You are on page 1of 26

‫االقتصاد والتنمية‬

‫المقدمة‬

‫الجزء األول ‪ :‬مسيــرة االقتصاد األردني وبرامج التصحيح االقتصادي واالجتماعي والتنمية‬
‫المستدامة وتحدياتها‬

‫الفصل األول‪ :‬مسيرة االقتصاد األردني‬ ‫‪-‬‬


‫الفصل الثاني‪ :‬برامج التصحيح االقتصادي‬ ‫‪-‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬األوضاع اإلقليمية والدولية واالقتصاد األردني ‪ ،‬االنفتاح االقتصادي‬ ‫‪-‬‬
‫واالتفاقيات االقتصادية‬
‫الفصل الرابع‪ :‬التنمية المستدامة والتحديات االقتصادية‬ ‫‪-‬‬

‫الجزء الثاني ‪ :‬النظام المالي والمصرفي األردني والسلسلة النقدي ــة‬

‫الفصل األول‪ :‬الجهاز المالي والمصرفي األردني‬ ‫‪-‬‬


‫الفصل الثاني‪ :‬السياسة النقدية في األردن ‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ ‬أدوات السياسة النقدية‬
‫‪ ‬سياسة سعر صرف الدينار‬
‫‪ ‬سوق رأس المال في األردن‬
‫‪ ‬التصحيح المالي والنقدي‬
‫الفصل الثالث‪ :‬القطاع المالي والمصرفي ‪ -‬نظرة مستقبلية‬ ‫‪-‬‬

‫الجزء األول‬

‫‪ .1‬المفاهيم االقتصادية األساسية‬

‫‪1‬‬
‫‪ .2‬خصائص االقتصاد األردني‬

‫‪ .3‬سيرة االقتصاد األردني‬


‫‪ ‬القطاعات االقتصادية‬

‫‪ .4‬برامج التصحيح االقتصادي‬


‫‪ ‬السياسات االقتصادية‬

‫‪ .5‬األوضاع اإلقليمية والدولية واالقتصاد األردني‬


‫االتفاقيات االقتصادية‬ ‫‪‬‬

‫‪ .6‬التنمية المستدامة والتحديات االقتصادية‬

‫مقدم ــة ‪:‬‬

‫شهد االقتصاد األردني –منذ استقالل المملكة‪ -‬دورات اقتصادية متنوعة‪ ،‬وتطورات‬
‫ملحوظة خالل العقود الخمسة الماضية نتيجة لتأثر هذا االقتصاد الصغير وحساسيته تجاه‬
‫التطورات اإلقليمية والدولية‪ .‬وقد اختلف دور الدولة في االقتصاد تبعًا لمتطلبات كل مرحلة‪،‬‬
‫فكانت فترة الخمسينات والستينات تدخل الدولة‪ ،‬حيث تحملت الدولة عبء بناء المؤسسات‬
‫وتجهيز البنية التحتية‪ ،‬فزاد اإلنفاق الحكومي بشكل كبير‪ ،‬وذلك العتبارات وأسباب متعددة‬
‫بعضها ناجم عن تطورات طبيعية لالقتصاد الوطني والنشاط االستثماري التنموي‪ ،‬خاصة وأن‬
‫األردن شهد خالل تلك المرحلة إنشاء وتطوير البنى التحتية للدولة األردنية‪ ،‬من طرق‪ ،‬ومياه‪،‬‬

‫‪2‬‬
‫وصرف صحي‪ ،‬ومحطات كهرباء‪ ،‬واتصاالت وغيرها‪ ،‬والبعض اآلخر كان له عالقة‬
‫بالهجرات القسرية التي شهدها األردن خالل تلك الفترة‪ .‬كما ساهم حجم المساعدات التي تلقاها‬
‫األردن سواء من خالل الدعم العربي أو المساعدات الخارجية‪ ،‬وتحويالت المغتربين في‬
‫التطورات التي شهدها االقتصاد‪ .‬إال أن ذلك ترك تشوهات ملحوظة‪ ،‬نتيجة النحسار دور القطاع‬
‫الخاص‪ ،‬وضعف المدخرات الوطنية في تلك الفترة‪ ،‬وامتدت هذه التشوهات إلى فترة السبعينات‪،‬‬
‫بيد أن الطفرة النفطية األولى واستفادة األردن منها‪ ،‬آّخ ر استحقاقات التصحيح الالزمة وأجلها‬
‫إلى وقت الحق‪ ،‬حيث كان من المتوقع أن يشهد االقتصاد تشوهات هيكلية في حقبة السبعينات‪،‬‬
‫وأن تظهر مشكالته الكلية‪ ،‬إال أن الفوائض النفطية أجلت كل ذلك إلى حقبة تالية‪ .‬أما في عقد‬
‫الثمانينات‪ ،‬فقد بدأ االقتصاد مع بداية هذه الفترة يتأثر بالركود العالمي واإلقليمي‪ ،‬فظهرت‬
‫االختالالت واضحة في بنية االقتصاد األردني والتي كان من أبرزها نضوب االحتياطات‬
‫والعجز الكبير في الموازنة العامة للدولة وارتفاع معدالت التضخم والبطالة وهبوط سعر صرف‬
‫الدينار وارتفاع المديونية الخارجية‪ .‬وأصبح االقتصاد في نهاية الثمانينات مثقًال بأعباء الفترة‬
‫السابقة‪ ،‬كان ال بد من إجراء التصحيح الهيكلي‪ ،‬األمر الذي استدعى اللجوء إلى برامج التصحيح‬
‫االقتصادي ‪.‬‬

‫ويتكون هذا الفصل من جزئين رئيسيين يشتمل الجزء األول منه على تعرف المفاهيم‬
‫االقتصادية الرئيسية واستعراض مسيرة االقتصاد األردني وقطاعاته المختلفة وبرامج التصحيح‬
‫االقتصادي المختلفة والسياسات االقتصادية وأثر األوضاع اإلقليمية الدولية على االقتصادي‬
‫الوطني وعرض حول االنفتاح االقتصادي وموجز حول التنمية المستدامة والتحديات االقتصادية‬
‫في حين يشمل الجزء الثاني على عرض للنظام المالي والمصرفي األردني والسياسة النقدية ‪.‬‬
‫‪ .1‬المفاهيم االقتصادية األساسية‬

‫نتناول هنا تعريفًا موجزًا ألبرز المفاهيم والمصطلحات االقتصادية حتى يتسنى اإللمام‬
‫بالمفاهيم األساسية في سبيل وضوح األفكار التي سوف يتم تناوال في هذه المادة ك‬

‫‪ ‬االقتصاد‪ :‬هو العلم الذي يدرس االستخدام األمثل للموارد االقتصادية المحدودة لتلبية‬
‫االحتياجات والرغبات غير المحدودة‪ .‬وهناك تعريف آخر هو علم االختيار بين البدائل‬
‫المتنافسة ‪.‬‬
‫‪ ‬الناتج المحلي اإلجمالي (‪ :)Gross Domestic Product GDP‬وهو تراكم القيمة‬
‫النقدية اإلضافية للسلع والخدمات المنتجة محليًا خالل فترة زمنية عادة ما تكون سنة ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫‪ ‬الناتج القومي اإلجمالي (‪ :)Gross National Product GNP‬هو تراكم القيمة النقدية‬
‫اإلضافية للسلع والخدمات المنتجة من قبل عناصر اإلنتاج الوطنية سواء أنتج محليًا أو‬
‫خارجيًا خالل فترة زمنية عادة ما تكون سنة ‪.‬‬
‫‪ ‬التضخم ‪ :‬االرتفاع المستمر في المستوى العام لألسعار وفي األردن يقاس من خالل‬
‫المستوى العام لألسعار ‪.‬‬
‫‪ ‬القوى العاملة (‪ :)Employed Labor Force‬هي مجموع السكان في سن العمل‬
‫والذين تزيد أعمارهم عن ‪ 15‬عامًا ‪.‬‬
‫‪ ‬القوى المتعطلة (‪ :)Unemployed‬هي مجموع السكان في سن العمل الذين ال تتوافر‬
‫لهم فرص العمل على الرغم من رغبتهم فيه‪ ،‬وبحثهم عنه‪.‬‬
‫‪ ‬سعر الصرف (‪ :)Exchange Rate‬هو المبلغ الالزم من العملة الوطنية للحصول على‬
‫وحدة نقدية واحدة من أي عملة أجنبية أو العكس‪.‬‬
‫‪ ‬معدل دخل الفرد (‪ :)Percapita Income‬وهو نصيب الفرد من الناتج المحلي‬
‫اإلجمالي في سنة ما‪ ،‬ويحسب بقسمة الناتج المحلي اإلجمالي على عدد السكان في تلك‬
‫السنة‪.‬‬
‫‪ ‬العجز التجاري‪ :‬هو الفرق بين قيمة الواردات وقيمة الصادرات‪ ،‬وقد يكون إيجابيًا إذ‬
‫زادت قيمة الصادرات عن قيمة الواردات‪ ،‬ويحسب على أساس سنوي ‪.‬‬
‫‪ ‬عجز الدولة‪ :‬هو الفرق بين قيمة إيرادات الخزينة ونفقاتها‪ ،‬ويكون إيجابيُا إذا زادت‬
‫اإليرادات عن النفقات‪ ،‬ويحسب على أساس سنوي‪.‬‬
‫‪ ‬المديونية‪ :‬قيمة الديون المستحقة على الحكومة سواء أكانت دينًا داخليًا أم خارجيًا‪،‬‬
‫وتشمل كذلك المبالغ التي تنفقها لصالح مؤسساتها‪.‬‬
‫‪ ‬النفقات الخارجية‪ :‬المبالغ التي تنفقها الحكومة سنويًا لتغطية التزاماتها المتكررة‬
‫كالرواتب‪ ،‬والرواتب التقاعدية‪ ،‬ومصاريف الصيانة‪ ،‬ونفقات المياه والكهرباء‪ ،‬والطاقة‪،‬‬
‫وشراء مستلزمات الحكومة المختلفة (كاألدوية‪ ،‬والمالبس‪ ،‬واألغذية‪ ،)...‬ودفع‬
‫اإليجارات‪ ،‬وغير ذلك من البنود المتكررة‪.‬‬
‫‪ ‬النفقات الرأسمالية‪ :‬المبالغ التي تخصصها وتدفعها الحكومة في المشاريع الرأسمالية‬
‫كمشاريع البنية التحتية (كالطرق‪ ،‬والمياه‪ ،‬والسدود‪ ،‬ومحطات كهربائية وغيرها)‪،‬‬
‫ومشاريع الخدمات األساسية (كالمستشفيات‪ ،‬والمدارس‪ ،‬والجامعات وغيرها)‪ ،‬والمعدات‬
‫الرأسمالية الالزمة لهذه المشاريع (كمولدات الكهرباء‪ ،‬واألثاث‪ ،‬واألجهزة الطبية‬
‫وغيرها) ‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫‪ .2‬خصائص االقتصاد األردني‬

