You are on page 1of 34

‫العدد الخامس ‪ -‬يناير ‪2020‬‬ ‫مجلة كلية السياسة واالقتصاد‬

‫" عرض وحتليل الربامج التنموية يف اجلزائر خالل الفرتة ‪" 2019-2001‬‬
‫( ‪)1‬‬ ‫د‪ .‬هدى بن حممد‬

‫الملخص‪:‬‬

‫عرفت الجزائر خالل الفترة ‪ 2001‬إلى ‪ 2019‬خمس برامج تنموية أساسية‪ ،‬تتمثل‬
‫في برنامج اإلنعاش االقتصادي خالل الفترة ‪ ،2004-2001‬البرنامج التكميلي لدعم‬
‫النمو خالل الفترة ‪ ،2009-2005‬البرنامج الخماسي للتنمية خالل الفترة ‪-2010‬‬
‫‪ ،2014‬برنامج توطيد النمو االقتصادي خالل الفترة ‪ ،2019- 2015‬وأخي ار النموذج‬
‫الجديد للنمو خالل الفترة ‪.2030-2016‬‬
‫رصدت الجزائ ر لهذه البرامج التنموية مبالغ مالية ضخمة والتي كانت تهدف من‬
‫خاللها إلى النهوض باالقتصاد الوطني لتحسين معيشة األفراد والحد من ظاهرة الفقر‬
‫والبطالة‪ ،‬ودعم التنمية االقتصادية‪.‬‬
‫تمكنت هذه البرامج التنموية من تحقيق نتائج ايجابية في مختلف المجاالت‬
‫االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬إال أنها تفتقر للفعالية العتمادها المفرط على عائدات‬
‫المحروقات المعرضة للصدمات من فترة ألخرى مما يؤثر سلبا على تحقيق ‪.0.0‬‬
‫أهدافها‪ ،‬وهذا ما يتطلب حتمية تنويع االقتصاد الجزائري من خالل إصالحات‬
‫اقتصادية عميقة من شأنها خلق الثروة خارج قطاع المحروقات‪.‬‬
‫الكلمات المفتاحية‪ :‬برنامج اإلنعاش االقتصادي‪ ،‬البرنامج التكميلي لدعم النمو‪،‬‬
‫البرنامج الخماسي للتنمية‪ ،‬برنامج توطيد النمو االقتصادي‪ ،‬النموذج الجديد للنمو‪،‬‬
‫الجزائر‪.‬‬

‫(‪ (‬أستاذة محاضرة ‪ -‬أ‪ -‬جامعة عبد الحميد مهري – قسنطينة ‪ 2‬الجزائر‪.‬‬

‫‪35‬‬
2020 ‫ يناير‬- ‫العدد الخامس‬ ‫مجلة كلية السياسة واالقتصاد‬

Abstract:
Algeria during the period 2001 to 2019 identified five basic
development programs: the economic recovery program during
the period 2001-2004, the supplementary program to support
development during the period 2005-2009, five-year development
program during the period 2010-2014, economic development
consolidation program during the period 2015-2019, and finally
the new development model during the period 2016-2030.
Algeria has earmarked for these development programs large
amounts of money, which was aimed at the advancement of the
national economy to improve the lives of individuals and reduce
the phenomenon of poverty and unemployment, and support
economic development.
These development programs have succeeded in achieving
positive results in various economic and social fields, but they are
ineffective for their excessive dependence on the revenues of
hydrocarbons subject to shocks from time to time, which
negatively affects the achievement of their objectives. This
necessitates the diversification of the Algerian economy through
profound economic reforms that will create Wealth outside the
hydrocarbon sector.
Keywords: Economic Recovery Program, Supplementary
Program To Support Development, Five-Year Development
Program, Economic Development Consolidation Program, New
Development Model, Algeria

36
‫العدد الخامس ‪ -‬يناير ‪2020‬‬ ‫مجلة كلية السياسة واالقتصاد‬

‫المقدمة‪:‬‬

‫اتبعت الجزائر غداة االستقالل المنهج االشتراكي القائم على أساس هيمنة القطاع‬
‫العام على االقتصاد‪ ،‬وقد رافق هذا المنهج القيام بجملة من اإلصالحات االقتصادية‬
‫والتدابير المتتالية والواسعة مست مختلف القطاعات‪ .‬اتبعت الجزائر وفقا لهذا المنهج‬
‫عدة برامج تنموية كالمخطط الثالثي األول والمخطط الرباعي األولى والثاني‪ ،‬ركزت‬
‫فيها على الصناعات الثقيلة وقلة االعتماد على االستثمار األجنبي‪ ،‬وقد حققت هذه‬
‫المخططات بعض النجاحات من الناحية االجتماعية واالقتصادية خاصة وأنها كانت‬
‫تعتمد على عائدات النفط التي ارتفعت كثي ار مع نهاية السبعينات‪.‬‬
‫إال أنه مع منصف الثمانينات عرفت الجزائر أزمة مالية واقتصادية حادة ناتجة‬
‫عن انخفاض أسعار النفط في األسواق الدولية وعجزها عن تمويل استثماراتها العمومية‬
‫لعدم وجود بديل يحل محل النفط‪ ،‬وقد أظهرت هذه األزمة العديد من االختالالت‬
‫الداخلية والخارجية‪ ،‬مما اضطر الجزائر منذ سنة ‪ 1989‬لزيادة مديونيتها الخارجية‬
‫والشروع في تطبيق العديد من اإلصالحات المدعومة من المؤسسات المالية الدولية‬
‫كصندوق النقد الدولة والبنك العالمي فيما يعرف ببرامج التثبيت االقتصادي والتكيف‬
‫الهيكلي الهادفة إلى القضاء على االختالالت ودفع عجلة النمو‪ ،‬وذلك من خالل تحرير‬
‫التجارة الخارجية‪ ،‬وانسحاب الدولة من النشاط االقتصادي والتحرير الكامل لالقتصاد‬
‫تمهيدا لالنتقال إلى اقتصاد السوق‪.‬‬
‫وقد ألقت األزمة المالية واالقتصادية التي عرفتها البالد بضاللها على البنيان‬
‫االجتماعي واالستقرار السياسي واألمني في سنوات التسعينات‪ ،‬لذلك راهنت السلطات‬
‫العامة على التنمية االقتصادية كقوة دفع لتجاوز االختالالت االجتماعية واالضطرابات‬
‫األمنية‪ ،‬واستمر هذا الرهان مع األلفية الجديدة خاصة بعد تعافي أسعار النفط مع‬
‫نهاية التسعينات‪ ،‬وخروج البالد من اضطراباتها األمنية‪.‬‬
‫ومنذ سنة ‪ 2001‬شرعت الجزائر في تطبيق برامج تنموية متتالية لم يسبق لها‬
‫مثيل في تاريخها المعاصر خاصة من حيث المبالغ الضخمة المخصصة لها مستفيدة‬
‫بذلك من عائدات النفط‪ ،‬تهدف في مجملها إلى استرجاع توازناتها االقتصادية الداخلية‬
‫‪37‬‬
‫العدد الخامس ‪ -‬يناير ‪2020‬‬ ‫مجلة كلية السياسة واالقتصاد‬

‫والخا رجية‪ ،‬وزيادة معدالت النمو وتحسين مستوى معيشة السكان والتهيؤ الندماج‬
‫اقتصادها في االقتصاد العالمي‪.‬‬
‫وقد طرحت الجزائر مشاريع عمومية كبرى من خالل هذه البرامج بغية التغلب‬
‫على العوائق والنقص المسجل في الهياكل القاعدية وتطوير البنى التحتية الموجودة‬
‫خاصة بعد خروج البالد من أزمتها األمنية الطاحنة‪ ،‬وزيادة التكامل بين مختلف‬
‫قطاعات االقتصاد وخلق توازن جهوي يسمح بعودة واستقرار سكان األرياف للعودة إلى‬
‫مناطقهم بعدما نزحوا إلى المدن بسبب االضطرابات األمنية‪.‬‬
‫تم تطبيق هذه البرامج التنموية في ظل تقلبات اقتصادية عالمية من شأنها أن‬
‫تؤثر عليها خاصة العتماد تمويلها على أسعار النفط التي تتحدد في األسواق الدولية‪،‬‬
‫فقط عرف العالم األزمة المالية لسنة ‪ ،2008‬وأزمة انهيار أسعار النفط سنة ‪2014‬‬
‫التي ألقت بضاللها على االقتصاد الجزائري إلى اآلن‪.‬‬
‫إشكالية البحث‬

‫مما سبق يمكننا طرح التساؤل الرئيس التالي‪:‬‬


‫‪ ‬ما هي مختلف البرامج التنموية التي عرفتها الجزائر منذ سنة ‪ 2001‬حتى‬
‫‪2019‬؟ وكيف كانت الوضعية االقتصادية في ظلها؟‬
‫ومن هذا التساؤل الرئيس سنطرح األسئلة الفرعية التالية‪:‬‬
‫‪ -‬ما هو برنامج اإلنعاش االقتصادي ‪2004-2001‬؟ ما هي أهدافه ومضمونه؟‬
‫وكيف كانت الوضعية االقتصادية في ظله؟‬
‫‪ -‬ما هو برنامج البرنامج التكميلي لدعم النمو ‪2009-2005‬؟ ما هي أهدافه‬
‫ومضمونه؟ وكيف كانت الوضعية االقتصادية في ظله؟‬
‫‪ -‬ما هو البرنامج الخماسي للتنمية ‪2014-2010‬؟ ما هي أهدافه ومضمونه؟‬
‫وكيف كانت الوضعية االقتصادية في ظله؟‬
‫‪ -‬ما هو برنامج توطيد النمو االقتصادي ‪2019- 2015‬؟ ما هي أهدافه‬
‫ومضمونه؟ وكيف كانت الوضعية االقتصادية في ظله؟‬

‫‪38‬‬
‫العدد الخامس ‪ -‬يناير ‪2020‬‬ ‫مجلة كلية السياسة واالقتصاد‬

‫‪ -‬ما هو النموذج الجديد للنمو ‪2030-2016‬؟ ما هي أهدافه ومضمونه؟ وكيف‬


‫كانت الوضعية االقتصادية في ظله؟‬
‫أهداف البحث‬

‫تتلخص أهداف بحثنا في الجوانب التالية‪:‬‬


‫‪ -‬التعرف على مختلف البرامج التنموية التي عرفتها الجزائر منذ سنة ‪2001‬‬
‫حتى سنة ‪.2019‬‬
‫‪ -‬تحليل الوضعية االقتصادية التي عرفتها الجزائر في ظل تطبيق هذه البرامج‬
‫التنموية‪.‬‬
‫منهج البحث‬

‫اعتمدنا في بحثنا على المنهج الوصفي التحليلي باعتباره يناسب أكثر موضوع‬
‫بحثنا‪ ،‬وذلك من خالل جمع البيانات واإلحصائيات وتحليلها للتعرف على مختلف‬
‫البرامج التنموية التي طبقتها الجزائر منذ سنة ‪ 2001‬حتى سنة ‪ ،2019‬وتحليل‬
‫الوضعية االقتصادية في ظل هذه البرامج التنموية‪.‬‬
‫حدود البحث‬

‫يعرض بحثنا البرامج التنموية في الجزائر وتحليلها‪ ،‬حيث سنخصص البرامج التي‬
‫عرفتها بداية من سنة ‪ 2001‬حتى ‪ ،2019‬أما عن التحليل سنركز على الوضعية‬
‫االقتصادية من خالل بعض المؤشرات والمجاميع كمعدل نمو الناتج الداخلي الخام‪،‬‬
‫معدل البطالة‪ ،‬معدل التضخم‪ ،‬ميزان المدفوعات والدين الخارجي‪.‬‬
‫خطة البحث‬

‫من أجل اإلجابة على التساؤل الرئيس واألسئلة الفرعية سوف نقسم بحثنا إلى‬
‫خمسة محاور أساسية تتمثل فيما يلي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬عرض وتحليل برنامج اإلنعاش االقتصادي ‪.2004-2001‬‬
‫ثانيا‪ :‬عرض وتحليل البرنامج التكميلي لدعم النمو ‪.2009-2005‬‬
‫ثالثا‪ :‬عرض وتحليل البرنامج الخماسي للتنمية ‪.2014-2010‬‬

‫‪39‬‬
‫العدد الخامس ‪ -‬يناير ‪2020‬‬ ‫مجلة كلية السياسة واالقتصاد‬

‫رابعا‪ :‬عرض وتحليل برنامج توطيد النمو االقتصادي ‪.2019- 2015‬‬


‫خامسا‪ :‬عرض وتحليل النموذج الجديد للنمو ‪.2030-2016‬‬
‫أوال‪ :‬عرض وتحليل برنامج دعم اإلنعاش االقتصادي ‪2004-2001‬‬

