Professional Documents
Culture Documents
PDF دراسة مختصرة لمؤلف ظاهرة الشعر الحديث2020
PDF دراسة مختصرة لمؤلف ظاهرة الشعر الحديث2020
. 2ـ توفر الشعراء على هامش من الحرية (ص)6. 1ـ االحتكاك بالثقافات األجنبية
وليشير إلى ظهور حركتين لتطويرالشعر العربي :
1ـ حركة هادئة متدرجة واجهت الوجود التقليدي إبان تماسكه ،وتمثلت في مدرسة اإلحياء ،أعقبتها جماعة الديوان وتيار الرابطة القلمية وجماعة أبولو
2ـ حركة قوية وعنيفة في تجديدها بفعل انهيار الوجود التقليدي ،خاصة بعد نكبة فلسطين 1948م ،حيث ظهر تغيير جذري ،تمثل في حركة الشعر
مجموعات ذ أحمد دامو الحر (ص .)8.بعد ذلك سيتطرق إلى دراسة الحركة األولى من خالل:
القسم األول :نحو مضمون ذاتي
واتساب 0672172686 التيار اإلحيائي:
ارتكاز التيار اإلحيائي في الشعر العربي الحديث على محاكاة األقدمين ،وإحياء تراث الشعر العباسي والشعر األندلسي لتجاوز ركود عصر
االنحطاط ومخلفات كساد شعره.
حركة إحياء النموذج حركة تقليدية محافظة ،فقد أهملت التعبير عن الذات ،وعن الواقع.
التيار الذاتي:
ظهوره مع جماعة الديوان ،وتطوره مع الرابطة القلمية وجماعة أبولو (ص)10.
مدرسة الديوان ( :محمود عباس العقاد ،عبد الرحمن شكري ،وعبد القادر المازني)ارتكزت على فكرة واحدة مفادها أن الشعر هو الوجدان.
الرابطة القلمية في المهجر( إيليا أبو ماضي ،وميخائيل نعيمة ،وجبران خليل جبران ،وإيليا أبو ماضي)...
ظهرت في أواخر العقد األول من القرن العشرين ألسباب سياسية واجتماعية واقتصادية وثقافية.
جماعة أپولو( أحمد زكي أبو شادي ،وأحمد رامي ،وأبو القاسم الشابي ،ومحمود حسن إسماعيل ،وعبد المعطي الهمشري ،والصيرفي ،وعلي
محمود طه ،وعلي الشرنوبي ،ومحمود أبو الوفا ،وعبد العزيز عتيق)...
القسم الثاني :نحو شكل جديد:
يتطرق الناقد إلى المقارنة بين القصيدة اإلحيائية وقصائد التيار الذاتي:
القصيدة اإلحيائية
النهل من الذاكرة وتقليد النموذج ،مع لغة بألفاظ جزلة ومعجم بدوي.
ارتباط الصورة الشعرية بالذاكرة التراثية بغض النظر عن موضوع القصيدة(وظيفة تزيينية زخرفية)
قصيدة التيار الذاتي:
استخدم التيار الوجداني لغة سهلة ويسيرة .قريبة من الحديث اليومي ولغة الشارع (قصيدة "أصداء الشارع" للعقاد)
الصورة البيانية عند شعراء الوجدان؛ كانت صورة تعبيرية انفعالية مرتبطة بتجربة وذات الشاعر الرومانسي
فهي نابعة من تجربة ذاتية ومن رؤية خاصة للحياة والكون.
األولوية للتعبير عن الموضوع دون االهتمام بالزخرفة الشكلية.
التميز بالوحدة العضوية المرتبطة بالوجدان ،حيث يصعب حذف أو تغيير ترتيب القصيدة دون اإلخالل بالمعنى(،قصيدة
"حكمة الجهل" للعقاد)
تنويع القوافي واألوزان
الحكم على تجربة التيار الذاتي :عرف نهاية محزنة شكال ومضمونا،
المضمون :سقط في مستوى البكاء والتفجع والشكوى الدالة على الضعف ،دون معالجة حقيقية للواقع وألزمة الذات.
