You are on page 1of 95

‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬

‫وزارة التعميم العالي والبحث العممي‬


‫جامعة ‪ 8‬ماي ‪ 5491‬قالمة‬
‫كمية العموم االقتصادية والتجارية وعموم التسيير‬
‫قسم العموم االقتصادية‬

‫محاضرات في مقياس‪:‬‬
‫اقتصاد جزائري‬

‫موجهة لطمبة السنة الثانية عموم اقتصادية‬

‫إعداد‪:‬‬
‫الدكتورة براهمية آمال‬

‫السنة الجامعية‬
‫‪5102-5102‬‬
‫اقتصاد جزائري‬

‫لقد تم إعداد ىذه المطبوعة لتتناسب مع المتطمبات المبدئية لدراسة االقتصاد‬


‫الجزائري‪ ،‬وعمى ذلك فقد حاولنا اإللمام بالمفاىيم والمحاور األساسية قدر االمكان ليسيل‬
‫عمى الطالب فيم مختمف المراحل التي مر بيا االقتصاد الجزائري‪.‬‬
‫وقد ركزت ىذه المطبوعة عمى المقرر الخاص باالقتصاد الجزائري وذلك من خالل‬
‫عرض جميع المراحل ابتداءا بالعيد االستعماري مرو ار بمرحمة التخطيط وصوال إلى برامج‬
‫النمو االقتصادي‪.‬‬
‫وتماشيا مع الغرض من إعداد المطبوعة فقد تم عرض المادة العممية الواردة فييا‬
‫مقسمة إلى ست فصول كاآلتي;‬

‫الفصل األول‪:‬المرحمة األولى في العيد االستعماري ‪.‬‬


‫الفصل الثاني‪:‬مرحمة تخطيط التنمية االقتصادية ‪.2:8: -2:73‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬مرحمة التحول اإلرادي لإلصالحات ‪.2:97 -2:91‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬مرحمة اإلصالحات االقتصادية ‪.2::4-2:97‬‬
‫الفصل الخامس ‪ :‬مرحمة تطبيق سياسات التعديل الييكمي ‪.2::9-2::5‬‬
‫الفصل السادس‪ :‬مرحمة برامج النمو االقتصادي‪ 2:::‬إلى يومنا ىذا‪.‬‬

‫‪I‬‬
‫اقتصاد جزائري‬

‫فهرس المحتويات‪:‬‬

‫الصفحة‬ ‫محتوى المطبوعة‬

‫‪II‬‬ ‫فهرس المحتويات‬

‫‪10‬‬ ‫المقدمة‬

‫‪10‬‬ ‫الفصل األول‪:‬المرحمة األولى في العهد االستعماري ‪.‬‬

‫‪14‬‬ ‫‪ -2‬واقع االقتصاد الجزائري في فترة االستعمار‪.‬‬

‫‪1:‬‬ ‫‪ -3‬نتائج السياسة االقتصادية لممستعمر‪.‬‬

‫‪00‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬مرحمة تخطيط التنمية االقتصادية ‪.0696 -0690‬‬

‫‪24‬‬ ‫‪ -2‬االقتصاد الجزائري ابان االستقالل‪.‬‬

‫‪26‬‬ ‫‪ -3‬فترة الممتدة من ‪ 2:74‬إلى ‪2:77‬‬

‫‪28‬‬ ‫‪ -4‬مرحمة تخطيط التنمية االقتصادية ‪8: -78‬‬

‫‪35‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬مرحمة التحول اإلرادي لإلصالحات ‪.0699 -0691‬‬

‫‪36‬‬ ‫المخططات التنموية لفترة الثمانينات‪.‬‬ ‫‪-2‬‬

‫‪3:‬‬ ‫‪ -3‬االصالحات االقتصادية ليذه الفترة‪.‬‬

‫‪44‬‬ ‫الفصل الرابع‪ :‬مرحمة اإلصالحات االقتصادية ‪.0661-0699‬‬

‫‪45‬‬ ‫أزمة المديونية في الجزائر وضرورة اإلصالح االقتصادي‪.‬‬ ‫‪-2‬‬

‫‪53‬‬ ‫االصالحات االقتصادية ليذه الفترة‪.‬‬ ‫‪-3‬‬

‫الفصل الخامس ‪ :‬مرحمة تطبيق سياسات التعديل الهيكمي ‪61 -.0669-0662‬‬


‫(برامج االصالح االقتصادي)‬
‫برامج االصالح االقتصادي المدعومة من قبل المؤسسات المالية الدولية‪62 .‬‬ ‫‪-2‬‬

‫‪II‬‬
‫اقتصاد جزائري‬

‫‪64‬‬ ‫مكونات برامج االصالح االقتصادي‬ ‫‪-3‬‬

‫‪71‬‬ ‫أىداف برامج االصالح االقتصادي‬ ‫‪-4‬‬

‫‪72‬‬ ‫تطبيق برامج االصالح االقتصادي في الجزائر‬ ‫‪-5‬‬

‫‪75‬‬ ‫النتائج االقتصادية واالجتماعية لتطبيق برامج االصالح االقتصادي‬ ‫‪-6‬‬

‫‪88‬‬ ‫الفصل السادس‪ :‬مرحمة برامج النمو االقتصادي‪ 0666‬إلى يومنا هذا‪.‬‬

‫‪89‬‬ ‫برنامج اإلنعاش االقتصادي‪.3115-3112‬‬ ‫‪-2‬‬

‫‪92‬‬ ‫البرنامج التكميمي لدعم النمو االقتصادي ‪.311:-3116‬‬ ‫‪-3‬‬

‫‪93‬‬ ‫برنامج التنمية الخماسي ‪.3125-3121‬‬ ‫‪-4‬‬

‫‪95‬‬ ‫الخاتمة‬

‫‪96‬‬ ‫قائمة المراجع‬

‫‪III‬‬
‫اقتصاد جزائري‬

‫قائمة الجداول‪:‬‬

‫الصفحة‬ ‫عنوان الجدول‬ ‫الرقم‬

‫‪1:‬‬ ‫عدد المياجرون الجزائريون في الفترة ‪.2:73-2:32‬‬ ‫‪2-2‬‬

‫‪26‬‬ ‫االستثمارات من ‪ 2:74‬إلى ‪2:77‬‬ ‫‪2-3‬‬

‫‪2:‬‬ ‫تغير أىداف التنمية بين فترة ‪ 61‬و‪ 71‬وفترة ‪ 91‬و‪.:1‬‬ ‫‪3-3‬‬

‫‪32‬‬ ‫االستثمارات المخططة لمفترة ‪.8:-78‬‬ ‫‪4-3‬‬

‫‪37‬‬ ‫برنامج استثمارات المخطط الخماسي األول‪.‬‬ ‫‪2-4‬‬

‫‪39‬‬ ‫برنامج استثمارات المخطط الخماسي الثاني ‪2:9: -2:96‬‬ ‫‪3-4‬‬

‫‪53‬‬ ‫تطور الديون الخارجية خالل الفترة ‪.2::4 -2:97‬‬ ‫‪2-5‬‬

‫‪58‬‬ ‫بعض المؤشرات االقتصادية لمفترة ‪.2::2 -2:9:‬‬ ‫‪3-5‬‬

‫‪77‬‬ ‫تطور الناتج المحمي اإلجمالي خالل فترة االصالح االقتصادي‪.‬‬ ‫‪2-6‬‬

‫‪78‬‬ ‫تطور معدل التضخم خالل فترة االصالح االقتصادي‬ ‫‪3-6‬‬

‫‪78‬‬ ‫تطور الكتمة النقدية خالل فترة االصالح االقتصادي‬ ‫‪4-6‬‬

‫‪79‬‬ ‫تطور االحتياطات الرسمية خالل فترة االصالح االقتصادي‬ ‫‪5-6‬‬

‫‪7:‬‬ ‫تغطية االحتياطات الرسمية لمواردات باألشير خالل فترة االصالح االقتصادي‬ ‫‪6-6‬‬

‫تط ووور رص وويد اجم ووالي ال وودين الخ ووارجي بع ووض مؤشو وراتو خ ووالل الفتو ورة ‪7: -2::5‬‬ ‫‪7-6‬‬
‫‪2::9‬‬
‫‪82‬‬ ‫تركيبة الديون الخارجية لسنة ‪.2::9‬‬ ‫‪8-6‬‬

‫‪84‬‬ ‫سعر صرف الدينار مقابل الدوالر لمفترة ‪.2::9 -2::5‬‬ ‫‪9-6‬‬

‫‪85‬‬ ‫تطور معدل البطالة في الجزائر‬ ‫‪:-6‬‬

‫‪92‬‬ ‫مضمون البرنامج التكميمي لدعم النمو ‪.311:-3116‬‬ ‫‪2-7‬‬

‫‪IV‬‬
‫اقتصاد جزائري‬

‫قائمة األشكال‪:‬‬

‫الصفحة‬ ‫عنوان الشكل‬ ‫الرقم‬

‫‪4:‬‬ ‫‪ 2-5‬تطور حجم الديون وخدماتيا في الجزائر خالل الفترة ‪.8:-86‬‬

‫‪52‬‬ ‫‪ 3-5‬تطور حجم الديون الخارجية خالل الفترة ‪2:96 -2:91‬‬

‫‪65‬‬ ‫‪ 2-6‬مكونات برامج االصالح االقتصادي‬

‫‪76‬‬ ‫‪ 3-6‬تطور معدل نمو الناتج المحمي االجمالي خالل فترة االصالح‪.‬‬

‫‪ 4-6‬تغير سعر البترول واالحتياطات الرسمية خالل فترة االصالح ‪79‬‬


‫االقتصادي‬
‫‪86‬‬ ‫‪ 5-6‬تطور عدد العمال المستفدين من التقاعد المسبق من ‪ 2::5‬إلى‬
‫فيفري ‪2::9‬‬
‫‪8:‬‬ ‫‪ 2-7‬مضمون برنامج اإلنعاش االقتصادي ‪.3115-3112‬‬

‫‪ 3-7‬التوزيع السنوي لمضمون برنامج اإلنعاش االقتصادي ‪91 3115-3112‬‬

‫‪V‬‬
‫التصاد جضائشي‬

‫المقدمة‪:‬‬
‫يعتبر االقتصاد الجزائري مف بيف اىـ االقتصاديات العربية خاصة في شماؿ افريقيا‪ ،‬وقد‬
‫بدا مف المرحمة االستعمارية وصوال إلى الوقت الحالي‬
‫شيد عدة مراحؿ مر بيا عبر الزمف ْ‬
‫وعبر ىذه المسير مر بعدت تطورات وتعرض لعدة أزمات لعؿ أىميا أزمة انخفاض أسعار‬
‫البتروؿ سنة ‪ ،1986‬التي كشفت عف مواطف الضعؼ في االقتصاد الجزائري وعمى أنو اقتصاد‬
‫ريعي بالدرجة األولى‪ ،‬ومف السيؿ تعرضو لصدمات خارجية نتيجة ارتباطو الشديد باالقتصاد‬
‫العالمي وتعيرات أسعار النفط‪.‬‬
‫وعمى ىذا األساس قمنا بدراسة مختمؼ المراحؿ التي مر بيا االقتصاد الوطني‬
‫موضحيف مميزات كؿ مرحمة وسمبياتيا عبر دراسة تحميمة تارخية بالدرجة األولي ‪ ،‬وقد قمنا‬
‫بتقسيـ ىذا العمؿ إلى ستة فصوؿ رئيسية حسب المقرر الدراسي وىي‪:‬‬
‫الفصؿ األوؿ‪:‬المرحمة األولى في العيد االستعماري‪ :‬الذي بينا فيو واقع االقتصاد الجزائري في‬
‫فترة االستعمار ونتائج السياسة االقتصادية لممستعمر‪.‬‬
‫الفصؿ الثاني‪ :‬مرحمة تخطيط التنمية االقتصادية ‪ :1979 -1962‬والذي درسنا فيو االقتصاد‬
‫الجزائري اباف االستقالؿ وصوال إلى إستراتيجية التنمية خالؿ الفترة ‪.79-67‬‬
‫الفصؿ الثالث‪ :‬مرحمة التحوؿ اإلرادي لإلصالحات ‪ :1986 -1980‬الذي تناولنا فيو السياسة‬
‫االقتصادية لمثمانينات و االصالحات االقتصادية ليذه الفترة‪.‬‬
‫الفصؿ الرابع‪ :‬مرحمة اإلصالحات االقتصادية ‪ :1993-1986‬تطرقنا فيو ألزمة المديونية‬
‫وضرورة اإلصالح االقتصادي واالصالحات االقتصادية ليذه الفترة‪.‬‬
‫الفصؿ الخامس ‪ :‬مرحمة تطبيؽ سياسات التعديؿ الييكمي ‪ :1998-1994‬بينا فيو مضموف‬
‫برامج التعديؿ الييكمي ونتائج تطبيقيا في الجزائر‪.‬‬
‫برمج اإلنعاش‬
‫الفصؿ السادس‪ :‬مرحمة برامج النمو االقتصادي‪ 1999‬إلى يومنا ىذا تناولنا ا‬
‫االقتصادي في الجزائر‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫التصاد جضائشي‬

‫الفصل األول‪:‬‬
‫المرحمة األولى في العيد االستعماري‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫التصاد جضائشي‬

‫تمييد‪:‬‬
‫لقد اعتبر االقتصاد الجزائري في فترة االستعمار اقتصادا تابعا لالقتصاد الفرنسي‬
‫وجزءا ال يتج أز منو‪ ،‬لكف في الحقيقة كانت ىذه التبعية المطمقة في اتجاه واحد‪ ،‬حيث‬
‫كانت الجزائر مصد ار ميما لتزويد االقتصاد الفرنسي بالمواد األولية الزراعية منيا‬
‫والصناعية‪ ،‬وفي المقابؿ لـ تحظى باالىتماـ الجاد في النيوض باقتصادىا أو احداث‬
‫تنمية حقيقية‪ ،‬بؿ عمؿ المستعمر عمى ربط اقتصادىا بالعالـ الخارجي‪ ،‬حيث كانت تنتج‬
‫ما يحتاجو العالـ الخارجي مف مواد أولية وتستورد ما يحتاجو المعمروف مف مواد مختمفة‪،‬‬
‫وغابت تماما أولويات االىتماـ بالفرد الجزائري مف حيث حاجاتو األساسية ومتطمباتو‪.‬‬
‫‪ -1‬واقع االقتصاد الجزائري في فترة االستعمار‪:‬‬
‫لقد كاف االقتصاد الجزائري جزء مف االقتصاد الفرنسي‪ ،‬حيث كانت فرنسا تستخدـ‬
‫الجزائر كمصدر لحاجاتيا مف المواد الزراعية والمواد األولية‪ ،‬ويمكف توضيح خصائص‬
‫القطاع الفالحي والصناعي والمالي واالجتماعي فيما يمي‪:‬‬
‫‪ 1-1‬القطاع الفالحي ابان االستعمار‪:‬‬
‫كانت الجزائر تشتير منذ العيد العثماني بثروة زراعية ىائمة‪ ،‬وكانت مف بيف‬
‫البمداف النشطة في المبادالت التجارية في حوض البحر األبيض المتوسط‪ ،‬وتتمتع بميزاف‬
‫مدفوعات ذو رصيد موجب ‪ ،‬وىذا ما جعؿ فرنسا تستعمرىا مف أجؿ تخصيصيا في‬
‫الجانب الفالحي‪.‬‬
‫بدأت فرنسا أوؿ خطوة ليا في بسط نفوذىا عف طريؽ اصدار مجموعة مف‬
‫المراسيـ والقوانيف لمسيطرة عمى األراضي الزراعية التي كانت مف حؽ الجزائرييف‪ ،‬وبدأتيا‬
‫بق اررات مصادرة أراضي العرش واألوقاؼ والبايمؾ‪ ،‬ثـ انتقمت لمصادرة الممكيات الخاصة‬
‫بالجزائرييف‪ ،‬و لقد عممت فرنسا وقت االحتالؿ عمى خمؽ قطاع زراعي‪ ،‬يممكو المعمروف‬
‫الذي استقدموا مف فرنسا واسبانيا وغيرىما‪ ،‬ولقد بمغت مساحتو الكمية حسب احصاء‬
‫‪ ،1954‬حوالي ‪ 2.7‬مميوف ىكتار زراعي موزع عمى ‪ 25000‬معمر‪ ،‬ىذا في الوقت‬
‫‪3‬‬
‫التصاد جضائشي‬

‫الذي كانت مساحة أراضي مجموع الجزائرييف حوالي ‪ 5.6‬مميوف ىكتار موزعة ما بيف‬
‫حوالي ‪ 622000‬فرد جزائري‪.1‬‬
‫وكانت الجزائر دولة متخصصة في االنتاج الزراعي لكنو كاف يوجو لمخارج‬
‫بالدرجة األ ولى وليس لتمبية حاجات المواطنيف‪ ،‬إذ كانت حصة المنتجات الزراعية في‬
‫صادرات الجزائر عاـ ‪ 1953‬حوالي ‪ 60‬بالمئة معظميا صادرات نبيذ بنسبة ‪ 55‬بالمئة‬
‫مف مجموع الصادرات الزراعية‪.2‬‬
‫أما القطاع الزراعي المحمي فمـ يكف يمبي حاجات األفراد ألف انتاجو كاف محدودا‪،‬‬
‫وينحصر في األراضي الجبمية الوعرة‪ ،‬وكاف بدائيا نوعا ما حيث كاف يفتقر لوسائؿ‬
‫االنتاج‪ ،‬ويعتـ عمى الجيد البشري‪.‬‬
‫‪ -2-1‬القطاع الصناعي ابان االستعمار‪:‬‬
‫لق ػػد وج ػػو المس ػػتثمروف الفرنس ػػيوف ج ػػؿ اس ػػتثماراتيـ ف ػػي قط ػػاع اس ػػتخراج وانت ػػاج‬
‫الم ػواد األوليػػة الموجيػػة لمتصػػدير‪ ،‬س ػواء كانػػت م ػواد غذائيػػة أو م ػواد موجيػػة إلػػى تشػػغيؿ‬
‫الصناعات الفرنسػية‪ ،‬ممػا أدإ إلػى توسػع القطػاع التصػديري الج ازئػري‪ ،‬وفػؽ اسػموب انتػاج‬
‫أرسػ ػػمالي‪ ،‬وأدإ إلػ ػػى ت ازيػ ػػد اسػ ػػتغالؿ الم ػ ػزارع وتوسػ ػػيع االنتػ ػػاج الفالحػ ػػي‪ ،‬مػ ػػع زيػ ػػادة عػ ػػدد‬
‫الصناعات االستخراجية‪ ،3‬وىذا ما يجعؿ عمميػة تيييئػة البنػى التحتيػة االقتصػادية ضػرورية‬
‫مف أجؿ تسييؿ نقؿ المواد مف الجزائر إلى فرنسا‪.‬‬
‫فقػػد كػػاف المعمػػروف يعارضػػوف أي اتجػػاه نحػػو تصػػنيع الج ازئػػر‪ ،‬حتػػى جػػاء برنػػامج‬
‫‪ 15‬ن ػػوفمبر ‪ 1946‬المس ػػمى ببرن ػػامج التص ػػنيع‪ ،‬ال ػػذي تض ػػمف انش ػػاء بع ػػض الص ػػناعات‬
‫االسػػتيالكية االسػػتعجالية‪ ،‬بسػػبب الظػػروؼ التػػي أممتيػػا الحػػرب العالميػػة الثانيػػة‪ ،‬وأىػػداؼ‬
‫استراتيجية رأس الماؿ الصناعي الفرنسي المتمثمة في توزيػع المخػاطر عمػى نطػاؽ جغ ارفػي‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬محمد بمقاسـ حسف بيموؿ‪ ،‬سياسة تخطيط التنمية واعادة تنظيـ مسارىا في الجزائر‪ ،‬الجزء األوؿ‪ :‬بناء قطاع اقتصادي عمومي رائد‪ ،‬ديوار‬
‫المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،1999 ،‬ص ‪.23‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.24.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬سعدوف بوكبوس‪ ،‬االقتصاد الجزائري محاولتاف مف أجؿ التنمية‪ ،‬دار الكتاب الحديث‪ ،‬القاىرة‪ ،2012 ،‬ص‪.24.‬‬

‫‪4‬‬
‫التصاد جضائشي‬

‫واسػػع‪ ،‬ومػػع ذلػػؾ ف ػ ف ىػػذه الصػػناعات غيػػر مسػػتقمة وانمػػا ىػػي بمثابػػة فػػروع لمشػػركات األـ‬
‫بالخارج‪.1‬‬
‫وقد ازدادت االستثمارات الصػناعية فػي الج ازئػر بعػد اكتشػاؼ البتػروؿ فػي الصػحراء‬
‫الجزائرية‪ ،‬لكف ىذه االستثمارات كانت في مجاؿ توسيع النشاط االسػتخراجي ومػا يػرتبط بػو‬
‫مػف احتياجػات تسػتخدـ فػي توسػيع العمميػة االسػتخراجية‪ ،‬وتوجيػو النػاتج نحػو التصػدير إلػػى‬
‫الخارج‪.‬‬
‫بصػػفة عامػػة ال يوجػػد مشػػروع تنمػػوي حقيقػػي فػػي المجػػاؿ الصػػناعي تػػـ تطبيقػػو فػػي‬
‫الج ازئػػر بشػػكؿ جػػدي‪ ،‬ففرنسػػا لػػف تكػػف ميتمػػة بالتنميػػة الصػػناعية لمػػبالد‪ ،‬إال مػػاعرؼ ب ػػ‪:‬‬
‫مخطػػط قسػػنطينة الػػذي تػػـ تقري ػره فػػي ‪ 1958‬إال أف أىدافػػو الحقيقيػػة كانػػت سياسػػية أكثػػر‬
‫مني ػػا اقتص ػػادية أو اجتماعي ػػة ‪ ،2‬ق ػػائـ عم ػػى افتػ ػراض أف توج ػػو فرنس ػػا نح ػػو تنمي ػػة الج ازئ ػػر‬
‫وتحسيف األوضاع المعيشية سيميي الشعب عف الثورة التحريرية‪.‬‬
‫وكانت مف بيف أىداؼ عممية التصػنيع فػي مخطػط قسػنطينة القضػاء عمػى البطالػة‪،‬‬
‫بخمػػؽ مناصػػب شػػغؿ جديػػدة ب نشػػاء اسػػتثمارات فػػي عػػدة مجػػاالت مثػػؿ البنػػاء‪ ،‬االسػػتخراج‪،‬‬
‫والحديػ ػػد‪ ،‬ويشػ ػػمؿ برنػ ػػامج التنميػ ػػة الصػ ػػناعية فػ ػػي الخمػ ػػس سػ ػػنوات األولػ ػػى مػ ػػف المخطػ ػػط‬
‫مجموعتيف مف االنشاءات‪:3‬‬
‫المشاريع الكبرى في ميدان الطاقة‪:‬‬
‫‪ -‬فتح خط بترولي ببجاية وبدأ التشغيؿ في ‪.1959‬‬
‫‪ -‬مشروع انجاز أنبوب لنقؿ الغاز مف حاسي الرمؿ وىراف الجزائر‪.‬‬
‫‪ -‬البدء في انجاز أنبوب غاز عنابة‪.‬‬
‫‪ -‬تشغيؿ المركز الكيربائي المائي جنجف ومركز الطاقة الح اررية الجزائر العاصمة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬محمد بمقاسـ حسف بيموؿ‪ ،‬سياسة تخطيط التنمية واعادة تنظيـ مسارىا في الجزائر‪ ،‬الجزء األوؿ‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪.24.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Salah mouhoubi, Les chiox de l’Algérie le passé toujours présent , Office des publications‬‬
‫‪universitaires , Alger , 2011, p.17.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬سعدوف كبوس ‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪.40.‬‬

‫‪5‬‬
‫التصاد جضائشي‬

‫أما فيما يخص ميداف المركبات الصناعية الكبرإ فكانت كما يمي‪:‬‬
‫‪ -‬مركب الحديد والصمب عنابة‪.‬‬
‫‪ -‬مركب البيتروكيمياء في أرزيو‪.‬‬
‫‪ -‬مصفاة تكرير البتروؿ في الجزائر العاصمة‪.‬‬
‫الصناعات التحويمية‪:‬‬
‫وذلػػؾ بتشػػجيع القطػػاع الخػػاص عمػػى انشػػاء وحػػدات انتػػاج اقتصػػادية فػػي قطاعػػات النشػػاط‬
‫األساسية‪ ،‬عف طريؽ منح امتيازات تمويمية وجبائية ىامة‪ ،‬مؤقتة تتناقص تدريجيا‪.‬‬
‫وقد انقسمت الصناعة إلى قطاعيف متبايينيف‪:1‬‬
‫قطاع عصري‪ :‬مرتبط بقطاع التصدير ومندمج تماما في االقتصاد الفرنسي‪.‬‬
‫قطاع متخمؼ‪ :‬ال يتمتع بدرجة استعداد كافية لتفاعمو مع القطاع األوؿ‪.‬‬
‫‪ -3-1‬القطاع المالي والمصرفي ابان االستعمار‪:‬‬
‫لقد كانت الجزائر اباف الدولة العثمانية كسائر البمداف تتميز بقمة دور النقود في‬
‫المبادالت (حيث كانت المبادالت تتـ في أغمب األحياف عف طريؽ المقايضة بيف القبائؿ)‬
‫ونظاـ المعدنيف الذىب والفضة في العممة‪ ،‬وكانت ىناؾ دار لسؾ النقود أما الفرنؾ‬
‫الفرنسي فمـ يقرر رسميا كعممة لمبالد إال بعد حوالي ‪ 19‬عاما مف االحتالؿ‪ ،‬وأوؿ‬
‫مؤسسة مصرفية في الجزائر ىي التي تقررت بالقانوف الصادر في ‪1943-07-19‬‬
‫لتكوف بمثابة فرع لبنؾ فرنسا ليساىـ فييا البنؾ إضافة لالفراد‪ ،‬وقد اصدر النقود في بداية‬
‫‪ 48‬لكف ما لبث أف توقؼ عمى اثر الثورة في فرنسا‪ ،‬وثاني مؤسسة كانت الصراؼ‬
‫الوطني لمخصـ وتقتصر وظيفتيا عمى االئتماف ولـ تتمتع بحؽ اصدار النقود‪ ،‬وفشمت‬
‫ىذه المؤسسة بسبب قمة الودائع‪ ،‬وثالث مؤسسة ىي بنك الجزائر (‪ )1851‬برأس ماؿ قدره‬
‫‪ 03‬مالييف فرنؾ فرنسي مقسمة إلى ‪ 06‬آالؼ سيـ‪ ،‬وقد شيد ىذا األخير أزمة مالية ما‬
‫بيف ‪ 1900 -1880‬بسبب االسراؼ في تقديـ القروض الزراعية والعقارية مما أدإ إلى‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬سعدوف بوكبوس‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪.24.‬‬

‫‪6‬‬
‫التصاد جضائشي‬

‫نقؿ مقره إلى باريس‪ ،‬وتغير اسمو إلى بنؾ الجزائر وتونس‪،‬وقد تولى ميمة اصدار‬
‫القروض ومنح االئتماف‪ ،‬وباستقالؿ تونس عاـ ‪ 1956‬تأمـ ىذا البنؾ وفقد حقو في‬
‫االصدار لتونس سنة ‪ 1958‬ليعود اسمو بنؾ الجزائر وكانت مف أىـ وظائفو‪:1‬‬
‫‪ ‬اصدار النقود حيث كاف ممزما بتغطية ذىبية ال تقؿ عف ثمث النقود الورقية التي‬
‫يصدرىا وأيضا الودائع تحت الطمب وىذا ما يقيد حريتو في االصدار‪ ،‬ليتـ إلغاء‬
‫ىذا الشرط ويحؿ محمو مبدأ سقؼ االصدار‪.‬‬
‫‪ ‬وظيفة بنؾ ائتماف‪ :‬حيث كاف مسؤوال عف ائتماف الحكومة‪ ،‬بحيث يقدـ ليا قروض‬
‫دوف فوائد‪ ،‬ويقوـ ب دارة جزء مف ايراداتيا‪ ،‬أما بالنسبة لمقروض الخاصة فقد اىتـ‬
‫البنؾ بتمويؿ القطاع الزراعي بقروض متوسطة وطويمة األجؿ لعدـ وجود بنوؾ‪،‬‬
‫واعتبا ار مف ‪ 1900‬بدأت المؤسسات البنكية في الظيور وتولت ميمة التمويؿ‬
‫ىذه‪.‬‬
‫أما فيما يخص النشاط المصرفي فقد كاف يرتكز في المناطؽ الكبيرة بالدرجة األولى‪،‬‬
‫حيث كانت العديد مف فروع البنوؾ الفرنسية ووكاالتيا تنشط في المدف الكبيرة الكثيفة‬
‫بالسكاف( الجزائر العاصمة‪ ،‬وىراف‪ ،‬قسنطينة‪ )...‬باإلضافة إلى البنوؾ الشعبية مثؿ‪:2‬‬
‫‪ – 1-3-1‬البنوك التجارية‪:‬‬
‫أف مجموع فروع البنوؾ التجارية قبؿ االستقالؿ كاف ‪ 409‬فرعا موزعة عمى المدف‬
‫الكبرإ‪ ،‬وأعمى درجة تركيز كانت في الجزائر العاصمة‪ ،‬ومف ابرزىا القرض العقاري‬
‫لمجزائر وتونس(‪ ،)1880‬الشركة الجزائرية لمقرض والبنؾ (‪ ،)1877‬الصراؼ الوطني‬
‫لمخصـ(بعد الحرب العالمية الثانية)‪ ،‬قرض الشماؿ (‪ ،)1958‬القرض الميوني (‪،)1878‬‬
‫الشركة العامة (‪ ،)1914‬شركة مارسيميا‪ ،‬البنؾ الوطني لمتجارة والصناعة‪ ،‬القرض‬
‫الصناعي والتجاري‪....‬إلخ‪.‬‬

‫‪ -1‬شاكر القزويني‪ ،‬محاضرات في اقتصاد البنوؾ‪ ،‬ديواف المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،1998،‬ص ص‪.52 -49.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.153.‬‬

‫‪7‬‬
‫التصاد جضائشي‬

‫‪ -2-3-1‬بنوك األعمال‪:‬‬
‫مف بينيا القرض الجزائري (‪ ،)1881‬البنؾ الصناعي الجزائري والمتوسطي‬
‫(‪ ،)1911‬بنؾ باريس الذي فتح فرع في الجزائر عاـ ‪.1954‬‬
‫‪ -3-3-1‬منشآت إعادة الخصم‪:‬‬
‫وىي ال تتعامؿ مع الجميور وانما مع المصارؼ‪.‬‬
‫‪ -4-3-1‬بنوك التنمية‪:‬‬
‫ويمثميا صندوؽ التجييز مف أجؿ تنمية الجزائر تـ انشاؤه ‪ ،1959‬وفي عاـ‬
‫‪ 1960‬بمغت مساىمتو ‪ 154.4‬مميار فرنؾ قديـ‪.‬‬
‫‪ -5-3-1‬بنوك االئتمان الشعبي‪:‬‬
‫انتقمت اسس االتماف المشترؾ التي تقررت في فرنسا عاـ ‪ 1917‬إلى الجزائر سنة‬
‫‪ 1921‬وظيرت البنوؾ الشعبية بداية في عنابة عاـ ‪ 1922‬ثـ باقي المدف‪ ،‬لتمويؿ األفراد‬
‫والمنشآت الصغيرة‪.‬‬
‫‪ -4-1‬القطاع االجتماعي ابان االستعمار‪:‬‬
‫لقد وجدت فرنسا السبيؿ لتفكيؾ المجتمع الجزائري اجتماعيا عف طريؽ احداث‬
‫خمؿ في التوازف االجتماعي بضرب القبيمة وتفكيكيا معتمدة في ذلؾ عمى قرار إلزامية‬
‫الممكية العقارية الفردية وذلؾ بيدؼ فصؿ األفراد عف القبيمة وتفكيؾ روابطيـ االجتماعية‪،‬‬
‫واعادة تجميعيـ في إطار جغرافي جديد يعرؼ بالدوار‪ ،‬وقد تمت اإلزاحة الجسدية لألفراد‬
‫أرضييـ وقبيمتيـ بالتدرج‪ ،‬عف طريؽ طمب استظيار سندات الممكية التي لـ تكف‬
‫عف ا‬
‫موجودة في إطار صيغة الممكية القبمية‪ ،‬أو عف طريؽ سياسة المصادرة التي طبقتيا عمى‬
‫المالؾ عف طريؽ اثقاؿ كاىميـ بالضرائب‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫التصاد جضائشي‬

‫وقد استتبع تكويف الممكية الخاصة تراجع مستوإ معيشة السكاف‪ ،‬وانتشار الفقر‬
‫والحرماف‪ ،‬مما أدإ بالجزائرييف لميجرة إلى الخارج‪ ،‬جراء تدىور الوضعية السياسية‬
‫واالقتصادية لمجزائر في فترة االستعمار‪ 1‬كما ىو موضح في الجدوؿ التالي‪:‬‬
‫جدول رقم(‪ :)1-1‬عدد المياجرون الجزائريون في الفترة ‪.1962-1921‬‬
‫‪1962‬‬ ‫‪1954‬‬ ‫‪1946‬‬ ‫‪1936‬‬ ‫‪1931 1926 1921‬‬ ‫السنوات‬

‫‪350484 222675‬‬ ‫‪22114‬‬ ‫‪72891‬‬ ‫‪85568 69789 36277‬‬ ‫عدد المياجروف‬

‫‪Source : Mohamed elhocine benissade, economie du developpement de l’Algérie sous-‬‬


‫‪developpement et socialisme , Office des publications universitaires , Alger , 2°edition ,‬‬
‫‪1979, p.260.‬‬
‫نالحظ مف الجدوؿ ازياد حدة اليجرة إلى الخارج مع الزمف(إال سنة ‪ )1946‬نتيجة‬
‫نتيجة تدني الظروؼ االقتصادية واالجتماعية داخؿ الدولة في فترة اإلحتالؿ وقد ازدادت‬
‫حدة اليجرة مع اندالع الثورة التحريرية‪ ،‬وما رافقيا مف مجازر في حؽ الشعب الجزائري‪.‬‬
‫‪ -2‬نتائج السياسة االقتصادية لممستعمر‪:‬‬
‫لقد أ دت السياسة االستعمارية إلى تحطيـ البنية االقتصادية لالقتصاد الجزائري‬
‫وجعمتو أكثر ارتباطا باالقتصاد الفرنسي‪.‬‬
‫‪ -1-2‬اقتصاد ذو انتاجية خارجية‪:‬‬
‫أي أنو اقتصاد مرتبط بالخارج‪ ،‬فمع تفكيؾ العالقات االقتصادية واالجتماعية‬
‫لممجتمع واالنفتاح عمى الخارج‪ ،‬أصبح اإلنتاج الجزائري موجو بالدرجة األولى إلى السوؽ‬
‫العالمية وليس إلى السوؽ الداخمية سواءا تعمؽ األمر باإلنتاج الزراعي أو الصناعي‪ ،‬مع‬
‫ضعؼ االرتباط الداخمي سواء بيف مناطؽ الوطف أو بيف الوحدات الصناعية مع زيادة‬
‫نسبة االرتباط باالقتصاد الفرنسي‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Mohamed elhocine benissade, economie du developpement de l’Algérie sous-developpement et‬‬
‫‪socialisme , Office des publications universitaires , Alger , 2°edition , 1979, p.260.‬‬

