You are on page 1of 12

‫الرابعة شعب علم ّية‬

‫تلخيص لبرنامج العرب ّية ‪ّ :‬‬

‫األستاذة ‪ :‬ريم الماجري‬


‫األول ‪:‬في ال ّتفكير العلمي ‪1‬‬
‫‪ :‬ـ المحور ّ‬
‫نر ّكز في هذا المحور على بيان الفترات النيّرة في تاريخ العلوم عند العرب‬
‫و الوقوف على أه ّم إنجازاتهم تأكيدا لدورهم في إغناء البحث العلمي و إثراء‬
‫الرّ صيد المعرفي اإلنساني ودحضا آلراء تنكر هذا ال ّدور و تعتبر العرب مجرّ د‬
‫‪ :‬ناقلين من حضارات أخرى‬
‫تنوع مناهج العلماء العرب‬
‫‪:‬ـ ّ‬
‫ـ المعرفة الح ّسيّة ‪ :‬أساسها الحواسّ وهي أولى درجات المعرفة لك ّنها تبقى نسبيّة‪.‬‬
‫الحق لم يصبه ال ّناس في ك ّل وجوهه بل أصاب منه ك ّل إنسان‬
‫ّ‬ ‫يقول أفالطون " إنّ‬
‫" جهة‬
‫ـ االستقراء ‪ :‬و هو استدالل منطقيّ ينطلق من الجزء إلى الك ّل و يقوم على اعتماد‬
‫ال ّتجربة التي يسلك فيها الباحث المراحل ال ّتالية ‪ :‬المالحظة ‪ /‬االفتراض ‪ /‬ال ّتجريب‬
‫‪ .‬لل ّتح ّقق من صحّ ة الفرضيّات‬
‫ك في‬ ‫ك المنهجي و هي عمليّة ذهنيّة تعتمد ال ّ‬
‫ش ّ‬ ‫ـ المعرفة العقليّة ‪ :‬أساسها ال ّ‬
‫ش ّ‬
‫الرّ وايات و إجراء ال ّتجارب لل ّتح ّقق من صحّ تها ‪ .‬و نذ ّكر بأنّ الجاحظ هو مؤسّس‬
‫‪ .‬هذا المنهج في ّ‬
‫الثقافة العربيّة اإلسالميّة‬
‫‪ :‬ـ صفات العالم العربي‬
‫تحلّى العلم العربيّ بخصال و صفات جعلته يتبوّ أ منزلة هامّة في تاريخ العلوم ‪.‬‬
‫فلم يكن مجرّ د ناقل للعلوم السّابقة بل تجاوز ال ّنقل و ال ّتقليد إلى اإلبداع و تحقيق‬
‫‪ .‬اإلضافة‬

‫‪1‬‬
‫يقول ابن البيطار " فما ثبت لديّ بالخبرة ال الخبر و ص ّح عندي بالمشاهدة‬
‫و ال ّنظر ا ّدخرته كنزا سريّا ‪...‬و ما كان مخالفا في القوى و الكيفيّة و المشاهدة‬
‫" الح ّسيّة نبذته ظهريّا‬
‫كما ا ّتصفوا بال ّنزاهة و الموضوعيّة و ال ّتواضع ‪ .‬و نستد ّل بما قاله جابر بن حيّان‬
‫"‬ ‫وهو يضبط شروط الكيميائي لنؤ ّكد اهتمام العالم العربي بالجانب األخالقي ‪:‬‬
‫" ينبغي أن يكون صبورا و مثابرا و متح ّفظا و صامتا و يبتعد عن الغرور‬
‫‪ :‬أه ّم المنجزات العلم ّية العرب ّية‬
‫‪ :‬ـ تأسيس منهج بحث‬
‫ك المنهجي الذي أرساه "الجاحظ" و اعتبره السّبيل لبلوغ اليقين ‪ :‬يقول‪:‬‬ ‫ال ّ‬
‫ش ّ‬
‫ك و الحاالت الموجبة له لتعرف بها مواضع اليقين‬ ‫" فاعرف مواضع ال ّ‬
‫ش ّ‬
‫" والحاالت الموجبة له‬
‫‪ :‬ـ تأسيس علم جديد‬
‫تأسيس "ابن خلدون" لعلم االجتماع البشري ‪.‬إذ لم يعد ال ّتاريخ مقصورا على‬
‫اإلخبار و ال ّتسجيل و ال ّتوثيق و إ ّنما أضحى علما له قواعده و أصوله ‪ .‬يقول ابن‬
‫خلدون " و من الغلط الخفيّ في ال ّتاريخ ّ‬
‫الذهول عن تب ّدل األحوال في األمم‬
‫" و األجيال بتب ّدل األعصار و مرور األيّام‬
‫‪ :‬ـ تصحيح نظريّات‬
‫تصحيح " ابن ال ّنفيس" لنظريّة ال ّدورة ال ّدمويّة الصّغرى و هي نظريّة استقرّ ت في‬
‫‪ .‬أذهان العلماء حوالي اثني عشر قرنا‬
‫‪ :‬ـ الكيمياء‬
‫ضبط العرب قواعد تتعلّق بممارسة الكيمياء و بفضلها تم ّكنوا من اختراع العديد‬
‫‪ " .‬من الموا ّد ‪ .‬و قد تألّق في هذا المجال " جابر بن حيّان‬

