Professional Documents
Culture Documents
محفوظ غزال شعرُ الحماسة آخر تعديل أفريل 2020
محفوظ غزال شعرُ الحماسة آخر تعديل أفريل 2020
1
د .حمفوظ غزال املدونة النقديَّة واإلجراء الشعري
شعر احلماسة بني َّ
ُ
القسم األول
املدونة النقديَّة
احلماسة من خالل َّ
املدونة النقدية القدمية:
َّ /1
املدونة النقديَّة القدمية تنرجعنا حْتما إىل مسألة األغراض الشعرية وما كان
إن دراسة "احلماسة" يف ثنااي َّ َّ
أن أكثر األغراض اطـِّرادا يف هذه َّ
املدونة على مستوى فيها من اختالف بّي النقاد .وخالصة هذا االختالف َّ
أن األغراض الثالثة األوىل ميكن أن نختتزل يف واحد.الفخر والراثءن واهلجاءن والغزل .إال َّ
املدح و ن
التصنيف هي ن
نفسها معاين الفخر والراثء ٍ ِّ ٍ ٍ ٍ ٍ ٍ ٍ ٍ ٍ
فاملعاين املدحية من شجاعة وقوة وكرم وجندة ونسب شريف وعفة وذكاء وحلم هي ن
ففي املدح تننسب إىل املمدوح ويف الفخر تننسب لألان ويف الراثء تننسب للمرثي مشفوعةً مبا يدل على أن
معكوس هذه املعاين
ن املتحدَّث عنه ميِّت من قبيـل :كان /...فقدان بفقده كيت وكيت ....وأما اهلجاء فهو
ِّ
املهجو .وأما الغزل فمعلوم كونه يـنتَّخذ أحياان مقصودا لذاته وأحياان يذكرها الشاعر استهجاان هلا وحطا من قيمة
شك يف أن املعاينَ يف الشعر داخل هذه األغراض حتوم حول املنظومة حلية للقصيدة يف مقام الفخر أو املدح .وال َّ
القيمية وجتوس خالل املشرتك اإلنساين استحساان (القيم احملمودة) واستهجاان (القيم املذمومة)ِّ .
وبّي أيضا أن
بعض املعاين األخرى كالشكوى والعتاب واحلكمة واحلماسة مبثوثة يف ثنااي هذه األغراض متلبِّسة هبا ُيدم بعضها
بعضا.
صنَّف غرضا مستقال بذاته يف كتب النقد، نتبّي كو َن احلماسة مل تن َ
فصل اخلطاب يف هذا القسم هو أن َّ
إن َ
ويف املقابل صنَّفها أصحاب املختارات اباب مستقال يف كتاابهتم كما فعل أبو متَّام يف محاسته وكما ورد يف محاسة
البصري حيث يقول :فما ُوصف به اإلنسا ُن من الشجاعة والشدة يف احلرب والصرب يف مواطنها ُِّسم َي محاسةً
مقطوعات فيها ٍ
معان ٍ وبسالةً .و ِّ
املتأم نل يف كتب االختيارات يف ابب احلماسة جيد أن أصحاهبا يتسقَّطون أبياات أو
محاسية وال يوردون القصيدة كلها .فهم يبحثون عن معىن هو احلماسة داخل األغراض مجيعِّها.
/2الكتاابت احلديثة:
ورد يف دائرة املعارف اإلسالمية ما يلي:
HAMASA: Bravoure, vaillance (Employé de nos jours, en concurrence avec Hamas pour
)" traduire "enthousiasme
Al-hamasa:vers sur la bravoure à la guerre.
نتبّي َّ
أن احلماسة وفق هذا التعريف مرتبطة ابلشجاعة مضموان وابلشعر املتعلق ابحلروب اصطالحا .وهنا َّ
مكون من ِّ
مكوانت األغراض الشعريَّة بكل .فاحلماسةن ِّ ط ٍ
جزء ٍ ِّ
الكتاابت النقديَّةَ احلديثة تربط احلماسةَ ابألغراض رب َ
مدح محاسةً وتدخل يفكل ٍ كل فخ ٍر محاسة وتدخل يف املدح لكن ليس ُ األخرى :تدخل يف الفخر لكن ليس ُ
اثء محاسة وعلى ذلك نقيس يف كوَّنا قد تدخل يف اهلجاء ولكن ما كل ٍ
هجاء محاسة. الراثء وليس كل ر ٍ
ُ ً ُ
2
د .حمفوظ غزال املدونة النقديَّة واإلجراء الشعري
شعر احلماسة بني َّ
ُ
نتبّي أن الشعر احلماسي ظهر أول ما ظهر يف العصر اجلاهلي لِّ َما كان فيه من وبناءً على ما سلف نميكن أن َّ
أن احلماسة موضوع من نتبّي أيضا َّ
كتب التاريخ .كما نميكن أن َّ يت "أايم العرب" وخلَّدهتا ِّ
األشعار و ن
ن حروب نسـم ْ
أن احلماسةَ على ِّ
حد تعريفنا وصفوةن القول من خالل ما ذكران َّ اضا شعريَّةً نم ِّ
تنوعةَ . مواضيع الشعر وأَّنا تتخلَّ نل أغر ً
قيم سواءٌ أكانت تلك حوهلا ِّمن ٍحيوم ْ تغن ابحلروب ِّم
وبكل ما ُ
ِّ ٍ ِّ
جامع منزوعٌ من ُمتـََع مدد فيه ٍم شعري ٌ ٌّ ":معىن
احلروب من حيث كوُنُا ظاهرًة مطلقا".
َ الشاعر
ُ قص َد
احلروب واقعيةً أم َ
ُ
القسم الثاين
عالقة شعر احلماسة ابحلروب ( النص واملرجع) وعالقته ابمللحمة
إن احلاجةَ إىل هذا القسم أملْتها دقةن املوضوع املتناول "شعر احلماسة" خاصة أن الكثريين ممن َّ
عرفوا
احلماسة قالوا "شعر احلرب" فينصرف اإلدراك العقلي للمسألة إىل ختيُل احلروب والواقع والتاريخ واألحداث.
ٍ
عندئذ بّي الشعر والسرية الذاتية أو التاريخ عدا الوزن الذي انتظمه. ي ٍ
فرق اقع فأ ُ
الشعر مرآةً تعكس الو َ
ويتحول ن
َّ
واحلقيقة -يف ما نرىَّ -
أن ربط اإلبداع عموما ربطا وثيقا ابلواقع والتاريخ أمر على غاية من اخلطورة ألنَّه يطمس
غري مقصودة لذاهتا.
فعل اإلبداع وينضعف َدفْ َق اللغة وعطاءَها فال تكون إال أداةً واصفةً َ
َ
ِّ ِّمن هذا املنطلق نقول َّ
إن عالقة شعر احلماسة ابملرجع أو الواقع والتاريخ عالقة واصلة هاجرة .ولفهمها ال َّ
بد من
تناول أطر ٍ
اف خمتلفة:
-األوضاعن التارُيية لزمن القول.
-عالقة الشعر ابلتاريخ (اتصال /انفصال).
ْيحذر التلميذ الوقوع يف السرد التارخيي).
