You are on page 1of 30

288 - 259 ‫ص‬- )‫م‬2021 ،‫) (جوان‬01( ‫) ــالعدد‬22(‫ املجلد‬1‫ جامعة باتنة‬،‫مجلة العلوم االجتماعية واإلنسانية‬

ISSN 1111-5149 /E.ISSN 2430-2588

)2019-1980( ‫الركود التضخمي يف الجزائر دراسة اقتصادية تحليلية للفرتة‬

Stagflation in Algeria: analytical economic study (1980-2019)

nadia.laggoun@univ
*
-batna.dz ،) 1‫ ( جامعة باتنة‬1 ‫نادية العقون‬

2021-02-20 ‫تاريخ القبول‬ 2020-10-03 ‫تاريخ االستالم‬


:‫ملخّص‬
‫يهدف هذا البحث إلى دراسة وتحليل ظاهرة الركود التضخمي في االقتصاد الجزائري خالل‬
‫ حتى يمكن وضع الحلول واالجراءات‬،‫ والكشف عن األسباب الكامنة وراء حدوثها‬،)2019-1980( ‫الفترة‬
‫ وتتبع تطور كل من معدل البطالة ومعدل‬،‫ وذلك باستخدام مؤشر الركود التضخمي‬،‫الالزمة لمعالج تها‬
.‫التضخم خالل فترة الدراسة‬
‫وقد تم التوصل إلى أن االقتصاد الجزائري عانى من مشكلة الركود التضخمي منذ فترة طويلة‬
‫ كما تم التوصل إلى أن األسباب الجوهرية‬.‫ وأن فترات الركود التضخمي ليست متساوية عبر الزمن‬،‫مضت‬
‫ وفي‬،‫ المالية والنقدية‬،‫لحدوث مشكلة الركود التضخمي تكمن في تضارب السياسات االقتصادية‬
.‫االختالالت الهيكلية المرتبطة بطبيعة وهيكل االقتصاد الجزائري الذي يغلب عليه الطابع الريعي‬
:‫الكلمات المفتاحية‬
.‫الركود التضخمي؛ التضخم؛ البطالة؛ الركود؛ أسعار النفط‬

Abstract
This paper aims to study and analyze the phenomenon of stagflation in the
Algerian economy during the period (1980-2019), and to reveal the reasons behind their
occurrence, so that possible solutions and procedures can be put in place to address
them, using the stagflation index and the tracking of the development of the
unemployment and inflation rates during the study period. Our findings show that the
Algerian economy suffered from the problem of stagflation since long ago, and the
periods of stagflation are not equal in time. It was also concluded that the main reasons
for the occurrence of the stagflation problem lie in the inconsistency of the economic,
financial and monetary policies, and also in structural imbalances related to nature and
the structure of the Algerian economy which is mainly a rentier economy.
Keywords:
stagflation; inflation; unemployment; recession; oil price.

‫* المؤلف المرسل‬

259
‫الركود التضخمي يف الجزائر دراسة اقتصادية تحليلية للفرتة (‪)2019-1980‬‬

‫مقدّمة‬
‫يعد الركود التضخمي (‪ )Stagflation‬من أخطر الظواهر االقتصادية التي تواجه‬
‫االقتصاديات المتقدمة والنامية على السواء؛ نظرا ألبعادها وتداعياتها االقتصادية واالجتماعية‬
‫والسياسية‪ .‬وهي ظاهرة حديثة ظهرت في أوربا والواليات المتحدة األمريكية في عقد السبعينيات‬
‫من القرن الماضي‪ ،‬و توضحت معالمها أكثربعدعام‪1971‬أي بعد انهيار نظام "بريتن وودز"‪ .‬وقد‬
‫دخلت اقتصاديات البلدان الرأسمالية مرحلة الركود التضخمي‪ ،‬حيث يسير التضخم جنبا إلى جنب‬
‫مع ارتفاع نسبة البطالة‪ ،‬وهو ما يعني انتفاء العالقة التبادلية بينهما حسب منطق االقتصادي‬
‫"فليبس")‪( (W. Phillips‬انظر الهامش ‪ ،)1‬لتصبح ظاهرة الركود التضخمي واحدة من الظواهر‬
‫األكثر إثارة للجدل ونقطة خالف بين مختلف التيارات والمدارس الفكرية التي استهدفت تفسير‬
‫هذه الظاهرة وتحديد أسبابها وكيفية تجنبها وتقليل األضرار الناجمة عنها‪ .‬إال أن أيا من تلك‬
‫المدارس لم تتوصل إلى تفسير واضح وشامل لتلك الظاهرة‪ ،‬ولعل هذا التباين في اآلراء يجعل‬
‫من الصعب تحديد األسباب الكامنة وراء حدوثها دون دراسة متأنية لالقتصاد الذي يعاني منها‪،‬‬
‫ومن خالل ذلك فقط يمكن تحديد أكثر العوامل فاعلية في التأثير على هذه الظاهرة‪.‬‬
‫إشكالية الدراسة‬
‫على ضوء ما سبق يمكن طرح اإلشكالية التالية‪ :‬ما هي األسباب الحقيقية الكامنة وراء‬
‫مشكلة الركود التضخمي في الجزائر خالل الفترة (‪)2019-1980‬؟‬
‫ويتفرع عن هذا السؤال الرئيس األسئلة الفرعية اآلتية‪:‬‬
‫ماذا نعني بظاهرة الركود التضخمي؟ وكيف يتم رصدها والكشف عنها؟‬ ‫‪-‬‬
‫ما تفسير ظاهرة الركود التضخمي لدى مختلف مدارس الفكر االقتصادي؟‬ ‫‪-‬‬
‫ما عالقة مشكلة الركود التضخمي بهيكل وطبيعة االقتصاد الجزائري؟‬ ‫‪-‬‬
‫فرضيات الدراسة‬
‫ترتكز الدراسة على الفرضيات اآلتية‪:‬‬
‫إن سيطرة الطابع الريعي على االقتصاد الجزائري و االختالالت الهيكلية التي يعاني منها‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫تمثل األسباب الرئيسة لحدوث مشكلة الركود التضخمي‪.‬‬
‫تختلف فترات الركود التضخمي في الجزائر من حيث مدتها باختالف الصدمات التي يتعرض‬ ‫‪-‬‬
‫لها االقتصاد‪.‬‬
‫أهمية الدراسة‬
‫تنبع أهمية هذا البحث من خطورة مشكلة الركود التضخمي‪ ،‬التي تعاني منها معظم‬
‫اقتصاديات العالم المعاصر والتي تعبر عن وجود خلل هيكلي في قطاعات هذه االقتصاديات‪ ،‬وأن‬
‫تحديد العوامل المفسرة لها هو بمثابة الخطوة األولى للعالج‪ .‬كما تستمد هذه الدراسة أهميتها‬
‫من قلة الدراسات التي تناولت موضوع الركود التضخمي في االقتصاد الجزائري‪.‬‬
‫‪260‬‬
‫نادية العقون‬

‫أهداف الدراسة‬
‫تهدف الدراسة إلى الكشف عن وجود ظاهرة الركود التضخمي في االقتصاد الجزائري‪ ،‬مع‬
‫بيان أهم األسباب واالختالالت المؤدية إلى حدوثها‪ ،‬واستخالص اإلجراءات التي يتوجب على‬
‫الحكومة اتباعها لمعالجتها‪.‬‬
‫منهج الدراسة‬
‫بالنظر إلى طبيعة الموضوع وبغية التوصل إلى تحقيق األهداف المسطرة للدراسة تم‬
‫اعتماد المنهج الوصفي التحليلي إلبراز الوقائع والحقائق التي تمثل مشكلة البحث‪ .‬وذلك بناء‬
‫على مراجعة األدبيات االقتصادية وما تتضمنه الدراسات في هذا الصدد‪ ،‬وباالعتماد على البيانات‬
‫اإلحصائية المستقاة من مصادر التوثيق والمعلومات الرسمية‪.‬‬
‫الدراسات السابقة‬
‫حظيت ظاهرة الركود التضخمي باهتمام واضح في األدب االقتصادي‪ ،‬ترجمت في عدة‬
‫دراسات نظرية وتطبيقية‪ ،‬نلخص بعضها فيما يأتي‪:‬‬
‫‪ .1‬دراسة بن بوزيان جازية (‪ ،)2006-2005‬بعنوان‪":‬التضخم الركودي في الجزائر دراسة‬
‫قياسية"‪ :‬هدفت هذه الدراسة إلى الكشف عن واقع ظاهرة الركود التضخمي في الجزائر‪،‬‬
‫من خالل تتبع تطور ظاهرتي التضخم والبطالة‪ ،‬والوقوف على دالالتهما‪ ،‬وذلك‬
‫باالستعانة بالدراسة القياسية من خالل اختبار عالقات التكامل المتزامن واتجاه العالقة‬
‫السببية بين المؤشر العام لألسعار ‪ CPI‬والكتلة النقدية ‪ M‬من جهة‪ ،‬ومعدل البطالة‬
‫ومعدل التضخم من جهة أخرى‪ .‬وقد تم التوصل إلى عدم وجود عالقة سببية بين‬
‫معدالت التضخم ومعدالت البطالة في الجزائر‪.‬‬
‫‪ .2‬ابراهيم لطفي عوض (‪ ،)2002‬بعنوان"ظاهرة الركود التضخمي في االقتصاد المصري‬
‫دراسة تحليلية"‬
‫هدفت الدراسة إلى تحديد األسباب الرئيسة لظاهرة الركود التضخمي في‬
‫االقتصاد المصري‪ .‬وقد خلصت الدراسة إلى أن الركود التضخمي في االقتصاد المصري‬
‫يمكن إرجاعه إلى عدة عوامل يتعلق بعضها بارتفاع تكاليف اإلنتاج‪ ،‬ويتعلق بعضها اآلخر‬
‫بالتغيرات الهيكلية‪ .‬حيث أدى استخدام األساليب اإلنتاجية الحديثة كثيفة رأس المال إلى‬
‫تصاعد معدالت البطالة‪ ،‬وفي الوقت ذاته ‪ ،‬أدى ارتفاع تكاليف اإلنتاج بسبب ارتفاع‬
‫تكاليف السلع الوسيطة إلى ارتفاع المستوى العام لألسعار‪.‬‬
‫‪ .3‬زاهد قاسم الساعدي‪ ،‬وسامي عبيد التميمي (‪ ،)2017‬بعنوان‪" :‬التضخم الركودي في‬
‫العراق خالل المدة (‪")2013-1990‬‬
‫هدفت الدراسة إلى تفسير العالقة المركبة بين التضخم والبطالة في االقتصاد‬
‫العراقي‪ ،‬األمر الذي يمكن أن يساعد على اتخاذ التدابير الالزمة من قبل السلطات‬
‫‪261‬‬
‫الركود التضخمي يف الجزائر دراسة اقتصادية تحليلية للفرتة (‪)2019-1980‬‬

‫المتخصصة في رسم السياسة االقتصادية‪ .‬وقد خلصت الدراسة إلى أن االختالالت‬


‫الهيكلية هي السبب الرئيس في حصول المشكلة‪ ،‬وهذه االختالالت هي‪ :‬اختالالت‬
‫الهيكل اإلنتاجي و اختالالت التجارة الخارجية واختالالت سوق العمل‪.‬‬
‫‪ .4‬مضر معال يوسف (‪ ،)2015‬بعنوان "الركود التضخمي في االقتصاد السوري خالل‬
‫الفترة(‪)2010-2000‬‬
‫هدفت هذه الدراسة إلى إبراز أهم أسباب مشكلة الركود التضخمي في االقتصاد‬
‫السوري‪ ،‬والبحث عن اإلجراءات الواجب اتباعها لمعالجة االقتصاد‪ .‬وقد توصلت الدراسة‬
‫إلى أن ظاهرة الركود التضخمي في االقتصاد السوري ظهرت نتيجة تضارب السياسات‬
‫االقتصادية النقدية والمالية للحكومة‪ ،‬حيث يتميز االقتصاد بأنه اقتصاد موجه تحتكر‬
‫فيه الحكومة‪ ،‬وبحرية مطلقة‪ ،‬إدارة وتنظيم سياساتها االقتصادية والمالية والنقدية‬
‫لكونها غير مضطرة لمواجهة أي تقويم عملي أو مساءلة تقارن األهداف المعلنة مع‬
‫النتائج الفعلية المحققة على أرض الواقع‪.‬‬
‫‪ .5‬محمد خليل البحيصي (‪ ،)2018‬بعنوان‪" :‬ظاهرة الركود التضخمي في الدول المتقدمة‬
‫بين النظرية والتطبيق"‬
‫هدفت هذه الدراسة إلى الكشف عن األسباب الرئيسة لظاهرة الركود التضخمي في‬
‫الدول المتقدمة‪ ،‬من خالل تأثير عمليات التداول في سوق العمالت األجنبية‪ ،‬وذلك باستخدام‬
‫بيانات السالسل الزمنية لالقتصاد األمريكي والبريطاني خالل الفترة (‪ .)2016-1975‬وقد‬
‫خلصت الدراسة إلى وجود عالقة طردية بين كل من أسعار الفائدة وعرض العمالت وصافي‬
‫العجز والفائض في الميزانية العامة مع معدل الركود التضخمي‪.‬‬
‫ولعل ما يميز دراستنا عن الدراسات السابقة هو أنها من الدراسات القليلة التي تناولت‬
‫مشكلة الركود التضخمي في االقتصاد الجزائري‪ ،‬حيث إنه رغم وجود عديد الدراسات التي تناولت‬
‫مشكلتي التضخم والبطالة وحاولت تحديد العالقة بينهما‪،‬إال أن الدراسات المتعلقة بتزامن‬
‫مشكلتي البطالة والتضخم في آن واحد (مشكلة الركود التضخمي) قليلة جدا‪ ،‬كما أنها لم تنته‬
‫إلى تحديد أسباب هذه الظاهرة في االقتصاد الجزائري‪.‬‬
‫هيكل الدراسة‬
‫لإلجابة على إشكالية الدراسة تم تناول المحاور اآلتية‬
‫المحور األول‬
‫اإلطار النظري لظاهرة الركود التضخمي والنظريات المفسرة لها‪.‬‬
‫المحور الثاني‬
‫نشأة وتطور ظاهرة الركود التضخمي في االقتصاد الجزائري‪.‬‬
‫المحور الثالث‬
‫أسباب الركود التضخمي في االقتصاد الجزائري‪.‬‬