‫‪2‬‬
‫‪ :‬الطبّ‬
‫أسّس العرب المعاهد ّ‬
‫الطبية و أقاموا المستشفيات و الصّيدليّات و سطع نجم العديد‬
‫من األطبّاء العرب كالرّ ازي الذي ألّف أكثر من مائتي كتاب أشهرها كتاب‬
‫" الحاوي" و هو أوّ ل من وضع تشخيصا دقيقا عن التهاب األعضاء و الرّ ئة و‬
‫‪ .‬هو أوّ ل من استعمل خيوط الجراحة من مصارين الحيوان‬
‫‪ .....‬و لنا أن نذكر أسماء أخرى ّ‬
‫كالزهراوي و ابن سينا و ابن زهر‬
‫‪ :‬الفلك‬
‫برع فيه عديد العلماء العرب و من أشهرهم " الكندي " و البيروني " و اخترع ابن‬
‫الهيثم أوّ ل كاميرا في ال ّتاريخ سمّاها " الخزانة المظلمة " استخدمها الفلكيّون‬
‫‪ .‬المسلمون في مراصدهم‬
‫‪ :‬علم الحيل‬
‫مضخة الجزري و هي تصميم لم يكن معروفا‬ ‫ّ‬ ‫من أشهر المنجزات في هذا المجال‬
‫ّ‬
‫المضخة‬ ‫عند اليونان ‪ .‬يقول خالد عزب " هو اختراع إسالميّ صميم ’ و تع ّد هذه‬
‫ّ‬
‫المضخات المتطوّ رة في عصرنا الحاضر‬ ‫"األصل الذي بنيت عليه جميع‬

‫‪3‬‬
‫‪ :‬ـ ‪ 2‬ـ المحور ال ّثاني ‪ :‬في األدب والفنّ‬
‫يعرض المحور منجزات أدبيّة و ف ّنيّة ّ‬
‫مثلت عالمة نيّرة في تاريخ الحضارة‬
‫العربيّة اإلسالميّة كما يبيّن قيمة األدب و الفنّ ‪ .‬يقول" بشير زهدي" في كتابه "‬
‫الفنّ العربي اإلسالمي " إنّ كالّ من الفنّ و األدب عصارة القرائح ‪ .‬فيهما تتجلّى‬
‫" خالصة ّ‬
‫الثقافات‬