توضيحي فل ْ
ٌّ /1األوضاع التارخييةَ (:د ْوُر هذا العنصر
دولتهم على منـَعة وقوة جعلتاها
األمر للعباسيّي وأطاحوا ابلنظام األموي سنة 132هـ أقاموا ْ
استتب ن
َّ لَ َّما
لكن مل يكن منسمى العصر الذهيب .و ْ يف العصر العباسي األول مركزا للسيطرة على العامل وهي الفرتة اليت تن َّ
تتحكم اخلالفة ببغداد يف هذه اإلمرباطورية املرتامية األطراف فكان -كما يرى املربوك املناعي -أ ْن قبِّل
السهل أن َّ
بعض األطراف البعيدة من اإلمرباطورية
تستقل ُ
َّ العباسيون منذ عهد هارون الرشيد (ت193هـ 808 /م) أن
العربية اإلسالمية على أن يبقى هلا – بصورة من الصور -عالقةٌ مبركز اخلالفة بغداد" َّ
فتكونت الدولة األغلبية
بتونس والطولونية مبصر والطاهرية خبراسان والسامانية مبا وراء النهر .ولكن حبلول النصف الثاين من القرن الثالث
امل االنقسام والتص ُدع الداخلي
بدأت عو ن
للهجرة (250هـ)– وهو العصر الذي يعنينا يف دراستنا للشعراء الثالثة – ْ
أصبحت
ْ فتدخل َّقو ناد اجليش يف السياسة املدنيَّة واإلدارة و
لنشهد فرتة تراجع سياسي قويَّ .
َ يف الظهور واالشتداد
الت صغرية مل تعد هلا مبركز اخلليفة يف بغداد إال ِّصالت قت الدولة وانقسمت إىل دوي ٍ
متز ِّ
سلطةن اخلليفة شكليةً و َّ
نَ ْ ْ
3
د .حمفوظ غزال املدونة النقديَّة واإلجراء الشعري
شعر احلماسة بني َّ
ُ
حر ِّ ضعيفة .وتو ِّ
األطماع اخلارجية للهجوم على "دار اإلسالم" ْ
ودحر القوة اليت َ كت اصلت االنقسامات حىت َّ
اجهات يف الشرق والغرب .وكانت هذه الفرتات التارُيية وخاصة
ت الو ن َّد ْ
احلروب وتعد َ
ن دحرْهتم طويال .فكثرت
ِّ ِّ ٍ
أبيات احلماسة يف حلروب عديدة ومواقع خلَّ ْ
دت انتصاراهتا وانكساراهتا ن مسرحا
ً اهلجريَّّْي
القرنّي الثالث والرابع ْ
دواوين الشعر.
/2عالقة شعر احلماسة ابلواقع التارخيي (اتصال /انفصال):
ٍ
وتقلبات قالقل
قرين َاهلجريَّّْي ْ
شك بكون القرن الثالث والرابع ْ
املالمح التارُيية اليت ذكرانها تننبئ وال َّ
ن هذه
لكل هذه األحداث ولذلك تَ ِّرند يف ِّ
مصاحبا ِّ وجممع أمثاهلم" فسيكون الشعر "ديوا َن العرب ٍ
َ وحروب .وما دام ن
اقع لكن على طريقة الشعر .ويف ما يلي ِّذكر لبعض هذه املواقع املذكورة يف أشعار الشعراء الثالثة ثناايه هذه املو ن
غري التاريخ. دون اعتبار التسلسل التارُيي َّ
ألن غايتنا ن
-أبو متَّام:
موقعة عمورية 223 :هـ يف عهد املعتصم.وقد احتفل هبا أبو متَّام يف ابئيته املشهورة:
ِّ
واللعب احلد بني اجل مِّد
الكتب يف ح مِّده ُّ
ِّ أنباء من
السيف أصد ُق ًُ
:قائدها أبو سعيد الثغري .وفيه نظم أبو متَّام قصيدته اليت مطلعها :غزوة القسطنطينية ن
طار َّ أنت وال ال مِّد ِّ
خف اهلوى وتولـَّت األو ُ اير
اير د ُ
ُ أنت َ
ال َ
موقعة أرشق أو يوم أرشق 216 :هـ وفيه متَّ إمخاد الثورة البابكية .وهبذه املناسبة قال أبو متام قصيدته اليت مطلعها:
يال. ختمط ِّ
وص ِّ وأقر بعد ُّ شر ِّ
مآل أمور الشرك َّ
َّ آلت ُْ
-أبو الطيب املتنيب:
موقعة احلدث 343 :هـ .انتصر فيها سيف الدولة على الدُمستق وفيها يقول املتنيب:
املكارم
ُ وأتيت على ق ْدر الكرام ائم
على ق ْدر أهل العزم أتيت العز ُ
موقعة خرشنة339 :هـ وقد نظم فيها املتنيب قصيدتّي :أوالمها قبل اهلجوم ومطلعنها:
ٍ ِّ
وانر يف الع ُد مِّو هلا ُ
أجيج ٌ يج
هلذا اليوم بع َد غد أر ُ
والثانية تسلية لسيف الدولة بعد اهلزمية ومطلعنها:
شجعوا إن قاتلوا جبـُنوا أو َّ
حدثوا ُ غريي أبكثر هذا الناس ينخدعُ
-ابن هانئ:
موقعة جماز مسينا 354 :هـ وفيها انتصر املعز لدين هللا الفاطمي على الُروم فقال ابن هانئ الميَّته اليت مطلعنها:
ول
وح ُج ُ
ما تنقضي غـَُرٌر له ُ طويل
يض يف الفخار ُ يوم عر ٌ
ٌ
ابن هانئ املعزَّ لدين هللا القصيدةَ اليت مطلعنها:
فتح مصر358 :هـ أنشد ن
ع
يوم من احلشر ْأرَو ُ
وقد راعين ٌ أسع
كنت ُ
أيت بعيين فوق ما ُ
ر ُ
4
د .حمفوظ غزال املدونة النقديَّة واإلجراء الشعري
شعر احلماسة بني َّ
ُ
استنتاج:
من خالل ِّ
كل ما سبق ميكن أن نصل إىل اعتبار عالقة شعر احلماسة ابملرجع عالقةً نسبيةً نميكن للدارس
الشعر ذلك يف شيء ألن الذي عليه ال نـم َعـ َّول هو شعرية النص من
فيها أن يكتفي مبعارف بسيطة جدا ولن يضري َ
حيث األساليب واملعاين ولو كانت لذة النص من لذة احلدث لكانت املراثي أسوأ القصائد واحلال أن رجال سأل
تحرق" ،فربَ َط َ
مجال النص بصدق اإلحساس أجود أشعاركم؟ فقال ألننا نقول وأكبادان ت َّ
أعرابيا"ما ابل املراثي َ
واالنفعال .وهو أمر ال نعدمه أيضا يف احلماسة فالوظيفة التأثريية للغة يف كثري من القصائد ليست وليدة متثل
احلدث أو ختيله كما وقع يف التاريخ بدافع احلمية بل وليدة قدرة الشاعر على ترمجة ما يعتمل يف الذات الشاعرة
فأمر تـن ْغنِّينا
الشاعر شاعرا إال لتميزه يف الشعور َّأما أن يكون ذلك جملرد وجود الشعور عنده ْ ن سم
من مشاعر .ومل ين َّ
عنه صفتـنه اإلنسانية ،وشعوره املتميز ينـ ـْتـ ـئِّ نم فنا وداللة يف هالة من السحر احلالل سحر البيان.