‫تأتي خصائص االقتصاد األردني من طبيعة الوضع العام الذي يعيشه األردن‪ ،‬وعالقاته‬
‫االقتصادية في محيطه الجغرافي‪ ،‬وتتمثل أهم خصائص االقتصاد الوطني سواًء أكانت إيجابية أم‬
‫سلبية فيما يلي ‪:‬‬
‫‪ .1‬ندرة الموارد الطبيعية ومحدوديتها وخاصة مصادر الطاقة والمياه‪.‬‬
‫‪ .2‬صغر حجم السوق نسبيًا ‪.‬‬
‫‪ .3‬شدة التأثر بالظروف االقتصادية والسياسية‪ ،‬اإلقليمية والدولية‪.‬‬
‫‪ .4‬االقتصاد األردني اقتصاد حر وموجه‪ ،‬مما جعل النظام االقتصادي نظامًا مختلطًا‪.‬‬
‫‪ .5‬اقتصاد خدماتي حيث يساهم قطاع الخدمات بحدود ثلثي الناتج المحلي اإلجمالي‪.‬‬
‫‪ .6‬يحقق االقتصاد األردني معدالت نمو متباينة‪.‬‬
‫‪ .7‬يعاني من اختالالت هيكلية في الجانب المالي (عجز الموازنة‪ ،‬وارتفاع المديونية)‪،‬‬
‫والجانب التجاري (العجز التجاري) ‪.‬‬

‫‪ .3‬مسيرة االقتصاد األردني‬

‫يعتبر االقتصاد األردني نمطًا مثاليًا القتصاد صغير مفتوح‪ ،‬سمتان أساسيتان‪ ،‬هما‪ :‬شح‬
‫الموارد‪ ،‬وصغر حجم السوق‪ ،‬وقد ترتب على السمة األولى أن ارتكزت أهداف العملية اإلنتاجية‬
‫على استغالل الموارد الشحيحة‪ ،‬وتعظيم العائد منها‪ .‬أما من ناحية صغر حجم السوق فيرتبط‬
‫بعدد السكان‪ ،‬والقدرة االستهالكية‪ .‬وقد فرض صعر حجم االقتصاد األردني ومحدودية موارده‬
‫باإلضافة إلى العوامل الجيوسياسية (الجغرافية السياسية) ضرورة االرتباط باالقتصاديات‬
‫الخارجية بشكل عام‪ ،‬وباقتصاديات الدول العربية المجاورة بشكل خاص‪ ،‬كما يتميز االقتصاد‬
‫األردني بأنه اقتصاد خدمات‪ ،‬وذلك لضعف القاعدة اإلنتاجية السلعية ‪.‬‬

‫والمتتبع لمسيرة االقتصاد األردني‪ ،‬يالحظ أن هذا االقتصاد شهد عددًا من المراحل التنموية‬
‫التي تأثرت بشكل كبير باألوضاع االقتصادية السائدة على المستويين اإلقليمي والدولي‪ ،‬سواء‬
‫أكان ذلك في شكل مغانم أم مغارم‪ ،‬إذ تقلبت المنطقة منذ استقالل األردن بين عدة أوضاع‬
‫انعكست بجالء على مسيرة االقتصاد األردني‪ ،‬فعلى سبيل المثال َغ ِر َم األردن الكثير منذ بداية‬
‫الصراع العربي اإلسرائيلي‪ ،‬يحث تعرض ألزمات متتالية ابتداًء من نكبة عام ‪ 1948‬وحرب‬
‫عام ‪ 1967‬اللتين كان لهما نتائج سلبية على االقتصاد األردني‪ ،‬وذلك لما أنتجته هذه األزمات‬

‫‪5‬‬
‫من خسارة جغرافية وديموغرافية‪ ،‬وهجرات قسرية متتالية أدت إلى توجيه الكثير من الموارد‬
‫نحو اإلنفاق العسكري واألمني‪ ،‬األمر الذي انعكس سلبًا على المسيرة التنموية‪.‬‬

‫وغنم األردن بوضوح إبان الطفرة النفطية في السبعينات‪ ،‬ثم تأثر بالكساد العالمي واإلقليمي‬
‫خالل حقبة الثمانينات‪ ،‬وما كاد األردن يحقق بعض التعافي بعد اعتماد برامج التصحيح‬
‫االقتصادي في التسعينات حتى حدثت أزمة الخليج الثانية التي نتج عنها احتالل القوات األمريكية‬
‫وقوات التحالف للعراق‪ ،‬وقد تأثر األردن سلبًا بذلك‪ ،‬خاصة ما تال ذلك من أحداث‪ ،‬أهمها ارتفاع‬
‫أسعار النفط إلى مستويات قياسية المست حاجز (‪ 140‬دوالر للبرميل الواحد) ‪.‬‬

‫وقد استطاع االقتصاد األردني استيعاب آثار هذه األزمات إلى حد ما‪ ،‬وحقق نتائج جيدة خالل‬
‫الفترة (‪ ،)2007-2000‬إال أن األزمة المالية العالمية التي انفجرت في نهاية عام ‪ 2008‬ألقت‬
‫بظاللها على االقتصاد األردني‪ ،‬وأصبح عام ‪ 2009‬عام التحديات االقتصادية المشتملة على‬
‫ارتفاع غير مسبوق في عجز الموازنة‪ ،‬وزيادة المديونية‪ ،‬وخاصة الداخلية منها‪.‬‬

‫وقد استطاع االقتصاد األردني أن يحقق نموًا يفوق النمو الطبيعي ألي دولة غير بترولية من‬
‫الدول النامية‪ ،‬حيث ارتفع الناتج المحلي اإلجمالي بأسعار السوق من (‪ 200‬مليون دينار) عام‬
‫‪ 1964‬إلى (‪ 11225‬مليون دينار) عام ‪ .2007‬وقد شهد االقتصاد األردني خالل الفترة‬
‫الماضية استثمارات كبيرة وتراكمًا رأسماليًا كبيرًا‪ .‬وعلى صعيد آخر‪ ،‬فال زال الهيكل القطاعي‬
‫لالقتصاد األردني ُيشير بوضوح إلى سيطرة قطاعات اإلنتاج الخدمي على توليد الجزء األعظم‬
‫من الناتج المحلي اإلجمالي‪ .‬وهنا سوف يتم التعرف على أبرز القطاعات الرئيسية المكونة‬
‫لالقتصاد الوطني هو‪:‬‬

‫‪ ‬القطاع الزراعي‬

‫ُيالحظ أن القطاع الزراعي شكل أضعف حلقة من حلقات النمو االقتصادي األردني خالل‬
‫العقود األربعة الماضية ‪ ،‬فقد كان نصيب الزراعة من الناتج المحلي اإلجمالي في عام ‪ 1964‬ما‬
‫نسبته ‪ %15.7‬من الناتج المحلي اإلجمالي‪ ،‬في حين بلغت مساهمته في عام ‪ 2007‬ما نسبته‬
‫حوالي ‪ %3.3‬من الناتج المحلي اإلجمالي‪ .‬ويساهم هذا القطاع في تشغيل ما نسبته ‪ %3.1‬من‬
‫األيدي العاملة ‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫تراجع مكانة القطاع الزراعي في االقتصاد الوطني‪ ،‬ويعود إلى السياسات التي اتبعت في‬
‫التعامل مع هذا القطاع الذي لم يستفد كثيرًا من السياسات التنموية خالل الفترات السابقة‪ ،‬كما أن‬
‫هذا القطاع يعاني من مشكالت في جانب العرض تتعلق بمحدودية األراضي الصالحة للزراعة‪،‬‬
‫وتراجع المساحات الزراعية على مدار السنوات الماضية والهجرة من الريف إلى المدن‬
‫واالعتماد بشكل كبير على مياه األمطار ذات الطبيعة الموسمية المتقلبة‪ ،‬والحيازات والملكيات‬
‫وتقسيماتها‪ ،‬وعدم وجود شركة تسويق زراعية وطنية على مستوى عاٍل ‪.‬‬

‫‪ ‬قطاع الخدمات‬

‫يعتبر قطاع الخدمات من أهم القطاعات في االقتصاد األردني‪ ،‬فقد ساهم بحوالي ‪ %70‬من‬
‫الناتج المحلي اإلجمالي خالل الفترة ‪ ،2003-1993‬وبحوالي ‪ %66‬خالل الفترة ‪-2004‬‬
‫‪ .2006‬ويعتبر هذا القطاع من أهم القطاعات المشغلة للعمالة‪ ،‬ويساهم في استيعاب ما نسبته‬
‫‪ %61‬تقريبًا من إجمالي المشتغلين في األردن‪ ،‬وقد شهد هذا القطاع تطورًا ملحوظًا في السنوات‬
‫األخيرة‪ ،‬حيث أصبحت بعض أنشطة هذا القطاع تتمتع بتنافسية عالية على مستوى المنطقة‪،‬‬
‫وعلى المستوى العالمي‪ ،‬مثل قطاع البنوك‪ ،‬واالتصاالت وتكنولوجيا المعلومات‪ ،‬والخدمات‬
‫الطبية والتعليم‪ ،‬والنقل الجوي‪ ،‬والتأمين وغيرها من القطاعات الخدمية الواعدة‪ ،‬ويجب اإلشارة‬
‫هنا إلى قطاع تجارة التجزئة الذي يعتبر جزءًا رئيسيًا من قطاع الخدمات ‪.‬‬
‫‪ ‬القطاع الصناعي‬

‫ساهم القطاع الصناعي بشقيه التحويلي واالستخراجي بما نسبته ‪ %22‬من الناتج المحلي‬
‫اإلجمالي لعام ‪ . 2007‬حيث ساهمت الصناعات التحويلية بنسبة ‪ %20.0‬من الناتج المحلي‬
‫اإلجمالي لعام ‪ .2007‬وتشمل الصناعات التحويلية‬
‫‪ :‬الصناعات الجلدية‪ ،‬والمحيكات‪ ،‬والصناعات العالجية‪ ،‬واللوازم الطبية‪ ،‬والصناعات الكيماوية‬
‫ومستحضرات التجميل‪ ،‬والصناعات البالستيكية والمطاطية‪ ،‬والصناعات الهندسية‪ ،‬والكهربائية‪،‬‬
‫وتكنولوجيا المعلومات‪ ،‬والصناعات الخشبية واألثاث‪ ،‬والصناعات اإلنشائية‪ ،‬والصناعات‬
‫التموينية والغذائية‪ ،‬وصناعة التعبئة والتغليف والورق والكرتون واللوازم المكتبية‪.‬‬