‫‪262‬‬
‫نادية العقون‬

‫املحور األول‬

‫اإلطار النظري لظاهرة الركود التضخمي والنظريات املفسرة لها‬


‫نظرا لكون الركود التضخمي ظاهرة مخالفة لتنبؤات النظرية االقتصادية بعامة والنظرية‬
‫الكينزية بخاصة التي أكدت على العالقة التبادلية بين التضخم والبطالة‪ ،‬فقد وجب علينا أوال‬
‫التطرق ألهم تلك اآلراء قبل الخوض في مشكلة الركود التضخمي‪.‬‬
‫‪ .1‬العالقة العكسية بني البطالة والتضخم ومنحنى فليبس‬
‫يفترض التحليل الكالسيكي أن التضخم يمكن أن يحدث بسبب الزيادة في العرض النقدي‪،‬‬
‫أما البطالة اإلجبارية فال يمكن أن تحدث في ظل افتراض مرونة األجور‪ ،‬وإن كان من الممكن‬
‫حدوث بطالة اختيارية ترجع إلى عدم رغبة العمال في العمل عند مستوى األجور السائدة وهي‬
‫بذلك تمثل بطالة مؤقتة‪.‬‬
‫أما وفق التحليل الكينزي‪ ،‬فإن التضخم والبطالة يمكن حدوثهما ولكن ليس بشكل‬
‫متزامن‪ ،‬فإما أن يحدث التضخم وإما أن تحدث البطالة‪ ،‬واألمر يتوقف على العالقة بين الطلب‬
‫الفعال من ناحية‪ ،‬وحجم الموارد العاطلة من ناحية أخرى‪ ،‬ففي حالة التشغيل الكامل تؤدي الزيادة‬
‫في الطلب الفعال إلى ارتفاع المستوى العام لألسعار وحدوث التضخم‪ ،‬أما في حال وجود موارد‬
‫عاطلة فإن الزيادة في الطلب الفعال تؤدي إلى زيادة التوظيف مع حدوث تضخم جزئي‪.‬‬
‫وقد جاء تحليل فليبس)‪ (W. Phillips‬عام ‪ 1958‬ليساعد في ترسيخ صحة التحليل الكينزي‬
‫من أن األزمة االقتصادية التي تسود في االقتصاد الرأسمالي هي أزمة أحادية الجانب (عبد‬
‫الكريم‪ ،2015،‬الصفحات ‪ ،)30-29‬حيث طور فليبس رسماً بيانيـاً يعرض المعدل السنوي للنمو‬
‫في األجر في االقتـصاد البريطـاني للفترة (‪ ،)1957-1861‬وعالقته بمعدل البطالة (هالل‬
‫والجنابي‪ ،2010،‬ص‪.)89‬‬

‫‪263‬‬
‫الركود التضخمي يف الجزائر دراسة اقت صادية تحليلية للفرتة (‪)2019-1980‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)1‬منحنى فليبس في األجل القصير‬

‫املصدر ‪:‬قنوني حبيب‪ ،‬بن عدة محمد‪ ،‬وريغي مليكة‪" .)2014( .‬البطالة والتضخم يف الجزائر‪-‬دراسة العالقة بني‬

‫الظاهرتني ‪ ."2013-1990‬مجلة العلوم االقتصادية والتسيري والعلوم التجارية‪ ،)11( ،‬ص‪.112‬‬


‫يبين الشكل أعاله العالقة العكسية بين معدل البطالة ومعدل التغير في األجور كمؤشر‬
‫لمعدل التضخم (األجور تمثل نسبة هامة من التكاليف وبالتالي األسعار)‪ .‬وقد فسر فليبس تلك‬
‫العالقة العكسية بما يحدث في مراحل الدورة االقتصادية‪ ،‬ذلك أنه في فترات الرواج االقتصادي‬
‫يزيد مستوى الطلب الكلي بمعدل كبير‪ ،‬فتسعى المؤسسات إلى زيادة إنتاجها من خالل تشغيل‬
‫المزيد من األيدي العاملة (انخفاض معدل الب طالة) وبأجور مرتفعة نسبيا (بونوة‪،2010-2009 ،‬‬
‫الصفحات ‪ .)21-20‬بينما في فترات االنكماش االقتصادي يكون الطلب على اليد العاملة منخفضا‬
‫ومعدل البطالة مرتفعا‪ ،‬ومن ثم تكون قدرة العمال على المطالبة برفع األجور محدودة ويتناقص‬
‫معدل زيادة األجور‪ ،‬كما يوضحه االنحدار السالب للمنحنى‪.‬‬
‫ورغم أن الدراسة األصلية لفيليبس كانت عن العالقة بين معدل التغير في األجور النقدية‬
‫ومعدل البطالة‪ ،‬إال أن عددا من االقتصاديين قاموا بتحويل العالقة بين األجور النقدية والبطالة‬
‫إلى عالقة بين التضخم والبطالة (عوض‪ ،2002 ،‬ص‪ .)56‬كما قام كل من بول‬
‫سامويلسون(‪ )Pualsamuelson‬وروبرت سولو (‪ ،)Robert Solow‬بتطوير هذه الفكرة وتوصلوا‬
‫إلى وجود عالقة عكسية غير خطية بين معدل التضخم ومعدل البطالة (عبد الكريم‪،2015 ،‬‬
‫ص‪.)31‬‬
‫‪ .2‬العالقة الطردية بني التضخم والبطالة وظاهرة الركود التضخمي‬
‫انتقل االقتصاد الرأسمالي المتقدم من مرحلة االنتعاش وارتفاع معدالت النمو االقتصادي‬
‫في أثناء الفترة الممتدة من بعد الحرب العالمية الثانية حتى أواخر الستينيات (الثالثون الخالدة)‪،‬‬
‫إلى مرحلة تدهور األوضاع االقتصادية وتعايش البطالة مع التضخم‪ ،‬وهو ما يعرف في األدبيات‬
‫االقتصادية بالركود التضخمي‪ ،‬حيث لم تعد البطالة والتضخم مرتبطة إلى حد ما بالظروف والعمر‬

‫‪264‬‬
‫نادية العقون‬

‫الزمني للدورة االقتصادية (البحيصي‪ ،2018 ،‬ص‪ ،)14‬بمعنى تداخل مرحلتي الركود والرخاء في‬
‫مرحلة واحدة‪ .‬وبذلك أصبحت هذه المجتمعات تعاني من البطالة(وهي سمة مرحلة الركود في‬
‫الدورة االقتصادية)‪،‬وتعاني في الوقت ذاته من التضخم(كسمة مرحلة الرخاء) (كنعان‪،2011 ،‬‬
‫ص‪.)291‬وهنا ن شير إلى أن السياسي البريطاني "بان ماكلويد" هو أول من صاغ المصطلح عام‬
‫‪ 1965‬بقوله‪":‬لدينا حالة تضخم في جانب وتوقف للنمو في جانب آخر‪ ،‬لذلك فإننا نعاني ركودا‬
‫تضخميا" (يوسف‪ ،2015،‬ص‪.)289‬‬
‫ف يقصد بالركود التضخمي"الوضع الذي يتزامن فيه وجود معدالت مرتفعة للتضخم‬
‫والبطالة في آن واحد" (سيجل‪ ،1987 ،‬ص‪.)608‬إذ وبدال من أن يتوافق زمنياً كل من تضخم‬
‫الطلب وتضخم التكلفة ليحدثا تلك العالقة العكسية بين البطالة واألسعار كما في منحنى‬
‫"فليبس"‪ ،‬فإن التوافق الزمني هنا يكون بين انكماش الطلب الكلي كسبب لحدوث البطالة وبين‬
‫تضخم النفقة كسبب لحدوث التضخم‪ .‬وعندما يحدث مثل هذا التوافق الزمني فإن العالقة البد‬
‫أن تكون طردية بين البطالة والتضخم‪ ،‬وأن السبب المنشئ للتغير في كل منهما يختلف عن‬
‫اآلخر(البحيصي‪،2018 ،‬ص‪.)40‬‬
‫وإجماال‪ ،‬فإن الركود التضخمي هو اجتماع نقيضين كان علم االقتصاد ولفترة طويلة‬
‫يفترض استحالة اجتماعهما هما الركود والتضخم‪ .‬وهو يعبر عن خلل هيكلي في قطاعات‬
‫االقتصاد‪ ،‬ينجم عن تضارب السياسات المستخدمة التي يؤدي بعضها إلى زيادة اإلنفاق العام‬
‫وزيادة الطلب وإحداث زيادة في معدالت التضخم‪ ،‬ويؤدي بعضها اآلخر إلى انخفاض الكفاية‬
‫الحدية لرأس المال وتراجع حجم االستثمار الذي يؤدي إلى ارتفاع معدالت البطالة في صفوف‬
‫العمال وعناصر اإلنتاج(يوسف‪ ،2015،‬ص‪.)287‬ولعل عمق األزمة وحدتها يكمن في تزامن ارتفاع‬
‫معدالت البطالة مع االرتفاع في معدالت التضخم‪ ،‬مما يجعل من الصعب مواجهة هذه المشكلة‪،‬‬
‫وذلك ألن السياسات المتبعة لمواجهة الركود والبطالة تتعارض مع السياسات المتبعة للسيطرة‬
‫على التضخم‪.‬‬
‫ويعزى حدوث الركود التضخمي في البلدان الرأسمالية في السبعينيات من القرن الماضي‬
‫إلى عدة أسباب نحصرها فيما يلي (النظرية الماركسية اللينينية‪ ،1976 ،‬الصفحات ‪:)503-304‬‬
‫الثورة العلمية والتقنية التي أدت إلى تدهور بعض القطاعات القديمة وارتفاع البطالة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫يعدّ احتدام مشكلة تصريف السلع إلى حد كبير السبب في الوضع المتذبذب لإلنتاج‬ ‫‪-‬‬
‫الصناعي والبطالة المزمنة‪ ،‬إضافة إلى انكماش الحدود الجغرافية للسوق الرأسمالية‬
‫الدولية كنتيجة لنشوء المعسكر االشتراكي‪.‬‬
‫التضخم المالي المتزايد للدوالر‪ ،‬نتيجة اإلصدار المفرط للنقود الورقية‪ ،‬وبخاصة لغرض‬ ‫‪-‬‬
‫تغطية النفقات الحربية الباهظة‪.‬‬

‫‪265‬‬
‫الركود التضخمي يف الجزائر دراسة اقت صادية تحليلية للفرتة (‪)2019-1980‬‬

‫اإلجراءات النقدية التي اتخذتها الواليات المتحدة األمريكية في بداية السبعينيات‬ ‫‪-‬‬
‫المتمثلة في قرارها بوقف تحويل الدوالر إلى ذهب‪ ،‬وتخفيض الدوالر لتشجيع التصدير‬
‫وإعاقة االستيراد للسلع األجنبية في السوق األمريكية‪.‬‬
‫أزمة الغذاء العال مية التي بدأت مع مطلع السبعينيات من القرن الماضي وبلغت ذروتها‬ ‫‪-‬‬
‫عام ‪(1974‬عبد الكريم‪ ،2015 ،‬ص‪.)22‬‬
‫سياسة أمريكا التوسعية في مجال الخدمات المرتبطة باالعتبارات السياسية‬ ‫‪-‬‬
‫واالجتماعية‪ ،‬كمعالجة مشكلة المشردين والعاطلين عن العمل‪.‬‬
‫أدى ارتفاع أسعار النفط عقب الصدمة النفطية األولى والثانية (‪ ،)1979-1973‬إلى زيادة‬ ‫‪-‬‬
‫أسعار السلع االستهالكية والسلع الرأسمالية على حد سواء‪ .‬كما أسفر كل من تدهور‬
‫القدرة الشرائية للمواطنين‪ ،‬ونقص ربحية الشركات نتيجة ارتفاع تكاليف اإلنتاج‪ ،‬إلى‬
‫انخفاض حجم النشاط االقتصادي وارتفاع معدل البطالة (عوض‪ ،2002 ،‬ص‪.)65‬‬
‫نمو األجور االسمية بشكل مستقل عن حجم الطلب الكلي وظروف أسواق العمل‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫وبمعدالت أعلى من معدالت إنتاجية العمل‪ .‬ويعود السبب الرئيس لنمو األجور إلى إصرار‬
‫النقابات العمالية المستمرة على زيادة األجور حتى في فترات تراجع النشاط االقتصادي‬
‫(البحيصي‪ ،2018 ،‬ص‪.)41‬‬
‫السياسات السلبية المتخذة من طرف مختلف الدول لمواجهة األزمة‪ ،‬حيث لجأت الدول‬ ‫‪-‬‬
‫الصناعية إلى خفض نسبة القروض ورفع معدالت الضرائب على الشركات‪ ،‬ما أدى إلى‬
‫انخفاض اإلنتاج والنشاط االقتصادي‪ .‬ومن زاوية أخرى‪ ،‬أدت اإلجراءات التمويلية التي‬
‫اتبعتها الحكومات بهدف إنعاش اقتصاداتها من خالل آلية تنشيط الطلب الفعال إلى‬
‫ظهور حاالت تضخمية‪.‬‬
‫‪ .3‬مؤشر الركود التضخمي‬
‫ألجل قياس الركود التضخمي في اقتصاد ما‪ ،‬يعتمد االقتصاديون على مؤشر مركب من‬
‫مجموع معدلي التضخم والبطالة‪ ،‬وهذا المؤشر يسميه البعض معدل الكساد التضخمي أو معدل‬
‫الركود التضخمي‪ ،‬ويسميه البعض مؤشر االضطراب‪ ،‬حيث إن‪:‬‬
‫‪stag = inf + un‬‬
‫حيث إن‪ :stag :‬معدل الركود التضخمي‪.‬‬
‫‪ :inf‬معدل التضخم‪.‬‬
‫‪ :un‬معدل البطالة‪.‬‬
‫استنادا إلى المؤشر السابق لرصد معدل الركود التضخمي‪ ،‬نستطيع أن نقرر أن اقتصاد‬
‫دولة ما يعاني من ركود تضخمي في حالة تجاوز معدل الركود التضخمي النسبة ‪ ،%8‬بشرط‬
‫تصاعد كل من معدل التضخم ومعدل البطالة‪ .‬أيأن يكون معدال التضخم والبطالة أكبر من ‪،%4‬‬
‫بصرف النظر عن حالة كل منهما من حيث الزيادة أو النقصان أو الثبات (عوض‪ ،2002 ،‬الصفحات‬