‫‪9‬‬
‫التصاد جضائشي‬

‫‪ -2-2‬اقتصاد استيالك‪:‬‬
‫إف ىدؼ المستعمر ىو انشاء طرؽ توزيع إضافية لمصناعة االستعمارية والبحث‬
‫عف أسواؽ لتصريؼ منتجاتو‪ ،‬وليس إقامة تنمية صناعة حقيقية في الجزائر‪ ،‬وبذلؾ فيو‬
‫عمؿ عمى توسي ع وتنمية الصناعات الخاصة بو عف طريؽ تزويدىا بالمواد األولية‬
‫والطاقة التي يستقدميا مف الجزائر‪ ،‬وتوسيع األسواؽ الخاصة بتصريؼ منتجاتو‬
‫الصناعية‪.‬‬
‫‪ -3-2‬اقتصاد مزدوج‪:‬‬
‫لقد خمؽ المستعمر في كؿ القطاعات االقتصادية نوع مف االزدواجية فكؿ قطاع‬
‫مقسـ إلى قسميف قطاع تقميدي ممؾ لألىالي‪ ،‬ومنخفض اإلنتاجية وال يسد حاجات‬
‫المواطنيف‪ ،‬وقطاع حديث يتمتع بالتقدـ يمتمكو المعمروف مرتفع اإلنتاجية ويستخدـ وسائؿ‬
‫حديثة‪ .‬ومف ىنا ظيرت الفوارؽ االجتماعية وانخفاض المستوإ المعيشي‪.‬‬
‫‪ -4-2‬اقتصاد مشوه‪:‬‬
‫اصيب االقتصاد بتشوىات واختالالت ظيرت بعدة أوجو مختمفة ويمكف مالحظة‬
‫البعض منيا في‪:1‬‬
‫‪ ‬اختالؿ العالقة بيف الموارد المالية والنمو الذي حدث في الموارد البشرية وذلؾ‬
‫بسبب النقص الحاد في الوسائؿ المادية والمشاريع االستثمارية مف جية‪ ،‬والنمو‬
‫الديمغرافي الذي حدث في الجزائر بعد االستقالؿ مف جية أخرإ‪.‬‬
‫‪ ‬اختالؿ ىيكؿ الجياز اإلنتاجي وذلؾ مف عبر‪:‬‬
‫‪ -‬استحواذ الزراعة بنسبة كبيرة عمى تكويف الناتج الداخمي الخاـ إذا ما قارناه‬
‫بالصناعة التي تعتبر نسبتيا ضعيؼ جدا في تكويف ىذا الناتج‪.‬‬
‫‪ -‬عدـ وجود ارتباط بيف الوحدات الصناعية الموجودة‪ ،‬حيث عممت فرنسا عمى‬
‫ربطيا بالعالـ الخارجي واالقتصاد الفرنسي‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬سعدوف بوكبوس‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪.25.‬‬

‫‪10‬‬
‫التصاد جضائشي‬

‫‪ -‬تركيز كبير لميد العاممة في الزراعة‪.‬‬


‫‪ -‬تصدير عدد محدود مف المواد والمنتجات‪ ،‬وعدـ وجود تنوع في التجارة‬
‫الخارجية‪.‬‬
‫خالصة‪:‬‬
‫لقد تحوؿ االقتصاد الجزائري تحوال جذريا خالؿ فترة االستعمار الفرنسي‪ ،‬فبعدما‬
‫كاف االقتصاد يتميز بأنو اقتصاد اكتفاء ذاتي قبمي ال يحتاج إلى االستي ارد مف الخارج‬
‫ويغطي كافة احتياجاتو الغذائية عف طريؽ ما ينتجو مف مواد زراعية‪ ،‬وكذا االحتياجات‬
‫األخرإ عف طريؽ المنتجات الحرفية‪ ،‬أصبع بعد االحتالؿ اقتصاد مرتبط بالخارج‬
‫وبالخصوص باالقتصاد الفرنسي حيث يقوـ باستيراد كافة حاجاتو مف الخارج‪ ،‬وينتج‬
‫منتجات ال تغطي االحتياجات الداخمية وانما تغطي احتياجات السوؽ العالمية‪ ،‬وأغمب‬
‫ىذه المنتجات بدائية تتركز في المنتجات الزراعية وعمميات االستخراج لممواد األولية‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫التصاد جضائشي‬

‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫مرحمة تخطيط التنمية االقتصادية ‪.1979 -1962‬‬

‫‪12‬‬
‫التصاد جضائشي‬

‫تمييد‪:‬‬
‫لقد مرت الجزائر بوضعية صعبة غداة االستقالؿ‪ ،‬فمـ تكف تتوفر عمى الموارد‬
‫الالزمة لمنيوض باقتصادىا‪ ،‬الذي تعرض لمتخريب بشكؿ شبو كمي مف قبؿ منظمة‬
‫الجيش السري التابعة لممعمريف‪ ،‬فكاف البد مف أف تأخذ الوقت الالزـ وتييئ اقتصادىا‬
‫لتطبيؽ استراتيجية تنموية طويمة المدإ‪ ،‬تعمؿ عمى نقؿ اقتصاد الدولة مف اقتصاد‬
‫متخمؼ إلى اقتصاد متطور‪ ،‬وقد اتبعت في ذلؾ اسموب التخطيط المركزي لمتنمية طيمة‬
‫الفترة ‪ 1967‬إلى ‪ ،1979‬قامت خالليا ببناء اقتصاد عمومي رائد وتوسيع ممكية الدولة‬
‫لممؤسسات العمومية‪.‬‬
‫‪ -1‬االقتصاد الجزائري ابان االستقالل‪:‬‬
‫لقد واجيت الحكومة األولى سنة ‪ 1962‬وضعية صعبة‪ ،‬بعد سبع سنوات مف‬
‫الحرب والتخريب الذي مارستو منظمة الجيش السري التابعة لمجماعات األوروبية‪.‬‬
‫وقد رافؽ استقالؿ الجزائر نزوح جماعي لممعمريف تاركيف االقتصاد في حالة‬
‫فوضي‪ ،‬فقد كانوا يشكموف الييكؿ االداري واالقتصادي لمدولة‪ ،‬حيث غادر مميوف شخص‬
‫الجزائر في أشير معدودة تاركيف فراغ في االطارات والمينييف ( رحيؿ ‪ 50000‬تقني‬
‫سامي‪ ،‬و‪ 35000‬تقني متوسط‪ 100000 ،‬عامؿ ميني) ‪ ،‬وتـ سد ىذا الفراغ مف قبؿ‬
‫الجزائرييف بما لدييـ مف امكانيات حيث أف أغمبية الشعب أمي بنسبة ‪ 90‬بالمئة ويسكنوف‬
‫في األرياؼ‪ ،‬كما قاـ المعمروف بتحويؿ مدخراتيـ ورؤوس أمواليـ‪ ،‬ففي شير جواف لوحده‬
‫سنة ‪ 1962‬تـ تحويؿ ‪ 750‬مميوف فرنؾ فرنسي عبر القنوات البنكية‪ ،‬فكؿ الدوائر‬
‫االقتصادية كانت تابعة بالكامؿ لممستعمر الفرنسي حيث نجد أف ‪ 85‬بالمئة مف صادرات‬
‫الجزائر موجية إلى فرنسا و ‪ 80‬بالمئة مف وارداتيا تأتي أيضا مف فرنسا‪.1‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Ahmed henni, Economie de l’Algérie indépendante, ENAG, Alger, 1991, P.25.‬‬

‫‪13‬‬
‫التصاد جضائشي‬

‫وقد كاف االقتصاد الجزائري يغمب عميو الطابع البدائي إنتاج مواد بدائية و أولية‬
‫)زراعية و منجمية ( حيث أف بالمئة ‪ 80‬مف الصادرات ذات مصدر زراعي و تحتؿ‬
‫المنتجات المنجمية جزءا كبي ار مف العشريف بالمئة الباقية‪.1‬‬
‫كما ذكرنا سابقا ف ف الخروج الجماعي لممعمريف مف الجزائر ترؾ الدولة في حالة‬
‫فوضى وأدإ إلى تعطيؿ األنشطة االقتصادية‪ ،‬مما استوجب إيجاد حموؿ استعجالية مف‬
‫أجؿ إعادة بعث ىذه األنشطة وكاف ذلؾ عف طريؽ تكويف لجاف تسيير (يمثموف عماؿ‬
‫المزارع أو المصانع سابقا ) يتولوف ميمة تشغيؿ الوحدات اإلنتاجية وتنظيميا‪ ،‬وىذا ما‬
‫عرؼ بالتسيير الذاتي‪ ،‬وقد رافؽ ىذا النوع مف التسيير عدة اجراءات وتدابير تنظيمية‬
‫أوليا ىو إعالف أف أمالؾ المعمريف ىي أمالؾ شاغرة وممؾ لمدولة‪.‬‬
‫وقد ظير نوعاف مف التسيير لموحدات االقتصادية ىما‪:2‬‬
‫‪ -‬التسيير الذاتي لمممتمكات الشاغرة الفالحية والصناعية التي تركيا المعمروف‬
‫(وفؽ مراسيـ مارس ‪.)1963‬‬
‫‪ -‬إنشاء دواويف وطنية ومؤسسات وطنية‪ :‬سواءا بناءا عمى ىياكؿ كانت موجودة‬
‫سابقا (مثؿ‪ :‬ديواف الحبوب‪ ،‬مؤسسة الكيرباء والغاز)‪ ،‬أو تـ انشاؤىا لمراقبة‬
‫نشاطات معينة (مثؿ‪ :‬ديواف التجارة والشركة الوطنية لنقؿ وتسويؽ‬
‫المحروقات)‪.‬‬
‫ويمكف القوؿ أف االقتصاد الجزائري لحظة االستقالؿ تميز بالتخمؼ واالرتباط‬
‫بالخارج مع وجود صناعة ىزيمة واستخراجية بالدرجة األولى‪ ،‬وقطاع زراعي ينتج‬
‫احتياجات السوؽ الدولية‪.‬‬

‫‪ٔ - 1‬صاسة انًانٍت‪ٔ ،‬صاسة انًانٍت ستٌٕ سُت يٍ اإلَجاص‪ ،‬يذٌشٌت االتصال‪ ،‬انجضائش‪ ،2102 ،‬ص‪.00.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Ahmed henni, op.cit, p.26.‬‬

‫‪14‬‬
‫التصاد جضائشي‬

‫‪ -2‬فترة الممتدة من ‪ 1963‬إلى ‪:1966‬‬


‫بناءا عمى الوضعية التي تميز بيا االقتصاد الجزائري لحظة االستقالؿ يمكف القوؿ‬
‫أف الوضع كاف صعبا جدا‪ ،‬حيث لـ تكف الجزائر تممؾ الموارد البشرية الالزمة (‪ 90‬مف‬
‫الشعب أمي ويسكف في األرياؼ)‪ ،‬وال األمواؿ الالزمة لصياغة استراتيجية تنموية واضحة‬
‫المعالـ‪ ،‬فقد تميزت ىذه الفترة بمحاولة تشغيؿ ما تركو المعمريف‪ ،‬مع محاولة السيطرة‬
‫عمى االقتصاد واثبات ممكية الدولة وسيادتيا عف طريؽ مجموعة مف التأميمات‬
‫واالجراءات ك نشاء العممة الوطنية وتأميـ البنؾ المركزي وتأميـ األراضي الزراعية‪ ،‬وتأميـ‬
‫بعض الصناعات االستخراجية والمؤسسات‪ ،‬مثؿ الصناعات المنجمية والكيماوية‬
‫والمؤسسات البنكية واالسترجاع التدريجي لمثروات الطبيعية‪ ،1‬وبالتالي لـ يندرج ضمف ىذه‬
‫الفترة أي استراتيجية تنموية‪ ،‬إنما تقرير بعض االستثمارات في إطار مخططات‬
‫استعجالية‪ 2‬متواضعة بالرغـ مف وجود و ازرة لمصناعة‪ ،‬وكانت االستثمارات موزعة‬
‫كالتالي‪:‬‬
‫الجدول رقم (‪ :)1-2‬االستثمارات من ‪ 1963‬إلى ‪1966‬‬
‫الوحدة‪ :‬مميون دج‬
‫المجموع‬ ‫‪1966‬‬ ‫‪1965‬‬ ‫‪1964‬‬ ‫‪1963‬‬ ‫السنوات‬

‫‪645.7‬‬ ‫‪338.8‬‬ ‫‪98.2‬‬ ‫‪147.9‬‬ ‫‪60.08‬‬ ‫الزراعة‬


‫‪810.3‬‬ ‫‪370.9‬‬ ‫‪156.8‬‬ ‫‪13136‬‬ ‫‪151‬‬ ‫الصناعة‬
‫‪6442.8‬‬ ‫‪2404.8‬‬ ‫‪1562.7‬‬ ‫‪1829.7‬‬ ‫‪1719.2‬‬ ‫باقي القطاعات‬
‫‪Source:‬‬ ‫‪Hocine benissad, la réforme économique en Algérie ou l’indicible ajustement‬‬

‫‪structurel, Office des publications universitaires, Alger , 2°edition, 1991, p.16.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬رحيـ حسيف‪ ،‬دور السياسات التنموية في مكافحة البطالة ودعـ التشغيؿ في الجزائر نموذج التنمية الريفية والسياحية‪ ،‬النمو االقتصادي‬
‫والتنمية المستدامة في الدوؿ العربية سياسات التنمية وفرص العمؿ دراسات قطرية‪ ،‬المركز العربي لألبحاث والدراسات‪ ،2013 ،‬ص‪.428.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Hocine benissad, la réforme économique en Algérie ou l’indicible ajustement structurel, Office des‬‬
‫‪publications universitaires, Alger , 2°edition, 1991, p.16.‬‬

‫‪15‬‬
‫التصاد جضائشي‬

‫نالحظ مف الجدوؿ أف المبالغ المخصص لممخططات االستعجالية كانت ضعيفة نوعا ما‬
‫نظ ار لعدـ توفر مصادر لتمويؿ االقتصاد‪ ،‬كما يمكف أف نالحظ أنو طيمة ىذه الفترة أولت‬
‫الدولة اىتماـ بالصناعة بالدرجة األولى ثـ الزراعة‪ ،‬لكف بنسب متقاربة‪.‬‬
‫وقد عممت الجزائر عمى استعادة التحكـ في مصيرىا‪ ،‬طواؿ الفترة ما بيف ‪1963‬‬
‫إلى ‪1966‬مواردىا المحدودة المقدرة ب ‪ 13‬مميار دوالر كمدا خيؿ خارجية و ‪11,7‬‬
‫مميار دج كمداخيؿ جبائية مف أجؿ تغطية ‪ 8,2‬مميار كواردات و ‪ 12,1‬مميار دج‬
‫كمصاريؼ الميزانية‪ ،‬وقد بمغت نسبة االستثمار و االدخار خالؿ السنيف األربع األولى‬
‫مف اإلستقالؿ ‪ 17,0‬بالمئة و ‪ 24,0‬بالمئة عمى التوالي و توضح ىذه النسب بأف‬
‫المرونة الالزمة لتمويؿ التنمية االقتصادية كانت ضئيمة جدا و كاف عمى االقتصاد‬
‫الجزائري الحصوؿ عمى موارد داخمية و خارجية أخرإ مف أجؿ تمبية المتطمبات‬
‫االقتصادية و االجتماعية لسكاف لطالما عانوا مف التيميش‪.1‬‬
‫وقد بدأ الوضع في التغير إتجاه استراتيجية تنموية واضحة المعالـ ابتداءا مف سنة‬
‫‪ 1965‬التي تميزت بوصوؿ سمطة جديدة لمحكـ‪ ،‬فأوؿ خطوة اتخذتيا السمطة ىي‬
‫استبداؿ ىيكمة اقتصادية واجتماعية وادارية ذات التوجو الميبرالي االستعماري بمخطط‬
‫مركزي جماعي شامؿ‪ ،‬فقد كاف اليـ الوحيد كيؼ يمكف تغيير الييكمة االقتصاد وتحويؿ‬
‫العوامؿ االقتصادية في خدمة التنمية‪ ،‬وفي ىذا االطار اتبعت الجزائر استراتيجية‬
‫‪ ،‬واختارت الجزائر في‬ ‫‪Destanne De Bernis‬‬ ‫الصناعات المصنعة لػ‪ :‬دستاف دوبرنيس‬
‫صناعتيا القاعدية مجموعتيف مف الصناعات ىما‪ :‬صناعة الصمب و المحروقات ‪ ،‬ويتـ‬
‫تنظيـ ىذه الصناعة في شكؿ فروع يعيد بيا إلى الشركات الوطنية تنشط في ظؿ سوؽ‬

‫‪ٔ - 1‬صاسة انًانٍت‪ ،‬يشجع سبك ركشِ ‪ ،‬ص‪.00.‬‬

‫‪16‬‬
‫التصاد جضائشي‬

‫احتكارية‪ ،‬محمية مف المنافسة الدولية‪ 1‬مف أجؿ ضماف استم ارريتيا‪ ،‬فالتنمية يجب أف‬
‫‪2‬‬
‫االقتصادية ‪.‬‬ ‫تنطمؽ مف صناعات كبرإ تخدـ الصناعات الصغرإ ومختمؼ األنشطة‬
‫وقد شرعت الجزائر في تطبيؽ ىذه االستراتيجية ابتداءا مف ‪ 1967‬متبنيتا النظاـ‬
‫االشتراكي ومتبعتا أسموب التخطيط االقتصادي لمتنمية ليذا جاء تطبيؽ االستراتيجية في‬
‫شكؿ مخططات تنموية ممتدة مف ‪ 1967‬إلى ‪ ،1979‬وقسمة إلى فترات‪.‬‬
‫‪ -3‬مرحمة تخطيط التنمية االقتصادية من ‪:1979 -1967‬‬
‫يعتبر التخطيط االجتمػاعي واالقتصػادي مػف أىػـ عناصػر السياسػة العامػة الموجيػة‬
‫لتنظ ػػيـ عناص ػػر االنت ػػاج االجتماعي ػػة واالقتص ػػادية‪ ،‬وتعتم ػػد معظ ػػـ ال ػػدوؿ المتخمف ػػة عم ػػى‬
‫استراتيجية تخطيطية تعرؼ "بخطط المراحؿ"‪ ،‬حيػث تعػد فػي المرحمػة األولػى بعػض نمػاذج‬
‫النمو لمختمؼ القطاعات الرئيسية فػي الدولػة ‪ ،‬ثػـ يػتـ فػي المرحمػة الثانيػة توزيػع المؤشػرات‬
‫العامة لكؿ قطاع‪ ،‬وفي المرحمة األخيػرة يػتـ العػودة ثانيػة إلػى النمػاذج العامػة التػي وضػعيا‬
‫المخططوف‪ ،3‬وبذلؾ يعتبر أسموب عممي ىادؼ لتحقيؽ التنميػة‪ ،‬وقػد اعتمػد الج ازئػر عمػى‬
‫ىػػذا األسػػموب طيمػػة الفت ػرة ‪ ،79-67‬وتمتيػػا فت ػرة الثمانينػػات مػػع غيػػاب المعػػالـ األساسػػية‬
‫لمتخطيط في ىذه الفترة مقارنة بسابقتيا كالتخطيط المركزي‪.‬‬
‫‪ -1-3‬التخطيط االقتصادي لمتنمية‪:‬‬
‫يس ػػتمد التخط ػػيط االقتص ػػادي ش ػػرعيتو م ػػف ش ػػرعية أى ػػداؼ التنمي ػػة الش ػػاممة‪ ،‬كح ػػؽ‬
‫لجمي ػػع الش ػػعوب م ػػف أج ػػؿ الوص ػػوؿ إل ػػى مس ػػتوإ أفض ػػؿ م ػػف المعيش ػػة وتحس ػػيف المس ػػتوإ‬
‫االجتماعي‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Samir Marouf, le redéploiement industriel en Algérie : entre reconquête et adaptation, Les Cahiers du‬‬
‫‪CREAD , Algérie, n°90 , 2009, p p46-47.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬رحيـ حسيف‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪.429..‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬صبحي محمد قنوص‪ ،‬أزمة التنمية دراسة تحميمية لمواقع السياسي واالقتصادي واالجتماعي لبمداف العالـ الثالث‪ ،‬الدار الدولية لالستثمارات‬
‫الثقافية‪ ،‬مصر‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،1999 ،‬ص‪..‬‬

‫‪17‬‬
‫التصاد جضائشي‬

‫‪ -1-1-3‬مفيوم التخطيط االقتصادي لمتنمية‪:‬‬


‫ىناؾ عدة تعاريؼ لمتخطيط االقتصادي نذكر منيا‪:1‬‬
‫‪-‬ىػػو النشػػاط الػواعي اليػػادؼ إلػػى اسػػتغالؿ الطاقػػات بالكيفيػػة التػػي عػػف طريقيػػا تػػتـ تمبيػػة‬
‫الحاجات المتزايدة لجميع أفراد المجتمع‪ ،‬بما يتفؽ مع عمؿ القوانيف االقتصادية‪.‬‬
‫‪ -‬ىػ ػػو جيػ ػػد ييػ ػػدؼ إلػ ػػى توجيػ ػػو الفعاليػ ػػات البش ػ ػرية نحػ ػػو تحقيػ ػػؽ غايػ ػػات محػ ػػددة بصػ ػػورة‬
‫عقالنية‪.‬‬
‫‪ -‬ويعرف ػػو ف ػػايوؿ عم ػػى أن ػػو يش ػػمؿ التنب ػػؤ بم ػػا س ػػيكوف عمي ػػو المس ػػتقبؿ م ػػع االس ػػتعداد لي ػػذا‬
‫المستقبؿ‪.‬‬
‫‪ -‬ويعرفػػو ىايمػػاف عمػػى أنػػو تحديػػد مسػػبؽ لمػػا سػػيتـ عممػػو‪ ،‬أي تحديػػد خػػط سػػير العمػػؿ فػػي‬
‫المستقبؿ والذي يضـ مجموعة منسجمة مف العمميات لتحقيؽ أىداؼ معينة‪.‬‬
‫نالحظ أف التعاريؼ السابقة قد أىممت موارد الدولػة التػي تحػدد عمميػة التخطػيط فػي‬
‫حػػد ذاتيػػا‪ ،‬وعمػػى ىػػذا األسػػاس سػػنقوـ بوضػػع تعريػػؼ أكثػػر شػػمولية‪ ،‬حيػػث يمكػػف تعري ػؼ‬
‫التخطػػيط بأنػػو حصػػر المػوارد الماليػػة والبشػرية والماديػػة لمدولػػة ومحاولػػة اسػػتخداميا بطريقػػة‬
‫مثمي وتوجيييا لتحقيؽ األىداؼ التنموية لمدولة خالؿ مدة زمنيػة معينػة‪ ،‬مػع امكانيػة التنبػؤ‬
‫بالنتائج‪.‬‬
‫‪ -2-1-3‬عوامل نجاح عممية تخطيط التنمية‪:‬‬
‫لكي يكوف التخطيط ناجح ولو فعالية‪ ،‬يجب أف تتوفر فيو العوامؿ التالية‪:2‬‬
‫‪ -‬التنسػػيؽ والتكامػػؿ بػػيف أىػػداؼ الخطػػة وىػػذا مػػا يقتضػػي ووجػػود ىيئػػة مركزيػػة تعمػػؿ عمػػى‬
‫ذلؾ‪ ،‬وتقوـ بعمميات التنبؤ والتتبع والتقييـ لمنع االنحراؼ عف المسار‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬مصطفى يوس ؼ كافي‪ ،‬الحسابات االقتصادية القومية واستخداماتيا في التخطيط والتنمية‪ ،‬الجزء األوؿ‪ ،‬مكتبة المجتمع العربي‪ ،‬األردف‪،‬‬
‫الطبعة األولى‪ ،2014 ،‬ص‪.26.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬عبد الفتاح عبد الرحماف عبد المجيد‪ ،‬استراتيجية التنمية في الدوؿ الساعية لمتقدـ‪ ،‬دار الكتب والوثائؽ القومية‪ ،‬مصر‪ ،‬الطبعة الثانية‪،‬‬
‫‪ ،2013‬ص ص‪.220-218.‬‬

‫‪18‬‬
‫التصاد جضائشي‬

‫‪ -‬يجػػب أف تغطػػي الخطػػة فت ػرة زمنيػػة تكفػػي الحػػداث التغييػػر الييكمػػي لالقتصػػاد القػػومي‪،‬‬
‫وتحقيؽ التحوؿ االجتماعي المنتظر‪.‬‬
‫‪ -‬أف تكوف الخطة شاممة لتحقيؽ تنمية متوازنة اقميميا واقتصاديا واجتماعيا‪.‬‬
‫‪ -‬أف تكػػوف الخطػػة مرتبطػػة بػػالتغيرات فػػي البيئػػة االقتصػػادية واالجتماعيػػة والسياسػػية‪ ،‬واف‬
‫تتبع النظاـ االقتصادي السائد في اختيار األىداؼ والوسائؿ واألساليب الواجب اتباعيا‪.‬‬
‫‪ -‬يجب توفر التأييد السياسي لمتنمية مف أجؿ استمرارىا‪.‬‬
‫‪ -‬أف تكػػوف أىػػداؼ الخطػػة محػػددة فػػي إطػػار مػػا يسػػمح بػػو البنػػاء االقتصػػادي واالجتمػػاعي‬
‫والسياسي واإلداري‪.‬‬
‫إف اليػ ػػدؼ األساسػ ػػي لمتخطػ ػػيط االقتصػ ػػادي ىػ ػػو الوصػ ػػوؿ إلػ ػػى تنميػ ػػة اقتصػ ػػادية‪،‬‬
‫بتوجيػو حركػػة العوامػؿ االقتصػػادية واالجتماعيػػة والسياسػية إلػػى المسػارات الصػػحيحة‪ ،‬ولعػػؿ‬
‫أكبر مشكؿ يعترض التخطيط االقتصادي ىو تغيػر أىػداؼ التنميػة كمػا حػدث فػي النصػؼ‬
‫الثػػاني مػػف القػػرف العش ػريف ومػػا رافقيػػا مػػف مػػف تغي ػرات فػػي االسػػس النظريػػة القتصػػاديات‬
‫التنمية‪ ،1‬وىذا ما يبينو الجدوؿ التالي‪:‬‬
‫الجدول رقم(‪ :)2-2‬تغير أىداف التنمية بين فترة ‪ 50‬و‪ 60‬وفترة ‪ 80‬و‪.90‬‬

‫في عقد الثمانينات والتسعينات‬ ‫في عقد الخمسينات والستينات‬


‫تعدد وترابط أىداؼ التنمية‬ ‫اليدؼ ىو تعظيـ الناتج المحمي االجمالي‬
‫التصدير ىو محرؾ النمو‬ ‫التصنيع عف طريؼ احالؿ الواردات‬
‫الخصخصػ ػ ػػة ىػ ػ ػػي القاعػ ػ ػػدة لزيػ ػ ػػادة دور القطػ ػ ػػاع‬ ‫القطاع العاـ يقود التنمية‬
‫الخاص‬
‫االستثمار البشري في مقدمة األولويات‬ ‫االستثمار المادي ىو العنصر األساسي لمنمو‬
‫آلية السوؽ‬ ‫التخطيط الشامؿ المركزي‬
‫المصدر‪ :‬مصطفى يوسؼ كافي‪ ،‬الحسابات االقتصادية القومية واستخداماتيا في التخطيط والتنمية‪،‬‬
‫الجزء األوؿ‪ ،‬مكتبة المجتمع العربي‪ ،‬األردف‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،2014 ،‬ص‪.28.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬مصطفى يوسؼ كافي‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪.28.‬‬

‫‪19‬‬
‫التصاد جضائشي‬

‫وتنحصر عناصر التخطيط االقتصادي في ثالث نقػاط ميمػة يجػب عمػى الدولػة أخػذىا‬
‫في عيف االعتبار وىي‪:1‬‬
‫‪ -‬التحديد العممي الدقيؽ لكافة موارد المجتمع وامكاناتو البشرية والمادية والمالية خالؿ‬
‫فترة الخطة وبوسائؿ عممية‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد األىداؼ بوضوح وذلؾ مف خالؿ التعرؼ عمى حاجات المجتمع والتدرج في‬
‫تسمسميا حسب أىميتيا‪.‬‬
‫‪ -‬اختيار الوسائؿ واإلجراءات التي يتـ مف خالليا استخداـ الموارد المتاحة‪.‬‬
‫‪ -2-3‬التخطيط االقتصادي لمتنمية في الجزائر‪:‬‬
‫ولقد بدأ التخطيط االقتصادي لمتنمية بالفعؿ في الجزائر سنة ‪ 1967‬ولـ يكف‬
‫ب مكاف الجزائر تطبيقو مف قبؿ نظ ار لحداثة استقالليا مف جية وعدـ توفر الشروط‬
‫الموضوعية التي تعطي لمدولة قدرة عمى التحكـ في القوإ االقتصادية الوطنية خاصة في‬
‫ظؿ عدـ توفر الموارد البشرية والمادية الكافية‪.‬‬
‫وعرفت الجزائر خالؿ ىذه الفترة ثالث مخططات لمتنمية وىي المخطط الثالثي‪،‬‬
‫المخطط الرباعي األوؿ والثاني باإلضافة إلى المرحمة التكميمية ‪ ، 79-78‬وقد جاءت‬
‫االستثمارات في ىذه المرحمة مقسمة كالتالي‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬بشار اليزيد الوليد‪ ،‬التخطيط والتطوير االقتصادي دراسة التطو ارت االقتصادية في الدوؿ العربية‪ ،‬دار الراية لمنشر والتوزيع‪ ،‬األردف‪،‬‬
‫‪ ،2014‬ص‪.43.‬‬

‫‪20‬‬
‫التصاد جضائشي‬

‫جدول رقم(‪ :)3-2‬االستثمارات المخططة لمفترة ‪.79-67‬‬


‫الوحدة‪ :‬مميار دج‬
‫‪79-78‬‬ ‫الرباعي الثاني‬ ‫الرباعي األول‬ ‫الثالثي األول‬ ‫المخطط‬

‫النسبة‪%‬‬ ‫النسبة‪ %‬القيمة‬ ‫القيمة‬ ‫النسبة ‪%‬‬ ‫القيمة‬ ‫النسبة‪%‬‬ ‫القيمة‬ ‫القطاعات‬

‫‪61.15‬‬ ‫‪64.7‬‬ ‫‪61.1‬‬ ‫‪74‬‬ ‫‪57.3‬‬ ‫‪20.8‬‬ ‫‪53.4‬‬ ‫‪4.9‬‬ ‫الصناعة‬


‫‪5.84‬‬ ‫‪6.18‬‬ ‫‪7.3‬‬ ‫‪8.84‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪4.35‬‬ ‫‪20.7‬‬ ‫‪1.9‬‬ ‫الزراعة‬
‫‪33 34.92‬‬ ‫‪31.6 38.26‬‬ ‫‪30.7 11.15‬‬ ‫‪25.9‬‬ ‫‪2337‬‬ ‫قطاعات أخرإ‬
‫‪100 105.8‬‬ ‫‪100 121.1‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪36.6‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪9.17‬‬ ‫المجموع‬

‫المصدر‪ :‬مف إعداد الباحثة باالعتماد عمى‪:‬‬


‫‪ -‬عبد العزيز شرابي‪ ،‬االقتصاد الجزائري‪ ،‬مطبعة جامعة منتوري‪ ،‬الجزائر‪،2004 ،‬‬
‫ص‪.14.‬‬
‫يؤكد ىذا الجدوؿ تأكيدا تاما عمى االستراتيجية التنموية المعتمدة في الجزائر أال‬
‫وىي استراتيجية الصناعات المصنعة‪ ،‬فالمالحظ أف القطاع الذي حضي باألىمية النسبية‬
‫الكبيرة بامتياز ىو قطاع الصناعة حيث استحوذ تقريبا عمى نصؼ المبالغ المالية‬
‫المخصصة لالستثمارات وقد بمغت نسبتة في المتوسط بناءا عمى الجدوؿ السابؽ ‪58.23‬‬
‫بالمئة‪ ،‬مما يعني جدية الدولة في بناء اقتصاد عمومي رائد في المجاؿ الصناعي عمى‬
‫أمؿ أف ينعكس عمى تنمية باقي القطاعات وينشئ عالقات ترابط بينيا‪.‬‬
‫أما الجانب الزراعي فقد أىمؿ إلى حد ما لكف تبقى نسبتو أعمى مف باقي‬
‫القطاعات المتبقية‪ ،‬حيث وصمت نسبتو في المتوسط إلى ‪ 11.46‬بالمئة طيمة ىذه الفترة‪،‬‬
‫مما يعني أف الدولة لـ تبذؿ مجيودات كبيرة في سبيؿ تطوير القطاع الزراعي‪ ،‬وانما‬
‫تركت الميمة إلستراتيجية التنمية المتبعة لكي تعطي أكميا‪ ،‬وتقوـ بتطوير القطاع الزراعي‬
‫عف طريؽ عالقات االرتباط‪ ،‬بتزويدة باآلالت واألسمدة وبالتالي يتطور تمقائيا مف خالؿ‬
‫تطوير الصناعات القاعدية‪ ،‬وىذا ال ينفي قياـ الدولة ببعض االصالحات االقتصادية في‬

‫‪21‬‬
‫التصاد جضائشي‬

‫ىذا المجاؿ ولعؿ أىميا الثورة الزراعية التي جاءت في ‪ 1971‬وذلؾ بسبب التوزيع غير‬
‫العادؿ لألراضي الزراعية‪ ،‬ويرتكز ىدؼ الثورة الزراعية عمى التوزيع العادؿ لوسائؿ‬
‫اإلنتاج الزراعي ‪-‬عمى رأسيا األرض‪ -‬فيي ليست مجرد عممية تأميـ او إعادة توزيعيا‪ ،‬ـ‬
‫فيي تيدؼ إلى تحقيؽ الظروؼ اآللية إلى التحويؿ العميؽ لألرياؼ‪ ،‬وادماج الفالحيف في‬
‫مجيود تنمية البالد‪ ،1‬وقد تـ عمى اثرىا إلغاء الممكية الواسعة وتحديد المستحقيف وطرؽ‬
‫تخصيص األراضي واستغالليا‪.‬‬
‫أما المفارقة الكبيرة والتي سبؽ وأف تحدثنا عنيا ىي أف أغمبية الشعب أمي‪ ،‬وقد‬
‫خصص لمتعميـ مبالغ جد ضعيفة‪ ،‬حيث وصؿ المبمع اإلجمالي لمتعميـ خالؿ الفترة مف‬
‫‪ 1967‬إلى ‪ 1977‬إلى‪ 14 :‬مميار دج ‪ ،2‬في حيف نجد أف استراتيجية الصناعات‬
‫المصنعة المتبعة تتطمب يد عاممة مؤىمة وتقنية كي تتمكف مف تسيير اآللة االقتصادية‬
‫والتكنولوجيا المستوردة مف الخارج‪ ،‬وبالتالي يمكف الحكـ مسبقا عمى فشؿ تطبيؽ‬
‫االستراتيجية‪ ،‬ألف تكاليؼ التشغيؿ في ظؿ غياب العنصر البشري المؤىؿ ستكوف‬
‫مرتفعة‪.‬‬
‫كما يمكف أف نالحظ أف المبالغ المالية المخصصة لمقطاعات المختمفة في ارتفاع‬
‫مستمر مف مخطط آلخر ويمكف ارجاع مفاد ذلؾ إلى تأميـ قطاع البتروؿ بالكامؿ في‬
‫بداية السبعينات باإلضافة إلى ارتفاع أسعاره وبالتالي أصبحت الدولة تستحوذ عمى مبالغ‬
‫مالية معتبرة تمكنيا مف زيادة المخصصات المالية لالستثمار‪.‬‬
‫لقد كاف مف المقرر أف يصبح االقتصاد الجزائري اقتصاد متطور بعد خمس عشرة‬
‫سنة مف تطبيؽ ىذه االستراتيجية أي في بداية الثمانينات‪ ،‬لكف حدث العكس فمع مطمع‬
‫الثمانينات بدأت بوادر الفشؿ تظير بشكؿ واضح‪ ،‬خاصة مع فشؿ المؤسسات العمومية‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬الدولة الجزائرية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬األمر رقـ ‪ 73-71‬المؤرخ في ‪ 08‬نوفمبر ‪ 1971‬يتضمف الثورة الزراعية‪ ،‬السنة الثامنة‪ ،‬العدد ‪،97‬‬
‫‪ ، 1971‬ص‪.1629.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Mohamed elhocine benissade, economie du developpement de l’Algérie sous-developpement et‬‬
‫‪socialisme , op.cit, p.46.‬‬

