Professional Documents
Culture Documents
الفقر في العراق والتحول من ظاهرة اقتصادية إلى مأزق اجتماعي وسياسي
الفقر في العراق والتحول من ظاهرة اقتصادية إلى مأزق اجتماعي وسياسي
كان الفقر ،وال يزال ،ظاهرة سرمدية ،لها وجود في غالبية مجتمعات العالم ،ويتباين تأثيرها بين مجتمع وآخر وفقًا للتقاليد
االجتماعية واألعراف الدينية والقوانين الوضعية السائدة .وقد تميزت المجتمعات اإلسالمية ،ومنها المجتمع العراقي ،وفي
مختلف العصور التاريخية ،بإيالئها اهتما ًما استثنائيًّا لمعالجة التبعات السلبية لهذه الظاهرة ،انطالقًا من منظومة قيم دينية
ي بموجبها العديد من المنطلقات النظرية ،والمفاهيم والتطبيقات العملية لمعالجة هذه الظاهرة ُ
ودنيوية سامية وراسخة ،أ ْر ِس َ
السلبية.
لقد عرف العراق عبر تاريخه الطويل مراح َل من الرفاه والتقدم واالزدهار االقتصادي واالجتماعي ،ومراحل أخرى من
التراجع وانتشار الظواهر السلبية في المجتمع ومنها ظاهرة الفقر ،وقد ألقت العقوبات االقتصادية الدولية بعد احتالل العراق
للكويت عام ،1990وتداعيات االحتالل العسكري األميركي للعراق عام ،2003بظاللها القاتمة على مجمل التطورات
السياسية واالقتصادية واالجتماعية للمجتمع العراقي ،وكان من نتائجها السلبية انتشار ظاهرة الفقر ،وبخاصة في العقد الثاني
من القرن .21
ومما زاد من إشكالية ظاهرة الفقر في العراق انتشار فيروس كورونا ،منذ 24فبراير/شباط ،2020وإغالق الحدود لغالبية
دول العالم ،وتقليص األنشطة االقتصادية ،مما أدى إلى انهيار أسعار النفط في األسواق الدولية ،ومن ثم إحداث شلل تام
ً
فضال عن االفتقار إلى تطبيقات عملية ناجعة من قبل الحكومات العراقية المتعاقبة طيلة لكل أنشطة االقتصاد العراقي،
السنوات العشرين الماضية ،والتي من شأنها وضع مرتكزات أساسية لتطويق التأثيرات السلبية لهذه الظاهرة التي تحولت
إلى مأزق يواجه صنَّاع القرار السياسي واالقتصادي في العراق.
2
.1اإلجراءات المنهجية والنظرية للدراسة
أ -إشكالية الدراسة وفرضيتها
تتأثر أنشطة المستثمرين والعاملين في القطاعات االقتصادية المختلفة في العراق بالظروف الذاتية والموضوعية المحيطة
بهذه األنشطة ،السيما في ظل عدم وجود بيئة استثمارية جاذبة لمجمل أنشطة القطاع الخاص بشكل عام ،والمشاريع الصغيرة
والمتوسطة المرتبطة به على وجه التحديد ،لوجود صعوبات ومعوقات متراكمة أ ْملتها التطورات في مختلف ميادين الحياة،
مر بها العراق في السنوات األخيرة ،لذا يسعى البحث إلى محاولة اإلجابة على
خاصة السياسية واالقتصادية منها ،والتي َّ
التساؤالت اآلتية:
.1ما أبرز مؤشرات ظاهرة الفقر في العراق خالل الفترة الممتدة من 2015إلى 2019؟
.2ما أسباب ظاهرة الفقر في العراق؟
.3ما أبرز التطورات االقتصادية في العراق بين عامي 2015و2019؟ وما صلتها بظاهرة الفقر في البالد؟
في سياق هذه اإلشكالية وأبعادها المختلفة ،تحاول الدراسة استقصاء فرضية عكست عالقة عكسية قوامها :كلما استفحلت
ظاهرة الفقر في العراق ،أدى ذلك إلى انخفاض مستوى األجور ،ومن ث َّم تراجع القدرة المالية ألعداد كبيرة من أفراد
المجتمع وانخفاض مستوى المعيشة ،مع تراجع الخدمات في كافة المجاالت وبالذات في التعليم والصحة والخدمات ،مما
يؤدي إلى تفاقم وانتشا ر المشاكل السياسية واالقتصادية واالجتماعية في المجتمع العراقي ،فيما يؤدي تراجع ظاهرة الفقر
في المجتمع العراقي إلى نتائج إيجابية معكوسة في كل المجاالت.
3
د -حدود الدراسة
-المجال المكاني :جمهورية العراق -وفقًا للتسمية الرسمية ال ُمعترف بها دوليًّا -وهو الكيان الجغرافي والسياسي والثقافي،
بمعنى المنطقة الموحدة من حيث جذورها التاريخية وانتماؤها الثقافي والقومي ،والمجزأة إداريًّا إلى 18محافظة في الوقت
الحاضر.
-المجال الزماني :ويغطي الفترة الممتدة بين عامي 2015و 2019إال ما اقتضى التنويه ألحداث مرتبطة بسنوات سابقة؛
إذ ش َّكل عام 2015بداية مرحلة مهمة في تاريخ العراق المعاصر ،عقب سيطرة ما يُس َّمى بتنظيم "الدولة اإلسالمية في
العراق و الشام" على محافظات الموصل وصالح الدين واألنبار وأجزاء من محافظات كركوك وديالى في النصف الثاني
من عام ،2014وما أعقبها من مشاركة القوات العراقية ،بداية عام ،2015في قوات التحالف الدولي فيما أطلق عليه
"الحرب العالمية على اإلرهاب".