أليس يف اعتبار النص وليد املرجع إذن غبنا للنص يف ِّ
حد ذاته قبل صاحبه؟ َ
فشعر احلروب متصل ابملرجع
ميكن إذن من الناحية املنهجية أن منيز بّي شعر احلماسة وشعر احلروب .ن
ومدجمان معا كجزء من عملية واحدة" .أما شعر احلماسة ٍ
ومنفصل عنه يف آن .فـ ـ ـ ـ ـ ـ"النص والتاريخ منسوجان ُ
كل
كل شعر احلروب شعر محاسي وليس ُ كل ما نكتب منعتقا من املرجعية التارُيية لذلك فإن َّ
شعر احلروب و َّ
فيضم َ
ٍ
حروب .وملزيد التدليل على انعتاق النص من املرجع ميكن أن نضبط بعض القصائد اليت مل تكن شعر ٍ
شعر محاسي َ
أحداث وهي يف ذات الوقت من شعر احلماسة ومن ذلك مثال: ٍ اقع وال
وليدة مو َ
*عند ابن هانئ:
-قصيدته يف جعفر بن علي األندلسي ومطلعها:
الصهيـل تـََهيـُّـبَا
كتم َن إعال َن َّ
و ْ سا
توج َ
ص َّر آذا ُن اجلياد ُّ
قد ُ
-يف مدح أيب الفرج الشيباين ومطلعنها :
ندواينم واملرتدي مِّ
ابلرداء اهلُ ِّ ديين
الر ِّم
قـُوال ملُعتقل الرمح ُّ
-يف مدح أيب الفرج أيضا:
ض ِّ
ـب وابألسنـَّة واهلندية الق ُ يض واليَلـَ ِّ
ب ابلس ِّ
ابغات البِّـ ِّ حلفت َّ
ُ
* عند املتنيب:
أحسن ِّفعال منه ابللـِّمَم ِّم
ُ والسيف
ُ ِّ
حمتشم غري
ضيف أملَّ برأسي َ
ٌ -قصيدته الفخرية ومطلعها:
الفخر بقوله:
األصلي َ
َّ الغرض
َ وهي اليت يبدأ فيها
وال القناعةُ ابإلقالل من ِّشيَمي التعلل ابآلمال من َأريب
ُ ليس
-قصيدته يف مدح سيف الدولة اليت مطلعنها:
ِّ
لسهامه ريب ِّعداهُ ريشـَها ِّ
فؤاد مرام ِّه تُ ِّم
أاي راميا يُصمي َ
5
د .حمفوظ غزال املدونة النقديَّة واإلجراء الشعري
شعر احلماسة بني َّ
ُ
6
د .حمفوظ غزال املدونة النقديَّة واإلجراء الشعري
شعر احلماسة بني َّ
ُ
7
د .حمفوظ غزال املدونة النقديَّة واإلجراء الشعري
شعر احلماسة بني َّ
ُ
منظور فلسفي .فاللغة ال توجد مبعزل عن الفكر والفكر ال يوجد مبعزل عن اللغة .وجيب أن يكون التلميذ واعيا
تبّي اجلمالية الكلية للنص ومواطن الضعف فيه .وليس ما سنقوم به من يتسىن له ُ
وعيا واضحا هبذا التالزم حىت َّ
فصل يف العنصر املوايل سوى عملية إجرائية تعليمية لغاية اإلفهام والتمثل التجسيدي املبسط للمسألة اليت نتناوهلا.
Ferdinand de أما العالقة األصلية للغة ابلفكر فينطبق عليها ما قاله عاملن اللسانيات فردينان دي سوسري
Saussureحول عالقة الدال ابملدلول من كوَّنما كالوجه والقفا للورقة مبعىن أنه ال ميكن الفصل بينهما.
القسم الثالث
اإلجراء الشعري
8
د .حمفوظ غزال املدونة النقديَّة واإلجراء الشعري
شعر احلماسة بني َّ
ُ
الروي :ال نبالغ إذا قلنا إن الشعراء الثالثة تغليبا مل يرتكوا حرفا من حروف املعجم مل ينظموا وفقه على تفاوت
وردت عليها أبيات احلماسة حروف شديدة
لكن أكثر احلروف اليت ْ كم األبيات والقصائد .و َّ بّي احلروف يف ِّ
كالالم وامليم والدال واهلمزة والقاف لتتناسب قوة املعاين مع جرس الروي.
التصريع :ال ميكن أن نتحدَّث عن التصريع يف عالقة مباشرة ابحلماسة ألن التصريع يَ ِّس نم القصيدة كلَّها وهي
كل فإن التصريع ينهض بوظيفتّي داخل القصيدة على حسب ما إما مدح أو راثء أو فخر أو هجاء .وعلى ٍ
عرفه ابن رشيق بكونه ابن رشيق فهو نحي ِّدد جنس اخلطاب أي الشعر وينعلن َّ
الروي امللتزم يف القصيدة وقد َّ أورد ن
"مبادرة الشاعر القافي َة ليُعلم يف أول وهلة أنه أخذ يف كالم موزون غري منثور".
ويف شأن اإليقاع اخلارجي ميكن أن نقول إن الشعراء الثالثة كانوا مقلـِّدين ألن نسنَّة الشعر يف زماَّنم ال تعرتف
القدي ينعترب من ابب
اخلارجي َ
َّ الشكل اإليقاعي
َ مبا نتداوله اليوم من تلوين يف الكتابة الشعرية فاعتمادهم هذا
اخلضوع لل ُسنـَّة واالستجابة ألفق االنتظار وللذائقة التقبلية.
* اإليقاع الداخلي:
ونقصد به كل العناصر اإليقاعية الدَّاخليَّة ومن ذلك:
-اجلناس :كقول أيب متام:
ِّ
واللعب أنباء من الكتب يف ح مِّده احلد بني اجل مِّد
السيـ ـف أصدق ً
والريَ ِّ
ب ِّم
الشك مِّ توُنن جالءُ
ُم َّ الصحائف يف
سود َّ
الصفائح ال ُ
بيض َّ
ُ
أو قول املتنيب:
العظائم)
ُ صغارها وتصغر يف عني (العظيم) (
تعظم) يف عني الصغري ُ
و( ُ
-الرتديد :وين َّ
قس نم إىل :
-الرتديد الصويت :وهو تـَكرار حرف.كقول املتنيب:
متالطم
ُ وموج املنااي حوله
ُ بناها فأعلى والقنا يقرع القنا
أو قول ابن هانئ:
إن الذي شربوا رحي ٌق سلس ُل الروم من َسكراهتم لن يستفيق ُ
-الرتديد اللفظي وهو تـَكرار كلمة .كقول ابن هانئ:
املفضول والوجهُ القفا.