الشكل :ال فشل في تحقيق صورة تعبيرية خاصة ،مما أدى إلى االستسالم لسهام نقد االتجاه المحافظ
2
استفتح الناقد أحمد المجاطي هذا الفصل بذكر أهم العوامل التي أدت إلى حركة ثورية على النظام الشعري القديم ،ومن أهمها نكبة سنة 1948م ،حيث
انهار الوجود التقليدي القديم ،وانفتحت أبواب الحرية للتجديد ،خاصة مع رياح الثقافات األجنبية التي هبت على العالم العربي( االشتراكية /الوجودية
.../ص ،)57.واالطالع على تجارب عالمية (األساطير اليونانية /قصائد بابلو نيرودا /لوركا /ماياكوفسكي...ص )58.واالنفتاح على الثقافة الشعبية
مثل سيرة عنترة بن شداد وكتاب ألف ليلة وليلة ،والتعمق في دالالت القرآن الكريم ،.ليؤكد بعد ذلك على ما يلي:
أصبح الشعر مع الحركة الجديدة (الشعر الحديث) وسيلة الكتشاف اإلنسان والعالم .مجموعات ذ أحمد دامو
حمل الشاعر الجديد رؤيا جديدة وخاصة إلى اإلنسان والحياة والكون والوجود والقيم والمعرفة .واتساب
0672172686 أصبح الشعر الحديث أداة لتفسير العالم وتغييره.
تعدد المواضيع :تجربة الضياع والتمزق النفسي واالضطراب الداخلي والقلق الوجودي والغربة الذاتية والمكانية تأثرا بشعر توماس
إليوت صاحب القصيدة الشهيرة" األرض الخراب"
التأثر بأعمال بعض الروائيين والمسرحيين ،خاصة الروايات والمسرحيات الوجودية التي ترجمت إلى اللغة العربية.
معاناة الشاعر الحديث من الملل والسأم والضجر والالمباالة والقلق ،وعزفه أنغاما حزينة تترجم سيمفونية الضياع والتيه
واالغتراب واالنهيار النفسي والتآكل الذاتي والذوبان الوجودي بسبب تردي القيم اإلنسانية وانحطاط المجتمع العربي بسبب قيمه الزائفة
وهزائمه المتكررة.
النغمة التراجيدية في أشعار أدونيس كقصيدة "الرأس والنهر " من ديوان " المسرح والمرايا" ،وعند عبد الوهاب البياتي وصالح عبد
الصبور في قصيدته "مذكرات الصوفي بشر الحافي" من ديوان "أحالم الفارس القديم" ،و لدى عبد المعطي حجازي...
تتنوع الغربة في أشعار المحدثين لتشمل الغربة في الكون ،والغربة في المدينة ،والغربة في الحب ،والغربة في الكلمة.
الغربة في الكون :ميل الشاعر إلى الشك في الحقائق والميل إلى التفلسف األنطولوجي ( الوجودي) ،وتفسير الكون عقال ومنطقا ،والدافع
إلى ذلك أن الشاعر يحس بالعبث والقلق والمرارة المظلمة ،كما نجد ذلك في نصوص صالح عبد الصبور وبدر شاكر السياب وأدونيس
الغربة في المدينة :تتجلى في تبرم الشاعر الحساس من المكان المديني الذي حول اإلنسان إلى مادة محنطة بالقيم المصطنعة الزائفة ،وهذا
المكان المخيف هو المدينة العربية المعاصرة التي علب ت اإلنسان وشيأته ،وأضحت بدون قلب أو بدون روح ،فالقاهرة بدون قلب عند عبد
المعطي حجازي ،و الشيء نفسه يقال عن بغداد السياب وبيروت أدونيس وخليل حاوي .وتتخذ المدينة في شعر هؤالء قناعا سياسيا
واجتماعيا وثقافيا واقتصاديا ،وتمثل وجه الحضارة بكل أبعادها الذاتية والموضوعية.