‫‪266‬‬
‫نادية العقون‬

‫‪ .)28-27‬وذلك ألن بعض االقتصاديين يرون أن معدل البطالة عند (‪ )% 4‬هو معدل طبيعي وهو‬
‫ال يعني أن االقتصاد ال يعمل عند مستوى التشغيل الكامل‪ .‬كما أن وصول معدل التضخم إلى (‪4‬‬
‫‪ )%‬كحد أقصى ال يشكل بالضرورة خطرا على االقتصاد‪ ،‬وذلك لما له من آثار إيجابية على مستوى‬
‫اإلنتاج والتوظف في االقتصاد(البحيصي‪ ،2018 ،‬ص‪.)18‬‬
‫‪ .4‬الركود التضخمي يف الفكر االقتصادي‬
‫شهد عقد السبعينيات من القرن الماضي الحصيلة التراكمية لتفاقم عوامل عدم االتساق‬
‫في النظام الرأسمالي العالمي‪ ،‬بدءا بأزمة النظام النقدي الدولي‪ ،‬مرورا بارتفاع أسعار النفط‪،‬‬
‫لينتهي العقد بتفاقم مشكالت المديونية لالقتصاديات النامية المدينة‪ .‬وفي هذه البيئة الدولية‬
‫المضطربة ظهرت وتفاقمت أزمة الركود التضخمي في االقتصاديات الرأسمالية لتثبت عجز‬
‫التحليل ال كينزي عن تفسيرها ومعالجتها‪ ،‬األمر الذي عزز مكانة المدارس االقتصادية األخرى في‬
‫تحليل األزمات االقتصادية التي يمر بها النظام الرأسمالي (عبد الكريم‪ ،2015 ،‬ص‪.)19‬‬
‫فيرى اقتصاديو المدرسة النقدية وعلى رأسهم ميلتون فريدمان(‪ )Friedman‬أن السبب‬
‫الجوهري للكساد التضخمي الذي أصاب الدول الصناعية يرجع إلى السياسات النقدية والمالية‬
‫التوسعية (سياسة النقد الرخيص) التي لجأت إليها حكومات الدول الغربية في ضوء الوصفة‬
‫الكي نزية بهدف تحفيز الطلب الكلي واحتواء الكساد االقتصادي‪ .‬فهذه السياسات التوسعية من‬
‫وجهة نظر النقديين نجم عنها ارتفاع في معدالت التضخم‪ ،‬وعند محاولة إيقاف التضخم كانت‬
‫النتيجة تصاعدا في معدالت البطالة‪ ،‬مع بقاء معدالت تضخم عند مستويات مرتفعة (عوض‪،‬‬
‫‪ ،2002‬الصفحات ‪ .)31-30‬كما يعتقد أنصار هذه المدرسة أن عجز الموازنة العامة للدولة من أهم‬
‫مصادر اإلفراط في عرض النقود‪ ،‬وعليه فال بد أن تولى أهمية خاصة للقضاء على هذا العجز‪.‬‬
‫وهو ما يتطلب "كبح جماح النشاط االجتماعي" للدولة‪ ،‬وما يرتبط بذلك من مدفوعات تحويلية‬
‫متنوعة(زكي‪ ،1998 ،‬ص ‪.)423‬‬
‫في حين يعتقد رواد مدرسة التوقعات الرشيدة أنه ال يوجد تبادل بين البطالة والتضخم ال‬
‫في األجل القصير وال في األجل الطويل‪ ،‬وأن مشكلة الركود التضخمي تعود إلى المفاجآت‬
‫السعرية التي تحدث في االقتصاد‪ ،‬والتي تعني انحراف السعر الواقعي عن السعر المتوقع‪ .‬وهذا‬
‫االنحراف في األسعار يحدث إما بسبب مفاجآت السياسة غير المتوقعة أو بسبب صدمات العرض‬
‫والطلب‪ .‬فمفاجأة السياسة هي عبارة عن صدمة طلب ناجمة عن السياسة النقدية والمالية‬
‫المرتقبة‪ ،‬أما صدمات الطلب والعرض فهي تغيرات غير متوقعة في الطلب والعرض الكليين‬
‫(البحيصي‪ ،2018 ،‬الصفحات ‪.)32-31‬‬
‫وقد رفض أيضا أنصار مدرسة اقتصاديات جانب العرض المنطق الذي يقوم عليه منحنى‬
‫فيليبس‪ ،‬مؤكدين أن حدوث الركود التضخمي في السبعينيات كان مرجعه األساسي تطبيق‬
‫األفكار الكينزية التي تستهدف في المقام األول تحفيز الطلب الكلي والخروج باالقتصاد من حالة‬
‫الركود‪ .‬وتفسير ذلك هو أن تحفيز الطلب الكلي تم من خالل زيادة نطاق التدخل الحكومي في‬
‫‪267‬‬
‫الركود التضخمي يف الجزائر دراسة اقتصادية تحليلية للفرتة (‪)2019-1980‬‬

‫االقتصاد القومي عن طريق زيادة حجم النفقات العامة‪ .‬وقد تم تمويل الزيادة في النفقات العامة‬
‫من خالل زيادة معدالت اإلصدار النقدي ورفع معدالت الضرائب‪ .‬وفي حين أدت الزيادة في‬
‫المعروض النقدي إلى حدوث التضخم‪ ،‬أدت الزيادة في الضرائب إلى التأثير السلبي على‬
‫االستثمار‪ ،‬ومن ثم معدالت النمو االقتصادي ومنه ارتفاع معدالت البطالة(عوض‪ ،2002 ،‬ص‪.)47‬‬
‫أما بالنسبة للمدرسة المؤسسية فإن ظاهرة الركود التضخمي نشأت في االقتصاد‬
‫الرأسمالي نتيجة وجود قوتين (مؤسستين)‪ ،‬وهما قوة االحتكارات وقوة النقابات العمالية‪ .‬وفيما‬
‫يتعلق بالقوة األولى‪ ،‬يرى "جون كنث جالبريث" )‪ (J.K. Galbraith‬أحد رواد هذه المدرسة‪ ،‬أن‬
‫القوى التي كانت تعمل في الماضي وتعزز االتجاهات نحو هبوط األسعار كما هي الحال في‬
‫المنافسة الكاملة قد تعطل مفعولها‪ ،‬وذلك نظرا للطبيعة االحتكارية التي تمارسها المؤسسات‬
‫الكبيرة التي لديها القدرة على رفع األسعار بالرغم من النمو الذي يحدث في إنتاجية العمل‪ .‬أما‬
‫بالنسبة لقوة النقابات العمالية فيرى "جالبريث" أن ارتفاع أسعار السلع وال خدمات يؤدي إلى‬
‫انخفاض األجور الحقيقية للعاملين‪ ،‬مما يدفع العمال من خالل نقاباتهم إلى فرض زيادات في‬
‫األجور‪ ،‬ومن ثم تقوم المؤسسات لما لها من قوة احتكارية بنقل عبء هذه الزيادات إلى األسعار‬
‫مرة أخرى‪ ،‬وهذا ما يطلق عليه بالحركة التراكمية لألجور واألسعار (البحيصي‪ ،2018 ،‬الصفحات‬
‫‪.)34-33‬وللخروج من هذه األزمة يرى "جالبريث" ضرورةا لتدخل النشط للدولة في الحياة‬
‫االقتصادية‪ ،‬وهو يدعوإلى نوع من الرقابة على األجور واألسعار حتى يمكن السيطرة على‬
‫التضخم من ناحية‪ ،‬وتهيئة المناخ المناسب لالرتفاع بمعدالت النمو من ناحية أخرى (عبد الكريم‪،‬‬
‫‪ ،2015‬ص ‪.)40‬‬
‫وبالنسبة للكينزيين الجدد فإنهم يعتقدون أن مشكلة الركود التضخم يتعود إلى طبيعة‬
‫الصدمات التي حدثت منذ بداية السبعينيات‪ ،‬وفي مقدمتها ارتفاع أسعار مدخالت اإلنتاج الخاصة‬
‫بالمشروعات بسبب النمو السريع في اإلنتاج الصناعي وارتفاع أسعار البترول‪ ،‬إضافة إلى إصرار‬
‫نقابات العمال على زيادة األجور النقدية‪ .‬وأمام هذا االرتفاع الحاد في معدالت التضخم لجأت‬
‫الحكومات الغربية إلى سياسات انكماشية‪ ،‬بما لها من تأثير مثبط على االستثمار‬
‫واإلنتاج(البحيصي‪ ،2018 ،‬ص ‪.)33‬‬
‫وفي المقابل يرى رواد المدرسة الهيكلية أن ظاهرة الركود التضخمي تجد تفسيرها في‬
‫التقدم الهائل في األساليب التقنية وما أدت إليه من توفير أعداد متزايدة من قوة العمل‪ ،‬إضافة‬
‫إلى االختالالت الهيكلية األخرى ممثلة في عدم كمال األسواق وسيطرة االحتكارات أو الشركات‬
‫متعددة الجنسية على السوق‪ ،‬إلى جانب الخلل في هيكل اإلنتاج بسبب تراجع األهمية النسبية‬
‫للقطاع السلعي وتنامي دور االقتصاد الرمزي وما أدى إليه من ارتفاع في معدالت التضخم بصفة‬
‫مستمرة (البحيصي‪ ،2018 ،‬الصفحات ‪.)52-33‬‬
‫أما في البلدان النامية فإن مشكلة الركود التضخمي تختلف أسبابها عما سبق‪ ،‬وهي تكمن‬
‫في االختالالت اله يكلية التي تتصل باختالل الهيكل اإلنتاجي‪ ،‬أي األهمية النسبية المرتفعة‬

‫‪268‬‬
‫نادية العقون‬

‫لقطاعات ونشاطات محددة في توليد الناتج والدخل‪ ،‬االختالل في سوق العمل‪ ،‬واالختالل في‬
‫الميزان التجاري (الساعدي والتميمي‪ ،2017 ،‬ص‪.)97‬‬
‫املحور الثاني‬

‫نشأة وتطور ظاهرة الركود التضخمي يف االقتصاد الجزائري‬


‫اتبعت الجزائر عددا من السياسات االقتصادية خالل الفترة (‪ ،)2019-1980‬انعكست‬
‫آثارها على جميع المتغيرات االقتصادية بما فيها التضخم والبطالة‪ .‬وعليه سنحاول تتبع تطور‬
‫هذين المتغيرين والبحث عما إذا عانى االقتصاد الجزائري من مشكلة الركود التضخمي‪ ،‬ومن ثم‬
‫ا إلحاطة باألسباب واالختالالت الهيكلية التي أدت إلى ذلك‪.‬‬
‫‪ .1‬مؤشر الركود التضخمي يف االقتصاد الجزائري‬
‫للتعرف على حقيقة األداء في االقتصاد الجزائري ومدى تعرضه لظاهرة الركود التضخمي‬
‫خالل فترة الدراسة‪ ،‬يمكن تتبع أربعة متغيرات أساسية هي‪ ،‬البطالة والتضخم ومؤشر الركود‬
‫التضخمي والناتج المحلي اإلجمالي‪.‬‬

‫الجدول رقم‪ (1):‬مؤشر الركود التضخمي يف الجزائر خالل الفرتة (‪)2019-1980‬‬


‫مؤشر الركود التضخمي‬
‫أسعار النفط‬ ‫الناتج املحلي إلاجمالي‬
‫‪(%) stag = inf +un‬‬ ‫البطالة (‪)%‬‬ ‫التضخم (‪)%‬‬ ‫السنة‬
‫(دوالر للبرميل)‬ ‫(‪)%‬‬

‫‪35,52‬‬ ‫‪25,32‬‬ ‫‪15,8‬‬ ‫‪9,52‬‬ ‫‪0,8‬‬ ‫‪1980‬‬


‫‪34‬‬ ‫‪30,05‬‬ ‫‪15,4‬‬ ‫‪14,65‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪1981‬‬
‫‪32,38‬‬ ‫‪21,54‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪6,54‬‬ ‫‪6,4‬‬ ‫‪1982‬‬
‫‪29,04‬‬ ‫‪20,27‬‬ ‫‪14,3‬‬ ‫‪5,97‬‬ ‫‪5,4‬‬ ‫‪1983‬‬
‫‪28,2‬‬ ‫‪24,66‬‬ ‫‪16,54‬‬ ‫‪8,12‬‬ ‫‪5,6‬‬ ‫‪1984‬‬
‫‪27,01‬‬ ‫‪27,38‬‬ ‫‪16,9‬‬ ‫‪10,48‬‬ ‫‪3,7‬‬ ‫‪1985‬‬
‫‪13,53‬‬ ‫‪30,73‬‬ ‫‪18,36‬‬ ‫‪12,37‬‬ ‫‪0,4‬‬ ‫‪1986‬‬
‫‪17,73‬‬ ‫‪27,5‬‬ ‫‪20,06‬‬ ‫‪7,44‬‬ ‫‪0,7-‬‬ ‫‪1987‬‬
‫‪14,24‬‬ ‫‪26,97‬‬ ‫‪21,06‬‬ ‫‪5,91‬‬ ‫‪1-‬‬ ‫‪1988‬‬
‫‪17,31‬‬ ‫‪26,94‬‬ ‫‪17,64‬‬ ‫‪9,30‬‬ ‫‪4,4‬‬ ‫‪1989‬‬
‫‪22,26‬‬ ‫‪37,91‬‬ ‫‪21,26‬‬ ‫‪16,65‬‬ ‫‪0,8‬‬ ‫‪1990‬‬
‫‪18,62‬‬ ‫‪46,49‬‬ ‫‪20,60‬‬ ‫‪25,89‬‬ ‫‪1,2-‬‬ ‫‪1991‬‬
‫‪18,44‬‬ ‫‪56,05‬‬ ‫‪24,38‬‬ ‫‪31,67‬‬ ‫‪1,8‬‬ ‫‪1992‬‬
‫‪16,33‬‬ ‫‪46.77‬‬ ‫‪26,23‬‬ ‫‪20,54‬‬ ‫‪2,1-‬‬ ‫‪1993‬‬
‫‪15,53‬‬ ‫‪56,79‬‬ ‫‪27,74‬‬ ‫‪29,05‬‬ ‫‪0,9-‬‬ ‫‪1994‬‬
‫‪16,86‬‬ ‫‪61,62‬‬ ‫‪31,84‬‬ ‫‪29,78‬‬ ‫‪3,8‬‬ ‫‪1995‬‬
‫‪20,29‬‬ ‫‪47,29‬‬ ‫‪28,61‬‬ ‫‪18,68‬‬ ‫‪4,09‬‬ ‫‪1996‬‬
‫‪18,86‬‬ ‫‪31,16‬‬ ‫‪25,43‬‬ ‫‪5,73‬‬ ‫‪1,1‬‬ ‫‪1997‬‬