ُ فالفاضل عُبدا ُن ُع ٍ
بدان وت ـُ ـ ـبَّ ُع تُـ ـ ـ ـبَّ ٍع
ُ
أو قول أيب متام:
ِّ
اخلطب نثر ِّمن
نظم من الشعر أو ٌ فتْـ ـ ُح الفتوح تعاىل أن حييط به ٌ
بش ِّاألرض يف أثواهبا القـُ ُ
ُ أبواب السماء له وتربز فتـْـ ٌح تفتـَّ ُح ُ
9
د .حمفوظ غزال املدونة النقديَّة واإلجراء الشعري
شعر احلماسة بني َّ
ُ
-الرتديد الرتكييب :وهو تَكرار الرتكيب .ومن النقاد من ي ِّ
سميه املوازنة الرتكيبية .وذلك كقول ابن هانئ: ن
ات حدي ُد
وأفواه ُه َّن الزافر ُ
ُ صواعق
ُ احلاميات
ُ فأنفاس ُه َّن
ُ
أو قول املتنيب:
املكارم.
ُ وأتيت على قدر الكرام ائم
على قدر أهل العزم أتيت العز ُ
-التقسيم :وهو زينة إيقاعية يكون هلا ن
دور التطريب والغنائية .ويبدو ذلك يف قول أيب متام:
تقب /يف هللا مر ِّ
تغب/ هلل مر ٍ معتصم /ابهلل ٍ
منتقم/ ٍ تدبريُ
أو قول ابن هانئ :أبَين العوايل السمهرية /والسيوف املشرفية /والعديد األكثر
أو قول املتنيب:
والرب يف شـُغُ ٍل /والبحر يف ٍ
خجل َُّ والروم يف ٍ
وجل/ ُ فنحن يف ٍ
جذل /
قوة املعجم :سيطرة معجم القوة:
معجم احلرب ومعجم املوت وما يتصل هبما من القتل واجلراح والدماء.
بطل قاين الذوائب من آين دمٍ سرب يقول أبو متام:كم بني حيطاُنا من ٍ
فارس ٍ
ويقول املتنيب عن قلعة احلدث:
اجلماجم
ُ فلما دان منها سق ْتها
َّ الغمام الغُُّر قبل نزوله
ُ سق ْتها
معجم القوى الطبيعية :اإلعصار – الربق -الرعد -الرايح -السحاب – النار -اللهب -الدخان -املارج-
الوقود...
اإلعصار
ُ حيطان قسطنطينة قسطلها على
يقول أبو متام :حىت الْتوى من نقع ْ
قدت من دون اخلليج ألهلها انرا هلا خلف اخلليج َشر ُار ويقول :أو َ
معجم الوحش :أي احليواانت الضارية كالسباع واألنسود والكواسر من الطري.
شها مما يشق من الغبار األكدر القشاعم ري َ
َ يقول ابن هانئ :وكأمنا سلَب
فليس هلا إال النفوس م ِّ
صي ُد جوارح كما يقول :من الطري إال أُنن
َ ُ
ويقول املتنيب متحداث عن اجلوارح اليت تتغذى ببقااي جثث القتلى الذين أرداهم املمدوح:
والقوائم
ُ لقت أسيافـُهُ
وقد خـُ ْ ضرها خل ٌق بغري ٍ
َمالب وما َّ
إيثار اللفظ اجلزل املصقول القوي :ومن ذلك قول أيب متام:
رق ـَّت حواشي الدهر فهي متَْرَم ُر وغدا الثرى يف ِّحل ـْـيها َّ
يتكس ُر
استخدام احلوشي جماراة للقدامى وإمعاان يف إحداث الشعور ابلقوة والفخامة.
املعجم القرآين :ومن ذلك قول أيب متام :
انرا هلا خلف اخلليج َشر ُار. قدت من دون اخلليج ألهلها
أو َ
10
د .حمفوظ غزال املدونة النقديَّة واإلجراء الشعري
شعر احلماسة بني َّ
ُ
فر".
صٌ كالقصر كأنه جـِّ ٌ
ماالت ُ ْ ش َرٍر
وفيه متثل لقوله تعاىل عن جهنم ":إُنا ْترمي ب َ
اإلعصار
ُ قسطلها على حيطان قسطنطينة أو قوله :حىت الْتوى من نقع ْ
ص ْبحا ِّ ِّ ِّ
ضب ًحا فاملُورايت ق ْدحا فاملُغريات ُ
والعادايت ْ وهو مستوحى من قوله تعاىل عن اخليل العادايت "
فأثر َن به ن ـَق ـْ ًـعا ".
ْ
ومن ذلك أيضا قول ابن هانئ:
لقد ظاهرتـْها ُع َّدةٌ وعدي ُد. ت ِّ
املنشآت اليت َس َر ْ َأما واجلواري
املنشآت يف البحر كاأل ْعالم".
ُ هو استلهام لقوله تعاىل ":وله اجلواري
عود. ِّ
الطالعات ُس ُ النجوم كتائب وأن ِّ
الذارايت الرايح أو قوله :وأن
َ ُ َ
ِّ
والذارايت ذَ ْرًوا". ففيه استلهام لقول هللا عز قائال" :
إعصار.
ُ أرض ُه ْم معروشةً فأصاهبا من جيشه وكذلك قوله :كانت جـِّناان ُ
ٍ
روشات". مع
وغري ْ ٍ ٍ
فهو مأخوذ من قوله تعاىل" :وهو الذي أنشأ جنات معروشات َ
* تلوين الصورة وتنويع أساليب إخراجها :وذلك ابعتماد:
-احلركة :صولة اجليش الذي ينتصر له الشاعر وهجومه وسيطرته على ساحة الوغى وفرار األعداء.
يقول أبو متام:
أس ٍد يف صدور رجال
بقلوب ْ أسرى بنو اإلسالم فيه وأ ْد َجلوا
ْ
ت إز َار احلرب ابإلسبال
َأم َر ْ وقهم يف ساعـة
قد مشَّروا عن ُس ْ
-اللون :محرة الدماء .يقول املتنيب :
الغمائم
ُ أي الساقيـ ْـني
احلدث احلمراءُ تعرف لونـَها وتعلم ُّ
ُ هل
اجلماجم
ُ فلما دان منها سقتها الغر قبل نزوله
الغمام ُّ
ُ سقتـْها
بسنَّة السيف واحلناءُ من دمه ال ُسنَّة الدين واإلسالم َمتضب
ويقول أبو متامُ :
-اإلضاءة :مقابالت بّي النور والدُجى والشمس والظالم والضوء والظلمة .ويف هذا اإلطار يقول أبو
متام:
ِّ
شحب وظلمة من دخان يف ضحى ضوءٌ من النار والظلماء عاكفة
عود
ور ُابرقات ََجَّةٌ ُ
ٌ له غمام ُم ْك َف ِّه ٌّر صبريُه
ويقول ابن هانئ :عليها ٌ
سواد الليل مما تزامح ْه
ومل ُ َّ مل ضوءُ الصبح مما تغريه ويقول املتنيب :فقد َّ
-الصوت :جلبة املعركة وقعقعة السالح وقرع القنا ابلقنا .حيث يقول أبو متام:
مغار
جلب وث َّـم ُجيش له ٌٌ ب وهاهناش ُّ
انر وغ ـًى تُ َ
فهناك ُ
أرض العراق ختُُّوفا رجفت داير ر ٍ
لزلت ُ
وتز ْ بيعة ْ ُ ويقول ابن هانئ :حىت لقد
11
د .حمفوظ غزال املدونة النقديَّة واإلجراء الشعري
شعر احلماسة بني َّ
ُ
* التلوين واملبالغة يف التصوير :غلبة الوظيفة التأثريية اجلمالية املتمثلة يف حتقيق روعة التخييل ومجال الصورة
حىت وإن كان ذلك على حساب احلقيقة التارُيية.
