬‬
‫فعلي سبيل المثال فأن كل حي في مدينة معينة سيتم تمثيله كمضلع عند رسم طبق ة لتفاص يل ھ ذه‬
‫المدينة بينما سيتم رسم المدينة كلھا كنقطة عند تمثيل الدولة ككل في طبقة‪.‬‬

‫يتميز نموذج البيانات الخطي ة بالعدي د م ن الممي زات أھمھ ا‪ (١) :‬الدق ة ف ي تمثي ل مواق ع‬
‫الظ اھرات‪ (٢) ،‬حج م تمثي ل البيان ات ال يتطل ب م ساحة تخ زين كبي رة ف ي الحاس وب س واء ف ي‬
‫ال ذاكرة ‪ RAM‬أو الق رص ال صلب ‪ (٣) ،Hard Disk‬س ھولة إج راء العملي ات الح سابية مث ل‬
‫الطول و المساحة و المحيط‪ (٤) ،‬إمكانية تصحيح المعلومات التي تم إدخالھا أوال ب أول‪ .‬لكن ه –‬
‫في المقابل – يعاني من عيبين أساسين وھما انه يتطلب جھدا ووقتا كبيرا في إدخال البيانات كم ا‬
‫انه يتطلب خبرة جيدة ودقة عالية لمدخل البيانات ذاته‪ .‬ومع ذلك فأن نموذج البيانات الخطي ة ھ و‬
‫األكثر استخداما في نظم المعلومات الجغرافية وخاصة في التطبيقات المساحية و الھندسية بصفة‬
‫عامة‪.‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٢٤١‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫نظم المعلومات الجغرافية‬ ‫الفصل السابع‬
‫______________________________________________________________‬

‫شكل )‪ (١٠-٧‬النموذج الخطي لتمثيل البيانات في نظم المعلومات الجغرافية‬

‫يع د مفھ وم العالق ات المكاني ة أو الطبول وجي ‪ Topology‬م ن المف اھيم الھام ة ف ي‬
‫النم وذج الخط ي لتمثي ل البيان ات‪ ،‬ف الطبولوجي ف رع م ن الرياض يات يع الج عالق ات الج وار‬
‫المتواج دة ب ين األش كال الھندس ية وھ ي العالق ات الت ي ت سمح بالمحافظ ة عل ي التح ام و تماس ك‬
‫المعالم من خالل استبعاد اي ازدواجي ة ف ي الخط وط و ال سالسل و النق اط‪ .‬إن العالق ات المكاني ة‬
‫لمعل م مع ين تكم ل وص فه الھندس ي )ش كله و موقع ة و أبع اده( حي ث ت صغ عالق ات ھ ذا المعل م‬
‫وال روابط الت ي تربط ه م ع المع الم األخ رى المحيط ة ب ه‪ .‬وتتك ون العالق ات المكاني ة م ن خ الل‬
‫مكون ات ب سيطة ت شمل‪ :‬العق د ‪ Nodes‬وھ ي بداي ة أو نھاي ة الخ ط أو السل سلة‪ ،‬ال سالسل‬
‫‪ Chains‬والتي تشبه الخطوط حيث تبدأ السلسلة من عقدة و تنتھي بعق دة أخ ري‪ ،‬وت ستخدم ف ي‬
‫تعي ين ح دود منطق ة م ا أو م ضلعات أو خط وط‪ ،‬الم ضلعات ‪ Polygons‬وھ ي حلق ات مغلق ة‬
‫حي ث تتك ون الحلق ة م ن ع دة سالس ل مت صلة م ع بع ضھا‪ .‬وت شمل العالق ات المكاني ة‪ :‬عالق ات‬
‫االرتب اط أو االت صال ‪ Connectivity‬والت ي تح دد أي ا م ن ال سالسل مرتبط ة ب أي م ن العق د‪،‬‬
‫عالقات االتجاه ‪ Direction‬والتي تعرف االتجاه من عقدة الي عقدة أخري في سلسلة‪ ،‬عالق ات‬
‫الج وار ‪ Adjacency‬والت ي تح دد أي ا م ن الم ضلعات عل ي ي سار أو يم ين السل سلة‪ ،‬عالق ات‬
‫االحت واء ‪ Nested‬والت ي تح دد المع الم المكاني ة )عق دة أو سل سلة أو م ضلعات( الواقع ة داخ ل‬
‫مضلع معين‪.‬‬

‫شكل )‪ (١١-٧‬مفھوم العالقات المكانية أو الطبولوجي‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٢٤٢‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫نظم المعلومات الجغرافية‬ ‫الفصل السابع‬
‫______________________________________________________________‬

‫أم ا نم وذج البيان ات ال شبكية ‪ Raster‬فيعتم د عل ي فك رة وج ود ش بكة م ن المربع ات‬


‫موضوعة علي خريطة ‪ ،‬فإذا انطبق احد المربعات علي نوع معين م ن الظ اھرات ف سيحمل ھ ذا‬
‫المربع رقما يماثل في قيمته كافة نظائره من المربعات التي انطبقت عل ي نف س الظ اھرة‪ .‬إم ا إذا‬
‫انطبق احد مربعات الشبكة علي ظاھرة ثانية في الخريطة فسيحمل ھذا المربع رقما ثانيا )مختلفا‬
‫عن رقم الظاھرة األولي(‪ .‬وھذه الفكرة تماثل مبدأ الت صوير الفوت وغرافي حي ث تتك ون ال صورة‬
‫م ن ع دد ھائ ل م ن المربع ات متناھي ة ال صغر وتأخ ذ المربع ات ل ون مح دد لتمثي ل ك ل ظ اھرة‬
‫وبالت الي تختل ف أل وان ال صورة طبق ا الخ تالف المظ اھر الممثل ة عليھ ا‪ .‬كم ا س بق ال ذكر )ف ي‬
‫ال صور الجوي ة والمرئي ات الف ضائية( ف أن ح دود المرب ع الواح د )أو الخلي ة ‪ (pixel‬ف ي مل ف‬
‫البيانات الشبكية تحدد دقة الوضوح المكاني أو القدرة التميزي ة ‪ resolution‬لھ ذا المل ف‪ ،‬فكلم ا‬
‫صغر حجم المربع زادت قدرة الوضوح وزادت قدرة تمثيل الظاھرات‪.‬‬

‫يتميز النموذج الشبكي بقدرته عل ي تمثي ل الظ اھرات الم ستمرة وس رعة إدخ ال البيان ات‬
‫إلي نظام المعلومات الجغرافية‪ ،‬بينما تتمثل أھم عيوب ھذا النموذج في انه يتطل ب س عة تخزيني ة‬
‫كبيرة وأيضا دقته البسيطة ن سبيا ف ي التمثي ل المك اني إذ أنھ ا تعتم د عل ي أبع اد المرب ع أو الخلي ة‬
‫‪ pixel‬كمل أن قدرته علي التحليل المك اني أق ل م ن النم وذج الخط ي‪ .‬ي ستخدم النم وذج ال شبكي‬
‫ف ي ال صور الجوي ة و المرئي ات الف ضائية ب صفة عام ة وك ذلك ف ي الماس حات ال ضوئية الب سيطة‬
‫‪.scanners‬‬

‫شكل )‪ (١٢-٧‬النموذج الشبكي لتمثيل البيانات في نظم المعلومات الجغرافية‬

‫يمك ن تحوي ل النم وذج ال شبكي إل ي نم وذج خط ي م ن خ الل عملي ة ‪vectorization‬‬


‫والب رامج المتخص صة ف ي ذل ك مث ل برن امج )‪ Raster to Vector (R2V‬وك ذلك عملي ة‬
‫الترقيم من الشاشة ‪ On-Screen Digitizing‬السابق شرحھا‪.‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٢٤٣‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫نظم المعلومات الجغرافية‬ ‫الفصل السابع‬
‫______________________________________________________________‬

‫شكل )‪ (١٣-٧‬التحويل بين أنواع البيانات في نظم المعلومات الجغرافية‬

‫‪ ٦-٧‬دقة و مواصفات البيانات المكانية الرقمية‬

‫‪ ١-٦-٧‬دقة الخريطة المطبوعة‬


‫تعد الخريطة تمث يال حقيقي ا – وان ك ان م صغرا – ل سطح األرض أو ج زء من ه‪ ،‬أي أن‬
‫األبع اد و الم ساحات للمع الم عل ي الخريط ة لھ ا عالق ة قوي ة و مباش رة باألبع اد و الم ساحات‬
‫الحقيقية للمعالم المكانية في الطبيعة‪ .‬ل ذلك ف أن للخريط ة "دق ة" تعب ر ع ن م دي الوث وق أو م دي‬
‫الصحة في قياس األبعاد عل ي الخريط ة وتحويلھ ا )بع د ض ربھا ف ي مقي اس رس م الخريط ة( إل ي‬
‫أبع اد حقيقي ة ف ي الطبيع ة‪ .‬تع د دق ة الخريط ة م ن أھ م خصائ صھا ومميزاتھ ا‪ ،‬فم ن الخ رائط‬
‫التفصيلية – علي سبيل المثال – يتم حساب مساحات قطع األراضي و م ن ث م تق دير ثمنھ ا‪ .‬وق د‬
‫يكون الخطأ في الخريطة مكلفا جدا لمالك األرض في المناطق الحضرية داخل المدن‪.‬‬

‫الدقة األفقية للخريطة المطبوعة‪:‬‬


‫يمك ن تعري ف دق ة الخريط ة عل ي أنھ ا ت ساوي قيم ة الخط أ ب ين القياس ات )األبع اد و‬
‫المساحات( علي الخريطة بعد ضربھا في مقياس الرس م وب ين األبع اد الحقيقي ة ل نفس المع الم ف ي‬
‫الطبيعة‪ .‬ويعتمد تحديد دق ة الخريط ة عل ي مقي اس رس م الخريط ة وعل ي دق ة األعم ال الم ساحية‬
‫الحقلية التي تم رسم الخريطة بناءا عليھا‪ .‬كلما كب ر مقي اس رس م الخريط ة )أي ص غرت م ساحة‬
‫المنطقة المكانية الممثلة علي الخريطة( كلما تتطلب ذلك دقة أكبر في إج راء القياس ات الميداني ة‪.‬‬
‫فإع داد خريط ة كادس ترالية )تف صيلية( ذات مقي اس رس م ‪ ١٠٠٠ : ١‬يتطل ب دق ة أعل ي ف ي‬
‫القياسات الحقلية من إعداد خريطة أخري ذات مقياس رسم ‪ .٥٠٠٠ : ١‬علي الجانب األخ ر ف ان‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٢٤٤‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫نظم المعلومات الجغرافية‬ ‫الفصل السابع‬
‫______________________________________________________________‬

‫إعداد خريطة جغرافية )عامة( ذات مقياس رس م ‪) ٥٠،٠٠٠ : ١‬تغط ي منطق ة جغرافي ة كبي رة(‬
‫ال يتطلب استخدام التقنيات المساحية عالية الدقة‪.‬‬

‫تقليديا كانت دقة الخرائط المطبوعة تحدد بمعادلة بسيطة وھي‪ :‬ما يمثله نصف الملليمتر‬
‫في الطبيعة‪ .‬وكان ذلك مبنيا علي أن استخدام المسطرة للقياس من علي الخريطة سيكون ألق رب‬
‫ن صف ملليمت ر عل ي أق صي تق دير‪ .‬فم ثال‪ :‬إذا ك ان ل دينا خريط ة بمقي اس رس م ‪ ١٠٠٠ : ١‬ف أن‬
‫الملليمتر علي الخريطة يمثل ‪ ١٠٠٠‬ملليمتر في الطبيعة‪ ،‬أي يمثل ‪ ١‬مت ر‪ .‬بالت الي ف أن م ا يمثل ه‬
‫النصف ملليمتر يبلغ ‪ ٠.٥‬متر في الطبيعة‪ .‬إذن دقة ھذه الخريطة تساوي ن صف مت ر‪ ،‬أي يمك ن‬
‫الوثوق في القياسات من الخريطة بقيمة النصف متر‪ .‬وعل ي الجان ب اآلخ ر ف ان إع داد الخريط ة‬
‫ذاتھ ا )القياس ات الميداني ة( يج ب أن يك ون بدق ة أح سن م ن دق ة الخريط ة وخاص ة للخ رائط‬
‫التف صيلية ذات مقي اس الرس م الكبي ر‪ .‬فف ي المث ال ال سابق ف أن إج راء القياس ات الحقلي ة إلع داد‬
‫خريطة بمقي اس رس م ‪ ١٠٠٠ : ١‬يج ب أن يك ون بدق ة أح سن م ن دق ة الخريط ة ذاتھ ا‪ ،‬أي بدق ة‬
‫أح سن )أق ل( م ن ‪ ٠.٥‬مت ر‪ .‬وتق وم الجھ ات الم سئولة ع ن إع داد الخ رائط ف ي ك ل دول ة بتحدي د‬
‫مواصفات لدقة القياسات الحقلية المطلوبة إلعداد الخ رائط‪ .‬الج دول الت الي يوض ح – عل ي س بيل‬
‫المثال ‪ -‬بعض ق يم دق ة الخ رائط )م ا يمثل ه الن صف ملليمت ر ف ي العم ود الث اني( و دق ة القياس ات‬
‫الحقلية إلعداد الخرائط )العمود الثالث( في مصر‪.‬‬
‫دقة القياسات الحقلية‬ ‫دقة الخريطة‬ ‫مقياس الرسم‬
‫)بالمتر(‬ ‫)بالمتر(‬
‫‪٠.٢‬‬ ‫‪٠.٥‬‬ ‫‪١٠٠٠ : ١‬‬
‫‪٠.٤‬‬ ‫‪١.٢٥‬‬ ‫‪٢٥٠٠ : ١‬‬
‫‪١‬‬ ‫‪٢.٥‬‬ ‫‪٥٠٠٠ : ١‬‬
‫‪٢‬‬ ‫‪٥‬‬ ‫‪١٠،٠٠٠ : ١‬‬
‫‪١٢.٥‬‬ ‫‪١٢.٥‬‬ ‫‪٢٥،٠٠٠ : ١‬‬
‫‪٢٥‬‬ ‫‪٢٥‬‬ ‫‪٥٠،٠٠٠ : ١‬‬
‫‪٥٠‬‬ ‫‪٥٠‬‬ ‫‪١٠٠،٠٠٠ : ١‬‬
‫‪٢٠٠‬‬ ‫‪١٢٥‬‬ ‫‪٢٥٠،٠٠٠ : ١‬‬
‫‪٥٠٠‬‬ ‫‪٢٥٠‬‬ ‫‪٥٠٠،٠٠٠ : ١‬‬
‫‪١٠٠٠‬‬ ‫‪٥٠٠‬‬ ‫‪١،٠٠٠،٠٠٠ : ١‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٢٤٥‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫نظم المعلومات الجغرافية‬ ‫الفصل السابع‬
‫______________________________________________________________‬

‫ونالحظ في الجدول أن دقة القياسات تكون أقل )أي أفضل( من دقة الخريط ة المطلوب ة للخ رائط‬
‫التف صيلية كبي رة المقي اس‪ ،‬بينم ا تت ساوي ق يم ال دقتين للخ رائط متوس طة المقي اس‪ ،‬ث م تق ل دق ة‬
‫القياسات الحقلية عن دقة الخريطة كلما ص غر مقي اس الرس م )ف الخرائط العام ة ص غيرة المقي اس‬
‫غير مخصصة إلجراء أية قياسات دقيقة منھا(‪.‬‬

‫الدقة الرأسية للخريطة المطبوعة‪:‬‬


‫ھذا عن الدقة األفقية )أي دقة قياس األبعاد األفقية للمعالم المكانية‪ ،‬أي الطول و الع رض‬
‫أو س‪،‬ص(‪ ،‬فماذا عن الدقة الرأسية؟ إذا كانت الخريطة مرسوما عليھا خطوط الكنتور )خط وط‬
‫تساوي االرتفاع( فأنھا ستستخدم لتحديد أو استنباط قيمة المن سوب )االرتف اع ع ن م ستوي س طح‬
‫البحر( للمعالم الجغرافية الممثلة علي الخريطة‪ .‬لذلك توج د مواص فات أخ ري لتحدي د قيم ة الدق ة‬
‫الرأسية للخرائط بن اءا عل ي مقي اس رس م الخريط ة و قيم ة الفاص ل الكنت وري عليھ ا )قيم ة ف رق‬
‫المنسوب بين خط ي كنت ور متت اليين(‪ .‬الج دول الت الي يوض ح أي ضا المواص فات الم صرية للدق ة‬
‫الرأسية للخرائط‪.‬‬
‫الدقة الرأسية‬ ‫الفترة الكنتورية‬ ‫مقياس الرسم‬
‫للقياسات الحقلية‬ ‫)بالمتر(‬
‫)بالمتر(‬
‫‪٠.١٢‬‬ ‫‪٠.٢٥‬‬ ‫‪١٠٠٠ : ١‬‬
‫‪٠.٢٥‬‬ ‫‪٠.٥‬‬ ‫‪٢٥٠٠ : ١‬‬
‫‪٠.٥‬‬ ‫‪١‬‬ ‫‪٥٠٠٠ : ١‬‬
‫‪١.٢٥‬‬ ‫‪٢‬‬ ‫‪١٠،٠٠٠ : ١‬‬
‫‪٢.٥‬‬ ‫‪٢.٥‬‬ ‫‪٢٥،٠٠٠ : ١‬‬
‫‪٥‬‬ ‫‪٥‬‬ ‫‪٥٠،٠٠٠ : ١‬‬
‫‪١٠‬‬ ‫من ‪ ٥‬إلي ‪١٠‬‬ ‫‪١٠٠،٠٠٠ : ١‬‬
‫‪٢٥‬‬ ‫‪١٠‬‬ ‫‪٢٥٠،٠٠٠ : ١‬‬
‫‪٧٥‬‬ ‫‪٢٠‬‬ ‫‪٥٠٠،٠٠٠ : ١‬‬
‫‪١٥٠‬‬ ‫من ‪ ٢٠‬إلي ‪٥٠‬‬ ‫‪١،٠٠٠،٠٠٠ : ١‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٢٤٦‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫نظم المعلومات الجغرافية‬ ‫الفصل السابع‬
‫______________________________________________________________‬

‫أيضا و بسھولة يمكن ‪ -‬في الجدول ‪ -‬مالحظة أن دقة القياسات تك ون أق ل )تقريب ا بقيم ة‬
‫النصف( من الفترة الكنتورية للخريطة المطلوب ة وذل ك ف ي الخ رائط التف صيلية كبي رة المقي اس‪،‬‬
‫بينم ا تت ساوي القيمت ين للخ رائط متوس طة المقي اس‪ ،‬ث م تق ل الدق ة الرأس ية للقياس ات الحقلي ة ع ن‬
‫الفترة الكنتورية للخريطة كلما صغر مقياس الرسم‪.‬‬

‫أم ا المواص فات األمريكي ة المح ددة بواس طة ھيئ ة الم ساحة الجيولوجي ة األمريكي ة‬
‫)المعروفة اختصارا باسم ‪ (USGS‬والمن شورة ف ي ع ام ‪١٩٩٩‬م فتح دد دق ة القياس ات الميداني ة‬
‫المطلوبة إلعداد الخرائط علي النحو التالي‪:‬‬
‫‪ .١‬للخرائط ذات مقياس الرسم األكبر من ‪: ٢٠،٠٠٠ : ١‬‬
‫‪ ‬الدقة األفقي ة = ‪ ٣٠ / ١‬م ن القيم ة الحقيقي ة ف ي الطبيع ة لم ا تمثل ه البوص ة الواح دة‬
‫علي الخريطة ‪.‬‬
‫‪ ‬الدقة الرأسية = نصف قيمة الفترة الكنتورية علي الخريطة‪.‬‬
‫‪ .٢‬للخرائط ذات مقياس الرسم األصغر من ‪: ٢٠،٠٠٠ : ١‬‬
‫‪ ‬الدقة األفقي ة = ‪ ٥٠ / ١‬م ن القيم ة الحقيقي ة ف ي الطبيع ة لم ا تمثل ه البوص ة الواح دة‬
‫علي الخريطة ‪.‬‬
‫‪ ‬الدقة الرأسية = نصف قيمة الفترة الكنتورية علي الخريطة‪.‬‬

‫‪ ٢-٦-٧‬دقة الخريطة و البيانات الرقمية‪:‬‬


‫المواص فات ال سابقة تح دد دق ة الخ رائط بن اءا عل ي مقي اس رس مھا‪ ،‬وربم ا يك ون ذل ك‬
‫مناسبا للخرائط المطبوعة حيث لكل خريطة مقي اس رس م مح دد‪ .‬لك ن الوض ع مختل ف تمام ا ف ي‬
‫الخ رائط الرقمي ة‪ ،‬فعن د تحوي ل الخريط ة المطبوع ة إل ي خريط ة رقمي ة )عملي ة الت رقيم( ف أن‬
‫الكمبي وتر ي ستطيع طباع ة الخريط ة الجدي دة ب أي مقي اس رس م يح دده الم ستخدم‪ .‬ف إذا كان ت‬
‫الخريطة األصلية )المطبوعة( ھي خريطة جغرافية بمقي اس رس م ‪ ٥٠،٠٠٠ : ١‬وقمن ا بترقيمھ ا‬
‫ف أن الم ستخدم ي ستطيع طباع ة ج زء م ن الخريط ة الرقمي ة الجدي دة بمقي اس ر س م ‪١٠٠٠ : ١‬‬
‫مثال!‪ .‬ومن وجھة نظر المؤلف فأن تحديد دقة الخرائط الرقمية سيعتمد علي نقطتين‪:‬‬
‫أوال‪ :‬دقة الخريطة المطبوعة )األصلية( التي تم استخدامھا إلنتاج الخريطة الرقمية‪:‬‬
‫يجب المحافظ ة عل ي دق ة الخريط ة األص لية بن اءا عل ي مقي اس رس مھا‪ ،‬فم ثال إن كان ت‬
‫الخريط ة المطبوع ة الم ستخدمة ذات مقي اس رس م ‪ ٢٥،٠٠٠ : ١‬م ثال ف أن الخريط ة الرقمي ة‬
‫ستكون بنفس الدقة مھما تغير مقياس الرسم عند طباعة الخريطة الجديدة‪.‬‬
‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٢٤٧‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫نظم المعلومات الجغرافية‬ ‫الفصل السابع‬
‫______________________________________________________________‬

‫ثانيا دقة القياسات الحقلية‪:‬‬


‫إن كانت الخريطة الرقمية سيتم إنشاؤھا بناءا علي قياس ات م ساحية ميداني ة )أي ل ن ي تم‬
‫االعتماد علي أية خرائط مطبوعة قديمة( ف أن دق ة الخريط ة الرقمي ة س تعتمد عل ي دق ة القياس ات‬
‫الحقلية‪ .‬يمكن استخدام المواصفات )الجداول( السابقة لتحديد دقة للخريطة الرقمية بناءا علي دق ة‬
‫القياسات الحقلية التي تمت فعال‪.‬‬

‫توجد بعض القيم المعلنة لدقة الخ رائط الرقمي ة لع دد م ن الجھ ات العالمي ة الم سئولة ع ن‬
‫إنتاج الخرائط‪ .‬تقوم ھذه الجھات باختيار عينة عشوائية من المعالم الممثلة علي الخريطة وقي اس‬
‫إحداثياتھا و أبعادھا ثم مقارنتھ ا باإلح داثيات و األبع اد الحقيقي ة عل ي الطبيع ة ل نفس ھ ذه المع الم‬
‫المكانية‪ ،‬وبتحديد الفروق يمكن حساب قيمة متوسطة للدقة األفقي ة للخريط ة الرقمي ة ث م مقارنتھ ا‬
‫بالمواصفات لتحديد إن كانت الخريطة الرقمية مطابقة للمواص فات أم ال‪ .‬عل ي س بيل المث ال ف أن‬
‫مواصفات والية فلوريدا بالواليات المتحدة األمريكية تحدد الدقة األفقية للخرائط الرقمي ة اعتم ادا‬
‫علي مقياس الرسم )للخريطة المطلوب إعدادھا( كما في الجدول التالي‪:‬‬
‫الدقة األفقية‬ ‫مقياس الرسم‬
‫)‪ ١.٠١‬متر(‬ ‫‪ ٣.٣٣ ±‬قدم‬ ‫‪١٢٠٠ : ١‬‬
‫)‪ ٢.٠٣‬متر(‬ ‫‪ ٦.٦٧ ±‬قدم‬ ‫‪٢٤٠٠ : ١‬‬
‫)‪ ٤.٠٦‬متر(‬ ‫‪ ١٣.٣٣ ±‬قدم‬ ‫‪٤٨٠٠ : ١‬‬
‫)‪ ٨.١٣‬متر(‬ ‫‪ ٢٦.٦٧ ±‬قدم‬ ‫‪٩٦٠٠ : ١‬‬
‫)‪ ٨.٤٧‬متر(‬ ‫‪ ٢٧.٧٨ ±‬قدم‬ ‫‪١٠،٠٠٠ : ١‬‬
‫)‪ ١٠.١٦‬متر(‬ ‫‪ ٣٣.٣٣ ±‬قدم‬ ‫‪١٢،٠٠٠ : ١‬‬

‫أم ا جھ ات أخ ري فتح دد مواص فات دق ة العم ل الحقل ي لتجمي ع البيان ات الم ستخدمة ف ي‬
‫إعداد الخرائط الرقمية‪ .‬علي سبيل المث ال ف أن مواص فات الخ رائط الكادس ترالية )التف صيلية( ف ي‬
‫نيوزيلندا تحدد دقة ‪ ٠.٢ ±‬متر للرفع المساحي داخ ل الم دن و دق ة ‪ ٠.٥ ±‬مت ر للرف ع الم ساحي‬
‫خارج المدن‪ .‬كما توصي بعض الجھات الدولية علي إتباع مواص فات )دق ة( الخ رائط المطبوع ة‬
‫عن د إع داد الخ رائط الرقمي ة م ع ذك ر ذل ك ص راحة ف ي الخريط ة الرقمي ة‪ ،‬فم ثال يكت ب )داخ ل‬
‫الخريطة الرقمية( أنھا منتجة بناءا علي مقاييس دقة الخرائط المطبوعة بمقياس رسم ‪٢٥٠٠ : ١‬‬
‫علي سيبل المثال‪.‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٢٤٨‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫نظم المعلومات الجغرافية‬ ‫الفصل السابع‬
‫______________________________________________________________‬