‫‪ .1‬تعريفه‪ :‬قررت الحكومة الجزائرية في أفريل ‪ 2001‬وضع برنامج لتدعيم‬


‫اإلنعاش االقتصادي‪ ،‬وقد خصص النجاز هذا البرنامج أهم غالف مالي منذ‬
‫االستقالل حيث بلغ ‪ 525‬مليار دج أي ما يعادل ‪ 7‬مليار دوالر‪ ،‬وجه أساسا‬
‫للقطاعات الرئيسية من أشغال كبرى وهياكل قاعدية‪ ،‬تنمية محلية وبشرية‪ ،‬دعم‬
‫قطاع الفالحة والصيد البحري‪ ،‬دعم اإلصالحات‪ ،‬حيث أن هذه القطاعات‬
‫بدورها تتكون من قطاعات فرعية‪ ،‬وقد بلغ عدد المشاريع التي جاءت ضمن‬
‫البرنامج ‪15974‬مشروع(‪.)1‬‬
‫‪ .2‬أهدافه‪ :‬وفقا للوثيقة الرسمية التي أصدرتها رئاسة الحكومة المتعلقة بمضمون‬
‫برنامج دعم اإلنعاش االقتصادي فإن األهداف العملية لهذه السياسة حددت فيما‬
‫يلي(‪:)2‬‬
‫‪ ‬تنشيط الطلب الكلي‪.‬‬
‫‪ ‬دعم النشاطات المنتجة للقيمة المضافة ومناصب الشغل عن طريق رفع‬
‫مستوى االستغالل في القطاع الفالحي وفي المؤسسات المنتجة المحلية‬
‫الصغيرة والمتوسطة‪.‬‬
‫‪ ‬تهيئة وانجاز هياكل قاعدية تسمح بإعادة بعث النشاطات االقتصادية‬
‫وتغطية االحتياجات الضرورية للسكان‪.‬‬
‫‪ ‬تنمية الموارد البشرية‪.‬‬
‫‪ ‬مما سبق يمكن القول أن الهدف الرئيسي لسياسة اإلنعاش االقتصادي‬
‫يتمثل في رفع معدل نمو الناتج الداخلي الخام وتخفيض معدالت‬
‫البطالة‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫العدد الخامس ‪ -‬يناير ‪2020‬‬ ‫مجلة كلية السياسة واالقتصاد‬

‫‪ .3‬مضمونه‪ :‬تم تقسيم برنامج دعم اإلنعاش االقتصادي إلى أربعة قطاعات‬
‫رئيسة‪ ،‬والجدول اآلتي يبين هذا التقسيم القطاعي خالل فترة هذا البرنامج‬
‫والمبالغ المخصصة لكل قطاع‪.‬‬
‫جدول رقم ‪ :01‬مضمون برنامج دعم اإلنعاش االقتصادي ‪2004-2001‬‬
‫النسبة المئوية ‪%‬‬ ‫المجموع (مليار دج)‬ ‫‪2004‬‬ ‫‪2003‬‬ ‫‪2002‬‬ ‫‪2001‬‬
‫‪40.10‬‬ ‫‪210.5‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪37.6‬‬ ‫‪70.2‬‬ ‫‪100.7‬‬ ‫أشغال كبرى وهياكل قاعدية‬
‫‪38.80‬‬ ‫‪204.2‬‬ ‫‪6.5‬‬ ‫‪53.1‬‬ ‫‪72.8‬‬ ‫‪71.8‬‬ ‫تنمية محلية وبشرية‬
‫‪12.40‬‬ ‫‪65.3‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪22.4‬‬ ‫‪20.3‬‬ ‫‪10.6‬‬ ‫دعم قطاع الفالحة والصيد البحري‬

‫‪8.60‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪30‬‬ ‫دعم اإلصالحات‬


‫‪100‬‬ ‫‪525‬‬ ‫‪20.5‬‬ ‫‪113.1‬‬ ‫‪178.3‬‬ ‫‪213.1‬‬ ‫المجموع‬
‫المصدر‪ :‬المجلس الوطني االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬تقرير حول الوضعية االقتصادية واالجتماعية للجزائر‬
‫خالل السداسي الثاني من سنة ‪.2001‬‬

‫من خالل الجدول السابق نالحظ أنه خصص قرابة ‪ %75‬من مبلغ البرنامج‬
‫للسنتين األولتين من انطالقه وهذا إلعطاء دفعة قوية لعملية اإلنعاش االقتصادي‪،‬‬
‫وتحسيس المواطن بنتائج ملموسة في أقرب وقت ممكن خاصة بعد األوضاع المعيشية‬
‫الصعبة التي عاشها خالل فترة التسعينات وهذا ما يجدد ثقته في الحكومة الجديدة‪،‬‬
‫ليخصص ما نسبته ‪ %21.5‬و‪ %4‬من البرنامج للسنة الثالثة والرابعة على التوالي‬
‫لتكملة المشاريع التي انطلق فيها‪ .‬كما كان لقطاع األشغال الكبرى والهياكل القاعدية‬
‫والتنمية المحلية والبشرية حصة األسد في هذا البرنامج بحصة تقارب ‪ %80‬من مبلغ‬
‫البرنامج‪ ،‬وهذا راجع ألهمية هذين القطاعين فبالنسبة لقطاع األشغال الكبرى والهياكل‬
‫القاعدية تتطلب مشاريعه الضخمة كالطرقات والمطارات والموانئ تخصيص مبالغ كبيرة‬
‫لتنفيذها‪ ،‬كما أن هذه المشاريع لها أهمية كبيرة في التنمية االقتصادية والتأثير على‬
‫باقي القطاعات‪ ،‬إضافة أن هذا القطاع يعرف عج از وتأخ ار كبيرين خاصة بعد خروج‬
‫الجزائر من أزمتها األمنية‪ .‬أما بالنسبة للتنمية المحلية والبشرية فيتطلب هذا القطاع‬
‫جهودا كبيرة في مختلف المجاالت لتحسين الموارد البشرية‪.‬‬
‫وخصص البرنامج ما نسبته ‪ % 21‬من مبلغ البرنامج لتدعيم مختلف اإلصالحات‬
‫في المؤسسات العمومية والخاصة‪ ،‬إضافة إلى دعم قطاع الفالحة والصيد البحري رغم‬
‫استفادته سنة ‪ 2000‬من المخطط الوطني للتنمية الريفية بغية زيادة اإلنتاج الفالحي‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫العدد الخامس ‪ -‬يناير ‪2020‬‬ ‫مجلة كلية السياسة واالقتصاد‬

‫وقد استهدف في هذا البرنامج تنمية المناطق النائية واألكثر حرمانا في الهضاب‬
‫العليا والجنوب بتكلفة إجمالية قدرها ‪ 67.6‬مليار دج‪.‬‬
‫ومن أجل ضمان التطبيق الجيد لهذا البرنامج وتحقيق أهدافه قامت السلطات‬
‫العامة بوضع مجموعة من اإلصالحات المؤسسية والهيكلية التي تسمح بتفعيل آليات‬
‫السوق وخلق محيط مالئم الزدهار األنشطة اإلنتاجية وتشجيع االستثمار‪ ،‬ويمكن‬
‫توضيح أهم هذه اإلصالحات والمبالغ المخصصة لها من خالل الجدول اآلتي‪.‬‬
‫جدول رقم ‪ : 02‬اإلصالحات المصاحبة لتنفيذ برنامج دعم اإلنعاش االقتصادي‬
‫المجموع (مليار دج)‬ ‫‪2004‬‬ ‫‪2003‬‬ ‫‪2002‬‬ ‫‪2001‬‬
‫‪20‬‬ ‫‪9.8‬‬ ‫‪7.5‬‬ ‫‪2.5‬‬ ‫‪0.2‬‬ ‫عصرنة إدارة الضرائب‬
‫‪22.5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪5.5‬‬ ‫صندوق المساهمة والشراكة‬
‫‪2‬‬ ‫‪0.4‬‬ ‫‪0.5‬‬ ‫‪0.8‬‬ ‫‪0.3‬‬ ‫تهيئة المناطق الصناعية‬
‫‪2‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0.7‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0.3‬‬ ‫صندوق ترقية المنافسة الصناعية‬
‫‪0.08‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0.05‬‬ ‫‪0.03‬‬ ‫أنظمة التنبؤ على المدى المتوسط والطويل‬
‫‪46.58‬‬ ‫‪15.2‬‬ ‫‪13.7‬‬ ‫‪11.35‬‬ ‫‪6.33‬‬ ‫المجموع‬
‫المصدر‪ :‬محمد صالح‪ ،‬أهداف السياسة االقتصادية الكلية في الجزائر حسب المربع السحري لكالدور‪ -‬دراسة تحليلية‬
‫تقيميية للبرامج التنموية مع إشارة للبرامج الخماسي ‪ ،2014-2010‬مجلة كلية العلوم االقتصادية والتسيير والعلوم‬
‫التجارية‪ ،‬العدد‪ ،2016 ،1:‬ص‪.270 :‬‬

‫‪ .4‬تحليل الوضعية االقتصادية في ظل هذا البرنامج‪ :‬يمكن تحليل الوضعية‬


‫االقتصادية من خالل مؤشرات ومجاميع عديدة‪ ،‬وسوف نركز على بعض‬
‫المؤشرات المهمة‪.‬‬
‫جدول رقم ‪ :03‬تطور بعض المؤشرات االقتصادية خالل الفترة ‪2004-2001‬‬
‫‪2004‬‬ ‫‪2003‬‬ ‫‪2002‬‬ ‫‪2001‬‬
‫‪5.2‬‬ ‫‪6.8‬‬ ‫‪4.1‬‬ ‫‪2.7‬‬ ‫معدل نمو الناتج الداخلي الخام ‪%‬‬
‫‪17.7‬‬ ‫‪23.7‬‬ ‫‪27.30‬‬ ‫‪27.30‬‬ ‫معدل البطالة ‪%‬‬
‫‪4.6‬‬ ‫‪3.5‬‬ ‫‪2.2‬‬ ‫‪3.5‬‬ ‫معدل التضخم ‪%‬‬
‫‪11.12‬‬ ‫‪8.84‬‬ ‫‪4.37‬‬ ‫‪7.06‬‬ ‫ميزان المدفوعات (مليار دوالر)‬
‫‪21.82‬‬ ‫‪23.35‬‬ ‫‪22.64‬‬ ‫‪22.57‬‬ ‫الدين الخارجي (مليار دوالر)‬
‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحثة باالعتماد على‪ :‬الديوان الوطني لإلحصائيات (التشغيل حوصلة إحصائية ‪،)2011-1962‬‬
‫بنك الجزائر ( ‪ ،)Bulletin statistique de la banque d’Algérie: juin 2006‬التقارير السنوية لبنك الجزائر‪:‬‬
‫‪.2007 ،2004 ،2003 ،2002‬‬

‫‪42‬‬
‫العدد الخامس ‪ -‬يناير ‪2020‬‬ ‫مجلة كلية السياسة واالقتصاد‬

‫من خالل الجدول السابق نالحظ أن برنامج اإلنعاش االقتصادي كانت له‬
‫انعكاسات على مختلف المؤشرات االقتصادية نجملها كما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬تحقيق معدالت نمو الناتج الداخلي الخام مقبولة حيث ارتفع معدل نمو الناتج‬
‫الداخلي الخام من ‪ %2.7‬سنة ‪ 2001‬إلى ‪ %5.2‬سنة ‪ ،2004‬حيث حقق‬
‫أعلى معدل نمو اقتصادي سنة ‪ 2003‬بمعدل ‪ ،%6.8‬وهذه المعدالت لم‬
‫تتحقق لمدة طويلة ويرجع ارتفاع أسعار النفط في األسواق الدولية دور كبير في‬
‫تحقيق هذه المعدالت‪.‬‬
‫‪ -‬انخفاض معدالت البطالة من ‪ %27.30‬سنة ‪ 2001‬إلى ‪ %17.7‬سنة‬
‫‪ ،2004‬ويرجع ذلك إلى إطالق المشاريع التنموية التي تتطلب اليد العاملة‬
‫لتنفيذها‪.‬‬
‫‪ -‬ارتفاع معدالت التضخم من ‪ %3.5‬سنة ‪ 2001‬إلى ‪ %4.6‬سنة ‪ ،2004‬حيث‬
‫عرفت سنة ‪ 2002‬انخفاض للمعدل بـ‪.2.2‬‬
‫‪ -‬ارتفع رصيد ميزان المدفوعات من ‪ 7.06‬مليار دوالر سنة ‪ 2001‬إلى ‪11.12‬‬
‫مليار دوالر‪ ،‬فرغم ارتفاع واردات البالد نتيجة لتشجيع الطلب المحلي وانجاز‬
‫المشاريع إال أن ميزان المدفوعات حقق نتائج ايجابية راجعة خاصة لتحسن‬
‫أسعار النفط هذا األخير الذي يعتبر العنصر الغالب ضمن إيرادات الدولة‪.‬‬
‫‪ -‬بقي الدين الخارجي في مستويات مستقرة حيث انتقل من ‪ 22.57‬مليار دوالر‬
‫سنة ‪ 2001‬إلى ‪ 21.82‬مليار دوالر سنة ‪ ،2004‬وهذا يبين أن الجزائر لم‬
‫تباشر في عملية تسديد ديونها الخارجية من خالل هذا البرنامج‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬عرض وتحليل البرنامج التكميلي لدعم النمو ‪2009-2005‬‬

‫‪ -1‬تعريفه‪ :‬إن البرنامج التكميلي لدعم النمو تم الموافقة عليه بموجب قانون‬
‫المالية التكميلي لسنة ‪ 2005‬حسب المادة ‪ 27‬التي تنص على ما يلي‪ :‬يفتح‬
‫في كتابات الخزينة حساب تخصيص خاص رقمه ‪ 302-120‬وعنوانه حساب‬
‫تسيير عمليات االستثمارات العمومية المسجلة بعنوان البرنامج التكميلي لدعم‬
‫اإلنعاش‪ .‬حيث يقيد في باب إيراداته باقي اعتمادات الدفع المحررة إلى غاية‬
‫‪43‬‬
‫العدد الخامس ‪ -‬يناير ‪2020‬‬ ‫مجلة كلية السياسة واالقتصاد‬