رغبت عن لوُنا وكأن الشمس مل ِّ
تغب الد َجى ْ جالبيب ُّ
َ يقول أبو متام :حىت كأن
َ
اجلو ابرقيت وتكتفي ابلدم اجلاري عن ال مِّد ََيالبالد برو َق مِّ
ويقول املتنيب :تُنسي َ
كل العناصر املكونة للصورة .ويكون هذا االستيفاء يف جمموعة أبيات متتالية استفراغ الصورة :ويعين استيفاء ِّ
حتيط بكل مكوانت الصورة من صوت ولون وحركة.
*املزج بني السرد والوصف :تعاقب/مراوحة/مزاوجة بّي سرد األحداث وسرد األحوال .تكامل هذين
النمطّي يف بناء الصورة الشعرية احلماسية وجتسيدها يف ذهن السامع /القارئ.
ومقاطع زمانية ومكانية معربة من سري املعركة وتكثيف طاقتها التعبريية ٍ
لقطات * التجزئة والتكثيف :انتقاء
َ
وأشجع
َ احلماسية .يقول ابن األثري عن املتنيب" :إذا خاض يف وصف معركة كان لسانـُه ْأمضى من نصاهلا
مقام أفعاهلا".
وقامت أقوالـُه َ
ْ من أبطاهلا
*استخدام احلكمة ومزج العاطفة ابلفكر الراجح الرصّي اترة وابخليال املندفع طورا .ويف شأن احلكمة ال
قصائدهم مزجيا بّي الفكر والعاطفة.وكانت َ ميكن أن نغفل ما كان هلا من دور عند ثالثتهم فقد جعلت
احلكمة مثبِّتة للحماسة شكليا ومضمونيا.
يقول ابن هانئ يف احلكمة:
أج َد َرا ِّ ِّ
ابن سعيه ومن كان أسعى كان ابجملد ْ ومل أجد اإلنسا َن إال َ
وابهلمة العلياء يرقى إىل العلى فم ـن كان أرقى مهًَّة كان أظهرا
َّ
ومل يتقـ ـ َّـدم من يريد أتخرا يتأخر من يريد ُّ
تقدما ومل ْ
ويقول املتنيب :
املكارم
ُ وأتيت على قدر الكرام ائم
على قدر أهل العزم أتيت العز ُ
العظائم
ُ وتصغر يف عني العظيم صغارها
وتعظم يف عني الصغري ُ
حتسنب اجملد زقا وقينة فما اجملد إال السيف والفتكة البكر
َّ كما يقول :وال
احلد بني اجل مِّد والل ـَّعب.
أنباء من الكتب يف ح مِّده ُّ
ويقول أبو متام :السيف أصدق ً
خيار
والشر فيه ُ
ُّ فارضوا به أَجل والقضاءُ ُم َسل ـَّطٌ
الصرب ُ
ُ كما يقول :
12
د .حمفوظ غزال املدونة النقديَّة واإلجراء الشعري
شعر احلماسة بني َّ
ُ
2-1املشرتك املضموين:
أبرز املعاين احلماسية:
* متجيد القائد (األمري أو الوايل) وتصويره يف صورة:
-البطل ذي البصرية النافذة والرأي الراجح .وذلك كقول املتنيب:
هو األول وهي احملل الثاين أي قبل شجاعة الشجعان
الر ُ
املسيطر على األحداث وعلى الزمان واملكان سيطرًة تضفي على ن اخلبري بشؤون احلرب والقتال
ك ن القائد احملنَّ ن
-ن
القصيدة ذلك النفس البطويل امللحمي .ومثال ذلك صورة أيب سعيد الثغري يف قصيدة "خشعوا لصولتك" أليب
صوره وقد قاد اجليوش فطارت لتعشش كالصقور يف أعايل بلدة درولية وتفرض سيادهتا: متام حيث َّ
إعصار
ُ بقرى َد َرْولِّـيةٍ هلا أجادل
ُ اجلياد كأُنن
قدت َ َ
الردى انئم:
الردى و َّ
ويظهر هذا التمجيد يف صورة سيف الدولة يتحدَّى املوت واقفا كأنه يف جفن َّ
انئم ٍ وقفت وما يف املوت ٌّ
الردى وهو ُ لواقف كأنك يف جفن َّ شك َ
ابسم
وثغرك َُّاح ُمتر بك األبطال كلمى هزيــمةً ووجهك وض ٌ ُّ
* اإلشادة حبركة اجليش ومببادرته ابهلجوم ومباغتة العدو وما يتصف به رجاله من إقدام وبسالة ورابطة جأش يف
مالقاة العدو ومقارعته واستهانة ابلنفس وحب للموت يف سبيل حتقيق النصر.
* اإلشادة ابلنصر :ومن ذلك قول أيب متام :
األمصار
ُ واستبشرت بفتوحك
ْ األخبار
ُ حت عن حمضها
صر ْ
قد َّ
أن كان تُـ مِّوج يوم سائر املثل
اليوم مفتخرا ِّ
التاج هذا ُ
أو قول ابن هانئ :ليَعقد َ
فيه الربيعان من فصل الربيع ومن وقائع النصر تشفي من جوى الغلل
ومن اإلشادة حبركة اجليش قول املتنيب :
متوت اخلوايف حتتها والقوادمُ ضممت جناحيهم على القلب ضمة َ
* اإلشادة بعُ َّدة احلرب :كاإلشادة ابجلياد وسرعتها واندفاعها والتغين بفروسية احملاربّي يقول املتنيب:
املطاعم
ُ كثرت حول الوكور
وقد ْ كور على الذرى اخليل الو َ
تدوس بك ُ
أو اإلشادة ابألساطيل يف املعارك البحرية يف بعض معِّ ِّز ِّ
ايت ابن هانئ حيث يقول: ن
هت أيدي احلُواة األفاعيا
كما نبَّ ْ ُم َعطـَّـفة األعناق حنو متوُنا
ص َد ْر َن ومل يشربن غرفا صواداي
َ املاء شوقا لربده
إذا ما ورد َن َ
ويف البيت التايل إشادة ابلنويت يف األسطول نظري اإلشادة ابلفارس يف احلرب الربية:
ترى ع ْق َرًاب منها على املاء ماشيا اجملاذيف سرع ًة
َ إذا أعملوا فيها
13
د .حمفوظ غزال املدونة النقديَّة واإلجراء الشعري
شعر احلماسة بني َّ
ُ
14
د .حمفوظ غزال املدونة النقديَّة واإلجراء الشعري
شعر احلماسة بني َّ
ُ
تنطوي هذه املعاين مجيعها على أبعاد حجاجية ضمنية .فالقصيدة احلماسية من هذه الزاوية خطاب
حجاجي يسوقه الشاعر للذود عن مبدئه واالحتجاج لصحة عقيدته أو مذهبه وعن رموزه من القادة واحلكام.
