You are on page 1of 21

‫ورقات تحليلية‬

‫الفقر في العراق والتحول من ظاهرة اقتصادية إلى مأزق‬


‫اجتماعي وسياسي‬

‫خضير عباس أحمد النداوي*‬


‫‪ 7‬ديسمبر‪ /‬كانون األول ‪2020‬‬

‫‪Al Jazeera Centre for Studies‬‬


‫‪Tel: +974 40158384‬‬
‫‪jcforstudies@aljazeera.net‬‬
‫‪http://studies.aljazeera.net‬‬
‫عدد العاطلين وفقًا لتقديرات البنك الدولي يزيد عن ‪ 5‬ماليين عاطل‪ ،‬وأكثر من ثلث سكان العراق هم من الفقراء (رويترز)‬

‫كان الفقر‪ ،‬وال يزال‪ ،‬ظاهرة سرمدية‪ ،‬لها وجود في غالبية مجتمعات العالم‪ ،‬ويتباين تأثيرها بين مجتمع وآخر وفقًا للتقاليد‬
‫االجتماعية واألعراف الدينية والقوانين الوضعية السائدة‪ .‬وقد تميزت المجتمعات اإلسالمية‪ ،‬ومنها المجتمع العراقي‪ ،‬وفي‬
‫مختلف العصور التاريخية‪ ،‬بإيالئها اهتما ًما استثنائيًّا لمعالجة التبعات السلبية لهذه الظاهرة‪ ،‬انطالقًا من منظومة قيم دينية‬
‫ي بموجبها العديد من المنطلقات النظرية‪ ،‬والمفاهيم والتطبيقات العملية لمعالجة هذه الظاهرة‬ ‫ُ‬
‫ودنيوية سامية وراسخة‪ ،‬أ ْر ِس َ‬
‫السلبية‪.‬‬

‫لقد عرف العراق عبر تاريخه الطويل مراح َل من الرفاه والتقدم واالزدهار االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬ومراحل أخرى من‬
‫التراجع وانتشار الظواهر السلبية في المجتمع ومنها ظاهرة الفقر‪ ،‬وقد ألقت العقوبات االقتصادية الدولية بعد احتالل العراق‬
‫للكويت عام ‪ ،1990‬وتداعيات االحتالل العسكري األميركي للعراق عام ‪ ،2003‬بظاللها القاتمة على مجمل التطورات‬
‫السياسية واالقتصادية واالجتماعية للمجتمع العراقي‪ ،‬وكان من نتائجها السلبية انتشار ظاهرة الفقر‪ ،‬وبخاصة في العقد الثاني‬
‫من القرن ‪.21‬‬

‫وتتحول إلى إشكالية بكل‬


‫َّ‬ ‫ولعل من المفارقات االقتصادية واالجتماعية والسياسية النادرة أ َ ْن تنتشر ظاهرة الفقر في العراق‪،‬‬
‫أبعادها السلبية في بلد غني جدًّا بثرواته البشرية الهائلة‪ ،‬وإمكانياته الطبيعية المتنوعة من اتساع األراضي الخصبة‪ ،‬وتوفر‬
‫ً‬
‫فضال عن الثروات المعدنية المتعددة‪ ،‬وبالذات النفط الخام والغاز الطبيعي‪.‬‬ ‫المياه العذبة‪،‬‬

‫ومما زاد من إشكالية ظاهرة الفقر في العراق انتشار فيروس كورونا‪ ،‬منذ ‪ 24‬فبراير‪/‬شباط ‪ ،2020‬وإغالق الحدود لغالبية‬
‫دول العالم‪ ،‬وتقليص األنشطة االقتصادية‪ ،‬مما أدى إلى انهيار أسعار النفط في األسواق الدولية‪ ،‬ومن ثم إحداث شلل تام‬
‫ً‬
‫فضال عن االفتقار إلى تطبيقات عملية ناجعة من قبل الحكومات العراقية المتعاقبة طيلة‬ ‫لكل أنشطة االقتصاد العراقي‪،‬‬
‫السنوات العشرين الماضية‪ ،‬والتي من شأنها وضع مرتكزات أساسية لتطويق التأثيرات السلبية لهذه الظاهرة التي تحولت‬
‫إلى مأزق يواجه صنَّاع القرار السياسي واالقتصادي في العراق‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ .1‬اإلجراءات المنهجية والنظرية للدراسة‬
‫أ‪ -‬إشكالية الدراسة وفرضيتها‬
‫تتأثر أنشطة المستثمرين والعاملين في القطاعات االقتصادية المختلفة في العراق بالظروف الذاتية والموضوعية المحيطة‬
‫بهذه األنشطة‪ ،‬السيما في ظل عدم وجود بيئة استثمارية جاذبة لمجمل أنشطة القطاع الخاص بشكل عام‪ ،‬والمشاريع الصغيرة‬
‫والمتوسطة المرتبطة به على وجه التحديد‪ ،‬لوجود صعوبات ومعوقات متراكمة أ ْملتها التطورات في مختلف ميادين الحياة‪،‬‬
‫مر بها العراق في السنوات األخيرة‪ ،‬لذا يسعى البحث إلى محاولة اإلجابة على‬
‫خاصة السياسية واالقتصادية منها‪ ،‬والتي َّ‬
‫التساؤالت اآلتية‪:‬‬
‫‪ .1‬ما أبرز مؤشرات ظاهرة الفقر في العراق خالل الفترة الممتدة من ‪ 2015‬إلى ‪2019‬؟‬
‫‪ .2‬ما أسباب ظاهرة الفقر في العراق؟‬
‫‪ .3‬ما أبرز التطورات االقتصادية في العراق بين عامي ‪ 2015‬و‪2019‬؟ وما صلتها بظاهرة الفقر في البالد؟‬

‫في سياق هذه اإلشكالية وأبعادها المختلفة‪ ،‬تحاول الدراسة استقصاء فرضية عكست عالقة عكسية قوامها‪ :‬كلما استفحلت‬
‫ظاهرة الفقر في العراق‪ ،‬أدى ذلك إلى انخفاض مستوى األجور‪ ،‬ومن ث َّم تراجع القدرة المالية ألعداد كبيرة من أفراد‬
‫المجتمع وانخفاض مستوى المعيشة‪ ،‬مع تراجع الخدمات في كافة المجاالت وبالذات في التعليم والصحة والخدمات‪ ،‬مما‬
‫يؤدي إلى تفاقم وانتشا ر المشاكل السياسية واالقتصادية واالجتماعية في المجتمع العراقي‪ ،‬فيما يؤدي تراجع ظاهرة الفقر‬
‫في المجتمع العراقي إلى نتائج إيجابية معكوسة في كل المجاالت‪.‬‬

‫ب‪ -‬أهمية الدراسة وأهدافها‬


‫تتجلى أهمية دراسة ظاهرة الفقر في العراق بالنظر إلى سياقاتها؛ حيث ظهرت في ظل نظام اقتصادي في طريقه نحو‬
‫التطبيق الرأسمالي‪ ،‬وبخاصة بعد االحتالل األميركي في عام ‪2003‬؛ إذ تفاقمت تأثيرات هذه الظاهرة الغريبة في بلد ثري‬
‫جدًّا كالعراق‪ ،‬والتي انتشرت جغرافيًّا في كل مدنه‪ ،‬وأدت تداعياتها السلبية إلى استفحال مشاكل اقتصادية واجتماعية مر َّكبة‪،‬‬
‫تحولت إلى عقبة كأْداء في ظل إخفاق المعالجات المطروحة‪.‬‬ ‫و َّ‬
‫وتتلخص أهداف الدراسة في‪:‬‬
‫‪ -‬تحديد المفاهيم الرئيسة والثانوية المتعلقة بموضوع الفقر في العراق‪.‬‬
‫‪ -‬كشف مؤشرات الفقر في التركيبة السكانية بالعراق‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد أسباب الفقر في العراق‪.‬‬
‫‪ -‬دراسة السياسات االقتصادية والتطورات االقتصادية األساسية في العراق بين عامي ‪ 2015‬و‪.2019‬‬
‫‪ -‬تقديم مقترحات وتوصيات لمعالجة ظاهرة الفقر في العراق‪.‬‬

‫ج‪ -‬منهج الدراسة‬


‫لتحقيق أهداف الدراسة‪ ،‬لجأ الباحث إلى المزاوجة بين المنهجين‪ :‬االستنباطي الذي ينطلق من العام للخاص‪ ،‬واالستقرائي‬
‫الذي ينطلق من الوقائع المحددة إلى صياغة استنتاجات كلية من مقدمات جزئية؛ وذلك من خالل الشروع من نقطة بداية‬
‫واقعية وحقيقية‪ ،‬تاريخية ووصفية‪ ،‬لدراسة ظاهرة الفقر في العراق‪ ،‬واالستعانة بالحقائق التاريخية والمعلومات والمعطيات‬
‫اإلحصائية المتاحة بقدر المستطاع وتوصيفها ومقارنتها وتفسيرها إلثراء مادة البحث‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫د‪ -‬حدود الدراسة‬
‫‪ -‬المجال المكاني‪ :‬جمهورية العراق ‪-‬وفقًا للتسمية الرسمية ال ُمعترف بها دوليًّا‪ -‬وهو الكيان الجغرافي والسياسي والثقافي‪،‬‬
‫بمعنى المنطقة الموحدة من حيث جذورها التاريخية وانتماؤها الثقافي والقومي‪ ،‬والمجزأة إداريًّا إلى ‪ 18‬محافظة في الوقت‬
‫الحاضر‪.‬‬
‫‪ -‬المجال الزماني‪ :‬ويغطي الفترة الممتدة بين عامي ‪ 2015‬و‪ 2019‬إال ما اقتضى التنويه ألحداث مرتبطة بسنوات سابقة؛‬
‫إذ ش َّكل عام ‪ 2015‬بداية مرحلة مهمة في تاريخ العراق المعاصر‪ ،‬عقب سيطرة ما يُس َّمى بتنظيم "الدولة اإلسالمية في‬
‫العراق و الشام" على محافظات الموصل وصالح الدين واألنبار وأجزاء من محافظات كركوك وديالى في النصف الثاني‬
‫من عام ‪ ،2014‬وما أعقبها من مشاركة القوات العراقية‪ ،‬بداية عام ‪ ،2015‬في قوات التحالف الدولي فيما أطلق عليه‬
‫"الحرب العالمية على اإلرهاب"‪.‬‬

‫ه‪ -‬اإلطار النظري والمرجعي‬


‫ا‬
‫أوًل‪ :‬المفاهيم األساسية‬
‫‪ -‬الفقر‪ ،‬خط الفقر‪ ،‬والفقر متعدد األبعاد‪ :‬الفقر ظاهرة عالمية مر َّكبة ذات أبعاد متداخلة‪ :‬اقتصادية‪ ،‬واجتماعية‪ ،‬وصحية‪،‬‬
‫وألهميتها تعددت وجهات النظر بشأن تعريفها من قبل العديد من العلماء والمختصين والمنظمات الدولية‪ .‬وقد حاولت األمم‬
‫المت حدة وضع تعريف شامل للفقر باعتباره أكثر من مجرد االفتقار إلى الدخل أو الموارد أو ضمان مصدر رزق مستدام؛‬
‫حيث إن مظاهره تشمل الجوع وسوء التغذية وانحسار إمكانية الحصول على التعليم والخدمات األساسية‪ ،‬إضافة إلى التمييز‬
‫االجتماعي واالستبعاد من المجتمع وانعدام فرص المشاركة في اتخاذ القرارات(‪.)1‬‬

‫ويمكن اإلشارة إلى مفهوم الفقر المبسط بأنه تدني مستوى المعيشة لألفراد أو األسر‪ ،‬أو بعبارة أخرى هو الحرمان المادي‬
‫الذي تتجلى أهم مظاهره في انخفاض استهالك الغذاء ك ًّما ونوعًا‪ ،‬وتدني المستوى الصحي والتعليمي والوضع السكني‪،‬‬
‫وكذلك الحرمان من امتالك السلع المعمرة (أو الدائمة) واألصول المادية األخرى‪ ،‬وفقدان القدرة على مواجهة الحاالت‬
‫ُعرف الفقر باالفتقار لما هو ضروري‪ ،‬والسيما الغذاء‬
‫الصعبة كالمرض واإلعاقة والبطالة والكوارث واألزمات‪ .‬كما ي َّ‬
‫والسكن واألرض والموجودات األخرى (بمعنى توافر الحد األدنى من المستلزمات الضرورية للحياة)‪ .‬والفقر أيضًا هو‬
‫االفتقار إلى الموارد المتعددة‪ ،‬مما يقود إلى الحرمان المادي؛ وبذلك يتجلى الفقر في عدم القدرة على تحقيق مستوى معين‬
‫من المعيشة المادية يُمثِل الحد األدنى المعقول والمقبول في مجتمع ما من المجتمعات في مدة زمنية محددة‪ .‬ويركز هذا‬
‫الوصف على مستوى المعيشة المادي القابل للقياس‪ ،‬والذي يرتبط بالظروف االقتصادية واالجتماعية لكل مجتمع من‬
‫الفقر بعدم القدرة على توفير الحد األدنى من مستوى‬
‫َ‬ ‫المجتمعات على حدة وخالل مدة زمنية معينة‪ .‬فيما يحدد البنك الدولي‬
‫المعيشة في مجتمع من المجتمعات في مدة زمنية محددة(‪.)2‬‬