‫‪269‬‬
‫الركود التضخمي يف الجزائر دراسة اقت صادية تحليلية للفرتة (‪)2019-1980‬‬
‫‪12,28‬‬ ‫‪31,75‬‬ ‫‪26,80‬‬ ‫‪4,95‬‬ ‫‪5,1‬‬ ‫‪1998‬‬
‫‪17,44‬‬ ‫‪31.00‬‬ ‫‪28,36‬‬ ‫‪2,64‬‬ ‫‪3,2‬‬ ‫‪1999‬‬
‫‪27,6‬‬ ‫‪30,11‬‬ ‫‪29,77‬‬ ‫‪0,34‬‬ ‫‪3,8‬‬ ‫‪2000‬‬
‫‪23,12‬‬ ‫‪31,51‬‬ ‫‪27,29‬‬ ‫‪4,22‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2001‬‬
‫‪24,36‬‬ ‫‪27,31‬‬ ‫‪25,89‬‬ ‫‪1,42‬‬ ‫‪5,6‬‬ ‫‪2002‬‬
‫‪28,1‬‬ ‫‪27,99‬‬ ‫‪23,72‬‬ ‫‪4,27‬‬ ‫‪7,2‬‬ ‫‪2003‬‬
‫‪36,05‬‬ ‫‪21,61‬‬ ‫‪17,65‬‬ ‫‪3,96‬‬ ‫‪4,3‬‬ ‫‪2004‬‬
‫‪50,59‬‬ ‫‪16,65‬‬ ‫‪15,27‬‬ ‫‪1,38‬‬ ‫‪5,9‬‬ ‫‪2005‬‬
‫‪61‬‬ ‫‪14,58‬‬ ‫‪12,27‬‬ ‫‪2,31‬‬ ‫‪1,7‬‬ ‫‪2006‬‬
‫‪69,04‬‬ ‫‪17,47‬‬ ‫‪13,79‬‬ ‫‪3,68‬‬ ‫‪3,4‬‬ ‫‪2007‬‬
‫‪94,1‬‬ ‫‪16,19‬‬ ‫‪11,33‬‬ ‫‪4,86‬‬ ‫‪2,4‬‬ ‫‪2008‬‬
‫‪60,86‬‬ ‫‪15,9‬‬ ‫‪10,16‬‬ ‫‪5,74‬‬ ‫‪1,6‬‬ ‫‪2009‬‬
‫‪77,4‬‬ ‫‪13,87‬‬ ‫‪9,96‬‬ ‫‪3,91‬‬ ‫‪3,6‬‬ ‫‪2010‬‬
‫‪107,4‬‬ ‫‪15,66‬‬ ‫‪9,96‬‬ ‫‪5,7‬‬ ‫‪2,9‬‬ ‫‪2011‬‬
‫‪109,55‬‬ ‫‪19,86‬‬ ‫‪10,97‬‬ ‫‪8,89‬‬ ‫‪3,4‬‬ ‫‪2012‬‬
‫‪105,94‬‬ ‫‪13,07‬‬ ‫‪9,82‬‬ ‫‪3,25‬‬ ‫‪2,8‬‬ ‫‪2013‬‬
‫‪96,29‬‬ ‫‪13,12‬‬ ‫‪10,20‬‬ ‫‪2,92‬‬ ‫‪3,8‬‬ ‫‪2014‬‬
‫‪53‬‬ ‫‪15,98‬‬ ‫‪11,20‬‬ ‫‪4,78‬‬ ‫‪3,7‬‬ ‫‪2015‬‬
‫‪45‬‬ ‫‪16,58‬‬ ‫‪10,19‬‬ ‫‪6,39‬‬ ‫‪3,2‬‬ ‫‪2016‬‬
‫‪54‬‬ ‫‪17,58‬‬ ‫‪11,99‬‬ ‫‪5,59‬‬ ‫‪1,3‬‬ ‫‪2017‬‬
‫‪71,3‬‬ ‫‪16,15‬‬ ‫‪11,88‬‬ ‫‪4,27‬‬ ‫‪1,4‬‬ ‫‪2018‬‬
‫‪62,4‬‬ ‫‪13,7‬‬ ‫‪11,7‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪0,8‬‬ ‫‪2019‬‬
‫املصدر‪ :‬من إعداد الباحثة باالعتماد على‪:‬بيانات البنك الدولي‬

‫‪ -‬الديوان الوطني لإلحصائيات‪http://www.ons.dz/IMG/pdf/IPC1969-2015.pdf.:‬‬


‫‪ -‬النشرة اإلحصائية الثالثية لبنك الجزائر رقم ‪ 48‬ديسمبر ‪.2019‬‬
‫‪-OPEC oil price annually 1960-2019".(Jan 2, 2020). consulté le 16/08/2020 sur:‬‬
‫‪https://www.statista.com/statistics/262858/change-in-opec-crude-oil-prices-since-‬‬
‫‪1960/‬‬
‫* تم االعتماد على معدل التضخم المحسوب من الرقم القياسي ألسعار المستهلكين‪.‬‬

‫الشكل رقم (‪ :) 2‬تطور معدل البطالة‪ ،‬معدل التضخم‪ ،‬مؤشر الركود التضخمي ومعدل نمو‬
‫الناتج المحلي اإلجمالي خالل الفترة (‪)%( .)2019-1980‬‬
‫‪270‬‬
‫نادية العقون‬

‫‪100‬‬

‫‪80‬‬

‫‪60‬‬

‫‪40‬‬

‫‪20‬‬

‫‪0‬‬

‫‪-20‬‬

‫الناتج المحلي اإلجمالي (‪)%‬‬ ‫التضخم (‪)%‬‬ ‫البطالة (‪)%‬‬ ‫مؤشر الركود التضخمي(‪)%‬‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الباحثة باالعتماد على معطيات الجدور رقم (‪.)1‬‬
‫نالحظ من خالل الشكل رقم (‪ )2‬ومعطيات الجدول رقم (‪ )1‬أن‪:‬‬
‫معدل البطالة في االقتصاد الجزائري قد اتجه نحو التصاعد بشكل مستمر خالل الفترة‬ ‫‪-‬‬
‫(‪ )2000-1980‬حيث ارتفع من ‪ %17,1‬كمتوسط للفترة (‪ )1989-1980‬إلى‪%26,45‬‬
‫كمتوسط للفترة (‪ ،)2000-1990‬ليعرف بعدها تراجعا من ‪ %17,84‬كمتوسط للفترة‬
‫(‪ )2009-2001‬إلى‪ %10,78‬كمتوسط خالل الفترة (‪ .)2019-2010‬لكن رغم هذا التراجع‬
‫فإن معدل البطالة لم ينخفض إلى المعدل الطبيعي طوال فترة الدراسة‪ ،‬بحيث كان أثره‬
‫واضحا على معدل الركود التضخمي‪.‬‬
‫اتجهت معدالت التضخم في االقتصاد الجزائري خالل الفترة (‪ )1996-1998‬نحو التصاعد‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫حيث ارتفع معدل التضخم من ‪ %9,3‬كمتوسط للفترة (‪ )1989-1980‬إلى ‪%24,60‬‬
‫كمتوسط للفترة (‪ )1996-1990‬ليعرف تراجعا محسوسا خالل باقي الفترة‪ ،‬بفضل تطبيق‬
‫برامج اإلصالح االقتصادي خالل فترة التسعينيات‪.‬‬
‫نالحظ أيضا أن العالقة بين معدل التضخم ومعدل البطالة طوال فترة الدراسة عالقة‬ ‫‪-‬‬
‫متذبذبة وغير مستقرة‪ ،‬وهو ما ينفي العالقة التبادلية بينهما حسب منطق "فليبس"‪.‬‬
‫بالنسبة لمعدل النمو في الناتج المحلي اإلجمالي فقد تميز بالتذبذب طوال فترة الدراسة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫إذ بلغ معدل النمو ‪ %2,8‬كمتوسط لفترة الثمانينيات‪ ،‬لينخفض إلى‪ %1.57‬كمتوسط خالل‬
‫التسعينيات‪ ،‬ليشهد بعدها نوعا من التحسن خالل العشريتين األولى والثانية من القرن‬
‫الحالي‪ %3.89 ،‬و ‪%2.37‬على التوالي نتيجة لتطبيق عدة برامج تنموية‪.‬‬
‫رغم تجاوز معدالت الركود التضخمي المحسوبة المعدل ‪ %8‬طوال فترة الدراسة‪ ،‬إال أننا ال‬ ‫‪-‬‬
‫نستطيع القول بأن االقتصاد الجزائري كان يعاني من الركود التضخمي خالل هذه الفترات‬
‫جميعا دون األخذ في االعتبار معدالت التضخم والبطالة المناظرة‪.‬‬
‫عانى االقتصاد الجزائري من مشكلة الركود التضخمي خالل سنوات مختلفة من فترة‬ ‫‪-‬‬
‫الدراسة (‪ ،)2019-1980‬غير أن ما يميز هذه السنوات أنها غير متالحقة خاصة بعد سنة‬
‫‪271‬‬
‫الركود التضخمي يف الجزائر دراسة اقت صادية تحليلية للفرتة (‪)2019-1980‬‬

‫‪1998‬وحتى سنة ‪،2019‬مما يدل على وجود خلل في السياسات االقتصادية الكلية المتبعة‬
‫لمواجهة هذه الظاهرة‪.‬‬
‫في ضوء المالحظات السابقة‪ ،‬نستطيع القول بأن الفترة التي يمكن أن توصف بالركود‬ ‫‪-‬‬
‫التضخمي في االقتصاد الجزائري هي الفترة (‪ )1998- 1980‬كاملة‪ ،‬والسنوات ‪،2001‬‬
‫‪ ،2012 ،2011 ،2009 ،2008 ،2003‬والفترة (‪ ،)20018-2015‬حيث نالحظ التصاعد في‬
‫معدالت التضخم ومعدالت البطالة وانخفاض معدل نمو الناتج المحلي اإلجمالي‪ ،‬كما أن‬
‫كال من معدل البطالة ومعدل التضخم قد فاق ‪.%4‬‬
‫تع ّد السنوات ‪ ،2002-2000-1999‬الفترة (‪ ،)2007-2004‬والسنوات ‪،2014 ،2013 ،2010‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ 2019‬فترات بطالة وليست فترات ركود تضخمي‪ ،‬على اعتبار أن معدل التضخم أقل من‬
‫المعدل الطبيعي أي أقل من‪%4‬الذي يمكن قبوله ألنه ال يشكل خطرا على االقتصاد‪.‬‬
‫إن سلوك كل من معدل البطالة ومعدل التضخم غير مرتبط بمراحل الدورة االقتصادية‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫إذ نالحظ من خالل الشكل رقم (‪ )3‬أن االرتفاع في معدالت التضخم ال يتزامن مع ارتفاع‬
‫معدل النمو في الكثير من الفترات‪ .‬والعكس بالنسبة لمعدالت البطالة حيث نالحظ وفي‬
‫الكثير من السنوات أن ارتفاع معدالت النمو االقتصادي ال يتزامن مع االنخفاض في معدالت‬
‫البطالة‪ ،‬وهذا ما يؤكد أن االقتصاد الجزائري يعاني من اختالالت هيكلية وفشل السياسات‬
‫االقتصادية المنتهجة (النقدية والمالية) الحتواء مشكلتي البطالة والتضخم‪ ،‬لتعرف‬
‫األوضاع بعض التحسن مع مطلع األلفية الثالثة وحتى سنة ‪.2019‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)3‬العالقة بني معدل النمو االقتصادي وكل من معدل التضخم ومعدل البطالة خالل‬

‫الفرتة (‪)2019-1980‬‬

‫‪272‬‬
‫نادية العقون‬

‫الشكل (‪ :) 1- 2‬العالقة بين معدل نمو الناتج المحلي االجمالي ومعدل‬


‫التضخم‬
‫‪40‬‬

‫‪30‬‬

‫‪20‬‬

‫‪10‬‬

‫‪0‬‬

‫‪1988‬‬

‫‪1998‬‬
‫‪1980‬‬
‫‪1982‬‬
‫‪1984‬‬
‫‪1986‬‬

‫‪1990‬‬
‫‪1992‬‬
‫‪1994‬‬
‫‪1996‬‬

‫‪2000‬‬
‫‪2002‬‬
‫‪2004‬‬
‫‪2006‬‬
‫‪2008‬‬
‫‪2010‬‬
‫‪2012‬‬
‫‪2014‬‬
‫‪2016‬‬
‫‪2018‬‬
‫‪2020‬‬
‫‪-10‬‬

‫معدل نمو الناتج المحلي اإلجمالي(‪)%‬‬ ‫التضخم (‪)%‬‬

‫الشكل (‪ :) 2- 2‬العالقة بين معدل نمو الناتج المحلي اإلجمالي ومعدل‬


‫البطالة‬

‫‪40‬‬
‫‪30‬‬
‫‪20‬‬
‫‪10‬‬
‫‪0‬‬
‫‪1988‬‬

‫‪2004‬‬

‫‪2020‬‬
‫‪1980‬‬
‫‪1982‬‬
‫‪1984‬‬
‫‪1986‬‬

‫‪1990‬‬
‫‪1992‬‬
‫‪1994‬‬
‫‪1996‬‬
‫‪1998‬‬
‫‪2000‬‬
‫‪2002‬‬

‫‪2006‬‬
‫‪2008‬‬
‫‪2010‬‬
‫‪2012‬‬
‫‪2014‬‬
‫‪2016‬‬
‫‪2018‬‬
‫‪-10‬‬

‫معدل نمو الناتج المحلي اإلجمالي(‪)%‬‬ ‫البطالة (‪)%‬‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الباحثة باالعتماد على معطيات الجدول رقم (‪)1‬‬