ويمكن اإلشارة إلى مفهوم الفقر المبسط بأنه تدني مستوى المعيشة لألفراد أو األسر ،أو بعبارة أخرى هو الحرمان المادي
الذي تتجلى أهم مظاهره في انخفاض استهالك الغذاء ك ًّما ونوعًا ،وتدني المستوى الصحي والتعليمي والوضع السكني،
وكذلك الحرمان من امتالك السلع المعمرة (أو الدائمة) واألصول المادية األخرى ،وفقدان القدرة على مواجهة الحاالت
ُعرف الفقر باالفتقار لما هو ضروري ،والسيما الغذاء
الصعبة كالمرض واإلعاقة والبطالة والكوارث واألزمات .كما ي َّ
والسكن واألرض والموجودات األخرى (بمعنى توافر الحد األدنى من المستلزمات الضرورية للحياة) .والفقر أيضًا هو
االفتقار إلى الموارد المتعددة ،مما يقود إلى الحرمان المادي؛ وبذلك يتجلى الفقر في عدم القدرة على تحقيق مستوى معين
من المعيشة المادية يُمثِل الحد األدنى المعقول والمقبول في مجتمع ما من المجتمعات في مدة زمنية محددة .ويركز هذا
الوصف على مستوى المعيشة المادي القابل للقياس ،والذي يرتبط بالظروف االقتصادية واالجتماعية لكل مجتمع من
الفقر بعدم القدرة على توفير الحد األدنى من مستوى
َ المجتمعات على حدة وخالل مدة زمنية معينة .فيما يحدد البنك الدولي
المعيشة في مجتمع من المجتمعات في مدة زمنية محددة(.)2
ُعرف خط الفقر بقيمة اإلنفاق التي يجب الوصول إليها حتى ال يُع َّد الفرد ً
فقيرا .وقد ناقشت كثير من األدبيات القياس وي َّ
فقرا في مجتمع ما وفي زمن ما قد ال يُعتبر
يشكل ً
المطلق أو النسبي للفقر ومدى فائدة مفهوم الفقر المطلق؛ حيث إن ما ِ
فقرا في مجتمع آخر؛ إذ تتوقف طبيعة الفقر على الزمن والمجتمع والمعتقدات السائدة وقت إجراء الدراسة .ومن ثم فقد يُع ُّد
ً
ُعرف خط
انتشارا بأولئك الذين يعيشون في فقر مطلق( .)3وي َّ
ً الفقر مفهو ًما نسبيًّا وليس مطلقًا ،وتتعلق أكثر مقاييس الفقر
الفقر المطلق بـ"إجمالي تكلفة السلع المطلوبة لسد االحتياجات االستهالكية األساسية"(.)4
4
وقد ظهر في السنوات األخيرة مفهوم الفقر متعدد األبعاد باعتماد ثالثة مؤشرات ،هي :الصحة ،والتعليم ،ومستوى المعيشة،
"مكونان مهمان البد من أن يبرزا في أي تعريف لمفهوم الفقر ،وهما :مستوى المعيشة ،والحق في
ِ بعشرة أبعاد( .)5وهناك
الحصول على حد أدنى من الموارد .ويمكن التعبير عن مستوى المعيشة باالستهالك لسلع محددة ،مثل :الغذاء والمالبس أو
السكن ،التي تمثِل الحاجات األساسية لإلنسان وتسمح بتصنيف أي فرد ال يحققها ضمن دائرة الفقر .أما الحق في الحصول
على الحد األدنى من الموارد فهو ال يركز على االستهالك بقدر تركيزه على الدخل ،أي الحق في الحصول على هذه
الحاجات أو القدرة على الحصول عليها(.)6
وبشكل عام ،قام البنك الدولي ،في أكتوبر/تشرين األول ،2015بتحديد خط الفقر الدولي بـ 1.9دوالر في اليوم لكل شخص،
أي إن الناس الذين يعيشون تحت خط الفقر ليس لديهم ما يكفي لتلبية احتياجاتهم األساسية .وعادة ما تحدد البلدان خطوط
الفقر الوطنية ،وتستخدم خطوط مجموعة من أفقر البلدان لتحديد خط الفقر المدقع الدولي البالغ 1.9دوالر في اليوم(.)7
أما خط الفقر النسبي ،فيُحدَّد تبعًا للموقع النسبي للفرد واألسرة ضمن المجتمع المعني ،وطبقًا لذلك يُحدَّد خط الفقر النسبي
بنسبة معينة من الدخل المتوسط ،كأن يُحدَّد بنصف الدخل المتوسط أو بالحد األعلى لدخل %10من السكان األدنى ً
دخال.
وبهذا ،فإن خط الفقر النسبي يتغيَّر بتغيُّر الدخل من بلد آلخر أو من وقت آلخر بالنسبة للبلد ذاته .وإذا كان خط الفقر المطلق
هو األكثر مناسبة للدول العربية منخفضة الدخل ،فإن خط الفقر النسبي سيكون مالئ ًما للدول العربية مرتفعة الدخل(.)8
صا في المال (فقر الدخل) ،غير أن الفقراء أنفسهم اعتبروا أن تجربتهم في مجال
وحددت معظم بلدان العالم الفقر باعتباره نق ً
الفقر أكثر اتساعًا .فالشخص الفقير يمكن أن يعاني من مشاكل متعددة في نفس الوقت ،ومنها على سبيل المثال ،قد يواجه
سوء التغذية وتراجع الخدمات الصحية ،أو نقص المياه الصالحة للشرب أو الكهرباء ،وضعف نوعية العمل أو التعليم.
فالتركيز على عامل واحد فقط هو الدخل ،ليس كافيًا لالعتراف بالواقع الحقيقي للفقر.
وفي عام ،2010اعتمدت مؤسسة أوكسفورد للتنمية الدولية مفهو ًما جديدًا للفقر أطلقت علية الفقر متعدد األبعاد العالمي،
وقد شرعت بإصدار دليل الفقر متعدد األبعاد العالمي في عام ،2010بالتعاون مع برنامج األمم المتحدة اإلنمائي واعتماد
المعطيات اإلحصائية في تقارير التنمية البشرية السنوية ،لتحليل المعطيات اإلحصائية المتاحة ،ومواءمة دليل الفقر متعدد
األبعاد العالمي مع أهداف التنمية المستدامة .وقد غطى تقرير الفقر متعدد األبعاد العالمي السنوي لعام 2019نحو
7.5مليارات نسمة ،أو ما يعادل %77من سكان العالم ،يعيشون في 105بلدان ،وضمنها دول تعيش في حالة الفقر
المدقع باعتماد المؤشرات الثالثة التي ذكرناها آنفًا ،وهي :الصحة ،والتعليم ،ومستوى المعيشة ،بعشرة أبعاد( )9كما هو
موضح في الشكل رقم ( .)1وفي عام ،2019أضافت المؤسسة المذكورة تصنيفًا رقميًّا لمؤشر الفقر متعدد األبعاد يتراوح
ما بين ( 0إلى ،)1ووفقًا لهذا التصنيف احتل العراق درجة ( ،)10()0.032مما يعكس مستوى متدنيًا من مستويات الفقر
متعدد األبعاد.
5
الشكل رقم ( )1يوضح دليل الفقر متعدد األبعاد()11
-األجور :مفهوم اقتصادي يُشير إلى القيمة التي تُدفع مقابل أداء عمل ما ،وتُحسب عادة على أساس الساعة أو اليوم أو
األسبوع ،وتُع ُّد األجور المصدر الرئيس للدخل لمعظم الناس ،وتُصنَّف إلى أجور نقدية وأجور حقيقية( .)12وي َّ
ُعرف األجر
بغض النظر عن قوتها الشرائية ،ويُطلق على هذا النوع من األجور
ِ النقدي باألجر الذي يُعبَّر عنه بمقدار معين من النقود
أيضًا األجور االسمية .أما األجر الحقيقي ،فيتمثَّل بكمية البضائع والخدمات التي يمكن شراؤها بذلك المبلغ من النقود في
أي وقت معين ،أو بعبارة أخرى ،هو :مقدار القوة الشرائية التي يُمثِلها ذلك األجر في وقت معين .ويُصنَّف األجر بحسب
الوقت إلى صنفين ،أولهما :األجر بحسب الوقت ،وهو األجر المرتبط بوحدة زمنية ،كالساعة ،أو اليوم ،أو األسبوع.