‫ُعرف خط الفقر بقيمة اإلنفاق التي يجب الوصول إليها حتى ال يُع َّد الفرد ً‬
‫فقيرا‪ .‬وقد ناقشت كثير من األدبيات القياس‬ ‫وي َّ‬
‫فقرا في مجتمع ما وفي زمن ما قد ال يُعتبر‬
‫يشكل ً‬
‫المطلق أو النسبي للفقر ومدى فائدة مفهوم الفقر المطلق؛ حيث إن ما ِ‬
‫فقرا في مجتمع آخر؛ إذ تتوقف طبيعة الفقر على الزمن والمجتمع والمعتقدات السائدة وقت إجراء الدراسة‪ .‬ومن ثم فقد يُع ُّد‬
‫ً‬
‫ُعرف خط‬
‫انتشارا بأولئك الذين يعيشون في فقر مطلق(‪ .)3‬وي َّ‬
‫ً‬ ‫الفقر مفهو ًما نسبيًّا وليس مطلقًا‪ ،‬وتتعلق أكثر مقاييس الفقر‬
‫الفقر المطلق بـ"إجمالي تكلفة السلع المطلوبة لسد االحتياجات االستهالكية األساسية"(‪.)4‬‬

‫‪4‬‬
‫وقد ظهر في السنوات األخيرة مفهوم الفقر متعدد األبعاد باعتماد ثالثة مؤشرات‪ ،‬هي‪ :‬الصحة‪ ،‬والتعليم‪ ،‬ومستوى المعيشة‪،‬‬
‫"مكونان مهمان البد من أن يبرزا في أي تعريف لمفهوم الفقر‪ ،‬وهما‪ :‬مستوى المعيشة‪ ،‬والحق في‬
‫ِ‬ ‫بعشرة أبعاد(‪ .)5‬وهناك‬
‫الحصول على حد أدنى من الموارد‪ .‬ويمكن التعبير عن مستوى المعيشة باالستهالك لسلع محددة‪ ،‬مثل‪ :‬الغذاء والمالبس أو‬
‫السكن‪ ،‬التي تمثِل الحاجات األساسية لإلنسان وتسمح بتصنيف أي فرد ال يحققها ضمن دائرة الفقر‪ .‬أما الحق في الحصول‬
‫على الحد األدنى من الموارد فهو ال يركز على االستهالك بقدر تركيزه على الدخل‪ ،‬أي الحق في الحصول على هذه‬
‫الحاجات أو القدرة على الحصول عليها(‪.)6‬‬

‫وبشكل عام‪ ،‬قام البنك الدولي‪ ،‬في أكتوبر‪/‬تشرين األول ‪ ،2015‬بتحديد خط الفقر الدولي بـ‪ 1.9‬دوالر في اليوم لكل شخص‪،‬‬
‫أي إن الناس الذين يعيشون تحت خط الفقر ليس لديهم ما يكفي لتلبية احتياجاتهم األساسية‪ .‬وعادة ما تحدد البلدان خطوط‬
‫الفقر الوطنية‪ ،‬وتستخدم خطوط مجموعة من أفقر البلدان لتحديد خط الفقر المدقع الدولي البالغ ‪ 1.9‬دوالر في اليوم(‪.)7‬‬
‫أما خط الفقر النسبي‪ ،‬فيُحدَّد تبعًا للموقع النسبي للفرد واألسرة ضمن المجتمع المعني‪ ،‬وطبقًا لذلك يُحدَّد خط الفقر النسبي‬
‫بنسبة معينة من الدخل المتوسط‪ ،‬كأن يُحدَّد بنصف الدخل المتوسط أو بالحد األعلى لدخل ‪ %10‬من السكان األدنى ً‬
‫دخال‪.‬‬
‫وبهذا‪ ،‬فإن خط الفقر النسبي يتغيَّر بتغيُّر الدخل من بلد آلخر أو من وقت آلخر بالنسبة للبلد ذاته‪ .‬وإذا كان خط الفقر المطلق‬
‫هو األكثر مناسبة للدول العربية منخفضة الدخل‪ ،‬فإن خط الفقر النسبي سيكون مالئ ًما للدول العربية مرتفعة الدخل(‪.)8‬‬

‫صا في المال (فقر الدخل)‪ ،‬غير أن الفقراء أنفسهم اعتبروا أن تجربتهم في مجال‬
‫وحددت معظم بلدان العالم الفقر باعتباره نق ً‬
‫الفقر أكثر اتساعًا‪ .‬فالشخص الفقير يمكن أن يعاني من مشاكل متعددة في نفس الوقت‪ ،‬ومنها على سبيل المثال‪ ،‬قد يواجه‬
‫سوء التغذية وتراجع الخدمات الصحية‪ ،‬أو نقص المياه الصالحة للشرب أو الكهرباء‪ ،‬وضعف نوعية العمل أو التعليم‪.‬‬
‫فالتركيز على عامل واحد فقط هو الدخل‪ ،‬ليس كافيًا لالعتراف بالواقع الحقيقي للفقر‪.‬‬

‫وفي عام ‪ ،2010‬اعتمدت مؤسسة أوكسفورد للتنمية الدولية مفهو ًما جديدًا للفقر أطلقت علية الفقر متعدد األبعاد العالمي‪،‬‬
‫وقد شرعت بإصدار دليل الفقر متعدد األبعاد العالمي في عام ‪ ،2010‬بالتعاون مع برنامج األمم المتحدة اإلنمائي واعتماد‬
‫المعطيات اإلحصائية في تقارير التنمية البشرية السنوية‪ ،‬لتحليل المعطيات اإلحصائية المتاحة‪ ،‬ومواءمة دليل الفقر متعدد‬
‫األبعاد العالمي مع أهداف التنمية المستدامة‪ .‬وقد غطى تقرير الفقر متعدد األبعاد العالمي السنوي لعام ‪ 2019‬نحو‬
‫‪ 7.5‬مليارات نسمة‪ ،‬أو ما يعادل ‪ %77‬من سكان العالم‪ ،‬يعيشون في ‪ 105‬بلدان‪ ،‬وضمنها دول تعيش في حالة الفقر‬
‫المدقع باعتماد المؤشرات الثالثة التي ذكرناها آنفًا‪ ،‬وهي‪ :‬الصحة‪ ،‬والتعليم‪ ،‬ومستوى المعيشة‪ ،‬بعشرة أبعاد(‪ )9‬كما هو‬
‫موضح في الشكل رقم (‪ .)1‬وفي عام ‪ ،2019‬أضافت المؤسسة المذكورة تصنيفًا رقميًّا لمؤشر الفقر متعدد األبعاد يتراوح‬
‫ما بين (‪ 0‬إلى ‪ ،)1‬ووفقًا لهذا التصنيف احتل العراق درجة (‪ ،)10()0.032‬مما يعكس مستوى متدنيًا من مستويات الفقر‬
‫متعدد األبعاد‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫الشكل رقم (‪ )1‬يوضح دليل الفقر متعدد األبعاد(‪)11‬‬

‫‪ -‬األجور‪ :‬مفهوم اقتصادي يُشير إلى القيمة التي تُدفع مقابل أداء عمل ما‪ ،‬وتُحسب عادة على أساس الساعة أو اليوم أو‬
‫األسبوع‪ ،‬وتُع ُّد األجور المصدر الرئيس للدخل لمعظم الناس‪ ،‬وتُصنَّف إلى أجور نقدية وأجور حقيقية(‪ .)12‬وي َّ‬
‫ُعرف األجر‬
‫بغض النظر عن قوتها الشرائية‪ ،‬ويُطلق على هذا النوع من األجور‬
‫ِ‬ ‫النقدي باألجر الذي يُعبَّر عنه بمقدار معين من النقود‬
‫أيضًا األجور االسمية‪ .‬أما األجر الحقيقي‪ ،‬فيتمثَّل بكمية البضائع والخدمات التي يمكن شراؤها بذلك المبلغ من النقود في‬
‫أي وقت معين‪ ،‬أو بعبارة أخرى‪ ،‬هو‪ :‬مقدار القوة الشرائية التي يُمثِلها ذلك األجر في وقت معين‪ .‬ويُصنَّف األجر بحسب‬
‫الوقت إلى صنفين‪ ،‬أولهما‪ :‬األجر بحسب الوقت‪ ،‬وهو األجر المرتبط بوحدة زمنية‪ ،‬كالساعة‪ ،‬أو اليوم‪ ،‬أو األسبوع‪.‬‬
‫وثانيهما‪ :‬األجر بحسب القطعة‪ ،‬وبمقتضاه تُعطى المكافأة تبعًا لإلنتاج المادي والعمل ال ُمنجز(‪.)13‬‬

‫‪ -‬القطاعات االقتصادية‪ :‬يتوزع النشاط االقتصادي في غالبية دول العالم‪ ،‬ومنها العراق‪ ،‬بين ثالثة قطاعات اقتصادية‪،‬‬
‫وهي‪ :‬القطاع العام الذي يرتبط بالدولة‪ ،‬والقطاع ال ُمختلط الذي يُدار بصيغة مشتركة من قبل الدولة والقطاع الخاص‪،‬‬
‫والقطاع الخاص الذي يُديره المستثمرون والمشتغلون فيه باالعتماد على إمكانياتهم الذاتية‪ ،‬والذي ترتبط به المشروعات‬
‫الصغيرة والمتوسطة في العراق‪ .‬وال يوجد لدى الحكومة العراقية تعريف محدد للقطاع الخاص‪ ،‬لكن قانون الشركات رقم‬
‫(‪ )21‬لعام ‪ 1997‬يُحدِد في (المادة ‪ً -8‬‬
‫أوال)‪ ،‬أن الشركة الخاصة تتكون باتفاق بين شخصين أو أكثر من غير قطاع الدولة‬
‫برأس مال خاص"‪ ،‬لكنه يُجيز‪ ،‬في (المادة ‪ -8‬ثانيًا)‪" ،‬أن تكون مساهمة قطاع الدولة في الشركة الخاصة المساهمة أو‬

‫‪6‬‬
‫نص على أن "القطاع‬
‫َّ‬ ‫المحدودة بنسبة تقل عن ‪ %25‬من رأس المال"‪ .‬وثمة تعريف آخر مقبول على الصعيد الدولي‬
‫الخاص هو ذلك الجزء من االقتصاد الوطني غير الخاضع لسيطرة الدولة المباشرة ويُدار من أجل الربح"(‪.)14‬‬

‫ثانياا‪ :‬السياسة اًلقتصادية في العراق‬


‫حدد علماء اللغة كلمة "سياسة" بإرجاع أصلها إلى كلمة "السوس" بمعنى الرئاسة‪ ،‬والسوس هو أيضًا الطبع‪ ،‬والخلق‪،‬‬
‫وروضها‪ ،‬والوالي‬
‫والسجية‪ .‬والسياسة هي القيام بأمر الناس‪ ،‬والسياسة فعل السائس‪ ،‬ويقال‪ :‬هو يسوس الدواب إذا قام عليها َّ‬
‫عرف السياسة العامة بـ"مجموعة من البرامج والقواعد الحكومية التي ت ُ ِ‬
‫شكل قرارات أو مخرجات‬ ‫يسوس رعيته(‪ ،)15‬فيما ت ُ َّ‬
‫النظام السياسي بصدد مجال معين‪ ،‬ويتم التعبير عن السياسة العامة في عدة صور وأشكال منها القوانين واللوائح والقرارات‬
‫اإلدارية واألحكام القضائية"(‪ ،)16‬والتي تُعالج مختلف ميادين الحياة‪ ،‬ومنها الميدان االقتصادي‪ .‬ويمكن تعريف السياسة‬
‫االقتصادية بكونها مجموعة من القواعد واإلجراءات والتدابير التي تُقررها السلطات التشريعية في الدولة‪ ،‬وتقوم السلطات‬
‫التنفيذية بتطبيقها في مختلف القطاعات االقتصادية‪ ،‬وتحكم قراراتها لتحقيق األهداف االقتصادية للبلد خالل مدة زمنية‬
‫محددة؛ لذا "فإن أفضل سياسة اقتصادية هي التزام الحكومة بتهيئة الظروف التي تسمح لألفراد بمتابعة أعمالهم والعيش‬
‫بسالم‪ ،‬مع التزام الحكومة بحماية الحياة والممتلكات والسماح للناس لالستمتاع بفرص حرية العمل التجاري"(‪.)17‬‬