‫أما الصناعات االستخراجية‪ ،‬فقد ساهمت بنسبة ‪%1.8‬من الناتج المحلي اإلجمالي لعام ‪،2007‬‬
‫وهي تشمل الصناعات التعدينية‪ ،‬كالفوسفات‪ ،‬والبوتاس‪ ،‬واإلسمنت وغيرها ‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫وقد بلغ عدد المنشآت الصناعية لعام ‪ 2006‬حوالي ‪ 23‬ألف منشأة‪ ،‬ويعمل فيها أكثر من ‪175‬‬
‫ألف عامل‪ ،‬وهذا العدد يشكل حوالي ‪ %48‬من نسبة القوى العاملة في األردن‪ .‬وتشكل نسبة‬
‫المنشآت الصناعية الصغيرة والمتوسطة حوالي ‪ %98.7‬من عدد المنشآت الصناعية الكلي‪.‬‬

‫‪ .4‬برامج التصحيح االقتصادي‬

‫لقد وجد األردن نفسه في نهاية الثمانينيات مثقًال باألعباء االقتصادية‪ ،‬وبدأت اآلثار السلبية‬
‫لالقتراض تظهر على االقتصاد‪ ،‬ولم يتمكن األردن في هذه المرحلة من الوفاء بالتزاماته تجاه‬
‫الديون وخدمتها‪ ،‬وانخفض حجم احتياطات المملكة من العمالت األجنبية‪ ،‬مما أدى إلى تخفيض‬
‫قيمة الدينار األردني في منتصف عام ‪ .1989‬وقد كان من نتيجة هذه اآلثار السلبية أن أعاد‬
‫األردن النظر في سياساته االقتصادية‪ ،‬وحدد عوامل الضعف فيها‪ ،‬وتم اتخاذ مجموعة من‬
‫اإلجراءات والقرارات السياسية واالقتصادية في محاولة للتغلب على التشوهات في البنية‬
‫االقتصادية‪ ،‬وإ عادة التوازن الهيكلي في االقتصاد األردني‪ .‬وقد شرع األردن في تطبيق برنامج‬
‫تصحيح اقتصادي في عام ‪ ،1989‬لكن لم يكتمل العمل به‪ ،‬فقد توقف في العالم التالي نتيجة أزمة‬
‫الخليج‪ ،‬وما نتج عنها من هجرة عكسية‪ ،‬وعودة آالف المغتربين األردنيين‪ ،‬مما شكل ضغطًا‬
‫إضافيًا على خدمات البنية التحتية والخدمات العامة‪ ،‬مع تناقص تحويالت العاملين وتراجع‬
‫المساعدات العربية بشكل كبير‪.‬‬

‫أما في مرحلة التسعينات‪ ،‬فقد شهد االقتصاد نموًا كبيرًا في بداية التسعينات‪ ،‬وذلك بسبب حركة‬
‫االستثمار التي شهدها االقتصاد بعد عودة المغتربين‪ .‬ولكن ما إن استقرت األوضاع حتى عادت‬
‫معدالت النمو إلى التراجع‪ ،‬فقد انخفض نصيب الفرد من النتاج المحلي اإلجمالي بشكل حاّد ‪،‬‬
‫بحيث أدى إلى انخفاض مستوى معيشة الفرد األردني‪ ،‬وتواصل انخفاض معدل الدخل الحقيقي‬
‫للفرد حتى نهاية التسعينات‪ ،‬خاصة في ظل عدم مواكبة الزيادة في األسعار بزيادة في األجور‬
‫والرواتب‪ ،‬األمر الذي انعكس بشكل مباشر على مستوى معيشة الفرد األردني‪ ،‬وكذلك بدأت‬
‫أرقام البطالة ترتفع‪ ،‬وتراجعت قيمة تحويالت العاملين األردنيين في الخارج‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫تراجع حصيلة المساعدات العربية‪ .‬أضف إلى ذلك ارتفاع األسعار خالل هذه الفترة‪.‬‬

‫واجه األردن ‪ ،‬كغيره من الدول النامية التي سبقته بانتهاج برنامج للتصحيح مع صندوق النقد‬
‫الدولي‪ ،‬أزمة اقتصادية ال تختلف جذورها عن جذور األزمات التي واجهتها تلك الدول‪ .‬فقد‬

‫‪8‬‬
‫بلغت األزمة ذروتها في نهاية عام ‪ ،1988‬النخفاض سعر صرف الدينار‪ ،‬وعجز األردن عن‬
‫الوفاء بالتزاماته تجاه خدمة الديون الخارجية‪.‬‬

‫وقد كان من المتوقع أن تساهم السياسات في معالجة المشكالت االقتصادية التي يعاني منها‬
‫االقتصاد الوطني‪ .‬ولكن تسارع األحداث االقتصادية‪ ،‬وضعف بنية التمويل الداخلية لتغطية‬
‫العجز في ميزان المدفوعات‪ ،‬زاد من صعوبة قدرة األردن على خدمة مديونيته الخارجية‪ ،‬مما‬
‫أدى بالحكومات المتعاقبة إلى التوجه نحو مؤسسات التمويل الدولية وبشكل خاص صندوق النقد‬
‫الدولي ليساعد األردن في تخفيف عبء سداد الديون في تلك المرحلة من خالل إعادة الجدولة‪.‬‬
‫وقد كان من أهم أهداف التصحيح االقتصادي ‪:‬‬

‫‪ ‬تصحيح الخلل في الموازنة العامة لتخفيض العجز وبنسب كبيرة سنويًا‪ .‬وذلك بفرض‬
‫ضرائب جديدة‪ ،‬وتخفيض الدعم عن عدد من السلع‪.‬‬
‫‪ ‬وضع سقف لالقتراض الداخلي والخارجي غير التنموي‪.‬‬

‫ولكن الظروف غير المواتية في المنطقة‪ ،‬والمتعلقة بأزمة الخليج الثانية أدت إلى توقف العمل‬
‫(‪– 1992‬‬ ‫بهذا البرنامج‪ .‬واستكمل األردن مسيرة التصحيح لفترة ثانية امتدت من عام‬
‫‪ .)1998‬وكان تخفيض العجز في كل من الموازنة العامة وميزان المدفوعات من أهم أهداف‬
‫برنامج التصحيح‪ ،‬بإتباع سياسات وإ جراءات بطريقة منتظمة تقلل من الطلب وتزيد العرض‪،‬‬
‫وتهيئ البيئة االقتصادية المناسبة لمنع تكرار مثل هذا االختالل‪ ،‬لتحقيق معدالت نمو مطردة‬
‫والسير في خطط التنمية االقتصادية الشاملة‪.‬‬

‫وتعتبر المديونية الخارجية من أهم األمور التي ساهمت في طلب األردن المساعدة من صندوق‬
‫النقد الدولي لتصحيح وضعه االقتصادي‪ .‬قد بدأت هذه المديونية بالنمو السريع في نهاية‬
‫السبعينات وبداية الثمانينات‪ ،‬وقد أثر تدهور األوضاع االقتصادية الدولية واإلقليمية‪ ،‬تأثيرًا كبيرًا‬
‫على االقتصاد األردني ‪.‬‬

‫أثر أزمة الخليج على نتائج البرنامج لعام ‪1990‬‬

‫سار برنامج التصحيح االقتصادي بشكل جيد وأصبحت التباشير تلوح باألفق عن إمكانية‬
‫تجاوز األزمة االقتصادية‪ ،‬فتمكن البنك المركزي من إعادة بناء احتياطاته من العمالت األجنبية‪،‬‬
‫واستقر سعر صرف الدينار األردني‪ ،‬وشهد عام ‪ 1990‬تحسنًا في نمو معظم القطاعات‬
‫االقتصادية‪ ،‬وتحسنت إيرادات الموازنة‪ ،‬وتم ترشيد النفقات‪ ،‬وكان من المتوقع أن تغطي‬

‫‪9‬‬
‫اإليرادات النفقات في موازنة عام ‪ .1990‬ولكن جاءت أزمة الخليج (غزو العراق للكويت)‬
‫الثانية لتقشي على آمال وطموحات أخذت جهدًا كبيرًا في اإلعداد لها‪ ،‬ولتضع االقتصاد األردني‬
‫على مفترق طرق‪ .‬وتراجعت الصادرات األردنية‪ ،‬وتالشت المساعدات الممنوحة من كل من‬
‫العراق ودول الخليج‪ ،‬وأصبحت أزمة الخليج تلقي بظاللها على االقتصاد األردني تحديدًا‪ ،‬وعلى‬
‫المنطقة عمومًا‪ ،‬حتى فقد األردن تحقيق جزء من أهداف البرنامج التصحيحي‪ .‬نتيجة األسباب‬
‫التالية‪:‬‬
‫‪ ‬تراجع وانخفاض حواالت العاملين‪ ،‬وذلك بسبب عودة نحو ‪ 300‬ألف مواطن أردني‬
‫كانوا يعملون في دول الخليج‪ ،‬شكلت تحويالتهم نحو ‪ %20‬من الناتج اإلجمالي‪ ،‬أو ما‬
‫يكفي لتمويل ثلث المستوردات األردنية‪.‬‬
‫‪ ‬زيادة معدالت البطالة التي قفزت من ‪ %8.9‬عام ‪ 1988‬إلى ‪ %17.3‬عام ‪.1991‬‬
‫‪ ‬زيادة الضغط على المرافق والخدمات العامة‪ ،‬األمر الذي تطلب زيادة اإلنفاق الحكومي‬
‫الذي انعكس على زيادة العجز في الموازنة‪ ،‬وتوقف العمل ببرنامج التصحيح‬
‫االقتصادي‪.‬‬
‫‪ ‬خسارة األردن ألكبر أسواقه التصديرية‪ ،‬والمتمثلة في أسواق العراق والسعودية‬
‫والكويت‪ ،‬حيث انخفضت صادرات األردن بشكل كبير إلى هذه األسواق بسبب المقاطعة‬
‫والحصار‪ ،‬األمر الذي انعكس على القطاعات اإلنتاجية وتراجع أدائها‪.‬‬
‫‪ ‬انخفاض المساعدات المالية العربية في فترة األزمة‪ ،‬وتوقف المساعدات الرأسمالية من‬
‫الصندوقين السعودي والكويتي‪ ،‬مما زاد من الفجوة التمويلية الخارجية‪.‬‬
‫‪ ‬خسارة مصادر الطاقة التقليدية (منحة النفط العراقي)‪.‬‬
‫‪ ‬انخفاض في إنتاجية القطاعات من السياحة والنقل والصناعة‪.‬‬