‫‪ 31‬ديسمبر ‪ 2005‬والمتعلقة بالمشاريع المسجلة بعنوان البرنامج التكميلي لدعم‬


‫اإلنعاش‪ ،‬باإلضافة إلى تخصيصات الميزانية المخصصة سنويا في إطار‬
‫البرنامج التكميلي لدعم اإلنعاش‪ ،‬أما في باب النفقات فتقيد النفقات المرتبطة‬
‫بتنفيذ مشاريع االستثمارات العمومية المسجلة بعنوان البرنامج التكميلي لدعم‬
‫اإلنعاش‪ .‬وقد خصص مبلغ قدره ‪ 4202.7‬مليار دج أي ما يعادل ‪ 55‬مليار‬
‫دوالر لهذا البرنامج(‪ . )3‬وقد كان هذا البرنامج مرفقا ببرنامجين تكميليين لتنمية‬
‫الجنوب والهضاب العليا والخاصين بالفترة ‪ ،)4(2009-2006‬هذان البرنامجان‬
‫يأخذان في الـحسبان الـخصوصيات الـجغرافية لهذين ال َّـرْب َع ْيـن ويأتيان لتعزيز‬
‫الـمساواة من حيث التنـمية بين مختلف المناطق في البالد‪ ،‬حيث خصص مبلغ‬
‫‪ 432‬مليار دج لمناطق الجنوب‪ ،‬بينما خصص مبلغ ‪ 668‬مليار دج لمنطقة‬
‫الهضاب العليا(‪.)5‬‬
‫وقد بلغ عدد المشاريع خالل البرنامج التكميلي لدعم النمو ‪ 20247‬مشروع موزعة‬
‫بين مشاريع عمومية ومشاريع خاصة ومشاريع مختلطة(‪.)6‬‬
‫‪ -2‬أهدافه‪ :‬هدف هذا البرنامج إلى تحقيق ما يلي(‪:)7‬‬
‫‪ ‬استكمال اإلطار التحفيزي باالستثمار عن طريق إصدار نصوص تنظيمية من‬
‫شأنها أن تتم قانون االستثمار‪ ،‬وتطوير التدابير الكفيلة بتسهيل االستثمار‬
‫الخاص الوطني أو األجنبي‪.‬‬
‫‪ ‬مواصلة تطبيق األداة االقتصادية والمالية الوطنية مع االنفتاح العالمي سواء‬
‫تعلق األمر بتأهيل أداة اإلنتاج أو باإلصالح المالي والمصرفي‪.‬‬
‫‪ ‬انتهاج سياسة ترقية الشراكة والخوصصة‪ ،‬والحرص الشديد على تعزيز القدرات‬
‫الوطنية في مجال خلق الثروات ومناصب الشغل وترقية التنافسية‪.‬‬
‫‪ ‬تعزيز مهمة ضبط ومراقبة الدولة قصد محاربة الغش والمضاربة والمنافسة غير‬
‫المشروعة التي تخل بقواعد المنافسة والسوق على حساب المؤسسات الوطنية‬
‫المنتجة‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫العدد الخامس ‪ -‬يناير ‪2020‬‬ ‫مجلة كلية السياسة واالقتصاد‬

‫‪ -3‬مضمونه‪ :‬قسم البرنامج التكميلي لدعم النمو على خمس قطاعات رئيسة نبينها‬
‫من خالل الجدول اآلتي‪.‬‬
‫جدول رقم ‪ :04‬مضمون البرنامج التكميلي لدعم النمو ‪2009-2005‬‬
‫النسبة المئوية ‪%‬‬ ‫المجموع (مليار دج)‬
‫‪45.5‬‬ ‫‪1908.5‬‬ ‫تحسين ظروف معيشة السكان‬
‫‪40.5‬‬ ‫‪1703.1‬‬ ‫تطوير الهياكل القاعدية‬
‫‪8‬‬ ‫‪337.2‬‬ ‫دعم التنمية االقتصادية‬
‫‪4.8‬‬ ‫‪203.9‬‬ ‫تطوير الخدمة العمومية‬
‫‪1.2‬‬ ‫‪50‬‬ ‫تطوير التكنولوجيات الحديثة لالتصال‬
‫‪100‬‬ ‫‪4202.7‬‬ ‫المجموع‬
‫المصدر‪ :‬محمد صالح‪ ،‬أهداف السياسة االقتصادية الكلية في الجزائر حسب المربع السحري لكالدور‪ -‬دراسة تحليلية‬
‫تقيميية للبرامج التنموية مع إشارة للبرامج الخماسي ‪ ،2014-2010‬مجلة كلية العلوم االقتصادية والتسيير والعلوم‬
‫التجارية‪ ،‬العدد‪ ،2016 ،16 :‬ص‪ .271 :‬نقال عن البرنامج التكميلي لدعم النمو‪ ،‬بوابة الوزير األول‪.‬‬

‫من خالل الجدول السابق يتبين لنا هذا البرنامج جاء في نفس منحى البرنامج‬
‫السابق‪ ،‬وذلك الستكمال المشاريع السابقة‪ ،‬حيث احتل قطاع تحسين ظروف معيشة‬
‫السكان (من خالل السكن –إنجاز مليون وحدة سكنية‪ ،-‬التربية الوطنية والتعليم العالي‪،‬‬
‫تأهيل المرافق الرياضية والثقافية) الحصة األكبر من مبلغ البرنامج بنسبة تقدر‬
‫بـ‪ ،%45.5‬وهذا نظ ار ألهمية تحسين المعيشة للسكان على األداء االقتصادي‪.‬‬
‫كما احتل قطاع تطوير الهياكل القاعدية حصة كبيرة من مبلغ البرنامج قدرت‬
‫بـ‪ ،%40.5‬حيث تم توزيعها على قطاعات النق ل مثل مشروع الطريق السيار شرق‬
‫غرب‪ ،‬األشغال العمومية‪ ،‬المياه‪ ،‬وتهيئة اإلقليم‪.‬‬
‫أما دعم التنمية االقتصادية فقد خصص له ما نسبته ‪ %8‬من مبلغ البرنامج حيث‬
‫تم توزيع المبلغ المخصص له على قطاعات الفالحة والتنمية الريفية‪ ،‬الصناعة‪ ،‬ترقية‬
‫االستثمار‪ ،‬الصيد البحري‪ ،‬المؤس سات الصغيرة والمتوسطة والسياحة‪.‬‬
‫وقد خصص ما نسبته ‪ % 4.8‬من مبلغ البرنامج على تطوير الخدمات العمومية‬
‫من أجل تحسينها وعصرنتها وجعلها في مستوى تطلعات التطورات االقتصادية‬
‫واالجتماعية وتدارك التأخر المسجل في هذا اإلطار‪ ،‬ووزع المبلغ المخصص له على‬
‫قطاعات العدالة‪ ،‬الداخلية‪ ،‬التجارة والمالية‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫العدد الخامس ‪ -‬يناير ‪2020‬‬ ‫مجلة كلية السياسة واالقتصاد‬

‫ليأتي في األخير تطوير تكنولوجيا االتصال بنسبة ‪ %1.1‬من مبلغ البرنامج وهذا‬
‫بغية فك العزلة عن المناطق النائية بتزويدها بالموزعات الهاتفية وتحسين االتصال‪.‬‬
‫‪ -4‬تحليل الوضعية االقتصادية في ظل هذا البرنامج‪ :‬يمكن تحليل الوضعية‬
‫االقتصادية من خالل مؤشرات ومجاميع عديدة‪ ،‬وسوف نركز على بعض‬
‫المؤشرات المهمة‪.‬‬
‫جدول رقم ‪ :05‬تطور بعض المؤشرات االقتصادية خالل الفترة ‪2009-2005‬‬
‫‪2009‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫‪2005‬‬
‫‪2.4‬‬ ‫‪2.4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4.8‬‬ ‫‪5.1‬‬ ‫معدل نمو الناتج الداخلي الخام ‪%‬‬
‫‪10.2‬‬ ‫‪11.3‬‬ ‫‪13.8‬‬ ‫‪12.3‬‬ ‫‪15.3‬‬ ‫معدل البطالة ‪%‬‬
‫‪6.1‬‬ ‫‪3.9‬‬ ‫‪3.9‬‬ ‫‪1.8‬‬ ‫‪1.9‬‬ ‫معدل التضخم‪%‬‬
‫‪0.40‬‬ ‫‪34.45‬‬ ‫‪30.54‬‬ ‫‪28.95‬‬ ‫‪21.18‬‬ ‫ميزان المدفوعات (مليار دوالر)‬
‫‪5.41‬‬ ‫‪5.58‬‬ ‫‪5.60‬‬ ‫‪5.61‬‬ ‫‪17.19‬‬ ‫الدين الخارجي (مليار دوالر)‬
‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحثة باالعتماد على‪ :‬الديوان الوطني لإلحصائيات (التشغيل حوصلة إحصائية ‪،)2011-1962‬‬
‫بنك الجزائر ( ‪ ،)Bulletin statistique de la banque d’Algérie: juin 2012‬التقارير السنوية لبنك الجزائر‪:‬‬
‫‪ .2009 ،2008 ،2007 ،2006 ،2005‬النشرية اإلحصائية الثالثية لبنك الجزائر‪ ،‬سبتمبر ‪.2010‬‬

‫من خالل الجدول السابق يتبين لنا أن معدل نمو الناتج الداخلي الخام هو في‬
‫انخفاض مستمر حيث انتقل من ‪ %5.1‬سنة ‪ 2005‬إلى ‪ %2.4‬سنة ‪ ،2009‬ويرجع‬
‫ذلك إلى تراجع أسعار النفط بسبب نقص الطلب العالمي على المحرقات نتيجة األزمة‬
‫المالية العالمية سنة ‪ .2008‬أما معدالت البطالة فقد واصلت في االنخفاض حيث‬
‫انتقلت من ‪ %15.3‬سنة ‪ 2005‬إلى ‪ %10.2‬سنة ‪ 2009‬وهذا راجع لتواصل‬
‫المشاريع التنموية ضمن هذا البرنامج‪ ،‬في حين نجد أن معدل التضخم عرف ارتفاعا‬
‫مستم ار فقد انتقل من ‪ %1.9‬سنة ‪ 2005‬إفى ‪ %6.1‬سنة ‪ 2009‬ويرجع ذلك الرتفاع‬
‫أسعار المواد المستوردة وفرض بعض الضرائب في قانون المالية ‪.2009‬‬
‫في حين عرف ميزان المدفوعات رصيدا موجبا وكان في وتيرة متصاعدة حيث‬
‫انتقل من ‪ 21.18‬مليار دوالر إلى ‪ 34.45‬مليار دوالر سنة ‪ 2008‬لينخفض بحدة في‬
‫سنة ‪ 2009‬إلى ‪ 0.40‬مليار دوالر بسبب األزمة المالية العالمية وانخفاض الطلب‬
‫على المحرقات مما أدى إلى انهيار أسعار النفط في األسواق الدولية‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫العدد الخامس ‪ -‬يناير ‪2020‬‬ ‫مجلة كلية السياسة واالقتصاد‬

‫انخفض الدين الخارجي من ‪ 17.19‬مليار دوالر سنة ‪ 2005‬إلى ‪ 5.61‬مليار‬


‫دوالر سنة ‪ 2006‬وهذا يبين أن الجزائر قد باشرت في تسديد ديونها الخارجية‪ ،‬لتستقر‬
‫الديون الخارجية في حدود ‪ 5.41‬مليار دوالر سنة ‪ ،2009‬وهذا بفضل ارتفاع أسعار‬
‫لنفط في األسواق الدولية‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬عرض وتحليل البرنامج الخماسي للتنمية ‪2014-2010‬‬

‫‪ -1‬تعريفه‪ :‬يعتبر هذا البرنامج مكمل للبرامج السابقة سواء من حيث طبيعة‬
‫المشاريع أو األهداف المراد تحقيقها في إطار إعطاء دفعة قوية لمختلف‬
‫القطاعات االقتصادية واالستجابة لمتطلبات السكان وتحسين المعيشة‪ ،‬وقد‬
‫رصد لهذا البرنامج ‪ 286‬مليار دوالر لهذا يعتبر أكبر برنامج تنموي تعرفه‬
‫(‪)8‬‬
‫القسم األول يتضمن إطالق‬ ‫الجزائر منذ االستقالل‪ ،‬وينقسم إلى قسمين‬
‫مشاريع جديدة بمبلغ إجمالي يقدر ب ‪ 11534‬مليار دج أي ما يعادل مبلغ‬
‫‪156‬مليار دوالر‪ ،‬أما القسم الثاني‪ :‬يتضمن استكمال المشاريع الكبرى الجاري‬
‫إنجازها مثل (السكك الحديدية والطرق والمياه‪ ).. ،‬بمبلغ يقدر ب ‪ 9700‬مليار‬
‫دج أي ما يعادل مبلغ ‪ 130‬مليار دوالر‪.‬‬
‫وقصد تمويل االستثمارات العمومية التي تضمنها هذا البرنامج تم فتح حساب‬
‫تخصيص خاص رقم ‪ 302-134‬بعنوان حساب تسيير عمليات االستثمارات العمومية‬
‫المسجلة بعنوان برنامج دعم النمو االقتصادي ‪ 2014-2010‬وذلك من خالل المادة‬
‫‪ 70‬من قانون المالية ‪.)9(2010‬‬
‫‪ -2‬أهدافه‪ :‬هدف هذا البرنامج إلى تحقيق ما يلي(‪:)10‬‬
‫‪ ‬دعم التنمية البشرية التي تعتبر الركيزة األساسية للبرنامج االقتصادي‬
‫واالجتماعي‪ ،‬وتعزيز تماسك األمة حول هويتها وشخصيتها الوطنيتين‪.‬‬
‫‪ ‬مكافحة البطالة من خالل استحداث ثالث ماليين منصب شغل جديد‪.‬‬
‫‪ ‬تحسين ظروف العيش في المناطق الريفية من خالل تحسين التزود بالماء‬
‫الصالح للشرب ودفع قطاع األشغال العمومية لفك العزلة عن كل المناطق‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫العدد الخامس ‪ -‬يناير ‪2020‬‬ ‫مجلة كلية السياسة واالقتصاد‬