‫‪ :‬األدب‬
‫في األدب العربيّ آثار أدبيّة ظلّت خالدة لما ا ّتسمت به من جماليّة فنيّة و ثراء‬
‫مضمونيّ ‪ .‬إذ تتجلّى قيمة األدب في كيفيّة صياغة المعاني التي تكون أحيانا‬
‫‪ .‬مألوفة‬
‫كتاب "كليلة و دمنة " ‪( :‬ابن المق ّفع)‬
‫ش ّكل هذا الكتاب حدثا أدبيّا لتأسيسه أسلوبا جديدا في الكتابة ‪ .‬فقد جعل صاحبه‬
‫الحيوان ناطقا بلسان اإلنسان و مف ّكرا بعقله ‪ .‬جمع الكتاب بين اللّهو و الحكمة‬
‫وكانت المتعة فيه وسيلة ف ّنيّة غرضها ش ّد القارئ و دفعه الستجالء القضايا‬
‫االجتماعيّة و السّياسيّة التي رام صاحبه طرحها ‪.‬‬
‫و تتجلّى قيمة الكتاب أيضا في جمعه لعصارة ّ‬
‫الثقافة اإلنسانيّة ‪ :‬حكمة الهند‬
‫‪ .‬و إضافات الفرس و بيان العرب‬
‫المعري )‬
‫ّ‬ ‫رسالة الغفران (ألبي العالء‬
‫هي رسالة موغلة في عالم الخيال ‪ .‬حمل فيها "المعرّ ي " "ابن القارح" إلى رحلة‬
‫خياليّة بين الج ّنة و الجحيم ليعقد لقاءات بشخصيّات مختلفة قصد طرح قضايا‬
‫أدبيّة و اجتماعيّة و سياسيّة و عقديّة ‪.....‬‬
‫ويرى بعض ال ّدارسين أنّ " دانتي " اقتبس هذه الفكرة في كتابه " الكوميديا‬
‫‪" .‬اإللهيّة‬

‫‪4‬‬
‫‪:‬كتاب " البخالء " (للجاحظ )‬
‫قام الكتاب على فنّ ال ّنادرة الذي ّ‬
‫مثل شكال قصصيّا جمع بين اإلضحاك و ال ّنقد‬
‫االجتماعيّ ‪ .‬و قد عمد الجاحظ فيه إلى دراسة نفسيّة البخيل ليرصد من خالل ذلك‬
‫ال ّتحوّ الت التي طرأت على المجتمع العربي اإلسالمي و خاصّة المنظومة القيميّة‬
‫‪ .‬وآداب ال ّتعامل االجتماعي‬
‫‪ :‬العمدة البن رشيق القيرواني‬
‫شعر العربيّ مفهوما وبنية وقواعد‬ ‫يعتبر من أمّهات الكتب ال ّنقديّة التي تطرّ قت لل ّ‬
‫و أغراضا ‪....‬و قد ساهم ابن رشيق في بعث حركة أدبيّة و نقديّة بالقيروان ‪.‬‬
‫‪ :‬الفنّ‬
‫اهت ّم المحور بتطوّ ر الفنّ في ّ‬
‫الثقافة العربيّة و عرض جملة من الفنون التي ميّزت‬
‫‪ :‬هذه الحضارة‬
‫‪ :‬ال ّ‬
‫شعر‬
‫الذائقة العربيّة و الوجدان العربي لذلك برع فيه العرب‬‫هو أقرب الفنون إلى ّ‬
‫‪ .‬و أبدعوا في تزيين الكالم ‪.‬و قد خلّد ال ّتاريخ أسماء شعراء نالوا شهرة واسعة‬
‫‪ :‬الغناء‬
‫وقع ال ّتطرّ ق ألهميّة هذا الفنّ و أثره الحسن في ال ّنفس إلى ح ّد ربطه بمكارم‬
‫األخالق ‪ .‬يقول " االبشيهي " ‪ :‬و قد يتوصّل باأللحان الحسان إلى خيري ال ّدنيا‬
‫‪ .‬و اآلخرة‬
‫الرسم‬
‫‪ّ :‬‬

‫‪5‬‬
‫تجلّى تطوّ ره في الفضاء ين األدبي و ال ّديني و عندما أدرك مرحلة ال ّنضج‬
‫" تفرّ عت عنه فنون أخرى كفنّ " األرابيسك‬