‫‪22‬‬
‫التصاد جضائشي‬

‫المن شأة مف قبؿ الدولة عمى تكويف فائض اقتصادي وتحقيؽ االىداؼ المرجوة منيا‪ ،‬مع‬
‫تراكـ ديونيا‪ ،‬ىنا بدأ االقتصاديوف يفكروف في حموؿ لتصحيح ىذا المسار‪ ،‬وتقرر في‬
‫النياية اقامة اصالحات اقتصادية ارادية خالؿ فترة الثمانينات‪.‬‬

‫الخالصة‪:‬‬
‫لقد خرجت الجزائر مف االستعمار واقتصادىا محطـ بشكؿ شبو كمي‪ ،‬ويعاني‬
‫الكثير مف المشاكؿ االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬كالبطالة واألمية‪ ،‬وتمتمؾ قطاعات اقتصادية‬
‫شبو متخمفة‪ ،‬فاتخذت عمى عاتقيا تعبئة الموارد واتباع استراتيجية تنموية واعدة وفؽ‬
‫نموذج الصناعات المصنعة لالقتصادي الفرنسي ديستاف دوبرنيس‪ ،‬وتتوافؽ مع مبدأ‬
‫االشتراكية‪ ،‬وطبقت ىذه االستراتيجية معتمدة في ذلؾ عمى اتباع اسموب التخطيط‬
‫االقتصادي الذي يقتضي حصر الموارد‪ ،‬واستغالليا بالشكؿ األمثؿ مف أجؿ تنمية البالد‪،‬‬
‫لذا قامت الدولة بتكثيؼ االستثمارات العمومية وبناء اقتصاد عمومي كبير‪ ،‬ومع نياية‬
‫السبعينات بدأت تظير عدة مشاكؿ عمى مستوإ المؤسسة االقتصادية العمومية استمزمت‬
‫القياـ ب صالحات مدعومة مف قبؿ الدولة‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫التصاد جضائشي‬

‫الفصل الثالث‪:‬‬
‫مرحمة تحول اإلرادي لالصالحات ‪.1986 -1980‬‬

‫‪24‬‬
‫التصاد جضائشي‬

‫تمييد‪:‬‬
‫بعد فشؿ سياسة التنمية االقتصادية التي اتبعتيا الجزائر في فترة السبعينات‪،‬‬
‫اتجيت الدولة نحو مسار االصالح االقتصادي‪ ،‬وقد كاف ىذا االصالح ذاتي غير مدعوـ‬
‫مف قبؿ المؤسسات االقتصادية الدولية‪.‬‬
‫‪ -1‬المخططات التنموية لفترة الثمانينات‪:‬‬
‫تميزت ىذه المرحمة بوجود مخططيف تنموييف ىما المخطط الخماسي األوؿ‬
‫والثاني‪.‬‬
‫‪-1-1‬المخطط الخماسي األول من ‪ 1980‬إلى ‪:1984‬‬
‫لقد تـ االىتماـ بالصناعة واىماؿ باقي القطاعات األخرإ في المخططات السابقة‬
‫مما أدإ إلى اختالؿ في توازنات االستثمارات الوطنية‪ ،‬لذا جاء المخطط الخماسي األوؿ‬
‫مف أجؿ إعادة التوازف بيف ىذه اإلختالالت‪ ،‬مف خالؿ تبني استراتيجية النمو المتوازف أيف‬
‫تيتـ الدولة بكؿ القطاعات االقتصادية عمى حد السواء‪ ،‬وىذا اشر فشؿ تطبيؽ استراتيجي‬
‫الصناعات المصنعة طيمة فترة السبعينات‪.‬‬
‫وتمثمت أىداؼ المخطط الخماسي االوؿ كما جاءت في المادة خمسة مف القانوف‬
‫‪ 11- 80‬المؤرخ في‪ 13‬ديسمبر ‪ 1980‬كالتالي‪:1‬‬
‫‪ -‬تعزيز بناء اقتصاد اشتراكي‪.‬‬
‫‪ -‬ضماف تغطية الحاجات األساسية لممواطنيف‪ ،‬باالعتماد عمى اإلنتاج الوطني‪.‬‬
‫‪ -‬تعبئة الطاقات والميارات‪.‬‬
‫‪ -‬ضماف تدعيـ االستقالؿ االقتصادي لمبالد والتحكـ في التوازف االقتصادي‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬الدولة الجزائرية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬القانوف ‪ 11- 80‬المؤرخ في‪ 13‬ديسمبر ‪ ،1980‬المتضمف المخطط الخماسي‪ ،‬السنة السابعة عشر‪،‬‬
‫العدد ‪ ،1980 ،51‬ص‪..‬‬

‫‪25‬‬
‫التصاد جضائشي‬

‫‪ -‬تطوير نشاطات اقتصادية متكاممة‪ ،‬وترقية الصناعات الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬مع‬


‫استكماؿ الصناعات القاعدية‪ ،‬وىذا ما يؤدي إلى خمؽ سوؽ وطنية نشيطة ومنسجمة‪،‬‬
‫وتحسيف المبادالت الخارجية‪.‬‬
‫‪ -‬نشر التنمية االقتصادية واالجتماعية لمنيوض بالطاقات البشرية والمادية لجميع‬
‫الجيات‪.‬‬
‫وحسب المادة ‪ 12‬مف نفس القانوف‪ ،‬ف ف تحقيؽ التوازنات العامة لممخطط تتطمب‬
‫زيادة سنوية متوسطة بتقدير حقيقي في اإلنتاج الداخمي اإلجمالي نسبتيا ‪ 8‬بالمئة عمى‬
‫األقؿ لضماف نمو االستيالؾ واالستثمار ضمف شروط تحد مف تزايد استيراد السمع‬
‫والخدمات مف الخارج‪ ،‬وقد وزعت االستثمارات وفؽ ىذا المخطط كما يمي‪:‬‬
‫الجدول رقم(‪ :)1-3‬برنامج استثمارات المخطط الخماسي األول‪.‬‬
‫الوحدة ‪ :‬مميار دج‬
‫النسبة ‪%‬‬ ‫المبمغ‬ ‫القطاعات‬
‫‪38.5‬‬ ‫‪154.5‬‬ ‫الصناعة‬
‫‪40.77‬‬ ‫‪63.0‬‬ ‫منيا المحروقات‬
‫‪18.5‬‬ ‫‪47.1‬‬ ‫الفالحة‬
‫‪3.24‬‬ ‫‪13.0‬‬ ‫النقؿ‬
‫‪9.46‬‬ ‫‪37.9‬‬ ‫المنشآت االساسية االقتصادية‬
‫‪14.97‬‬ ‫‪60.0‬‬ ‫االسكاف‬
‫‪10.53‬‬ ‫‪42.2‬‬ ‫التكويف والتربية‬
‫‪4.07‬‬ ‫‪16.3‬‬ ‫المنتجات االساسية االجتماعية‬
‫‪2.39‬‬ ‫‪9.6‬‬ ‫التجييزات الجماعية‬
‫‪4.99‬‬ ‫‪20.0‬‬ ‫مؤسسات االنجاز‬
‫‪100‬‬ ‫‪400.6‬‬ ‫المجموع‬
‫المصدر‪ :‬انذٔنت انجضائشٌت‪ ،‬انجشٌذة انشسًٍت‪ ،‬القانوف ‪ 11- 80‬المؤرخ في‪ 13‬ديسمبر ‪،1980‬‬

‫المتضمف المخطط الخماسي‪ ،‬السنة السابعة عشر‪ ،‬العدد ‪ ،1980 ،51‬ص‪.1803.‬‬

‫‪26‬‬
‫التصاد جضائشي‬

‫نالحظ مف الجدوؿ أف األولوية في االستثمارات أعطية لمقطاعات المنتجة المتمثمة‬


‫في الصناعة والزراعة بنسبة ‪ 57‬بالمئة‪ ،‬كما اىتـ المخطط بالجانت االجتماعي حيث‬
‫خصص لو مبمغ يعادؿ مبمغ االستثمارات في قطاع المحروقات أي حوالي ‪ 15‬بالمئة مف‬
‫إجمالي االستثمارات‪ ،‬باالضافة إلى االىتماـ بمجاؿ التكويف والتربية الذي كاف شبو غائب‬
‫في المخططات السابقة‪ ،‬كما جاء ضمف ىذا المخطط إعادة ىيكمة مؤسسات القطاع‬
‫العاـ‪.‬‬
‫‪ -2-1‬المخطط الخماسي الثاني من ‪ 1985‬إلى ‪:1989‬‬
‫لقد جاء المخطط الخماسي الثاني ليواصمة في نفس االستراتيجية التنموية لممخطط‬
‫السابؽ‪ ،‬لذا كانت األىداؼ متشابية إلى حد بعيد في شكميا العاـ‪ ،‬أما فيما يخص‬
‫األىداؼ الخاصة ليذا المخطط فتتمثؿ فيما يمي‪:1‬‬
‫‪-‬التحكـ في التوازنات المالية الخارجية والداخمية‪.‬‬
‫‪ -‬تحسيف نجاعة الجياز االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬عف طريؽ تخفيض تكاليؼ التسيير‬
‫واالستثمار‪ ،‬والبحث عف مردودية أحسف لممؤسسات مف خالؿ رفع االنتاجية‪ ،‬واالستعماؿ‬
‫المكثؼ لموسائؿ المتوفرة‪.‬‬
‫‪ -‬وسيع القاعدة المادية لإلنتاج الصناعي بتطوير الصناعات التكاممية وصناعة احالؿ‬
‫الواردات‪ ،‬مع تطوير القطاع الزراعي والري‪.‬‬
‫‪ -‬مواصمة دعـ التييئة العمرانية‪ ،‬والتكويف والتعميـ‪.‬‬
‫‪ -‬انتياج سياسة تقشفية تتضمف عدـ تبذير الموارد واستغالليا بعقالنية‪.‬‬
‫ويتـ ترتيب األولويات في ىذا المخطط كما جاء في نص المادة ‪ 16‬مف القانوف سابؽ‬
‫بالبدء بانياء البرامج الجاري تنفيذىا في المقاـ األوؿ‪ ،‬ثـ االنتقاؿ لتنفيذ برامج التجديد‬
‫العادي لمتجييزات اإلنتاجية‪ ،‬وانجاز االستثمارات المتعمقة بتقويـ الطاقات اإلنتاجية‬

‫‪ - 1‬الدولة الجزائرية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬القانوف رقـ ‪ 22 -84‬المؤرخ في ‪ 24‬ديسمبر ‪ ،1984‬يتضمف المخطط الخماسي ‪-1985‬‬
‫‪ ،1989‬السنة الثانية والعشروف‪ ،‬العدد األوؿ‪ ،1985 ،‬ص‪.03.‬‬

‫‪27‬‬
‫التصاد جضائشي‬

‫الموجودة والتكامؿ االقتصادي‪ ،‬مع استكماؿ تصميـ المشاريع الجديدة‪ ،‬والمشاريع التي‬
‫تكوف آجاؿ تصميميا سريعة وتساىـ ف ي سد الحاجات االجتماعية العاجمة‪ ،‬ويأتي في‬
‫النياية تنفيذ البرامج اليادفة إلى إقامة شروط تحضير المستقبؿ في كؿ المياديف‬
‫االستراتيجية‪ ،‬وقد خصص ليذا البرنامج المبالغ التالية‪:‬‬
‫الجدول رقم(‪ :)2-3‬برنامج استثمارات المخطط الخماسي الثاني ‪1989 -1985‬‬
‫الوحدة‪ :‬مميار دج‪.‬‬
‫النسبة ‪%‬‬ ‫المبمغ‬ ‫القطاعات‬
‫‪31.67‬‬ ‫‪174.2‬‬ ‫الصناعة‬
‫‪7.23‬‬ ‫‪39.8‬‬ ‫منيا المحروقات‬
‫‪14.36‬‬ ‫‪79.0‬‬ ‫الفالحة‬
‫‪2.72‬‬ ‫‪15.0‬‬ ‫النقؿ‬
‫‪8.27‬‬ ‫‪45.5‬‬ ‫المنشآت االساسية االقتصادية‬
‫‪13.81‬‬ ‫‪76.0‬‬ ‫االسكاف‬
‫‪8.18‬‬ ‫‪45.0‬‬ ‫التكويف والتربية‬
‫‪3.71‬‬ ‫‪20.45‬‬ ‫المنشآت االساسية االجتماعية‬
‫‪8‬‬ ‫‪44.0‬‬ ‫التجييزات الجماعية‬
‫‪3.45‬‬ ‫‪19.0‬‬ ‫مؤسسات االنجاز‬
‫‪5.79‬‬ ‫‪31.85‬‬ ‫أخرإ ( صحة‪ ،‬تخزيف وتوزيع‪ ،‬البريد)‬
‫‪100‬‬ ‫‪550.0‬‬ ‫المجموع‬
‫المصدر‪ :‬مف إعداد الباحثة باالعتماد عمى‪:‬‬
‫‪ -‬الدولة الجزائرية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬القانوف رقـ ‪ 22 -84‬المؤرخ في ‪ 24‬ديسمبر ‪ ،1984‬يتضمف‬
‫المخطط الخماسي ‪ ،1989-1985‬السنة الثانية والعشروف‪ ،‬العدد األوؿ‪ ،1985 ،‬ص‪.14.‬‬
‫كما سبؽ الذكر ف ف المخطط الخماسي الثاني استمر عمى نفس وتيرة المخطط‬
‫السابؽ وبنفس االىتمامات‪ ،‬وكانت المبالغ المالية المخصصة لو في البداية معتبرة وأكبر‬
‫مف المخططات السابقة‪ ،‬لكنو اصطدـ باألزمة االقتصادية لسنة ‪ ،1986‬بانخفاض اسعار‬
‫البتروؿ وانفجار أزمة المديونية‪ ،‬اضطرار الدولة إلتباع سياسة تقشفية تقتضي بخفض‬
‫االنفاؽ الحكومي‪ ،‬مما انعكس سمبيا عمى تطبيؽ ىذا المخطط‪.‬‬
‫‪28‬‬
‫التصاد جضائشي‬

‫‪ -2‬االصالحات االقتصادية ليذه الفترة‪:‬‬


‫لقد تركزت االصالحات االقتصادية في ىذه الفترة في اصالح رئيسي أال وىو‬
‫إعادة الييكمة بشقييا‪ ،‬أما فيما يخص المجاالت األخرإ فقد كانت االصالحات فييا‬
‫ىامشية وطفيفة‪ ،‬وتتمثؿ أىـ ىذه االصالحات فيما يمي‪:‬‬
‫‪ -1-2‬إعادة الييكمة‬
‫إف المش ػػاكؿ الت ػػي م ػػرت بي ػػا المؤسس ػػات العمومي ػػة ف ػػي فتػ ػرة الس ػػبعينات‪ ،‬والنت ػػائج‬
‫السػػمبية التػػي حققتيػػا‪ ،‬دفعػػت بالمسػػئوليف إلػػى إج ػراء عػػدة تصػػحيحات عمييػػا‪ ،‬مػػف الجانػػب‬
‫العضوي والمالي‪.‬‬
‫‪ -1-1-2‬أسباب إعادة الييكمة‪:‬‬
‫لق ػػد كان ػػت المؤسس ػػات العمومي ػػة تش ػػكو م ػػف ع ػػدة مش ػػاكؿ اقتص ػػادية‪ ،‬عم ػػى أرس ػػيا‬
‫ضعؼ التسييرىا الداخمي وتراكـ مديونيتيا‪ ،‬ومػف بػيف األسػباب الرئيسػية إلعػادة ىيكمػة ىػذه‬
‫المؤسسػػات ىػػو كبػػر حجميػػا وسػػوء تحكميػػا فػػي التكنولوجيػػا‪ ،‬مػػع صػػعوبة مراقبتيػػا‪ ،‬أضػػؼ‬
‫إلػى ذلػؾ عػدـ التخصػص الػذي جعميػا فػػي بعػض األحيػاف تخػرج عػف طبيعتيػا‪ ،1‬باإلضػػافة‬
‫إلػػى المركزيػػة المفرطػػة التػػي كانػػت تعػػاني منيػػا ىػػذه المؤسسػػات‪ ،‬والتوسػػع الكبيػػر فػػي مجػػاؿ‬
‫نش ػػاطيا‪ ،‬ك ػػؿ ى ػػذه األس ػػباب مجتمع ػػة أدت إل ػػى ض ػػرورة ايج ػػاد حم ػػوؿ إلص ػػالح المؤسس ػػة‬
‫االقتصادية العمومية ‪.‬‬
‫‪-2-1-2‬أىداف إعادة الييكمة‪:‬‬
‫وبغرض تصحيح تمؾ االختالالت جاءت عممية إعادة الييكمة لتيدؼ إلى‪:2‬‬
‫‪ -‬خمؽ أجيزة لممؤسسات ووحداتيا‪ ،‬بيدؼ االستعماؿ العقالني لمكفاءات البشػرية‪ ،‬والتعبئػة‬
‫الفعمية لمموارد المادية‪ ،‬مف اجؿ الرفع الكمي والكيفي لإلنتاج الوطني‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬رشيد واضح‪ ،‬المؤسسة في التشريع الجزائري بيف النظرية والتطبيؽ‪ ،‬دار اليومة‪ ،‬الجزائر‪ ،2002 ،‬ص‪.78.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬عمي زكار‪ ،‬نصر ال ديف بوشيشة‪ ،‬الديناميكيات االجتماعية لمعمؿ في المؤسسة الصناعية الجزائرية‪ ،‬مؤسسة كنوز الحكمة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى‪ ،2013 ،‬ص ص‪.69-68.‬‬

‫‪29‬‬
‫التصاد جضائشي‬

‫‪ -‬تػػدعيـ الالمركزيػػة وتخفيػػؼ تمركػػز تسػػيير أنشػػطة اإلنتػػاج‪ ،‬عػػف طريػػؽ تحديػػد المسػػؤولية‬
‫عمى مستوإ وحدات االنتاج‪.‬‬
‫‪ -‬إقامة عالقات تكاممية بيف المؤسسات في مختمؼ القطاعات‪.‬‬
‫‪ -‬تالئـ حجـ المؤسسة مع عدد المستخدميف‪.‬‬
‫‪ -3-1-2‬مبادئ إعادة الييكمة‪:‬‬
‫يمكف تمخيص مبادئ إعادة الييكمة فيما يمي‪:1‬‬
‫أ‪-‬المبادئ المنيجية‪ :‬وتتضمف المبادئ المنيجية ما يمي‪:‬‬
‫‪ -‬مبدأ الشمولية‪ :‬ال يمكف حؿ المشاكؿ التػي تعػاني منيػا المؤسسػة بشػكؿ منعػزؿ‬
‫عػػف المشػػاكؿ األخ ػػرإ‪ ،‬عمػػى اعتب ػػار أف ىػػذه األخيػ ػرة عمػػى درج ػػة مػػف التعقي ػػد‬
‫والتػػداخؿ‪ ،‬ويجػػب أف ننظػػر إلييػػا فػػي شػػكؿ متكامػػؿ‪ ،‬لػػذا جػػاءت إعػػادة الييكمػػة‬
‫ذات مضموف شامؿ يحيط بكؿ ما يتعمؽ بالمؤسسة‪.‬‬
‫‪ -‬مبدأ التنسيي ‪ :‬يعنػي التنسػيؽ بػيف مختمػؼ الوظػائؼ داخػؿ المؤسسػة العموميػة‪،‬‬
‫وكذا التنسػيؽ بػيف الوحػدات االقتصػادية فيمػا بينيػا‪ ،‬وبػيف المؤسسػة والمؤسسػات‬
‫األخرإ‪.‬‬
‫ب‪ -‬المبادئ التقنية‪ :‬وتشتمؿ عمى ما يمي‪:‬‬
‫‪ -‬مبدأ التخصيص‪ :‬وذلؾ بتقميص عدد منتجػات المؤسسػة بخمػؽ مؤسسػات جديػدة‬
‫تختص بمنتوج معيف أو ميمة معينة خالفا عما كانت عمية سابقا‪.‬‬
‫‪ -‬مبدأ تقسيم الوظائف‪ :‬وذلؾ بفصؿ الوظائؼ كفصؿ اإلنتػاج عػف التسػويؽ‪ ،‬مػف‬
‫أجؿ التحكـ في تقنيات اإلنتاج واإلنتاجية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬الطيب داودي‪ ،‬ماني عبد الحؽ‪ ،‬تقييـ إعادة ىيكمة المؤسسة االقتصادية العمومية‪ ،‬مجمة المفكر جامعة محمد خيضر بسكرة‪ ،‬العدد ‪،3‬‬
‫‪ ،2004‬ص ص‪.137-136.‬‬

‫‪30‬‬
‫التصاد جضائشي‬

‫‪ -‬مبدأ تحسين ودعم التسيير‪ :‬مف خالؿ استقاللية التسيير‪ ،‬مع تحويػؿ المػدريات‬
‫العامػػة م ػف العاصػػمة إلػػى المنػػاطؽ القريبػػة مػػف الوحػػدات االنتاجيػػة‪ ،‬مػػع التقميػػؿ‬
‫مف الموضفيف وتحديدىـ‪.‬‬
‫‪ -4-1-2‬أنواع إعادة الييكمة‪:‬‬
‫ىناؾ نوعاف مف إعادة الييكمة‬
‫أ‪-‬إعادة الييكمة العضوية‪:‬‬
‫تعرؼ إعادة الييكمة عمى أنيا عممية تتحوؿ بواسطتيا المؤسسة العمومية إلى عػوف‬
‫اقتصػادي فعػػاؿ وعقالنػي‪ ،1‬وبشػػكؿ مبسػػط تعنػي إعػػادة الييكمػػة تقسػيـ المؤسسػػات العموميػػة‬
‫كبيرة الحجـ إلى مؤسسات صغيرة ومتوسطة‪ ،‬وفؽ المبادئ سابقة الذكر‪.‬‬
‫ب‪-‬إعادة الييكمة المالية‪:‬‬
‫وتعنػػى بيػػا المؤسسػػات العموميػػة التػػي كانػػت تعػػاني مػػف عجػػز مػػالي كبيػػر‪ ،‬وديػػوف‬
‫بنكية متراكمة‪ ،‬فقد تـ فػي بدايػة األمػر تكػويف رأس مػاؿ لممؤسسػات وتحويػؿ الػديوف البنكيػة‬
‫الطويمة األجؿ إلى ىبات تقوـ الخزينة العمومية بدفعيا‪ ،‬وفػي المقابػؿ يجػب عمػى المؤسسػة‬
‫أف تحقؽ أرباحا تسمح ليا بأف تموؿ نفسيا ذاتيػا‪ ،‬إال أف ىػذه العمميػة تعػد صػعبة فػي نظػر‬
‫المؤسسػػة عم ػػى اعتبارىػػا ال تس ػػتطيع اتخػػاذ ق ارراتي ػػا بنفسػػيا خصوص ػػا فيمػػا يتعم ػػؽ بتحدي ػػد‬
‫أسػػعار منتجاتيػػا‪ ،‬فمػػف المنطقػػي أف تحػػدد األسػػعار بنػػاءا عمػػى التكػػاليؼ وىػػامش كػػاؼ مػػف‬
‫ال ػربح‪ ،‬إال أنػػو فػػي الحقيقػػة كانػػت ىػػذه األسػػعار تحػػدد إداريػػا وىػػذا مػػالـ يسػػمح ليػػا بطػػرح‬
‫فائض مالي‪.‬‬
‫‪ -5-1-2‬نتائج إعادة الييكمة‪:‬‬
‫لقػػد تػػـ تطبيػػؽ إعػػادة الييكمػػة العضػػوية عمػػى نحػػو مفػػرط‪ ،‬وأسػػرع ممػػا كػػاف يتوقػػع‪،‬‬
‫وتجمى ذلؾ فػي زيػادة عػدد المؤسسػات العموميػة مػف ‪ 150‬مؤسسػة عػاـ ‪ 1980‬إلػى ‪460‬‬
‫مؤسسة عاـ ‪ ،1984‬كما ارتفع عدد مؤسسات المحمية إلى ‪ 504‬مؤسسػة والئيػة و ‪1079‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬عمي زكار‪ ،‬نصر الديف بوشيشة‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪.67.‬‬

‫‪31‬‬
‫التصاد جضائشي‬

‫مؤسسػػة بمديػػة‪ ،‬كمػػا عرفػػت الز ارعػػة أيضػػا عمميػػات إعػػادة ىيكمػػة لمم ػزارع التابعػػة لمتسػػيير‬
‫الػػذاتي بتشػػكيؿ ‪ 3429‬مزرعػػة‪ ،1‬وتكمػػف المشػػكمة فػػي أف ىػػذه المؤسسػػات الناتجػػة لػػـ تكػػف‬
‫مستقمة عف المؤسسة األـ مما زاد فػي األعبػاء المميػة الناتجػة عػف عمميػة التفكيػؾ وصػعوبة‬
‫وصػػوؿ المعمومػػات‪ ،‬أمػػا بالنسػػبة إلعػػادة الييكمػػة الماليػػة كػػاف معػػدؿ اإلنجػػاز فييػػا منخفضػػا‬
‫واستمرت لمدة طويمة مف الزمف‬
‫‪ -2-2‬اصالح سياسة التخطيط‪:‬‬
‫لقػ ػػد ورد فػ ػػي إطػ ػػار القػ ػػانوف الخػ ػػاص بػ ػػالمخطط الخماسػ ػػي األوؿ عػ ػػدة اصػ ػػالحات‬
‫ىامشية في مجاؿ سياسة التخطيط وقد شمؿ‪:2‬‬
‫‪ -‬اتباع اسموب التخطيط السنوي وتمديد فترة المخططات‪.‬‬
‫‪ -‬توزيع أعماؿ التخطيط عمى كؿ المستويات مع إعطاء أولوية لممخططات الوالئية‪.‬‬
‫خالصة‪:‬‬
‫لقػػد حاولػػت الدولػػة النيػػوض بالمؤسسػػات االقتصػػادية العموميػػة عػػف طريػػؽ اصػػالح‬
‫ىػ ػػاـ جػ ػػدا أال وىػ ػػو إعػ ػػادة الييكمػ ػػة بشػ ػػقييا العضػ ػػوية والماليػ ػػة‪ ،‬التػ ػػي تقػ ػػوـ عمػ ػػى مبػ ػػدأ أف‬
‫التخصػص وتوزيػػع الميػاـ سػػوؼ يػؤدي إلػػى تحسػػيف أداء المؤسسػة‪ ،‬ولتقػػيـ ىػذا األثػػر ال بػػد‬
‫لممؤسسة العمومية أف تبدأ مػف جديػد لػذا جػاءت إعػادة الييكمػة الماليػة لتطييػر الػديوف التػي‬
‫كانػػت ترىػػؽ كاىػػؿ المؤسسػػة‪ ،‬وتػػدعيما ليػػذا االصػػالح جػػاءت اصػػالحات أخػػرإ تقتضػػي‬
‫بتعديؿ طفيؼ في اسموب التخطيط االقتصادي لمدولة‪.‬‬
‫لك ػػف ى ػػذه االص ػػالحات ل ػػـ تعط ػػي ثمارى ػػا م ػػع انيي ػػار أس ػػعار البت ػػروؿ بان ػػت تبعي ػػة‬
‫االقتصاد ليذا المورد الحيوي وطفت عمى السطح عدة مشاكؿ اقتصادية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬محمد بمقاسـ حسف بيموؿ‪ ،‬سياسة التنمية واعادة تنظيـ مسارىا في الجزائر‪ ،‬الجزء الثاني‪ :‬إعادة تنظيـ االقتصاد الوطني‪ ،‬ديواف‬
‫المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،1999 ،‬ص‪.112.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬لممزيد مف االطالع راجع‪:‬‬
‫‪ -‬الدولة الجزائرية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬القانوف ‪ 11- 80‬المؤرخ في‪ 13‬ديسمبر ‪ ،1980‬المتضمف المخطط الخماسي‪ ،‬السنة السابعة عشر‪،‬‬
‫العدد ‪.1980 ،51‬‬

‫‪32‬‬
‫التصاد جضائشي‬

‫الفصل الرابع‪:‬‬
‫مرحمة االصالحات االقتصادية ‪.1993 -1986‬‬

‫‪33‬‬
‫التصاد جضائشي‬

‫تمييد‪:‬‬
‫لعب ػػت أزم ػػة المديوني ػػة دو ار رئيس ػػيا ف ػػي التوج ػػو السػ ػريع نح ػػو تعمي ػػؽ االص ػػالحات‬
‫االقتصػػادية‪ ،‬س ػواءا فيمػػا يتعمػػؽ باالصػػالحات الراديػػة مثػػؿ قػػانوف اسػػتقاللية المؤسسػػات أو‬
‫االصػػالحات المدعومػػة مػػف قبػػؿ المؤسسػػات الماليػػة الدوليػػة فػػي اطػػار اتفػػاقيتي االسػػتعداد‬
‫االئتماني المتيف وقعتيما الجزائر في ‪ 1989‬و‪ 1991‬عمى التوالي‪.‬‬
‫‪ -1‬أزمة المديونية في الجزائر وضرورة االصالح االقتصادي‪:‬‬
‫ح ػػدثت العدي ػػد م ػػف الظػ ػواىر االقتص ػػادية خ ػػالؿ الس ػػبعينات ش ػػجعت الج ازئ ػػر عم ػػى‬
‫التوسع في طمب القػروض مػف أجػؿ تمويػؿ التنميػة إال أف االفػراط فػي ىػذا الطمػب أدإ بيػا‬
‫لموقوع في أزمة مديونية‪.‬‬
‫‪-1-1‬تعريف أزمة المديونية‪:‬‬
‫تعرؼ المديونية عمى أنيا مجموع االلتزامات المالية الخارجية التي تػـ التعاقػد عمييػا‬
‫مػػف قبػػؿ الحكومػػة المركزيػػة‪ ،‬أو أيػػة مؤسسػػة عامػػة‪ ،‬أو القطػػاع الخػػاص‪ ،‬وتػػـ ضػػمانيا مػػف‬
‫قبؿ الحكومة المركزية‪ ،‬وىي واجبػة الػدفع خػالؿ فتػرة محػدد‪ ،1‬وىػي ال تتحػوؿ إلػى أزمػة إال‬
‫إذا عجز البمد عف تسديد مستحقاتو مػف خػدمات الػديوف المترتبػة كػؿ سػنة‪ ،‬وقػد بػدأت أزمػة‬
‫المديونيػػة فػػي الػػدوؿ الناميػػة مػػع تػػدافعيا لمحصػػوؿ عمػػى قػػروض مػػف أجػػؿ تمويػػؿ التنميػػة‪،‬‬
‫وأماـ عجز ىذه الػدوؿ عػف الوفػاء بالت ازمػات الػديف‪ ،‬واضػافة ديػوف جديػدة تحولػت القػروض‬
‫عف أىدافيا األصمية‪ ،‬وأصبح ىدفيا تمويؿ ذاتيا‪ ،‬أي أنيػا انتقمػت مػف موقػع القػرض يمػوؿ‬
‫التنمية إلى موقع القرض يموؿ القرض‪ ،2‬وبذلؾ زادت حدة المديونية وتعمقت آثارىا‪.‬‬
‫‪ -2-1‬أساليب قياس أزمة المديونية‪:‬‬
‫إف تزايد حجـ المديونية الخارجية خاصة في الدوؿ النامية‪ ،‬مع التزايد الكبير في‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬محمد اليادي صالح األسود‪ ،‬مشكالت التنمية في البمداف العربية وأثر الديوف الخارجية في تفاقميا‪ ،‬مجمس الثقافة العاـ‪ ،2006 ،‬ص‪.29.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬عبد األمير السعد‪ ،‬مبادئ االقتصاد الدولي‪ ،‬جامعة عنابة‪ ،‬الجزائر‪ ،1999 ،‬ص‪.72.‬‬

‫‪34‬‬
‫التصاد جضائشي‬

‫حجػػـ األعبػػاء المترتبػػة عمييػػا‪ ،‬أدإ باالقتصػػادييف إلػػى االعتمػػاد عمػػى عػػدة أسػػاليب‪ ،‬تبػػيف‬
‫قدرة‬
‫البم ػػد عم ػػى الوف ػػاء بال ػػديف كك ػػؿ أو عم ػػى الوف ػػاء بالم ػػدفوعات الس ػػنوية ويمك ػػف تقس ػػيـ ى ػػذه‬
‫األساليب إلى ثالث مجموعات‪.‬‬
‫‪ -1-2-1‬أسموب المؤشرات السطحية‪:‬‬

‫يعتمػػد ىػػذا األسػػموب عمػػى تحميػػؿ مسػػتويات المديونيػػة الخارجيػػة ومػػدفوعات خدمػػة‬
‫الديف باستخداـ مجموعة مػف المؤشػرات التػي تقػيس القػدرة الماليػة لمدولػة عمػى سػداد الػديوف‬
‫واألقساط في الوقت المحدد ودوف تأخير‪ ،‬ومف أىـ ىذه المؤشرات ما يمي‪:1‬‬
‫‪ -‬نسبة الديوف الخارجية إلى اجمالي الصادرات‪.‬‬
‫‪ -‬نسبة الديوف الخارجية إلى الناتج المحمي االجمالي‪.‬‬
‫‪ -‬نسبة خدمة الديف إلى الناتج المحمي اإلجمالي‪.‬‬
‫‪ -‬نسبة خدمة الديف إلى اجمالي الصادرات‪.‬‬
‫‪ -‬نسبة االحتياطات الدولية إلى إجمالي الديوف‪.‬‬
‫وىػػذه المؤش ػرات إذا مػػا اعتمػػدتيا الدولػػة ولػػـ تتجػػاوز النسػػب المحظػػورة ل ػف تقػػع فػػي‬
‫أزمة مديونية‪ ،‬ألنيا تقوـ عمى تحميؿ الجدارة االئتمانية لمدولة بدقة‪.‬‬
‫‪ -2-2-1‬أسموب النمو‪:‬‬
‫يقوـ عمى تحديد مجموعة مف الشرط التي مف شأنيا قياس قدرة البمػد عمػى التسػديد‪،‬‬
‫وتتمثؿ فيما يمي‪:2‬‬
‫‪ -‬الميؿ الحدي لالدخار‪ -‬معدؿ االستثمار > ‪.0‬‬
‫‪ -‬الميؿ المتوسط لالدخار – معدؿ االستثمار > ‪.0‬‬
‫‪ -‬معدؿ النمو في الناتج المحمي‪ -‬سعر الفائدة > ‪.0‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬رمزي زكي‪ ،‬االقتصاد العربي تحت الحصار‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬لبناف‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،1989 ،‬ص‪.130.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬ىيؿ عجمي جميؿ الجنابي‪ ،‬التمويؿ الدولي والعالقات النقدية الدولية‪ ،‬دار وائؿ لمنشر‪ ،‬األردف‪ ،2014 ،‬ص‪.426.‬‬