وهي من جهة اثنية أداة فنية للتحريض والتحميس أي ذات بعد وجداين حيث نحي َمل السامع أو القارئ على تبين
املوقف واالنتماء إىل املذهب مما قد يتجاوز يف كثري من األحيان املقصد التكسيب الزائل إىل الدعوة لقناعة سياسية
أو دينية .ومجلة هذه املعاين يبين من خالهلا الشاعر مجلة من القيم نميكن أن جنملها فيما يلي:
ـل والقيم اليت يسعى الشعراء لتثبيتها
املُـثـ ُ
-قيم حربية :هي قيم يعتز هبا العريب منذ العصر اجلاهلي وأبرزها:
* البطولة واإلقدام والشجاعة والقوة .يقول املتنيب:
سوى مهجيت أو كان يل عنده ِّوتْـ ُر إقدام األَتِّـ ِّي َّ
كأن يل وأقدمت َ م ُ
* الصرب وقوة الشكيمة ورابطة اجلأش(التمرس ابآلفات) والثبات يف جمالدة العدو .يقول املتنيب:
الذعر ِّ
تقول أمات املوت أم ذُعر ُ ابآلفات حىت ترْكتُها ست
متر ُ َّ
* احلكمة يف القيادة والتدبري.
* املبادرة ابهلجوم ومباغتة العدو.
* الدفاع عن احلرمات :صون محى املسلمّي من أطماع أعدائهم والذود عن دولة اإلسالم وضمان َمنَعتها
خصوصا يف التخوم( :حادثة املرأة اليت صرخت":وامعتصماه" َّ
فتجهز يف جيش لنصرة مدينتها).
* العفو عند املقدرة أو احلِّلم.
-قيم سياسية:
* احلنكة وبعد النظر.
*حسن التدبري ورجاحة الرأي واحلكمة.
*املـَنَعة والسيادة.
-قيم أخالقية أصيلة:
ومنها النخوة والشرف والشهامة والكرم والدفاع عن النفس مما نميكن أن جتمعه لفظة املروءة ألَّنا هي
وحي ِّقر
األخرى من األلفاظ اجلامعة اليت ال تدل على مفرد .ويف املقابل يستهّي الشاعر ابلقيم السلبية ويستهجنها ن
من يتَّصف هبا ومنها اخلنوع والتخاذل والفرار والذل.
-احلميَّة الدينية:
* الدفاع عن اإلسالم واملسلمّي:
يقول املتنيب :
ولكنَّك التوحي ُد للشرك ُ
هازم ولست مليكا هازما لنظريه
َ
15
د .حمفوظ غزال املدونة النقديَّة واإلجراء الشعري
شعر احلماسة بني َّ
ُ
وتتوجيا لكل ما سبق يف شأن املشرتك بّي الشعراء ميكن أن نقول إَّنم قد غرفوا من معّي واحد .ومن اجلدير
ابلذكر يف هذا اإلطار أن هذه املعاين احلماسية مل تكن حكرا على غرض دون غرض بل توزعت بّي األغراض
معىن شعراي مبثواث بّي األغراض على التأويل الذي ذهبنا
وحضرت يف أغلبها لتنهض دليال على كون احلماسة ً
إليه.
وصفوة القول يف أمر املعاين احلماسية اليت يطرقها الشعراء والقيم اليت يسعون إىل تثبيتها أَّنم ُيرجون من الدائرة
الضيقة للحماسة إىل جمال أوسع متاما كما قال علي النجدي انصف عن أيب متام:
الكر مِّ
والفر واإليقاع ابألقران بل ينظر "وأبو متام إذ خيتار للحماسة ال ينظر إىل معناها الضيق احملسوس من مِّ
إىل معناها العام وما يتفرع عليها من خصال كالنخوة والصرب على األرزاء واملِّ َحن".
16
د .حمفوظ غزال املدونة النقديَّة واإلجراء الشعري
شعر احلماسة بني َّ
ُ
* العناية الفائقة ابلعبارة وجعلها مرَّكبة إىل درجة دعت بعض النقاد إىل رميه ابلتعقيد كقول أيب العميثل له :لـِّ َم ال
فرد عليهِّ :ملَ ال تفهم ما يُقال.
تقول ما يُفهم؟َّ .
ف ابإليقاع املتوازن ووسائله يف ذلك متنوعة منها التكثيف من جرس احلروف الشديدة والتكثيف من * ال َكلَ ن
الرتديد الرتكييب واستخدام رويِّ ّْي يف البيت الواحد إلجياد إيقاع داخلي كقوله:
األمصار
ُ واستبشرت بفتوحك
ْ األخبار
ُ حت عن حمضها صر ْ
قد َّ
مصرع أيضا يقول فيه:
مصرع داخل قصيدة بيتنها األول َّ وهو بيت َّ
طار َّ
خف اهلوى وتول ـَّت األو ُ داير
الداير ُ
ُ أنت والأنت َ ال َ
ٍ
يع إيقاع.
ع تصر َص ٍر َ
البيت األو نل ن
يع ابتداء على عادة الشعراء و ن ص ِّرع تصر َ
لكن هذا البيت األخري ن
حمسنات لفظي ًة ومعنويةً مبا فيهما من جناس وطباق ومقابلة كقوله جمنِّسا:ٍ * االحتفاء الفائق ابلبديع
عواص عواصمٍ تصول أبسياف قواضٍ قواضب ٍ ميدون من أيدُّ
وكذلك احتفاؤه ابلصور البيانية كاالستعارة واجملاز.
* القدرة اخلالقة على ابتكار املعاين وتوليد الصور واالستعارات وذلك برتكيب أزواج من اللفظ مل ينؤلف اجتماعها
وهو ما يسميه توفيق بكار عند حديثه عن الشايب"كيمياء اللفظ".ولعل هذا ما قصده األستاذ منصف الوهاييب
مضرب سيفه" أو " َّ
متشت املنااي ُ عندما قال" :إن الصورة التمامية خطأ مقصود" .ومن أمثلة ذلك قوله"مات
يف القنا" .
إن توليد املعاين هذا جيعل أاب متام مؤمنا إمياان إبمكانية اإلتيان مبا مل أيت به األوائل .أليس القائل:
الذواهبحياضك منه يف العصور َّ ت
قر ْ
ُ الشعر أفن ْتهُ ما َ
ُ فلو كان يفىن
حائب منه أُتبعت بسحائب صوب العقول إذا انثنت س ـ ُ ُ ولـكنه
ب فاخر البسها ذو َسـل ـَ ٍ
ُ لت من شكري يف حلة وهو القائل أيضا :ال ز َ
اعه ك ـ ـم ترك األول لآلخر يقول من تقرع أسـ ـ َ
17
د .حمفوظ غزال املدونة النقديَّة واإلجراء الشعري
شعر احلماسة بني َّ
ُ
فما اجملد إال السيف والفتكة البكر وال حتسنب اجملد زقا وقين ــة
لك اهلبوات السود والعسكر اجملر وتضريب أعناق امللوك وأن تُرى
شر
الع ُ
تداول سـ ـع املرء أمنله َ وترك ـك يف الدنيا دواي كأمنا
* من معانيها أيضا التمرد على املوجود ورفض الكائن فهو منوذج اإلنسان املريد املؤمن بفلسفة القوة متاما كإنسان
اإلنسان األرقى.وقد ظلت تطارده صورة اجملد ذات البعد احلماسي وهو يراودها عرب من يتصل هبم من ِّ نيتشة
احلكام واألمراء.