‫‪ ‬ترقية وتطوير اقتصاد المعرفة من خالل دعم البحث العلمي وتعميم التعليم‪،‬‬
‫وتعميم استخدام تكنولوجيا المعلومات واالتصال داخل المنظومة الوطنية للتعليم‬
‫وفي المرافق العمومية‪.‬‬
‫‪ ‬تحسين مناخ االستثمار واتخاذ التدابير الالزمة إلنعاش الصناعة الوطنية‬
‫وتطوير المحيط اإلداري والمالي والقانوني للمؤسسة‪ ،‬وترقية الصادرات خارج‬
‫المحروقات‪.‬‬
‫‪ ‬االستمرار في توسيع قاعدة السكن واعادة االعتبار للنسيج العمراني‪ ،‬وتطوير‬
‫الترقية العقارية واألداة الوطنية في قطاع البناء واألشغال العمومية‪.‬‬
‫‪ ‬مواصلة التجديد الفالحي وتحسين األمن الغذائي للبالد‪.‬‬
‫‪ ‬تثمين الموارد الطاقوية والمنجمية‪،‬‬
‫‪ ‬تثمين القدرات السياحية والصناعة التقليدية‪.‬‬
‫‪ ‬الحفاظ على السلم االجتماعي في خدمة التنمية‪.‬‬
‫‪ -3‬مضمونه‪ :‬قسم البرنامج الخماسي للتنمية إلى ستة قطاعات نبينها من خالل‬
‫الجدول التالي‪.‬‬
‫جدول رقم ‪ :06‬مضمون البرنامج الخماسي للتنمية ‪2014-2010‬‬
‫النسبة المئوية ‪%‬‬ ‫المجموع (مليار دج)‬
‫‪49.5‬‬ ‫‪10122‬‬ ‫التنمية البشرية‬
‫‪31.5‬‬ ‫‪6448‬‬ ‫المنشآت القاعدية األساسية‬
‫‪8.16‬‬ ‫‪1666‬‬ ‫تحسين وتطوير الخدمات العمومية‬
‫‪7.7‬‬ ‫‪1566‬‬ ‫التنمية االقتصادية‬
‫‪1.8‬‬ ‫‪360‬‬ ‫الحد من البطالة‬
‫‪1.2‬‬ ‫‪250‬‬ ‫البحث العلمي والتكنولوجيات الجديدة لالتصال‬
‫‪100‬‬ ‫‪21214‬‬ ‫المجموع‬
‫المصدر‪ :‬محمد صالح‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ .274 :‬نقال عن بيان اجتماع مجلس الوزراء‪ ،‬برنامج التنمية الخماسي‬
‫‪.2014-2010‬‬
‫من خالل الجدول يتبين لنا أن التنمية البشرية أخذت أكبر حصة في البرنامج‬
‫بنسبة ‪ %49.5‬من مبلغ البرنامج حيث وجهت إلنشاء مؤسسات تربوية وجامعية‬
‫وصحية ورياضية ومؤسسات للتكوين المهني وبرمجة إنجاز مليوني وحدة سكنية‪،‬‬

‫‪48‬‬
‫العدد الخامس ‪ -‬يناير ‪2020‬‬ ‫مجلة كلية السياسة واالقتصاد‬

‫توصيل الكهرباء والغاز والماء إلى المناطق الريفية المعزولة‪ ،‬واعداد مجموعة من‬
‫البرامج لفائدة قطاع المجاهدين والشؤون الدينية والثقافة واالتصال‪.‬‬
‫أما قطاع المنشآت القاعدية األساسية فقد خصص له ما نسبته ‪ %31.5‬من مبلغ‬
‫البرنامج وجه لمواصلة توسيع وتحديث شبكات الطرقات والسكك الحديدية وزيادة قدرات‬
‫الموانئ وتحديث الهياكل القاعدية للمطارات‪ ،‬وتحسين النقل الحضري الذي سيعرف‬
‫تجهيز ‪ 14‬مدينة بخطوط الترامواي‪ .‬كما خصص مبلغ لقطاع تهيئة اإلقليم والبيئة‬
‫موجه خصوصا إلنجاز أربع مدن جديدة وكذا مختلف عمليات المحافظة على البيئة‬
‫مثل تسيير النفايات‪.‬‬
‫وخصص ما نسبته ‪ %8.16‬من مبلغ البرنامج لتحسين وتطوير الخدمات‬
‫العمومية وجه أساسا إلى للجماعات المحلية واألمن الوطني والحماية الوطنية‪ ،‬وقطاع‬
‫العدالة‪ ،‬المالية وقطاع العمل‪.‬‬
‫أما دعم التنمية االقتصادية فخصص لها ‪ %7.7‬من مبلغ البرنامج موجهة لدعم‬
‫قطاع الفالحة والصيد البحري‪ ،‬دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬إنعاش وتحديث‬
‫المؤسسات العمومية االقتصادية‪ ،‬وتحديث وانشاء مناطق صناعية‪.‬‬
‫خصص ما نسبته ‪ % 1.8‬من مبلغ البرنامج للحد من البطالة موجه لدعم إدماج‬
‫حاملي شهادات التعليم العالي والتكوين المهني‪ ،‬ودعم استحداث مؤسسات ونشاطات‬
‫مصغرة‪ ،‬ترتيبات للتشغيل المؤقت‪.‬‬
‫كما خصص ما نسبته ‪ % 1.2‬من مبلغ البرنامج للبحث العلمي والتكنولوجيا‬
‫الجديدة لالتصال موجه لتطوير البحث العلمي‪ ،‬تجهيزات موجهة لتعميم تعليم اإلعالم‬
‫اآللي في كل أطوار المنظومة الوطنية للتربية‪ ،‬والتعليم والتكوين‪ ،‬وتجسيد الحكومة‬
‫االلكترونية‪.‬‬
‫‪ -4‬تحليل الوضعية االقتصادية في ظل هذا البرنامج‪ :‬يمكن تحليل الوضعية‬
‫االقتصادية من خالل مؤشرات ومجاميع عديدة‪ ،‬وسوف نركز على بعض‬
‫المؤشرات المهمة‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫العدد الخامس ‪ -‬يناير ‪2020‬‬ ‫مجلة كلية السياسة واالقتصاد‬

‫جدول رقم ‪ :07‬تطور بعض المؤشرات االقتصادية خالل الفترة ‪2014-2010‬‬


‫‪2014‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬
‫‪3.8‬‬ ‫‪2.8‬‬ ‫‪3.3‬‬ ‫‪2.4‬‬ ‫‪3.3‬‬ ‫معدل نمو الناتج الداخلي الخام ‪%‬‬
‫سبتمبر‪10.6 :‬‬ ‫‪9.8‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪10‬‬ ‫معدل البطالة ‪%‬‬
‫‪2.92‬‬ ‫‪3.26‬‬ ‫‪8.89‬‬ ‫‪4.52‬‬ ‫‪3.91‬‬ ‫معدل التضخم ‪%‬‬
‫‪5.881 -‬‬ ‫‪0.133‬‬ ‫‪12.057‬‬ ‫‪19.70‬‬ ‫‪12.15‬‬ ‫ميزان المدفوعات (مليار دوالر)‬
‫‪3.73‬‬ ‫‪3.39‬‬ ‫‪3.67‬‬ ‫‪4.41‬‬ ‫‪5.7‬‬ ‫الدين الخارجي (مليار دوالر)‬
‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحثة باالعتماد على‪ :‬الديوان الوطني لإلحصائيات (التشغيل حوصلة إحصائية ‪)2011-1962‬‬
‫و(الجزائر باألرقام نتائج ‪ 2015-2013‬نشرة ‪ ،)2016‬بنك الجزائر (النشرية اإلحصائية الثالثية سبتمبر ‪ ،)2017‬بنك‬
‫الجزائر ( ‪ ،)Bulletin statistique de la banque d’Algérie: juin 2012‬التقارير السنوية لبنك الجزائر‪،2010 :‬‬
‫‪.2014 ،2013 ،2012 ،2011‬‬

‫من خالل الجدول السابق يتبين لنا أن معدالت النمو االقتصادي كانت متواضعة‬
‫خالل فترة البرنامج وكانت متأرجحة مرة نحو االرتفاع ومرة نحو االنخفاض متأثرة بذلك‬
‫بأسعار النفط في األسواق الدولية‪.‬‬
‫عرفت معدالت البطالة استق ار ار حيث انتقلت من ‪ %10‬سنة ‪ 2010‬إلى ‪%10.6‬‬
‫في سبتمبر ‪ ، 2014‬كما عرفت معدالت التضخم تذبذبا أيضا فقد ارتفع معدل التضخم‬
‫سنة ‪ 2010‬من ‪ %3.91‬إلى ‪ %8.89‬سنة ‪ 2012‬ليعاود االنخفاض سنة ‪ 2014‬إلى‬
‫‪.%2.92‬‬
‫ارتفع رصيد ميزان المدفوعات من ‪ 12.15‬مليار دوالر سنة ‪ 2010‬إلى ‪19.70‬‬
‫مليار دوالر سنة ‪ 2011‬ليعاود االنخفاض سنة ‪ 2012‬برصيد قدره ‪ 12.05‬مليار‬
‫دوالر‪ ،‬لينخفض بعد ذلك بشدة في سنة ‪ 2013‬برصيد قدره ‪ 0.133‬مليار دوالر‪،‬‬
‫ليحقق عج از في ‪ 2014‬بـ ‪ 5.881‬مليار دوالر متأث ار بانهيار أسعار النفط في األسواق‬
‫الدولية في الوقت الذي عرفت فيه الواردات ارتفاعا كبيرا‪.‬‬
‫في حين بقي الدين الخارجي في مستوى مستقر متجها نحو االنخفاض حيث انتقل‬
‫من ‪ 5.7‬مليار دوالر سنة ‪ 2010‬إلى ‪ 3.73‬مليار دوالر سنة ‪.2014‬‬

‫‪50‬‬
‫العدد الخامس ‪ -‬يناير ‪2020‬‬ ‫مجلة كلية السياسة واالقتصاد‬

‫رابعا‪ :‬عرض وتحليل برنامج توطيد النمو االقتصادي ‪2019-2015‬‬

‫‪ -1‬تعريفه‪ :‬يعتبر هذا البرنامج تكملة للبرامج التنموية السابقة حيث يغطي هذا‬
‫البرنامج عمليات االستثمارات العمومية المسجلة خالل فترة ‪،2019-2015‬‬
‫حيث تم إنشاء صندوق تسيير عمليات االستثمارات العمومية المسجلة بعنوان‬
‫برنامج توطيد النمو االقتصادي ‪ 2019-2015‬والذي جاء ضمن حساب‬
‫التخصيص الخاص رقم ‪.)11(302-143‬‬
‫وقد خصص مبلغ قدر بـ ‪ 4079.6‬مليار دج في ‪ ،2015‬مقابل مبلغ بـ ‪1894.2‬‬
‫مليار دج في ‪ ، 2016‬حيث نالت فيه المنشآت القاعدية االقتصادية واإلدارية الحصة‬
‫األكبر(‪.)12‬‬
‫‪ -2‬أهدافه‪ :‬ويهدف هذا البرنامج إلى تحقيق ما يلي(‪:)13‬‬
‫‪ ‬الحفاظ على المكاسب االجتماعية من خالل منح األولوية لتحسين الظروف‬
‫المعيشية للسكان في قطاعات السكن‪ ،‬التربية‪ ،‬التكوين‪ ،‬والصحة العمومية‪،‬‬
‫وربط البيوت بشبكات الماء والكهرباء والغاز‪...‬الخ؛ وترشيد التحويالت‬
‫االجتماعية ودعم الطبقات المحرومة العاملة؛‬
‫‪ ‬ايالء االهتمام أكثر بالتنويع االقتصادي وتحقيق نمو الصادرات خارج قطاع‬
‫المحروقات؛ واالهتمام بالتنمية الفالحية والريفية‪ ،‬بسبب مساهمتها في األمن‬
‫الغذائي وتنويعه؛‬
‫‪ ‬استحداث مناصب الشغل؛ ومواصلة جهد مكافحة البطالة وتشجيع االستثمار‬
‫المنتج المحدث للثروة ومناصب العمل؛‬
‫‪ ‬ايالء عناية خاصة للتكوين ونوعية الموارد البشرية من خالل تشجيع وترقية‬
‫تكوين األطر واليد العاملة المؤهلة‪.‬‬
‫وتتوخى الحكومة من خالل البرنامج الخماسي للنمو ‪ 2019-2015‬إلى تحقيق‬
‫نسبة سنوية للنمو قدرها ‪ %7‬قصد الحد من البطالة وتحسين ظروف معيشة‬
‫المواطنين(‪.)14‬‬