‫وتعتمد األطر النظرية للتطبيقات االقتصادية على مجموعة من المرتكزات التشريعية والسياسية واالقتصادية والتي تم تثبيت‬
‫دعائمها عقب تغيير النظام السياسي في العراق بعد االحتالل األميركي في أبريل‪/‬نيسان ‪ ،2003‬والشروع في تغيير شامل‬
‫للقوانين والمؤسسات والتطبيقا ت القائمة في كافة الميادين‪ ،‬والسيما االقتصادية منها وصياغتها بمضامين وسياقات‬
‫جديدة(‪ .)18‬ويمكن إيجاز هذه المرتكزات في اآلتي‪:‬‬
‫‪ -‬الدستور العراقي لعام ‪ :2005‬يُمثِل الدستور الدائم باعتباره القانون األعلى في العراق‪ ،‬والذي جرى االستفتاء عليه في‬
‫‪ 15‬أكتوبر‪/‬تشرين األول ‪ ،2005‬وثيقة رئيسة للمبادئ األساسية في كافة ميادين الحياة للدولة العراقية‪ ،‬وبخاصة االقتصادية‬
‫منها‪ ،‬وذلك من خالل تأكيده على جملة من المعايير والمبادئ االقتصادية واالجتماعية التي تناولها العديد من مواده‪ ،‬ومنها‬
‫على سبيل المثال (المادة ‪ )22‬التي تخص العمل والعمال والنقابات واالتحادات المهنية‪ .‬وركزت (المادة ‪ )23‬على حماية‬
‫الملكية الخاصة وحق العراقي في التملُّك في أي مكان في العراق‪ ،‬بينما كفلت (المادة ‪ )24‬حرية انتقال األيدي العاملة‬
‫صت (المادة ‪ )25‬على أن تكفل الدولة إصالح االقتصاد‬
‫والبضائع ورؤوس األموال العراقية بين األقاليم والمحافظات‪ ،‬ون َّ‬
‫العراقي وفق أسس اقتصادية حديثة وبما يضمن استثمار كامل موارده وتنويع مصادره وتشجيع القطاع الخاص وتنميته‪،‬‬
‫وتكفل الدولة أيضًا بحسب (المادة ‪ )26‬تشجيع االستثمارات في القطاعات المختلفة ويُن َّ‬
‫َظم ذلك بقانون‪.‬‬

‫وشدَّدت (المادة ‪ )27‬على حرمة وحماية األموال العامة وأمالك الدولة‪ ،‬وعالجت (المادة ‪ )28‬موضوع الضرائب‪ ،‬وركزت‬
‫الفقرة ثالثًا من (المادة ‪ )110‬على اختصاصات السلطات االتحادية برسم السياسة المالية والجمركية وإصدار العملة وتنظيم‬
‫صت الفقرة (ثامنًا من نفس المادة) على تخطيط‬
‫السياسة التجارية ووضع الميزانية العامة للدولة ورسم السياسة النقدية لها‪ .‬ون َّ‬
‫السياسات المتعلقة بمصادر المياه من خارج العراق‪ ،‬وضمان مناسيب تدفق المياه إليه وتوزيعها العادل داخل العراق وفقًا‬
‫للقوانين واألعراف الدولية‪ ،‬فيما عالجت (المادة ‪ )114‬مواضيع إدارة الجمارك ورسم سياسات البيئة ورسم سياسة التنمية‬
‫والتخطيط العام‪ .‬ولخصوصية وأهمية قطاع النفط والغاز‪ ،‬فقد أفرد له الدستور العراقي ثالث مواد‪ ،‬وهي‪( :‬المادة ‪)111‬‬
‫و(‪ )112‬و(‪ )115‬وتنص على أن النفط والغاز هو ملك كل الشعب العراقي في كل األقاليم والمحافظات(‪ .)19‬ويتضح‬
‫مما تقدم‪ ،‬أن الدستور الدائم لجمهورية العراق لم ينص صراحة على طبيعة وفلسفة النظام االقتصادي المنشود للبالد بكونه‬

‫‪7‬‬
‫رأسماليًّا أم مختل ً‬
‫طا أم اشتراكيًّا‪ ،‬بل وضع آليات ومبادئ عمل أقرب في جوهرها للنظام االقتصادي الرأسمالي ولخطوات‬
‫الحرية االقتصادية مع المحافظة على دور مركزي محدود للدولة في بعض االختصاصات‪.‬‬

‫‪ -‬مشروع تطوير السياسة االقتصادية في العراق‪ :‬استهدف مشروع تطوير السياسة االقتصادية في العراق والممول من قبل‬
‫وكالة التنمية الدولية األميركية‪ ،‬إصالح نظام تمويل ما أُطلق عليه "الحكومات المحلية" في العراق لتطبيق نظام عدم‬
‫المركزية‪ ،‬والذي قُدِم للسلطات العراقية المختصة عام ‪ .2006‬وقد ركزت مقدمة هذا المشروع على أهمية اإلصالحات‬
‫غير المركزية في الميدان السياسي‪ ،‬وتوفير القدرات الضرورية إلقامة نظام ال مركزي مؤثر عبر هيكلية مؤسساتية وإدارية‬
‫لنظام تحدي د الروابط المالية بين المستويات المختلفة "للحكومات المحلية" في العراق‪ .‬وقد تناولت وثيقة المشروع صالحيات‬
‫اإلنفاق وتأمين الخدمات وكذلك تخفيض العوائد ودراسة آليات تحويل مبالغ اإلعانات المالية بين المستويات المختلفة‬
‫للحكومات المحلية في العراق(‪ . )20‬ويفضي هذا المشروع إلى إرساء وتطبيق نظام اقتصادي ال مركزي للمحافظات‬
‫العراقية‪ ،‬والتي أُط ِلق عليها تسمية "الحكومات المحلية"‪ ،‬وتنظيم آليات العمل االقتصادي واإلداري والمالي لها وبشكل‬
‫متوازن بين اإلدارات المحلية للمحافظات والحكومة المركزية في بغداد‪ .‬ولتجسيد هذا التوجه صدر قانون المحافظات غير‬
‫المنتظمة في إقليم بموجب القانون رقم (‪ )21‬لسنة ‪ ،2008‬والذي منح صالحيات واسعة للمحافظات وبما يتوافق مع مبدأ‬
‫عدم المركزية وفي كافة الميادين‪ ،‬وبخاصة االقتصادية منها(‪.)21‬‬

‫‪ -‬خطط التنمية الوطنية‪ :‬شهد العراق خالل الفترة الممتدة بين ‪ 2011‬و‪ 2019‬انطالق خطتين تنمويتين‪ :‬كانت األولى خطة‬
‫التنمية الوطنية لألعوام (‪ )2014-2010‬التي تأثرت بمجموعة عوامل داخلية وأخرى خارجية‪ ،‬بعضها كان بمنزلة عوامل‬
‫دفع وأخرى عوامل شد‪ ،‬وكان لها تداعيات متداخلة إيجابية وسلبية على أداء االقتصاد العراقي‪ .‬وكانت الخطة الثانية بين‬
‫عامي ‪ 2015‬و‪ .2019‬ورغم أهمية الخطتين وصياغتهما النموذجية‪ ،‬فإنهما لم يأخذا طريقهما للتطبيق الصحيح في العراق‪.‬‬
‫‪ -‬استراتيجيات الحد من الفقر في العراق‪ :‬تبنَّت الحكومات العراقية المتعاقبة بعد ‪ 2003‬استراتيجيتين للحد من الفقر في‬
‫العراق‪ .‬وقد ركزت االستراتيجية األولى للحد من الفقر في العراق ‪ 2014-2010‬على وجوب التعامل مع أربعة تحديات‬
‫أساسية‪ ،‬وهي‪ :‬ضمان األمن واالستقرار‪ ،‬وضمان الحكم الرشيد‪ ،‬وضمان عدالة التوزيع وتنويع مصادر الدخل في اقتصاد‬
‫السوق‪ ،‬والتخفيف من اآلثار السلبية لإلصالح‪ .‬فيما أكدت االستراتيجية الثانية للحد من الفقر في العراق (‪)2022-2018‬‬
‫أن هذه التحديات ال تزال ماثلة‪ ،‬وينبغي على الحكومة استمرار االلتزام بالتعامل معها عبر السياسات واإلجراءات الكفيلة‬
‫بمواجهتها بوصفها شر ً‬
‫طا ضروريًّا لتحقيق األهداف المنشودة لالستراتيجية‪ ،‬وإن كانت هذه التحديات قد اتخذت أبعادًا أكثر‬
‫وتأثيرا في االقتصاد والمجتمع العراقي(‪.)22‬‬
‫ً‬ ‫عمقًا‬

‫‪ .2‬مؤشرات الفقر في التركيبة السكانية في العراق‬


‫‪ .1.2‬مؤشرات التنمية البشرية‬
‫استنادًا إلى المعطيات اإلحصائية ألحدث تقرير للتنمية البشرية الصادر عن األمم المتحدة لعام ‪( 2019‬انظر الجدول رقم‬
‫‪ ،)1‬يتضح انقسام الدول العربية إلى أربع مراتب تنموية كاآلتي‪:‬‬
‫‪ -‬المرتبة األولى‪ :‬تشير إلى تنمية بشرية "مرتفعة جدًّا"‪ ،‬وتضم دول الخليج العربي المصدِرة للنفط‪ ،‬وهي‪ :‬اإلمارات‪،‬‬
‫والسعودية‪ ،‬وقطر‪ ،‬والبحرين‪ ،‬والكويت‪ .‬ويالحظ أن نصيب الفرد في هذه المجموعة مرتفع جدًّا‪.‬‬
‫‪ -‬المرتبة الثانية‪ :‬تكون فيها التنمية البشرية "مرتفعة"‪ ،‬وتشمل الجزائر‪ ،‬وتونس‪ ،‬ولبنان‪ ،‬واألردن‪ ،‬وليبيا‪ ،‬ومصر‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫‪ -‬المرتبة الثالثة‪ :‬وتشير إلى تنمية بشرية "متوسطة"‪ ،‬وتضم فلسطين‪ ،‬والعراق‪ ،‬والمغرب‪ ،‬ويأتي العراق في المرتبة ‪14‬‬
‫عربيًّا‪ ،‬ويحتل المرتبة ‪ 120‬على المستوى العالمي‪ ،‬فيما بلغ نصيب الفرد من الدخل اإلجمالي في العراق (‪)15.355‬‬
‫دوالرا بمستوى تنمية بشرية "متوسط" رغم أن البلد يُعَ ُّد ثاني أكبر دولة عربية مصدِرة للنفط بعد السعودية‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ -‬المرتبة الرابعة‪ :‬تكون فيها التنمية البشرية "منخفضة"‪ ،‬وتشمل سوريا‪ ،‬وجزر القمر‪ ،‬وموريتانيا‪ ،‬والسودان‪ ،‬وجيبوتي‪،‬‬
‫فيما لم يضع برنامج األمم المتحدة اليمن والصومال ضمن الفئات األربع المشار إليها آنفًا‪.‬‬

‫جدول رقم (‪ )1‬يبرز ترتيب الدول العربية على مستوى التنمية البشريةحسب دليل التنمية البشرية لعام ‪)23(2019‬‬
‫مستوى التنمية‬ ‫نصيب الفرد من الدخل‬ ‫مرتبة الدولة‬ ‫مرتبة الدولة‬ ‫الدولة‬ ‫م‬
‫البشرية‬ ‫القومي‬ ‫عالميًّا‬ ‫عربيًّا‬
‫اإلجمالي (بالدوًلر)‬
‫مرتفعة جدًّا‬ ‫‪66.912‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪1‬‬ ‫اإلمارات‬ ‫‪1‬‬
‫مرتفعة جدًّا‬ ‫‪49.338‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪2‬‬ ‫السعودية‬ ‫‪2‬‬
‫مرتفعة جدًّا‬ ‫‪110.489‬‬ ‫‪41‬‬ ‫‪3‬‬ ‫قطر‬ ‫‪3‬‬
‫مرتفعة جدًّا‬ ‫‪40.399‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪4‬‬ ‫البحرين‬ ‫‪4‬‬
‫مرتفعة جدًّا‬ ‫‪37.039‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪5‬‬ ‫ع َمان‬
‫ُ‬ ‫‪5‬‬
‫مرتفعة جدًّا‬ ‫‪71.164‬‬ ‫‪57‬‬ ‫‪6‬‬ ‫الكويت‬ ‫‪6‬‬
‫مرتفعة‬ ‫‪31.634‬‬ ‫‪82‬‬ ‫‪7‬‬ ‫الجزائر‬ ‫‪7‬‬
‫مرتفعة‬ ‫‪10.677‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪8‬‬ ‫تونس‬ ‫‪8‬‬
‫مرتفعة‬ ‫‪11.136‬‬ ‫‪93‬‬ ‫‪9‬‬ ‫لبنان‬ ‫‪9‬‬
‫مرتفعة‬ ‫‪8.268‬‬ ‫‪102‬‬ ‫‪10‬‬ ‫األردن‬ ‫‪1‬‬
‫‪0‬‬
‫مرتفعة‬ ‫‪11.685‬‬ ‫‪110‬‬ ‫‪11‬‬ ‫ليبيا‬ ‫‪1‬‬
‫‪1‬‬
‫مرتفعة‬ ‫‪10.744‬‬ ‫‪116‬‬ ‫‪12‬‬ ‫مصر‬ ‫‪1‬‬
‫‪2‬‬
‫متوسطة‬ ‫‪5.314‬‬ ‫‪119‬‬ ‫‪13‬‬ ‫فلسطين‬ ‫‪1‬‬
‫‪3‬‬
‫متوسطة‬ ‫‪15.355‬‬ ‫‪120‬‬ ‫‪14‬‬ ‫العراق‬ ‫‪1‬‬
‫‪4‬‬
‫متوسطة‬ ‫‪7.480‬‬ ‫‪121‬‬ ‫‪15‬‬ ‫المغرب‬ ‫‪1‬‬
‫‪5‬‬
‫منخفضة‬ ‫‪2.725‬‬ ‫‪154‬‬ ‫‪16‬‬ ‫سوريا‬ ‫‪1‬‬
‫‪6‬‬
‫منخفضة‬ ‫‪2.426‬‬ ‫‪156‬‬ ‫‪17‬‬ ‫جزر‬ ‫‪1‬‬
‫القمر‬ ‫‪7‬‬