‫وقد قدرت خسارة األردن المالية لألردن نتيجة أزمة الخليج عام ‪ 1990‬بمقدار (‪)1108‬‬
‫مليون دينار وعام ‪ 1991‬بمقدار (‪ )2264‬مليون دينار‪.‬‬

‫برنامج التصحيح االقتصادي الثاني (‪ 1998 – 1992‬وحتى ‪)2004‬‬

‫‪ ‬أدت األزمة التي مرت بالمنطقة إلى تراجع ملحوظ في األداء االقتصادي لمجمل‬
‫القطاعات االقتصادية في عام ‪ ،1990‬وبدايات عام ‪ .1991‬وللتكيف مع األوضاع‬
‫المستجدة‪ ،‬ولمعالجة االختالالت الهيكلية القائمة‪ ،‬تم االتفاق مع صندوق النقد الدولي على‬
‫فترة ثانية متوسطة المدة للتصحيح بحيث تغطي األعوام (‪ .)1998 – 1992‬واستمر‬
‫العمل بالبرنامج لسنوات أخرى الحقة ‪.2004 – 1991‬‬

‫‪10‬‬
‫ولتحقيق األهداف التي جاء بها برنامج التصحيح الثاني‪ ،‬كان ال بد من إتباع سياسات‬
‫وإ جراءات التكيف الهيكلي‪ ،‬التي تؤدي إلى تسارع معدالت النمو‪ ،‬وتخفيض العجوزات الهيكلية‬
‫المالية واالقتصادية‪ .‬وفيما يلي عرض ألهم هذه السياسات‪ :‬واإلجراءات الرئيسية‪:‬‬

‫أوًال‪ :‬سياسات زيادة النمو واإلصالح الهيكلي‬

‫تركز هذه السياسات على إجراء اإلصالحات الهيكلية التي تعزز تحقيق النمو‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫تحرير أسعار الفائدة‪ ،‬واتخاذ التدابير لزيادة المدخرات المحلية‪ ،‬وخاصة مدخرات القطاع‬
‫الخاص‪ ،‬وإ يجاد الحوافز الضرورية كاالستقرار المالي‪ ،‬واستقرار سعر الصرف‪ ،‬ووضع الخطط‬
‫لتحفيز استثمارات القطاع الخاص من خالل البيئة واالستثمارية والتشريعية المناسبة‪ ،‬وتوجيه‬
‫الصادرات لألسواق غير التقليدية‪ ،‬واالعتماد على نظام السوق لتحديد األسعار‪ ،‬وتخفيض‬
‫معدالت التعريفة الجمركية‪ ،‬وترشيد االستثمارات الحكومية‪ ،‬وإ عادة هيكلة المؤسسات العامة‪.‬‬

‫ثانيًا‪ :‬السياسات المالية‬

‫تركز الهدف في هذا المجال على تخفيض العجز في الموازنة العامة‪ ،‬من خالل زيادة‬
‫اإليرادات واحتواء النفقات‪ ،‬مما يؤدي إلى تخفيض العجز المالي الحكومي إلى مستوى يحول‬
‫دون اللجوء إلى التمويل الخارجي أو االقتراض‪ ،‬وذلك عن طريق توسيع القاعدة الضريبية‬
‫وتغيير معدالت الضريبة‪ ،‬وفرض نظام ضريبة المبيعات‪ ،‬ورفع تسعيرة الخدمات األساسية (مياه‬
‫وكهرباء)‪ ،‬وتقليص معدل نمو العاملين في القطاع العام‪ ،‬وزيادة اإلنفاق الرأسمالي كجزء من‬
‫الجهود إلعادة تأهيل وتوفير الخدمات والمرافق العامة كالمدارس والمستشفيات‪ ،‬وتحسين البنية‬
‫التحتية‪ ،‬والتركيز على المشاريع كثيفة العمالة للتخفيف من البطالة‪.‬‬

‫*‬
‫ثالثًا‪ :‬السياسة النقدية‬
‫تركزت السياسة النقدية على اإلجراءات التي يتخذها البنك المركزي من خالل استخدام‬
‫األدوات النقدية المتعارف عليها دوليًا بهدف تحقيق االستقرار النقدي المتمثل بالمحافظة على‬
‫سعر صرف الدينار‪ ،‬وبناء احتياطيات من العمالت األجنبية‪ ،‬بما ينسجم مع النمو االقتصادي‬
‫والتطورات االقتصادية العالمية‪.‬‬

‫رابعًا‪ :‬سياسات إصالح القطاع الخارجي‬

‫سيتم استعراض النظام المالي والمصرفي األردني والسياسة النقدية في الجزء الثاني‪.‬‬ ‫*‬

‫‪11‬‬
‫كان الهدف األساسي القطاع الخارجي تحقيق تخفيض مستمر في الحساب الجاري‬
‫لميزان المدفوعات‪ ،‬وتقليل الحاجة إلى المساعدات والقروض الخارجية‪ ،‬وتشجيع القطاع‬
‫السياحي‪ ،‬واستقطاب المزيد من حواالت العاملين‪ ،‬ودعم المشاريع اإلنتاجية التصديرية والمكثفة‬
‫الستخدام العمالة‪ ،‬وتوفير الترويج الالزم للصادرات‪ ،‬وتمويلها وفتح أسواق جديدة لها‪.‬‬

‫خامسًا‪ :‬التخاصية‬

‫تعرف التخاصية بأنها البرنامج الذي يتم بموجبه نقل ملكية أو‪/‬إدارة المشاريع والمؤسسات أو‬
‫الشركات الحكومية كليًا أو جزئيًا إلى القطاع الخاص‪ ،‬سواًء أكان أردنيًا أم أجنبيًا‪ ،‬وقد تبنى‬
‫األردن برنامجه الوطني للتخاصية في أواخر عام ‪ 1996‬في سياق توجهاته االقتصادية الكلية‬
‫التي تقوم على االنفتاح‪ ،‬واالرتقاء بمستوى األداء لمختلف القطاعات‪ ،‬ودعم وتعزيز دور القطاع‬
‫الخاص كشريك في التنمية‪ ،‬بحيث تتفرغ الحكومة للمهام األساسية المتمثلة في تنظيم والتشريع‬
‫والرقابة‪ ،‬وإ دارة المؤسسات الحكومية‪ ،‬وتقديم الخدمات األساسية‪.‬‬

‫يعرف قانون التخاصية األردني رقم (‪ )25‬لسنة ‪ 2000‬التخاصية بأنها اعتماد نهج اقتصادي‬
‫يتمثل في تعزيز دور القطاع الخاص في النشاط االقتصادي ليشمل مشاريع القطاع العام التي‬
‫تقتضي طبيعتها إدارتها على أسس تجارية‪.‬‬

‫ويهدف برنامج التخاصية إلى جذب االستثمار الخارجي المباشر وغير المباشر‪ ،‬وتوطينه في‬
‫األردن‪ ،‬وزيادة كفاءة رأس المال العام‪ ،‬وتطوير أسواق رأس المال المحلية من خالل زيادة‬
‫قاعدة األسهم والملكية والمشاركة‪ ،‬ودعم المالية العامة بزيادة الدولة‪ ،‬واستعمال هذه اإليرادات‬
‫في تنفيذ برامج الحكومة االجتماعية بشكل أفضل‪ ،‬وزيادة استخدام أساليب التقنية الحديثة في‬
‫العملية اإلنتاجية واإلدارة‪.‬‬

‫ولتحقيق هذه األهداف‪ ،‬اتجه األردن في سياسة منتظمة للعمل على زيادة المقدرة التنافسية‬
‫لالقتصاد األردني بإجراءات عدة‪ ،‬منها‪ :‬تقليل عدد مؤسسات القطاع العام‪ ،‬والتي بلغت ‪40‬‬
‫مؤسسة في منتصف الثمانينات*‪ ،‬عن طريق تحويل ملكية هذه المؤسسات‪ ،‬أو تحويل إدارتها إلى‬
‫القطاع الخاص الذي يتمتع بقدرة أكبر على إدارتها بطريقة أكثر فاعلية وكفاءة‪ .‬وبيع حصص‬
‫الحكومة في ‪ 64‬شركة‪ ،‬من أهمها شركة االسمنت‪ ،‬واالتصاالت‪ ،‬ومؤسسة النقل العام‪ ،‬وشركة‬
‫من المفارقات أن العشر سنوات الماضية شهدت إنشاء العديد من الهيئات المستقلة والمؤسسات القطاعية حيث‬ ‫*‬

‫زاد عددها على خمسين مؤسسة‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫البوتاس العربية وشركة الفوسفات والطيران المدني‪ ،‬وغيرها في قطاعات السياحة والطيران‪،‬‬
‫وبحلول عام ‪ 2009‬لم يتبق سوى عدد محدود من المشاريع قيد الخصخصة‪ ،‬ومن أهمها مشاريع‬
‫في قطاع البريد واالتصاالت والكهرباء وسكة حديد العقبة‪.‬‬
‫وقد بلغ إجمالي عوائد التخاصية حوالي مليار ونصف دينار‪ ،‬تم استخدامها في تسديد ديون‬
‫المؤسسات التي تمت خصخصتها‪ ،‬وفي تمويل المشاريع التنموية‪ ،‬ومبادلة جزء من الديون‬
‫المستحقة على األردن‪ ،‬وقد استطاع برنامج الخصخصة جذب استثمارات تزيد على مليار دينار‬
‫للمشاريع التي تم خصخصتها‪ ،‬خاصة في قطاع االتصاالت والمياه والنقل‪.‬‬

‫سادسًا‪ :‬التشريعات االقتصادية‬

‫لم تكن السياسات المختلفة لتؤدي دورها دون وجود تشريعات جديدة‪ ،‬أو تحديث التشريعات‬
‫القائمة‪ .‬وقد تم إنجاز برنامج إصالح التشريعات االقتصادية من خالل تعديل بعض التشريعات‬
‫القائمة‪ ،‬وإ صدار بعض التشريعات الجديدة‪ ،‬مثل‪ :‬قانون األوراق المالية‪ ،‬وقانون ضريبة‬
‫المبيعات‪ ،‬وقانون التخاصية‪ ،‬وقانون الدين العام‪ ،‬وقانون حماية اإلنتاج الوطني‪ ،‬وقانون‬
‫المنافسة‪ ،‬وقوانين حماية الملكية الفردي والقوانين الخاصة بالهيئات الرقابية‪.‬‬