الغربة في الحب الذي أصبح زيفا مصطنعا وبريقا واهما .ومن ثم ،تتحول العالقة بين الزوجين إلى عداوة وقتال كما في قصيدة"الجروح
السود" عند خليل حاوي في ديوانه" نهر الرماد" ،أو يموت الحب عند عبد المعطي حجازي أو يصاب باالختناق عند صالح عبد الصبور.
الغربة في الكلمة :غربتها الذاتية في واقع ال ي عرف سوى الصدى وخنق الجهر و قتل الكالم الصارخ الذي قد يتحول إلى حجر عند
أدونيس في قصيدة "السماء الثامنة" من ديوان " المسرح والمرايا" ،وقد يلتجئ الشاعر إلى الصمت كما عند البياتي في قصيدة " إلى أسماء"
مجموعات ذ أحمد دامو واتساب 0672172686 من ديوان "سفر الفقر والثورة".
هناك من مزج بين لونين ،وهناك من تحدث عن األلوان الثالثة للغربة ،وهناك من جمع بين األربعة في وحدة شعرية منصهرة ،على نحو
ما فعل إبراهيم أبو سنة حين مزج بين الغربة في الحب والغربة في المدينة ،في قصيدة له بعنوان " في الطريق" .وعلى نحو ما نجد عند
صالح عبد الصبور ،الذي يمزج بين الغربة في المدينة ،والغربة في الكلمة في قصيدة" أغنية للشتاء" .وقد يمضي بعض الشعراء بعيدا،
فيمزج في قصيدة واحدة بين ألوان مختلفة تتعدى ما سبقت اإلشارة إليه من ألوان الغربة ،كما هو الشأن في قصيدة" فارس النحاس" لعبد
الوهاب البياتي" ،التي جسدت الغربة في المكان والغربة في الزمان والغربة في المدينة والغربة في العجز .وهذه الغربة تتفرع عنها الغربة
في الحياة والغربة في الموت والغربة في الصمت
إيقاع التجدد والبعث واألمل بلغ أوجه في االرتفاع والتألق ،في الفترة الواقعة بين تأميم القناة ،وبين واقعة االنفصال بين مصر وسورية.
على حين بدأ إيقاع اليأس يسود بعد هذه الحادثة األخيرة.
اتهام بعض النقاد( حسين مروة ،وجالل العشري ،ومحمود أمين العالم ،وفاروق خورشيد) ل هذا الشعر الجديد بالسلبية والنكوص والضعف
واالستسالم والميل إلى الذاتية الباكية على غرار الرومانسيين الوجدانيين
دفاع أحمد المجاطي عن هذه التجربة بقوله " :إن هذه النغمة المستوردة هي التي حملت بعض النقاد على اتخاذ مواقف متحفظة من تجربة
الغربة كلها ،والشك أن موقفهم هذا ،ناتج قبل ذلك من الخلط بين ماهو أصيل من تلك التجربة ،وبين ماهو غير أصيل ،وإن الخوف المبالغ
فيه من كل مايمت بصلة إلى الحزن والضياع والتمزق ،كأن الحياة نزهة مترفة ،المكان فيها للخوف ،والتردد ،والرعب ،وكأن الشعر
اليملك أن يكون إيجابيا حتى وهو يشق العظام ليؤكد وجود المادة النخاعية"ص104.
3
يؤكد الناقد في هذا الفصل؛ على أن الشعر العربي الحديث لم يكن كله شعر يأس وغربة وضياع وقلق وسأم ،حيث نجد :شعر األمل والحياة واليقظة
والتجدد واالنبعاث ،أو ما يسمى عند "ريتا عوض" بقصيدة الموت واالنبعاث:،
أسباب األمل والتجدد في تجربة هؤالء "التموزيين" الذين تغنوا بالموت واالنبعاث :إنجازات واقعية سياسية مثل :ثورة مصر /تأميم القناة /رد
العدوان الثالثي /استقالل أقطار العالم العربي /الوحدة بين مصر وسوريا ...إلى غير ذلك من األحداث اإليجابية التي دفعت الشعراء إلى التغني
باالنبعاث واليقظة والتجدد الحضاري .ولم تستقل حقبة األمل بفترة معينة ،بل نراها تتداخل مع فترة إيقاع الغربة والضياع تعاقبا أو تقاطعا.