‫‪35‬‬
‫التصاد جضائشي‬

‫‪ -‬التغير في الديوف الخارجية‪ /‬التغير في الدخؿ < ‪.0‬‬


‫بالنسػػبة لمشػػرطيف األولػػيف عنػػدما يكػػوف االدخػػار أكبػػر مػػف معػػدؿ االسػػتثمار فيػػذا‬
‫يعنػػي أف تممػػؾ مػػدخرات كافيػػة لتغطيػػة اسػػتثماراتيا وال تحتػػاج لالقتػراض مػػف الخػػارج بنسػػبة‬
‫كبيػ ػرة‪ ،‬والعك ػػس ص ػػحيح‪ ،‬أم ػػا الش ػػرط الثال ػػث ي ػػدؿ عم ػػى وج ػػوب تغطي ػػة مع ػػدؿ نم ػػو الن ػػاتج‬
‫المحمي لمعدؿ الفائدة‪ ،‬ألف ارتفاع سعر الفائدة يؤدي إلى استغالؿ جػزء مػف النػاتج المحمػي‬
‫فػػي تسػػديد أعبػػاء الػػديوف الخارجيػػة‪ ،‬أمػػا الشػػرط ال اربػػع فيػػدؿ عمػػى أف الدولػػة بمقػػدورىا سػػداد‬
‫ديونيا ألف اتجاه المديونية في تناقص مستمر‪.‬‬
‫‪ -3-2-1‬تخفيض فجوة الصرف‪:‬‬

‫إف توفر البمد عمى عمالت أجنبية يأتي بصػورة رئيسػية مػف خػالؿ عوائػد الصػادرات‬
‫و عوائػد االسػتثمارات األجنبيػػة المباشػرة‪ ،‬وبالتػػالي كممػا زادت صػادرات البمػػد وقمػت وارداتػػو‪،‬‬
‫كػػاف ب مكان ػػو التخف ػػيض مػػف فج ػػوة الص ػػرؼ األجنبػػي‪ ،‬وم ػػف أج ػػؿ تخفػػيض فج ػػوة الص ػػرؼ‬
‫السمبية وجب توفر الشروط التالية‪:1‬‬

‫انتغٍش فً انٕاسداث‬ ‫انتغٍش فً انصادساث‬


‫>‬ ‫‪-‬‬
‫انتغٍش فً انصادساث‬ ‫انتغٍش فً انذخم‬
‫انصادساث‬ ‫انتغٍش فً انصادساث‬
‫>‬ ‫‪-‬‬
‫انذخم‬ ‫انتغٍش فً انذخم‬
‫انتغٍش فً انصادساث‬ ‫انتغٍش فً انصادساث‬
‫>‬ ‫‪-‬‬
‫انذخم‬ ‫انصادساث‬
‫انٕاسداث‬ ‫انتغٍش فً انٕاسداث‬
‫<‬ ‫‪-‬‬
‫انذخم‬ ‫انتغٍش فً انذخم‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬ىيؿ عجمي جميؿ الجنابي‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪.447.‬‬

‫‪36‬‬
‫التصاد جضائشي‬

‫إف ىبوط فجوة الصرؼ األجنبي مرىوف بزيادة الصادرات أكبر مػف زيػادة الػواردات‪،‬‬
‫وىػػذا مػػا يمثمػػو الشػػرط األوؿ‪ ،‬أمػػا الشػػرط الثػػاني فيقػػارف المعػػدؿ الحػػدي لمتصػػدير بمتوسػػط‬
‫مع ػػدؿ التص ػػدير‪ ،‬فػ ػ ذا ك ػػاف الكف ػػة مرجح ػػة لص ػػالح المع ػػدؿ الح ػػدي في ػػذا يعن ػػي أف فج ػػوة‬
‫الصػػرؼ األجنػػي آخػػذة فػػي التنػػاقص بسػػبب زيػػادة قػػيـ المعػػامالت‪ ،‬أمػػا الشػػرط الثالػػث فيػػدؿ‬
‫عمػػى زيػػادة م ػوارد الصػػرؼ األجنبػػي‪ ،‬والشػػرط ال اربػػع يػػدؿ عمػػى انخفػػاض ال ػواردات وزيػػادة‬
‫موارد النقد األجنبي‪.‬‬
‫‪-3-1‬أسباب أزمة المديونية‪:‬‬
‫ىنػػاؾ مجموعػػة مػػف العوامػػؿ الداخميػػة والخارجيػػة التػػي تكاثفػػت فيمػػا بينيػػا وأدت فػػي‬
‫النياية إلى نشوء أزمة المديونية وتعميا في البمداف النامية‪.‬‬
‫‪ -1-3-1‬األسباب الداخمية‪:‬‬
‫وتتمث ػػؿ ف ػػي مجموع ػػة العوام ػػؿ الداخمي ػػة الت ػػي تعن ػػى بالبني ػػة الييكمي ػػة القتص ػػاديات‬
‫الدوؿ النامية ‪ ،‬وتتمثؿ أىـ ىذه العوامؿ في‪:1‬‬
‫‪ ‬تزايد الطمػب الكمػي وضػعؼ المػدخرات الوطنيػة ممػا أدإ إلػى حػدوث فجػوة فػي المػوارد‬
‫المالية تـ سدىا عف طريؽ االستدانة مف الخارج‪.‬‬
‫‪ ‬سوء تسيير الػديف الخػارجي مػع عػدـ م ارعػاة تقػدير الجػدارة االئتمانيػة‪ ،‬وكفػاءة اسػتخداـ‬
‫الديف واإلنتاجية المترتبة عمى استخدامو‪ ،‬وعدـ دراسة القدرات المالية لمدولة‪.‬‬
‫‪ ‬فشؿ السياسات االنمائية المطبقة في الدوؿ النامية‪ ،‬مما أدإ إلى زيػادة الػواردات أكبػر‬
‫مػػف الصػػادرات وبالتػػالي العجػػز فػػي مي ػزاف المػػدفوعات‪ ،‬فاتجيػػت نحػػو االسػػتدانة مػػف‬
‫الخارج لتغطية قيمػة الػواردات الضػخمة التػي تتطمبيػا الساسػة االنمائيػة‪ ،‬ولتويػؿ العجػر‬
‫في ميزاف المدفوعات‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬لممزيد مف االطالع أنظر‪:‬‬
‫‪ -‬جماؿ محمد أحمد‪ ،‬ابراىيـ السيد‪ ،‬التمويؿ الدولي مؤسساتو –آلياتو –عناصره‪ ،‬دار التعميـ الجامعي‪ ،‬مصر‪ ،2016 ،‬ص ص‪.338-335.‬‬
‫‪ -‬فرج عبد الفتاح فرج‪ ،‬االقتصاد االفريقي قضايا التكامؿ والتنمية‪ ،‬دار النيضة العربية‪ ،‬مصر‪ ،2007 ،‬ص‪.267.‬‬

‫‪37‬‬
‫التصاد جضائشي‬

‫‪ ‬عدو وجود بيئة جاذبة لرأس الماؿ وىروبو إلى الخارج‪.‬‬


‫‪ -2-3-1‬األسباب الخارجية‪:‬‬
‫وتتمثػػؿ فػػي العوامػػؿ الخاصػػة بالسػػوؽ العالميػػة والتػػي انعكسػػت بشػػكؿ سػػمبي عمػػى‬
‫الدوؿ النامية ونذكر أىميا فيما يمي‪:1‬‬
‫‪ ‬ارتفػػاع أسػػعار الػػنفط الػػذي أدإ بػػدوره إلػػى ارتفػػاع تكمفػػة االسػػتيرادات النفطيػػة‪ ،‬والػػى‬
‫خمؽ عجوزات كبيرة في موازيف مدفوعات الدوؿ غير النفطية‪.‬‬
‫‪ ‬أزمػػة الركػػود التضػػخمي فػػي بمػػداف المتقدمػػة والتػػي أدت إلػػى انخفػػاض طمبيػػا عمػػى‬
‫منتجػػات الػػدوؿ الناميػػة‪ ،‬مم ػػا أحػػدث عجػػوزات فػػي مػ ػوازيف مػػدفوعات ىػػذه األخيػ ػرة‬
‫وضاعفت مف استدانتيا‪.‬‬
‫‪ ‬ارتفاع أسعار الفائدة في السوؽ المالي العالمي مما أدإ إلى زيادة خػدمات الػديوف‪،‬‬
‫مع زيادة سعر صرؼ الدوالر األمريكػي فػي أسػواؽ الصػرؼ األجنبػي العػالمي‪ ،‬ممػا‬
‫شكؿ عبئا اضافيا عمى البمداف المقترضة باعتبار أف معظـ ديونيا كانت بالدوالر‪.‬‬
‫باإلضػػافة إلػػى ىػػذه األسػػباب يمكػػف إضػػافة سػػبب ال يقػػؿ أىميػػة عػػف سػػابقيو وىػػو‬
‫التدىور المستمر في شروط التبادؿ التجاري الدولي جراء فرض تقسيـ عمؿ تجاري عػالمي‬
‫تصدر فيو الدوؿ النامية المواد األولية وتستورد المواد المصنعة ومػف ثػـ تركػز إنتػاج المػواد‬
‫األولية في ىذه الدوؿ النامية بما يخدـ المصالح الرأسمالية المتقدمة ‪.‬‬
‫‪-4-1‬أزمة المديونية في الجزائر‪:‬‬

‫لقػد كانػػت القػػروض الخارجيػػة التػي تحصػػمت عمييػػا الج ازئػػر فػي بدايػػة األمػػر موجيػػة‬
‫نحو تمويؿ التنمية واالستثمارات المدرجة ضمف المخططات التنمويػة‪ ،‬لكػف بعػد ذلػؾ تحػوؿ‬
‫مسارىا بشػكؿ تػدريجي نحػو تمويػؿ تشػغيؿ االقتصػاد‪ ،‬حيػث أف اسػتراتيجية التصػنيع المتبػع‬

‫‪ -1‬لممزيد مف االطالع أنظر‪:‬‬


‫‪ -‬محمد اليادي صالح األسود‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪.45.‬‬
‫‪ -‬ىيؿ عجمي جميؿ الجنابي ‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص ص‪.435-434.‬‬

‫‪38‬‬
‫التصاد جضائشي‬

‫‪1‬‬
‫فػػي فت ػرة السػػبعينات (المخطػػط الربػػاعي األوؿ والثػػاني) أدت إلػػى ت ازيػػد التمويػػؿ التشػػغيمي‬
‫بشػػكؿ كبيػػر جػػدا‪ ،‬بحيػػث أف اسػػتيراد اآلالت الصػػناعية فػػي فتػرة السػػبعينات البػػد أف يتطمػػب‬
‫استيراد التمويف األمر الذي أحدث ضغطا عمى ميزاف المدفوعات ‪ ،‬حتى أصػبحت الج ازئػر‬
‫فػػي فت ػرة الثمانينػػات تسػػتورد لمتشػػغيؿ أكثػػر ممػػا تسػػتورد لمتجييػػز‪ ،‬وتػػدؿ عػػدة د ارسػػات أف‬
‫اسػػتثمار ‪ 5‬دج يولػػد سػػنويا ‪1‬دج سػػنويا‪ ،‬وأف مػػف أجػػؿ ‪ 1‬دج منتػػوج يتطمػػب ‪ 0.33‬دينػػار‬
‫مف التمويف الخارجي‪ ،‬وىذا يدؿ عمى أنو بعدما تـ تشػييد المصػانع وفػؽ اسػتراتيجية التنميػة‬
‫المتبعػػة كانػػت الج ازئػػر ال تػػوفر مػػف العمػػالت الصػػعبة إال مػػا يكفييػػا لالسػػتيراد التشػػغيمي‪،‬‬
‫وكاف البػد عمييػا إذا ارادت فػي نفػس الوقػت مواصػمة شػراء األجيػزة وتشػغيؿ الصػناعتيا أف‬
‫تمجػأ إلػػى القػػروض الخارجيػػة‪ ،‬ولمػػا بػػدأ ضػغط التمػػويف التشػػغيمي يتصػػاعد شػػرع المتعػػامموف‬
‫فػػي االقت ػراض خشػػية غمػػؽ المصػػانع‪ ،2‬والشػػكؿ التػػالي يبػػيف تطػػور المديونيػػة فػػي الج ازئػػر‬
‫خالؿ فترة السبعينات‪:‬‬
‫الشكل رقم(‪ :)1-4‬تطور حجم الديون وخدماتيا في الجزائر خالل الفترة ‪.79-75‬‬
‫الوحدة‪ :‬مميوف دوالر‪.‬‬
‫‪20000‬‬

‫‪15000‬‬

‫‪10000‬‬ ‫الزٌادة فً خدمات الدٌون الخارجٌة‬


‫حجم الدٌون‬
‫‪5000‬‬

‫‪0‬‬
‫‪1975‬‬ ‫‪1976‬‬ ‫‪1977‬‬ ‫‪1978‬‬ ‫‪1979‬‬

‫المصدر‪ :‬مف إعداد الباحثة باالعتماد عمى‪:‬‬


‫‪ -‬محمد اليادي صالح األسود‪ ،‬مشكالت التنمية في البمداف العربية وأثر الديوف الخارجية في تفاقميا‪،‬‬
‫مجمس الثقافة العاـ‪ ،2006 ،‬ص ص‪.137-134.‬‬

‫‪ -‬بحيث ال يكفي زيادة حجـ االستثمارات لوحدىا ولكف يجب تشغيؿ ىذه االستثمارات عف طريؽ استيراد موار أولية ومواد نصؼ مصنعة‬ ‫‪‬‬

‫وبضائع وخدمات وصيانة‪....‬إلخ‬


‫‪2‬‬
‫‪- Ahmed henna, La dette, enag editions, Alger, 1992, p.64.‬‬

‫‪39‬‬
‫التصاد جضائشي‬

‫يالحظ مف الشكؿ زيادة الديوف الخارجية وخدماتيا بشكؿ كبير خاصة في السنتيف‬
‫األخيرتيف‪ ،‬وذلؾ مف أجؿ تمويؿ الواردات مف السمع الوسيطية الالزمة لتشغيؿ الوحدات‬
‫االنتاجية باإلضافة إلى تمويؿ التوسع في االستثمارات الجديدة‪ ،‬ويكمف السبب وراء‬
‫التوسع في الطمب عمى القروض في ارتفاع أسعار البتروؿ خالؿ فترة السبعينات‪ ،‬حيث‬
‫كانت الدولة تتمتع بجدارة ائتمانية وقدرة عالية عمى السداد بسبب ارتفاع حصيمة‬
‫الصادرات عمى اعتبار أف أكثر مف ‪ 97‬بالمئة مف صادرات الجزائر ىي محروقات‪ ،‬وقد‬
‫كانت ىذه الفترة مف أىـ الفترات التي شيدت فييا المديونية الخارجية تزايدا كبي ار حيث‬
‫تضاعفت بأكثر مف ثالث مرات ما بيف ‪ 1975‬و‪ ، 1979‬وقد عزز ىذا التوجو نحو‬
‫التمويؿ الخاجي عف طريؽ الديوف الخارجية وفرة وسيولة الحصوؿ عميو في السوؽ‬
‫المالية الدولية‪.‬‬
‫لقد كانت المديونية في ىذه الفترة مرتبطة باالستثمارات المخططة‪ ،‬ولكف ىذه‬
‫الديوف لـ تكف لتشكؿ خطر أو حرج حيث كانت تسدد في أوقاتيا المحددة‪ .‬وفي نياية‬
‫السبعينات وجدت الجزائر نفسيا في وضعية سيئة اتجاه المديونية الخارجية‪ ،‬قادتيا إلى‬
‫السعي نحو تخفيض حجـ المديونية الخارجية باتباع سياسة التسديد المسبؽ لمديوف‬
‫خصوصا في الفترة ما بيف ‪ 1980‬ػ ‪ ،1985‬حيث عرفت المديونية اتجاىا متذبذبا بيف‬
‫الصعود واليبوط‪ ،‬كما يوضحو الشكؿ التالي‪:‬‬

‫‪40‬‬
‫التصاد جضائشي‬

‫الشكل رقم(‪ :)2-4‬تطور حجم الديون الخارجية خالل الفترة ‪1985 -1980‬‬
‫الوحدة‪ :‬مميار دوالر‪.‬‬
‫‪25‬‬

‫‪20‬‬

‫‪15‬‬
‫قصٌرة األجل‬
‫‪10‬‬ ‫متوسطة األجل‬

‫‪5‬‬

‫‪0‬‬
‫‪1980‬‬ ‫‪1981‬‬ ‫‪1982‬‬ ‫‪1983‬‬ ‫‪1984‬‬ ‫‪1985‬‬

‫المصدر‪ :‬مف إعداد الباحثة باالعتماد عمى‪:‬‬


‫‪- Hocine benissad, la réforme économique en Algérie ou l’indicible‬‬
‫‪ajustement structurel, OPU , 2°edition, 1991, p.12.‬‬
‫نالحظ مف الشكؿ تناقص في حجـ المديونية سواءا قصيرة أو متوسطة األجؿ‪،‬‬
‫وىذا بسبب التسديد المسبؽ لمديوف لتعود وترتفع سنة ‪ 85‬لكف ىذا االرتفاع لـ يكف كبير‪،‬‬
‫ولـ يكف ليشكؿ مشكمة لوال االنخفاض المفاجئ ألسعار البتروؿ سنة ‪ ،1986‬الذي أدإ‬
‫إلى تراكـ الديوف بشكؿ كبير وبالتالي إلى حدوث أزمة مديونية في الجزائر‪.‬‬
‫وفي الجية المقابمة وبسبب انخفاض أسعار البتروؿ حدث انخفاض شديد في‬
‫إيرادات الصادرات مف المحروقات‪ ،‬رافقو انخفاض في احتياطات الدولة مف العمالت‬
‫األجنبية‪ ،‬وأماـ الحاجة إلى استيراد الكثير مف المواد األولية والنصؼ مصنعة لتسيير‬
‫اآللة االقتصادية‪ ،‬باإلضافة إلى ضرورة استيراد المواد الغذائية‪ ،‬أدإ بالدولة إلى طمب‬
‫قروض جديدة لتغطية ىذه االحتياجات وتسديد القروض السابقة‪ ،‬وىذا ما أدإ إلى تعميؽ‬
‫األزمة أكثر فأكثر‪ ،‬والجدوؿ التالي يبيف تطور القروض الخارجية في ىذه الفترة‪:‬‬

‫‪41‬‬
‫التصاد جضائشي‬

‫الجدول رقم(‪ :)1-4‬تطور الديون الخارجية خالل الفترة ‪.1993 -1986‬‬


‫الوحدة‪ :‬مميار دوالر‪.‬‬
‫‪1989‬‬ ‫‪1988‬‬ ‫‪1987‬‬ ‫‪1986‬‬ ‫السنوات‬

‫‪27.282‬‬ ‫‪26.101‬‬ ‫‪24.435‬‬ ‫‪22.636‬‬ ‫اجمالي الديف الخارجي‬


‫‪69.1‬‬ ‫‪80.3‬‬ ‫‪56.2‬‬ ‫اجمالي خدمات الديون بالنسبة لمصادرات ‪58.8 %‬‬
‫المصدر‪ :‬مف إعداد الباحثة باإلعتماد عمى‪:‬‬
‫‪-La‬‬ ‫‪banque‬‬ ‫‪mondiale, base‬‬ ‫‪de‬‬ ‫‪données, du cite‬‬ ‫‪web:‬‬
‫‪données.banquemondiale.org‬‬
‫يتضح مف الجدوؿ االرتفاع الكبير الجمالي الديوف‪ ،‬وضعؼ قدرة الدولة عمى‬
‫الوفاء بالتزاماتيا جراء انخفاض الصادرات وارتفاع خدمات الديوف الخارجية‪ ،‬وىذا ما‬
‫انعكس سمبا عمى كافة المؤشرات االقتصادية الكمية لمدولة‪ ،‬ودفعيا الجراء عدة‬
‫اصالحات‪.‬‬
‫‪ -2‬االصالحات االقتصادية ليذه الفترة‪:‬‬
‫تمثمػػت االصػػالحات االقتصػػادية فػػي ىػػذه الفت ػرة فػػي إصػػالحات إراديػػة واصػػالحات‬
‫مدعومة مف المؤسسات المالية الدولية‪ ،‬نذكر أىميا‪:‬‬
‫‪ -1-2‬استقاللية المؤسسات‪:‬‬
‫ج ػػاء ى ػػذا االص ػػالح إلع ػػادة المؤسس ػػة كوح ػػدة اقتص ػػادية‪ ،‬بع ػػدما ب ػػدأت ف ػػي فق ػػداف‬
‫ىويتيػػا وتحولػػت إلػػى امتػػداد إداري ليسػػت ليػػا أدنػػى حريػػة فػػي اختيػػار عمالئيػػا وال تحديػػد‬
‫أسعار منتجاتيا وال شبكات توزيعيا‪ ،‬فقد كانت تخضع لممركػز‪ ،‬ففقػدت بػذلؾ المبػادرة وروح‬
‫االبتكار‪ ،‬وجاء قانوف استقاللية المؤسسة فػي ‪ 1988‬ليعػزز ىػذه الػروح ويعطييػا الحػؽ فػي‬
‫التسيير‪ ،‬بالفصؿ بيف ممكية رأس الماؿ مف طرؼ الدولة وصالحية اإلدارة والتسػيير فييػا‪،‬‬
‫إذ أصػ ػػبحت ليػ ػػا شخصػ ػػية معنويػ ػػة متمي ػ ػزة عػ ػػف الدولػ ػػة‪ ،‬أي أف الدولػ ػػة أصػ ػػبحت مالكػ ػػة‬
‫ومساىمة في رأسماؿ المؤسسة لكنيا ال تسيرىا‪ ،‬وتػـ خمػؽ وسػيط جديػد بػيف الدولػة بصػفتيا‬

‫‪42‬‬
‫التصاد جضائشي‬

‫مالكة لرؤوس األمواؿ وبيف المؤسسات حيػث تمػارس الدولػة والجماعػات المحميػة المسػاىمة‬
‫فػػي المؤسسػػات العموميػػة االقتصػػادية حقيػػا عمػػى الممكيػػة بواسػػطة صػػناديؽ المسػػاىمة ‪،1‬‬
‫حيث تقوـ ىذه األخيرة بمراقبة المؤسسات وتوجيييا وذلؾ بالتدخؿ في إعػداد ومتابعػة تنفيػذ‬
‫مخططاتيا لكف ال يمكنيا التدخؿ في إدارة وتسيير المؤسسػات االقتصػادية‪ ،2‬ويعتبػر قػانوف‬
‫االس ػػتقاللية بمثاب ػػة تميي ػػد لخصخصػ ػػة المؤسس ػػات‪ ،‬وق ػػد تشػ ػػكمت مجموع ػػة م ػػف صػ ػػناديؽ‬
‫المساىمة وفؽ مرسوـ ‪ 21‬جواف ‪ 1988‬عمى الشكؿ التالي‪:3‬‬
‫‪ -‬صندوؽ المساىمة لمصناعات الفالحية‪ ،‬الغذائية‪ ،‬الصيد‪.‬‬
‫‪ -‬صندوؽ المساىمة لممناجـ والمحروقات والري‪.‬‬
‫‪ -‬صندوؽ المساىمة لمبناء‪.‬‬
‫‪ -‬صندوؽ المساىمة لمكيمياء‪ ،‬البيتروكيمياء والصيدلة‪.‬‬
‫‪ -‬صندوؽ المساىمة لمصناعات المختمفة (النسيج‪ ،‬الجمود‪.)...‬‬
‫‪ -‬صندوؽ المساىمة لمخدمات‪.‬‬
‫وبيذا جاءت صناديؽ المسػاىمة لتجسػيد توجيػات الدولػة لتأخػذ عمػى عاتقيػا كػؿ انشػغاالت‬
‫المؤسسات‪.‬‬
‫لكف ما لبثت الدولة أف قررت التخمػي عػف صػناديؽ المسػاىمة واسػتبداليا بالشػركات‬
‫القابض ػػة‪ ،‬م ػػف أج ػػؿ تحدي ػػد مس ػػؤولية تس ػػيير األمػ ػواؿ بش ػػكؿ دقي ػػؽ‪ ،‬وذل ػػؾ ب ع ػػادة تجميػ ػع‬
‫المؤسسات العمومية المختمفة في شركات قابضة عمى شكؿ شركات مساىمة‪.‬‬
‫تتمحور مياـ الشركات القابضة فيما يمي‪:4‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬الدولة الجزائرية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬األمر ‪ 01-88‬المؤرخ في ‪ 12‬يناير ‪ 1988‬يتضمف القانوف التوجييي لممؤسسات‪ ،‬العدد ‪ ،02‬السنة‬
‫الخامسة والعشروف‪ ،1988 ،‬ص‪.33.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬رشيد واضح‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪92..‬‬
‫‪3‬‬
‫‪-‬محمد بمقاسـ حسف بيموؿ‪ ،‬سياسة تخطيط التنمية واعادة تنظيـ مسارىا في الجزائر‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬ديواف المطبوعات الجامعية‪،1999،‬‬
‫ص‪..‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬الدولة الجزائرية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬األمر ‪ 25-95‬المؤرخ في ‪25‬سبتمبر ‪ 1995‬المتعمؽ بتسيير رؤوس األمواؿ التجارية التابعة لمدولة‬
‫العدد ‪ ،55‬السنة الثانية والثالثوف‪ ،1995 ،‬ص‪.8.‬‬

‫‪43‬‬
‫التصاد جضائشي‬

‫‪ -‬تت ػػولى الش ػػركة القابض ػػة العمومي ػػة مي ػػاـ اس ػػتثمار حافظ ػػة األس ػػيـ والمس ػػاىمات والق ػػيـ‬
‫المنقولة المحولة إلييا وجعميا أكثر مردودية‪.‬‬
‫‪ -‬تشجيع تنمية المجموعات الصناعية والتجارية التي تقوـ بالرقابة عمييا‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد وتطوير استراتيجيات وسياسات االستثمار والتمويؿ في الشركات التابعة ليا‪.‬‬
‫‪ -‬تنظػػيـ حركػػات رؤوس األم ػواؿ بػػيف الشػػركات التجاريػػة التابعػػة ليػػا إذا اقتضػػت الحاجػػة‪،‬‬
‫وذلؾ وفقا لمتشريعات والتنظيمات المعموؿ بيا‪.‬‬
‫‪ -‬السير عمى الحفاظ عمى استقالؿ الذمة المالية لمشركات التجارية التابعة ليا‪.‬‬
‫‪ -2-2‬االصالحات المدعومة من قبل المؤسسات المالية الدولية قبل إعادة الجدولة‪:‬‬

‫لقت اتبعت الجزائر في ىذه الفتػرة مجموعػة مػف االصػالحات االقتصػادية المدعومػة‬
‫م ػػف قب ػػؿ المؤسس ػػات المالي ػػة الدولي ػػة ف ػػي اط ػػار اتف ػػاقيتيف سػ ػريتيف لالس ػػتقرار االقتص ػػادي‪،‬‬
‫بيدؼ الحصوؿ عمى قروض ومساعدات مف ىذه المؤسسات ضمف شروط تنصب في‪:1‬‬
‫‪ -‬تحرير األسعار وتجميد األجور وتطبيؽ أسعار فائدة موجية‪.‬‬
‫‪ -‬الحد مف التضخـ وتخفيض قيمة الدينار‪3‬‬
‫‪ -‬تحرير التجارة الخارجية والسماح بتدفؽ رؤوس األمواؿ األجنبية‪.‬‬
‫‪ -‬إلغاء عجز الميزانية‪ ،‬واصالح المنظومة الضريبية والجمركية‪.‬‬
‫‪ -1-2-2‬برنامج االستعداد االئتماني األول ‪ 31‬ماي ‪ 1998‬إلى ‪ 30‬ماي ‪:1990‬‬
‫إف الظػػروؼ الصػػعبة التػػي مػػرت بيػػا الج ازئػػر مػػع نيايػػة الثمانينػػات‪ ،‬مػػف تػػدىور فػػي‬
‫مؤشػرات االقتصػاد الكمػي‪ ،‬وتفػاقـ أزمػة المديونيػة مػع رفػض الجيػات المانحػة تقػديـ قػػروض‬
‫جديدة أو إعادة ىيكمة القروض القديمة‪ ،‬مع اصرارىا عمػى ضػرورة التوصػؿ إلػى اتفػاؽ مػع‬
‫المؤسسات المالية الدولية‪ ،‬أدي بالجزائر إلى المجوء إلػى صػندوؽ النقػد الػدولي وعقػد اتفػاؽ‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬بمعزوز بف عمى‪ ،‬محاضرات في النظريات والسياسات النقدية‪ ،‬ديواف المطبوعات الجامعية ‪ ،‬الجزائر‪ ،2004 ،‬ص ‪.190.‬‬

‫‪44‬‬
‫التصاد جضائشي‬

‫سػري يعػرؼ ب ػ ‪ stand by‬فػي ‪ 31‬مػاي ‪ ،1989‬قامػت الج ازئػر عمػى اثػره بسػف مجموعػة‬
‫مف القوانيف التي تقضي ب جراء تعديالت عميقة عمى السياسة النقدية وسعر الصرؼ‪.‬‬
‫في ىذا االطار تـ اصدار قانوف النقػد والقػرض فػي ‪ 14‬أفريػؿ ‪ ،1990‬الػذي يعتبػر‬
‫م ػػف القػ ػوانيف التشػ ػريعية األساس ػػية لإلص ػػالحات ف ػػي مج ػػاؿ السياس ػػة النقدي ػػة‪ ،‬وال ػػذي س ػػمح‬
‫بانشاء بنوؾ أجنبية منافسة ألوؿ مرة في الجزائر‪ ،‬كاف مف أىدافو‪:1‬‬
‫‪ -‬اس ػػتعادة البن ػػؾ المرك ػػزي ل ػػدوره ف ػػي قم ػػة النظ ػػاـ النق ػػدي‪ ،‬والمس ػػؤوؿ األوؿ ع ػػف تس ػػيير‬
‫السياسة النقدية‪.‬‬
‫‪ -‬تحريػػؾ السػػوؽ النقديػػة وتنشػػيطيا واحػػتالؿ السياسػػة النقديػػة لمكانتيػػا كوسػػيمة مػػف وسػػائؿ‬
‫الضبط االقتصادي‪.‬‬
‫‪ -‬استعادة الدينار لوظائفو التقميدية‪.‬‬
‫‪ -‬خم ػػؽ وض ػػع لم ػػنح الق ػػروض يق ػػوـ عم ػػى ش ػػروط غي ػػر تمييزي ػػة ب ػػيف المؤسس ػػات العام ػػة‬
‫والخاصة‪.‬‬
‫‪ -‬المرونة النسبية في تحديد سعر الفائدة مف طرؼ البنوؾ‪.‬‬
‫كم ػػا ت ػػـ تطبي ػػؽ تطبي ػػؽ األس ػػعار الحقيقي ػػة عم ػػى الس ػػمع و الخ ػػدمات وذل ػػؾ ب ػػالرفع‬
‫الت ػػدريجي عم ػػى المػ ػواد المدعم ػػة‪ ،‬وم ػػف خ ػػالؿ ق ػػانوف ‪ 1990‬تراجع ػػت الج ازئ ػػر ع ػػف دع ػػـ‬
‫القػػروض الموجيػػة لممؤسسػػات العموميػػة وادخػػاؿ بعػػض التعػػديالت عمػػى القػػانوف التجػػاري‪،‬‬
‫واص ػػدار بع ػػض األحك ػػاـ الجبائي ػػة واعتم ػػاد ال ػػوكالء ل ػػدإ مص ػػالح الجم ػػارؾ وم ػػنح رخ ػػص‬
‫االستيراد لممتعامميف الخواص وىذا مف شأنو أف يميد لمتحرير التدريجي لمتجارة الخارجية‪.2‬‬
‫وقد قدـ صندوؽ النقػد الػدولي ‪ 600‬مميػوف دوالر أمريكػي كقػروض تػدخؿ فػي إطػار‬
‫االصالحات بينما قدـ البنؾ الدولي ‪ 300‬مميوف دوالر أمريكي‪.3‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬الطاىر لطرش‪ ،‬تقنيات البنوؾ‪ ،‬ديواف المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬الطبعة السابعة‪ ،2010 ،‬ص ص‪.197-196.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬مدني بف شيرة‪ ،‬االصالح االقتصادي وسياسة التشغيؿ التجربة الجزائرية‪ ،‬دار الحامد لمنشر والتوزيع‪،‬األردف‪ ،2009 ،‬ص‪.131.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬عبد الرحماف تومي‪ ،‬االصالحات االقتصادية في الجزائر الواقع واآلفاؽ‪ ،‬دار الخمدونية‪ ،‬الجزائر‪ ،2011 ،‬ص‪.66.‬‬

‫‪45‬‬
‫التصاد جضائشي‬

‫‪ -2-2-2‬برنامج االستعداد االئتماني الثاني ‪ 03‬جوان ‪ 1991‬إلى ‪ 30‬مارس ‪:1992‬‬


‫أمػػاـ ضػػعؼ القػػدرة اإلئتمانيػػة لمدولػػة واسػػتيالؾ االحتياطػػات المخصصػػة لمط ػوارئ‬
‫لجػػأت الج ازئػػر م ػرة ثانيػػة لصػػندوؽ النقػػد الػػدولي لمحصػػوؿ عمػػى األم ػواؿ الالزمػػة ومواصػػمة‬
‫سمس ػػمة االص ػػالحات وعمي ػػو اتفق ػػت الج ازئ ػػر م ػػع الص ػػندوؽ عم ػػى سمس ػػمة م ػػف االص ػػالحات‬
‫نوضحيا فيما يمي‪:1‬‬
‫‪ -‬إص ػػالح المنظوم ػػة المالي ػػة بم ػػا فيي ػػا اصػ ػالح النظ ػػاـ الضػ ػريبي والجمرك ػػي واالس ػػتقاللية‬
‫المالية لمبنؾ المركزي‪.‬‬
‫‪ -‬تخفيض قيمة سعر الصرؼ واعادة االعتبار لمدينار الجزائري‪.‬‬
‫‪ -‬تحرير التجارة الداخمية والخارجية والعمؿ عمى زيادة الصادرات النفطية‪.‬‬
‫‪ -‬تشجيع االدخار والعمؿ عمى خفض االستيالؾ‪.‬‬
‫‪ -‬تحريػ ػػر أسػ ػػعار السػ ػػمع والحػ ػػد مػ ػػف تػ ػػدخؿ الدولػ ػػة وضػ ػػبط عمميػ ػػة دعػ ػػـ السػ ػػمع الواسػ ػػعة‬
‫االستيالؾ بتقميؿ االعانات‪.‬‬
‫وكانت االنجازات المحققة مف قبؿ الدولة الجزائرية كما يمي‪:2‬‬
‫‪ -‬تحرير سعر أكثر مف ‪ 75‬بالمئة مف األسعار الخاصة بالفروع المختمفة لالقتصاد‪.‬‬
‫‪ -‬إصدار بعض التشريعات التي تحدد شروط التدخؿ في التجارة الخارجية والداخمية‪.‬‬
‫‪ -‬إصدار مراسيـ تخص النظاـ المالي ك نشاء سوؽ القيـ المنقولة وىيكمة السوؽ المالي‪.‬‬
‫‪ -‬إصػػالح النظػػاـ الض ػريبي وتحريػػر القيػػود الجمركيػػة وذلػػؾ ب دخػػاؿ تغيي ػرات عمػػى بعػػض‬
‫المراسيـ التي تمس الرسوـ عمى الخدمة العامة‪.‬‬
‫‪ -‬تشجيع االستثمار الخارجي وفتح المنافسة األجنبية خصوصا في مجاؿ المحروقات‪.‬‬
‫وقػػد شػػيدت ىػػذه المرحمػػة تقػػديـ مػػا قيمتػػو ‪ 753‬مميػػوف دوالر أمريكػػي‪ ،‬إذ قػػدـ البنػػؾ‬
‫الدولي ‪ 350‬مميوف دوالر لمعاـ ‪ ،1991‬بينما قػدـ قنػدوؽ النقػد الػدولي ‪ 403‬مميػوف دوالر‪،‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬مدني بف شيرة‪ ،‬االصالح االقتصادي وسياسة التشغيؿ التجربة الجزائرية‪ ،‬مرجع سبؽ ذكرة‪ ،‬ص ص‪.133-132.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.133.‬‬

