Professional Documents
Culture Documents
جلالة الملك يوجه رسالة إلى المشاركين في المؤتمر الدولي السابع لليونسكو لتعلم الك
جلالة الملك يوجه رسالة إلى المشاركين في المؤتمر الدولي السابع لليونسكو لتعلم الك
جGلة ا%لك يوجه رسالة إلى ا%شارك> في ا%ؤتمر الدولي السابع لليونسكو لتعلم الكبار
وجه صاحب الجGلة ا%لك محمد السادس ،نصره ا ،Iرسالة إلى ا%شارك> في
ا%ؤتمر الدولي السابع لليونسكو لتعلم الكبار ) (CONFINTEA VIIالذي انطلقت
أشغاله يوم ا*ربعاء بمراكش تحت شعار “تعلم الكبار وتعليمهم من أجل التنمية
ا%ستدامة :أجندة تحويلية”.
وفيما يلي نص الرسالة ا%لكية السامية التي تGها رئيس الحكومة السيد عزيز
أخنوش:
يطيب لنا ،في البداية أن نعرب عن اعتزازنا بانعقاد ا%ؤتمر الدولي السابع لتعلم
الكبار وتعليمهم ) ،(CONFINTEA VIIبإشراف منظمة ا*مم ا%تحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو” ،على أرض ا%ملكة ا%غربية ،كأول بلد عربي
وإفريقي يحظى بهذا الشرف.
وإذ نرحب بالفعاليات والشخصيات ا%رموقة ا%شاركة في هذا ا%لتقى الهام ،من مسؤول> حكومي> ،وممثل> عن ا%نظمات وا%ؤسسات الدولية النشيطة
وخبراء ومختص> في هذا ا%جال ؛ فإننا نعرب لكم عن تقديرنا %ا تبذلونه جميعا من جهود دؤوبة ،كل من موقعه ،وبحسب اختصاصاته ،من أجل تعزيز
وتطوير سبل تعلم الكبار وتعليمهم.
و mيفوتنا ،في هذه ا%ناسبة ،أن نشيد بعGقات الشراكة والتعاون ا%تميزة التي ظلت تجمع على الدوام ب> ا%ملكة ا%غربية ومنظمة اليونسكو ،مؤكدين
حرصنا ا%تواصل على زيادة تكثيفها وتقويتها ،لتشمل مجاmت علمية وتربوية وثقافية متنوعة.
إن انعقاد هذا ا%ؤتمر ،الذي نضفي عليه رعايتنا السامية ،تأكيدا %ا نوليه من أهمية بالغة لهذا القطاع ،وmختياره كشعار له هذه السنة“ :تعلم الكبار
وتعليمهم من أجل التنمية ا%ستدامة :أجندة تحويلية” ،ليعد بالتأكيد ،وقفة متجددة للتأمل والدراسة ،وتداول اÉراء بشأن كافة اÇشكاmت ا%رتبطة بهذا
ا%وضوع.
كما يشكل فرصة سانحة لتقييم ما أنجزته بلداننا في هذا ا%جال ،والبحث عن أنجع السبل لبلورة سياسات فعالة لتعلم الكبار وتعليمهم ،ارتباطا
بمفهوم التعلم مدى الحياة ،بما يسهم في بلوغ أهداف التنمية ا%ستدامة لسنة .2030
ففي ظل التحوmت ا%تسارعة التي يعرفها العالم ،بات من الضروري منح الكبار فرصا دائمة مدى الحياة ،لكسب مهارات جديدة تضمن لهم التأهيل
ا*مثل لتحس> ظروفهم الحياتية والصحية والعملية ،وتمكنهم من سبل العيش الكريم.
إننا نعتبر تنظيم هذا ا%ؤتمر الدولي ،على أرض ا%ملكة ا%غربية ،دعما للجهود التي ما فتئت تبذلها بGدنا ،لتوفير تعليم جيد مدى الحياة لجميع
أبنائها ،بدءا من التعليم ا*ولي ،الذي يشكل ركيزة أساسية للتعلم مدى الحياة ،ومدخ Gبالغ ا*همية لتحقيق الجودة في مجال التربية والتكوين.