نماذج ألشعار فكرة التجدد عند الشعراء المهجريين :أقصوصة " رماد األجيال" "/النار الخالدة" عند جبران خايل جبران /قصيدة " أوراق الخريف"
لميخائيل نعيمة
مالحظات الناقد حول تجربة المهجر :تجربة في واقع األمر غير متماسكة ،فهي تضع اإليمان بالتجدد والعبث فوق كل اعتبار /تميزت بالحيرة
والتردد ،وإيثار الحياة الحالمة /التجدد عند شعراء المهجر مقترن بالتناسخ ،بينما التجدد عند الشعراء المحدثين مرتبط بالفداء المسيحي.
روافد الشاعر الحديث إلغناء تجربته :األساطير والرموز الدالة على البعث والنهضة واليقظة والتجدد ،وهي أساطيرتجسد صراع الخير والشر /
استلهام مضامين الوثنية البابلية واليونانية والفينيقية والعربية /المعتقدات المسيحية /التراث العربي واإلسالمي /الفكر اإلنساني عامة.
أمثلة لتلك األساطير:تموز/عشتار/أورفيوس /طائرالفينيق /صقر قريش /الخضر /نادر السود /مهيار /العنقاء /السندباد/عمر الخيام وحبيبته عائشة...
تأثيرات هذه األساطير على قصيدة الشعر الحديث :إحداث منهج نقدي وأدبي وفلسفي سمى بالمنهج األسطوري"
مفهوم المنهج األسطوري :طريقة يقدم به الشاعر مشاعره وأفكاره ،ومجمل تجربته في صور رمزية ،يتم بواسطتها التواصل ،ال عن طريق
مخاطبة الفكر ،كما تفعل الفلسفة والمنطق ،بل عن طريق التغلغل إلى الالشعور ،حيث تكمن رواسب المعتقدات واألفكار المشتركة".
أهم رواد هذه التجربة :روادها بدر شاكر السياب /خليل حاوي /أدونيس /عبد الوهاب البياتي/ .
أدونيس :من أهم شعراء التجربة التموزية الذين تغنوا بالموت واالنبعاث كما في ديوانه" كتاب التحوالت والهجرة في أقاليم النهار والليل" ،وديوان"
المسرح والمرايا" .ومن أهم خصائص شعره التي تحدد نظرته إلى أمته على المستوى الحضاري خاصة التحول عبر الحياة والموت ،أي إن أدونيس
يشخص في أشعاره جدلية اإلنسان المتأرجحة بين الحياة والموت ،كما في قصائده الشعرية " الرأس والنهر" ،و" تيمور ومهيار" ،وقصيدة
"السماء" ،وقد اشتغل أدونيس في شعره كثيرا على أسطورة العنقاء وشخصية مهيار (.ص←118 .ص)129 .
خليل حاوي :عبر في دواوينه الثالثة " نهر الرماد" و"الناي والريح " و" بيادر الجوع" عن مبدإ آخر غير مبدإ التحول عند أدونيس هو مبدأ
المعاناة ،أي معاناة حقيقية للخراب والدمار ،والجفاف والعقم .وقد شغّل في شعره أسطورة تموز وأسطورة العنقاء للداللة على هذا الخراب الحضاري
والتجدد مع العنقاء(. .ص←129 .ص)158.
بدر شاكر السياب :عبر عن معاني الموت والبعث ،وعن طبيعة الفداء في الموت ،إذ يعتقد بأن الخالص اليكون إال بالموت ،إال بمزيد من األموات
والضحايا كما في قصيدته " النهر والموت" ،وفي قصيدته " قافلة الضياع " ،و" رسالة من مقبرة" .وقد استخدم السياب رمزا أسطوريا للتعبير عن
فكرة الخالص وهو رمز المسيح كما في قصيدته" المسيح بعد الصلب" ،وقصيدة " مدينة السندباد" و"أنشودة المطر"(.....ص←158 .ص)168.