‫‪ .2‬تحليل تطور معدالت التضخم والبطالة يف االقتصاد الجزائري خالل الفرتة (‪)2019-1980‬‬
‫يمكن تتبع تطور كل من معدل التضخم ومعدل البطالة لمعرفة أهم االختالالت الهيكلية‬
‫التي يعاني منها االقتصاد الجزائري التي جعلته عرضة لمشكلة الركود التضخمي‪ ،‬وذلك وفق‬
‫مرحلتين تبعا لتطور مؤشر الركود التضخمي‪.‬‬
‫أ‪ .‬املرحلة األوىل (‪)1998-1980‬‬
‫هي فترة ركود تضخمي‪ ،‬تميزت بارتفاع معدلي التضخم والبطالة بنسب تفوق ‪ ،%4‬وأن‬
‫مجموعهما لكل سنة يفوق ‪ ، %8‬وهو ما شكل مأزقا حقيقيا للسلطات وبخاصة في ظل التقلبات‬
‫الحادة في أسعار المحروقات‪.‬‬
‫فمن خالل معطيات الجدول رقم (‪ )1‬نالحظ ارتفاع معدالت التضخم مع بداية الثمانينيات‬
‫من القرن الماضي‪ ،‬لتتراجع بعدها خالل الفترة (‪ )1984-1982‬بسبب نظام تحديد األسعار‪ .‬وقد‬
‫عاد معدل التضخم لالرتفاع من جديد ليبلغ ذروته في سنتي ‪ 1985‬و‪ ،1986‬بمعدل ‪%10,48‬‬
‫و‪ %12,37‬على التوالي‪ ،‬بسبب االختالالت التي أحدثها جهاز التنظيم المركزي لألسعار‪ ،‬إضافة إلى‬
‫اإلصدار النقدي لمواجهة عجز الميزانية نتيجة انهيار أسعار النفط سنة ‪.1986‬‬
‫وانطالقا من سنة ‪ 1990‬شهدت معدالت التضخم مستويات مرتفعة جدا خاصة في الفترة‬
‫(‪ ،)1995-1990‬حيث انتقلت من ‪ % 9,3‬سنة ‪ 1989‬إلى ‪ %29,78‬سنة ‪ ،1995‬وذلك تزامنا مع‬
‫‪273‬‬
‫الركود التضخمي يف الجزائر دراسة اقت صادية تحليلية للفرتة (‪)2019-1980‬‬

‫توجه الجزائر نحو اقتصاد السوق الحر وما ميزه من تحرير لألسعار‪ ،‬وخوصصة المؤسسات‪،‬‬
‫والتخفيض الكبير في قيمة الدينار الجزائري وما ترتب عنه من ارتفاع أسعار السلع المستوردة‪.‬‬
‫إضافة إلى التوسع في اإلصدار النقدي بهدف تمويل عجز الميزانية‪ ،‬وانتهاج سياسة نقدية ومالية‬
‫توسعية عن طريق زيادة االنفاق الحكومي (سالمي‪ ،2015 ،‬ص‪.)33‬وبعد استقرار األوضاع‬
‫االقتصادية بدأ معدل التضخم في االنخفاض ليبلغ ‪4,95%‬سنة ‪ ،1998‬في إطار برنامج التعديل‬
‫الهيكلي وما تبعه من سياسة تقشفية وتعديل األسعار وتخيض عجز الموازنة العامة إلى‬
‫مستويات معقولة (بن علي‪ ،‬عبد العزيز‪ ،2008 ،‬الصفحات ‪.)35-34‬‬
‫في المقابل‪ ،‬نالحظ ارتفاع معدالت البطالة التي تجاوزت ‪ %10‬طوال الفترة (‪-1980‬‬
‫‪ ،)1998‬رغم أن هذه الفترة تميزت في بدايتها بكثافة االستثمارات العمومية نتيجة ارتفاع أسعار‬
‫البترول‪ .‬وابتداء من سنة ‪1986‬ارتفعت معدالت البطالة بشكل كبير حيث انتقلت من‪%16,9‬سنة‬
‫‪1985‬إلى ‪29.77%‬سنة ‪ ،2000‬وهذا راجع إلى األزمة االقتصادية التي مر بها االقتصاد الجزائري‬
‫نتيجة انهيار أسعار النفط‪ ،‬وعجز أغلب المؤسسات العمومية وعدم قدرتها على إحداث المزيد من‬
‫مناصب العمل‪ .‬إضافة إلى سياسة تسريح العمال في إطار عمليات الخوصصة التي اعتمدتها‬
‫الدولة تحت مشروطية صندوق النقد الدولي (جليط‪ ،2016 ،‬ص‪ ،)208‬وتخفيض اإلنفاق العام‬
‫رغم أهميته في رفع معدالت الطلب ومن ثم خلق فرص الشغل‪ .‬والمالحظ أيضا خالل هذه‬
‫الفترة‪ ،‬أنه رغم بعض النتائج اإليجابية المحققة خاصة من زاوية مكافحة التضخم‪ ،‬إال أن انفصال‬
‫السياسة االقتصادية عن السياسة االجتماعية ترتب عنه تفاقم مشكلة البطالة‪.‬‬
‫ب‪.‬املرحلة الثانية (‪)2019-1999‬‬
‫من خالل الجدول رقم (‪ )1‬نالحظ أن هناك تراجعا في مؤشر الركود التضخمي خالل الفترة‬
‫(‪ )2019-1999‬مع بعض التذبذبات التي تقطع المسار التنازلي‪ ،‬وذلك بسبب التراجع في كل من‬
‫معدالت البطالة ومعدالت التضخم خالل هذه الفترة‪ .‬ورغم أن مؤشر الركود التضخمي أكبر من‬
‫‪ %8‬وأن معدالت البطالة تفوق ‪ ،%9‬إال أن هذا ال يعني أن الجزائر عانت من الركود التضخمي طوال‬
‫هذه الفترة‪ ،‬حيث نالحظ أن معدالت التضخم سجلت خالل بعض السنوات مستويات منخفضة‬
‫(أقل من ‪4‬بالمائة)‪.‬‬
‫لقد تميزت هذه المرحلة في بدايتها بارتفاع أسعار المحروقات ودخول االقتصاد في‬
‫وضعية مالية مريحة‪ ،‬مما مكن من التخلص من عبء المديونية والتحكم التدريجي في معدل‬
‫التضخم الذي عرف أدنى مستوياته سنة ‪ 2000‬حيث قدر بـ ‪ .%0,3‬لكن سرعان ما عاد معدل‬
‫التضخم لالرتفاع مباشرة سنة ‪ 2001‬ليبلغ ‪ ،%4,2‬ومرد ذلك ارتفاع نمو الكتلة النقدية وإطالق‬
‫برنامج اإلنعاش االقتصادي سنة ‪ .2001‬وابتداء من سنة ‪ 2006‬أخذت معدالت التضخم في‬
‫االرتفاع من جديد بعد إطالق برنامج ثان وهو البرنامج التكميلي لدعم النمو االقتصادي‪ ،‬حيث‬
‫نجم عنه زيادة حجم النفقات العامة التي ضاعفت من عجز الموازنة العامة (ريحان وهوام‪،2014 ،‬‬
‫ص‪ .)233‬وفي سنة ‪ 2011‬ارتفع معدل التضخم إلى‪ %5,7‬بسبب الزيادة في حجم الكتلة النقدية‪،‬‬

‫‪274‬‬
‫نادية العقون‬

‫والزيادة المعتبرة في األجور الذي ترتب عنها صدمة جديدة للطلب أدت إلى ارتفاع األسعار بسبب‬
‫عدم مرونة العرض لعديد المواد االستهالكية ‪(Banque d’Algérie, Mai 2012,pp 33-‬‬
‫)‪ .32‬وفي سنة‪ 2012‬تفاقم معدل التضخم ليبلغ المعدل األكثر ارتفاعا للعشرية والمقدر بـ ‪،%8,89‬‬
‫بسبب زيادة الكتلة النقدية التي تفسر‪ %84‬من التضخم ‪(Banqued’Algérie,juillet 2013,‬‬
‫)‪،p36‬ليعرف بعدهاتراجعا كبيرا بتسجيله لمعدل ‪%2,92‬سنة ‪ .2014‬وخالل الفترة (‪)2018-2015‬‬
‫وهي الفترة التي أعقبت انهيار أسعار النفط في جوان ‪ ،2014‬ارتفعت معدالت التضخم لتبلغ‬
‫‪ %6,39‬سنة ‪ ، 2016‬كنتيجة لتدهور معدالت التبادل التجاري والسماح بانخفاض قيمة الدينار بـ‬
‫‪ %25‬بغرض الحد من الواردات وتقليل الضغوط على االحتياطيات (مرغيت‪،‬دت‪ ،‬ص‪ ،)5‬لينخفض‬
‫بعدها معدل التضخم إلى ‪ %2‬سنة ‪.2019‬‬
‫وفي المقابل‪ ،‬عرفت معدالت البطالة انخفاضا محسوسا خالل هذه المرحلة حيث انتقلت‬
‫من‪ %29,77‬سنة ‪ 2000‬إلى ‪ %10,2‬سنة ‪ 2014‬وهو مؤشر إيجابي لم تعرفه الجزائر منذ‬
‫االستقالل(جليط‪ ،2016 ،‬ص‪ ،)209‬وهذا راجع بالدرجة األولى إلى ارتفاع أسعار المحروقات التي‬
‫سمحت بتنفيذ عدة برامج تنموية‪ .‬إلى جانب قيام الدولة خالل هذه المرحلة بإنشاء مجموعة من‬
‫األجهزة الخاصة بعملية التشغيل(كعوان‪ ،2017 ،‬ص‪ .)149‬إال أن ما تجدر اإلشارة إليه هو أن‬
‫معدالت البطالة كانت دائما أعلى من ‪.%4‬‬
‫املحور الثالث‬

‫أسباب الركود التضخمي يف االقتصاد الجزائري‬


‫بناء على ما سبق توصلنا إلى أن االقتصاد الجزائري قد عانى من مشكلة الركود التضخمي‬
‫خالل الفترة (‪ ،)2019-1980‬ولعل أهم األسباب واالختالالت االقتصادية المسببة لهذه الظاهرة‬
‫التي استخلصناها من خالل التحليل السابق ما يأتي‪:‬‬
‫‪ . 1‬تدني معدالت النمو االقتصادي‬
‫تميز االقتصاد الجزائري خالل العقود األربعة المنصرمة بتذبذب معدالت النمو االقتصادي‪،‬‬
‫إذ بلغ متوسط معدل النمو خالل فترة الثمانينيات ‪ ،%2.8‬و‪ %1.57‬خالل فترة التسعينيات‪ ،‬ليعرف‬
‫بعض التحسن خالل العقد األول من القرن العشرين ليبلغ ‪ ،%3.89‬ويتراجع مرة أخرى إلى‬
‫‪%2.37‬خالل العشرية األخيرة‪،‬وهي معدالت منخفضة بالنظر إلى اإلمكانيات الكبيرة التي تمتلكها‬
‫الجزائر‪.‬‬

‫‪275‬‬
‫الركود التضخمي يف الجزائر دراسة اقت صادية تحليلية للفرتة (‪)2019-1980‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)4‬تطور معدل النمو االقتصادي يف الجزائر خالل الفرتة (‪(%))2019-1980‬‬
‫‪8‬‬

‫‪6‬‬

‫‪4‬‬

‫‪2‬‬

‫‪0‬‬

‫‪-2‬‬

‫‪-4‬‬
‫معدل نمو الناتج المحلي اإلجمالي‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الباحثة باالعتماد على بيانات الجدول رقم (‪)1‬‬
‫إن تطور معدل نمو الناتج المحلي في الجزائر يتأثر كثيرا بالصدمات الخارجية وبالتحديد‬
‫صدمات أسعار النفط‪ ،‬حيث إن ارتفاع األسعار يؤدي إلى ارتفاع اإليرادات وبالتالي زيادة اإلنفاق‬
‫على مختلف المشاريع االستثمارية‪ ،‬ومن ثم زيادة الناتج المحلي اإلجمالي وزيادة التشغيل‪ .‬وفي‬
‫المقابل‪ ،‬يؤدي انخفاض أسعار النفط إلى انخفاض اإليرادات الحكومية‪ ،‬وتراجع اإلنفاق العام‬
‫وتقلص المشاريع االستثمارية‪،‬وبالتالي التراجع في النمو االقتصادي وفي نمو العمالة‪ .‬أي أن‬
‫تقلبات أسعار النفط تحدث في االقتصاد دورة مزدوجة من االزدهار واالنكماش(عزاوي‬
‫وسايح‪ ،2008،‬ص‪ .)7‬فمثال‪ ،‬نجم عن ارتفاع أسعار النفط في بداية الثمانينيات ارتفاع في معدل‬
‫النمو االقتصادي الذي بلغ ‪ %6,4‬بحلول سنة ‪ ،1982‬ليتراجع بعدها ويبلغ أدنى مستوياته سنة‬

‫‪ )%1-( 1988‬إثر أزمة انهيار أسعار النفط سنة ‪.1986‬‬

‫‪ .2‬اختالل الهيكل اإلنتاجي‬


‫يتميز االقتصاد الجزائري باختالل هيكله اإلنتاجي‪ ،‬إذ يهيمن قطاع النفط والغاز الطبيعي‬
‫على الصناعة الجزائرية من ناحيتين‪ :‬فمن الناحية األولى‪ ،‬يعد قطاع النفط والغاز أكبر قطاع‬
‫صناعي بلغ متوسط نسبة مساهمته في تكوين الناتج المحلي اإلجمالي‪ %36‬خالل الفترة (‪-1997‬‬
‫‪ ،)2018‬كما يظهر ذلك من خالل الشكل رقم (‪ .)5‬ومن الناحية الثانية‪ ،‬فإن اإليرادات الناجمة عن‬
‫تصدير النفط والغاز والمنتجات ذات الصلة تمثل المصدر الرئيس للرأسمال االستثماري‬
‫للصناعات األخرى(االقتصاد في الجزائر‪ ،‬جوان‪ ،)2020‬وأن االعتماد على قطاع المحروقات‬
‫وإيراداته لتمويل التنمية تنتج عنه موجات تضخمية ناتجة عن التقلبات في أسعار النفط‪.‬‬