‫‪9‬‬
‫منخفضة‬ ‫‪3.746‬‬ ‫‪161‬‬ ‫‪18‬‬ ‫موريتانيا‬ ‫‪1‬‬
‫‪8‬‬
‫منخفضة‬ ‫‪3.962‬‬ ‫‪168‬‬ ‫‪19‬‬ ‫السودان‬ ‫‪1‬‬
‫‪9‬‬
‫منخفضة‬ ‫‪3.601‬‬ ‫‪171‬‬ ‫‪20‬‬ ‫جيبوتي‬ ‫‪2‬‬
‫‪0‬‬
‫‪---‬‬ ‫‪1.433‬‬ ‫‪177‬‬ ‫‪21‬‬ ‫اليمن‬ ‫‪2‬‬
‫‪1‬‬
‫‪---‬‬ ‫‪---‬‬ ‫‪---‬‬ ‫‪22‬‬ ‫الصومال‬ ‫‪2‬‬
‫‪2‬‬

‫‪ .2.2‬مؤشرات السكان‬
‫بلغ عدد سكان العراق نحو (‪ )39.309.078‬نسمة في عام ‪ 2019‬استنادًا إلى إحصاءات البنك الدولي(‪ ،)24‬فيما تزايد‬
‫إجمالي القوى العاملة من إجمالي سكان العراق خالل العام ذاته ليصل إلى (‪ )10.475.072‬نسمة(‪ .)25‬ويشمل إجمالي‬
‫القوى العاملة من عمر ‪ 15‬عا ًما فأكثر‪ ،‬والذين يستوفون تعريف منظمة العمل الدولية للسكان النشطين اقتصاديًّا‪ ،‬جميع‬
‫األشخاص الذين يمثلون األيدي العاملة المشاركة في إنتاج السلع والخدمات خالل فترة محددة‪ .‬بينما تتفاوت معالجة‬
‫الممارسات الوطنية لفئات مثل القوات المسلحة والعمال الموسميين أو الذين يعملون لبعض الوقت‪ .‬وتشمل القوى العاملة‬
‫بوجه عام ًّ‬
‫كال من أفراد القوات المسلحة‪ ،‬والعاطلين عن العمل‪ ،‬والباحثين عن العمل ألول مرة‪ ،‬ولكن يُستثنى منها ربَّات‬
‫البيوت ومقدمو الرعاية غير مدفوعة األجر لآلخرين‪ ،‬وعمالة القطاع غير الرسمي(‪.)26‬‬

‫واستنادًا إلى أحدث اإلحصاءات الرسمية المثبتة بالقانون رقم (‪ )1‬للموازنة العامة االتحادية للعراق للسنة المالية ‪،2019‬‬
‫بلغ العدد اإلجمالي لموظفي الدولة نحو (‪ )5.883.780‬موظفًا بنهاية عام ‪ ،2019‬وضمنهم أعداد القوات المسلحة‬
‫واألجهزة األمنية(‪ .)27‬وبطرح عدد موظفي الدولة من إجمالي القوى العاملة في العراق ينتج نحو (‪ )4.591.940‬نسمة‬
‫من السكان عاطلين عن العمل في العراق‪ ،‬مع األخذ بنظر االعتبار وجود أعداد محدودة تعمل لدى القطاع الخاص‪ .‬وما‬
‫يؤكد هذه النتيجة السلبية أن إحصاءات البنك الدولي ذكرت أن نسبة البطالة في العراق وصلت ‪ %12.8‬في نهاية عام‬
‫‪ ،)28(2019‬أي إن عدد العاطلين ‪-‬وفقًا لتقديرات البنك الدولي‪ -‬يزيد عن ‪ 5‬ماليين عاطل في العراق‪ ،‬خاصة أن نسبة‬
‫نمو السكان في العراق مرتفعة‪ ،‬وقد سجلت بنهاية عام ‪ 2018‬نحو ‪ .)29(%2.3‬وإزاء عدم وجود إحصاء سكاني في‬
‫العراق منذ عام ‪ ،1997‬وتدمير غالبية البنى التحتية من منشآت ومعامل عقب االحتالل األميركي للعراق‪ ،‬وعدم وجود‬
‫قطاع خاص نشط يستوعب أعداد العاطلين‪ ،‬واستشراء الفساد اإلداري والمالي في البالد‪ ،‬فإن تقديرات عدد العاطلين في‬
‫العراق أضعاف األرقام التي تعلنها المؤسسات الدولية التابعة لمنظمة األمم المتحدة‪.‬‬

‫‪ .3.2‬مؤشرات الدخل‬
‫صد بالناتج المحلي اإلجمالي مجموع قيم السلع والخدمات النهائية التي تُنت َج ضمن الحدود السياسية للدولة خالل مدة زمنية‬
‫يُق َ‬
‫مقومة بالعملة الوطنية أو بالدوالر‪ .‬وبمراجعة المعطيات اإلحصائية المثبتة ‪-‬كما هو مبين في‬
‫محددة مقدارها سنة واحدة َّ‬
‫الجدول رقم (‪ -)2‬يتضح أن الناتج المحلي اإلجمالي في العراق للسنوات (‪ )2019-2014‬وخالفًا للمنطق‪ ،‬تراجع منذ عام‬
‫‪ 2014‬بشكل تدريجي من ‪ 234.65‬مليار دوالر ليصل في عام ‪ 2019‬إلى ‪ 234.09‬مليار دوالر‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫دوالرا في عام‬
‫ً‬ ‫ويُال َحظ أن نصيب الفرد من إجمالي الناتج المحلي اإلجمالي في العراق منخفض جدًّا؛ إذ كان ‪4989.80‬‬
‫دوالرا عام‬
‫ً‬ ‫دوالرا عام ‪ ،2016‬ثم عاود االرتفاع البطيء إلى ‪5955.11‬‬
‫ً‬ ‫‪ ،2015‬فيما تراجع هذا الرقم إلى ‪4776.76‬‬
‫ً‬
‫فضال عن تداعياتها‬ ‫‪ .)30(2019‬ومما ال شك فيه أن لهذه الظاهرة انعكاسات سلبية على كافة قطاعات االقتصاد الوطني‪،‬‬
‫االجتماعية‪ ،‬ومن ضمنها تراجع فرص العمل وارتفاع نسب البطالة في البالد مما يزيد من نسبة الفقر في المجتمع‪.‬‬

‫الجدول رقم (‪ )2‬يظهر مؤشرات الناتج المحلي اإلجمالي في العراق للسنوات ‪)31(2016-2012‬‬
‫الناتج المحلي اإلجمالي (مليار دوًلر سنويًّا)‬ ‫السنة‬
‫‪234.65‬‬ ‫‪2014‬‬
‫‪177.50‬‬ ‫‪2015‬‬
‫‪174.88‬‬ ‫‪2016‬‬
‫‪195.47‬‬ ‫‪2017‬‬
‫‪224.23‬‬ ‫‪2018‬‬
‫‪234.09‬‬ ‫‪2019‬‬

‫وإذا نظرنا من منظور الفقر متعدد األبعاد للتعرف على ما يعانيه الفقراء في العراق من حرمان في جوانب مختلفة ال تقتصر‬
‫على الدخل (أو اإلنفاق االستهالكي)‪ ،‬نجد أن الفقراء يعانون من حرمان في جوانب الصحة والتعليم والخدمات األساسية‪.‬‬
‫وتُشير الفجوات بين مؤشري فقر اإلنفاق والفقر متعدد األبعاد إلى أن الزيادة في االستهالك ال تسير جنبًا إلى جنب تحسُّن‬
‫مؤشرات التنمية البشرية؛ إذ نجد أن ‪ %10.4‬من األسر أو العوائل هي فقيرة بالمقياسين‪ ،‬وهناك ‪ %55.3‬من األسر ليست‬
‫فقيرة بالمقياسين‪ ،‬وهناك ‪ %24.9‬من األسر فقيرة بحسب مقياس الفقر متعدد األبعاد‪ ،‬لكنها ليست فقيرة بحسب مقياس‬
‫اإلنفاق االستهالكي‪ .‬وهناك فقط ‪ %9.4‬من األسر ليست فقيرة بأي من المقياسين‪ ،‬وتعاني ‪ %63‬من األسر من الحرمان‬
‫في مجالين أو ثالثة مجاالت التي يتكون منها دليل الفقر متعدد األبعاد‪ ،‬في حين أن ‪ %11‬من األسر تعاني من أربعة‬
‫مجاالت أو أكثر‪ .‬وهذه البيانات تعزز التفكير في محصالت االستراتيجية التي تركز على خمسة أبعاد يمكن أن تسهم في‬
‫معالجة أسباب الفقر‪ ،‬سواء المرتبطة باإلنفاق والدخل‪ ،‬أو المرتبطة بالحرمان والوصول إلى الخدمات واألصول‪ .‬بالمقابل‪،‬‬
‫تتمتع محافظات إقليم كردستان بمستويات أقل من الفقر متعدد األبعاد‪ ،‬بينما تعاني المحافظات الجنوبية بمعدل فقر أعلى في‬
‫كال المقياسين‪ .‬وعلى الرغم من أن فقر االستهالك يصل إلى حوالي ‪ %20‬في عموم البالد‪ ،‬فإن الفقر متعدد األبعاد ارتفع‬
‫إلى ‪.)32(%35‬‬

‫واستنادًا إلى أحدث المعطيات اإلحصائية في تقرير التنمية البشرية الصادر عن منظمة األمم المتحدة(‪ ،)33‬يمكن لمؤشرات‬
‫تسلط مزيدًا من الضوء على الفئات األكثر تعرضًا لإلهمال من الشرائح االجتماعية في العراق‪،‬‬
‫الفقر متعدد األبعاد أن ِ‬
‫باستعراض األبعاد الثالث األساسية لمؤشرات الفقر متعدد األبعاد‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫‪ -‬الصحة‪ :‬تغطي خدمات الصحة ما نسبته ‪ %33‬من سكان العراق البالغ عددهم نحو ‪ 39‬مليون نسمة‪ ،‬أي إن ‪ %67‬من‬
‫السكان هم بدون خدمات صحية‪ ،‬بمعنى آخر هناك ‪ 26‬مليون عراقي بدون رعاية صحية‪.‬‬
‫‪ -‬التعليم‪ :‬يستفيد من خدمات هذا القطاع ما نسبته ‪ %60‬من سكان العراق‪ ،‬أي إن ‪ %40‬من السكان هم بدون خدمات‬
‫وتشكل هذه النسبة نحو ‪ 16‬مليون عراقي يفتقر للخدمات التعليمية‪.‬‬
‫ِ‬ ‫تعليمية‪،‬‬

‫‪11‬‬
‫‪ -‬مستوى المعيشة‪ :‬ال يشمل مستوى المعيشة في العراق وفقًا للمعايير الدولية سوى ‪ %6‬من السكان‪ ،‬فيما يعاني ‪ %94‬من‬
‫يشكل مأزقًا قد يطول أمده؛ ألن المعالجات‬
‫السكان بصورة أو بأخرى من اختالل في مستوى المعيشة في البالد‪ .‬مما ِ‬
‫المطروحة تمثِل هي األخرى إشكالية يصعب تجاوزها في المدى المنظور‪.‬‬

