‫كيف تؤثر العواصف الرملية والغبارية على الطقس؟ ما هي أسباب تكون العواصف الرملية و‬

‫تبدأ العواصف الرملية عندما تتمكن الرياح القوية من حمل جزيئات الغبار والتربة السطحية‪ ،‬ومع‬
‫زيادة قوة الغبار الذي يمر فوق الرمال أو التربة المتفككة‪ ،‬تبدأ جزيئات الرمل في االهتزاز أوالً‪ ،‬ثم‬
‫تتحرك عبر السطح وتضرب األرض مرارًا وتكرا ًرا‪ ،‬وعندها تفكك وتكسر جزيئات الغبار الصغيرة‬
‫التي تبدأ بعد ذلك في التحرك واالرتفاع‪ ‬في الهواء‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫وتحتك الجزيئات األولية من الغبار والرمل بسطح‪ ‬األرض مما يؤدي بدوره إلى تفكيك المزيد من‬
‫جزيئات الرمل التي تبدأ بعد ذلك باالحتكاك بالجزيئات األخرى ومضاعفة عدد جزيئات الغبار‬
‫والرمال التي تتحرك مع الرياح‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫وهناك‪  ‬عوامل رئيسية تسبب تفكك جزيئات الرمل وانتقالها مع الرياح وتشكيل العواصف الرملية‪،‬‬
‫وهي‪:‬‬

‫جفاف التربة المطول‪.‬‬ ‫‪.1‬‬

‫الظروف القاحلة وغياب الغطاء النباتي‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫السرعة العالية للرياح‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫بعض الممارسات[ الزراعية الخاطئة‪ ،‬مثل الحراثة المكثفة لألراضي الجافة‪ ،‬وعدم وجود محاصيل ثابتة‪،‬‬ ‫‪.4‬‬
‫خاصة في األوقات التي تنشط فيها العواصف الرملية‪.‬‬
‫‪ ‬‬

‫أشكال العواصف الرملية وأسباب كل منها‬

‫‪ .1‬العواصف الرملية الجبهية‪:‬‬

‫عندما يغزو الهواء البارد والجاف أجواء المناطق الصحراوية بالتزامن مع وجود كتلة هوائية محلية‬
‫حارة وجافة‪ ،‬تلتقي الكتلة الباردة األكثر كثافة مع الكتلة الساخنة األقل كثافة‪ ،‬فينزلق الهواء البارد‬
‫بسرعة كبيرة أسفل الهواء الساخن مسببا ً نشاطا ً في حركة الرياح‪ ،‬وبالتالي حدوث العاصفة الرملية‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ .2‬العواصف الرملية المنقولة‪:‬‬

‫وتحدث عندما يتم اثارة الغبار في مناطق صغيرة وانتقاله إلى مناطق واسعة‪ ،‬ويعتبر هذا السبب‬
‫خاص بمناطق صغيرة ومحددة ال تتجاوز مساحتها ‪ 50‬كيلومتر مربع‪ ،‬بحيث يسهل اثارة الغبار فيها‬
‫وتصديره إلى مناطق أخرى واسعة‪.‬‬
 ‫‪ ‬‬

‫‪ .3‬العواصف الرملية الناتجة عن انحدار قيم الضغط الجوي‪:‬‬

‫عند اختالف قيم الضغط الجوي يحدث نوع آخر من العواصف الرملية‪ ،‬وذلك بسبب تزايد نشاط‬
‫الرياح المثيرة للغبار ‪ ،‬حيث تسبب تدرجات الضغط القوية‪ ‬زيادة في سرعة الرياح على مساحة‬
‫واسعة‪ ،‬كما يحدث في فترة البوارح في الجزيرة العربية خالل الصيف‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ .4‬العواصف الرملية الناتجة عن الرياح الهابطة من السحب الركامية الرعدية‪:‬‬

‫حيث تعمل السحب الرعدية على تبريد الهواء أسفلها‪ ،‬فتزداد كثافته الهواء ويندفع بقوة نحو األسفل‬
‫مسببا ً عاصفة رملية جدارية أحياناً‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ .5‬الزوبعة الرملية‪:‬‬

‫وتنتج عندما تسخن الشمس األرض في فترات الظهيرة‪ ،‬مما يقلل كثافة الهواء في بقعة صغيرة‪،‬‬
‫فيؤدي ذلك إلى دوران الهواء المثير للغبار حول تلك البقعة بعكس عقارب الساعة‪ ،‬ثم ينتقل بطريقة‬
‫عشوائية إلى مناطق أخرى‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ .6‬الحصى المندفعة‪:‬‬

‫ويحدث ذلك عندما تدفع الرياح الحصى الصغيرة والرمال مسببة اثارة الغبار واألتربة‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫تتشكل العواصف الرملية نتيجة عدة عوامل منها غياب الغطاء النباتي والجفاف كما في البيئات‬
‫الصحراوية‪ ،‬فتعمل الرياح السطحية القوية على إثارة الغبار واألتربة وحمل الرمال معها إلى‬
‫الغالف الجوي‪ ،‬وعندها قد يبقى الغبار الجوي عالقا ً في الهواء لعدة أيام وذلك اعتماداً على ظروف‬
‫الطقس السائدة‪ ،‬لكن ما هي الجوانب‪  ‬التي يمكن أن تؤثر بها العواصف الرملية والغبارية على الطقس؟‪  ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫الفرق بين العاصفة الرملية والعاصفة الغبارية‬