‫‪276‬‬
‫نادية العقون‬

‫الشكل رقم (‪ : )5‬يوضح متوسط مساهمة القطاعات االقتصادية يف الناتج املحلي اإلجمالي للفرتة‬

‫(‪)2018-1997‬‬

‫‪6%‬‬
‫‪11%‬‬
‫‪36%‬‬
‫‪10%‬‬

‫‪37%‬‬

‫محروقات‬ ‫خدمات‬ ‫فالحة‬ ‫بناء وأشغال عمومية‬ ‫صناعة‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الباحثة باالعتماد على تقارير البنك املركزي للسنوات (‪ )2018-2000‬والنشرة‬

‫اإلحصائية الثالثية لبنك الجزائر رقم ‪ 48‬ديسمرب ‪.2019‬‬


‫نالحظ أيضا من خالل الشكل رقم)‪ (5‬ارتفاع الوزن النسبي لقطاع الخدمات خالل الفترة‬
‫(‪ )2018-1997‬حيث قدرت حصتها من الناتج بـ‪ ،%37‬وهذا راجع إلى طبيعة االقتصاد الجزائري‬
‫كونه اقتصاد ريعي يكون فيه توظيف عوائد النفط بتضخيم الجهاز اإلداري الحكومي (مهديد‪،‬‬
‫عمرة‪ ،2018 ،‬ص‪ .)1175‬في المقابل نالحظ انخفاض متوسط نسب مساهمة باقي قطاعات‬
‫االقتصاد (صناعة و فالحة و بناء وأشغال عمومية) في تكوين الناتج المحلي الذي قدر بـ ‪،%6‬‬
‫‪ %11،%10‬على التوالي‪ .‬وهذا االختالل في الهيكل اإلنتاجي لالقتصاد الوطني ساهم بشكل كبير‬
‫في ارتفاع معدالت البطالة‪ ،‬حيث لم توفر الصناعات المهيمنة المعتمدة على المحروقات فرص‬
‫عمل كافية‪ ،‬فمعظمها مشاريع ذات تقنية عالية تتطلب عددا قليال من العمال‪ .‬وفي المقابل‬
‫عجزت باقي القطاعات (التي تتسم بقابليتها على استيعاب األيدي العاملة) عن استيعاب عدد‬
‫الداخلين الجدد إلى سوق العمل‪ ،‬بسبب ضعف االستثمار فيها‪.‬‬
‫‪ .3‬ا لهيكل السلعي للصادرات والواردات‬
‫يتكون الجزء األكبر من الصادرات الجزائرية من المحروقات ‪،‬مما يجعل االقتصاد الجزائري‬
‫ذا حساسية مرتفعة للتضخم‪ .‬فإذا تدهورت أسعار المحروقات‪ ،‬فإن ذلك سيؤدي إلى ارتفاع عجز‬
‫الموازنة‪ ،‬مما يدفع الدولة إلى زيادة اإلصدار النقدي أو االقتراض‪ ،‬وهو ما يولد ضغوطا تضخمية‪.‬‬
‫كما أن الدولة قد تضطر إلى وضع قيود على اال ستيراد‪ ،‬األمر الذي يؤدي إلى ارتفاع األ سعار في‬
‫الداخل‪ .‬كما قد تلجأ الدولة إلى تنشيط صادراتها عن طريق تخفيض قيمة العملة المحلية‪ ،‬وهو‬

‫‪277‬‬
‫الركود التضخمي يف الجزائر دراسة اقتصادية تحليلية للفرتة (‪)2019-1980‬‬

‫ما يؤدي إلى ارتفاع أسعار الواردات‪ ،‬وبالتالي ارتفاع أسعار السلع التي تدخل فيها عناصر اإلنتاج‬
‫المستوردة‪ ،‬وكل هذا يؤدي إلى ارتفاع األسعار‪.‬‬
‫وفي المقابل‪ ،‬يترتب على ارتفاع أسعار الصادرات زيادة إيرادات الدولة‪ ،‬فيزداد االستهالك‬
‫واالستثمار واإلنفاق الحكومي‪ ،‬وبالتالي تتجه األسعار لالرتفاع‪ ،‬خاصة وأن زيادة حصيلة صادرات‬
‫المحروقات ال يستغل من طرف الجهاز اإلنتاجي المحلي بل يوجه الجزء األكبر منه إلى‬
‫الخارج‪.‬ويظهر ذلك من خالل تزايد قيمة الواردات‪ ،‬فمثال انعكس التطور اإليجابي لصادرات‬
‫المحروقات مع بداية العشرية األولى من القرن الحالي إلى تزايد قيمة الواردات بنسبة ‪%42,09‬‬
‫خالل الفترة (‪ ،)2014-2001‬وهو ما يترجم أن نسبة كبيرة من الطلب الكلي المتولد خالل البرامج‬
‫التنموية الثالثة قد تم تلبيتها من القطاع الخارجي عبر الواردات‪ ،‬وهو ما يعني ضياع عديد فرص‬
‫اإلنتاج والمداخيل والتوظيف(حيدوشي ومعيل‪ ،2017،‬ص‪.)335‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)6‬هيكل صادرات الجزائر خالل الفرتة (‪( )2019-1986‬مليار دوالر)‬

‫‪90‬‬
‫‪80‬‬
‫‪70‬‬
‫‪60‬‬
‫‪50‬‬
‫‪40‬‬
‫‪30‬‬
‫‪20‬‬
‫‪10‬‬
‫‪0‬‬
‫‪2011‬‬
‫‪1988‬‬
‫‪1989‬‬

‫‪1999‬‬

‫‪2010‬‬
‫‪1986‬‬
‫‪1987‬‬

‫‪1990‬‬
‫‪1991‬‬
‫‪1992‬‬
‫‪1993‬‬
‫‪1994‬‬
‫‪1995‬‬
‫‪1996‬‬
‫‪1997‬‬
‫‪1998‬‬

‫‪2000‬‬
‫‪2001‬‬
‫‪2002‬‬
‫‪2003‬‬
‫‪2004‬‬
‫‪2005‬‬
‫‪2006‬‬
‫‪2007‬‬
‫‪2008‬‬
‫‪2009‬‬

‫‪2012‬‬
‫‪2013‬‬
‫‪2014‬‬
‫‪2015‬‬
‫‪2016‬‬
‫‪2017‬‬
‫‪2018‬‬
‫‪2019‬‬

‫صادرات المحروقات‬ ‫صادرات خارج المحروقات‬ ‫إجمالي الصادرات‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الباحثة باالعتماد على‪-:‬تقارير بنك الجزائر للسنوات(‪)2018-2002‬‬

‫‪-‬النشرة اإلحصائية الثالثية لبنك الجزائر‪.2019 ،‬‬

‫‪ -‬إحصائيات املركز الوطني لإلعالم اآللي واإلحصائيات‪.C.N.I.S‬‬


‫يظهر من الشكل رقم (‪ )6‬أن التجارة الخارجية للجزائر قائمة على تصدير منتج وحيد هو‬
‫المحروقات‪ .‬كما أن نسبة الصادرات خارج المحروقات ضعيفة جدا‪ ،‬وهو ما يعكس ضعفدرجة‬
‫التنويع في هيكل الصادرات‪ ،‬واالعتماد على الصادرات النفطية في توفير العملة األجنبية‪.‬‬
‫أما بالنسبة للواردات فإن القسم األعظم منها هي سلع استهالكية ضرورية‪ ،‬ال يمكن‬
‫االستغناء عنها وبالتالي فإن ارتفاع األسعار العالمية للواردات سينتج ضغوطا تضخمية‪ .‬كما أن‬

‫‪278‬‬
‫نادية العقون‬

‫ارتفاع أسعار المنتجات نصف المصنعة والمعدات الصناعية‪ ،‬يؤدي إلى ارتفاع تكاليف اإلنتاج‬
‫واالستثمار بالداخل مما يؤدي إلى ارتفاع أسعار المنتجات المحلية‪.‬‬
‫خالصة القول‪ ،‬إن التخصص في إنتاج وتصدير المحروقات يؤدي إلى انبعاث موجات‬
‫تضخمية‪ ،‬كما يؤدي إلى تراجع معدالت النمو االقتصادي و إلى تدني دور القطاعات غير النفطية‬
‫في الجزائر‪ ،‬وهو ما يطلق عليه بالمرض الهولندي (‪.)The DutchDisease‬‬
‫‪ .4‬زيادة النفقات العامة وتمويل عجز املوازنة العامة‬
‫يعد عجز الموازنة من أكبر التحديات التي تواجه الحكومة الجزائرية‪ ،‬وتعود أسبابه بشكل‬
‫أساسي إلى ضعف إيرادات الدولة ومحدوديتها مقابل التزايد المستمر في النفقات العامة‪ ،‬مما يولد‬
‫الضغوط التضخمية‪ .‬فالحكومة تلجأ إلى تغطية عجز الموازنة من خالل التمويل بالعجز عن طريق‬
‫اإلصدار النقدي مما يؤدي إلى زيادة العرض النقدي وبالتالي زيادة الضغوط التضخمية في‬
‫االقتصاد ‪ ،‬أو عن طريق الدين العمومي وفائض الجباية البترولية في ظل عدم فعالية النظام‬
‫الجبائي (ميخاليف‪ ،2017-2016 ،‬ص ‪.)187‬‬
‫الشكل رقم (‪ :)7‬تطور رصيد امليزانية يف الجزائر خالل الفرتة (‪( )2020-1980‬مليار دينار)‬
‫‪10000‬‬

‫‪8000‬‬

‫‪6000‬‬

‫‪4000‬‬

‫‪2000‬‬

‫‪0‬‬

‫‪-2000‬‬

‫‪-4000‬‬

‫‪-6000‬‬

‫إجمالي النفقات‬ ‫إجمالي اإليرادات‬ ‫رصيد الميزانية‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الباحثة باالعتماد على قوانني املالية للسنوات (‪.)2020-1980‬‬
‫ما يالحظ من خالل الشكل رقم (‪ ) 7‬أن الموازنة العامة قد سجلت عجزا سنويا متواصال‬
‫انطالقا من النصف الثاني من الثمانينيات تزامنا مع انهيار أسعار النفط سنة ‪ ،1986‬ليتعمق العجز‬
‫أكثر انطالقا من سنة ‪.2002‬ويعود السبب في تعمق العجز إلى انخفاض اإليرادات الكلية مقارنة‬
‫بحجم النفقات نتيجة للسياسة التوسعية التي انتهجتها الجزائر‪ ،‬من خالل تنفيذ عدة برامج‬
‫تنموية كبرنامج دعم اإلنعاش االقتصادي (‪ )2004-2001‬و البرنامج التكميلي لدعم النمو‬
‫االقتصادي (‪ )2009-2005‬والبرنامج الخماسي (‪.)2014-2010‬وقد استمر العجز رغم توجه‬
‫الحكومة نحو ترشيد النفقات‪.‬‬

‫‪279‬‬
‫الركود التضخمي يف الجزائر دراسة اقت صادية تحليلية للفرتة (‪)2019-1980‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)8‬تطور اإليرادات العامة وإ يرادات الجباية البرتولية يف الجزائر خالل الفرتة‬

‫(‪( )2020-1980‬مليار دينار)‬


‫‪7000‬‬
‫‪6000‬‬
‫‪5000‬‬
‫‪4000‬‬
‫‪3000‬‬
‫‪2000‬‬
‫‪1000‬‬
‫‪0‬‬

‫الجباية البترولية‬ ‫إجمالي اإليرادات‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الباحثة باالعتماد على قوانني املالية للسنوات (‪.)2020-1980‬‬
‫يظهر الشكل رقم (‪ )8‬أن تطور اإليرادات العامة يتبع سلوك تطور إيرادات الجباية‬
‫البترولية‪ ،‬حيث مثلت هذه األخيرة حوالي ‪ %43‬من اإليرادات العامة كمتوسط خالل الفترة (‪-2008‬‬
‫‪ ،) 2020‬مما يؤشر على التبعية الكبيرة لبرامج الميزانية العامة واعتمادها على عائدات‬
‫المحروقات‪.‬‬
‫‪ .5‬اإلفراط يف التوسع النقدي‬
‫تميزت عملية اإلصدار النقدي في الجزائر بعدم التزام الحيطة والحذر‪ ،‬إذ تطلب تنفيذ‬
‫البرامج التنموية المسطرة من طرف الدولة الجزائرية أمواال كثيرة‪ ،‬في الوقت الذي لم تحقق فيه‬
‫استثمارات إنتاجية حقيقية‪ ،‬األمر الذي كان من شأنه أن يدفع باألسعار نحو االرتفاع‪.‬‬
‫الشكل رقم(‪ :)9‬تطور الكتلة النقدية يف الجزائر خالل الفرتة (جانفي ‪-1980‬سبتمرب ‪)2019‬‬
‫‪30‬‬

‫‪25‬‬

‫‪20‬‬

‫‪15‬‬

‫‪10‬‬

‫‪5‬‬

‫‪0‬‬

‫‪-5‬‬

‫نمو الكتلة النقدية (‪)%‬‬ ‫نمو الناتج المحلي اإلجمالي(‪)%‬‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الباحثة باالعتماد على‪ - :‬بيانات البنك‬