‫‪ .3‬أسباب الفقر في العراق‬


‫منذ ثالثة عقود خلت‪ ،‬وتحديدًا منذ عام ‪ ،1990‬شهد العراق تحوالت واسعة في مؤسسات وضوابط المجتمع كافة‪ ،‬وقد‬
‫أسهمت عوامل ذاتية وموضوعية في إدامة واستمرارية هذه التحوالت في كافة الميادين السياسية واالقتصادية واالجتماعية‪،‬‬
‫جراء انتشار ظاهرة الفقر بين مختلف طبقات‬
‫وكان نصيب الميدان االجتماعي القسط األكثر سلبية من هذه التحوالت َّ‬
‫المجتمع العراقي‪ .‬وقد تضافرت مجموعة من العوامل الخارجية والداخلية لتحويله من "حالة" وقتية إلى "ظاهرة"‪ .‬وتعود‬
‫أسباب تكريس ظاهرة الفقر في العراق ألسباب عديدة‪ ،‬لعل أهمها‪:‬‬
‫‪ -‬العقوبات االقتصادية الدولية‪ :‬عقب احتالل العراق للكويت‪ ،‬في ‪ 2‬أغسطس‪/‬آب ‪ ،1990‬فُ ِرض على العراق أطول حصار‬
‫اقتصادي في تاريخه المعاصر‪ ،‬استمر لمدة ‪ 12‬سنة و‪ 9‬أشهر و‪ 16‬يو ًما‪ ،‬وهي المدة المحصورة بين تاريخ فرض الحصار‬
‫على العراق بموجب قرار مجلس األمن الدولي ‪ ،661‬في ‪ 6‬أغسطس‪/‬آب ‪ ،1990‬وتاريخ رفع الحصار عنه بموجب قرار‬
‫مجلس األمن الدولي ‪ ،1483‬في ‪ 22‬مايو‪/‬أيار ‪ ،2003‬بعد احتالل العراق من قبل الواليات المتحدة األميركية‪ .‬وطيلة‬
‫هذه المدة لم يُسمح للعراق باستيراد أو تصدير أية بضاعة‪ ،‬باستثناء المواد الغذائية والطبية وفقًا لصيغة "النفط مقابل الغذاء‬
‫والدواء"‪ ،‬والتي صدرت بموجب قرار مجلس األمن الدولي رقم ‪ ،986‬في ‪ 4‬أبريل‪/‬نيسان ‪ ،)34(1995‬وبإشراف مباشر‬
‫من منظمة األمم المتحدة‪ ،‬مما أدى إلى شلل تام لكل قطاعات االقتصاد العراقي‪ .‬وعلى سبيل المثال‪ ،‬أدت هذه اإلجراءات‬
‫إلى انخفاض الناتج المحلي اإلجمالي في العراق من ‪ 179.89‬مليار دوالر في عام ‪ 1990‬إلى ‪ 36.63‬مليار دوالر في‬
‫عام ‪ ،2004‬وفقًا إلحصاءات البنك الدولي(‪ ،)35‬كما ارتفعت نسبة التضخم النقدي في العراق من ‪ %180‬عام ‪1991‬‬
‫لتصل إلى ‪ %488‬في عام ‪ 1995‬ولتستقر في عام ‪ 2003‬عند ‪ .)36(%33‬كما أدى استمرار الحصار االقتصادي إلى‬
‫دوالرا في عام ‪ 1990‬إلى ‪ 1391.4‬دوالر في العام‬
‫ً‬ ‫انخفاض نصيب الفرد من الناتج المحلي اإلجمالي من ‪10326.9‬‬
‫‪ ،)37(2004‬مما أدى إلى انخفاض القدرة الشرائية للمواطن وانتشار ظاهرة الفقر في العراق‪.‬‬

‫‪ -‬تداعيات االحتالل األميركي للعراق‪ :‬إن حجم الدمار والتخريب الذي تعرضت له البنية التحتية لالقتصاد العراقي على‬
‫ومرورا بحرب‬
‫ً‬ ‫مدى السنوات األربعين الماضية واسع وكبير جدًّا‪ ،‬بد ًءا من الحرب العراقية‪-‬اإليرانية (‪،)1988-1980‬‬
‫الخليج الثانية‪ ،‬عام ‪ ،1991‬وما تبعها من عقوبات اقتصادية متعاقبة ألحقت المزيد من التخريب والدمار في اقتصاد العراق‪،‬‬
‫وانتهاء باالحتالل األميركي للعراق في أبريل‪/‬نيسان ‪2003‬؛ ومن ثم استمرار العمليات العسكرية وبخاصة بعد بدء الحملة‬
‫العسكرية على اإلرهاب بقيادة تحالف دولي بقيادة القوات األميركية عقب سيطرة تنظيم "الدولة اإلسالمية في العراق والشام"‬
‫على محافظات الموصل وصالح الدين واألنبار وأجزاء من محافظات كركوك وديالى؛ إذ لم تدمر الحرب البنى التحية‬
‫لالقتصاد العراقي ابتداء من طرق المواصالت ومراكز االتصاالت والمستشفيات ومحطات توليد الكهرباء والسدود‬
‫والمطارات وأبنية الوزارات والدوائر فحسب بل امتد تأثيرها نحو تدمير البنى الفوقية المتمثلة في التشريعات واألنظمة‬
‫والقوانين لعموم مؤسسات ووزارات الدولة العراقية‪ ،‬والتي كانت تحكم عمل البنية التحتية‪ ،‬باستثناء "وزارة النفط التي‬
‫حافظت عليها قوات التحالف دون غيرها من الوزارات العراقية"(‪ ،)38‬واألكثر من ذلك‪ ،‬أن ما لم تدمره الحرب دمرته‬
‫ً‬
‫فضال عن شروع عمليات منظمة لتهريب الثروات الوطنية‬ ‫قوى عابثة عبر عمليات النهب والسلب والحرق لدوائر الدولة‪،‬‬
‫من العمالت والذهب وموجودات المتاحف إلى خارج البالد‪ .‬ورغم صعوبة الحصول على األرقام والمعطيات اإلحصائية‬

‫‪12‬‬
‫يصعب االستدالل على األرقام الحقيقية‪ ،‬إال أن آثار‬
‫ِ‬ ‫لفقدان الوزارات قاعدة بياناتها ووثائقها بسبب الحرب وتداعياتها مما‬
‫التخريب والدمار ال تزال شاخصة على كثير من مؤسسات الدولة العراقية حتى الوقت الحاضر‪.‬‬

‫تحول الفساد من ظاهرة سلوكية إلى بنية مؤسسية خالل الفترة الممتدة بين عامي‬
‫‪ -‬الفساد المالي واإلداري‪ :‬بدأت عملية ُّ‬
‫تحول الفساد في العراق من "ظاهرة" إدارية‪-‬سلوكية‪ ،‬إلى "بنية‬
‫‪ 1990‬و‪2003‬؛ حيث بدأت بحلول العام ‪ 1991‬عملية ُّ‬
‫محصورا في دائرة‬
‫ً‬ ‫قيمية‪-‬مؤسسية"‪ .‬كظاهرة‪ ،‬كان هذا الفساد قبل فرض العقوبات الدولية على العراق بسبب غزوه للكويت‬
‫تحولت هذه الظاهرة إلى بنية مؤسسية‪ ،‬تُدار من أطراف داخل الدولة العميقة‬
‫ضيقة من المجتمع العراقي(‪ ،)39‬وسرعان ما َّ‬
‫في مؤسسات الدولة والقطاع العام في ظل ظروف الحروب والحصار االقتصادي‪ .‬وجاءت أحداث االحتالل األميركي‬
‫للعراق عام ‪ 2003‬وما أعقبها من تدمير البنى التحتية لمؤسسات الدولة العراقية لتزيد الطين بلة بانتشار واسع لهذه الظاهرة‬
‫في غالبية مؤسسات الدولة العراقية‪.‬‬

‫وخالل الفترة الممتدة بين عامي ‪ 2003‬و‪ ،2020‬استمرت معاناة البالد من تفاقم ظاهرة الفساد اإلداري والمالي في غالبية‬
‫مؤسسات الدولة‪ .‬وفي هذا الصدد‪ ،‬ذكرت منظمة الشفافية الدولية في تقريرها السنوي لعام ‪ 2019‬أن مستوى الفساد في‬
‫العراق واسع جدًّا؛ إذ حصل العراق بموجب مؤشر مدركات الفساد الذي يصدر عن المنظمة على درجة ‪ 18‬من ‪100‬‬
‫وجاء ترتيبه ‪ 166‬على المستوى العالمي (انظر الجدول رقم ‪ ،)3‬مما يعكس مستوى متدنيًا من النزاهة بسبب انتشار ظاهرة‬
‫الفساد اإلداري والمالي في مؤسسات الدولة والقطاع العام في العراق‪ .‬وما يؤكد استمرار ذات التوجه ما ذكرته دراسة‬
‫حديثة كتبها األميركي‪ ،‬روبرت وورث (‪ ،)Robert Worth‬ونشرتها مجلة نيويورك تايمز األميركية ( ‪The New‬‬
‫‪ ،)York Times‬في ‪ 29‬يوليو‪/‬تموز ‪ ،2020‬ذكر فيها أن الفساد في العراق تقوده طبقة سياسية احترفت تحقيق الثراء‬
‫بممارسة االبتزاز واالختالس والرشوة‪ ،‬واالستحواذ على الصفقات التجارية والنفطية‪ ،‬وتسجيل آالف الموظفين الفضائيين‬
‫واستالم رواتبهم من قبل مافيات الفساد‪ ،‬واالحتيال المصرفي‪ .‬وقد وصفت هذه الدراسة مزاد الدوالر الذي يقوم به البنك‬
‫المركزي العراقي بكونه "نظام الصرف الصحي للفساد في العراق"‪ ،‬خاصة أن ما بين ‪ 150-125‬مليار دوالر‪ ،‬وتشير‬
‫تقديرات أخرى إلى ‪ 300‬مليار دوالر‪ ،‬يمتلكها عراقيون في الخارج معظمها تم االستحواذ عليه بطرق غير قانونية(‪.)40‬‬

‫الجدول رقم (‪ )3‬يبرز ترتيب الدول العربية في مؤشر مدركات الفساد لعام ‪)41(2019‬‬
‫الدرجة لعام ‪)100 -0( 2019‬‬ ‫المرتبة دوليًّا‬ ‫المرتبة عربيًّا‬ ‫الدولة‬ ‫م‬
‫‪70‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪1‬‬ ‫اإلمارات‬ ‫‪1‬‬
‫‪62‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪2‬‬ ‫قطر‬ ‫‪2‬‬
‫‪52‬‬ ‫‪53‬‬ ‫‪3‬‬ ‫عُمان‬ ‫‪3‬‬
‫‪52‬‬ ‫‪53‬‬ ‫‪4‬‬ ‫األردن‬ ‫‪4‬‬
‫‪49‬‬ ‫‪58‬‬ ‫‪5‬‬ ‫السعودية‬ ‫‪5‬‬
‫‪43‬‬ ‫‪73‬‬ ‫‪6‬‬ ‫المغرب‬ ‫‪6‬‬
‫‪43‬‬ ‫‪73‬‬ ‫‪7‬‬ ‫تونس‬ ‫‪7‬‬
‫‪41‬‬ ‫‪78‬‬ ‫‪8‬‬ ‫الكويت‬ ‫‪8‬‬
‫‪36‬‬ ‫‪99‬‬ ‫‪9‬‬ ‫البحرين‬ ‫‪9‬‬
‫‪35‬‬ ‫‪105‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪ 10‬الجزائر‬
‫‪35‬‬ ‫‪105‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪ 11‬مصر‬

‫‪13‬‬
‫‪31‬‬ ‫‪124‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪ 12‬جيبوتي‬
‫‪28‬‬ ‫‪138‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪ 13‬لبنان‬
‫‪27‬‬ ‫‪138‬‬ ‫‪ 14‬جزر القمر ‪14‬‬
‫‪27‬‬ ‫‪144‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪ 15‬موريتانيا‬
‫‪18‬‬ ‫‪168‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪ 16‬العراق‬
‫‪17‬‬ ‫‪170‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪ 17‬ليبيا‬
‫‪16‬‬ ‫‪172‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪ 18‬السودان‬
‫‪14‬‬ ‫‪176‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪ 19‬اليمن‬
‫‪13‬‬ ‫‪178‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪ 20‬سوريا‬
‫‪10‬‬ ‫‪180‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪ 21‬الصومال‬
‫‪---‬‬ ‫‪---‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪ 22‬فلسطين‬

‫ورغم وجود هيئة للنزاهة التي تعمل في العراق منذ عام ‪ ،2003‬فإن ما تبذله من جهود ال ترتقي لمستوى تحديات الفساد‪.‬‬
‫وعلى سبيل المثال‪ ،‬وطبقًا لمعلومات رسمية موثقة في التقرير السنوي لهيئة النزاهة االتحادية لعام ‪ ،2019‬فقد تلقت الهيئة‬
‫خالل نفس العام نحو ‪ 4572‬بال ًغا عن وجود حالة فساد‪ ،‬لم يُف َّعل منها سوى ‪ 1653‬بال ًغا‪ ،‬أي بنسبة ‪ %36‬منها‪ .‬وفي‬
‫ضوء القضايا المعروضة على الهيئة‪ ،‬استردت خالل عام ‪ 2019‬ما مجموعه (‪( )2.848.053.153.892‬تريليونين‬
‫دينارا)‪ ،‬أي ما‬
‫ً‬ ‫مليارا وثالثة وخمسين مليونًا ومئة وثالثة وخمسين ألفًا وثمانمئة واثنين وتسعين‬
‫ً‬ ‫وثمانمئة وثمانية وأربعين‬
‫يعادل ‪ 2.4‬مليار دوالر ‪(42).‬‬