* محاسة املتنيب تستحيل يف أحيان كثرية إىل سيل جارف وغضب وحنق ٍ
وحتد:
واحلرب أقْـ َو ُم من ساق على ِّ
قدم ُ وه اخليل سامه ًة
كن وجـ ـ َ
ألتر َّ
حىت َّ
كأن هبا ضراب من اللـَّ َـمم فالطعن حيرقها والضرب يقلقها
جسد ما مل يستطعه يف الواقع بريشته فهو الذي يقول:
واملتأمل يف شعره الفخري يرى أنه َّ
صمم
وأسعت كلم ــايت من به ُ
ْ أان الذي نظر األعمى إىل أديب
والقلم
ُ والقرطاس
ُ والرمح
ُ والسيف
ُ والليل والبيداءُ تعرفين
ُ اخليل
ُ
لكن الدهر مل ِّ
ميكنه من قوة السلطان فنفث يف شعره شكواه. فجم َع إىل قوة السنان قوة البيان َّ
َ
* القدرة الفائقة على توليد الصور اعتمادا على امتالك انصية اللغة:
وخيتصم
ُ جراها
اخللق َّ
ويسهر ُ
ُ ملء جفوين عن شواردها
أانم َ
ُ
18
د .حمفوظ غزال املدونة النقديَّة واإلجراء الشعري
شعر احلماسة بني َّ
ُ
ابن هانئ
ضد من يناوئه.يقول أمحد خالد" :اعترب ُ
* احلماسة عنده انتماء إىل املذهب ودفاع عنه ومحيَّة واحنياز له َّ
الشر عن دار اإلسالم وميألها عدال وصالحا بعدما ُملئت ظلما ابع منقذا جاء ليذود َّ الفاطمي الر َ
َّ اخلليفةَ
وفسادا".
* املعىن احلماسي حيمل آاثر الدعوة املذهبية وين ِّ
قوي الوظيفة اإلقناعية بكون املعز وجيشه ميثلون احلق اإلهلي يف
مقارعة دولة الباطل والكفر والضالل .وقد تكون دولة الباطل هذه من خمالفيهم املذهبيّي.
* من خصائص شعر احلماسة عنده وصف املعارك البحرية واألساطيل مما يندر وجوده يف الشعر العريب كقوله:
لقد ظاهرتْــها عُ َّدةٌ َ
وعدي ُد ت ِّ
املنشآت اليت َس َر ْ َأما واجلواري
ود.
ُس ُ ِّ
انضمت عـليه أ ُولكن ما ََّّ القباب على املها
ُ ترجى
باب كما َق ٌ
19
د .حمفوظ غزال املدونة النقديَّة واإلجراء الشعري
شعر احلماسة بني َّ
ُ
للنقاش
حمل نقاش:
يف ما يلي بعض النقاط اليت جيوز أن تكون َّ
-لو سلَّمنا بكون شعر احلماسة هو شعر احلروب اليت ْ
وقعت يف التاريخ فعال فكيف نتعامل مع القصائد اليت
تستحضر ساحات القتال يف املطلق وال حتيل على واقعة خمصوصة أو حرب بعينها؟
مدى نميكن أن نعترب األحـداث الواقعية والتارُيية صانعةً للحدث الشعري والنص؟
-إىل أي ً
شعر احلرب الذي يصف احلروب وينشيد ابألبطال ويتوعد األعداء كما َّ
-لو سلمنا بكون شعر احلماسة مثال هو ن
نص شعري "أسباب نزول" وظروفا موضوعية حربية ولَّدته وهذا من املمتنع لكل ٍ ِّ
يعرفه البعض النتهينا إىل أن ِّ
احملال .ولعل املتأمل يف شعر احلماسة يرى أنه ميكن أن ُيتلف يف ظروف قوله اختالفا كبريا( .العودة إىل عنصر
عالقة الشعر ابملرجع).
كل الشعر انبع من القيمة؟ أو يتداخل مع الوجدان والتك ُسب .هذه مسألة حتتاج إىل دراسة نقدية مستقلة -هل ُ
أتملنا اخلطاطة التالية:
خاصة إذا َّ
الشعر
بعد موضوعي بعد فين بعد ذايت
20
د .حمفوظ غزال املدونة النقديَّة واإلجراء الشعري
شعر احلماسة بني َّ
ُ
-إىل أي مدى ميكن أن نعقد عالقة بّي امللحمة وشعر احلماسة فالتشابه املوجود يف بعض النقاط ال يعين
التماثل ألن لكل فن خصائصه (العودة إىل عنصر عالقة شعر احلماسة ابمللحمة تشاهبا واختالفا).
-إن عناصر التميز عند الشعراء بعضهم عن بعض ال يعين دائما التميُز اإلجيايب فقد أاثر هذا التميُز أقالم النقاد
ٍ
صفحات تناولوا فيها مجلة النقائص واملآخذ اليت رأوا -على تباين يف املواقف -أَّنا نْحتسب عليهم ال هلم وحربوا
َّ
بدليل الفصل الذي عقده الثعاليب يف يتيمة الدهر حول املتنيب مساه "أبو الطيب املتنيب ما له وما عليه" .وإذا كنا
يف عنصر اإلجراء الشعري قد أثبتنا املختلف بّي الشعراء وجعلناه متيُزا فإننا يف هذا القسم ندقق البحث أكثر
طات وقع فيها الشعراء وقد آخذهم عليها النقاد وسننفرد لكل شاعر س َق ٍ
طات فنجعل بعض نقاط التميز س َق ٍ
َ َ
شكليةً وأخرى مضمونيةً تكون عوان للتلميذ على مناقشة فكرة التميز عند الشعراء إن لزم النقاش فيعلم أن التميُز
ليس مطلق اإل جيابية بل فيه جوانب سلبية .كما ميكن للتلميذ أن يستفيد مما أثبتناه لكل شاعر يف التحليل األديب
بدي رأيه يف النصوصالس َقطات ألنه على التلميذ كما أسلفنا أن ين َ ليعلم حدود التميز وحدود جماوزة التميز أي َّ
انب نقديٍَّة عند شاعر جيب أن يكون يف ما له اتصال ابحلماسة ال أيضا .وعلى التلميذ أن يتنبَّه إىل أن إاثرة جو َ
يف كل الديوان حىت ال ُيرج على املوضوع واألهداف املرسومة لدراسة احملور.
21
د .حمفوظ غزال املدونة النقديَّة واإلجراء الشعري
شعر احلماسة بني َّ
ُ
مضموان:
من َسقـَطاته يف املعاين والصور وقوعه يف املبالغة والغلو إذ يقول يف وصف اخنذال جيش العدو وهزميته وخوفه:
رجال
إذا رأى غي َـر شيء ظنه ُ وضاقت األرض حىت صار هارهبم
ابخليل يف هلوات الطفل ما سعال كضت
فبع َده وإىل ذا اليوم لو ر ْ
جعل هلوات الطفل مضمارا للركض
العدم ال ينرى ألنه غري موجود .وكذلك ن
فغرين الشيء ال شيءَ أي هو العدم و ن
إحالة ال حمالة.