‫كهيئة تنظيم قطاع االتصاالت‪ ،‬وهيئة تنظيم قطاع النقل وغيرها‪ .‬كما تم تعديل العديد من‬
‫القوانين وتحديثها‪ ،‬كقوانين الشركات‪ ،‬والجمارك‪ ،‬وتشجيع االستثمارات‪ ،‬وضريبة الدخل‪ ،‬وما‬
‫زال هناك جزء من التشريعات التي يجري العمل عليها لتطوير البنية االستثمارية في األردن‪.‬‬

‫سابعًا‪ :‬المديونية الخارجية‬

‫سعى األردن إلى اتخاذ العديد من اإلجراءات الرامية إلى رفع كفاءة إدارة المديونية الخارجية‪،‬‬
‫بهدف االستفادة من االقتراض الخارجي‪ ،‬وتخفيض عبء المديونية‪.‬‬

‫وقد تمكن األردن من إعادة هيكلة مديونيته الخارجية من خالل التزام الحكومة بعدم التعاقد على‬
‫قروض قصيرة األجل‪ ،‬وتحديد سقوف سنوية إلجمالي التعاقدات الجديدة غير الميسرة للحكومة‬
‫أو بكفالتها‪ ،‬وإ لغاء معظم القروض التجارية التي لم تتم عملية السحب منها‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫ثامنًا‪ :‬سياسة حماية الفقراء‬

‫أولت الحكومة قضية الفقر أهمية كبرى‪ ،‬ألنها تمثل عقبة تعترض مسيرة النمو‪ ،‬وتؤثر‬
‫سلبًا على مستوى معيشة المواطن‪ ،‬فاتخذت الحكومة عددًا من اإلجراءات والتدابير تهدف إلى‬
‫تقديم الدعم للفقراء الذين تأثروا كثيرًا بسبب ارتفاع أسعار النفط العالمية‪ ،‬وما صاحبه من ارتفاع‬
‫أسعار السلع األساسية‪ ،‬وما ترتب على عملية التخاصية‪ ،‬وسياسة رفع الدعم الحكومي من‬
‫جوانب سلبية‪ ،‬وأبرز هذه اإلجراءات‪ :‬دعم صناديق العون االجتماعي‪ ،‬كصندوق التنمية‬
‫والتشغيل‪ ،‬وصندوق المعونة االجتماعية‪ ،‬لتقديم القروض للمشاريع الصغيرة الموجهة للفقراء‬
‫إليجاد فرص عمل لهم‪ ،‬وتدريب المتعطلين عن العمل وتأهيلهم‪ ،‬وتحسين البنية التحتية في‬
‫المناطق الفقيرة‪ ،‬واستعمل مصطلح "شبكة األمان االجتماعي" ليشمل مجموع هذه التدابير التي‬
‫تستهدف الطبقات الفقيرة‪ ،‬وذات الدخل المتدني‪ ،‬كما أطلق جاللة الملك عبد اهلل الثاني في عام‬
‫‪ 2009‬مبادرة سكن كريم لعيش كريم التي تهدف إلى بناء مساكن لألسر الفقيرة‪ .‬وبالرغم من‬
‫ذلك كله فال زالت نسبة الفقر مرتفعة حيث تشير إحصائيات عام (‪ )2008‬على أن ‪ %13‬من‬
‫األردنيين يعيشون تحت خط الفقر‪.‬‬

‫األوضاع اإلقليمية والدولية واالقتصاد األردني‬

‫تضع األحداث والتطورات السياسية واالقتصادية المحلية منها وإلقليمية والعالمية التي‬
‫تشهدها منطقتنا والتي تنعكس آثارها على مختلف الدول‪ ،‬األردن أمام مجموعة من التحديات التي‬
‫يجب التعامل معها بحكمة وموضوعية‪ ،‬فما زالت منطقتنا ترزح تحت تأثير وطأة األحداث في‬
‫كل من العراق وفلسطين‪ .‬ولقد دفع األردن ويدفع ثمنًا غاليًا بسبب موقعه "الجيوسياسي"‪،‬‬
‫وتتصف الكثير من مشاكله بأنها عابرة للحدود‪ ،‬األمر الذي انعكس على أداء االقتصاد األردني‪،‬‬
‫وبرامج التنمية االقتصادية‪.‬‬

‫أثرت حالة عدم االستقرار في المنطقة بشكل كبير على أداء بعض القطاعات الحيوية مثل‬
‫السياحة‪ ،‬التي تمثل المصدر الثاني للعمالت األجنبية في األردن‪ .‬ويعتبر هذا القطاع من أكثر‬
‫القطاعات تأثرًا بعوامل األمن واالستقرار‪ .‬وتشير البيانات إلى أن هذا القطاع قد بدأ باستعادة‬
‫دوره ومساهمته في الناتج المحلي اإلجمالي‪.‬‬
‫أما فيما يتعلق باآلثار التي أسفرت عنها التطورات األخيرة في المنطقة خاصة احتالل العراق‪،‬‬
‫فقد أدت إلى فقدان األردن أحد أهم مصادر دعم الموازنة واالقتصاد والمتمثل بالمنحة النفطية‬
‫العراقية‪ ،‬واألسعار التفضيلية التي كان يستورد بها األردن النفط من العراق‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫لقد أجبر هذا مثل هذا الوضع أجبر األردن على شراء النفط باألسعار العالمية من السوق‬
‫الدولية‪ ،‬مم اأثر سلبًا على االقتصاد الوطني بسبب زيادة الضغط على موارد األردن واحتياطياته‬
‫من العمالت األجنبية‪ ،‬وزيادة العجز في الميزان التجاري نتيجة لزيادة فاتورة المستوردات‪،‬‬
‫ورفع كلف اإلنتاج‪ ،‬وانعكاس ذلك على تنافسية الصادرات األردنية‪ ،‬وزيادة كلفة المعيشة على‬
‫المواطن األردني‪ ،‬األمر الذي أدى نظرًا الرتباط أسعار المحروقات بالكثير من بنود إنفاق‬
‫المواطن األردني‪ ،‬وزيادة نسبة الفقراء في األردن‪ ،‬وبالتالي خسارة ما تم تحقيقه خالل الفترة‬
‫‪ ،2003 – 1997‬التي انخفضت فيها نسبة الفقر من ‪ %21.3‬إلى ‪ %14.2‬ثم إلى ‪ %13‬في‬
‫عام ‪ ،2007‬باإلضافة إلى زيادة احتمالية اللجوء إلى االقتراض بشقيه الخارجي والداخلي لتغطية‬
‫نفقات دعم المحروقات*‪.‬‬

‫وقد تمكن االقتصاد األردني خالل عام ‪ 2007‬من تجاوز اآلثار السلبية للتطورات اإلقليمية‬
‫التي أثرت على المنطقة وارتفاع أسعار المحروقات‪ .‬فعلى الرغم من تباطؤ معدل نمو الناتج‬
‫المحلي اإلجمالي الحقيقي خالل العام بالمقارنة مع العام ‪ ،2005‬حيث سجل الناتج المحلي‬
‫اإلجمالي نموًا حقيقيًا نسبته ‪ %6‬مقابل ‪ %7.1‬في عام ‪ .2005‬ويالحظ أن متوسط نصيب الفرد‬
‫من الناتج المحلي اإلجمالي شهد ارتفاعًا خالل السنوات (‪ ،)2007 – 2000‬إذ ارتفع تدريجيًا‬
‫من ‪ 1235‬دينار للفرد سنويًا في عام ‪ 2000‬ليصل إلى ‪ 1961‬دينارًا للفرد عام ‪ ،2007‬أي‬
‫بزيادة مقدارها ‪ ،%58.8‬كما استمرت وتيرة نمو الصادرات األردنية إيجابيًا‪ ،‬وتجاوزت‬
‫الصادرات األردنية إلى السوق األمريكية المليار دوالر‪ ،‬علمًا بأن الصادرات األردنية لم تتجاوز‬
‫‪ 13‬مليون دوالر في عام ‪ ،1999‬واحتلت الواليات المتحدة بذلك المرتبة األولى‪ ،‬في حين تراجع‬
‫العراق إلى الدولة الثانية في استيعاب الصادرات األردنية‪.‬‬

‫* االنفتاح االقتصادي واالتفاقيات االقتصادية‬

‫لقد خطا األردن خطوات واسعة في مجال تحرير االقتصاد واالنفتاح االقتصادي على‬
‫معظم القطاعات االقتصادية‪ ،‬واالندماج مع االقتصاد العالمي‪ ،‬وذلك بهدف التغلب على صغر‬
‫حجم السوق األردنية‪ ،‬حيث انضم األردن إلى منظمة التجارية العالمية ووقع عدد من االتفاقيات‬

‫تم رفع هذا الدعم الحكومي الحقًا في عام ‪.2006‬‬ ‫*‬

‫انظر الجدول المرفق حول التجارة البينية مع دول االتفاقيات‪.‬‬ ‫*‬

‫‪15‬‬
‫أهمها‪ :‬واتفاقية الشراكة األوروبية واتفاقية التجارية الحرة مع الواليات المتحدة األمريكية‪،‬‬
‫واتفاقية التجارة الحرة العربية الكبرى‪ ،‬واتفاقية التجارة الحرة مع سنغافورة‪ ،‬إضافة إلى إقامة‬
‫المناطق الصناعية المؤهلة وتوسيع قاعدتها من خالل تأسيس المزيد منها‪ .‬مما يوفر سوقًا كبيرًا‬
‫للصادرات األردنية والتي يمكن أن تصل إلى مليار مستهلك من خالل هذه االتفاقيات ‪.‬‬

‫وكنتيجة مباشرة لإلصالحات االقتصادية الشاملة في األردن‪ ،‬ونتيجة لسلسلة اتفاقيات التجارة‬
‫الحرة التي تم توقعيها واصلت الصادرات األردنية ارتفاعها األمر الذي انعكس على أداء القطاع‬
‫الخاص المحلي الذي استفاد من اتفاقيات التجارة الحرة ونجح في تسويق منتجاته في كثير من‬
‫األسواق الخارجية وخاصة إلى الواليات المتحدة األمريكية التي تعتبر أكبر شريك تجاري‬
‫لألردن‪ .‬حيث بلغت نسبة الصادرات إلى السوق األمريكية أكثر من ‪ %31‬من إجمالي‬
‫الصادرات الوطنية‪ .‬كما ارتفعت الصادرات الوطنية كنسبة من الناتج المحلي اإلجمالي من‬
‫‪ %23.2‬عام ‪ 2003‬لتصل إلى ‪ 28.3‬في عام ‪.2007‬‬