‫‪46‬‬
‫التصاد جضائشي‬

‫كميا تتعمؽ باالصالحات الييكمية الخاصة بالنظاـ المصرفي‪ ،‬والقطاع الصناعي‪ ،‬كمػا ورد‬
‫في رسالة النية عاـ ‪.11990‬‬
‫‪ 3-2-2‬نتائج برامج االستعداد االئتماني‪:‬‬
‫إف لج ػػوء الج ازئ ػػر إل ػػى المؤسس ػػات المالي ػػة الدولي ػػة وتطبيقي ػػا لبرن ػػامجي االس ػػتعداد‬
‫االئتم ػػاني األوؿ والث ػػاني بمثاب ػػة إقػ ػرار م ػػف قبػ ػػؿ الدول ػػة بتخمص ػػيا م ػػف النظ ػػاـ االشػ ػػتراكي‬
‫وتوجييػػا نحػػو النظػػاـ ال أرسػػمالي‪ ،‬وذلػػؾ بتػػولي ميمػػة تنظػػيـ االقتصػػاد فقػػط‪ ،‬ويمكػػف ادراج‬
‫بعض نتائج ىذه االصالحات في الجدوؿ التالي‬
‫جدول رقم (‪ :)2-4‬بعض المؤشرات االقتصادية لمفترة ‪.1991 -1989‬‬
‫‪1991‬‬ ‫‪1990‬‬ ‫‪1989‬‬ ‫السنوات‬
‫‪2.2‬‬ ‫‪01 -‬‬ ‫‪3.4‬‬ ‫النمو االقتصادي السنوي ‪%‬‬
‫‪8.44‬‬ ‫‪0.76-‬‬ ‫‪11.8-‬‬ ‫رصيد ميزاف المدفوعات (مميار دج)‬
‫‪18.13‬‬ ‫‪8.93‬‬ ‫‪7.61‬‬ ‫سعر صرؼ الدينار بالدوالر‬
‫‪25‬‬ ‫‪26.5‬‬ ‫‪25.8‬‬ ‫المديونية الخارجية (مميار دوالر)‬
‫‪9.37‬‬ ‫‪8.89‬‬ ‫‪7.01‬‬ ‫خدمات الديوف الخارجية (مميار دوالر)‬
‫‪72.7‬‬ ‫‪66.6‬‬ ‫‪69.5‬‬ ‫خدمة الديف إلى الصادرات ‪%‬‬
‫المصييدر‪ :‬عبػػد الرحمػػاف تػػومي‪ ،‬االصػػالحات االقتصػػادية فػػي الج ازئػػر الواقػػع واآلفػػاؽ‪ ،‬دار الخمدونيػػة‪،‬‬

‫الجزائر‪ ،2011 ،‬ص‪.68.‬‬

‫يتضػػح مػػف ضػػعؼ المؤشػرات االقتصػػادية الكميػػة وتحقيقيػػا لنتػػائج سػػمبية سػواءا فيمػػا‬
‫يتعمؽ بالنمو االقتصادي أو المديونية أو سعر الصرؼ أو رصيد ميزاف المػدفوعات خاصػة‬
‫بعػد نيايػة برنػامج االسػػتعداد االئتمػاني األوؿ‪ ،‬لتعػود لمتحسػف ولكػػف بشػكؿ طفيػؼ فػي بدايػػة‬
‫برنامج االستعداد االئتماني الثاني‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬عبد الرحماف تومي‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪.66.‬‬

‫‪47‬‬
‫التصاد جضائشي‬

‫كمػػا أدت االج ػراءات المطبقػػة فػػي ىػػذا االطػػار إلػػى ارتفػػاع فػػي اإلي ػرادات الجبائيػػة‬
‫بالنسػػبة إلجمػػالي النػػاتج الػػداخمي ب ػػ‪ 9.2 :‬بالمئػػة عمػػا كانػػت عميػػو سػػنة ‪ ،1989‬وتقمػػيص‬
‫الطمب االجمالي بعد فرض بعض القيود عمى الواردات‪ ،‬تراجع حجـ االستثمارات العموميػة‬
‫بعػ ػػد تخمػ ػػي الدولػ ػػة عمػ ػػى تمويػ ػػؿ المؤسسػ ػػات االقتصػ ػػادية العموميػ ػػة‪ ،‬اسػ ػػتيالؾ احتياطػ ػػات‬
‫الصرؼ التي وصمت إلى مستويات حرجػة نتيجػة اسػتغالليا فػي سػداد خػدمات الػديوف‪ ،‬مػع‬
‫ارتف ػػاع ف ػػي ال ػػديوف الخارجي ػػة‪ ،‬أم ػػا بالنس ػػبة لمعام ػػؿ س ػػيولة االقتص ػػاد فق ػػد انخف ػػض بش ػػكؿ‬
‫ممحػػوظ وىػػذا يػػدؿ عم ػػى الص ػرامة فػػي السياس ػػة النقديػػة التػػي رك ػػز عمييػػا البرنػػامج‪ ،‬ولك ػػف‬
‫ابتػػداءا مػػف ‪ 1992‬بػػدأت تظيػػر االخػػتالالت الييكميػػة فػػي االقتصػػاد‪ ،‬حيػػث زاد االسػػتيالؾ‬
‫الحك ػػومي بػ ػػ‪ 2 :‬بالمئ ػػة م ػػف اجم ػػالي الن ػػاتج المحم ػػي وذل ػػؾ نتيج ػػة ال ػػدعـ الحك ػػومي لمس ػػمع‬
‫االستيالكية الحكومية‪ ،‬مما أدإ إلى اصدار النقد لتغطية العجز في ميزانية الدولة‪.1‬‬
‫لكػػف الحكومػػة الجزائريػػة فػػي ىػػذه المرحمػػة لػػـ تتوجػػو إلػػى إعػػادة الػػديوف الخارجيػػة‪،‬‬
‫العتقادىػػا أف ىػػذه االصػػالحات كفيمػػة بػػالخروج مػػف ىػػذه األزمػػة والقضػػاء عمػػى المديونيػػة‪،‬‬
‫لكػػف النتيجػػة كانػػت مخيبػػة ل مػػاؿ ممػػا اضػػطرىا فػػي النيايػػة لتطبيػػؽ برنػػامج طويػػؿ المػػدإ‬
‫لمتعديؿ الييكمي واعادة جدولة ديونيا‪.‬‬
‫خالصة‪:‬‬
‫بعد انخفاض أسعار البتروؿ ‪ ،‬انخفضت المداخيؿ مف العممة الصعبة وضعفت‬
‫قدرة الدولة عمى استيراد حاجياتيا الرئيسية وأماـ تآكؿ احتياطات الصرؼ وضرورة‬
‫االستيراد مف الخارج لتشغيؿ عجمة التنمية وتغطية حاجات البالد اضطرت الدولة إلى‬
‫االستدانة مف الخارج بشروط غير مواتية مما أدإ إلى الوقوع في أزمة مديونية ومع تفاقـ‬
‫ىذه األخيرة اضطرت الدولة عمى التوقيع عمى اتفاقيتيف لالستعداد االتماني مع المؤسسات‬
‫المالية الدولية واجراء جممة مف االصالحات عمى اثرىا‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬مدني بف شيرة‪ ،‬االصالح االقتصادي وسياسة التشغيؿ التجربة الجزائرية‪ ،‬مرجع سبؽ ذكرة‪ ،‬ص ‪.133‬‬

‫‪48‬‬
‫التصاد جضائشي‬

‫الفصل الخامس‪:‬‬
‫مرحمة تطبي سياسات التعديل الييكمي ‪-1994‬‬
‫‪(1998‬برامج االصالح االقتصادي)‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫التصاد جضائشي‬

‫تمييد‪:‬‬
‫لقد تميزت بداية التسعينات بوجود مشاكؿ عديدة عمى مستوإ االقتصاد الجزائري‬
‫إمتد إلى الجذور الييكمية لالقتصاد‪ ،‬وأدت إلى اختالؿ التوازنات االقتصادية الكمية‪ ،‬مع‬
‫تفاقـ حجـ المديونية الخارجية وعدـ القدرة عمى ايجاد حموؿ فردية‪ ،‬فاضطرت الدولة أف‬
‫تتوجو إلى نادي باريس ولندف إلعادة جدولة ديونيا‪ ،‬واشترط الدائنوف ضرورة التوصؿ إلى‬
‫اتفاؽ مع المؤسسات المالية الدولية كشرط مسبؽ ألي تفاوض‪ ،‬وبذلؾ نشطت مفاوضات‬
‫بيف الجزائر وصندوؽ النقد الدولي والبنؾ الدولي كممت بالتوقيع عمى برامج االصالح‬
‫االقتصادي والمتمثمة في برامج التثبيت االقتصادي والتكييؼ الييكمي‪.‬‬
‫‪ -1‬برامج االصالح االقتصادي المدعومة من قبل المؤسسات المالية الدولية ‪:‬‬
‫تنبػػع فكػرة بػرامج االصػػالح االقتصػػادي المطبقػػة مػػف قبػػؿ المؤسسػػات الماليػػة الدوليػػة‬
‫مف أفكار المدرسة النيو كالسيكية في مجاؿ التػوازف االقتصػادي العػاـ لمدولػة‪ ،‬وبنػاءا عميػو‬
‫عمؿ صندوؽ النقد الدولي والبنؾ الػدولي مػف ىػذا المنطمػؽ عمػى حػؿ المشػاكؿ االقتصػادية‬
‫التػػي كانػػت تمػػر بيػػا الػػدوؿ الناميػػة‪ ،‬السػػيما أزمػػة المديونيػػة ومػػا انجػػر عنيػػا مػػف اخػػتالالت‬
‫كبي ػرة فػػي التوازنػػات االقتصػػادية ليػػذه الػػدوؿ‪ ،‬ويمكػػف تعريػػؼ ب ػرامج االصػػالح االقتصػػادي‬
‫عم ػػى أنيا"مجموع ػػة م ػػف االجػ ػراءات المس ػػتعممة م ػػف ط ػػرؼ الدول ػػة بغي ػػة إلغ ػػاء االخ ػػتالالت‬
‫االقتصادية والمالية الداخمية والخارجية وانشاء العناصر المشكمة القتصاد السوؽ"‪.1‬‬
‫وقػػد تػػـ توزيػػع متضػػمنات اإلصػػالح االقتصػػادي عمػػى النحػػو التػػالي‪ ،‬يتػػولى صػػندوؽ‬
‫النقد الػدولي تطبيػؽ برنػامج التثبيػت االقتصػادي‪ ،‬أمػا البنػؾ الػدولي فيتخصػص فػي تطبيػؽ‬
‫برنػ ػػامج التعػ ػػديؿ الييكمػ ػػي‪ ،‬إال أف الفصػ ػػؿ بػ ػػيف البرنػ ػػامجيف يعتبػ ػػر أمػ ػػر مسػ ػػتحيؿ‪ ،‬فيمػ ػػا‬
‫برنامجاف متداخالف يكمالف بعضيما البعض‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬عبد العزيز شرابي‪ ،‬االقتصاد الجزائري‪ ،‬مطبعة جامعة منتوري‪ ،‬الجزائر‪ ،2004 ،‬ص‪.52.‬‬

‫‪50‬‬
‫التصاد جضائشي‬

‫‪ -1-1‬برنامج التثبيت االقتصادي ‪:‬‬


‫يقصػ ػػد ببرن ػ ػػامج التثبي ػ ػػت ذل ػ ػػؾ البرن ػ ػػامج ال ػ ػػذي يي ػ ػػدؼ إل ػ ػػى اس ػ ػػتعادة التػ ػ ػوازف ف ػ ػػي‬
‫االقتصػػادات الكميػػة فػػي األجػػؿ القصػػير‪ ،1‬يخػػتص بػػو صػػندوؽ النقػػد الػػدولي‪ ،‬وىػػو برنػػامج‬
‫قصير األجؿ يعنػى بتصػحيح االخػتالؿ فػي ميػزاف المػدفوعات‪ ،‬أي أف ميمتػو الرئيسػية ىػي‬
‫تصحيح االختالالت الخارجية فػي األجػؿ القصػير‪ ،‬وعػادة مػا يػنص ىػذا البرنػامج إمػا عمػى‬
‫تقم ػػيص الػ ػواردات أو زي ػػادة الص ػػادرات أو كالىم ػػا مع ػػا‪ ،‬ويتحق ػػؽ ذل ػػؾ م ػػف خ ػػالؿ تقم ػػيص‬
‫مستوإ الطمب الكمي عف طريؽ اتباع سياسة انكماشية‪.‬‬
‫فعنػػدما يمػػنح صػػندوؽ النقػػد الػػدولي التسػػييالت الماليػػة لمدولػػة يشػػترط عمييػػا اتبػػاع‬
‫سياسات معينة مف أجػؿ تصػحيح مسػار االقتصػاد فػي مجػاالت متعػددة منيػا عػالج العجػز‬
‫في ميزاف المدفوعات‪ ،‬وعجز الموازنة‪ ،‬وخفض معدالت التضخـ‪...‬إلخ‪،2‬‬
‫ويتضمف ىذا البرنامج جانبيف رئيسييف لإلصالح ىما‪:‬‬
‫‪ -1-1-1‬االصالح المالي‪:‬‬
‫وييدؼ إلى احػداث خفػض سػريع فػي عجػز الموازنػة العامػة لمدولػة‪ ،‬واالعتمػاد عمػى‬
‫وسػػائؿ حقيقيػػة فػػي تمويػػؿ ىػػذا العجػػز‪ ،‬فضػػال عػػف التقميػػؿ مػػف االعتمػػاد عمػػى االقت ػراض‬
‫الخػػارجي‪ ،3‬ويحػػدث ذلػػؾ مػػف خػػالؿ تخفػػيض ميزانيتػػي التسػػيير والتجييػػز‪ ،‬واتخػػاذ اجػراءات‬
‫حازمػ ػ ػػة قػ ػ ػػد تضػ ػ ػػر بالجانػ ػ ػػب االجتمػ ػ ػػاعي مثػ ػ ػػؿ تثبيػ ػ ػػت األجػ ػ ػػور‪ ،‬وتقمػ ػ ػػيص االسػ ػ ػػتثمارات‬
‫العامة‪....‬إلخ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬عبد الستار عبد الحميد سممي‪ ،‬التكامؿ اإلقميمي العربي وتطوير مناخ االستثمار في الدوؿ العربية‪ ،‬دار النيضة العربية‪ ،‬مصر‪،2005 ،‬‬
‫ص‪.20.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬عمى عبد الفتاح أبو شرار‪ ،‬االقتصاد الدولي نظريات وسياسات‪ ،‬دار المسيرة‪ ،‬األردف‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،2007 ،‬ص‪.507.‬‬
‫‪ -3‬عمى عبد الوىاب نجا‪ ،‬االستثمار األجنبي المباشر وأثره عمى التنمية االقتصادية في المنطقة العربية بيف النظرية والتطبيؽ‪ ،‬الدار الجامعية‪،‬‬
‫مصر‪.229 ،2015 ،‬‬

‫‪51‬‬
‫التصاد جضائشي‬

‫‪ -2-1-1‬االصالح النقدي‪:‬‬
‫ويتضػػمف االصػػالح النقػػدي تعػػديؿ السياسػػة النقديػػة مػػف خػػالؿ تعػػديؿ سػػعر الفائػػدة‬
‫وسػػعر إعػػادة الخصػػـ‪ ،‬ووضػػع سػػقوؼ لالئتمػػاف‪ ،‬واسػػتخداـ االدوات غيػػر المباشػرة لمسياسػػة‬
‫النقدية‪ ،‬ىذا وباالضافة إلى تعديؿ سعر الفائدة‪.‬‬
‫‪ -2-1‬برنامج التكييف الييكمي‪:‬‬
‫وىػػي ب ػرامج طويمػػة ومتوسػػطة األجػػؿ يعنػػى بيػػا البنػػؾ الػػدولي وىػػي مكممػػة‬
‫لبرامج التثبيت االقتصادي‪ ،‬وتيتـ بتصحيح االختالالت الداخمية لمدولػة‪ ،‬بحيػث تعمػؿ عمػى‬
‫إعػػادة ىيكمػػة االقتصػػاد مػػف أجػػؿ تحسػػيف بنيتػػو الييكميػػة ورفػػع مسػػتوإ االنتػػاج و التنافسػػية‪،‬‬
‫فيػػي تسػػتيدؼ جانػػب العػػرض ورفػػع كفػػاءة تخصػػيص عناصػػر االنتػػاج بػػيف االسػػتخدامات‬
‫المختمف ػػة‪ ،1‬وتتوق ػػؼ اس ػػتجابة الدول ػػة لمث ػػؿ ى ػػذه التغيػ ػرات عم ػػى مرون ػػة الجي ػػاز اإلنت ػػاجي‬
‫ومستوإ التطور االقتصادي وفاعمية السوؽ في توزيع الموارد‪. ،‬‬
‫ويمكػػف تعريػػؼ برنػػامج التكييػػؽ الييكمػػي أيضػػا عمػػى أنػػو مجموعػػة االج ػراءات التػػي‬
‫وض ػػعيا البن ػػؾ ال ػػدولي لم ػػدوؿ النامي ػػة لك ػػي تكي ػػؼ سياس ػػاتيا واقتص ػػادياتيا الداخمي ػػة‪ ،‬م ػػع‬
‫المتغيرات العالمية الخارجية‪ ،2‬وتقوـ ىذه السياسة عمػى ثػالث اجػراءات الرئيسػية تتمثػؿ فػي‬
‫تحرير األسعار‪ ،‬وتنمية القطاع الخاص والخصخصة‪ ،‬وتحرير التجارة الخارجية‪.‬‬
‫‪ -2‬مكونات برامج االصالح االقتصادي‪:‬‬
‫تتكػػوف ب ػرامج االصػػالح االقتصػػادي مػػف جممػػة مػػف العناصػػر يمكػػف توضػػيحيا فػػي‬
‫الشكؿ التالي‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬محمد عبد العزيز عجيمة‪ ،‬إيماف عطية ناصؼ‪ ،‬التنمية االقتصادية دراسات نظرية وتطبيقية‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‪ ،‬مصر‪،2005 ،‬‬
‫ص‪.125.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬محمد حافظ الرىواف‪ ،‬التنمية االقتصادية ومسؤولية الحكومة في تحقيؽ التقدـ‪ ،‬دار أبو المجد لمطباعة‪ ،‬مصر‪ ،2006 ،‬ص‪.257.‬‬

‫‪52‬‬
‫التصاد جضائشي‬

‫الشكل رقم(‪ :)1-5‬مكونات برامج االصالح االقتصادي‪.‬‬


‫برامج االصالح االقتصادي المدعمة من‬
‫صندو النقد الدولي‬

‫السياسات التجارية‬ ‫السياسة النقدية‬ ‫السياسة المالية‬ ‫االصالح الييكمي‬


‫وادارة المديونية‬

‫تحشٌش انتجاسة انخاسجٍت‬ ‫سفع أسعاس انفائذة‬ ‫انغاء انذعى انسهعً‬ ‫انخصخصت‬
‫اداسة أصيت انًذٌٍَٕت‬ ‫تخفٍض لًٍت انعًهت‬ ‫صٌادة االٌشاداث انعايت‬ ‫تشجيع االستثمار الخاص‬

‫تقليض السقوف االئتمانية‬ ‫الحد من العجز في الميزانية‬ ‫تطبيق األسعار الحقيقية‬

‫المصييييدر‪ :‬عبػ ػػد العزي ػػز ش ػ ػرابي‪ ،‬االقتص ػػاد الج ازئػ ػػري‪ ،‬مطبع ػػة جامعػ ػػة منت ػػوري‪ ،‬الج ازئػ ػػر‪،‬‬
‫‪ ،2004‬ص‪.53‬‬
‫رغػػـ االخػػتالؼ الطفيػػؼ فػػي االج ػراءات المطبقػػة لب ػرامج االصػػالح االقتصػػادي فػػي‬
‫كؿ دولة‪ ،‬إال أنيا تتشػابو فػي المحػاور رئيسػية‪ ،‬والتػي يمكػف جمػع فػي عػدة سياسػات وىػي‬
‫كاآلتي‪:‬‬
‫‪ -1-2‬السياسة االستثمارية (االصالح الييكمي)‪:‬‬
‫وىػػي خاصػة بالبنيػػة الييكميػػة الداخميػػة لالقتصػػاد وتحتػػوي بػػدورىا عمػػى مجموعػػة مػػف‬
‫العناص ػػر‪ ،‬الت ػػي ت ػػؤدي إل ػػى تغيي ػػر طبيع ػػة االقتص ػػاد بش ػػكؿ ج ػػذري وتحويم ػػو م ػػف اقتص ػػاد‬
‫اشػ ػػتراكي إلػ ػػى اقتصػ ػػاد منفػ ػػتح تسػ ػػيره آليػ ػػات السػ ػػوؽ‪ ،‬ويتضػ ػػمف ىػ ػػذا االصػ ػػالح العناصػ ػػر‬
‫الرئيسية التالية‪:‬‬
‫‪ -1-1-2‬تقميص دور الدولة وفتح المجال أمام القطاع الخاص‪:‬‬
‫مف المعروؼ أف صندوؽ النقد الػدولي والبنػؾ الػدولي مػف أنصػار اليبيراليػة وبالتػالي‬
‫فيػػـ يػػدافعوف وبشػػدة عمػػى ضػػرورة ارسػػاء آليػػات اقتصػػاد السػػوؽ‪ ،‬وتشػػجيع القطػػاع الخػػاص‬
‫باعتب ػػاره أكث ػػر كف ػػاءة وفاعمي ػػة ف ػػي تخص ػػيص المػ ػوارد المح ػػدودة م ػػف القط ػػاع الع ػػاـ‪ ،‬عم ػػى‬
‫اعتبػػار ىػػذا االخيػػر مصػػدر ليػػدر الم ػوارد ‪ ،‬فيػػو يتمتػػع بكفػػاءة منخفضػػة فػػي اسػػتثماراتو‪،‬‬

‫‪53‬‬
‫التصاد جضائشي‬

‫وخضوع ق ارراتو لمتخطيط المركزي‪ ،‬باإلضافة إلى ذلػؾ فيػو يعتبػر مصػد ار السػتنزاؼ عوائػد‬
‫الدولػػة م ػػف العمػػالت األجنبي ػػة‪ ،‬واحػػداث اخ ػػتالالت ف ػػي الوازنػػة العام ػػة لمدولػػة وذل ػػؾ عم ػػى‬
‫اعتبار أف العجز في ىػذه المؤسسػات يسػدد عػف طريػؽ مؤسسػات أخػرإ ذات فػائض مػالي‬
‫وكفاءة أكبر‪ ،‬في حيف أف المشروع الخػاص يجػب أف يحقػؽ أربػاح واال سػيخرج مػف السػوؽ‬
‫ولػػف تتحمػػؿ الدولػػة أعبػػاءه‪ ،‬ومػػف ىنػػا فػػاتحوؿ إلػػى القطػػاع الخػػاص يمثػػؿ ركنػػا مػػف أركػػاف‬
‫تخفيض العجز المالي لمدولة‪ ،‬وتعميقا ليػذا االتجػاه فػ ف البنػؾ الػدولي يػرفض تمويػؿ خطػط‬
‫المشروعات الصناعية في القطاع العاـ‪ ،1‬عمى اعتباره ىدر لمموارد المحدودة‪.‬‬
‫إذا فاتجاه الدوؿ الناميػة نحػو خصخصػة قطاعيػا العػاـ لػـ يكػف وليػد فكػر اقتصػادي‬
‫داخمػػي أو ضػػرورات موضػػوعية داخميػػة بقػػدر مػػا كػػاف وليػػد الشػػروط التػػي وضػػعيا صػػندوؽ‬
‫النقػػد الػػدولي والبنػػؾ الػػدولي فػػي سػػياؽ التمييػػد إلعػػادة جدولػػة الػػديوف الخارجيػػة ليػػذه الػػدوؿ‪،‬‬
‫حيػػث تػػرإ المؤسسػػات الماليػػة الدوليػػة أف تجن ػػب مصػػاعب خدمػػة الػػديوف و عجػػز ميػ ػزاف‬
‫المدفوعات يكوف عف طريؽ برنامج إلعادة ىيكمػة اقتصػادىا‪ ،‬تحتػؿ فيػو الخصخصػة موقػع‬
‫الصدارة‪.2‬‬
‫أضؼ إلى ذلؾ ف ف طرح المشروعات العامة لمبيػع سػيكوف ذو إيجػابيتيف‪ ،‬االيجابيػة‬
‫األول ػػى س ػػيعمؿ عم ػػى ج ػػذب االس ػػتثمارات األجنبي ػػة المباشػ ػرة وس ػػيحدث ت ػػدفقات لمعم ػػالت‬
‫األجنبيػ ػػة التػ ػػي يمكػ ػػف أف تسػ ػػتخدميا الدولػ ػػة فػ ػػي سػ ػػداد التخفػ ػػيض مػ ػػف قيمػ ػػة ديونيػ ػػا‪ ،‬أمػ ػػا‬
‫االيجابيػػة الثانيػػة سػػيؤدي إلػػى تخفػػيض العجػػز فػػي الموازنػػة العامػػة لمدولػػة بسػػبب تخفػػيض‬
‫النفقات التي كانت تصرؼ في تسديد ديوف ىذه المؤسسات الفاشمة والتزاماتيا‪.‬‬
‫كما يؤدي سيؤدي تشجيع القطاع الخاص وتقميص دور القطاع العاـ وتحجيمػو إلػى‬
‫تنامي روح المنافسة التي تؤدي إلى التطوير‪ ،‬عمى اعتبػار أف القطػاع العػاـ يخمػو مػف روح‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬عبد المطمب عبد الحميد‪ ،‬المنظمات االقتصادية الدولية‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬مصر‪ ،2015 ،‬ص‪.190‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬رمزي زكي‪ ،‬االحتياطات الدولية واألزمة االقتصادية في الدوؿ النامية مع إشارة خاصة لالقتصاد المصري‪ ،‬دار المستقبؿ العربي‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫الطبعة األولى‪ ،1994 ،‬ص‪.213.‬‬

‫‪54‬‬
‫التصاد جضائشي‬

‫المبػػادرة والمنافسػػة والتطػػوير‪ ،‬كمػػا أف العامػػؿ فػػي القطػػاع الخػاص يختمػػؼ عػػف العامػػؿ فػػي‬
‫القطػػاع العػػاـ الػػذي يتميػػز باإلتكاليػػة وعػػدـ أداء الميػػاـ المنوطػػة بػػو بسػػبب ضػػعؼ المراقبػػة‬
‫والتسيير‪ ،‬بينما تقصيره في القطاع الخاص سيؤدي إلى فقداف وظيفتو‪.‬‬
‫وبن ػػاءا عم ػػى م ػػا س ػػبؽ فػ ػ ف ص ػػندوؽ النق ػػد ال ػػدولي والبن ػػؾ ال ػػدولي يعتب ػػراف أف م ػػف‬
‫أولويػػات االصػػالح االقتصػػادي ىػػو تقمػػيص القطػػاع العػػاـ وتشػػجيع القطػػاع الخػػاص ودعمػػو‬
‫سواء كاف ىذا القطاع محميا أو أجنبيا‪ ،‬فيجب عمى الدولة أف تخمػؽ منػاخ اسػتثماري محفػز‬
‫ومشجع لو‪ ،‬مع تطوير أساليب الدعـ وازالة العراقيؿ االدارية والقانونية التي يمكػف أف تقػؼ‬
‫في طريقو‪.‬‬
‫وقػػد سػػعت عممػػت بػرامج االص ػالح االقتصػػادي عمػػى تقمػػيص دور الدولػػة واضػػعاؼ‬
‫دور نقابات العماؿ فػي التػدخؿ فػي تحديػد معػدالت األجػور‪ ،‬وتشػجيع ممكيػة العػامميف لجػزء‬
‫مػػف رأس مػػاؿ المؤسسػػات العموميػػة المخصخصػػة وتنحصػػر أىػػداؼ تقمػػيص دور القطػػاع‬
‫العاـ في اتجاىيف رئيسييف ‪:‬‬
‫االتج ػػاه األوؿ وى ػػو خف ػػض اإلنف ػػاؽ الحك ػػومي وتقم ػػيص أش ػػكاؿ ال ػػدعـ المختمف ػػة وبالت ػػالي‬
‫تخفيؼ األعباء الضاغطة عمى الميزانية العامة لمدولة وعمى ميزاف المدفوعات ‪.‬‬
‫االتجػػاه الثػػاني وىػػو زيػػادة الكفػػاءة االقتصػػادية نتيجػػة االبتعػػاد عػػف أشػػكاؿ الػػدعـ والحمايػػة‬
‫المختمف ػػة واعتم ػػاد المش ػػاريع ف ػػي تخصيص ػػيا لممػ ػوارد وعم ػػى العقالني ػػة ب ػػيف أس ػػعار المػ ػواد‬
‫النسبية وقيمتيا الحقيقة‪.‬‬
‫ويتطمػػب ىػػذا األسػػموب إ ازلػػة كافػػة األسػػباب التػػي ترفػػع مػػف متوسػػط التكػػاليؼ مثػػؿ‬
‫األعباء اإلدارية الزائدة‪.‬‬
‫‪-2-1-2‬تعديل نظام األسعار‪:‬‬
‫إف ما يميػز الػدوؿ الناميػة ىػو الػدعـ المفػرط لقائمػة كبيػرة مػف السػمع األساسػية وىػذا‬
‫الػػدعـ يس ػػتفيد من ػػو الجميػػع سػ ػواءا ف ػػي الجان ػػب االسػػتيالكي ( مرتفع ػػي ال ػػدخؿ ومنخفض ػػي‬
‫الػػدخؿ)‪ ،‬أو الجانػػب االسػػتثماري (المؤسسػػات التػػي تحقػػؽ فػػائض والمؤسسػػات التػػي تحقػػؽ‬
‫‪55‬‬
‫التصاد جضائشي‬

‫عجػػز) وبالتػػالي يػػؤدي إلػػى اخػػتالؿ ف ػي توزيػػع الم ػوارد المحػػدودة وعػػدـ اسػػتغالليا اس ػتغالؿ‬
‫أمثػػؿ‪ ،‬وىػػذا مػػا يعػػرؼ بتشػػوه األسػػعار ويطمػػؽ ىػػذا المفػػظ عنػػدما ال تعكػػس االسػػعار السػػعر‬
‫الحقيقي لمسمعة (حتى ال يكوف ىناؾ تشوه في األسعار يجب أف تصؿ السػمعة إلػى مسػتوإ‬
‫قريب مف سعر السوؽ‪ ،‬واف يتحدد سعرىا بناءا عمى آليػة العػرض والطمػب) وىػذا مػا يػؤدي‬
‫إلى انخفاض الكفاءة اإلنتاجية و مرونة الجياز اإلنتاجي‪.‬‬
‫ل ػػذا فػ ػ ف اإلجػ ػراءات الت ػػي ت ػػنص عميي ػػا بػ ػرامج االص ػػالح االقتص ػػادي تس ػػعى إل ػػى‬
‫تحريػر األسػػعار سػواء بالنسػبة لممػواد األوليػػة أو لمسػمع النيائيػػة‪ ،‬وىػػذا مػف أجػػؿ تحقيػػؽ عػػدة‬
‫أىداؼ نذكرىا فيما يمي‪:‬‬
‫‪ -‬تخفػػيض العػػبء عػػف ميزانيػػة الدولػػة عػػف طريػػؽ الغػػاء الػػدعـ السػػعري عػػف اإلنتػػاج و‬
‫مستمزماتو‪.‬‬
‫‪ -‬مػػنح جيػػاز األسػػعار إمكانيػػة تحفيػػز النمػػو االقتصػػادي وتشػػجيع المنتجػػيف عمػػى التوسػػع‬
‫في االستثمار واالنتاج مف أجؿ زيادة العرض السمعي‪.‬‬
‫‪ -‬ارتفاع األسعار في األجػؿ القصػير جػراء اإلغػاء الػدعـ سػيخفض الطمػب واالنفػاؽ فتقػؿ‬
‫الضغوط التضخمية‪.‬‬
‫‪-2-2‬السياسة المالية‪:‬‬
‫وتشػػتمؿ عمػػى تقمػػيص العجػػز الموجػػود فػػي الوازنػػة العامػػة‪ ،‬ويكػػوف ذلػػؾ عػػف طريػػؽ‬
‫زيػػادة االي ػرادات العامػػة أو تقمػػيص االنفػػاؽ العػػاـ أو كالىمػػا فػػي نفػػس الوقػػت‪ ،‬ويكػػوف ىػػذا‬
‫التقمػػيص بصػػورة تدريجيػػة‪ ،‬والػػذي يػػؤدي بػػدوره إلػػى تخفػػيض معػػدالت التضػػخـ الناتجػػة عػػف‬
‫االعتمػػاد عمػػى التمويػػؿ التضػػخمي وطبػػع النقػػود‪ ،‬ويمكػػف لمدولػػة أف تحقػػؽ ذلػػؾ عػػف طريػػؽ‬
‫اتباع االجراءات التالية‪:‬‬