‫‪ ٣-٦-٧‬دقة الخريطة والتقنيات المكانية الحديثة‪:‬‬


‫تعتم د الخريط ة )مطبوع ة كان ت أو رقمي ة( عل ي الوس ائل و التقني ات الم ستخدمة ف ي‬
‫تجميع البيانات و القياسات المكانية في الطبيع ة‪ .‬ح ديثا انت شرت تطبيق ات و اس تخدامات التقني ات‬
‫المساحية حديثا )خاص ة النظ ام الع المي لتحدي د المواق ع ‪ GPS‬والمرئي ات الف ضائية لالست شعار‬
‫ع ن بع د( ف ي إع داد و إنت اج الخ رائط‪ .‬ل ذلك يج ب دراس ة العالق ة ب ين ھ ذه التقني ات و الخ رائط‬
‫خاصة من حيث الدقة المكانية‪.‬‬
‫دقة الخريطة وتقنية الجي بي أس‪:‬‬
‫تنقسم أجھزة النظام العالمي لتحديد المواقع )الجي بي أس( الي ‪ ٣‬أنواع كم ا س بق ال ذكر‬
‫وھي‪:‬‬
‫‪ .١‬أجھزة مالحية أو محمولة يدويا‬
‫‪ .٢‬أجھزة ھندسية أو جيوديسية‬
‫‪ .٣‬أجھزة خاصة لنظم المعلومات الجغرافية‬

‫ولكل نوع من ھذه األنواع دقة محددة يجب معرفتھا قبل استخدام ھ ذا الن وع أو ذل ك ف ي‬
‫القياس ات الحقلي ة المطلوب ة إلنت اج الخ رائط‪ .‬ف أجھزة الج ي ب ي أس المالحي ة أو المحمول ة ي دويا‬
‫)وأيضا الموجودة في الجواالت( كلھا وبدون استثناء تعتمد علي طريقة ال شفرة ‪ code‬الس تقبال‬
‫إشارات األقمار الصناعية وحساب قيمة إحداثيات موقع جھاز االستقبال ذاته‪ .‬تتميز ھذه الطريقة‬
‫بأنھا ال تتطلب مواصفات تقنية عالية لجھاز االستقبال )ومن ثم رخص ثمنه( إال أنھ ا تعط ي دق ة‬
‫تتراوح بين ‪ ٢ ±‬و ‪ ٨ ±‬أمتار في اإلحداثيات األفقية‪ .‬يدل ذلك علي أن اإلح داثيات المقاس ة بھ ذا‬
‫النوع من أجھزة الجي بي أس )سواء إحداثيات جغرافية أو إحداثيات مسقطة( تحتم ل خط أ أفق ي‬
‫في حدود ‪ ٨‬أمتار أو أقل‪ .‬أما في المستوي الرأسي )االرتفاع ات( ف أن دق ة أجھ زة الج ي ب ي أس‬
‫المالحية تكون في حدود ‪ ١٢ ±‬متر في المتوسط‪ .‬وب الرجوع لمواص فات الخ رائط )المواص فات‬
‫المصرية عل ي س بيل المث ال( نج د أن الدق ة األفقي ة ألجھ زة الج ي ب ي أس المالحي ة أو المحمول ة‬
‫يدويا ال تناسب دقة الخ رائط ذات مقي اس الرس م الكبي ر‪ ،‬لكنھ ا تناس ب دق ة الخ رائط ذات مقي اس‬
‫الرس م المتوس ط و الكبي ر )ب دءا م ن مقي اس رس م ‪ ٢٥،٠٠٠ : ١‬أو أكب ر(‪ .‬أم ا ف ي الخ رائط‬
‫الكنتوري ة فنج د أن الدق ة الرأس ية ألجھ زة الج ي ب ي أس المحمول ة ي دويا تناس ب الخ رائط ذات‬
‫مقياس الرسم الكبير فق ط )ب دءا م ن مقي اس رس م ‪ (٢٥٠،٠٠٠ : ١‬حي ث تك ون الفت رة الكنتوري ة‬
‫علي الخريطة أكبر من ‪ ١٠‬أمتار‪.‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٢٤٩‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫نظم المعلومات الجغرافية‬ ‫الفصل السابع‬
‫______________________________________________________________‬

‫أما أجھزة الجي بي أس المخصصة لتطبيقات نظم المعلومات الجغرافية فأنھا تعطي دق ة‬
‫أفقي ة تك ون غالب ا أق ل م ن ‪ ١‬مت ر‪ .‬وبالت الي ف أن ھ ذه األجھ زة تناس ب تجمي ع البيان ات المكاني ة‬
‫للخرائط بدءا من مقياس رسم ‪) ٥٠٠٠ : ١‬لكنھا ال تناسب الخرائط الكادسترالية بمقياس رس م ‪١‬‬
‫‪ ١٠٠٠ :‬أو ‪ .(٥٠٠ : ١‬وتكون الدقة الرأسية لھذا النوع من أجھزة الجي بي أس في ح دود ‪١.٥‬‬
‫متر في المتوسط‪ ،‬أي أنھا تناسب الخرائط الكنتوري ة ب دءا م ن مقي اس رس م ‪ ١٠،٠٠٠ : ١‬حي ث‬
‫الفترة الكنتورية ‪ ٢‬متر‪ .‬وتعد األجھزة الھندسية أو الجيوديسية أعلي أنواع أجھ زة الج ي ب ي أس‬
‫من حي ث الدق ة األفقي ة و الرأس ية والت ي ق د ت صل إل ي ع دة س نتيمترات قليل ة‪ ،‬ألنھ ا تعتم د عل ي‬
‫طريقة الموجة الحاملة ‪ carrier phase‬الستقبال إشارات األقمار الصناعية‪ .‬وبالتالي فأن ھ ذا‬
‫النوع من األجھزة يناسب تجميع البيانات الحقلية لكل أنواع الخرائط و لكل مقاييس الرسم‪.‬‬

‫الجدول التالي يلخص العالقة بين أنواع أجھزة الجي بي أس ودقة الخرائط‪.‬‬
‫األجھزة الخاصة بنظم األجھزة الھندسية أو‬ ‫األجھزة المالحية أو‬ ‫نوع جھاز الجي بي‬
‫الجيوديسية‬ ‫المعلومات الجغرافية‬ ‫المحمولة يدويا‬ ‫أس‬
‫المواصفات‬
‫‪ ±‬عدة سنتيمترات‬ ‫‪ ١ ±‬متر‬ ‫‪ ٨ – ٢ ±‬متر‬ ‫الدقة األفقية‬
‫‪ ±‬عدة سنتيمترات‬ ‫‪ ١.٥ ±‬متر‬ ‫‪ ١٢ ±‬متر‬ ‫الدقة الرأسية‬
‫جميع مقاييس الرسم‬ ‫أو ‪ ٥٠٠٠ : ١‬أو أصغر‬ ‫م ‪٢٥،٠٠٠ : ١‬‬ ‫اس الرس‬ ‫مقي‬
‫المناس ب للخريط ة أصغر‬
‫غير الكنتورية‬
‫أو جميع مقاييس الرسم‬ ‫أو ‪١٠،٠٠٠ : ١‬‬ ‫م ‪٢٥٠،٠٠٠ : ١‬‬ ‫اس الرس‬ ‫مقي‬
‫أصغر‬ ‫المناس ب للخريط ة أصغر‬
‫الكنتورية‬
‫أكبر من ‪ ٠.١‬متر‬ ‫‪ ٢‬متر أو أكبر‬ ‫الفت رة الكنتوري ة ‪ ١٥‬متر أو أكبر‬
‫المناسبة‬

‫دقة الخريطة ومرئيات االستشعار عن بعد‪:‬‬


‫منذ عام ‪١٩٩٩‬م ومع إطالق أول قمر صناعي تج اري م ن أقم ار تقني ة االست شعار ع ن‬
‫بعد أصبح الحصول علي مرئية فضائية ألي منطقة في العالم أمرا سھال وال يتطلب إال دفع ثم ن‬
‫المرئي ة لل شركة ص احبة القم ر ال صناعي‪ .‬وف ي ال سنوات الع شر الماض ية أص بحت مرئي ات‬
‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٢٥٠‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫نظم المعلومات الجغرافية‬ ‫الفصل السابع‬
‫______________________________________________________________‬

‫االستشعار عن بعد من أھم التقنيات المستخدمة في إنتاج الخرائط الرقمية علي اختالف أنواعھ ا‪.‬‬
‫لكن مع التعدد الكبي ر ف ي نوعي ات و خ صائص المرئي ات الف ضائية أص بح لزام ا عل ي م صممي‬
‫الخرائط أن يلموا بھذه الخصائص ليحددوا أنواع الخرائط التي يمكن تطويرھ ا م ن ك ل ن وع م ن‬
‫المرئيات‪.‬‬

‫‪spatial‬‬ ‫أھ م خ صائص المرئي ة الف ضائية ھ و م ا يع رف بق درة التميي ز المك اني‬
‫‪ resolutions‬لھ ا‪ ،‬وھ و أبع اد الخلي ة الواح دة عل ي المرئي ة‪ .‬ف إذا أخ ذنا مرئي ة م ن القم ر‬
‫الصناعي ‪ Spot-5‬علي سبيل المثال )مرئية غي ر ملون ة( ف أن ق درة تمييزھ ا المك اني تبل غ ‪٢.٥‬‬
‫متر‪ ،‬أي أن أصغر ھدف أو معلم أرضي يمك ن تميي زه بوض وح عل ي ھ ذه المرئي ة تك ون أبع ادة‬
‫الحقيقي ة ‪ ٢.٥ × ٢.٥‬مت ر‪ .‬وبالت الي ف أن المع الم األرض ية األص غر م ن ھ ذه القيم ة ل ن تك ون‬
‫واضحة علي المرئية بدرجة يمكن منھا رسمھا عل ي الخريط ة الرقمي ة‪ .‬وم ن ث م ف أن ھ ذا الن وع‬
‫من المرئيات ال يصلح إلنتاج الخرائط التف صيلية أو الكادس ترالية الت ي تتطل ب بي ان كاف ة المع الم‬
‫الجغرافي ة ف ي المنطق ة‪ .‬أي ضا ف أن ن وع المرئي ة )ل نفس القم ر ال صناعي( يح دد قيم ة الوض وح‬
‫المكاني لھا وھذه نقطة ھامة للغاية لمصصمي الخ رائط‪ .‬فعل ي س بيل المث ال ف أن المرئي ة الملون ة‬
‫ل نفس القم ر ال صناعي ‪ Spot-5‬تبل غ ق درة تمييزھ ا المك اني ‪ ١٠‬مت ر )ول يس ‪ ٢.٥‬مت ر(‪،‬‬
‫والمرئيات الملونة تكون أكثر استخداما ف ي إنت اج خ رائط اس تعماالت األراض ي حي ث يمك ن م ن‬
‫المرئية تحدي د أن واع االس تخدامات بن اءا عل ي ل ون الظ اھرات الجغرافي ة عل ي المرئي ة‪ .‬الج دول‬
‫التالي يلخص قدرات التمييز المكاني للمرئيات الفضائية من األقمار الصناعية المتوافرة اآلن‪.‬‬

‫وت أتي المرئي ات الف ضائية – غالب ا – ف ي ص ورة مرجع ة جغرافي ا ‪Geo-‬‬
‫‪ Referenced‬أي أن إحداثيات المرئية تكون إحداثيات حقيقية )خط الط ول و دائ رة الع رض(‬
‫بحي ث يمك ن التعام ل مباش رة م ع المرئي ة ف ي ب رامج إنت اج الخ رائط الرقمي ة وب رامج نظ م‬
‫المعلوم ات الجغرافي ة‪ .‬لك ن ال سؤال اآلن‪ :‬م ا ھ ي دق ة ھ ذا اإلرج اع الجغراف ي؟ أو إل ي أي ح د‬
‫تك ون اإلح داثيات الجغرافي ة للمرئي ة الف ضائية مطابق ة لإلح داثيات الجغرافي ة الحقيقي ة ف ي‬
‫الطبيعة؟‪ .‬لنأخذ حالة افتراض ية‪ :‬إن كان ت عملي ة اإلرج اع الجغراف ي للمرئي ة ق د تم ت باس تخدام‬
‫أجھزة الجي بي أس من النوع المالحي أو المحمول ي دويا‪ ،‬فھ ذا ي دل عل ي أن إح داثيات المرئي ة‬
‫تكون بدقة ‪ ٨ ±‬متر )دقة ھذا النوع من أجھ زة الج ي ب ي أس(‪ .‬ھن ا ال ب د أن نتوق ع وج ود خط أ‬
‫قيمته ‪ ٨ ±‬متر في إح داثيات أي معل م جغراف ي عل ي ھ ذه المرئي ة‪ ،‬وبالت الي س ينتقل ھ ذا الخط أ‬
‫إل ي الخريط ة الرقمي ة الت ي س يتم إع دادھا اعتم ادا عل ي ھ ذه المرئي ة الف ضائية‪ .‬أم ا ف ي الحال ة‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٢٥١‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫نظم المعلومات الجغرافية‬ ‫الفصل السابع‬
‫______________________________________________________________‬

‫)االفتراض ية( الثاني ة فتك ون أن نف س ھ ذه المرئي ة الف ضائية ق د ت م إرجاعھ ا جغرافي ا باس تخدام‬
‫أجھزة الج ي ب ي أس م ن الن وع الجيودي سي أو الھندس ي‪ .‬وھن ا تك ون دق ة إح داثيات المرئي ة ف ي‬
‫حدود ‪ ٠.١‬متر )دق ة األجھ زة الھندس ية للج ي ب ي أس(‪ ،‬وبالت الي س تكون دق ة الخريط ة الرقمي ة‬
‫بنفس القيمة‪.‬‬

‫المرئيات الملونة‬
‫قدرة التمييز المكاني‬ ‫القمر الصناعي‬
‫‪ ٣٠‬متر‬ ‫‪Landsat-7‬‬
‫‪ ٩٠‬متر‬ ‫‪Aster‬‬
‫‪ ١٠‬متر‬ ‫‪Spot-5‬‬
‫‪ ٧.٨‬متر‬ ‫‪Egypt-Sat-1‬‬
‫‪ ٥.٨‬متر‬ ‫‪IRS‬‬
‫‪ ٤‬متر‬ ‫‪Ikonos-2‬‬
‫‪ ٢.٤‬متر‬ ‫‪Quick Bird‬‬
‫‪ ٠.٥‬متر‬ ‫‪GeoEye-1‬‬
‫‪ ١.٨‬متر‬ ‫‪WorldView-2‬‬
‫المرئيات غير الملونة‬
‫قدرة التمييز المكاني‬ ‫القمر الصناعي‬
‫‪ ١٥‬متر‬ ‫‪Landsat-7‬‬
‫‪ ١٥‬متر‬ ‫‪Aster‬‬
‫‪ ٧.٨‬متر‬ ‫‪Egypt-Sat-1‬‬
‫‪ ٢.٥‬متر‬ ‫‪Spot-5‬‬
‫‪ ٥.٨‬متر‬ ‫‪IRS‬‬
‫‪ ١‬متر‬ ‫‪Ikonos-2‬‬
‫‪ ٠.٦‬متر‬ ‫‪Quick Bird‬‬
‫‪ ٠.٥‬متر‬ ‫‪GeoEye-1‬‬
‫‪ ٠.٥‬متر‬ ‫‪WorldView-2‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٢٥٢‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫نظم المعلومات الجغرافية‬ ‫الفصل السابع‬
‫______________________________________________________________‬

‫وبن اءا عل ي ھ ذا المب دأ الھ ام ف أن المرئي ات الف ضائية ال ب د أن ي تم تحدي د م ستوي دقتھ ا‬
‫المكاني ة )ول يس ق درة تمييزھ ا المكاني ة( قب ل اس تخدامھا ف ي إنت اج الخ رائط الرقمي ة‪ .‬ف إذا ك ان‬
‫الھدف ھو إنتاج خريطة رقمية تفصيلية أو كادسترالية‪ ،‬فأن دقة إحداثيات المرئية ال ب د أن تك ون‬
‫في نفس مستوي دقة ھذا النوع من الخرائط‪ ،‬وفي ھذه الحال ة ال ب د م ن إرج اع المرئي ة جغرافي ا‬
‫بدقة عالية وباستخدام أجھزة الجي بي أس الھندس ية ول يس المالحي ة‪ .‬وق د أجري ت دراس ة عملي ة‬
‫حديثة في مصر أثبتت أن المرئيات الفضائية عالية التمييز المك اني )م ن ن وع ‪- (Quick Bird‬‬
‫وبعد إرجاعھا جغرافيا باستخدام أجھزة الجي بي أس الھندس ية ‪ -‬ت صلح إلع داد خ رائط تف صيلية‬
‫كادسترالية بمقياس رسم ‪. ٥٠٠٠ : ١‬‬

‫دقة الخريطة ونماذج االرتفاعات الرقمية‪:‬‬


‫نم وذج االرتفاع ات الرقمي ة ‪ Digital Elevation Model‬أو اخت صارا ‪ DEM‬ھ و‬
‫مل ف رقم ي يحت وي بيان ات االرتف اع )المن سوب( لمنطق ة جغرافي ة مح ددة‪ .‬ق د يك ون نم وذج‬
‫االرتفاع ات الرقمي ة ف ي ص ورة خطي ة ‪) Vector‬مجموع ة م ن ال سطور يتك ون ك ل س طر م ن‬
‫اإلحداثيات الثالثة س‪،‬ص‪،‬ع لنقطة( أو ق د يك ون ف ي ص ورة ش بكية ‪ Raster‬لتمثي ل ت ضاريس‬
‫أو طبوغرافية سطح األرض في المنطقة‪ .‬ويمكن الحصول علي نموذج ارتفاع ات رقمي ة بط رق‬
‫متعددة أو من خالل عدة مصادر للبيانات ‪ Input‬منھم علي سبيل المثال‪:‬‬
‫أ‪ -‬قياس ات الم ساحة األرض ية ب أجھزة المي زان أو المحط ة ال شاملة ‪ Total Station‬أو‬
‫أجھ زة النظ ام الع المي لتحدي د المواق ع ‪ GPS‬ث م ن ستخدم أح د ب رامج الكمبي وتر‬
‫إلنشاء نموذج االرتفاعات الرقمية لمنطقة الدراسة‪.‬‬
‫ب‪ -‬من الخرائط الكنتورية )بعد ترقيمھا علي الحاسب اآللي(‪.‬‬
‫ت‪ -‬من الصور الجوية ‪.Aerial Photographs‬‬
‫‪Remote-Sensing‬‬ ‫ث‪ -‬م ن مرئي ات األقم ار ال صناعية لالست شعار ع ن بع د‬
‫‪.Images‬‬
‫ج‪ -‬من نماذج االرتفاعات الرقمية العالمية المجانية‪.‬‬
‫والنوع األخير ھو أكثر أنواع نماذج االرتفاعات الرقمية شيوعا و اس تخداما ف ي ال سنوات القليل ة‬
‫الماضية لعدة أس باب‪ (١) :‬س ھولة الح صول علي ه )م ن ش بكة االنترن ت(‪ (٢) ،‬مجاني ة الح صول‬
‫عليه‪ (٣) ،‬أنھا نماذج عالمية تغطي كافة أرجاء اليابسة عل ي س طح األرض‪ .‬وھن اك ع دة نم اذج‬
‫ارتفاعات رقمية عالمية متاحة مجانا ومنھا علي سبيل المثال‪:‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٢٥٣‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫نظم المعلومات الجغرافية‬ ‫الفصل السابع‬
‫______________________________________________________________‬

‫‪ -‬نموذج ‪:GLOBE‬‬
‫‪http://www.ngdc.noaa.gov/mgg/topo/globe.html‬‬
‫‪ -‬نموذج ‪:ETOPO2‬‬
‫‪http://www.ngdc.noaa.gov/mgg/fliers/06mgg01.html‬‬
‫‪ -‬نموذج ‪:ASTER‬‬
‫‪/http://edcimswww.cr.usgs.gov/pub/imswelcome‬‬
‫‪/http://srtm.usgs.gov‬‬ ‫‪ -‬نموذج ‪:SRTM‬‬

‫ويعد نموذجي االرتفاعات الرقمي ة ‪ Aster, SRTM‬م ن أكث ر النم اذج اس تخداما ح ول‬
‫الع الم وخاص ة م ن حي ث ق درة التميي ز المك اني ‪ .Spatial resolution‬نم وذج ‪ SRTM‬م ن‬
‫تط وير ك ال م ن ھيئ ة الم ساحة الع سكرية األمريكي ة ووكال ة الف ضاء األمريكي ة ويوج د من ه ‪٣‬‬
‫م ستويات م ن الوض وح المك اني )أو ق درة التميي ز المك اني(‪ SRTM30 :‬حي ث ط ول الخلي ة‬
‫الواح دة ‪ pixel‬يبل غ ‪ ٣٠‬ثاني ة م ن خط وط الط ول و دوائ ر الع رض )أي ح والي ‪ ٩٠٠‬مت ر(‪،‬‬
‫‪ SRTM3‬حي ث ط ول الخلي ة الواح دة ‪ pixel‬يبل غ ‪ ٣‬ثاني ة )أي ح والي ‪ ٩٠‬مت ر(‪SRTM1 ،‬‬
‫حي ث ط ول الخلي ة الواح دة ‪ pixel‬يبل غ ‪ ١‬ثاني ة )أي ح والي ‪ ٣٠‬مت ر(‪ .‬ك ال النم وذجين‬
‫‪ SRTM30, SRTM3‬متاحين مجانا عل ي االنترن ت‪ ،‬بينم ا النم وذج الثال ث ‪ SRTM1‬مت اح‬
‫فق ط لمنطق ة ش مال أمريك ا )الوالي ات المتح دة األمريكي ة و كن دا فق ط(‪ .‬أم ا نم وذج االرتفاع ات‬
‫الرقمي ة الع المي ‪ Aster‬فھ و م ن تط وير ك ال م ن وزارة ال صناعة الياباني ة ووكال ة الف ضاء‬
‫األمريكية‪ ،‬وله مستوي واحد من قدرة التمييز المكانية والذي يبلغ ‪ ٣‬ثانية أي ‪ ٩٠‬متر‪ .‬تعد ق درة‬
‫التمييز المكاني م ن العناص ر األساس ية ألي نم وذج ارتفاع ات رقم ي حي ث أنھ ا تعب ر ع ن ق درة‬
‫النموذج في تمثي ل ت ضاريس س طح األرض‪ .‬إن ط ول الخلي ة ‪ pixel‬يعب ر ع ن ط ول و ع رض‬
‫أص غر منطق ة يمك ن تميي ز قيم ة من سوب األرض عن دھا‪ ،‬أي أن قيم ة المن سوب تك ون واح دة‬
‫)كقيمة متوسطة( لھذه الخلية و ال يمكن معرفة أية تفاصيل طبوغرافية داخل ھذه الخلية‪.‬‬

‫يمكن استخدام نماذج االرتفاعات الرقمية العالمية إلنت اج الخ رائط الكنتوري ة ألي منطق ة‬
‫في العالم وذلك لسھولة و مجانية تحمي ل النم وذج م ن االنترن ت ف ي لحظ ات‪ .‬لك ن ال سؤال األھ م‬
‫ھن ا ھ و‪ :‬م ا دق ة بيان ات نم اذج االرتفاع ات الرقمي ة العالمي ة؟ وھ ل ت صلح ھ ذه النم اذج إلنت اج‬
‫الخرائط الكنتورية بأي مقياس رسم؟‪ .‬الموقع الرسمي لوكالة الفضاء األمريكية )ناس ا( يح دد دق ة‬
‫نموذج االرتفاعات الرقمية العالمي ‪ SRTM‬بقيمة تت راوح ب ين ‪ ١٠ – ٦ ±‬مت ر عل ي الم ستوي‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٢٥٤‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫نظم المعلومات الجغرافية‬ ‫الفصل السابع‬
‫______________________________________________________________‬

‫العالمي‪ ،‬و دقة نموذج االرتفاع ات الرقمي ة الع المي ‪ Aster‬بقيم ة تت راوح ب ين ‪ ١٤ – ٧ ±‬مت ر‬
‫علي المستوي العالمي‪ .‬أي أن قيمة من سوب أي نقط ة م ستنبطة م ن نم وذج االرتفاع ات الرقمي ة‬
‫‪ SRTM‬تحتم ل خط أ متوق ع قيمت ه تت راوح ب ين ‪ ٦‬و ‪ ١٠‬أمت ار‪ ،‬بينم ا قيم ة من سوب أي نقط ة‬
‫مستنبطة من نموذج االرتفاعات الرقمية ‪ Aster‬تحتمل خطأ متوق ع قيمت ه تت راوح ب ين ‪ ٧‬و ‪١٤‬‬
‫متر‪ .‬أي أن ھذه الدقة الرأسية تناسب فقط الخرائط الكنتورية التي بھا الفترة الكنتورية تساوي أو‬
‫أكبر من ‪ ١٠‬متر وھي الخرائط الجغرافية )أو الخرائط العامة( ذات مقياس الرس م ال صغير ب دءا‬
‫من مقياس رسم ‪ .١٠٠،٠٠٠ : ١‬وبالتالي فأن ھ ذه النم اذج ال تناس ب مواص فات إنت اج الخ رائط‬
‫الكنتورية التفصيلية صغيرة أو متوسطة مقياس الرسم‪.‬‬

‫‪ ٧-٧‬مراحل تطوير نظام معلومات جغرافي‬


‫تتكون المراحل الرئيسة لبناء قاعدة المعلومات المكانية من عدة خطوات تشمل‪:‬‬
‫‪ -‬تحديد الھدف‪ :‬من خالل مقابالت مع مسئولي و مستخدمي النظام المطل وب إن شاؤه ي تم‬
‫التعرف علي أھداف النظام المطلوب‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد العناصر األساسية الواجب توافرھا في قاعدة المعلومات‪.‬‬
‫‪ -‬وضع تصميم أولي للنظام مثل مواصفات حقول البيانات غير المكانية‪.‬‬
‫‪ -‬اختبار التصميم األولي للنظام للتأكد من عدم وجود أية مشكالت فنية‪.‬‬
‫‪ -‬البحث عن المصادر المعلوماتي ة مث ل خ رائط األس اس والمرئي ات الف ضائية و ال صور‬
‫الجوية وأيضا المعلومات غير المكانية المطلوبة‪.‬‬
‫‪ -‬فحص مصادر المعلومات و التأكد من جودتھا ومالئمتھا لل شروط و األھ داف المح ددة‬
‫للنظام‪ .‬وھناك عدة معايير للحك م عل ي المعلوم ات المكاني ة ت شمل‪ :‬الدق ة ‪accuracy‬‬
‫والتغطي ة ‪ coverage‬و الكفاي ة ‪ completeness‬و درج ة الثق ة ‪reliability‬‬
‫والمالئمة ‪ convenience‬وسھولة القراءة و التعامل ‪.readability‬‬
‫‪ -‬إدخال المعلومات الي النظام‪.‬‬
‫‪ -‬تدقيق المعلومات المدخلة و التأكد من صحتھا وصحة إدخالھا‪.‬‬
‫‪ -‬استخدام و تطبيق النظام فعليا‪.‬‬
‫‪ -‬حفظ نسخة احتياطية من قواعد البيانات‪.‬‬
‫‪ -‬تحليل البيانات للوصول الي معلومات‪.‬‬
‫‪ -‬عرض النتائج‪.‬‬
‫‪ -‬خطة تحديث المعلومات بصفة دورية‪.‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٢٥٥‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫اإلحصاء وتحليل البيانات‬ ‫الفصل الثامن‬
‫______________________________________________________________‬

