Professional Documents
Culture Documents
منهجية القولة المرفقة بسؤال
منهجية القولة المرفقة بسؤال
تنبيه هام :يجب على التلميذ أن يراعي مطلب السؤال المرفق بالقولة
خطوات الكتابة:
-1التقديم - :تأطير القولة بتحديد مجال االنتماء (المجزوءة).
-إن المفاهيم التي تنتظم حولها األطروحة هي ...و...و...فما داللة هذه المفاهيم؟ يشير
مفهوم ...إلى ...بينما يحيل مفهوم...على...أما مفهوم ...فيعني...
-قبل تحليل مضمون السؤال ينبغي الوقوف عند داللة المفاهيم المؤطرة له...
-يكشف مبنى السؤال عن بنية مفاهيمية تتخذ من مفهومي ...و...مرتكزا لها...
-يتخذ منطوق السؤال من مفهوم ...منطلقا له...
-قبل تحليل مضمون السؤال ينبغي أن نتطرق ابتداء لداللة المفاهيم المؤطرة له...
-يكشف منطوق السؤال/النص/القولة عن حضور قوي لمفهوم...فماداللته؟
- 3صيغ تخص البناء الحجاجي:
-إلثبات أطروحته وظف صاحب النص /القولة بنية حجاجية استهلها ب...
-وظف صاحب النص بنية حجاجية شكلت الهيكل االستداللي ألطروحته حيث استحضر...
-إلقناعنا بأطروحته وظف صاحب النص آليات حجاجية أهمها آلية العرض الدحض حيث
عرض ...
-لتأكيد أطروحته وظف صاحب النص بنية حجاجية تتخذ من ...منطلقا لها...
- 4صيغ للحديث عن االستنتاج الجزئي:
-انتهى بنا مسار التحليل إلى تأكيد مؤداه أن ...
-نخلص مما تقدم /مما سبق....
-نستبين مما تقدم أن ...
-نستشف مما سبق...
- 5صيغ المناقشة للحديث عن المواقف الداعمة و لألطروحة:
-هذا القول نجد له حضورا قويا لدى...
-وفي السياق نفسه /في اإلطار نفسه /في المضمار نفسه /في هذا المضمار أو في المساق
نفسه نستحضر موقف...الذي يتماشى وأطروحة النص/القولة...
-نجد التصور نفسه حاضرا بقوة لدى...
-يتماشى هذا التصور وموقف الفيلسوف...
-ضد هذا التصور يؤكد ...
-إن ما قدمه صاحب النص/القولة يجانب الصواب...
-إن تصور صاحب النص يظل قاصرا و محدودا...
-على النقيض من ذلك /مقابل ذلك يقدم الفيلسوف...طرحا مغاير لما تقدم سلفا إذ يؤكد
أن...
روابط اإلضافة :عالوة على ذلك /إضافة إلى ذلك /زد على ذلك /فضال عن ذلك / •
يضاف إلى ذلك...
روابط التعليل والتفسير :ألن /علة ذلك أو العلة في ذلك /الحجة في ذلك /مبرر •
ذلك /والقصد من ذلك /مرد ذلك /مرجع ذلك إلى /ويعزى ذلك /لكي /السبب في
ذلك /معنى ذلك /المبتغى من ذلك ...
روابط التمثيل :مثال ذلك /آية ذلك /من هذا القبيل /مثال /على سبيل المثال /حسبنا •
في هذا المساق أن نسوق مثااليوضح...
روابط أخرى مساعدة - :يتجلى /يكمن /يتمثل في /يتمظهر /يتوضح مما تقدم أن •
...
-الشاهد في ذلك أن ....................................................
-الواضح مما تقدم/ .يبدو جليا ..................................
-المتحصل من هذا القول...........................
-تساوقا مع ماسبق /ارتباطا بما سبق........................
-بناء على ذلك............................
-لكن من المفيد في القصد الذي يعنينا أن نشير إلى داللة ......