‫‪51‬‬
‫العدد الخامس ‪ -‬يناير ‪2020‬‬ ‫مجلة كلية السياسة واالقتصاد‬

‫‪ -3‬مضمونه‪ :‬قسم برنامج توطيد النمو االقتصادي على تسع قطاعات رئيسة‬
‫نبينها من خالل الجدول اآلتي‪.‬‬
‫جدول رقم ‪ :08‬مضمون برنامج توطيد النمو االقتصادي خالل الفترة‪2016-2015 :‬‬
‫النسبة المئوية ‪%‬‬ ‫المجموع (مليار دج)‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2015‬‬
‫‪0.2‬‬ ‫‪9.9‬‬ ‫‪4.8‬‬ ‫‪5.1‬‬ ‫الصناعة‬
‫‪6.8‬‬ ‫‪407.6‬‬ ‫‪198.2‬‬ ‫‪209.4‬‬ ‫الفالحة والري‬
‫‪0.8‬‬ ‫‪47.5‬‬ ‫‪14.9‬‬ ‫‪32.6‬‬ ‫دعم الخدمات المنتجة‬
‫‪38.4‬‬ ‫‪2295.5‬‬ ‫‪441.3‬‬ ‫‪1854.2‬‬ ‫المنشآت القاعدية االقتصادية واإلدارية‬
‫‪5.1‬‬ ‫‪306.4‬‬ ‫‪78.6‬‬ ‫‪227.8‬‬ ‫التربية والتكوين‬
‫‪3.1‬‬ ‫‪184‬‬ ‫‪32.7‬‬ ‫‪151.3‬‬ ‫المنشآت القاعدية االجتماعية والثقافية‬
‫‪4.3‬‬ ‫‪258.7‬‬ ‫‪24.4‬‬ ‫‪234.3‬‬ ‫دعم الحصول على سكن‬
‫‪29.5‬‬ ‫‪1760‬‬ ‫‪860‬‬ ‫‪900‬‬ ‫مخططات البلدية للتنمية ومواضيع أخرى‬
‫‪11.8‬‬ ‫‪703.6‬‬ ‫‪239‬‬ ‫‪464.6‬‬ ‫عمليات برأس المال‬
‫‪100‬‬ ‫‪5973.8‬‬ ‫‪1894.2‬‬ ‫‪4079.6‬‬ ‫المجموع‬
‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحثة باالعتماد على‪ :‬قانون رقم ‪ 10-14‬مؤرخ في ‪ 8‬ربيع األول ‪ 1436‬الموافق ‪ 30‬ديسمبر‬
‫‪ ،2014‬يتضمن قانون المالية لسنة ‪ ،2015‬والقانون رقم ‪ 18-15‬مؤرخ في ‪ 18‬ربيع األول ‪ 1437‬الموافق ‪ 30‬ديسمبر‬
‫‪ 2015‬يتضمن قانون المالية لسنة ‪.2016‬‬

‫من خالل الجدول السابق يتبين لنا أن قطاع المنشآت القاعدية‪ ،‬االقتصادية‬
‫واإلدارية أخذ الحصة األكبر من برنامج توطيد النمو خالل الفترة ‪ 2016-2015‬وذلك‬
‫بنسبة ‪ % 38.4‬من مبلغ البرنامج وهذا بعدما كان قطاع تنمية الموارد البشرية في‬
‫البرامج السابقة هو الذي يأخذ الحصة األكبر‪ ،‬ويعود ذلك إلى توجيه أكبر قدر من‬
‫المبالغ إلتمام المشاريع السابقة المبرمجة سابقا خاصة مع اتجاه موارد الدولة نحو‬
‫االنخفاض‪ ،‬أما مخططات البلدية للتنمية ومواضيع أخرى الموجهة لتوفير الحاجات‬
‫الضرورية للمواطنين ودعم القاعدة االقتصادية مثل التجهيزات الفالحية والقاعدية‬
‫وتجهيزات االنجاز والتجهيزات التجارية فقد أخذت حصة تقدر بـ ‪ %29.5‬من مبلغ‬
‫البرنامج‪ ،‬ثم عمليات برأس مال (مبالغ إعادة هيكلة المؤسسات العمومية‪ ،‬تخفيض‬
‫الفوائد‪.. ،‬الخ) بـ‪ %11.8‬من مبلغ البرنامج‪ ،‬ثم الفالحة والري بحصة تقدر بـ ‪%6.8‬‬
‫من مبلغ البرنامج‪ ،‬ثم التربية والتكوين بحصة تقدر بـ ‪ %5.1‬من مبلغ البرنامج‪ ،‬ثم‬
‫باقي القطاعات األخرى مجتمعة بحصة تقدر بـ ‪ %8.4‬من مبلغ البرنامج‪.‬‬
‫‪52‬‬
‫العدد الخامس ‪ -‬يناير ‪2020‬‬ ‫مجلة كلية السياسة واالقتصاد‬

‫وما يالحظ أن حجم المبالغ الموجهة للتجهيز خالل سنة ‪ 2016‬قد انخفض كثي ار‬
‫بالمقارنة مع حجم المبالغ الموجهة للتجهيز خالل سنة ‪ 2015‬وذلك بنسبة تقدر بـ‬
‫‪ ،% 54‬وهذا راجع النخفاض مداخيل البالد وللتدابير المتخذة من قبل السلطات العامة‬
‫الرامية إلى التقليل من اإلنفاق لمواجهة األزمة المالية بما يعرف بسياسة التقشف‪.‬‬
‫‪ -4‬تحليل الوضعية االقتصادية في ظل هذا البرنامج‪ :‬يمكن تحليل الوضعية‬
‫االقتصادية من خالل مؤشرات ومجاميع عديدة‪ ،‬وسوف نركز على بعض‬
‫المؤشرات المهمة‪.‬‬
‫جدول رقم ‪ :09‬تطور بعض المؤشرات االقتصادية خالل الفترة ‪2016-2015‬‬
‫‪2016‬‬ ‫‪2015‬‬
‫‪3.3‬‬ ‫‪3.7‬‬ ‫معدل نمو الناتج الداخلي الخام ‪%‬‬
‫أفريل‪،9.9 :‬سبتمبر‪10.5 :‬‬ ‫سبتمبر‪11.2 :‬‬ ‫معدل البطالة ‪%‬‬
‫جانفي‪/2016‬جانفي‪5.04 :2015‬‬ ‫‪4.78‬‬ ‫معدل التضخم ‪%‬‬
‫‪26.03 -‬‬ ‫‪27.54 -‬‬ ‫ميزان المدفوعات (مليار دوالر)‬
‫‪3.84‬‬ ‫‪3.02‬‬ ‫الدين الخارجي (مليار دوالر)‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحثة باالعتماد على‪ :‬الديوان الوطني لإلحصائيات ( ‪Activité,‬‬
‫‪ ،)emploi et chomage en septembre 2017‬و ( ‪Indice des prix à la‬‬
‫‪ )consommation : Mois janvier 2016, : février 2016‬و( ‪Les‬‬
‫‪ ،)comptes nationaux trimestriels 3 eme trimestre : 2017‬بنك الجزائر‬
‫(النشرية اإلحصائية الثالثية سبتمبر ‪.)2017‬‬
‫من خالل الجدول السابق نالحظ انخفاض معدل نمو الناتج الداخلي الخام من‬
‫‪ %3.7‬سنة ‪ 2015‬إلى ‪ %3.3‬سنة ‪ 2016‬وهذا النمو المسجل كان بفضل نمو‬
‫بعض القطاعات خارج المحروقات كالفالحة والصناعة والبناء واألشغال العمومية‬
‫والري‪ ،‬كما أن معدالت البطالة قد انخفضت من ‪ %11.2‬في سبتمبر ‪ 2015‬إلى‬
‫‪ %10.5‬في سبتمبر ‪ ،2016‬ومعدل التضخم قد ارتفع من ‪ %4.78‬سنة ‪ 2015‬إلى‬
‫‪ %5.04‬في جانفي ‪ ،2016‬أما ميزان المدفوعات فقد سجل عج از حادا للسنة الثانية‬
‫على التوالي بمبلغ قدره ‪ 27.54‬مليار دوالر سنة ‪ 2015‬وهذا ما يعكس انهيار أسعار‬

‫‪53‬‬
‫العدد الخامس ‪ -‬يناير ‪2020‬‬ ‫مجلة كلية السياسة واالقتصاد‬

‫النفط باعتبار أن النفط يمثل أكثر من ‪ %95‬من صادرات البالد‪ ،‬لينخفض هذا العجز‬
‫إلى ‪ 26.03‬مليار دوالر سنة ‪ 2016‬نتيجة استم اررية أسعار النفط في االنخفاض‪.‬‬
‫بالنسبة للدين الخارجي فقد بقي في مستويات مستقرة في حدود ‪ 3‬مليار دوالر وهي‬
‫مستويات ضعيفة جدا‪.‬‬
‫كما عرف سعر صرف الدينار الجزائري تراجعا محسوسا أمام العمالت األجنبية‬
‫حيث تراجع أمام الدوالر األمريكي بنسبة ‪ ،%22‬كما تراجع أمام األورو بنسبة ‪%9.3‬‬
‫سنة ‪ ،2015‬ليتواصل هذا االنخفاض سنة ‪ 2016‬بنسبة ‪ %3.2‬أمام الدوالر األمريكي‬
‫وارتفاع طفيف أمام األورو بنسبة ‪ ،)15(%0.6‬وهذا ما أدى إلى ارتفاع األسعار‬
‫وتقويض القدرة الشرائية للمواطن واإلحساس بغالء المعيشة‪.‬‬
‫كما عرفت سنة ‪ 2015‬انخفاضا كبي ار في احتياطيات الصرف األجنبي لتصل إلى‬
‫‪ 144.3‬مليار دوالر‪ ،‬لتتواصل في االنخفاض سنة ‪ 2016‬لتصل إلى ‪ 114.14‬مليار‬
‫دوالر‪ ،‬وبالرغم من هذه االنخفاضات تبقى هذه االحتياطات معتبرة وتبقي الوضعية‬
‫المالية الخارجية للجزائر صلبة ومريحة نسبيا(‪.)16‬‬
‫إن انخفاض أسعار المحروقات خالل سنة ‪ 2014‬واستم ارره خالل السنوات‬
‫الالحقة أدى إلى انخفاض عائدات الدولة المحلية والخارجية وبالتالي سوف تستمر‬
‫المديونية العامة الداخلية في االرتفاع‪ ،‬ويزداد اللجوء التدريجي للمديونية الخارجية في‬
‫المدى المتوسط والطويل في حالة استمرار األزمة ويزداد السحب من صندوق ضبط‬
‫اإليرادات الذي بدأت إيراداته تتناقص‪ ،‬األمر الذي يؤثر حتما في تمويل البرامج‬
‫التنموية واالستثمارية العامة في المخطط الخماسي ‪.)17(2019 -2015‬‬
‫وعليه فإن تنفيذ هذا البرنامج جاء في ظروف مالية جد صعبة تمر بها البالد مما‬
‫تطلب تجميد كل العمليات التي لم تنطلق والتي ليست من الضروريات إال تلك‬
‫العمليات ذات األهمية القصوى‪ ،‬وقد قررت الحكومة غلق كافة صناديق التخصيص‬
‫التي وجدت قصد تسيير وتأطير مشاريع االستثمارات العمومية‪ ،‬وجعلها ضمن صندوق‬
‫واحد‪ ،‬يضمن للحكومة التخلي عن تعدد الصناديق‪ ،‬وذلك في سياق سياسات ترشيد‬
‫اإلنفاق العمومي التي تبنتها الحكومة كإستراتيجية بسبب تراجع مداخيل الدولة‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫العدد الخامس ‪ -‬يناير ‪2020‬‬ ‫مجلة كلية السياسة واالقتصاد‬

‫ولهذا تم إقفال حسابات التخصيص الخاص رقم ‪،302-120 ،302-115‬‬


‫‪ ،302-143 ،302-134‬بتاريخ ‪ 31‬ديسمبر ‪ 2016‬وصب رصيدها في حساب‬
‫نتائج الخزينة باستثناء مبلغ ‪ 300‬مليار دج والذي حول إلى حساب تخصيص خاص‬
‫جديد رقم ‪ ،)18(302-145‬حيث تم إنشاء هذا األخير الذي عنوانه حساب تسيير‬
‫عمليات االستثمارات العمومية المسجلة بعنوان ميزانية الدولة للتجهيز‪ ،‬حيث يقيد في‬
‫هذا الحساب في باب اإليرادات مبلغ قدره ‪ 300‬مليار دج ناتج عن حسابات‬
‫التخصيص الخاص رقم ‪ 302-143 ،302-134 ،302-120 ،302-115‬عقب‬
‫إقفالها‪ ،‬باإلضافة إلى مخصصات الميزانية الممنوحة سنويا في إطار قوانين المالية‬
‫لتمويل برامج االستثمار‪ ،‬أما باب النفقات فتسجل فيه النفقات المرتبطة بتنفيذ مشاريع‬
‫االستثمار المسجلة بعنوان ميزانية تجهي ز الدولة باإلضافة إلى مشاريع االستثمار‬
‫المسجلة قبل تاريخ ‪ 31‬ديسمبر ‪.)19(2016‬‬
‫خامسا‪ :‬عرض وتحليل النموذج الجديد للنمو ‪2030-2016‬‬

‫‪ -1‬تعريفه‪ :‬صودق على هذا النموذج الجديد للنمو في جويلية ‪ ،2016‬وذلك في‬
‫ظل االنخفاض المستمر ألسعار النفط الممول الرئيس لبرامج التنمية‪ .‬وقد تم‬
‫وضعه ضمن ثالث مراحل أساسية‪ ،‬تتمثل المرحلة األولى في مرحلة اإلقالع‬
‫من ‪ 2016‬إلى ‪ 2019‬وتهدف خاللها الجزائر إلى تحسين إيرادات الجباية‬
‫المحلية لتغطية نفقات التسيير‪ ،‬وتقليص عجز الميزانية‪ ،‬وتعبئة موارد إضافية‬
‫ضرورية في السوق المالي الداخلي‪ .‬المرحل ة الثانية مرحلة االنتقال من ‪2020‬‬
‫إلى ‪ 2025‬هدفها تدارك االقتصاد المحلي‪ .‬أما المرحلة الثالثة فتتمثل في‬
‫مرحلة االستقرار من ‪ 2026‬إلى ‪ 2030‬تهدف من خاللها إلى تحقيق معدل‬
‫نمو سنوي خارج قطاع المحروقات يصل ‪.)20(%6.5‬‬
‫وتتمثل وسائل هذا النموذج الجديد للنمو في الحفاظ على اليسر المالي الخارجي‬
‫للبالد‪ ،‬من خالل تقليص الواردات وتطوير الصادرات خارج المحروقات‪ ،‬التحفيز على‬
‫إنشاء المؤسسات‪ ،‬استكمال اإلصالح البنكي‪ ،‬وتطوير سوق رؤوس األموال(‪.)21‬‬