‫الفصل الثامن‬
‫اإلحصاء و تحليل البيانات‬

‫‪ ١-٨‬مقدمة‬
‫تمث ل البيان ات المكاني ة وأي ضا البيان ات غي ر المكاني ة ج وھر نظ م المعلوم ات المكاني ة‪،‬‬
‫ومن ثم فأن التأكد من جودة ھذه البيانات و دقتھا ومحاولة اكتشاف أية مصادر لألخطاء بھ ا يع د‬
‫م ن أھ م أس س تط وير نظ ام يحق ق األھ داف المن شودة من ه‪ .‬وحي ث أن القياس ات )س واء قياس ات‬
‫المساحة األرضية أو المواقع المقاسة بتقنيات النظم العالمية لتحديد المواق ع وأي ضا القياس ات م ن‬
‫الصور الجوية و المرئيات الفضائية( ال تخل و م ن األخط اء مھم ا ُ‬
‫ص غرت قيمتھ ا‪ ،‬ف أن ض بط و‬
‫ت صحيح ھ ذه القياس ات ي صبح مطلب ا أساس يا قب ل إدخالھ ا ف ي قواع د بيان ات نظ م المعلوم ات‬
‫المكاني ة‪ .‬وعل ي ص عيد آخ ر ف أن تحلي ل البيان ات يمث ل خط وة أساس ية ف ي مراح ل بن اء النظ ام‬
‫بغرض اشتقاق معلومات تصف الواقع الحقيقي الدقيق للظاھرات األرضية الممثلة داخ ل النظ ام‪.‬‬
‫وبن اءا علي ه ف أن ض بط القياس ات و تحلي ل البيان ات المكاني ة و غي ر المكاني ة ُيع د م ن أس س‬
‫الجيوماتكس‪.‬‬

‫‪ ٢-٨‬نظرية األخطاء‬
‫يعتم د عل م الم ساحة ف ي المق ام األول عل ي األرص اد )القياس ات( والت ي مھم ا بلغ ت دق ة‬
‫قياسھا فلن تعطي نتائج صحيحة بصورة مطلقة بل سيكون بھا خطأ مھما كان صغيرا جدا‪ .‬فعلي‬
‫سبيل المثال إذا قام راصد ذو خبرة كبيرة مستخدما جھاز ثيودولي ت دقي ق بقي اس زاوي ة م ا ع دد‬
‫من المرات فلن تك ون قيم ة الزاوي ة واح دة ف ي ك ل ھ ذه القياس ات‪ .‬ل ذلك م ن ال ضروري اإللم ام‬
‫بمصادر األخطاء و أنواعھا و كيفية التغل ب عليھ ا – إن أمك ن – أو كيفي ة التعام ل معھ ا ح سابيا‬
‫للوصول إلي قيمة أقرب للصحة للكمية التي يتم قياسھا‪.‬‬

‫‪ ١-٢-٨‬مصادر و أنواع األخطاء‬


‫الخطأ ھو مقدار الف رق ب ين القيم ة المقاس ة )المرص ودة( والقيم ة الحقيقي ة لھ ا‪ .‬لك ن م ن‬
‫الصعب – إن ل م يك ن م ن الم ستحيل – أن نع رف القيم ة الحقيقي ة ألي قي اس‪ ،‬ول ذلك فن ستعيض‬
‫عنه بالقيمة األكثر احتماال له‪ .‬وتحدث األخطاء نتيجة ثالثة أسباب أو مصادر ھي‪:‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٢٥٦‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫اإلحصاء وتحليل البيانات‬ ‫الفصل الثامن‬
‫______________________________________________________________‬

‫)أ( أخطاء إلية‪:‬‬


‫أخطاء ناتج ة ع ن عي وب األجھ زة الم ستخدمة ف ي القي اس والت ي يمك ن التغل ب عليھ ا م ن خ الل‬
‫ضبط الجھاز ضبط دائم و معايرته كل فترة و إتباع خطة معينة في الرصد وت صحيح أو ض بط‬
‫األرصاد من خالل مع ادالت رياض ية )م ثال ض بط زواي ا المثل ث بحي ث ي ساوي مجم وع زواي اه‬
‫‪ ١٨٠‬درجة(‪.‬‬
‫)ب( أخطاء شخصية‪:‬‬
‫أخطاء ترجع للراصد ذاته مثل عدم اعتنائه بعملية الرصد بصورة سليمة أو قلة خبرته العملية‪.‬‬
‫)ج( أخطاء طبيعية‪:‬‬
‫أخط اء ترج ع أس بابھا لتغي ر الظ روف الطبيعي ة أثن اء عملي ة الرص د مث ل تغي ر ت أثير االنك سار‬
‫الجوي علي الميزان في فترات اليوم الواحد‪.‬‬

‫تنقسم أنواع األخطاء إلي أربعة أنواع تشمل‪:‬‬


‫)‪ (١‬الغلط أو الخطأ الجسيم ‪:Mistake or Blunder or Gross Error‬‬
‫ھو قيمة شاذة تجعل القيم المرصودة غير متجانسة مع بقية األرصاد المماثلة‪ ،‬وينتج عن‬
‫قل ة الخب رة أو اإلھم ال ف ي القي اس‪ .‬ويمك ن اكت شاف الغل ط م ن خ الل الح رص ف ي المراجع ة‬
‫والتحقق من كل خطوة م ن خط وات الرص د ث م اس تبعاده نھائي ا م ن عملي ة الح سابات الم ساحية‪.‬‬
‫تجدر اإلشارة إلي أن الغلط ھ و أخط ر أن واع األخط اء وأش دھا ت أثيرا عل ي دق ة العم ل ف ي حال ة‬
‫عدم اكتشافه‪.‬‬
‫)‪ (٢‬الخطأ التراكمي ‪:Accumulative Error‬‬
‫ھو خطأ صغير القيمة نسبيا )عند مقارنته بقيم ة الغل ط( يتك رر ب نفس المق دار و اإلش ارة‬
‫إذا تكرر القياس تحت نفس الظروف وباستخدام نفس األجھزة ونفس الراصدين‪ .‬والخطأ المن تظم‬
‫خط ا تراكم ي بمعن ي أن قيمت ه تزي د كلم ا تك رر القي اس‪ ،‬وي تم التغل ب عل ي الخط أ المن تظم إم ا‬
‫بإضافة التصحيحات الالزمة له أو بوض ع خط ة دقيق ة لعملي ة الرص د ذاتھ ا‪ ،‬ويج ب أن ي تم ذل ك‬
‫قبل استخدام األرصاد في العمليات الحسابية المساحية‪.‬‬
‫)‪ (٣‬الخطأ المنتظم ‪:Systematic Error‬‬
‫يشبه الخطأ المنتظم الخطأ التراكمي ف ي طبيعت ه إال أن ه ق د يك ون تراكمي ا ب نفس المق دار‬
‫واإلشارة وقد يختلف في قيمته و إشارته م ن أج زاء العم ل الحقل ي‪ .‬كمث ال ت أثير عوام ل الطق س‬
‫)الحرارة والرطوبة( علي قياسات الزوايا و المسافات المقاسة الكترونيا سواء بأجھزة ‪ EDM‬أو‬
‫المحطات الشاملة‪ ،‬ولذلك توجد معادالت رياضية لحساب قيمة ھذا الخطأ المنتظم بن اءا عل ي ق يم‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٢٥٧‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫اإلحصاء وتحليل البيانات‬ ‫الفصل الثامن‬
‫______________________________________________________________‬

‫درج ات الح رارة و الرطوب ة المقاس ة أثن اء عملي ة الرص د المي داني‪ .‬وي تم التغل ب عل ي األخط اء‬
‫المنتظمة م ن خ الل إج راء الت صحيحات الالزم ة أو بوض ع خط ة دقيق ة لعملي ة الرص د واختي ار‬
‫أن سب ظ روف القي اس‪ .‬أي ضا يج ب أن ي تم التغل ب عل ي األخط اء المنتظم ة و ت صحيحھا )مث ل‬
‫األخطاء التراكمية( قبل استخدام األرصاد في العمليات الحسابية المساحية‪.‬‬
‫)‪ (٤‬الخطأ العشوائي أو العارض ‪:Random or Accidental Error‬‬
‫الخطأ العشوائي خطأ متغير غير ثابت ال في القيمة وال ف ي اإلش ارة وال يمك ن التنب ؤ ب ه‬
‫وال معرفة مصدره الرئيسي‪ ،‬ولذلك فأسمه العشوائي‪ .‬توجد األخط اء الع شوائية ‪ -‬مھم ا ص غرت‬
‫قيمتھا ‪ -‬في كل القياسات ويتم التعامل معھا بطرق رياضية لمحاولة الوص ول إل ي القيم ة األكث ر‬
‫احتماال للكميات المطلوب حساب قيمتھا الدقيقة‪ .‬وھ ذا ھ و موض وع نظري ة األخط اء ‪Theory‬‬
‫‪ of Errors‬أو عملية الضبط ‪.Adjustment‬‬

‫‪ ٢-٢-٨‬مبادئ إحصائية للتعامل مع القياسات‬

‫)أ( الدقة ‪ Accuracy‬والصحة ‪:Precision‬‬


‫يج ب عل ي دارس الجيوم اتكس أن يف رق ب ين ك ال المفھ ومين وخاص ة أن بع ض الكت ب باللغ ة‬
‫العربية تترجم كال الكلمت ين إل ي "دق ة" م ع أن ه يوج د اخ تالف ج ذري بينھم ا‪ .‬فال صحة )ال بعض‬
‫يسميھا اإلحكام أو الدقة الظاھرية( ‪ Precision‬تدل علي مدي تق ارب مجموع ة م ن القياس ات‬
‫لنفس الھدف‪ ،‬أي أن الصحة ھي درجة التوافق بين عدة قياسات لقيمة واحدة‪ ،‬أو ھي درجة تنقية‬
‫األرصاد من األخطاء معروفة المصدر وإزالة تأثيرھا عل ي القياس ات‪ .‬بينم ا الدق ة ‪Accuracy‬‬
‫تدل علي مدي قرب ھذه األرصاد من القيمة الحقيقية لھا‪ ،‬أو بمعني آخر فالدقة ھي درجة الكمال‬
‫في األرصاد وخلوھا من األخطاء بق در اإلمك ان‪ .‬وال شكل الت الي يمث ل أربع ة ح االت للف رق ب ين‬
‫الدقة و الصحة‪) :‬أ( فان كانت القياسات متقارب ة ج دا م ن بع ضھا ال بعض لكنھ ا ف ي نف س الوق ت‬
‫بعي دة ع ن القيم ة الحقيقي ة فھن ا تك ون ال صحة عالي ة لك ن الدق ة منخف ضة‪) ،‬ب( أم ا إن كان ت‬
‫القياسات متباعدة عن بعضھا البعض لكنھا في نفس الوقت قريب ة م ن القيم ة الحقيقي ة فھن ا تك ون‬
‫ال صحة منخف ضة لك ن الدق ة عالي ة‪) ،‬ج( أم ا إن كان ت القياس ات متباع دة ع ن بع ضھا ال بعض‬
‫وأيضا بعيدة عن القيمة الحقيقية فھنا تكون ال صحة منخف ضة والدق ة منخف ضة أي ضا‪) ،‬د( أم ا إن‬
‫كانت القياسات متقاربة جدا من بعضھا البعض وفي نف س الوق ت قريب ة م ن القيم ة الحقيقي ة فھن ا‬
‫تكون الصحة عالية والدقة عالية أيضا‪.‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٢٥٨‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫اإلحصاء وتحليل البيانات‬ ‫الفصل الثامن‬
‫______________________________________________________________‬

‫شكل )‪ (١-٨‬الدقة و الصحة‬

‫وم ن ال صعب معرف ة القيم ة الحقيقي ة ألي قيم ة مقاس ه لتحدي د دق ة القياس ات‪ ،‬وغالب ا‬
‫ن ستطيع ح ساب قيم ة ھ ي األكث ر احتم اال أو األكث ر قرب ا للقيم ة الحقيقي ة‪ .‬م ثال إذا قممن ا بقي اس‬
‫زاوية عدة مرات – وتأكدنا من عدم وجود أية أغالط أو أخطاء منتظمة أو أخطاء تراكمية – ثم‬
‫قمنا بحساب متوسط ھذه األرصاد فأنه سيكون أقرب وأكثر احتماال للقيمة الحقيقية لھ ذه الزاوي ة‪.‬‬
‫لكي نحدد مقياس للدقة يتم مقارنة القيمة األكثر احتماال )المتوسط( بقيمة الم سافة الت ي ت م قياس ھا‬
‫بطريقة أدق‪ ،‬فمثال نقارن متوسط المسافات المقاسة بالشريط م ع قيم ة الم سافة المقاس ة بالمحط ة‬
‫ال شاملة ونق ارن متوس ط الزاوي ة المقاس ة بالثيودولي ت م ع قيم ة الزاوي ة المح سوبة م ن أرص اد‬
‫النظام العالمي لتحديد المواقع ‪ ،GPS‬ونقارن إحداثيات ‪ GPS‬م ع إح داثيات تقني ة أخ ري أكث ر‬
‫تقدما ودقة مثل ‪Accurate .VBLI‬‬

‫وبصفة عامة فيمكن تقسيم األرصاد المساحية إلي مجموعتين‪:‬‬


‫)‪ (١‬أرصاد مباشرة ‪:Direct Observations‬‬
‫عند قياس الكمية المطلوبة قياسا مباشرا فمثال قياس المسافة مباشرة وكذلك قياس الزوايا‬
‫‪Independent‬‬ ‫المطلوب ة ‪ ...‬ال خ‪ .‬ت سمي ھ ذه الكمي ات ف ي ھ ذه الحال ة كمي ات م ستقلة‬
‫‪ Observations‬أي ال تعتمد علي أية أرصاد أو كميات أخري‪.‬‬
‫)‪ (٢‬أرصاد غير مباشرة ‪:Indirect Observations‬‬
‫ھي الكميات الت ي ال يمك ن قياس ھا مباش رة لك ن ي تم عم ل أرص اد لكمي ات أخ ري والت ي‬
‫منھ ا س يتم تحدي د أو ح ساب ق يم الكمي ات األص لية المطلوب ة‪ .‬فم ثال قي اس ط ول وع رض مرب ع‬
‫‪Dependant‬‬ ‫بھ دف ح ساب م ساحته‪ .‬وت سمي األرص اد غي ر المباش رة كمي ات تابع ة‬
‫‪ Observations‬ألنھا تعتمد في تحديد قيمتھا علي قيم أرصاد أخري تتأثر بھا‪.‬‬
‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٢٥٩‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫اإلحصاء وتحليل البيانات‬ ‫الفصل الثامن‬
‫______________________________________________________________‬

‫‪ ٣-٨‬التحليل اإلحصائي للبيانات‬

‫القيمة األكثر احتماال ‪:Most-Probable Value‬‬


‫من الصعب – إن لم يكن من المستحيل – معرفة القيمة الحقيقية ألي كمي ة مقاس ه وذل ك‬
‫لوجود أخطاء في القياس مھما كانت قيمة ھذه األخطاء ص غيرة ج دا‪ .‬إن كان ت األرص اد م ستقلة‬
‫وال تعتم د عل ي بع ضھا ال بعض وقمن ا بتك رار القي اس ع دة م رات ف أن قيم ة المتوس ط الح سابي‬
‫ستمثل القيمة األكثر احتماال أو األكثر توقعا أو األكثر قربا للقيمة الحقيقية‪.‬‬
‫)‪(١-٨‬‬ ‫المتوسط الحسابي = مجموع األرصاد ‪ /‬عدد األرصاد‬
‫‪n‬‬
‫‪y    yi n‬‬ ‫)‪(8-1‬‬
‫‪i 1‬‬

‫حيث‪:‬‬
‫مجموعة األرصاد ‪y1, y2, y3, ….. yn‬‬ ‫‪yi‬‬
‫عدد األرصاد‬ ‫‪n‬‬
‫المتوسط الحسابي‬ ‫‪y-‬‬

‫الخطأ الحقيقي ‪:True Error‬‬


‫ھو الفرق ب ين القيم ة المرص ودة والقيم ة الحقيقي ة لھ ا‪ .‬وبم ا أن القيم ة الحقيقي ة ال يمك ن‬
‫معرفتھا ففي معظم األحيان فان الخطأ الحقيقية أي ضا ال يمك ن معرفت ه‪ .‬لك ن ف ي بع ض الح االت‬
‫يمك ن معرف ة الخط أ الحقيق ي م ن خ الل مواص فات أو قواع د ھندس ية معلوم ة فم ثال عن د قي اس‬
‫الزوايا الثالثة لمثلث فيجب أن يساوي مجموع الزوايا ‪ ١٨٠‬درجة‪ ،‬ففي ھذه الحالة يك ون الخط أ‬
‫الحقيقي ھو ناتج طرح مجموع الزوايا المقاسة من ‪.١٨٠‬‬
‫)‪(٢-٨‬‬ ‫الخطأ الحقيقي = القيمة المرصودة – القيمة الحقيقية‬
‫‪ i  yi  ‬‬ ‫)‪(8-2‬‬
‫حيث‪:‬‬
‫القيمة الحقيقية‬ ‫‪µ‬‬
‫الخطأ الحقيقي عند كل رصدة ‪i‬‬ ‫‪i‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٢٦٠‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫اإلحصاء وتحليل البيانات‬ ‫الفصل الثامن‬
‫______________________________________________________________‬

‫األخطاء المتبقية أو الفروق ‪:Residuals or Discrepancies‬‬


‫الف رق أو الخط أ المتبق ي )أو الب اقي ‪ (residual‬ھ و الف رق ب ين القيم ة المرص ودة و‬
‫القيمة الحقيقية لھ ا‪ .‬لكنن ا ن ستعيض ع ن القيم ة الحقيقي ة بالقيم ة األكث ر احتم اال لھ ا وب ذلك يك ون‬
‫الخطأ المتبقي‪:‬‬
‫)‪(٣-٨‬‬ ‫الفرق = القيمة األكثر احتماال – القيمة المرصودة‬

‫‪vi  y   y i‬‬ ‫)‪(8-3‬‬


‫حيث‪:‬‬
‫‪ vi‬الخطأ المتبقي أو الفرق عند كل رصدة ‪i‬‬

‫التباين ‪:Variance‬‬
‫التباين ھو مؤشر إحصائي يحدد مدي تباين أو انت شار أو ت شتت مجموع ة م ن األرص اد‬
‫حول القيمة الحقيقية لھا أو القيمة األكثر احتماال لھا‪ ،‬ولذلك يوجد نوعين من التباين‪:‬‬

‫تباين المجتمع ‪:Population Variance‬‬


‫إذا تم قي اس ك ل األرص اد الممكن ة للقيم ة المطلوب ة ف أن تب اين المجتم ع ي ساوي مجم وع‬
‫مربعات األخطاء الحقيقية مقسوما علي عدد األرصاد‪:‬‬
‫‪n‬‬
‫‪    i2 n‬‬
‫‪2‬‬
‫)‪(8-4‬‬
‫‪i 1‬‬

‫حيث ‪ ‬الخطأ الحقيقي لكل رصدة )وھو كما ذكرن ا غي ر معل وم ب سبب أن القيم ة الحقيقي ة غالب ا‬
‫غير معلومة(‪.‬‬

‫تباين العينة ‪:Sample Variance‬‬


‫إذا تم قياس عينة أو مجموعة من األرصاد للقيمة المطلوبة فأن تباين ھ ذه العين ة ي ساوي‬
‫مجموع مربعات األخطاء المتبقية )وليست األخطاء الحقيقية( مقسوما علي عدد األرص اد ن اقص‬
‫واحد‪:‬‬
‫‪n‬‬
‫‪S   vi2 n  1‬‬
‫‪2‬‬
‫)‪(8-5‬‬
‫‪i 1‬‬

‫حيث‪ v :‬الخطأ المتبقي أو الفرق لكل رصدة‪.‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٢٦١‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫اإلحصاء وتحليل البيانات‬ ‫الفصل الثامن‬
‫______________________________________________________________‬

‫الخطأ المعياري ‪:Standard Error‬‬


‫الخطأ المعياري ھو الجذر التربيعي لقيمة تباين المجتمع‪:‬‬
‫‪n‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪i 1‬‬
‫‪i‬‬
‫‪2‬‬
‫‪n‬‬ ‫)‪(8-6‬‬

‫االنحراف المعياري ‪:Standard Deviation‬‬


‫يعب ر االنح راف المعي اري )يطل ق علي ه أي ضا أس م الخط أ التربيع ي المتوس ط ‪Mean‬‬
‫‪ (Square Error‬ع ن م دي انح راف )ابتع اد أو اقت راب( القيم ة المقاس ة ع ن القيم ة األكث ر‬
‫احتماال لھا‪ ،‬وقيمته تساوي الجذر التربيعي لقيمة تباين العينة‪:‬‬
‫‪n‬‬
‫‪s‬‬ ‫‪v‬‬
‫‪i 1‬‬
‫‪2‬‬
‫‪i‬‬ ‫‪n 1‬‬ ‫)‪(8-7‬‬

‫ولالنحراف المعياري ع دة ممي زات تجعل ه أش ھر و أف ضل مق اييس الت شتت و االنت شار‪.‬‬
‫فأولي مميزاته أن وحداته ھي نفس وح دات مجموع ة األرق ام األص لية مم ا يجعل ه س ھل الفھ م و‬
‫التحلي ل‪ .‬أم ا ث اني ممي زات االنح راف المعي اري وبن اءا عل ي خ صائص ش كل التوزي ع الطبيع ي‬
‫‪ Normal Distribution‬أو م ا ن سميه المنحن ي الطبيع ي ‪ Normal Curve‬فھ ي أن ه يمك ن‬
‫اس تخالص ‪ ٣‬معلوم ات مھم ة إذا عرفن ا قيم ة المتوس ط و االنح راف المعي اري لمجموع ة م ن‬
‫البيانات غير المكانية‪:‬‬
‫تقع ‪ %٦٨.٢٧‬من قيم األرقام ضمن فئة تتراوح بين )المتوسط – االنحراف المعي اري(‬ ‫‪‬‬
‫و )المتوسط ‪ +‬االنحراف المعياري(‬
‫تق ع ‪ % ٩٥.٤٥‬م ن ق يم األرق ام ض من فئ ة تت راوح ب ين )المتوس ط – ‪ ٢‬االنح راف‬ ‫‪‬‬
‫المعياري( و )المتوسط ‪ ٢ +‬االنحراف المعياري(‬
‫تق ع ‪ % ٩٩.٧٣‬م ن ق يم األرق ام ض من فئ ة تت راوح ب ين )المتوس ط – ‪ ٣‬االنح راف‬ ‫‪‬‬
‫المعياري( و )المتوسط ‪ ٣ +‬االنحراف المعياري(‬

‫وكلم ا ص غرت قيم ة االنح راف المعي اري ص غرت ح دود ھ ذه الفئ ة مم ا ي دل عل ي أن‬
‫القياسات أقرب ما تكون للقيمة الحقيقية‪ ،‬والعكس صحيح فكلما كبرت قيم ة االنح راف المعي اري‬
‫زادت حدود الفئة مما يعطي انطباعا أن القياسات أو األرصاد بعيدة عن القيمة الحقيقية‪.‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٢٦٢‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫اإلحصاء وتحليل البيانات‬ ‫الفصل الثامن‬
‫______________________________________________________________‬

‫شكل )‪ (٢-٨‬العالقة بين المتوسط و االنحراف المعياري )منحني التوزيع الطبيعي(‬

‫أيضا يجب مالحظة أن االنحراف المعياري يعتم د عل ي ع دد األرص اد )‪ n‬ف ي المعادل ة‬


‫‪ ،(٧-٨‬أي أن كلم ا زاد ع دد األرص اد أو القياس ات كلم ا زاد اقت راب ھ ذه القياس ات م ن القيم ة‬
‫الحقيقية لھا وبالتالي تزداد الثقة في القياسات‪ .‬وھذا من أھ م مب ادئ العم ل الم ساحي ب صفة عام ة‬
‫حيث دائما نفضل أن نقيس الكمية عدد من المرات وال نكتفي بقياسھا مرة واحدة فقط‪.‬‬

‫االنحراف المعياري للمتوسط ‪:Standard Deviation of the Mean‬‬


‫االنحراف المعياري للمتوسط الحسابي ھو حاصل قسمة االنحراف المعياري للعينة علي‬
‫الجذر التربيعي لعدد األرصاد‪:‬‬
‫‪s y   S / n‬‬ ‫)‪(8-8‬‬

‫وتعبر قيمة االنحراف المعياري عن مدي تشتت أو تباعد القياس ات ع ن بع ضھا ال بعض‬
‫وبالتالي فھي قيمة معبرة عن مدي التوافق بين األرصاد ومن ثم ف أن االنح راف المعي اري يؤخ ذ‬
‫علي أنه مقياس أو مؤشر للصحة ‪ .Precision‬وفي العمل المساحي ال نعبر ع ن القيم ة األكث ر‬
‫احتماال بقيمة المتوسط فقط إنما بقيمتي المتوس ط و االنح راف المعي اري مع ا‪ ،‬فنق ول أن الم سافة‬
‫المقاسة – علي سبيل المثال – تساوي ‪ ٠.٠٣ ± ٥٣.٢١‬متر‪.‬‬

‫وبالعودة لتعريف كال من الصحة و الدق ة ن ستطيع الق ول أن االنح راف المعي اري )ال ذي‬
‫ھو أساس ا مؤش ر لل صحة ‪ (Precision‬يمكن ه أن يعب ر ع ن الدق ة ‪ Precision‬ف ي حال ة خل و‬
‫األرص اد بق در اإلمك ان م ن األخط اء المنتظم ة واألخط اء التراكمي ة واألغ الط‪ .‬فف ي حال ة خل و‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٢٦٣‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫اإلحصاء وتحليل البيانات‬ ‫الفصل الثامن‬
‫______________________________________________________________‬

‫األرصاد من مصادر األخطاء المعروفة فأن القياس ات ل ن يك ون بھ ا إال األخط اء الع شوائية فق ط‬
‫وبالت الي س تقترب ق يم األخط اء المتبقي ة أو الف روق م ن ق يم األخط اء الحقيقي ة وس تقترب القيم ة‬
‫األكث ر احتم اال م ن القيم ة الحقيقي ة للكمي ة المقاس ة‪ ،‬وم ن ھن ا ف أن قيم ة االنح راف المعي اري‬
‫س تقترب م ن قيم ة الخط أ الحقيق ي مم ا يجع ل االنح راف المعي اري يعب ر ‪ -‬بدرج ة كبي رة ‪ -‬ع ن‬
‫الدق ة‪ .‬ھن ا ت أتي أھ م مب ادئ العم ل الم ساحي وھ و أن ه يح اول تحقي ق أعل ي درج ة م ن الدق ة ف ي‬
‫الرص د الحقل ي س واء دق ة األجھ زة الم ستخدمة أو دق ة أس اليب الرص د المي داني واتخ اذ كاف ة‬
‫االحتياط ات و تطبي ق مواص فات الرص د وزي ادة ع دد األرص اد مم ا يجع ل األرص اد الم ساحية‬
‫خالية بقدر اإلمكان من األخطاء معلومة المصدر وبذلك فتكون نتائج الح سابات الم ساحية معب رة‬
‫عن دقة الكميات المطلوب تحديدھا‪.‬‬