عبد الوهاب البياتي :شاعر جدلية األمل واليأس المهيمنة على ديوانه" الذي يأتي واليأتي" .وهناك ثالث منحنيات في جدلية األمل واليأس في أشعاره
المنحنى األول ،انتصار ساحق للحياة على الموت ،في قصائد ":الذي يأتي واليأتي" ،والسيما " كلمات التموت" ،و" النار والكلمات"
مجموعات ذ أحمد دامو و"سفر الفقر والثورة".
المنحنى الثاني تتكافأ الكفتان ،ويمثله ديوان" الذي يأتي واليأتي".
واتساب 0672172686 المنحنى األخير ،فيتم فيه انتصار الموت على الحياة ،ويمثله ديوان" الموت في الحياة"
جسد عبد الوهاب البياتي حقيقة البعث من خالل الخطوط األربعة الهامة لمضمون ديوانه" الذي يأتي واليأتي" كخط الحياة وخط الموت ،وخط السؤال،
وخط الرجاء ،وكل هذا يرد في جدلية منحنى األمل ومنحنى الشك(. .ص←168 .ص)189 .
مالحظات الناقد:أصبح الشاعر الحديث شاعرا يجمع بين هموم الذات وهموم الجماعة ،يروم كشف الواقع واستشراف المستقبل متنقال من التفسير
إلى التغيير .وبمعنى آخر "،لقد أصبح وعي الشاعر بالذات وبالزمن وبالكون مرتبطا بوعيه بالجماعة ،ومتضمنا له .وما كان لشيء من ذلك أن
يحدث لوال وعي الشاعر الحديث ،وإدراكه للتحدي الذي يهدد حاضره ومستقبله ،بالقدر الذي يهدد وجوده القومي .األمر الذي جعل موقف الشاعر
من الذات ،ومن الكون ،ومن الزمن ومن الجماعة ،موقفا موحدا ،تمليه رغبته في الحياة والتجدد واالنتصار على كل التحديات ،التي يرمز إليها
برمز واحد ،ذي طابع شمولي ،هو رمز الموت الذي يعني موت الذات وموت الزمن( الماضي بكل أمجاده والحاضر بكل تطلعاته) ،والذي يعني
تبعا لذلك محو الوجود القومي واإلنساني لألمة العربية(. ".ص)190 .
إن الصراع بين الموت والحياة في تجربة الشاعر الحديث يعني في آخر األمر الصراع بين الحرية والحب والتجدد الذي يجعل الثورة وسيلته ،وبين
الحقد واالستعباد والنفي من المكان ومن التاريخ(. ".ص)190 .
وعلى الرغم من مضامين الشعر الحديث الثورية ،فإنه لم يتحول إلى طاقة تغييرية ،بل نالحظ انفصاال بين الشعر الحديث والجماهير العربية،
والسبب في ذلك يعود حسب أحمد المعداوي إلى عامل ديني قومي ،وعامل ثقافي ،وعامل سياسي ،ولكن أهم هذه العوامل حسب الكاتب تعود إلى
العامل" المتعلق بتقنية هذا الشعر ،أي بالوسائل الفنية المستحدثة التي توسل بها الشعراء ،للتعبير عن التجارب التي سبقت الحديث عنها .فال شك في
أن حداثة هذه الوسائل حالت بين الجماهير ،وبين تمثل المضامين الثورية لهذا الشعر(. ".ص←190ص)193.
4
تطرق الناقد في هذا الفصل إلى جانب الشكل في قصيدة الشعر الحديث ،مشيرا إلى ما يلي:
توظيف الشاعر الحديث شكال جديدا يتجلى في استخدام الرموز واألساطير والصور البيانية االنزياحية،
اختالف اللغة من شاعر إلى آخر( :ص )201
الشعراء العراقيون الذين يمثلهم بدر شاكر السياب يستعملون لغة جزلة وعبارة فخمة وسبكا متينا على غرار الشعر القديم الذي يتميز بالنفس
التقليدي كما يظهر ذلك جليا في دواوين السياب القديمة والمتأخرة وخاصة قصيدته "مدينة بال مطر" ،وقصيدة" منزل األقنان"
هناك من اختار لغة الحديث اليومي مثل :أمل دنقل في ديوانه" البكاء بين يدي زرقاء اليمامة"
هناك من يخلخل اللغة الشعرية النفعية المباشرة ويستعمل لغة انزياحية موحية تنتهك معايير الوضوح والعقل .مثل :الشاعر أدونيس والبياتي
ودمحم عفيفي مطر وصالح عبد الصبور.