‫‪ :‬العمارة العرب ّية اإلسالم ّية‬


‫برزت خصوصيّة العمارة العربيّة في القصور و المنازل و المساجد و بدت‬
‫موصولة بالبعد الوجداني ‪ .‬فكانت تجسيما للقيم و ال ّتعاليم وقد استخدم المسلمون‬
‫القباب في المساجد خاصّة أل ّنها تساعد على إشاعة الهواء في قاعة الصّالة‬
‫و يساعد شكلها المقوّ س األجوف على تجميع أصوات المصلّين ‪ .‬و من أه ّم‬
‫شريف ‪ /‬جامع األمويّين‬ ‫منجزات العرب المعماريّة ‪ :‬قبّة الصّخرة في القدس ال ّ‬
‫‪ .....‬بدمشق ‪ /‬قصر الحمراء بغرناطة‬
‫ّ‬
‫الخط العربي‬ ‫‪:‬‬
‫ت ّم االنتقال بواسطته من ثقافة المشافهة إلى ثقافة ال ّتدوين ‪ .‬وقد ازدهر هذا الفنّ في‬
‫الخطاطون إظهار أشهر الخطوط التي ابتكروها في كتابة‬ ‫ّ‬ ‫المساجد خاصّة إذ أراد‬
‫ّ‬
‫الخط الكوفي ‪ /‬ال ّنبطي ‪/‬الحجازي ‪/‬‬ ‫اآليات القرآنيّة ‪ .‬و من الخطوط العربيّة ‪:‬‬
‫‪ .....‬الفارسي‬

‫‪6‬‬
‫‪ :‬ـ المحور ال ّثالث ‪ :‬حوار الحضارات ‪3‬‬

‫‪ :‬وسائله‬
‫مثلت الترجمة أحد أه ّم مسالك الحوار الحضاري في ّ‬
‫الثقافة العربيّة‬ ‫ـ ال ّترجمة ‪ّ :‬‬
‫اإلسالميّة فهي أداة تواصل بين مختلف ّ‬
‫الثقافات ‪ .‬و قد استفاد العرب منها قديما‬
‫في نقل معارف الحضارات التي انفتحوا عليها ‪ .‬كما كانت ال ّترجمة في فترة‬
‫‪ .‬اإلصالح وسيلة لتطوير األنظمة السّياسيّة و مواكبة الحضارة الحديثة‬
‫لالطالع على ثقافة اآلخر و رصد جوانب من الحياة‬ ‫ّ‬ ‫الرحلة ‪ :‬الرّ حلة وسيلة‬ ‫ـ ّ‬
‫شعوب أخرى ‪ .‬و ال يمكن أن ننكر قيمتها ال ّتعليميّة و ال ّتثقيفيّة‬ ‫اليوميّة لل ّ‬
‫‪ .‬و ال ّترفيهيّة‬
‫‪ :‬ـ شبكات اال ّتصال‬
‫تتيح هذه الوسائل االنفتاح على اآلخر و تحوّ ل العالم إلى قرية صغيرة ‪ .‬كما أ ّنها‬
‫تم ّكن من مواكبة ال ّتحوّ الت التي يشهدها العالم على مختلف األصعدة ‪ .‬و يساعد‬
‫‪ .‬حسن استثمار هذه الوسائل على االنخراط في الحوار الحضاري الب ّناء‬

‫‪ :‬عوائق الحوار الحضاري‬


‫ـ الجهل المتبادل ‪ :‬ال ّتصوّ رات التي يحملها ك ّل طرف عن اآلخر فالغرب مثال‬
‫يش ّكل تصوّ رات عن اإلسالم انطالقا من بعض الممارسات فيضحي في نظرهم‬
‫مقترنا بال ّتعصّب و اإلرهاب ‪ .‬و العرب أيضا يحملون تصوّ رات عن الغرب تقوم‬
‫‪ .‬على قوالب جاهزة تعتبرهم مجرّ دين من القيم و األخالق‬
‫ـ غياب إعالم عالميّ نزيه و مجرّ د من ال ّتعصّب ال ّديني و العرقي ممّا يدعّم ال ّنظرة‬
‫‪ .‬العدائيّة لآلخر و توظيف هذه الوسائل لشنّ حمالت على بعض الحضارات‬