‫معامل االختالف ‪Coefficient of Variation‬‬


‫يستخدم معامل االختالف عند مقارنة مدي الت شتت ف ي بيان ات مجم وعتين مختلفت ين م ن‬
‫البيانات غير المكانية‪ ،‬خاصة في حالة اختالف نوعي البيانات ذاتھا واختالف وحداتھما‪ .‬تتم ھذه‬
‫المقارنة عن طريق تخليص االنحراف المعياري من أثر االختالف وذلك بنسبته )أو قسمته( إل ي‬
‫المتوسط‪:‬‬
‫)‪(٩-٨‬‬ ‫معامل االختالف = االنحراف المعياري ‪ /‬المتوسط‬
‫‪c.v  s / y ‬‬ ‫)‪(8-9‬‬

‫وأحيانا نضرب قيمة معامل االختالف في ‪ ١٠٠‬لنحوله إلي نسبة مئوية سھلة الفھم‪ .‬وكلم ا كان ت‬
‫قيمة معامل االختالف منخف ضة دل ذل ك عل ي تكت ل الق يم ح ول مع دلھا و ع دم ت شتتھا‪ ،‬والعك س‬
‫صحيح‪.‬‬

‫االلتواء و التفلطح ‪Skewess and Kurtosis‬‬

‫االلتواء‬
‫االلت واء ھ و بع د التوزي ع التك راري لظ اھرة ع ن التماث ل أو التوزي ع المتماث ل‬
‫‪ .symmetrical distribution‬فإذا كان التوزيع متماثال فأن ‪ %٥٠‬من القيم س تقع عل ي ك ل‬
‫جانب من المنوال )المنوال ھو القيمة التي تتكرر أكثر من غيرھا من القيم‪ ،‬أو ھ و القيم ة األكث ر‬
‫تكرارا بين مجموعة األرقام (‪ ،‬ويكون المنوال = الوسيط = المتوسط الحسابي‪:‬‬
‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٢٦٤‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫اإلحصاء وتحليل البيانات‬ ‫الفصل الثامن‬
‫______________________________________________________________‬

‫شكل )‪ (٣-٨‬التوزيع المتماثل‬

‫أما التوزيعات غي ر المتماثل ة ‪ asymmetrical distributions‬فھ ي الت ي تتزاي د أو‬


‫تتناقص فيھا التك رارات ب شكل غي ر من تظم عل ي ج انبي المح ور المق ام عن د وس ط التوزي ع‪ .‬ف ي‬
‫شكل )‪٤-٨‬أ( نجد أن المتوسط اقل من الوسيط الذي ھو اقل من المنوال وذلك ب سبب أن التوزي ع‬
‫ملتويا جھة اليسار‪ .‬و في شكل )‪ ٤-٨‬ب( نجد أن المتوسط اكبر م ن الوس يط ال ذي ھ و اكب ر م ن‬
‫المن وال وذل ك ب سبب أن التوزي ع ملتوي ا جھ ة اليم ين‪ .‬وف ي كلت ا الح التين ف أن لوس يط يق ع ب ين‬
‫المتوسط و المنوال كما أن المتوسط يقع دائما في اتجاه القيم الشاذة‪.‬‬

‫شكل )‪ (٤-٨‬االلتواء‬

‫ومن أھم مقاييس االلتواء معامل بيرسون لقياس االلت واء ‪Pearson's coefficient‬‬
‫‪ ، for skewness‬والذي يتم حسابه من المعادلة‪:‬‬
‫)‪(١٠-٨‬‬ ‫معامل بيرسون = ‪) ٣‬المتوسط – الوسيط ( ‪ /‬االنحراف المعياري للعينة‬
‫‪p  3( y   m) / s‬‬ ‫)‪(8-10‬‬
‫حيث‪:‬‬
‫معامل بيرسون‬ ‫‪p‬‬
‫الوسيط ‪ median‬وھو ھو القيمة التي تتوسط مجموعة من األرق ام بع د ترتيبھ ا تنازلي ا‬ ‫‪m‬‬
‫أو تصاعديا‪.‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٢٦٥‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫اإلحصاء وتحليل البيانات‬ ‫الفصل الثامن‬
‫______________________________________________________________‬

‫وتتراوح قيمة ھذا المعامل بين ‪ ٣-‬إلي ‪ ، ٣+‬وإذا كانت قيمة المعامل = صفر فھ ذا ي دل‬
‫علي أن التوزيع متماثل‪ ،‬أما إن كانت قيمة المعامل موجبه فھذا يدل علي أن التوزي ع ملتوي ا ول ه‬
‫ذيل ناحية اليمين ونقول أنه االلتواء موجب ‪ ،‬و إن كانت قيم ة المعام ل س البه فھ ذا ي دل عل ي أن‬
‫التوزيع ملتويا وله ذيل ناحية اليسار ونقول أنه االلتواء سالب‪.‬‬

‫التفلطح‬
‫التفلطح ‪ Kurtosis‬ھو مدي اختالف التوزيع التك راري لظ اھرة ع ن التوزي ع الطبيع ي‬
‫أو التوزي ع الع ادي ‪ .normal distribution‬ق د يك ون التوزي ع م دببا ‪ leptokurtic‬إذا ك ان‬
‫أكثر تحديا عن د قمت ه أو قيمت ه المركزي ة و كان ت تل ك القيم ة اعل ي منھ ا للتوزي ع الطبيع ي‪ ،‬وق د‬
‫يك ون التوزي ع مفرطح ا ‪ platykurtic‬إذا كان ت قمت ه أكث ر اس تقامة و ادن ي م ن تل ك للتوزي ع‬
‫الطبيعي‪.‬‬
‫‪50‬‬

‫‪40‬‬

‫‪30‬‬
‫التكرار‬

‫‪20‬‬

‫‪10‬‬

‫‪0‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪70‬‬
‫القيمة س‬
‫متماثل‬ ‫مدبب‬ ‫مفرطح‬ ‫ذو قمتين‬ ‫موجب االلتواء‬ ‫سالب االلتواء‬

‫شكل )‪ (٥-٨‬أمثلة للتوزيعات‬

‫يقاس التفلطح بمعامل يسمي معامل التفلطح و يحسب من المعادلة‪:‬‬


‫)‪(١١-٨‬‬ ‫معامل التفلطح = م‪ / ٤‬س ‪٤‬‬
‫حيث‪:‬‬
‫م‪) ٤‬يسمي معامل العزم الرابع( = مجموع ] ) س – س' (‪ ÷ [ ٤‬ن‬
‫س‪ = ٤‬األس الرابع لقيمة االنحراف المعياري‬
‫) ‪k  [( ( y  y  ) 4 n] s 4‬‬ ‫)‪(8-11‬‬

‫فإذا كان معامل التفلطح = ‪ ٣‬فيدل ذلك علي أن التوزي ع متوس ط ال تفلطح‪ ،‬وان ك ان أق ل‬
‫من ‪ ٣‬فيدل ذلك علي أن التوزيع مفلطحا‪ ،‬وان كان أكبر من ‪ ٣‬فذلك يدل علي أن التوزيع له قمة‬
‫مدببة‪.‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٢٦٦‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫اإلحصاء وتحليل البيانات‬ ‫الفصل الثامن‬
‫______________________________________________________________‬

‫االرتباط و االنحدار ‪Correlation and Regression‬‬


‫من أھ م خط وات تحلي ل و تعلي ل الظ اھرات المختلف ة دراس ة أوج ه الت شابه و االخ تالف‬
‫بينھ ا‪ .‬وق د ت تم ھ ذه الخط وة م ن خ الل المقارن ات الوص فية الب سيطة أو م ن خ الل المقارن ات‬
‫االستنتاجية التفسيرية‪ .‬أما المقارنات الوصفية البحتة لتحليل الظاھرات فتعتمد علي تطبيق بع ض‬
‫النظريات الح سابية لمقارن ة المؤش رات اإلح صائية )مث ل المتوس ط و االنح راف المعي اري( ب ين‬
‫مجموعتين أو أكثر من البيانات غير المكانية‪ .‬لكن ھناك طرق تعطي صورة أكثر دقة ع ن م دي‬
‫التشابه و االختالف وأيضا العالقات بين الظاھرات‪ ،‬ومن ھذه الطرق االرتباط و االنحدار‪.‬‬

‫االرتباط‬
‫يقيس االرتباط مدي الترابط بين مجموعتين من البيانات غير المكانية‪ .‬توجد ع دة ص ور‬
‫من االرتباط بين ظاھرتين وكذلك تختلف قيمة االرتباط من حيث قوتھ ا و ض عفھا كم ا ن ري ف ي‬
‫الشكل التالي‪:‬‬

‫شكل )‪ (٦-٨‬أمثلة لالرتباط‬

‫ويتم حساب معامل االرتباط )يعرف أيضا باسم معامل ارتباط بيرس ون ن سبة إل ي الع الم‬
‫اإلحصائي الذي توصل إليه( من خالل المعادلة‪:‬‬
‫)‪(١٢-٨‬‬ ‫ر = ] مج ) س – س '( × ) ص – ص '( ‪ /‬ن [ ÷ ] عس × عص [‬
‫) ‪R  [ ( x  x  )( y  y  ) n] ( S x S y‬‬ ‫)‪(8-12‬‬

‫حيث‪:‬‬
‫معامل ارتباط بيرسون‬ ‫‪ R‬أو ر‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٢٦٧‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫اإلحصاء وتحليل البيانات‬ ‫الفصل الثامن‬
‫______________________________________________________________‬

‫المتوسط الحسابي لمجموعة البيانات س ‪x‬‬ ‫‪ x-‬أو س'‬


‫‪ y-‬أو ص' المتوسط الحسابي لمجموعة البيانات ص ‪y‬‬
‫عدد البيانات‬ ‫‪ n‬أو ن‬
‫االنحراف المعياري لمجموعة البيانات س ‪x‬‬ ‫عس‬ ‫‪ s x‬أو‬
‫االنحراف المعياري لمجموعة البيانات ص ‪y‬‬ ‫عص‬ ‫‪ sy‬أو‬

‫وتتراوح قيمة معامل االرتباط بين ‪ ١-‬و ‪ ،١+‬فان كانت قيمت ه موجب ه فت دل عل ي وج ود‬
‫ارتب اط موج ب أو ط ردي ب ين مجم وعتي البيان ات )بمعن ي أن زي ادة قيم ة المتغي ر األول ت ؤدي‬
‫بصفة عامة إلي زيادة قيمة المتغير الثاني أيضا( وان كانت قيمته سالبه فتدل عل ي وج ود ارتب اط‬
‫سالب أو عكسي بين المجموعتين أو الظاھرتين )بمعني أن زيادة قيمة المتغير األول تؤدي عامة‬
‫إلي تناقص قيمة المتغير الثاني(‪ .‬أما إن كانت قيمة معامل االرتباط تساوي الصفر فھذا يدل علي‬
‫عدم وجود أي ارتباط بين ھاتين الظاھرتين‪.‬‬

‫أما قيم معامل االرتباط ذاتھا فيمكن تقسيمھا إلي عدة مستويات كالتالي‪:‬‬
‫درجة ارتباط عالية و قوية‬ ‫من ‪ ٠.٧ ±‬إلي ‪١.٠ ±‬‬
‫درجة ارتباط جوھرية أو حقيقية‬ ‫من ‪ ٠.٤ ±‬إلي ‪٠.٧±‬‬
‫درجة ارتباط منخفضة أو ضعيفة‬ ‫من ‪ ٠.٢ ±‬إلي ‪٠.٤±‬‬
‫درجة ارتباط ضعيفة للغاية أو منعدمة‬ ‫أقل من ‪٠.٢ ±‬‬

‫االنحدار‬
‫إن االرتباط يعطي درجة العالقة بين ظاھرتين‪ ،‬فإذا ما وجدت ھ ذه العالق ة فأنن ا نح اول‬
‫أن نحددھا بصورة رياضية تسمح لنا بتقدير قيم ة أح د المتغي رين إذا عرفن ا قيم ة المتغي ر اآلخ ر‬
‫وھ ذا م ا يع رف باالنح دار‪ .‬االنح دار ‪ Regression‬ھ و دراس ة للتوزي ع الم شترك لمتغي رين‬
‫احدھما يقاس وي سمي المتغي ر الم ستقل ‪ independent‬واآلخ ر متغي ر غي ر م ستقل أو متغي ر‬
‫تابع ‪ dependent‬بھدف تحديد شكل العالقة بينھما بصورة رياضية‪ .‬أھم ص ور االنح دار ھ ي‬
‫ما يعرف باسم االنحدار الخطي أي محاولة توفيق خط مستقيم يمر بأكبر عدد ممك ن م ن النق اط‪.‬‬
‫إال أنه تجدر اإلشارة إلمكانية وجود انحدار غير خطي بين متغيرين‪.‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٢٦٨‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫اإلحصاء وتحليل البيانات‬ ‫الفصل الثامن‬
‫______________________________________________________________‬

‫إن معادلة الخط المستقيم ھي‪:‬‬


‫)‪(١٣-٨‬‬ ‫ص=أ‪+‬بس‬
‫‪y  a  bx‬‬ ‫)‪(8-13‬‬
‫حيث‪:‬‬
‫المتغير التابع‬ ‫‪ y‬أو ص‬
‫المتغير المستقل‬ ‫‪ x‬أو س‬
‫قيمة ثابتة تمثل الجزء الذي يقطع الخط المستقيم من المحور الرأسي‬ ‫‪ a‬أو أ‬
‫قيمة ثابتة تمثل ميل الخط علي المحور األفقي‬ ‫‪ b‬أو ب‬

‫ولتحديد قيمتي الثابتين أ‪ ،‬ب نستخدم المعادلتين‪:‬‬


‫)‪(١٤-٨‬‬ ‫ب = ] ) مج )س × ص( – ) ن × س' × ص'( [ ‪ ] /‬مج )س‪ – (٢‬ن × س'‪[٢‬‬
‫)‪(١٥-٨‬‬ ‫أ = ص' – ) ب × س' (‬

‫) ‪b  ( xy )  ( nx  y  ) ( x 2  ( nx ‬‬
‫‪2‬‬
‫)‪(8-14‬‬

‫) ‪a  y   (bx ‬‬ ‫)‪(8-15‬‬


‫حيث‪:‬‬
‫المتوسط الحسابي للمتغير س ‪x‬‬ ‫‪ x-‬أو س'‬
‫‪ y-‬أو ص' المتوسط الحسابي للمتغير ص ‪y‬‬
‫عدد القيم‬ ‫‪ n‬أو ن‬

‫وم ن أھ م تطبيق ات خ ط االنح دار م ا ي سمي ب التنبؤ الم ستقبلي‪ ،‬أي التنب ؤ بقيم ة المتغي ر‬
‫التابع عند قيمة محددة – مستقبلية – للمتغير المستقل‪.‬‬

‫‪ ٤-٨‬مبدأ الوزن في القياسات‬


‫في المعادالت السابقة تم حساب المتوس ط و االنح راف المعي اري للكمي ة الت ي ت م قياس ھا‬
‫عدد من المرات لكننا افترضنا أن كل القياسات متساوية في الدقة و األھمية‪ .‬ماذا لو كانت بعض‬
‫القياسات قد تم ت باس تخدام ال شريط بينم ا القياس ات األخ رى تم ت باس تخدام جھ از ‪EDM‬؟ ھ ل‬
‫س تكون ك ل القياس ات مت ساوية ف ي األھمي ة ومق دار الثق ة بھ ا؟ ھن ا ي أتي دور ال وزن ‪weight‬‬
‫ليكون مفھوما يعبر عن مدي اختالف أھمي ة أو الثق ة ف ي بع ض القياس ات‪ .‬فكلم ا كان ت الثق ة ف ي‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٢٦٩‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫اإلحصاء وتحليل البيانات‬ ‫الفصل الثامن‬
‫______________________________________________________________‬

‫الرصدة كبيرة فيكون وزنھا )أھميتھ ا الن سبية( كبي را والعك س ص حيح فكلم ا كان ت الثق ة ض عيفة‬
‫في رصدة معينة فيجب أن يكون وزنھا أقل‪ .‬فعلي سبيل المثال إذا قمنا برص د زاوي ة معين ة م رة‬
‫باس تخدام محط ة ش املة دقتھ ا ‪ "١‬وم رة أخ ري باس تخدام جھ از ثيودولي ت دقت ه ‪ "٥‬ف أن وزن‬
‫الزاوي ة األول ي يج ب أن يك ون – منطقي ا‪ -‬أكب ر م ن وزن الزاوي ة الثاني ة حي ث أن دق ة الجھ از‬
‫المستخدم أعلي في األولي من الثانية‪.‬‬

‫وبناءا علي مبدأ الوزن )أو األھمية النسبية( فأن طريقة حساب المتوسط ستتغير لنح سب‬
‫ما نطلق عليه أسم المتوسط الموزون ‪) Weighted Mean‬لنفرق بينه وب ين المتوس ط الع ادي‬
‫في المعادلة ‪ ١-٨‬والذي ك ان يعتم د عل ي أن ك ل القياس ات مت ساوية ف ي األھمي ة أو مت ساوية ف ي‬
‫الوزن(‪:‬‬
‫المتوسط الموزون = مجموع )حاصل ضرب كل رصدة× وزنھا( ‪ /‬مجموع األوزان‬
‫‪n‬‬ ‫‪n‬‬
‫‪y    y i wi‬‬ ‫‪w‬‬ ‫‪i‬‬ ‫)‪(8-16‬‬
‫‪i 1‬‬ ‫‪i 1‬‬

‫كما ستتغير أيضا طريقة ح ساب االنح راف المعي اري عن د وج ود أوزان مختلف ة للقياس ات )ب دال‬
‫من المعادلة ‪ (٧-٨‬وذلك بحساب الجذر التربيعي لقيمة الن اتج م ن ق سمة مجم وع حاص ل ض رب‬
‫)مربع الخطأ المتبقي لكل رصدة في وزن الرصدة( علي عدد األرصاد ناقص واحد‪:‬‬
‫‪n‬‬
‫‪s‬‬ ‫‪v‬‬
‫‪i 1‬‬
‫‪2‬‬
‫‪i‬‬ ‫‪wi n  1‬‬ ‫)‪(8-17‬‬

‫كذلك ستتغير معادلة حساب االنحراف المعياري للمتوس ط )‪ (٨-٨‬لت صبح ن اتج ق سمة االنح راف‬
‫المعياري علي الجذر التربيعي لمجموع األوزان‪:‬‬
‫‪s y   S / w‬‬ ‫)‪(8-18‬‬

‫‪ ٥-٨‬نظرية ضبط شبكات األرصاد‬


‫من مبادئ القياس الحقلي )العمل المساحي الميداني( أننا نقوم بقياس عدد من األرصاد‬
‫‪Redundant‬‬ ‫أكثر من العدد الفعلي المطلوب وذلك لكي يتوافر لدينا أرصاد زائدة‬
‫‪ Observations‬تمكننا من توفير فرصة للمراجعة و التحقيق الحسابي و فحص األرصاد‪.‬‬
‫فمثال من الممكن أن نكتفي بقياس زاويتين في مثلث ونقوم بحساب الزاوية الثالثة لكننا في الواقع‬
‫نقيس الزوايا الثالثة حتى نتحقق من أن مجموعھم يساوي ‪ ١٨٠‬درجة وبالتالي نتأكد من جودة‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٢٧٠‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫اإلحصاء وتحليل البيانات‬ ‫الفصل الثامن‬
‫______________________________________________________________‬

‫القياسات ونستطيع أن نحدد قيمة الخطأ‪ .‬وھنا تكون لدينا رصدة واحدة زائدة حيث أن عدد‬
‫األرصاد الفعلية للمثلث ھو ‪ ٢‬بينما عدد األرصاد المقاسة ھو ‪.٣‬‬

‫الضبط بطريقة مجموع أقل المربعات ‪Least-Squares Adjustment‬‬


‫توجد عدة طرق لضبط شبكات األرصاد المساحية ‪ Network Adjustment‬مثل‬
‫)‪ (١‬طريقة أقل مجموع ‪ Least Sum‬والتي تعتمد علي ضبط األرصاد بحيث يكون مجموع‬
‫األخطاء المتبقية أو الفروق ‪ Residuals‬أقل ما يمكن‪ (٢) ،‬طريقة مجموع أقل المربعات‬
‫‪ Least-Squares‬والتي تعتمد علي جعل مربعات األخطاء المتبقية أقل ما يمكن‪ .‬وھذه‬
‫الطريقة الثانية ھي األشھر و األكثر استخداما في أعمال المساحة و الجيوديسيا‪ .‬وقد أثبتت‬
‫الدراسات الرياضية و اإلحصائية أن حل مجموعة من المعادالت ‪ -‬بحيث يكون مجموع‬
‫مربعات األخطاء المتبقية أقل ما يمكن – ينتج عنه أدق قيم العناصر المجھولة في ھذه‬
‫المعادالت‪ .‬الشرط الرئيسي للضبط بطريقة مجموع أقل المربعات أن ال تحتوي األرصاد‬
‫)القياسات( األصلية علي أي أخطاء منتظمة أو أغالط أو أخطاء تراكمية‪ ،‬إنما فقط األخطاء‬
‫العشوائية‪ .‬أي يجب معالجة األخطاء المنظمة واكتشافھا و إزالتھا من األرصاد قبل البدء في‬
‫تنفيذ ضبط أقل مجموع مربعات‪.‬‬

‫يوجد أسلوبين لتنفيذ ضبط الشبكات في طريقة مجموع أقل المربعات‪:‬‬

‫)أ( طريقة معادالت الرصد ‪:Observation Equations‬‬


‫يتم تكوين معادلة رياضية تربط بين القيمة المرصودة )الرصدة( والقيم المجھولة ‪ ،‬ثم‬
‫يتم حل ھذه المعادالت معا‪ .‬كما تسمي ھذه الطريقة أيضا باسم الضبط المباشر ‪Parametric‬‬
‫‪ Adjustment‬حيث أن القيم المجھولة ‪ Parameters‬تظھر مباشرة في معادالت الرصد‬
‫المطلوب حلھا‪.‬‬

‫)ب( طريقة معادالت الشرط ‪:Condition Equations‬‬


‫يتم تكوين معادالت شرطية بحيث تحقق كل معادال منھم شرطا رياضيا معينا يجب‬
‫تحقيقيه في األرصاد المساحية‪ ،‬ثم يتم حل ھذه المعادالت معا لحساب قيم العناصر المجھولة‪.‬‬
‫وتسمي ھذه الطريقة أيضا باسم الضبط الشرطي ‪.Conditional Adjustment‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٢٧١‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫اإلحصاء وتحليل البيانات‬ ‫الفصل الثامن‬
‫______________________________________________________________‬

‫‪ ٦-٨‬التحليل المكاني للبيانات‬


‫كما أن ھناك مؤشرات أو معامالت إحصائية لوص ف و تلخ يص و تحلي ل البيان ات غي ر‬
‫المكاني ة ف أن ھن اك مؤش رات إح صائية لوص ف و تحلي ل البيان ات المكاني ة )المواق ع الجغرافي ة(‬
‫للظاھرات من حيث خصائصھا المكانية وانتشارھا المكاني‪ .‬إن تحليل البعد المكاني للظاھرة يع د‬
‫مكمال أساسيا لتحليل قيم الظاھرة ذاتھا‪ ،‬فأي ظاھرة علي سطح األرض تحتاج لفھمھا إلي تحلي ل‬
‫مواضع و أبعاد و أحجام مفرداتھا مكانيا‪.‬‬

‫‪ ١-٦-٨‬مقاييس النزعة المركزية المكانية‬


‫تقدم مقاييس التمركز ‪ central tendency‬معلومات عن المركز المتوسط أو المركز‬
‫الوس يط لمجموع ة م ن التوزيع ات المكاني ة بھ دف‪ (١) :‬مقارن ة بع د المرك ز ال واقعي )المرك ز‬
‫اإلداري م ثال( ع ن المرك ز المث الي للتوزي ع‪ ،‬و )‪ (٢‬التع رف عل ي الموق ع المتوس ط المناس ب‬
‫ليكون مركزا للخدمات العامة أو األسواق أو المصانع‪ .‬لتحديد تمركز أي ظ اھرة مكاني ا ن ستخدم‬
‫المركز المتوسط أو المركز المتوسط الموزون‪.‬‬

‫المركز المتوسط ‪Mean Center‬‬


‫المرك ز المتوس ط ھ و الموق ع )أو النقط ة( الت ي تتوس ط المواق ع الجغرافي ة )اإلح داثيات(‬
‫لمف ردات الظ اھرة قي د الدراس ة‪ .‬وي تم ح ساب موق ع )إح داثيات( المرك ز المتوس ط كمتوس ط لق يم‬
‫إحداثيات مواقع مفردات التوزيع‪:‬‬
‫اإلحداثي س للمركز المتوسط = متوسط اإلحداثيات س لجميع نقاط التوزيع‬
‫)‪(١٩-٨‬‬ ‫= مجموع اإلحداثيات س ‪ /‬عدد نقاط التوزيع‬
‫اإلحداثي ص للمركز المتوسط = متوسط اإلحداثيات ص لجميع نقاط التوزيع‬
‫)‪(٢٠-٨‬‬ ‫= مجموع اإلحداثيات ص ‪ /‬عدد نقاط التوزيع‬
‫‪X mc   xi n‬‬ ‫)‪(8-19‬‬

‫‪Ymc   yi n‬‬ ‫)‪(8-20‬‬

‫حيث‪:‬‬
‫إحداثيات المركز المتوسط‬ ‫‪Xmc, Ymc‬‬
‫إحداثيات نقاط الظاھرة‬ ‫‪xi, yi‬‬
‫عدد النقاط‬ ‫‪n‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٢٧٢‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫اإلحصاء وتحليل البيانات‬ ‫الفصل الثامن‬
‫______________________________________________________________‬

‫المركز المتوسط الموزون ‪Weighted Mean Center‬‬


‫في الجزء السابق تم حساب المرك ز المتوس ط ب افتراض أن جمي ع مف ردات الظ اھرة لھ ا‬
‫نف س األھمي ة أو نف س ال وزن‪ .‬لك ن م ن الممك ن أن يختل ف ال وزن أو معام ل األھمي ة بدرج ة‬
‫متفاوتة‪ ،‬وفي ھذه الحالة سيختلف موقع المركز المتوس ط بع د األخ ذ ف ي االعتب ار االخ تالف ف ي‬
‫أوزان مف ردات الظ اھرة‪ ،‬وم ن ھن ا فنطل ق علي ه اس م المرك ز المتوس ط الم وزون وي تم ح سابه‬
‫كالتالي‪:‬‬
‫اإلحداثي س للمركز المتوسط الموزون = مجموع ) اإلحداثي س × الوزن( ‪ /‬مجموع األوزان‬
‫اإلحداثي ص للمركز المتوسط الموزون= مجموع ) اإلحداثي ص × الوزن( ‪ /‬مجموع األوزان‬
‫‪X mc   xi wi‬‬ ‫‪w‬‬ ‫‪i‬‬ ‫)‪(8-21‬‬