‫جراء االحتالل‬
‫‪ -‬ظاهرة الهجرة والتهجير في العراق‪ :‬ازداد عدد الالجئين في العراق بسبب استمرار األعمال الحربية َّ‬
‫األميركي وما تبعها من أعمال إرهابية‪ ،‬وتهجير طائفي‪ ،‬ليبلغ عدد الالجئين العراقيين المسجلين رسميًّا لدى مفوضية األمم‬
‫المتحدة لشؤون الالجئين في العام ‪ 2005‬نحو ‪ 262.299‬الجئًا‪ ،‬وازداد هذا العدد في العام ‪ 2007‬ليصل إلى أكثر من‬
‫مليوني الجئ (‪ ،)2.309.245‬ثم تناقص هذا الرقم تدريجيًّا ليصل في عام ‪ 2018‬إلى ‪ 372.342‬الجئًا(‪ .)43‬كما‬
‫أقرت المفوضية العليا لحقوق اإلنسان في العراق والمرتبطة بمجلس النواب العراقي في تقريرها السنوي لعام ‪2018‬‬
‫َّ‬
‫الصادر في عام ‪ ،2019‬بحرمان المواطنين العراقيين من أبسط الخدمات األساسية‪ ،‬وضمنها الغذاء والمياه الصالحة للشرب‬
‫والضمان الصحي والسكن وانخفاض مستوى الدخل وارتفاع مستوى البطالة بين كافة شرائح المجتمع العراقي وخاصة‬
‫ً‬
‫فضال عن استمرار ظاهرة الفقر والبطالة في العراق‪ ،‬وما نتج عن أزمة التهجير ونزوح ‪ 5‬ماليين‬ ‫الفئات محدودة الدخل‪،‬‬
‫عراقي من المناطق التي سيطر عليها تنظيم "الدولة اإلسالمية" في العام ‪ ،2014‬وعاد منهم ‪ 3‬ماليين نازح لغاية ‪2018‬؛‬
‫األمر الذي أثَّر على األوضاع االقتصادية واالجتماعية للنازحين والمناطق التي نزحوا منها‪ .‬كما أضحت ظاهرة اإلدمان‬
‫خطرا يوازي خطر التهجير واإلرهاب‪ ،‬وبخاصة عقب انتشارها‬
‫ً‬ ‫تشكل‬
‫على المخدرات وانتشارها وتعاطيها في العراق‪ِ ،‬‬
‫بين الشباب في الفئة العمرية بين (‪ 29‬و‪ 39‬عا ًما)؛ حيث بلغ العدد الكلي للموقوفين والمحكومين بسبب التعاطي والمتاجرة‬
‫بالمخدرات نحو ‪ 7385‬مواطنًا ‪-‬عدا إقليم كردستان‪ -‬وذلك للعامين ‪ 2017‬و‪.)44(2018‬‬

‫في ضوء ما تقدم‪ ،‬فقد تضافرت العوامل الدافعة النتشار ظاهرة الفقر في العراق‪ ،‬ابتداء من العقوبات االقتصادية الدولية‬
‫منذ عام ‪ ،1990‬واالحتالل العسكري األميركي للبالد في العام ‪ ،2003‬وانتشار ظاهرة الفساد المالي واإلداري‪ ،‬وانتهاء‬
‫بالتداعيات الكارثية لعمليات التهجير القسري التي طالت أكثر من ‪ 5‬ماليين مواطن‪ ،‬مما انعكس سلبًا على ُج ِل طبقات‬

‫‪14‬‬
‫المجتمع العراقي‪ .‬وأدت سياسة تدمير االقتصاد العراقي وتكبيله بمشاكل اقتصادية ومالية مزمنة إلى تفاقم المشاكل‬
‫جراء انخفاض مستويات األداء في كافة القطاعات االقتصادية وزيادة أعداد الفقراء في المجتمع‪.‬‬
‫االجتماعية َّ‬

‫‪ .4‬القطاعات األساسية في اًلقتصاد العراقي‬


‫‪ .1.4‬القطاع النفطي‬
‫تطور االحتياطي النفطي المؤكد في العراق من ‪ 34‬مليار برميل من النفط الخام عام ‪ 1960‬إلى ‪ 112‬مليار برميل في‬
‫َّ‬
‫عام ‪ 1990‬نتيجة النشاط االستكشافي وعمليات تطوير الحقول‪ .‬وفي عام ‪ ،2001‬وصل االحتياطي النفطي إلى ‪115‬‬
‫مليار برميل نتيجة لدراسات إعادة تقييم المعلومات الجيولوجية والمكمنية بالوسائل الحديثة(‪.)45‬‬

‫ومع بداية عام ‪ ،2020‬وصل االحتياطي النفطي المؤكد في العراق إلى ‪ 145‬مليار برميل(‪)46‬؛ وبذلك أصبح العراق‬
‫يحتل المرتبة الثانية عربيًّا من حيث االحتياطي النفطي المؤكد بعد السعودية (انظر الشكل رقم ‪ )2‬والخامسة عالميًّا بعد كل‬
‫من فنزويال والسعودية وكندا وإيران وفقًا ألحدث اإلحصاءات المتاحة في يونيو‪/‬حزيران ‪( 2020‬انظر الشكل رقم ‪.)3‬‬

‫الشكل رقم (‪ )2‬يبيِّن ترتيب الدول العربية حسب امتالكها لالحتياطيات النفطية في نهاية ‪)47(2019‬‬

‫‪15‬‬
‫الشكل رقم (‪ )3‬يبرز الدول التي تمتلك أعلى احتياطيات مؤكدة من النفط الخام في نهاية عام ‪( 2019‬مليار برميل)(‪)48‬‬

‫وبمراجعة المعطيات اإلحصائية في (الجدول رقم ‪ ،)4‬يتضح أن معدل اإلنتاج النفطي العراقي تطور من ‪ 3.101‬ماليين‬
‫برميل يوميًّا‪ ،‬عام ‪ ،2014‬ليصل إلى ‪ 4.779‬ماليين برميل يوميًّا في نهاية عام ‪ .2019‬كما ازدادت صادرات العراق‬
‫النفطية من ‪ 2.515‬مليون برميل يوميًّا لتصل إلى ‪ 3.390‬ماليين برميل يوميًّا بنهاية عام ‪.2019‬‬

‫ورغم زيادة الصادرات النفطية في عام ‪ ،2019‬والتي بلغت ‪ 3.390‬ماليين برميل يوميًّا‪ ،‬أي بزيادة قدرها نحو ‪0.875‬‬
‫مليون برميل يوميًّا عن عام ‪ ،2014‬فإن العائدات المالية من بيع النفط الخام العراقي تراجعت من ‪ 84.303‬مليار دوالر‪،‬‬
‫في عام ‪ ،2014‬لتصل إلى ‪ 68‬مليار دوالر‪ ،‬عام ‪ ،2019‬بسبب انخفاض أسعار النفط في األسواق الدولية‪ ،‬مما أثَّر سلبًا‬
‫على االقتصاد العراقي (انظر الجدول رقم ‪.)4‬‬

‫الجدول رقم (‪ )4‬يوضح مؤشرات القطاع النفطي في العراق للسنوات (‪)49((2019-2014‬‬


‫العائدات المالية (مليار دوًلر سنويًّا)‬ ‫الصادرات النفطية‬ ‫اإلنتاج النفطي‬ ‫السنة‬
‫(مليون برميل يوم ًّيا)‬ ‫(مليون برميل يوم ًّيا)‬
‫‪84.303‬‬ ‫‪2.515‬‬ ‫‪3.101 2014‬‬
‫‪49.211‬‬ ‫‪3.004‬‬ ‫‪3.239 2015‬‬
‫‪43.684‬‬ ‫‪3.803‬‬ ‫‪3.986 2016‬‬
‫‪59.730‬‬ ‫‪3.802‬‬ ‫‪4.538 2017‬‬
‫‪68.192‬‬ ‫‪3.862‬‬ ‫‪4.632 2018‬‬
‫‪68‬‬ ‫‪3.390‬‬ ‫‪4.779 2019‬‬

‫‪16‬‬
‫‪ .2.4‬القطاع المالي‬
‫تمثِل الموازنة العامة في أي بلد وثيقة رسمية تتضمن الموارد المالية المتوقع تحصيلها خالل سنة‪ ،‬وأوجه اإلنفاق لهذه‬
‫الموارد في تلك السنة(‪ . )50‬وتعكس أرقام المبالغ المالية المثبتة في الموازنة االتحادية لجمهورية العراق صورة واضحة‬
‫للتطورات المالية في البالد‪ ،‬وتُع َّد من أهم المؤشرات المالية التي توضح مديات التطور االقتصادي في العراق‪.‬‬

‫وبمراجعة المعطيات اإلحصائية المثبتة في (الجدول رقم ‪ ،)5‬يتضح اآلتي‪:‬‬


‫‪ -‬سجلت الموازنة العامة االتحادية لجمهورية العراق لعام ‪ 2013‬أعلى األرقام‪ ،‬والتي كانت (‪ )106.041.478.2‬مليار‬
‫دوالر بسبب ارتفاع أسعار النفط الخام في األسواق العالمية‪.‬‬
‫‪ -‬لم يتم إقرار موازنة عام ‪ 2014‬بسبب الخالفات السياسية بين أقطاب السلطة‪.‬‬
‫‪ -‬تراجعت الموازنة الحكومية إلى أدنى مستوى لها في عام ‪ 2017‬وكانت نحو (‪ )66.845.533.84‬مليار دوالر‪.‬‬
‫‪ -‬عادت أرقام الموازنة لالرتفاع في عام ‪ ،2019‬وكانت (‪ )89.314.455.89‬مليار دوالر‪.‬‬
‫ويمكن تفسير التذبذب في أرقام الموازنات الحكومية في العراق بين عامي ‪ 2013‬و‪ 2019‬العتمادها‪ ،‬وبنسبة تتجاوز‬
‫‪ ،%90‬على واردات بيع النفط الخام في األسواق الدولية‪ ،‬والذي شهد هو اآلخر تذبذبًا في األسعار بين مدة وأخرى‪ ،‬مما‬
‫انعكس ذلك سلبيًّا على أرقام الموازنات الحكومية‪ ،‬وزاد من اتساع المشاكل االقتصادية في البالد‪ ،‬وخاصة مشكلة الفقر‪.‬‬

‫الجدول رقم (‪ )5‬يبرز الموازنة العامة في العراق للسنوات (‪)51()2019-2012‬‬


‫الموازنة العامة‬ ‫سعر صرف الدينار العراقي مقابل الدوًلر‬ ‫الموازنة العامة‬
‫(مليار دوًلر)‬ ‫(تريليون دينار)‬ ‫السنة‬
‫‪87.458.887.18‬‬ ‫‪1176‬‬ ‫‪102.326.898.000 2012‬‬
‫‪106.041.478.2‬‬ ‫‪1125‬‬ ‫‪119.296.663.096 2013‬‬
‫‪---‬‬ ‫‪---‬‬ ‫‪--- 2014‬‬
‫‪80.658.974.38‬‬ ‫‪1166‬‬ ‫‪94.048.364.139 2015‬‬
‫‪70.069.299.43‬‬ ‫‪1166‬‬ ‫‪81.700.803.138 2016‬‬
‫‪66.845.533.84‬‬ ‫‪1182‬‬ ‫‪79.001.142.100 2017‬‬
‫‪76.972.792.63‬‬ ‫‪1182‬‬ ‫‪90.981.840.893 2018‬‬
‫‪89.314.455.89‬‬ ‫‪1182‬‬ ‫‪105.569.686.870 2019‬‬

‫‪ .3.4‬التجارة الخارجية‬
‫تعكس أرقام التجارة الخارجية حركة السلع والخدمات بين دول ٍة ما وبقية دول العالم خالل مدة زمنية عادة ما تكون لمدة‬
‫سنة‪ ،‬فيما يبيِن الميزان التجاري في أحد جانبيه قيمة واردات البلد من العالم الخارجي من سلع وخدمات‪ ،‬وفي الجانب اآلخر‬
‫يبين هذا الميزان قيمة السلع والخدمات التي يصدِرها البلد‪ .‬ويُع ُّد الميزان التجاري أحد المؤشرات التي يقاس بموجبها مدى‬
‫تطور البلد اقتصاديًّا‪.‬‬

‫وفي ضوء ما تقدم‪ ،‬تُظهر مؤشرات القيم المالية للصادرات والواردات في العراق للسنوات (‪ )2019-2014‬ارتفاع أرقام‬
‫الصادرات عن أرقام الواردات (انظر الجدول رقم ‪ .)6‬وقد أفضت هذه الحالة إلى تسجيل فائض في الميزان التجاري طيلة‬