‫‪7‬‬
‫ـ هيمنة حضارة واحدة و تح ّكمها في الحضارات األخرى ممّا يؤ ّدي إلى تهديد‬
‫الثراء ّ‬
‫الثقافي العالميّ‬ ‫‪ّ .‬‬

‫ـ انتشار أفكار و مواقف ال تشجّ ع على الحوار كانتشار فكرة صدام الحضارات‬
‫‪ .‬و تسرّ ب مواقف ال ّتعصّب أو االستعالء ّ‬
‫الثقافي‬
‫‪ .‬ـ وجود نظم تربويّة في العديد من البلدان ال تشجّ ع على ثقافة الحوار‬
‫ـ ضعف عمليّات ال ّترجمة و تعلّم اللّغات األجنبيّة ممّا يؤ ّدي إلى انتشار األفكار‬
‫شعوب و ّ‬
‫الثقافات‬ ‫‪ .‬المنقوصة و المشوّ هة حول بعض ال ّ‬

‫‪ :‬الحلول إلقامة حوار حضاري ب ّناء‬


‫ـ مسايرة ثقافة العصر ‪ :‬اإليمان بأنّ االنفتاح على اآلخر ضرورة وأنّ العزلة‬
‫الثقافيّة مستحيلة ‪ .‬يقول مصطفى المصمودي " ال يمكن لنا االنغالق أو االنكماش‬ ‫ّ‬
‫على ّ‬
‫الذات ’ فال ّتف ّتح على الحضارات و ال ّتالقح معها هو من حتميّات ال ّتاريخ ح ّتى‬
‫نغني تراثنا و نشعّ من خالل إسهاماتنا في كنف ال ّتعاون العربي و ال ّتضامن‬
‫شعوب‬ ‫‪ .‬اإلقليمي و ال ّتفاعل المتكافئ بين ال ّ‬
‫ـ االعتراف باآلخر ‪ :‬اإليمان بأنّ ّ‬
‫الثقافات تقوم على ال ّتنوّ ع و االختالف في ال ّتقاليد‬
‫‪ .‬و أساليب العيش و ال ينبغي أن يش ّكل هذا االختالف عائقا لل ّتواصل مع اآلخر‬
‫ـ القدرة على تحقيق المعادلة بين ضرورة االنفتاح على اآلخر و المحافظة على‬
‫‪ .‬الهويّة ّ‬
‫الذاتيّة‬
‫ـ االستفادة من اآلخر دون السّقوط في ال ّتقليد األعمى و ال ّتبعيّة المطلقة ‪ .‬إذ ال ب ّد‬
‫الثقافة الكونيّة ح ّتى ال يكون‬ ‫أن يكون المتحاور فاعال في الحوار مساهما في بناء ّ‬
‫الذوبان فيه‬ ‫متأثرا باآلخر إلى ح ّد ّ‬
‫‪ .‬متقبّال سلبيّا ّ‬

‫ـ العمل على إبطال ترويج أوهام الخوف من أعداء مبالغ في وجودهم على أرض‬
‫‪ .‬الواقع‬

‫‪8‬‬
‫ـ العمل على نشر ثقافة السّالم لتيسير عمليّة ال ّتواصل مع اآلخر ‪ .‬ويمكن أن يكون‬
‫الحوار مع اآلخر سببا في الح ّد من ال ّنزاعات و الحروب و تعزيز روح ال ّتسامح‬
‫‪ .‬و ال ّتآخي‬
‫ـ القضاء على ما يه ّدد البشريّة من األفكار و الممارسات العنصريّة و ك ّل أشكال‬
‫‪ .‬ال ّتحريض ض ّد اآلخر‬
‫‪ .‬ـ تعزيز سبل ال ّتعريف باآلخر لغويّا و تاريخيّا و ثقافيّا و سياسيّا و جغرافيّا‬
‫ـ ال ّتعاون بين الجامعات و مراكز البحث في مختلف البلدان و تسهيل عمليّات‬
‫‪ .‬ال ّتبادل ّ‬
‫الثقافي‬
‫ـ تفعيل دور اإلعالم في تعزيز الحوار بين الحضارات إذ يمكن أن يقوم اإلعالم‬
‫بدور ها ّم في ال ّتشجيع على فهم ّ‬
‫الثقافات المختلفة و تجاوز نزعات الخوف‬
‫‪ .‬و ال ّتعصّب و الكراهيّة‬