وثانيهما :األجر بحسب القطعة ،وبمقتضاه تُعطى المكافأة تبعًا لإلنتاج المادي والعمل ال ُمنجز(.)13
-القطاعات االقتصادية :يتوزع النشاط االقتصادي في غالبية دول العالم ،ومنها العراق ،بين ثالثة قطاعات اقتصادية،
وهي :القطاع العام الذي يرتبط بالدولة ،والقطاع ال ُمختلط الذي يُدار بصيغة مشتركة من قبل الدولة والقطاع الخاص،
والقطاع الخاص الذي يُديره المستثمرون والمشتغلون فيه باالعتماد على إمكانياتهم الذاتية ،والذي ترتبط به المشروعات
الصغيرة والمتوسطة في العراق .وال يوجد لدى الحكومة العراقية تعريف محدد للقطاع الخاص ،لكن قانون الشركات رقم
( )21لعام 1997يُحدِد في (المادة ً -8
أوال) ،أن الشركة الخاصة تتكون باتفاق بين شخصين أو أكثر من غير قطاع الدولة
برأس مال خاص" ،لكنه يُجيز ،في (المادة -8ثانيًا)" ،أن تكون مساهمة قطاع الدولة في الشركة الخاصة المساهمة أو
6
نص على أن "القطاع
َّ المحدودة بنسبة تقل عن %25من رأس المال" .وثمة تعريف آخر مقبول على الصعيد الدولي
الخاص هو ذلك الجزء من االقتصاد الوطني غير الخاضع لسيطرة الدولة المباشرة ويُدار من أجل الربح"(.)14
وتعتمد األطر النظرية للتطبيقات االقتصادية على مجموعة من المرتكزات التشريعية والسياسية واالقتصادية والتي تم تثبيت
دعائمها عقب تغيير النظام السياسي في العراق بعد االحتالل األميركي في أبريل/نيسان ،2003والشروع في تغيير شامل
للقوانين والمؤسسات والتطبيقا ت القائمة في كافة الميادين ،والسيما االقتصادية منها وصياغتها بمضامين وسياقات
جديدة( .)18ويمكن إيجاز هذه المرتكزات في اآلتي:
-الدستور العراقي لعام :2005يُمثِل الدستور الدائم باعتباره القانون األعلى في العراق ،والذي جرى االستفتاء عليه في
15أكتوبر/تشرين األول ،2005وثيقة رئيسة للمبادئ األساسية في كافة ميادين الحياة للدولة العراقية ،وبخاصة االقتصادية
منها ،وذلك من خالل تأكيده على جملة من المعايير والمبادئ االقتصادية واالجتماعية التي تناولها العديد من مواده ،ومنها
على سبيل المثال (المادة )22التي تخص العمل والعمال والنقابات واالتحادات المهنية .وركزت (المادة )23على حماية
الملكية الخاصة وحق العراقي في التملُّك في أي مكان في العراق ،بينما كفلت (المادة )24حرية انتقال األيدي العاملة
صت (المادة )25على أن تكفل الدولة إصالح االقتصاد
والبضائع ورؤوس األموال العراقية بين األقاليم والمحافظات ،ون َّ
العراقي وفق أسس اقتصادية حديثة وبما يضمن استثمار كامل موارده وتنويع مصادره وتشجيع القطاع الخاص وتنميته،
وتكفل الدولة أيضًا بحسب (المادة )26تشجيع االستثمارات في القطاعات المختلفة ويُن َّ
َظم ذلك بقانون.
وشدَّدت (المادة )27على حرمة وحماية األموال العامة وأمالك الدولة ،وعالجت (المادة )28موضوع الضرائب ،وركزت
الفقرة ثالثًا من (المادة )110على اختصاصات السلطات االتحادية برسم السياسة المالية والجمركية وإصدار العملة وتنظيم
صت الفقرة (ثامنًا من نفس المادة) على تخطيط
السياسة التجارية ووضع الميزانية العامة للدولة ورسم السياسة النقدية لها .ون َّ
السياسات المتعلقة بمصادر المياه من خارج العراق ،وضمان مناسيب تدفق المياه إليه وتوزيعها العادل داخل العراق وفقًا
للقوانين واألعراف الدولية ،فيما عالجت (المادة )114مواضيع إدارة الجمارك ورسم سياسات البيئة ورسم سياسة التنمية
والتخطيط العام .ولخصوصية وأهمية قطاع النفط والغاز ،فقد أفرد له الدستور العراقي ثالث مواد ،وهي( :المادة )111
و( )112و( )115وتنص على أن النفط والغاز هو ملك كل الشعب العراقي في كل األقاليم والمحافظات( .)19ويتضح
مما تقدم ،أن الدستور الدائم لجمهورية العراق لم ينص صراحة على طبيعة وفلسفة النظام االقتصادي المنشود للبالد بكونه
7
رأسماليًّا أم مختل ً
طا أم اشتراكيًّا ،بل وضع آليات ومبادئ عمل أقرب في جوهرها للنظام االقتصادي الرأسمالي ولخطوات
الحرية االقتصادية مع المحافظة على دور مركزي محدود للدولة في بعض االختصاصات.
-مشروع تطوير السياسة االقتصادية في العراق :استهدف مشروع تطوير السياسة االقتصادية في العراق والممول من قبل
وكالة التنمية الدولية األميركية ،إصالح نظام تمويل ما أُطلق عليه "الحكومات المحلية" في العراق لتطبيق نظام عدم
المركزية ،والذي قُدِم للسلطات العراقية المختصة عام .2006وقد ركزت مقدمة هذا المشروع على أهمية اإلصالحات
غير المركزية في الميدان السياسي ،وتوفير القدرات الضرورية إلقامة نظام ال مركزي مؤثر عبر هيكلية مؤسساتية وإدارية
لنظام تحدي د الروابط المالية بين المستويات المختلفة "للحكومات المحلية" في العراق .وقد تناولت وثيقة المشروع صالحيات
اإلنفاق وتأمين الخدمات وكذلك تخفيض العوائد ودراسة آليات تحويل مبالغ اإلعانات المالية بين المستويات المختلفة
للحكومات المحلية في العراق( . )20ويفضي هذا المشروع إلى إرساء وتطبيق نظام اقتصادي ال مركزي للمحافظات
العراقية ،والتي أُط ِلق عليها تسمية "الحكومات المحلية" ،وتنظيم آليات العمل االقتصادي واإلداري والمالي لها وبشكل
متوازن بين اإلدارات المحلية للمحافظات والحكومة المركزية في بغداد .ولتجسيد هذا التوجه صدر قانون المحافظات غير
المنتظمة في إقليم بموجب القانون رقم ( )21لسنة ،2008والذي منح صالحيات واسعة للمحافظات وبما يتوافق مع مبدأ
عدم المركزية وفي كافة الميادين ،وبخاصة االقتصادية منها(.)21
-خطط التنمية الوطنية :شهد العراق خالل الفترة الممتدة بين 2011و 2019انطالق خطتين تنمويتين :كانت األولى خطة
التنمية الوطنية لألعوام ( )2014-2010التي تأثرت بمجموعة عوامل داخلية وأخرى خارجية ،بعضها كان بمنزلة عوامل
دفع وأخرى عوامل شد ،وكان لها تداعيات متداخلة إيجابية وسلبية على أداء االقتصاد العراقي .وكانت الخطة الثانية بين
عامي 2015و .2019ورغم أهمية الخطتين وصياغتهما النموذجية ،فإنهما لم يأخذا طريقهما للتطبيق الصحيح في العراق.
-استراتيجيات الحد من الفقر في العراق :تبنَّت الحكومات العراقية المتعاقبة بعد 2003استراتيجيتين للحد من الفقر في
العراق .وقد ركزت االستراتيجية األولى للحد من الفقر في العراق 2014-2010على وجوب التعامل مع أربعة تحديات
أساسية ،وهي :ضمان األمن واالستقرار ،وضمان الحكم الرشيد ،وضمان عدالة التوزيع وتنويع مصادر الدخل في اقتصاد
السوق ،والتخفيف من اآلثار السلبية لإلصالح .فيما أكدت االستراتيجية الثانية للحد من الفقر في العراق ()2022-2018
أن هذه التحديات ال تزال ماثلة ،وينبغي على الحكومة استمرار االلتزام بالتعامل معها عبر السياسات واإلجراءات الكفيلة
بمواجهتها بوصفها شر ً
طا ضروريًّا لتحقيق األهداف المنشودة لالستراتيجية ،وإن كانت هذه التحديات قد اتخذت أبعادًا أكثر
وتأثيرا في االقتصاد والمجتمع العراقي(.)22
ً عمقًا
8
-المرتبة الثالثة :وتشير إلى تنمية بشرية "متوسطة" ،وتضم فلسطين ،والعراق ،والمغرب ،ويأتي العراق في المرتبة 14
عربيًّا ،ويحتل المرتبة 120على المستوى العالمي ،فيما بلغ نصيب الفرد من الدخل اإلجمالي في العراق ()15.355
دوالرا بمستوى تنمية بشرية "متوسط" رغم أن البلد يُعَ ُّد ثاني أكبر دولة عربية مصدِرة للنفط بعد السعودية.
ً
-المرتبة الرابعة :تكون فيها التنمية البشرية "منخفضة" ،وتشمل سوريا ،وجزر القمر ،وموريتانيا ،والسودان ،وجيبوتي،
فيما لم يضع برنامج األمم المتحدة اليمن والصومال ضمن الفئات األربع المشار إليها آنفًا.