-لكن الذي ينبغي التوكيد عليه أن .............
-الناظر المتبصر لموقف صاحب النص يجد أن .......
-أسلفنا الذكر /الجدير بالذكر /بهذا االعتبار...
نموذج تطبيقي في صيغة القولة المرفقة بسؤال
تنبيه :ينبغي للتلميذ أن يراعي دوما مطلب السؤال المرفق بالقولة .ففي القولة أعاله يطالبنا
السؤال بنقد التصور الذي يربط الحقيقة بالمنفعة وذلك بإبراز عيوبه ومحدوديته ومكامن
ضعفه( .يرجى االنتباه إلى الصيغة التي يطرح بها السؤال اإلشكالي المرفق بالقولة).
يرتبط التفكير الفلسفي في مسألة المعرفة ارتباطا قويا بمفهوم الحقيقة ،فقد ظل االشتغال
على قضايا إمكانية المعرفة ومعاييرها وقيمتها و حدودها في مختلف مراحل التفكير الفلسفي
تساؤال حول حقيقة المعارف البشرية ،ومدى يقينها ومقياس اليقين فيها ،في هذا الصدد
تتأطر القولة المطروحة داخل مجزوءة المعرفة كمجال عام ،وضمن اإلشكال المرتبط بقيمة
االحقيقة كمجال خاص ،وتحديدا في ما إذا كانت قيمة الحقيقة تتحدد بما هو أخالقي أو بما
هو عملي نفعي ،وهو ما يدفعنا لطرح التساؤالت التالية :هل الفائدة هي ما يمنح للحقيقة
قيمتها أم أن قيمة الحقيقة تستوجب النظر إليها بوصفها غاية في ذاتها؟ بمعنى آخر هل
للحقيقة قيمة أخالقية تجعلها منزهة عن المنفعة والميوالت الذاتية أم أن قيمتها ترتبط فقط
بالجانب العملي النفعي؟ و إذا كانت الحقيقة تقاس بنجاعتها و فائدتها أال يؤدي ذلك إلى
للحقيقة؟ األخالقي األساس انهيار
.
تكشف القولة عن أطروحة مؤداها أن قيمة الحقيقة تتجلى في الفائدة ،فالفائدة هي
مقياس ثبوت الحقيقة بمعنى أن قيمة الحقيقة ال تقاس إال بنتائجها العملية ،وما تحققه من نفع
وفائدة ،لكن قبل تحليل مضمون القولة سنقف ابتداء عند داللة المفاهيم المؤطرة لها ،
فالقولة تتخذ من مفهوم الحقيقة منطلقا لها ،إذ تشير الحقيقة إلى ما هو واقعي ،وتقال أيضا
على الصدق والحق مقابل الكذب ،لكن يبقى المعنى المقصود في القولة أن الحقيقة تعرف
وتقاس بنتائجها العملية ،فماهو مفيد وناجع ونافع هو الحق ،أما مفهوم الفائدة فيشير إلى
المنفعة والقيمة المضافة التي قد نجنيها من فعل أو شيء ما .الواضح من البعد العالئقي
للمفهومين أن الحقيقة ترتبط بالفائدة ،وحاصل هذا االرتباط أن قيمة الحقيقة ترجع إلى الفائدة،
وليس لنا أن نقيس الحق بمقياس آخر غير مقياس المنفعة ،فالحقيقة من هذا المنطلق ليست
غاية في ذاتها ،وإنما وسيلة إلشباع حاجاتنا الضرورية وتحقيق أغراضنا الفكرية والعملية ،فال
مجال إذن للحديث عن الحقيقة دون استحضار الجانب التطبيقي العملي كضرورة أساسية
المحيد عنها .لذلك حصرت القولة الحقيقة في ماهو مفيد ،فامتالك الحقيقة يعني امتالك ماهو
مفيد أو بمعنى أدق الحقيقة هي المنفعة والمنفعة هي الحقيقة .وبناء على ذلك لم تعد الفكرة
صادقة في ذاتها ،بل أضحت حقيقتها مرهونة بما تحققه من منفعة عملية في حياة الفرد.