‫الدولي ‪https://data.albankaldawli.org/country/DZ‬‬

‫‪280‬‬
‫نادية العقون‬

‫‪ -‬النشرات اإلحصائية الثالثية لبنك الجزائر للسنوات ‪ 2018‬و‪.2019‬‬


‫نالحظ من خالل الشكل رقم (‪)9‬وجود فجوة وفارق كبير بين معدل نمو الكتلة النقدية‬
‫ومعدل نمو الناتج المحلي اإلجمالي الحقيقي طوال فترة الدراسة‪ ،‬باستثناء سنتي ‪،2016 ،2015‬‬
‫وذلك بسبب انهيار أسعار النفط وما ترتب عنه من تراجع إيرادات صادرات المحروقات من العملة‬
‫الصعبة التي تشكل أهم مقابالت الكتلة النقدية‪ .‬وهذا الفارق يؤكد أن الزيادة في الكتلة النقدية‬
‫ال تقابلها زيادة حقيقية في حجم الناتج‪ ،‬وهو ما شكل سببا مباشرا لظهور الضغوط التضخمية‪.‬‬
‫‪ .6‬أزمة املدفوعات الخارجية‬
‫عرفت الجزائر هذه المشكلة مع بداية الثمانينيات‪ ،‬وبدأت تظهر جليا مع انخفاض أسعار‬
‫البترول سنة ‪ ،1986‬إضافة إلى تأثير خدمات الديون والشروط القاسية التي فرضتها المؤسسات‬
‫المالية الدولية بموجب برامج اإلصالح واإلنعاش االقتصادي التي تميزت بارتفاع التكلفة‬
‫االجتماعية وما صاحبها من تسريح للعمال‪ ،‬مما أدى إلى تراجع معدالت التشغيل وارتفاع كبير في‬
‫معدالت البطالة(صالي‪ ،2016-2015 ،‬ص‪.)262‬‬
‫الجدول رقم (‪ :)2‬تطور املديونية الخارجية للجزائر للفرتة(‪( )2018-1980‬مليار دوالر)‬
‫‪1989‬‬ ‫‪1988‬‬ ‫‪1987‬‬ ‫‪1986‬‬ ‫‪1985‬‬ ‫‪1984‬‬ ‫‪1983‬‬ ‫‪1982‬‬
‫السنوات‬‫‪1981‬‬ ‫‪1980‬‬
‫الدين‬
‫‪27,24 26,1 24,44 22,649 18,26 15 16,367 17,639 18,370 19,363‬‬
‫الخارجي‬
‫‪1999 1998 1997 1996 1995 1994 1993‬‬ ‫‪1992‬‬ ‫‪1991‬‬ ‫السنوات ‪1990‬‬
‫الدين‬
‫‪28,20 30,69 30,9 33,65 33,05 30,24 26,27 27,35 28,48 28,15‬‬
‫الخارجي‬
‫‪2009 2008 2007 2006 2005 2004 2003‬‬ ‫‪2002‬‬ ‫‪2001‬‬ ‫السنوات ‪2000‬‬
‫الدين‬
‫‪7,42 6,24 6,13‬‬ ‫‪5,91 17,09 22,42 23,77 23,05 22,75 25,46‬‬
‫الخارجي‬
‫‪2018 2017 2016 2015 2014 2013‬‬ ‫‪1012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫السنوات ‪2010‬‬
‫الدين‬
‫‪5,71 5,70‬‬ ‫‪5,46‬‬ ‫‪4,67 5,52‬‬ ‫‪5,24‬‬ ‫‪5,51‬‬ ‫‪6,06‬‬ ‫‪7,26‬‬
‫الخارجي‬
‫املصدر‪ :‬بيانات البنك الدولي‪https://data.albankaldawli.org/country/DZ‬‬
‫كما كان لتفاقم حجم المديونية أثر كبير على المستوى العام لألسعار‪ ،‬ذلك أن معظم هذه‬
‫الديون وجهت إلى مشاريع استثمارية ذات إنتاجية ضعيفة‪ ،‬فضال عما يترتب عنها من زيادة حجم‬
‫وأسعار الواردات‪ ،‬األمر الذي يضعف القوة الشرائية لهذه الديون ويزيد من حدة التضخم المستورد‪،‬‬
‫إضافة إلى الشروط القاسية لالقتراض التي زادت من تكلفة المشاريع االستثمارية (ميخاليف‪،‬‬
‫‪ ،2017-2016‬ص‪.)196‬‬
‫‪ .7‬سياسة تخفيض قيمة الدينار‬

‫‪281‬‬
‫الركود التضخمي يف الجزائر دراسة اقتصادية تحليلية للفرتة (‪)2019-1980‬‬

‫كانت سياسة التخفيض قبل سنة ‪ 1986‬فكرة مرفوضة‪ ،‬لكن مع العجز الداخلي والخارجي‬
‫لالقتصاد الوطني‪،‬ومع التوقف عن الدفع الذي أعلن في ‪ 6‬أفريل ‪ ،1994‬وانغالق أسواق رؤوس‬
‫األموال في وجه الجزائر‪ ،‬رغم سلسلة اإلصالحات االقتصادية‪ ،‬هذا ما دفع لقبول فكرة التخفيض‬
‫المقترحة من طرف صندوق النقد الدولي‪ ،‬وتبني برنامج التصحيح الهيكلي كوسيلة إليجاد القيمة‬
‫الحقيقية للدينار الجزائري‪ ،‬وإعادة الثقة فيه والوصول إلى توازن خارجي من خالل تحقيق تقارب‬
‫بين األسعار المحلية والدولية( لعروق‪ ،2005-2004 ،‬ص‪.)161‬‬
‫الجدول رقم (‪ :)3‬تطور سعر صرف الدينار مقابل الدوالر األمريكي يف الفرتة (‪)2018-1980‬‬
‫‪1989‬‬ ‫‪1988‬‬ ‫‪1987‬‬ ‫‪1986‬‬ ‫‪1985 1984 1983 1982 1981 1980‬‬ ‫السنوات‬
‫‪7,60‬‬ ‫‪5,91‬‬ ‫‪4,84‬‬ ‫‪4,70‬‬ ‫‪5,02‬‬ ‫‪4,98 4,78 4,59 4,31 3,83‬‬ ‫سعر الصرف‬
‫‪1999‬‬ ‫‪1998‬‬ ‫‪1997‬‬ ‫‪1996‬‬ ‫‪1995 1994 1993 1992 1991 1990‬‬ ‫السنوات‬
‫‪66,57‬‬ ‫‪58,73 57,70 54,74 47,66 35,05 23,34 21,83 18,47 8,95‬‬ ‫سعر الصرف‬
‫‪2009‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫‪2005 2004 2003 2002 2001 2000‬‬ ‫السنوات‬
‫‪72,64‬‬ ‫‪64,58 69,29 72,64 73,27 72,06 77,39 79,68 77,21 75,25‬‬ ‫سعر الصرف‬
‫‪2018‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2015 2014 2013 1012 2011 2010‬‬ ‫السنوات‬
‫‪116,62 110,96 109,47 100,69 80,57 79,36 77,53 72,93 74,38‬‬ ‫سعر الصرف‬
‫املصدر‪ :‬بيانات البنك الدولي ‪https://data.albankaldawli.org/country/DZ‬‬

‫الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار ‪http://www.andi.dz/index.php‬‬ ‫‪-‬‬


‫نالحظ من خالل الجدول رقم (‪ )3‬االرتفاع المستمر في سعر صرف العملة الوطنية طوال‬
‫فترة الدراسة‪ ،‬وهنا تجدر اإلشارة إلى أن تخفيض قيمة العملة في االقتصاد الجزائري ينعكس‬
‫سلبا على الوضعية االقتصادية والمالية من خالل زيادة حدة التضخم نتيجة ارتفاع أسعار‬
‫الواردات‪ ،‬خاصة وأن قسما كبيرا منها من المواد االستهالكية الضرورية‪.‬‬
‫‪ .8‬النمو الديمغرايف واالختالل يف سوق العمل‬
‫أدت الزيادة السكانية إلى تزايد عروض طالبي العمل في سوق العمل الجزائرية‪ ،‬حيث‬
‫عرفت الجزائر في الفترة (‪ )1985-1962‬تضاعفا لعدد سكانها مع معدل نمو سكاني تجاوز ‪،%3‬‬
‫وهو من بين أكبر المعدالت آنذ اك‪ ،‬لتصبح بذلك المسألة السكانية من خالل تزايد عدد السكان‬
‫مع عدم وجود سياسة واضحة المتصاص نسبة التزايد‪ ،‬تشكل عقبة في استقرار وتوازن سوق‬
‫العمل بالجزائر‪( .‬صالي‪ ،2016-2015 ،‬ص‪ )261‬وهو ما يأتي ضمن تحليل المدرسة الهيكلية‬
‫لتفسير مشكلة البطالة‪.‬‬
‫‪.9‬االرتفاع يف تكاليف اإلنتاج‬
‫عند محاولة رصد التغيرات في تكاليف اإلنتاج نعتمد على عنصرين أساسيين هما‪ :‬ارتفاع‬
‫األجور وتكلفة مستلزمات اإلنتاج ‪ ،‬وبما أن األجور تمثل المصدر األساسي الستهالك العائالت‪ ،‬فإن‬
‫حصول أي زيادة في كتلة األجور من شأنه أن يؤدي إلى زيادة االستهالك الكلي‪ ،‬وأن أي زيادة في‬

‫‪282‬‬
‫نادية العقون‬

‫األجور ال تقابلها زيادة في اإلنتاج الحقيقي (زيادة في العرض)‪ ،‬ستؤدي إلى حدوث ما يسمى‬
‫بالفجوة التضخمية(يحيى‪ ،2014 ،‬ص‪.)86‬فارتفاع األجور يعد من أهم العناصر المساهمة في‬
‫زيادة التكاليف في االقتصاد الجزائري بنسبة تتراوح بين ‪ %40‬و‪ %90‬من تكاليف اإلنتاج التي‬
‫تتحملها المؤسسة‪،‬ولعل المصدر األساسي لهذه الزيادة في األجور هو الفوائض النفطية‪.‬‬
‫ومن العوامل الدالة على انخفاض اإلنتاجية في الجزائر هو اتجاه إنتاج السلع والخدمات‬
‫نحو االنخفاض‪ ،‬في حين تتجه األجور نحو االرتفاع والتي تتحول فيما بعد إلى طلب إضافي ال يجد‬
‫ما يقابله من السلع والخدمات‪ ،‬وعلى سبيل المثال نالحظ انخفاض إنتاجية العمل التي تقاس‬
‫بالناتج غير النفطي لكل عامل بنسبة ‪ %2,3‬بين عامي ‪ 1997‬و‪ ،2004‬في حين ارتفع متوسط‬
‫األجور الحقيقية بنسبة ‪%14‬خالل الفترة نفسها ‪ ،‬مما يشير إلى أن األجور كانت تنمو بسرعة أكبر‬
‫مقارنة بنمو إنتاجية العمل وتباطؤ الطلب على العمل‪( .‬ميخاليف‪ ،2017-2016 ،‬ص‪)180‬‬
‫خاتمة ونتائج الدراسة‬
‫بعد دراستنا لظاهرة الركود التضخمي في االقتصاد الجزائري وأهم االختالالت الهيكلية التي عان ى‬
‫منها خالل الفترة (‪ )2019-1980‬من خالل البيانات والمعلومات المتاحة‪ ،‬وباالعتماد على مؤشر الركود‬
‫التضخمي‪ ،‬تم التوصل إلى جملة من النتائج‪ ،‬أهمها‪:‬‬
‫‪ -‬يع ّد تفسير ظاهرة الركود التضخمي محل خالف كبير وعميق فيما بين المدارس االقتصادية‬
‫المختلفة‪ ،‬ولعل هذا التباين في اآلراء يجعل من الصعب تحديد األسباب الكامنة وراء حدوثها دون‬
‫دراسة متأنية لالقتصاد الذي يعاني منها‪.‬‬
‫‪ -‬عانى االقتصاد الجزائري من مشكلة الركود التضخمي منذ فترة طويلة مضت‪ ،‬وأن فترات‬
‫التضخم الركودي ليست متساوية عبر الزمن‪ ،‬وتختلف شدتها باختالف الصدمات التي يتعرض‬
‫لها االقتصاد وعلى رأسها صدمات أسعار النفط‪.‬‬
‫إن السبب الجوهري لحدوث مشكلة الركود التضخمي في الجزائر راجع إلى جملة من االختالالت‬ ‫‪-‬‬
‫الهيكلية المرتبطة أساسا بطبيعة وهيكل االقتصاد الجزائري الذي يغلب عليه الطابع الريعي وما‬
‫يتصل به من اختالل في الهيكل اإلنتاجي‪ ،‬إلى جانب عدم التنسيق والتضارب في‬
‫السياسات االقتصادية‪ ،‬النقدية والمالية‪.‬‬
‫‪ -‬تع ّد السياسة اإلنفاقية التوسعية دون وجود استثمارات حقيقية لمقابلة الزيادة في الطلب‪ ،‬من‬
‫أهم أسباب ارتفاع معدالت التضخم‪ ،‬في الوقت نفسه الذي ال تنخفض فيه معدالت البطالة‪.‬‬
‫‪ -‬يؤدي التغير في عرض النقود دون أن يرافقه تغير في المعروض السلعي المحلي إلى ارتفاع‬
‫المستوى العام لألسعار‪ ،‬مع قلة الطلب على اليد العاملة فيحدث الركود التضخمي‪.‬‬
‫‪ -‬ساهم االختالل في الهيكل اإلنتاجي لالقتصاد الوطني بشكل كبير في ارتفاع معدالت البطالة‪،‬‬
‫حيث لم يوفر قطاع المحروقات فرص عمل كافية‪ ،‬وفي المقابل عجزت باقي القطاعات عن‬
‫استيعاب عدد الداخلين الجدد إلى سوق العمل بسبب ضعف االستثمار فيها‪.‬‬
‫ويف األخري‪ ،‬وعلى ضوء ما سبق‪ ،‬يمكن تقديم مجموعة من التوصيات التي من شأنها المساعدة‬
‫في تفادي التعرض لمشكلة الركود التضخمي وعالجها‪:‬‬

‫‪283‬‬
‫الركود التضخمي يف الجزائر دراسة اقتصادية تحليلية للفرتة (‪)2019-1980‬‬
‫‪ -‬عدم االعتماد المطلق على إيرادات البترول كمصدر لتمويل برامج التنمية‪ ،‬مع ضرورة تخلي‬
‫الحكومة عن كل مصادر التمويل التضخمي‪ ،‬خاصة في ظروف جمود الجهاز اإلنتاجي‪ ،‬والعمل‬
‫على جلب مصادر تمويل متنوعة ومستدامة‪ ،‬كاالستثمار األجنبي المباشر‪.‬‬
‫‪ -‬ضرورة القيام بإصالحات اقتصادية هيكلية وتجنيد كافة الجهود واإلمكانيات المادية والبشرية؛‬
‫لتحقيق هدف التنويع االقتصادي والتخلص من هيمنة قطاع المحروقات‪.‬‬
‫‪ -‬التحكم في الواردات وخاصة من السلع االستهالكية‪ ،‬وتشجيع الصادرات خارج المحروقات‪،‬‬
‫باعتبارها السبيل الوحيد لتحقيق تنمية اقتصادية شاملة في ظل التقلبات الكبيرة في أسعار‬
‫النفط‪.‬‬
‫‪ -‬تفادي كل أوجه اإلنفاق غير المنتج‪ ،‬وتفعيل مصادرا لدخل غير النفطية‪ ،‬مع ضرورة إصالح‬
‫النظام الجبائي بغية إحالل الجباية العادية محل الجبايةالبترولية‪.‬‬
‫‪ -‬إصالح المنظومة المصرفية والمالية وتطوير سوق األوراق المالية‪ ،‬لتوفير الموارد المالية بتكاليف‬
‫منخفضة لتمويل االستثمار المنتج‪.‬‬
‫‪ -‬التنسيق بين السياستين المالية والنقدية‪ ،‬بما يضمن التحكم الفعال في حجم العرض النقدي‬
‫بما يتوافق مع حجم النشاط االقتصادي‪.‬‬
‫العمل على إعداد قاعدة بيانات اقتصادية قوية‪ ،‬إذ ال يمكن إرساء استراتيجية صناعية مبتكرة‬ ‫‪-‬‬
‫تهدف إلى تطوير الصناعات خارج المحروقات والنهوض بها‪ ،‬دون توفر كل المعطيات التي تعكس‬
‫واقعها‪.‬‬