جدول رقم ( )1يبرز ترتيب الدول العربية على مستوى التنمية البشريةحسب دليل التنمية البشرية لعام )23(2019
مستوى التنمية نصيب الفرد من الدخل مرتبة الدولة مرتبة الدولة الدولة م
البشرية القومي عالميًّا عربيًّا
اإلجمالي (بالدوًلر)
مرتفعة جدًّا 66.912 35 1 اإلمارات 1
مرتفعة جدًّا 49.338 36 2 السعودية 2
مرتفعة جدًّا 110.489 41 3 قطر 3
مرتفعة جدًّا 40.399 45 4 البحرين 4
مرتفعة جدًّا 37.039 47 5 ع َمان
ُ 5
مرتفعة جدًّا 71.164 57 6 الكويت 6
مرتفعة 31.634 82 7 الجزائر 7
مرتفعة 10.677 91 8 تونس 8
مرتفعة 11.136 93 9 لبنان 9
مرتفعة 8.268 102 10 األردن 1
0
مرتفعة 11.685 110 11 ليبيا 1
1
مرتفعة 10.744 116 12 مصر 1
2
متوسطة 5.314 119 13 فلسطين 1
3
متوسطة 15.355 120 14 العراق 1
4
متوسطة 7.480 121 15 المغرب 1
5
منخفضة 2.725 154 16 سوريا 1
6
منخفضة 2.426 156 17 جزر 1
القمر 7
9
منخفضة 3.746 161 18 موريتانيا 1
8
منخفضة 3.962 168 19 السودان 1
9
منخفضة 3.601 171 20 جيبوتي 2
0
--- 1.433 177 21 اليمن 2
1
--- --- --- 22 الصومال 2
2
.2.2مؤشرات السكان
بلغ عدد سكان العراق نحو ( )39.309.078نسمة في عام 2019استنادًا إلى إحصاءات البنك الدولي( ،)24فيما تزايد
إجمالي القوى العاملة من إجمالي سكان العراق خالل العام ذاته ليصل إلى ( )10.475.072نسمة( .)25ويشمل إجمالي
القوى العاملة من عمر 15عا ًما فأكثر ،والذين يستوفون تعريف منظمة العمل الدولية للسكان النشطين اقتصاديًّا ،جميع
األشخاص الذين يمثلون األيدي العاملة المشاركة في إنتاج السلع والخدمات خالل فترة محددة .بينما تتفاوت معالجة
الممارسات الوطنية لفئات مثل القوات المسلحة والعمال الموسميين أو الذين يعملون لبعض الوقت .وتشمل القوى العاملة
بوجه عام ًّ
كال من أفراد القوات المسلحة ،والعاطلين عن العمل ،والباحثين عن العمل ألول مرة ،ولكن يُستثنى منها ربَّات
البيوت ومقدمو الرعاية غير مدفوعة األجر لآلخرين ،وعمالة القطاع غير الرسمي(.)26
واستنادًا إلى أحدث اإلحصاءات الرسمية المثبتة بالقانون رقم ( )1للموازنة العامة االتحادية للعراق للسنة المالية ،2019
بلغ العدد اإلجمالي لموظفي الدولة نحو ( )5.883.780موظفًا بنهاية عام ،2019وضمنهم أعداد القوات المسلحة
واألجهزة األمنية( .)27وبطرح عدد موظفي الدولة من إجمالي القوى العاملة في العراق ينتج نحو ( )4.591.940نسمة
من السكان عاطلين عن العمل في العراق ،مع األخذ بنظر االعتبار وجود أعداد محدودة تعمل لدى القطاع الخاص .وما
يؤكد هذه النتيجة السلبية أن إحصاءات البنك الدولي ذكرت أن نسبة البطالة في العراق وصلت %12.8في نهاية عام
،)28(2019أي إن عدد العاطلين -وفقًا لتقديرات البنك الدولي -يزيد عن 5ماليين عاطل في العراق ،خاصة أن نسبة
نمو السكان في العراق مرتفعة ،وقد سجلت بنهاية عام 2018نحو .)29(%2.3وإزاء عدم وجود إحصاء سكاني في
العراق منذ عام ،1997وتدمير غالبية البنى التحتية من منشآت ومعامل عقب االحتالل األميركي للعراق ،وعدم وجود
قطاع خاص نشط يستوعب أعداد العاطلين ،واستشراء الفساد اإلداري والمالي في البالد ،فإن تقديرات عدد العاطلين في
العراق أضعاف األرقام التي تعلنها المؤسسات الدولية التابعة لمنظمة األمم المتحدة.
.3.2مؤشرات الدخل
صد بالناتج المحلي اإلجمالي مجموع قيم السلع والخدمات النهائية التي تُنت َج ضمن الحدود السياسية للدولة خالل مدة زمنية
يُق َ
مقومة بالعملة الوطنية أو بالدوالر .وبمراجعة المعطيات اإلحصائية المثبتة -كما هو مبين في
محددة مقدارها سنة واحدة َّ
الجدول رقم ( -)2يتضح أن الناتج المحلي اإلجمالي في العراق للسنوات ( )2019-2014وخالفًا للمنطق ،تراجع منذ عام
2014بشكل تدريجي من 234.65مليار دوالر ليصل في عام 2019إلى 234.09مليار دوالر.
10
دوالرا في عام
ً ويُال َحظ أن نصيب الفرد من إجمالي الناتج المحلي اإلجمالي في العراق منخفض جدًّا؛ إذ كان 4989.80
دوالرا عام
ً دوالرا عام ،2016ثم عاود االرتفاع البطيء إلى 5955.11
ً ،2015فيما تراجع هذا الرقم إلى 4776.76
ً
فضال عن تداعياتها .)30(2019ومما ال شك فيه أن لهذه الظاهرة انعكاسات سلبية على كافة قطاعات االقتصاد الوطني،
االجتماعية ،ومن ضمنها تراجع فرص العمل وارتفاع نسب البطالة في البالد مما يزيد من نسبة الفقر في المجتمع.
الجدول رقم ( )2يظهر مؤشرات الناتج المحلي اإلجمالي في العراق للسنوات )31(2016-2012
الناتج المحلي اإلجمالي (مليار دوًلر سنويًّا) السنة
234.65 2014
177.50 2015
174.88 2016
195.47 2017
224.23 2018
234.09 2019
وإذا نظرنا من منظور الفقر متعدد األبعاد للتعرف على ما يعانيه الفقراء في العراق من حرمان في جوانب مختلفة ال تقتصر
على الدخل (أو اإلنفاق االستهالكي) ،نجد أن الفقراء يعانون من حرمان في جوانب الصحة والتعليم والخدمات األساسية.
وتُشير الفجوات بين مؤشري فقر اإلنفاق والفقر متعدد األبعاد إلى أن الزيادة في االستهالك ال تسير جنبًا إلى جنب تحسُّن
مؤشرات التنمية البشرية؛ إذ نجد أن %10.4من األسر أو العوائل هي فقيرة بالمقياسين ،وهناك %55.3من األسر ليست
فقيرة بالمقياسين ،وهناك %24.9من األسر فقيرة بحسب مقياس الفقر متعدد األبعاد ،لكنها ليست فقيرة بحسب مقياس
اإلنفاق االستهالكي .وهناك فقط %9.4من األسر ليست فقيرة بأي من المقياسين ،وتعاني %63من األسر من الحرمان
في مجالين أو ثالثة مجاالت التي يتكون منها دليل الفقر متعدد األبعاد ،في حين أن %11من األسر تعاني من أربعة
مجاالت أو أكثر .وهذه البيانات تعزز التفكير في محصالت االستراتيجية التي تركز على خمسة أبعاد يمكن أن تسهم في
معالجة أسباب الفقر ،سواء المرتبطة باإلنفاق والدخل ،أو المرتبطة بالحرمان والوصول إلى الخدمات واألصول .بالمقابل،
تتمتع محافظات إقليم كردستان بمستويات أقل من الفقر متعدد األبعاد ،بينما تعاني المحافظات الجنوبية بمعدل فقر أعلى في
كال المقياسين .وعلى الرغم من أن فقر االستهالك يصل إلى حوالي %20في عموم البالد ،فإن الفقر متعدد األبعاد ارتفع
إلى .)32(%35
واستنادًا إلى أحدث المعطيات اإلحصائية في تقرير التنمية البشرية الصادر عن منظمة األمم المتحدة( ،)33يمكن لمؤشرات
تسلط مزيدًا من الضوء على الفئات األكثر تعرضًا لإلهمال من الشرائح االجتماعية في العراق،
الفقر متعدد األبعاد أن ِ
باستعراض األبعاد الثالث األساسية لمؤشرات الفقر متعدد األبعاد ،وهي:
-الصحة :تغطي خدمات الصحة ما نسبته %33من سكان العراق البالغ عددهم نحو 39مليون نسمة ،أي إن %67من
السكان هم بدون خدمات صحية ،بمعنى آخر هناك 26مليون عراقي بدون رعاية صحية.