هناك من يشغل اللغة الدرامية المتوترة النابعة من الصوت الداخلي ،وهذا الصوت" منبثق من أعماق الذات ،ومتجها إليها ،خالفا لما هو
األمر عليه لدى الشاعر القديم ،الذي امتاز سياقه اللغوي بصدوره عن صوت داخلي يتجه إلى الخارج ،وهو في اتجاهه إلى الخارج يأخذ شكل
خطاب أو التماس أو دعوة إلى المشاركة والتعاطف ،األمر الذي يمنعه من أن يقيم جدارا بينه وبين العالم الخارجي أثناء المعاناة والتوتر ،فهناك
دائما شخص آخر يقاسم الشاعر آالمه" ،كما نجد ذلك لدى الشاعر دمحم مفتاح الفيتوري في قصيدته " معزوفة لدرويش متجول".
الصورة الشعرية (ص :)220تجاوز الشاعر الصور البيانية المرتبطة بالذاكرة التراثية عند الشعراء اإلحيائيين ،والصور المرتبطة بالتجارب
الذاتية عند الرومانسيين ،إلى صور تقوم على توسيع مدلول الكلمات من خالل تحريك الخيال والتخييل وتشغيل االنزياح والرموز واألساطير
وتوظيف الصورة الرؤيا وتجاوز اللغة التقريرية المباشرة إلى لغة اإليحاء .وال ريب أن ولع" الشاعر الحديث بالضرب في بحور المعرفة السبعة ،
قد أتاح له أن يجتني المزيد من الصور والرموز ،التي تعتبر من أهم الوسائل التي يلجأ إليها الشاعر الحديث للتعبير عن تجاربه الجديدة ،وال ريب
في أن الشاعر حين فعل ذلك ،وحين وسع مدلول صوره البيانية ،أو حدده بربطه بمدلوالت سائر الصور في القصيدة الواحدة ،أو حين فتح مدلول
الصورة الواحدة على آفاق تجربته المختلفة ،قد ابتعد كثيرا عن مفهوم الصور البيانية في البالغة القديمة ،وأن هذا البعد قد ساهم مساهمة فعالة في
إبع اد تجاربه الشعرية عن ذوق عامة الناس،كما منحهم نوعا من التبرير لوصف شعره بالغموض." .
ولكن أهم خاصة شكلية يتسم به الشعر الحديث هو تطور األسس الموسيقية(،ص )228وإن كان بعض الشعراء المحدثين مازالوا يستعملون
الطريقة التقليدية في كتابة قصائدهم كما هو حال البياتي في هذا المقطع المأخوذ من ديوانه" الذي يأتي وال يأتي":
5
اعتمد أحمد المعداوي في هذه الدراسة على مجموعة من المناهج من أهمها:و
المنهج التاريخي :من خالل تحقيب الشعر العربي زمنيا ( الشعر القديم ،والشعر اإلحيائي ،والشعر الذاتي ،والشعر
الحديث) من خالل ربطه بالظروف التاريخية كربط الشعر العربي الحديث في القرن العشرين بما عرفه العالم العربي من
نكسات ونكبات وحروب وهزائم .كما ينفتح الكاتب على المناهج الضمنية األخرى مثل:
المنهج الفني :تقسيم الشعر العربي الحديث إلى مدارس شعرية فنية ،والتي حصرها الدارس فيما يلي:
-5المدرسة اإلحيائية المرتبطة بالنموذج التراثي؛
-2الحركة الرومانسية ذات التوجه الذاتي والتي تنقسم بدورها إلى هذه المدارس الوجدانية :مدرسة الديوان ،ومدرسة أپولو ،ومدرسة المهجر؛
-3حركة الشعر الحر أو الشعر الحديث أو الشعر المعاصر.