‫‪56‬‬
‫التصاد جضائشي‬

‫‪ -1-2-2‬تقميص االنفا العام‪:‬‬


‫مف أجؿ تقميص العجز في الموازنػة العامػة‪ ،‬يجػب عمػى الدولػة تخفػيض كػؿ أشػكاؿ‬
‫االنفػػاؽ خاصػػة النفقػػات ذات الطػػابع االجتمػػاعي‪ ،‬ويكػػوف ذلػػؾ عػػف طريػػؽ تخفػػيض نسػػبة‬
‫العجز في الموازنة العامة إلى الناتج المحمي اإلجمالي‪ ،‬باتباع االجراءلت التالية‪:1‬‬
‫‪ -‬أف تمغي الدولة الػدعـ عمػى السػمع األساسػية‪ ،‬وجعػؿ أسػعارىا تحػدد وفقػا آلليػات السػوؽ‪،‬‬
‫وبناءا عمى العرض والطمب‪.‬‬
‫‪ -‬تخفيض نسبة نمو االنفاؽ العاـ بأنواعو الجاري والتنموي االستثماري‪.‬‬
‫‪ -‬تخفيض نسبة التوظيؼ في القطاع العاـ‪ ،‬وذلؾ بتخفػيض ميزانيػة التسػيير وتقمػيص عػدد‬
‫اإلدارات والموظفيف‪ ،‬مع تثبيت األجور والرواتب‪.‬‬
‫‪ -2-2-2‬زيادة ايرادات الدولة‪:‬‬
‫ال يكف ػػي أف تخف ػػض الدول ػػة م ػػف االنف ػػاؽ الع ػػاـ لمقض ػػاء عم ػػى العج ػػز ف ػػي الموازن ػػة‬
‫العامػػة‪ ،‬لػػذا وجػػب عمييػػا أف تتخػػذ إجػراءات أخػػرإ مػػف أجػػؿ زيػػادة االيػرادات العامػػة وتتمثػػؿ‬
‫في‪:2‬‬
‫‪ -‬زيػػادة أس ػػعار بي ػػع منتج ػػات القط ػػاع الع ػػاـ‪ ،‬م ػػع زي ػػادة أس ػػعار الخ ػػدمات العام ػػة‪ ،‬خاص ػػة‬
‫أسعار المواد الطاقوية‪.‬‬
‫‪ -‬زيادة الضرائب غير المباشرة خاصة تمػؾ المتعمقػة بالسػمع الكماليػة ومنتجػات الصػناعات‬
‫التحويمي ػػة والخ ػػدمات المحمي ػػة‪ ،‬وي ػػأتي ف ػػي مقدم ػػة ى ػػذه الضػ ػرائب‪ ،‬الضػ ػريبة العام ػػة عم ػػى‬
‫المبيعات‪.‬‬
‫‪ -‬اصالح النظاـ الضريبي مف أجؿ تفادي الغش والتيرب الضريبي‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬ميثـ صاحب عجاـ‪ ،‬عمى محمد سعود‪ ،‬فخ المديونية الخارجية لمدوؿ النامية األسباب واالستراتيجيات‪ ،‬دار الكندي لمنشر والتوزيع‪ ،‬األردف‪،‬‬
‫‪،2006‬ص‪.264.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬لممزيد مف االطالع أنظر‪:‬‬
‫‪ -‬سمير ابراىيـ أيوب‪ ،‬صندوؽ النقد الدولي وقضية االصالح االقتصادي والمالي دراسة تحميمية تقييمية‪ ،‬مركز االسكندرية لمكتاب‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪ ،2006‬ص‪.69.‬‬

‫‪57‬‬
‫التصاد جضائشي‬

‫‪-3-2‬السياسة النقدية‪:‬‬
‫وتتض ػػمف السياس ػػة النقدي ػػة ال ػػتحكـ ف ػػي حج ػػـ الكتم ػػة النقدي ػػة وقي ػػاس نموى ػػا بالنس ػػبة‬
‫لمنػػاتج المحمػػي االجمػػالي‪ ،‬وىػػذا بيػػدؼ كػػبح معػػدالت التضػػخـ وتحسػػيف ميػزاف المػػدفوعات‪،‬‬
‫فيػػذه الب ػرامج عػػادة تعتمػػد عمػػى السياسػػة النقديػػة االنكماشػػية التػػي تحػػارب زيػػادة المعػػروض‬
‫النقدي عف طريؽ مجموعة مف االجراءات نذكر منيا‪:1‬‬
‫‪ -‬تحريػػر اسػػعار الفائػػدة وعػػدـ تػػدخؿ الدولػػة فػػي تحديػػدىا‪ ،‬وىػػذا مػػا يػػؤدي إلػػى رفعيػػا فػػوؽ‬
‫معػدؿ التضػخـ‪ ،‬الشػيء الػذي يػنعكس عمػى عػدة متغيػرات‪ ،‬فارتفػاع سػعر الفائػدة يػؤدي إلػى‬
‫تشػ ػػجيع األف ػ ػراد عمػ ػػى االدخػ ػػار وبالتػ ػػالي امتصػ ػػاص الكتمػ ػػة النقديػ ػػة الموجػ ػػودة فػ ػػي السػ ػػوؽ‬
‫وتخفػػيض معػػدؿ التضػػخـ مػػف جيػػة‪ ،‬ومػػف جيػػة أخػػرإ زيػػادة كميػػة األم ػواؿ المحػػدودة ف ػي‬
‫البنوؾ والتي يمكف أف تؤدي إلى زيادة االستثمار‪ .‬كما أف زيادة معػدالت الفائػدة يػؤدي إلػى‬
‫تخصػيص األمػواؿ بطريقػػة كفػؤة فػال يسػػتطيع جميػع المسػتثمريف الحصػػوؿ عمػى قػػروض إال‬
‫ذوي الكفاءة العالية والذيف يحققوف مردودية اقتصػادية‪ ،‬باإلضػافة إلػى أف رفػع سػعر الفائػدة‬
‫يؤدي إلى تقميص القروض االستيالكية‪.‬‬
‫‪ -‬وضع حدود عميا لالئماف المصرفي المسموح بو خاصة الموجو لمقطاع الحكومي‪.‬‬
‫‪ -‬تقويػػة المؤسسػػات الماليػػة وتحريرىػػا وذلػػؾ عػػف طريػػؽ تعػػديؿ نسػػبة االحتيػػاطي القػػانوني‬
‫ونسبة السيولة‪ ،‬وتحسيف كفاءة الوساطة المالية‪.‬‬
‫‪ -3-2‬السياسة التجارية‪:‬‬
‫وتنص عمى تحرير التجارة الداخمية والخارجية وعدـ تدخؿ الدولة‪ ،‬وذلؾ عػف طريػؽ‬
‫ارساء آليات السوؽ‪ ،‬وتتضمف النقاط الرئيسية التالية‪:2‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬لممزيد مف االطالع أنظر‪:‬‬
‫‪ -‬عمى عبد الوىاب نجا‪ ،‬مشكمة البطالة وأثر برامج االصالح االقتصادي عمييا‪ :‬دراسة تحميمية تطبيقية‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬مصر‪ ،2005 ،‬ص‬
‫ص‪.221-218.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬لممزيد مف االطالع أنظر‪:‬‬
‫‪ -‬حمدي عبد العظيـ‪ ،‬االصالح االقتصادي في الدوؿ الغربية بيف سعر الصرؼ والموازنة العامة –دراسة نظرية وتطبيقية عمى الدوؿ العربية‬
‫خاصة دوؿ الخميج‪ ،-‬دار زىراء الشرؽ‪ ،‬مصر‪ ،1998 ،‬ص ص‪.183-181.‬‬

‫‪58‬‬
‫التصاد جضائشي‬

‫‪ -‬تحرير عمميات التجارة الخارجية وتبسيط االجراءات االدارية‪ ،‬والسماح لمخواص باستيراد‬
‫السػػمع المختمفػػة وذلػػؾ ب لغػػاء كافػػة القيػػود المفروضػػة عمػػى ال ػواردات باإلضػػافة إلػػى إلغػػاء‬
‫اتفاقيات التجارة الثنائية‪ ،‬واالتجاه بشكؿ تدريجي نحو نظاـ متعدد األطراؼ لممدفوعات‪.‬‬
‫‪ -‬التركيػػز عمػػى تنميػػة الصػػادرات‪ ،‬مػػع إلغػػاء جميػػع أسػػاليب الػػدعـ المباشػػر وغيػػر المباشػػر‬
‫لمصػػادرات المحميػػة‪ ،‬وذلػػؾ بيػػدؼ تعػػويض الػنقص فػػي العمػػالت األجنبيػػة عػػف طريػػؽ زيػػادة‬
‫عوائد الصادرات وليس عف طريؽ االقتراض الخارجي ‪.‬‬
‫‪ -‬تحريػر سػعر صػرؼ العممػػة‪ ،‬ممػا يػؤدي إلػػى تخفيضػو‪ ،‬وىػذا مػػا يسػمح بزيػادة الصػػادرات‬
‫بسػػبب انخفػػاض تكمفػػة السػػمع المحميػػة واكتسػػابيا مي ػزة تنافسػػية سػػعرية‪ ،‬وفػػي نفػػس الوقػػت‬
‫يػػؤدي التخفػػيض إلػػى تقمػػيص فػػاتورة الػواردات بحيػػث تصػػبح المنتجػػات األجنبيػػة أكثػػر تكمفػػة‬
‫مػػف المحميػػة‪ ،‬باإلضػػافة إلػػى تحريػػر التعامػػؿ بالنقػػد األجنبػػي والغػػاء القيػػود المفروضػػة عميػػو‪،‬‬
‫السماح بحيازتو مف قبؿ األفراد والييئات غير الرسمية‪.1‬‬
‫‪ -‬تقري ػػب األس ػػعار فػ ػػي الس ػػوؽ المحمي ػػة مػ ػػع نظيرتي ػػا ف ػػي السػ ػػوؽ العالمي ػػة‪ ،‬م ػػع تفػ ػػادي‬
‫ازدواجية األسعار‪.‬‬
‫‪ -3‬أىداف برامج االصالح االقتصادي‪:‬‬
‫إف أى ػػـ ى ػػدؼ ب ػػارز لسياس ػػات االص ػػالح االقتص ػػادي ى ػػو تحس ػػيف كف ػػاءة اس ػػتخداـ‬
‫الموارد وتخصيصيا‪ ،‬باعتبار أف ىذه الموارد محدودة خاصػة فػي الػدوؿ الناميػة‪ ،‬بحيػث أف‬
‫ىػػذه الػػدوؿ ال تتػػوفر عمػػى قػػدر كػػافي مػػف العمػػالت األجنبيػػة والتػػي يمكػػف أف تغطػػي عمػػى‬
‫محدودية ىذه الموارد‪ ،‬ومف أجؿ االستغالؿ األمثؿ ليذه الموارد يجب عمى الػدوؿ أف تعمػؿ‬
‫عمى تصحيح مسار االقتصاد في عدة نقاط ميمة‪ ،‬أوليا التسعير المالئػـ الػذي يحػوؿ دوف‬
‫ىػػدر الم ػوارد وتخصيصػػيا لممؤسسػػات األكثػػر انتاجيػػة بشػػكؿ تمقػػائي‪ ،‬وتعػػديؿ سػػعر الفائػػدة‬
‫مػػف أجػػؿ التخصػيص األمثػػؿ لممػوارد الماليػػة المحػػدودة لمدولػػة‪ ،‬وغيرىػػا مػػف التعػػديالت التػػي‬
‫تؤدي إلى عدـ ىدر الموارد واسغالليا بشكؿ أمثؿ في االقتصاد‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬ميثـ صاحب عجاـ‪ ،‬عمى محمد سعود‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪.266‬‬

‫‪59‬‬
‫التصاد جضائشي‬

‫وعمي ػػو فػ ػ ف بػ ػرامج االص ػػالح االقتص ػػادي تتعم ػػؽ بالعوام ػػؿ الت ػػي ت ػػؤثر ف ػػي القػ ػ اررات‬
‫الخاصػػة باإلنتػػاج والتبػػادؿ والتوزيػػع واالسػػتيالؾ‪ ،1‬فيػػي تمػػس جمي ػع الجوانػػب االقتصػػادية‬
‫واالجتماعية داخؿ الدولة‪.‬‬
‫‪ -4‬تطبي برامج االصالح االقتصادي في الجزائر‪:1998-1994‬‬
‫لقػػد تميػػز االقتصػػاد الج ازئػػري فػػي بدايػػة التسػػعينات بػػاختالالت كبي ػرة فػػي التوازنػػات‬
‫االقتصػػادية الكميػػة الداخميػػة منيػػا والخارجيػػة‪ ،‬فقػػد كػػاف الوضػػع صػػعب تفػػاقـ أزمػػة المديونيػػة‬
‫وتػػدىور المؤش ػرات االقتصػػادية الكميػػة‪ ،‬تزامنػػا مػػع انخفػػاض أسػػعار البتػػروؿ‪ ،‬والػػذي تعتبػػر‬
‫صػػادراتو أىػػـ مصػػدر لمنقػػد األجنبػػي‪ ،‬وأمػػاـ فشػػؿ االصػػالحات التػػي قامػػت بيػػا الدولػػة‪ ،‬كػػؿ‬
‫ىػػذا أدإ بػػالجزائر إلػػى تبنػػي برنػػامج شػػامؿ لإلصػػالح االقتصػػادي بػػدعـ مػػف صػػندوؽ النقػػد‬
‫الدولي في ماي ‪ 1994‬وكاف برنامج اإلصالح ىذا يسعى إلى تحقيػؽ عػدة أىػداؼ رئيسػية‬
‫وىي‪: 2‬‬
‫‪ -‬العمػؿ عمػػى رفػػع معػدؿ النمػػو االقتصػػادي‪ ،‬مػػف أجػؿ انعاشػػة حتػػى تػتمكف الدولػػة إمػػا مػػف‬
‫رفع الصادرات أو تخفيض فاتورة الواردات عف طريؽ زيادة االستثمارات الخاصة‪ ،‬وبالتػالي‬
‫القضاء عمى البطالة‪.‬‬
‫‪ -‬العمػػؿ عمػػى ضػػبط معػػدالت التضػػخـ الػػذي وصػػؿ إلػػى معػػدالت خياليػػة حسػػب بيانػػات‬
‫البنؾ الدولي حيث بمغ ‪ 31.7‬بالمئة سنة ‪.1992‬‬
‫‪ -‬اعادة التوازف لميزاف المدفوعات وذلؾ عف طريؽ تخفيؼ عبء خدمة الديف‪.‬‬

‫‪-1‬لممزيد مف االطالع أنظر‪:‬‬


‫‪ -‬مصطفى العبد اهلل‪ ،‬اقتصادات الدوؿ العربية والعمؿ االقتصادي العربي المشترؾ‪ ،‬مطبعة محمد ىاشـ الكتبي‪ ،‬سوريا‪ ،2008 ،‬ص‪.241.‬‬
‫‪ -‬عمى عبد الوىاب نجا‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص ص‪.243-242.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬انظر‪:‬‬
‫‪Data albankadawlli.org.‬‬ ‫‪ -‬بيانات البنؾ الدولي‪ ،‬عمى الموقع‪:‬‬
‫‪ -‬ناصر دادي عدوف‪ ،‬الجزائر والمنظمة العالمية لمتجارة أسباب االنظماـ النتائج المرتقبة ومعالجتيا‪ ،‬دار المحمدية العامة‪ ،‬الجزائر‪،2003 ،‬‬
‫ص‪.126.‬بتصرؼ‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫التصاد جضائشي‬

‫وينقسػػـ برنػػامج االصػػالح االقتصػػادي المطبػػؽ فػػي الج ازئػػر إلػػى برنػػامجيف مكممػػيف‪،‬‬
‫برنامج التثبيت االقتصادي‪ ،‬وبرنامج التعديؿ الييكمي‪.‬‬
‫‪ -1-4‬برنامج التثبيت االقتصادي من أفريل ‪ -1994‬إلى مارس ‪:1995‬‬
‫لقػػد تػػـ اب ػراـ اتفػػاؽ برنػػامج االسػػتقرار االقتصػػادي قصػػير المػػدإ فػػي بدايػػة ‪1994‬‬
‫والذي يغطي الفترة مف‪ 01‬أفريؿ ‪ 1994‬إلى ‪ 31‬مارس ‪ ،1995‬بعد موافقػة صػندوؽ النقػد‬
‫الدولي عمى رسػالة النيػة فػي مػاي ‪ ،1994‬فقػاـ بمػنح الج ازئػر ‪ 731.5‬مميػوف وحػدة حقػوؽ‬
‫سحب خاصػة لتػدعيـ البرنػامج‪ ،‬إلػى جانػب منحػو قرضػا لػدعـ البرنػامج‪ ،‬وتمحػورت أىػداؼ‬
‫البرنػػامج الرئيسػػية فػػي اسػػتعادت التوازنػػات االقتصػػادية برفػػع معػػدؿ النمػػو النػػاتج الػػداخمي‬
‫الخ ػػاـ إل ػػى‪ 3‬بالمئ ػػة و‪ 6‬بالمئ ػػة خ ػػالؿ الفتػ ػرة ‪ ، 95-94‬وتخف ػػيض مع ػػدؿ التض ػػخـ ب ازل ػػة‬
‫تشوىات األسعار وترسيخ قواعد اقتصػاد السػوؽ مػع تعميػؽ االصػالحات الييكميػة‪ ،‬وتحريػر‬
‫التجارة الخارجية مع تنويػع الصػادرات ‪ ،1‬ممػا جعػؿ الج ازئػر تسػتعيد ثقػة المؤسسػات الماليػة‬
‫الدوليػػة وانطالقػػا مػػف ذلػػؾ ابرمػػت الج ازئػػر عػػدة اتفاقيػػات العػػادة الجدولػػة‪ ،‬وكانػػت طريقػػة‬
‫التسديد التي تبناىا الدائنوف كما يمي‪:2‬‬
‫‪ -‬التسديد يكوف عمى أساس إطالة فترة االستحقاؽ إلى ‪ 16‬سنة‪.‬‬
‫‪ -‬مدة العفو تقدر بػ‪ 4 :‬سنوات عمى األكثر‪.‬‬
‫‪ -‬التس ػػديد يب ػػدأ م ػػع انتي ػػاء فتػ ػرة االعف ػػاء المق ػػدرة بػ ػػ‪ 4 :‬س ػػنوات أي ابت ػػداءا م ػػف ‪ 31‬م ػػاي‬
‫‪.1998‬‬
‫لقػػد أدإ تطبيػػؽ برنػػامج االسػػتقرار االقتصػػادي قصػػير األجػػؿ إلػػى السػػماح ب عػػادة‬
‫جدولػػة ‪ 16‬مميػػار دوالر‪ ،‬وتػػـ الحصػػوؿ عمػػى إعػػادة الجدولػػة األولػػى مػػع نػػادي بػػاريس فػػي‬
‫نيايػػة مػػاي ‪ ،1994‬حيػػث تػػـ إعػػادة جدولػػة ‪ 400.4‬مميػػوف دوالر عمػػى ‪ 16‬سػػنة منيػػا ‪04‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬فريد بف عبيد‪ ،‬مساىمة صندوؽ النقد الدولي في إدارة أزمة المديونية الخارجية دراسة حالة الجزائر‪-‬األردف –مصر‪ ،‬مكتبة الوفاء القانونية‪،‬‬
‫مصر‪ ،2016 ،‬ص‪.125.‬‬
‫‪ -2‬بطاىر عمى‪ ،‬سياسات التحرير واالصالح االقتصادي في الجزائر‪ ،‬مجمة اقتصاديات شماؿ افريقيا‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد‪ ،2004 ،00‬ص‪.184.‬‬

‫‪61‬‬
‫التصاد جضائشي‬

‫سػػنوات معفػػاة مػػف الػػدفع‪ ،‬كمػػا يقػػدـ صػػندوؽ النقػػد الػػدولي مبمػػغ ‪ 260‬مميػػوف دوالر لػػدعـ‬
‫مي ػزاف المػػدفوعات بفت ػرة سػػداد خمػػس سػػنوات مػػع ثػػالث سػػنوات فت ػرة سػػماح‪ ،‬وقػػد سػػاعدت‬
‫عممية إعادة الجدولة في ىذه الفترة في خفض قسط خدمة الػديوف إلػى ‪ 35‬بالمئػة بػدال مػف‬
‫‪ 96‬بالمئة ‪ ،1‬وبالتالي فعممية إعادة الجدولػة ىػي عمميػة لتأجيػؿ سػداد الػديف وتخفيػؼ عبػأه‬
‫فقط‪.‬‬
‫‪ -2-4‬برنامج التعديل الييكمي من ‪ 31‬مارس ‪ 1995‬إلى ‪ 01‬أفريل ‪:1998‬‬
‫ويعػ ػػرؼ أيضػ ػػا باتفاقيػ ػػة القػ ػػرض الموسػ ػػع‪ ،‬بمبمػ ػػغ ‪ 1169.28‬وحػ ػػدة حقػ ػػوؽ سػ ػػحب‬
‫خاصة أي ما يعادؿ ‪ 128.8‬بالمئػة مػف حصػة الج ازئػر‪ ،‬حيػث وافػؽ الصػندوؽ عمػى تقػديـ‬
‫القرض بعد ارساؿ خطاب النوايا الذي تضمف برنامج االصالح االقتصادي‪.2‬‬
‫وقد تضمنت االصالحات االقتصادية التي قامت بيا الجزائر منذ ‪ 94‬ما يمي‪:3‬‬
‫فبالنسػػبة لمسياسػػة النقديػػة فقػػد قامػػت الدولػػة بعػػدة اج ػراءات تتضػػمف تطػػوير وسػػائؿ‬
‫الػػدفع‪ ،‬والسػػوؽ النقديػػة وكيفيػػة تحديػػد أسػػعار الفائػػدة‪ ،‬فبالنسػػبة ليػػذه االخيػرة فقػػد تػػـ التحريػػر‬
‫الجزئي ليا مع وضع أوؿ خطوة مف أجؿ إنشاء نظاـ أسعار الفائدة معوـ سنة ‪ 1994‬وتػـ‬
‫تحريرى ػػا بص ػػفة نيائي ػػة س ػػنة ‪ ، 1995‬كم ػػا ت ػػـ رف ػػع االحتي ػػاطي االجب ػػاري وزي ػػادة معام ػػؿ‬
‫الحيطػػة والحػػذر‪ ،‬مػػع السػػماح بالمشػػاركة األجنبيػػة فػػي البنػػوؾ الجزائريػػة‪ ،‬وتطػػوير السػػوؽ‬
‫النقدية والمالية‪ ،‬وذلؾ بيػدؼ الػتحكـ فػي التضػخـ حيػث كػاف مػف بػيف الشػروط الكتابيػة فػي‬
‫االتفاقية مع صندوؽ النقد الدولي أف يخفض معدؿ التضخـ إلى ‪ 10.3‬بالمئة‪.‬‬
‫أمػػا فيمػػا يخػػص سياسػػة سػػعر الصػػرؼ والتجػػارة الخارجيػػة فقػػد تػػـ إدخػػاؿ نظػػاـ سػػوؽ‬
‫النقػػد األجنبػػي بػػيف البنػػوؾ‪ ،‬كمػػا تػػـ خفػػض سػػعر الصػػرؼ العممػػة ب ػػ‪ 50 :‬بالمئػػة مػػف أجػػؿ‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬مدني بف شيرة‪ ،‬سياسة االصالح االقتصادي في الجزائر والمؤسسات المالية الدولية‪ ،‬دار اليومة‪ ،‬الجزائر‪ ،2008 ،‬ص ص‪.121-120.‬‬
‫‪ -2‬فريد بف عبيد‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪.126.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬لممزيد مف االطالع أنظر‪:‬‬
‫‪ -‬مدني بف شيرة‪ ،‬سياسة االصالح االقتصادي في الجزائر والمؤسسات المالية الدولية‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص ص‪.130-128.‬‬
‫‪ -‬كربالي بغداد‪ ،‬نظرة عامة عمى التحوالت االقتصادية في الجزائر‪ ،‬مجمة العموـ االنسانية‪ ،‬جامعة محمد خيضر بسكرة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد ‪،08‬‬
‫جانفي ‪ ،2005‬ص‪.14.‬‬

‫‪62‬‬
‫التصاد جضائشي‬

‫زيادة تنافسية المنتجات المحمية بالنسبة الخارج األمر الذي قد يؤدي إلى تحفيػز الصػادرات‬
‫وتنويػ ػع االقتص ػػاد وذل ػػؾ بي ػػدؼ الوص ػػوؿ إل ػػى إحتي ػػاطي ص ػػرؼ يع ػػادؿ ث ػػالث أش ػػير م ػػف‬
‫ال ػواردات‪ ،‬كمػػا تػػـ التحريػػر التػػدريجي لمتجػػارة الخارجيػػة و المػػدفوعات الخارجيػػة عػػف طريػػؽ‬
‫توسػػيع قائمػػة السػػمع المسػػموح اسػػتيرادىا‪ ،‬مػػع تخفػػيض معػػدؿ الرسػػوـ الجمركيػػة ليصػػؿ إلػػى‬
‫‪ 45‬بالمئة‪ ،‬باإلضافة إلى قابمية تحويؿ الدينار فيما يخص العمميات الخارجية الجارية‪.‬‬
‫أمػػا فيمػػا يخػػص االصػػالحات القائمػػة عمػػى القطػػاع الخػػاص والمؤسسػػات العموميػػة‬
‫ف ػػارتكزت عم ػػى خصخص ػػة القط ػػاع الع ػػاـ و إع ػػادة ىيكم ػػة المؤسس ػػات العمومي ػػة‪ ،‬وق ػػد ت ػػـ‬
‫الشػػروع فػػي تنفيػػذ ب ػرامج الخصخصػػة فبعػػد إصػػدار قػػانوف يػػنص عمػػى السػػماح ببيػػع جػػزء‬
‫مف رأسماؿ المؤسسات العامػة ألوؿ مػرة سػنة ‪ 1994‬وذلػؾ باشػراؾ القطػاع الخػاص بنسػبة‬
‫‪ 49‬بالمئػػة فػػي أسػػيـ أرسػػماليا‪ ،‬لتصػػؿ ىػػذه النسػػبة سػػنة ‪ 1995‬إلػػى ‪ 100‬بالمئػػة‪ ،‬وضػػمف‬
‫ىػػذا اإلطػػار بػػدأ تنفيػػذ أوؿ برنػػامج لمخصخصػػة تحػػت اشػراؼ البنػػؾ الػػدولي‪ ،‬كمػػا تػػـ إنشػػاء‬
‫شركات إقميمية قابضة ساعدت عمى تسريع عمميات الخصخصة‪ ،‬وتعديؿ القػانوف الصػادر‬
‫سنة ‪ 1995‬وذلؾ في سنة ‪ 1997‬لتسييؿ إجراءات تحويؿ الممكية مع إمكانيػة الػدفع عمػى‬
‫أقسػ ػػاط و مشػ ػػاركة العػ ػػامميف فػ ػػي أسػ ػػيـ رأس المػ ػػاؿ المؤسسػ ػػات العموميػ ػػة‪ ،‬كمػ ػػا تػ ػػـ حػ ػػؿ‬
‫المؤسسات العمومية ذات الخسائر المتراكمة والتي تعتبر عبء عمى ميزانية الدولة‪.‬‬
‫كمػػا تػػـ االىتمػػاـ بالقطػػاع الخػػاص المحمػػي واألجنبػػي عمػػى حػػد السػواء عبػػر اصػػدار‬
‫عدة قوانيف تسمح لو بالنشاط واعطائو عدة امتيازات مف أجؿ النيوض بو وتطويره‪.‬‬
‫‪ -5‬النتائج االقتصادية و االجتماعية لتطبي برنامج اإلصالح االقتصادي في الجزائر‪:‬‬
‫تتمثؿ أىـ النتائج المحققة مف تطبيؽ البرامج اإلصالحية فيما يمي‪:‬‬
‫‪ -1-5‬النتائج االقتصادية‪:‬‬
‫تعتبر نتائج إجابية عمى العموـ‪ ،‬حيث أدت برامج االصالح االقتصادي إلى تحسػف‬
‫المؤشرات االقتصادية الكمية‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫التصاد جضائشي‬

‫‪ -1-1-5‬إجمالي الناتج المحمي ‪:‬‬


‫عػػرؼ معػػدؿ نمػػو الن ػػاتج المحمػػي االجمػػالي ف ػػي الج ازئػػر خػػالؿ الفتػ ػرة (‪) 98-94‬‬
‫تطو ار ايجابيا كما ىو مبيف في الشكؿ التالي‪:‬‬
‫الشكل رقم(‪ :)2-5‬تطور معدل نمو الناتج المحمي االجمالي خالل فترة االصالح‪.‬‬
‫الوحدة‪%:‬‬
‫‪8‬‬

‫‪6‬‬

‫‪4‬‬

‫‪2‬‬

‫‪0‬‬
‫‪1994‬‬ ‫‪1995‬‬ ‫‪1996‬‬ ‫‪1997‬‬ ‫‪1998‬‬

‫المصدر ‪ :‬مف إعداد الباحثة باالعتماد عمى‪:‬‬


‫‪ -‬انذٌٕاٌ انٕطًُ نالحصاء‪ ،‬حٕصهت إحصائٍت ‪ ،2100 -0963‬انجضائش‪ ،2100 ،‬ص‪.261.‬‬
‫م ػػف الش ػػكؿ نالح ػػظ أف مع ػػدؿ نم ػػو الن ػػاتج المحم ػػي االجم ػػالي انتق ػػؿ م ػػف‪ 0.2‬س ػػنة‬
‫‪ 1994‬إلى ‪ 6.2‬سػنة ‪ ،1998‬باإلشػارة إلػى أف ىػذا المعػدؿ كػاف سػالبا سػنة ‪ 1993‬حيػث‬
‫بمغ ‪ 12.2-‬ورغـ ىذا التطور الممحػوظ إال أف ىػذا النمػو يبقػى ضػعيفا‪ ،‬أمػا بالنسػبة لتطػور‬
‫الناتج المحمي االجمالي فيو مبيف في الجدوؿ التالي‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Office National des Statistiques, Rétrospective Statistique 1963 - 2011, chapiter 14 :Comptes‬‬
‫‪Economiques, p.268.‬‬

‫‪64‬‬
‫التصاد جضائشي‬

‫جدول رقم(‪ :)1-5‬تطور الناتج المحمي اإلجمالي خالل فترة االصالح االقتصادي‪.‬‬

‫‪1998‬‬ ‫‪1997‬‬ ‫‪1996‬‬ ‫‪1995‬‬ ‫‪1994‬‬

‫‪2830490.70‬‬ ‫‪2780168.00‬‬ ‫‪2570028.90‬‬ ‫‪2004994.70‬‬ ‫النييييياتج المحميييييي ‪1487403.60‬‬


‫االجمالي بمميون‬
‫دج‬
‫‪58.7351‬‬ ‫‪57.6757‬‬ ‫‪54.7472‬‬ ‫‪47.6489‬‬ ‫سييييييعر الصييييييرف ‪35.0052‬‬
‫دج‪$/‬‬
‫‪1633.20‬‬ ‫‪1659.60‬‬ ‫‪1643.30‬‬ ‫‪1499.60‬‬ ‫النييييياتج المحميييييي ‪1543.10‬‬
‫االجمييييييييييييييييييييييييالي‬
‫بالدوالر‬
‫‪Source: Office National des Statistiques, Rétrospective des Comptes‬‬
‫‪Economiques , De 1963 A 2014, Collections Statistiques N° 197/2016 Série E‬‬
‫‪: Statistiques Economiques N° 85 , Janvier 2016, Algérie, p.74.‬‬

‫كما ىو مبيف في الجدوؿ أعاله فقػد عػرؼ النػاتج المحمػي اإلجمػالي تحسػنا ممحوظػا‬
‫فػػي فت ػرة اإلصػػالح االقتصػػادي‪ ،‬بينمػػا قيمتػػو المقومػػة بالػػدوالر عرفػػت انخفاضػػا طفيفػػا سػػنة‬
‫‪ 1998‬وذلؾ بسبب انخفاض سعر صرؼ الدينار مقابؿ الدوالر‪.‬‬
‫‪ -2-1-5‬التضخم ‪:‬‬
‫خالؿ ىذه الفترة حاولت الجزائر التحكـ في السيولة النقديػة‪ ،‬مػف خػالؿ مػا ورد فػي‬
‫بػرامج االصػالح االقتصػادي‪ ،‬وذلػػؾ باالتجػاه نحػو اسػػتخداـ األدوات غيػر المباشػرة لمسياسػػة‬
‫النقدية‪ ،‬واالعتماد أكثر عمى السوؽ المالي وقد بدأ الػتحكـ بشػكؿ فعمػي فػي معػدؿ التضػخـ‬
‫سنة ‪ 1999‬حيث وصؿ إلى ‪ 2.6‬ثـ انخفض سنة ‪ 2000‬إلى ‪ ،10.34‬والجدوؿ التػالي‬
‫يبيف تطور معدالت التضخـ خالؿ فترة االصالح االقتصادي‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Tahar latreche, ciblage d’inflation et conduite de la politiques monétaire en Algérie, les cahiers du‬‬
‫‪CREAD n° 101, Algérie, 2012, p.23.‬‬

‫‪65‬‬
‫التصاد جضائشي‬

‫جدول رقم(‪ :)2-5‬تطور معدل التضخم خالل فترة االصالح االقتصادي‬


‫الوحدة‪% :‬‬
‫‪1998‬‬ ‫‪1997‬‬ ‫‪1996‬‬ ‫معدل التضخم‪ /‬السنة ‪1995 1994‬‬

‫‪5‬‬ ‫‪5.7‬‬ ‫‪18.7‬‬ ‫‪29.78‬‬ ‫‪29.4‬‬ ‫معدل التضخم‬


‫المصدر‪ :‬مف إعداد الباحثة باالعتماد عمى‪:‬‬
‫‪- Tahar latreche, ciblage d’inflation et conduite de la politiques monétaire en‬‬
‫‪Algérie, les cahiers du CREAD n° 101, Algérie, 2012, p.23.‬‬
‫‪- La banque mondiale, base de données, du‬‬ ‫‪cite‬‬ ‫‪web:‬‬
‫‪données.banquemondiale.org‬‬
‫م ػػف خ ػػالؿ الج ػػدوؿ يتب ػػيف لن ػػا أف التض ػػخـ ق ػػد بم ػػغ أوج ػػو س ػػنتي ‪ 1994‬و‪، 1995‬‬
‫لي ػػنخفض بع ػػد ذل ػػؾ ف ػػي الس ػػنوات الموالي ػػة بش ػػكؿ ت ػػدريجي وممح ػػوظ‪ ،‬ف ػػي ف ػػي ظ ػػرؼ ارب ػػع‬
‫سػػنوات انخفػػض ب ػ ‪ 24.78‬بالمئػػة أي بحػوالي سػػت مػرات أقػػؿ ممػػا كػػاف عميػػو‪ ،‬وىػػذا ارجػع‬
‫إلى التحكـ في الكتمة النقدية وضبط معدالت نموىا‪ ،‬واالتجاه نحو اسػتخداـ األسػاليب غيػر‬
‫المباشػرة لمسياسػػة النقديػػة‪ ،‬ووضػػع ضػوابط لإلصػػدار النقػػدي ومحاولػػة إيجػػاد أسػػاليب جديػػدة‬
‫لتمويؿ االقتصاد‪.‬‬
‫والجدوؿ التالي يبيف مجيودات الدولة فػي ضػبط التوازنػات النقديػة مػف خػالؿ العمػؿ‬
‫عمى التحكـ في كمية النقود وتطورىا ‪:‬‬
‫الجدول رقم(‪ :)3-5‬تطور الكتمة النقدية خالل فترة االصالح االقتصادي‬
‫الوحدة‪ :‬مميوف دج‬
‫‪1998‬‬ ‫‪1997‬‬ ‫‪1996‬‬ ‫‪1997‬‬ ‫‪1994‬‬

‫‪1592461‬‬ ‫‪1081518‬‬ ‫‪915058‬‬ ‫‪799562‬‬ ‫النقييييييييييود وشييييييييييبو ‪723514‬‬


‫النقود ‪M2‬‬
‫‪826372‬‬ ‫‪671570‬‬ ‫‪589100‬‬ ‫‪519107‬‬ ‫‪475834‬‬ ‫النقود‬
‫‪766090‬‬ ‫‪409948‬‬ ‫‪325958‬‬ ‫‪280455‬‬ ‫‪247680‬‬ ‫شبو النقود‬