‫‪Ymc   yi wi‬‬ ‫‪w‬‬ ‫‪i‬‬ ‫)‪(8-22‬‬

‫حيث‪:‬‬
‫‪ wi‬الوزن عند كل نقطة‬

‫‪ ٢-٦-٨‬مقاييس التشتت و االنتشار المكانية‬


‫توجد عدة مؤشرات إحصائية لقياس مدي التشتت و االنتشار المكاني في مواق ع مف ردات ظ اھرة‬
‫معينة‪.‬‬

‫المسافة المعيارية ‪Standard Distance‬‬


‫تع د الم سافة المعياري ة ھ ي المقاب ل ف ي التحلي ل المك اني لمؤش ر االنح راف المعي اري‬
‫المستخدم في تحليل البيانات غير المكاني ة‪ ،‬أي أنھ ا مؤش ر لقي اس م دي تباع د أو ترك ز مف ردات‬
‫الظاھرة مكانيا‪ .‬وغالبا يتم استخدام قيمة الم سافة المعياري ة لرس م دائ رة ت سمي ال دائرة المعياري ة‬
‫‪ Standard Circle‬والت ي يمك ن م ن خاللھ ا معرف ة م دي ترك ز أو انت شار البع د المك اني‬
‫للظاھرة‪ ،‬ويك ون مرك ز ھ ذه ال دائرة ھ و موق ع )إح داثيات( المرك ز المتوس ط‪ .‬كلم ا كب رت قيم ة‬
‫الم سافة المعياري ة و كب ر حج م ال دائرة المعياري ة كلم ا دل ذل ك عل ي زي ادة االنت شار و الت شتت‬
‫المكاني لتوزيع الظاھرة‪ ،‬و العكس صحيح أيضا‪.‬‬

‫وتقوم فكرة المسافة المعيارية علي حساب الج ذر التربيع ي لمجم وع مربع ات انحراف ات‬
‫القيم س‪،‬ص عن المتوسط الحسابي مع قسمته علي عدد قيم النقاط‪ ،‬بحيث يكون الناتج رقما يب ين‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٢٧٣‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫اإلحصاء وتحليل البيانات‬ ‫الفصل الثامن‬
‫______________________________________________________________‬

‫مدي تركيز ‪ %٦٨‬من القيم )اإلحداثيات( حول نقطة المتوسط‪ .‬وم ن ث م ف أن ھ ذه الم سافة تظھ ر‬
‫مدي انتشار و اختالف مجموعة من النقاط حول المركز المتوسط لھا‪ ،‬و تحسب من المعادلة‪:‬‬

‫المسافة المعيارية = ‪) ] ) ‬مج )س – س'(‪ / ٢‬ن [ ‪) ] +‬مج )ص– ص'(‪ / ٢‬ن [ ( )‪(٢٣-٨‬‬

‫) ‪SD  (  ( x  x  ) 2 n)  ( ( y  y  ) 2 n‬‬ ‫)‪(8-23‬‬

‫أما في أخذ األوزان في االعتبار فأن‪:‬‬


‫المسافة المعيارية الموزونة = ‪) ] ) ‬مج و × )س – س'(‪ / ٢‬مج و [ ‪+‬‬
‫)‪(٢٤-٨‬‬ ‫] )مج و × )ص– ص'(‪ / ٢‬مج و [ (‬

‫‪SD  (  w( x  x  ) 2‬‬ ‫‪ w )  (  w( y  y‬‬ ‫‪ 2‬‬


‫)‬ ‫)‪ w‬‬ ‫)‪(8-24‬‬

‫حيث‪:‬‬
‫متوسط اإلحداثي س لجميع مفردات الظاھرة‬ ‫‪ x-‬أو س'‬
‫متوسط اإلحداثي ص لجميع مفردات الظاھرة‬ ‫‪ y-‬أو ص'‬
‫قيمة الوزن لكل مفردة من مفردات الظاھرة‬ ‫‪ wi‬أو و‬
‫عدد نقاط توزيع الظاھرة‬ ‫أو ن‬ ‫‪n‬‬

‫شكل )‪ (٧-٨‬مثال للمسافة المعيارية‬

‫االتجاه التوزيعي ‪Directional Distribution‬‬


‫يعبر االتجاه التوزيعي )ويسمي أيضا الشكل البيضاوي المعياري للت شتت ‪Standard‬‬
‫‪ (Deviational Ellipse‬عم ا إذا ك ان التوزي ع المك اني للظ اھرة ل ه اتج اه مح دد‪ .‬ل ذلك م ن‬
‫الممكن الحصول علي شكل بيضاوي يعبر عن خ صائص التوزي ع االتج اھي حي ث يك ون مرك ز‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٢٧٤‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫اإلحصاء وتحليل البيانات‬ ‫الفصل الثامن‬
‫______________________________________________________________‬

‫ھ ذا ال شكل البي ضاوي منطبق ا عل ي نقط ة المرك ز المتوس ط ويق يس مح وره األكب ر قيم ة االتج اه‬
‫الذي تأخذه معظم مفردات الظاھرة‪.‬‬

‫يتم حساب عناصر االتجاه التوزيعي كاآلتي‪:‬‬


‫)‪(٢٥-٨‬‬ ‫زاوية انحراف المحور األكبر )زاوية التوزيع( = ز = ظا‪ ) ١-‬أ ‪ +‬ب ( ‪ /‬ج‬
‫‪  tan 1 (a  b) / c‬‬ ‫)‪(8-25‬‬
‫حيث‪:‬‬
‫‪٢‬‬
‫)‪(٢٦-٨‬‬ ‫أ = مج )س‪ -‬س'(‪ – ٢‬مج )ص‪ -‬ص'(‬
‫)‪(٢٧-٨‬‬ ‫ب = ‪ ) ] ‬مج )س‪ -‬س'(‪ – ٢‬مج )ص‪ -‬ص'(‪ ) ٤ + ٢(٢‬مج س×ص(‪[ ٢‬‬
‫)‪(٢٨-٨‬‬ ‫ج = ‪ ٢‬مج ) )س – س'( × )ص – ص'( (‬
‫‪a   (x  x )2   ( y  y  )2‬‬ ‫)‪(8-26‬‬

‫‪b  ( ( x  x  ) 2  (  ( y  y  ) 2 ) 2  4 ( xy ) 2‬‬ ‫)‪(8-27‬‬

‫) ‪c  2 ( x  x  )( y  y ‬‬ ‫)‪(8-28‬‬

‫محور التوزيع في اتجاه س = ‪)] ‬مج ) )س – س'(×جتا ز – )ص– ص'(× جا ز(‪/[ ٢‬ن‬
‫محور التوزيع في اتجاه ص = ‪)] ‬مج ) )س – س'(×جا ز – )ص– ص'(× جتا ز(‪/[ ٢‬ن‬

‫‪x dd  [ (( x  x  ) cos   ( y  y  ) sin  )) 2 ] / n‬‬ ‫)‪(8-29‬‬

‫‪y dd  [ (( x  x  ) sin  )  ( y  y  ) cos  )) 2 ] / n‬‬ ‫)‪(8-30‬‬

‫شكل )‪ (٨-٨‬مثال لالتجاه التوزيعي‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٢٧٥‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫اإلحصاء وتحليل البيانات‬ ‫الفصل الثامن‬
‫______________________________________________________________‬

‫مربع كاي‬
‫إن معظ م الظ اھرات المكاني ة تك ون أنماطھ ا خل يط ب ين التكت ل و الع شوائية و االنت شار‬
‫المنتظم‪.‬‬

‫شكل )‪ (٩-٨‬أنواع أو أنماط التوزيعات‬

‫( مؤش را يح دد‬ ‫يقدم تحليل مربع ك اي ‪) Chi Square‬ك اي ھ و الح رف الالتين ي‪:‬‬
‫عما إذا كان التوزيع المكاني لظاھرة يقترب من توزيع نظري مع ين‪ .‬يعتم د إج راء تحلي ل مرب ع‬
‫ك اي عل ي تغطي ة منطق ة الدراس ة ب شبكة م ن المربع ات المت ساوية‪ ،‬ث م اس تخراج ع دد مف ردات‬
‫الظاھرة الواقعة في كل مربع من مربعات ھذه الشبكة ومقارنة ھذا العدد بالعدد المتوقع في حال ة‬
‫التوزيع المنتظم‪ .‬يتم حساب قيمة مربع كاي الفعلية من المعادلة‪:‬‬

‫)‪(٣١-٨‬‬ ‫مربع كاي = مج ) أ – ب (‪ / ٢‬ب‬


‫‪ 2   ( n1  n2 ) 2 n2‬‬ ‫)‪(8-31‬‬

‫حيث‪:‬‬
‫عدد نقاط الظاھرة الواقعة فعليا في المربع‬ ‫‪ n1‬أو أ‬
‫عدد نقاط الظاھرة المفترض وقوعھا في المربع‬ ‫‪ n2‬أو ب‬

‫وتجدر اإلشارة إلي أن ف ي حال ة ك ون توزي ع الظ اھرة توزيع ا منتظم ا ف أن قيم ة معام ل‬
‫ك اي ست صبح ص فر‪ ،‬أي أن ه كلم ا اقترب ت قيم ة المعام ل م ن ال صفر كلم ا ك ان التوزي ع الفعل ي‬
‫للظاھرة قريبا من التوزيع النظ ري المن تظم أو المرت ب‪ .‬أم ا القيم ة الق صوى لمعام ل مرب ع ك اي‬
‫فتحدث عن دما تتجم ع جمي ع النق اط ف ي مرب ع واح د )حال ة التوزي ع المتجم ع أو المرك ز(‪ ،‬أي أن‬
‫حسابھا يعتمد علي عدد نقاط الظاھرة و عدد المربعات المستخدمة في التحليل‪.‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٢٧٦‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫اإلحصاء وتحليل البيانات‬ ‫الفصل الثامن‬
‫______________________________________________________________‬

‫الجار األقرب ‪Average Nearest Neighbor‬‬


‫يح اول ھ ذا التحلي ل المك اني معرف ة نم ط ‪ pattern‬انت شار ظ اھرة معين ة جغرافي ا أو‬
‫مكانيا‪ ،‬وذلك من خالل مقارنة التوزيع الفعلي للظاھرة م ع توزي ع نظ ري مع ين‪ .‬ومقي اس الج ار‬
‫األقرب )يسمي أيضا بمعامل ص لة الج وار( يمث ل ن سبة الم سافة المقاس ة )متوس ط الم سافات م ن‬
‫كل نقطة إلي أقرب نقطة لھا( مقسومة علي المسافة النظرية أو المسافة المتوقعة ف ي حال ة ال نمط‬
‫العشوائي لنفس عدد النقاط ونفس مساحة الظاھرة عل ي األرض‪ .‬ويح سب معام ل الج ار األق رب‬
‫بعدة صور منھا‪:‬‬
‫)‪(٣٢-٨‬‬ ‫معامل الجار األقرب = ل = ‪ ٢‬م ‪ ) ‬ن ‪ /‬ح (‬
‫)‪NN  2md  ( n / A‬‬ ‫)‪(8-32‬‬

‫أو‪:‬‬
‫)‪(٣٣-٨‬‬ ‫معامل الجار األقرب = ل = م ‪ /‬م‪٢‬‬
‫‪NN  md / mexp‬‬ ‫)‪(8-33‬‬

‫حيث‪:‬‬
‫متوسط المسافات الفعلية‬ ‫‪ md‬أو م‬
‫عدد النقاط‬ ‫‪ n‬أو ن‬
‫مساحة منطقة الدراسة‬ ‫‪ A‬أو ح‬
‫متوسط المسافة المتوقعة )النظرية(‪:‬‬ ‫‪ mexp‬أو م‪٢‬‬
‫)‪(٣٤-٨‬‬ ‫م‪  / ١ = ٢‬ك = ‪)  / ١‬ن ‪ /‬ح(‬
‫حيث‪:‬‬
‫ك = الكثافة‬
‫)‪mexp  1 / ( n / A‬‬ ‫)‪(8-34‬‬

‫وتتراوح قيمة معامل صلة الجوار ب ين ال صفر و ‪ ٢.١٥‬وكلم ا اقترب ت م ن ال صفر ك ان‬
‫التوزيع متجمعا و كلما اقتربت من الحد األقصى كلم ا ك ان التوزي ع منتظم ا‪ ،‬بينم ا القيم ة ‪ ١‬ت دل‬
‫علي التوزيع العشوائي الكامل‪.‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٢٧٧‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫اإلحصاء وتحليل البيانات‬ ‫الفصل الثامن‬
‫______________________________________________________________‬

‫قيمة معامل الجار‬ ‫النمط الفرعي‬ ‫قيمة معامل الجار‬ ‫النمط‬


‫األقرب‬ ‫األقرب‬
‫صفر‬ ‫متجمع تماما‬ ‫أقل من ‪١.٠‬‬ ‫المتقارب‪/‬المتجمع‬
‫من صفر إلي ‪٠.٥‬‬ ‫متقارب لكن غير منتظم‬
‫متق ارب يتج ه ناحي ة من ‪ ٠.٥‬إلي ‪١.٠‬‬
‫العشوائي‬
‫‪١.٠‬‬ ‫العشوائي‬
‫من ‪ ١.٠‬إلي ‪٢.٠‬‬ ‫المتباعد في المسافات‬ ‫أكبر من ‪١.٠‬‬ ‫المتباعد‪/‬المنتظم‬
‫‪٢.٠‬‬ ‫المنتظم )شكل المربع(‬
‫أكبر من ‪٢.٠‬‬ ‫المنتظم )الشكل السداسي(‬

‫معام ل االرتب اط ال ذاتي )معام ل م وران( ‪Spatial Autocorrelation Coefficient‬‬


‫)‪(Moran Index‬‬
‫مثل معامل الجار األقرب فأن معامل االرتباط الذاتي )يسمي بمعامل موران ن سبة للع الم‬
‫الذي أبتكره( يحاول معرفة نمط انتشار ظاھرة معينة جغرافيا أو مكانيا‪ ،‬وذلك م ن خ الل دراس ة‬
‫التماث ل ف ي توزي ع مف ردات الظ اھرة مكاني ا وم دي االرتب اط ال ذاتي بي نھم‪ .‬تت راوح ق يم معام ل‬
‫موران بين ‪ ١-‬و ‪ ،١+‬وان كانت قيمته قريبه من ‪ ١-‬فيدل ذلك علي ال نمط المت شتت أو المتباع د‬
‫وان كانت قريبة من ‪ ١+‬دلت علي النمط المتجمع أو المتقارب‪ ،‬بينما إن كان ت القيم ة قريب ة م ن‬
‫الصفر فتشير للنمط العشوائي في التوزيع المكاني‪ .‬وتحسب قيمة معامل موران من المعادلة‪:‬‬
‫موران = ) ن ‪ /‬س‪× (١‬‬
‫] )مج‪ i=1n‬مج‪) j=1i‬س‪ – i‬س'( × ) س‪ – j‬س'( × و ( ‪ /‬مج )س‪ – i‬س'(‪(٣٥-٨) [ ٢‬‬
‫‪n‬‬ ‫‪n‬‬ ‫‪n‬‬ ‫‪n‬‬ ‫‪n‬‬
‫‪I  n  wij ( xi  x  )( x j  x  ) ( wij )  ( xi  x  ) 2‬‬ ‫)‪(8-35‬‬
‫‪i‬‬ ‫‪j‬‬ ‫‪i‬‬ ‫‪j‬‬ ‫‪i‬‬

‫‪i‬‬ ‫‪n‬‬
‫و‪.i,j‬‬ ‫مج ‪ i=1‬مج ‪j=1‬‬ ‫س‪= ١‬‬
‫‪ xi‬أو س‪ i‬تمثل الخلية )العنصر( رقم ‪ i‬من مفردات الظاھرة‪ ،‬حيث ‪ i‬يتراوح من ‪ ١‬إلي ن‪.‬‬
‫‪ xj‬أو س‪ j‬تمثل الخلية )العنصر( رقم ‪ j‬من مفردات الظاھرة‪ ،‬حيث ‪ j‬يتراوح من ‪ ١‬إلي ‪.i‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٢٧٨‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫اإلحصاء وتحليل البيانات‬ ‫الفصل الثامن‬
‫______________________________________________________________‬

‫أي أنه يتم تنفيذ عملية الجمع الثنائي – في المعادلة السابقة ‪ -‬عدد من المرات بين كل مف ردة م ن‬
‫مفردات الظاھرة و باقي المفردات حتى يمكن الوصول في النھاية إلي قيم ة معام ل م وران لھ ذه‬
‫الظاھرة‪.‬‬

‫تحليل الكثافة ‪Density‬‬


‫تحليل الكثافة يوضح بصورة خرائطية مدي التغير في كثافة توزيع الظاھرة علي امت داد‬
‫منطقة الدراسة‪ ،‬بمعني أن ناتج ھذا التحليل لن يكون رقم ا واح دا يعب ر ع ن كثاف ة الظ اھرة عل ي‬
‫كام ل امت دادھا الجغراف ي إنم ا يمث ل التغي ر ف ي كثاف ات الظ اھرة م ن مك ان إل ي آخ ر ف ي منطق ة‬
‫الدراس ة‪ .‬م ن الممك ن تطبي ق تحلي ل الكثاف ة عل ي الظ اھرات الموض عية وأي ضا عل ي الظ اھرات‬
‫الخطية‪.‬‬

‫كثافة الظاھرات النقطية ‪Point Density‬‬


‫يتيح تحليل كثافة الظاھرات النقطي ة رس م خريط ة س طوح ‪ surface map‬تب ين م دي‬
‫التغير في كثافة توزيع الظاھرة علي امتداد منطقة الدراسة‪ .‬عند اس تخدام ق يم غي ر مكاني ة معين ة‬
‫فأن الخريطة ستمثل التغير ف ي كثاف ة ھ ذه الق يم ح ول مواق ع نق اط الظ اھرة ذاتھ ا‪ ،‬فم ثال بمعرف ة‬
‫عدد السكان في بعض المدن يمكن استنباط خريطة تمثل التغي ر المك اني ف ي أع داد ال سكان عل ي‬
‫امتداد منطقة الدراسة التي تحتوي ھذه المدن‪:‬‬

‫شكل )‪ (١٠-٨‬كثافة توزيع السكان في المدن السعودية الرئيسية‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٢٧٩‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫اإلحصاء وتحليل البيانات‬ ‫الفصل الثامن‬
‫______________________________________________________________‬

‫كثافة الظاھرات الخطية ‪Line Density‬‬


‫يحدد تحلي ل كثاف ة الظ اھرات الخطي ة )الط رق م ثال( رس م خريط ة س طوح ‪surface‬‬
‫‪ map‬تبين مدي التغير في كثافة توزيع الظاھرة علي امتداد منطقة الدراسة‪:‬‬

‫شكل )‪ (١١-٨‬كثافة أعداد الطرق الرئيسية في مدينة مكة المكرمة‬

‫االتجاه العام للمعالم الخطية ‪Linear Directional Mean‬‬


‫يعطي ھذا التحليل االتجاه العام للتوزيع المكاني أو الجغرافي لظاھرة خطي ة )مث ل ش بكة‬
‫الط رق( حي ث يمك ن تحدي د متوس ط أط وال مف ردات الظ اھرة و االتج اه المك اني الع ام لتوزيعھ ا‬
‫علي األرض‪ .‬وكمثال فأن الشكل الت الي يح دد االتج اه الع ام لتوزي ع ش بكة الط رق الرئي سية ف ي‬
‫المملكة العربية السعودية‪:‬‬
‫‪ -‬االتجاه العام = ‪ o٤٨.٨‬أي الشمال الشرقي‬
‫‪ -‬متوسط أطوال الطرق = ‪ ١٦٢٨٠‬متر‬

‫شكل )‪ (١٢-٨‬اتجاه توزيع الطرق الرئيسية في المملكة‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٢٨٠‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫اإلحصاء وتحليل البيانات‬ ‫الفصل الثامن‬
‫______________________________________________________________‬

‫‪ ٧-٨‬تحليالت طبقات نظم المعلومات المكانية‬


‫يعد تحليل التراكب ‪) Overlay Analysis‬ويسمي أيضا بالمعالج ة الجغرافي ة ‪Geo‬‬
‫‪ (Processing‬أحد أھم التحليالت المكانية التي تعني بتحليل الخ صائص ب ين طبقت ين أو أكث ر‬
‫وإنتاج طبقة جدي دة ت شتمل عل ي ھ ذه الخ صائص الم شتركة‪ .‬ي تم تنفي ذ ھ ذا الن وع م ن التحل يالت‬
‫المكاني ة عل ي الملف ات الخطي ة ‪) Vector‬الطبق ات ‪ (Shapefiles‬فق ط وب شرط أن تتماث ل‬
‫الطبقت ين ف ي ك ال م ن المرج ع الجغراف ي ‪ Datum‬و الم سقط ‪ projection‬ون وع اإلح داثيات‬
‫‪ .Coordinate System‬أيضا يوجد نوع آخر من التحليالت المكانية للطبقات ي سمي بتحلي ل‬
‫االقت راب ‪ Proximity Analysis‬ويعن ي بتحدي د م دي ق رب المظ اھر المكاني ة م ن بع ضھا‬
‫ال بعض‪ .‬وم ن أھ م أدوات تحلي ل االقت راب أداة الح رم )أو الح زام( المك اني‪ .‬وت شمل تحل يالت‬
‫التراكب وتحليالت االقتراب عدة أنواع سنتناول بعضھم فقط في األجزاء التالية‪.‬‬

‫‪ ١-٧-٨‬أدوات تحليل التراكب‬


‫تحليل التقاطع ‪Intersection‬‬
‫يھدف ھذا التحليل إليجاد الجزء )المعالم( المشاركة بين طبقتين أو أكث ر‪ .‬ف إذا ك ان ل دينا‬
‫طبقتين أ‪ ،‬ب فأن الطبقة الجديدة الناتجة عن تنفيذ أمر التق اطع س تحتوي جمي ع المع الم الم شتركة‬
‫بينھم ا أي المظ اھر الت ي تتواج د ف ي كلت ا الطبقت ين‪ .‬وست شمل قاع دة البيان ات غي ر المكاني ة‬
‫‪ Attribute Table‬للطبقة الجديدة كال م ن خ صائص )أعم دة( الطبق ة األول ي و الطبق ة الثاني ة‬
‫للمعالم المشتركة‪:‬‬

‫شكل )‪ (١٣-٨‬تحليل التقاطع‬

‫تحليل االتحاد ‪Union‬‬


‫ويھدف لتوحيد جميع معالم )ظاھرات( طبقتين أو أكث ر ف ي طبق ة جدي دة‪ .‬ف إذا ك ان ل دينا‬
‫طبقت ين أ‪ ،‬ب ف أن الطبق ة الجدي دة الناتج ة ع ن تنفي ذ أم ر االتح اد س تحتوي جمي ع مع الم الطبق ة‬
‫األولي باإلضافة لجميع معالم الطبقة الثانية‪:‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٢٨١‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫اإلحصاء وتحليل البيانات‬ ‫الفصل الثامن‬
‫______________________________________________________________‬

‫شكل )‪ (١٤-٨‬تحليل االتحاد‬

‫تحليل المحو ‪Erase‬‬


‫تعد وظيفة ھذا التحليل عكس وظيفة أداة التقاطع‪ ،‬أي أن الطبقة الجدي دة الناتج ة ست شمل‬
‫فقط المعالم غير المشتركة بين الطبقتين األصليتين‪:‬‬

‫شكل )‪ (١٥-٨‬تحليل المحو‬

‫تحليل التعيين ‪Identify‬‬


‫إن وظيفة ھذا التحليل ھي ناتج وظيفت ي االتح اد ‪ union‬و المح و ‪ erase‬مع ا‪ ،‬بمعن ي‬
‫أن تحليل التعيين سيقوم أوال باتحاد كال الطبقتين معا ثم يقوم ثانيا بمح و األج زاء غي ر الم شتركة‬
‫بينھما‪:‬‬

‫شكل )‪ (١٦-٨‬تحليل التعيين‬

‫تحليل الربط المكاني ‪Spatial Join‬‬


‫يعم ل ھ ذا التحلي ل إض افة أعم دة م ن قاع دة البيان ات غي ر المكاني ة ‪attribute table‬‬
‫للطبقة الثانية إلي قاعدة البيانات غير المكانية للطبقة األولي‪.‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٢٨٢‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫اإلحصاء وتحليل البيانات‬ ‫الفصل الثامن‬
‫______________________________________________________________‬

‫تحليل التحديث ‪Update‬‬


‫كما ھو واضح من أسمه فأن ھذا التحليل يقوم بتحديث معالم الطبقة األول ي بمع الم طبق ة‬
‫التح ديث الثاني ة‪ .‬أي أن الطبق ة الجدي دة س تحتوي المع الم غي ر الم شتركة )مث ل أداة المح و(‬
‫باإلضافة لمعالم الطبقة الثانية‪:‬‬

‫شكل )‪ (١٧-٨‬تحليل التحديث‬

‫تحليل الفرق التماثلي ‪Symmetrical Difference‬‬


‫ويعمل تحليل الفرق التماثلي علي تنفي ذ اتح اد ‪ union‬ب ين طبقت ين م ع اس تبعاد المنطق ة‬
‫المشتركة بينھما‪:‬‬

‫شكل )‪ (١٨-٨‬تحليل الفرق التماثلي‬

‫‪ ٢-٧-٨‬أدوات تحليل االقتراب‬


‫وتھدف ھذه المجموعة من أدوات التحليل المكاني لتحديد مدي اقتراب )أو قرب( المعالم‬
‫المكانية من بعضھا البعض‪.‬‬

‫تحليل الحرم المكاني ‪Buffer‬‬


‫الحرم المكاني أو الح زام المك اني ھ و تحدي د م سافة معين ة كح رم أو منطق ة اقت راب م ن‬
‫معالم مكانية مح ددة‪ .‬كمث ال ف أن مواص فات الھندس ة المدني ة ت نص عل ي ض رورة أن يك ون لك ل‬
‫طريق )أو خط سكة حديدية( حرم مكاني يمنع البن اء أو إقام ة أي ة من شئات علي ه‪ ،‬و غالب ا ي سمي‬
‫باسم "حرم الطريق" ويكون علي بعد أو مسافة ‪ ٥٠‬مترا علي كال جانبي الطريق ذاته‪.‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٢٨٣‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫اإلحصاء وتحليل البيانات‬ ‫الفصل الثامن‬
‫______________________________________________________________‬

‫شكل )‪ (١٩-٨‬تحليل الحرم المكاني‬

‫تحليل أقرب ظاھرة ‪Near‬‬


‫يحدد ھذا التحليل أقرب ظاھرة المسافة ب ين مع الم الطبق ة األول ي و أق رب معل م لھ ا م ن‬
‫معالم الطبقة الثانية‪ .‬فمثال إن كان لدينا طبقتي مدارس و طرق ونريد أن نحدد أقرب طري ق لك ل‬
‫مدرسة من المدارس وبأي مسافة يبعد عنھا‪.‬‬