ولتوضيح أكثر لنأخذ مثال فكرة "الكهرباء" في حد ذاتها ،فنحن ال نعرف ماهية محددة للكهرباء،
بل كل ما نعرفه عنها إنما تحدده اآلثار العملية المترتبة عليها والتي نلمسها جميعا في حياتنا
اليومية .فإذا قام أحدنا بتركيب مصباح في سلك يسري فيه التيار الكهربائي ألضاء المكان
وأناره ،وإذا قام أحدنا بلمس هذا السلك عاريا لصعقه التيار الكهربائي ،وهكذا فنحن نعرف
الكهرباء من اآلثار العملية التي تحدثها ،والمستفاد مما سبق أن صدق األفكار يتوقف على ما
تحققه من نتائج ملموسة في حياتنا اليومية ،فالحقيقي هو المفيد والنافع لي في حياتي الشخصية
واالجتماعية.
هذا القول يتماشى وتصور الفيلسوف األمريكي "وليام جيمس" الذي أكد أن قيمة الحقيقة
تقاس بمدى تأثيرها في الواقع ،ومدى الفائدة التي يمكن تحصيلها ،وما تحققه لإلنسان من
نتائج ومنافع عملية في حياته اليومية ،إذ يقول في هذا المضمار " :إن األفكار التي ينبغي
أن نعتبرها صحيحة هي تلك التي تقول أي من الحقائق نافع لنا وأيضا ضار بالنسبة
إلينا...هنا يظهر أن امتالك الحقيقة عوض أن يكون غاية في ذاته ،يصبح وسيلة مقدمة
يتوصل بها إلى إشباع حاجات حيوية" أي أن الحقيقة ليست غاية في ذاتها ،بل وسيلة يتم
تسخيرها لتحقيق غايات ومصالح مادية ،الشيء الذي يبين الجانب الوظيفي للحقيقة ،فالحقيقة
مرتبطة بالمردودية و اإلنتاجية ،واألفكار تصير حقيقة بتحقيقها لوظيفة مطلوبة في التجربة
اإلنسانية .لكن أال يؤدي ربط الحقيقة بالمنفعة والفائدة إلى نسف الحقيقة وانهيار األساس
األخالقي لها؟
إن ربط الحقيقة بالمنفعة المحصلة منها على مستوى الممارسة يلزم عنه أن األفكار
الحقيقية في وضع ما ،قد تكون غير حقيقية في وضع آخر ،وفي ذلك استخفاف بالحقيقة
ونسف تام لكل القيم األخالقية التي هي من صميم التركيبة اإلنسانية ،فإقامة المجتمعات على
موازين الكسب والخسارة وحدهما ،كفيل بهدم تلك المجتمعات ،إذ كيف يستقيم الحديث عن
قيام مجتمع إذا كانت العالقة بين أفراده قائمة على أساس المصلحة والكسب المادي؟ وإذا
كان تقييم األفكار يتم فعال على أساس ما تؤدي إليه من نتائج عملية فعند أي حد نستطيع
أن نحكم على فكرة معينة بناء على هذا األساس ؟ فلو كان هناك شخص يعتقد أن السطو
على أحد البنوك هو الحل األنسب ليتجاوز مشكالته االقتصادية ،لكانت هذه الفكرة صحيحة
أحيانا لما يترتب عليها من نتائج عملية .المتحصل مما سلف أن مساواة الحقيقة بالنجاعة
الواقعية ،أي مرادفة ماهو حق بماهو ناجع ومفيد يجعل الحقيقة مبتذلة فيغدو القانون بدوره
مترنحا وعديم الجدوى .ولهذه االعتبارات يبقى التصور البراغماتي الذي يربط الحقيقة بالمنفعة
مغرقا في مثالية ذاتية ،ومفتق ار لالتساق والتوافق ،ومنافيا للعقل اإلنساني ،وتفسيره بالكاد