‫وبلغت الصادرات في عام ‪ )5522.9( 2008‬منها (‪ )4383.9‬صادرات وطنية‬


‫والباقي حصيلة نشاط إعادة التصدير‪.‬‬

‫التنمية المستدامة والتحديات االقتصادية‬

‫التنمية المستدامة‪:‬‬

‫بدأت عملية التخطيط في األردن منذ منتصف القرن الماضي‪ ،‬حيث تم التركيز في تلك الفترة‬
‫على التخطيط على مستوى المشاريع‪ ،‬تلتها فترة السبعينيات حيث لّم التخطيط على المستوى‬
‫القطاعي‪ .‬ومع نهاية عقد التسعينات وبداية األلفية الجديدة انتقلت عملية التخطيط التنموي إلى‬
‫مفهوم التخطيط التأشيري وذلك انسجامًا مع توجهات جاللة الملك عبداهلل الثاني المعظم الداعية‬
‫إلى تحقيق التنمية المستدامة من خالل االندماج مع االقتصاد العالمي‪ ،‬وتفعيل دور القطاع‬
‫الخاص كشريك حقيقي ورائد في عملية التنمية‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫وقد تم صياغة أول تعريف للتنمية المستدامة في هذا التقرير كما يلي‪" :‬التنمية التي تفي وتلبي‬
‫احتياجات الحاضر دون المجازفة والمساس بقدرة األجيال المقبلة على الوفاء وتلبية احتياجاتها"‪،‬‬
‫(اللجنة العالمية للتنمية والبيئة)‪ .‬ويعرف البنك الدولي التنمية المستدامة بأنها تنمية تلبي احتياجات‬
‫المجتمعات في الوقت الحالي دون المساس بقدرة أجيال المستقبل على تحقيق أهدافها‪ ،‬وبما يسمح‬
‫بتوفير فرص أفضل من المتاحة للجيل الحالي إلحراز تقدم اقتصادي واجتماعي وبشري‪ ،‬ألن‬
‫المقصد منها هو إتاحة مستقبل أفضل‪.‬‬

‫المبادئ األساسية لالستدامة‪:‬‬

‫‪ ‬الدمج‪ :‬دمج االعتبارات البيئية واالجتماعية واالقتصادية في عملية صنع القرار بشكل‬
‫فعال‪.‬‬
‫‪ ‬مشاركة المجتمع‪ :‬ال يمكن تحقيق االستدامة‪ ،‬أو إنجاز أي تقدم نحوها‪ ،‬من دون مشاركة‬
‫ودعم المجتمع بكافة شرائحه‪.‬‬
‫‪ ‬سلوك وقائي‪ :‬حيثما تكون هناك تهديدات بوقوع أضرار بيئية جسيمة‪ ،‬أو أضرار ال‬
‫يمكن مداواتها‪ ،‬ال يستخدم االفتقار إلى التيقن العملي الكامل كسبب لتأجيل اتخاذ تدابير‬
‫فعالة من حيث التكلفة لمنع التدهور البيئي‪.‬‬
‫‪ ‬العدالة ضمن األجيال‪ :‬اإلنصاف والمساواة في الفرص للجيل الحالي ولألجيال المقبلة‬
‫أيضًا‪.‬‬
‫‪ ‬تحسن متواصل‪ :‬إن الوضع البيئي المتدهور يلزم باتخاذ إجراءات فورية لتصبح‬
‫المجتمعات أكثر استدامة وتسعى للتحسن المستمر والمتواصل‪.‬‬
‫‪ ‬سالمة بيئية‪ :‬العمل من أجل حماية التنوع البيولوجي والحفاظ على العمليات البيئية‬
‫األساسية واألنظمة التي تدعم الحياة‪.‬‬

‫ميزات المجتمع المستدام‬

‫المجتمع المستدام هو المجتمع الذي يزدهر ألنه يبني توازنًا فعاًال بين الرخاء االجتماعي‬
‫والفرص االقتصادية وجودة البيئة‪ .‬وتمثل النقاط الثالث التالية الميزات األساسية للمجتمع‬
‫المستدام‪:‬‬
‫‪ ‬سليم بيئيًا‪ :‬بحيث تركز عملية صنع القرار على تقليل مخاطر النمو السكاني والتنمية‬
‫على الموارد الطبيعية والبيئة‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫‪ ‬منتج اقتصاديًا‪ :‬بحيث يقوم أعضاء المجتمع باستثمار رؤوس أموالهم محليًا من أجل‬
‫مساندة الموارد البشرية والطبيعية المحلية‪ ،‬وإ نتاج عوائد مالية كافية من تلك‬
‫االستثمارات‪.‬‬
‫‪ ‬منصف وعادل اجتماعيًا‪ :‬بحيث يعزز توزيع الغذاء والفوائد بين مختلف قطاعات‬
‫المجتمع نتيجة الوصول العادل إلى المصادر والمشاركة في عملية صنع القرار‪.‬‬

‫وانطالقًا من ذلك‪ ،‬فقد ركزت مختلف المبادرات الوطنية كاألجندة الوطنية‪ ،‬ووثيقة كلنا‬
‫األردن‪ ،‬على أهمية التنمية المستدامة‪ ،‬ودورها في تحقيق النمو االقتصادي المحلي‪ ،‬وتحسين‬
‫نوعية الحياة للمواطنين‪.‬‬

‫كما تضمنت هذه المبادرات التأكيد على ضرورة الدفع باتجاه تعزيز األساليب والممارسات‬
‫الديمقراطية‪ ،‬وتوفير برامج تعليمية حديثة تواكب وتلبي متطلبات مؤسسات األعمال وسوق‬
‫العمل‪ ،‬وإ شراك القطاع الخاص في تخطيط وتنفيذ المبادرات االقتصادية واالجتماعية الهادفة إلى‬
‫إحداث التغيير‪.‬‬

‫التحديات التي يواجهها االقتصاد األردني‬

‫بالرغم من االنجازات الطيبة التي حققها االقتصاد األردني منذ قيام الدولية األردنية إّال أن‬
‫مسيرته كانت محفوفة بتحديات مختلفة أهمها‪:‬‬
‫‪ -1‬العجز المزمن في الموازنة العامة حيث بلغ هذا العجز (‪ )1.5‬مليار دينار في عام‬
‫‪ 2009‬ويشكل حوالي ‪ %8‬من الناتج المحلي اإلجمالي‪.‬‬
‫‪ -2‬تذبذب نسبة النمو السنوي تبعًا للمعطيات الدولية واإلقليمية (بلغت نسبة النمو (‬
‫‪ )%6.6‬في عام ‪ 2007‬و (‪ )%5.6‬في عام ‪ 2008‬ويتوقع أن ال تزيد عن ‪%3‬‬
‫في عام ‪.2009‬‬
‫‪ -3‬االعتماد على القروض والمساعدات الخارجية (بلغت قيمة المساعدات في عام‬
‫‪ 2008‬حوالي ‪ 550‬مليون دينار)‪.‬‬
‫‪ -4‬العجز المزمن في الميزان التجاري ‪.‬‬
‫‪ -5‬ندرة الموارد الطبيعية وخاصة الطاقة والمياه‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫‪ -6‬ارتفاع نسبة الفقر والبطالة حيث يعيش ‪ %13‬من األردنيين تحت خط الفقر‬
‫(إحصائيات عام ‪ ،)2007‬وتبلغ نسبة البطالة ‪ %13‬إحصائيات عام ‪.2008‬‬
‫‪ -7‬ارتفاع أسعار الطاقة التي يضطر األردن إلى استيرادها من الخارج‪.‬‬
‫‪ -8‬ضعف تنافسية العديد من القطاعات بسبب ارتفاع أسعار الطاقة واالعتماد على‬
‫المدخالت المستوردة‪.‬‬
‫‪ -9‬ضعف اإلنتاجية الكلية وتدني إنتاجية العمالة األردنية‪.‬‬

‫المزايا اإليجابية لالقتصاد األردني‬

‫بالرغم من المحددات والتحديات التي يواجهها االقتصاد األردني إّال أن هنالك مجموعة من‬
‫الخصائص اإليجابية التي يمكن االستفادة منها لتحسين الوضع االقتصادي وزيادة تنافسية‬
‫االقتصاد األردني‪ .‬ويمكن تلخيصها بما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬نظام حكم دستوري مستقر ومنفتح‪ ،‬حيث يقود جاللة الملك عبداهلل الثاني مسيرة التحديث‬
‫والتطوير‪ ،‬ويسعى شخصيًا الستقطاب استثمارات إلى األردن‪.‬‬
‫‪ -2‬األردن بلد آمن ومستقر وال يعاني من اضطرابات داخلية أو أمنية‪ ،‬أو عرقية‪ ،‬أو‬
‫طائفية‪.‬‬
‫‪ -3‬بيئة تشريعية جيدة‪ ،‬وخاصة فيما يتعلق بتنظيم األعمال والبيئة االستثمارية‪.‬‬
‫‪ -4‬األردن بلد مؤسسات‪ ،‬ولديه مستوى جيد من المؤسسية‪.‬‬
‫‪ -5‬توفر الموارد البشرية وجودتها‪.‬‬
‫‪ -6‬استقرار صرف العملة الوطنية (الدينار)‪ ،‬وتوفر احتياطات أجنبية مالئمة‪.‬‬
‫‪ -7‬وجود عدد من االتفاقيات الدولية والثنائية المحفزة لالستثمار‪.‬‬
‫‪ -8‬بنية تحتية جيدة‪ ،‬وتوفر مدن صناعية‪ ،‬ومناطق تنموية خاصة‪.‬‬

‫الجزء الثاني‬
‫النظام المالي والمصرفي األردني والسياسة النقدية‬

‫‪ ‬الجهاز المالي والمصرفي األردني‬

‫يتكون الجهاز المالي والمصرفي األردني من المؤسسات المالية التالية‪:‬‬


‫‪ -‬البنك المركزي (السلطة النقدية)‬

‫‪19‬‬
‫‪ -‬البنوك التجارية‬
‫‪ -‬مؤسسات اإلقراض المتخصصة‬
‫‪ -‬مؤسسات مالية أخرى‬