‫العاصفة الرملية (‪ :)Sandstorm‬يستخدم مصطلح‪ ‬العاصفة الرملية‪ ‬في أغلب األحيان عند الحديث عن‪ ‬العواصف‬ ‫‪‬‬

‫الرملية الصحراوية ‪ ،‬خاصة في الصحراء الكبرى وصحراء الجزيرة العربية‪ ،‬أو األماكن[ التي تكون فيها التربية‬
‫الرملية هي السائدة‪ ،‬بحيث تحمل الرياح كمية كبيرة من الجزيئات الرملية التي تتطاير بالقرب من السطح‪ ،‬باإلضافة‬
‫إلى الجسيمات الدقيقة العالقة في الهواء والتي تحجب الرؤية‪.‬‬
‫العاصفة الغبارية (‪ :)Dust storm‬أما مصطلح‪ ‬العاصفة الغبارية‪ ،‬فيُستخدم عندما تتطاير الجسيمات الدقيقة وتنتشر‬ ‫‪‬‬

‫لمسافات طويلة‪ ،‬وتؤثر على المناطق الحضرية‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫تأثيرات العواصف الرملية والغبارية على الطقس‬

‫‪:‬تأثيرها على السحب والهطول‬
‫تعمل جزيئات الغبار‪ ،‬كنواة تكثيف لتكوين السحب الدافئة‪ ،‬وكنوى لتكون الجليد في السحب الباردة‪،‬‬
‫وتعتمد قدرة جزيئات الغبار على العمل على هذا النحو على حجمها وشكلها وتكوينها‪ ،‬والتي تعتمد‬
‫بدورها على طبيعة التربة األصلية التي جاءت منها وعمليات النقل‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫ويؤدي هذا التعديل في تركيب السحب وما تحتويه من جزيئات إلى تغيير قدرتها على امتصاص‬
‫اإلشعاع الشمسي‪ ،‬مما يؤثر بشكل غير مباشر على الطاقة التي تصل إلى سطح األرض‪ ،‬وبسبب‬
‫ضا على نمو القطرات السحابية وبلورات الجليد‪ ،‬تتأثر كمية األمطار وموقع‬
‫تأثير جزيئات الغبار أي ً‬
‫الهطول‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪:‬تأثيرها على حرارة الجو‬

‫يعمل الغبار المحمول في الهواء بطريقة مشابهة لتأثير االحتباس الحراري‪ ،‬فهو يمتص ويشتت‬
‫اإلشعاع الشمسي الذي يدخل الغالف الجوي‪ ،‬ويقلل من الكمية التي تصل إلى سطح األرض‪،‬‬
‫ويمتص أيضا ً إشعاع الموجات الطويلة المرتد عن السطح‪ ،‬ويشتتها في جميع االتجاهات‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫وتعتمد قدرة جزيئات الغبار على امتصاص اإلشعاع الشمسي على حجم الجزيئات وشكلها وتركيبها‬
‫المعدني والكيميائي‪ ،‬وكذلك على التوزيع الرأسي للغبار في الهواء وخصائص السطح السفلي‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪:‬تأثيرها على األعاصير‬

‫تمتص العواصف الرملية والغبارية الجافة الرطوبة وتغير الرياح مما يضعف األعاصير الصغيرة‬
‫قبل أن تكبر‪ ،‬ومثال على ذلك العواصف الرملية من الصحراء الكبرى والتي تؤثر على نشاط‬
‫األعاصير في المحيط األطلسي‪.‬‬
 ‫‪ ‬‬

‫ضا باسم طبقة الهواء الصحراوية (‪ ،)SAL‬النشاط‬ ‫حيث يمنع الغبار الصحراوي‪ ،‬والمعروف أي ً‬
‫االستوائي في المحيط األطلسي‪ ،‬فطبقة الهواء الصحراوية عبارة عن هواء دافئ وجاف ومغبر قادم‬
‫من الصحراء الكبرى في إفريقيا‪ ،‬إذ تتحرك موجات الغبار هذه قبالة الساحل الغربي إلفريقيا خالل‬
‫أشهر الصيف خصوصاً‪ ،‬وتنتقل مع الرياح الشرقية السائدة إلى أمريكا الشمالية‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫فاألعاصير تحتاج حتى تتكون إلى رطوبة استوائية عميقة‪ ،‬وتحصل على طاقتها من دفء مياه‬
‫المحيط‪ ،‬وكلما زادت درجة حرارة الماء‪ ،‬زادت الطاقة المتاحة وزادت فرصة تكوين اإلعصار‪ .‬إال‬
‫أن العواصف الرملية والغبار تمتص بعض ضوء الشمس وتعكس بعضا ً منه‪ ،‬وتسمح فقط لجزء من‬
‫أشعة الشمس بالمرور إلى سطح المحيط‪ ،‬وهذا يؤدي إلى ‪ ‬بقاء سطح الماء والهواء فوقه بارداً تحت‬
‫طبقة الغبار الدافئة‪ ،‬مما يعمل على استقرار الغالف الجوي ويمنع تكون األعاصير‪.‬‬

‫‪ ‬‬
‫باإلضافة لذلك‪ ،‬فإن الرياح السائدة التي تحمل طبقة الهواء الصحراوية عبر المحيط األطلسي قوية‬
‫صا للرياح‪ ،‬مما يعيق تطور‬
‫نسبيًا‪ ،‬هذه الرياح في المستويات المتوسطة من الغالف الجوي تخلق ق ً‬
‫النظم االستوائية‪.‬‬