-التعليم :يستفيد من خدمات هذا القطاع ما نسبته %60من سكان العراق ،أي إن %40من السكان هم بدون خدمات
وتشكل هذه النسبة نحو 16مليون عراقي يفتقر للخدمات التعليمية.
ِ تعليمية،
11
-مستوى المعيشة :ال يشمل مستوى المعيشة في العراق وفقًا للمعايير الدولية سوى %6من السكان ،فيما يعاني %94من
يشكل مأزقًا قد يطول أمده؛ ألن المعالجات
السكان بصورة أو بأخرى من اختالل في مستوى المعيشة في البالد .مما ِ
المطروحة تمثِل هي األخرى إشكالية يصعب تجاوزها في المدى المنظور.
-تداعيات االحتالل األميركي للعراق :إن حجم الدمار والتخريب الذي تعرضت له البنية التحتية لالقتصاد العراقي على
ومرورا بحرب
ً مدى السنوات األربعين الماضية واسع وكبير جدًّا ،بد ًءا من الحرب العراقية-اإليرانية (،)1988-1980
الخليج الثانية ،عام ،1991وما تبعها من عقوبات اقتصادية متعاقبة ألحقت المزيد من التخريب والدمار في اقتصاد العراق،
وانتهاء باالحتالل األميركي للعراق في أبريل/نيسان 2003؛ ومن ثم استمرار العمليات العسكرية وبخاصة بعد بدء الحملة
العسكرية على اإلرهاب بقيادة تحالف دولي بقيادة القوات األميركية عقب سيطرة تنظيم "الدولة اإلسالمية في العراق والشام"
على محافظات الموصل وصالح الدين واألنبار وأجزاء من محافظات كركوك وديالى؛ إذ لم تدمر الحرب البنى التحية
لالقتصاد العراقي ابتداء من طرق المواصالت ومراكز االتصاالت والمستشفيات ومحطات توليد الكهرباء والسدود
والمطارات وأبنية الوزارات والدوائر فحسب بل امتد تأثيرها نحو تدمير البنى الفوقية المتمثلة في التشريعات واألنظمة
والقوانين لعموم مؤسسات ووزارات الدولة العراقية ،والتي كانت تحكم عمل البنية التحتية ،باستثناء "وزارة النفط التي
حافظت عليها قوات التحالف دون غيرها من الوزارات العراقية"( ،)38واألكثر من ذلك ،أن ما لم تدمره الحرب دمرته
ً
فضال عن شروع عمليات منظمة لتهريب الثروات الوطنية قوى عابثة عبر عمليات النهب والسلب والحرق لدوائر الدولة،
من العمالت والذهب وموجودات المتاحف إلى خارج البالد .ورغم صعوبة الحصول على األرقام والمعطيات اإلحصائية
12
يصعب االستدالل على األرقام الحقيقية ،إال أن آثار
ِ لفقدان الوزارات قاعدة بياناتها ووثائقها بسبب الحرب وتداعياتها مما
التخريب والدمار ال تزال شاخصة على كثير من مؤسسات الدولة العراقية حتى الوقت الحاضر.
تحول الفساد من ظاهرة سلوكية إلى بنية مؤسسية خالل الفترة الممتدة بين عامي
-الفساد المالي واإلداري :بدأت عملية ُّ
تحول الفساد في العراق من "ظاهرة" إدارية-سلوكية ،إلى "بنية
1990و2003؛ حيث بدأت بحلول العام 1991عملية ُّ
محصورا في دائرة
ً قيمية-مؤسسية" .كظاهرة ،كان هذا الفساد قبل فرض العقوبات الدولية على العراق بسبب غزوه للكويت
تحولت هذه الظاهرة إلى بنية مؤسسية ،تُدار من أطراف داخل الدولة العميقة
ضيقة من المجتمع العراقي( ،)39وسرعان ما َّ
في مؤسسات الدولة والقطاع العام في ظل ظروف الحروب والحصار االقتصادي .وجاءت أحداث االحتالل األميركي
للعراق عام 2003وما أعقبها من تدمير البنى التحتية لمؤسسات الدولة العراقية لتزيد الطين بلة بانتشار واسع لهذه الظاهرة
في غالبية مؤسسات الدولة العراقية.
وخالل الفترة الممتدة بين عامي 2003و ،2020استمرت معاناة البالد من تفاقم ظاهرة الفساد اإلداري والمالي في غالبية
مؤسسات الدولة .وفي هذا الصدد ،ذكرت منظمة الشفافية الدولية في تقريرها السنوي لعام 2019أن مستوى الفساد في
العراق واسع جدًّا؛ إذ حصل العراق بموجب مؤشر مدركات الفساد الذي يصدر عن المنظمة على درجة 18من 100
وجاء ترتيبه 166على المستوى العالمي (انظر الجدول رقم ،)3مما يعكس مستوى متدنيًا من النزاهة بسبب انتشار ظاهرة
الفساد اإلداري والمالي في مؤسسات الدولة والقطاع العام في العراق .وما يؤكد استمرار ذات التوجه ما ذكرته دراسة
حديثة كتبها األميركي ،روبرت وورث ( ،)Robert Worthونشرتها مجلة نيويورك تايمز األميركية ( The New
،)York Timesفي 29يوليو/تموز ،2020ذكر فيها أن الفساد في العراق تقوده طبقة سياسية احترفت تحقيق الثراء
بممارسة االبتزاز واالختالس والرشوة ،واالستحواذ على الصفقات التجارية والنفطية ،وتسجيل آالف الموظفين الفضائيين
واستالم رواتبهم من قبل مافيات الفساد ،واالحتيال المصرفي .وقد وصفت هذه الدراسة مزاد الدوالر الذي يقوم به البنك
المركزي العراقي بكونه "نظام الصرف الصحي للفساد في العراق" ،خاصة أن ما بين 150-125مليار دوالر ،وتشير
تقديرات أخرى إلى 300مليار دوالر ،يمتلكها عراقيون في الخارج معظمها تم االستحواذ عليه بطرق غير قانونية(.)40
الجدول رقم ( )3يبرز ترتيب الدول العربية في مؤشر مدركات الفساد لعام )41(2019
الدرجة لعام )100 -0( 2019 المرتبة دوليًّا المرتبة عربيًّا الدولة م
70 23 1 اإلمارات 1
62 33 2 قطر 2
52 53 3 عُمان 3
52 53 4 األردن 4
49 58 5 السعودية 5
43 73 6 المغرب 6
43 73 7 تونس 7
41 78 8 الكويت 8
36 99 9 البحرين 9
35 105 10 10الجزائر
35 105 11 11مصر
13
31 124 12 12جيبوتي
28 138 13 13لبنان
27 138 14جزر القمر 14
27 144 15 15موريتانيا
18 168 16 16العراق
17 170 17 17ليبيا
16 172 18 18السودان
14 176 19 19اليمن
13 178 20 20سوريا
10 180 21 21الصومال
--- --- 22 22فلسطين
ورغم وجود هيئة للنزاهة التي تعمل في العراق منذ عام ،2003فإن ما تبذله من جهود ال ترتقي لمستوى تحديات الفساد.