‫‪55‬‬
‫العدد الخامس ‪ -‬يناير ‪2020‬‬ ‫مجلة كلية السياسة واالقتصاد‬

‫‪ -2‬أهدافه‪ :‬تتمثل أهدافه في(‪:)22‬‬


‫‪ -‬المسار المتواصل للنمو ومضاعفة حصة الصناعة التحويلية‪.‬‬
‫‪ -‬عصرنة القطاع الفالحي‪.‬‬
‫االنتقال الطاقوي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تنويع الصادرات‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫وتتحقق هذه األهداف ضمن خطوط تتوزع كالتالي(‪:)23‬‬
‫‪ ‬تنويع صناعي يرتكز على دعم االستثمار المنتج‪ ،‬والسيما في القطاعات التي‬
‫تتوفر فيها البالد أصال على قاعدة أو مزايا مقارنة‪ ،‬وباألخص الصناعة‬
‫اإللكترونية‪ ،‬والرقمية‪ ،‬والصناعات الغذائية‪ ،‬والسيارات واإلسمنت‪ ،‬والصناعة‬
‫الصيدالنية‪ ،‬وقطاع السياحة‪ ،‬والنشاط البعدي للمحروقات‪ ،‬والنشاط البعدي‬
‫للموارد المنجمية‪.‬‬
‫‪ ‬تأمين الموارد الطاقوية وتنويعها‪ ،‬وخصوصا بفضل ترقية النجاعة الطاقوية‬
‫والطاقات المتجددة‪ ،‬فضال عن ترقية الطاقات األحفورية غير التقليدية‪.‬‬
‫‪ ‬االنتشار اإلقليمي للتنمية الصناعية‪ ،‬مع إعداد خريطة إقليمية لالستثمارات‪،‬‬
‫وتحسين تسيير العقار الصناعي‪ ،‬وكذا التسليم التدريجي للمناطق الصناعية‬
‫الجديدة المقررة وعددها ‪ 50‬منطقة‪.‬‬
‫‪ ‬توفير شروط تطوير الصادرات خارج المحروقات‪ ،‬واقامة مجلس وطني‬
‫استشاري من أجل ترقية الصادرات‪ ،‬والتشجيع على إنشاء مؤسسات مصدرة؛‬
‫ودعم الصادرات الناشئة‪.‬‬
‫أما تطوير القطاع الفالحي الذي لم يتم التطرق إليه في النموذج الجديد للنمو‪،‬‬
‫فيظل فيما يخصه‪ ،‬يسترشد بتدابير الدعم التي أمالها السيد رئيس الجمهورية في‬
‫‪ ،2009‬وكذا بالمساعى المحددة في البرنامج الرئاسي لشهر أفريل ‪.2014‬‬
‫‪ -3‬مضمونه‪ :‬قسم النموذج الجديد للنمو على تسع قطاعات رئيسة نبينها من‬
‫خالل الجدول اآلتي‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫العدد الخامس ‪ -‬يناير ‪2020‬‬ ‫مجلة كلية السياسة واالقتصاد‬

‫جدول رقم ‪ :10‬مضمون النموذج الجديد للنمو خالل الفترة‪2018-2017 :‬‬


‫النسبة المئوية ‪%‬‬ ‫المجموع (مليار دج)‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2017‬‬
‫‪0.2‬‬ ‫‪8.9‬‬ ‫‪5.3‬‬ ‫‪3.6‬‬ ‫الصناعة‬
‫‪6‬‬ ‫‪217.5‬‬ ‫‪116.5‬‬ ‫‪101.0‬‬ ‫الفالحة والري‬
‫‪2.1‬‬ ‫‪78.4‬‬ ‫‪73.3‬‬ ‫‪5.1‬‬ ‫دعم الخدمات المنتجة‬
‫‪20.1‬‬ ‫‪736.4‬‬ ‫‪596.5‬‬ ‫‪139.9‬‬ ‫المنشآت القاعدية االقتصادية واإلدارية‬
‫‪5.3‬‬ ‫‪192.6‬‬ ‫‪101.7‬‬ ‫‪90.9‬‬ ‫التربية والتكوين‬
‫‪3‬‬ ‫‪107.7‬‬ ‫‪77.1‬‬ ‫‪30.6‬‬ ‫المنشآت القاعدية االجتماعية والثقافية‬
‫‪2.3‬‬ ‫‪84.7‬‬ ‫‪69.8‬‬ ‫‪14.9‬‬ ‫دعم الحصول على سكن‬
‫‪47.5‬‬ ‫‪1735‬‬ ‫‪900‬‬ ‫‪835‬‬ ‫مخططات البلدية للتنمية ومواضيع أخرى‬
‫‪13.5‬‬ ‫‪495.3‬‬ ‫‪330‬‬ ‫‪165.3‬‬ ‫عمليات برأس المال‬
‫‪100‬‬ ‫‪3657.1 2270.5 1386.6‬‬ ‫المجموع‬
‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحثة باالعتماد على‪ :‬قانون رقم ‪ 14-16‬مؤرخ في ‪ 28‬ربيع األول ‪ 1438‬الموافق ‪ 28‬ديسمبر‬
‫‪ ،2016‬يتضمن قانون المالية لسنة ‪ ،2017‬والقانون رقم ‪ 14-16‬مؤرخ في ‪ 28‬ربيع األول ‪ 1438‬الموافق ‪ 28‬ديسمبر‬
‫‪ 2016‬يتضمن قانون المالية ‪.2018‬‬

‫من خالل الجدول السابق نجد أن مخططات البلدية للتنمية ومواضيع أخرى أخذت‬
‫أكبر حصة من البرنامج بنسبة ‪ %47.5‬بعدما كانت ضمن االهتمام الثاني في‬
‫البرنامج السابق‪ ،‬ثم قطاع المنشآت القاعدية‪ ،‬االقتصادية واإلدارية بحصة تقدر بـ‬
‫‪ %20.1‬من مبلغ البرنامج حيث انخفضت هذه النسبة بالمقارنة مع البرنامج السابق‬
‫بعدما كانت ‪ % 38.4‬وهذا نظ ار النخفاض عدد المشاريع وتوجيه المبالغ نحو إتمام‬
‫المشاريع قيد اإلنجاز‪ ،‬ثم عمليات برأس مال بـ ‪ ،%13.5‬ثم باقي القطاعات‪ ،‬ثم قطاع‬
‫الفالحة بحصة تقدر بـ ‪ %6‬من مبلغ البرنامج‪ ،‬التربية والتكوين بحصة تقدر بـ ‪%5.3‬‬
‫من مبلغ البرنامج‪ ،‬وباقي القطاعات بحصة تقدر بـ ‪.%15.2‬‬
‫وما يالحظ أن حجم المبالغ الموجهة للتجهيز خالل سنة ‪ 2017‬قد انخفض‬
‫بالمقارنة مع حجم المبالغ الموجهة للتجهيز خالل سنة ‪ 2016‬وذلك بنسبة تقدر بـ‬
‫‪ ،% 27‬وهذا راجع الستمرار انخفاض مداخيل البالد وللتدابير المتخذة من قبل‬
‫السلطات العامة الرامية إلى التقليل من اإلنفاق لمواجهة األزمة المالية‪ ،‬إال أن سنة‬
‫‪ 2018‬عرفت زيادة في حجم المبالغ الموجهة للتجهيز بنسبة ‪ %64‬وهذا نظ ار لتعافي‬
‫أسعار النفط مع نهاية ‪ 2017‬وبداية ‪ 2018‬بما فوق ‪ 60‬دوالر للبرميل وسط توقعات‬
‫‪57‬‬
‫العدد الخامس ‪ -‬يناير ‪2020‬‬ ‫مجلة كلية السياسة واالقتصاد‬

‫عالمية بتوازن السوق أواخر ‪ ،2018‬ومن جهة أخرى نظ ار للتدابير المتخذة من قبل‬
‫السلطات العامة السترجاع توازنها المالي‪.‬‬
‫‪ -4‬تحليل الوضعية االقتصادية في ظل هذا النموذج‪ :‬يمكن تحليل الوضعية‬
‫االقتصادية من خالل مؤشرات ومجاميع عديدة‪ ،‬وسوف نركز على بعض‬
‫المؤشرات المهمة‪.‬‬
‫جدول رقم ‪ :11‬تطور بعض المؤشرات االقتصادية خالل سنة ‪2017‬‬
‫‪2017‬‬
‫الثالثي‪ ،3.5 :1‬الثالثي‪ ،1.3 :2‬الثالثي‪1.4 :3‬‬ ‫معدل نمو الناتج الداخلي الخام ‪%‬‬
‫أفريل‪،12.3 :‬سبتمبر‪11.7 :‬‬ ‫معدل البطالة ‪%‬‬
‫‪ 12‬شهر ‪ 12/2017‬شهر ‪5.59 :2016‬‬ ‫معدل التضخم ‪%‬‬
‫السداسي األول‪11.06 - :‬‬ ‫ميزان المدفوعات (مليار دوالر)‬
‫الثالثي ‪3.96 :2‬‬ ‫الدين الخارجي (مليار دوالر)‬
‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحثة باالعتماد على‪ :‬الديوان الوطني لإلحصائيات ( ‪Activité, emploi et‬‬
‫‪ )chomage en septembre 2017‬و( ‪Indice des prix à la consommation Mois décembre‬‬
‫‪ )2017 : janvier 2018‬و و( ‪Les comptes nationaux trimestriels 3 eme trimestre‬‬
‫‪ ،)2017‬بنك الجزائر (النشرية اإلحصائية الثالثية سبتمبر ‪،)2017‬‬
‫من خالل الجدول السابق يتبين لنا انخفاض معدل نمو الناتج الداخلي الخام من‬
‫‪ %3.5‬في الثالثي األول من ‪ ،2017‬إلى ‪ %1.3‬في الثالثي الثاني‪ ،‬إلى ‪ %1.4‬في‬
‫الثالثي الثالث عاكسا بذلك الوضعية الصعبة الناتجة عن استم اررية انخفاض أسعار‬
‫النفط‪ ،‬أما معدل البطالة فقد سجل انخفاضا من ‪ %12.3‬شهر أفريل إلى ‪%11.7‬‬
‫شهر سبتمبر‪ ،‬في حين بلغ معدل التضخم ‪ %5.59‬سنة ‪ 2017‬عاكسا بذلك ارتفاع‬
‫األسعار خاصة بعد زيادة الضرائب والرسوم‪ ،‬في حين الدين العام بقى مستق ار في‬
‫مستوياته المعتادة المريحة في حدود ‪ 3.96‬مليار دوالر‪.‬‬
‫وقد صرح وزير المالية أثناء عرضه لمشروع قانون المالية ‪ 2018‬أمام مجلس‬
‫األمة أن احتياطي الصرف األجنبي للجزائر قد انخفض إلى ‪ 100‬مليار دوالر في‬
‫نوفمبر ‪ ،2017‬ويتوقع أن يصل إلى ‪ 85.2‬مليار دوالر في نهاية ‪ ،2018‬و ‪79.7‬‬
‫مليار دوالر مع نهاية ‪ ،)24(2019‬وهذا ما يشير إلى االنخفاض المستمر الحتياطي‬