منهج التلقي :الحديث عن أسباب عزوف القراء عن االهتمام بالشعر المعاصر أو ما يسمى بشعر الحداثة ،ويرجع
ذلك العزوف واالبتعاد إلى هيمنة الغموض في هذا الشعر؛ مما سبب في انفصال كبير بين المرسل والمتلقي ،أو بين المبدع
والقارئ .ومن األدلة على وجود هذا المنهج قول الكاتب ":غير أن النصفة تقتضي منا أن نسجل بأن ثمة عدة عوامل حالت
بين هذا الشعر وبين أن يصل إلى الجماهير العربية ،ليتحول إلى طاقة جبارة ،شبيهة بالطاقة التي اعتدنا من الكلمة الصادقة
أن تفجرها في كل العصور" .مجموعات ذ أحمد دامو واتساب 0672172686
المنهج االجتماعي :من خالل ربط المبدع ببيئته االجتماعية ووسطه الزمكاني ،وربط اإلبداع بالواقع االجتماعي
والسياسي واالقتصادي والثقافي كما يظهر ذلك في حديث الناقد عن تجربة الغربة والضياع التي ربطها بهزيمة العرب في
حرب حزيران ناهيك عن النكبات والنكسات التي عاشها العرب منذ 5591م ،ومن الشواهد النقدية االجتماعية على ذلك قول
الكاتب ":كانت هزيمة الجيوش العربية سنة 5591مفاجأة من األمة لنفسها ،وفرصة لمواجهة ذاتها مواجهة صريحة بإعادة
النظر في كل مايحيط بها ،سواء أكان ثقافة أم سياسة أم عالقات اجتماعية .لم يبق بين الناس ،وال في أنفسهم شيء أو قيمة لم
تتجه إليها أصابع التهمة .الحقيقة الوحيدة التي استقرت في كل قلب هي مبدأ الشك ،الشك بعالقة العربي بنفسه وبما حوله،
وبماضي أمته وحاضرها ،حتى أوشك الشك أن ينال من عالقة العربي بربه .وأمام هذا اإليمان بمبدإ الشك بدأت األرض تهتز
تحت أقدام الوجود العربي التقليدي ،ولم تعد له تلك الهيمنة القديمة على أفكار الناس وحريتهم ،وبات في وسع العربي الشاعر
أن يفتح نفسه لألفكار والفلسفات ،واالتجاهات ا لنقدية في األدب والشعر ،الواردة من وراء البحر،وأن يدعها تمتزج في نفسه
وفكره بثقافته القومية ،ليستعين بذلك كله على تحليل واقعه ،والوقوف على المتناقضات والمالبسات التي تكتنفه ،وإدراكها
إدراكا موضوعيا تتبدى من خالله صورة الواقع الحضاري المنشود الذي نريد".
منهج الظواهر والقضايا :يتضح ذلك جليا في عنوان الكتاب " ظاهرة الشعر الحديث" ،وتقسيم الكتاب إلى مجموعة من
الفصول الدراسية تتخذ طابع القضايا والظواهر األدبية ،والتي تتعلق بالشعر الحديث صياغة وداللة ( شعر الغربة والضياع،
وشعر الموت واليقظة ،والشكل الجديد) ،و قد تمثل هذا المنهج في المغرب األستاذ عباس الجراري في مجموعة من كتبه ،
والدكتور دمحم الكتاني في كتابه" الصراع بين القديم والجديد" .وهذا المنهج استلهمه المغاربة من كتابات أساتذة األدب في
الجامعة المصرية .ويعرف عباس الجراري منهج الظواهر والقضايا بأنه يستعين ":بفكر نقدي يستند إلى الواقع والمعاصرة،
وبجدلية وموضوعية تعتمدان على معطيات استقرائية واستنتاجات منطقية ،بعيدا عن أي توثن أو معتقدية متزمتة أو موقف
تبريري ،إذ في ظني أنه اليمكن فصل المنهج عن المضمون كما أنه اليمكن ممارسة نقد قبلي ،أي نقد سابق على المعرفة.