وعلى سبيل المثال ،وطبقًا لمعلومات رسمية موثقة في التقرير السنوي لهيئة النزاهة االتحادية لعام ،2019فقد تلقت الهيئة
خالل نفس العام نحو 4572بال ًغا عن وجود حالة فساد ،لم يُف َّعل منها سوى 1653بال ًغا ،أي بنسبة %36منها .وفي
ضوء القضايا المعروضة على الهيئة ،استردت خالل عام 2019ما مجموعه (( )2.848.053.153.892تريليونين
دينارا) ،أي ما
ً مليارا وثالثة وخمسين مليونًا ومئة وثالثة وخمسين ألفًا وثمانمئة واثنين وتسعين
ً وثمانمئة وثمانية وأربعين
يعادل 2.4مليار دوالر (42).
جراء االحتالل
-ظاهرة الهجرة والتهجير في العراق :ازداد عدد الالجئين في العراق بسبب استمرار األعمال الحربية َّ
األميركي وما تبعها من أعمال إرهابية ،وتهجير طائفي ،ليبلغ عدد الالجئين العراقيين المسجلين رسميًّا لدى مفوضية األمم
المتحدة لشؤون الالجئين في العام 2005نحو 262.299الجئًا ،وازداد هذا العدد في العام 2007ليصل إلى أكثر من
مليوني الجئ ( ،)2.309.245ثم تناقص هذا الرقم تدريجيًّا ليصل في عام 2018إلى 372.342الجئًا( .)43كما
أقرت المفوضية العليا لحقوق اإلنسان في العراق والمرتبطة بمجلس النواب العراقي في تقريرها السنوي لعام 2018
َّ
الصادر في عام ،2019بحرمان المواطنين العراقيين من أبسط الخدمات األساسية ،وضمنها الغذاء والمياه الصالحة للشرب
والضمان الصحي والسكن وانخفاض مستوى الدخل وارتفاع مستوى البطالة بين كافة شرائح المجتمع العراقي وخاصة
ً
فضال عن استمرار ظاهرة الفقر والبطالة في العراق ،وما نتج عن أزمة التهجير ونزوح 5ماليين الفئات محدودة الدخل،
عراقي من المناطق التي سيطر عليها تنظيم "الدولة اإلسالمية" في العام ،2014وعاد منهم 3ماليين نازح لغاية 2018؛
األمر الذي أثَّر على األوضاع االقتصادية واالجتماعية للنازحين والمناطق التي نزحوا منها .كما أضحت ظاهرة اإلدمان
خطرا يوازي خطر التهجير واإلرهاب ،وبخاصة عقب انتشارها
ً تشكل
على المخدرات وانتشارها وتعاطيها في العراقِ ،
بين الشباب في الفئة العمرية بين ( 29و 39عا ًما)؛ حيث بلغ العدد الكلي للموقوفين والمحكومين بسبب التعاطي والمتاجرة
بالمخدرات نحو 7385مواطنًا -عدا إقليم كردستان -وذلك للعامين 2017و.)44(2018
في ضوء ما تقدم ،فقد تضافرت العوامل الدافعة النتشار ظاهرة الفقر في العراق ،ابتداء من العقوبات االقتصادية الدولية
منذ عام ،1990واالحتالل العسكري األميركي للبالد في العام ،2003وانتشار ظاهرة الفساد المالي واإلداري ،وانتهاء
بالتداعيات الكارثية لعمليات التهجير القسري التي طالت أكثر من 5ماليين مواطن ،مما انعكس سلبًا على ُج ِل طبقات
14
المجتمع العراقي .وأدت سياسة تدمير االقتصاد العراقي وتكبيله بمشاكل اقتصادية ومالية مزمنة إلى تفاقم المشاكل
جراء انخفاض مستويات األداء في كافة القطاعات االقتصادية وزيادة أعداد الفقراء في المجتمع.
االجتماعية َّ
ومع بداية عام ،2020وصل االحتياطي النفطي المؤكد في العراق إلى 145مليار برميل()46؛ وبذلك أصبح العراق
يحتل المرتبة الثانية عربيًّا من حيث االحتياطي النفطي المؤكد بعد السعودية (انظر الشكل رقم )2والخامسة عالميًّا بعد كل
من فنزويال والسعودية وكندا وإيران وفقًا ألحدث اإلحصاءات المتاحة في يونيو/حزيران ( 2020انظر الشكل رقم .)3
الشكل رقم ( )2يبيِّن ترتيب الدول العربية حسب امتالكها لالحتياطيات النفطية في نهاية )47(2019
15
الشكل رقم ( )3يبرز الدول التي تمتلك أعلى احتياطيات مؤكدة من النفط الخام في نهاية عام ( 2019مليار برميل)()48
وبمراجعة المعطيات اإلحصائية في (الجدول رقم ،)4يتضح أن معدل اإلنتاج النفطي العراقي تطور من 3.101ماليين
برميل يوميًّا ،عام ،2014ليصل إلى 4.779ماليين برميل يوميًّا في نهاية عام .2019كما ازدادت صادرات العراق
النفطية من 2.515مليون برميل يوميًّا لتصل إلى 3.390ماليين برميل يوميًّا بنهاية عام .2019
ورغم زيادة الصادرات النفطية في عام ،2019والتي بلغت 3.390ماليين برميل يوميًّا ،أي بزيادة قدرها نحو 0.875
مليون برميل يوميًّا عن عام ،2014فإن العائدات المالية من بيع النفط الخام العراقي تراجعت من 84.303مليار دوالر،
في عام ،2014لتصل إلى 68مليار دوالر ،عام ،2019بسبب انخفاض أسعار النفط في األسواق الدولية ،مما أثَّر سلبًا
على االقتصاد العراقي (انظر الجدول رقم .)4
16
.2.4القطاع المالي
تمثِل الموازنة العامة في أي بلد وثيقة رسمية تتضمن الموارد المالية المتوقع تحصيلها خالل سنة ،وأوجه اإلنفاق لهذه
الموارد في تلك السنة( . )50وتعكس أرقام المبالغ المالية المثبتة في الموازنة االتحادية لجمهورية العراق صورة واضحة
للتطورات المالية في البالد ،وتُع َّد من أهم المؤشرات المالية التي توضح مديات التطور االقتصادي في العراق.
.3.4التجارة الخارجية
تعكس أرقام التجارة الخارجية حركة السلع والخدمات بين دول ٍة ما وبقية دول العالم خالل مدة زمنية عادة ما تكون لمدة
سنة ،فيما يبيِن الميزان التجاري في أحد جانبيه قيمة واردات البلد من العالم الخارجي من سلع وخدمات ،وفي الجانب اآلخر
يبين هذا الميزان قيمة السلع والخدمات التي يصدِرها البلد .ويُع ُّد الميزان التجاري أحد المؤشرات التي يقاس بموجبها مدى
تطور البلد اقتصاديًّا.
وفي ضوء ما تقدم ،تُظهر مؤشرات القيم المالية للصادرات والواردات في العراق للسنوات ( )2019-2014ارتفاع أرقام
الصادرات عن أرقام الواردات (انظر الجدول رقم .)6وقد أفضت هذه الحالة إلى تسجيل فائض في الميزان التجاري طيلة
17
السنوات الخمسة الماضية مع مالحظة تراجع أرقام الفائض التجاري طبقًا لتراجع قيم الصادرات والواردات ،مع األخذ
تشكل العصب األساس في الصادرات العراقية.