ملء فؤاد الزمان إحداها مهم
عت يف فؤادهم ٌ جتم ْ
مم يقولَّ : ويف وصفه اهل َ
فجعل للزمان فؤادا وهو تشبيه بعيد ينأى عن مجاليات االستعارة واجملاز.
ومن ذلك أيضا تعقيد املعىن الذي يبدو يف قوله مادحا ممدوحه ابلرأي وبعد النظر وهو من املعاين احلماسية:
أَجع
جزي بعضه الرأي ُ أقل ٍم
ُّ فىت ألف جزء رأيه يف زمانهً
أبو متام
شكال:
حسنات عنده تتجاوز اجلانب اجلمايل لتكون أحياان نم ِّنفرة ،يقول
إن حرص أيب متام على اإليقاع جعل امل ِّ
َ َّ
ن
أغرب فيه فأحسن ومنه عنه ابن األثري يف كتابه املثل السائر" :وقد أكثر أبو متام من التجنيس يف شعره فمنه ما َ
ما أتى به كريها مستثقال كقوله:
من املنية رشقا وابال وصفا ويوم أرشق واهليجاء قد رشقت
َ
وله من هذا الغث البارد املتكل ـَّـف شيء كثري".
يب وقد اعرتف هو بذلك صراحة يف شعره: ِّ
يب على أيب متام كثرة تطلـُبه الغر َ
-ع َ
بب يف ُمغ ـْر ِّ
ـسن ُمغـْ ِّر ٌ
فأح َوأغرب شاعر فيه ْ َ بت خالئقهغر ْ
َ ُ
ستكره شعره أحياان حيث يقول: -لكثرة ولعه ابالستعارة والتشبيه يبلغ الغلو واإلحالة فين َ
ظهر املوعد
ت ابإلجناز َ وحطم َ
ْ ت ابملعروف أعناق الورى فَلويْ َ
ظهر املوعد استعارةٌ قبيحة جدا". يقول اآلمدي يف هذا البيت ":حطَ َم ابإلجناز َ
ويقول انقد":كثريا ما تستوعر اجلملة واللفظ الضطراب الصورة فيأتيها الغريب وأيتيها الغموض".
مضموان:
نفسه من كون عديد املعاين مل
عديد املعاين مطروقة يف الشعر العريب القدي وهذا يتضارب مع ما قاله أبو متام ن
يطرقها الشعراء القدامى وذلك يف قوله مادحا:
22
د .حمفوظ غزال املدونة النقديَّة واإلجراء الشعري
شعر احلماسة بني َّ
ُ
البسها ذو َسل ـَ ٍ
ب فاخر ُ لت من شكري يف ُحل ـَّة ال ز َ
كم ترك األول لآلخ ــر يقول من تقرع أساعـ ـَـه
ولكن احلال على غري ذلك.
العجز األخري يفرتض أن تكون عديد املعاين جديدة َّ
فهذا ن
ومن عجيب التضارب أن أاب متام الذي قال "كم ترك األول لآلخر" نراه يدعو تلميذه البحرتي وي ِّ
وجهه إىل أن ن
قص َده وما كرهوه جتنَّبه .ولذلك رمبا اعتربه املستشرق غرنباوم قد
جيعل شعر األولّي منوذجا نحيتذى فما استحسنوه َ
"قاد حركة رجعية يف الشعر " .وإذا كان البعض يرى يف اتباع أيب متام سنن األولّي يف القول الشعري استجابة
للذائقة التقبلية يف زمانه فإن هذا االعتبار جيعل شعره أقرب للتك ُسب مبعىن أنه يستجيب ملا يطلبه النسق الثقايف
الرواج والنوال حيث يقول معلنا ذلك خماطبا ممدوحه:
قصد َّ ْ
القول ْنومتَه وقد حكى سوءُ ظن أن ذا حل ـُ ُم
ض ُ الفعل يقـْ ِّ ِّ ِّ
فأيْقظ َ
(تالزم الشعر والسعر).
يض
اجلود مات القر ُ
ويقول أيضا :وحياة القريض إحياؤك اجلو َد فإن مات ُ
ابن هانئ األندلسي:
شكال:
انس وعقائل
كوانس وأو ٌ
وفوارس و ٌ ٌ وقوانس
ٌ وعوابس
ٌ -اإلغراب يف اإليقاع:
يقول عنه املعري إذا مسع شعره":ما أشبهه إال برحى تطحن قروان".
-اإلغراب يف طلب الغريب اللغوي:نبَّه زاهد علي م ِّ
قد نم ديوانه إىل ثالثّي كلمة ِّ
غري متداولة يف معانيها اليت ن
استعملها هو ومن ذلك استعماله لفظة َّ
استبد مثال مبعىن وجد خمرجا وحيلة:
غري أان ال نراان نستبد كلنا نبشع من كأس الردى
املهجور استعمالـنه لفظة طخطخوا:
َ يب
ومن أمثلة تطلـُبه الغر َ
وجليتم عنه العماء وطخطخوا
ُ رجال أضلوا رائدا فهديتَهم
ارجحن الشباب.
َّ األمر/
اطلخم ُ
َّ وكذلك قوله
يقول ابن رشيق متحداث عن أهل الشعر ":وفرقةٌ أصحاب ٍ
جلبة وقعقعة بال طائلِّ معىن إال القليل النادر كأيب ُ
القاسم ابن هانئ".
ت قبل تكون جامع مشلنا".
-تعقيد الرتكيب " :لو كن َ
مضموان:
-املبالغة املفرطة اليت تصل إىل ِّ
حد "اإلحالة" وهي عند النقاد املبالغة اليت جاوزت َّ
احلد حىت غدت ممجوجة ال
يستسيغها الذوق .وهذه املبالغة كانت وليدة الغلو الفاطمي من الشيعة اإلمساعيلية حيث تالزمها املغاالة والتطرف
يف العقائد:
23
د .حمفوظ غزال املدونة النقديَّة واإلجراء الشعري
شعر احلماسة بني َّ
ُ
ار ِّ
القه ـ ُ
فأنت الواح ُد َّ
فاح ُك ْم َ
ْ األقدار
ُ شاءت شئت ال ما
ما َ
ار
أنصارك األنصـ ُ
ُ وكأنَّـما أنت النب ـي حمم ٌد
وكأمنا َ
واألخبار
ُ بار
األح ـ ُ
يف ُك ْتبها ْ شران بهأنت الذي كانت تب ِّمَ
واألعمار
ُ واآلجال
ُ وانقسمت بك األرزا ُق
ْ شرفت بك اآلفاق
-غلبة الطابع الشيعي على شعره حيث يقول أمحد أمّي يف كتابه ظهر اإلسالم":والقارئ لديوانه يرى تعاليم
الشيعة مبثوثة فيه فهو يضفي على املمدوحني اخللفاء صفة التقديس.
-إن مبالغته يف االنتماء وغلبة هذه النزعة على شعره تبدو واضحة مؤثرة يف احلكم على شعره.
خامتة:
املنمقــة ذات اجلرس والظالل وال
يقول هايديغري" :إن مهمة الشاعر ال تقف عند حدود بناء األلفاظ َّ
عند التعبري عن التجربة الذاتية بل نراه يسمو لريتفع ابلفعل الشعري إىل درجة أتسيس الوجود بواسطة
القول".
24