يقتصر على كيفية الوصول إلى الحقيقة ال على ماهية الحقيقة ذاتها ،لذلك لم يعبأ كانط الذي
ارتبط اسمه بالواجب األخالقي بمذهب المنفعة العامة ،بل نجده يتوخى التأكيد على أن الحقيقة
غاية في ذاتها ،وقول الحقيقة واجب قطعي على اإلنسان تجاه كل إنسان مهما كانت جسامة
الضرر المترتبة عن قوله للحقيقة ،بهذا المعنى فالكذب غير مشروع ،إنه ظلم في حق الواجب
وفي حق اإلنسانية جمعاء ، ،ومس بكرامة اآلخر ،وإفساد للقدرات األخالقية لإلنسان ،من
هذا المنطلق لم يأخذ كانط بقانون الضرورة لخرق الواجب مهما كانت النتائج والدوافع
والظروف ،ومبرره في ذلك أن التسامح في القانون ولو بأقل استثناء سيجعل منه قانونا مبتذال
وعديم الفائدة ،والمترتب عن ذلك أن التسامح مع الطرح "القائل بالحق في الكذب" قد يسهم
في إنتاج مجتمع متفسخ أخالقيا ،لهذا عد "كانط" الكذب فضاء حقيقيا لفساد الطبيعة البشرية،
وش ار مطلقا مهما كانت النوايا الطيبة التي تقف وراءه ،وأيا كان نفعه للذات أو للغير .فقول
الحقيقة أمر عقلي مقدس إلزامي وغير مشروط ،و فعل كوني يتعالى عن كل ميل أو مصلحة،
فال وجود حتى لكذب نافع ،بل الكذب النافع جريمة في حق الواجب وفي حق األخالق
اإلنسانية ،بل تدمير لكرامتها التي هي قيمة داخلية غير قابلة للمساومة والتسعير ،إذن فكانط
بتأكيده على أن الحقيقة غاية في ذاتها يضفي بعدا أخالقيا على الحقيقة ويعتبر قولها واجبا
قطعيا يجب االلتزام به مهما كانت الظروف والمقاصد والنتائج.
انتهى بنا مسار التحليل والمناقشة إلى أن للحقيقة قيمة ،لكن أساس قيمة الحقيقة ليس
واحدا ،فالحقيقة تجد قيمتها تارة في ما تحققه من نفع وفائدة ،وتارة أخرى تتحدد قيمتها بوصفها
غاية في ذاتها لتتعالى بذلك عن كل ميل أو مصلحة ،وتتجاوز االستجابة لمنافع عملية .لكن
يبقى التصور الذي يقيس الحقيقة بمقياس المنفعة تصو ار قاصر ومحدودا ألنه يعلي من الجانب
النفعي العملي ،ومن شأن هذا المبدأ أن يفسد طبيعة العالقات والحقائق التي ال تقوم على نفع
مباشر ،كما أن الدعوة إلى جعل الحياة ذات نزعة مادية نفعية فحسب ،يجعل الحقيقة نسبية
ومبتذلة ويفضي إلى انهيار القيم األخالقية ،ولو سلمنا كذلك بالنفع العملي ألدى ذلك إلى هدم
الفلسفة نفسها ،وأفضى أيضا إلى الصراع بين البشر ألن العقول تتفاوت والمصالح الشخصية
قد تتعارض .لذلك فالحقيقة ستظل قيمة أخالقية والبحث عنها لذاتها يجعلها غاية ومطلبا وسقفا
للفكر اإلنساني من أجل تحقيق إنسانية اإلنسان .لكن إذا كانت الحقيقة تستقي قيمتها من
أساس أخالقي فهل يمكن تخليق السياسة أم أن العالقة بين السياسة واألخالق عالقة قطيعة
وانفصال؟ وهل السياسة رفق واعتدال أم أنها مجال للكذب و المكر والخداع؟