‫تحليل المسافة بين النقاط ‪Point Distance‬‬


‫يحسب ھذا التحليل قيمة المسافات بين ك ل معل م م ن مع الم الطبق ة األول ي إل ي ك ل معل م‬
‫من معالم الطبقة الثانية‪.‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٢٨٤‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫جديد الجيوماتكس‬ ‫الفصل التاسع‬
‫______________________________________________________________‬

‫الفصل التاسع‬
‫جديد الجيوماتكس‬

‫‪ ١-٩‬مقدمة‬
‫تطورت علوم و تقنيات الجيوماتكس بدرجة كبيرة في السنوات القليلة الماضية وظھ رت‬
‫تقنيات و تطبيقات حديثة سواء تقنيات تجميع البيانات أو طرق عرض البيان ات و م شاركتھا ب ين‬
‫المستخدمين أو ظھور تطبيقات جدي دة ل نظم المعلوم ات المكاني ة ل م تك ن معروف ة م ن قب ل‪ .‬وف ي‬
‫ھذا الفصل سنحاول إلقاء الضوء ‪ -‬بصورة مختصرة و بسيطة ‪ -‬ع ن بع ض م ن ھ ذه التطبيق ات‬
‫أو االبتكارات الحديثة في الجيوماتكس ‪.Innovations in Geomatics‬‬

‫‪ ٢-٩‬جديد تجميع البيانات‬

‫‪ ١-٢-٩‬أجھزة الجي بي أس المخصصة لنظم المعلومات‪:‬‬


‫مع انتشار تطبيقات تقنية النظام الع المي لتحدي د المواق ع )الج ي ب ي أس( ظھ رت نوعي ة‬
‫جدي دة م ن أجھ زة االس تقبال مخص صة لتجمي ع البيان ات ف ي إط ار نظ م المعلوم ات الجغرافي ة‪.‬‬
‫وتتمي ز ھ ذه المجموع ة الجدي دة م ن األجھ زة بع دة خ صائص تناس ب ھ ذا التطبي ق أو االس تخدام‬
‫الحديث‪ .‬فمن حي ث الدق ة كان ت األجھ زة المالحي ة التقليدي ة )المحمول ة ي دويا( تت راوح دقتھ ا ف ي‬
‫ح دود ع دة أمت ار قليل ة‪ ،‬بينم ا كان ت األجھ زة الجيودي سية ت صل ف ي دقتھ ا ال ي ع دة ملليمت رات‪.‬‬
‫وعل ي الجان ب اآلخ ر فق د كان ت أس عار األجھ زة الھندس ية مرتفع ة بدرج ة تجعلھ ا غي ر مناس بة‬
‫لم شروعات نظ م المعلوم ات الجغرافي ة‪ .‬م ن ھن ا فق د تمي زت المجموع ة الجدي دة م ن األجھ زة‬
‫بوصولھا الي دقة متوسطة )عدة دي سيمترات( م ع أس عار متوس طة أي ضا تجعلھ ا اختي ارا مناس با‬
‫لتطبيق ات نظ م المعلوم ات الجغرافي ة‪ .‬أم ا ث اني ممي زات ھ ذه النوعي ة م ن أجھ زة الج ي ب ي أس‬
‫فتمث ل ف ي ظھ ور إص دارات جدي دة م ن ب رامج نظ م المعلوم ات الجغرافي ة مخص صة للتثبي ت و‬
‫العمل علي ھذه األجھزة )مثل برنامج ‪ ArcPAD‬من شركة ايزري(‪ .‬ومن ثم فقد أصبح تسجيل‬
‫البيان ات غي ر المكاني ة ‪ attribute data‬متاح ا أثن اء العم ل المي داني م ع تحدي د مواق ع أو‬
‫إحداثيات المظاھر المكانية المرصودة‪ .‬كم ا ت وافرت إمكاني ات لت صدير ملف ات البيان ات الميداني ة‬
‫ال ي ص يغ تتعام ل مباش رة م ع ب رامج نظ م المعلوم ات الجغرافي ة ال شھيرة )مث ل ص يغة‬
‫‪ .(shapefiles‬أيضا تتميز بعض ھذه األجھ زة بوج ود وس ائل نق ل بيان ات متع ددة )م ن خ الل‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٢٨٥‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫جديد الجيوماتكس‬ ‫الفصل التاسع‬
‫______________________________________________________________‬

‫البلوت وث أو ال واي ف اي( لت وفر نق ل البيان ات ب ين األجھ زة و الحاس بات ب صورة س ريعة دون‬
‫الحاج ة لك ابالت نق ل البيان ات التقليدي ة‪ .‬كم ا يمك ن لھ ذه النوعي ة م ن األجھ زة أن تتواص ل م ع‬
‫شبكات بث تصحيحات الجي بي أس )نظم االزدياد( من خالل شريحة تليفون محمول تمكنھا من‬
‫الولوج لشبكة االنترنت مباشرة في الموقع‪ .‬ومع وجود ك اميرا رقمي ة مدمج ة داخ ل جھ از الج ي‬
‫بي أس أصبح تسجيل صور المعالم المرصودة ميدانيا في نفس الوقت أسھل وأسرع‪.‬‬

‫ويمك ن تق سيم ھ ذه األجھ زة ال ي فئت ين رئي سيتين م ن حي ث دق ة إح داثيات المواق ع‬


‫المرصودة‪:‬‬
‫‪ -‬أجھزة ت صل دقتھ ا ال ي م ا دون م ستوي المت ر الواح د وتعتم د ف ي طريق ة عملھ ا عل ي‬
‫أس لوب خ ط القاع دة المتب ع ف ي القياس ات الم ساحية الدقيق ة حي ث يوج د جھ از ثاب ت‬
‫‪ static‬يحت ل نقط ة معلوم ة اإلح داثيات بينم ا يتح رك الجھ از الث اني ‪ rover‬لرص د‬
‫النق اط أو المع الم الجدي دة‪ .‬ويق وم الجھ از الثاب ت بح ساب أخط اء إش ارات األقم ار‬
‫الصناعية عند النقطة المعلومة ليستفيد منھا الجھاز المتحرك )إما لحظيا من خ الل ب ث‬
‫التصحيحات أو الحقا في المكتب في خطوة الحساب ‪ (data processing‬للوصول‬
‫الي دقة ديسيمترات في إحداثيات النقاط الجديدة‪.‬‬
‫‪ -‬أجھزة نعمل بمفردھا ‪ stand alone‬بحيث ال يكون ھناك إال جھاز واحد فقط يمكن ه‬
‫الوص ول ال ي دق ة ‪ ٥-٢‬مت ر‪ ،‬م ع االحتف اظ بكاف ة الممي زات األخ رى لتطبيق ات نظ م‬
‫المعلومات الجغرافية‪.‬‬

‫شكل )‪ (١-٩‬نماذج ألجھزة الجي بي أس المخصصة لنظم المعلومات الجغرافية‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٢٨٦‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫جديد الجيوماتكس‬ ‫الفصل التاسع‬
‫______________________________________________________________‬

‫‪ ٢-٢-٩‬نظم الخرائط المحمولة‪:‬‬


‫حديثا تطورت عدة تقنيات ألسلوب جدي د م ن أس اليب تجمي ع البيان ات وتط وير الخ رائط‬
‫تحت مسمي نظ م الخ رائط المحمول ة ‪ Mobile Mapping Systems‬أو اخت صارا ‪.MMS‬‬
‫وتتمي ز ھ ذه الط رق باالعتم اد عل ي ع دة تقني ات لتجمي ع البيان ات المكاني ة )مث ل الم سح الج وي‬
‫األرض ي ‪ terrestrial photogrammetry‬و ال رادار و اللي زر والج ي ب ي أس( ب صورة‬
‫سريعة و دقيقة ورخيصة اقتصاديا أيضا حي ث أنھ ا تقل ل م ن تكلف ة العم ل الحقل ي‪ .‬وتتك ون مث ل‬
‫ھ ذه التقني ات الحديث ة م ن س يارة مركب ا عليھ ا مجموع ة م ن أجھ زة القي اس و الت سجيل مث ل‬
‫الك اميرات الفوتوغرافي ة الرقمي ة أو ك اميرات الفي ديو الرقمي ة وأجھ زة الج ي ب ي أس و أجھ زة‬
‫الليزر‪ ،‬بحيث يتم تجميع قياسات ھذه األجھ زة بأس لوب تك املي لحظ ي باس تخدام جھ از كمبي وتر‬
‫محمول‪ .‬وبھذا األسلوب التكاملي يمكن قياس اإلحداثيات ثالثية األبعاد لكل المع الم المكاني ة الت ي‬
‫يتم تصويرھا )فوتوغرافيا أو فيديو( علي طول مسار السيارة‪ ،‬وتوقيع ھذه القياسات لحظي ا عل ي‬
‫الخرائط علي الكمبيوتر لتطوير خريطة رقمية في نفس وقت العمل المي داني‪ .‬وت صل دق ة بع ض‬
‫نظم الخرائط المحمولة الي عدة سنتيمترات في المستوي األفقي‪ .‬وي شتھر تطبي ق ھ ذه التقني ة ف ي‬
‫إنشاء و تحديث خرائط شبكات الطرق وكذلك في أعمال صيانة و إدارة شبكات المواصالت م ن‬
‫طرق و سكك حديدية‪.‬‬

‫شكل )‪ (٢-٩‬نماذج لنظم الخرائط المحمولة‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٢٨٧‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫جديد الجيوماتكس‬ ‫الفصل التاسع‬
‫______________________________________________________________‬

‫‪ ٣-٩‬جديد تحليل و نمذجة البيانات‬

‫‪ ١-٣-٩‬طرق الذكاء الصناعي في تحليل البيانات‬


‫من ذ ع ام ‪١٩٥٦‬م )‪ ١٣٧٥‬ھ ـ( ص اغ الع الم األمريك ي المتخ صص ف ي الكمبي وتر ج ون‬
‫‪Artificial‬‬ ‫‪ John‬م صطلح ال ذكاء ال صناعي أو االص طناعي‬ ‫مك ارثي ‪McCarthy‬‬
‫‪ Intelligence‬ليدل علي فرع جدي د م ن ف روع عل م الكمبي وتر وخاص ة ف ي مج ال البرمجي ات‬
‫‪ .software‬ويحاول ھذا العل م محاك اة عملي ة التفكي ر الب شري والق درات العقلي ة اإلن سانية عن د‬
‫مواجھة موقف جديد‪ ،‬حيث ي تم االعتم اد عل ي الق درة عل ي ال تعلم و االس تنتاج ورد الفع ل‪ .‬ومن ذ‬
‫ذلك الحين تطورت طرق و نظريات الذكاء ال صناعي لت دخل ف ي ع دد كبي ر م ن التطبيق ات مث ل‬
‫ال نظم الخبي رة ومعالج ة اللغ ات الطبيعي ة وتميي ز األص وات وتميي ز وتحلي ل ال صور وك ذلك‬
‫الت شخيص الطب ي‪ ،‬وت داول األس ھم‪ ،‬وال تحكم اآلل ي‪ ،‬والق انون‪ ،‬واالكت شافات العلمي ة‪ ،‬وألع اب‬
‫الفيديو ولعب األطفال ومحركات البحث على اإلنترنت‪ .‬وفي السنوات الماضية تم االعتم اد عل ي‬
‫ط رق ال ذكاء ال صناعي ف ي الجيوم اتكس وخاص ة ف ي مج ال تحلي ل بيان ات نظ م المعلوم ات‬
‫الجغرافية‪ ،‬ومنھا طرق المنطق الضبابي و الشبكة العصبية الصناعية و األتمتة الشبكية‪.‬‬

‫يع د المنط ق ال ضبابي أو منط ق الغم وض ‪ Fuzzy Logic‬أح د أس اليب ال ذكاء‬


‫ال صناعي الت ي ت سعي لمحاك اة التفكي ر المنطق ي الب شري خاص ة ف ي مج ال معالج ة و تحلي ل‬
‫البيان ات‪ .‬والفك رة الرئي سية لھ ذا األس لوب تعتم د عل ي تط وير ب رامج جدي دة يمكنھ ا التعام ل م ع‬
‫المعلومات غير الدقيقة علي غرار اإلنسان‪ ،‬بعكس البرامج الحاسوبية التقليدية المبنية عل ي فك رة‬
‫أن الم دخالت ‪ input‬دقيق ة بالفع ل‪ .‬ولنح اول أن نفھ م أس لوب المنط ق ال ضبابي س نتناول مث اال‬
‫بسيطا‪ :‬في المنطق )أو التفكير( التقليدي يمكن لعنصر معين إما أن ينتمي لمجموع ة أو ال ينتم ي‬
‫إليھا‪ ،‬أي أن ھناك احتمالين فقط ال غير‪ .‬فعلي سبيل المثال إذا كان ل دينا مجموع ة تمث ل درج ات‬
‫الحرارة الباردة‪ ،‬ولدينا عن صر )درج ة ح رارة معين ة( فھ و إم ا أن ينتم ي للمجموع ة )أي درج ة‬
‫حرارة باردة( أو ال ينتمي إليھا )أي درجة حرارة غير باردة(‪ .‬ومن ثم فأن دال ة االحتم االت ف ي‬
‫المنطق التقليدي تعطي نتائج إما رقم صفر وإما رق م واح د‪ .‬ولن أتي اآلن للجان ب األخ ر أال وھ و‬
‫المنطق الضبابي‪ :‬ھنا من الممكن لعنصر أن يكون منتميا الي حد مع ين للمجموع ة‪ .‬فم ثال درج ة‬
‫الحرارة ‪ ١٢‬يمكن أن نقول أنھا تنتمي بنسبة ‪ %٥٠‬لمجموعة درجات الح رارة الب اردة‪ ،‬أي أنھ ا‬
‫درجة ح رارة ن صف ب اردة ن صف معتدل ة‪ .‬وم ن ث م ف أن دال ة االحتم االت ف ي المنط ق ال ضبابي‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٢٨٨‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫جديد الجيوماتكس‬ ‫الفصل التاسع‬
‫______________________________________________________________‬

‫تعطي نتائج متعددة ما بين رقمي الصفر و الواحد‪ .‬والشكل التالي يقدم مث اال آخ ر لكيفي ة تعري ف‬
‫مصطلح "الطويل" و "المتوسط" و "القصير" بين مجموعة من الط الب بمعرف ة قيم ة ط ول ك ل‬
‫طالب‪ .‬ونري في الشكل أن قيمة الطول تنتمي للفئات الثالثة بنسب مختلفة في نفس الوقت‪ .‬فمثال‬
‫الطول ‪ ١٦٠‬سنتيمتر يمكن اعتب اره بن سبة ‪ %٤٠‬ط وال "متوس طا" وأي ضا يمك ن اعتب اره بن سبة‬
‫‪ %٦٥‬طوال "قصيرا"‪ .‬وبھذا التفكير يمكن أن نتحكم في درجة حرارة المكيف أو جھاز التكييف‬
‫بصورة آلية )وليست بشرية مث ل أجھ زة التكيي ف العادي ة(‪ ،‬ف يمكن للجھ از نف سه أن يرف ع درج ة‬
‫حرارته عندما يشعر أن درجة حرارة الغرفة أصبحت "باردة" ويمكنه أن يخفض درجة حرارته‬
‫عندما ي شعر أن درج ة ح رارة الغرف ة أص بحت "ح ارة" وأن بح افظ عل ي درج ة حرارت ه عن دما‬
‫يشعر أن درجة حرارة الغرفة "معتدلة"‪.‬‬

‫شكل )‪ (٣-٩‬مثال ألسلوب المنطق الضبابي‬

‫عن د التعام ل م ع البيان ات ف ي نظ م المعلوم ات الجغرافي ة ب المنطق التقلي دي ف أن اإلجاب ة‬


‫علي أي سؤال أما أن تكون "نعم" أو "ال"‪ .‬فمثال عن دما نبح ث ع ن مك ان إلن شاء مدرس ة جدي دة‬
‫فنحن نضع مجموعة من المعايير أو الشروط الواجب توافرھ ا ف ي ھ ذا المك ان‪ .‬وعن دما ن ستخدم‬
‫أدوات التحليل المكاني التقليدية فنحن نجعل البرنامج يحدد لنا المواقع التي تلبي كل ھذه ال شروط‬
‫مجتمع ة و بن سبة ‪) %١٠٠‬م ثال باس تخدام أدوات الح رم المك اني ‪ Buffer‬والتق اطع‬
‫‪ Intersection‬في أدوات التحليل المكاني في برنامج ‪ (Arc GIS‬وأحيانا تكون النتيجة أنه ال‬
‫يوجد موقع محدد داخل ھذه المنطقة الجغرافي ة يلب ي جمي ع ال شروط أو المع ايير المطلوب ة‪ .‬بينم ا‬
‫إذا أتبعنا أسلوب المنطق الضبابي فأن النتيج ة س تكون مجموع ة م ن المواق ع الت ي تلب ي المع ايير‬
‫بنسب مختلفة‪ ،‬فقد نجد مواقع تلبي المعايير بن سبة ‪ %١٠٠‬و مواق ع أخ ري تلب ي المع ايير بن سبة‬
‫‪ %٩٠‬ومواق ع تلب ي المع ايير بن سبة ‪ ..... %٨٠‬ال خ )وھ ذا ھ و األس لوب المتب ع ف ي أداة اآلل ة‬
‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٢٨٩‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫جديد الجيوماتكس‬ ‫الفصل التاسع‬
‫______________________________________________________________‬

‫الحاسبة الشبكية ‪ Raster Calculator‬ف ي أدوات التحلي ل المك اني ف ي برن امج ‪.(Arc GIS‬‬
‫وبالتالي فأن أخصائي الجيوماتكس يضع مجموعة من الحلول أمام متخذ الق رار ليخت ار ھ و منھ ا‬
‫الحل "األنسب"‪ .‬وھذا ما ي سمي بتط وير نم اذج المالئم ة ‪ Suitability Models‬ف ي تطبيق ات‬
‫نظم المعلومات الجغرافية‪ .‬الشكل التالي يوضح نموذج مالئم ة إلقام ة من شئات س ياحية م ستقبلية‬
‫في منطقة الھدا شرق مكة المكرمة بالمملكة العربية السعودية بناءا عل ي مجموع ة م ن المع ايير‪.‬‬
‫ويتضح من الشكل أن معامل المالئمة يتدرج ف ي منطق ة الدراس ة م ا ب ين القيم ة ‪) ١‬مالئ م بن سبة‬
‫‪ (%١٠‬و القيمة ‪) ١٠‬مالئم بنسبة ‪.(%١٠٠‬‬

‫شكل )‪ (٤-٩‬مثال لنموذج مالئمة مبني علي أسلوب المنطق الضبابي‬

‫‪Cellular Automata or‬‬ ‫أم ا األتمت ة ال شبكية أو الخالي ا ذاتي ة ال سلوك‬


‫‪) Cellular‬أو اخت صارا ‪ (CA‬فھ و أس لوب آخ ر م ن أس اليب ال ذكاء‬ ‫‪Automation‬‬
‫ال صناعي ت م ابتك اره ف ي األربعين ات م ن الق رن الع شرين الم يالدي إال أن ه ل م ي شتھر ويب دأ ف ي‬
‫التطبيق حتى السبعينات‪ .‬يعتمد ھذا األسلوب علي مبدأ معرفة "حالة" ك ل خلي ه ‪) cell‬ف ي تمثي ل‬
‫ثنائي األبعاد( في مرحلة زمنية مبدئية‪ ،‬ثم بدراسة حالة الخاليا المجاورة لھ ذه الخلي ة ف ي ال شبكة‬
‫‪ ،grid‬يمكن معرفة كيف ستكون حالة الخلية األولي ف ي مرحل ة زمني ة تالي ة‪ .‬فف ي ال شكل الت الي‬
‫توجد الخلية الرئيسية قيد الدراسة )الخلية الزرقاء( وحولھا ‪ ٨‬خاليا مج اورة )الخالي ا الحم راء(‪.‬‬
‫فعند لحظة زمنية مبدئي ة ‪ t0‬نق وم نح ن بأنف سنا بتحدي د "حال ة" ك ل خلي ه م ن ھ ذه الخالي ا الت سعة‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٢٩٠‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫جديد الجيوماتكس‬ ‫الفصل التاسع‬
‫______________________________________________________________‬

‫)الخلية الرئيسية و الخاليا المجاورة لھا(‪ ،‬وھذه الحالة إما أن تكون "خلي ة حي ة ُتعط ي القيم ة ‪١‬‬
‫أو خلية "ميتة ُتعطي القيمة صفر‪ .‬وعند الفترة أو اللحظ ة الزمني ة التالي ة ‪ t‬يق وم أس لوب األتمت ة‬
‫الشبكية بالتنبؤ بحالة الخلية األساسية ‪ -‬بناءا علي حالتھا وحالة الخاليا المجاورة لھ ا ‪ -‬م ن خ الل‬
‫ثالثة احتماالت لھا‪:‬‬
‫‪ " -‬حالة النجاة"‪ :‬إذا كانت الخلية حية وحولھا إم ا ج ارتين أو ثالث ة أحي اء ‪ ،‬تبق ى الخلي ة‬
‫على قيد الحياة )ال تتغير حالتھا(‪.‬‬
‫‪" -‬حال ة ال والدة"‪ :‬إذا كان ت الخلي ة ميت ة وحولھ ا ‪ ٣‬ج ارات أحي اء‪ ،‬و م ن ث م ي تم ت شغيل‬
‫الخلية )إعطاؤھا قيمة = واحد(‪.‬‬
‫‪ " -‬حال ة الم وت"‪ :‬م ا تبق ى م ن ح االت‪ ،‬وم ن ث م ي تم إطف اء الخلي ة )إعطاؤھ ا قيم ة =‬
‫صفر(‪.‬‬

‫شكل )‪ (٥-٩‬مبدأ أسلوب األتمتة الشبكية‬

‫يعتمد التنبؤ بالحالة المستقبلية للخلية علي عدة عوامل تحدد طبيعة الخاليا المجاورة‪ ،‬أي‬
‫أن أسلوب األتمت ة ال شبكية يع د أس لوبا ديناميكي ا يمكن ه إع داد ع دد م ن ال سيناريوھات الم ستقبلية‬
‫لطبيعة النمو الشبكي للزاھرة قيد الدراسة‪ .‬فإذا أخذنا تطبي ق األتمت ة ال شبكية ف ي مج ال دراس ات‬
‫النم و العمران ي )وھ و م ن أھ م تطبيق ات ھ ذا األس لوب و أوس عھا انت شارا( ففي ه يق وم البرن امج‬
‫بدراسة كل خليه تنتم ي م ثال لن وع العم ران م ن أن واع اس تخدامات األراض ي‪ ،‬ويب دأ ف ي معرف ة‬
‫طبيعة الخاليا المج اورة لھ ا )أي ن وع م ن اس تخدامات األراض ي موج ود ف ي ك ل خلي ه م ن ھ ذه‬
‫الخاليا المجاورة( عند اللحظة الزمنية المبدئية ‪ ،to‬كما يقوم البرنامج بتحديد العالقة بين الظاھرة‬
‫الرئي سية )العم ران( والظ اھرات األخ رى الم ؤثرة‪ .‬بھ ذا األس لوب ي ستطيع البرن امج أن يح دد‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٢٩١‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫جديد الجيوماتكس‬ ‫الفصل التاسع‬
‫______________________________________________________________‬

‫نموذج لعالقة بين العم ران و ب اقي أن واع اس تخدامات األراض ي‪ ،‬فم ثال يمك ن عم ل نم وذج ب ين‬
‫العمران و مي ول األرض ونم وذج ب ين العم ران و ش بكة الط رق ‪....‬ال خ‪ .‬وعن د اللحظ ة الزمني ة‬
‫المستقبلية ‪ t‬يبدأ البرنامج في تحديد حالة الخلية الرئيسية بناءا علي حاالت الخاليا المج اورة لھ ا‪.‬‬
‫ومن ثم يمكن للبرنامج أن يعطي لنا صورة عامة ديناميكية عن التوسع العمراني الم ستقبلي لھ ذه‬
‫المنطقة الجغرافية )المدينة( وب أي مع دل و ف ي أي اتجاھ ات س يكون النم و العمران ي الم ستقبلي‪.‬‬
‫ويتضح أن أسلوب األتمتة الشبكية ذو طبيعة ديناميكية يسمح لنا بدراسة عدة سيناريوھات‪ ،‬فمثال‬
‫إذا توسعت شبكة الطرق الحالية في منطقة معينة ب صورة مح ددة فكي ف س يكون النم و العمران ي‬
‫عندئ ذ‪ ،‬وإذا توس عت ش بكة الط رق ب صورة ثاني ة فكي ف س يكون النم و العمران ي ‪ ...‬وھك ذا‪.‬‬
‫وربما ُتعد ھذه الحقيقة من أھم ممي زات أس لوب األتمت ة ال شبكية حي ث يق دم لمتخ ذي الق رار ع دة‬
‫سيناريوھات مستقبلية محتملة ليتم دراستھا وبي ان ممي زات و عي وب وخ صائص ك ل س يناريو و‬
‫اآلث ار المتوقع ة من ه‪ .‬وم ن ھن ا انت شرت تطبيق ات األتمت ة ال شبكية ف ي مج ال تحلي ل و نمذج ة‬
‫الظ اھرات ذات الطبيع ة الديناميكي ة مث ل النم و العمران ي و الت صحر و الك وارث الطبيعي ة‬
‫واس تخدامات األراض ي‪ .‬كم ا يتمي ز ھ ذا األس لوب أي ضا بإمكاني ة تط وير ب رامج حاس وبية‬
‫‪ software‬تعمل داخل إطار أو بيئة نظم المعلومات الجغرافية )مثل برنامج ‪.(SLEUTH‬‬