‫‪9‬‬
‫الرابع ‪ :‬في الفكر و الفنّ‬
‫‪ :‬المحور ّ‬
‫يطرح المحور قضايا فكريّة مختلفة ‪ :‬بين االستبداد السّياسي و السّياسة الرّ شيدة ‪/‬‬
‫التكنولوجيا بين تدمير المجتمع اإلنساني و خدمته ‪ /‬ال ّديمقراطيّة في المجتمع‬
‫العربيّ ‪ /‬ال ّتعليم و المستقبل ‪....‬هذه القضايا التي احتواها ال ّنصّ األدبي و صيغت‬
‫فيه برؤية كاتبه تعكس انشغال المث ّقف العربي مف ّكرا و ف ّنانا بواقعه ومجتمعه‬
‫و إيمانه بدوره الرّ يادي لتتجلّى جماليّة الفنّ في نبل الموقف الفكري و قوّ ة‬
‫األثرال ّتنويري ‪.‬إذن يلتقي الفكر بالفنّ بما أنّ دور الفنّ يتجلّى أساسا في بلورة‬
‫‪ .‬المواقف الفكريّة المستنيرة‬
‫السياسي‬
‫‪ :‬في المجال ّ‬
‫شعب ‪:‬تطرّ ق " توفيق الحكيم " في مسرحيّة " السّلطان‬ ‫الساسة و ال ّ‬
‫ـ العالقة بين ّ‬
‫الحائر" إلشكاليّة تأرجح السّلطة السّياسيّة بين العدالة و االستبداد ’و الفرق بين‬
‫االحتكام لسلطة القوّ ة والخضوع لسلطة القانون ‪ .‬فكان نصّ "الحكيم " خطابا‬
‫مسرحيّا أثار قضيّة فكريّة ليتجلّى من خالله دور المسرح في خرق السّائد‬
‫االجتماعي و ال ّسياسي و كشف الممنوع و المستور ‪ .‬وال ب ّد من اإلشارة إلى ّ‬
‫تنزل‬
‫هذا الخطاب المسرحيّ في إطار سياسيّ تن ّكرت فيه األنظمة العربيّة للمبادئ‬
‫شعوب من أجلها‬ ‫‪ .‬و القيم التي ناضلت ال ّ‬

‫ـ الدّ يمقراط ّية ‪ :‬شجّ ع الخطاب الفكري على ثقافة ال ّديمقراطيّة باعتبارها نظاما‬
‫يستطيع المجتمع من خالله أن يشارك في عمليّة ا ّتخاذ القرار و ممارسة الرّ قابة‬
‫يمثل انتهاكا لحقوق اإلنسان ‪ .‬ويرى" عبد الرّ حمان منيف " أنّ أخطر ما‬ ‫على ما ّ‬

‫‪10‬‬
‫يواجه ال ّديمقراطيّة َ " أنّ الكثيرين ممّن ينادون بها غير مقتنعين بها بما فيه الكفاية‬
‫" ’ أو أ ّنهم إذا اقتنعوا بها نظريّا فإ ّنهم ال يمارسونها ’ أو يمارسونها بشكل خاطئ‬
‫مثلت المنشود في الواقع العربي و الخطاب الفكري وهي مرتبطة ارتباطا‬ ‫الحر ّية ‪ّ :‬‬
‫وثيقا بال ّديمقراطيّة ‪ .‬فال ّدكتاتوريّة تعني حتما غياب الحريّة بل هي نظام يهدف‬
‫‪ .‬أساسا إلى قمعها و تغييبها لتكريس الحكم االستبدادي المطلق‬