‫‪ ‬البنك المركزي‬

‫يعتبر البنك المركزي األردني بنك البنوك‪ ،‬وبنك الحكومة‪ ،‬وهو رأس الهرم المصرفي في‬
‫تنفيذ السياسات النقدية واالئتمانية‪ ،‬بما ينسجم مع السياسات االقتصادية األخرى في المملكة‪،‬‬
‫ويتمتع بشخصية اعتبارية مستقلة‪.‬‬

‫وقد بدأ البنك المركزي األردني أعماله في شهر تشرين األول من عام ‪ 1964‬ليحل محل‬
‫مجلس النقد األردني الذي أسس عام ‪ 1950‬والذي انحسرت مهامه في االحتفاظ بموجودات‬
‫إستراتيجية مقابل إصدار النقد األردني‪ ،‬ولم يكن للمجلس دور فعال في السياسة النقدية‬
‫واإلئتمانية‪.‬‬
‫وتنص المادة (‪ )4‬من قانون البنك المركزي رقم ‪ 23‬لعام ‪ 1971‬على "أن أهداف البنك‬
‫المركزي هي الحفاظ على االستقرار النقدي في المملكة وضمان قابلية تحويل الدينار األردني‪،‬‬
‫ومن ثم تشجيع النمو االقتصادي المطرد في المملكة‪ ،‬وفق السياسة االقتصادية العامة للحكومة"‪.‬‬

‫ولتحقيق هذه األهداف فقد تطورت وظائف ومهام البنك المركزي منذ إنشائه حتى الوقت‬
‫الحاضر وأصبحت تشمل ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬إصدار أوراق النقد والمسكوكات في المملكة وتنظيمه‬

‫بعد إعالن دولة مستقلة عام ‪ ،1946‬بدأ التفكير في إصدار نقد وطني‪ ،‬فصدر القانون المؤقت‬
‫للنقد األردني رقم (‪ )35‬لسنة ‪ ،1949‬وبموجب هذا القانون تشكل مجلس النقد األردني الذي‬
‫أصبح السلطة الوحيدة المخولة بإصدار أوراق النقد والمسكوكات في المملكة‪ .‬وأصبحت وحدة‬
‫النقد هي الدينار األردني الذي طرح للتداول في ‪ .1/7/1950‬وتوقف تداول الجنيه الفلسطيني‬
‫في المملكة اعتبارًا من ‪.30/9/1950‬‬

‫وتنص المادة ‪ 27‬من قانون البنك المركزي على أن البنك المركزي هو جهة اإلصدار الوحيدة‬
‫للنقد األردني من أوراق ومسكوكات‪ ،‬ويقوم بتزويد السوق بما يحتاج من أوراق النقد األردني‬
‫ومسكوكاته‪ .‬كما أن البنك يحتفظ عادة بمخزون من أوراق النقد والمسكوكات لهذا الغرض‪،‬‬

‫‪20‬‬
‫ويسترد أوراق النقد‪ ،‬ويتلف األوراق النقدية غير الصالحة لالستعمال‪ .‬ومن المتعارف عليه بأن‬
‫إصدار النقد األردني مغطى بالذهب والعمالت األجنبية القابلة للتحويل على أن ال تقل قيمتها في‬
‫أي وقت من األوقات عن قيمة أوراق النقد المتداولة‪ .‬وقد بلغت قيمة النقد المصدر عندما باشر‬
‫البنك المركزي أعماله عام ‪ 1964‬ما مقداره ‪ 24.4‬مليون دينار ارتفعت إلى ‪ 2350.2‬مليون‬
‫دينار في نهاية عام ‪.2007‬‬

‫‪ -2‬االحتفاظ باحتياطي المملكة من الذهب والعمالت األجنبية وإ دارته‬

‫يقوم البنك المركزي بإدارة احتياطيات المملكة من الذهب والعمالت األجنبية‪ ،‬وتوظيفها‬
‫في مجاالت االستثمار المالئمة وفقًا لتطورات أسواق الصرف العالمية‪ ،‬بما يوفر عنصري‬
‫الضمان والربحية لهذه االحتياطيات‪ .‬كذلك يسمح قانون البنك المركزي للبنوك التجارية‬
‫باالحتفاظ بأرصدة عمالت أجنبية‪ .‬وقد بلغت موجودات المملكة من الذهب والعمالت األجنبية‬
‫عام ‪ 1964‬ما مقداره ‪ 25.8‬مليون دينار ارتفعت إلى ‪ 6788.5‬مليون دينار في نهاية عام‬
‫‪.2007‬‬

‫‪ -3‬العمل كبنك للبنوك المرخصة ومؤسسات اإلقراض المتخصصة‬

‫حسب نصوص المواد (‪ )42 ، 37‬من القانون تحتفظ البنوك المرخصة باحتياطي نقدي‬
‫إلزامي لدى البنك المركزي بحيث ال تقل هذه النسبة عن ‪ %5‬وال تزيد عن ‪ %35‬من الودائع‬
‫المختلفة‪ .‬كما تحتفظ البنوك لدى البنك المركزي بودائع يتم استخدامها لتسديد بعض مدفوعاتها‬
‫المالية فيما بينها من خالل غرفة المقاصة االلكترونية‪ .‬ومما يجدر اإلشارة إليه أن البنك‬
‫المركزي يعتبر المقرض األخير للبنوك في الظروف الطارئة التي تهدد االستقرار النقدي‬
‫وسالمة الجهاز المصرفي‪ .‬كذلك يقوم البنك المركزي بتقديم خدمات األخطار المصرفية حول‬
‫مالءة العمالء وخدمات الحفظ األمين‪ .‬كذلك يعمل البنك المركزي أيضًا كبنك لمؤسسات‬
‫اإلقراض المتخصصة لحفظ حساباتها لديه وتقديم القروض وخصم األوراق التجارية وتقديم‬
‫المشورة لها‪.‬‬

‫‪ -4‬مراقبة البنوك وتنظيم أعمالها‬

‫استنادًا إلى نصوص المواد (‪ )45 ، 44‬من القانون يقوم البنك المركزي بدراسة وتحليل‬
‫األوضاع المالية للبنوك للتأكد من سالمة مراكزها المالية‪ ،‬والتزاماتها بتعليمات البنك المركزي‬

‫‪21‬‬
‫كنسب االحتياطي النقدي وحركة التسهيالت االئتمانية‪ ،‬ومعدل كفاية رأس المال ومكافحة غسيل‬
‫األموال الحاكمية المؤسسية وفقًا للمعايير الدولية‪.‬‬

‫‪ -5‬العمل كبنك للحكومة وكمستشار مالي واقتصادي‬


‫حسب نصوص المواد (‪ )50 – 47‬من القانون يعمل البنك المركزي كوكيل مالي‬
‫للحكومة حيث يحتفظ بحسابات الوزارات والدوائر الحكومية والمؤسسات العامة‪ .‬ويقوم البنك‬
‫المركزي بتحويل أية أموال في داخل المملكة وخارجها‪ ،‬ومنح االعتمادات المستندية‪ .‬كما يقوم‬
‫البنك المركزي بإصدار وإ دارة سندات الدين الداخلي نيابة عن الحكومة‪ .‬ويقوم البنك المركزي‬
‫أيضًا بإدارة مساهمات المملكة في المؤسسات المالية اإلقليمية والدولية نيابة عن الحكومة‪.‬‬
‫وباإلضافة إلى ذلك يقوم البنك المركزي بتقديم المشورة والتوصيات للحكومة للمساهمة في اتخاذ‬
‫القرارات التي تتعلق بالشؤون المالية والنقدية واالقتصادية‪.‬‬

‫‪ -5‬دور البنك المركزي في التنمية االقتصادية‬

‫جاء تأسيس البنك المركزي ليتولى مسؤولية السياسة النقدية‪ ،‬واالضطالع بجميع المهام‬
‫والمسؤوليات التي تتحملها البنوك المركزية في الدول المتقدمة اقتصاديًا‪ .‬فقد شهد األردن منذ‬
‫تأسيس المملكة تطورًا كبيرًا في شتى المجاالت االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬وقد كان لتطور القطاع‬
‫المالي والمصرفي األثر األكبر في إحداث هذه التغيرات‪،‬التي شملت حشد المدخرات الوطنية‬
‫والخارجية‪ ،‬وتوجيهها نحو تمويل مشاريع التنمية االقتصادية‪ .‬كما تولى البنك المركزي مسؤولية‬
‫تقديم القروض والسلف للبنوك التجارية‪ ،‬والمؤسسات المالية‪ ،‬لتعزيز قدرتها على تمويل‬
‫المشاريع التنموية في المملكة‪ .‬هذا باإلضافة إلى زيادة القدرات المالية للحكومة من خالل‬
‫اإلقراض المباشر لها‪ ،‬وإ دارة احتياطيات المملكة من العمالت األجنبية‪.‬‬

‫وبناًء على ما سبق‪ ،‬ولتحقيق األهداف والمهام السابقة الذكر فإّن البنك المركزي يمتلك األدوات‬
‫واألسلحة النقدية التي تمكنه من الحفاظ على االستقرار النقدي وتحقيق النمو االقتصادي المطرد‬
‫في المملكة‪.‬‬

‫البنوك التجارية‬

‫‪22‬‬
‫وهي مؤسسة مالية وسيطة بين المالك الذي يملك الفوائض المالية‪ ،‬والمشتري الذي يعاني من‬
‫عجز مالي في أعماله‪ ،‬أي أنها الوسيط المالي الرئيسي الذي يتعامل في قبول الودائع ومنح‬
‫القروض‪.‬‬

‫ومن أهم وظائف البنوك التجارية‪:‬‬


‫قبول الودائع بأنواعها المختلفة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تقديم التسهيالت االئتمانية من قروض وكمبياالت‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تقديم الخدمات االستثمارية واالستشارية والتحويالت الخارجية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫شراء وبيع األصول المالية مثل السهم والسندات وغيرها‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫يمكن االستنتاج من هذه الوظائف أن دور البنوك التجارية األساسي يتركز في خلق النقود‬
‫والودائع من خالل عملها كحلقة وصل بين المقرضين والمقترضين بهدف تحقيق أقصى ربح‬
‫ممكن‪.‬‬

‫وخالل فترة قصيرة نسبيًا‪ ،‬نما الجهاز المصرفي األردني تدريجيًا من مرحلة بدائية إلى مرحلة‬
‫متطورة وأصبح يضاهي أضعاف ما حققته دول أخرى خالل هذه المرحلة الزمنية على‬
‫الصعيدين الكمي والنوعي كما هو مبين تاليًا‪:‬‬