‫‪284‬‬
‫نادية العقون‬

‫قائمة املصادر واملراجع‬


‫أوال‪ :‬املراجع باللغة العربية‬
‫‪ .1‬البحيصي‪ ،‬محمد خليل‪ .)2018( .‬ظاهرة الركود التضخمي في الدول المتقدمة بين النظرية‬
‫والتطبيق‪ .‬مذكرة ما جيستير‪ ،‬جامعة األزهر‪ .‬غزة‪.‬‬
‫‪ .2‬الساعدي‪ ،‬زاهد قاسم‪ ،‬والتميمي‪ ،‬سامي عبيد‪" .)2017( .‬التضخم الركودي في العراق خالل‬
‫المدة (‪ .")2013-1990‬مجلة العلوم االقتصادية‪ ،‬المجلد ‪ ،)45(12‬الصفحات ‪.122-93‬‬
‫‪ .3‬النظرية الماركسية الليننية‪.)1976(.‬االقتصاد السياسي للرأسمالية‪.‬ترجمة ماهر عسل‪ .‬موسكو‪:‬‬
‫دار التقدم‪.‬‬
‫‪ .4‬الشريف‪ ،‬ريحان‪ ،‬وهوام‪ ،‬لمياء‪ ،2014( .‬جوان)‪" .‬دور مناخ االستثمار في دعم وترقية تنافسية‬
‫االقتصاد الوطني الجزائري‪ :‬دراسة تحليلية تقييمية"‪ .‬مجلة األكاديمية العربية المفتوحة في‬
‫الدانمارك‪ ،)14( ،‬الصفحات ‪.247-223‬‬
‫‪ .5‬مجموعة مؤلفين‪ 02(،‬جوان ‪ )2020‬االقتصاد في الجزائر‪ .‬تم استرجاعها في‪ 2020/08/20‬من‬
‫‪.https://fanack.com/ar/algeria/economy/#labour‬‬
‫‪ .6‬النشرات اإلحصائية الثالثية لبنك الجزائر للسنوات ‪ .2019- 2018‬تم استرجاعها‬
‫‪https://www.bank-of-‬‬ ‫من‬ ‫في‪2020/07/15‬‬
‫‪algeria.dz/html/bulletin_statistique_AR.htm‬‬
‫‪ .7‬الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار‪ ،‬على الموقع‪http://www.andi.dz/index.php:‬‬
‫‪ .8‬المركز الوطني لإلعالم اآللي واإلحصائيات‪ .C.N.I.S‬وزارة التجارة‪ ،‬إحصائيات وحصائل‪ ،‬تم‬
‫استرجاعهفي‪2020/06/20‬من‬
‫‪https://www.commerce.gov.dz/ar/statistiques/statistique-du-commerce-‬‬
‫‪exterieur-1‬‬

‫‪ .9‬البنك الدولي‪ ،)2021( ،‬بيانات البنك الدولي‪ ،‬تم استرجاعها في‪2020/06/20‬من‬


‫‪https://data.albankaldawli.org/country/DZ:‬‬
‫‪ .10‬بن علي‪ ،‬بلعزوز‪ ،‬وعبد العزيز‪ ،‬طيبة‪" .)2008( .‬السياسة النقدية واستهداف التضخم في الجزائر‬
‫خالل الفترة (‪.")2006 – 1990‬مجلة بحوث اقتصادية عربية‪ ،)41( ،‬الصفحات ‪.52-27‬‬
‫‪ .11‬بونوة‪ ،‬سمية‪.)2010-2009(.‬عالقة متغيرات االقتصاد الكلي بالدورات االقتصادية في الجزائرــ‬
‫دراسة قياسية‪ .‬مذكرة ماجيستير‪ ،‬جامعة حسيبة بن بوعلي‪ .‬الشلف‪.‬‬
‫‪ .12‬جليط‪ ،‬الطاهر‪" .)2016( .‬دراسة قياسية لمحددات البطالة في الجزائر للفترة (‪.")2014-1980‬‬
‫مجلة البحوث االقتصادية والمالية‪ ،)02(03 ،‬الصفحات ‪.218-199‬‬

‫‪285‬‬
‫الركود التضخمي يف الجزائر دراسة اقتصادية تحليلية للفرتة (‪)2019-1980‬‬
‫‪ .13‬حيدوشي‪ ،‬عاشور‪ ،‬ومعيل ميلود‪( .‬جوان‪" .)2017 ،‬أثر الموارد المالية النفطية على المتغيرات‬
‫االقتصادية الكلية لالقتصاد الجزائري"‪ .‬مجلة ميالف للبحوث والدراسات‪ ،)05( ،‬الصفحات ‪-321‬‬
‫‪.343‬‬
‫‪ .14‬زكي‪ ،‬رمزي‪ .)1998( .‬االقتصاد السياسي للبطالة‪،‬تحليل ألخطر مشكالت الرأسمالية المعاصرة‪.‬‬
‫الكويت‪ :‬المجلس الوطني للثقافة والفنون واآلداب‪.‬‬
‫‪ .15‬سيجل‪ ،‬باري‪ .)1987( .‬النقود وبالبنوك واالقتصاد‪ :‬وجهة نظر النقديين‪ .‬ترجمة عبد اهلل منصور‪،‬‬
‫وعبد الرحمان عبد الفتاح‪ .‬السعودية‪ :‬دار المريخ للنشر‪.‬‬
‫‪ .16‬سالمي‪ ،‬أحمد‪".) 2015( .‬اختبار عالقة التكامل المشترك بين سعر الصرف ومعدالت التضخم في‬
‫الجزائر‪ -‬دراسة تطبيقية للفترة (‪ .")2014-1970‬مجلة أداء المؤسسات الجزائرية‪،)7(4 ،‬‬
‫الصفحات ‪.42-27‬‬
‫‪ .17‬صالي‪ ،‬محمد‪ .)2016-2015(.‬تأثير البنية السكانية والتنمية االقتصادية على تطور الشغل في‬
‫الجزائر‪ .‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬جامعة وهران ‪ .2‬وهران‪.‬‬
‫‪ .18‬عبد الكريم‪ ،‬سماح غانم‪ .)2015( .‬التضخم الركودي في االقتصاد السوري‪ ،‬أسبابه ونتائجه –‬
‫دراسة تحليلية‪ .‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬جامعة دمشق‪ .‬سوريا‪.‬‬
‫‪ .19‬عوض‪ ،‬ابراهيم لطفي‪ .)2002( .‬ظاهرة الركود التضخمي في االقتصاد المصري دراسة تحليلية‪.‬‬
‫جامعة الزقازيق‪ .‬مصر‪.‬‬
‫‪ .20‬عزاوي‪،‬عمر‪ ،‬وسايح‪ ،‬بوزيد‪ 12-11( .‬مارس‪.)2008 ،‬إصالح القطاع المصرفي في الجزائر عامال‬
‫للتحديث والنمو االقتصادي‪.‬قدم إلى الملتقى الدولي حول‪ :‬إصالح النظام المصرفي الجزائري‬
‫في التطورات العالمية الراهنة‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح‪ ،‬ورقلة‪.‬‬
‫‪ .21‬قنوني‪ ،‬حبيب‪ ،‬بن عدة‪ ،‬محمد‪ ،‬وريغي‪ ،‬مليكة‪" .)2014(.‬البطالة والتضخم في الجزائر‪-‬دراسة‬
‫العالقة بين الظاهرتين ‪ ."2013-1990‬مجلة العلوم االقتصادية والتسيير والعلوم التجارية‪،‬‬
‫(‪ ،)11‬الصفحات ‪.125-121‬‬

‫‪ .22‬الجريدة الرسمية‪ ،‬قوانني املالية للسنوات (‪ ،)2020-1980‬تم اسرتجاعها يف‬

‫‪ 2020/06/17‬من ‪http://www.andi.dz/index.php/ar/cadre-juridique/lois-‬‬

‫‪de-finances‬‬
‫‪ .23‬كنعان‪ ،‬علي‪ .)2011( .‬النقود والصيرفة السياسة النقدية‪ .‬سوريا‪ :‬جامعة دمشق‪.‬‬
‫‪ .24‬كعوان‪ ،‬سليمان‪ ،2017( .‬جوان)‪ " .‬تحليل العالقة بين معدل التضخم ومعدل البطالة في الجزائر‬
‫خالل الفترة (‪ )2015-1970‬في إطار السببية والتكامل المشترك"‪ .‬مجلة الباحث االقتصادي‪،‬‬
‫‪ ،)07(05‬الصفحات ‪.162-144‬‬

‫‪286‬‬
‫نادية العقون‬
‫‪ .25‬لعروق‪ ،‬حنان‪ .)2005-2004( .‬سياسة سعر الصرف والتوازن الخارجي ــ حالة الجزائر‪ .‬مذكرة‬
‫ماجيستير‪ ،‬جامعة منتوري‪ .‬قسنطينة‪.‬‬
‫‪ .26‬مهديد‪ ،‬عمرة‪( .‬مارس ‪" .)2018‬تحليل أداء سياسة التشغيل في الجزائر للحد من ظاهرة البطالة‬
‫‪ ." 2016-1990‬مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‪ ،)9( ،‬الصفحات ‪-1164‬‬
‫‪.1177‬‬
‫‪ .27‬مرغيت‪،‬عبد الحميد‪( .‬د ت)‪" .‬تداعيات انخفاض أسعار النفط على االقتصاد الجزائري والسياسات‬
‫الالزمة للتكيف مع الصدمة"‪ ،‬الجزائر‪ :‬جامعة جيجل‪ .‬تم استرجاعها في ‪ 2020/07/20‬من‬
‫‪.https://www.hopital-dz.com/upload/12-2017/article/petrole.pdf‬‬
‫‪ .28‬هالل‪ ،‬جنان سليم‪ ،‬والجنابي‪ ،‬نبيل‪" .)2010( .‬طروحات نظرية لدور التوقعات في تحليل منحنى‬
‫‪."Phillip‬مجلة القادسية للعلوم اإلدارية واالقتصادية‪.121-96 ،)2(12،‬‬
‫‪ .29‬يوسف‪ ،‬مضر معال يوسف‪ " .)2015( .‬الركود التضخمي في االقتصاد السوري خالل الفترة ‪-2000‬‬
‫‪ ."2010‬مجلة جامعة تشرين للبحوث والدراسات العلمية‪ ،‬المجلد ‪ ،)6( 37‬الصفحات ‪.307-287‬‬
‫‪ .30‬يحيى‪ ،‬عبد اهلل قوري‪ " .)2014( .‬محددات التضخم في الجزائر‪ :‬دراسة قياسية باستعمال نماذج‬
‫متجهات االنحدار الذاتي المتعدد الهيكلية ‪ ،"2012-1970 SVAR‬مجلة الباحث‪ ،)14( ،‬الصفحات‬
‫‪.95-83‬‬

‫ثانيا‪ :‬املراجع باللغة األجنبية‬


‫‪31. Banque d’Algérie. (Mai 2012). évolution économique et monétaire en‬‬
‫‪Algérie, rapport 2011.Retrieved 15-07- 2020, fromhttps://www.bank-of-‬‬
‫‪2011.pdf‬ــ ‪2011/rapportactivit%c3%a9‬ــ‪ba‬ــ‪algeria.dz/pdf/rapport‬‬
‫‪32. Banque d’Algérie. (Juillet 2013). évolution économique et monétaire en‬‬
‫‪Algérie. rapport 2012.Retrieved 15-07- 2020, from https://www.bank-‬‬
‫‪of-algeria.dz/pdf/rapportba2013/rapportdactivite2013.pdf‬‬
‫‪33. Département de recherche statista, "OPEC oilpriceannually 1960-‬‬
‫‪2019".(Jan‬‬ ‫‪2,‬‬ ‫‪2020).consulté‬‬ ‫‪le‬‬ ‫‪16/08/2020‬‬
‫‪sur:https://www.statista.com/statistics/262858/change-in-opec-crude-‬‬
‫‪oil-prices-since-1960/‬‬
‫‪34. Office National des Statistiques, O. N. S. (n.d.). Evolution annuelle de‬‬
‫‪l’indice général des prix à la consommation de la ville d’Alger de 1969‬‬
‫‪à‬‬ ‫‪2013.‬‬ ‫‪Retrieved‬‬ ‫‪18-08-2020,‬‬ ‫‪from‬‬
‫‪http://www.ons.dz/IMG/pdf/IPC1969-2015.pdf.‬‬

‫‪287‬‬
‫الركود التضخمي يف الجزائر دراسة اقتصادية تحليلية للفرتة (‪)2019-1980‬‬

‫الهوامش‬
‫‪ .1‬ويليام فليبس )‪ ،)1975-1914( (A.W.Phillips‬اقتصادي نيوزيالندي‪ ،‬من أشهر إسهاماته‬
‫منحنى فليبس)‪ (Philips Curve‬سنة ‪ ،1958‬الذي يشرح العالقة بين تضخم األجور والبطالة في‬
‫المملكة المتحدة خالل الفترة (‪ ،)1957-1861‬والذي شكل مصدر نقاش واسع بين االقتصاديين‬
‫إلى يومنا هذا‪.‬‬

‫‪288‬‬

You might also like