‫‪58‬‬
‫العدد الخامس ‪ -‬يناير ‪2020‬‬ ‫مجلة كلية السياسة واالقتصاد‬

‫الصرف األجنبي منذ بداية األزمة مما يدعو إلى دق ناقوس الخطر‪ ،‬وبالموازاة مع ذلك‬
‫عرف سعر صرف الدينار الجزائري ارتفاعا طفيفا أمام الدوالر األمريكي بنسبة ‪%2.5‬‬
‫وتراجع أمام األورو بنسبة ‪.)25(%0.5‬‬
‫وعليه فقد تم تطوير هيكل االقتصاد الكلي والمالي المتوسط األجل للفترة ‪-2017‬‬
‫‪ 2019‬في وضعية صعبة‪ ،‬التي تتسم بتضاؤل الموارد المالية للبالد‪ ،‬وفي هذا السياق‪،‬‬
‫فقد تم اتخاذ إجراءات استباقية من جانب السلطات العامة لتنفيذ مجموعة من التدابير‬
‫االقتصادية‪ ،‬والتي تم إدخال سلسلة أولى منها في قانون المالية التكميلي لعام ‪2015‬‬
‫وقانون المالية لسنة ‪.2016‬‬
‫ويمكن‪ ،‬بصفة خاصة‪ ،‬تحديد السيطرة على اإلنفاق العام من خالل مواصلة‬
‫الجهود المبذولة منذ سنة ‪ 2015‬للحفاظ على األرصدة النقدية قصيرة األجل واالستدامة‬
‫المالية على المدى المتوسط‪ .‬ومن ثم‪ ،‬سيجري تعزيز التدابير المتخذة في سنة ‪2015‬‬
‫والتدابير المعتمدة سنة ‪ 2016‬على مدى السنوات القليلة القادمة(‪.)26‬‬
‫وسيستمر توطيد هذه المجموعة من التدابير من خالل تنفيذ إجراءات في الميزانية‬
‫كترشيد وتسقيف النفقات‪ ،‬مما يسهم في تعميق النهج الذي يرمي إلى تحقيق استخدام‬
‫أمثل للموارد المالية‪ ،‬وترشيد اإلنفاق‪ ،‬على أن يتعين على هذا السقف الحفاظ على‬
‫النفقات غير القابلة للتقليص‪ ،‬وذ لك باألخذ بعين االعتبار لخصوصية كل قطاع من‬
‫أجل الحفاظ على حسن أداء الخدمات‪ ،‬والتغطية من حيث التحويالت االجتماعية‬
‫الالزمة والمنتجات والخدمات األساسية للطبقة المحتاجة‪.‬‬
‫ومن التدابير المتخذة أيضا زيادة االعتماد على الجباية المحلية من زيادة الضرائب‬
‫كارتفاع الضريبة على القيمة المضافة من ‪ %17‬إلى ‪ ،%19‬وزيادة الرسوم على‬
‫العقارات والوقود والتبغ واألجهزة الكهرومنزلية واالستيراد‪ ،‬باإلضافة إلى العمل على‬
‫تقليص الواردات لتخفيض فاتورة االستيراد بتحديد قائمة من المواد الممنوعة من‬
‫االستيراد كالمواد الصناعية مثل الرخام الجاهز‪ ،‬المحوالت الكهربائية‪ ،‬مواد الصنابير‪،‬‬
‫الغرانيث الجاهز‪ ،‬وبعض المواد الغذائية كالمصبرات وعصير الفواكه‪ ،‬الشكوالتة وبعض‬
‫المكسرات وغيرها‪ ،‬كما عمدت السلطات العامة على تجميد التوظيف في القطاع العام‬
‫في الكثير من القطاعات واقرار عدم زيادة األجور خالل السنوات الثالث القادمة‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫العدد الخامس ‪ -‬يناير ‪2020‬‬ ‫مجلة كلية السياسة واالقتصاد‬

‫ولتحقيق االستفادة المثلى من الموارد‪ ،‬ستعتمد السلطات العامة تدابير معينة بهدف‬
‫الحد من العجز في الموارد للفترة ‪ ،2019-2017‬وفي هذه الحالة ينبغي العمل على‬
‫االستفادة المثلى من تعبئة الموارد المالية في سوق سندات الخزينة‪ ،‬والتعبئة المثلى‬
‫للمدخرات الداخلية‪.‬‬
‫وفي خضم نفاذ الموارد المالية للدولة حيث حقق الميزان التجاري وميزان‬
‫المدفوعات عج از خالل السنوات ‪ 2015 ،2014‬و ‪ 2016‬والسداسي األول لسنة‬
‫‪ ،)27(2017‬وبعد أن استنفذت ودائع صندوق ضبط اإليرادات بالكامل في فيفري‬
‫‪ 2017‬بعد أن غطى ‪ 8800‬مليار دينار من عجز الخزينة في ‪ 2014‬و ‪2015‬‬
‫و‪ ،)28(2016‬وبغية استبعاد اللجوء إلى االستدانة الخارجية وما ينجم عنها‪ ،‬لجأت‬
‫الحكومة إلى التمويل غير التقليدي في ‪ 2017‬الذي سيسمح لبنك الجزائر بشكل‬
‫استثنائي ولمدة خمس سنوات‪ ،‬بشراء مباشرة عن الخزينة‪ ،‬السندات المالية التي تصدرها‬
‫هذه األخيرة‪ ،‬من أجل المساهمة على وجه الخصوص في(‪:)29‬‬
‫‪ ‬تغطية احتياجات تمويل الخزينة‪.‬‬
‫‪ ‬تمويل الدين العمومي الداخلي‪.‬‬
‫‪ ‬تمويل الصندوق الوطني لالستثمار‪.‬‬
‫وتنفذ هذه اآللية لمرافقة تنفيذ برنامج اإلصالحات الهيكلية االقتصادية والميزانية‪،‬‬
‫والتي ينبغي أن تفضي في نهاية الفترة المذكورة كأقصى تقدير إلى توازنات خزينة‬
‫الدولة وتوازن ميزان المدفوعات‪.‬‬
‫الخاتمة‪:‬‬

‫مع بداية األلفية الجديدة وتعافي أسعار النفط في األسواق الدولية تبنت الجزائر‬
‫برامج تنموية بناءة موزعة على فترات زمنية‪ ،‬وقد سخرت لها مبالغ ضخمة قدرت بـ‬
‫‪ 531.8‬مليار دوالر خالل الفترة من ‪ 2001‬إلى ‪ ،2017‬تهدف في مجملها إلى دعم‬
‫التنمية البشرية وتعزيز تماسك األمة حول هويتها وشخصيتها الوطنيتين‪ ،‬تحسين مناخ‬
‫االستثمار ودعم النشاطات الخالقة للقيمة‪ ،‬تشجيع االستثمارات الخاصة الوطنية‬
‫واألجنبية‪ ،‬ترقية الصادرات خارج المحروقات‪ ،‬مكافحة البطالة‪ ،‬تحسين ظروف العيش‬
‫‪60‬‬
‫العدد الخامس ‪ -‬يناير ‪2020‬‬ ‫مجلة كلية السياسة واالقتصاد‬

‫ودفع قطاع األشغال العمومية لفك العزلة عن كل المناطق‪ ،‬ترقية وتطوير اقتصاد‬
‫المعرفة‪ ،‬االستمرار في توسيع قاعدة السكن واعادة االعتبار للنسيج العمراني‪ ،‬مواصلة‬
‫التجديد الفالحي وتحسين األمن الغذائي للبالد‪ ،‬تثمين الموارد الطاقوية والمنجمية‪،‬‬
‫وتثمين القدرات السياحية والصناعة التقليدية‪.‬‬
‫تمكنت الجزائر منذ بداية هذه البرامج التنموية سنة ‪ 2001‬إلى اليوم في فترات‬
‫معينة من تحسين مؤشراتها وتوازناتها االقتصادية‪ ،‬وتحقيق عدة مكتسبات وطنية هامة‬
‫في العديد من المجاالت‪ ،‬حيث تمكنت في مجال التعليم من إنجاز ‪ 6105‬مؤسسة‬
‫مدرسية‪ 53 ،‬مؤسسة تعليم عالي‪ 416 ،‬معهد مركز للتكوين المهني‪ ،‬أما على مستوى‬
‫الصحة فقد تمكنت من إنجاز ‪ 1336‬مستشفى وعيادة متعددة الخدمات‪ ،‬على مستوى‬
‫الموارد المائية تم إنجاز ‪ 37‬سد‪ ،‬أما على مستوى السكن تم تسليم أكثر من ‪ 3.5‬مليون‬
‫وحدة سكنية وقرابة المليون وحدة سكنية قيد اإلنجاز‪ ،‬وعلى مستوى الثقافة تم تحقيق‬
‫‪ 461‬من دور الثقافة ومكتبات ومتاحف ومسارح‪ ،‬على مستوى الشباب الرياضة تم‬
‫إنجاز‪ 1257‬منشأة رياضية من مالعب‪ ،‬مسابح‪ ،‬مركبات وقاعات رياضية‪ ،‬على‬
‫مستوى الطاقة زادت عدد السكنات المربوطة بالكهرباء والغاز إلى أكثر من ‪ 9‬مليون‬
‫سكن‪ ،‬أما على مستوى الطرقات والنقل فقد تدعمت بتجسيد الطريق السيار على طول‬
‫‪ 1132‬كم الذي يربط بين مختلف الواليات الشمالية من الشرق إلى الغرب‪ ،‬باإلضافة‬
‫إلى الطرق اإلجتنابية والسريعة وتدعيم شبكة السكك الحديدية ب ‪ 2200‬كم(‪.)30‬‬
‫إال أن المؤشرات والتوازنات الجيدة التي حققتها الجزائر في بعض الفترات تعتبر‬
‫هشة الرتباطها بأسعار النفط التي تتحدد في األسواق الدولية‪ ،‬كما أن اإلنجازات‬
‫المحققة من خالل هذه البرامج لم تكن في مستوى التطلعات واألهداف المنشودة وتفتقر‬
‫للفعالية في الكثير من الحاالت‪ ،‬حيث عرفت الكثير من المشاريع تعثرات كبيرة أثناء‬
‫إنجازها أدت إلى تأخرها أو توقفها‪ ،‬وهذا بسبب ضعف التخطيط‪ ،‬سوء التسيير‪ ،‬قلة‬
‫الرقابة واستفحال الفساد اإلداري والمالي خاصة في بعض القطاعات الحيوية وهذا ما‬
‫أدى إلى تبذير وتهريب وسرقة أموال الدولة‪ ،‬هذا باإلضافة إلى عجز الدولة عن تحقيق‬
‫نهضة حقيقية وتجسيد اقتصاد حقيقي منوع خالق للقيمة من شأنه تدعيم إيرادات الدولة‬
‫إلى جانب إيرادات النفط‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫العدد الخامس ‪ -‬يناير ‪2020‬‬ ‫مجلة كلية السياسة واالقتصاد‬

‫ومع انخفاض أسعار النفط في سنة ‪ 2014‬واستم اررية انخفاضها في السنوات‬


‫الالحقة ‪ 2016 ،2015‬وبداية ‪ 2017‬تعرضت الجزائر لصدمة مالية حادة كغيرها من‬
‫البلدان األخرى التي تعتمد اقتصادياتها على العوائد النفطية‪ ،‬حيث حققت عج از على‬
‫مستوى ميزانيتها وميزان مدفوعاتها‪ ،‬األمر الذي أدى بها إلى توقيف برنامج توطيد النمو‬
‫‪ 2019-2015‬والبدء في تطبيق نموذج جديد للنمو ابتداء من ‪ 2016‬إلى غاية‬
‫‪ 2030‬يأخذ بعين االعتبار المستجدات الراهنة حيث خطط لتطبيقه عبر مراحل‬
‫متتالية‪.‬‬
‫ولمواجهة األزمة المالية التي تمر بها البالد تم اتخاذ تدابير استعجالية مثل ترشيد‬
‫وتسقيف النفقات وزيادة الضرائب والرسوم والتقليل من الواردات واللجوء إلى التمويل‬
‫غير التقليدي‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أن الجزائر اليوم أمام تحد خطير جدا حيث أن لجوئها إلى‬
‫التمويل غير التقليدي ال يمكن االستمرار به لمدة أكثر لعدم وجود اقتصاد حقيقي‪ ،‬وهذا‬
‫آلثاره السلبية على ارتفاع معدالت التضخم وانخفاض قيمة العملة وانهيار القدرة‬
‫الشرائية للمواطن وما يرافقه من توترات نتيجة لذلك‪ ،‬هذا باإلضافة إلى عجز التدابير‬
‫المتخذة في السنوات األخيرة لتغطية العجز في ميزانية الدولة‪ ،‬وأن فرصة تحسين أداء‬
‫االقتصاد في األمد القصير قد تبددت‪ ،‬وأن صمود اقتصادها مرهون بتقلبات أسعار‬
‫النفط في األسواق الدولية‪ ،‬وبتسليمنا لفرضية استم اررية انخفاض أسعار النفط مع نهاية‬
‫سنة ‪ 2019‬وتضائل احتياطات الصرف األجنبي ستلجأ الجزائر ال محال لالستدانة‬
‫الخارجية وعودتها إلى نقطة الصفر لسنوات التسعينات من القرن الماضي‪.‬‬
‫أما إذا تعافت أسعار النفط فيجب التيقن أن زمن االعتماد على الريع النفطي قد‬
‫ولى ألنه يضع مستقبل البالد على المحك‪ ،‬ويجب العمل بجدية لخلق اقتصاد قوي‬
‫ومنوع خالق للقيمة خارج قطاع المحروقات السيما أن الجزائر تتمتع بإمكانات‬
‫اقتصادية وطبيعية وبشرية كبيرة جدا‪ ،‬ومن أجل تحقيق ذلك يجب القيام بإصالحات‬
‫اقتصادية هيكلية عميقة تشمل مختلف القطاعات والعمل على تجاوز العراقيل لتنفيذها‬
‫ونذكر منها‪:‬‬

‫‪62‬‬
‫العدد الخامس ‪ -‬يناير ‪2020‬‬ ‫مجلة كلية السياسة واالقتصاد‬

‫‪ ‬تشجيع الصناعة المحلية وذلك بدعم المؤسسات المستثمرة وخاصة الصغيرة‬


‫والمتوسطة منها ورجال األعمال من أجل زيادة اإلنتاج المحلي والعمل على‬
‫تصديره‪.‬‬
‫‪ ‬العمل على تطوير وتشجيع قطاع الفالحة والزراعة لما له من أهمية اقتصادية‬
‫كبيرة خاصة ما تعلق بتحقيق األمن الغذائي‪.‬‬
‫‪ ‬ضرورة النهوض بالقطاع السياحي لما له من أهمية كبيرة في زيادة الدخل‬
‫الوطني وجلب العملة الصعبة وزيادة معدالت التشغيل‪.‬‬
‫‪ ‬تشجيع االستثمارات األجنبية المباشرة وفتح المجال للشراكة بزيادة الحوافز مثل‬
‫التسهيالت الضريبية والجبائية‪ ،‬والغاء العراقيل البيروقراطية واإلدارية‪.‬‬
‫‪ ‬العمل على إصالح ضريبي حقيقي شامل وتشديد الصرامة في تحصيل‬
‫الضرائب ومواجهة التهرب الضريبي‪ ،‬مع فرض ضرائب جديدة على األغنياء‬
‫بدل إثقال كاهل المواطن البسيط في تحمل تبعات الوضعية الراهنة‪ ،‬ومحاولة‬
‫زيادة الوعاء الضريبي بمحاربة األسواق الفوضوية والموازية والعمل على‬
‫إدماجها في النشاط الرسمي‪.‬‬
‫‪ ‬عصرنة النظام البنكي وتنويعه وفتح المجال أكثر للمصارف اإلسالمية‬
‫لالستفادة قدر اإلمكان من خدماتها في عمليات االدخار ومنح القروض‪.‬‬
‫‪ ‬استغالل الطاقات المتجددة التي تزخر بها البالد كالطاقة الشمسية والرياح‬
‫والمياه التي تتميز بوفرتها وعدم نفاذها وال تؤثر سلبيا على البيئة والمناخ‪.‬‬
‫‪ ‬مكافحة الفساد كأمر محوري لتحقيق التنمية المستدامة خاصة بعد تراجع‬
‫الجزائر إلى المرتبة ‪ 108‬عالميا في تقرير منظمة الشفافية الدولية لسنة‬
‫‪.2016‬‬