‫‪17‬‬
‫السنوات الخمسة الماضية مع مالحظة تراجع أرقام الفائض التجاري طبقًا لتراجع قيم الصادرات والواردات‪ ،‬مع األخذ‬
‫تشكل العصب األساس في الصادرات العراقية‪.‬‬
‫بنظر االعتبار أن صادرات النفط ِ‬

‫الجدول رقم (‪ )6‬يبيِّن التجارة الخارجية للعراق للسنوات ‪( 2019-2014‬مليار دوًلر)(‪)52‬‬


‫الميزان التجاري (الصادرات‪-‬الواردات)‬ ‫إجمالي الواردات‬ ‫إجمالي الصادرات‬ ‫السنة‬
‫‪20.331‬‬ ‫‪68.618‬‬ ‫‪88.949 2014‬‬
‫‪0.940-‬‬ ‫‪58.517‬‬ ‫‪57.577 2015‬‬
‫‪2714‬‬ ‫‪44.116‬‬ ‫‪46.830 2016‬‬
‫‪15.098‬‬ ‫‪48.506‬‬ ‫‪63.604 2017‬‬
‫‪42.065‬‬ ‫‪53.191‬‬ ‫‪95.256 2018‬‬
‫‪30.310‬‬ ‫‪46.262‬‬ ‫‪76.572 2019‬‬

‫وكما هو معروف‪ ،‬فإن تطور أي بلد اقتصاديًّا ينعكس إيجابيًّا على المجتمع‪ ،‬ثراء ورخاء وتقد ًما‪ ،‬فيما يؤدي تراجع التطور‬
‫االقتصادي إلى مشاكل سياسية واجتماعية عديدة‪ ،‬وفي مقدمتها زيادة ظاهرة الفقر في البلد‪ .‬وقد أظهرت المعطيات‬
‫اإلحصائية أن تطورات االقتصاد العراقي خالل السنوات األخيرة اتسمت بعدم االستقرار وتزايد عناصر الوهن والضعف‬
‫واإلفقار في غالبية قطاعات االقتصاد الكلي‪ ،‬والتأثر بتقلبات األسعار في األسواق العالمية‪ ،‬خاصة أن االقتصاد العراقي ال‬
‫يزال في المرحلة األولى (المرحلة القديمة) للنمو االقتصادي‪ ،‬وهي مرحلة االقتصاد الريعي المعتمد كليًّا على الموارد‬
‫الطبيعية‪ ،‬وتحديدًا الموارد المتأتية من تصدير النفط الخام لألسواق الدولية‪ .‬ولضمان تطور هذه المرحلة‪ ،‬أي مرحلة‬
‫االقتصاد الريعي‪ ،‬تمهيدًا النتقال االقتصاد إلى مرحلة الكفاءة ثم الفعالية‪ ،‬البد من توفر بنية تحتية قوية ومتماسكة ومستقرة‬
‫لضمان ممارسة األعمال االقتصادية لتقود حركة االقتصاد الكلي نحو إثراء وتطوير قطاعاته‪ ،‬ال إفقارها كما حصل في‬
‫المرحلة السابقة‪ ،‬والتي تفترض التنسيق والتعاون مع قطاعات التعليم والصحة والتي تعتبر من أهم أسس التنمية االقتصادية‪.‬‬
‫وعلى سبيل المثال‪ ،‬شهدت السنوات الخمسة األخيرة‪ ،‬تراجع أرقام العائدات المالية لتصدير النفط‪ ،‬وعدم إقرار الموازنة‬
‫السنوية للدولة في عام ‪ ،2014‬بسبب الخالفات السياسية وتراجع أرقام الموازنة الحكومية للسنوات الالحقة‪ ،‬وأفرزت هذه‬
‫يؤرق صنَّاع القرار السياسي‬
‫التداعيات تزايد المشاكل االجتماعية وفي مقدمتها ظاهرة الفقر التي تحولت إلى "مأزق" دائم ِ‬
‫واالقتصادي في العراق‪.‬‬

‫خاتمة‬
‫ا‬
‫أوًل‪ :‬استنتاجات‬
‫‪ -‬تنتشر ظاهرة الفقر في أية دولة من دول العالم‪ ،‬من حيث المبدأ لسببين رئيسين‪ :‬األول‪ :‬هو ندرة الموارد‪ ،‬خاصة الطبيعية‬
‫منها‪ ،‬والثاني‪ :‬سوء إدارة الموارد الطبيعية المتاحة‪ .‬وتنطبق الحالة الثانية على ظاهرة الفقر في العراق‪ ،‬والذي يمتلك‬
‫إمكانيات بشرية كبيرة وثروات طبيعية هائلة‪ ،‬كالمياه واألراضي الزراعية والنفط الخام والغاز الطبيعي والفوسفات‬
‫والكبريت واليورانيوم‪ ،‬وغيرها من الموارد الطبيعية‪ .‬وبذلك‪ ،‬فإن وجود ظاهرة الفقر في العراق يُفترض أن يكون ظاهرة‬
‫وقتية يتم تجاوزها تدريجيًّا حال تجاوز الظروف االستثنائية‪ ،‬وشروع الدولة في إعادة اإلعمار وعلى كافة األصعدة‪،‬‬
‫واستكمال إدارة الموارد الطبيعية بما يعزز االزدهار االقتصادي في البالد‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫‪ -‬على الرغم من كون غالبية المرتكزات النظرية المعلنة للسياسات االقتصادية في العراق عكست بصورة عامة توجهات‬
‫إيجابية وصحيحة‪ ،‬وإن لم تكن مثالية‪ ،‬فإن مضامينها لم تُعت َمد بصورة نموذجية لتطبيق برامج وخطط اقتصادية للنهوض‬
‫باالقتصاد الوطني لمرحلة جديدة‪ ،‬أي إن هناك فوارق كبيرة بين ما تضمنته هذه األسس‪ ،‬وما جرى تطبيقه على الصعيد‬
‫العملي‪.‬‬

‫‪ -‬أظهرت المعطيات اإلحصائية الرسمية والدولية انتشار ظاهرة الفقر في العراق‪ ،‬سواء أكان ذلك بتدني مستوى التنمية‬
‫البشرية في العراق إلى مرتبة (متوسط) وبما يُعادل مستوى التنمية في دولة المغرب غير النفطية‪ ،‬مع أن العراق ثاني أكبر‬
‫ً‬
‫فضال عن ارتفاع أعداد العاطلين إلى أكثر من ‪ 5‬ماليين عاطل‪ ،‬وانخفاض نصيب الفرد من‬ ‫مصدِر للنفط بعد السعودية‪،‬‬
‫دوالرا سنويًّا‪ ،‬لذلك ارتفعت نسبة فقر الدخل ‪ ،%20‬والفقر متعدد األبعاد بنسبة‬
‫ً‬ ‫الناتج المحلي اإلجمالي إلى ‪5955.11‬‬
‫وصلت إلى ‪%35‬؛ مما يعني أن أكثر من ثلث سكان العراق هم من الفقراء‪ ،‬أي ‪ 13‬مليون فقير في العراق خالل الوقت‬
‫الحاضر‪.‬‬

‫ثانياا‪ :‬المعالجات المقترحة‬


‫‪ -‬تعكس المؤشرات االقتصادية التي تم استعراض معطياتها اإلحصائية‪ ،‬والتي تخص القطاع النفطي‪ ،‬والقطاع المالي‬
‫والقطاع التجاري‪ ،‬طبيعة االقتصاد العراقي الريعي الذي يعتمد بشكل مطلق على اإلنتاج النفطي؛ مما يؤدي إلى ارتباط‬
‫االقتص اد العراقي بمتغيرات خارجية ترتبط بأسواق النفط الدولية‪ ،‬والتي تتحكم بأسعاره‪ ،‬وهو ما يتطلب إعادة النظر‬
‫بالبرامج االقتصادية الالحقة لتنويع مصادر الدخل بتشجيع القطاعات الفاعلة األخرى في االقتصاد العراقي‪ ،‬خاصة قطاعات‬
‫الصناعة والزراعة والخدمات‪.‬‬

‫‪ -‬إن الظروف الذاتية والموضوعية التي يمر بها االقتصاد العراقي تحتاج إلى ترابط وثيق جدًّا بين الدولة والقطاع الخاص‬
‫وأطراف العمل من حيث التخطيط والتمويل والتنفيذ والمتابعة‪ ،‬مع استمرار األولوية لدور الدولة عدة سنوات الحقة‪ ،‬ولحين‬
‫تحقيق تطور ملموس باالقتصاد الوطني لتجاوز التداعيات السلبية لهذه المرحلة‪.‬‬

‫‪ -‬يتطلب تنشيط قطاع التجارة الخارجية واالستفادة من قدرات العراق االقتصادية‪ ،‬وبالذات النفطية منها‪ ،‬تطبيق سياسة‬
‫اقتصادية مرنة تتجاوز تأثيرات األيديولوجيات‪ ،‬وتعطي األولوية للمصلحة الوطنية عبر إقامة عالقات اقتصادية مع الدول‬
‫المجاورة كافة‪ ،‬وبما يحقق المصلحة االقتصادية بالدرجة األساس‪.‬‬

‫‪ -‬وفي ضوء التطبيقات العملية التي يشهدها العراق في الميدان االقتصادي‪ ،‬وبخاصة منذ سنة ‪ 2003‬وحتى ‪ ،2020‬فإن‬
‫ظاهرة الفقر في العراق لم تعد مشكلة اقتصادية وقتية أو اجتماعية عابرة‪ ،‬بل تحولت إلى مأزق دائم يواجه صانع القرار‬
‫السياسي واالقتصادي واالجتماعي في البالد‪ ،‬وعندئذ البد من التفكير مليًّا في إعادة النظر بكل المؤسسات والضوابط التي‬
‫هيمنت على دوائر صنع القرار في العراق تمهيدًا إلقرار معالجات ذات جدوى اقتصادية مثمرة إلشكالية ظاهرة الفقر في‬
‫العراق‪ ،‬سواء أكان ذلك في المدى المنظور أم على الصعيد االستراتيجي‪.‬‬
‫*د‪ .‬خضير عباس أحمد النداوي‪ ،‬أستاذ االقتصاد الدولي المساعد‪ ،‬كلية الفارابي الجامعة‪ ،‬بغداد‪ ،‬العراق‪.‬‬

‫ا‬
‫كامال (اضغط هنا)‬ ‫نُ ِّ‬
‫شرت هذه الدراسة في العدد الثامن من مجلة لباب‪ ،‬لالطالع على العدد‬

‫‪19‬‬
‫المراجع‬
‫(‪ )1‬عبد الرزاق الفارس‪ ،‬الفقر وتوزيع الدخل في الوطن العربي‪ ،‬ط ‪( 1‬بيروت‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،)2001 ،‬ص ‪.19‬‬

‫(‪ )2‬حال زيدان المعاضيدي‪ ،‬أحمد إبراهيم عبد منصور‪" ،‬الفقر‪ :‬المفهوم واألسباب العراق أنموذ ًجا"‪ ،‬مجلة تنمية الرافدين (المجلد ‪ ،35‬العدد ‪ ،)2013 ،114‬ص ‪.102‬‬

‫(‪" )3‬الخلفية النظرية لمفهوم الفقر"‪ ،‬المعهد العربي للتخطيط‪( ،‬دون تاريخ)‪( ،‬تاريخ الدخول‪ 27 :‬نوفمبر‪/‬تشرين الثاني ‪.shorturl.at/bcRY1 :)2019‬‬

‫(‪ )4‬إيريك جنسن‪ ،‬الفقر والتعليم‪ ،‬ترجمة صفاء األعسر‪ ،‬ط ‪( 1‬القاهرة‪ ،‬المركز القومي للترجمة‪ ،)2015 ،‬ص ‪.16‬‬

‫(‪.Oxford International Development, Global Multidimensional Poverty, (2018), x )5‬‬

‫(‪.Ibid )6‬‬

‫(‪" )7‬القضاء على الفقر"‪ ،‬الموقع الرسمي لألمم المتحدة‪( ،‬دون تاريخ)‪( ،‬تاريخ الدخول‪ 18 :‬أغسطس‪/‬آب ‪.shorturl.at/agkpS :)2020‬‬

‫(‪ ) 8‬محمد حسين باقر‪" ،‬قياس الفقر في دول اللجنة االقتصادية واالجتماعية لغرب آسيا"‪ ،‬سلسلة دراسات مكافحة الفقر (العدد ‪ ،)1996 ،3‬ص ‪.6‬‬

‫(‪ )9‬الفارس‪ ،‬الفقر وتوزيع الدخل في الوطن العربي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.27‬‬

‫(‪Global MPI Data Tables 2020,” Oxford Poverty and Human Development Initiative, 2020, “accessed August 18, 2020”. “ )10‬‬
‫‪.shorturl.at/cwzSZ‬‬

‫(‪.The Global Multidimensional Poverty Index (MPI) 2019,” Global MPI Methodological Note, (July 2019), 7“ )11‬‬