‫المصدر‪ :‬مف إعداد الباحثة باالعتماد عمى‪:‬‬


‫‪- La banque d’Algérie, bulletin statistique de la banque d’Algérie, Algérie, juin 2006, p48 .‬‬

‫‪66‬‬
‫التصاد جضائشي‬

‫‪-3-1-5‬االحتياطات الرسمية ‪:‬‬


‫لقػػد تحسػػف مخػػزوف الج ازئػػر مػػف اجمػػالي االحتياطػػات الرسػػمية كمػػا ىػػو مبػػيف فػػي‬
‫الجدوؿ التالي‪:‬‬
‫جدول رقم(‪ :)4-5‬تطور االحتياطات الرسمية خالل فترة االصالح االقتصادي‬
‫الوحدة‪:‬مميون دوالر‬
‫‪1998‬‬ ‫‪1997‬‬ ‫‪1996‬‬ ‫‪1995‬‬ ‫‪1994‬‬ ‫االحتياطات الرسمية‪ /‬السنة‬
‫‪6846.0‬‬ ‫‪8047.0‬‬ ‫‪4235.0‬‬ ‫‪2005.0‬‬ ‫‪2674.0‬‬ ‫االختياطات الرسمية‬
‫المصدر‪ :‬مف اعداد الباحثة باالعتماد عمى‪:‬‬
‫‪ -‬صػ ػػندوؽ النقػ ػػد العربػ ػػي‪ ،‬التقريػ ػػر االسػ ػػتراتيجي العربػ ػػي الموحػ ػػد‪ ،2000 ،‬عمػ ػػى الموقػ ػػع‪:‬‬
‫‪http://www.amf.org.ae‬‬
‫نالحظ مف الجػدوؿ أف االحتياطػات الرسػمية فػي ت ازيػد مسػتمر خػالؿ فتػرة االصػالح‬
‫االقتصػػادي ‪-‬ماعػػدا سػػنة ‪ ،-1998‬حيػػث تضػػاعفت بحػوالي ثػػالث مػرات عمػػا كانػػت عميػػو‬
‫سػػنة ‪ ،1994‬وىػػذا ارجػػع إلػػى السياسػػة االنكماشػػية التػػي تػػنص عمييػػا المؤسسػػات الماليػػة‬
‫الدولية في إدارة أزمة المديونية‪ ،‬ويرجع ىذا أيضا إلى التحسف الطفيؼ في أسعار البتروؿ‬
‫لسػػنتي ‪ 1995‬و‪ 1996‬حيػػث وصػػؿ إلػػى ‪ 21.7‬دوالر لمبرميػػؿ ثػػـ عػػاود االنخفػػاض بعػػد‬
‫ذلؾ‪ ،‬كما ىي مبينة في الشكؿ التالي‪:‬‬
‫الشكل رقم(‪ :)3-5‬تغير سعر البترول واالحتياطات الرسمية خالل فترة االصالح االقتصادي‬
‫‪120‬‬
‫‪100‬‬
‫‪80‬‬ ‫االحتٌاطات الرسمٌة الوحدة‪:‬عشرة‬
‫‪60‬‬ ‫ملٌون ‪$‬‬
‫‪40‬‬ ‫سعر البترول الوحدة‪$:‬‬
‫‪20‬‬
‫‪0‬‬
‫‪1994‬‬ ‫‪1995‬‬ ‫‪1996‬‬ ‫‪1997‬‬ ‫‪1998‬‬

‫المصدر‪ :‬مف إعداد الباحثة باالعتماد عمى معطيات الجدوؿ السابؽ و‪:‬‬
‫‪-Office National des Statistiques, Rétrospective Statistique 1963 - 2011, chapitre 13 :‬‬
‫‪monnaie et crédit.‬‬

‫‪67‬‬
‫التصاد جضائشي‬

‫والجدوؿ التالي يبيف قدرة الدولة عمى االستيراد مف خالؿ ما تممكو مػف االحتياطػات‬
‫الرسمية ‪:‬‬
‫جدول(‪ :)5-5‬تغطية االحتياطات الرسمية لمواردات باألشير خالل فترة االصالح االقتصادي‬

‫الوحدة‪% :‬‬
‫‪1999‬‬ ‫‪1998 1997‬‬ ‫‪1996‬‬ ‫‪1995 1994‬‬ ‫السنوات‬

‫‪6.0‬‬ ‫‪9.6‬‬ ‫‪11.9‬‬ ‫‪5.6‬‬ ‫‪2.4‬‬ ‫تغطي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػة االحتياط ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػات ‪3.5‬‬
‫الرسمية لمواردات‬
‫المصدر‪ :‬مف إعداد الباحثة باالعتماد عمى‪:‬‬
‫‪ -‬ص ػ ػ ػ ػػندوؽ النق ػ ػ ػ ػػد العربػػ ػ ػ ػػي‪ ،‬التقري ػ ػ ػ ػػر االسػػ ػ ػ ػػتراتيجي العرب ػ ػ ػ ػػي الموح ػ ػ ػ ػػد‪ ،2000 ،‬عم ػ ػ ػ ػػى الموقػ ػ ػ ػ ػػع‪:‬‬
‫‪http://www.amf.org.ae‬‬

‫‪ -4-1-5‬تطور الديون الخارجية‪:‬‬


‫لقد تغير حجـ الديوف بشكؿ ممحوظ متأث ار ببرامج االصػالح االقتصػادي التػي قامػت‬
‫بيا الجزائر في ىذه الفترة‪ ،‬وذلؾ كما ىو موضح في الجدوؿ التالي‪:‬‬
‫جدول رقم(‪ :)6-5‬تطور رصيد اجمالي الدين الخارجي بعض مؤشراتو خالل الفترة ‪1998-1994‬‬
‫الوحدة‪ :‬مميار دوالر‬
‫اجميييالي الييييدين نسيييييييبة اجميييييييالي اليييييييدين اجمالي خدمة نسيييبة اجميييالي خدمييية‬ ‫السنوات‬
‫الدين‪/‬الصادرات‬ ‫الخارجي‪/‬النييييياتج المحمييييييي الدين‬ ‫الخارجي‬
‫(‪)%‬‬ ‫االجمالي (‪)%‬‬
‫‪47.1‬‬ ‫‪4.520‬‬ ‫‪69.9‬‬ ‫‪29.486‬‬ ‫‪1994‬‬
‫‪38.8‬‬ ‫‪4.244‬‬ ‫‪76.1‬‬ ‫‪31.573‬‬ ‫‪1995‬‬
‫‪30.9‬‬ ‫‪4.281‬‬ ‫‪73.5‬‬ ‫‪33.651‬‬ ‫‪1996‬‬
‫‪30.3‬‬ ‫‪4.465‬‬ ‫‪66.4‬‬ ‫‪31.222‬‬ ‫‪1997‬‬
‫‪47.5‬‬ ‫‪5.080‬‬ ‫‪64.8‬‬ ‫‪30.473‬‬ ‫‪1998‬‬
‫المصدر ‪ :‬مف إعداد الباحثة باالعتماد عمى‪:‬‬
‫‪-Banque d’algérie , evolition de la dette exterieure de l’algérie 1994-2004.‬‬

‫‪68‬‬
‫التصاد جضائشي‬

‫يبػػيف الجػػدوؿ تضػػخـ فػػي إجمػػالي الػػديوف الخارجيػػة فػػي السػػنوات األولػػى مػػف بدايػػة‬
‫تطبيػػؽ ب ػرامج االصػػالح االقتصػػادي وذلػػؾ بسػػبب عمميػػات إعػػادة الجدولػػة والحصػػوؿ عمػػى‬
‫ديػػوف إضػػافية‪ ،‬ولكػػف بػػدءا مػػف سػػنة ‪ 1997‬بػػدأ إجمػػالي الػػديوف فػػي تحسػػف مسػػتمر حيػػث‬
‫أنخفض بشكؿ ممحوظ‪.‬‬
‫نفػػس األمػػر فيمػػا يخػػص نسػػبة إجمػػالي الػػديوف إلػػى النػػاتج المحمػػي اإلجمػػالي التػػي‬
‫كانػ ػػت مرتفعػ ػػة بػ ػػدورىا فػ ػػي السػ ػػنوات األولػ ػػى بسػ ػػبب تضػ ػػخـ إجمػ ػػالي الػ ػػديوف ثػ ػػـ عػ ػػاوت‬
‫اإلنخفاض بعد ذلؾ لتصؿ سنة ‪ 1998‬إلى ‪ 64.8‬بالمئة‪.‬‬
‫إف عمميػات إعػػادة الجدولػة التػػي طبقتيػػا الج ازئػر خػػالؿ ىػػذه الفتػرة أدت إلػػى تنػػاقص‬
‫خػػدمات الػػديوف‪ ،‬وذلػػؾ لمػػا يصػػاحب عمميػػات إعػػادة الجدولػػة مػػف مػػنح فتػرات سػػماح تصػػؿ‬
‫حتى خمس سنوات فاسػتمر االنخفػاض طيمػة فتػرة تطبيػؽ بػرامج االصػالح االقتصػادي‪ ،‬إال‬
‫في ما يخص السنتيف األخيرتيف حيػث نجػدىا ارتفعػت بشػكؿ طفيػؼ ال يتجػاوز ‪ 0.8‬مميػار‬
‫دوال عما كانت عميو سنة ‪.1996‬‬
‫أمػػا فيمػػا يخػػص نسػػبة خدمػػة الػػديف إلػػى الصػػادرات فقػػد سػػجمت معػػدالت مرتفعػػة فػػي‬
‫بداية تطبيؽ برامج االصالح االقتصادي‪ ،‬حيث أف النسبة العاديػة ال يجػب أف تتجػاوز ‪30‬‬
‫بالمئة‪ ،‬لكنيا وصمت إلػى ‪ 47‬بالمئػة سػنة ‪ 1994‬بسػبب ارتفػاع مخػزوف الػديوف الخارجيػة‪،‬‬
‫وىذا ما يدؿ عمى ضعؼ قدرة الدولة عمى االستيفاء بالتدفقات الماليػة السػنوية المنجػرة عػف‬
‫خدمات الػديوف‪ ،‬والتػي أصػبحت تمػتيـ جػزءا كبيػ ار مػف صػادرات الدولػة‪ ،‬إال أنػو فػي سػنوات‬
‫‪ 1995‬إلػػى ‪ 1997‬انخفضػػت ىػػذه النسػػبة لتقػػارب المسػػتويات العاديػػة‪ ،‬لتعػػود وترتفػػع بعػػد‬
‫ذلؾ سنة ‪ 1998‬بسبب انخفاض حصيمة الصػادرات الناتجػة عػف انخفػاض اسػعار البتػروؿ‬
‫مػ ػػف ‪ 21.7‬دوالر لمبرميػ ػػؿ سػ ػػنة ‪ 1996‬إلػ ػػى ‪ 12.94‬دوالر لمبرميػ ػػؿ سػ ػػنة ‪ ،1998‬عمػ ػػى‬
‫اعتبار أف ‪ 97‬بالمئة مف صادرات الجزائر عبارة عف محروقات‪.‬‬
‫أما بالنسبة لييكؿ الديوف الخارجية مف حيث تركيبة العمالت األجنبية فكاف كما يمي‪:‬‬

‫‪69‬‬
‫التصاد جضائشي‬

‫جدول رقم(‪ :)7-5‬تركيبة الديون الخارجية لسنة ‪.1998‬‬


‫النسبة ‪%‬‬ ‫العمالت‬

‫‪42,2‬‬ ‫الدوالر األمريكي‬


‫‪14,1‬‬ ‫الفرنك الفرنسي‬
‫‪12,2‬‬ ‫الين‬
‫‪6,3‬‬ ‫المارك األلماني‬
‫‪25,2‬‬ ‫عمالت أخرى‬
‫المصدر‪ :‬مف إعداد الباحثة باالعتماد عمى‪:‬‬
‫‪- Office National des Statistiques, L’Algérie en quelques chiffres , Algérie,‬‬ ‫‪N° 31 , 2001,‬‬
‫‪p.42.‬‬
‫نالح ػػظ م ػػف الج ػػدوؿ أف العمم ػػة الرئيس ػػية الت ػػي يقت ػػرض بي ػػا البم ػػد م ػػف الخ ػػارج ى ػػي‬
‫الدوالر ويمييا الفرنؾ الفرنسي‪ ،‬وقد ارتفعت نسبة االقتراض بالػدوالر بنسػبة ‪ 1‬بالمئػة تقريبػا‬
‫عما كانت عميو سنة ‪ 1994‬بينما تراجع اليف الياباني لصالح الفرنؾ الفرنسي‪.‬‬
‫‪ -5-1-5‬االصالحات الييكمية‪:‬‬
‫كمػػا نػػتج عػػف اإلصػػالحات االقتصػػادية المتبعػػة إعػػادة ىيكمػػة الكثيػػر مػػف المؤسسػػات‬
‫وخصخصػػة الػػبعض منيػػا وتصػػفية بعضػػيا‪ ،‬أمػػا بالنسػػبة لنتػػائج اصػػالح المؤسسػػات فكػػاف‬
‫كما يمي‪:1‬‬
‫‪ -‬استقاللية ‪ 05‬مؤسسات عمومية وطنية مف ‪ 23‬في المرحمة األولى‪.‬‬
‫‪ -‬عرض ‪ 05‬فنادؽ عمومية لمبيع‪ ،‬وىذا في إطار برنامج الخصخصة‪.‬‬
‫‪ -‬إعادة ىيكمة المؤسسػات االقتصػادية العموميػة‪ ،‬مػف خػالؿ مواصػمة عمميػة إعػادة الييكمػة‬
‫المالية مف أجؿ تحقيؽ استقالليتيا‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬ناصر دادي عدوف‪ ،‬الجزائر والمنظمة العالمية لمتجارة أسباب االنضماـ النتائج المرتقبة ومعالجتيا‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪.126.‬‬

‫‪70‬‬
‫التصاد جضائشي‬

‫‪ -‬تصفية المؤسسات المفمسة‪ ،‬ويتعمؽ األمر بػ‪ 88 :‬مؤسسة اقتصادية محمية‪.‬‬


‫‪ -‬استكماؿ برنامج إعادة تأىيؿ وىيكمة ‪ 23‬مؤسسة اقتصادية‪.‬‬
‫‪ -‬المصادقة عمى قانوف الخصخصة‪ ،‬والعمؿ عمى تجسيده ميدانيا‪.‬‬
‫‪-2-5‬النتائج االجتماعية‪:‬‬
‫عمى خالؼ النتائج المحققة في الجانب االقتصادي التػي كانػت تتصػؼ بااليجابيػة‪،‬‬
‫ف نػػو كانػػت ىنػػاؾ نتػػائج سػػمبية عمػػى الجانػػب االجتمػػاعي‪ ،‬وىػػذا أمػػر متوقػػع نتيجػػة لمتػػدابير‬
‫المتخذة في إطار التعديؿ الييكمي ‪.‬‬
‫‪ -1-2-5‬ضعف القوة الشرائية لممواطن ‪:‬‬
‫إف فػتح التجػارة الخارجيػة ورفػع الػدعـ عػف المػواد ذات االسػتيالؾ الواسػع أدإ إلػى‬
‫ارتفاع األسعار خاصة بالنسبة لممواد األساسية‪ ،‬ويتمثؿ ذلؾ فيما يمي‪:1‬‬
‫‪ -‬ارتفػػاع نسػػبة السػػمع المحػػررة وأسػػعارىا إلػػى ‪ 84‬بالمئػػة مػػف إجمػػالي السػػمع المدرجػػة فػػي‬
‫مؤشر أسعار االستيالؾ‪.‬‬
‫‪ -‬رفع أسػعار الخػدمات بنسػبة قػدرت بػػ‪ 20 :‬إلػى ‪ 30‬بالمئػة فػي مجػاؿ النقػؿ واالتصػاالت‬
‫والخدمات البريدية‪.‬‬
‫‪ -‬تعديؿ أسعار الكيرباء والحميب كؿ ثالثة أشير‪.‬‬
‫‪ -‬ارتفػػاع أسػػعار المػواد الغذائيػػة بنسػػبة ‪ 40‬بالمئػػة وارتفػػاع أسػػعار المحروقػػات بحػوالي ‪15‬‬
‫بالمئة‪.‬‬
‫باالضافة إلى ذلؾ حػدث انخفػاض فػي سػعر صػرؼ الػدينار مقابػؿ دوالر ممػا أدإ‬
‫إلى انخفاض القدرة الشرائية لممواطف‪ ،‬والجدوؿ التالي يبيف التغير في سػعر صػرؼ الػدينار‬
‫مقابؿ الدوالر‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬مدني بف شيرة‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪.123.‬‬

‫‪71‬‬
‫التصاد جضائشي‬

‫جدول رقم(‪ : )8-5‬سعر صرف الدينار مقابل الدوالر لمفترة ‪.1998 -1994‬‬
‫‪1998‬‬ ‫‪1997‬‬ ‫‪1996‬‬ ‫‪1995‬‬ ‫‪1994‬‬

‫‪58.739‬‬ ‫‪57.707‬‬ ‫‪54.749‬‬ ‫‪47.663‬‬ ‫‪35.059‬‬ ‫سعر الصرف‬


‫المصييييدر‪ :‬صػ ػػندوؽ النقػ ػػد العربػ ػػي‪ ،‬التقريػ ػػر االسػ ػػتراتيجي العربػ ػػي الموحػ ػػد‪ ،2000 ،‬عمػ ػػى‬
‫الموقع‪http://www.amf.org.ae :‬‬
‫يبف الجدوؿ االنخفاض المستمر لسعر العممة الوطنية مقابؿ الدوالر بمتوسػط سػنوي‬
‫لمتغيػػر يبمػػغ ‪ 3.11-‬سػػنويا فػػي الفتػرة ‪ 1994-1994‬حسػػب صػػندوؽ النقػػد العربػػي‪ ،‬وذلػػؾ‬
‫بيػػدؼ الوصػػوؿ إلػػى السػػعر الحقيقػػي لمعممػػة الوطنيػػة والقضػػاء عمػػى السػػوؽ الموازيػػة‪ ،‬لكػػف‬
‫ىػػذا االج ػراء انعكػػس سػػمبا عمػػى تكمفػػة ال ػواردات‪ ،‬فكػػؿ انخفػػاض لمػػدينار تقابمػػو زيػػادة تكمفػػة‬
‫السػػمع المسػػتورة مػػف الخػػارج وىػػذا مػػا يػػؤدي أكثػػر إلػػى اضػػعاؼ القػػدرة الش ػرائية لممػػواطف‪،‬‬
‫خاص ػػة إذا عممن ػػا أف الج ازئ ػػر تس ػػتورد أغم ػػب المػ ػواد الغذائي ػػة والمش ػػروبات والوق ػػود والس ػػمع‬
‫االسػػتيالكية المختمفػػة‪ ،‬وقػػد انتقمػػت ال ػواردات مػػف ‪ 340142‬مميػػوف دج سػػنة ‪ 1994‬إلػػى‬
‫‪ 552358.6‬مميػ ػ ػػوف دج سػ ػ ػػنة ‪ ،11998‬أظػ ػ ػػؼ إلػ ػ ػػى ذلػ ػ ػػؾ أف األجػ ػ ػػر الػ ػ ػػوطني األدنػ ػ ػػى‬
‫المضػػموف ظػػؿ شػػبو ثابػػت طيمػػة ىػػذه الفت ػرة بيػػدؼ تقمػػيص العجػػز فػػي الموازنػػة العامػػة مػػع‬
‫الرفػػع فػػي مسػػتوإ الرسػػوـ والضػرائب‪ ،‬وىػػذا مػػا أدإ فػػي النيايػػة إلػػى ضػػعؼ كبيػػر فػػي القػػوة‬
‫الشػرائية لممػػوطف‪ ،‬فمقػػد تػػـ تأجيػػؿ تطبيػػؽ الزيػػادة فػػي األجػػور بػػ‪ 12.5 :‬بالمئػػة‪ ،‬والتػػي كػػاف‬
‫مػػف المفػػروض تطبيقيػػا فػػي أواخػػر سػنة ‪ ،1994‬إال أنيػػا لػػـ تطبػػؽ بسػػبب صػرامة البرنػػامج‬
‫في القضاء عمى عجز الموازنة العامة‪.‬‬
‫‪ -2-2-5‬البطالة ‪:‬‬
‫مػػف بػػيف أولويػػات ب ػرامج االصػػالح االقتصػػادي المطبقػػة فػػي الج ازئػػر‪ ،‬ىػػو اسػػتعادة‬
‫التوازنػػات االقتصػػادية الكميػػة‪ ،‬وىػػذا مػػا يمكػػف أف يػػنعكس بشػػكؿ سػػمبي عمػػى سػػوؽ العمػػؿ‪،‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪Office National des Statistiques, Rétrospective Statistique 1963 - 2011, chapitre 10: Commerce‬‬
‫‪extérieur, p.174.‬‬

‫‪72‬‬
‫التصاد جضائشي‬

‫فالبطالة ىنا المفر منيا‪ ،‬خاصة بعد غمؽ المؤسسات وتخفيض عػدد المػوظفيف الفائضػيف‪،‬‬
‫ولتفػػادي ى ػػذا األث ػػر السػػمبي يج ػػب العم ػػؿ عمػػى خم ػػؽ ىياك ػػؿ جديػػدة إلدارة البطال ػػة واع ػػادة‬
‫التنظ ػ ػ ػ ػػيـ‪ ،‬وتط ػ ػ ػ ػػوير أجيػ ػ ػ ػ ػزة تش ػ ػ ػ ػػغيؿ لمش ػ ػ ػ ػػباب‪ ،‬وزي ػ ػ ػ ػػادة س ػ ػ ػ ػػاعات العم ػ ػ ػ ػػؿ والتخط ػ ػ ػ ػػيط‬
‫لمتقاعد‪،1...‬وبذلؾ يمكف القوؿ أف ا‬
‫برمج االصالح االقتصػادي قػد وفقػت فػي إعػادة التػوازف‬
‫لالقتص ػػاد والموازن ػػة العام ػػة‪ ،‬إال أنيػ ػا أدت إل ػػى تف ػػاقـ البطال ػػة الت ػػي ق ػػدرت آن ػػذاؾ بػ ػػ‪3.2 :‬‬
‫ممي ػػوف ش ػػخص‪ 80 ،‬بالمئ ػػة م ػػنيـ م ػػف فئ ػػة الش ػػباب‪ ، 2‬فمق ػػد أدت عممي ػػات تسػ ػريح العم ػػاؿ‬
‫باإلضػ ػػافة إلػ ػػى انعػ ػػداـ فػ ػػرص التشػ ػػغيؿ إلػ ػػى ارتفػ ػػاع معػ ػػدالت البطالػ ػػة تزامنػ ػػا مػ ػػع ت ارجػ ػػع‬
‫المعروض مف العمؿ‪ ،‬وىذا ما يبينو الجدوؿ التالي‪:‬‬
‫جدول رقم (‪ :)9-5‬تطور معدل البطالة في الجزائر‬
‫الوحدة ‪%:‬‬
‫‪1998 1997 1996 1995‬‬ ‫‪1994‬‬ ‫‪1993‬‬ ‫معدل البطالة‪/‬السنة‬

‫‪25.40 25.40 28.70 27.90‬‬ ‫‪24.40‬‬ ‫‪23.20‬‬ ‫معدل البطالة‬


‫‪Source: La banque mondiale, base de données, du cite web:‬‬
‫‪données.banquemondiale.org‬‬
‫نالحظ مف الجدوؿ أف معدؿ البطالة أخذ منحى مرتفع طيمة تطبيؽ برامج‬
‫االصالح االقتصادي حيث وصؿ إلى أعمى معدؿ عرفتو الجزائر سنة ‪ 1996‬وىو‬
‫‪ 28.70‬بالمئة‪ ،‬وذلؾ نتيجة تسريح العماؿ وغمؽ بعض المؤسسات‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫االجراءات الصارمة التي كانت تنص عمييا برامج االصالح االقتصادي‪ ،‬ليعود بعد ذلؾ‬
‫المعدؿ لالنخفاض في نياية تطبيؽ البرامج ليصؿ إلى ‪ 25.40‬بالمئة‪ ،‬لكف ىذا‬

‫‪1‬‬
‫‪- Mohammed said musette, Algérie migration, marche du travail et développement, organisation‬‬
‫‪internationale du travail, Genève, suisse, 2010 , p 42 .‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬رانيا بممدني‪ ،‬أثر السياسات التنموية في فرص العمؿ حالة الجزائر‪ ،‬النمو االقتصادي والتنمية المستدامة في الدوؿ العربية سياسات التنمية‬
‫وفرص العمؿ‪ :‬دراسات قطرية‪ ،‬المركز العربي لألبحاث ودراسة السياسات‪ ،‬لبناف‪ ،2013 ،‬ص‪.65.‬‬

‫‪73‬‬
‫التصاد جضائشي‬

‫االنخفاض يعتبر طفيؼ نوعا ما‪ ،‬فقد عممت الدولة جاىدة لمتخفيؼ مف حدة ىذا األثر‬
‫السمبي‪ ،‬حيث قامت ببعض االجراءات والتي تتمثؿ في‪:1‬‬
‫‪ ‬تعديؿ نظاـ التقاعد مف خالؿ تقميص مدة الخدمة التي كانت ‪ 60‬سنة‪ ،‬وانشاء‬
‫نظاـ لمتقاعد المسبؽ‪ ،‬واصبحت المدة تقدر بػ‪ 50:‬سنة لمرجاؿ و‪ 45‬سنة لمنساء‬
‫عمى أف تدفع اشتراكات الضماف االجتماعي لمدة ‪ 20‬سنة عمى األقؿ‪.‬‬
‫‪ ‬تقميص المدة القانونية لمعمؿ‪ ،‬إذ خفض الحجـ الساعي األسبوعي مف ‪ 44‬ساعة‬
‫إلى ‪ 40‬ساعة‪ ،‬وىذا مف أجؿ توفير فرص عمؿ إضافية‪ ،‬وقد تـ تقديـ ‪8258‬‬
‫ممؼ شمؿ ‪ 43386‬عامال مف أجؿ تقميص مدة العمؿ لمفترة الممتدة ‪-1992‬‬
‫‪.1997‬‬
‫وفيما يمي شكؿ يبيف المستفديف مف ىذه االجراءات‪:‬‬
‫شكل رقم(‪ :)4-5‬تطور عدد العمال المستفدين من التقاعد المسب من ‪ 1994‬إلى فيفري ‪.1998‬‬

‫الوحدة‪ :‬عامؿ‪.‬‬
‫‪40000‬‬

‫‪30000‬‬

‫‪20000‬‬
‫المحالون على التقاعد المسبق‬
‫‪10000‬‬

‫‪0‬‬
‫‪1994‬‬ ‫‪1995‬‬ ‫‪1996‬‬ ‫‪1997‬‬ ‫فٌفري ‪1998‬‬

‫المصدر‪ :‬مف اعداد الباحثة باالعتماد عمى‪:‬‬


‫‪ -‬ناصر دادي عدوف‪ ،‬البطالة واشكالية التشغيؿ ضمف برامج التعديؿ الييكمي لالقتصاد مف خالؿ‬
‫حالة الجزائر‪ ،‬ديواف المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،2010 ،‬ص‪.229.‬‬
‫كما عممت عمى انشاء بعض المصالح التي مف شأنيا أف تحوؿ دوف تفاقـ األمر‬
‫أىميا‪:2‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬ناصر دادي عدوف‪ ،‬البطالة واشكالية التشغيؿ ضمف برامج التعديؿ الييكمي لالقتصاد مف خالؿ حالة الجزائر‪ ،‬ديواف المطبوعات الجامعية‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،2010 ،‬ص ص‪.225-222.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬دادف عبد الغني‪ ،‬بف طجيف محمد عبد الرحماف‪ ،‬دراسة قياسية لمعدالت البطالة في الجزائر خالؿ الفترة‪ ،2008 - 1970‬مجمة الباحث‪،‬‬
‫‪ ،‬العدد ‪ ،2012 ،10‬ص ‪.181‬‬

‫‪74‬‬
‫التصاد جضائشي‬

‫الوطني لمتأمين عمى البطالة ‪ :‬تـ إنشاء الصندوؽ سنة ‪1994‬‬ ‫‪ ‬الصندو‬
‫كمؤسسة عمومية لمضماف اإلجتماعي‪ ،‬تعمؿ عمى تخفيؼ اآلثار الناجمة عف‬
‫تسريح العماؿ ألسباب اقتصادية وفقا لمخطط التعديؿ الييكمي‪ ،‬وقد استفاد مف‬
‫تعويض البطالة ولغاية أواخر سنة ‪ 2006‬ما يقارب ‪ 189.830‬عامال مسرحا‬
‫بنسبة استيفاء ‪ 94‬بالمئة ‪.‬كما قاـ الصندوؽ بتنفيذ إجراءات احتياطية ب عادة‬
‫إدماج البطاليف المستفيديف عف طريؽ المرافقة في البحث عف الشغؿ والمساعدة‬
‫عمى العمؿ الحر‪ .‬تـ تسجيؿ النتائج اآلتية‪:‬‬
‫– ‪ 11.583‬بطاال تـ تكوينيـ في مجاؿ تقنيات البحث عف الشغؿ‪.‬‬
‫– ‪ 2.311‬بطاال تمت مرافقتيـ في إحداث مؤسساتيـ المصغرة‪.‬‬
‫– ‪ 12.780‬بطاال تابعوا منذ سنة ‪ 1998‬تكوينات الكتساب معارؼ جديدة تؤىميـ‬
‫إلعادة اإلدماج في حياتيـ المينية‪.‬‬
‫‪ ‬وكالة ترقية ودعم االستثمارات ‪ :‬أنشئت سنة ‪ 1993‬مكمفة بمساعدة أصحاب‬
‫المشاريع إلكماؿ اإلجراءات المتعمقة ب نشاء استثما ارتيـ مف خالؿ إنشاء شباؾ‬
‫يضـ اإلدارات والمصالح المعنية باالستثمارات واقامة المشروعات ‪.‬وتتمثؿ مياـ‬
‫الوكالة فيما يمي‪:‬‬
‫‪-‬متابعة االستثمارات وترقيتيا وتقديـ الق اررات المتعمقة بمنح أو رفض االمتيازات‪.‬‬
‫‪-‬التكفؿ بكؿ أو بعض النفقات المتعمقة ب نجاز االستثمارات‪. 25‬‬
‫خالصة‪:‬‬
‫أمػػاـ تفػػاقـ أزمػػة المديونيػػة عقػػدت الدولػػة اتفػػاؽ جديػػد مػػع المؤسسػػات الماليػػة الدوليػػة‬
‫ف ػػي إط ػػار إع ػػادة جدول ػػة ديوني ػػا‪ ،‬وغمتزم ػػت بالقي ػػاـ ببرن ػػامج التثبي ػػت االقتص ػػادي والتع ػػديؿ‬
‫الييكمػ ػػي المػ ػػذاف يغطيػ ػػاف الفت ػ ػرة ‪ ،1998-1994‬وفػ ػػي ىػ ػػذا االطػ ػػار قامػ ػػت الدولػ ػػة بعػ ػػدة‬
‫اصػالحات اقتصػػادية‪ ،‬تنصػب فػػي عػدـ تػػدخؿ الدولػة فػػي االقتصػاد والتحػػوؿ إلػى االقتصػػاد‬
‫ال أرسػػمالي بطريقػػة تدريجيػػة‪ ،‬ومواصػػمة الجيػػود فػػي سػػبيؿ تحريػػر االقتصػػاد وتػػدعيـ القطػػاع‬
‫الخاص في المقابؿ‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫التصاد جضائشي‬

‫الفصل السادس‪:‬‬
‫مرحمة برامج النمو االقتصادي من ‪ 1999‬إلى اآلن‬

‫‪76‬‬
‫التصاد جضائشي‬

‫تمييد‪:‬‬
‫بعد فشؿ المؤسسات المالية الدولة في تحقيؽ انعاش اقتصادي في الجزائر عبر‬
‫تطبيؽ برنامج التعديؿ الييكمي‪ ،‬واتباع سياسة انكماشية طيمة فترة التسعينات‪ ،‬التي‬
‫انعكست بشكؿ سمبي عمى الجانب االجتماعي‪ ،‬كما أف العمؿ عمى تخفيض العجز في‬
‫الموازنة العامة أدإ إلى نقص في المشاريع الحكومية‪ ،‬وعدـ االىتماـ بالمرافؽ العامة‬
‫والبنى التحتية‪ ،‬كؿ ىذا أدإ بالجزائر إلى اتباع أسموب جديد في االنعاش االقتصادي‬
‫يرتكز عمى السياسة التوسعية بدؿ االنكماشية‪ ،‬وقائـ عمى افتراض أف‪ :‬استعادة النمو ال‬
‫يمكف أف تتحقؽ مع انخفاض القدرة الشرائية لممواطف واتساع رقعة التفاوت بيف المناطؽ‬
‫الريفية والحضرية فيما يخص التجييزات العمومية ومستوإ المعيشة‪ ،1‬ومع ارتفاع أسعار‬
‫البتروؿ في بداية األلفية أصبح ب مكاف الحكومة التوسع في االنفاؽ العاـ‪ ،‬وانشاء مشاريع‬
‫استثمارية لدعـ االقتصاد‪ ،‬وكانت ىذه المشاريع متتالية عبر الزمف بدأتيا ببرنامج اإلنعاش‬
‫االقتصادي ‪ ،2004-2001‬ثـ البرنامج التكميمي لدعـ النمو ‪ ،2009-2005‬ثـ‬
‫البرنامج الخماسي ‪.2014-2010‬‬

‫‪ -1‬برنامج اإلنعاش اإلقتصادي ‪2004-2001‬‬


‫يعتبر أوؿ برنامج اتبعتو الجزائر في سبيؿ النيوض بالمؤشرات االقتصادية الكمية‬
‫ودعـ التنمية االجتماعية‪ ،‬وقد بدأ تطبيقو في أفريؿ مف سنة ‪ 2001‬وبمغ غالفو المالي‬
‫‪ 525‬مميار دج أي ما يعادؿ ‪ 7‬مميار دوالر‪ ،‬وأدرج ضمنو مجموعة مف المشاريع بمغ‬
‫عددىا ‪ 16023‬مشروعا‪ ،2‬وكاف ييدؼ بشكؿ رئيسي إلى‪:3‬‬
‫‪ -‬الحد مف الفقر وتخفيض عدد األسر المحتاجة‪.‬‬

‫‪ - 1‬خانذ يُّ‪ ،‬تحهٍم إداسة انسٍاست انًٍضاٍَت فً يشحهت االصالحاث‪ :‬دساست حانت انجضائش يُز سُت ‪ ،0991‬كشاساث ‪ ، CREAD‬انجضائش‪ ،‬سلى‬
‫‪ ،2104 ،019‬ص‪.05.‬‬
‫‪ - 2‬فٕصٌت خهٕط‪ ،‬بشايج انتًٍُت بٍٍ األْذاف انًُشٕدة ٔانُتائج انًحذٔدة‪ ،‬يجهت انعهٕو االَساٍَت‪ ،‬جايعت يحًذ خٍضش بسكشة‪ ،‬انجضائش‪ ،‬انعذد‬
‫‪ ،29‬فٍفشي ‪،2113‬ص‪.011.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- la Banque mondiale, A la recherche d’un investissement public de qualité, Une Revue des‬‬
‫‪dépenses publiques, Volume I, Rapport N° 36270, 15 août 2007, p.04.‬‬
‫‪77‬‬
‫التصاد جضائشي‬