و يقضي محتوى المنهج عندي كذلك أن أنظر إلى تلك القضايا والظواهر من زاوية تعطي األسبقية للتمثل العقلي على النقد
التأثري ،أي بنظرة فكرية عقالنية وليس على مجرد التذوق الفني النابع من اإلحساس الجمالي والتأثر العاطفي واالنفعال
االنطباعي باألثر المدروس .وإن كنت ال أنكر أهمية المنهج الفني وجدواه بالنسبة لنوع معين من الموضوعات ،وقد سبق لي
أن جربته في بعض األبحاث ،وخاصة في دراسة لي منشورة عن" فنية التعبير في شعر ابن زيدون".
كما يحقق المنهج من أهدافه إثبات الوقائع وربطها باألسباب ووصف الظواهر وتعليلها والبحث عن بواعثها الخفية والظاهرة
القريبة والبعيدة ،واستخالص العالقات التفاعلية بينها وبين غيرها".
يتبين لنا من كل هذا؛ أن أحمد المعداوي يشغّل في كتابه عدة مناهج نقدية في دراسته األدبية النقدية ،تجمع بين الظواهر
المضمونية والقضايا الشكلية في إطار رؤية تاريخية اجتماعية فنية ،يستحضر فيها الكاتب القارئ المتلقي لمعرفة سبب
انعدام التواصل بين المبدع المعاصر والمتلقي الرافض للشعر الحداثي.
6
مجموعات ذ أحمد دامو واتساب 0672172686
الداعمة:متحطارن
ائق العرض: طرح اال طريقةالحجج
األساليب الحجاجية:
الموظفةطالقا من قولة
تنظيم محاور الدراسة: الحججلف ان تنوعتا املؤ الحجاجيةان هذ اساليبهامتح طرح نوع الناقدي في
وفق ما يتطلبه كل سياق ،ونذكر
ض الفصوفل،يوتقسيمبع
تقسيم الدراسة إلى مجموعة من
األول إلى الفصل منها :مقتطفة من أحد فصول املؤلف ،و : بين
ذأ
حم
التاليةم:جال
ف إلى المنهجية
وفقماء املؤل
النقدين انت المؤلف
جاهزة ع هذامقدمةأسئلةهو
مع األول
التعاملطلب
يتمواب امل
ج
ددا
ض:وعه ) ظاهرة الشعر الخطواتن مو
حسبداوي وع
متكاملبه املع
أدبي صاح
موضوع وعن
إنجازد األدبي
النق
مو
التالية
وات
ذأ
الحديث( وعن مضامينه التي توزعت إلى أربعة فصول،
س
حم
مقدمة مختصرة عن قيمة مؤلف ظاهرة الشعر الحديث وكاتبه
اب
دد
ال
الوقوف على مضامين القولة المقتطفة من الكتاب (مقتطف ينطلق منه
عر
ا
ض
مو
منه ،وبباقي مفتطف مع
الفصلفيال القولة
ربطهملاب جاء
خاللتحليل
ذلكلثانمني هو
وإغناءلب ا
السؤالج)،واب املط
ال
وات
تطعيم ذلك بما يناسب من داخل الكتاب
خا
س
ص
اب
رصد البنية الحجاجية المعتمدة وفق ما يلي:
86
ال
26
عر
وخاصة
17
ض
المقتطفةملناهج بشكل تكاملي حسب كل فصل ،او حسب بالقولةعة من ا
مجمو
72
ال
ي /المرتبطة الكتاب،الجتماع
منفسي/ا أمثلة /الن
الموظفةالتامعريخي
الحجاجية) املنهج
األساليباب بأكمله
الكت
06
خا
وخاصة
ص
خبريالعربية
بأسلوبألدبية
التقريريالنقدية ا
النقدي الساحة
الطابعحبه في
اللغويمة( صا
الحجاجافيا وقي
وثق
72
تقريري /لغة
06
8