بنظر االعتبار أن صادرات النفط ِ
وكما هو معروف ،فإن تطور أي بلد اقتصاديًّا ينعكس إيجابيًّا على المجتمع ،ثراء ورخاء وتقد ًما ،فيما يؤدي تراجع التطور
االقتصادي إلى مشاكل سياسية واجتماعية عديدة ،وفي مقدمتها زيادة ظاهرة الفقر في البلد .وقد أظهرت المعطيات
اإلحصائية أن تطورات االقتصاد العراقي خالل السنوات األخيرة اتسمت بعدم االستقرار وتزايد عناصر الوهن والضعف
واإلفقار في غالبية قطاعات االقتصاد الكلي ،والتأثر بتقلبات األسعار في األسواق العالمية ،خاصة أن االقتصاد العراقي ال
يزال في المرحلة األولى (المرحلة القديمة) للنمو االقتصادي ،وهي مرحلة االقتصاد الريعي المعتمد كليًّا على الموارد
الطبيعية ،وتحديدًا الموارد المتأتية من تصدير النفط الخام لألسواق الدولية .ولضمان تطور هذه المرحلة ،أي مرحلة
االقتصاد الريعي ،تمهيدًا النتقال االقتصاد إلى مرحلة الكفاءة ثم الفعالية ،البد من توفر بنية تحتية قوية ومتماسكة ومستقرة
لضمان ممارسة األعمال االقتصادية لتقود حركة االقتصاد الكلي نحو إثراء وتطوير قطاعاته ،ال إفقارها كما حصل في
المرحلة السابقة ،والتي تفترض التنسيق والتعاون مع قطاعات التعليم والصحة والتي تعتبر من أهم أسس التنمية االقتصادية.
وعلى سبيل المثال ،شهدت السنوات الخمسة األخيرة ،تراجع أرقام العائدات المالية لتصدير النفط ،وعدم إقرار الموازنة
السنوية للدولة في عام ،2014بسبب الخالفات السياسية وتراجع أرقام الموازنة الحكومية للسنوات الالحقة ،وأفرزت هذه
يؤرق صنَّاع القرار السياسي
التداعيات تزايد المشاكل االجتماعية وفي مقدمتها ظاهرة الفقر التي تحولت إلى "مأزق" دائم ِ
واالقتصادي في العراق.
خاتمة
ا
أوًل :استنتاجات
-تنتشر ظاهرة الفقر في أية دولة من دول العالم ،من حيث المبدأ لسببين رئيسين :األول :هو ندرة الموارد ،خاصة الطبيعية
منها ،والثاني :سوء إدارة الموارد الطبيعية المتاحة .وتنطبق الحالة الثانية على ظاهرة الفقر في العراق ،والذي يمتلك
إمكانيات بشرية كبيرة وثروات طبيعية هائلة ،كالمياه واألراضي الزراعية والنفط الخام والغاز الطبيعي والفوسفات
والكبريت واليورانيوم ،وغيرها من الموارد الطبيعية .وبذلك ،فإن وجود ظاهرة الفقر في العراق يُفترض أن يكون ظاهرة
وقتية يتم تجاوزها تدريجيًّا حال تجاوز الظروف االستثنائية ،وشروع الدولة في إعادة اإلعمار وعلى كافة األصعدة،
واستكمال إدارة الموارد الطبيعية بما يعزز االزدهار االقتصادي في البالد.
18
-على الرغم من كون غالبية المرتكزات النظرية المعلنة للسياسات االقتصادية في العراق عكست بصورة عامة توجهات
إيجابية وصحيحة ،وإن لم تكن مثالية ،فإن مضامينها لم تُعت َمد بصورة نموذجية لتطبيق برامج وخطط اقتصادية للنهوض
باالقتصاد الوطني لمرحلة جديدة ،أي إن هناك فوارق كبيرة بين ما تضمنته هذه األسس ،وما جرى تطبيقه على الصعيد
العملي.
-أظهرت المعطيات اإلحصائية الرسمية والدولية انتشار ظاهرة الفقر في العراق ،سواء أكان ذلك بتدني مستوى التنمية
البشرية في العراق إلى مرتبة (متوسط) وبما يُعادل مستوى التنمية في دولة المغرب غير النفطية ،مع أن العراق ثاني أكبر
ً
فضال عن ارتفاع أعداد العاطلين إلى أكثر من 5ماليين عاطل ،وانخفاض نصيب الفرد من مصدِر للنفط بعد السعودية،
دوالرا سنويًّا ،لذلك ارتفعت نسبة فقر الدخل ،%20والفقر متعدد األبعاد بنسبة
ً الناتج المحلي اإلجمالي إلى 5955.11
وصلت إلى %35؛ مما يعني أن أكثر من ثلث سكان العراق هم من الفقراء ،أي 13مليون فقير في العراق خالل الوقت
الحاضر.
-إن الظروف الذاتية والموضوعية التي يمر بها االقتصاد العراقي تحتاج إلى ترابط وثيق جدًّا بين الدولة والقطاع الخاص
وأطراف العمل من حيث التخطيط والتمويل والتنفيذ والمتابعة ،مع استمرار األولوية لدور الدولة عدة سنوات الحقة ،ولحين
تحقيق تطور ملموس باالقتصاد الوطني لتجاوز التداعيات السلبية لهذه المرحلة.
-يتطلب تنشيط قطاع التجارة الخارجية واالستفادة من قدرات العراق االقتصادية ،وبالذات النفطية منها ،تطبيق سياسة
اقتصادية مرنة تتجاوز تأثيرات األيديولوجيات ،وتعطي األولوية للمصلحة الوطنية عبر إقامة عالقات اقتصادية مع الدول
المجاورة كافة ،وبما يحقق المصلحة االقتصادية بالدرجة األساس.
-وفي ضوء التطبيقات العملية التي يشهدها العراق في الميدان االقتصادي ،وبخاصة منذ سنة 2003وحتى ،2020فإن
ظاهرة الفقر في العراق لم تعد مشكلة اقتصادية وقتية أو اجتماعية عابرة ،بل تحولت إلى مأزق دائم يواجه صانع القرار
السياسي واالقتصادي واالجتماعي في البالد ،وعندئذ البد من التفكير مليًّا في إعادة النظر بكل المؤسسات والضوابط التي
هيمنت على دوائر صنع القرار في العراق تمهيدًا إلقرار معالجات ذات جدوى اقتصادية مثمرة إلشكالية ظاهرة الفقر في
العراق ،سواء أكان ذلك في المدى المنظور أم على الصعيد االستراتيجي.
*د .خضير عباس أحمد النداوي ،أستاذ االقتصاد الدولي المساعد ،كلية الفارابي الجامعة ،بغداد ،العراق.