ومن هذا ا%نظور ،تولي ا%ملكة ا%غربية أهمية خاصة لتعليم الشباب ،حيث توفر لهم فرصا متعددة ومتجددة للتعلم ،تضمن لهم التمتع بحقهم في
الحصول على التأهيل ا%ناسب ،الكفيل بضمان اندماجهم اmقتصادي ،وتحصيلهم ا%عرفي وارتقائهم اmجتماعي ،بما يحصنهم من آفة الجهل والفقر،
ومن نزوعات التطرف واmنغGق.
كما عملت ا%ملكة على تعزيز جهودها لGرتقاء بالتكوين ا%هني للشباب ،واعتماد تكوينات بتخصصات متنوعة ،تستجيب لحاجيات ا%قاوmت والقطاع
العام ،وتواكب التطورات العلمية وا%عرفية ،والتغيرات التي يعرفها ا%جتمع وا%هن ،بما يتيح لهم فرصا أفضل لGندماج ا%هني.
العام ،وتواكب التطورات العلمية وا%عرفية ،والتغيرات التي يعرفها ا%جتمع وا%هن ،بما يتيح لهم فرصا أفضل لGندماج ا%هني.
وفض Gعن ذلك ،ولتمك> الشباب من اmستمرار في التعلم والتكوين *طول مدة ،خاصة منهم ا%نقطع> عن الدراسة ،تم خلق مبادرة “مدرسة الفرصة
الثانية الجيل الجديد للتربية والتأهيل” .حيث تعتمد هذه ا%بادرة على مقاربة التكوين بالتناوب ب> ا%درسة وا%قاولة ،من أجل اÇعداد وا%رافقة في
ا%شروع ا%هني الفردي لكل شابة وشاب.
وفي نفس اÇطار ،يندرج البرنامج الوطني الذي اعتمدته بGدنا لGرتقاء بمحو ا*مية ،ا%وجه إلى فئة عريضة من ا%واطن> وا%واطنات ،والذي تتجاوز
أهدافه عملية تعلم القراءة والكتابة إلى تيسير اندماج الفئة ا%ستهدفة في سوق الشغل ،من خGل دورات تكوينية تمكن ا%ستفيدين من تطوير مهاراتهم
في بعض الحرف ،وتقوية قدراتهم لخلق تعاونيات ومشاريع مدرة للدخل.
كما تسهر ا%ملكة ا%غربية أيضا ،على تيسير ولوج النساء إلى التعليم ،وتمكينهن اقتصاديا مدى الحياة ،حتى يتسنى لهن ا%ساهمة بفعالية في
التنمية ،وكذا تطوير ذواتهن وتحقيق طموحاتهن الشخصية والعملية.
إن احتضان ا%ملكة ا%غربية لفعاليات هذا ا%ؤتمر ،يكرس انخراطها الفعلي في ترسيخ مبدأ التعلم مدى الحياة .وهو ما تجسد على أرض الواقع ،من
خGل التحاق مدينتي شفشاون وبنجرير بالشبكة العا%ية %دن التعلم ،وحصول ا%غرب على كرسي اليونسكو ،بفضل إنشائه مرصدا للتعلم مدى
الحياة ،ومساهمته في إعداد آليات لتتبع وتقييم مستوى التعلمات ،بشراكة مع معهد اليونسكو للتعلم مدى الحياة.
وباÇضافة إلى ذلك ،تتميز ا%ملكة بدينامية ملحوظة ،بفضل تعاون وتضافر جهود جميع الفاعل> ،من قطاع عام وخاص ،وكذا الجامعات والجماعات
الترابية ومنظمات ا%جتمع ا%دني والشركاء الدولي> ،الذين يسهرون على تنزيل السياسات والبرامج الخاصة با%تعلم الكبير.
وفي هذا الصدد ،كنا دائما وما نزال ،حريص> كل الحرص على توفير تعليم جيد لجميع ا%غاربة ،بكل شرائحهم وباختGف أعمارهم ؛ تعليم يضمن
اmنخراط في عالم ا%عرفة والتواصل ،ويؤهل للحياة ا%هنية ،ويساهم في اmرتقاء الفردي والجماعي.
وتجدر اÇشارة هنا ،إلى أنه تم إعطاء هذا الورش التنموي دفعة قوية وانطGقة جديدة ،في إطار النموذج التنموي الجديد ،الذي تبنته بGدنا ،والذي
يرمي في شقه التعليمي إلى إحداث نهضة تربوية ،غايتها تعزيز وضمان الرأسمال البشري الذي سيساهم في التنمية ،مع فتح آفاق واعدة للمستقبل.