‫أم ا ال شبكة الع صبية ال صناعية ‪) Artificial Neural Network‬أو اخت صارا‬
‫‪ (ANN‬فھو أحد أساليب الذكاء الصناعي التي تحاول محاكاة الجھاز الع صبي ف ي م خ اإلن سان‪،‬‬
‫من خالل القدرة عل ي ال تعلم و الق درة عل ي تميي ز األش ياء و الق درة عل ي اتخ اذ الق رار‪ .‬فالجھ از‬
‫الع صبي للم خ الب شري )المك ون م ن ش بكة م ن ملي ارات الخالي ا الع صبية( ي ستطيع أن يخ زن‬
‫المعلومات والصور و األصوات وباقي اإلشارات التي تصله من الحواس الب شرية الخم سة‪ ،‬كم ا‬
‫يستطيع أن يتعلم عن طريق التكرار و الخطأ‪ .‬تحاول الشبكة العصبية الصناعية أن تق وم بنمذج ة‬
‫عالقة بين عدد كبير من المعطيات ‪ input‬عن طريق التعلم أو بناءا علي خبرات سابقة‪ .‬فكمثال‬
‫بسيط فأن طريقة االنحدار الخطي ‪) linear regression‬كما في المعادلة ‪ (١٣-٨‬يعتمد عل ي‬
‫أننا قد قمنا مسبقا بتحدي د طبيع ة العالق ة ب ين المتغي ر الت ابع و المتغي ر الم ستقل عل ي أنھ ا عالق ة‬
‫خطي ة ونح اول أن نح سب ق يم مع املي معادل ة الخ ط الم ستقيم ھ ذه‪ .‬لك ن ھ ل العالق ة ب ين ھ ذين‬
‫المتغيرين فعال عالقة خطية؟ أم ھناك نماذج رياضية أخ ري ربم ا ت ستطيع أن تح دد طبيع ة ھ ذه‬
‫العالقة بدقة أكبر؟‪ .‬ومن ھنا يأتي الفرق األساسي في تطبيق ‪ ANN‬كنم وذج تنب ؤ غي ر ثاب ت أو‬
‫ديناميكي ‪ dynamic‬بعكس النماذج الرياضية الثابتة ‪ static‬لالنحدار‪ .‬ھ ذا ھ و ج وھر أس لوب‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٢٩٢‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫جديد الجيوماتكس‬ ‫الفصل التاسع‬
‫______________________________________________________________‬

‫الشبكة العصبية ال صناعية‪ ،‬فاألس لوب يح اول أن يط ور عالق ة ب ين مجموع ة م ن المتغي رات ث م‬
‫يج رب نت ائج ھ ذه العالق ة عل ي مجموع ة م ن البيان ات المع روف عن دھا طبيع ة العالق ة )بيان ات‬
‫الت دريب أو ال تعلم ‪ (training or learning data‬ليعي د تط وير أو اس تنباط العالق ة ب ين‬
‫المتغيرات بدقة أفضل‪ ،‬ثم يطبق النم وذج أو العالق ة النھائي ة عل ي ب اقي قاع دة البيان ات ليق دم لن ا‬
‫النتائج الكامل ة‪ .‬وم ن ث م ف أن أھ م تطبيق ات ھ ذا األس لوب ف ي مج ال النمذج ة المكاني ة ‪spatial‬‬
‫‪ modeling‬أو نمذجة الظاھرات المكاني ة المتغي رة والمعتم دة ف ي نف س الوق ت عل ي ع دد كبي ر‬
‫م ن الم دخالت ‪ .input‬فعل ي س بيل المث ال يمك ن اس تخدام ھ ذا األس لوب م ن أس اليب ال ذكاء‬
‫الصناعي في تحديد "أفضل" مسار بين نقطتين لالنتقال من نقطة ال ي أخ ري عل ي ش بكة الط رق‬
‫في مدينة معينة‪ ،‬سواء إن كان ھذا المسار يعبر ع ن "أق صر م سافة" ب ين النقطت ين أو يعب ر ع ن‬
‫"أس رع طري ق" ي ستغرق أق ل وق ت للوص ول بينھم ا‪ .‬وب الطبع ف ي ھ ذا المث ال يج ب وض ع‬
‫مواص فات ش بكة الط رق ف ي الطبق ة الم ستھدفة ب أن نح دد لك ل طري ق عرض ه و ع دد ح ارات‬
‫الم رور ب ه و س رعة ال سير علي ه وان ك ان طريق ا م زدوج االتجاھ ات أم طري ق ذو اتج اه واح د‬
‫‪....‬الخ‪ .‬وفي خطوة الحقة يمكن ألسلوب ‪ ANN‬أن "يتعلم" إيج اد حل ول بديل ه‪ ،‬فم ثال إن ح دثت‬
‫حادثة مرورية في طريق معين وتم إغالقه فيقوم البرنامج بتحاشي المرور في ھذا الطريق لينتج‬
‫لنا بديل جديد لكيفية االنتقال من الموقع األول للموقع الثاني المطلوب‪.‬‬

‫وب صفة رئي سية ُي ستخدم أس لوب ال شبكة ال صناعية الع صبية ف ي إط ار نظ م المعلوم ات‬
‫الجغرافية في مجالين‪ (١) :‬نمذجة العالقة بين مجموعة م ن المتغي رات بدق ة‪ ،‬فعل ي س بيل المث ال‬
‫قامت دراسة بتطوير نموذج ‪ ANN‬لدرجة حرارة المياه في بحيرة بناءا علي قياسات الحرارة و‬
‫الضغط و الرطوبة وعمق المياه عند محطات القياس ثم تطبيق ھذه العالقة لحساب درجة حرارة‬
‫المياه في كل أجزاء البحيرة‪ ،‬بينم ا ت م ف ي دراس ة أخ ري تطبي ق أس لوب ‪ ANN‬لتح سين طريق ة‬
‫‪ un-supervised‬للمرئي ات الف ضائية‪ (٢) ،‬التنب ؤ‬ ‫الت صنيف اآلل ي ‪classification‬‬
‫الم ستقبلي لظ اھرة معين ة مث ل التنب ؤ بطريق ة انت شار األم راض و التنب ؤ بامت داد النم و العمران ي‬
‫والتنبؤ بآثار الكوارث الطبيعية والتنبؤ بتغي ر الظ اھرات المناخي ة‪ ،‬وم ن ث م فھ و أس لوب مناس ب‬
‫لتطبيقات التخطيط بصفة عامة وعمليات اتخاذ القرار‪.‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٢٩٣‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫جديد الجيوماتكس‬ ‫الفصل التاسع‬
‫______________________________________________________________‬

‫‪ ٢-٣-٩‬خدمات حسابات الجي بي أس علي االنترنت‪:‬‬


‫من المعلوم أن معلومات مدار القم ر ال صناعي الت ي يبثھ ا ك ل قم ر م ن أقم ار الج ي ب ي‬
‫أس تعد أفضل معلومات عن المدار المتوقع للقمر الصناعي‪ .‬ھذه المعلومات مھمة جدا لم ستخدم‬
‫الجي بي أس حيث أنه يعتبرھا معلومات أو إحداثيات دقيقة لموقع القمر ال صناعي ويعتم د عليھ ا‬
‫في ح ساب موق ع أو إح داثيات جھ از االس تقبال ذات ه‪ .‬لك ن الوض ع ف ي الف ضاء غي ر مث الي وم ن‬
‫الممكن حدوث أي عوائق تمنع القمر ال صناعي م ن ال دوران ف ي م داره المح دد بك ل دق ة‪ .‬يمك ن‬
‫اعتب ار أن قيم ة الخط أ ف ي م دار القم ر ال صناعي يبل غ ح والي ‪ ١٦٠‬س نتيمتر )أي الم دار ال ذي‬
‫يرسله القمر الصناعي لحظي ا داخ ل إش اراته(‪ .‬وم ن ھن ا ج اءت الحاج ة لح ساب م دار أكث ر دق ة‬
‫لكل قمر صناعي قبل استخدامه في حساب موقع جھاز االستقبال‪ .‬تقوم الھيئة الدولية لنظم تحدي د‬
‫المواق ع ‪International Global Navigation Satellite Systems Service‬‬
‫)المعروفة اختصارا باسم ‪ (IGS‬بحساب و نشر عدة أنواع من مدارات األقمار ال صناعية لتقني ة‬
‫الجي بي أس‪ ،‬تختلف في دقتھ ا و أي ضا موع د إتاحتھ ا للم ستخدمين عل ي االنترن ت‪ .‬وف ي مج ال‬
‫التطبيقات الھندسية – وخاصة المساحية – التي تتطلب دقة عالية فأننا نعتم د عل ي أدق ن وع م ن‬
‫أن واع الم دارات وھ و المع روف باس م الم دار ال دقيق ‪ Precise Orbits‬حت ى ل و انتظرن ا‬
‫أس بوعين – بع د ت اريخ الرص د الحقل ي – للح صول علي ه م ن ‪ .IGS‬وعل ي الجان ب اآلخ ر ف أن‬
‫طبيع ة أرص اد تقني ة الج ي ب ي أس تعتم د عل ي ح ساب خ ط القاع دة ‪ Base Line‬ب ين نقطت ين‬
‫أح دھما معلوم ة اإلح داثيات أي نقط ة ثواب ت أرض ية ‪ .Control Point‬ل ذلك ف أن أي ة أرص اد‬
‫جي ب ي أس يج ب ربطھ ا م ع اح دي النق اط المحلي ة معلوم ة اإلح داثيات‪ .‬وف ي حال ة ع دم وج ود‬
‫شبكة ثوابت أرضية مساحية في منطقة معين ة فأنن ا نلج أ ال ي اس تخدام ال شبكة العالمي ة للج ي ب ي‬
‫أس ‪ ،IGS Network‬وھي مجموعة كبيرة م ن النق اط الموزع ة ح ول الع الم والت ي ي تم رص د‬
‫إشارات األقمار الصناعية عندھا بصورة مستمرة علي م دار ‪ ٢٤‬س اعة ويمك ن الح صول مجان ا‬
‫علي أرصاد أي نقطة من موقع ھيئة ‪ .IGS‬كلتا الخطوتين )المدارات الدقيق ة لألقم ار ال صناعية‬
‫و الربط علي الشبكة العالمية للجي بي أس( يمكنان أي مستخدم من رصد إحداثيات أي ة نقط ة أو‬
‫معل م بدق ة عالي ة‪ ،‬وھ ذا ھ و م ا يع رف بأس لوب التحدي د ال دقيق للنقط ة ‪Precise Point‬‬
‫‪) Positioning‬أو اخت صارا ‪ ،(PPP‬وھ و أس لوب أرخ ص اقت صاديا حي ث ال توج د حاج ة‬
‫الس تخدام الجھ از الثاب ت ‪ Static‬عن د النقط ة المعلوم ة اإلح داثيات‪ .‬لك ن ھ ذه الخط وات تحت اج‬
‫لمستخدم ذو خبرة جيدة في الم ساحة و الجيودي سيا و ط رق الح ساب‪ ،‬وربم ا ھ ذا ال يت وافر ل دي‬
‫بع ض م ستخدمي الجيوم اتكس خاص ة الج دد م نھم‪ .‬م ن ھن ا قام ت بع ض الجھ ات العالمي ة‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٢٩٤‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫جديد الجيوماتكس‬ ‫الفصل التاسع‬
‫______________________________________________________________‬

‫المتخصصة بإنشاء مواقع علي شبكة االنترنت تقوم بإجراء ھذه الحسابات الدقيقة ألرص اد الج ي‬
‫بي أس نيابة عن المستخدمين ‪ .Online PPP services‬يقوم المستخدم برفع ملفات أرص اد‬
‫الجي بي أس التي قام بإجرائھا )األرصاد الخام ‪ (raw data‬الي أحد ھذه المواقع الخدمية عل ي‬
‫االنترنت‪ ،‬ومن ثم يقوم الموق ع بح ساب اإلح داثيات الدقيق ة لك ل نقط ة مرص ودة وإرس ال النت ائج‬
‫الي المستخدم غالبا في خالل ‪ ٢٤‬ساعة‪.‬‬

‫والروابط التالية تقدم بعض مواقع خدمات حسابات الجي بي أس علي االنترنت‪:‬‬
‫‪AUSPOS Service:‬‬ ‫‪http://www.ga.gov.au.‬‬
‫‪PPP Service:‬‬ ‫‪http://www.geod.nrcan.gc.ca.‬‬
‫‪SCOUT Service:‬‬ ‫‪http://sopac.ucsd.edu/‬‬
‫‪OPUS Service:‬‬ ‫‪http://www.ngs.noaa.gov.‬‬
‫‪Auto-GIPSY Service: http://milhouse.jpl.nasa.gov/ag/‬‬

‫‪ ٤-٩‬جديد عرض و مشاركة البيانات‬


‫تقلي ديا كان ت م شروعات نظ م المعلوم ات الجغرافي ة ت تم عل ي م ستوي مح دد م ن حي ث‬
‫تخزين و تحليل البيانات و استخدام النتائج‪ ،‬بمعني أن جھة أو مؤسسة أو ش ركة معين ة ھ ي الت ي‬
‫تقوم بإنشاء و تطبيق و استخدام النظام‪ .‬إال أن ھذه النظرة قد تغيرت مع منتصف الت سعينات م ن‬
‫القرن العشرين الميالدي لتظھر وسائل أو نماذج جديدة من نظم المعلوم ات الجغرافي ة تعتم د ف ي‬
‫فكرتھ ا األساس ية عل ي م شاركة ع دد كبي ر م ن الم ستخدمين ‪ -‬م ن خ الل ش بكة االنترن ت ‪ -‬ف ي‬
‫خط وات إن شاء النظ ام و االس تفادة من ه‪ .‬ومن ذ ذل ك الوق ت ظھ ر م صطلح جدي د وھ و نظ م‬
‫المعلوم ات الجغرافي ة بم شاركة الجمھ ور ‪) Public Participation GIS‬أو اخت صارا‬
‫‪ .(PPGIS‬وتھ دف ھ ذه ال نظم ال ي إش راك الجمھ ور )الم ستفيدون( ف ي عملي ة جم ع وتحلي ل‬
‫البيانات واالستفادة من مميزات و مخرجات نظم المعلومات الجغرافية‪ .‬فف ي مث ل ھ ذه التطبيق ات‬
‫يتم تطوير خرائط رقمية وأدوات متعددة لع رض بيان ات ي ستفيد منھ ا جمھ ور الم شاركين بحي ث‬
‫يزداد لديھم الوعي بالواقع المك اني والبيئ ي س واء عل ي م ستوي ع المي أو عل ي م ستوي محل ي‪.‬‬
‫أيضا تھدف ھذه النظم الي زيادة فعالية جمع وإدارة البيانات المكانية من خ الل إش راك الجمھ ور‬
‫ف ي ھ ذه العملي ة‪ ،‬فيمكن ك تخي ل أن ھن اك ع دد كبي ر م ن الم ستخدمين س يقومون بجم ع البيان ات‬
‫المكانية المطلوبة إلنشاء النظام بصورة تطوعية وليس بمقاب ل م ادي‪ .‬كم ا تھ دف ‪ PPGIS‬ال ي‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٢٩٥‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫جديد الجيوماتكس‬ ‫الفصل التاسع‬
‫______________________________________________________________‬

‫قيام الجھات الحكومية بالتعرف علي آراء الجمھور في ق ضايا مجتمعي ة محلي ة تھمھ م ف ي المق ام‬
‫األول وبذلك يتم نقل مقترحاتھم و متطلباتھم الي متخذي القرار‪.‬‬

‫م ن أمثل ة نظ م المعلوم ات الجغرافي ة بم شاركة الجمھ ور م شروع خريط ة ال شوارع‬


‫العالمي ة ‪) open Street Maps‬ف ي ال رابط ‪(http://www.openstreetmap.org/‬‬
‫الذي ب دأ ف ي ع ام ‪٢٠٠٤‬م )‪ ١٤٢٤‬ھ ـ( عل ي ي د ‪ Steve Coast‬بھ دف إن شاء خريط ة رقمي ة‬
‫للشوارع والطرق علي مستوي العالم كله‪ .‬تخيل أنه تم ترقيم جميع ال شوارع ف ي ك ل م دن الع الم‬
‫م ن خ الل المرئي ات الف ضائية‪ ،‬لك ن ھ ذه الخريط ة العالمي ة ال يوج د بھ ا معلوم ات غي ر مكاني ة‬
‫‪ attribute data‬مثل أسماء الشوارع‪ .‬ھل ت ستطيع جھ ة أو مؤس سة أو ش ركة معين ة أن تق وم‬
‫بكل ھ ذا العم ل إلتم ام نظ ام معلوم ات جغرافي ة ل شوارع الع الم كل ه؟‪ .‬اآلن تخي ل أن ھ ذا النظ ام‬
‫متاح علي شيكه االنترنت بحيث يستطيع أي مستخدم أن يستعرض خريطة ال شوارع ف ي المدين ة‬
‫أو الح ي ال ذي يق يم ب ه‪ ،‬وي ستطيع أي ضا أن ي دخل بيان ات غي ر مكاني ة جدي دة عل ي النظ ام‪ .‬اآلن‬
‫أصبح ھناك ماليين م ن الم ستخدمين ‪ -‬عل ي م ستوي الع الم ‪ -‬ال ذين س يبدءون ف ي االش تراك ف ي‬
‫عملية جمع البيانات و إدخالھ ا للنظ ام‪ .‬أم ا ع ن ممي زات أو تطبيق ات ‪ PPGIS‬للجمھ ور فتخي ل‬
‫اآلن ‪ -‬علي سبيل المثال ‪ -‬أنك ستقوم برحلة حج أو عمرة لمدينة مكة المكرمة وتري د أن تح صل‬
‫علي خريطة )رقمية أو ورقية( لطرق و شوارع مكة المكرمة‪ ،‬فكل م ا علي ك إال ال دخول لموق ع‬
‫الم شروع عل ي االنترن ت وتكبي ر الخريط ة الرقمي ة التفاعلي ة لتظھ ر المنطق ة المطلوب ة )منطق ة‬
‫المسجد الحرام في مكة المكرمة( وتطبع أو تحفظ ھذه الخريطة المجانية‪.‬‬

‫شكل )‪ (٦-٩‬نموذج لمشروع خريطة الشوارع العالمية )لمنطقة الحرم المكي الشريف(‬
‫‪(http://www.openstreetmap.org/?mlat=21.42667&mlon=39.82611&zoom=12#‬‬
‫)‪map=16/21.4227/39.8288‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٢٩٦‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫جديد الجيوماتكس‬ ‫الفصل التاسع‬
‫______________________________________________________________‬

‫لنأخ ذ مث اال آخ را انظ م المعلوم ات الجغرافي ة بم شاركة الجمھ ور ولك ن عل ي م ستوي‬


‫محلي‪ .‬تقدم أمانة مدينة جدة بالمملك ة العربي ة ال سعودية ثالث ة ب دائل ل سكان المدين ة لك ي يتق دموا‬
‫بأي ة ش كوى ع ن الخ دمات البلدي ة‪ ،‬فإم ا أن يت صلوا ھاتفي ا باألمان ة عل ي رق م ‪ ٩٤٠‬أو يرس لوا‬
‫ال شكوى ع ن طري ق الف اكس أو يق دموا ال شكوى لحظي ا م ن خ الل موق ع ي سمي مستك شف ج دة‬
‫الجغراف ي )‪ .(/http://maps.jeddah.gov.sa‬يق دم ھ ذا الموق ع أس لوبين لع رض البيان ات‬
‫المكاني ة إم ا عل ي مرئي ة ف ضائية أو عل ي خريط ة رقمي ة أو كالھم ا مع ا‪ ،‬كم ا يق دم ع دة أدوات‬
‫تفاعلية للتكبير و التصغير و الحركة داخل الموق ع‪ .‬كم ا يحت وي الموق ع عل ي أيقون ة بحي ث يق وم‬
‫المواطن ‪ -‬عن د ال ضغط عليھ ا ‪ -‬أوال بتحدي د نوعي ة ال شكوى أو ال بالغ‪ ،‬ث م يق وم بتحدي د الموق ع‬
‫المكاني )علي الخريطة( لشكواه‪ ،‬ثم يقوم بكتابة ن ص ال شكوى المطل وب إرس الھا لألمان ة‪ .‬وبھ ذا‬
‫األسلوب التفاعلي لتقنية ‪ PPGIS‬تولدت وسيلة تقنية جديدة تربط األمانة ‪ -‬كجھة حكومية ‪ -‬مع‬
‫جمھور المستفيدين من خدماتھا البلدية‪.‬‬

‫شكل )‪ (٧-٩‬نموذج لنظم المعلومات الجغرافية بمشاركة الجمھور في مدينة جدة السعودية‬

‫‪ ٥-٩‬جديد تطبيقات نظم المعلومات المكانية‬


‫في معظم تطبيقات نظم المعلومات الجغرافي ة ي تم التعام ل م ع إح داثيات المع الم المكاني ة‬
‫من خالل األبعاد الثالثية ‪) Three-Dimensional or 3D GIS‬مثال‪ :‬خ ط الط ول و دائ رة‬
‫الع رض و االرتف اع أو ‪ .(X,Y,Z‬لك ن ھن اك بع ض التطبيق ات الت ي تحت اج إلض افة بع د راب ع‬
‫للظ اھرات أو المع الم وھ و ال زمن‪ ،‬وم ن ث م تك ون ھ ذه ال نظم رباعي ة األبع اد ‪Four-‬‬
‫‪ .Dimensional or 4D GIS‬ف بعض الظ اھرات لھ ا طبيع ة ديناميكي ة‪ ،‬أي أن ح دودھا و‬
‫معالمھا و قيمھا أيضا تتغير من فترة أو لحظة زمنية ألخرى‪ .‬فعلي سبيل المثال فأن قيمة ارتفاع‬
‫الجريان السطحي عن د ح دوث في ضان تع د قيم ة تتغي ر م ن زم ن ال ي آخ ر‪ ،‬وعن د اس تخدام نظ م‬
‫المعلوم ات الجغرافي ة لتق دير ومتابع ة الفي ضان يج ب التعام ل م ع ال زمن باعتب اره البع د الراب ع‬
‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٢٩٧‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫جديد الجيوماتكس‬ ‫الفصل التاسع‬
‫______________________________________________________________‬

‫لإلحداثيات في مث ل ھ ذا النظ ام ال ديناميكي‪ .‬وبتط وير نم اذج للظ اھرة ف ي فت رات زمني ة مختلف ة‬
‫يمكن التنبؤ المستقبلي لھا‪ ،‬مثل عملية التنبؤ بالنمو العمراني المستقبلي في منطقة جغرافية‪ .‬وھ ذا‬
‫أحد أھم مميزات و تطبيقات نظم المعلومات الجغرافية رباعية األبعاد ‪.4D GIS‬‬

‫في عام ‪٢٠١٠‬م‬ ‫في عام ‪١٩٩٠‬م‬


‫ارتفاع الجريان السطحي للفيضان في مدينة مكة المكرمة‬
‫شكل )‪ (٨-٩‬نموذج لنظم المعلومات الجغرافية رباعية األبعاد‬

‫في السنوات الماضية ظھر تطبيق جديد لنظم المعلومات الجغرافي ة رباعي ة األبع اد يأخ ذ‬
‫في االعتبار الزمن السابق )ول يس الم ستقبلي( باعتب اره البع د الراب ع‪ ،‬وھ و م ا يع رف باس م نظ م‬
‫المعلومات الجغرافي ة التاريخي ة ‪) Historical GIS‬أو اخت صارا ‪ .(HGIS‬ويع د ھ ذا الن وع‬
‫الجديد من تطبيقات نظم المعلومات الجغرافية ھو الجسر الذي يربط عل م الت اريخ بعل م الجغرافي ا‬
‫بصورة تقنية رائدة‪ .‬تھ دف نظ م المعلوم ات الجغرافي ة التاريخي ة ال ي توثي ق الم صادر التاريخي ة‬
‫)خرائط و بيانات غي ر مكاني ة( ب صورة رقمي ة ت سمح بتحلي ل الواق ع الجغراف ي ف ي حقب ة زمني ة‬
‫س ابقة م ع دراس ة التغي رات الت ي ح دثت ف ي منطق ة معين ة عب ر ال زمن‪ .‬فعل ي س بيل المث ال يق دم‬
‫ال شكل الت الي التط ور الت اريخي لم ساحة و ح دود الم سجد الح رام بمك ة المكرم ة عب ر الق رون‬
‫األربع ة ع شرة الماض ية‪ .‬وبتحلي ل ھ ذه الخريط ة التاريخي ة يمك ن اس تنتاج أن م ساحة الم سجد‬
‫الحرام قبل بدء اإلسالم لم تتجاوز األلفين متر مربع‪ ،‬وقام أمي ر الم ؤمنين عم ر ب ن الخط اب ف ي‬
‫عام ‪ ١٧‬ھـ )‪ ٦٣٧‬م( بأول توسعة للمسجد لتزداد مساحته الي قرابة الخمسة آالف متر مربع‪ ،‬ث م‬
‫توالت التوسعات عبر القرون األربع ة ع شر لت صل م ساحة الم سجد وال ساحات المحيط ة ب ه ال ي‬
‫ح والي ملي ون و مائ ة و خم سين أل ف مت ر مرب ع بع د انتھ اء التوس عة الحالي ة المعروف ة باس م‬
‫مشروع توسعة الملك عبد ﷲ بن عبد العزيز‪.‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٢٩٨‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫جديد الجيوماتكس‬ ‫الفصل التاسع‬
‫______________________________________________________________‬

‫شكل )‪ (٩-٩‬تطور حدود و مساحة المسجد الحرام في ‪ ١٤٠٠‬عام‬


‫)مثال لنظم المعلومات الجغرافية التاريخية(‬

‫ُويع د مرك ز التحلي ل الجغراف ي بجامع ة ھارف ارد األمريكي ة م ن رواد تطبيق ات نظ م‬
‫الم‬ ‫ستوي الع‬ ‫يم‬ ‫ة ‪ HGIS‬عل‬ ‫ة التاريخي‬ ‫ات الجغرافي‬ ‫المعلوم‬
‫)‪ .(http://www.gis.harvard.edu/icb/icb.do‬وتوج د ع دة تطبيق ات لتط وير نظ م‬
‫معلومات جغرافية تاريخية مثل‪:‬‬
‫نظام المعلومات الجغرافية التاريخية ألمريكا في‪:‬‬
‫‪https://www.nhgis.org/‬‬
‫نظام المعلومات الجغرافية للمواقع التاريخية في كندا في‪:‬‬
‫‪http://www.pc.gc.ca/progs/lhn-nhs/intro_e.asp‬‬
‫نظام المعلومات الجغرافية التاريخية لبريطانيا في‪:‬‬
‫‪http://www.port.ac.uk/research/gbhgis‬‬
‫نظام المعلومات الجغرافية التاريخية للصين في‪:‬‬
‫‪http://www.fas.harvard.edu/~chgis/‬‬

‫ومن أھ م تطبيق ات نظ م المعلوم ات الجغرافي ة التاريخي ة تط وير أط الس تاريخي ة رقمي ة‬


‫تحدد المواقع الجغرافية )الحالية( للمعالم المكاني ة الت ي كان ت موج ودة ف ي الماض ي‪ .‬فعل ي س بيل‬
‫المثال فأن المعالم المكاني ة لمدين ة مك ة المكرم ة خاص ة ف ي ص در اإلس الم أص بح معظمھ ا غي ر‬
‫موجود في الوق ت الح الي‪ ،‬لك ن بمعرف ة مواق ع )إح داثيات( تل ك المع الم م ن م صادر المعلوم ات‬
‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٢٩٩‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫جديد الجيوماتكس‬ ‫الفصل التاسع‬
‫______________________________________________________________‬

‫التاريخية يمكن توقيعھا رقميا في نظام معلومات جغرافي‪ .‬وم ن ث م يمك ن تط وير أطل س خ رائط‬
‫يضم ھذا المعالم ومواقعھ ا )باإلض افة لنب ذة تاريخي ة عنھ ا(‪ ،‬وتك ون النتيج ة النھائي ة تق ديم إط ار‬
‫تقن ي جدي د يعب ر ع ن الجغرافي ا التاريخي ة لمك ة المكرم ة ف ي ص ورة مب سطة و دقيق ة ف ي نف س‬
‫الوقت‪.‬‬