‫‪ :‬في المجال االجتماعي‬


‫شباب بعد استكمال تعليمهم في مجال‬‫ـ تطرّ ق المحور للمشاكل التي يواجهها ال ّ‬
‫العمل و رصد من خالل نصّ " ال ّتعليم و المستقبل " أسباب هذه المشاكل و منها‬
‫غياب ال ّتنسيق بين ال ّتخصّص في ال ّدراسة و مجاالت العمل ‪ /‬غياب العناية بتأهيل‬
‫شباب لخوض مجاالت العمل ‪ /‬غياب ال ّتدريب على البحث عن العمل ‪....‬و يبيّن‬ ‫ال ّ‬
‫اآلثار ال ّنفسيّة و االجتماعيّة لهذه المشاكل في إطار ال ّتحسيس بخطورتها وكأ ّنه‬
‫‪ .‬يدعو إلى إيجاد حلول عاجلة لها‬
‫‪ :‬في المجال العلمي و ال ّتقني‬
‫عاش اإلنسان المعاصر ثورة تكنولوجيّة م ّكنته من ال ّتأقلم مع محيطه و فهم قوانين‬
‫الطبيعة و تحقيق إنجازات ضخمة ‪ .‬لكنّ هذا ال ّتطوّ ر العلمي و ال ّتقني لم يخل من‬‫ّ‬
‫منجزات ضارّ ة كاألسلحة ‪ ....‬و قد استد ّل الكاتب "محمّد عبد السّالم " بحدثين‬
‫كبيرين كانا عالمتين بارزتين في تاريخ البشريّة األوّ ل مدمّر‪:‬القنبلة ّ‬
‫الذريّة التي‬
‫شر بمستقبل أفضل‪ :‬وضع اإلنسان قدمه‬ ‫ألقيت على مدينة "هيروشيما "و الثاني مب ّ‬
‫على سطح القمر ‪ .‬إذن فال ّتكنولوجيا سالح ذو ح ّدين و على اإلنسان أن يحسن‬
‫‪ .‬تطويعها لخدمة المجتمع اإلنساني‬

‫‪ :‬مجال الفنون‬
‫ر ّكز المحور على الفنون الفرجويّة خاصّة لما لها من تأثير على المتقبّل ‪:‬‬
‫ك في أ ّنها تقوم بدور ها ّم في توعية المواطن و تثقيفه لكن يمكن‬
‫الفضائ ّيات ‪ :‬ال ش ّ‬
‫‪11‬‬
‫أن تتحوّ ل إلى أداة لترسيخ ال ّتعصّب و العدوان والجهل ‪ .‬لذلك ال ب ّد من ال ّتوظيف‬
‫‪ .‬الواعي لهذه الوسائل و الذي يرتبط أساسا باإليمان بنبل الرّ سالة التي تحملها‬
‫طرحت إشكاليّة العالقة بين الجمهور و المسرح فالبعض يرى فيه‬ ‫المسرح ‪ُ :‬‬
‫مصدرا لل ّتثقيف و الرّ قيّ الفكري و األخالقي في حين ال يذهب إليه آخرون إالّ‬

‫بحثاعن ال ّتسلية و ال ّترويح عن ال ّنفس ‪ .‬و قد حسم " محمّد مندور " هذه اإلشكاليّة‬
‫بال ّدعوة إلى تجاوز العالقة العموديّة التي يؤسّسها المسرح ال ّنخبوي بين العمل‬
‫المسرحي و المشاهد إلى بناء خطاب ف ّني يستقطب قاعدة جماهيريّة واسعة ليصبح‬
‫‪ .‬المسرح بذلك أكثر التحاما بالواقع و الحياة‬
‫السينما ‪ :‬أو الفنّ السّابع‪ :‬من آخر الفنون المبتدعة في تاريخ اإلنسانيّة مقارنة‬‫ّ‬
‫بالفنون األخرى ‪ .‬تتع ّدد وظائف هذا الفنّ فهو ير ّفه و يسلّي و يعلّم و يث ّقف’ و يدفع‬
‫‪ .‬إلى ال ّتأمّل و ال ّتفكير عندما يكون حامال لموقف أو مدافعا عن قضيّة‬

‫‪12‬‬

You might also like