كما يقتضي تحقيق هذه الغاية ،التوعية با%كانة ا%تزايدة للعلم وا%عرفة ،باعتبارهما محددين للتنمية وللنمو اmقتصادي ،في عصر يتسم بتسارع
التحوmت التكنولوجية ،مع ما يتطلب ذلك من امتGك لكفاءات و%ؤهGت جديدة ومتجددة .ويتعزز كل ذلك ،بوضع التربية على ا%واطنة والحس ا%دني في
قلب ا%شروع التربوي ا%غربي ،ودعم آليات التربية والتكوين واmدماج وا%واكبة والتمويل ا%خصص للنساء ،وتعزيز قنوات التعليم والتكوين مدى الحياة،
دعما لقدرات كل فرد في بGدنا.
إن الدورة السابعة لهذا ا%ؤتمر تعد فرصة سانحة لتعزيز الحوار ومناقشة التحديات ا%رتبطة بمستقبل تعلم الكبار وتعليمهم.
وإنه %ن دواعي سرورنا أن نقترح خGل هذه الدورة اعتماد إطار عمل جديد ،تحت إسم “إطار عمل مراكش” ،تيمنا با%دينة التي تحتضن أشغالكم،
لتوجيه وتطوير تعلم الكبار وتعليمهم في العقد القادم ،كوثيقة مرجعية ،تشكل خارطة طريق لـ 12سنة ا%قبلة ،وتضع ا%تعلم الكبير في صلب
السياسات التعلمية ،وتكرس مبدأ التعلم مدى الحياة ،كرافعة أساسية لتسريع بلوغ أهداف التنمية ا%ستدامة.
وإيمانا منها بضرورة تقوية وتنسيق عملية تتبع إنجاز التوجيهات التي ستصدر عن “إطار عمل مراكش” ،وضمانا mستمرارية الدينامية التي سيطلقها
هذا ا%ؤتمر العا%ي ،ارتأت ا%ملكة ا%غربية أن تقترح تشكيل لجنة وزارية ما بعد ،CONFINTEA VIIتجتمع مرة كل سنة ،وتسهر على التنزيل
الفعلي لكل التوصيات ا%نبثقة عن ا%ؤتمر ،خاصة على ا%ستوى اÇقليمي.
وضمن نفس الرؤية والتوجه ،ولتقوية التزام بGدنا في مجال التعلم مدى الحياة ،يقترح ا%غرب أيضا ،إطGق مبادرة ذات بعد إفريقي ،تهدف إلى تقوية
التنسيق والتعاون جنوب – جنوب في مجال تعلم الكبار والتعلم مدى الحياة ،تتمثل في إنشاء “ا%عهد اmفريقي للتعلم مدى الحياة”.
وسيشكل هذا ا%عهد مركزا إقليميا لتقوية قدرات الجهات الفاعلة وا%ؤسسات وا%نظمات اÇقليمية في مجال التعلم مدى الحياة .كما سيسمح بتبادل
التجارب الناجحة ،ونقل ا%عرفة ،وتقاسم الخبرات فيما يخص تعلم الكبار وتعليمهم m .سيما على مستوى مدن التعلم اmفريقية ،ومن خGلها ،ربط
أواصر التعاون مع مثيGتها في ربوع العالم.
كما سيستهدف هذا ا%عهد الفاعل> ا%حلي> ،من صناع القرار السياسي وكذا ا%مارس> ،ورؤساء ا%نظمات غير الحكومية والباحث> ،لتقييم
السياسات العمومية للتعلم مدى الحياة ،على نطاق قاري ،وفق مقاربة تضع ا%تعلمات وا%تعلم> وا%كونات وا%كون> في صلب ا*ولويات.
وإننا لواثقون بأن هذا ا%ؤتمر سيشكل فرصة سانحة للتداول في ا%مارسات ا%ثلى ،وابتكار حلول جديدة وواقعية ،وفق رؤى متطورة ،وتقديم مقترحات
وتوصيات ،من شأنها أن تساهم في تحس> مستقبل تعلم الكبار وتعليمهم ،وكذا ضمان حق التعلم مدى الحياة للجميع.
وإذ نجدد الترحيب بكم ،ضيوفا كراما ببلدكم الثاني ا%غرب ،فإننا ندعو ا Iتعالى أن يسدد خطاكم ،ويكلل بالتوفيق أعمالكم.