‫أ‪ -‬التطور الكمي‪:‬‬

‫لقد عملت البنوك التجارية الموجودة في األردن في ظل مجلس النقد الفلسطيني أوًال‪ ،‬ثم‬
‫مجلس النقد األردني بعد ذلك‪ .‬فحتى عام ‪ ،1949‬لم يكن في األردن سوى بنك بريطاني هو البنك‬
‫العثماني عام ‪ ،1925‬والبنك العربي الذي فتح أول فرع له في عمان عام ‪ .1930‬وقد تبع ذلك‬
‫إنشاء البنك األهلي عام ‪ 1956‬وبنك األردن وبنك القاهرة عام ‪ .1960‬أما في الوقت الحاضر‬
‫فقد بلغ عدد البنوك المرخصة في األردن ‪ 23‬بنكًا‪ ،‬منها بنكان إسالميان‪ ،‬وثمانية بنوك غير‬
‫أردنية‪ .‬وبلغ عدد الفروع المرخصة ‪ 558‬فرعًا‪ ،‬و ‪ 79‬مكتب تمثل منتشرة في مدن والمملكة‬
‫وقراها‪ .‬ومما "يجدر اإلشارة إليه أن عدد السكان إلى إجمالي عدد الفروع العاملة في المملكة قد‬
‫بلغ في نهاية عام ‪ 2007‬حوالي ‪ 10‬آالف نسمة لكل فرع‪ ،‬كما أن عدد فروع البنوك األردنية‬
‫العاملة في الخارج وصل إلى ‪ 129‬فرعًا‪ ،‬منها ‪ 57‬فرعًا في األراضي الفلسطينية‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫وتشير المعلومات المتوفرة حول نشاطات البنوك إلى أنها استمرت في تحقيق المزيد من‬
‫التقدم‪ ،‬ففي جانب موجودات ومطلوبات البنوك التجارية فقد ارتفعت من ‪ 63.3‬مليون دينار عام‬
‫‪ ،1964‬لتصل إلى ‪ 26815.6‬مليون دينار عام ‪ ،2007‬ما ارتفع إجمالي الودائع لدى البنوك‬
‫من ‪ 48.7‬مليون دينار عام ‪ 1964‬إلى ‪ 15988.0‬مليون دينار عام ‪ 2007‬بمعدل سنوي‬
‫‪ .%7.8‬وبلغ الرصيد اإلجمالي للتسهيالت االئتمانية ‪ 11295.6‬مليون دينار عام ‪ 2007‬مقابل‬
‫‪ 29.3‬مليون دينار عام ‪ 1964‬بمعدل سنوي ‪ .%8.9‬كما ارتفعت حقوق الملكية لدى البنوك من‬
‫حوالي ‪ 5‬ماليين دينار عام ‪ 1964‬إلى ‪ 3625.7‬مليون دينار عام ‪.2007‬‬

‫ب‪ -‬التطور النوعي‪:‬‬

‫يتضح مما سبق أن تطور القطاع المصرفي في األردن لم يقتصر على النمو الكمي من حيث‬
‫زيادة عدد المؤسسات‪ ،‬ونمو حجم الودائع واالئتمان فحسب‪ ،‬وإ نما تعداه إلى النمو النوعي ممثًال‬
‫بإنشاء مؤسسات جديدة‪ ،‬كبنوك‪ ،‬وشركات مالية‪ ،‬وسوق عمان المالي‪ .‬هذا إضافة إلى طرح‬
‫أدوات مالية جديدة مثل سندات التنمية‪ ،‬وأذونات وسندات الخزينة‪ ،‬وإ سناد القروض وشهادات‬
‫اإليداع‪ .‬هذا فضًال عن ظهور الخدمات المصرفية غير الربوية عن طريق البنوك اإلسالمية‬
‫وإ صدار قانون سندات المقارضة لتمويل المشاريع التنموية على أسس الشريعة اإلسالمية‪.‬‬

‫ولقد قام البنك المركزي بجهود مكثفة تهدف إلى إعادة تنظيم هذا الجهاز وترتيب أوضاعه‪،‬‬
‫لضمان استمرار وجود جهاز مصرفي سليم ومعافى‪ .‬وقد ارتكزت عملية إعادة تنظيم الجهاز‬
‫المصرفي على إعادة النظر في التشريعات المصرفية والمالية‪ ،‬لتواكب التطورات الحديثة في‬
‫العمل المصرفي الدولي‪ ،‬وتشجيع سياسات الدمج بين المؤسسات المصرفية‪ ،‬وتصفية بعض‬
‫المؤسسات المصرفية المتعثرة‪ .‬كما تم رفع الحد األدنى لرأس مال البنوك التجارية إلى ‪40‬‬
‫مليون دينار عام ‪ ،2007‬ومن ثم إلى ‪ 100‬مليون دينار عام ‪ ،2010‬وتم رفع الحد األدنى لمعدل‬
‫كفاية رأس المال إلى ‪ .%12‬كما قام البنك المركزي ببناء اإلطار الشامل للحاكمية المؤسسية‬
‫للجهاز المصرفي‪ ،‬وإ قرار قانون مكافحة غسيل األموال‪ ،‬وتطوير نظام اإلنذار المبكر‪.‬‬

‫مؤسسات اإلقراض المتخصصة‬

‫من المتعارف عليه أن البنوك التجارية ال تتمكن من منح قرض طويلة األجل بسبب‬
‫قصر آجال مطلوباتها‪ ،‬لذا حرصت الحكومة على اعتماد مؤسسات تمويلية متخصصة في مجال‬
‫الزراعة‪ ،‬والصناعة‪ ،‬واإلسكان‪ ،‬لتتمكن من منح قروض طويلة األجل للمشاريع التنموية لتلك‬

‫‪24‬‬
‫القطاعات‪ .‬وقد بلغ عدد مؤسسات اإلقراض المتخصصة العاملة أربع مؤسسات هي ‪ :‬مؤسسة‬
‫اإلقراض الزراعي (‪ )1959‬وعدد فروعها (‪ )22‬فرعًا‪ ،‬والمؤسسة العامة لإلسكان والتطوير‬
‫الحضري (‪ )1965‬وعدد فروعها (‪ )3‬فروع‪ ،‬وبنك تنمية المدن والقرى (‪ )1966‬وعدد فروعه‬
‫(‪ )7‬فروع‪ ،‬وبنك اإلنماء الصناعي (‪ )1965‬وعدد فروعه (‪ )5‬فروع‪ .‬وتعتمد هذه المؤسسات‬
‫في عملية التمويل الطويلة األجل على رأسمالها‪ ،‬واالقتراض المحلي والخارجي‪ ،‬إّال أنه تم في‬
‫بداية العام ‪ 2008‬خصخصة هذا البنك وسيتم تحويله من قبل شركة دبي كابيتال وبنك دبي‬
‫اإلسالمي إلى بنك إسالمي‪.‬‬

‫‪ :1.4‬مؤسسات مالية أخرى‬

‫باإلضافة إلى ما سبق من إنشاء مؤسسات مالية هنالك العديد من المؤسسات المالية غير‬
‫المصرفية‪ ،‬والتي أنشئت في التسعينات‪ ،‬بغية تعزيز المدخرات الوطنية‪ ،‬والنمو االقتصادي‬
‫المستدام في المملكة‪ .‬فقد تم تأسيس الشركة األردنية لضمان القروض عام (‪ )1994‬كشركة‬
‫مساهمة عامة محدودة‪ ،‬بهدف توفير الضمانات الالزمة لتغطية مخاطر القروض الممنوحة من‬
‫قبل البنوك للمشروعات االقتصادية الصغيرة ومتوسطة الحجم‪ .‬كما تم تأسيس الشركة األردنية‬
‫إلعادة تمويل الرهن العقاري عام (‪ ،)1996‬بدعم من البنك المركزي‪ ،‬والبنك الدولي لإلنماء‬
‫والتعمير‪ ،‬بهدف تدعيم سياسة هيكلة قطاع اإلسكان وتشجيع وتطوير سوق رأي المال في المملكة‬
‫عن طريق طرح إسناد اإلقراض الخاصة بالتمويل اإلسكاني‪ .‬كما تم أيضًا تأسيس مؤسسة‬
‫ضمان الودائع عام (‪ )2000‬لحماية صغار المودعين لدى البنوك من خالل ضمان ودائعهم‪،‬‬
‫لتشجيع اإلدخار المحلي وتعزيز الثقة بالنظام المصرفي األردني وعدم تحمل الحكومة مسؤولية‬
‫تعويض المودعين في حالة التعثر‪ .‬هذا باإلضافة إلى شركات التأمين‪ ،‬ومؤسسة الضمان‬
‫االجتماعي‪ ،‬ومؤسسة تنمية أموال األيتام‪ ،‬وصندوق التنمية والتشغيل‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫نشرة مالية الحكومة – كانون األول ‪.2009‬‬ ‫‪-‬‬

‫نشرات وتقارير دائرة اإلحصاءات العامة ‪.2008‬‬ ‫‪-‬‬

‫البنك المركزي األردني‪ ،‬النشرة اإلحصائية الشهرية‪ ،‬أعداد مختلفة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫البنك المركزي األردني‪ ،‬التقرير السنوي‪ ،‬أعداد مختلفة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫البنك المركزي األردني‪ ،‬مجموعة التشريعات المصرفية األردنية‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫البنك المركزي األردني‪ ،‬الجهاز المالي والمصرفي في األردن‪.2004 ،‬‬ ‫‪-‬‬

‫اتحاد المصارف العربية‪ ،‬مجلة المصارف العربية‪ ،‬أعداد مختلفة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫جمعية البنوك‪ ،‬مجلة البنوك‪ ،‬أعداد مختلفة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫د‪ .‬أديب حداد‪ ،‬االقتصاد األردني وسياسات التصحيح‪.1990 ،‬‬ ‫‪-‬‬

‫د‪ .‬أديب حداد‪ ،‬توجيهات السياسة النقدية في أعقاب مرحلة السالم‪.1996 ،‬‬ ‫‪-‬‬

‫د‪ .‬هوشيار معروف‪ ،‬تحليل االقتصاد الكلي‪.2005 ،‬‬ ‫‪-‬‬

‫األستاذ مصطفى حمارنة‪ ،‬االقتصاد األردني المشكالت واآلفاق‪.1995 ،‬‬ ‫‪-‬‬

‫د‪ .‬خالد الوزني‪ ،‬اإلصالح االقتصادي والتنمية البشرية في األردن‪.2000 ،‬‬ ‫‪-‬‬

‫أحمد علوان – بحث غير منشور ‪.2009‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪26‬‬

You might also like