‫‪63‬‬
‫العدد الخامس ‪ -‬يناير ‪2020‬‬ ‫مجلة كلية السياسة واالقتصاد‬

‫المراجع‬

‫‪ )1‬بشيكر عابد‪ ،‬دراسة تحليلية تقييمية لبرامج التنمية االقتصادية في الجزائر للفترة‬
‫‪Revue d’économie et de statistique‬‬ ‫(‪،)2014-2001‬‬
‫‪ ،appliquée‬العدد‪ ،13 :‬العدد‪ ،02 :‬ص‪.18 :‬‬
‫‪https://www.asjp.cerist.dz/en/article/8014‬‬
‫‪ )2‬بوفليح نبيل‪ ،‬دراسة تقييمية لسياسة اإلنعاش االقتصادي المطبقة في الجزائر في‬
‫الفترة ‪ ،2010-2000‬األكاديمية للدراسات اإلجتماعية واإلنسانية‪ ،‬العدد‪،09 :‬‬
‫‪ ،2013‬ص‪.46 :‬‬
‫‪http://www.univ-‬‬
‫‪chlef.dz/ratsh/Article_Revue_Academique_N_09_2013/article_05‬‬
‫‪.PDF‬‬
‫‪ )3‬بن صاولة صراح‪ ،‬بزاز محمد سفيان‪ ،‬تحليل وتقييم الوضعية االقتصادية‬
‫‪Revue algérienne‬‬ ‫الجزائرية في ظل البرامج التنوية المنجزة‪،‬‬
‫‪ ،d’économie et du management‬المجلد‪ ،08 :‬العدد‪،2017 ،02 :‬‬
‫ص‪.25 :‬‬
‫‪https://www.asjp.cerist.dz/en/article/27157‬‬
‫‪ )4‬خلوط فوزية‪ ،‬برامج التنمية بين األهداف المنشودة والنتائج المحدودة‪ ،‬مجلة‬
‫العلوم اإلنسانية‪-‬جامعة محمد خيضر بسكرة‪ ،‬العدد‪ ،29 :‬فيفري ‪،2013‬‬
‫ص‪.98:‬‬
‫‪http://revues.univ-biskra.dz/index.php/sh/article/view/690/0‬‬
‫‪ )5‬مسعودي زكرياء‪ ،‬تقييم أداء برامج تعميق اإلصالحات االقتصادية بالجزائر من‬
‫خالل مربع كالدور السحري دراسة للفترة ‪ ،2016-2001‬المجلة الجزائرية‬
‫للتنمية االقتصادية‪ ،‬العدد‪ ،06 :‬جوان ‪ ،2017‬ص‪.220 :‬‬
‫‪https://dspace.univ-‬‬
‫‪ouargla.dz/jspui/bitstream/123456789/15450/1/ARED614.pdf‬‬
‫‪6) Temmar Hamid A, L’économie de l’Algérie : les politiques‬‬
‫‪de relance de la croissance, Tome3, Office des publications‬‬
‫‪universitaires, Alger, 2015, P :190.‬‬

‫‪64‬‬
‫العدد الخامس ‪ -‬يناير ‪2020‬‬ ‫مجلة كلية السياسة واالقتصاد‬

‫‪ )7‬بن فرج زوينة‪ ،‬نوي نبيلة‪ ،‬قراءة للبرامج التنموية في الجزائر خالل الفترة‬
‫‪– 2014-2001‬الدور في تحقيق أهداف التنمية المستدامة‪ ،‬والتحديات الراهنة‬
‫والمستقبلية‪ ،-‬مجلة أبحاث ودراسات التنمية‪ ،‬العدد‪ ،02 :‬جوان ‪ ،2015‬ص‬
‫ص‪.100-99 :‬‬
‫‪https://www.asjp.cerist.dz/en/article/26901‬‬
‫‪ )8‬سويح جمال‪ ،‬بن طيرش عطاء اهلل‪ ،‬تقييم مدى فعالية البرامج التنموية في تويع‬
‫االقتصاد الجزائري خارج قطاع المحروقات‪ ،‬مجلة اقتصاديات المال واألعمال‪،‬‬
‫المجلد‪ ،01 :‬العدد‪ ،01 :‬ص‪.212 :‬‬
‫‪https://www.asjp.cerist.dz/en/article/27229‬‬
‫‪ )9‬قانون رقم ‪ 09-09‬مؤرخ في ‪ 13‬محرم ‪ 1431‬الموافق ‪ 30‬ديسمبر ‪،2009‬‬
‫يتضمن قانون المالية لسنة ‪.2010‬‬
‫‪http://www.elmouwatin.dz/IMG/pdf/loi_09-09_ar_.pdf‬‬
‫‪ )10‬شريط عابد‪ ،‬بن الحاج جلول ياسين‪ ،‬أداء االقتصاد الوطني من خالل البرامج‬
‫التنموية البرنامج الخماسي ‪ 2014-2010‬نموذجا‪ ،‬مجلة االقتصاد والتنمية‬
‫البشرية‪ ،‬المجلد‪ ،06 :‬العدد‪ ،01 :‬ص ص‪.97-96 :‬‬
‫‪http://platform.almanhal.com/Details/Article/95486‬‬
‫‪ )11‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 205-15‬مؤرخ في ‪ 11‬شوال عام ‪ 1436‬الموافق ‪27‬‬
‫يوليو سنة ‪ ،2015‬يحدد كيفيات تسيير حساب التخصيص الخاص رقم ‪-143‬‬
‫‪ 302‬الذي عنوانه صندوق تسيير عمليات االستثمارات العمومية المسجلة‬
‫بعنوان برنامج توطيد النمو االقتصادي ‪ ،2019-2015‬الجريدة الرسمية العدد‬
‫‪ 41‬الصادرة في ‪ 13‬شوال ‪ 1436‬الموافق ‪ 29‬يوليو ‪.2015‬‬
‫‪https://www.joradp.dz/HAR/Index.htm‬‬
‫‪ )12‬قانون رقم ‪ 10-14‬مؤرخ في ‪ 8‬ربيع األول ‪ 1436‬الموافق ‪ 30‬ديسمبر‬
‫‪ ،2014‬يتضمن قانون المالية لسنة ‪.2015‬‬
‫قانون رقم ‪ 18-15‬مؤرخ في ‪ 18‬ربيع األول ‪ 1437‬الموافق ‪ 30‬ديسمبر‬
‫‪ ، 2015‬يتضمن قانون المالية لسنة ‪.2016‬‬
‫‪http://www.andi.dz/index.php/ar/cadre-juridique/lois-de-finances‬‬
‫‪65‬‬
‫العدد الخامس ‪ -‬يناير ‪2020‬‬ ‫مجلة كلية السياسة واالقتصاد‬

‫‪ )13‬مسعودي زكرياء‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.221 :‬‬


‫‪ )14‬مخطط عمل الحكومة من أجل تنفيذ برنامج رئيس الجمهورية‪ ،‬ماي ‪،2014‬‬
‫ص‪.11 :‬‬
‫‪http://www.premier-‬‬
‫‪ministre.gov.dz/ressources/front/files/pdf/plans-d-‬‬
‫‪ctions/planaction2014ar.pdf‬‬
‫‪ )15‬النشرة اإلحصائية الثالثية‪ ،‬بنك الجزائر‪ ،‬سبتمبر ‪ ،2017‬ص‪.21 :‬‬
‫‪http://www.bank-of-algeria.dz/pdf/Bulletin_39a.pdf‬‬
‫‪ )16‬مداخلة محافظ بنك الجزائر أمام مجلس األمة حول التطورات المالية والنقدية‬
‫لسنة ‪ 2015‬وتوجهات السنة المالية ‪ 2016‬في ظرف استمرار الصدمة‬
‫الخارجية‪ ،‬أفريل ‪.2017‬‬
‫‪http://www.bank-of-‬‬
‫‪algeria.dz/pdf/interventiongouv_cnavril2017arabe.pdf‬‬
‫‪ )17‬سويح جمال‪ ،‬بن طيرش عطاء اهلل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.214 :‬‬
‫‪ )11‬المادة ‪ 119‬من قانون رقم ‪ 14-16‬مؤرخ في ‪ 28‬ربيع األول ‪ 1438‬الموافق‬
‫‪ 28‬ديسمبر ‪ ،2016‬يتضمن قانون المالية لسنة ‪.2017‬‬
‫‪http://www.elmouwatin.dz/IMG/pdf/loi_09-09_ar_.pdf‬‬
‫‪ )19‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 11-17‬مؤرخ في ‪ 16‬ربيع الثاني عام ‪ 1438‬الموافق ‪15‬‬
‫يناير سنة ‪ ،2017‬يحدد كيفيات تسيير حساب التخصيص الخاص رقم ‪-145‬‬
‫‪ 302‬الذي عنوانه حساب تسيير عمليات االستثمارات العمومية المسجلة بعنوان‬
‫ميزانية الدولة للتجهيز‪ ،‬الجريدة الرسمية العدد ‪ 03‬الصادرة في ‪ 19‬ربيع الثاني‬
‫‪ 1438‬الموافق ‪ 18‬يناير ‪.2017‬‬
‫‪https://www.joradp.dz/HAR/Index.htm‬‬
‫‪ )20‬النموذج الجديد للنمو‪ ،‬و ازرة المالية‪ ،‬جويلية ‪ ،2016‬ص‪.2 :‬‬
‫‪http://www.mf.gov.dz/article_pdf/upl-‬‬
‫‪be15d6d0e0ffa387bfb08d8f5d8698ab.pdf‬‬
‫‪ )21‬مخطط عمل الحكومة من أجل تنفيذ برنامج رئيس الجمهورية‪ ،‬سبتمبر ‪،2017‬‬
‫ص‪.03 :‬‬

‫‪66‬‬
‫العدد الخامس ‪ -‬يناير ‪2020‬‬ ‫مجلة كلية السياسة واالقتصاد‬

‫‪http://www.premier-‬‬
‫‪ministre.gov.dz/ressources/front/files/pdf/plans-d-actions/plan-d-‬‬
‫‪action-du-gouvernement-2017-ar.pdf‬‬
‫‪ )22‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.02 :‬‬
‫‪ )23‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.03 :‬‬
‫‪24) Les réserves de change de l’Algérie à 100 milliards de‬‬
‫‪dollars en novembre, site HUFFPOST, 10-12-2017.‬‬
‫‪http://www.huffpostmaghreb.com/2017/12/10/les-reserves-de-‬‬
‫‪change-de-lalgerie-a-100-milliards-de-dollars-en-‬‬
‫‪novembre_n_18774758.html‬‬
‫‪ )25‬النشرة اإلحصائية الثالثية‪ ،‬بنك الجزائر‪ ،‬سبتمبر ‪ ،2017‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪:‬‬
‫‪.21‬‬
‫‪ )26‬النموذج الجديد للنمو‪ ،‬و ازرة المالية‪ ،‬جويلية ‪ ،2016‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.07 :‬‬
‫‪ )27‬النشرة اإلحصائية الثالثية‪ ،‬بنك الجزائر‪ ،‬سبتمبر ‪ ،2017‬مرجع سابق‪،‬‬
‫ص‪.15:‬‬
‫‪ )28‬لخضر داسة‪ ،‬راوية‪ ":‬بلوغ برميل النفط ‪ 70‬دوالر كفيل بتحقيق توازن‬
‫الميزانية"‪ ،‬جريدة وقت الجزائر‪ 10 ،‬أكتوبر ‪.2017‬‬
‫‪http://wakteldjazair.com/?p=92636‬‬
‫‪ )92‬قانون رقم ‪ 10-17‬مؤرخ في ‪ 20‬محرم ‪ 1439‬الموافق ‪ 11‬أكتوبر ‪،2017‬‬
‫يتمم األمر رقم ‪ 11-03‬المؤرخ في ‪ 27‬جمادى الثانية ‪ 1424‬الموافق ‪26‬‬
‫اغسطس ‪ 2003‬والمتعلق بالنقد والقرض‪ .‬الجريدة الرسمية العدد ‪ 57‬الصادرة‬
‫في ‪ 21‬محرم ‪ 1439‬الموافق ‪ 12‬أكتوبر ‪.2017‬‬
‫‪https://www.joradp.dz/HAR/Index.htm‬‬
‫‪ )30‬مخطط عمل الحكومة من أجل تنفيذ برنامج رئيس الجمهورية‪ ،‬سبتمبر ‪،2017‬‬
‫مرجع سابق‪ ،‬ص‪.46 :‬‬

‫‪67‬‬
‫العدد الخامس ‪ -‬يناير ‪2020‬‬ ‫مجلة كلية السياسة واالقتصاد‬

‫‪68‬‬

You might also like