‫(‪ )12‬الموسوعة العربية العالمية‪ ،‬األجر والساعات‪ ،‬ط ‪( 2‬الرياض‪ ،‬مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع‪ ،)1999 ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪.236‬‬

‫(‪ )13‬حسن النجفي‪ ،‬القاموس االقتصادي (بغداد‪ ،‬مديرية مطابع اإلدارة المحلية‪ ،)1977 ،‬ص ‪.335‬‬

‫(‪ )14‬جمهورية العراق‪ ،‬مجلس الوزراء‪ ،‬هيئة المستشارين‪" ،‬استراتيجية تطوير القطاع الخاص ‪( ،"2030-2014‬بغداد‪ ،‬أبريل‪/‬نيسان ‪ ،)2014‬ص ‪.8‬‬

‫(‪ )15‬ابن منظور‪ ،‬لسان العرب‪( ،‬القاهرة‪ ،‬دار المعارف‪ ،)1998 ،‬ج ‪ ،3‬ص ‪.2149‬‬

‫(‪ )16‬علي الدين هالل وآخرون‪ ،‬معجم المصطلحات السياسية‪( ،‬القاهرة‪ ،‬مطبعة أطلس‪ ،)1994 ،‬ص ‪.212‬‬

‫(‪.Ludwig von Mises, Economic policy, 3 ed. (Chicago: 2006), 5 )17‬‬

‫(‪ ) 18‬عبد علي المعموري‪ ،‬خضير عباس النداوي‪" ،‬السياسات االقتصادية في العراق بعد االحتالل األميركي"‪ ،‬مجلة اإلدارة واالقتصاد (جامعة بابل‪ ،‬العدد ‪ ،)2011 ،4‬ص ‪.8‬‬

‫(‪ )19‬لمزيد من التفاصيل‪ ،‬انظر‪ :‬جمهورية العراق‪ ،‬دستور جمهورية العراق‪ ،‬ط ‪( 2‬بغداد‪ ،)2006 ،‬ص ‪56-21‬‬

‫(‪ )20‬لتفاصيل أكثر‪ ،‬انظر‪ :‬جمهورية العراق‪" ،‬قانون المحافظات غير المرتبطة بإقليم"‪ ،‬الوقائع‪ ،‬العدد ‪ 31 ،4070‬مارس‪/‬آذار ‪.2008‬‬

‫(‪ )21‬لتفاصيل أكثر‪ ،‬انظر‪" :‬قانون المحافظات غير المرتبطة بإقليم"‪ ،‬الوقائع‪ ،‬العدد ‪ 31 ،4070‬مارس‪/‬آذار ‪.2008‬‬

‫(‪ )22‬جمهورية العراق‪ ،‬وزارة التخطيط‪" ،‬استراتيجية التخفيف من الفقر في العراق‪ ،"2022-2018 :‬ص ‪.22‬‬

‫(‪ )23‬برنامج األمم المتحدة اإلنمائي‪" ،‬تقرير التنمية البشرية لعام ‪( ،"2019‬نيويورك‪ ،)2019 ،‬ص ‪.300‬‬

‫(‪" )24‬تعداد السكان اإلجمالي‪ ،"Iraq -‬الموقع الرسمي للبنك الدولي‪( ،‬دون تاريخ)‪( ،‬تاريخ الدخول‪ 15 :‬أغسطس‪/‬آب ‪.shorturl.at/vyDH6 :)2020‬‬

‫(‪" )25‬القوى العاملة‪ ،‬إجمالي‪ ،"Iraq -‬الموقع الرسمي للبنك الدولي‪( ،‬دون تاريخ)‪( ،‬تاريخ الدخول‪ 15 :‬أغسطس‪/‬آب ‪.shorturl.at/jsA39 :)2020‬‬

‫(‪ )26‬المرجع السابق‪.‬‬

‫(‪ )27‬جمهورية العراق‪ ،‬وزارة العدل‪ ،‬الوقائع‪ ،‬العدد ‪ 11 ،4529‬فبراير‪/‬شباط ‪.2019‬‬

‫(‪" )28‬بطالة‪ ،‬إجمالي (‪ %‬من إجمالي القوى العاملة)‪ ،"Iraq -‬الموقع الرسمي للبنك الدولي‪( ،‬تاريخ الدخول‪ 18 :‬أغسطس‪/‬آب ‪.shorturl.at/alpV7 :)2020‬‬

‫(‪" )29‬الزيادة السكانية (‪ %‬سنويًّا)‪ ،"Iraq -‬الموقع الرسمي للبنك الدولي‪( ،‬تاريخ الدخول‪ 18 :‬أغسطس‪/‬آب ‪.shorturl.at/qvFI9 :)2020‬‬

‫(‪" )30‬نصيب الفرد من الناتج المحلي اإلجمالي باألسعار الجارية للدوالر‪ ،"Iraq -‬الموقع الرسمي للبنك الدولي‪( ،‬تاريخ الدخول‪ 25 :‬أغسطس‪/‬آب ‪.st.ly/YSSK :)2020‬‬

‫‪" -‬نمو إجمالي الناتج المحلي (‪%‬سنويًّا)‪ ،"Iraq -‬الموقع الرسمي للبنك الدولي‪( ،‬تاريخ الدخول‪ 18 :‬أغسطس‪/‬آب‪.shorturl.at/boA25 :)2020‬‬

‫(‪ )31‬جمهورية العراق‪ ،‬وزارة التخطيط‪" ،‬استراتيجية التخفيف من الفقر في العراق‪ ،"2022-2018 :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.22‬‬

‫(‪ )32‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.48‬‬

‫(‪ )33‬برنامج األمم المتحدة اإلنمائي‪" ،‬تقرير التنمية البشرية لعام ‪ ،"2019‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.320‬‬

‫(‪" )34‬قرارات مجلس األمن الدولي"‪ ،‬الموقع الرسمي لألمم المتحدة‪( ،‬تاريخ الدخول‪ 15 :‬أغسطس‪/‬آب ‪.shorturl.at/sKQY0 :)2020‬‬

‫(‪" )35‬إجمالي الناتج المحلي اإلجمالي بالقيمة الحالية بالدوالر"‪ ،‬الموقع الرسمي للبنك الدولي‪( ،‬تاريخ الدخول‪ 15 :‬أغسطس‪/‬آب ‪.shorturl.at/fmFR7 :)2020‬‬

‫(‪ )36‬المرجع السابق‪.‬‬

‫(‪" )37‬نصيب الفرد من الناتج المحلي اإلجمالي باألسعار الجارية للدوالر‪ ،"Iraq -‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫(‪ )38‬بول بريمر‪ ،‬عام قضيته في العراق‪ ،‬ترجمة عمر األيوبي‪( ،‬بيروت‪ ،‬دار الكتاب العربي‪ ،)2006 ،‬ص ‪.29‬‬

‫(‪ )39‬عماد عبد اللطيف سالم‪" ،‬الفساد في العراق من البنية إلى الظاهرة‪ :‬م حاولة للخروج من الحلقة المفرغة"‪ ،‬مجلة الغري للعلوم االقتصادية واإلدارية (جامعة الكوفة‪ ،‬كلية اإلدارة‬
‫واالقتصاد‪ ،‬العدد ‪ ،)2017 ،3‬ص ‪.469‬‬

‫(‪.Robert F. Worth, Inside the Iraqi Kleptocracy, The New York Time Magazine, July 29, 2020 )40‬‬

‫(‪.Transparency International, “Corruption Perceptions Index 2018,”: 2 )41‬‬

‫(‪ )42‬مجلس النواب العراقي‪ ،‬هيئة النزاهة االتحادية‪ ،‬التقرير السنوي‪ ،)2019( ،‬ص ‪.35-25‬‬

‫(‪" )43‬عدد الالجئين حسب بلد أو إقليم المنشأ‪/‬العراق"‪ ،‬الموقع الرسمي للبنك الدولي‪( ،‬تاريخ الدخول‪ 17 :‬أغسطس‪/‬آب ‪.shorturl.at/wPYZ4 :)2020‬‬

‫(‪ )44‬مجلس النواب العراقي‪" ،‬المفوضية العليا لحقوق اإلنسان في العراق‪ ،‬التقرير السنوي لعام ‪( ،"2018‬بغداد‪ ،)2019 ،‬ص ‪.20‬‬

‫(‪.BP Statistical Review of World Energy,” (June 2020): 14“ )45‬‬

‫(‪ )46‬خضير عباس النداوي‪" ،‬االستثمار األجنبي في القطاع النفطي في العراق بعد ‪ ،"2003‬مجلة كلية التربية للبنات (جامعة بغداد‪ ،‬المجلد ‪ ،25‬العدد ‪ ،)2014 ،3‬ص ‪.668‬‬

‫(‪BP Statistical Review of World Energy,”: 12“ )47‬‬

‫(‪Ibid, 14 )48‬‬

‫(‪ )49‬اإلنتاج النفطي للسنوات (‪:)2019 -2014‬‬

‫“‪.BP Statistical Review of World Energy,”: 16‬‬

‫‪ -‬الصادرات النفطية للسنوات (‪:)2018-2014‬‬

‫‪.OPEC, “Annual Statistical Bulletin,” (2020): 220-60‬‬

‫‪ -‬العائدات المالية للسنوات (‪:)2018-2014‬‬

‫‪.OPEC, “Annual Statistical Bulletin,”: 20‬‬

‫‪ -‬الصادرات النفطية للعراق في عام ‪:2019‬‬

‫“ ‪Iraq’s crude oil exports exceed 98 mln barrels in February,” hellenicshippingnews, March 3, 2020. “accessed April 3, 2020”.‬‬
‫‪.shorturl.at/fqyH2‬‬

‫‪ -‬العائدات المالية لعام ‪ ،2019‬تقديرات الباحث‪.‬‬

‫(‪ )50‬جمهورية العراق‪ ،‬وزارة التخطيط‪" ،‬دليل المصطلحات االقتصادية والتخطيطية"‪ ،)1988( ،‬ص ‪.59‬‬

‫(‪ )51‬لعام ‪ ،2012‬جمهورية العراق‪ ،‬الوقائع‪ ،‬العدد ‪ 12 ،4233‬مارس‪/‬آذار ‪.2012‬‬

‫‪ -‬لعام ‪ ،2013‬جمهورية العراق‪ ،‬الوقائع‪ ،‬العدد ‪ 25 ،4272‬مارس‪/‬آذار ‪.2013‬‬

‫‪ -‬عام ‪ ،2014‬لم تقر الموازنة االتحادية لجمهورية العراق‪.‬‬

‫‪ -‬لعام ‪ ،2015‬جمهورية العراق‪ ،‬الوقائع‪ ،‬العدد ‪ 16 ،4352‬فبراير‪/‬شباط ‪.2015‬‬

‫‪ -‬لعام ‪ ،2016‬جمهورية العراق‪ ،‬الوقائع‪ ،‬العدد ‪ 18 ،4394‬يناير‪/‬كانون الثاني ‪.2016‬‬

‫‪ -‬لعام ‪ ،2017‬جمهورية العراق‪ ،‬الوقائع‪ ،‬العدد ‪ 9 ،4430‬يناير‪/‬كانون الثاني ‪.2017‬‬

‫‪ -‬لعام ‪ ، 2018‬الموقع الرسمي للبرلمان العراقي‪" ،‬القراءة األولى لقانون الموازنة االتحادية لجمهورية العراق للسنة المالية ‪( ،2018‬تاريخ الدخول‪ 20 :‬أغسطس‪/‬آب ‪:)2020‬‬
‫‪.shorturl.at/bfx24‬‬

‫‪ -‬لعام ‪ ،2019‬جمهورية العراق‪ ،‬الوقائع‪ ،‬العدد ‪ 11 ،4529‬فبراير‪/‬شباط ‪.2019‬‬

‫‪ -‬سعر صرف الدينار العراقي مقابل الدوالر األميركي‪ ،‬للسنوات ‪ ،2016-2012‬استنادًا للتقرير االقتصادي العربي الموحد‪( ،‬أبو ظبي‪ ،)2016 ،‬ص‪ .530‬أما لعام ‪ ،2017‬فسعر الصرف‬
‫مثبت بقانون الموازنة المنشور في جريدة الوقائع‪ ،‬العدد ‪ 9 ،4430‬يناير‪/‬كانون الثاني ‪ ،2017‬وكذلك لعامي ‪ 2018‬و‪ 2019‬مثبت بقانون الموازنة االتحادية‪.‬‬

‫‪ -‬تم تحويل أرقام الموازنة من الدينار العراقي إلى الدوالر األميركي من قبل الباحث‪.‬‬

‫(‪ )52‬للسنوات (‪.OPEC, “Annual Statistical Bulletin 2020,”: 19-21 :)2018 -2014‬‬

‫‪ -‬لسنة ‪.Economist Intelligence Unit, “Country report, Iraq,” May 25, 2020: 10 :2019‬‬

‫انتهى‬

‫‪21‬‬

You might also like