ا
كامال (اضغط هنا) نُ ِّ
شرت هذه الدراسة في العدد الثامن من مجلة لباب ،لالطالع على العدد
19
المراجع
( )1عبد الرزاق الفارس ،الفقر وتوزيع الدخل في الوطن العربي ،ط ( 1بيروت ،مركز دراسات الوحدة العربية ،)2001 ،ص .19
( )2حال زيدان المعاضيدي ،أحمد إبراهيم عبد منصور" ،الفقر :المفهوم واألسباب العراق أنموذ ًجا" ،مجلة تنمية الرافدين (المجلد ،35العدد ،)2013 ،114ص .102
(" )3الخلفية النظرية لمفهوم الفقر" ،المعهد العربي للتخطيط( ،دون تاريخ)( ،تاريخ الدخول 27 :نوفمبر/تشرين الثاني .shorturl.at/bcRY1 :)2019
( )4إيريك جنسن ،الفقر والتعليم ،ترجمة صفاء األعسر ،ط ( 1القاهرة ،المركز القومي للترجمة ،)2015 ،ص .16
(.Ibid )6
(" )7القضاء على الفقر" ،الموقع الرسمي لألمم المتحدة( ،دون تاريخ)( ،تاريخ الدخول 18 :أغسطس/آب .shorturl.at/agkpS :)2020
( ) 8محمد حسين باقر" ،قياس الفقر في دول اللجنة االقتصادية واالجتماعية لغرب آسيا" ،سلسلة دراسات مكافحة الفقر (العدد ،)1996 ،3ص .6
( )9الفارس ،الفقر وتوزيع الدخل في الوطن العربي ،مرجع سابق ،ص.27
(Global MPI Data Tables 2020,” Oxford Poverty and Human Development Initiative, 2020, “accessed August 18, 2020”. “ )10
.shorturl.at/cwzSZ
(.The Global Multidimensional Poverty Index (MPI) 2019,” Global MPI Methodological Note, (July 2019), 7“ )11
( )12الموسوعة العربية العالمية ،األجر والساعات ،ط ( 2الرياض ،مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع ،)1999 ،ج ،1ص .236
( )13حسن النجفي ،القاموس االقتصادي (بغداد ،مديرية مطابع اإلدارة المحلية ،)1977 ،ص .335
( )14جمهورية العراق ،مجلس الوزراء ،هيئة المستشارين" ،استراتيجية تطوير القطاع الخاص ( ،"2030-2014بغداد ،أبريل/نيسان ،)2014ص .8
( )15ابن منظور ،لسان العرب( ،القاهرة ،دار المعارف ،)1998 ،ج ،3ص .2149
( )16علي الدين هالل وآخرون ،معجم المصطلحات السياسية( ،القاهرة ،مطبعة أطلس ،)1994 ،ص .212
( ) 18عبد علي المعموري ،خضير عباس النداوي" ،السياسات االقتصادية في العراق بعد االحتالل األميركي" ،مجلة اإلدارة واالقتصاد (جامعة بابل ،العدد ،)2011 ،4ص .8
( )19لمزيد من التفاصيل ،انظر :جمهورية العراق ،دستور جمهورية العراق ،ط ( 2بغداد ،)2006 ،ص 56-21
( )20لتفاصيل أكثر ،انظر :جمهورية العراق" ،قانون المحافظات غير المرتبطة بإقليم" ،الوقائع ،العدد 31 ،4070مارس/آذار .2008
( )21لتفاصيل أكثر ،انظر" :قانون المحافظات غير المرتبطة بإقليم" ،الوقائع ،العدد 31 ،4070مارس/آذار .2008
( )22جمهورية العراق ،وزارة التخطيط" ،استراتيجية التخفيف من الفقر في العراق ،"2022-2018 :ص .22
( )23برنامج األمم المتحدة اإلنمائي" ،تقرير التنمية البشرية لعام ( ،"2019نيويورك ،)2019 ،ص .300
(" )24تعداد السكان اإلجمالي ،"Iraq -الموقع الرسمي للبنك الدولي( ،دون تاريخ)( ،تاريخ الدخول 15 :أغسطس/آب .shorturl.at/vyDH6 :)2020
(" )25القوى العاملة ،إجمالي ،"Iraq -الموقع الرسمي للبنك الدولي( ،دون تاريخ)( ،تاريخ الدخول 15 :أغسطس/آب .shorturl.at/jsA39 :)2020
(" )28بطالة ،إجمالي ( %من إجمالي القوى العاملة) ،"Iraq -الموقع الرسمي للبنك الدولي( ،تاريخ الدخول 18 :أغسطس/آب .shorturl.at/alpV7 :)2020
(" )29الزيادة السكانية ( %سنويًّا) ،"Iraq -الموقع الرسمي للبنك الدولي( ،تاريخ الدخول 18 :أغسطس/آب .shorturl.at/qvFI9 :)2020
(" )30نصيب الفرد من الناتج المحلي اإلجمالي باألسعار الجارية للدوالر ،"Iraq -الموقع الرسمي للبنك الدولي( ،تاريخ الدخول 25 :أغسطس/آب .st.ly/YSSK :)2020
" -نمو إجمالي الناتج المحلي (%سنويًّا) ،"Iraq -الموقع الرسمي للبنك الدولي( ،تاريخ الدخول 18 :أغسطس/آب.shorturl.at/boA25 :)2020
( )31جمهورية العراق ،وزارة التخطيط" ،استراتيجية التخفيف من الفقر في العراق ،"2022-2018 :مرجع سابق ،ص .22
( )33برنامج األمم المتحدة اإلنمائي" ،تقرير التنمية البشرية لعام ،"2019مرجع سابق ،ص .320
(" )34قرارات مجلس األمن الدولي" ،الموقع الرسمي لألمم المتحدة( ،تاريخ الدخول 15 :أغسطس/آب .shorturl.at/sKQY0 :)2020
(" )35إجمالي الناتج المحلي اإلجمالي بالقيمة الحالية بالدوالر" ،الموقع الرسمي للبنك الدولي( ،تاريخ الدخول 15 :أغسطس/آب .shorturl.at/fmFR7 :)2020
(" )37نصيب الفرد من الناتج المحلي اإلجمالي باألسعار الجارية للدوالر ،"Iraq -مرجع سابق.
20
( )38بول بريمر ،عام قضيته في العراق ،ترجمة عمر األيوبي( ،بيروت ،دار الكتاب العربي ،)2006 ،ص .29
( )39عماد عبد اللطيف سالم" ،الفساد في العراق من البنية إلى الظاهرة :م حاولة للخروج من الحلقة المفرغة" ،مجلة الغري للعلوم االقتصادية واإلدارية (جامعة الكوفة ،كلية اإلدارة
واالقتصاد ،العدد ،)2017 ،3ص .469
(.Robert F. Worth, Inside the Iraqi Kleptocracy, The New York Time Magazine, July 29, 2020 )40
( )42مجلس النواب العراقي ،هيئة النزاهة االتحادية ،التقرير السنوي ،)2019( ،ص .35-25
(" )43عدد الالجئين حسب بلد أو إقليم المنشأ/العراق" ،الموقع الرسمي للبنك الدولي( ،تاريخ الدخول 17 :أغسطس/آب .shorturl.at/wPYZ4 :)2020
( )44مجلس النواب العراقي" ،المفوضية العليا لحقوق اإلنسان في العراق ،التقرير السنوي لعام ( ،"2018بغداد ،)2019 ،ص .20
( )46خضير عباس النداوي" ،االستثمار األجنبي في القطاع النفطي في العراق بعد ،"2003مجلة كلية التربية للبنات (جامعة بغداد ،المجلد ،25العدد ،)2014 ،3ص .668
(Ibid, 14 )48
“ Iraq’s crude oil exports exceed 98 mln barrels in February,” hellenicshippingnews, March 3, 2020. “accessed April 3, 2020”.
.shorturl.at/fqyH2
( )50جمهورية العراق ،وزارة التخطيط" ،دليل المصطلحات االقتصادية والتخطيطية" ،)1988( ،ص .59
-لعام ، 2018الموقع الرسمي للبرلمان العراقي" ،القراءة األولى لقانون الموازنة االتحادية لجمهورية العراق للسنة المالية ( ،2018تاريخ الدخول 20 :أغسطس/آب :)2020
.shorturl.at/bfx24
-سعر صرف الدينار العراقي مقابل الدوالر األميركي ،للسنوات ،2016-2012استنادًا للتقرير االقتصادي العربي الموحد( ،أبو ظبي ،)2016 ،ص .530أما لعام ،2017فسعر الصرف
مثبت بقانون الموازنة المنشور في جريدة الوقائع ،العدد 9 ،4430يناير/كانون الثاني ،2017وكذلك لعامي 2018و 2019مثبت بقانون الموازنة االتحادية.
-تم تحويل أرقام الموازنة من الدينار العراقي إلى الدوالر األميركي من قبل الباحث.
( )52للسنوات (.OPEC, “Annual Statistical Bulletin 2020,”: 19-21 :)2018 -2014
-لسنة .Economist Intelligence Unit, “Country report, Iraq,” May 25, 2020: 10 :2019
انتهى
21