‫شكل )‪ (١٠-٩‬نموذج ألطلس جغرافي رقمي تاريخي لمعالم مدينة مكة المكرمة‬
‫)مثال لنظم المعلومات الجغرافية التاريخية(‬

‫ف ي منت صف الت سعينات م ن الق رن الع شرين الم يالدي ظھ ر م صطلح الواق ع المع زز‬
‫‪) Augmented Reality‬أو اختصارا ‪ (RA‬ليدل علي تقنية تھ دف لتعزي ز الواق ع الحقيق ي‬
‫بمعلومات افتراضية‪ ،‬أي الدمج بين ما ھو حقيقي و ما ھو افتراض ي أو تخيل ي ف ي إط ار واح د‪.‬‬
‫وربما كان مجال ألعاب الكمبيوتر من أولي استخدامات تقنية الواقع المعزز‪ ،‬إال أن تطبيقات ھ ذه‬
‫التقنية الحديثة قد انتشرت في عدة مجاالت أخري‪ .‬وتجدر اإلشارة لوجود ف رق أساس ي ب ين ھ ذه‬
‫التقنية و تقنية الواقع االفتراضي ‪ ،Virtual Reality‬حيث أن الواقع االفتراضي ال يتعام ل م ع‬
‫الوضع الراھن أو الواقع الحقيقي إنما ھو افتراضي في األساس‪ .‬وكمثال فھن اك ب رامج أو مواق ع‬
‫انترنت لتقنية الواقع االفتراضي تقدم خطوات و مناسك أداء الحج حيث يتم عرض مجسم تخيل ي‬
‫للمسجد الحرام ‪ -‬مثال ‪ -‬وكيف يقوم الحاج بأداء الطواف حول الكعبة ث م ينتق ل ألداء ال سعي ب ين‬
‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٣٠٠‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫جديد الجيوماتكس‬ ‫الفصل التاسع‬
‫______________________________________________________________‬

‫‪3D‬‬ ‫ال صفا و الم روة ‪....‬ال خ‪ ،‬وك ل ذل ك باس تخدام تقني ات حاس وبية للرس وم ثالثي ة األبع اد‬
‫‪ Graphics‬ليشعر المستخدم كما لو أنه ‪ -‬حقيقية ‪ -‬داخل المسجد الحرام‪.‬‬

‫تعتم د تقني ة الواق ع المع زز ‪ RA‬عل ي وج ود وس يلة ات صال ب صرية )شاش ة كمبي وتر‬
‫محم ول أو شاش ة ج وال م ثال( ب ين الم ستخدم والمعلوم ات االفتراض ية الت ي يق دمھا ل ه برن امج‬
‫كمبي وتر متخ صص‪ .‬أم ا معلوم ات الواق ع الحقيق ي ف سيتم عرض ھا م ن خ الل ك اميرا مت صلة‬
‫بالجھ از تع رض ال صورة اللحظي ة للمك ان الحقيق ي الح الي‪ .‬أم ا ع ن تطبيق ات نظ م المعلوم ات‬
‫الجغرافية ف ي تقني ة الواق ع المع زز فتتك ون م ن وج ود وس يلة رب ط معين ة ب ين الواق ع الحقيق ي و‬
‫الواقع االفتراضي المطلوب عرضه‪ ،‬وغالبا تكون ھذه الوسيلة ھ ي إح داثيات الموق ع الت ي يمك ن‬
‫الحصول عليھا بتقنية الجي بي أس‪ .‬فلنتخيل اآلن أن المستخدم يسير في موقع محدد داخل مدين ة‬
‫معين ة‪ ،‬ويق دم جھ از الج ي ب ي أس )الم دمج ف ي جھ از الواق ع المع زز( إح داثيات تح دد الموق ع‬
‫الحقيقي للمستخدم‪ .‬وعند المرور بموقع معلم معين )س واء ك ان المعل م حقيقي ا موج ود ف ي الوق ت‬
‫ال راھن أو معلم ا افتراض يا ك ان موج ود ف ي الماض ي( يب دأ برن امج الواق ع المع زز ف ي ع رض‬
‫معلومات )مكانية و غير مكانية( عل ي شاش ة الجھ از ع ن ھ ذا المعل م‪ .‬فم ثال ل و الم ستخدم ي سير‬
‫داخل مدينة مكة المكرمة وعند مروره بموقع المكان ال ذي ك ان ف ي الماض ي ي ضم أث را تاريخي ا‬
‫معين ا )ل م يع د موج ودا اآلن( فيب دأ جھ از الواق ع المع زز ف ي ع رض معلوم ات ع ن ھ ذا الموق ع‬
‫األثري و صور قديمة له وخريطة تاريخية لھذا المكان ف ي الماض ي ‪....‬ال خ‪ .‬وبھ ذا يك ون ھن اك‬
‫دمج بين الواقع الحقيقي لھذا المكان وواقعه التاريخي في الماضي في إط ار تقني ة الواق ع المع زز‬
‫‪ .RA‬وم ن ث م يمكنن ا اعتب ار تقني ة الواق ع المع زز كأح د مج االت نظ م المعلوم ات الجغرافي ة‬
‫التاريخية ولكن في إطار لحظي ‪ real-time‬لعرض المعلومات‪.‬‬

‫شكل )‪ (١١-٩‬نموذج لتطبيقات تقنية الواقع المعزز‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٣٠١‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫المراجع‬
‫______________________________________________________________‬

‫المراجع‬

‫المراجع العربية‬

‫األزھري ‪ ،‬محمد إيھاب صالح )‪ (٢٠٠٩‬تطبيق ات عملي ة ف ي نظ م المعلوم ات الجغرافي ة – دار‬


‫المعرفة للنشر‪ ،‬القاھرة ‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫إبراھيم‪ ،‬نقوال )‪ (١٩٨٢‬مساقط الخرائط‪ ،‬منشأة دار المعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪.‬‬
‫الحسيني ‪ ،‬صفوت )‪ (٢٠٠٢‬الجيوديسيا ‪ ،‬القاھرة‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫مصطفي‪ ،‬أحمد أحمد )‪١٤١٢‬ھـ( نظم اإلحداثيات في الخرائط الطبوغرافي ة ف ي المملك ة العربي ة‬
‫السعودية ‪،‬مجلة كلية الملك خالد العسكرية‪ ،‬العدد ‪ ،٣٧‬ص ‪.٧٩-٧٤‬‬
‫ال شافعي‪ ،‬ش ريف فتح ي )‪ (٢٠٠٤‬الم ساحة الت صويرية‪ ،‬دار الكت ب العلمي ة للن شر والتوزي ع‪،‬‬
‫القاھرة‪.‬‬
‫الشريعي ‪ ،‬أحمد البدوي محمد ‪ ،‬الخرائط الجغرافية‪ :‬تصميم وق راءه وتف سير)‪ (٢٠٠٥‬دار الفك ر‬
‫العربي‪ ،‬القاھرة‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫ش كري ‪ ،‬عل ي س الم و عب د ال رحيم ‪ ،‬محم ود ح سني و م صطفي ‪ ،‬محم د رش اد ال دين )‪(١٩٨٩‬‬
‫الم ساحة الت صويرية و القي اس االلكترون ي و نظري ة األخط اء ‪ ،‬من شأه المع ارف ‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪.‬‬
‫ش لبي‪ ،‬ع الء ع زت و ح سان‪ ،‬محم ود ع ادل )‪ (٢٠٠٤‬تطبيق ات الحاس ب اآلل ي ف ي التوزي ع و‬
‫التحليل المكاني‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫ال شمري‪ ،‬ص الح عب د المح سن )‪ (٢٠٠٤‬دور االست شعار ع ن بع د ف ي تح ديث الخ رائط‬
‫الطبوغرافية العسكرية‪ ،‬مجلة الحرس الوطني‪ ،‬العدد ‪ ،٢٧١‬الرياض‪.‬‬
‫الصقير ‪ ،‬عبد العزيز ‪ ١٤٢٧) ،‬ھـ( األقمار الصناعية ‪ ،‬مجلة العلوم و التقنية ‪ ،‬العدد ‪ ، ٨٠‬ص‬
‫‪.٩-٥‬‬
‫ص الح ‪ ،‬ح سين عزي ز ‪ (٢٠٠٨) ،‬نظ ام التعي ين االح داثي الع المي‪ :‬الج ي ب ي أس ‪ ،‬مت اح ف ي‪:‬‬
‫‪http://iridia.ulb.ac.be/~hsaleh/‬‬
‫صيام ‪ ،‬يوسف )‪ (٢٠٠٢‬المساحة‪ :‬أنظمة اإلحداثيات و قراءة الخرائط ‪ ،‬عمان ‪ ،‬األردن‪.‬‬
‫صيام‪ ،‬يوسف مصطفي )‪ (٢٠٠٦‬مبادئ ف ي التقني ات الم ساحية الحديث ة‪ :‬الم ساحة الت صويرية و‬
‫االستشعار عن بعد و نظم المعلومات الجغرافية‪ ،‬المصنع الحديث للطباعة‪ ،‬عمان‪.‬‬
‫زايد‪ ،‬مصطفي )‪٢٠٠٩‬م( اإلحصاء و وصف البيانات ‪ ،‬القاھرة‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫عب ده ‪ ،‬وس ام ال دين محم د )‪ (٢٠١٢‬إدارة نظ م المعلوم ات الجغرافي ة باس تخدام البرن امج‬
‫‪ ،ArcGIS Desktop‬مكتبة المتنبي ‪ ،‬الدمام‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪.‬‬
‫عبده ‪ ،‬وسام الدين محمد )‪ (٢٠٠٨‬االستشعار عن بعد‪ ،‬مجموعة محاضرات‪:‬‬
‫‪http://www.arabgeographers.net/vb/showthread.php?t=4560‬‬
‫عزيز ‪ ،‬محمد الخزامي )‪ ( ٢٠٠٤‬نظ م المعلوم ات الجغرافي ة‪ :‬أساس يات و تطبيق ات للجغ رافيين‬
‫– منشاة المعارف – اإلسكندرية – مصر‪.‬‬
‫العيسي ‪ ،‬سميح يوسف )‪ (٢٠٠٦‬مبادئ عمل منظومة التوضع ‪ ، GPS‬شعاع للنشر والعلوم‪،‬‬
‫حلب ‪ ،‬سوريا‪.‬‬
‫الغزالي ‪ ،‬محمد شوقي )‪ (١٩٩٧‬الجيوديسيا الھندسية و نظام تحديد المواقع العالمي ‪ ،‬القاھرة‪،‬‬
‫مصر‪.‬‬
‫الربيش ‪ ،‬محمد ب ن حج يالن )‪ ١٤٢٠‬ھ ـ( النظ ام الك وني لتحدي د المواق ع ‪ ،‬الري اض ‪ ،‬المملك ة‬
‫العربية السعودية‪.‬‬
‫محمد‪ ،‬أحمد غالب )‪ (٢٠٠٧‬االستشعار عن بعد‪ ،‬مجموعة محاضرات‪:‬‬
‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٣٠٢‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬
‫المراجع‬
______________________________________________________________

http://www.megwrm.aun.edu.eg/sub/workshop2/remote1.pdf
:‫ متاح في‬، ‫( نظام التموضع العالمي‬٢٠٠٨) ‫مكتب الجي بي أس الرسمي األمريكي‬
http://www.gps.gov/systems/gps/arabic.html
:‫( مجموعة ملفات في‬٢٠١٣) ‫المكتبة الرقمية المساحية المجانية‬
http://www.4shared.com/u/vJBH8xk_/__online.html
‫( دلي ل منظوم ة األمان ة للمحط ات الدائم ة للنظ ام الع المي لتحدي د‬٢٠٠٨) ‫ أشرف القط ب‬،‫موسي‬
:‫ مت اح ف ي‬، ‫ المملك ة العربي ة ال سعودية‬، ‫ تقري ر أمان ة محافظ ة ج دة‬،‫المواقع بأمانة جده‬
. http://www.jeddah.gov.sa/masaha/directories/files/dir2.pdf
‫( دليل نظم اإلح داثيات و عالقتھ ا بنظ ام إح داثيات خ رائط أمان ة‬٢٠٠٩) ‫ أشرف القطب‬،‫موسي‬
:‫ مت اح ف ي‬، ‫ المملك ة العربي ة ال سعودية‬، ‫ تقري ر أمان ة محافظ ة ج دة‬، ‫ج دة‬
http://www.jeddah.gov.sa/masaha/directories/files/dir1.pdf
‫ ھيئ ة الم ساحة الجيولوجي ة‬،‫ ھ ـ( أطل س خ رائط مك ة المكرم ة‬١٤٢٦) ‫ ن واب ب ن م رزا‬،‫مع راج‬
.‫ جدة‬،‫السعودية‬
‫ المن ار للطباع ة‬، ‫( مبادئ االستشعار عن بعد و تدريباته العملية‬٢٠٠٩) ‫ معوض بدوي‬،‫معوض‬
.‫ القاھرة‬، ‫و النشر‬
:‫ مجموعة محاضرات‬،‫( الصور الجوية و االستشعار عن بعد‬٢٠١١) ‫ سامح‬،‫عبد الوھاب‬
http://www.4geography.com/vb/showthread.php?t=9151
‫ ھ ـ( ع دة مق ررات دراس ية للكلي ات‬١٤٢٥) ‫المؤس سة العام ة للتعل يم الفن ي و الت دريب المھن ي‬
.‫ الرياض‬،‫التقنية‬
‫ المب ادئ‬:‫( االستشعار ع ن بع د‬٢٠٠٤) ‫ عبد السالم احمد‬،‫ عماد عبد الرحمن و الوحيشي‬،‫الھيتي‬
.‫ بنغازي‬،‫ منشورات جامعة ناصر األممية‬،‫و التطبيقات‬

‫المراجع األجنبية‬

ACE (US Army Corps of Engineers) (2002) Photogrammetric


mapping, Engineering Manual No. 1110-1-1000, Washington
D.C, USA
http://www.usace.army.mil/publications/.
Albert, D., Gesler, W., and Levergood, B. (2000) Spatial analysis,
GIS, and remote sensing applications in the health sciences,
Taylor & Francis, London, UK.
Al-Ghamdi, K. (2012) Modeling spatial dynamics changes with
cellular automata, Presented in the 7th National GIS
symposium, Al-Khobar, Saudi Arabia, April 29 – May 1.
Al-Ghamdi, K., Mirza, M., Elzahrany, R., and Dawod, G. (2012)
GIS evaluation of urban growth and flood hazards: A case
study of Makkah city, Saudi Arabia, , FIG Working Week
2012, Rome, Italy, May 6-10.
Al-Rabbany, A. (2009) GNSS Positioning - Some recent
developments and trends, Map Middle East Conference,
Dubai, UAE, April 26-28.

______________________________________________________________
‫ جمعة محمد داود‬.‫د‬ ٣٠٣ ‫ علم المعلوماتية األرضية‬:‫الجيوماتكس‬
‫المراجع‬
______________________________________________________________

http://www.gisdevelopment.net/proceedings/mapmiddleeast/
2009/mme09_AhmedELRabbany.pps
Al-Rabbany, A. (2002) Introduction to GPS: The Global Positioning
System, Artech House, Inc., Boston, USA.
Al shaikh, A. (2013) A combined Use of Remote Sensing and GIS
to Detect Environmental Degradation in the Jeddah coastal
zone, Saudi Arabia, Life Science Journal, Volume 10, No. 2,
pp. 472-478
http://www.lifesciencesite.com/lsj/life1002/070_17628life100
2_472_478.pdf
Anderson, J. and Mikhail, E. (1981) Surveying: Theory and
practice, 7th edition, McGraw-Hill, Boston, USA.
ASTER (Advanced Spaceborne Thermal Emission and Reflection
Radiometer) (2013) http://asterweb.jpl.nasa.gov/index.asp,
Borio, D. (2008) A statistical theory for GNSS signal acquisition,
PhD Dissertation, Politecbco Di Torino, 291 pp.
Dana, P. (2000) Tutorial on Coordinate Systems
http://www.colorado.edu/geography/gcraft/notes/coordsys/co
ordsys.html
Dana, P. (2000) Tutorial on Map Projection
http://www.colorado.edu/geography/gcraft/notes/mapproj/ma
pproj_f.html
Davis, H. (2013) Cartographic images
http://www.henry-davis.com/MAPS/
Dawod, G., (2013) Suitability analysis for tourist infrastructures
utilizing multi-criteria GIS: A case study in Al-Hada city,
Saudi Arabia, International Journal of Geomatics and
Geosciences, V. 4, No. 2.
Dawod, G., Mirza, M., Al-Ghamdi, K., and Elzahrany, R. (2013)
Projected impacts of land use and road network changes on
increasing flood hazards using a 4D GIS: A case study in
Makkah metropolitan area, Saudi Arabia, Arabian Journal of
Geosciences, DOI 10.1007/s12517-013-0876-7, Published
online January 14.
http://link.springer.com/article/10.1007%2Fs12517-013-
0876-7
Dawod, G., Mirza, M., and Al-Ghamdi, K. (2011) GIS-based spatial
mapping of flash flood hazards in Makkah city, Saudi Arabia,
Journal of Geographic Information System, V. 3, No. 3, pp.
217-223.
http://www.scirp.org/journal/PaperDownload.aspx?paperID=
6545
______________________________________________________________
‫ جمعة محمد داود‬.‫د‬ ٣٠٤ ‫ علم المعلوماتية األرضية‬:‫الجيوماتكس‬
‫المراجع‬
______________________________________________________________

Dawod, G., Mohamed, W., 2009, Data management of different


height systems within GPS/GIS integrated spatial
technology, Accepted for presentation in the Middle East
Spatial Technology Conference (MEST2009), December 7-9,
Kingdom of Bahrain.
Elzahrany, R. and Mirza, M. (2011) Using augmented reality to
introduce historical sites in Makkah "Mecca", Saudi Arabia:
Conceptual framework, Presented in the UGI2011
conference, Santiago, Chili.
European Space Agency (ESA) (2009) Galileo project website
http://ec.europa.eu/dgs/energy_transport/galileo/intro/index_
en.htm
Fotheringham, S. and Rogerson, P. (2005) Spatial analysis and
GIS, Taylor & Francis, London, UK.
Freeden, W., Nashed, M., and Sonar, T. (Ed.) (2010) Handbook of
geomathematics, Volume 2, Springer-Verlag, Germany,
1329 pp.
Fugro Chance Inc. (2007) GNSS status and plans, website:
http://www.fugro.com
Ghilani, C., and Wolf, P. (2006) Adjustment computations: Spatial
data analysis, Forth edition, John Wiley & Sons, Inc., New
Jersey, USA.
Gomarasca, M., (2009) Basics of geomatics, Springer-Verlag,
Germany, 656 pp.
InsideGNSS Magazine (2006) Compass and China's GNSS makes
four
http://www.insidegnss.com/node/115
InsideGNSS Magazine (2008) China adds details to Compass
(Beidou II) signal plans
http://www.insidegnss.com/node/803
International GNSS Service (2009a) IGS Products
http://igscb.jpl.nasa.gov/components/compindex.html.
International GNSS Service (2009b) IGS orbits
http://igscb.jpl.nasa.gov/components/prods.html.
ISCGM (International Steering Committee for Global Mapping)
(2009) Global map specifications version 2,
http://www.iscgm.org/cgi-
bin/fswiki/wiki.cgi?action=ATTACH&page=Documentation&fil
e=Global+Mapping+Specifications+Version+2.pdf
Iliffe, J. (2005) Datums and map projection: For remote sensing,
GIS, and surveying, CRC Press, Washington, DC, USA.

______________________________________________________________
‫ جمعة محمد داود‬.‫د‬ ٣٠٥ ‫ علم المعلوماتية األرضية‬:‫الجيوماتكس‬
‫المراجع‬
______________________________________________________________

Leandro, R. (2009) Precise point positioning with GPS: A new


approach for positioning atmospheric studies and signal
analysis, PhD Dissertation, New Brunswick University's
technical report No. 257, April, 266 pp.
Lieck, A. (1995) GPS Satellite surveying, John Wiley & Sons Inc.,
New York, USA.
Mendizabal, J., Berenguer, R., and Melendez, J. (2009) GPS &
Galileo: Dual RF front-end receiver and design, fabrication,
and test, McGraw Hill Co., New York, USA.
Mikhail, E. (1976) Observations and least squares, University
press of America, New York, USA.
Michigan University (2008) Land Use Standard Symbols
http://lu.msue.msu.edu/pamphlet/Pln/AcrobatPamphletMapC
olors.PDF
Mirza, M. and Dawod, G. (2013) Historical GIS: Developing an
atlas for major historical locations within Makkah city, Saudi
Arabia, Under development.
Mugnier, C. (2008a) Grids and Datums: Arab Republic of Egypt,
ASPRS Newsletter, November, pp. 1307-1309,
http://www.asprs.org/resources/Grids/11-2008-egypt.pdf .
Mugnier, C. (2008b) Grids and Datums: Kingdom of Saudi Arabia,
ASPRS Newsletter, August, pp. 949-951
http://www.asprs.org/resources/Grids/08-2008-saudi.pdf .
Navarro-Reyes, D. (2007) Galileo program status and ongoing
GIOVE experimentation, Presented at the EGU general
assembly, Vienna, Austria, April 16.
NRC (Natural Resources Canada) Fundamentals of remote
sensing, 258 pp.
http://www.nrcan.gc.ca/sites/www.nrcan.gc.ca.earth-
sciences/files/pdf/resource/tutor/fundam/pdf/fundamentals_e.
pdf
Paez, A., Gallo, J., Buliung, R., and Dall'erba, S. (2009) Progress
in spatial analysis, Springer, Berlin, Germany.
Peterson, G. (2009) GIS Cartography: A guide to effective map
design, Taylor & Francis Group, USA.
USGS (United States' Geological Survey) Digital map standards
http://nationalmap.gov/ustopo/digital_map_beta_v0.0.25.pdf
US National Imagery and Mapping Agency (NIMA) (2000)
Department of Defense World Geodetic System 1984: Its
definition and relationships with local geodetic system,
Technical Report TR8350.2, Third Edition, Washington, DC,
USA.
______________________________________________________________
‫ جمعة محمد داود‬.‫د‬ ٣٠٦ ‫ علم المعلوماتية األرضية‬:‫الجيوماتكس‬
‫المراجع‬
______________________________________________________________

US Army Corps of Engineering (2003) NAVSTAR Global


Positioning System Surveying, Technical Manual No.
EM1110-1-1003, Washington, D.C., USA.
Saad, A., and Dawod, G. (2002) A Precise Integrated GPS/Gravity
Geoid Model for Egypt, Civil Engineering Research
Magazine (CERM), Al-Azhar University, V.24, No. 1, Jun,
pp.391-405.
Sapic, T. (2013) Photogrammetry and remote sensing, Course
2270, Faculty of natural resources management, Lakehead
university, Canada
http://flash.lakeheadu.ca/~forspatial/.
Vanicek, P. (2001) An online tutorial in Geodesy
http://gge.unb.ca/Research/GeodesyGroup/tutorial/tutorial.ht
m.
Wolter, P. (2012) Natural resource photogrammetry and
geographic information systems, Course NREM 345, College
of natural resources ecology management, Iowa state
university, USA
http://www.nrem.iastate.edu/class/nrem345.htm.

______________________________________________________________
‫ جمعة محمد داود‬.‫د‬ ٣٠٧ ‫ علم المعلوماتية األرضية‬:‫الجيوماتكس‬
‫نبذة عن المؤلف‬

‫ال دكتور جمع ة محم د داود محم ود م ن موالي د ال سويس‬ ‫‪-‬‬


‫بجمھوري ة م صر العربي ة ف ي ع ام ‪١٩٦٢‬م )المواف ق‬
‫‪١٣٨٣‬ھـ(‪.‬‬
‫حصل علي درجة البكالوريوس في الھندسة الم ساحية ف ي ع ام‬ ‫‪-‬‬
‫‪١٩٨٥‬م م ن كلي ة الھندس ة ب شبرا – جامع ة بنھ ا بم صر ‪،‬‬
‫ودرج ة الماج ستير م ن ق سم العل وم الجيودي سية والم ساحة م ن‬
‫جامع ة والي ة أوھ ايو بالوالي ات المتح دة األمريكي ة ف ي ع ام‬
‫‪١٩٩١‬م‪ ،‬ودرجة الدكتوراه في عام ‪١٩٩٨‬م م ن كلي ة الھندس ة‬
‫بشبرا‪ ،‬جامعة بنھا بمصر‪.‬‬
‫ح صل د‪ .‬جمع ة داود عل ي درج ة أس تاذ م شارك ف ي ع ام ‪٢٠٠٤‬م وك ذلك درج ة‬ ‫‪-‬‬
‫األستاذية في الھندسة المساحية في عام ‪٢٠٠٩‬م‪.‬‬
‫يعمل د‪ .‬جمع ة داود من ذ ع ام ‪١٩٨٧‬م بمعھ د بح وث الم ساحة ب وزارة الم وارد المائي ة‬ ‫‪-‬‬
‫والري بمصر‪ ،‬ويعمل أيضا منذ عام ‪٢٠٠٥‬م بجامعة أم القرى بمكة المكرمة بالمملك ة‬
‫العربية السعودية‪.‬‬
‫ف از د‪ .‬جمع ة داود بج ائزة أف ضل بح ث ف ي الم ساحة ف ي م صر ف ي أع وام ‪،٢٠٠٥‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪٢٠٠٩ ،٢٠٠٧ ،٢٠٠٦‬م كم ا ت م اختي اره ف ي الموس وعة الدولي ة للعل وم والھندس ة‬
‫‪ Who is Who‬للفترة ‪٢٠١٢-٢٠١١‬م‪.‬‬
‫نشر د‪ .‬جمعة داود حتى اآلن خمسون بحثا في الھندسة الم ساحية م نھم ع شرون ورق ة‬ ‫‪-‬‬
‫علمية في مجالت عالمية و مؤتمرات دولية في كل م ن الوالي ات المتح دة األمريكي ة و‬
‫انجلت را و ايطالي ا و اس تراليا باإلض افة للن شر ف ي مج الت و م ؤتمرات ف ي ك ال م ن‬
‫المملك ة العربي ة ال سعودية و مملك ة البح رين والمملك ة المغربي ة و جمھوري ة م صر‬
‫العربية‪ ،‬كما نشر ‪ ٨‬كتب باللغة العربية في مجاالت و تقنيات الجيوماتكس‪.‬‬
‫د‪ .‬جمعة داود متزوج من د‪ .‬ھدي فيصل الباحثة بمعھد بحوث المساحة وله ثالثة أبن اء‬ ‫‪-‬‬
‫مصطفي و محمد و سلمي‪.‬‬
‫حج د‪ .‬جمعة داود بيت ﷲ الحرام أربعة مرات وأعتمر عدة مرات‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫______________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جمعة محمد داود‬ ‫‪٣٠٨‬‬ ‫الجيوماتكس‪ :‬علم المعلوماتية األرضية‬

You might also like