‫‪ -‬خمؽ مناصب عمؿ بيدؼ تخفيض معدؿ البطالة‪.‬‬


‫‪ -‬الحفاظ عمى التوازف االقميمي وتنشيط المناطؽ الريفية‪.‬‬
‫ويشمؿ برنامج االنعاش االقتصادي دعـ أربع نشاطات أساسية ىي األشغاؿ‬
‫الكبرإ والتنمية المحمية والبشرية ودعـ قطاع الفالحة والصيد البحري وأخي ار دعـ‬
‫أإلصالحات‪ ،‬وكانت المبالغ المالية موزعة كالتالي‪:‬‬
‫الشكل رقم(‪ :)1-6‬مضمون برنامج اإلنعاش االقتصادي ‪.2004-2001‬‬

‫أشغال كبرى وهٌاكل قاعدٌة‬


‫تنمٌة محلٌة وبشرٌة‬
‫قطاع الفالحة والصٌد البحري‬
‫دعم االصالحات‬

‫المصدر‪ :‬مف إعداد الباحثة باالعتماد عمى‪:‬‬


‫‪ -‬وليد عبد الحميد عايب‪ ،‬اآلثار االقتصادية الكمية لسياسة اإلنفاؽ الحكومي‪ :‬دراسة تقييمية قياسية‬
‫لنماذج التنمية االقتصادية‪ ،‬مكتبة حسيف العصرية‪ ،‬لبناف‪ ،2010 ،‬ص‪.230.‬‬

‫نالحظ مف الشكؿ أف النصيب األكبر مف برنامج اإلنعاش االقتصادي كاف‬


‫مخصصا لألشغاؿ الكبرإ والتنمية المحمية والبشرية نظ ار لإلىماؿ الكبير الذي كاف يعاني‬
‫منو ىاذيف الجانبيف خالؿ فترة التسعينات‪ ،‬ونظ ار ألف التنمية االقتصادية ترتكز في‬
‫األساس عمى تدعيـ البنى القاعدية االقتصادية واالجتماعية وتأىيؿ الموارد البشرية‪ ،‬أما‬
‫النصيب األضعؼ فكاف لقطاع الفالحة والصيد البحري ودعـ االصالحات‪ ،‬رغـ أف‬
‫الجزائر تعاني مف تقص كبير في اإلنتاج الفالحي إال أنيا لـ تيتـ بيذا القطاع بما فيو‬
‫الكفاية‪.‬‬

‫‪78‬‬
‫التصاد جضائشي‬

‫ويمكف توضيح التوزيع لألمواؿ المخصصة لبرنامج االنعاش االقتصادي عبر‬


‫مختمؼ سنوات البرنامج كما يمي‪:‬‬
‫الشكل رقم(‪ : )2-6‬التوزيع السنوي لمضمون برنامج اإلنعاش االقتصادي ‪-2001‬‬
‫الوحدة ‪ :‬مميار دوالر‬ ‫‪. 2004‬‬

‫‪100,7‬‬
‫أشغال كبرى وهٌاكل قاعدٌة‬
‫‪71,8‬‬ ‫‪70,2 72,8‬‬ ‫تنمٌة محلٌة وبشرٌة‬
‫‪53,1‬‬
‫‪37,6‬‬ ‫قطاع الفالحة والصٌد البحري‬
‫‪30‬‬
‫‪20,3 15‬‬ ‫‪22,6‬‬
‫دعم االصالحات‬
‫‪10,6‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪6,5 12‬‬

‫‪2001‬‬ ‫‪2002‬‬ ‫‪2003‬‬ ‫‪2004‬‬

‫المصدر‪ :‬مف إعداد الباحثة باإلعتماد عمى‪:‬‬

‫‪ -‬نبيؿ بوفميح‪ ،‬دراسة تقييمية لسياسة اإلنعاش االقتصادي المطبقة في الجزائر في الفترة ‪-2000‬‬
‫‪ ،2010‬مجمة أبحاث اقتصادية وادارية‪ ،‬جامعة محمد خيضر بسكرة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد‪،2012 ،12‬‬
‫ص‪.252.‬‬

‫مف الشكؿ يتضح تناقص المبالغ كؿ سنة فأغمب المبالغ المالية تـ استيالكيا في‬
‫العاـ األوؿ مف البرنامج بيدؼ اطالؽ المشاريع‪ ،‬وتناقصت المبالغ لتصؿ إلى حد أدنى‬
‫سنة ‪ 2004‬بمبمغ ‪ 20.4‬مميار دج‪.‬‬
‫وقد انتقد البنؾ الدولي سير عمؿ البرنامج إثرإ دراسة قاـ بيا ىذا األخير سنة‬
‫‪ 2004‬متضمنة نصؼ مدة البرنامج‪ ،‬حيث يرإ أف المشاريع التي تـ اختيارىا مكمفة‬
‫جدا‪ ،‬مع ضعؼ قدرتيا عمى تحقيؽ األىداؼ االستراتيجية القطاعية‪ ،‬وتعدد جيات اتخاذ‬
‫اتخاذ الق اررات بشأف المشاريع االستثمارية حيث بمغت ‪ 25‬لجنة و ازرية و‪ 48‬لجنة والئية‪،‬‬
‫كما توقع البنؾ الدولي أف ىذه المشاريع ستؤدي إلى زيادة الواردات أسرع مف زيادة‬
‫الصادرات خاصة في مجاالت النقؿ واألشغاؿ العمومية‪.1‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- la Banque mondiale, A la recherche d’un investissement public de qualité, op.cit, p.04.‬‬

‫‪79‬‬
‫التصاد جضائشي‬

‫وقد حقؽ ىذا البرنامج نتائج معتبر خاصة في تخفيض معدؿ البطالة في ‪2004‬‬
‫إلى ‪ 20.1‬بالمئة بعدما كانت ‪ 27.3‬بالمئة في ‪ ،12001‬أما بالنسبة لممؤشرات‬
‫األقتصادية الكمية فيرجع التحسف فييا إلى ارتفاع أسعار البتروؿ بشكؿ رئيسي‪ ،‬ويشير‬
‫البنؾ الدولي إلى ارتفاع النمو في الجزائر إلى معدالت غير مسبوقة حيث ارتفع الناتج‬
‫المحمي اإلجمالي إلى ‪ 4.5‬بالمئة في المتوسط لمفترة ‪.2 2006-2000‬‬
‫‪ -2‬البرنامج التكميمي لدعم النمو ‪: 2009-2005‬‬
‫لقد قررت الدولة أف تواصؿ في نفس مسار السياسة التوسعية التي انتيجتيا مع‬
‫بداية األفية الحالية‪ ،‬خاصة مع ارتفاع االحتياطات االجنبية مف العمالت الصعبة وتحسف‬
‫الحالة المالية لمدولة‪ ،‬حيث وصمت االحتياطات إلى ‪ 56.18‬مميار دوالر سنة ‪،32004‬‬
‫وقد قدر الغالؼ المالي ليذا البرنامج بثمانية أضعاؼ البرنامج السابؽ حيث وصؿ إلى‬
‫‪ 420237‬مميار دوالر وتـ توزيعو كما يمي‪:‬‬
‫الجدول رقم (‪ : )1-6‬مضمون البرنامج التكميمي لدعم النمو ‪.2009-2005‬‬
‫الوحدة‪ :‬مميار دج‪.‬‬
‫النسبة ‪%‬‬ ‫المبالغ‬ ‫القطاعات‬
‫‪45.5‬‬ ‫‪1908.5‬‬ ‫برنامج تحسين ظروف معيشة السكان‬
‫‪40.5‬‬ ‫‪1703.1‬‬ ‫برنامج تطوير المنشآت األساسية‬
‫‪8‬‬ ‫‪337.2‬‬ ‫برنامج دعم التنمية االقتصادية‬
‫‪4.8‬‬ ‫‪203.9‬‬ ‫تطوير الخدمة العمومية‬
‫‪1.1‬‬ ‫‪50‬‬ ‫برنامج تطوير التكنولوجيات الحديثة لال تصال‬
‫‪100‬‬ ‫‪4202.7‬‬ ‫المجموع‬
‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحثة باإلعتماد عمى‪:‬‬
‫‪ -‬بوابة الوزير األوؿ‪ ،‬البرنامج التكميمي لدعـ النمو بالنسبة لمفترة ‪.2009-2005‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-Organisation international du travail, ilostat indicateurs annuels, 2015.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- la Banque mondiale, fiche-pays : Algérie , Les progrès en matière de développement ,‬‬
‫‪2008 .‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- La banque d’Algérie , rapport 2008 évolution économique et monétaire en Algérie , 2009.‬‬

‫‪80‬‬
‫التصاد جضائشي‬

‫لقد كانت أىداؼ البرنامج الرئيسية تحسيف الرئيسية تحسيف ظروؼ معيشة السكاف‬
‫حيث احتمت أكبر نسبة بػ‪ 45.5 :‬بالمئة‪ ،‬وعمى رأسيا القضاء عمى أزمة السكف حيث‬
‫بمغت نسبة األمواؿ المخصصة لمسكف ‪ 555‬مميار دج‪ ،‬ويمييا تطوير المنشآت الرئيسية‬
‫بػ‪ 40.5 :‬بالمئة‪ ،‬أما البرامج األخرإ فقد كانت نبتيا ضعيفة‪.‬‬
‫ولقد حققت الجزائر نتائج إيجابية ليس مف خالؿ ىذا البرنامج فقط‪ ،‬بؿ مف خالؿ‬
‫ارتفاع أسعار البتروؿ‪ ،‬حيث وصمت مداخيؿ المحروقات إلى ‪ 55‬مميار دج سنويا في‬
‫الفترة السابقة‪ ،‬كما تـ التحكـ في معدالت التضخـ في حدود ‪ 3-4‬بالمئة ونسبة نمو ‪-4‬‬
‫‪ 5‬بالمئة سنويا‪ ،‬عالوة عمى أف الجزائر قد تخمصت تقريبا مف مديونيتيا مع احتياطات‬
‫صرؼ معتبرة‪.1‬‬
‫‪ -3‬برنامج التنمية الخماسي ‪:2014- 2010‬‬
‫لقد واصمت الجزائر في مسارىا نحو دعـ االقتصاد عبر البرامج التنموية التي‬
‫بدأت مسيرتيا في ‪ ،2001‬وىذا مف أجؿ إعادة إعمار االقتصاد الوطني‪ ،‬بتخصيص‬
‫غالؼ مالي لـ يسبؽ لبد سائر في طريؽ النمو أف خصصو مف قبؿ‪ ،‬إذ يعتبر البرنامج‬
‫الخماسي أكبر برنامج عرفتو الجزائر مف حيث المخصصات المالية التي قدرت بػ‪:‬‬
‫‪ 21.214‬مميار دج أو ما يعادؿ ‪ 286‬مميار دوالر‪ ،‬وىو يشمؿ شقيف‪:2‬‬
‫‪ -‬استكماؿ المشاريع الكبرإ الجاري انجازىا عمى الحصوص في قطاعات السكة الحديدية‬
‫والطرؽ والمياه بمبمغ ‪ 9.700‬مميار دوالر ما يعادؿ ‪ 130‬مميار دوالر‪.‬‬
‫‪ -‬اطالؽ مشاريع جديدة بمبمغ ‪ 11.534‬مميار أي ما يعادؿ حوالي ‪ 156‬مميار دوالر‪.‬‬
‫وييدؼ ىذا البرنامج بالدرجة األولى إلى توجيو االستثمارات العمومية نحو تحسيف‬
‫الظروؼ االجتماعية لمسكاف بيدؼ تعزيز التنمية البشرية‪ ،‬وقد خصص في ىذا المجاؿ‬

‫‪1‬‬
‫‪- Communique du conseil des ministres, Programme de développement quinquennal 2010-2014, 24 mai‬‬
‫‪2010, p.07.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Hocine saibi, Opportunités d’affaires et potentiel économique du marché algérien, Décembre 2010, world‬‬
‫‪trade center algeria , p .04.‬‬

‫‪.‬‬

‫‪81‬‬
‫التصاد جضائشي‬

‫مبمغ ‪ 9389.6‬مميار دج تـ االىتماـ مف خالليا بالتعميـ وقطاع الصحة والسكف وتزويد‬


‫السكاف بالكيرباء والغاز والمياه‪ ،‬كما تـ االىتماـ بالشباب والرياضة والشؤوف الثقافية‬
‫والدينية ‪ ،‬كما قامت الدولة ب دراج مخصصات مالية لمبحث العممي والتكنولوجيا تقدر بػ‪:‬‬
‫‪ 250‬مميار دج‪ ،‬أما في الجانب جانب القطاعات المنتجة فقد تـ تخصيص ‪ 1000‬مميار‬
‫دج لمفالحة و‪ 2000‬مميار دج لمتنمية الصناعية ‪ ،‬أما فيما يخص اليياكؿ القاعدية فتـ‬
‫تخصيص ‪ 8400‬مميار دج‪.1‬‬
‫لقد اشاد صندوؽ النقد الدولي بالبرنامج الواعد الذي طبقتو الجزائر‪ ،‬مف حيث‬
‫االستثمارات في البنية التحتية والتعميـ كخطوة إيجابية‪ ،‬إال أف ىذا التقدـ غير كافي إذ‬
‫يجب عمى الدولة أف تعمؿ جاىدة عمى تنويع االقتصاد وتحسيف مناخ األعماؿ مف أجؿ‬
‫خمؽ استثمارات وفرص عمؿ جديدة وتطوير القطاع الخاص‪ ،‬ف ذا ظؿ االقتصاد الجزائري‬
‫عمى حالو شديد االعتماد عمى المحروقات بعيدا عف التنويع فسوؼ يبقى معرضا‬
‫لمصدمات السمبية عمى أسعار النفط ‪ ،2‬وىذا ما حدث فعال فبعد انخفاض أسعار النفط‬
‫بدأت مداخيؿ الدولة تتراجع وانخفضت االحتياطات بشكؿ رىيب‪ ،‬وانخفض معدؿ النمو‬
‫مع تراجع مستوإ التشغيؿ‪ ،‬وبالتالي حدوث خمؿ عمى مستوإ المؤشرات االقتصادية‬
‫الكمية‪.‬‬
‫خالصة‪:‬‬
‫لقد بذلت الجزائر منذ بدالية األلفية الحالية جممة مف الجيود التنموية عبر تطبيؽ‬
‫العديد مف برامج التنمية‪ ،‬في اطار االستفادة مف الوفرة المالية التي تمتعت بيا اثر ارتفاع‬
‫أسعار البتروؿ‪ ،‬وقد كاف اليدؼ الرئيسي والمشترؾ في ىذه البرامج ىو تحسيف المستوإ‬
‫المعيشي لمسكاف الذي كاف يعاني مف تراجع حاد طيمة فترة التسعينات‪ ،‬وكذا تدعيـ‬
‫اليياكؿ القاعدية‪ ،‬إال أنيا أغفمت تولي ميمة تنويع االقتصاد الذي ال يزاؿ يعاني مف‬
‫تبعية كبيرة لقطاع المحروقات‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Hocine saibi, Op.cit.‬‬
‫‪ - 2‬صُذٔق انُمذ انذٔنً‪ ،‬انجضائش عهٍٓا أٌ تحذ يٍ االعتًاد عهى انُفظ ٔتُشئ يضٌذا يٍ فشص انعًم‪َ ،‬ششة صُذٔق انُمذ انذٔنً‪ٌُ 26 ،‬اٌش‬
‫‪.2100‬‬

‫‪82‬‬
‫التصاد جضائشي‬

‫الخاتمة‪:‬‬

‫لقد كاف االقتصاد الجزائري جزء مف االقتصاد الفرنسي‪ ،‬حيث كانت فرنسا تستخدـ‬
‫الجزائر كمصدر لحاجاتيا مف المواد الزراعية والمواد األولية‪ ،‬وقد ادت السياسة‬
‫االستعمارية التي اتبعتيا فرنسا إلى تحطيـ البنية االقتصادية لالقتصاد الجزائري وجعمتو‬
‫أكثر ارتباطا باالقتصاد الفرنسي‪.‬‬
‫وبعد خروج المستعمر تاركا وراءه اقتصاد محطـ عمى جميع المستويات حاولت‬
‫الدولة جاىدتا النيوض بو وانعاشو‪ ،‬متبعة في ذلؾ النظاـ االشتراكي‪ ،‬ومعتمدة عمى نظاـ‬
‫التخطيط‪ ،‬الذي بدوره أفرز نقاط سمبية في كيفية تطبيقو‪ ،‬أدت إلى اقامة اصالحات‬
‫اقتصادية في بداية الثمانينات لكف ىذه االصالحات كانت طفيفة‪ ،‬وقد مست بشكؿ‬
‫رئيسي المؤسسات االقتصادية عبر إجراء عرؼ ب عادة الييكمة‪.‬‬
‫ومع انخفاض اسعار النفط في منتصؼ الثمانينات اضطرت الجزائر إلى التعميؽ‬
‫في االصالحات‪ ،‬خاصة بعد الوقوع في أزمة المديونية‪ ،‬فاتبعت حزمة مف االصالحات‬
‫مدعومة مف قبؿ المؤسسات االقتصادية الدولية‪ ،‬وتيدؼ إلى التحوؿ التدريجي إلى‬
‫اقتصاد السوؽ خالؿ فترة التسعينات‪.‬‬
‫بعد االنتعاش الطفيؼ ألسعار البتروؿ مع بداية األلفية الحالية حدث نوع مف‬
‫التعديؿ االقتصادي الذي يرتكز عمى السياسة التوسعية‪ ،‬خاصة بعد فشؿ المؤسسات‬
‫االقتصادية الدولية في احداث تنمية في الجزائر عبر السياسة االنكماشية‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫التصاد جضائشي‬

‫قائمة المراجع‪:‬‬
‫الكتب بالمغة العربية‪:‬‬
‫‪ -1‬بمعزوز بف عمى‪ ،‬محاضرات في النظريات والسياسات النقدية‪ ،‬ديواف المطبوعات الجامعية ‪،‬‬
‫الجزائر‪.2004 ،‬‬
‫‪ -2‬جماؿ محمد أحمد‪ ،‬ابراىيـ السيد‪ ،‬التمويؿ الدولي مؤسساتو –آلياتو –عناصره‪ ،‬دار التعميـ‬
‫الجامعي‪ ،‬مصر‪.2016 ،‬‬
‫‪ -3‬حمدي عبد العظيـ‪ ،‬االصالح االقتصادي في الدوؿ الغربية بيف سعر الصرؼ والموازنة العامة –‬
‫دراسة نظرية وتطبيقية عمى الدوؿ العربية خاصة دوؿ الخميج‪ ،-‬دار زىراء الشرؽ‪ ،‬مصر‪.1998 ،‬‬
‫‪ -4‬رمزي زكي‪ ،‬االحتياطات الدولية واألزمة االقتصادية في الدوؿ النامية مع إشارة خاصة لالقتصاد‬
‫المصري‪ ،‬دار المستقبؿ العربي‪ ،‬مصر‪ ،‬الطبعة األولى‪.1994 ،‬‬
‫‪ -5‬رمزي زكي‪ ،‬االقتصاد العربي تحت الحصار‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬لبناف‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى‪.1989 ،‬‬
‫‪ -6‬سعدوف بوكبوس‪ ،‬االقتصاد الجزائري محاولتاف مف أجؿ التنمية‪ ،‬دار الكتاب الحديث‪ ،‬القاىرة‪،‬‬
‫‪.2012‬‬
‫‪ -7‬سمير ابراىيـ أيوب‪ ،‬صندوؽ النقد الدولي وقضية االصالح االقتصادي والمالي دراسة تحميمية‬
‫تقييمية‪ ،‬مركز االسكندرية لمكتاب‪ ،‬مصر‪.2006 ،‬‬
‫‪ -8‬شاكر القزويني‪ ،‬محاضرات في اقتصاد البنوؾ‪ ،‬ديواف المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪.1998 ،‬‬
‫‪ -8‬صبحي محمد قنوص‪ ،‬أزمة التنمية دراسة تحميمية لمواقع السياسي واالقتصادي واالجتماعي لبمداف‬
‫العالـ الثالث‪ ،‬الدار الدولية لالستثمارات الثقافية‪ ،‬مصر‪ ،‬الطبعة الثانية‪.1999 ،‬‬
‫‪ -9‬الطاىر لطرش‪ ،‬تقنيات البنوؾ‪ ،‬ديواف المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬الطبعة السابعة‪.2010 ،‬‬
‫‪ -10‬عبد األمير السعد‪ ،‬مبادئ االقتصاد الدولي‪ ،‬جامعة عنابة‪ ،‬الجزائر‪.1999 ،‬‬
‫‪ -11‬عبد الرحماف تومي‪ ،‬االصالحات االقتصادية في الجزائر الواقع واآلفاؽ‪ ،‬دار الخمدونية‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪.2011‬‬
‫‪ -12‬عبد الستار عبد الحميد سممي‪ ،‬التكامؿ اإلقميمي العربي وتطوير مناخ االستثمار في الدوؿ‬
‫العربية‪ ،‬دار النيضة العربية‪ ،‬مصر‪.2005 ،‬‬
‫‪ -13‬عبد العزيز شرابي‪ ،‬االقتصاد الجزائري‪ ،‬مطبعة جامعة منتوري‪ ،‬الجزائر‪.2004 ،‬‬
‫‪ -14‬عبد الفتاح عبد الرحماف عبد المجيد‪ ،‬استراتيجية التنمية في الدوؿ الساعية لمتقدـ‪ ،‬دار الكتب‬
‫والوثائؽ القومية‪ ،‬مصر‪ ،‬الطبعة الثانية‪.2013 ،‬‬

‫‪84‬‬
‫التصاد جضائشي‬

‫‪ -15‬عبد المطمب عبد الحميد‪ ،‬المنظمات االقتصادية الدولية‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬مصر‪.2015 ،‬‬
‫‪ -16‬عمى عبد الفتاح أبو شرار‪ ،‬االقتصاد الدولي نظريات وسياسات‪ ،‬دار المسيرة‪ ،‬األردف‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى‪.2007 ،‬‬
‫‪ -17‬عمى عبد الوىاب نجا‪ ،‬االستثمار األجنبي المباشر وأثره عمى التنمية االقتصادية في المنطقة‬
‫العربية بيف النظرية والتطبيؽ‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬مصر‪.2015 ،‬‬
‫‪ -18‬عمى عبد الوىاب نجا‪ ،‬مشكمة البطالة وأثر برامج االصالح االقتصادي عمييا‪ :‬دراسة تحميمية‬
‫تطبيقية‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬مصر‪.2005 ،‬‬
‫‪ -19‬عمي زكار‪ ،‬نصر الديف بوشيشة‪ ،‬الديناميكيات االجتماعية لمعمؿ في المؤسسة الصناعية‬
‫الجزائرية‪ ،‬مؤسسة كنوز الحكمة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬الطبعة األولى‪.2013 ،‬‬
‫‪ -20‬فرج عبد الفتاح فرج‪ ،‬االقتصاد االفريقي قضايا التكامؿ والتنمية‪ ،‬دار النيضة العربية‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪.2007‬‬
‫‪ -21‬فريد بف عبيد‪ ،‬مساىمة صندوؽ النقد الدولي في إدارة أزمة المديونية الخارجية دراسة حالة‬
‫الجزائر‪-‬األردف –مصر‪ ،‬مكتبة الوفاء القانونية‪ ،‬مصر‪.2016 ،‬‬
‫‪ -22‬مجموعة مف المؤلفيف‪ ،‬النمو االقتصادي والتنمية المستدامة في الدوؿ العربية سياسات التنمية‬
‫وفرص العمؿ دراسات قطرية‪ ،‬المركز العربي لألبحاث والدراسات‪.2013 ،‬‬
‫‪ -23‬محمد اليادي صالح األسود‪ ،‬مشكالت التنمية في البمداف العربية وأثر الديوف الخارجية في‬
‫تفاقميا‪ ،‬مجمس الثقافة العاـ‪.2006 ،‬‬
‫‪ -24‬محمد بمقاسـ حسف بيموؿ‪ ،‬سياسة التنمية واعادة تنظيـ مسارىا في الجزائر‪ ،‬الجزء الثاني‪ :‬إعادة‬
‫تنظيـ االقتصاد الوطني‪ ،‬ديواف المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪.1999 ،‬‬
‫‪ -25‬محمد بمقاسـ حسف بيموؿ‪ ،‬سياسة تخطيط التنمية واعادة تنظيـ مسارىا في الجزائر‪ ،‬الجزء‬
‫األوؿ‪ :‬بناء قطاع اقتصادي عمومي رائد‪ ،‬ديوار المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪.1999 ،‬‬
‫‪ -26‬محمد حافظ الرىواف‪ ،‬التنمية االقتصادية ومسؤولية الحكومة في تحقيؽ التقدـ‪ ،‬دار أبو المجد‬
‫لمطباعة‪ ،‬مصر‪.2006 ،‬‬
‫‪ -27‬محمد عبد العزيز عجيمة‪ ،‬إيماف عطية ناصؼ‪ ،‬التنمية االقتصادية دراسات نظرية وتطبيقية‪،‬‬
‫دار المعرفة الجامعية‪ ،‬مصر‪.2005 ،‬‬
‫‪ -28‬مدني بف شيرة‪ ،‬االصالح االقتصادي وسياسة التشغيؿ التجربة الجزائرية‪ ،‬دار الحامد لمنشر‬
‫والتوزيع‪،‬األردف‪.2009 ،‬‬

‫‪85‬‬
‫التصاد جضائشي‬

‫‪ -29‬مدني بف شيرة‪ ،‬سياسة االصالح االقتصادي في الجزائر والمؤسسات المالية الدولية‪ ،‬دار‬
‫اليومة‪ ،‬الجزائر‪.2008 ،‬‬
‫‪ -30‬مصطفى العبد اهلل‪ ،‬اقتصادات الدوؿ العربية والعمؿ االقتصادي العربي المشترؾ‪ ،‬مطبعة محمد‬
‫ىاشـ الكتبي‪ ،‬سوريا‪2008 ،‬‬
‫‪ -31‬مصطفى يوسؼ كافي‪ ،‬الحسابات االقتصادية القومية واستخداماتيا في التخطيط والتنمية‪ ،‬الجزء‬
‫األوؿ‪ ،‬مكتبة المجتمع العربي‪ ،‬األردف‪ ،‬الطبعة األولى‪.2014 ،‬‬
‫‪ -32‬م يثـ صاحب عجاـ‪ ،‬عمى محمد سعود‪ ،‬فخ المديونية الخارجية لمدوؿ النامية األسباب‬
‫واالستراتيجيات‪ ،‬دار الكندي لمنشر والتوزيع‪ ،‬األردف‪.2006 ،‬‬
‫‪ -33‬ناصر دادي عدوف‪ ،‬البطالة واشكالية التشغيؿ ضمف برامج التعديؿ الييكمي لالقتصاد مف خالؿ‬
‫حالة الجزائر‪ ،‬ديواف المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪.2010 ،‬‬
‫‪ -34‬ناصر دادي عدوف‪ ،‬الجزائر والمنظمة العالمية لمتجارة أسباب االنظماـ النتائج المرتقبة‬
‫ومعالجتيا‪ ،‬دار المحمدية العامة‪ ،‬الجزائر‪.2003 ،‬‬
‫‪ -35‬ىيؿ عجمي جميؿ الجنابي‪ ،‬التمويؿ الدولي والعالقات النقدية الدولية‪ ،‬دار وائؿ لمنشر‪ ،‬األردف‪،‬‬
‫‪.2014‬‬
‫‪ -36‬وليد عبد الحميد عايب‪ ،‬اآلثار االقتصادية الكمية لسياسة اإلنفاؽ الحكومي‪ :‬دراسة تقييمية قياسية‬
‫لنماذج التنمية االقتصادية‪ ،‬مكتبة حسيف العصرية‪ ،‬لبناف‪.2010 ،‬‬
‫‪ -37‬واضح رشيد‪ ،‬المؤسسة في التشريع الجزائري بيف النظرية والتطبيؽ‪ ،‬دار اليومة‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪.2002‬‬
‫المجالت العممية‪:‬‬
‫‪ -1‬بطاىر عمى‪ ،‬سياسات التحرير واالصالح االقتصادي في الجزائر‪ ،‬مجمة اقتصاديات شماؿ‬
‫افريقيا‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد‪.2004 ،00‬‬
‫‪ -2‬خالد منو‪ ،‬تحميؿ إدارة السياسة الميزانية في مرحمة االصالحات‪ :‬دراسة حالة الجزائر منذ سنة‬
‫‪ ، CREAD ،1990‬الجزائر‪ ،‬رقـ ‪.2014 ،109‬‬
‫‪ -3‬دادف عبد الغني‪ ،‬بف طجيف محمد عبد الرحماف‪ ،‬دراسة قياسية لمعدالت البطالة في الجزائر خالؿ‬
‫الفترة‪ ،2008 - 1970‬مجمة الباحث‪ ، ،‬العدد ‪2012 ،10‬‬
‫‪ -4‬الطيب داودي‪ ،‬ماني عبد الحؽ‪ ،‬تقييـ إعادة ىيكمة المؤسسة االقتصادية العمومية‪ ،‬مجمة المفكر‬
‫جامعة محمد خيضر بسكرة‪ ،‬العدد ‪.2004 ،3‬‬

‫‪86‬‬
‫التصاد جضائشي‬

‫‪ -5‬فوزية خموط‪ ،‬برامج التنمية بيف األىداؼ المنشودة والنتائج المحدودة‪ ،‬مجمة العموـ االنسانية‪،‬‬
‫جامعة محمد خيضر بسكرة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد ‪ ،29‬فيفري ‪.2003‬‬
‫‪ -6‬كربالي بغداد‪ ،‬نظرة عامة عمى التحوالت االقتصادية في الجزائر‪ ،‬مجمة العموـ االنسانية‪ ،‬جامعة‬
‫محمد خيضر بسكرة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد ‪ ،08‬جانفي ‪.2005‬‬
‫‪ -7‬نبيؿ بوفميح‪ ،‬دراسة تقييمية لسياسة اإلنعاش االقتصادي المطبقة في الجزائر في الفترة ‪-2000‬‬
‫‪ ،2010‬مجمة أبحاث اقتصادية وادارية‪ ،‬جامعة محمد خيضر بسكرة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد‪.2012 ،12‬‬

‫التقارير‪:‬‬
‫‪ -1‬الديواف الوطني لالحصاء‪ ،‬حوصمة إحصائية ‪ ،2011 -1963‬الجزائر‪.2011 ،‬‬
‫‪ -2‬صندوؽ النقد الدولي‪ ،‬الجزائر عمييا أف تحد مف االعتماد عمى النفط وتنشئ مزيدا مف فرص‬
‫العمؿ‪ ،‬نشرة صندوؽ النقد الدولي‪ 26 ،‬يناير ‪.2011‬‬
‫‪ -3‬صندوؽ النقد العربي‪ ،‬التقرير االستراتيجي العربي الموحد‪2000 ،‬‬

‫‪ -4‬و ازرة المالية‪ ،‬و ازرة المالية خمسوف سنة مف اإلنجاز‪ ،‬مديرية االتصاؿ‪.2012 ،‬‬
‫الجرائد الرسمية‪:‬‬
‫‪ -1‬الدولة الجزائرية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬األمر ‪ 01-88‬المؤرخ في ‪ 12‬يناير ‪ 1988‬يتضمف القانوف‬
‫التوجييي لممؤسسات‪ ،‬العدد ‪ ،02‬السنة الخامسة والعشروف‪.1988 ،‬‬
‫‪ -2‬الدولة الجزائرية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬األمر ‪ 25-95‬المؤرخ في ‪25‬سبتمبر ‪ 1995‬المتعمؽ بتسيير‬
‫رؤوس األمواؿ التجارية التابعة لمدولة العدد ‪ ،55‬السنة الثانية والثالثوف‪.1995 ،‬‬
‫‪ -3‬الدولة الجزائرية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬األمر رقـ ‪ 73-71‬المؤرخ في ‪ 08‬نوفمبر ‪ 1971‬يتضمف‬
‫الثورة الزراعية‪ ،‬السنة الثامنة‪ ،‬العدد ‪.1971 ،97‬‬
‫‪ -4‬الدولة الجزائرية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬القانوف ‪ 11- 80‬المؤرخ في‪ 13‬ديسمبر ‪ ،1980‬المتضمف‬
‫المخطط الخماسي‪ ،‬السنة السابعة عشر‪ ،‬العدد ‪.1980 ،51‬‬
‫‪ -5‬الدولة الجزائرية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬القانوف رقـ ‪ 22 -84‬المؤرخ في ‪ 24‬ديسمبر ‪ ،1984‬يتضمف‬
‫المخطط الخماسي ‪ ،1989-1985‬السنة الثانية والعشروف‪ ،‬العدد األوؿ‪.1985 ،‬‬

‫‪87‬‬
‫التصاد جضائشي‬

:‫الكتب بالمغة األجنبية‬


1- Ahmed henni, Economie de l’Algérie indépendante, ENAG, Alger, 1991.
2- Ahmed henni, La dette, enag editions, Alger, 1992.
3- Hocine benissad, la réforme économique en Algérie ou l’indicible
ajustement structurel, Office des publications universitaires, Alger , 2°edition,
1991.
4- Mohamed elhocine benissade, economie du developpement de l’Algérie
sous-developpement et socialisme , Office des publications universitaires ,
Alger , 2°edition , 1979.
5- Mohammed said musette, Algérie migration, marche du travail et
développement, organisation internationale du travail, Genève, suisse, 2010.
6- Salah mouhoubi, Les chiox de l’Algérie le passé toujours présent , Office
des publications universitaires , Alger , 2011.

:‫المقاالت بالمغة األجنبية‬


1-Samir Marouf, le redéploiement industriel en Algérie : entre reconquête et
adaptation, Les Cahiers du CREAD , Algérie, n°90 , 2009.
2- Tahar latreche, ciblage d’inflation et conduite de la politiques monétaire
en Algérie, les cahiers du CREAD n° 101, Algérie, 2012.

:‫التقارير بالمغة األجنبية‬


1- Banque d’algérie , evolition de la dette exterieure de l’algérie 1994-
2004.
2- Communique du conseil des ministres, Programme de développement
quinquennal 2010-2014, 24 mai 2010 .
3- Hocine saibi, Opportunités d’affaires et potentiel économique du marché
algérien, world trade center algeria , Décembre 2010

88
‫التصاد جضائشي‬

4- La banque d’Algérie , rapport 2008 évolution économique et monétaire


en Algérie , 2009.
5- La banque d’Algérie, bulletin statistique de la banque d’Algérie, Algérie,
juin 2006.
6- la Banque mondiale, A la recherche d’un investissement public de
qualité, Une Revue des dépenses publiques, Volume I, Rapport N° 36270,
15 août 2007.
7- La banque mondiale, base de données, du cite web:
données.banquemondiale.org
8- la Banque mondiale, fiche-pays : Algérie , Les progrès en matière de
développement , 2008 .
9- Office National des Statistiques, L’Algérie en quelques chiffres , Algérie,
N° 31 , 2001
10- Office National des Statistiques, Rétrospective des Comptes
Economiques , De 1963 A 2014, Collections Statistiques N° 197/2016 Série
E : Statistiques Economiques , Algérie, N° 85 , Janvier 2016.
11- Office National des Statistiques, Rétrospective Statistique 1963 - 2011,
chapitre 10: Commerce extérieur, chapitre 13 : monnaie et crédit,
chapiter 14 :Comptes Economiques .
12- Organisation international du travail, ilostat indicateurs annuels, 2015.

89

You might also like